text
stringlengths
51
33.8k
summary
stringlengths
68
3.16k
إن أفضل الناس من أكرمهم المولى سبحانه فصحبوا رسله مصدقين لما جاؤوا به ممتثلين وداعين إلى ما أمروا به والذي جاؤوا من بعدهم ممن لم يدركوا الرسل يلحقون بهم في الخير والفلاح والفوز والنجاح ففي الموطأ أنه صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أني قد رأيت إخواننا فقالوا يا رسول الله ألسنا بإخوانك قال بل أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد وأنا فرطهم أي أتقدمهم على الحوض ولما كان الصحب الكرام خير قرون هذه الأمة فإن من خيرتهم أنهم صدقوا حين كثر المكذبون واتبعوا إذ قل المتبعون وتحملوا في سبيل ذلك هجر الأوطان ومفارقة الأهل والولدان ومعاداة العشيرة والخلان فمهما عمل من جاء بعدهم فلن يبلغ مدهم ولا نصيفه لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه لقد بلغ بهم الحب رضي الله عنهم أن يقدموه عليه الصلاة والسلام على آبائهم وأمهاتهم وأزواجهم وأولادهم ولم تكن محبتهم للمصطفى عليه الصلاة والسلام زعما كاذبا أو ظنا مشكوكا فيه أو مجرد دعوى ليس عليها برهان إذ لما كان يجد الجد وتدور رحى الحرب تكون أجساد الصحابة رضي الله عنهم فداء لنبيهم عليه الصلاة والسلام وسيوفهم أسبق إلى المشركين من أن يصل الأذى للنبي صلى الله عليه وسلم واسأل أحدا يخبرك عن ذلك وكيف استمات الأنصار في الدفاع عنه عليه الصلاة والسلام خاصة حين سمعوا مقالته من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة ولم تكن محبته عليه الصلاة والسلام حكرا على الرجال بل كان لنسائهم رضي الله عنهن حظ أوفى من تلك المحبة ابتداء بأمهات المؤمنين رضي الله عنهن حين خيرهن الله تعالى بين البقاء معه عليه الصلاة والسلام والصبر على شظف العيش وشدة الحال وبين الفراق والتمتع بطيبات الدنيا فاخترنه عليه الصلاة والسلام على متاع الدنيا قالت عائشة رضي الله عنها فبدأ بي أول امرأة فقال إني ذاكر لك أمرا ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك قالت رضي الله عنها قد أعلم أن أبواي لم يكونا يأمراني بفراقك ثم قال عليه الصلاة والسلام إن الله تعالى قال يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما قالت عائشة رضي الله عنها أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ثم خير نساءه فقلن مثل ما قالت عائشة وللصحابيات الأخريات رضي الله عنهن حظهن من محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتقديمه على الآباء والأزواج والأبناء والإخوان كما فعلت إحدى الأنصاريات لما قتل أقرب الناس إليها في أحد فما سألت إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنس رضي الله عنه لما كان يوم أحد حاص أهل المدينة حيصة جولة من جولات الفرار قالوا قتل محمد حتى كثرت الصوارخ في ناحية المدينة فخرجت امرأة من الأنصار متحزمة فاستقبلت بابنها وأبيها وزوجها وأخيها لا أدري أيهم استقبلت به أول فلما مرت على آخرهم قالت من هذا قالوا أبوك أخوك زوجك ابنك وهي تقول ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون أمامك حتى دفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بناحية ثوبه ثم قالت بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا أبالي إذ سلمت من عطب إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
أخرج الشيخان في صحيحيهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال عليه الصلاة والسلام عرضت علي الأمم فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط والنبي ليس معه أحد حتى رفع لي سواد عظيم قلت ما هذا أمتي هذه قيل بل هذا موسى وقومه قيل انظر إلى الأفق فإذا سواد يملأ الأفق ثم قيل لي انظر ها هنا وها هنا في آفاق السماء فإذا سواد قد ملأ الأفق قيل هذه أمتك
يعتبر مسجد فخر المسلمين تحفة العمارة الإسلامية الحديثة وبني على طراز البوابات الأربع المتناظرة التي يقابل بعضها بعضا ويمتد المسجد على مساحة ألف متر مربع وبه أربعة مآذن يبلغ ارتفاع كل واحدة مترا ويسع ل ألف مصليا ويتفوق بذلك على مسجد بيت الفتوح في العاصمة البريطانية لندن الذي يسع ألف مصليا ومسجد موتشيا دي روما في العاصمة الإيطالية الذي يسع ألف مصليا وفي الخارج ألف مصل وتشمل الفعاليات مسابقتين واحدة في الشعر العربي الفصيح لمدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم ووحدة الأمة وأخرى للقرآن الكريم يتخللهما افتتاح المسجد الأضخم بالقارة الأوروبية
افتتح في جمهورية الشيشان اليوم الجمعة بإشراف الرئيس رمضان قديروف أكبر مسجد في أوروبا أطلق عليه اسم فخر المسلمين في إطار فعاليات ضخمة تستمر أيام بحضور وفود من دولة
التعليم للطفل هو حق أساسي من حقوقه كإنسان إذ يبدأ في التعلم منذ لحظة ولادته وذلك عن طريق إحاطته برعاية خاصة ومنحه الاهتمام من ذويه اللذين يساعدانه على إنماء عقله لتكون هذه المرحلة حجر أساس في انتقاله إلى مراحل أخرى تعد المدرسة أهمها فيبدأ بالاستعداد لدخولها ليمضي في استكشاف العالم من حوله والتعلم من محيطه عن طريق دمجه مع الأطفال الآخرين واللعب معهم كما يتعلم أبجديات الكتابة والفنون والعلوم المختلفة فيؤثر ذلك على نمو قدراته العقلية نموا سريعا واكتساب المهارات التي تؤسس لبناء شخصيته وحين يذهب الطفل إلى المدرسة لأول مرة فإنه ينتقل من عالم البيت المحدود إلى عالم المدرسة الفسيح من حياة اللعب واللهو إلى واجبات الدراسة ومسؤولياتها من بيئة يغمرها التعاطف والتعاون إلى بيئة يغلب عليها التنافس والتنافر من مجتمع اعتاد أفراده إلى مجتمع غريب لا يعرف فيه أحد وهذا يتطلب من الوالدين أن يقوما بإعداد الطفل وتهيئته بصورة جيدة حتى يتقبل هذا العالم الجديد ويستطيع أن يتكيف معه بإيجابية وتوفيق وبداية العام الدراسي الجديد هو مرحلة انتقالية هامة ينبغي التعامل معها بحكمة بالغة واستعداد نفسي وبدني واجتماعي واستقبال العام الدراسي الجديد يتطلب عدة خطوات منها الاستعداد النفسي لليوم الأول ومن المهم أن يعرف الطالب أن هناك أمور تساعد على الاستقبال الجيد والانطلاق الجيد في الدراسة ويكون الاستعداد للمدرسة بالعديد من الخطوات النفسية والصحية والاجتماعية والمادية ولعل من أهم الأمور هو الاستعداد النفسي للعودة إلى المدرسة ويتبلور هذا الاستعداد بتحريك الاندفاع داخل الطالب لتحصيل الدروس والعلم النافع ويجب علينا أن نعد أطفالنا نفسيا للدراسة عن طريق تهيئتهم لترك العادات التي كانوا يتبعونها خلال فترة الإجازة مثل تنظيم وقت النوم قبل أسبوع على الأقل من الدراسة وتصفح المواد الدراسية الجديدة سريعا وتذكر المواد الدراسية السابقة ومقارنتها بالجديدة والتدرب على القراءة اليومية ساعة كل يوم على الأقل أما الاستعداد الصحي والبدني فإن الطفل في فترة الإجازة كان يتناول الوجبات السريعة والحلوى الجاهزة وإلى غير ذلك ولا يخفى علينا تأثير تلك الأطعمة على صحة الدماغ والعقل والتأثير بالسلب على الصحة العامة ولهذا يجب اتباع نظام غذائي صحي قبل العودة إلى الدراسة لنصلح ما أفسدته الإجازة في عقل الطفل وجسمه نتيجة العادات الغذائية الخاطئة مع تناول الأغذية الصحية التي تنمي صحة الدماغ والمخ مثل الخضروات الطازجة بجميع أنواعها والفواكه المتنوعة وضرورة تعويد الطفل أن ينام مبكرا وذلك بتقليل ساعات السهر خاصة في آخر أيام من الإجازة لكي يتعود على النوم مبكرا وعلى الوالدين أيضا تشجيع أطفالهم بتسليمهم هدية في نهاية كل فصل أو مع كل علامة جيدة وإن كانت الهدية رمزية سيفرح بها تحفيزا وتشجيعا له وعلى الوالدين إعداد الطفل اجتماعيا قبل دخول المدرسة ليكون قادرا على التواصل بصورة جيدة مع زملائه ومعلميه الجدد والغرباء عنه وذلك من خلال إتاحة الفرصة له بل وتشجيعه على إقامة علاقات اجتماعية مع أقرانه خارج دائرة الأسرة سواء كانوا من الأقارب أو الجيران كذلك ينبغي أن تتاح له فرص الاشتراك في اللعب الجماعي مع أقرانه وخاصة اللعب الذي ينظمه الأطفال فللعب دور مهم في بناء العلاقات الاجتماعية بين الأطفال وينبغي تدريب الطفل على أن يكون قادرا على الأخذ والعطاء والتعاون مع الآخرين واحترام النظام واحترام حقوق الآخرين حتى يستطيع أن يتكيف مع حياة المدرسة المنظمة بما فيها من أعباء ومهام كما يجب أن نعطي الطفل إحساسا بالأهمية من خلال سؤاله عما فعله وأنجزه بالمدرسة ليشعر بأنه شخص مهم ويؤدي دورا مهما من خلال واجباته وأدائه مهامه الدراسية والأنشطة بالمدرسة
يعد التعليم عملية تبدأ مع ولادة الإنسان ولا تنتهي إلا بانقضاء عمره ولذلك فإن أهميتها تعدت كونها أمرا خاضعا للنقاش فأصبحت من المسلمات في القوانين أو الاتفاقيات العالمية ومن الفروض في الأديان السماوية ومنها الإسلام فقد ميز الله تعالى الإنسان عن سائر المخلوقات ووهبه العقل لكي يتفكر ويتأمل ويعي ما حوله ولم يقتصر الأمر على هذا بل أمره بالعلم أمرا صريحا وارتقى بذلك إلى أن أصبح مقياسا لتفضيل البشر بعضهم على بعض يقول عز من قائل يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات
يعرف علماء النفس الحسد بأنه تفكير رغبوي يتمنى به الحاسد زوال النعمة من المحسود وتكون له بخلاف الغبطة فإنها تمني مثلها من غير حب زوالها عن المغبوط وأداة الحاسد في ذلك هي العين التي ترسل موجات كهرومغناطيسية فتصيب المحسود وقد تؤدي به إلى الوفاة قال صلى الله عليه وسلم إن العين تدخل الرجل القبر والجمل القدر ويعيش الحاسد غالبا في هم وغم نتيجة حسده ويستبد به القلق كلما قارن حاله بأحوال غيره الأفضل منه وقد يخلف الحسد الحقد في قلب الحاسد فيولد فيه غضبا غالبا ما يدفعه إلى الصراع مع غيره يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام لا يجتمع في جوف عبد غبار في سبيل الله وفيح جهنم ولا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد فمقتضى الإيمان ألا يقع الحسد في قلب مسلم ولا لسانه ولا أفعاله فإنه من الموبقات المهلكات المسببات للطرد والإبعاد عن الجنات كما جاء في أثر ابن عمر رضي الله عنهما محذرا لنا أن نعمل عمل الحاسدين فنهلك كما هلكوا ونلعن كما لعن رئيس الحاسدين إبليس وحكم الحسد التحريم والنهي الشديد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فدل هذا النهي على تحريم الحسد وأجمع المسلمون على عدم جوازه فهو شر من الشرور وقد أمر الله تعالى نبيه بالتعوذ منه وأمره لنبيه أمر لأمته ما لم يرد تخصيص قال تعالى قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد ويترتب على الحسد أضرار جسيمة وأخطار عظيمة على الحاسد نفسه وعلى المجتمع المسلم فالحسد ينشر في المجتمع غلا وبغضاء وتفككا وعدم ترابط ينشر بغيا وعدوانا يفكك بين الأسر المترابطة والبيوت المجتمعة ويفرق بين الناس وهو من أسباب تخلف الأمم وعدم تقدمها لأن الحساد إذا ما كثروا في المجتمع فذلك إيذان بخرابه لانشغالهم ببعضهم البعض عن أن يعملوا ويتقدموا لهذا فهو يرفع الخير وينشر البغضاء في المجتمع يقول صلى الله عليه وسلم لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا فللحسد من الآثار الجسيمة والأخطار العظيمة ما لا حد له ولا عد فهو يأكل الحسنات وإن المسلم لا يريد أن تحترق حسناته وأن تضمحل وتذوب فتحذير النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسد أشد التحذير ما هو إلا لاحتراق الحسنات وإذابتها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب والواجب على كل مؤمن أن يتقي الله وأن يقنع بما أتاه الله وأن يحمد الله عز وجل على فضله وأن يسأله سبحانه من فضله العظيم وخيره العميم يقول الله تعالى ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما وللوقاية من الحسد يستحب للمسلم أن يقرأ الرقية الشرعية وأن يردد الأدعية المأثورة في الصباح والمساء فهي علاج ووقاية وإذا ما تكرر حسد الحاسد وزاد حقده على المحسود فليصبر المحسود على إيذاء الحاسد فإن حسد الحاسد وحقده سوف يعود عليه بإذن الله
قال بعض السلف الحسد أول ذنب عصي الله به في السماء يعني حسد إبليس لآدم وأول ذنب عصي الله به في الأرض يعني حسد ابن آدم لأخيه حتى قتله ونحن في زمن انتشر فيه الحسد والحساد وظهرت شروره في البر والبحر فالحاسد يعيش في نقمة العيش ومنغصات الحياة ويعد الحسد من الأوبئة الاجتماعية التي لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات
فمهما عظمنا الله تعالى في قلوبنا وحمدناه بأقوالنا وأفعالنا ووصفناه بألسننا وأقلامنا فالله تعالى أعظم مما قلنا وكتبنا وأجل مما علمنا وظننا وأعلى مما نعتنا ووصفنا ولن يبلغ كمال حمده ونعته ومدحه مخلوق فمن ذا الذي يحيط نعتا ووصفا بمن لو جعل شجر الأرض كله أقلاما لكتابة كلماته وجعلت بحار الأرض مدادا لتلك الأقلام لنفدت البحار والأقلام وما نفدت كلماته عز وجل والله تعالى نور والنور من أسمائه وصفاته وهي صفة ذات لازمة له على ما يليق بجلاله وعظمته الله نور السماوات والأرض وجاءت السنة بما جاء به القرآن في نور الله تعالى ففي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ولك الحمد أنت قيام السموات والأرض ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن أنت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وأخرت وأسررت وأعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت وعندما سأل موسى عليه السلام ربه أن يكرمه برؤيته أخبره سبحانه أنه لا يستطيع أحد أن يراه في الدنيا وأعطاه دليلا عمليا على ذلك قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين وفي صحيح مسلم عن أبي موسى رضي الله عنه قال قام فينا عليه الصلاة والسلام بخمس كلمات فقال إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه تالله إن العقل ليقف حائرا أمام هذا الجلال والعظمة ولا سيما إذا علمنا أن الله تعالى يصف أشياء من خلقه بقدر ما تتحمله عقول البشر لأن الوصف يقرب الصورة وإلا فهي أعظم مما وصف فربنا وصف لنا الجنة بأوصاف كثيرة وهي أعظم مما بلغنا من وصفها أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وسدرة المنتهى في أعلى الجنة وإليها ينتهي علم الملائكة عليهم السلام وهي من خلق الله تعالى ورآها النبي عليه الصلاة والسلام كرامة من الله تعالى له ومع ذلك بهرته لما رآها فقال فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها فإذا كانت هذه العظمة والنور والجلال والبهاء في سدرة المنتهى فما يقدر أحد على وصفها من حسنها فكيف بنور الله تعالى وكيف بالنظر إلى وجهه الكريم وفي يوم القيامة حين يخسف القمر وتكور الشمس وتنفطر السماء وتنتثر الكواكب ينعدم النور فلا نور بل ظلمات بعضها فوق بعض حتى تشرق الأرض بنور الله تعالى وأشرقت الأرض بنور ربها ذلكم النور الذي أشرقت به الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ويراه أهل الجنة حين تكشف لهم الحجب ففي الصحيح من حديث صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل أهل الجنة الجنة قال يقول الله تبارك وتعالى تريدون شيئا أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
إن كل حديث عن الله تعالى فهو حديث عبد مخلوق عن الرب المعبود وهو حديث ما كان للمخلوق أن يعلمه لولا أن الخالق سبحانه علمه فمعرفتنا بالله تعالى هي من الله تعالى علمنا أنه ربنا وخالقنا ومعبودنا وأرانا شيئا من آياته ومخلوقاته
يلفت هذا الحديث إلى أن قيمة الشكر لها منزلة كبيرة وأهمية بالغة لدرجة أنها إذا لم تتحقق في علاقات الناس بعضهم مع بعض فإنها بالتالي لا تتحقق في علاقة الإنسان بالله تعالى وهذا الربط بين شكر الناس وشكر الله يحتاج إلى وقفة نتأمل فيها هذه القيمة المهمة في حياة الناس ومن المعروف أن العلاقات بين البشر في حاجة ماسة إلى دعم متواصل لتقوية أواصرها وترسيخ أركانها من أجل المزيد من التعاون والتضامن لتحقيق الخير للمجتمع الإنساني ولا يكلف هذا الدعم كثيرا في معظم الأحيان والأمر الطبيعي أنه إذا حيينا بتحية فينبغي أن نرد التحية على الأقل بمثلها أو بأحسن منها وإذا أسدى إلينا أحد جميلا أو قدم لنا خدمة معينة قولا أو فعلا فإن الواجب يقتضي أن نقدم له الشكر على ذلك أيضا قولا أو فعلا حتى لو كان ما يقدمه لنا يقع في دائرة مسؤوليته المباشرة ولهذا تسمع كثيرا في مثل هذه المواقف ردا على كلمة الشكر عبارة لا شكر على واجب شكر الناس يدل على الخلق الحسن والذوق الرفيع والأصالة التي يتمتع بها الإنسان الشاكر وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم من أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له وقال عليه الصلاة والسلام من أعطى شيئا فوجد فليجز به ومن لم يجد فليثن به فإن أثنى به فقد شكره وإن كتمه فقد كفره ومن تحلى بما لم يعط فإنه كلابس ثوبي زور وقال صلى الله عليه وسلم من أولي معروفا فليذكره فمن ذكره فقد شكره ومن كتمه فقد كفره إن الشكر يعني الاعتراف بالفضل لأهل الفضل والثناء على المحسن بذكر إحسانه ويقاس على شكر الوالدين الشكر للذين أسهموا في تربية عقولنا وصياغة أفكارنا وتزويدنا بالعلم والمعرفة والشكر لا يعني التقليل بأي حال من الأحوال من شأن الشاكر أو إشعاره بأنه أقل شأنا ممن يقدم لهم الشكر إنه على العكس من ذلك يعني أن الشاكر إنسان متحضر يدرك أهمية القيم الإنسانية في حياة الناس وما لها من تأثير كبير في تقوية الروابط الإنسانية بين البشر وبالتالي في تقدم المجتمع وازدهاره وفيما يلي بعض الأمثلة عن كلمات الشكر والثناء بأسلوب أدبي رفيع كلمة شكر وامتنان إلى صاحب القلب الطيب إلى صاحب النفس الأبية إلى صاحب الابتسامة الفريدة إلى من حارب وساهم الكثير من أجلي أتمنى من الله عز وجل أن يعطيكم الصحة والعافية شكرا لكم على ما قدمتموه لي من أحاسيس نابعة من قلوبكم ودام الله عزكم ودام عطاؤكم جميل من الإنسان أن يكون شمعة ينير درب الحائرين ويأخذ بأيديهم ليقودهم إلى بر الأمان متجاوزا بهم أمواج الفشل والقصور عبر نفحات النسيم وأريج الأزاهير وخيوط الأصيل أرسل شكرا من الأعماق لك فشكرا لك من أعماق قلبي على عطائك الدائم يقول محمد الجواهري عن الشكر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم فأعطوه ومن استجار بالله فأجيروه ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه وروي عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله والتحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر والجماعة رحمة والفرقة عذاب
لا أظن ذلك ولا أظن عاقلا يعتقد ذلك بل أغلب القناعات والمواقف تتأثر أول ما تتأثر بالعاطفة والمزاج وتصدر في الغالب عن ذاتية مغرقة وأفكار مسبقة ولهذا نجد القرآن العظيم يعزو الضلال الكبير إلى الهوى المسيطر كما يعزوه للتفكير المعوج فيقول الله تبارك وتعالى أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون فعلى أحد أوجه تفسير الآية يكون قوله تعالى وأضله الله على علم حالا من المفعول أي وأضل الله تعالى هذا الشقي والحال أن هذا الشقي عالم عرف الحق ببراهينه واتضحت الحجة لعقله ولكنه استحب الغي على الرشد اتباعا لعاطفته وأهوائه قال الإمام العلامة ابن عاشور رحمه الله تعالى ومعنى على علم أنهم أحاطت بهم أسباب الضلالة مع أنهم أهل علم أي عقول سليمة أو مع أنهم بلغهم العلم بما يهديهم وذلك بالقرآن ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فالقضية ليست قضية عقل وعلم وبراهين وأدلة بقدر ما هي قضية نفوس وعواطف وأهواء وأفكار مسبقة وتعصب مقيت وتأكيدا لهذا المعنى ضرب القرآن الكريم مثلا حياتيا متمثلا في أحد علماء أهل الكتاب السابقين الذي أتاه الله العلم وشهد له بذلك ولكنه اختار طريق الضلال واتباع الباطل خضوعا لهواه وعاطفته ومزاجه فقال سبحانه وتعالى عنه واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك وهكذا الإنسان حين يفرط في نعمة العقل التي أكرمه الله بها ولا ينتفع بالعلم الذي يسره الله ينزل إلى حضيض البهيمية والحيوانية فيكون كالكلب والأنعام بل أضل ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيل إن سيطرة العاطفة على الإنسان وغلبتها على عقله وعلمه أمر معيش لا ينكره إلا مكابر وخطورة هذه الحال تزداد إذا تلبست بعلم وتعقل فيكون المرء تحت سلطان عواطفه خاضعا لهواه متبعا لمزاجه واهما أنه العقلاني الأول الذي لا سلطان للعاطفة والذاتية والهوى عليه وعلى تفكيره وعلى أحكامه موهما لغيره مدعيا أنه لا يخضع إلا للعلم ومقراراته ودلائله وبراهينه ثم إن ضراوة العاطفة وشراسة الهوى وقوة الذاتية تزداد كلما تعلق الأمر بقضية من قضايا الانتماء للتيار أو الحزب أو الطائفة أو الجماعة أو الفرقة أو حتى الفريق الرياضي وتبلغ مداها حتما إذا تعلق الأمر بالأشخاص فهنا حدث عن العواطف العواصف ولا حرج وهنا ينقلب التعقل إلى ضرب من الجنون بفعل العاطفة واتباع الهوى فيصير الإنسان يرى كل ما في تياره أو حزبه أو طائفته أو فرقته حسنا صالحا طيبا وكل ما هو مخالف لها قبيحا فاسدا عكرا ويسخر العقل والعلم والبرهان لتسويغ تبرير هذا الوضع الغريب مع أنه كثيرا ما ينتسب المرء إلى ما ذكر بسبب النشأة أو الظروف أو المعايشة لا عن اقتناع واع وإدراك تام ثم يتولد بعد ذلك الاقتناع الموهوم الذي قد يصل إلى معاندة الحق والتعصب الممقوت ومثال ذلك ما روته أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها قالت كنت أحب ولد أبي إليه وإلى عمي أبي ياسر لم ألقهما قط مع ولدلهما إلا أخذاني دونه قالت فلما قدم رسول الله صلى اله عليه وسلم المدينة ونزل قباء غدا عليه أبي حيي بن أخطب وعمي أبو ياسر بن أخطب مغلسين قالت فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس قالت فأتيا كالين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينى قالت فهششت إليهما كما كنت أصنع فو الله ما التفت إلي واحد منهما مع مابهما من الغم قالت وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي حيي بن أخطب أهو هو قال أبي نعم والله قال أتعرفه وتثبته قال نعم قال فما في نفسك منه قال عداوته والله ما بقيت فأبي بن أخطب عالم بحقيقة رسول الله تعالى متيقن منها وهذا معنى معرفته وإثباته ولكن موقفه كان معاكسا تمام المعاكسة لهذا العلم اليقيني والمعرفة اليقينية والاقتناع العقلي خاضعا كلية للعاطفة والهوى والفكرة المسبقة وللأسف هذا حال الكثيرين في كثير من القضايا ولكنهم لا يصرحون ويدعون ويتظاهرون وعلى كل هذا موضوع طويلة ذيوله كثيرة فروعه قد نرجع إلى بعضها إن يسر المولى سبحانه إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
أغلبنا يحسب أن قناعاته ومواقفه هي نتاج تفكير ومحاكمة عقلية شديدة خاصة ذوو الشهادات العليا والمستوى التعليمي والثقافي المحترم ونحسب أن لا دخل للعاطفة والذاتية والأفكار المسبقة فيها لكن هل هذه هي الحقيقة هل هذا هو الواقع
يذكر أن القارئ يوسفي يزاول تدريسه في كلية اللغة والأدب العربي في جامعة المدية وهو خريج المعهد الوطني العالي شبه الطبي بالمدية تحصل على المرتبة الثانية بجائزة الخرطوم لحفظ القرآن الكريم سنة والمرتبة الرابعة في مسابقة الملك عبدالعزيز بالسعودية سنة والمرتبة السادسة في مسابقة إيران عام والمرتبة السابعة في جائزة محمد السادس بالمغرب سنة
افتك القارئ الجزائري عمار يوسفي المرتبة الرابعة خلال مشاركته في فعاليات الدورة الأولى لجائزة الشيشان الدولية لتحفيظ القرآن الكريم والتي تزامن تأسيسها مع تدشين أكبر مسجد في أوروبا فخر الإسلام بمدينة شالي الشيشانية التي انطلقت شهر أوت الجاري بمشاركة حفاظ من دولة منها الجزائر وشهدت المسابقة تنافسا كبيرا بين المشاركين من دول عربية وإسلامية ومن روسيا الاتحادية حيث فاز المتسابق الليبي بالمرتبة الأولى وتم تكريم القارئ الجزائري عمار يوسفي البالغ من العمر سنة خلال حفل الاختتام الذي جرى يوم الأربعاء أوت الفائت برعاية وحضور الرئيس الشيشاني رمضان أحمد قاديروف إلى جانب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وممثل الرئيس الروسي وكذا وزراء وعلماء ودعاة من عديد الدول الإسلامية حيث تحصل على المركز الرابع
وقال فرانك فالتر شتاينماير اليوم الثلاثاء أوت في الافتتاح الرسمي للدورة العاشرة من المؤتمر العالمي أديان من أجل السلام بمدينة لينداو على بحيرة كونستانس بحيرة بودن بجنوب ألمانيا تحت هذا الشعار من أجل مستقبلنا المشترك تعزيز العمل المتعدد الأديان من أجل الصالح العام إن الأديان بوصفها داعما قوي التأثير ومرنا بالنسبة للسلام يمكنها تقديم خدمة لا غنى عنها ولا يمكن الاستغناء عنها بالنسبة للبشر وأشار الرئيس الألماني أمام شخص من أكثر من مئة بلد يمثلون ديانة أنه يمكن أيضا إساءة استغلال الإيمان والدين كدوافع بشكل أساسي للنوايا غير الدينية والأهداف السياسية ويعتبر هذا المؤتمر أكبر مؤتمر للأديان في العالم ويهدف لتعزيز الحوار وتشجيع العمل من أجل السلام وهو تابع لمنظمة أديان من أجل السلام ويتشاور هذا العام في ليندوا بولاية بافاريا جنوبي ألمانيا نحو ألف شخص من حوالي مئة دولة وسيتركز النقاش على دور المرأة في عمليات السلام يذكر أنه سيلتقي خلال الأيام المقبلة في المؤتمر ممثلون رفيعو المستوى من الأوساط الدينية والحكومية لمناقشة حلول في مناطق نزاع متفرقة من بينها ميانمار وجنوب السودان وشبه الجزيرة الكورية تجدر الإشارة إلى أن السياسة الخارجية الألمانية منذ بضع سنوات انفتحت على أفكار ومشاركات المجتمع المدني ومن أجل تعزيز الإمكانات البناءة الداعية إلى السلام لدى مختلف الاتجاهات والجماعات الدينية تقوم وزارة الخارجية ببناء شبكة علاقات دولية عابرة للأديان قوامها ممثلون وممثلات عن مختلف المعتقدات الدينية وعلى هذا الأساس رافق قسم الدين والسياسة الخارجية في وزارة الخارجية الألمانية المؤتمر العاشر لمنظمة أديان من أجل السلام بمشاركة شخصية تمثل مختلف ديانات العالم وكذلك العديد من الحكومات والمؤسسات في المؤتمر
دعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في افتتاحه رسميا النسخة العاشرة من المؤتمر العالمي أديان من أجل السلام إلى مشاركة الزعماء الدينيين في التغلب على النزاعات في أنحاء العالم
ولما كان الأمر كذلك وكان الحب يعمي صاحبه ويصمه وكانت عواطف الإنسان ذات تأثير كبير على قراراته واختياراته ومما لا ريب فيه أن من أشدها وأقواها عاطفة عشقه للمال وحبه التزيد منه تولى الله عز وجل قسمة الأموال التفصيلية في ثلاثة مواضع من المواضع التي يحرك الطمع فيها الناس وتدفعهم عاطفة حبهم للمال إلى الحرص على أكبر قدر منه دون مراعاة حق الغير ولا حدود الشرع وهذه المواضع الثلاث هي قسمة الأنفال والغنائم حيث جاء فيها قول الله تعالى جلت قدرته يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين وقسمة الزكاة حيث جاء فيها قول الله تعالى جلت صفاته إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم وقسمة المواريث حيث جاء فيها قول الله تعالى جلت حكمته يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث الآيات ومع ما ورد من التحذير من المال الحرام وآثاره كقوله صلى الله عليه وسلم إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت النار أولى به رواه أحمد وغيره وكقوله صلى الله عليه وسلم إن هذا المال خضرة حلوة من أصابه بحقه بورك له فيه ورب متخوض فيما شاءت نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم القيامة إلا النار رواه أحمد وغيره وغيرها من الأحاديث والنذر إلا أن الناس تساهلوا في شأن أكل الحرام والكسب الحرام والمال الحرام وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن حلال أم من حرام رواه البخاري وأحسب أن زمنا هذا من الأزمان التي يصدق عليه هذا الحديث الشريف كما هو مشاهد ومعيش ثم إن الكلام على المال الحرام وأضراره وصوره ونتائجه وآثاره طويل الذيول كثير الفروع والفصول وإنما أريد التنبيه إلى ظاهرة غريبة من بعض الناس الذين استمرؤوا الحرام واعتادوا عليه وسولت لهم أنفسهم ما سولت فأفتوا لأنفسهم الفتاوى الجاهلة وغروا أنفسهم بالأماني الخادعة وحسبوا أنهم يخدعون الناس بل ويخدعون رب الناس ولا يخدعون إلا أنفسهم يخادعون الله وهو خادعهم يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون وهذا حال أولئك الذين يغتصبون المال وينهبونه ثم تراهم ربما تصدقوا بالقليل مما سرقوا وغصبوا أو ربما حجوا به أو اعتمروا وربما ساهموا في بناء مسجد أو ربما غصبوا ميراثا بالملايير وأعطوا أصحاب الحق في هذا الميراث بعض الدنانير ذرا للرماد في العيون أو ربما نهبوا المال العام ثم تبرعوا لدار الأيتام أو ربما أخذوا رشاوي كبيرة وأعانوا مريضا في عملية جراحية أو ربما جاءوا مفتيا ودلسوا عليه ولبسوا فأفتاهم بحسب قولهم بحل مالهم أو أو أو ويحسبون أنهم بذلك قد صفوا حسابهم مع الله عز وجل وطهروا ذلك السحت الخبيث وصارت أموالهم حلالا طيبا ولكن هيهات هيهات فما لم ترد الحقوق لأصحابها والأموال لأهلها فلسا فلسا ودورو ودورو فلا حلال ولا كرامة وهذا ما قرره النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله من جمع مالا حراما ثم تصدق به لم يكن له فيه أجر وكان إصره عليه رواه ابن حبان وفي قوله لا اكتسب عبد مالا حراما فتصدق به فيقبل منه ولا ينفقه فيبارك له فيه ولا يدعه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار إن الله تبارك وتعالى لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن إن الخبيث لا يمحو الخبيث رواه البزار إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
إن الإنسان مجبول على حب المال وآتى المال على حبه بل على شدة حب المال وإنه لحب الخير لشديد والخير هنا هو المال وعن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنان حب المال وطول العمر رواه البخاري وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلب الشيخ شاب على حب اثنتين طول الحياة وحب المال رواه مسلم
إن من أخص خصائص العبودية الافتقار المطلق إلى الله تعالى فهو حقيقتها ولبها وقد عرفه أهل العلم بألا تكون لنفسك ولا يكون لها منك شيء بحيث تكون كلك لله أما إذا كنت لنفسك فثم ملك واستغناء مناف للفقر فالفقر الحقيقي أن يشهد العبد في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة إلى الله تعالى من كل وجه فالمفتقر إلى ربه مجرد قلبه من كل حظوظها وأهوائها مقبل بكليته إلى ربه عز وجل متذلل بين يديه مستسلم لأمره ونهيه متعلق قلبه بمحبته وطاعته قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين والمتأمل في جميع أنواع العبادة القلبية والعملية يرى أن الافتقار فيها إلى الله هي الصفة الجامعة لها فبقدر افتقار العبد فيها إلى ربه يكون أثرها في قلبه ونفعها له في الدنيا والآخرة وحسبك أن تتأمل في الصلاة أعظم الأركان العملية فالعبد حينما يقف بين يدي ربه في سكينة خاشعا متذللا خافضا رأسه ينظر إلى موضع سجوده يفتتحها بالتكبير وفي ذلك دلالة جلية على تعظيم الله تعالى وحده وترك ما سواه من الأحوال وأرفع مقامات الذلة والافتقار أن يطأطئ العبد رأسه بالركوع ويعفر جبهته بالتراب مستجيرا بالله منيبا إليه ولهذا كان الركوع مكان تعظيم الله تعالى وكان السجود مكان السؤال ففي الصحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ولهذا كان من دعائه صلى الله عليه وسلم في ركوعه اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وذلك إشارة إلى أن خشوعه في ركوعه قد حصل لجميع جوارحه ومن أعظمها القلب الذي هو ملك الجوارح فإذا خشع خشعت الجوارح والأعضاء كلها تبعا له ومن تمام خشوع العبد لله تعالى في ركوعه وسجوده أنه إذا ذل لربه بالركوع والسجود وصف ربه حينها بصفات العز والكبرياء والعظمة والعلو فكأنه يقول الذل والتواضع وصفي والعلو والعظمة والكبرياء وصفك فهذه المنزلة الجليلة التي يصل إليها القلب هي سر حياته وأساس إقباله على ربه فالافتقار حاد يحدو العبد إلى ملازمة التقوى ومداومة الطاعة ويتحقق ذلك بأمرين متلازمين أحدهما إدراك عظمة الخالق وجبروته فكلما كان العبد أعلم بربه وصفاته وأسمائه كان أعظم افتقارا إليه وتذللا بين يديه إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا فمن تدبر الآيات والأحاديث التي جاء فيها ذكر صفاته العلى وأسمائه الحسنى انخلع قلبه إجلالا لربه وتعظيما لمقامه وهيبة لسطوته وجبروته سبحانه ففي الصحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال عليه الصلاة والسلام يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون أما الأمر الثاني فهو إدراك ضعف المخلوق وعجزه فمن عرف قدر نفسه وأنه مهما بلغ في الجاه والسلطان فهو مخلوق صغير عاجز ضعيف لا يملك لنفسه صرفا ولا عدلا تصاغرت نفسه وذلت جوارحه وعظم افتقاره لمولاه والتجاؤه إليه فلينظر الإنسان مم خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
يقول الحق سبحانه في قصة نبي الله موسى عليه السلام فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير
ولا يخفاك حكمة استعمال القرآن الكريم هنا لجمع القلة إيماء إلى أن السقوط والهوي في طريق إبليس قد يبدأ بخطوات صغيرة قليلة حتى لا يستهين العبد بمعصية الله عز شأنه مهما صغرت ومهما قل عدد مرات اقترافها ثم إن أظهر ما يلفت النظر في هذه الآيات الجليلة قوله تعالى ولا تتبعوا خطوات الشيطان فالمعنى لا تتبعوا الشيطان ولكن الله جل شأنه يقول ولا تتبعوا خطوات الشيطان وفي هذا من الحكم الباهرة الشيء الكثير ومن قوة الدلالة وعمقها الأمر الجلل وفيه تنبيه هام وإشارة بالغة للناس حتى يحذروا من ذلك أن استخدام كلمة خطوات فيه إشارة إلى أن الخطوة مسافة قصيرة يسيرة صغيرة وهكذا الشيطان يبدأ في إغواء الإنسان وإضلاله بالشيء اليسير من المعاصي والإثم يزينه له ويوسوس به حتى تألفه نفسه ويهون عنده ويعتاده ثم يأخذه إلى الأكبر فالأكبر حتى يصل به إلى اقتراف كبائر الإثم أو الكفر والشرك وفيه إشارة أيضا إلى أن الشيطان في إغوائه بني آدم لن يقف معهم عند أول خطوة في طريق العصيان وإنما يدعوهم لمعصية تتلوها معصية حتى يستحوذ عليهم فينسيهم ذكر الله تعالى والشيطان كذلك لا يصر على معصية بعينها فإن رأى الإنسان قد امتنع عن معصية خطوة ما فهو يزين له معصية أخرى خطوة أخرى لأنه يريد الإنسان عاصيا على أية جهة قال الإمام السيد طنطاوي رحمه الله في بيان هذا المعنى وفي قوله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إشعار بأن الشيطان كثيرا ما يجر الإنسان إلى الشر خطوة فخطوة ودرجة فدرجة حتى يجعله يألفه ويقتحمه بدون تردد وبذلك يكون ممن استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله والعاقل من الناس هو الذي يبتعد عن كل ما هو من نزغات الشيطان ووساوسه فإن صغير الذنوب قد يوصل إلى كبيرها ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه وهذا النهي عن اتباع خطوات الشيطان موجه للفرد كما هو موجه للمجتمعات والأمم والجماعات فالفرد الذي يصل للموبقات من كفر وشرك أو قتل وفتك أو سحر وشعوذة أو زنا واغتصاب وشذوذ أو شرب للخمور والمخدرات أو غير ذلك من الفواحش الكبار لا يصل إلى هذا الدرك من العصيان من أول يوم بل غالبا ما ينحرف عن الصراط المستقيم ويسلك طريق المعصية شيئا فشيئا وخطوة خطوة وغالبا ما يبدأ بخطوات صغيرة قليلة وشيئا فشيئا يتجرأ على المعاصي الكبار والذنوب العظام فمثلا غالبا ما يسبق تعاطي المرء ذكرا أو أنثى للمخدرات إلمامه ببعض المعاصي الصغيرة كشرب الدخان أو ببعض المعاصي البعيدة عن مجال المخدرات كترك الصلاة أو ببعض المعاصي التي لا يبالي بها الناس كمصاحبة من يعصي الله تعالى ومجالستهم حال معصيتهم أو غير ذلك وقل ما نجد من هجم على المخدرات ابتداء وكذلك غالبا ما يسبق وقوع المرء ذكرا أو أنثى في فاحشة الزنا إلمامه ببعض المعاصي الصغيرة بالنسبة للزنا كعدم الالتزام بستر العورات والتساهل في التعري وترك اللباس الشرعي والتساهل في العلاقات بين المرأة والرجل والأحكام التي تضبطها حتى تقع الواقعة وتكون الفتاة هي الضحية في الغالب وقل ما نجد من هجم أو هجمت على الفاحشة ابتداء وكذا المجتمعات التي تصل للانحلال الأخلاقي والتفكك الأسري وشيوع الفجور والانحراف واختلال القيم وسيطرة الروح المادية القاسية لا يحصل لها ذلك في لمح البصر بل يحدث ذلك شيئا فشيئا وخطوة خطوة فإذا أخذنا المجتمع الياباني كأنموذج باعتباره مضرب المثل في التطور التكنولوجي واحترام قوانين النظام والنظافة بدقة متناهية فإننا نجد أكثر الناس يغفل عن المعاناة التي يعاني منها هذا المجتمع الفريد من شيخوخة تهدد وجوده بسبب عزوف رجاله ونسائه عن الزواج وإنشاء الأسر كما تقتضيه الفطرة وهذا العزوف ناتج عن شيوع الفاحشة والعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج فيه بشكل رهيب حتى بين القاصرات وطلاب وطالبات الثانوية وكذا شيوع العري واللباس الفاضح بشكل غريب فيه وشيوع الإلحاد والروح المادية التي سيطرت على الغالبية الغالبة من أفراده وكذا فقدانه لقيمه التقليدية واستبدالها بالقيم الغربية المادية الرأسمالية المتوحشة نعم لقد كانت ضريبة تطور اليابان باهظة جدا ولكن المجتمع الياباني لم يصل إلى هذا الدرك من الانحلال الأخلاقي دفعة واحدة بل خطوة خطوة وهكذا غيره من المجتمعات تتبع خطوات الشيطان خطوة خطوة حتى تصل إلى الدرك الأسفل من البهيمية الحيوانية وصدق الله العظيم يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون فهذا خطاب للناس جميعا تحذيرا من اتباع خطوات الشيطان الذي هو العدو المبين لهم المعلن لهذه العداوة وهذا تنبيه للناس باعتبارهم أفرادا حتى لا يتساهلوا مع المعاصي الصغيرة فيقعوا في المعاصي الكبيرة وحتى لا يستهينوا في اقتراف أبنائهم وبناتهم للمعاصي الصغيرة لأن ذلك سيجرهم لمقارفة كبائر الذنوب ولات حين مندم وهذا تنبيه للناس باعتبارهم جماعات ومجتمعات حتى لا يتساهلوا في المعاصي التي تنتشر فيه والانحراف الذي يظهر فيه لأنه قد يصل بذلك إلى الدمار وهو تنبيه إلى دعاة التغريب والعلمنة عندنا خاصة أن سعيهم لتغيير مجتمعنا بتغريبه واستبدال قيمه الإسلامية بالقيم الغربية المادية سيوصلنا إلى ما وصل إليه الغرب من شيوع الفاحشة وانتشار الشذوذ وذيوع الخمور وانتشار المخدرات وسقوط الأخلاق حتى لا يبقى حياء ولا عفة وتتفكك أغلب الأسر ولم يعد للعلاقات الأسرية وصلة الأرحام معنى ولا حضورا بل صار أغلب الناس لا يعرفون أنسابهم ولا من هم آباؤهم بسبب شيوع الخيانة الزوجية وشيوع الفاحشة عامة ولا تسبوا أننا نتبع خطواتهم ولا نصل إلى ما وصلوا إليه إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
نقرأ في القرآن العظيم يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر الخطو هو المشي خطا خطوا مشى والخطوة بالفتح المرة من الخطو والجمع خطوات والخطوة هي مسافة ما بين القدمين وتجمع جمع كثرة على خطا وتجمع جمع قلة على خطوات وخطوات وخطوات
ولعل السبب في عودة هذه الظاهرة انسداد الأفق السياسي وغلق باب الأمل الذي لاح في الأشهر الأولى من هذه السنة المليئة بالأحداث والتطورات في بلادنا الحبيبة وبغض النظر عن الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تدفع بآلاف الشباب والشابات إلى الرمي بأنفسهم في أتون البحر الأبيض المتوسط بأمواجه العاتية والمشاركة في مغامرة غير محسوبة العواقب نجد أن المنطلق الإستراتيجي الدافع للحرڤة هو نفسه لدى الذكور والإناث بالنظر إلى تساوي الظروف السيئة التي ترافق الباحثين عن شغل والذين يدفعون دفعا إلى التفكير في الهجرة السرية علها تمنحهم حقوقا استحال عليهم الحصول عليها في البلد الأم هذه المأساة المستمرة منذ عدة أعوام والتي توقفت لفترة بعد أن ظن الشباب بأن الجزائر على موعد مع انطلاقة سياسية جديدة تعود معها العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص أمام الجميع إلا أن أسبابها ترجع إلى فقدان الأمل والأزمات السياسية والاقتصادية وكذلك المعاناة اليومية والتطلع إلى غد أفضل وبخاصة مع عدم قيام المسؤولين بواجباتهم تجاه المواطنين لقد أصبح المثل المشهور عند الشباب الجزائري أن تحرڤ الحدود خير من أن تحرڤ حياتك وخطاب الحراڤة السياسي البطالة أو عدم توفر نشاط اقتصادي مستقر وقانوني أزمة السكن ضعف البنى التحتية الفساد ازدراء النخب الحڤرة غلاء المعيشة وفشل السياسات العمومية كلها عوامل توفر سياقا يجعل من الأفضل أن تأكلك الأسماك بدلا من الديدان ويرى باحثون أن الهجرة غير النظامية التي تمثل نزيفا للطاقة الشبابية في البلاد تجاوزت خلال السنوات الأخيرة مسألة البطالة وتحسين الأوضاع المعيشية لتعبر عن إحباط اجتماعي واقتصادي ونفسي وسياسي بطبيعة الحال وتمثل هروبا من الأوضاع العامة الصعبة وانسداد الآفاق والخيارات في المجتمعات العربية والإفريقية إن الحل لا يحتاج إلى مقاربات أمنية وحراسة الحدود والممرات البحرية فقط بقدر ما يحتاج إلى حلول جذرية سياسية واقتصادية وتنمية اجتماعية ونزع عوامل الإحباط واستعادة روح المواطنة والانتماء وتحقيق العدالة الاجتماعية لنزع غواية الحلم الذي يأخذ الناس من أوطانهم إلى شفير الحياة أو الموت وإن المنظومة التي يمكن أن تزيل هذه الظاهرة يجب أن تكون متكاملة يشارك فيها كل الفاعلين داخل المجتمع من الأسرة أولا ثم إلى المدرسة والمسؤولين كل في قطاعه والإعلامي وحتى الإمام داخل المسجد بالإضافة إلى الشرطي والدركي والجمركي فكل هؤلاء يشاركون بنظرتهم في التقليل من ظاهرة الحرڤة وتوعية الناس من مخاطر ما يحدث ثم البحث عن الأسباب الحقيقية التي تجعل الشاب يلجأ إلى الحرڤة ومن ثم تقديم الحلول الناجعة للحد منها لا بد من توفير فرص العمل للشباب مع ضمان العدالة في الأجور وفتح مجالات لاستثمار المؤهلات الشبابية كالنوادي الثقافية والجمعيات وتحفيزهم على المشاركة في الحياة السياسية وتبني الخطط اللازمة والفاعلة للنهوض بالتعليم كما يجب الاستماع والتكفل بانشغالاتهم حيال البطالة وانسداد الآفاق التي تدفع للهجرة غير الشرعية وعلى الشباب الذي يفكر في الهجرة السرية أن يعلم بأن المسألة ليست سهلة بل هي أصعب بكثير مما يتخيله هؤلاء الشبان فأوروبا لم تعد تلك البلاد الذي يمكن أن يعيش فيه هؤلاء بكرامة خاصة مما يتعرض له الناجحون في الوصول إلى الضفة الأخرى من الإهانة والإذلال بمراكز احتجاز المهاجرين غير الشرعيين في أوروبا ومن يسلم منهم سيعيش هناك الفقر المدقع والبرد القارص وأن الأجور هناك متدنية جدا ولا يمكن أن تكفي الإنسان ليعيش عيشة كريمة وسيلجؤون إلى الجريمة أو التجارة في المخدرات والممنوعات وسينتهي بهم الأمر في السجون ومن ثم الترحيل والإبعاد وعلى الحكومة أن تتبنى سياسات فعالة قادرة على احتواء هؤلاء الناس عبر إيجاد الفرص الاقتصادية المحلية وكذلك عبر توقيع اتفاقات تسمح بتسهيل الحصول على تأشيرات السفر للراغبين في السفر إلى الخارج بالطرق الشرعية وندعو المسؤولين المباشرين عن تزايد هذه الظاهرة إلى العمل للقضاء على أسبابها وليس الاكتفاء بنقل أخبارها عبر وسائل الإعلام وتحريمها فقط أو تجريم المغامرين
عاد موضوع الهجرة السرية الحرڤة بقوة وبشكل كبير ومخيف جدا جدا خلال الأسابيع والأيام القليلة الماضية في بلادنا الجزائر بعد أن استبشرنا بتوقف هذه الظاهرة الخطيرة التي تحصد في كل مرة أرواح شباب وشابات في مقتبل العمر يحلمون بحياة هنية سعيدة
فقوله تعالى تطهرهم إشارة إلى مقام التخلية عن السيئات وقوله تزكيهم إشارة إلى مقام التحلية بالفضائل والحسنات ولا جرم أن التخلية مقدمة على التحلية فالمعنى أن هذه الصدقة كفارة لذنوبهم ومجلبة للثواب العظيم والصلاة عليهم الدعاء لهم وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية إذا جاءه أحد بصدقته يقول اللهم صل على آل فلان وجملة إن صلاتك سكن لهم تعليل للأمر بالصلاة عليهم بأن دعاءه سكن لهم أي سبب سكن لهم أي خير والسكن بفتحتين ما يسكن إليه أي يطمأن إليه ويرتاح به وهو مشتق من سكون النفس أي سلامتها من الخوف ونحوه لأن الخوف يوجب كثرة الحذر واضطراب الرأي فتكون النفس كأنها غير مستقرة ولذلك سمي ذلك قلقا لأن القلق كثرة التحرك هذا المعنى العام للآية والظاهر أن الزكاة نقص ولكنها في حقيقة الأمر زيادة ونماء ارتقاء في مراتب الكمال زيادة طهارة وزيادة تزكية وزيادة بركة وزيادة مال وزيادة في النفس وزيادة في المجتمع فالزكاة غنيمة تنال لا غرامة تحمل وهذا هو الفارق بين فريضة تؤدى ابتغاء رضوان الله وضريبة تدفع لأن القانون يفرضها ويعاقب عليها ونحن نعلم أن الله سبحانه وتعالى هو صاحب المال والمالك الحقيقي له وإنما أضيف في الآية لمالكه من الناس تطمينا له على ملكيته له وزيادة في التطمين قال خذ من أموالهم دلالة على أن القدر المأخوذ بعض تلك الأموال لا كلها لأن من للتبعيض حتى يزكي من يزكي طيبة نفسه بالقدر اليسير المخرج على يديه ساكنة نفسه بالقدر الكبير الباقي لديه يقول الإمام الرازي في هذا المعنى إن الفقراء عيال الله والأغنياء خزان الله لأن الأموال التي في أيديهم أموال الله فليس بمستبعد أن يقول المالك لخازنه اصرف مبلغا مما في تلك الخزانة إلى المحتاجين من عيالي ويقول الإمام ابن العربي المالكي إن الله بحكمته البالغة وأحكامه الماضية العالية خص بعض الناس بالأموال دون البعض نعمة منه عليهم وجعل شكر ذلك منهم إخراج سهم يؤدونه إلى من لا مال له نيابة عنه سبحانه وتعالى فيما ضمنه بفضله لهم في قوله وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ولو لم يكن من بركة الزكاة وتطهيرها وتزكيتها إلا تطهير النفوس من خبث الشح ودنس البخل لكفى كيف وحكمها الباهرة ومقاصدها العظيمة لا تحصى ولا تستقصى فالفلاح كله في الشفاء من داء الشح ومرض البخل ولا يخفى أن الشفاء منه كفيل بشفاء الكثير من أمراضنا الاجتماعية وانحرافاتنا الحياتية ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم وإياكم والشح فإنه دعا من قبلكم فاستحلوا محارمهم وسفكوا دماءهم وقطعوا أرحامهم رواه أحمد وابن حبان وإيتاء الزكاة أول خطوة للشفاء من هذه الخبائث كما هي من أعظم خطوات تطهير الأفراد والمجتمعات صعودا بهم في مراقي الزيادة والنمو والتنمية إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
قال الله سبحانه وتعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم قال العلامة ابن عاشور الآية دالة على أن الصدقة تطهر وتزكي والتزكية جعل الشيء زكيا أي كثير الخيرات
تكمن أهمية الزكاة في محاربة الفقر وتحقيق التنمية في البلدان الإسلامية التي يقبع من سكانها تحت خط الفقر وما شرعت إلا لخير المجتمع وتقدمه وتأمينه ضد العوارض والأزمات التي تعصف به أحيانا وتحصينه ضد كل ما يعيق رقيه وازدهاره ورفده بكل أسباب تشجيع الإنتاج وتحقيق التكافل ومحاربة البطالة فهي تأمين اجتماعي للأفراد جميعا وضمان اجتماعي للعاجزين ووقاية للجماعة كلها من التفكك والانحلال وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما أرسله إلى اليمن أن يأخذ صدقة من فضول أموال الأغنياء ويردها إلى الفقراء فإخراج الزكاة هو الذي يخرج الفقير من حد الكفاف حيث لا يملك القدرة الشرائية وحيث يكون الحد الاستهلاكي عنده صفرا وحيث تكون الحاجة عنده إلى ضروريات العيش كبيرة جدا إلى حد الكفاية حيث تتوفر لديه القدرة الشرائية ويستطيع أن يساهم في الدورة الاقتصادية إذ إنه يصبح مستهلكا يحسب له حساب في الطلب الفعال وهو الطلب الذي تسنده قوة شرائية وليس القصد من الزكاة هو سد حاجات الفقراء وإشباعها لبعض الوقت فقط ولكن القصد منها هو إخراجهم من الفقر على الدوام وذلك بتمليكهم الوسائل التي تحميهم من التردي في الفقر مرة أخرى وتنقلهم من الكفاف إلى الكفاية وليست الكفاية إشباع حاجات الفقير الضرورية فقط بل تتجاوز ذلك إلى توفير الكماليات ويقوم المجتمع المسلم على مبدأ التكافل الاجتماعي بين أفراده وتعاونهم فيما بينهم في السراء والضراء وإن أركان الإسلام تؤكد هذا وتقرره وأنا على يقين لو أن الأغنياء من المسلمين الذين تجب في حقهم الزكاة أخرجوا زكاة أموالهم لما بقي فقير مسلم على وجه الأرض كما كان عليه الحال في عهد الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه وقد عز في زمنه وجود من يقبل الزكاة يقول عمر بن أسيد والله ما مات عمر بن عبدالعزيز حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول اجعلوا هذا حيث ترون فما يبرح يرجع بماله كله قد أغنى عمر الناس وقد تميز عصر الخليفة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه بالعدل والرخاء الاقتصادي حتى إن بيت مال المسلمين لم يجد من يستحق أموال الزكاة ليدفعها له بعد تزويج الشباب وتسديد الديون عن الفقراء والزكاة تعزز وحدة المجتمع الإسلامي وتتجاوز الجغرافية السياسية لبلدانه إذ الأصل في الزكاة المحلية أن توزع على فقراء البلد الذي تجبى منه لكن ذلك لا يمنع جواز نقلها إلى حيث تمس الحاجة إليها وفي ذلك إشعار للمسلمين بوحدة أمتهم وبوحدة ذمتهم أيضا كما أنها تعمق فهم المسلم لوظيفة المال في المجتمع بتوكيدها للوظيفة الاجتماعية لحق الملكية تأسيسا على نظرية الاستخلاف الإسلامية فالمال مال الله والناس مستخلفون فيه وهذا الفهم يساعد المسلم على تقبل أحكام الإسلام الأخرى المتعلقة بالمال انتفاعا واكتسابا واستثمارا وتداولا وبالإضافة إلى دورها في التكافل الاجتماعي فإن للزكاة وظائف اقتصادية واجتماعية أخرى منها تأمين الإنتاج وزيادته فقد جعل الإسلام الغارمين أحد مصارف الزكاة قال تعالى وفي الرقاب والغارمين ومن جملة الغارمين من اقترض مالا للإنتاج والاستثمار ومن اشترى سلعا بأجل ولم يستطع الوفاء بالدين وإن من أهم ما يلزم القيام به لتفعيل الزكاة واستظهار آثارها القيام بعملية توعية وتثقيف علمية واعية ومستمرة تشترك فيها المؤسسات التربوية والتعليمية والدعوية والإعلامية تستهدف تجديد التزام الناس بالنظام الزكوي بأبعاده العقدية والقيمية وإن الدولة يمكنها أن تجعل الزكاة فريضة مالية تكون إلزامية مائة بالمائة وأن تكتفي بالزكاة وتسد العجز في حال وجوده بالضرائب كما يوصي بذلك بعض الباحثين الاقتصاديين وندعو إلى ضرورة توفير منظومة محكمة لجمع وصرف الزكاة إما تكون حكومية أو مؤسسات مدنية تطوعية خاصة على أن تدار بشفافية وأن تحفظ الأموال في البنوك والمصارف الإسلامية وتستثمر في مشروعات تملك للفقراء والمساكين
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام وشعيرة من شعائره والزكاة في دلالتها اللغوية طهرة ونماء وهذه هي حقيقتها وفي الاصطلاح هي استقطاع مالي جبري من أموال المكلفين يعاد توزيعه على مستحقين معينين وصفا وهي فريضة على كل مسلم ذكر وأنثى مالك للنصاب دون النظر إلى جنسه أو عمره أو لونه أو نسبه أو طبقته أو وضعه الاجتماعي فالناس جميعهم سواء أمام هذه الفريضة
لست مبالغا في هذا التوصيف فكل واحد منا حتما يعرف واحدا أو أكثر ممن ابتلي بهذا البلاء وللحق فهذا الصنف موجود في عامة الناس وفي النخبة المثقفة ولكن أحسب أنه في النخبة أكثر منه في عوام الناس خاصة أنهم لا يستترون بل بعضهم يأتي للفضائيات ليستعرض خصيصته المتميزة بأنه يعرف كل شيء قال الحق سبحانه ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا قال قتادة بن دعامة السدوسي رحمه الله في تفسيرها لا تقل رأيت ولم تر وسمعت ولم تسمع وعلمت ولم تعلم أي أن الله تعالى نهى عن القول بلا علم بل بالظن الذي هو التوهم والخيال وهذا ما يقع فيه صاحبنا الذي يعرف كل شيء يقول جهلا ويحلل وهما ويروج خيالا وضلالا ومن دقائق التعبير القرآني أن أعقب الله تعالى هذه الآية الناهية عن اتباع الجهل أو القول بجهل بقوله ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا وهذا حال من يعرف كل شيء فإنه يطلع مختالا فخورا على الناس يهز عطفيه ظنا منه أنه أبهر العالم وما علم المسكين أنه أضحك العالم على بلادته وبلاهته وانظروا إلى أدب العلماء الكبار ماذا يروون لنا قال الإمام ابن عبد البر المالكي رحمه الله قال أبو داود صاحب السنن حدثنا الإمام أحمد بن حنبل حدثنا محمد بن إدريس الشافعي قال سمعت مالكا يقول سمعت ابن عجلان يقول إذا أخطأ العالم لا أدري أصيبت مقاتله أي أن العالم إذا صار يتكلم في كل المسائل ويجيب عن كل الأسئلة ولا يقول لما لا يعلم لا أدري أصيبت مقاتله والمقاتل هي أعضاء جسم الإنسان التي إن أصيبت قتل الإنسان ومات فهؤلاء الأئمة الكبار يروون لنا هذا الأدب العالي حتى نتأدب ونتخلق وقد تأدبوا هم بذلك حقا وصدقا قال الإمام عبد الرحمن بن مهدي سأل رجل من أهل المغرب مالك بن أنس عن مسألة فقال لا أدري فقال يا أبا عبد الله تقول لا أدري قال نعم فبلغ من وراءك أني لا أدري وأصحابنا الذين يعرفون كل شيء لا يستحون أبدا ولا يخطئون ولو مرة واحدة فيقولون معذرة لا أدري ليس تخصصي قال الإمام الحافظ أبو داود رحمه الله قول الرجل فيما لا يعلم لا أعلم نصف العلم بل قال الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه إن من يفتي في كل ما يستفتونه لمجنون وقال الأديب الكبير ابن المقفع من أنف من قول لا أدري تكلف الكذب ومعنى هذا أن هذا الذي يعرف كل شيء من عامة الناس أو من المحللين متعددي المواهب لا يخرج عن أمرين إما أنه مجنون وإما أنه كاذب ولا أسوأ من هذا سوى هذا وبالعكس إنه من الواجب على العاقل أن يعرف قدره ويقف عنده وأن يحترم عقول الناس فلا يقول ما يعن بباله ظنا منه أنه لن يحاسب على كلامه وأن يحترم التخصصات والمتخصصين وخاصة إذا كان يتحدث من الفضائيات فإن المسؤولية تزيد وتكبر وأن يحذر هؤلاء الذين يحسبون أنفسهم يفهمون في كل شيء ويعرفون في كل شيء إذا تحدثوا في دين الله تعالى فإن الحساب على ذلك عسير والناقد خبير
هذا أنموذج من البشر متكرر تلتقي معه ربما كل يوم وربما مرات في اليوم أنموذج للشخص الذي يتكلم في كل شيء ومطلع على أسرار في كل الشؤون وله مقدرة على تحليل كل الظواهر في كل مجالات الحياة فإذا شئت فهو خبير سياسي ينبئك بأسرار الجلسات السرية بين علية القوم وإن شئت هو محلل رياضي يطلعك على أسرار كواليس الكرة في العالم أجمع وإن شئت هو عالم دين يفتيك في أعوص المسائل التي اختلف فيها العلماء بل يصنف لك العلماء يرفع منهم من يشاء ويسقط من يشاء وإن شئت هو اقتصادي كبير يملك مفاتيح التنمية بيد والملفات الاقتصادية السرية بيد وإن شئت هو قانوني ضليع يحفظ الدستور والقوانين وحتى التعليمات
لا شك أن القارئ لهذا الحديث يتساءل ترى ما المراد بالعبد الخفي الذي أحبه الله فقد يكون شخصا عرف ربه فأحبه وحرص أن يكون بينه وبين الله أسرار وربما هو عبد تقي اجتهد في إخفاء أعماله خوفا من فسادها بالعجب والرياء تأسيا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم أن تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل وربما هو جندي مجهول ناصح عامل فكم من ناصح ومن داع للحق لا يعرف وربما أنه أيضا هو الساجد الراكع في الخلوات فكم من دعوة في ظلمة الليل شقت عنان السماء وكم من دمعة بللت الأرض إن الخفاء منهج شرعي يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه قال الحافظ ابن حجر رحمه الله وهو من أقوى الأدلة على أفضلية إخفاء الصدقة وفي الحديث نفسه صورة أخرى وردت في فضل الإخفاء ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ولنتأمل حديث أبي هريرة عند الشيخين عن الرجل الذي تصدق ليلا على سارق وعلى زانية وعلى غني وهو لا يعلم بحالهم فالصدقة وقعت بالليل لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث فأصبحوا يتحدثون فدل ذلك على أن صدقته كانت سرا في الليل إذ لو كانت هذه الصدقة بالجهر نهارا لما خفي عنه حال الغني بخلاف حال الزانية والسارق فالغني ظاهر حاله فلذلك كانت الصدقة سرا في الليل وأيضا حديث صلاة النافلة في البيوت فعنه صلى الله عليه وسلم قال صلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة وقوله فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل الفريضة على التطوع وانظر الشاهد حيث يراه الناس إذا فالاختفاء عن أعين الناس في صلاة النافلة لا شك أنه أفضل وقوله صلى الله عليه وسلم أيضا من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به وقوله من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه وصغره وحقره قد يقول قائل وهل نخفي أعمالنا دائما فلا نظهر منها شيئا أبدا للإجابة على هذا السؤال نستمع للحافظ ابن حجر في الفتح لما تحدث عن صدقة الفرض وصدقة النفل وهل الأفضل إعلانهما أو إخفاؤهما قال رحمه الله لو قيل إن ذلك يختلف باختلاف الأحوال لما كان بعيدا فإذا كان الإمام مثلا جائرا ومال من وجبت عليه الزكاة مخفيا فالإسرار أولى وإن كان المتطوع ممن يقتدى به ويتبع وتنبعث الهمم على التطوع بالإنفاق وسلم قصده فالإظهار أولى فمن هنا نعلم أنه ليس دائما تخفى الأعمال بل قد يظهر الإنسان أعماله لمصلحة راجحة أما في هذا الزمن فهناك أخفياء ولكنهم أخفياء من نوع آخر أخفياء يختفون عن أعين الناس ويحرصون كل الحرص ألا يطلع عليهم أحد فهؤلاء الأخفياء هم الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا قالوا يا رسول الله صفهم لنا فقال أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ومن خواطر ابن الجوزي في صيده نظرت في الأدلة على الحق سبحانه فوجدتها أكثر من الرمل ورأيت من أعجبها أن الإنسان قد يخفي ما لا يرضاه الله عز وجل فيظهره الله سبحانه عليه ولو بعد حين وينطق الألسنة به وإن لم يشاهده الناس وربما أوقع صاحبه في آفة يفضحه بها بين الخلق فيكون جوابا لكل ما أخفى من الذنوب وذلك ليعلم الناس أن هنالك من يجازي على الزلل ولا ينفع من قدره وقدرته حجاب ولا استتار ولا يضاع لديه عمل إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي
وأكد ذات المصدر أن التأشيرات موحدة الرسوم التي حددت بقيمة ريال تشمل الحج العمرة أو السياحة أو أعمال أو زيارة أقارب وأصدقاء أو خرى أو المرور للزيارة عبر أي منفذ وأضافت أن مدة الإقامة تختلف حسب التأشيرات وبالرسوم ذاتها يذكر أنه قد تم إلغاء رسوم ال ريال في حال تكرار العمرة خلال فترة الثلاث سنوات
أعلنت المملكة العربية السعودية اليوم الخميس عن توحيد سعر تأشيرات العمرة والحج حسبما أفادت به صحيفة عكاظ السعودية
والذي أفاض علي خواطر هذا الموضوع هو ما رأيته من توجه لدى كثير من الفضائيات ومنها الفضائيات الجزائرية في برامجها الدينية حيث تحرص على تنشيطها من طرف من أسميتهم دراويش وهم أقرب للقصاص والحكواتيين منهم إلى الدعاة والعلماء ولكن هذه الفضائيات بقصد سيء عند أغلبها تفتح المجال لأمثال هؤلاء للحديث عن الدين وباسم الدين قتلا للدين وتشويها للتدين وكأنها تقول للناس انظروا المتدينين كيف هم وكيف يفكرون وكيف يتكلمون وفيما يتكلمون ولا أحدثك عن سذاجة طرحهم وضآلة علمهم وسطحية فكرهم وفجاجة إلقائهم وركاكة كلامهم وضعف حججهم وحتى يتضح لنا سوء الوضع ومدى اختلاله لا بد لنا من التعريج على صفة العالم الذي يتصدر لإفتاء الناس وتوجيههم ونصحهم ووعظهم وأول ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ولهذا قرر علماؤنا أن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم فينبغي على العاقل أن لا يأخذ إلا عمن عرفت عالميته واشتهرت ديانته فلا يتلقاه عن جاهل فيضله ولا عن فاسق فيغويه ولا عن درويش فيغريه فأهم صفة لأهل العلم هي العدالة أن يكون العالم عدلا وهو من اتصف بصفات تحمل صاحبها على التقوى واجتناب الأدناس وما يخل بالمروءة عند الناس وفصل الإمام الخطيب البغدادي رحمه الله صفات أهل العلم بالدين الذين يجوز لهم التقدم لإفادة الناس فقال وينبغي أن يكون قوي الاستنباط جيد الملاحظة رصين الفكر صحيح الاعتبار صاحب أناة وتؤدة وأخا استثبات وترك عجلة بصيرا بما فيه المصلحة مستوقفا بالمشاورة حافظا لدينه مشفقا على أهل ملته مواظبا على مروءته صليبا في الحق دائم الاشتغال بمعادن الفتوى وطرق الاجتهاد ولا يكون ممن غلبت عليه الغفلة واعتوره دوام السهر ولا موصوفا بقلة الضبط منعوتا بنقص الفهم معروفا بالاختلال يجيب بما لا يسنح له ويفتي بما يخفى عليه ومن يتابع حصة واحدة من الحصص التي يقدمها هؤلاء الدراويش الذين شهرتهم الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي يتبين له مدى دروشتهم وخلوهم عن هذه الصفات وقلة بضاعتهم وسعة غفلتهم مع خفة عقول كثيرين منهم ولكن للأسف الفضاء أمامهم مفتوح والأبواب مشرعة والكلام في الدين كلأ مباح لكل معتوه ودرويش إن صرح العلم عامة في تاريخ الحضارة الإسلامية إنما بناه أصحاب العقول الكبيرة وخاصة العلم الشرعي الذي قيض الله تعالى له أذكياء العالم لحفظه وتبليغه إلى الناس وأصحاب هذه العقول الكبيرة هم الذين قاموا وقادوا الدعوة الإسلامية منذ انطلاقتها إلى أن جاءت الأعصر المتأخرة فهانت علوم الشريعة وهانت الدعوة الإسلامية وتجرأ على الكلام فيهما كل من هب ودب ولعب بل صار لا يوجه إلى دراسة علوم الشريعة في الغالب إلا أصحاب المعدلات الضعيفة والذكاء المحدود وصارت الفتيا والوعظ عمل من لا عمل له ووظيفة من فشل في الحياة إلا قليلا قليلا وجاءت هذه الفضائيات والقائمين عليها من ذوي الأغراض السيئة فوجدوا الساحة ملأى بالنطيحة والمتردية مع وجود الأكفاء المقتدرين ذوي المستوى العالي والطرح الحضاري ولكنهم اختاروا هؤلاء الدراويش للكلام على الإسلام وتمثيله لحاجات في نفوسهم أو قل لعاهات في عقولهم حيث أن بعض الفضائيات تعادي الإسلام عداء ناعما غير معلن وهؤلاء يستعملون طرقا خبيثة لاستغلال هؤلاء الدراويش حيث يدعونهم لتمثيل رأي الدين في قضايا شائكة ويختارون منهم عادة من كان ضعيف الحجة ضئيل المعرفة سريع الغضب كثير الصياح رث الهيئة لا يحسن الكلام ولا يتأدب بأدب الحوار ليستضيفوه مع من يمثل الديانات الباطلة الأخرى أو ليمثل التيارات الشاذة والأفكار المنحرفة وهؤلاء طبعا يختارون منهم من كانت فاتنة أو كان مليح الوجه هادئ الطبع حسن الشارة حلو الكلام متأدبا بأدب الحوار وفي هذه الحال سيميل المشاهد الخالي الذهن إلى هذا الصنف الثاني ليس لصواب ما يقول وقوة حجته ولكن انجذابا لصورته الحسنة مقابل تلك الصورة الشوهاء للدين التي يقدمها الدرويش وكم للإعلام من مداخل ومخارج ومكر ودهاء وقد شاهدت حصصا كثيرة على هذه الشاكلة في عدة فضائيات عالمية وخاصة فرانس بالعربية فهذه القناة الدعائية التابعة للاستخبارات الفرنسية فاقت الجميع في هذا المسلك وبعض هذه الفضائيات التي تعادي الدين عداء ناعما ويقوم عليها دعاة التغريب والعلمنة تستغل هؤلاء الدراويش بحسب نظرتها إلى الدين حيث تراه فلكلورا تراثيا أو ثقافة شعبية أو فكرا خرافيا لا بد أن يكون له وجود بقدر تكميلا لصورة المجتمع وتلبية لحاجة قطاع منه فتختار من هؤلاء الدراويش من يتكلم في الدين بصورة كاريكاتورية تضحك المشاهد وتسليه وتزيد من عدد متابعي القناة ومشاهديها وهذا موجود في الفضائيات الجزائرية ولا حاجة لذكر الأسماء وتعيين الأشخاص وهذا كله وما كان مثله يدخل في قوله تعالى يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ونور الله تعالى دينه وقرآنه ونبيه عليه السلام والحق الذي أنزله يريدون إبطاله بالقول ودفعه بالكلام وتشويهه بالأراجيف وهذا ما يقوم به الدراويش وإن لم يعلموا ولم يقصدوا ويلحق بهذا وذاك هذا السيل من الوعاظ والقصاص ومدربي التنمية البشرية الذين لا يعانون من خفة العقل وهزل الطرح ولكنهم يعانون من قلة العلم وسذاجة الفكر وهؤلاء كذلك لهم آثار سيئة سبق وأن نبهت على بعضها وسأعود إلى موضوعهم في مناسبة أخرى إن شاء الله إنني هنا أتكلم على هذه الظاهرة الخطيرة وأنا أعلم أن بعض الفضائيات لا تقدم هؤلاء الدراويش عداء للإسلام وحربا للدين وإنما من باب الإثارة والتسويق والمنافسة وجذب المشاهدين ولكن النتيجة واحدة وهي الإضرار بالتدين وتقديم صورة شوهاء لعلماء الإسلام ودعاته والعبرة بالنتائج إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
الدرويش لفظ فارسي معناه الفقير الصادق وهو في معجم الصوفية الزاهد الجوال فهو عندهم لقب مدح ولكن الدارج استعمال هذا الوصف في سياق الذم وغالبا ما يراد به الذي لا عقل له أو لا فكر سوي له وقد استعملته في العنوان بهذا الملمح السلبي فالمعذرة ممن يراه لقب مدح
ها قد انقضت العطلة الصيفية ورجع أبناؤنا إلى مقاعد دارستهم واستهلوا على بركة الله فصلا دراسيا جديدا أسأل الله أن يأخذ بنواصيهم لما فيه الخير والصلاح وأن يوفقهم لكل عمل يرضي ربهم وبهذه المناسبة المجيدة أردت أن أخاطب إخواني من معلمين ومعلمات أحب أن أتحدث معهم وأوجه لهم نصيحة أخوية من خلال صحيفتنا الغراء الخبر أرجو الله أن تكون خالصة لوجه المولى سبحانه اعلم أخي المعلم واعلمي أختي المعلمة أن مسؤولية التربية والتعليم مسؤولية جسيمة وخطيرة لأنها تتعلق بتربية الأجيال ورسم الطريق الذي يسيرون عليه في مستقبل أمرهم إذا فالمعلم والمعلمة يجب أن يستحضر كل منهما هذه المسؤولية وأن يتصوروا هذه الأمانة الملقاة على عواتقهم فإن تصوروها حق التصور وعلموا أهميتها وكبير شأنها دعاهم ذلك إلى أن يؤدوا ما استطاعوا من واجب وما قدروا عليه نحو أداء هذه المهمة على الوجه المرضي من استرعاه الله رعية فالله سائله عنها حفظ ذلك أم ضيع أخي المعلم أختي المعلمة إن في أعناقكم مسؤولية تربية هذا النشء وتثقيفه فإن اتقيتم الله فيما عهد إليكم من واجب وفيما كلفتم به من مهمة وإن اتقيتم الله فأديتم هذه الوظيفة حق أدائها ورعيتموها حق رعايتها فكنتم مخلصين لله في أداء تلك المهمة صادقين في أدائها وفقتم للخير وهديتم للطريق المستقيم ولتكونوا على قدر ما حملتم من مسؤولية فأولا وقبل كل شيء الإخلاص في العمل ثم الحرص في المحافظة على الوقت زمنا وأداء وذلك بالالتزام بالحضور في الوقت وأداء العمل بجد ومثابرة فالله الله فلا تستخفوا بهذه المسؤولية ولا تستهينوا بها فإنها أمانة والله سائلكم عنها إن ٱلله يأمركم أن تؤدوا ٱلأمانات إلى أهلها أخي المعلم من باب النافلة أذكرك بالصلاة فلا شك أنت حريص عليها الصلوات الخمس ركن من أركان الإسلام فليشعر طلابك منك بترغيبهم فيها وحثهم عليها وبيان منزلتها في الإسلام لكي يؤدوها رغبهم في أدائها وحثهم عليها ومرهم بها واسألهم هل أدوها اسألهم عن أدائها من باب الحث لهم والحرص على أدائها ورغبهم في وقتها وفي أدائها جماعة وكن حريصا على ذلك في كل فرصة ممكنة أخي المعلم قبل التعليم فأنت مرب رغب الأولاد في بر الأبوين والسمع والطاعة لهما فعسى الله أن ينفع بتوجيهك حثهم على احترام الكبير ورحمة الصغير والتعامل الراقي مع الجيران والأقارب فكن راسما لهم للأخلاق الكريمة وبين لهم أن ديننا دين أخوة ومحبة ومودة وجمع للكلمة رغبهم في سلوكهم وسيرهم في ذهابهم إلى المدرسة ورجوعهم منها حثهم على الطمأنينة والهدوء في سيرهم وحذرهم من التهور في اجتازهم لطرق السيارات انصحهم أن يمروا من الأماكن المخصصة للمشاة حذرهم من الأخلاق السيئة ومن مصاحبة خلان السوء أما أنتم إخواننا الإداريون فإن دوركم لا يقل شأنا عن دور المعلمين تابعوا الطلبة في حضورهم للمدرسة في الوقت راقبوا هندامهم وقصات شعورهم وتقليم أظافرهم حثوا البنات على فريضة الحجاب ذكروا الطلاب بما أنعم الله علينا في بلادنا من أمن واستقرار وتعاونوا على الخير في أداء هذه المهمة العظيمة التي ائتمنكم الله عليها أخي المعلم أخي الإداري يكفيكم فخرا أنكم تمارسون مهنة الأنبياء التي هي تربية الأمة وتثقيفها ورحم الله ابن عطاء الله السكندري حين قال إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر حيث أقامك إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
ورد في جامع الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب
إن دعوة الناس إلى تحمل مسؤولياتهم نحو أنفسهم ونحو غيرهم واجتناب الضرر أو التسبب فيه للنفس وللغير يدخل في صميم الدين وجوهره باعتبار أن الدين الإسلامي بنيت أوامره ونواهيه وتشريعاته كلها على درء المفسدة وجلب المصلحة للإنسان وإن المصلحة المرسلة هي دليل وجوب الالتزام بالأنظمة المرورية التي تضعها الدول الحديثة فيما تنظمه من إجراءاتها من حفظ لمقصود الشرع في الأنفس والأموال ولو اقتضى الأمر إلى سن العقوبات الزاجرة لمن يخالف تلك الأنظمة المصلحية والعمل بالمصلحة المرسلة حجة عند الأكثر من أهل العلم كما هو معلوم فالأصل أن تكون الطرق واسعة يسير فيها الناس بحرية كاملة وبأمان كامل على أنفسهم وأموالهم والطرق لجميع المسلمين وليست ملكا لأحد ولا يجوز لأحد أن يتصرف بها على انفراد وقد منعت الشريعة الإسلامية التزاحم على الطرق العامة أو الجلوس في الطرقات تأمينا لحرية الطريق وحتى يتمكن المسافرون من التنقل بيسر وسهولة ومن باب تحمل المسؤولية في تسهيل الطرق ما فهمه عمر بن الخطاب أن الحاكم مسؤول عن تسهيل الطرق وأنها من مهماته الأساسية التي يجب أن يعطيها اهتمامه يقول لو عثرت ناقة إذا لم أسو لها الطريق فالطرق والجسور بناء وإصلاحا وكل المرافق إنشاء وصيانة وتسهيل الطرق والمواصلات من المصالح العامة التي يعود نفعها على كافة المسلمين والحاجة الماسة تدعو إلى تحقيقها حفظا لراحة المسلمين وسدا لحوائجهم وتحقيقا لمنافعهم ومن هنا أجاز الفقهاء الوقف على المصالح العامة كبناء الطرق والجسور ومن القواعد المهمة التي تضبط حقوق الناس في حوادث المرور قول النبي صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار وهذا الحديث يقرر قاعدة كلية هي من مبادئ الشريعة الإسلامية من رفع الضرر وتحريم الإضرار بالغير وهذا الحديث إذا تأملنا فيه لا يكتفي بتحريم إضرار الغير فقط بل يشير إلى وجوب الضمان على من سببه إن الحذر وعدم التفريط في الأمور اتكالا على القدر أمر مطلوب في الدين فإذا كان لكل قدر سبب فإن من أسباب النجاح في العمل هو الأخذ بالأسباب وكذا فإن سبب الخيبة والفشل هو التفريط وترك العمل ففي مدح التؤدة والأناة في كل الأمور كلها يقول النبي صلى الله عليه وسلم في وصف رجل إن فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والأناة ويقول الله تعالى ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين فهذه الآية تشير إلى أن المسلم المتهور الذي لا يقدر الأمور ولا يعرف أن السرعة الزائدة في وسائل النقل المختلفة تؤدي إلى الخطر والهلاك هو بهذا التصرف الأرعن يضر بنفسه وهو مفرط في أمره ومن توجيهات القرآن الكريم قوله تعالى واقصد في مشيك ففي هذه الآية يظهر أن لقمان عليه السلام رسم لابنه الخلق الكريم الذي ينبغي أن يستعمله وهو التوسط في المشي والقصد هو التوسط في المشي ما بين الإسراع والبطء وقد روي أن سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن وقال صلى الله عليه وسلم أيضا الأناة من الله والعجلة من الشيطان فتبينوا والتبين ضروري حتى لا يقع الإنسان في المخاطرة والتسرع وعدم أخذ الحيطة والحذر ولابد من المراقبة ومتابعة السائق في سلوكه ليسلك أسلم الطرق ولكي لا يخالف قواعد السير العامة وينصح السائق بضرورة المحافظة على أرواح الناس والسير ببطء عند الازدحام أو تغيير الطريق عند حدوث الانزلاقات وتغير الطقس ونزول الأمطار والثلوج ومن ذلك وضع إشارات المرور على الطرق للدلالة عليها لمعرفة الاتجاهات وأماكن التوقف الآمنة والتوقف في الأسواق والطرق السريعة ولا شك أن مسؤولية الآباء مسؤولية كبيرة في هذا المجال وتتخذ الإدارة المرورية الناجحة التدابير اللازمة لإصلاح أولي الاستعداد للمخاطرة والإيذاء لأن الشريعة حثت الإنسان على مراقبة النفس حيث يجعل من ضميره رقيبا حيا يقظا متحركا يحاسب نفسه قبل أن يحاسب ويسأل نفسه قبل أن يسأل ومن هنا يرتقي الإنسان فلا يخضع للشهوات والرغبات أو إلى هوى النفس والرعونة والطيش في السواقة أسأل الله أن يقينا شر الحوادث والأضرار وأن ينعم علينا بالأمن والإيمان
شهدت بلادنا هذه الأيام حوادث مرور رهيبة راح ضحيتها العشرات من الأرواح البريئة ما يتطلب منا التنبه ودق ناقوس الخطر لهذه الظاهرة المتفاقمة والتي هي في تزايد مستمر
قبل أيام قلائل ودعنا عاما مضى من أعمارنا وها نحن نستقبل عاما جديدا فليت شعري ماذا أودعنا في العام الماضي وبماذا نستقبل عامنا الجديد إن في توالي الأعوام عبر وتذكرة للمتذكرين وفي أفول الأزمنة آيات للمتبصرين سنوات تمضي على العباد وأيام وشهور تنقضي من الأعمار والعاقل من جعل هذه الآيات سبيلا للتفكر وميدانا رحبا للتبصر المؤمن الحصيف هو الذي يحاسب نفسه ويتداركها فإن كان مستقيما على طاعة الله فليحمد الله وليسأل ربه الثبات إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء ومن دعائه صلى الله عليه وسلم اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك ومن كان منا مقصرا فليتدارك وليبادر إلى التوبة والإقلاع عن المعاصي وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون يقول الفاروق رضي الله عنه حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني إن عمر الإنسان مهما طال فلن يتجاوز عشرات معدودة من السنين سيسأل المرء عن كل جزئية من جزئياته بل إن هذا من أصول الأسئلة التي توجه له يوم القيامة لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن شبابه فيما أبلاه وعن عمره فيما أفناه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه فيسأل عن عمره على وجه العموم وعن شبابه على وجه الخصوص لأن الشباب هو محور القوة والنشاط وعليه الاعتماد في العمل والإنتاج أكثر من غيره من مراحل العمر وهذا الزمن من أفضل نعم الله على عباده عند البخاري نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ والغبن أن يشتري الإنسان سلعة بأضعاف الثمن فمن صح بدنه وتفرغ من الأشغال العالقة به ولم يسع لإصلاح آخرته يقال عنه رجل مغبون وفي الحديث إشارة إلى أن الزمن نعمة كبرى لا يستفيد منها إلا القليل وأما الكثير فمفرط ومغبون اغتنم خمسا قبل خمس حياتك قبل موتك وفراغك قبل شغلك وغناك قبل فقرك وشبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك في مدارج السالكين يقول ابن القيم رحمه الله الوقت منقض بذاته منصرم بنفسه فمن غفل عن نفسه تصرمت أوقاته وعظم فواته واشتدت حسراته فكيف حاله إذا علم عند تحقق الفوت مقدار ما أضاع وطلب الرجعى فحيل بينه وبين الاسترجاع إلى أن يقول إن الواردات سريعة الزوال تمر أسرع من السحاب وينقضي الوقت بما فيه فلا يعود عليك منه إلا أثره وحكمه فاختر لنفسك ما يعود عليك من وقتك فإنه عائد عليك لا محالة ولهذا يقال للسعداء كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ويقال للأشقياء ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون ويقول الإمام الشافعي رحمه الله صحبت الصوفية فما انتفعت منهم إلا بكلمتين سمعتهم يقولون الوقت سيف فإن قطعته وإلا قطعك ونفسك إن لم تشغلها بالحق أشغلتك بالباطل ومن تأمل أحوال السلف وجدهم أحرص الناس على كسب الوقت قال ابن مسعود رضي الله عنه ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي ويقول الحسن البصري رحمه الله يا ابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يومك فقد ذهب بعضك إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
يقول الحسن البصري رحمه الله لم يزل الليل والنهار سريعين في نقص الأعمار وتقريب الآجال هيهات قد صحب نوحا وعادا وثمودا وقرونا بين ذلك كثيرا فأصبحوا قد قدموا على ربهم ووردوا على أعمالهم
يأمر الله تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم والأمر عام له ولأمته بلزوم الصالحين ومصابرة النفس على مصاحبتهم فلا تبعد أيها الرسول الكريم عن مجالسك هؤلاء المؤمنين الفقراء الذين يدعون ربهم صباح مساء بل اجعلهم جلساءك وأخصاءك فهم أفضل عند الله من الأغنياء المتغطرسين والأقوياء الجاهلين ثم نهاه تعالى عن مصاحبة أهل الدنيا فقال ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا أي لا تتطلع إلى مصاحبة غيرهم من أهل الشرف والغنى لما يحصل بذلك من اشتغال القلب بزينة الدنيا عن أمر الآخرة فإن ذلك يوجب تعلق القلب بالدنيا فتصير الأفكار والهواجس فيها وتزول من القلب الرغبة في الآخرة ثم نهاه نهيا آخر فقال ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا فنهاه عن طاعة الغافلين عن ذكر الله المتبعين أهواءهم الذين أضاعوا دينهم فطاعة من هذه صفته هي خسارة في الدنيا والآخرة وفي هذه الآية الكريمة من الفوائد الشيء الكثير منها الحث على الصبر وقد ذكر الله الصبر في أكثر من تسعين موضعا من كتابه لأهميته ومكانته العظيمة بل إنه في الآية الواحدة يتكرر الأمر بالصبر كما في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ومنها استحباب ذكر الله والدعاء طرفي النهار وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب يقول ابن القيم رحمه الله والذكر من أعطيه اتصل ومن منعه عزل وهو قوت قلوب القوم الذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبورا وعمارة ديارهم التي إذا تعطلت عنه صارت بورا وهو سلاحهم الذي يقاتلون به قطاع الطريق وماؤهم الذي يطفئون به نار الحريق ودواء أسقامهم الذي متى فارقهم انتكست منهم القلوب ورد عند أبي داود من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة فذكر الله يورث الذاكر القرب منه سبحانه فعلى قدر ذكره لله يكون القرب منه ففي الحديث القدسي يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب مني شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ومن فوائد قوله سبحانه ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا الحث على مجالسة الصالحين الأخيار حتى لو كانوا فقراء أو ضعفاء فإن في مجالستهم خيرا كثيرا قال صلى الله عليه وسلم لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي ومنها الزهد في الدنيا والرغبة فيما عند الله ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ومنها الحث على الإخلاص لله تعالى فقد ذكر ربنا سبحانه مبينا خصال عباده الصالحين أنهم لا يريدون بعملهم إلا وجهه عز وجل لا رياء ولا سمعة إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا يقول ابن القيم رحمه الله إذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبل على الطمع أولا فاذبحه بسكين اليأس وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص والله ولي كل توفيق إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا قال وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست أسميهما فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع فحدث نفسه فأنزل الله عز وجل ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه أخرجه مسلم
ودق الداعية الجزائري في السويدي الشيخ حسان موسى ناقوس الخطر من موجة من المد الشعبوي اليميني المتطرف الذي استغل بعض السلوكيات الخاطئة من الأقليات والإثنيات والعرقيات مؤكدا في تصريح ل الخبر أمس أن اليمين المتطرف في السويد حاول أن يلعب على قضايا الإسلام والمسلمين مستغلا بعض السلوكيات الشاذة منهم هنا وهناك ليقدم صورة تعتمد على ثقافة الكراهية ورفض الآخر والإقصاء والتهميش وكانت إدارة مسجد يقع في مدينة ترولهتان غربي السويد تلقت رسالة بريدية هذا الأسبوع تهدد بتفجيره وقتل المصلين فيه إضافة إلى دعوتهم لترك البلاد وقد أبلغت الجمعية الثقافية الإسلامية التي تدير شؤون المسجد الشرطة بالأمر ودعت المسلمين في المدينة لضرورة توخي الحيطة والحذر وحذر نائب المفتي من أن اليمين المتطرف يحاول استفزاز المسلمين والاعتداء على المقابر والاعتداء على المساجد كما أنه يحاول فعل ما يستطيع من تشويه وازدراء للإسلام والمسلمين أمام كلام باهت وتصريحات باهتة للسياسيين التي لا تسمن ولا تغني من جوع في الوقت الذي ينمو فيه اليمين المتطرف والنازيين الجدد ويكتسبون شرعية برلمانية وحكومية مؤكدا أن بعض الساسة والمفكرين في أوروبا يحاولون التهوين خاصة في أعياد الميلاد بعد توجيه تهديد بالقتل والاعتداء ومن خلال الرسائل لمسجد الجمعية الإسلامية في ترولهتان وقال الشيخ حسان إن الشرطة سوف تتعامل مع القضية وستبحث عن الجاني ولكن سوف تسجل كما سجلت كل الرسائل والتهديدات ضد مجهول وبنبرة تحذير قال مفتي السويد السابق إننا نشعر بخوف هنا وهناك ونشعر برهاب من هؤلاء وإنه لا بواكي لنا في العالم الإسلامي وإننا نتعرض لاضطهاد هنا وهناك تزيد نبرته وتنقص إلا أن إكراهاته وإرهاصاته تؤسس ل إسلاموكوست شديد والتي بدأت حسب رأيه ب منع بناء المآذن في سويسرا ثم بمنع النقاب ومنع غطاء الرأس والآن يحاولون بشتى الوسائل طردنا من أوروبا بعد التركيز على طرد الإسلام مشيرا إلى أنه لست من دعاة التهويل ولا من دعاة التهوين ولكنني أقرأ المشهد قراءة صحيحة وأستطيع أن أدلل عليه بالشواهد مذكرا أنه قبل عاما لم يكن لهم نسبة في البلديات واليوم هم في قباب البرلمان وأصبحوا يمثلون بيضة السمان في تشكيل الحكومات واعتماد الميزانيات وأن كل سبر الآراء ترشهم للقيادة وأبدى الدكتور حسان موسى تخوفه من اليمين المتطرف الذي سوف يحكم الحكومات الأوروبية باسم الديمقراطية وسوف يكون المسلمون ضحاياه كأن يقوم بترحيلهم أو وضعهم في ڤيتوهات أو إلغاء هويتهم بكل الطرق والوسائل التي تستعمل بالآليات الديمقراطية
استنكر نائب مفتي السويد الشيخ حسان موسى التهديد بتفجير مسجد مدينة ترولهتان غربي السويد مؤكدا أن هذا التهديد إشارة واضحة وبارزة كغيره من المساجد التي تعرضت لهذا التهديدات أو للحرق في السنوات الماضية أنه لا أمن هنا للمساجد ولدور العبادة الإسلامية في جو يسوده اليمين المتطرف من خلال نشره ثقافة الكراهية وباسم الديمقراطية وباسم القيم الأوروبية وباسم عدائه للإسلام ورفضه للآخر
إن العلامة التي يظهر بها للعبد حسن خاتمته هي ما يبشر به عند موته من رضا الله تعالى واستحقاق كرامته تفضلا منه تعالى كما قال جل وعلا إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون وهذه البشارة تكون للمؤمنين عند احتضارهم وفي قبورهم وعند بعثهم من قبورهم ومما يدل على هذا أيضا ما روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت يا نبي الله أكراهية الموت فكلنا نكره الموت فقال ليس كذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه أما عن علامات حسن الخاتمة فهي كثيرة وقد تتبعها العلماء رحمهم الله باستقراء النصوص الواردة في ذلك ونحن نورد بعضا منها فمن ذلك النطق بالشهادة عند الموت قال رسول صلى الله عليه وسلم من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ومنها الموت برشح الجبين أي أن يكون على جبينه عرق عند الموت لما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال موت المؤمن بعرق الجبين وكذلك الموت ليلة الجمعة أو نهارها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر وأيضا الاستشهاد في ساحة القتال في سبيل الله أو موته غازيا في سبيل الله أو موته بمرض الطاعون أو بداء البطن كالاستسقاء ونحوه أو موته غرقا روى مسلم في صحيحه أنه صلى الله عليه وسلم قال ما تعدون الشهيد فيكم قالوا يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد قال إن شهداء أمتي إذا لقليل قالوا فمن هم يا رسول الله قال من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في الطاعون فهو شهيد ومن مات في البطن فهو شهيد والغريق شهيد وإن من الأسباب التي تعين على حسن الخاتمة الاستقامة والالتزام بطاعة الله وتقواه والحذر من ارتكاب المحرمات والمبادرة إلى التوبة مما تلطخ به المرء منها كبيرها وصغيرها قال تعالى إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون وأن يلح المرء على ربه بطلب حسن الخاتمة وقول اللهم أحسن خاتمتي في الأمور كلها وأجرني من خزي الدنيا وعذاب الآخرة وقد ذكر عن رجل من السلف أنه كان يكثر في سجوده من سؤال الله الميتة الحسنة فتوفاه الله وهو ساجد بين يديه ومنها أن يعمل الإنسان جهده وطاقته في إصلاح ظاهره وباطنه وليولي إصلاح الباطن الجانب الأكبر فإن عليه المدار ومتى ما علم الله منه الصلاح والإخلاص والإقبال عليه فحاشاه سبحانه أن يخذله في آخر لحظات عمره ومنها تغليب حسن الظن بالله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى أنا عند حسن ظن عبدي بي لكن الناظر إلى حال بعض الناس ليرى الغفلة المطبقة عن الاهتمام بالخاتمة الحسنة فهناك لهو ولعب وتضييع وهجران لأعمال الآخرة مع جد ونصب وحرص على أعمال الدنيا وملهياتها فشتان بين هؤلاء وبين المستعدين للآخرة طول حياتهم فمن أراد حسن الخاتمة فليداوم على الأعمال الصالحة وليقلع عن الأعمال السيئة فإن جاءه الموت أتاه على خير حال وانتقل إلى ربه أحسن انتقال قال تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون والمعنى داوموا على الإسلام حتى الموت تقبضوا عليه
حسن الخاتمة هو أن يوفق العبد قبل موته للتقاصي الابتعاد عما يغضب الرب سبحانه والتوبة من الذنوب والمعاصي والإقبال على الطاعات وأعمال الخير ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة ومما يدل على هذا المعنى ما صح عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته قالوا يا رسول الله وكيف يستعمله قال يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه
إن أجيالا من الشباب والشابات حياتهم مهددة بالضياع في سراب الحياة الخادعة حياة اللهو والتبطل وهم محاصرون بتربية أسرية ومجتمعية هشة إن لم تكن هي الأخرى قد تلبست لباس اللهو ومحاصرون بالمنظومة المتوحشة لسماسرة اللهو وتجاره الذين يرون حياة هؤلاء الشباب والشابات مجال استثمار مربح يدر عليهم المليارات ولا يجنون هم أي الشباب إلا الضياع والخسار وربما الضلال المبين وهذه المنظومة المتوحشة لسماسرة اللهو تشمل فيما تشمل المنافسات الرياضية بكل أصنافها والسينما وصناعة الأفلام والمسلسلات بكل عناوينها ومواقع الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بكل مكوناتها وصناعة الألعاب الالكترونية وغيرها من مثيلاتها إلخ كل هذه المجالات هي مجالات لهو ولعب ولكنها في الوقت ذاته مجال استثمار اقتصادي واستغلال خبيث يجني منه الرأسماليون القناطير المقنطرة ويهدر الشباب والشابات حيواتهم ومستقبلهم على عتباته النتنة وقد أخبرنا الله تعالى في كتابه أن اللهو والتجارة من أخطر ما يضل الناس ويبعدهم عن الحق ويحرفهم عن الصراط المستقيم فقال سبحانه وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين وأخرج الشيخان وغيرهما عن جابر رضي الله عنه قال قدمت عير أي قافلة تجارية المدينة المنورة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فخرج الناس وبقي اثنا عشر رجلا فنزلت هذه الآية وإذا كان هذا قد حدث في زمن النبوة وفي مقابل خطبة النبي صلى الله عليه وسلم فكيف الحال بزماننا هذا وقد انفض أكثر الناس وخاصة الشباب والشابات عن الانشغال بما ينفعهم في دينهم ودنياهم إلى حياة اللهو ولكن الحياة تلهو بهم إذ سرعان ما تنقضي سنوات الفتوة والشباب ليواجهوا مستقبلهم بواجباته وتحدياته ولكن أكثر الناس في غفلاتهم لا يعقلون ولا يعلمون إن القرآن العظيم حريص على أن يستحضر المسلم والمسلمة هذا المعنى الخطير الكاشف عن حقيقة الحياة الدنيا حتى لا يغفلوا ولا يجهلوا ولا يضلوا فكثيرة هي الآية التي تقرر هذه الحقيقية وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون والمسلم والمسلمة مطالبان بتلاوة القرآن العظيم تعبدا في صلواتهم وخارجها وهذه الآية تتكرر ليتقرر معناها الجليل في النفوس أو هكذا يفترض أن يكون الحال ولكن للأسف كثير من المسلمين هجروا القرآن الكريم إلا في مناسبات محدودة فضيعوا على أنفسهم فرصة الارتواء من المنهل العذب الذي يقوم التفكير ويزكي النفوس ويهذب الأخلاق ويطهر الضمير ويجلي للإنسان حقائق الحياة الكبرى التي يغطيها ضجيج اللهو وأضواء الترفيه البراقة الخادعة لقد سيطر اللهو والترفيه على حياة الناس وملأ حياتهم بالفراغ والعبث حتى اقتحم مجالات ما كان له أن يقتحمها لولا سخافة البشرية وخير دليل على ذلك أن اللهو والترفيه وجدا طريقا للأديان فالديانات الوثنية الهندية جعلت لمعبوداتها الوثنية مهرجانات لهو صاخبة والكنائس النصرانية جعلت من أعياد الميلاد الجاهلية حسب تعبير بابا الفاتيكان محطات للهو والعبث عبر دول العالم بل إن بعض الكنائس تقيم حفلات ماجنة وغير ماجنة على مدار العام حتى تجتذب بعض الناس إليها وهم قد هجروها واستبدلوها بالملاعب والملاهي والذي يجب أن يعلمه كل الناس وخاصة المسلمين وبالأخص الشباب والشابات منهم أن اللهو والترفيه يجب أن يبقى جزءا يسيرا من الحياة ولا يجوز بحال أن تصير الحياة كلها لهو ولعب وأن تصير غاية الحياة الأولى اللهو واللعب وأن تصير لذة الحياة الكبرى اللهو واللعب لأن هذا هدر لأعظم نعمة أنعم الله تعالى بها على خلقه لأن الناس يلهون بالحياة وهي تلهو بهم ولن تمهلهم كما أنها لن تهملهم فلا بد أن يتيقنوا أن الحقيقة الخالدة هي قول رب العالمين وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ولكن أكثر الناس لا يعلمون إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
إننا في زمن أصدق ما يوصف به أنه زمن اللهو واللغو والعبث واللعب وأكثر الناس غارقين في بحار اللهو المتلاطمة أمواجه فلا ينجون من موجة لهو إلا لتغرقهم موجة أخرى منه ولهذا صارت تجارة اللهو مربحة وصار محترفوها نجوم المجتمعات والشعوب وقامت عليها اقتصاديات رهيبة تحرص الحرص كله أن يبقى عامة البشر كالقطعان لا تحركهم إلا الغرائز ولا يرتاحون إلا بإشباع النزوات بأي طريقة ولو كانت حراما
لقد أناط المولى سبحانه بهذه الأمة كثيرا من الواجبات والحقوق ولا سعادة لها إلا بالقيام بها وإن من الحقوق التي يجب العناية بأمرها حق اليتيم فأوصى ربنا سبحانه بالإحسان إليهم وندبنا إلى مراعاة مشاعرهم لينشأوا موفوري الكرامة عزيزي النفوس أقوياء الشخصية ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا لما نزلت هذه الآية شق ذلك على المسلمين فعزلوا طعامهم عن طعام اليتامى خوفا على أنفسهم من تناولها ولو في هذه الحالة التي جرت العادة بالمشاركة فيها فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأخبرهم أن المقصود إصلاح أموال اليتامى بحفظها وصيانتها والاتجار فيها وأن خلطتهم إياهم في طعام أو غيره جائز على وجه لا يضر باليتامى لأنهم إخوانهم ومن شأن الأخ مخالطة أخيه والمرجع في ذلك إلى النية والعمل فمن علم الله من نيته أنه مصلح لليتيم وليس له طمع في ماله فلو دخل عليه شيء من غير قصد لم يكن عليه بأس ومن علم الله من نيته أن قصده بالمخالطة التوصل إلى أكلها وتناولها فذلك الذي حرج وأثم كما أمر الله تعالى بإعطاء اليتيم من مال الإرث إذا حضر قسمته تطيبا لخاطره ومراعاة لحاجته وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا أي أعطوهم ما تيسر من هذا المال الذي جاءكم بغير كد ولا تعب ما لا يضركم وهو نافعهم كما أمر الله سبحانه بالنفقة عليهم يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم وجعل ربنا لهم في الفيء والمغنم حقا معلوما فقال واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله واعلم رعاك الله أن الإحسان إلى الأيتام دليل رحمة ألقى الله بها في روعك ورقة في قلبك وإنما يرحم الله من عباده الرحماء يقول أبو الدرداء رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه فقال أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك كما أن الإحسان إلى هذه الطبقة في المجتمع من هدي النبي المختار ومن مسالك الأبرار لما قتل جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة وقد ترك صبية صغارا جاءت أمهم تشكو إليه صلى الله عليه وسلم يتم أطفالها وحالتهم فقال أتخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة وكما ندب القرآن الكريم إلى الإحسان إلى اليتيم فقد نهى نهيا شديدا وزجر زجرا أكيدا عن أذيته والإساءة إليه فأما اليتيم فلا تقهر أي لا تتسلط ولا تحتقر فالإساءة إلى الأيتام سبيل المكذبين بالآخرة أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين ويبلغ الوعيد مداه في قوله تعالى إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا فعد النبي أكل مال اليتيم من الموبقات فقال لما سئل عنها وأكل مال اليتيم وقد ضرب السلف الصالح المثل العليا في عنايتهم باليتيم فهذا ابن عمر رضي الله عنهما كان لا يجلس على طعام إلا وعلى مائدته أيتام وإن شئت أيها الفاضل أن تذرف الدمع ساخنا فتذكر ساعة الاحتضار ودنو الأجل تذكر حال الصبية الصغار والذرية الضعاف الذين تتركهم وراءك تخشى عليهم ظروف الحياة وبلاء الدهر تتمنى لهم وليا مرشدا يرعاهم كرعايتك ويربيهم كتربيتك يعوضهم برك وعطفك وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا ٱلله وليقولوا قولا سديدا إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
يقول الحق سبحانه واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وعنه صلى الله عليه وسلم قال أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وقرن بإصبعيه السبابة والوسطى
قال العلماء خص الله سبحانه الشمس بالضياء لأنه أقوى وأكمل من النور وخص القمر بالنور لأنه أضعف من الضياء ولكنه تعالى شركهما في معرفة حساب الأيام والشهور وذلك أن الله عز شأنه ألهم البشر فيما ألهمهم من تأسيس أصول حضارتهم أن اتخذوا نظاما لتوقيت أعمالهم المحتاجة للتوقيت وأن جعلوا توقيتهم اليومي مستندا إلى ظهور نور الشمس ومغيبه عنهم لأنهم وجدوه على نظام لا يتغير ولاشتراك الناس في مشاهدة ذلك وبذلك تنظم اليوم والليلة وجعلوا توقيتهم الشهري بابتداء ظهور أول أجزاء القمر وهو المسمى هلالا إلى انتهاء محاقه فإذا عاد إلى مثل الظهور الأول فذلك ابتداء شهر آخر وقد وجدوا ذلك على نظام مطرد ثم ألهمهم فرقبوا المدة التي عاد فيها الثمر أو الكلأ الذي ابتدأوا في مثله العد وهي أوقات الفصول الأربعة فوجدوها قد احتوت على اثني عشر شهرا فسموا تلك المدة عاما فكانت الأشهر لذلك اثني عشر شهرا لأن ما زاد على ذلك يعود إلى مثل الوقت الذي ابتدأوا فيه الحساب أول مرة ودعوها بأسماء لتمييز بعضها عن بعض دفعا للغلط وعلى ذلك فلا اختصاص لحساب الزمن بحركة الشمس بالنصارى بل إن الكتاب المقدس الذي يؤمن به النصارى العهد القديم خاصة يعتمد حساب القمر في عد الأشهر كما هو معلوم ولا تثريب على المسلمين من اعتماد حساب الزمن بحركة الشمس ولا وجه لتحسس بعض المسلمين من ذلك فالشمس والقمر آيتان من آية الله تعالى لا اختصاص لهما بأحد من خلقه غير أن المعلوم المشهور أيضا أن ما اصطلح عليه بالتأريخ الميلادي نسبة إلى ميلاد السيد المسيح عليه السلام هو في الحقيقة لا علاقة له بالسيد المسيح عليه السلام بل هو توقيت روماني في أصله يطلق عليه التقويم اليولياني نسبة إلى القيصر يوليوس الذي اعتمد هذا التقويم بعد احتلاله لمصر الفرعونية عام ق م أي قبل ميلاد المسيح عليه السلام الشهر السابع منه يسمى يوليو نسبة إلى يوليوس قيصر والثامن أغسطس نسبة للقيصر أوغسطس ثم خضع هذا التقويم لتعديلات وتصحيحات على يد البابا غريغوريوس الثالث عشر فنسب إليه التقويم الغريغوري وعلى كل فلا علاقة لهذا التقويم بميلاد السيد المسيح عليه السلام إلا أوهام الباباوات وأخطاؤهم فالنصارى بجميع أديانهم وفرقهم مختلفون في تحديد يوم ميلاد السيد المسيح عليه السلام كما هو مشهور عنهم ومما يؤكد ذلك أي عدم ارتباط هذا التوقيت بالديانات النصرانية وعدم ارتباطه بميلاد المسيح أن الكنائس الأرثذوكسية ما زالت تعتمد التقويم اليولياني في احتفالها بأعياد الميلاد وغيرها من الأعياد النصرانية ورفضوا التقويم الغريغوري لكون واضعه هو بابا الكاثوليك فاعجب لهم يختلفون في تواريخ حاسمة في مسار ديانتهم وإن شئت فلا تعجب فقد اعتقدوا أن لله سبحانه ابنا تعالى الله عما يقول الظالمون الجاهلون ولد كما يولد البشر ولكنهم لم يحفظوا تاريخ ميلاده بدقة واعتقدوا أن الله واحد في ثلاثة وثلاثة في واحد ومن يعتقد مثل هذه الاعتقادات لا تهمه دقة الحسابات رغم ما سبق ذكره من أصل التقويم الميلادي وما شابه من أغلاط وما لحقه من تعديلات إلا أن ثمة نكتة معبرة في الموازنة والمقارنة بين التقويم الميلادي والتقويم الهجري وهي أن واضعي التقويم الميلادي اختاروا له ذكرى ميلاد شخص هو السيد الجليل الوجيه في الدنيا والآخرة المسيح عليه السلام فتمحور دينهم حول شخصيته التي كذبوا عليها ما لم يكذب على أحد من العالمين ولكن واضعي التقويم الهجري اختاروا له ذكرى ميلاد أمة فتمحور دينهم حول الكتاب الحق الذي أنشأ هذه الأمة مع المقام المحمود الذي خص له به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فغرقت بذلك الأمم النصرانية في براثين الوثنية وحق للعلماء العاقلين أن يصنفوا الأديان النصرانية في خانة الوثنية وسمت الأمة الإسلامية على العالمين بتوحيد رب العالمين سبحانه فهي الأمة الموحدة الوحيدة على هذه البسيطة إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
إن الله جلت قدرته قد جعل الشمس والقمر علامة على الزمن فقال جلت حكمته الشمس والقمر بحسبان هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون
فما سبب هذه الجرائم الموغلة في التوحش وما الحل كي نحد من هذه الظاهرة الغريبة عن قيمنا وعاداتنا وتعاليم ديننا الحنيف إن أسباب متداخلة معقدة أدت جميعها إلى انتشار كبير لهذه الجرائم ومن أهمها ظاهرة انتفاء الوازع الذاتي بسبب سقوط القيم الإنسانية النبيلة في أعين الكثيرين وشعور البعض الآخر بالإفلات من العقاب الصارم كما للمخدرات والمسكرات وانتشارها دور كبير في أسباب الجريمة وبخاصة لما تواطأت الحكومات المتعاقبة مع المهربين لها إلى جانب فساد المنظومة التعليمية القائمة على التوجس من كل نفس ديني واستفحال التسيب من ربقة التقاليد الصارمة في هذا الباب لمحاربة الإرهاب في زعمهم وبحجة الخوف من الوقوع في الأدلجة الإرهابية وكذلك اختراق المجتمعات مع تساهل تدريجي من الناس مع العادات الغريبة عنها ومنها عادات الخمور والعربدة وهتك ستر الحشمة والتحفظ بالإضافة إلى تضييع الانتماء للقيم والعادات المحلية وفقدان بوصلة الاستقامة ونكد العيش في ظل التقليد الأعمى الأصم لكل وارد وفتح الباب أمام من هب ودب لنشر الفساد والرذيلة والرداءة بحجة الحداثة المتعفنة لقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الإجرام سببه نقص الإيمان ولهذا قال رسول الله عليه الصلاة والسلام لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن فمن أسباب الإجرام أن يغفل الإنسان عن الله تبارك وتعالى لحظة ارتكاب الجريمة فتغلبه شهوته فيقع فيما حرم الله عليه لا نكرانا ولا جهلا ولكنه يفعل ذلك غفلة ونسيانا فتزدريه النفس الأمارة بالسوء ويقوده الشيطان الذي لا يقوده إلا إلى ما يهلكه وحينئذ يتبع هواه فيتردى في الوحل وينساق وراء الشهوات فيكون كالحيوان البهيمي ينساق وراء شهواته وجرائمه لقد حرص ديننا الإسلامي على مكافحة الجريمة لأنها سلوك شاذ يهدد أمن الأفراد واستقرار المجتمعات ويقوض أركان الدول والبلاد وأحكام شريعتنا الغراء بعدلها القويم ومبادئها الشاملة تدور حول صيانة الضرورات الأساسية التي لا يستطيع الإنسان أن يستغني عنها ويعيش بدونها وقد وضعت في سبيل المحافظة على هذه الكليات عقوبات زاجرة وأليمة لكل من يتعدى عليها وينتهك حرمتها والعقوبات الشرعية هي عقوبات رادعة وهي خير من أن يودع هؤلاء المجرمون في السجون للتعود على الجريمة والازدياد من الخبرة فيها ولينفق عليهم من النفقات الطائلة ويقام عليهم الحراس الذين يأخذون الرواتب الباهظة دون أن يرتدعوا ودون أن يتعلموا ويتعلم من سواهم ضرر جريمتهم وهذه العقوبات تعرف باسم الحدود و التعزيرات وهذه الحدود تمنع الجرائم وتردع المجرمين عن اقتراف الجرائم يقول تبارك وتعالى يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى إلى أن قال ولكم في القصاص حياة وهذه العقوبة مقررة في جميع الشرائع الإلهية فالقاتل يقتل ومادام قد تعمد إزهاق روح برئ فإن إفقاده الحياة قصاص عدل ولا مكان لطلب الرحمة به والقصاص حياة للطرفين حياة للذي يريد القتل لأنه إذا تذكر أنه سيقتل لن يقدم على القتل وكذلك فالقصاص حياة للمقتول الذي كان سيقتل لأن قاتله إذا علم أنه سيقتل به لم يقتله ففيه حياة للطرفين معا ولم تفرق الشريعة بين نفس ونفس فالقصاص حق سواء أكان المقتول كبيرا أم صغيرا رجلا أم امرأة فلكل حق الحياة ولا يحل التعرض لحياته بما يفسدها بأي وجه من الوجوه وحتى في القتل الخطأ لم يعف الله تعالى القاتل من المسؤولية وأوجب فيه العتق والدية فقال الله تعالى وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فشرع الإسلام القصاص في القتل لمكافحة جريمة القتل لأن الإنسان لو علم أنه سيقتل في تلك الجريمة الشنعاء لما أقدم عليها ولتردد في فعلته هذه وأحجم عنها فالإسلام ما شرع الحدود والعقوبات إلا لمكافحة الجرائم وليس تشوقا إلى القتل والدماء كما يريد أن يصوره من يكره الإسلام والمسلمين
إن ازدياد نسب القتل في المجتمع الجزائري مؤخرا لتنذر بخطر مدمر يتهدد كيانه وأمنه وإن جرائم بشعة يتعرض لها المواطن الجزائري في كل يوم دون رادع قانوني أو خوف من الخالق سبحانه جرائم يومية تهز ضمائر الناس ويدمي ألمها القلوب
وقال مندوب الكويت الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة يونسكو السفير آدم الملا في بيان أول أمس إنه أعرب في مداخلة له بالاجتماع السنوي ال للجنة عن رفضه لما حدث مطالبا بتعديل البيان الصادر عن اللجنة وإعادة نشره كاملا وأضاف أن مشروع القرار تمت الموافقة عليه بالإجماع إلا أنه عند نشره في القنوات الرسمية لليونسكو لم يذكر مصطلح إسلاموفوبيا كما اتفق عليه بالإجماع وذكر السفير آدم الملا أن المجموعة العربية والإسلامية علقت اجتماع اللجنة بعدما طالبها بالخروج من القاعة وإيقاف عمل اللجنة حتى توضح رئيسة الجلسة وبحضور إدارة يونسكو ما حدث وتقدم اعتذارا رسميا وأوضح الملا أن رئيسة الجلسة ونتيجة لضغوط المجموعة العربية والإسلامية قدمت اعتذارا رسميا وعدلت البيان وأعادت نشره متضمنا فقرة عن الإسلاموفوبيا وجاء هذا التحرك العربي والإسلامي الذي قادته الكويت بعدما تم تمرير قرار سحب يونسكو لأول مرة في تاريخها مهرجان ألست البلجيكي من قائمتها للتراث الثقافي غير المادي بسبب مخالفته لقيم المنظمة وتكرار الممارسات العنصرية تجاه الديانات والشعوب المختلفة
قادت الكويت تحركا عربيا وإسلاميا في اجتماع للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي بالعاصمة الكولومبية بوغوتا احتجاجا على عدم الإشارة في القنوات الرسمية لليونسكو إلى مشروع قرار تم الاتفاق عليه بالإجماع يندد بالممارسات العنصرية ضد الإسلام إسلاموفوبيا
وأكد الديوان في منشور عبر حسابه الرسمي على الفایسبوك أن عدد الوكالات السیاحة المرخص لھا بلغ وكالة سیاحیة إلى غاية الیوم
أعلن الديوان الوطني للحج والعمرة عن قائمة أسماء وكالات السیاحة والأسفار المرخصة لتنظیم عملیة العمرة لهذا الموسم
فلو سألت الفقير الذي ينهشه الفقر بأنيابه ويقف الجوع على بابه لقال أتمنى الغنى ليزول عني شبح الفقر الذي قصم ظهري ولو سألت من يعيش بلا مسكن لرأيته يحلم بعش يأويه ومسكن يواريه خاصة وهو يرى من حوله يبني الدور والقصور وهو في مسكن أقرب إلى القبور ولو سألت أي عفيفة شريفة لرأيتها لا تتمنى إلا زوجا صالحا يسترها وبالبهجة يغمرها كيف لا وهي ترى بنات جنسها قد تقدم لهن الخطاب وأهدوا لهن ما لذ وطاب ولو سألت كل مصاب دق للعلاج كل باب منعته الأوجاع والآلام من لذة الطعام والمنام لوجدته يتمنى أن يعافى في بدنه ويشفى من مرضه ولكن هناك فئة من الناس لا يمكنهم تحقيق أمنياتهم ولا ينظر في طلباتهم ترى من هؤلاء وما سر رفض مطالبهم إنهم أناس كانوا يعيشون بين الورى واليوم قد صاروا تحت الثرى أقوام كانوا معنا في هذا الوجود واليوم صاروا من أهل اللحود انقطع عنا خبرهم واندرس ذكرهم قد اختلفت نداءاتهم وتعددت أمنياتهم وتنوعت مطالبهم صحيح أننا لا نسمع نداءاتهم وأمنياتهم ولكن الله تعالى ذكر لنا بعضها وهم فريقان فريق سعيد وفريق شقي أما السعداء الصالحون فقد ذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم بعضا من أمنياتهم ورد في الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني وإن كانت غير صالحة قالت يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعه صعق أما أمنيتهم الثانية فهي إذا وضعوا في الحافرة وبشرهم ربهم بالجنة ورأوا منازلهم فيها تمنوا حينها أن تقوم الساعة فعند أحمد من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له من أنت فيقول أنا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة وأما الأمنية الثالثة فأمنية الشهيد فبالرغم من عظم منزلته فإنه يتمنى أن يعود إلى الدنيا ليقاتل ويقتل لما يرى من ثواب الجهاد عند رب العباد ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة وأما أهل الشقاء والتعاسة فمن أمنياتهم الرجوع إلى الدنيا ليعملوا صالحا ولكن هيهات حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها وقف علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوما بين المقابر فقال السلام عليكم يا أهل المقابر أما أموالكم فقد قسمت وأما بيوتكم فقد سكنت وأما أزواجكم فقد تزوجن غيركم هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم ثم سكت قليلا والتفت إلى من كان معه وقال أما والله لو شاء الله لهم أن يتكلموا لقالوا إن خير الزاد التقوى ومن أمانيهم بعد أن يوضعوا في قبورهم ألا تقوم الساعة ففي حديث البراء رضي الله عنه بعد أن ذكر سؤال الملكين وعجزه عن الجواب فينادي مناد من السماء أن كذب فأفرشوا له من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة ومن أمنياتهم الصلاة ولو ركعتين مر صلى الله عليه وسلم بقبر فقال من صاحب هذا القبر فقالوا فلان فقال ركعتان أحب إلى هذا من بقية دنياكم ومن أمنياتهم الصدقة وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
ما من أحد منا في هذه الحياة إلا وله أمان كثيرة وأحلام عديدة يسعى إلى تحقيقها وهذه الأماني والأحلام تتفاوت حسب أحوال الناس
الاستقامة بمعناها الواسع هي الالتزام التام بأوامر الله تعالى في جميع الأقوال والأفعال وفي المنشط والمكره والعسر واليسر وفي الليل والنهار وفي السر والجهر وفي حال الصحة وحال المرض وهذه الاستقامة لا يتحصلها الإنسان إلا بجهد وتعب ومشقة لأن الدنيا هي دار الابتلاء والاختبار كما قال تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون والاستقامة واجبة فلقد جاءت الآيات توجب لزوم الصراط المستقيم قال تعالى وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون وقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وأتباعه من المؤمنين بالاستقامة على الدين كما قال تعالى فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير وقال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم شيبتني هود وأخواتها كما بين سبحانه وتعالى عاقبة أهل الاستقامة بقوله تعالى إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون كما قال تعالى إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون والاستقامة على منهج الله تعالى مطلب سام وغاية يسعى لها كل مؤمن وهو ما يلهج به لسان المصلي صباح مساء في صلاته بل في كل ركعة منها عند قراءة سورة الفاتحة في قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين وإن من الأسباب المعينة على الاستقامة تقوى الله ومراقبته ودعاء الله سبحانه وتعالى بالهداية اهدنا الصراط المستقيم والاستعانة بالله عز وجل والتوكل عليه لحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما احفظ الله يحفظك وطلب العلم الشرعي العلم نور ولزوم الرفقة الصالحة الجليس الصالح والأعمال الصالحة من بر الوالدين وصلة الرحم وغيرها وكثرة النوافل وقراءة القرآن الكريم وتدبره وكثرة الذكر قال تعالى اذكروا الله ذكرا كثيرا وغير ذلك من الأعمال الصالحة والمتأمل في قول الله تعالى فادع واستقم كما أمرت يجد أنه سبحانه وتعالى قرن الدعوة إلى الله تعالى مع الاستقامة في آية واحدة لا لشيء إلا أنها من أهم المهمات وأوجب الواجبات وأعظم القربات فالدعوة مهمة الرسل ووظيفة الأنبياء فبها يستقيم أمر الفرد ويصلح حال المجتمع وقد رتب الله عليها الأجر العظيم والفوز العميم واختار لها أفضل الخلق وأكرم البشر وسادة القوم وصفوة الأمة وفضلاءها وهم الأنبياء والمرسلون والدعاة والمصلحون ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم ولن تتأتى الاستقامة وتكمل إلا بأمور أهمها معرفة طريقها والعمل بها واستبانتها بالدليل الشرعي الصحيح والعمل بها والتزام تطبيقها ظاهرا وباطنا مع الدعوة إليها والتواصي بلزومها ودفع ما يعيقها ويضعفها والثبات عليها والصبر على لزومها حتى الممات وقد بين تعالى عاقبة هذه الاستقامة في الآخرة في قوله إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون وذكر أن ملائكته الكرام تنزل بالبشرى لهم بالفوز والظفر والمن من الخوف والحزن كما قال تعالى إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون بل إن ثمرات هذه الاستقامة تظهر عاجلا في حياة الإنسان كما قال تعالى وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا أما ثمرات الاستقامة فهي الأمن في الدنيا والآخرة والمحبة من الله عز وجل ومن الناس والتوفيق من الله عز وجل والتعاون وترابط وقوة المجتمع وتماسكه
من جوامع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله للصحابي سفيان بن عبد الله رضي الله عنه حين سأله قائلا يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك فقال صلى الله عليه وسلم قل آمنت بالله ثم استقم والاستقامة هي لزوم طاعة الله عز وجل وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ولزوم الأوامر والنواهي بفعل الأمر وترك النهي وهي إتيان الطاعات واجتناب المعاصي كما قال بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن تستقيم على الأمر والنهي ولا تروغ روغان الثعلب
إن النور الذي بشر به سيد الخلق يكون على قدر الظلمة فمن كثر سيره في ظلام الليل إلى الصلاة عظم نوره وعم ضياؤه يوم القيامة فيعطون نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يغطي نوره مثل الجبل بين يديه ومنهم من يغطي فوق ذلك ومنهم من يغطي نوره مثل النخلة بيمينه حتى يكون آخر من يغطي نوره على إبهام قدمه يضيء مرة وينطفئ مرة قال تعالى يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات وصلاة الفجر باب من أبواب دخول الجنة من صلى البردين دخل الجنة والبردان الفجر والعصر لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح والعصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون هكذا تكون صلاة الفجر مجتمعا للملائكة ومحفلا من محافل الخير والطاعة والعبادة لا يحضره إلا كل طاهر مطهر من الأبرار يستحق أن يكون في ضيافة الرحمن تالله إنه لوقت بديع مبارك حينما نسمع صوت النداء الخالد يدوي في سماء الكون نداء الأذان لصلاة الفجر فتهتف الأرض كلها الله أكبر الله أكبر الصلاة خير من النوم لقد سمى ربنا هذه الصلاة العظيمة قرءان الفجر أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرءان الفجر إن قرءان الفجر كان مشهودا قال الحافظ ابن كثير رحمه الله يعني صلاة الفجر واعلم رعاك الله أن المحافظة على صلاة الفجر وصية النبي لأمته فعن أبي الدرداء أنه لما حضرته الوفاة قال سأحدثكم حديثا سمعته من رسول الله قال من استطاع منكم أن يشهد الصلاتين العشاء والصبح ولو حبوا فليفعل وصلاة الفجر أمان وحفظ من الله لعبده من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله تعالى والمحافظة عليها في جماعة سبب إلى نظرك إلى وجه ربك الكريم في دار كرامته وهذه أعظم نعمة تكرم بها المولى سبحانه على أهل الجنة أما إنكم سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا يعني صلاة العصر والفجر ثم قرأ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ولما كانت صلاة الفجر بهذه المنزلة العظيمة كان التفريط فيها جرما كبيرا وغفلة غير يسيرة يقول ابن عمر رضي الله عنهما كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن وعن أبي بن كعب قال صلى بنا رسول الله يوما الصبح فقال أشاهد فلان قالوا لا قال أشاهد فلان قالوا لا قال إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين ولو يعلمون ما فيهما من الأجر لأتيتموها ولو حبوا على الركب لقد تعلقت قلوب السلف رضي الله عنهم بهذه الصلاة لما علموا من جليل فضلها وسوء عاقبة التخلف عنها فكانوا أحرص الناس عليها حتى قال عبدالله بن مسعود ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يتهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف وتزوج الحارث بن حسان في ليلة من الليالي فحضر صلاة الفجر مع الجماعة فقيل له أتخرج وإنما بنيت بأهلك الليلة فقال والله إن امرأة تمنعني من صلاة الغداة في جمع لامرأة سوء وقام عبدالرحمن بن مهدي ليلة حتى جهد فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش فنام عن صلاة الصبح فقال هذا مما جنا علي الفراش فآلى على نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض شيئا مدة شهرين إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
أخرج الإمام الترمذي في جامعه من حديث بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة
إن مثل هذا الحدث المشين يوكد أن التطرف أو العنف يبدأ على مستوى الأفكار ثم يجسد في الواقع تعديا أقوالا وأفعالا خاصة إذا تأسس ذلك على اعتقاد الحق المطلق وامتلاك الحقيقة فالشاب الذي يشحن على أن الله تعالى أكرمه بالانتماء إلى الطائفة التي تمثل الحق لوحدها وتمتلكه دون غيرها وعلى أن من ليس من طائفته وليس على شاكلته فهو ضال أو مبتدع أو غير ذلك من التصنيفات الجاهزة سيكون هذا الشاب مستعدا لارتكاب أي شيء في سبيل نصرة الحق الذي يعتقده ولن يكون له أي استعداد للأسف ليتساءل ألا يحتمل أن أكون على خطأ ولو في بعض القضايا والمسائل وإذا عدنا للكلام على الجنائز فإننا جميعا نعرف الحال التي آلت إليه فكثيرا ما نتعجب ونشتكي مما يحدث في المقابر أثناء الجنائز من كلام كثير من الناس في أمور الدنيا وشؤون الحياة وهم على شفا القبر ولكنا لم نتساءل عن أسباب ذلك نعم لقد غلبت الروح المادية على الناس وقست القلوب نتيجة ذلك وغلب اللهو والترفيه على حياة الناس وعمت الغفلة بسبب ذلك ولكن المفروض أن هناك محطات للمسلم لمراجعة نفسه والتذكر والاعتبار والاتعاظ كالصلاة وخطبة الجمعة وقراءة القرآن العظيم وحضور الجنائز إلخ ولا شك أن حضور الجنازة من أكثرها تأثيرا فينا لما للموت والقبور من رهبة في قلوب البشر جميعهم وقد كان من العادة أن يتطوع إمام أو داعية أو واعظ بموعظة مختصرة والدعاء للميت عند انتهاء الدفن ينصت إليها الحضور وتترك فيهم أثرا إيمانيا بالغا لجلالة الموقف ومناسبته للوعظ وتهيؤ القلوب للانتفاع بالوعظ لأثر الموت والقبر على الناس إلا أن هذه السنة النبوية والعادة الطيبة الشرعية صارت نادرة في جنائزنا بل صارت محاربة بزعم أنها بدعة غير مشروعة وهكذا تقتل السنة باسم السنة وإن أخطر الجهل هو الجهل الذي ينتشر في صورة علم لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث صحيحة الوعظ عند القبر وعند الجنازة والمقرر عند العلماء أن ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه فعله لو مرة واحدة يكفي للدلالة على جواز ذلك الفعل إذا لم يأت نهي عنه ولم يثبت له ناسخ بعد ذلك فلا يبقى بعد ذلك قول لقائل من هذه الأحاديث حديث سيدنا علي رضي الله عنه قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة والنار وإلا قد كتب شقية أو سعيدة فقال رجل يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة وأما من كان منا من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة قال أما أهل السعادة فييسرون لعمل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة ثم قرأ فأما من أعطى واتقى رواه البخاري ومسلم وانظر ماذا قال شراح صحيح البخاري تعليقا على هذا الحديث قال الإمام ابن بطال المالكي رحمه الله تعالى من المتقدمين وفيه جواز القعود عند القبور والتحدث عندها بالعلم والمواعظ وقال إمام العصر محمد أنور شاه الكشميري رحمه الله من المتأخرين يعني أن الموعظة ليست من الأذكار والأشغال المكروهة عند القبر بل قال العلامة فيصل بن عبدالعزيز الحريملي رحمه الله وفي الحديث استحباب الموعظة عند القبر لأن رؤية الميت وذكر الموت يرقق القلب ويذهب غلظته والعجيب في هؤلاء المشايخ الذين يفتون بمثل هذه الفتاوى والذين يعتقد الناس فيهم أنهم من أهل السنة والعلم والتحقيق هو جهلهم المريع بالسنة حيث نجد الإمام البخاري رحمه الله تعالى وهو أمير المؤمنين في الحديث يذكر هذا الحديث في صحيحه تحت عنوان باب موعظة المحدث عند القبر وقعود أصحابه حوله قال الإمام ابن المنير المالكي رحمه الله تعليقا على هذه الترجمة لو فطن أهل مصر لترجمة البخاري لقرت أعينهم بما يتعاطونه من جلوس الوعاظ في المقابر وهو حسن إن لم تخالطه مفسدة ولكن أين الفطانة في أهل هذا العصر ثم ألم يقرأ المشايخ صحيح البخاري وكيف تجرأوا على التزي بزي العلماء والكلام في دين الله تعالى وهم لم يقرؤوا حتى صحيح البخاري أم أن البخاري مبتدع لا يعرف السنة والأعجب من هذا أن يقول قائل بعد أن يصدمه الحديث يجوز فقط أن تقول مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك الموقف فإذا زدت في الموعظة فلا يجوز وهذا تأويل بارد ظاهره الحرص على اتباع السنة وباطنه إبطال حكمها ورفض الخضوع لأمرها بتأويلها بما يوافق المذهب أو الهوى وهذا اتجاه خطير شاع في هذا الزمان الأخير حيث يعمد بعضهم لاعتقاد رأي ما في مسألة ما فإذا وجد حديثا صحيحا يخالف رأيه أخذ في البحث عن التأويلات والتخريجات ليوافق رأيه الذي اختاره ابتداء فصار الرأي المختار حاكما على سنة المختار صلى الله عليه وسلم لكن تحت شعار جذاب نشر السنة ومحاربة البدعة ولكن وضوح الأحاديث وتكرر الفعل النبوي يبطل هذه التخرصات فمما يؤكد حديث علي السابق وصحة فهوم العلماء له حديث البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فلما انتهينا إلى القبر جثى على القبر فاستدرت فاستقبلته فبكى حتى بل الثرى ثم قال إخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا رواه ابن ماجه وغيره وسنة النبي صلى الله عليه وسلم أولى بالاتباع والناس إن لم ينشغلوا بالخير انشغلوا بالباطل فإذا لم يوعظوا عند القبر تحدثوا عن الدنيا وهمومها إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
حضرت جنازة لبعض جيراننا القدامى رحم الله موتى المسلمين منذ مدة في مقبرة سيدي يحي ببئر مراد رايس وقد حدث فيها حدث جلل غريب حيث تقدم أحد الوعاظ المشهورين بالمنطقة لتقديم كلمة كما هو معتاد فتقدم إليه مجموعة من الشباب يظهر من زيهم الموحد المشهور أنهم يتبعون تيارا معينا وحاولوا منعه من الوعظ بحجة أن ما يقوم به بدعة ولكنهم لم يكتفوا بالقول بل منعوه بالقوة وهنا قام إليهم مجموعة من شباب الحي دفاعا عن الشيخ وحماية له وكادت تقع معركة لولا تدخل العقلاء ولست أدري هل هذا الحدث فريد أم ثمت أحداث مشابهة له في مقابرنا
فليس لأحد أن يقتحم على أحد داره أو يتسورها عليه أو يدخلها بغير إذنه مهما تحسن نيته قال تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذٰلكم خير لكم لعلكم تذكرون فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم النور ويروون عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن في إحدى جولاته التفتيشية الاستطلاعية لشؤون الرعية مر ليلا ببيت سمع فيه صوت رجل وامرأة يتعالى بشكل يثير الريبة فتسور الحائط لينظر فإذا رجل وامرأة يحتسيان الخمر فاحتد عمر وقال يا عدو الله أكنت ترى أن الله يسترك وأنت على معصيته قال الرجل يا أمير المؤمنين إن كنت عصيت الله في واحدة فأنت قد عصيته في ثلاث يقول الله تعالى لا تجسسوا وأنت تجسست علينا ويقول الله وآتوا البيوت من أبوابها وأنت تسورت علينا الجدار ثم نزلت منه ويقول الله لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها وأنت لم تفعل ووجد أمير المؤمنين الفاروق عمر أنه بمخالفته الثلاث للآداب الإسلامية الاجتماعية لا يملك إنزال العقوبة بهذا السكير لأن جريمته لم تثبت بالوجه الشرعي المباح فاكتفى بحثه على الندم والاستغفار وفوض أمره إلى الله تعالى وليشدد الإسلام بعد هذا في فاحشة الزنى ما شاء أن يشدد وليقل بعبارة حاسمة ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا الإسراء وليردع الزناة من الفاحشين والفاحشات بأقسى العقوبات وليجلجل صوته وهو يقول الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذٰلك على المؤمنين النور
الحكم الإسلامي يصون الأعراض صيانة كاملة ولا يسمح لأحد أن يمسها بسوء ولا شيء كقذف الأعراض يشيع الفاحشة في المجتمع ويزيل التوازن من النفوس يقول سبحانه إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم النور
أعمال البر كثيرة والطاعات وفيرة غير أن بعضها أصعب من بعض فهناك عبادة أسهل من أخرى وأيسر ومع ذلك فإن كثيرا من المسلمين يقصرون فيها ومن بين هذه العبادات ذكر الله سبحانه من تسبيح وتهليل وتكبير وحوقلة ودرس علم وأمر بمعروف أو نهي عن منكر فاذكروني أذكركم فبذكر الله نجى الله موسى وهارون من بطش فرعون اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري أي لا تفترا ولا تضعفا عن ذكري وبالذكر نجى الله يونس عليه السلام من بطن الحوت وهو في ظلمات ثلاث فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون واعلم رعاك الله أن ذكر الله تعالى خير الأعمال عند الله وأرضاها عنده وأنه سبحانه يعوض العاجزين عن قيام الليل قيامهم ويعوض البخلاء بأموالهم أن ينفقوها من عجز منكم عن الليل أن يكابده وبخل بالمال أن ينفقه وجبن عن العدو أن يجاهده فليكثر من ذكر الله بل من أراد أن يكون من المفردين السابقين فليكثر من ذكر ربه سبحانه فعند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال سيروا هذا جمدان سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات وإن أردت أيها الفاضل أن تكون من الذين يباهي الله بهم ملائكته فالزم ذكر ربك آناء الليل وأطراف النهار ففي الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال خرج معاوية على حلقة في المسجد فقال ما أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله فقال آلله ما أجلسكم إلا ذاك قالوا والله ما أجلسنا إلا ذاك قال أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثا مني وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال ما أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا قال آلله ما أجلسكم إلا ذاك قالوا والله ما أجلسنا إلا ذاك قال أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة إن الأعمال المنجية من عذاب الله كثيرة وأسهلها وأيسرها ذكر الله ما عمل امرؤ بعمل أنجى له من عذاب الله عز وجل من ذكر الله وإن كثرت عليك أحكام الدين وتزاحمت عليك شرائع الإسلام فلم تستطع أن تدركها كلها فأكثر من ذكر الله فعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله والذاكرون الله بإخلاص تناديهم الملائكة في ختام مجالسهم وتبشرهم بمغفرة الذنوب وتبديل سيئاتهم حسنات ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات وشتان شتان بين مجلس كله غيبة ونميمة وسب وشتم وطعن وقذف وبين مجلس كله ذكر وتسبيح وتهليل وتكبير الله لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة ومن هنا كان لمجالس الذكر تلك المكانة السامية والفضل العميم والغنيمة العظيمة ما ليس لغيرها فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنها قال قلت يا رسول الله ما غنيمة مجالس الذكر قال غنيمة مجالس الذكر الجنة الجنة إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
أخرج الإمام ابن ماجه في سننه من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأرضاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا وما ذاك يا رسول الله قال ذكر الله

Dataset Card for "ALG_FULL"

More Information needed

Downloads last month
0
Edit dataset card