text
stringlengths
0
11.3k
رسالة مؤرخة 2 كانون الثاني/يناير 2002 موجهة إلى الأمين العام من الممثل الدائم لقطر لدى الأمم المتحدة
أتشرف بأن أحيل إلى سعادتكم طيه وثيقتي المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة المعقود في الدوحة بدولة قطر من 29 إلى 31 كانون الأول/ديسمبر 2001:
(أ) نص بيان سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر ورئيس مؤتمر القمة الإسلامي التاسع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، في افتتاح المؤتمر (المرفق الأول)؛
(ب) نص البيان الختامي (المرفق الثاني).
وأرجو التكرم بتعميم نص هذه الرسالة ومرفقيها بوصفها من وثائق الجمعية العامة تحت البنود 21 (د)، و 25، و 33، و 41، و 69، و 90 من جدول الأعمال، ومن وثائق مجلس الأمن.
(توقيع) ناصر عبد العزيز الناصر السفير الممثل الدائم
المرفق الأول للرسالة المؤرخة 2 كانون الثاني/يناير 2002 الموجهة إلى الأمين العام من الممثل الدائم لقطر لدى الأمم المتحدة
ينعقد مؤتمركم هذا في ظروف دولية، تلقي بآثارها وانعكاساتها السلبية على أنماط الحياة ومنظومة القيمة والمفاهيم بما يحتم علينا جميعا استشراف السبل الكفيلة للتعامل مع هذه الظروف وما تنطوي عليه من تحديات لأمتنا الإسلامية، والعمل على توضيح الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين بالشكل الذي يعكس بلا لبس روح الدين الحنيف وتعاليمه السمحاء، ويمّكن المسلمين من مواجهة تلك التحديات بكل وعي وإدراك.
ومن هنا تأتي أهمية الإسراع بتطبيق الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي التي يضعها مؤتمركم الموقر على رأس اهتماماته، والتي نراها خطوة هامة في الاتجاه الصحيح لتأكيد الإرادة الجماعية للأمة وسعيها للنهوض من جديد لاستئناف دورها الحضاري والثقافي للتواصل والحوار مع الحضارات الأخرى في وقت ظهرت فيه أفكار خاطئة ترى بحتمية الصراع بين الحضارات ونبذ الآخر وعزله.
ومن هنا نكرر دعوتنا إلى الحوار بين مختلف الحضارات لأنه بغير ذلك الحوار لن تنعم الإنسانية بالأمن ولن يعم السلام.
إن العمل على تصحيح الصور المشوهة والمغلوطة عن الإسلام والمسلمين لأمر ضروري حتى يتسنى تعزيز التفاهم المتبادل، لا سيما وأنه قد كثر في الآونة الأخيرة من يروج لذلك في دوائر فكرية وإعلامية واسعة، وخصوصا لدى الغرب، وهي مسؤولية تقتضي منا الاستعانة بما لدينا من قدرات، لتطوير حوار إيجابي وصريح مع أبناء الحضارات الأخرى، ينقل إليهم صورة واضحة عن الإسلام والثقافة الإسلامية.
ولعله يتعين علينا أن نستفيد من منجزات ثورة الاتصالات والمعلومات، وبالأخص من الدور الحيوي الذي باتت تلعبه القنوات الفضائية في تشكيل الوعي الثقافي والتأثير على الرأي العام لدى مختلف الأمم والشعوب، وأن نضع إنشاء قناة فضائية إسلامية ضمن أولويات العمل الثقافي الإسلامي المشترك باعتبارها أداة ضرورية للمخاطبة والحوار مع الحضارات الأخرى، وبحيث تكون متاحة لمختلف الاجتهادات الفكرية والثقافية في الإسلام.
كما يتوجب علينا الاستفادة من كافة الأدوات والوسائل المتوفرة لنا.
ولدينا، أيها الأخوة، جاليات مسلمة مهاجرة في شتى ربوع الأرض، يتعين علينا أن نمد إليها أيدينا، وأن نتواصل معها ونتواصل أيضا من خلالها مع أبناء الحضارات الأخرى الذين تعيش بينهم تلك الجاليات المسلمة، والتي أصبحت بما لديها من قدرات ومعارف وما تحمله من روابط مع أمتها الإسلامية نافذة تطل منها الثقافات الأخرى على الإسلام.
علينا أن نسعى جاهدين لفك الرباط البغيض الذي ينسجه المغرضون بين الإسلام والإرهاب وأن نتصدى لذلك بكل جدية لتصحيح الصور النمطية الجائرة عن المسلمين، وللتعريف السليم بمبادئ الثقافة الإسلامية.
كما أود التأكيد على ضرورة التصدي لما تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وما تقوم به من انتهاكات مكشوفة ضد مؤسساته الثقافية والتعليمية، وتخريب ومصادرة ممتلكاته ومقدساته ومعالمه الأثرية والتاريخية في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.
لا يفوتنا هنا أن نعرب عن شكرنا للجهود القيِّمة التي يقوم بها فخامة الرئيس عبد الله واد رئيس جمهورية السنغال الشقيقة من خلال ترؤسه للجنة الدائمة للإعلام والشؤون الثقافية.
كما يطيب لي أن أنوه بالإنجازات الكبيرة التي حققتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في سبيل خدمة أمتها الإسلامية.
أرحب بكم في الدوحة، متمنيا لكم ولمؤتمركم كل النجاح والتوفيق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المرفق الثاني للرسالة المؤرخة 2 كانون الثاني/يناير 2002 الموجهة إلى الأمين العام من الممثل الدائم لقطر لدى الأمم المتحدة
البيان الختامي للمؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة (الدوحة: 29-31 كانون الأول/ديسمبر 2001)
برعاية سامية من صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر رئيس مؤتمر القمة الإسلامي التاسع، وباستضافة كريمة من سموه، وبدعوة من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وبالتعاون والتنسيق مع حكومة دولة قطر ومع سكرتارية مؤتمر القمة الإسلامي التاسع، عقد بعون من الله تعالى وتوفيقه، المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة دورته الثالثة في الدوحة في الفترة من 14 إلى 16 من شوال 1422 هـ، الموافق من 29 إلى 31 كانون الأول/ديسمبر 2001.
وحضر حفل افتتاح المؤتمر سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني ولي عهد دولة قطر، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، والمدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة - اليونسكو -، والمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - الإليكسو.
وقد شرف صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد، المؤتمر برئاسة جلسته الافتتاحية، وبتوجيه كلمة سامية إلى أعضائه، أبرز في مستهلها أن المؤتمر ينعقد في ظروف دولية تلقي بآثارها وانعكاساتها السلبية على أنماط الحياة ومنظومة القيم والمفاهيم بما يحتم علينا جميعا استشراف السبل الكفيلة للتعامل مع هذه الظروف وما تنطوي عليه من تحديات لأمتنا الإسلامية.
وقال سموه إن العمل على تصحيح الصورة المشوهة والمغلوطة عن الإسلام والمسلمين لأمر ضروري حتى يتسنى تعزيز التفاهم المتبادل، لا سيما وأنه قد كثر في الآونة الأخيرة من يروج لذلك في دوائر فكرية وإعلامية واسعة، خصوصا لدى الغرب، وهي مسؤولية تقتضي منا الاستعانة بما لدينا من قدرات لتطوير حوار إيجابي وصريح مع أبناء الحضارات الأخرى ينقل إليهم صورة واضحة عن الإسلام والثقافة الإسلامية.
وأكد سموه على ضرورة التصدي لما تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وما تقوم به من انتهاكات مكشوفة ضد مؤسساته الثقافية والتعليمية وتخريب ومصادرة ممتلكاته ومقدساته ومعالمه الأثرية والتاريخية في كامل الأراضي الفلسطينية.
ودعا سموه إلى وضع مشروع إنشاء قناة فضائية إسلامية ضمن أولويات العمل الثقافي المشترك باعتبارها أداة ضرورية للمخاطبة والحوار مع الحضارات الأخرى، وبحيث تكون متاحة لمختلف الاجتهادات الفكرية والثقافية في الإسلام.
ونوه سموه بالإنجازات الكبيرة التي حققتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في سبيل خدمة أمتها الإسلامية.
وقرر المؤتمر اعتماد خطاب صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وثيقة رسمية للمؤتمر.
ثم تناول الكلمة معالي الدكتور عبد الواحد بلقزيز الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، فتحدث عن أهمية انعقاد المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة في هذه المرحلة التي يمر بها العالم الإسلامي.
وقال إن الأمة الإسلامية تتعرض اليوم لهجوم شرس يستهدف قيمها ومكانتها التاريخية وطمس دورها الرائد في بناء صرح الحضارة الإنسانية، مشيرا إلى أن منظمة المؤتمر الإسلامي أعطت أهمية قصوى للثقافة وللدور الأساسي الذي تقوم به الثقافة في تحديد هوية الشعوب وشخصيتها، مبرزا أهمية الحوار بين الحضارات والثقافات المختلفة من أجل التعايش والاعتراف المتبادل بينها ونبذ الصراعات التي طبعت هذه العلاقات على مر العصور، وأشاد بالأعمال التي أنجزتها الإيسيسكو.
وتناول الكلمة معالي الدكتور عبد العزيز بن عثمان التريجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، فتحدث عن دور الثقافة، وقال بهذا الخصوص، إن الثقافة مهما تنوعت وجهات النظر بشأنها واختلف المفاهيم والدلالات والآراء حول رسالتها في الحياة ووظيفتها في المجتمع، فهي العنصر الأشد حيوية في بناء الإنسان ونماء الأوطان، وفي صناعة المستقبل وصياغة الحضارة، بحكم ما للثقافة بمفهومها العام من دور بالغ الأهمية في توجيه العقل البشري، وفي ترشيد الفكر الإنساني، وفي خلق الحوافز المثيرة والدوافع القوية نحو ممارسة الفعل المؤثر القادر على التغيير والتطوير والتحديث على المستويات كافة، مشيرا إلى أن المحور الذي تدور وظيفة الثقافة حوله، في جميع الأحوال، هو بناء الشخصية الإنسانية.
وقــــال المديــر العام: إذا كانت كل أمة تصنع حاضرها وتخطط لمستقبلها، في ضوء ما ينبع منها من فكر وما توارثته من تراث وحضارة، فإن الأمة الإسلامية تمتلك رصيدا حضاريا يمدها بعناصر القوة والمناعة والثبات، ويوفر لها الأسباب والقدرات لدخول المعترك الحضاري، لا من أجل تأجيج الصراع الثقافي واحتدام الصدام الحضاري، ولكن من أجل المساهمة في التخفيف من حدة الصراع، والدفع بالاتجاهات التي تسير فيها العلاقات الدولية، نحو الحوار والتواصل القائمين على قواعد القانون الدولي، والمستندين إلى المبادئ الإنسانية، والمستلهمين من تعاليم الأديان السماوية.
وتحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر معالي الأستاذ محمد الأشعري وزير الثقافة والاتصال في المملكة المغربية، رئيس الدورة الثانية للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة، فأعرب عن تقديره لدولة قطر أميرا وحكومة وشعبا لرعايتها الكريمة لهذا المؤتمر، ودعا إلى بناء نظام ثقافي إسلامي مؤكدا على ضرورة مواصلة الجهود لمقاومة الحملة الشرسة ضد الثقافة الإسلامية المبنية على كثير من الجهل وسوء الفهم، وصراع المواقع والمصالح.
وأشار إلى أن إعادة الاعتبار لثقافتنا لن يتأتى إلا في إطار مشروع شامل انطلاقا من استحضار قرارات القمة الإسلامية الأخيرة.
وندد بالعدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، داعيا إلى استحضار روح انتفاضة القدس المباركة لبلورة عناصر انتفاضة إعلامية وثقافية إسلامية.
وألقى الدكتور كوشيرو ماتسورا المدير العام لليونسكو كلمة في الجلسة الافتتاحية تحدث فيها عن الرسالة الحضارية للثقافة العربية الإسلامية، موضحا أن نجاحها يتمثل في عدم رفضها للثقافات الأخرى، ومبرزا أن الحضارة العربية الإسلامية ساعدت على إنقاذ ثقافة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، وأشاد بالتقدم المعرفي الذي حققته الثقافة العربية الإسلامية.
وقال إن تاريخ الحضارة العربية الإسلامية يعطينا مثالا للتعايش الثقافي في العالم، وأشار إلى الإعلان العالمي حول التنوع الثقافي الذي قال عنه إنه يمدنا بميثاق يمكننا من تحديد الممارسات الثقافية من أجل حماية التنوع الثقافي، ودعا إلى ترجمة المبادئ العامة لهذا الإعلان إلى أعمال ملموسة، مناشدا الدول الأعضاء في اليونسكو إلى المساهمة بقوة في حماية التنوع الثقافي وصيانة التراث الإنساني المشترك.
وحيا الدور الذي تقوم به الإيسيسكو كأداة للحوار بين الحضارات، مشيدا بالندوتين الدوليتين اللتين عقدتهما أخيرا المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة حول الحوار بين الحضارات في كل من الرباط وتونس.
وتحدث في الجلسة الافتتاحية الدكتور المنجي بوسنينة المدير العام للأليكسو، فأبرز أهمية التعاون المثمر بين الإيسيسكو والإليكسو في مجالات الاختصاص المشترك، وأكد على ضرورة تطوير هذا التعاون واستثماره، بما يخدم أهداف الأمة العربية الإسلامية، وقال إن الثقافة العربية الإسلامية كانت دائما ثقافة ثوابت أساس، في مقدمتها قبول الآخر والاقتراب منه والتعايش معه والتفاعل أخذا وعطاء.
وأوضح أن الإسلام دين التسامح والانفتاح والاعتدال والوسطية وحب الخير للجميع.
وقال إن الغرب ذاته قد يكون ضحية بعض الغلاة من أبنائه.
فهناك جهل لا محالة أو تجاهل وسوء فهم، وهناك تشنج واضح نرفضه، ودعا إلى حوار هادئ بناء نبدأ فيه بالتعرف على الآخر ونؤسس به لمنظومة التعايش المشترك.
وانتخب المؤتمر معالي السيد عبد الله بن خليفة العطية وزير الدولة رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث في دولة قطر رئيسا للمؤتمر.
ثم تعاقب على تناول الكلمة أصحاب السمو والمعالي الوزراء وممثلو المنظمات الإسلامية والعربية والدولية الذين أعربوا في كلماتهم عن تقديرهم لدولة قطر ولسمو أمير البلاد، وأثنوا على الدعوة التي وجهتها لهم المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لحضور هذا المؤتمر باعتبارهم ممثلي الدول الأعضاء وممثلي منظمات تقيم تعاونا مثمرا معها، وأجمعوا على اعتبار هذا المؤتمر مناسبة متاحة للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، لإعطاء انطلاقة جديدة لتطبيقات الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي.
وقد تدارس أعضاء المؤتمر الموضوعات والقضايا والنقط المدرجة في جدول الأعمال من خلال رؤية شفافة وشمولية استقطبت جميع العناصر المكونة للمشهد الثقافي العام في العالم الإسلامي، وقرروا تأكيد إرادتهم الجماعية للدفع بالاستراتيجية الثقافية نحو مسار التنفيذ الواعي والمسؤول، في ضوء المتغيرات الدولية التي تنعكس - إيجابا وسلبا - على مجمل الأوضاع في العالم الإسلامي.
وسجل المؤتمر بارتياح، الجهود التي بذلتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لتطبيق القرارات والتوصيات التي صدرت عن الدورة السابقة للمؤتمر.
وأشادوا بالإنجازات التي تحققت في هذا الإطار، وصمموا العزم على توفير الإمكانات والعمل على إتاحة المزيد من الفرص المواتية لمواصلة العمل في هذا الاتجاه، مع الأخذ بعين الاعتبار، طبيعة الظروف التي يمر بها العالم الإسلامي في ظل التحولات العميقة التي يعيشها العالم من جراء الأحداث العاصفة التي مر بها خلال الشهور القليلة الماضية.
وتناولت المناقشات التي جرت خلال جلسات المؤتمر، الأوضاع الثقافية العامة في العالم الإسلامي، وانعكاسات تيارات العولمة في جوانبها الثقافية والإعلامية على الثقافة في المجتمعات الإسلامية، وما تفرزه من تحديات ذات أشكال متعددة تعمل عملها في إضعاف الذاتية الثقافية للأمة الإسلامية، وكسر جدار المناعة في الكيان الإسلامي، وإخضاع الهوية الحضارية الإسلامية لضغوط شديدة تنال من صلابة الموقف الثقافي الحضاري الإسلامي ومن ثباته ورسوخه واقتداره.
وأكد المؤتمر على ضرورة مضاعفة الجهود وتضافرها وتنسيقها من أجل تفعيل الاستراتيجية الثقافية وتكييفها مع المتغيرات الإقليمية والدولية باعتبارها خطة عمل مرنة وإطارا متحركا يستجيب لمتطلبات التنمية الشاملة المتعددة الأغراض في العالم الإسلامي، مع مراعاة اختلاف الظروف والتنوع في الاختيارات والسياسات الثقافية في كل دولة عضو.
وناقش المؤتمر في استفاضة التقارير التي تقدمت بها إليه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة حول تنفيذ قرارات دورته الثانية، وتنفيذ استراتيجية العمل الثقافي الإسلامي في الغرب، وحول أنشطة المنظمة الإسلامية في إطار السنة الدولية للحوار بين الحضارات: 2001 وحول توصيات اللجان المتخصصة التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي بشأن الاستراتيجية الثقافية، وحول التشويه الإعلامي للإسلام وللحضارة الإسلامية في ظل المتغيرات الدولية، وحول حماية المعالم والمؤسسات الثقافية الإسلامية في القدس الشريف، وحول المطالبة باسترجاع الممتلكات الثقافية الإسلامية المسلوبة وحول مشروع برنامج عواصم الثقافة الإسلامية، ومشروع إنشاء القناة الفضائية الإسلامية، واتخذ بشأنها القرارات المناسبة.
وأكد المؤتمر موقف العالم الإسلامي من الحوار بين الحضارات المبني على مبادئ الإسلام السمحة وتعاليمه الداعية إلى التسامح الحضاري والتعايش السلمي والاحترام المتبادل للخصوصيات الثقافية والحضارية للأمم.
كما أكد الرغبة الصادقة التي تحدو العالم الإسلامي لمواصلة الحوار مع الثقافات الإنسانية، ودعا الأطراف الدولية إلى التجاوب مع موقف العالم الإسلامي الإيجابي من الحوار بين الحضارات، وإبداء الرغبة الصادقة في تحقيق التفاهم بين شعوب العالم على أساس الاحترام المتبادل وفي إطار القانون الدولي، وذلك لتجنيب البشرية الأزمات والصراعات.
وقرر المؤتمر تقديم الدعم الكامل للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لمواصلة العمل في متابعة تطبيقات الاستراتيجية الثقافية، واستراتيجية العمل الثقافي الإسلامي في الغرب، ودعا إلى تفعيل دور المجلس الأعلى للتربية والثقافة في الغرب، ودعا المنظمة الإسلامية إلى وضع تصور شامل لبلورة رؤيتها المتكاملة إلى العمل الثقافي الإسلامي في الغرب في ضوء المتغيرات الدولية.
وكلف المؤتمر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بوضع برنامج مفصل للرد على حملات التشويه الإعلامي للإسلام والحضارة الإسلامية، ودعا المنظمة إلى عرض هذا البرنامج على الدول الأعضاء لإبداء الرأي بشأنه، ودعا المؤتمر الدول الأعضاء إلى المشاركة في هذا البرنامج لدحض الشبهات وتفنيد الافتراءات التي يروجها الإعلام الغربي ضد الإسلام والحضارة الإسلامية، ووضع البعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء أمام مسؤوليتها تجاه هذا الموضوع.
وأكد المؤتمر في هذا السياق أن الرد على الحملات الإعلامية لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، مسؤولية مشتركة بين جميع الدول الأعضاء، وبين وسائل الإعلام غير الحكومية في العالم الإسلامي وأهل الفكر والعلم والثقافة ورجال الصحافة والإعلام بصورة عامة، ودعا الدول الأعضاء إلى أن تقوم بمبادرات على مستوى أجهزتها الإعلامية وفي حدود إمكاناتها وفي إطار سياساتها الإعلامية والثقافية، للمساهمة في تصحيح صورة الإسلام في الغرب.
وأبدى المؤتمر اهتماما متزايدا بالتقرير الموسع الذي تقدمت به إليه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة حول حماية المعالم والمؤسسات الثقافية الإسلامية في القدس الشريف.
وأكد المؤتمر على ضرورة حماية حقوق الشعب الفلسطيني بصورة عامة، الذي يتعرض لعدوان استعماري كاسح، تشنه عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرون المستوطنون اليهود في الأراضي الفلسطينية، وناشد المؤتمر الأمم المتحدة التدخل السريع لكفالة الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والتي تشمل بطبيعة الحال، حماية المعالم والمؤسسات الثقافية الإسلامية في القدس الشريف، وشدد المؤتمر على مسؤولية اليونسكو والمنظمات الدولية المعنية الأخرى، إزاء حماية هذه المعالم والمؤسسات الثقافية الفلسطينية، ودعم موقف العالم الإسلامي حيال هذه القضية.
وصادق المؤتمر على مشروع إنشاء قناة فضائية إسلامية وفقا للدراسة التي أعدتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، ودعا الإيسيسكو والجهات المختصة بدولة قطر، لمتابعة تنفيذ المشروع، كما دعا الدول الأعضاء إلى تقديم جميع أنواع الدعم لتنفيذ هذا المشروع المهم في أقرب وقت.
ووجه المؤتمر نداء إلى المجتمع الدولي، حكومات ومؤسسات، للعمل على سرعة إعادة الممتلكات الثقافية الإسلامية المسلوبة إلى أصحابها الأصليين، وفقا لقواعد القانون الدولي، وإعمالا لحق الشعوب في التمتع بخصوصياتها الثقافية وحقها في الحفاظ على ممتلكاتها الثقافية والتاريخية التي سُلبت منها خلال فترات الاحتلال والاستعمار، وشدد على عدم شراء أي من الممتلكات الثقافية المسلوبة من أي جهة أو أشخاص، وطالب بإخبار الإنتربول والدول العائدة لها هذه الممتلكات بذلك، ودعا الدول الأعضاء إلى السعي لدى الدول الغربية التي تحتفظ بهذه الممتلكات لردها إلى مواطنها الأصلية.
واعتمد المؤتمر مشروع برنامج عواصم الثقافة الإسلامية، وقرر اختيار مدينة مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2004 كأول عاصمة يبدأ بها تنفيذ هذا البرنامج.
وكلف المؤتمر المجلس الاستشاري لتطبيق الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي باختيار عواصم الثقافة الإسلامية بصورة منتظمة، بحيث تختار كل سنة ثلاث مدن من الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي عواصم للثقافة الإسلامية.
وانتخب المؤتمر الأعضاء الجدد للمجلس الاستشاري لتطبيق الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، وتوجه بالشكر إلى الأعضاء السابقين للمجلس، وأكد المؤتمر تكليف المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بمتابعة أعمال المجلس الاستشاري وبمواصلة تقديم الدعم له للنهوض بمسؤولياته، وذلك بالتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
وحث المؤتمر الدول الأعضاء التي لم تلتحق بعد بالإيسيسكو، على أن تفعل ذلك.
ووجه المؤتمر برقية إلى رئيس الأكاديمية السويدية احتجاجا على منح جائزة نوبل في الآداب لعام 2001 للكاتب العنصري أ.
س.
نايبول، ودعا الأكاديمية إلى إعادة النظر في قرارها، وأعرب عن تنديده الشديد للقرار الذي اتخذته هذه الأكاديمية بمنح جائزة نوبل لكاتب يهاجم الإسلام والمسلمين في كتاباته ويدعو إلى الكراهية بين الشعوب ويقوم بتأجيج الصراع بين الثقافات والحضارات مما يتعارض مع المواثيق والإعلانات والأوفاق الدولية ويجافي القيم الإنسانية والمبادئ الدينية.
ووجه المؤتمر في ختام أعماله، رسالة شكر وتقدير إلى صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر رئيس مؤتمر القمة الإسلامي التاسع.
جدول الأعمال
المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الأشخاص المسؤولين عن أعمال الإبادة الجماعية وغير ذلك من الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي المرتكبة في إقليم رواندا والمواطنين الروانديين المسؤولين عن أعمال الإبادة الجماعية وغيرها من الانتهاكات المرتكبة في أراضي الدول المجاورة بين 1 كانون الثاني/يناير و 31 كانون الأول/ديسمبر 1994
افتتحت الجلسة الساعة 05/11.
إقرار جدول الأعمال
أُقر جدول الأعمال.
المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الأشخاص المسؤولين عن أعمال الإبادة الجماعية وغير ذلك من الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي المرتكبة في إقليم رواندا والمواطنين الروانديين المسؤولين عن أعمال الإبادة الجماعية وغيرها من الانتهاكات المرتكبة في أراضي الدول المجاورة بين 1 كانون الثاني/يناير و 31 كانون الأول/ديسمبر 1994
الرئيس (تكلم بالانكليزية): يبدأ مجلس الأمن الآن نظره في البند المدرج في جدول أعماله.
ويجتمـــع المجلس وفقا للتفاهم الذي تم التوصل إليه أثناء مشاوراته السابقة.
معـــــروض على أعضــاء المجلس الوثيقة S/2002/922، التي تتضمن نص مشروع قرار أعد أثناء مشاورات المجلس السابقة.
وأود أن أسترعي انتباه أعضاء المجلس إلى الوثائق التالية: S/2002/847، رسالة مؤرخة 26 تموز/يوليه 2002 من رئيس المحكمة الجنائية الدولية لرواندا؛ و S/2002/842، رسالة مؤرخة 26 تموز/يوليه 2002 من رواندا؛ رسالة مؤرخة 8 آب/ أغسطس 2002 من رئيس المحكمة ستصدر كوثيقة من وثائق مجلس الأمن تحت الرمز S/2002/923.
أفهم أن المجلس يود الشروع في التصويت على مشروع القرار (S/2002/922) المعروض عليه. وإذا لم أسمع اعتراضا سأطرح مشروع القرار للتصويت الآن.
لعدم وجود اعتراض، تقرر ذلك.
أجري التصويت برفع الأيدي.
المؤيدون:
الاتحاد الروسي، أيرلندا، بلغاريا، الجمهورية العربية السورية، سنغافورة، الصين، غينيا، فرنسا، الكاميرون، كولومبيا، المكسيك، المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، موريشيوس، النرويج، الولايات المتحدة الأمريكية.
الرئيس (تكلم بالانكليزية): نتيجة التصويت 15 صوتا مؤيدا.
اعتُمد مشروع القرار بالإجماع بوصفه القرار 1431 (2002).
بذلك يكون مجلس الأمن قد اختتم المرحلة الحالية من نظـــــره في البند المدرج في جدول أعماله.
وسيبقي المجلس المسألة قيد نظره.
رُفعت الجلسة الساعة 10/11.
يتضمن هذا المحضر نص الخطب الملقاة بالعربية والترجمة الشفوية للخطب الملقاة باللغات الأخرى.
وسيطبع النص النهائي في الوثائق الرسمية لمجلس الأمن.
وينبغي ألا تقدم التصويبات إلا للنص باللغات الأصلية.
وينبغي إدخالها على نسخة من المحضر وإرسالها بتوقيع أحد أعضاء الوفد المعني إلى: Chief of the Verbatim Reporting Service, Room C-178.
الدورة السابعة والخمسون
اللجنة الثالثة
البند 109 (ب) من جدول الأعمال
مسائل حقوق الإنسان بما في ذلك النهج البديلة لتحسين التمتع الفعلي بحقوق الإنسان والحريات الأساسية
الإعدام خارج نطاق القضاء أو بإجراءات موجزة أو الإعدام التعسفي
* باسم البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي.
السودان*: تعديلات على مشروع القرار A/C.3/57/L.56/Rev.1
1 - يستعاض عن الفقرة 6 من المنطوق بالنص التالي:

No dataset card yet

New: Create and edit this dataset card directly on the website!

Contribute a Dataset Card
Downloads last month
49
Add dataset card