text
stringlengths
51
33.8k
summary
stringlengths
68
3.16k
من الآداب العظيمة والأخلاق الكريمة التي تحببنا إلى الخلق وتحول العدو إلى ولي حميم قضاء الحوائج والسعي في الإعانات وقد جعل ربنا من الثواب لهذه الأعمال ما لا يحيط به أحد إلا هو سبحانه فمن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة كما في الصحيح من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ومن آثار السعي في حاجة المسلمين أن الله يبعد عنا البلاء ويكشف عنا الضراء إن صدقة السر تطفئ غضب الرب وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء وإن صلة الرحم تزيد في العمر وتقي الفقر وأكثروا من قول لا حول ولا وقوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة وإن فيها شفاء من تسعة وتسعين داء أدناها الهم وأعظم المعروف ما كان فيه نفع لعامة الناس ففي الصحيح يوم نزل الوحي عليه صلى الله عليه وسلم جاء إلى أمنا خديجة رضي الله عنها وبوادره جمع بادرة وهي ما بين المنكب والعنق ترتجف حتى دخل عليها فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال يا خديجة لقد خشيت على نفسي فقالت له كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق والمواساة الأصل فيها أن تكون بالأفعال فمن عجز عنها فإن الأقوال الطيبة تجبر الخواطر وها هو صلى الله عليه وسلم يرفع من شأن الأنصار ويخاطبهم يوم حنين حين أعطى فئة من الأعراب لعاعة من الدنيا ولم يعطهم فقال لهم لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها الأنصار شعار الثوب الذي يلي الجلد من الجسد والناس دثار الثوب الذي يلي ما فوق الجسد إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض واعلم رعاك الله أن وجوه قضاء الحوائج متعددة فمنها قضاء الديون وإنظار المعسر فمن المعلوم أن المدين أسير لديونه والمصطفى صلى الله عليه وسلم بين خطر المدينين حتى إنه ترك الصلاة عليهم حتى تقضى ديونهم ومما لا ريب فيه أن المؤمن في حال الدين يضيق قلبه ويعظم كربه فلو أنك قضيت عنه أو أنظرته فإن ذلك سيفتح لك بابا عظيما لدعوته ويكون سببا لثباته من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ومن وجوه الإحسان في قضاء الحوائج السعي على الأرملة وأولادها اليتامى ففي الصحيح الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار وفي الصحيح أيضا أنا وكافل اليتيم له أو لغيره في الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام فلو أنك اقتربت من أرملة حتى لو كانت متبرجة أو تاركة للصلاة فآويتها فما عساها إلا أن تقول لك لبيك وسعديك وتقبل على الله فكم من أقوام كانوا يمنعون أبناءهم من ارتياد المساجد حتى إذا أحسن إليهم قدموا على بيوت الله هم وأولادهم ونساؤهم حين أحسوا بفضل الله من مواساتك ولكننا للأسف قصرنا واقتصرنا على مجرد الكلام إن الإحسان إلى الناس من أقصر الطرق التي إن سلكناها وصلنا إلى قلوب لطالما صعب اقتحامها وصدق من قال أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان ولنتأمل هذا الحديث العظيم الذي يبين فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم أهمية السعي في قضاء الحوائج فقد جاء رجل إلى رسول الله فقال أي الناس أحب إلى الله وأي الأعمال أحب إلى الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد يعني مسجد المدينة شهرا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام فجبر الخواطر وقضاء الحوائج ومواساة المصابين من مقاصد الإسلام ومحاسنه ولذلك شرع لنا ديننا تعزية المصابين وزيارة المرضى ورفع الجوائح وإشراك غير الورثة في الميراث وغير ذلك من وجوه البر إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
أخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة
إذا كان مجتمعنا ومدارسنا والثانويات والجامعات والأولياء والمسؤولون يتطلعون جميعا لأن تكون التربية والتعليم على مستوى عال من النتائج وتكون مثالا يتغنى بهما المجتمع وينبهر العالم لابد من الاهتمام بالتربية ثم التعليم فالتربية يراد من ورائها تلاحق أجيال الشعوب والقبائل ولو اختلفت أنماط حياتها وطريقة عيشها ولأن ذلك سنة الله في خلقه وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا الحجرات وقال تعالى ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم الروم ولأن كل مجتمع وكل أمة إلا ويحافظ على هويته ونحن المسلمون أولى بالمحافظة على مجتمعنا بهويته المتمثلة في الدين واللغة والعادات والتقاليد والقيم والأخلاق والآداب وكل موروث صحيح لا يخالف الشريعة ولا يصادم العقل لأن أمتنا أمة رسالة لا يجوز في حقها أن تمحى وأن تذوب وتتميع في الأمم بل لابد أن تكون متميزة سيدة لأنها أمة الشهادة وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس البقرة وبماذا تكون هذه الأمة شهيدة بالعقيدة بالأخلاق بالحياء إن الحياء من الإيمان رواه البخاري أما أن تتخلى الأمة الإسلامية عن ثوابتها وتتبع الأمم في غيها وفسقها وانحلالها فهذا أمر شديد الخطورة بالنسبة للمسلمين قد توعد الله على ذلك فقال وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم محمد ومما يلاحظ في الأعوام الأخيرة أن نظام العولمة يستهدف ما يسمى بالمناهج الدراسية في العالم العربي والإسلامي والغرض من ذلك هو القضاء على مواد التربية لا تطوير التعليم فتطوير التعليم وتحسين ظروفه وتجديد مواضيعه وتأهيل القائمين عليه وكذا مسايرة التقدم التكنولوجي لنتمكن من الاستفادة منه والتحكم فيه أمر لا غبار عليه لكن الواقع يكشف أن هذا قليل بينما التغيير الحقيقي منصب على تقليص ساعات الآداب والتربية الإسلامية وإضعاف أهميتها وكذا التعمد في عرض صفحات من التاريخ الإسلامي المشرق بصورة شنيعة كما حدث في بعض الدول بل كثيرا ما يتم حذف الأحاديث النبوية والسور القرآنية من برامج التعليم مما يدل على أن أمر التربية في الأجيال القادمة ستكون في خطر ومما يزيد خطورة الأمر جلاء ووضوحا أن التغيير الذي يطالب به العلمانيون وغيرهم تحت دعوى تطوير المناهج والتعليم مسلط على العرب والمسلمين بحجة نشر السلم والتسامح والتقارب بين الشعوب بينما نجد اليهود يمعنون في تكريس التعليم الديني وإفساح المجال أمام الحاخامات لنشر الكراهية الدينية ثم لا تجد من يعترض على ذلك أو يدعو لتغيير مناهجهم التعليمية والواقع يشهد بأن إرهاب اليهود وعنفهم المسلط على الفلسطينيين وكراهيتهم للآخرين ليس له مثيل لذلك وجب الحرص على أمر التربية أكثر مما يحرص غيرنا عليها كما يجب أن نحرص على أن يتعلم أبناؤنا العلم المفيد والنافع لا مجرد كتابة في الأوراق وحمل للأسفار كحمل الحمار إذا كانت الأمم تعنى بتربية ناشئيها على العقيدة التي تؤمن بها فما أجدرنا نحن أمة الإسلام حملة الدين الحق أن نعتني بذلك غاية الاعتناء لنعيد نهضة أمتنا التي قامت على أسس راسخة من عقيدة الإسلام ومبادئه وقيمه فكانت هي السبب في نهضة البشرية من شرقها إلى غربها إن الدور التربوي الذي يتوخى من الآباء والأمهات ويطلب منهم قبل أن يطلب من المعلم لا يقف عند تعليم الأبناء الحساب والكتابة والحفظ إنما دورهم أعظم من ذلك نعم يجب عليهم أن يحرصوا على أن يأخذ أبناؤهم من العلوم النافعة بالتعاون مع المعلمين لكن لا ننسى تهذيب النفوس وتوجيه السلوك ورسم الحياة الإسلامية المثلى أمام الأبناء فلابد من غرس الإيمان في قلوبهم ونقش اليقين في صلاحية الإسلام لكل عصر في نفوسهم وتنمية المشاعر الإيمانية وتربية القيم الأخلاقية السامية فإن كانت بسم الله الرحمن الرحيم محيت من الكتب والسطور فاحفروها أنتم في القلب والصدور وإن كانت سورة الإخلاص ألغيت من المناهج فأثبتوها أنتم في المهج احرصوا على آدابهم هندامهم وكلامهم ولا تملوا من طول الطريق فإن طريق الآخرة أطول وأشق قال تعالى يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة إمام مسجد الشهداء بوروبة
إن التربية هي العملية التي تقوم بها المؤسسات وهي المدرسة والمسجد والأسرة والمجتمع ككل من أجل الحفاظ على هوية المجتمع واستمراره وتطوره دون أن ينقطع عن تقاليده الاجتماعية ومبادئه الأخلاقية وقيمه الإنسانية وكذلك الدين والعقيدة والشعائر وجاء فيها أيضا عن التربية وإن وظيفة المدرسة أن تمنح للقوى الروحية فرصة التأثير في التلميذ تلك القوى الروحية التي تتصل بنظرية الحياة وتربي التلميذ تربية تمكن من الاحتفاظ بحياة الشعب وتمديدها إلى الأمام
راحة البال في الواقع هي السعادة الحقيقية التي يشقى الإنسان طوال حياته في البحث عنها وهي المقابل المنطقي للشقاوة النفسية والاضطراب الذي يسلطه الله تعالى على كل من يعرض عن ذكره يقول عز وجل قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى طه لقد أخبر الله تعالى المؤمنين عن مصدر الطمأنينة الذي لا يمكن لشيء في هذه الدنيا أن يسد مسده مهما علت في نظر الناس قيمته ومكانته فقال تعالى في كتابه العزيز الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب قال ابن كثير والطبري أي تطيب وتركن إلى جانب الله وتسكن قلوبهم عند ذكره وتستأنس وترضى به مولى ونصيرا وقال القرطبي أي تسكن وتستأنس بتوحيد الله فتطمئن قد يشرق المسلم أو يغرب في هذه الحياة بحثا عن راحة البال وسكون النفس وطمأنينة القلب وقد يغفل أحيانا عن مصدر الطمأنينة المتمثل بدوام ذكر الله بكافة أنواع الذكر والطاعات إلا أنه سرعان ما يدرك أن قلبه قد أصبح مضطربا وغير مطمئن وأن القلق يجتاح كيانه وروحه قبل قلبه وعقله فيرجع سريعا إلى منبع الطمأنينة ومصدر راحة البال إن لحظات من خلوة المسلم بنفسه في زحمة الحياة التي قد تبعده عن مصدر الطمأنينة ومفتاح السعادة كفيلة بأن ترده من جديد إلى رحاب الطمأنينة والركون إلى جنب الله وكفيلة بتبديد ظلمات القلق والهلع الذي قد ينتابه جراء البعد عن ذكر الله تعالى والركون إلى الدنيا وزخرفها راحة البال واطمئنان النفس وسعادة القلوب مطالب لجميع الإنسانية وغايات لكل البشرية يسعون لإيجادها ويتنافسون في تحصيلها ألا وإنه مهما سعوا إلى ذلك بشتى زخارف الدنيا وشهواتها فلن يجدوا إلى ذلك طريقا ولن يهتدوا إلى ذلك سبيلا ذلكم أن السبب الحقيقي للحياة الطيبة بمختلف صورها يكمن فيما بينه خالق البشرية بقوله جل وعلا من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون إنه الإيمان بالله جل وعلا المتضمن الاستسلام لله بالطاعة الخالصة والخلو من الشرك ذلكم الإيمان الذي يجعل الإنسان سعيدا ظاهرا وباطنا منشرح الصدر مطمئن القلب حتى ولو أصابته الضراء والبأساء قلبه دائما في نعيم وبهجة وسرور بالإيمان بالله جل وعلا ومعرفته ومحبته والإنابة إليه والتوكل عليه والإقبال على طاعته قال عز وجل ومن يؤمن بالله يهد قلبه وقال صلى الله عليه وسلم عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وفي قلوب العباد شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله جل وعلا وفي قلوبهم وحشة لا يزيلها إلا الأنس به جل شأنه وفيها حزن في هذه الدنيا لا يذهبه إلا السرور بتوحيده ومعرفته عز وجل وفيها نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه وقدره وهكذا هي الدنيا وفي القلوب فاقة لا يسدها إلا محبته سبحانه والإنابة إليه ودوام ذكره سبحانه وتعالى يقول جل وعلا ألا بذكر الله تطمئن القلوب ويقول صلى الله عليه وسلم أرحنا يا بلال بالصلاة ويقول صلى الله عليه وسلم وجعلت قرة عيني في الصلاة فمن أراد السعادة الدائمة والراحة التامة ظاهرا وباطنا في القلب وفي الجوارح فعليه أن يضبط نفسه بأوامر الله سبحانه وأن يعيش بطاعة الله جل وعلا في جميع حياته وشتى تصرفاته فإنه سينقلب من نعيم إلى نعيم في هذه الدنيا وفي الدار الآخرة وعليه دلالة قوله جل وعلا إن الأبرار لفي نعيم فعلق قلبك أيها المسلم بالله جل وعلا أحسن الظن بربك وكن عبدا نقيا تقيا طائعا تكن سعيدا فرحا مسرورا يقول تعالى أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه وإن المحبوس من حبس قلبه عن ربه والمأسور من أسره هواه والمهموم من ضيع نفسه في المعاصي والمغموم من غم نفسه بظلمات المعاصي والموبقات قال بعض العارفين مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها قالوا وما هو قال محبة الله والأنس به والشوق إلى لقائه والإقبال عليه والإعراض عمن سواه إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
السعادة وراحة البال غاية كل إنسان في هذه الحياة والطمأنينة هي العامل الأهم في تحصيل تلك السعادة والركن الأبرز من أركان الحياة الهانئة الرغيدة وبينما تفضل الله تعالى على عباده المؤمنين بإخبارهم بمصدر تلك الطمأنينة ومعينها الأوحد ما زال الإنسان غير المؤمن منذ فجر التاريخ وحتى الآن يبحث عن تلك الطمأنينة التي تنقذه من آفات وويلات القلق الذي يفتك به ويحاول أن يتلمس أسبابها ويعرف مصدرها ومنبعها بعيدا عن الوحي الإلهي والهدي النبوي دون أن يصل إلى نتيجة تشفي غليله أو يتحصل على دواء يعالج به أمراضه النفسية
وعقب عملية الانتخاب التي جرت خلال الجمعية العامة الخامسة أشاد الدكتور قسوم بالأجواء التي طبعت سير الأشغال مبرزا جهود كل الأعضاء في هذا الصرح الثقافي والديني والتي تنبع كما قال من قناعاتهم الهادفة إلى خدمة جمعيتهم والأمة الجزائرية على حد سواء كما شدد قسوم أن أعضاء الجمعية وقيادتها يؤمنون بحق الاختلاف وإبداء الرأي ويعملون دوما على تجاوز الخلافات بالحوار والنقاش البناء والمقنع مشيرا إلى أن إعادة انتخابه على رأس الجمعية مسؤولية ثقيلة تتطلب وحدة الصف وتضافر جهود الجميع وأكد في ذات السياق أنه لن يدخر جهدا في سبيل إعلاء كلمة هذا الصرح الثقافي والديني والتاريخي خدمة للجزائر من جهة أخرى تعهد قسوم بالعمل على مقاومة كل أشكال العنف والتطرف والارتقاء بمستوى الجمعية بعيدا عن الحزبية الضيقة والإيديولوجية مشددا على أن الجمعية صرح يعمل على خدمة البلاد ولا عدو لها إلا من يعادي الوطن والإسلام للتذكر فإن أشغال الجمعية العامة الخامسة قد انطلقت أمس الخميس بحضور شخصيات وطنية وممثلي عدد من الأحزاب السياسية وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر ومن المنتظر أن تختتم غدا السبت بانتخاب المجلس الوطني وصياغة التوصيات
تم اليوم الجمعة بالجزائر العاصمة تجديد الثقة في الدكتورعبد الرزاق قسوم رئيسا لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين لعهدة ثانية تدوم سنوات
عنت لي هذه الخاطرة وأنا أقرأ حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يتفقدوا وإن حضروا لم يدعوا ولم يقربوا قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل غبراء مظلمة رواه ابن ماجه وغيره فالشيء بالشيء يذكر فاذكرني حال هؤلاء الأبرار مع الناس حال أولئك الكبار مع الناس نعم إن عامة الناس ربما يحسبون أن أتقى الناس وأقربهم من الله من يتصدرون صفوف الدعوة إليه ويرتقون المنابر ويحتلون الشاشات وهذا خطأ بلا ريب فهؤلاء فيهم السابق وفيهم المقتصد وفيهم الظالم لنفسه مثلهم مثل سائر الناس بل كم دعا الناس واستسقوا ربهم وما أجيبت دعوتهم إلا بتأمين تقي خفي معهم لا يأبه له الناس ولا يعرفون قدره هذا أمر واضح بين فكم من مأموم سيسبق إمامه إلى الجنة وكم من عوام سيسبقون الدعاة والعلماء وهكذا الأمر في التاريخ فإننا حين ندرس أحداثه ووقائعه ورجالاته وشخصياته نحسب أن هؤلاء لتميزهم وكفايتهم وقدراتهم وعبقريتهم وإبداعهم هم وحدهم الذين صنعوا التاريخ وغيروا مجراه ولكن الحقيقة غير ذلك الحقيقة أن عظماء التاريخ وكبراءه هم في الغالب تتويج لجهود متواصلة ومتراكمة ومتكاملة تسبقهم فتهيئ لهم الوضع وتعاصرهم فتكمل جهدهم وإن لم يعرف أصحاب هذه الجهود وهذه الأعمال وإن لم يذكرهم التاريخ ولم يخلد أسماءهم فإنه لا يمكن إغفال دورهم الخطير وتأثيرهم الكبير في الإنجاز الذي يصنعه العظماء وهؤلاء هم الذين أسميهم الأتقياء الأخفياء في ركب التاريخ وهذا المعنى الدقيق هو الذي يشير إليه الفاروق عمر رضي الله عنه لما جاءه السائب بن الأقرع الثقفي رضي الله عنه بخبر فتح نهاوند الذي يسمى فتح الفتوح لعظيم أثره في مسار فتح الإمبراطورية الفارسية ولعظم الغنائم التي ظفروا بها وقد كان قائد المسلمين فيها هو الصحابي الجليل النعمان بن مقرن رضي الله عنه قال عمر للسائب ما وراءك فقال السائب فتح الله عليك وأعظم الفتح واستشهد النعمان بن مقرن فقال عمر إنا لله وإنا إليه راجعون ثم بكى فنشج حتى بانت فروع كتفيه فوق كتده قال فلما رأيت ذلك وما لقي قلت يا أمير المؤمنين ما أصيب بعده رجل يعرف وجهه فقال أولئك المستضعفون من المسلمين ولكن الذي أكرمهم بالشهادة يعرف وجوههم وأنسابهم وما يصنع أولئك بمعرفة عمر وما يصنع أولئك بذكرهم في التاريخ وهذان مثلان يوضحان المقال أولهما صلاح الدين الأيوبي عليه شآبيب الرحمة والرضوان ولا أحد يجهل الأثر الكبير والإنجازات الكثيرة التي أجراها الله تعالى على يديه ولا أحد يجهل أيضا اهتمام المؤرخين بصلاح الدين وبتاريخه ولكن هل جاء صلاح الدين من فراغ كلا بل سبق ظهوره جهود كبيرة متواصلة وكان التتويج على يديه وحين درس الدكتور ماجد عرسان الكيلاني كيف ظهر جيل صلاح الدين توصل إلى أن البداية كانت مع انطلاق جهود حجة الإسلام الغزالي ه الإصلاحية التجديدية وما نتج عنها من نهضة علمية وانتشار المدارس في بلاد المسلمين ثم تبعتها جهود الإمام العارف سيدي عبد القادر الجيلاني الحنبلي ه وما ترك من آثار تربوية وعلمية ثم بعدهما جهود الملك الصالح عماد الدين زنكي وابنه الملك الشهيد نور الدين محمود زنكي الذين أطلقا مشروع تحرير المسجد الأقصى وأكمله صلاح الدين بعد ذلك ولا ننس أتقياء أخفياء في ركب التاريخ آخرون كان لهم تأثير مباشر في صلاح الدين وفي تكوينه وفي تشكيل شخصيته من أهل ومن معلمين ومربين أسهموا بلا شك في إنتاج صلاح الدين الأيوبي ولا نعرفهم ولا نذكرهم ولكن الله الذي أكرمهم بالعمل الذي قدموه لأمتهم يعرفهم ويعرف أعمالهم إن الله لا يضيع أجر المحسنين والمثال الثاني هو الإمام العلامة المجدد عبد الحميد ابن باديس عليه شآبيب الرحمة والرضوان وكلنا يعلم الأثر الذي تركه هذا الرجل الكبير في تاريخ الجزائر الحديث بل تاريخ الأمة الإسلامية جمعاء لكن هل جاء الإمام ابن باديس من فراغ وهل حقق ما حقق من نهضة علمية أدبية وطنية انطلاقا من الصفر وهل كان وحده في الميدان طبعا لا فما قام به الإمام كان تتويجا لمسار سبقه في مضماره جهود أئمة كبار كالمجاوي وابن سماية وغيرهما ثم الإمام كان يعمل عملا منظما في جمعية يسانده فيها مئات العلماء منهم المشهور ومنهم المغمور ويساندهم آلاف الأساتذة والمعلمين أغلبهم مجهول غير مذكور خفي غير مشهور وهؤلاء كلهم مساهمون في الإنجاز ولهم فضلهم وأجرهم عند ربهم وقبل هؤلاء لا شك أن أهل الإمام ابن باديس والأساتذة الذين درسوه في كل مراحل تعلمه لهم دورهم ونصيبهم من هذا الإنجاز وإن كنا لا نعرف الكثير منهم وإن كان المشهورون منهم كالمداسي وحمدان لونيسي ومحمد النخلي وابن عاشور يعدون على الأصابع أخلص إلى التأكيد مرة أخرى إلى أن ثمت كثيرا من الأتقياء الأخفياء في ركب التاريخ أغفلهم المؤرخون ولكن لا يمكن لأحد أن ينكر آثارهم في مسار التاريخ فإن لم تكن من العظماء الذين يصنعون التاريخ فلا تبتئس ولا تحتقر ما تقدمه وتساهم به من عمل خير وجهود إصلاح فقد تكون مقدمات لخير كبير آت يكتب لك أجره ولك نصيب من غمه وإن لم يذكر فيه اسمك وبقيت خفيا فالمهم أن تعمل وأن تبذل وأن تكون في المسار الصحيح ف إن الله لا يضيع أجر المحسنين حقا وصدقا إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
إن التاريخ في العادة يحتفل بتخليد المشاهير الذين كان لهم أثر بارز في صناعة أحداثه وتحديد مساره وبالأحداث العظام التي تترك آثارا بارزة وتشكل منعرجات كبيرة وهامة في ركب التاريخ ولا يهتم التاريخ المدون كثيرا بالمقدمات الممهدات التي تسبق الأحداث العظام ولا بالأشخاص الذين كانوا تمهيدا لظهور الشخصية الكبيرة التي قامت بالعمل العظيم وتركت الأثر الجسيم ونسب إليها
اجتمع زعماء مسلمون أوروبيون ولأول مرة في تاريخ أوروبا في مدينة برشلونة الأربعاء المنصرم لأجل إقامة مشروع حضاري طموح هدفه وحدة جهودها في حل مشاكل المجتمعات المسلمة في أوروبا وكذلك المجتمع الأوروبي الأوسع على أساس أن مسلمي أوربا ستصبح أكبر أقلية عرقية دينية في القارة حيث أن التقديرات تشير إلى أن مجموع السكان المسلمين في أوروبا الكبرى بما في ذلك تركيا وأذربيجان وكازاخستان سيصل إلى مليون مسلم وسيسعى المنتدى الإسلامي الأوروبي حسب بيان وصل الخبر نسخة منه إلى المساعدة في إيجاد نماذج مثالية وفعالة لإدماج المهاجرين المسلمين في المجتمع الأوروبي وكذا بناء وتطوير المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية في الدول الأوروبية إلى جانب تنظيم سلسلة من الفعاليات العامة المنتظمة إضافة إلى تطوير مشاريع تعليمية عبر الإنترنت للوصول إلى جمهور أوسع من الشباب المسلم إلى جانب تطوير صناعة الحلال في الدول الأوروبية لتلبية الطلب المتزايد من ممثلي المجتمعات الإسلامية الأوروبية ويخطط المنتدى الإسلامي الأوروبي لافتتاح مكاتب في بعض العواصم الأوروبية كلندن وبروكسل واسطنبول وبرشلونة وغيرها لتسهيل التعاون مع هياكل الدول والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات ومجتمعات الأعمال ووسائل الإعلام في البلدان الأوروبية حتى يكون على مسافة واحدة من جميع الكيانات السياسية والحركات والنقابات بغض النظر عن عقيدتهم تجدر الإشارة إلى أن المنتدى أسس مجلس شرف والذي سيدعى إليه أكثر قادة العالم نفوذا وتأثيرا وكان أول شخصية وافقت على الانتساب له الزعيم السياسي الماليزي أنور إبراهيم كما أسس مجلس المعرفة من المفتين والأئمة والعلماء المسلمين والمفكرين
نظرا إلى الدور المتزايد للمسلمين في الحياة العامة والثقافية والاقتصادية لأوروبا تم الأربعاء الماضي في مدينة برشلونة الإسبانية تأسيس المنتدى الإسلامي الأوروبي حتى يكون جسرا بين المؤسسات الإسلامية ونخب القارة الأوروبية بين المجتمعات المسلمة وممثلي المعتقدات الأخرى وكذلك المجتمع الأوسع من الشعب الأوروبي بين العالم الإسلامي والبنية السياسية الدولية والأوروبية والوطنية للمنطقة
ومن هذه المشكاة جاءت هذه الكتابة عن شيخنا وأستاذنا محمد الهادي الحسني حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية التي آثارها التكريم الذي بادر به بعض تلامذته وجاءت هذه الوقفة السريعة مع هذا التكريم ومع الأستاذ المكرم فللأسف لقد اعتدنا أن لا نعرف لرجالنا قيمتهم ولا لعلمائنا قدرهم حتى يحكم القدر ويستأثر الله تعالى بهم وصارت هذه الحال الأسيفة مثلا دارجا يضرب كي كان عايش مشتاق تمرة وكي مات علقولوا عرجون فالحمد لله أن أنتفض محبو الشيخ وخالفوا هذا العرف المنكر واهتموا لتكريمه وهو حي بيننا نفرح به ونسر به ونفرحه ونسره عسى ولعل ننتفض كليا على هذه الحال ونهتم بتكريم من يستحق التكريم من الأبناء البررة لهذا الشعب العظيم ونحن ندعو لهم بطول الحياة بدل أن نكرمهم ونحن ندعو لهم بالرحمة والمغفرة ولا تنسوا الفضل بينكم وكم في الجزائر من قامات قدمت الكثير في صمت في مجالات جادة عدة بعيدا عن أضواء الشهرة الخادعة وهم بلا ريب أولى بالتكريم ممن يكرم من لاعبين ومغنيين وفنانين كل ما قدموه لهو وعبث ولغو ولعب استهلك ميزانيات كبيرة من أموال الشعب ولم ينتج أي ثروة صغيرة أو كبيرة ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما الحقيقة أن ما يقال عن الشيخ الحسني كثير فالرجل متعدد المواهب وفير المناقب مشارك في مختلف الجوانب غير أني أردت الوقوف مع نقطة أراها أهم ما يشترط في صاحب القلم والكلمة وهي الصدق وإقرار الوقائع وإن كانت لغير فائدته أي يشهد على نفسه بالحق ولا يزين حاله بمقاله بل يذكر ما له وما عليه ولا يرى في ذلك غضاضة أو منقصة وقد قرأنا لكثيرين ممن ترجموا لأنفسهم ودونوا مذكراتهم فوجدنا أغلبهم يتذكر الجوانب المشرقة من حياته وينسى أخطاءه وسقطاته ووجدنا القلة القليلة التي تتذكر وتذكر حياتها كما هي بنقائصها وكمالاتها ومحاسنها وسيئاتها وهكذا هي حياة الإنسان لا تخلو من أخطأ ونقص وضعف ولكن نقص الإنسان وضعفه يدفعه لتغطية نقصه وضعفه وشيخنا الحسني حفظه الله بلا شك من الصنف الصادق العادل الذي يكفيه الصدق عن التزيين ويرضيه الحق عن التدليس وكتاباته شاهدة على ذلك وسأكتفي بذكر موقفين ذكرهما شيخنا في بعض مقالاته تبين كيف تكون الأمانة والصدق ومسؤولية الكلمة الموقف الأول يذكر كيف علمه العلامة الكبير عبد الرحمن الجيلالي نور الله ضريحه أدبا من آداب الطعام ولم ير في ذكر ذلك غضاضة بل رأى ذلك من محاسن الذكريات التي تنفع الناس فقال زاده الله توفيقا وفضلا لي مع الشيخ الجليل عبد الرحمن الجيلالي ذكريات لطيفة منها أنني كنت جالسا إلى يمينه نتناول طعام الغداء في بلدة أولاد ابراهم بوسعادة وفرغت من الأكل قبله فقلت الحمد لله فقال لي الشيخ إذا كنت في ملأ وفرغت من الأكل قبلهم فلا تجهر بالحمدلة لأنك ستحرج من معك إن كان ما تزال به رغبة إلى الطعام وتظهره في مظهر الشره النهم ذو القرن الشيخ عبد الرحمن الجيلالي الشروق اليومي الموقف الثاني يذكر زلة وقع فيها في ريعان الشباب عبرة وذكرى للشباب حتى لا يسلكوا ذلك الطريق الوعر فقال زاده الله توفيقا وفضلا لقد جرت لي حادثة مع الأستاذ عبد الحفيظ بدري فقد فرض علي مرة أن أقرأ كتاب آلام فرتر للكاتب الألماني غوته الذي عربه الأديب البليغ أحمد حسن الزيات الذي كان الأستاذ معجبا به كثيرا وحببه إلينا قرأت الصفحات الأولى من الكتاب فلم استسغه فأعرضت عن قراءته فلما انقضى الأسبوع وأرجعنا ما استعرناه من كتب فسألني الأستاذ على مرأى ومسمع من التلاميذ هل قرأت الكتاب فقلت نعم وكنت كاذبا شم الأستاذ رائحة الكذب في جوابي فقال مستدرجا لي لو قرأته لاستوقفتك كلمة غريبة فيه ولرجعت إلى تفسيرها في الهامش قلت في غرور لم تستوقفني أية كلمة ولم يستشكل علي أي لفظ حدجني الأستاذ بنظرة ترمي بشرر وقال أنت كاذب والله إنك لم تقرأ الكتاب وكان صادقا أما الكلمة التي قصدها الأستاذ فهي الأهراء ومفردها هري وهو مخزن الحبوب وكان جزاء كذبي أن غضب علي الأستاذ ولم يكلمني أياما معدودات حتى استغفرت لذنبي واستسمحت أستاذي أستاذي عبد الحفيظ البدري الشروق اليومي وهكذا يكون الصدق وهكذا تكون النفوس الكبيرة وهكذا يكون الكريم في نفسه وفيما يكتب وإني أسأل الله لشيخنا الكريم أن يطول عمره في الصالحات في صحة وعافية وأن يدخله الله تعالى في ظلال قوله من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
أحرص عادة أن أتناول في كتاباتي أفكارا بسطا وشرحا ونقدا وأبتعد ما استطعت عن الكتابة عن الأشخاص لخطورة الكلام على الأشخاص والحكم عليهم أو لهم ولما يثيره الحديث عنهم من عواطف قد تكون عواصفا وما يصحب ذلك من غلو في الحب والاحترام أو البغض والنقد بيد أن الأفكار كما هو مشاهد معلوم يحملها أشخاص تعيش فيهم ويعيشون لها ومن هنا تأتي الكتابة عن المصلحين الكبار وتابعيهم بإحسان باعتبارهم ممثلين للأفكار التي آمنوا بها وجاهدوا في سبيلها وهذا ما أشار إليه الأستاذ الكبير مالك بن نبي رحمه الله تعالى في قوله إن كل قضية جليلة تضع بصماتها في مصير الإنسانية وتترك صداها في التاريخ ترسم على مركب الزمن وجوها كريمة تمثلها بين الرشاد والتيه ص
بذل المعروف من سنن الأنبياء ومن هدي المرسلين عليهم الصلوات والسلام فهذا خليل الله إبراهيم نال هذه المنزلة بصناعته للمعروف فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل جبريل فقال يا جبريل لم اتخذ الله إبراهيم خليلا فقال لإطعامه الطعام يا محمد وهذا موسى عليه السلام يأتي ماء فيجد بنتين ضعيفتين لا تقويان على مقارعة الرجال فبقيتا تنتظران الفرج فيأتي موسى ويسقي لهما ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما ثم تولى إلى الظل وهذا عيسى عليه السلام يقول الله على لسانه وجعلني مباركا أينما كنت أي اجعلني نفاعا للناس أينما اتجهت وحيثما حللت وأما سيد الخلق صلى الله عليه وسلم فحدث ولا حرج ففي صحيح مسلم سئلت عائشة رضي الله عنها هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وهو قاعد قالت نعم بعد ما حطمه الناس أي بكثرة قضائه لحوائجهم ثم إنه صلى الله عليه وسلم حثنا على صنع المعروف ومن ذلك أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله وأي الأعمال أحب إلى الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيضه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رخاء يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له ثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام إن المعروف يتجلى أثره حتى على الأبناء يذكر أصحاب السير أن سفانة ابنة حاتم الطائي وقعت في الأسر فخاطبت النبي صلى الله عليه وسلم وقالت يا محمد إن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب فأنا ابنة سيد في قومه وإن أبي كان يحمي الذمار ويفك العاني ويشبع الجائع ويكسو العاري ويقري الضيف ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا جارية هذه صفة المؤمنين حقا لو كان أبوك مؤمنا لترحمنا عليه خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق والله تعالى يحب مكارم الأخلاق ولم أر كالمعروف أما مذاقه فحلو وأما لونه فجميل ومن صنائع المعروف العفو عن الغريم ففي الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام قال كان تاجر يداين الناس فإذا رأى معسرا قال لفتيانه تجاوزوا عنه لعل الله يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه وأولى الناس بالمعروف هم الوالدان ثم الأهل والجيران وهكذا قال تعالى مخاطبا الأزواج وعاشروهن بالمعروف فعلى الزوج معاشرة زوجته بالمعروف وعليها كذلك بل حتى الطلاق يجب أن يكون بالمعروف فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف فيا من ابتليت بمرض وأعياك علاجه وحار في علاجك الأطباء وأصابك اليأس فعلك ببذل المعروف وعلى رأسه الصدقة داووا مرضاكم بالصدقة ويا من تريد النجاة عليك ببذل المعروف من نفس عن مسلم كربة نفس الله عنه يوم القيامة كربة من كرب الآخرة ومن يسر على مسلم يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر على مسلم في الدنيا ستر الله عليه في الدنيا والآخرة والله عز وجل في عون العبد ما كان في عون أخيه واحذر يا من تبذل المعروف أن تفسده بالمن والأذى قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى سمع ابن سيرين رجلا يقول لآخر فعلت إليك وفعلت فقال له اسكت فلا خير في المعروف إذا أحصي فالامتنان يبطل الشكر ويمحق الأجر ويذهب بالبركة وعليك أن تحرص على مكافئة من أسدى لك معروفا ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه وأخيرا أيها الفاضل اقصد بعملك وصنعك المعروف وجه الله تعالى ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
أخرج الإمام الطبراني في أوسطه من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنائع المعروف تقي مصارع السوء والصدقة تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر وكل معروف صدقة وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة وأول من يدخل الجنة أهل المعروف
والرقابة هي الإشراف على وظيفة أو عمل ما وتعتمد على دور الإدارة في التأكد من تطابق أنشطة بيئة العمل مع القوانين وتعرف إداريا بأنها عملية منتظمة يتأكد من خلالها المدراء من مدى تنفيذ الخطط وتحقيق الأهداف وباستخدام طرق فعالة وذات كفاءة عالية وتتمثل أهمية الرقابة إلى حد كبير في أغراضها وأهدافها من خلال عملية التقييم والمتابعة وتصحيح الأداء فالأنظمة الرقابية تزود الشركة بقوة التوجيه والتكامل والتحفيز وبذلك نستطيع القول أن الشركات التي تتمتع بإدارة جيدة هي تلك الشركات التي تمتلك أنظمة رقابية فعالة والتي من شأنها أن تعزز قدرتها على تنفيذ استراتيجياتها إن تطبيق الرقابة في إدارة الشركات والمؤسسات يعتمد على تحقيق مجموعة من الأهداف منها مساعدة الإدارة في التأكد من تحقيق خطة العمل وفقا لمسارها الصحيح وذلك للوصول إلى النجاح ومتابعة تنفيذ الوظائف المخطط لها مع الكشف عن الأخطاء عند حدوثها وذلك من أجل معالجتها بشكل فوري إلى جانب المساهمة في الحفاظ على حقوق كافة العاملين والعملاء وأصحاب المصالح الذين يتعاملون مع المنشأة بالإضافة للتأكد من تقيد واحترام كافة الأطراف للقرارات الإدارية وتعزيز التعاون بين كافة الأقسام المشاركة بتنفيذ مهام العمل في المنشأة يجب أن يعرف الوالدان ماذا يفعل أبناؤهما وأين يذهبون ومن يصادقون وكيف يمضون يومهم ليتمكنوا من توجيههم التوجيه السليم إذا ما كان هناك أي خطأ لكن لا بد من الحرص التام على أن تكون هذه المراقبة في منتهى السرية دون أن يشعروا كي لا يعتقدوا أنهم محاصرون أو غير جديرين بالثقة من قبل والديهم يقول تعالى يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون إن من حقوق الطفل على أبويه حق الحماية من المخاطر والآفات فعلى الوالدين رعاية الطفل في سلوكه ومراقبة حركاته وخطواته ومنعه من كل تصرف يفضي به إلى ما يضره ويؤذيه في نفسه أو خلقه أو دينه ومن هنا ينصح بوجوب زرع فكرة مراقبة الله لنا في نفوس الأبناء ليكونوا على يقظة دائمة أنهم سيتعرضون لغضب الله إن هموا بفعل سيء وبذلك يريحون والديهم كثيرا من دوام مراقبتهم لأنهم مراقبون من الله تعالى ويشعرون بوجوده ولا يحتاجون لرقابة من أي أحد غيره قدر الإسلام العامل ومنحه من رعايته وعنايته ما يكفل له حقوقه ويشجعه على أداء واجباته فوضع الحق إزاء الواجب فكفل الإسلام للعامل حقه في التعليم والحرية والعبادة وكفل له كرامته الإنسانية في أوسع صورها وجعله هو وصاحب العمل سواء يؤدي كل منهما حق الآخر ونلاحظ أن الإسلام يعتمد في علاقات العمال بأصحاب العمل وأداء كل واجبه على الناحية الخلقية وعلى مراقبة الضمير وخشية الله تعالى أكثر مما يعتمد على الإلزام والسيطرة لأن سلطان الخلق والضمير أقوى من سلطان القانون فرقابة الضمير حارس لا يغفل وسلطان القانون حارس كثير الغفلة والنسيان لكن هذا لا يمنع من وجوب مراقبة العمال وتحسيسهم بذلك حتى لا يتغلب عليهم الشيطان أو هوى النفس ومن الجدير بالذكر أن من أسباب تقدم الأمم ونهوضها في مجال العمل هو الاهتمام بالإنسان واحترامه ومعاملته بهذه الصفة التي خلقه الله عليها فتركز هذه الدول على نفسيته وشخصيته وأسرته ومستقبله المعيشي وتأهيله العلمي والعملي حتى لو كان عاطلا عن العمل فالعامل على كاهله يقوم النشاط العام في مختلف شؤون الحياة وكلما ازداد تأهل العامل لأداء عمله واستجمع صفات الإجادة والإحسان كلما انعكس ذلك على جماعته وأمته وبلغت ما تطمح إليه من رخاء وارتقاء لقد كانت الرقابة في بداية الأمر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رقابة ذاتية فقط فقد كان المسلمين يباشرون رقابة على أنفسهم ويراجعون تصرفاتهم حتى يتأكدوا من موافقتها لأحكام الشرع واختصاصات وحدود ولايتهم كما كان الرسول يباشر رقابة رئاسية على عماله وذلك بتوجيههم وإرشادهم ومحاسبتهم وقد كانت الرقابة الرئاسية من الصفات الحميدة التي يجب أن يتحلى بها الحكام فقد سئل أعرابي عن أميره فوصفه مادحا كان إذا ولي لم يطابق جفونه وأرسل العيون على عيونه فهو غائب عنهم شاهد معهم فالمحسن راج والمسيء خاف ويجب أن يكون العامل قيما على ذاته متابعا لعمله محاسبا ومعاتبا وزاجرا لنفسه عند التقصير والإهمال مصداقا لقوله تعالى ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون وأن يستشعر مراقبة الله له مصداقا لقوله تعالى وهو معكم أين ما كنتم ويخاف من الله في كل عمله ذاكرا قوله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون سيكون حينئذ أشد مراقبة ومحاسبة لنفسه وهذا بدوره يجعله يطور ويحسن من الأداء ولقد نصحنا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم وتهيئوا للعرض الأكبر يوم لا تخفي منكم خافية
يعاني المجتمع في أيامنا هذه من انعدام الرقابة في مؤسساته المختلفة ابتداء من الأسرة التي أهملت دورها في مراقبة الأبناء ثم المدرسة التي يفرط المشرفون عليها في مراقبة الطلبة والطالبات وانتهاء بالمؤسسات الإدارية المتنوعة حيث نجد العمال والموظفين دون رقيب أو حسيب يفرطون للقيام بما كلفوا به من أعمال ومصالح للناس مما نتج عنه تسيب وتأخر في إنجاز المشاريع وتحقيق الأهداف التنموية
ويهدف مؤتمر زعماء الأديان بكازاخستان الذي يرعاه الرئيس نور سلطان نزاربايف ويعقد كل ثلاث سنوات إلى تعزيز الحوار العالمي بين أتباع الأديان والثقافات وتعميق التفاهم والاحترام المتبادل بين الطوائف الدينية وتنمية ثقافة التسامح على عكس إيديولوجية الكراهية والتطرف ومن أجل التفاعل مع جميع المنظمات والمؤسسات الدولية الساعية إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات المختلفة وتتمثل أبرز محاور المؤتمر الذي يحضره قادة دينيون وسياسيون من كل دول العالم أبرزهم أمين عام منظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين وأمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد عبد الكريم العيسى وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في الأديان والتطورات الجيوسياسية فرص جديدة من أجل الوفاق الدين والعلم السياسيون ورجال الدين والتصدي لظاهرتي التطرف والإرهاب يذكر أن هذا المنبر انطلق بمبادرة من الرئيس الكازاخي نور سلطان نزاربايف يوم سبتمبر سنة بمدينة أستانا حيث تم لأول مرة جمع زعماء الأديان العالمية والتقليدية تحت عنوان حوار الأديان والحضارات وشارك فيه زعماء وشخصيات دينية بارزة تمثل الدين الإسلامي والمسيحي واليهودي والهندوسي والبوذي وغيرها من الأديان إضافة إلى ممثلين من دولة من أوروبا وآسيا وإفريقيا
انطلقت أمس بالعاصمة الكازاخية أستانا أعمال الدورة السادسة لمؤتمر قادة وزعماء الأديان تحت عنوان زعماء الأديان من أجل عالم آمن بحثا عن سبل نزع فتيل الأزمات والصراعات بين الأمم والشعوب وترسيخا لثقافة السلام والتسامح بين الثقافات والحضارات وبين أتباع الأديان
شدد بيان المفوض السامي لشؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة فيليبو غراندي على أن عودة اللاجئين يجب أن تتم فقط وفق رغبتهم التي يتم التعبير عنها بحرية بناء على معرفتهم الجيدة والموثوقة بالظروف الحقيقية داخل بلد المنشأ أو مناطق العودة التي يقصدونها وكانت بعض التقارير الإخبارية قد أوردت أن لاجئا من الروهينغيا تم تضمينهم دون موافقتهم في قوائم المسموح لهم بالعودة أصدرتها ميانمار ومن المقرر أن تبدأ عمليات الإعادة الأولى اليوم غير أنه لم يتم إبلاغ كل من وردت أسماؤهم في هذه القوائم التي لا يعرف كيف تم تجميعها وقال البيان إن أفضل طريقة لتوفير هذه المعرفة للاجئين الروهينغيا في بنغلاديش هي السماح لهم بالذهاب لرؤية الظروف في ميانمار بأنفسهم قبل اتخاذ أي قرار وأضاف يجب أن يتم السماح للاجئين الذين تم التحقق من حقهم في العودة من قبل دولة ميانمار بزيارة مواطنهم الأصلية في ولاية أراكان أو أي أماكن أخرى قد يختارون العودة إليها إلا أن احتمال إعادة اللاجئين إلى بورما تسبب في حالة من الهلع في المخيمات ما دفع بعدد من العائلات التي من المقرر أن تكون بين الأولى التي ستتم إعادتها إلى الفرار بحسب زعماء الروهينغيا وفي هذا الأثناء سحبت منظمة العفو الدولية جائزتها المرموقة في مجال حقوق الإنسان الضمير من زعيمة ميانمار أونغ سان سو كي متهمة إياها بتكريس انتهاكات حقوق الإنسان من خلال التقاعس عن التحدث علنا عن العنف ضد أقلية الروهينغيا المسلمة يذكر أنه كان ينظر لها ذات يوم على أنها نصير في الكفاح من أجل الديمقراطية وجرى تجريدها من عدة أوسمة دولية فيما يتعلق بالنزوح الجماعي للروهينغيا الذي بدأ في أوت
قال المفوض السامي لشؤون اللاجئين إن الأمم المتحدة تدعم العودة الطوعية والمستدامة للاجئين الروهينغيا إلى مواطنهم الأصلية أو إلى أماكن أخرى يختارونها في ميانمار في حين سحبت منظمة العفو الدولية جائزتها في مجال حقوق الإنسان جائزة من زعيمة ميانمار أونغ سان سو كي متهمة إياها بتكريس انتهاكات حقوق الإنسان من خلال التقاعس عن التحدث علنا عن العنف ضد أقلية الروهينغيا المسلمة
وليس هذا الأمر خاصا بالجزائريين بل الخيانة خلة قبيحة عند البشر جميعا مذ كانوا ومذ وجدوا فنبذ الخيانة ونبذ الخائنين فطرة فطر عليها الناس جميعا واحتقار الخائن وبغضه جبلة جبل عليها الناس كلهم أجمعون والبشر يختلفون في أشياء كثيرة كما هو مشاهد ويختلفون حتى في الأخلاق فما يكون عند بعضهم خلقا حسنا قد يراه آخرون منهم خلقا سيئا ومثلا لذلك نجد أن عفة المرأة وحياءها قمة أخلاق النساء عند المسلمين وأن العفيفة التي تستحي في الغرب معقدة ومتخلفة يضحك منها ويستهزأ بها إلا أنه لم يختلف الناس في عصر من العصور أو مصر من الأمصار على ذم الخيانة وذم الخائنين والنظر إليهم نظرة احتقار ومعاملتهم معاملة الأنذال فلا جرم بعد ذلك أن نجد النبي صلى الله عليه وسلم يضع سدا منيعا بين المسلم والخيانة فعن جمع من الصحابة رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل خلة يطبع عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب أو قال يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب رواه أحمد والطبراني والبزار وغيرهم لأن المؤمن بشر يضعف فيخطئ ويذنب وتغلبه الشهوات ونزغات الشياطين فيقارف حتى الموبقات وباب التوبة إلى الله مفتوح دائما لكن من يواقع الخيانة والكذب لا نقول عنه أخطأ أو ضعف بل هما يدلان على فساد طوية ملابسهما وحقارة نفسه ونذالته إذ لا مسوغ ولا مبرر يقبل للخيانة والكذب وخاصة إذا كانت الخيانة لا تتعلق بفرد أو أفراد وإنما تتعلق بدين أو بشعب أو بأمة أو بتاريخ أو بقضايا كبرى ومصيرية لذلك يعجب العاقل ويحار ما يحدث في هذه السنين العجاف الخيرة بل منذ عقود من الزمن ويسأل ما الذي تغير وما الذي تبدل حتى صار ما يستحى منه يجاهر به أو يفاخر به بالأحرى فقد صرنا نسمع بلا نكير أن فلانا المسؤول في بلد ما أو الكاتب أو الإعلامي محسوب على الدولة الفلانية وأن فلانا المسؤول في بلد ما أو الكاتب أو الإعلامي مدعوم من الدولة الفلانية وأن فلانا المسؤول في بلد ما أو الكاتب أو الإعلامي قام بأمر ما خدمة لمصالح دولة ما هو مرتبط بها على حساب بلده وأن فلانا يقود المليشيات المدعومة من الدولة الفلانية هو سبب عدم الوصول إلى توافق بين بني شعبه وأن فلانا المسؤول في بلد ما أو الكاتب أو الإعلامي دعا إلى تدخل أجنبي أو استدعى فعليا ميليشيات وجيوش دول لقهر شعبه حتى يبقى حاكما وهو محكوم في الحقيقة بل صرنا نسمع بلا نكير أن فلانا لا يمكن أن يكون رئيسا في بلده إذا لم تدعمه وترض به الدولة الفلانية التي هي في الغالب دولة الاستعمار بالأمس القريب يقال هذا جهارا ويتداول سرا وعلانية ليلا نهارا وطبعا يأتي الإعلام العالمي ليقول للناس عن فلان هذا الخائن المسؤول الكبير الإعلامي الكبير الكاتب الكبير المناضل الكبير وهو كبير حقا في الخيانة والنذالة وطبعا هذه الخيانة التي يسمونها تعاونا من أجل حرب الإرهاب تتحول إلى منقبة وفضيلة ويصير مقترفها النذل ذا شأن وذكر والأسواء من هذا كله أن يشارك بعض علماء الدين في هذه الجريمة ويدخلون سوق البورصة تنافسا في تبييض وجه الخائنين لقد أصاب البشرية شر كبير هو أخطر ما أصيبت به هو أخطر من ثلوث البيئة وأخطر من الأمراض المزمنة وأخطر من الحروب المدمرة إن هذا الشر هو سقوط القيم واختلاط الموازين وغلبة المكر والخداع واستغلال القوانين لتبييض وجه الفساد واستعباد الناس وإيتمان الخونة وتخوين الأمناء وصدق النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين رواه أحمد وغيره لكن في النهاية سيبقى الخائن خائنا وسيكون مصيره مصير الخائنين وستبقى الخيانة حقارة وخسة ونذالة وجريمة يدينها الناس الأسوياء ويحتقرون مقترفيها ويلعنونهم مدى الزمان وسيبقى الخائنون ساقطين في ميزان الله تعالى الذي هو أعدل ميزان مستحقين غضبه ولعنه إن الله لا يحب الخائنين وأن الله لا يهدي كيد الخائنين ولتعلمن نبأه بعد حين إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
إن شهر نوفمبر عندنا نحن الجزائريين هو شهر الرجولة الحقة والوطنية المخلصة والجهاد الصادق ومن المعلوم يقينا أن ما كان لثورة نوفمبر أن تؤتي أكلها لولا صدق الشعب الجزائري في جهاده وإخلاصه لدينه ووطنه ومن المعلوم أيضا أن أكبر تهديد كان يعترض طريق المجاهدين والشعب الجزائري لم يكن آلة الدمار الفرنسية المجرمة بل أكبر تهديد كان يتمثل في الخونة الذين باعوا ضمائرهم لعدو الله وعدو وطنهم وعدوهم الذين وضع لهم الجزائريون لقب الحركى الذي سيبقى عالقا بهم مذكرا بخيانتهم مذكرا بحقارتهم وحقارة نفوسهم وحقارة أعمالهم هذه الحقارة التي لا يمكن أن تنسى ولا يمكن أن تغسل مهما بذلت فرنسا وأذنابها عندنا من جهود وأموال لتبييض صفحتهم وزرعهم من جديد في الجزائر لرعاية مصالحها وخدمتها مع من زرع منهم بعد الاستقلال
والحقيقة أن كثيرا من الآباء والأمهات انشغلوا بالمهم عن الأهم واهتموا بالفرع عن الأصل كثير من الآباء والأمهات صاروا أكثر اهتماما بدراسة أبنائهم أيام الامتحان دون سائر الأيام وجل اهتمامهم أن يحصل الأبناء على العلامة التي يأمنون معها عدم الرسوب كما نلاحظ أن اهتمام الأولياء منصب على توفير المحافظ الجميلة والأدوات الكثيرة وإظهار القدرة على توفير كل مستلزمات الدراسة بينما نجدهم غير مهتمين بأخلاق أبنائهم وبناتهم غير حريصين على أن يكون لدى أولادهم مستوى علمي يمكنهم من كتابة صفحة من خواطرهم وتعبيرهم دون أخطاء إملائية ولا يبالون بكلام الأبناء الغير مهذب ولا بجوابهم وحوارهم الخالي من الآداب سواء مع المعلم أو غيره وإذا كان هذا حالنا مع أبنائنا وكان هذا حال أبنائنا مع الدراسة فإن المستقبل للجميع مجهول ذلك أن الأبناء إذا درسوا على هذا المنوال فإنهم إذا كتب لهم النجاح فإنهم يتخرجون بدون رصيد علمي يؤهلهم للعمل والاكتساب وبناء حياة مثل ما بناها الآباء والأجداد وهذا ليس رجما بالغيب ولكنه مستوحى مما يلاحظه العام والخاص فمعظم الذين يحملون الشهادات لا يملكون الكفاءات ولا الدلائل على أنهم أهل لتلك الشهادات إن التربية والتعليم أمران ضروريان للأبناء والبنات لا يستقيم حال الأبناء دونهما وكما هو مدون على أبواب المؤسسات ومقر الوزارات أن التربية والتعليم هي الأصل الذي بنيت عليه المدارس وأنشئت وليس لأجل التعليم وحده فالتعليم يدرس الرياضيات وطرق الحساب وكذا علوم الكائنات وغير ذلك بينما التربية شيء آخر وإن كثيرا من الناس لو خيروا بين التربية والتعليم لاختاروا التربية لمعرفتهم بأهميتها وأن العلم ينبني عليها فالتربية هي الأصل والعلم فرع عنها فمما جاء في الأمثال الشعبية أن الناس يقدمون من هو مربي ولو لم يقرأ ومما يوحي إلى صواب هذا المثل وهذا الرأي أن الوزارات قدمت التربية على التعليم في تسميتها ما يدل دلالة واضحة على أهمية الاعتناء بالتربية نعم إن المطلوب من المدارس والمؤسسات أن تخرج أبناء يحبون وطنهم وبيئتهم ومجتمعهم ويحسنون فنون الرياضيات ويفهمون محيطهم الجغرافي ويدركون التاريخ الذي مر عليه الأجداد المطلوب من المداس والثانويات تخريج جيل قادر على تحمل مسؤوليته المستقبلية ولا يكون ذلك في المكتب أو المصنع فحسب وإنما في سائر شؤون الحياة وإن إتقان الرياضيات لا تمنع عقوق الآباء والأمهات ولا تعلم الفرنسية يمنع من أن يلقي الأولاد بآبائهم في مراكز استقبال العجزة ونظافة المحيط والمجتمع من الأوساخ المادية والمعنوية لا يمكن تحقيقها لولا الإيمان والشعور برقابة المولى التي هي ثمرته لا يكون هذا إلا بالتربية والتعليم معا وفي أسوء الحالات بالتربية دون التعليم فقد خرج الاستعمار الفرنسي ومعظم الجزائريين غير متعلمين بينما كانوا على مستوى عظيم من التربية والأخلاق فإلغاء التربية أو الاهتمام المبالغ فيه بالتعليم على حساب التربية خطأ جسيم لذلك وجب التنويه وحث الآباء على تربية الأبناء والبنات حرصهم على الدروس والواجبات المدرسية من كتابة وحساب ولغات وغير ذلك الشيخ بشير شارف إمام مسجد الشهداء بوروبة
لا شك أن قلق الآباء والأمهات على فلذات الأكباد وصغار الأولاد يزداد مع بدء موسم الدراسة والمتابع لصفحات التواصل الاجتماعي وازدحام الأولياء على أبواب المدارس يدرك عظيم انشغال الآباء بدراسة الأبناء فمعظمهم يتساءل عن البرامج وعن الكتب التي تعين التلميذ في فهم الدروس وعن الأساليب وأفضل المعلمين وعن الساعات الإضافية والتدعيمية والخصوصية وما إلى ذلك من الهموم التي يحملونها في هذا المجال
وأوضح خلفاوي عبد الحكيم أن عدد التلاميذ البالغين من العمر أربع أو خمس سنوات المسجلين بالمدارس القرآنية قد بلغ برسم الموسم الدراسي ما لا يقل عن تلميذ مقابل تلميذ خلال السنة الفارطة و تلميذ خلال السنة ما قبل الأخيرة وصرح في هذا الصدد قائلا أن هذه الإحصائيات تمثل ارتفاعا ملحوظا في عدد التلاميذ المسجلين بالمدارس القرآنية عبر الولاية في السنوات الأخيرة أي بمعدل يتراوح بين و تلميذ جديد و قد أرجع نفس المسؤول هذا الارتفاع الملحوظ إلى تزايد النمو السكاني السنوي المسجل في ولاية قسنطينة وكذا رغبة الأولياء في غرس القيم الصحيحة للوسطية و الاعتدال في عقول أبنائهم منذ سن مبكرة و قد ساهم التعليم في المدارس القرآنية في السنوات الأخيرة في إعداد أفضل للتلاميذ من أجل مرحلة التمدرس و ذلك بفضل برنامجه المتنوع الذي يتكون بالإضافة إلى تعليم القرآن والنطق و كذا كتابة الحروف والكلمات يتم تعليم الأرقام و العمليات الحسابية و الرسم و الأناشيد ويركز منهاج المدارس القرآنية على تحسين قدرات الدماغ لا سيما تحسين آداء الذاكرة و ذلك منذ هذه المرحلة من العمر مما يسهل عملية الاكتساب البيداغوجي خلال السنوات الأولى من مرحلة التعليم الابتدائي للإشارة فإن ولاية قسنطينة قد تعززت خلال هذه السنة بخمس مدارس قرآنية جديدة ليصل عددها الإجمالي إلى مدرسة عبر إقليم الولاية
تم خلال السنوات الأخيرة بولاية قسنطينة تسجيل إرتفاع محسوس في عدد التلاميذ المسجلين بالمدارس القرآنية و ذلك بمعدل يتراوح ما بين إلى تلميذ جديد حسب ما صرح به اليوم الأربعاء رئيس مصلحة التعليم القرآني والتكوين و الثقافة الإسلامية بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف
لقد عظم الله عز وجل نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم حيث أقسم بحياته في قوله تعالى لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون الحجر كما أثنى عليه فقال وإنك لعلى خلق عظيم القلم وقال ورفعنا لك ذكرك الشرح فلا يذكر بشر في الدنيا ويثنى عليه كما يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ويثني عليه وقد كان نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام رحيما بأمته حريصا عليهم يعز عليه ما يشق عليهم لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم التوبة ولذا كان يترك العمل وهو يريده خشية أن يفرض عليهم فلا يطيقونه وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتألم لألمهم ويصبر على أذاهم ويفرح بهدايتهم ويخشى عذابهم ويدعو لهم كما روى عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني إبراهيم وقال عيسى عليه السلام إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم المائدة فرفع يديه وقال اللهم أمتي أمتي وبكى فقال الله عز وجل يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله ما يبكيك فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك رواه مسلم ولما نال الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين شرف لقاء وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم كان لهم النصيب الأوفى من توقيره وتعظيمه مما سبقوا به غيرهم ولم ولن يدركهم أحد من بعدهم وأجمل من وصف شأنهم في ذلك سيدنا عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه حين فاوض النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية فلما رجع إلى قريش قال أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون النظر إليه تعظيما له رواه البخاري إن تعظيم وتوقير النبي صلى الله عليه وسلم عبادة ومن أجل وأعظم صور توقير رسول الله صلى الله عليه وسلم الاقتداء به واتباعه والثناء والصلاة عليه والتأدب عند ذكره صلى الله عليه وسلم بأن لا يذكر باسمه مجردا بل يوصف بالنبوة أو الرسالة والإكثار من ذكره والشوق لرؤيته وتعداد فضائله وخصائصه ومعجزاته ودلائل نبوته وتعريف الناس بسنته وتعليمهم إياها وتذكيرهم بمكانته ومنزلته وحقوقه وذكر صفاته وأخلاقه وخلاله وما كان من أمور دعوته وسيرته وغزواته صلى الله عليه وسلم ومتى كان تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم مستقرا في القلب فإن آثار ذلك ستظهر على الجوارح واللسان حتما لا محالة حيث يجري اللسان بمدحه والثناء عليه وذكر محاسنه وترى باقي الجوارح ممتثلة لما جاء به ومتبعة لشرعه وأوامره ومؤدية لما له من الحق والتكريم ومن ثم فأسعد الناس حظا بتعظيمه وأقربهم إلى الشرب من حوضه هم من أحيوا سنته واتبعوا شريعته وهديه صلى الله عليه وآله وسلم
اهتم علماؤنا واعتنوا بجمع خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وإبراز فضائله وحسن أخلاقه فلم يخل كتاب من كتب السنة من ذكر مآثره كما أفردت كتب مستقلة للحديث عنه وعن سيرته وشمائله عليه الصلاة والسلام مما يدعو كل مسلم أن يعظمه ويوقره قال الله تعالى إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا الفتح
وأوضح الاتحاد في بيان أصدره بهذا الصدد أن الريسوني فاز في انتخابات رئاسة المنظمة عن دورتها السادسة بمدة سنوات وحصد دعم بالمائة من المشاركين في التصويت الذين بلغ عددهم أشخاص وجرت الانتخابات خلال فعاليات الجمعية العمومية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في دورتها الخامسة التي انطلقت مساء السبت الماضي في مدينة إسطنبول التركية والتي تستمر حتى يوم غد الخميس واختار الريسوني كلا من المفتي العام لسلطنة عمان أحمد الخليلي والعلماء خير الدين قهرمان وحبيب سالم سقاف الجفري وعصام البشير نوابا له وتم إقرارهم بعد موافقة الجمعية العمومية للاتحاد وفي غضون ذلك أوضحت وكالة الأناضول التركية الرسمية أن أعمال الجمعية العمومية شارك فيها أكثر من عالم من أكثر من دولة ويعد هذا الاجتماع الأكبر بين سابقيه من حيث عدد المشاركين منذ تأسيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عام وشغل الريسوني الذي ولد في بإقليم العرائش شمال المغرب منصب نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين منذ العام وحتى انتخابه رئيسا للمنظمة
انتخب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اليوم الأربعاء رجل الدين المغربي أحمد الريسوني رئيسا جديدا له خلفا للداعية المصري يوسف القرضاوي
وقد ذكر لنا القرآن العظيم أنموذجا فظيعا لخيانة الكلمة أنموذجا شنيعا لاستخدام القلم في تحريف الحق وإضلال الخلق فقال الله تبارك وتعالى عن اليهود فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله الآية الكريمة بدأت بقوله تعالى فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم جاء قوله تعالى فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون فساعة الكتابة لها ويل وعذاب وساعة بيع الصفقة لها ويل وعذاب والذي يكسبونه هو ويل وعذاب وما هذا التشديد في التهديد والوعيد إلا لخطورة وبشاعة وشناعة ما اقترفه هؤلاء فهؤلاء لم يكتفوا بالكذب على الله تعالى حتى نسبوا هذا الكذب إليه وحرفوا وحيه الذي أنزله هداية إلى الصراط المستقيم ليصير سائقا إلى الضلال المبين ونقفز إلى الزمن الحاضر حيث انتشرت الكتابة والكتاب فكثر عدد الكتاب كثرة ظاهرة وتيسر الحصول على الكتاب تيسرا مشهودا إذ قبل قرون معدودة كان الكتاب عزيزا والحصول عليه عسيرا والدنيا كما هو معلوم ليس فيها مصلحة محضة فلا تخلو مصلحة فيها من شائبة مفسدة أو مفاسد وكذلك الحال مع الكتاب فمن نعم الله الجلى تيسير الطباعة وتوفر الكتاب لعامة الناس إلا أن كتابا امتهنوا هذه المهنة وتعيشوا منها وساروا على طريق من كانوا يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون للناس هو من عند الله لكن هؤلاء لم يقولوا هو من عند الله بل قالوا هو خير من الكتاب الذي جاء من عند الله وأهدى منه سبيلا أنا أتكلم عن صنف من الكتاب سخروا أقلامهم لحرب الإسلام وإثارة الشبهات حوله وهم من بني جلدتنا وبعضهم يكتب بلغتنا وبعضهم يقدس لغة المستعمر فلا يكتب إلا بها وعن صنف من الكتاب عجز عن الإبداع الحق فراحوا يجرون وراء الإثارة بالكتابة فيما أطلقوا عليه الطابوهات فلا تراهم يكتبون إلا فيما فيه مساس بمقدسات عامة الناس ولم يسلم منهم حتى الله تبارك وتعالى عز شأنه ولا يكتبون إلا فيما فيه قدح في عظماء الأمة والرجال الذين صنعوا تاريخها ولم يسلم منهم الصحابة الكرام وخاصة أبو هريرة رضي الله عنهم أجمعين ولا رموز تاريخ الأمة العظام لا الأمير عبد القادر ولا مصالي ولا ابن باديس رحمهم الله أجمعين ولا يكتبون إلا فيما فيه كلام على الجنس وما يستحي من ذكره فهم يحومون حول السرير والجسد واللذة الحرام ووجدوا سوقا نافقة عند مراهقين اهتزت قيمهم ووجدوا مؤسسات احتضنتهم وجادت عليهم بالجوائز لتحقق من خلالهم أهدافها وتنشر سمومها ووجدوا هم فرصة لتغطية عقدة النقص التي يعانون منها أو العقد التي يعانون منها فصاروا ملكيين أكثر من الملك لقد قال الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله فنخبتنا المثقفة على استعداد لأن تأكل في سائر المعالف لكني أحسب أن بعض من يعد من النخبة عندنا على استعداد لأن يأكل من كل المزابل بل هم يفعلون المهم عندهم هو الشهرة هو المال الذي يجنونه وراء ذلك هو المقام الذي ينالونه بسبب ذلك هو الاهتمام الذي يحظون به جراء ذلك ولكنهم لا ينسون الشعارات البراقة اللذيذة الفكر الحر التجديد المعاصرة الحرية ويضيفون إليها بعض التوابل كسر الطابوهات محاصرة الفكر الرجعي محاربة الإسلاماوية وما هي إلا شعارات خادعة تخفي المقاصد الحقيقية التي لم تتغير منذ القدم وإن اختلفت التفاصيل فقد قال الحق سبحانه مبينا مقاصد الكتاب الفاسدين الذي باعوا ضمائرهم وأقلامهم لأعداء أمتهم ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون فالأمر في بدايته ونهايته سعي وراء الدينار والدرهم واكتساب الأموال وحين يكون الأدب الفاضح المفضوح وحين يكون الفكر الفاسق الفاجر وحين يكون القلم المسموم الطاعن في المقدسات مدرا للأرباح جالبا للشهرة محليا بالألقاب فاسحا للمجال في الملتقيات والتظاهرات الثقافية والفضائيات ستجد صفا من المرتزقة الذين يحاولون قتل الخير وحرب الحق بأقلامهم كما يفعل أمثالهم من المرتزقة ببنادقهم والعجيب أن المرتزقة يقتلون الناس وهؤلاء يقتلون الفضيلة في الناس ولكن يقال لهم أدباء مفكرون ولأولئك إرهابيون مجرمون إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
الكتاب غذاء العقل كالطعام غذاء الجسم هذا أمر معروف بين والكلمة مقولة أو مكتوبة مسؤولية كبيرة وهذا أيضا أمر معروف بين ومن المعروف البين الذي يغفل عنه أن الإنسان كما يحاسب على كل قول يتلفظ به ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد يحاسب على كل كلمة تخطها يمينه أو يساره على الورق أو على لوحات الأجهزة الالكترونية أو غير ذلك فما يكتب من كلمة إلا لديه رقيب حفيظ عتيد
يعد الانتحار من أبرز الطرق التي يلجأ إليها الغربيون للتخلص من الحياة في المقابل كانت هذه الظاهرة على مستوى العالم العربي حتى وقت قريب نادرة للغاية الأمر الذي أثار الكثير من الاستغراب والتساؤل بشأن الأرقام التي ذكرتها تقارير منظمة الصحة العالمية والمنظمات المختصة بشأن الارتفاع الخطير في معدلات الانتحار المسجلة في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتسجل الجزائر حسب المنظمة الحقوقية نحو عشرة آلاف محاولة انتحار فاشلة سنويا وأزيد من حالة انتحار مؤكدة ولقد أشارت التقارير الأخيرة لمصالح الدرك الوطني إلى اتساع ظاهرة الانتحار وسط الشباب ويقول الخبراء إن الخطر الكامن في هذه الظاهرة ليس الأرقام بقدر ما هو كامن في الأسباب المؤدية إلى الانتحار والمستجدات التي تعيشها البلاد العربية على ضوء المتغيرات الأمنية والسياسية والاجتماعية والتي أدت إلى استسهال الانتحار لدرجة أنه بات مهربا لكل من يعترضه أي عائق في حياته مهما كان بسيطا أو معقدا وتبقى البطالة والمشاكل الاجتماعية أحد أهم الأسباب الرئيسية التي تدفع الشباب إلى وضع حد لحياتهم في الوقت الذي تشير فيه التقارير إلى أن بالمائة من المنتحرين أميون إن الانتحار أضحى مشكلة خطيرة تهدد الصحة العمومية في الجزائر حوالي من حالات الانتحار ترجع إلى أمراض نفسية وعقلية كالاكتئاب والفصام والإدمان و يرجع إلى عوامل متعددة مثل التربية وثقافة المجتمع والمشاكل الأسرية أو العاطفية والفشل الدراسي والآلام والأمراض الجسمية أو تجنب العار وإن أسباب الظاهرة متعددة مرجعها في الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة إلى جانب المشاكل النفسية وفشل العلاقات العاطفية والإحساس بعدم الأمان والبطالة والإحساس بالتهميش وشعور الفرد بانعدام القيمة وغياب أي دور له داخل المجتمع ويجزم باحثون في علم الاجتماع أن ظاهرة الانتحار لم تعد وسيلة للتعبير عن فقدان الأمل بسبب أزمات عاطفية أو مشاكل عائلية أو إخفاق في الدراسة بقدر ما أصبحت أداة لرفض الواقع الاجتماعي بكل أبعاده الاقتصادية والسياسية وغيرها هناك عوامل اجتماعية ونفسية واقتصادية كثيرة قد تدفع بالإنسان الجاهل إلى الانتحار كضعف الوازع الديني وعدم اكتمال الإيمان في النفس البشرية إذ إن الإيمان الكامل الصحيح يفرض على الإنسان الرضا بقضاء الله تعالى وقدره وعدم الاعتراض على ذلك القدر مهما بدا للإنسان أنه سيئ أو غير مرض والرغبة في الفرار من هول المصائب والمحن والابتلاءات الدنيوية والجهل والجزع وعدم الصبر والاستسلام لليأس والقنوط وما يؤدي إلى ذلك من الهواجس والأفكار والوساوس ويعد هذا العمل من الناحية الدينية كبيرة من كبائر الذنوب يتعرض فاعله للوعيد الشديد والعقاب الأليم في الدار الآخرة قال تعالى ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا وكذلك جاء التحذير في سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم روى أبو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا وعنه رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الذي يخنق نفسه يخنقها في النار الذي يطعنها يطعنها في النار وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة أما علاج هذه الظاهرة فيكون بالعودة إلى الدين فهو أفضل وسيلة للحماية من كل الأمراض النفسية التي تعاني منها البشرية جمعاء كما أن العودة للدين الحنيف هي العلاج الأفضل للحماية من هذه الأخطار التي تتهدد مجتمعاتنا وقيمنا وضرورة أن تقوم الأسرة بدورها وتربية الأبناء التربية الدينية الصحيحة ورعايتهم بصورة مستمرة والخروج بهم من دوامة اليأس والقنوط وأن تؤدي المؤسسات التربوية دورها من أجل إعلاء منظومة القيم الإسلامية العالية فهي تضبط الفرد وتوجه فكره وسلوكه إلى ما يعود عليه بالخير وتحفزه إلى الارتقاء بنفسه وتحقيق إنسانيته وزيادة الجرعات التوعوية اللازمة لأفراد المجتمع عن طريق مختلف الوسائل الإعلامية والتعليمية لبيان خطر جريمة الانتحار وبشاعتها وما يترتب عليها من نتائج مؤسفة وعواقب وخيمة على الفرد أو المجتمع ومن وسائل علاجها إحياء الروح المعنوية عن طريق بث الأمل في النفوس لأن الله تعالى حرم اليأس المؤدي إلى الانتحار وندد باليائسين واعتبره قرين الكفر فقال تعالى ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ويطالب الخبراء الحكومات العربية بأن تتجرأ على إزاحة النقاب وتعالج بعمق الأسباب التي تفضي إلى ارتفاع نسبة المنتحرين وتسارع إلى وضع حد لتدهور الأوضاع الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والشعور بالغبن والتهميش في ظل تغير بينة المجتمعات العربية ومحاولة تفهم الظروف والأسباب التي قد تدفع بعض أفراد المجتمع إلى محاولة الانتحار ومن ثم العمل على مد يد العون لهم ومساعدتهم في حلها وبذلك يتم القضاء على أسباب هذه الظاهرة ودواعيها بإذن الله
الانتحار هو قتل الإنسان نفسه أو إتلاف عضو من أعضائه أو إفساده بأي شكل من الأشكال مثل الشنق أو الحرق أو تناول السموم أو تناول جرعة كبيرة من المخدرات أو إلقاء نفسه من شاهق وذلك لأسباب يعتقد صاحبها معها بأن مماته أصبح أفضل من حياته
إن حفظ العبد لربه ومولاه ينتظم صورا عديدة ومن ذلك حفظ حدود الله تعالى وقد مدح الله عباده الذين يحفظون حدوده فقال في معرض بيانه لصفات المؤمنين الذين اشترى منهم أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين نعم بشرهم إذا حفظوا أوامره وحدوده أن يحفظهم في دينهم ودنياهم وفي أولاهم وأخراهم فمن حفظ الله أن نحافظ على طاعة ربنا أن نحافظ على ما افترض علينا أن نحافظ على النوافل فكل ذلك من الطاعة فأفضل الأعمال عند الله وأحبها فرائضه ثم تأتي بعد ذلك النوافل وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ومن حفظ الله أن يحفظ العبد جوارحه وهو المراد بالحياء من الله يقول ابن مسعود رضي الله عنه قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم استحيوا من الله حق الحياء قلنا يا رسول الله إنا نستحيي والحمد لله قال ليس ذاك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء ومن الجوارح التي ينبغي العناية بحفظها الفرج قال تعالى قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن وقال في نعت المؤمنين أهل الجنة والذين هم لفروجهم حافظون ومن أهم الجوارح التي ينبغي حفظها اللسان قال عليه الصلاة والسلام من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة يقول عقبة بن عامر رضي الله عنه قلت يا رسول الله ما النجاة قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك ولله در الشاعر حين يقول احفظ لسانك واستعذ من شره إن اللسان هو العدو الكاشح وزن الكلام إذا نطقت بمجلس فإذا استوى فهناك حلمك راجح ومن حفظ الله المحافظة على الصلاة وما أدراك ما الصلاة حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى فمن حافظ على الصلوات وحفظ أركانها حفظه الله من نقمته وعذابه وكانت له نجاة يوم القيامة يقول ابن القيم رحمه الله في الطب النبوي والصلاة مجلبة للرزق حافظة للصحة دافعة للأذى مطردة للأدواء مقوية للقلب مبيضة للوجه مفرحة للنفس مذهبة للكسل منشطة للجوارح ممدة للقوة شارحة للصدر مغذية للروح منورة للقلب حافظة للنعمة دافعة للنقمة جالبة للبركة مبعدة من الشيطان مقربة من الرحمن ولها تأثير عجيب في حفظ صحة البدن والقلب وقواهما ودفع المواد الرديئة عنهما وما ابتلي رجلان بعاهة أو داء أو محنة أو بلية إلا كان حظ المصلي منهما أقل وعاقبته أسلم وسر ذلك أن الصلاة صلة بالله عز وجل وعلى قدر صلة العبد بربه عز وجل تفتح عليه من الخيرات أبوابها وتقطع عنه من الشرور أسبابها وتفيض عليه مواد التوفيق والعافية والصحة والغنيمة والغنى والراحة والنعيم والأفراح والمسرات كلها محضرة لديه ومسارعة إليه ومن حفظ العبد لربه أن تحفظ المرأة حق زوجها وترعاه قال تعالى فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله أي مطيعات لله ولأزواجهن حافظات لأزواجهن مالهم ونفوسهن ومن حفظ الله أن نحفظ الأيمان واحفظوا أيمانكم ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم ومن حفظ العبد للرب أن يحفظ كتابه إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول له هل تعرفني فيقول ما أعرفك فيقول له أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك وإن كل تاجر من وراء تجارته وإنك اليوم من وراء كل تجارة فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا فيقولان بم كسينا هذه فيقال بأخذ ولدكما القرآن ثم يقال له اقرأ واصعد في درجة الجنة وغرفها فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلا إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
ورد في جامع الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف
وحسب دراسة مؤسسة ديموس فإن مصدر هذه الملايين التسعة من التغريدات كان حساب يرتبط ب وكالة أبحاث الإنترنت الروسية وأغلقتها شركة تويتر واكتشفت الدراسة التي نشرت نتائجها في صحيفة الإندبندنت البريطانية أن المتصيدين الروس كتبوا تغريدات مضللة عن الإسلام تزيد على ما كتبوه عن بريكسيت وزاد تبادل هذه التغريدات مرة على تبادل التغريدات التي تتناول مواضيع أخرى خلال الفترة الواقعة بين مارس وجوان ولاحظت صحيفة الإندبندنت أن هجمات ويستمنستر وجسر لندن وقعت خلال نشر هذه التغريدات التحريضية ضد الإسلام وأوضح أليكس كراسودومسكي جونز الباحث في مركز ديموس لتحليل الإعلام الاجتماعي في بيان نشره موقع إيلاف أن هذا يبين اللحظات التي نكون فيها كمجتمع أكثر انكشافا للتأثر بالأكاذيب والتضليل الاعلامي بعد وقوع مأساة أو اعتداء كانت عمليات التأثير في ذروة نجاحها وجاء في الدراسة أن الحسابات الرئيسية ركزت على الإسلام أكثر من أي موضوع آخر بما فيها حساب ادعى أن الحزب الجمهوري في ولاية تينسي الأمريكية يديره لكنه في الحقيقة حساب تابع لجهة روسية حكومية وأوردت الدراسة أمثلة على معاداة الإسلام والإسلاموفوبيا بينها تغريدة تزعم وجود مناطق مغلقة في بريطانيا تطبق فيها الشريعة ولا يستطيع البريطاني الأبيض دخولها أعيد تغريدها مرة واتهمت تغريدات أخرى أعيد تغريدها مرات عديدة أيضا اللاجئين المسلمين بارتكاب اعتداءات جنسية وهجمات بمادة حارقة وقالت تغريدة إن لندن أول ضحايا الأسلمة فهل تكون أمريكا التالية
كشفت دراسة أجرتها مؤسسة ديموس البريطانية للأبحاث أن حسابات على تويتر ترتبط بشبكة تصيد روسية حاولت استخدام موقع المدونات الصغرى تويتر لنشر الإسلاموفوبيا في بريطانيا كما أظهرت دراسة جديدة بعد تحليل ملايين تغريدة
وأوضح ذات المصدر أن اليوم الخميس هو تتمة شهر صفر هجري وأن غرة شهر ربيع الأول سيكون غدا الجمعة نوفمبر
أعلنت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف اليوم الخميس في بيان لها أن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف سيكون يوم الثلاثاء نوفمبر الموافق ل ربيع الأول هجري
تعد القراءة من أهم المهارات المكتسبة التي تحقق النجاح والمتعة لكل فرد خلال حياته وذلك انطلاقا من أن القراءة هي الجزء المكمل لحياتنا الشخصية والعملية وهي مفتاح أبواب العلوم والمعارف المتنوعة القراءة مفتاح المعرفة وطريق الرقي وما من أمة تقرأ إلا ملكت زمام القيادة وكانت في موضع الريادة وخير شاهد ما نعاصره من تفوق الأمم الغربية أوروبا وأمريكا والشرقية اليابان والصين وتراجع المسلمين الذين نزل كتابهم العزيز المقدس مبتدئا بالأمر اقرأ لقد أشارت الدراسات الحديثة أن قراءة الكتب تساعد على الحفاظ على العقل سليما وصحيا وتحميه من الإصابة بمرض الزهايمر والخرف لهذا قال علماؤنا بأن حافظ وقارئ القرآن لا يصاب الخرف حيث إن القراءة تعمل على تمرين عضلة العقل للحفاظ على صحته وقوته كما أن لقراءة الكتب فوائد لا تعد ولا تحصى نذكر بعضا منها أن القراءة تبعد الشر عن الشخص حيث أنها تعرفه على طريق المنفعة طريق الصلاح وتمنعه على التقرب من المفاسد والأشرار حيث أن الكتب تجعل الشخص على دراية عالية بكل من هم حوله وبكل الأمور التي يقومون بها وفي هذا قال أحد العقلاء صحبت الناس فملوني ومللتهم وصحبت الكتاب فما مللته ولا ملني ومن أجمل ما رد به عبد الله بن مبارك عندما قالوا له ألا تجلس معنا وهو كان يعتاد الجلوس في مكتبته فرد قائلا أنا أجلس مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن أهم فوائد القراءة أنها تمثل وسيلة اتصال رئيسية للتعلم والتعرف على الثقافات والعلوم المختلفة وهي مصدر للنمو اللغوي للفرد ومصدر لنمو شخصيتة وتمنح الإنسان القدرة على اكتساب مهارة التعلم الذاتي التي أصبحت ضرورة من ضرورات الحياة التي بدونها لا يمكن مواكبة التطور العلمي وللقراءة دور كبير في تقوية شخصية الإنسان فيصبح قادرا على الحديث بالمجالس والقدرة على نقاش الآخرين في كل مجالات الحياة وفي ميدان التعليم تعمل القراءة في التربية المعاصرة على توثيق الصلة بين التلميذ والكتاب وتجعله يقبل عليه برغبة وتهيئ الفرص المناسبة له كي يكتسب الخبرات المتنوعة وتكسبه أيضا ثروة من الكلمات والجمل والعبارات ومن فوائد القراءة أيضا أنها وسيلة لاستثمار الوقت فالمرء محاسب على وقته ومسؤول عنه وسيسأل يوم القيامة عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وأنها تحفظ الوقت من ضياعه في الانشغال بما ليس به فائدة أو معصية لله تعالى وأنها وسيلة لتوسيع المدارك والقدرات لأن المرء حين يقرأ يقرأ في اللغة وفي الأدب والتفسير والفقه والعلوم المختلفة ويقرأ في علوم المقاصد وعلوم الوسائل ويقرأ فيما ألف قديما وحديثا فهذا كله سيكون سببا لتوسيع عقله ومداركه فالقراءة حياة متكاملة وذلك لأنها تؤثر في كافة الجوانب حتى في الاقتصاد ولها دور عظيم في دعم الجانب الاقتصادي لشريحة كبيرة من الأفراد إذ إن إقبال الناس عليها يشجع المطابع على العمل إلى جانب تحفيز دور النشر على البحث عن الكتاب الموهوبين والجدد وبالتالي النهضة الشاملة وتحسين الأوضاع الاقتصادية لفئات كبيرة من الناس إلى جانب إيجاد فرص عمل للعاطلين والبطالين كما تعد القراءة وسيلة من وسائل الترفيه عن النفس حيث يمكن قضاء الأوقات الجميلة في قراءة بعض الكتب الخفيفة والممتعة والتي تقدم فائدة في الوقت ذاته وتساعد وبشكل كبير على زيادة الإنتاج الأدبي وتحافظ على الذوق العام واللمسات الأدبية الفنية الراقية في حياة البشر وتسمح للإنسان بالتفريق بين الحلال والحرام والواجب والمستحب والمباح والمكروه والكتاب ثقافة وتوجيه معرفة وتعليم والمجتمع مسؤول عن تدريب الأبناء على صحبة الكتاب لأنه غذاء للعقل وتجهيز مكتبة زاخرة بالكتب المفيدة في كل منزل هي النواة الحقيقية لتكوين جيل قارئ يحب الاستزادة من الكتب حين نضعها بين يديه لتكون له مرجعا للبحث والدراسة والتحصيل نعودهم منذ نعومة أظفارهم المحافظة على الكتاب وإعادته لمكانه المخصص لأنه المرشد الحاذق الذي يعينهم على حرية التفكير فيترجم أهداف طريق حياتهم بالبحث العلمي والاستكشاف الذاتي بحقائق ملموسة مجسدة والثقافة تكون من الكتاب وحده وأزمة الفكر لا تكون إلا في غيبة الكتاب الكتاب هو الذي يمنح الثقافة ويؤثر في العقل التأثير المنشود وعلى الآباء والأمهات استغلال رغبة الأبناء في القراءة وبالمناسبة فإن معارض الكتاب هي عبارة عن موسم متكرر من الثقافة وهذا ما يدل على شغف الأشخاص بالقراءة وأنه لأمر كبير أن يتجه كل أفراد المجتمع إلى معرض الكتاب ولكي يتمكن أي شعب من النهوض والصعود يجب عليه أن يتطور وأن يزيد من ثقافته وأن يعتاد القراءة حتى تصبح القراءة لديه من أساسيات الحياة لا يتمكن من العيش من دونها والله من وراء القصد
للكتاب والقراءة أهمية عظمى في حياة الأمم والشعوب ويكفي أن أول آية نزلت من القرآن الكريم قوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق مما يدلل على فوائد القراءة للإنسان إذ تعتبر المحرك الرئيس والأساسي لنهضة مختلف شعوب وحضارات وثقافات الأرض على اختلافها وتنوعها ذلك لأن هذا النشاط يرتبط ارتباطا وثيقا وبشكل كبير جدا بتناقل المعارف والعلوم بين مختلف الأفراد كما أنه يساعد على تطورها ونهضتها وتقدمها بشكل كبير
لقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تصفية العقيدة وتمتين الإيمان بالله وتصحيح التوكل عليه فنهى عن التشاؤم والتطير وشدد النكير على فاعله ورد الأمور إلى سنن الله الثابتة وقدرته المطلقة والتطير والتشاؤم هو توقع حصول الشر وذلك بربط هذا التوقع بأمر ما كأن يلتقي الواحد منا بشخص في الصباح أو المساء فيتوقع حدوث شر أو إذا حدث له ما يكرهه نسب وقوعه إلى فلان الذي رآه أو الزمن الذي خرج فيه أو غير ذلك مما يجري على ألسنة الناس قصدا أو عن غير قصد قال البيهقي رحمه الله في التطير الذي كان في الجاهلية عند العرب والعجم كان التطير في الجاهلية في العرب إزعاج الطير عند إرادة الخروج للحاجة وهكذا كانوا يتطيرون بصوت الغراب وبمرور الظباء فسموا الكل تطيرا لأن أصله الأول قال وكان التشاؤم في العجم إذا رأى الصبي ذاهبا إلى المعلم تشاءم أو راجعا تيمن وكذا إذا رأى الجمل موقرا حملا تشاءم فإن رآه واضعا حمله تيمن ونحو ذلك فجاء الشرع برفع ذلك كله والتطير قديم الوجود في الأمم فقد أخبرنا الله سبحانه أن فرعون وقومه تطيروا بموسى عليه السلام ومن معه وقبل ذلك تشاءم قوم صالح بصالح عليه السلام وكذلك أصحاب القرية تطيروا برسل الله إليهم قالوا إنا تطيرنا بكم وهذا من التطير بالصالحين الذين إذا وعظوا غيرهم أو خوفوهم عقاب الله تطيروا بما يقولون وتشاءموا منهم وكان الرد عليهم جميعا أن ما حل بهم من شر أو نقص في نفس أو مال أو ما نزل بهم من عقوبة ما هو إلا من قبل أنفسهم بسبب كفرهم وعنادهم واستكبارهم لا من أحد ألا إنما طائرهم عند الله وما زال الناس وإلى يومنا هذا يتطيرون ويتشاءمون حتى بصلاح ولده أو بنته فإذا رأى ولده يرتاد المسجد بعد أن هجره قال والله لقد كان بخير وإذا أظهر بعض الالتزام ترقبوا طرده من العمل أو حصول أي مكروه وكذلك الفتاة إذا ارتدت الحجاب توقعوا لها أن لا تخطب ولا تتزوج وتطير الناس دليل ضعف توكلهم على ربهم ونقص عقولهم وللناس في التطير والتشاؤم صور عديدة لا تخلوا من العجب فبعضهم يتشاءم من نظر الناس إليه أو إلى ولده أو إلى بيته وسيارته ويتوقع العين والحسد وهذا من الظن السيء بالآخرين ومنهم من يتشاءم بتسمية مولود جديد على اسمه ومن الناس من يتطير بسماع صوت البومة كما كان أهل الجاهلية يفعلون فقد كانوا يعتقدون أنها إذا وقعت على بيت أحدهم ونعقت فهذا دليل على قرب أجله ومنهم من يتشاءم بالأزمنة كالأيام والشهور والأعداد فبعض الناس يستحيل عنده أن يزف ابنته أو يزوج ولده في شهر شوال وقد بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة في شهر شوال إمعانا في إبطال هذا التشاؤم فكانت عائشة رضي الله عنها تقول أيكن كانت أحظى عنده مني ومن صور التشاؤم في المناسبات أن بعض الناس يرفضون دخول النفساء أو حضور حديثة العهد بالولادة أو الزواج إلى أفراحهم ويتوقعون النحس والشر من عدم التوفيق أو الطلاق أو حتى الموت وغير ذلك مما لا يليق بالمسلم الذي يعلم أنه لا حول ولا قوة إلا بالله وبعضهم إذا كان في اجتماع عائلي وانكسرت زجاجة أو انقلب كوب الشاي مثلا رأى بأنه نذير شؤم وبلاغ نحس قادم فتراه يسارع إلى القول خير خير بل إن بعض الناس إذا قلت لشيء حسن عنده ما شاء الله أو تبارك الله وبركت له ودعوت له بخير رأى أنك استعظمت عليه النعمة وتوقع السوء حتى من ذكر الله فانظروا كيف يستدرج الشيطان الإنسان إلى اتهام الناس وإلى الضعف أمام الخيالات والتهيؤات والخرافات بل ويصل به إلى أن ينسيه أن الله سبحانه هو المدبر لهذا الكون وأن لا شيء يجري بغير تقدير الله ومشيئته إمام مسجد الشهداء بوروبة
إن أهم ما ينبغي للمسلم الاعتناء به والعمل على تصحيحه وتصفيته تطهير القلب وتصحيح المعتقد وتصفيته مما يشوبه فمادام الإنسان يتنفس فإن الشيطان يدخل مع نفسه إلى قلبه ليشكك له في الله وفي قضائه ومقاديره ويخوفه أمر الرزق والمستقبل وغير ذلك فيضعف توكله على الله وينسى أمر الآخرة والله تعالى علق النجاة يوم القيامة على سلامة القلب فقال يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
تعتبر ظاهرة العنف في الملاعب الرياضية ظاهرة سلوكية اجتماعية معقدة تدخل فيها عدة متغيرات هذه الظاهرة ليست حديثة في المجال الرياضي وإنما هي ظاهرة قديمة قدم الرياض لكن الجديد هو تعدد مظاهر العنف وأشكاله داخل الملاعب حتى وصل إلى إزهاق الأرواح البريئة والتقاتل بين أبناء البلد الواحد وتمثل الملاعب مساحة التنفيس الكبرى عن جميع المخزونات والمكبوتات النفسية والاجتماعية وتجد حوافز ومبررات تحركها في الرياضات الشعبية وخصوصا في كرة القدم حيث تشكل هذه الرياضات فضاء لالتقاء جماهير لا يرتبط فيها الأفراد بعلاقات شخصية أو ذاتية وذلك ما يضمن للفاعلين أفرادا ومجموعات نكرية تعفيهم من المراقبة والمعاقبة إضافة إلى وجود عدد من المدمنين الذين يتعاطون الممنوعات وفي كثير من الأحيان تجدهم مسلحين بالسيوف والخناجر مندسين وسط الجماهير المتابعة للمباريات إن الشعوب الراقية والأمم الحية هي التي تجعل من الرياضة والملاعب وسيلة للترفيه وفرصة للتلاقي وبذر بذور المودة لا وسيلة للاحتراب والخصومة والشجار فمن هنا يمكن الإطلال على الرياضة والنظر إليها فهي مصلحة رياضية بامتياز وهي مصلحة وطنية وقومية ما التزمت أسس التنافس الحضاري النظيف والرياضة عموما مظهر حضاري و العقل السليم في الجسم السليم حيث تستحوذ التربية الرياضية على اهتمام كبير من الأمم والمجتمعات المعاصرة وديننا الإسلامي يشجع على ممارسة الرياضة بأنواعها المختلفة قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالرمي فإنه خير لعبكم إن المنافسات الرياضية لكثرتها وشدتها من الطبيعي أن تصاحبها بعض المشكلات اليسيرة ولكن أن يتطور الأمر إلى الاعتداء والقتل والإفساد في الأرض حتى أصبح الجميع يشكو هذه الظاهرة ويدق ناقوس الخطر ويتوجس من تبعاتها خيفة فهذا ينذر بمستقبل مظلم للرياضة والرياضيين في مجتمعنا الجزائري وإن من جملة الأسباب الدافعة والمغذية لظاهرة العنف في الملاعب انتشار ظاهرة العنف في المجتمع بصفة عامة حيث نجد العنف في الوسط العائلي والمدرسي ومن خلالهما يكتسب الفرد تنشئته الاجتماعية وثقافته وأخلاقه وتعاليمه إلى جانب التعصب الرياضي وعدم التحلي بالروح الرياضية العالية وعدم وعي الشباب بأهمية الرياضة وكونها لعبة فيها الرابح والخاسر وكذا فقدان ثقافة الود والتسامح واستبدالها بثقافة العداء والتباغض والحسد والأنانية المفرطة ورغبة كل فريق بالاستئثار بمراتب الفوز وعلى أي وضع كان حتى باتباع الطرق الملتوية كما يعتبر الحكام بمثابة الشرارة التي تفجر المواقف في الملاعب كما أنهم أكثر العناصر تعرضا للاعتداء من اللاعبين أو الجماهير ويعتبرون كبش الفداء لفشل الفرق وعليهم تقع مسؤولية الهزائم للفرق المتنافسة وبسبب ضعف الإمكانيات تفتقر ملاعبنا للوسائل الأمنية مثل كاميرات المراقبة والتفتيش وعدم توفر سبل الراحة مثل المراحيض ومياه الشرب ناهيك عن الاكتظاظ الخانق الذي يزيد من توتر الجمهور وإن أرقام أحداث العنف في تزايد داخل وخارج الملاعب وندرك أن ما يحدث من شغب أو عنف في الحقيقة يعد مؤشرا خطيرا على أمن واستقرار الرياضة وتطورها لذا نرى أن الجميع من دون استثناء مطالب بالعمل لتقليص هذه الظاهرة سواء كانت مؤسسات حكومية أو جمعيات أو أفراد ولا بد أولا من توعية الشباب بضرورة تشجيع فرقهم باعتماد سلوك حضاري فلا تعارض بين قدم التمدن والتحمس لفريق رياضي وهذا يقتضي التحلي بالنضج فالمنافسة تعني الخسارة كما تعني الربح وكما يقال يوم لك ويوم عليك كما يجب إلزام تطبيق الفرق لدفتر شروط تقدمه الدولة خاص بنبذ العنف والسلوكيات العدوانية علاوة على معاقبة الحكام الذين ينتهكون شرف مهنتهم وميثاقها وينحازون لفريق معين وينبغي أيضا أن يتحلى الجميع بروح المسؤولية ويضع المشجعون أيديهم بأيدي رجال الأمن الذين تقع على كواهلهم مهمة حفظ الأمن لتسهيل عملهم وتمكينهم من تطويق المشاغبات وعزلها وإخمادها في بدايتها قبل أن تستفحل وتهدد الأرواح والممتلكات مع تشديد العقوبات الموضوعية وإنزال العقوبات الصارمة في حق المتورطين في أعمال العنف من دون أن يقتصر الأمر على محاسبة ومعاقبة الأندية الرياضية وضرورة تشديد الإجراءات الأمنية وتكثيف عمليات التفتيش في مداخل الملاعب الرياضية عند كل مناسبة بالإضافة إلى منع الرؤساء المشاغبين في الانخراط والدخول إلى الملاعب ووضع الضوابط اللازمة من قبل الاتحادات والعمل على حصر الأشخاص الذين يثبت تورطهم في أحداث شغب وتسجيلهم ومنعهم من دخول أي مباراة حيث أنهم في الغالب معروفون بل ويتم الاستعانة بهم من قبل البعض في أعمال الشغب المختلفة إلى جانب قيام الاتحادات الرياضية باتخاذ القرارات الحاسمة دون تراجع مع المخالفين من المدربين والإداريين والحكام واللاعبين والجماهير وفق لوائح وقواعد المسابقات المختلفة مع الالتزام بالعقوبات الواردة في اللوائح والقوانين كذا ضرورة إقامة المؤتمرات والندوات التي يكون الهدف منها تعريف الجماهير بالقوانين الصحيحة للألعاب الرياضية ذات الاهتمام الجماهيري كما يؤكد علماء الدين أنه لا مناص من العودة لتعاليم الدين كي تتبوأ الأخلاق مكانتها السامية إذا أردنا سبلا للإصلاح في ظل القدوة الحسنة والتبعية الصالحة وفي هذا الصدد يمكن الاستفادة من منهاج التربية الدينية الذي يعتمد عدة أساليب وطرائق متكاملة منها أساليب القدوة الصالحة والنصح والموعظة والإقناع والاقتناع فضلا عن أساليب الترغيب والترهيب لضبط السلوك وتقويمه
تشهد الملاعب الجزائرية هذه الأيام مشاهد مرعبة ومخيفة أعمال شغب واعتداءات على اللاعبين والمتفرجين وتحطيما للمنشآت الرياضية والممتلكات العامة والخاصة
قال الله سبحانه وتعالى ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون البقرة قال ابن عباس رضي الله عنهما هذا في الرجل يكون عليه مال وليس عليه فيه بينة فيجحد المال ويخاصمهم إلى الحكام وهو يعرف أن الحق عليه وأنه آثم آكل للحرام ولقد أمر الله تعالى عباده بالحلال ونهاهم عن الحرام وحذرهم من الشيطان الذي يسعى جهده لجرهم إلى المكاسب الخبيثة ويزين لهم المتشابه ليجاوز بهم إلى الحرام فينقلهم إليه خطوة خطوة حتى إذا أغرقهم في الحرام لم يستطيعوا النجاة منه يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين البقرة إن حب المال عندما يدخل حيز الشبهات وربما يغوص في الحرام يكون هدما لتعاليم الإسلام ويصبح المال وبالا على صاحبه وعلى قيم المجتمع وسلامته وللأسف الشديد وقد قال تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا روت خولة الأنصارية رضي الله عنها فقالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة رواه البخاري وفي لفظ للترمذي قال عليه الصلاة والسلام إن هذا المال خضرة حلوة من أصابه بحقه بورك له فيه ورب متخوض فيما شاءت به نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم القيامة إلا النار وقال النبي صلى الله عليه وسلم يا كعب بن عجرة إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به رواه الترمذي وفي لفظ لأحمد إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت النار أولى به ويرجع علماء الإسلام إلى أن دوافع خوض الناس في الحرام واكتساب الخبيث مرده إلى استسهالهم للمال الحرام وأكل المال بالباطل وإلى الظلم بين الناس من أخ يظلم أخاه وابن يخرج عن طاعة والديه وجار يظلم جاره ويجور على أرضه وأزواج يسلبون أموال زوجاتهم وموظف يكيد لزميله ومسؤول أو صاحب مال يؤثر نفسه والمقربين منه ويهضم حقوق الآخرين وما يحدث في الأسواق من غش وتدليس إن أكل الحرام إنما يعرض صاحبه للعقوبة في الدنيا وفي قبره ويوم القيامة فالخسارة واردة والبركة منزوعة ويحل البلاء والعياذ بالله يقول الله تعالى يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم ويتحايل البعض ممن جمع أمواله بالحرام أنه سيطهره بالصدقة وغيرها وجهل أن من أنفق منه في طاعة يكون كمن طهر الثوب بالبول والثوب لا يطهر إلا بالماء وكذا الذنب لا يكفره إلا الحلال والتوبة إلى الله تعالى واعلم أن من شؤم المال الحرام أنه يمنع إجابة الدعاء حتى في سفر الطاعات كالجهاد والحج والعمرة وطلب العلم روى أبو هريرة رضي الله عنه فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم المؤمنون وقال يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم البقرة ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك رواه مسلم فاتق الله في دينك وفي أخلاقك وفي مجتمعك وتحر الحلال في المال لأنك ستسأل يوم القيامة عن مالك من أين اكتسبته وفيم أنفقته
أضحى الكثير من الناس يتساهلون في أكل المال الحرام دون التبين من مصدره أمن الحلال هو أم من الحرام قال النبي صلى الله عليه وسلم ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن الحلال أم من الحرام أخرجه البخاري
للعمل الصالح مكانة عظيمة في الإسلام لأنه ثمرة الإيمان وقد اقترن بالإيمان في آيات كثيرة من القرآن جاءت بالحث عليه وبيان ثواب وأجر فاعله وربطه بالنجاة والسعادة في الدنيا والآخرة وأن تركه خسارة وبوار كما في سورة العصر والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ويتنوع العمل الصالح وتتسع دائرته إلى كل ما أمر الله به أمر وجوب أو استحباب وحتى يشمل كل ما يقصد به القربة إذا صحت النية حتى يدخل فيه النوم والأكل بنية التقوي على العبادة وحتى قضاء الشهوة بنية التعفف قال عليه الصلاة والسلام وفي بضع أحدكم صدقة وينبغي أن يراعي المسلم في مسألة الأعمال الصالحة أمورا منها المسارعة إليها قال الله سبحانه وتعالى وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين آل عمران وقال تعالى سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله الحديد الاستمرار عليها مع الاجتهاد فيها قال الله سبحانه وتعالى فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير هود وكما في اجتهاد أولياء الله تعالى في عبادتهم وذلك في قوله تعالى إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون السجدة وقوله سبحانه كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم الذاريات وقوله تعالى والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما الفرقان رجاء القبول مع الخوف من عدم القبول قال الله سبحانه وتعالى والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة المؤمنون وقال تعالى إنما يتقبل الله من المتقين المائدة وتتفاوت الأعمال الصالحة في مراتبها وأجورها وأعظمها العبادات وما أوجبه الله تعالى من الفرائض ثم تتفاوت الأعمال بعد ذلك حسب الحاجة والمنفعة قال الله تعالى في الحديث القدسي وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه رواه البخاري وكذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان رواه مسلم وللالتزام بالعبادات والأعمال الصالحات أثرا في تزكية نفس فاعلها وإصلاح الفرد ثم إصلاح المجتمع وهذا واضح في النصوص الشرعية ففي الصلاة يقول الله تعالى اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون العنكبوت وفي الزكاة خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم التوبة وفي الصيام يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون البقرة وكذا في الحج الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب البقرة وأصحاب الأعمال الصالحة يجاهدون أنفسهم عليها جهادا مستمرا أمام شهوات النفس وزينة الحياة الدنيا ويدفعون عن أنفسهم الرياء والسمعة وداء العجب بما هم عليه من طاعة حتى يجدوا حلاوة ولذة أعمالهم الصالحة قال أحد السلف وقد بلغ الستين من عمره جاهدت نفسي على قيام الليل أربعين سنة وتلذذت بها عشرين ومن السلف من لم تفته تكبيرة الإحرام أربعين سنة قال الشيرازي إذا سمعتم حي على الصلاة ولم تروني في الصف الأول فاطلبوني في المقبرة
حث القرآن الكريم على العمل الصالح المقرون بالإيمان بالله تعالى والخالص لوجهه الكريم لأن العمل الصالح هو العمل المرضي عند الله تعالى ولا يكون كذلك إلا إذا توفر فيه شرطان الأول إخلاص لله والثاني أن يكون وفق شرعه فإذا فقد العمل أحدها أضحى مرفوضا لا ثواب عليه قال تعالى فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا
وناشد الاتحاد في بيان العلماء الربانيين والمصلحين القيام بواجبهم من الصدع بالحق وضرورة الحفاظ على ثوابت الأمة وقضاياها الكبرى والوقوف ضد مخططات الأعداء واستنكر أي تطبيع أو استقبال رسمي أو شعبي لوفود المحتلين لقدسنا والقاتلين لشعبنا في فلسطين والمحاصرين لغزتنا غزة العزة وأضاف أنه يندد بالتحرك الصهيوني وبأي ترحيب للمحتلين في ديار المسلمين وأشار الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى استقبال أكثر من مسؤول إسرائيلي بالخليج في وقت وصل التفرق داخله إلى المقاطعة الشاملة في إشارة إلى الأزمة الخليجية المندلعة منذ منتصف عام وقال بيان الاتحاد إن أي تطبيع أو استقبال لهم هو مكافأة على جرائمهم وعلى احتلالهم لقبلتنا الأولى ومساهمة في تنفيذ ما تسمى صفقة القرن وجاء بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بعد يوم من مقابلة سلطان عمان قابوس بن سعيد رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمسقط لبحث استئناف عملية السلام مع فلسطين المتوقفة منذ عام كما شارك فريق صهيوني في بطولة العالم للجمباز في قطر وزارت وزيرة صهيونية وشارك فريق صهيوني في بطولة للجودو في الإمارات
حذر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مساء أول أمس من نشاط إسرائيل في الخليج داعيا لرفض التطبيع معها في ظل احتلالها فلسطين
مداخل الشيطان لبث الفرقة والاختلاف وهدم صروح الوحدة والائتلاف كثيرة جدا ومتعددة فكم هم أولئك الذين صدهم وأبعدهم عن الصراط المستقيم مع أن ربنا سبحانه قد ذم الاختلاف في كتابه ونهى عن التفرق والتنازع في محكم خطابه ويظهر لنا ذلك جليا من وجوه عديدة منها أن الله تعالى جعل الاجتماع والائتلاف وصية كل الرسل شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كما أمر نبيه صلى الله عليه وسلم وأتباعه أن يتبرؤوا من جميع من دعا إلى التشرذم والتفرق إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء وجعل المولى سبحانه الفرقة من خصائص المشركين فقال عز من قائل ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون وبالعكس فإن من خصائص المؤمنين الوحدة والجماعة قال جل ذكره إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون فالعجب كل العجب ممن يخالف المشركين في لباسهم ويحرص على مخالفتهم في شؤون حياتهم ثم هو واقع في أبرز صفاتهم وهي الفرقة والشقاق وربنا سبحانه ذم الفرقة ووصفها بأنها عذاب قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون وفي الصحيح الجماعة رحمة والفرقة عذاب غير أن الشيطان لبس على الكثير ففرحوا بما هم عليه من الفرقة فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون وها هو التاريخ يشهد بأن من أهم أسباب سقوط الدول على اختلاف عقائدها ومللها التفرق والاختلاف فالخلافة العباسية سقطت بعد أن تفرقت وتحولت إلى دويلات لا قيمة لها في حياة الناس وما هي إلا برهة من الزمن حتى زحف المغول إلى بغداد فقتلوا أكثر من ثمانمائة ألف نسمة كما يذكر المؤرخون فما أشبه الليلة بالبارحة وقل مثل ذلك عن جنة الأندلس التي تحولت هي الأخرى إلى أشلاء متفرقة متناحرة فلا هم لأحدهم سوى التلقب بألقاب الملك والسلطان حتى لو كان على بقعة لا تجاوز حظيرة خراف ولم تسقط الخلافة العثمانية إلا بعد أن تمزق جسدها بعد أن أغرى الصليبيون زعماء المسلمين بالانفصال عنها مطبقين مقولة فرق تسد وهكذا صارت كل تلك الدول أثرا بعد عين إن نبينا صلى الله عليه وسلم قد بين أن الاجتماع من أعظم ما يرضاه المولى سبحانه ففي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قال إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ويسخط لكم قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال بل إن رسول الله قد حكم على مفرق الصفوف بالموت تكون هنات وهنات فتن فمن أراد أن يفرق أمر المسلمين وهم جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان واعلم رعاك الله أن الفرقة من الشيطان وما من أمر رضيه الله عز وجل لنا إلا والشيطان قاعد لنا ليصدنا عنه فعلينا أن نحرص على وحدة صفوفنا ولم شملنا وألا نكون خداما للشيطان يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ويوضح ذلك ما أخرجه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال فيدنيه منه ويقول نعم أنت فإذا كان الشيطان يفرح كل هذا الفرح ويزول عنه كل ذاك الترح لأجل التفريق بين الرجل وزوجه فكيف إذا فرق بين الأمم والمجتمعات وشتت شمل الجماعات ويروي أبو داود عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال كان الناس إذا نزلوا منزلا تفرقوا في الشعاب والأودية فقال صلى الله عليه وسلم إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان فلم ينزل بعد ذلك منزلا إلا انضم بعضهم إلى بعض حتى يقال لو بسط عليهم ثوب لعمهم وما من مسلم إلا ويعلم أهمية تسوية الصفوف رصوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف غنم صغار سود وها هو سيد الخلق يبين أهمية الجماعة وخطر الفرقة أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولا يستحلف ويشهد الشاهد ولا يستشهد ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن
يروي الإمام البيهقي في شعب الإيمان من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام بأرض العرب ولكن سيرضى منكم بدون ذلك بالمحقرات وهي الموبقات يوم القيامة فاتقوا المظالم ما استطعتم
فالله سبحانه لم يحرم على الناس أمرا فيه صلاحهم ولم يحذرهم من فعل فيه فلاحهم بل نهاهم عن كل مدمر لأخلاقهم ومفسد لحياتهم ومضر لأبدانهم ومهلك لأموالهم ومتلف لأحوالهم ومن الصفات الممقوتة التبذير والإسراف ونعني به كل ما زاد عن الحد من فعل أو قول والتبذير والإسراف بمعنى واحد تقريبا إلا أن الإسراف أعم من التبذير وأغلب ما يطلق الإسراف في الأموال والإنفاق فالإنفاق الممدوح والبذل المحمود شرعا هو ما أوجب الله على المسلم من الزكاة والصدقة والإنفاق على الأهل والعيال وفي أبواب الخير والمسلم المقتدر لا يعد مسرفا إذا أكثر من البذل والإنفاق في وجوهه المشروعة وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها ولكن الإسراف هو في تجاوز الحد في الأمور المباحة للإنسان من ملبس ومطعم وكسوة والإسراف هو في تبديد المال كله حتى ولو كان في طاعة فلا يجدر بالمسلم أن يذهب كل أمواله ويتلف ما لديه ويبقى صفر اليدين عالة على الناس إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس انظر رعاك الله إلى مظاهر الإسراف والتبذير في المناسبات حين يصبح التباهي بالأموال المصروفة والصالات المستأجرة والموائد الممدودة هو ديدن كثير من الناس لأجل أن يتحدث الناس عن حفلتهم أو وليمتهم فهؤلاء يعرضون أنفسهم لسخط الله فمن طلب رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس فالإسراف ظاهر في كل أمور حياتنا تقريبا إسراف في إنفاق المال إسراف في المباحات إسراف في الولائم إسراف في المياه إسراف في الكهرباء إسراف في تزيين البيوت إسراف في حفلات الزواج إسراف في المأكل والمشرب يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين إن المباهاة بالعمائر والمزارع والمراكب الفارهة والتنافس في ذلك ليس من سمات المؤمنين لأنهم يعلمون أن الحياة دار مرور وعبور أتتركون في ما هاهنا آمنين في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين فاتقوا الله وأطيعون ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون إن الإسراف عاقبته وخيمة ونتائجه أليمة وتبعاته عظيمة وإذا كان المسلم نهي عن الإسراف في الأمور المباحة فكيف به في غير حاجة انظر إلى هذا الحديث العظيم فقد جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الوضوء فأراه الوضوء ثلاثا ثلاثا ثم قال هكذا الوضوء فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم فالزيادة على الحد تعد إساءة وتعديا وظلما فكيف بمن يفتحون صنابير المياه سواء في بيوتهم أو في المساجد إلى أقصى ما يمكن فيصرف الواحد منهم من الماء ما يمكن أن يتوضأ به عشرة أشخاص أو أكثر وإن المرأة التي تصرف في مطبخها من الماء ما يكفي لبيوت عدة لهي من المسرفين فبث روح النظام والوسطية هي أفضل وأكمل ما يسير به المسلمون ويمضي عليه المؤمنون الذين امتدحهم تعالى بقوله والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ومن أنواع الإسراف وضع الشيء في غير موضعه وقد سمى الله تعالى فعل قوم لوط إسرافا ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون ومن أنواعه أيضا الإسراف في القصاص من القاتل ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا والإسراف في القتل كأن يقتل اثنان أو أكثر بواحد مثلا كما كان يفعل العرب في جاهليتهم فالإسراف بكل صوره وأشكاله من إنفاق المال ومن المأكل والمشرب والملبس ومن تجاوز حدود الله تعالى ووضع الشيء في غير موضعه فهو أمر ممقوت مؤذن بخطر ومؤشر بهلاك ومعرض لسخط إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
يقول الحق سبحانه وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا هناك صفات ذميمة وأفعال مشينة وأخلاق بغيضة نهانا ديننا عنها وما من عمل أو فعل أو قول يمجه العقل وتأباه الفطرة ويتحاشاه ذوو الألباب إلا وهو ممقوت في الإسلام
ووقع عن رابطة العالم الإسلامي الأمين العام الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى فيما مثل متحف أوفيتزي مديره الدكتور إيك شميت وتهدف الاتفاقية إلى تنفيذ مبادرات تعليمية وثقافية خاصة بالحضارة الإسلامية ودعم المبادرات الرامية لتطوير التعليم والتدريب وتعزيز الحوار بين الثقافات كما تهدف إلى جعل الثقافة العربية والإسلامية معروفة بطريقة صحيحة من أجل تعميق أواصر الصداقة والتفاهم المتبادل بين المجتمعات القادمة من هذه المناطق والمجتمعات الأخرى ويسعى الطرفان من خلال هذه الاتفاقية إلى تنظيم الندوات والدورات التدريبية عطفا على أهمية الدور الذي تلعبه المتاحف في تعزيز التبادل الحضاري والأنشطة التعليمية وشدد الدكتور شميت على إدراك إدارة المتحف العميق لأهمية مشروع التبادل الثقافي مع الرابطة مؤكدا حرص المتحف على تنظيم مبادرات مشتركة مع الرابطة لتحقيق أهداف الطرفين تجدر الإشارة إلى أن متحف أوفيتزي الذي تأسس عام م يتضمن عددا ضخما من الأعمال العالمية الشهيرة
وقعت رابطة العالم الإسلامي اتفاقية تعاون مع متحف أوفيتزي في مدينة فلورنسا بالجمهورية الإيطالية الذي يعد أحد أقدم المؤسسات الفنية في أوروبا وأكثرها شهرة وثاني أكبر وأهم متحف في التصنيف العالمي بعد متحف اللوفر ويرتاده سنويا الملايين من كافة أنحاء العالم
وهذه آية واحدة ترسم للمسلم سبيله ومنهجه يقول فيها الحق سبحانه يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون فالخير هو منهج الإسلام وشيوع الخير وغلبته هو مقصد الإسلام وفعل الخير هو واجب المسلم والمقصود بقوله تعالى وافعلوا الخير الأمر بكل خير مع هذه العبادات من الإحسان إلى الناس بالقول والعمل ومن الحكم بين الناس بالعدل ومن أداء الأمانات إلى أهلها إلى غير ذلك مما هو خير وحسن ومعروف وهذه الآية الكريمة ذكرت الواجبات من الأخص إلى الأعم فقوله تعالى اركعوا واسجدوا المقصود به الصلاة التي هي أم العبادات وركن الدين وعماده ثم جاء الأمر بالعبادة في شمولها وهي أعم من الصلاة ثم جاء الأمر بفعل الخير وهذا أعم من الصلاة والعبادة وهذه معالم سبيل الفلاح العبادة تصل المسلم بالله سبحانه فتقوم حياته على قاعدة العبودية وفعل الخير يؤدي به إلى استقامة سلوكه وخلقه على قاعدة من الإيمان وفي هذا الترتيب البديع إشارة مهمة تؤكد المعنى العظيم من معاني التدين الذي نحن بصدد الكلام عليه وهو أن التدين يبدأ من العبادة صلاة وغيرها كعماد وأساس ويصل إلى فعل الخير أي أن العبودية الحقة لله عز وجل لا أن تظهر آثارها على المتدين سعيا في الخير وتسابق في الخيرات وهذا ما يؤكده الحبيب المصطفى سيد المتدينين وإمامهم وقدوتهم صلى الله عليه وسلم حيث يقول إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه رواه ابن ماجه وغيره فالمتدين الصادق هو من يكون مفتاحا للخير حيثما حل وحيثما ارتحل يمشي في ركاب الخير ويمشي الخير في ركابه بل إن الإسلام لا يرضى ممن رضيه دينا إلا المسارعة والمسابقة في الخير يقول الله تبارك وتعالى ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ومن المعلوم بداهة أنه لا يسارع في الخيرات ولا يسابق فيها إلا من كان من أهل الخير متشبعا بمعانيه والمراد من ترغيب المسلم في التسابق إلى الخير والمسارعة إليه هو أن يحرص على بلوغ أعلى رتبة ممكنة في الخير كما يبينه قول الإمام ابن باديس رحمه الله وأعلى مقامه طلب الرتب العليا في الخير والكمال والسبق إليها والتقدم فيها مما يدعونا إليه الله ويرغبنا بمثل هذه الآية فيه كما قال تعالى فاستبقوا الخيرات لأن طلب الكمال كمال ولأن من كانت غايته الرتب العليا إن لم يصل إلى أعلاها لم ينحط عن أدناها وإن لم يساو أهلها لم يبعد عنهم ومن لم يطلب الكمال بقي في النقص ومن لم تكن له غاية سامية قصر في السعي وتوانى في العمل فالمؤمن يطلب أسمى الغايات حتى إذا لم يصل لم يبعد وحتى يكون في مظنه الوصول بصحة القصد وصدق النية وعليه فالمتدين الأصل فيه أن يكون من أهل الخير يشع الخير في أفعاله ويشع الخير في أقواله ويشع الخير في سلوكه ويشع الخير في حياته كلها إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
إن الإسلام خير كله وإن التدين التزاما بالإسلام واعتصاما بأحكامه واستقامة على مبادئه خير كله هذا أمر بين يكفي المؤمن أن يتلو القرآن الكريم ليرى ذلك الاحتفال الكبير بالخير وأهله وذلك الاهتمام الكبير بالترغيب في الخير وفعله
وأوضحت الوزارة في بيان لها اليوم الخميس أن إخراج الزكاة واجب على كل مال بلغ هذا النصاب ودار عليه الحول العام بمقدار بالمائة أي ربع العشر سواء أكان من النقود أو من العروض التجارية والسلع التي تقوم بسعرها في السوق يوم زكاتها و أصل النصاب هو دينارا ذهبيا المقدر وزنها ب غراما مع العلم أن سعر الغرام من الذهب من عيار قيراط لدى الوكالة الوطنية لتحويل و توزيع الذهب و المعادن الثمينة أجينور حدد ب دج وذكر ذات المصدر أنه إحياء لسنة الرسول في جمع الزكاة وتوزيعها بصفة منظمة فإن الوزارة وضعت بين أيدي المزكين صندوق الزكاة برقم الحساب البريدي الوطني والحسابات البريدية الولائية داعية إياهم في نفس الوقت ليضعوا زكاتهم في حساباته البريدية
أعلنت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن نصاب زكاة النقود وعروض التجارة لعام هجرية قدر بخمسمائة وأثنان وخمسون ألفا وخمسمائة دينار جزائري دج
تدهور حالة الأسرة وفساد أخلاقها من العوامل الأساسية التي تؤدي إلى انحراف الولد احتدام النزاع واستمرار الشقاق ما بين الأب والأم في معظم ساعات الاجتماع واللقاء فالولد أمام ظاهرة الخصومة هذه تراه مضطرا لمغادرة جو البيت القاتم فيهرب من محيط الأسرة الموبوءة ليفتش عن رفاق يقضي معهم جل وقته وإن كان هؤلاء قرناء سوء ورفقاء شر فإنه سيدرج معهم على الانحراف والإسلام بمبادئه الحكيمة الخالدة رسم للخاطب المنهج القويم في حسن اختيار الزوجة كما رسم لأولياء المخطوبة الطريق الأفضل في حسن اختيار الزوج وما ذاك إلا تحقيق للمودة والمحبة والتفاهم والتعاون بين الزوجين ثم بالتالي بعد عن كل احتمال للمشكلات العائلية والخصومات الزوجية التي تقع عادة ما بين المرأة وزوجها وغالبا على حساب استقرار الأسرة وسعادة الأطفال
الإسلام بتشريعه العادل قد وضع الأسس الكفيلة لمحاربة الفقر وقرر حق الحياة الكريمة لكل إنسان ووضع من التشريعات ما يؤمن لكل فرد الحد الأدنى من مسكن ومطعم وكساء ورسم للمجتمع المسلم مناهج عملية للقضاء على الفقر نهائيا كأخذ الزكاة ولو قهرا وصرفها لمستحقيها وتأمين سبل العمل لكل مواطن وإعطاء مرتبات شهرية من بيت المال لكل عاجز وسن قوانين للتعويض العائلي لكل أب له أسرة وأولاد ورعاية زمر اليتامى والأرامل والشيوخ بشكل يحفظ لهم كرامتهم الإنسانية ويحقق لهم العيش الأفضل إلى غير ذلك من هذه الوسائل والمناهج والأحكام التي إن تحققت ومرت بمراحل التطبيق والتنفيذ زال في المجتمع أهم أسباب الجريمة والتشرد والضياع وقضى نهائيا على كل مظاهر الفقر والبؤس والحرمان
وهنا لما يحمل القلم شخص فارغ الرأس من الأفكار غير قادر على تقديم ما ينفع الناس وهو مضطر لتسويد الورق من أجل التعيش والتقوت فإن الطريق السهل هو نصب مرصد لتصيد أخطاء عباد الله الميتين منهم والأحياء الذين لا يسلم واحد منهم من خطأ ونقص وضعف إلا من عصمه الله من المصطفين الأخيار فإن لم يجد هذه الأخطاء والنقائص فلا بأس باستغلال الإشاعات وإن كانت ظاهرة التدليس والكذب وإلا فلا بأس بالاختراع والبهتان فالغاية هي الإثارة والغاية تبرر الوسيلة وهذه الحال في الحقيقة مرض نفسي عضال خاصة إذا كان المصاب به يحسب نفسه الفهيم العريف الذي لا يغيب عنه شيء ولا يخفى عليه مثقال ذرة قد ملك عليه الإعجاب برأيه نفسه وحسه ولكن المؤمن كاتبا كان أو قارئا لا يقبل منه أبدا أن تكون نفسيته نفسية ذبابية بل هو كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن مثل النحلة إن أكلت أكلت طيبا وإن وضعت وضعت طيبا وإن وقعت على عود شجر لم تكسره رواه البيهقي وغيره قدمت هذا الكلام لأنبه على ظاهرة صارت موضة مع خطرها في الظرف الحالي وهو تكالب بعض الكتاب على هدم مكانة العلماء والكبراء وتصيد أخطائهم وتضخيمها ونفخها وهدم إحسانهم الذي استمر لعقود من الزمن بخطأ واحد أو أخطاء محدودة مع أن العلماء والكبراء بشر يصيبون ويخطئون وكل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون رواه أحمد وغيره والذي لا ينتبه له هؤلاء أن إسقاط هيبة العلماء والكبراء والمفكرين وهدم مراتب الناس وذوي الهيئات ستكون له آثار وخيمة على عامة الناس لأن عامة الناس إذا أسقطت مرجعياتهم الواحدة تلو الأخرى وفقدوا الثقة في كل شيء وفي كل شخص سيكونون في حالة خطيرة وتفتح عليهم أبواب شتى من الفتن والمحن وسيهدد المجتمع في أمنه الفكري وأمنه الواقعي ولكن هؤلاء الكتاب لا يعقلون وأجدني ملزما بتوضيح نقطتين حتى لا أفهم خطأ الأولى أنا لا أدعو إلى عدم نقد العلماء ومواقفهم وآرائهم بل بالعكس أشجع ذلك وأحث عليه فلن تتحسن أوضاعنا إلا بالتفكير الناقد الحصيف بيد أن النقد شيء وتجريم الناس وتخوينهم شيء آخر نقد الآراء والأفكار والمواقف شيء والانتقام والتشفي وتحويل الأمر إلى قضية شخصية شيء آخر نقد الشخص في رأي أو فكرة أو مواقف شيء وهدم هذا الشيء وتجريف تاريخه وإنكار عطائه وطمس حسناته شيء آخر وهذا أمر بين لمن كان له عقل ورام العدل والمسألة الثانية هي أن بعض أقول بعض العلماء وبعض الدعاة وبعض المفكرين وبعض الكتاب بهدلونا هداهم الله بمواقفهم المخزية التي تحرف دين الله سبحانه اتباعا لهوى حاكم لن يخلد في الحكم مهما طال حكمه الذين صار أقوى دليل عندهم هو موقف السلطان فإذا قال قيادة السيارة على المرأة حرام فهو حرام وإذا قال هو جائز قالوا هم هو واجب بل أحد السفهاء من هذه العينة أباح لسلطانه حتى الفجور العلني نصف ساعة يوميا على الفضائيات وكم ذا بهذه الدنيا من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا فهذا الصنف للأسف موجود ولكن ليس كل العلماء والدعاة والمفكرين والكتاب أمثال هؤلاء وإلا خربت الدنيا وتعميم الحكم جور وظلم وانظروا كيف يعلمنا القرآن الكريم الإنصاف وعدم التعميم فعند حديثه عن اليهود وأهل الكتاب وما أدراك ما اليهود خبثا وكفرا يقول الحق سبحانه ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين وقال الحق عز شأنه أيضا ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما وهكذا الأمر مع كل فئات الناس دائما نقول ليسوا سواء منهم فرقة ومنهم فرقة إن العلماء يخطئون ويصيبون فهم ليسوا معصومين ولكن خطأهم لا يجعلنا ننسى محاسنهم وننسى ما قدموه من خير قبل حدوث خطأهم ذلك وإن كان الناس عادة لا ينسون الخطأ والسيئات أبدا وسرعان ما ينسون الصواب والحسنات ورحم الله الإمام مالك حيث قال لو سئلت في مئة مسألة فأصبت في تسع وتسعين وأخطأت في واحدة لقال الناس أخطأ مالك إن ميزان العدل يوجب علينا الحكم على الناس بصوابهم وأخطائهم بحسناتهم وسيئاتهم وإذا انتقدنا عالما أو داعية أو مفكرا أو كبيرا في أمر من الأمور أو أي إنسان مهما كان فالواجب هو العدل وعدم إلغاء كل حسناته وكل خيره وكل فضله من أجل موقف واحد أو مواقف وبسبب خطأ واحد أو أخطاء فلا يعقل أن عالما أو أي شخص قدم الخير الكثير لسنيين ثم أخطأ بعض الأخطاء في قضايا اجتهادية فقهية أو سياسية أو غير ذلك نأتي ونمحي سنوات العطاء الطيب كلها من أجل ذلك وهذا الذي يجب أن ينتبه له عامة الناس وخاصة أصحاب الأقلام والكلمة منهم لأن المسؤولية في حقهم أكبر وأعظم وقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله من قواعد الشرع والحكمة أيضا أن من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الإسلام تأثير ظاهر فإنه يحتمل له مالا يحتمل لغيره ويعفى عنه مالا يعفى عن غيره فإن المعصية خبث والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث وأنا لم أذكر أسماء أشخاص بعينهم تلافيا للحساسيات الكثيرة التي سيطرت علينا واكتفيت بهذه الإشارة عن صريح العبارة وتكفي اللبيب إشارة مرموزة وغيره يدعى بالنداء العالي إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
بعض أصحاب الأقلام كالذباب لا يقع إلا على الجراحات والقذورات وغذى فيهم هذه النفسية المعوجة البيئة الفاسدة التي نعيش ظلالها النكدة هذه البيئة التي صارت أكثر الأخبار فيها جذبا لاهتمام الناس هي أخبار الفضائح فضائح السياسيين وفضائح اللاعبين وفضائح الفنانين إن لم تكن أخبارهم كلها فضائح
و أوضحت الوزارة أن يوم الثلاثاء سبتمبر هو غرة محرم أما عاشوراء فسيكون يوم الخميس محرم الموافق ل سبتمبر حيث يسن للمسلمين صيامه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام يوم عاشوراء احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله وبهذه المناسبة تهيب الوزارة بالمزكين أن يلتفوا حول صندوق الزكاة وأن يضعوا زكاتهم في حساباته البريدية الولائية وذلك حرصا على إحياء السنة النبوية في جمع الزكاة وتوزيعها بصفة منظمة وعادلة
سيكون يوم الثلاثاء المقبل أول أيام شهر محرم فيما سيكون الخميس سبتمبر يوم عاشوراء حسب ما أكدته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف اليوم الأحد في بيان لها
ينمو بشكل أسرع من باقي الأديان ما سيمنحه الريادة عالميا في أفق سنة إذ سيبلغ عدد أتباعه مليارات شخص وأشارت الصحيفة البريطانية إلى ارتفاع عدد المؤمنين في العالم إذ بلغ عدد أتباع الديانات بالمائة من إجمالي سكان المعمورة الذين يبلغ عددهم حاليا أكثر من مليارات و مليون نسمة بحسب أرقام موقع وورلدماترس وأضاف المقال أن المتدينين هم غالبا من فئة الشباب ولديهم نسبة إنجاب أعلى من الأشخاص الذين لا ينتمون إلى أي طائفة دينية ما يعني أن الأديان هي في حالة نمو لأسباب ديموغرافية
كشف مقال نشره موقع الغارديان الإلكتروني بناء على دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث الأمريكي المتخصص في الإحصائيات الديموغرافية أن
ها قد انقضت العطلة الصيفية ورجع أبناؤنا وبناتنا إلى مقاعد دراستهم واستهلوا على بركة الله فصلا دراسيا جديدا أسأل الله أن يأخذ بنواصيهم لما فيه الخير والصلاح وأن يسدد خطاهم ويوفقهم لكل خير وعمل يرضي ربهم وبهذه المناسبة المجيدة أردت أن أخاطب إخواني من معلمين ومعلمات أحب أن أتحدث معهم وأوجه لهم نصيحة أخوية من خلال صحيفتنا الغراء الخبر أرجو الله أن تكون خالصة لوجه الله وأرجو الله أن يكون لها أثر في نفوس الجميع اعلم أخي المعلم واعلمي أختي المعلمة أن مسؤولية التربية والتعليم مسؤولية جسيمة خطيرة ومسؤولية كبيرة عظيمة لأنها تتعلق بتربية الأجيال من بنين وبنات فأنتم بالدرجة الأولى مسؤولون عن تربيتهم وتوجيههم ورسم الطريق الذي يسيرون عليه في مستقبل أمرهم إذا فالمعلم والمعلمة يجب أن يستحضر كل منهما هذه المسؤولية العظيمة وأن يتصوروا هذه الأمانة الملقاة على عواتقهم فإن تصوروها حق التصور وعلموا أهميتها وكبير شأنها دعاهم ذلك إلى أن يؤدوا ما استطاعوا من واجب وما قدروا عليه نحو أداء هذه المهمة على الوجه المرضي فنبينا صلى الله عليه وسلم بين لنا أن كلا مسؤول عما استرعاه الله عليه حيث يقول من استرعاه الله رعية فالله سائله عنها حفظ ذلك أم ضيع أخي المعلم أختي المعلمة إن في أعناقكم مسؤولية تربية هذا النشء وتثقيفه فإن اتقيتم الله فيما عهد إليكم من واجب وفيما كلفتم به من مهمة وإن اتقيتم الله فأديتم هذه الوظيفة حق أدائها ورعيتموها حق رعايتها فكنتم مخلصين لله في أداء تلك المهمة صادقين في أدائها وفقتم للخير وهديتم للطريق المستقيم ولتكونوا على قدر ما حملتم من مسؤولية فأولا وقبل كل شيء الإخلاص في العمل ثم الحرص في المحافظة على الوقت زمنا وأداء وذلك بالالتزام بالحضور في الوقت وأداء العمل بجد ومثابرة فالله الله فلا تستخفوا بهذه المسؤولية ولا تستهينوا بها فإنها أمانة والله سائلكم عنها إن ٱلله يأمركم أن تؤدوا ٱلأمانات إلى أهلها أخي المعلم من باب النافلة أذكرك بالصلاة فلا شك أنت حريص عليها الصلوات الخمس ركن من أركان الإسلام فليشعر الطلاب منك بترغيبهم فيها وحثهم عليها وبيان منزلتها في الإسلام لكي يؤدوها رغبهم في أدائها وحثهم عليها ومرهم بها واسألهم هل أدوها اسألهم عن أدائها من باب الحث لهم والحرص على أدائها ورغبهم في وقتها وفي أدائها جماعة وكن حريصا على ذلك في كل فرصة ممكنة أخي المعلم قبل التعليم فأنت مرب رغب الأولاد في بر الأبوين وبين لهم وجوب بر الأم والأب والسمع والطاعة لهما في المعروف وذكرهم بحقوق الأبوين فعسى الله أن ينفع بتوجيهك حثهم على احترام الكبير ورحمة الصغير والتعامل الراقي مع الجيران والأقارب فكن راسما لهم للأخلاق الكريمة التي جاء بها الإسلام حثهم وبين لهم أن هذا الدين دين أخوة ومحبة ومودة وجمع للكلمة حثهم على احترام الجيران وكف الأذى عنهم رغبهم في سلوكهم وسيرهم في ذهابهم إلى المدرسة ورجوعهم منها حثهم على الطمأنينة والهدوء في سيرهم وحذرهم من التهور في اجتازهم لطرق السيارات انصحهم أن يمروا من الأماكن المخصصة للمشاة حذرهم من الأخلاق السيئة ومن مصاحبة خلان السوء إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة أما أنتم إخواننا الإداريون فإن دوركم لا يقل شأنا عن دور المعلمين تابعوا الطلبة في حضورهم للمدرسة في الوقت راقبوا هندامهم وقصات شعورهم وتقليم أظافرهم حثوا البنات على فريضة الحجاب ذكروا الطلاب بما أنعم الله علينا في بلادنا من أمن واستقرار وتعاونوا على الخير في أداء هذه المهمة العظيمة التي ائتمنكم الله عليها أخي المعلم أخي الإداري يكفيكم فخرا أنكم تمارسون مهنة الأنبياء التي هي تربية الأمة وتثقيفها ولله در شاعر النبيل أحمد شوقي حين يقول قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا أعلمت أشرف أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفسا وعقولا ورحم الله ابن عطاء الله السكندري حين قال إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر حيث أقامك نسأل الله أن يجمع قلوبنا على طاعته وأن يعيذنا من زوال نعمته ومن تحول عافيته ومن فجاءة نقمته إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
جاء في جامع الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر
وقال حاتم عودة رئيس المعهد إن الحسابات التي أجراها المعهد كشفت أن شهر ذي الحجة سيبلغ طوله يوما حيث ستكون نهايته يوم الاثنين الموافق للعاشر من سبتمبر الجاري وأضاف أن هلال شهر محرم سيولد بعد حدوث الاقتران في تمام الثامنة ودقيقة واحدة بتوقيت القاهرة المحلي الأحد من ذي الحجة الموافق للتاسع من سبتمبر الجاري وأشار إلى أنه يلاحظ أن الهلال الجديد لن يكون قد ولد بعد عند غروب شمس ذلك اليوم يوم الرؤية في مدينة القاهرة وكذلك في جميع العواصم والمدن العربية والإسلامية ما عدا داكار ونواكشوط ومراكش وفاس والجزائر وأوضح أنه يلاحظ وجود فترة زمنية لمكوث الهلال فوق الأفق بعد غروب الشمس في ذلك اليوم يوم الرؤية في الغالبية العظمى للبلدان العربية والإسلامية بالرغم من حدوث الاقتران بعد غروب الشمس في ذلك اليوم وتابع أن العام الهجري الجديد سيبلغ يوما حيث ستكون نهايته يوم الجمعة الموافق للثالث من أوت
أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر أن غرة شهر محرم وأول أيام العام الهجري الجديد ستوافق ليوم الثلاثاء ال من سبتمبر الجاري
وأضاف أحمد كريمة في تصريحات لفضائية الحدث اليوم المصرية مساء الإثنين أن المنتحر لم ينكر معلوما من الدين بالضرورة ولكنه أقدم على قتل نفسه وخالف بذلك قول الله تعالى ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما وقوله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأشار إلى قول الفقهاء بأن المنتحر يكون عقابه وفقا للمشيئة الإلهية وأنه قد يدخل إلى النار دون أن يخلد فيها مضيفا أن بعض الأخبار التي تتحدث عن جزاء المنتحر تحمل على سبيل الوعيد والتهديد واستطرد أحمد كريمة المنتحر فاسق وآثم وارتكب محرما لكن لا يخرج عن الملة وبالتالي يغسل ويكفن وتصلى عليه صلاة الجنازة ويدفن في مقابر المسلمين وهذا إجماع أهل السنة في الأزهر الشريف
قال أستاذ الفقه والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر أحمد كريمة إن الانتحار جريمة منكرة وكبيرة من الكبائر وفاعله فاسق وآثم لكن ليس بكافر أو خارج عن الملة بإجماع الأئمة الأربعة
إن خطف واغتصاب وقتل الأطفال تمثل ومنذ أكثر من ثلاث سنوات كابوسا يؤرق العائلات الجزائرية فالأطفال زينة الحياة الدنيا وهدية الله على الوالدين ومنحته لهما وهم ثمرة الأسرة وأملها في المستقبل قال تعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا وقد أولى الإسلام الطفل عناية فائقة منذ أن كان جنينا في بطن أمه وحتى يبلغ الرشد ومما يندى له الجبين ويدمي له القلب ما تتعرض له الطفولة من جرائم وحشية تعددت أشكالها وتراكمت آثارها حيث تطالعنا الصحف ووسائل الأعلام المتنوعة يوميا بأخبار موجعة وأنباء مفجعة عن أفعال مفزعة والإحصاءات تنبئ عن خطورة الأمر وتنذر بدق ناقوس الخطر ووجوب المواجهة الحاسمة والحازمة لمن تسول له نفسه القيام بمثل هذه الجرائم الشنيعة ويجب أن نعلم أولا بأن حفظ الطفولة وحمايتها مسؤولية مشتركة بين الأسرة ودور التربية والتعليم وكذا المجتمع وأولي الأمر من أمن وقضاء وسلطات تشريعية وتنفيذية كل حسب موقعه وما هو منوط به يقول صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته كما يجب التأكيد إلى أهمية دور الأسرة في حماية أطفالهم ووجوب تحملها للمسؤولية الملقاة على عاتقها يقول تعالى يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ومع الأسف أن القانون الجزائري ليس بالشدة والصرامة الكافية للحد من هذه الظاهرة الزائدة في الانتشار حيث يلاحظ غياب قانون خاص رادع لجريمة اختطاف الأطفال كما أن تجميد أو تعطيل تطبيق عقوبة الإعدام في بلادنا شجع وحفز المجرمين وأصحاب القلوب المريضة والعقول الدنيئة شجعهم على مثل هذه الأعمال حيث لا رادع ولا دين ولا أخلاق كما أن العفو عن المجرمين في المناسبات والأعياد الوطنية وخروجهم قبل استكمال محكومياتهم شجعهم على ذلك ولاحظنا أن الكثير منهم يعود للجريمة بمجرد العفو عنه لقد أصبح المجرم في الجزائر مع الأسف لا يخاف القضاء أو القانون وأصبح لا يعطي قيمة للعقوبة وأصبح يتباهى بجرمه ولا يبالي بأي قانون أو عقوبة أو عدالة ولا شك أن الاعتداء على الأطفال بالخطف أو الاغتصاب أو القتل فعل إجرامي خطير ويجب عدم التسامح معه على الإطلاق في المجتمعات كافة ويجب على الدولة القيام بواجباتها ومسؤولياتها أحسن قيام كما يجب على الآباء أن يتعلموا كيفية الحفاظ على سلامة الأطفال من الإساءة الجنسية أو الجسدية دون تخويفهم أو إرباكهم بتفاصيل صريحة عن كل الأشياء السيئة التي يمكن أن تحدث فالأطفال هم الأكثر عرضة لكافة أشكال الاستغلال من قبل الكبار سواء أكان ذلك من أجل المال أم لتحقيق فوائد أخرى لذلك فهم يحتاجون للحماية أولا عن طريق أسرهم ثم على المجتمع دور في المراقبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون فيما بين أفراد المجتمع جميعا كما كان عليه الحال من قبل حيث كان الجميع يشارك وينبه ويحرس الأطفال ويحميهم من كل إساءة قد تلحق بهم حتى ولو لم يكونوا أقرباء إن مسؤولية الحد من ظاهرة اختطاف واغتصابهم وقتلهم يتشارك فيها أهل الضحية والمجتمع والمدرسة والمسجد والإعلام والسلطة أيضا ونحمل المشرع الجزائري مسؤولية ارتفاع حالات الاختطاف لذا يطالبه المجتمع برفع الحظر عن تنفيذ حكم الإعدام على المختطفين خاصة في حالات الاغتصاب والقتل وإن الخطف والاغتصاب جريمة نكراء سواء على الأطفال أو غيرهم وإن فيها ترويعا للآمنين واعتداء على العرض والنفس الذي هو أغلى من المال والنفس كما أن فيها اعتداء على المجتمع الآمن لذا نهيب بالجهات التشريعية في الجزائر أن تقنن لتلك الأفعال عقوبات رادعة شديدة تضع حدا لهؤلاء المجرمين العتاة يقول تعالى إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض إلا أن المجرمين يعاقبون بأحكام خفيفة وليست رادعة ولا توازي حجم الفعل المرتكب فهؤلاء مفسدون في الأرض ويفترض أن يقام عليهم حد الحرابة والقرآن الكريم واضح وصريح في هذه المسألة وحد الحرابة هو القتل لإفسادهم في الأرض علاوة على أن العقوبات تشدد في حالة اندماج الجرائم مع بعض كالخطف والاغتصاب والقتل كلها جرائم وليست جريمة مما يعني أن المرتكبين يحملون بين جنباتهم نفوسا شريرة وعلينا معالجة المجتمع منهم وذلك باجتثاثهم من الأرض فهؤلاء شواذ والتهاون في إصدار الأحكام لن يحمي المجتمع وأفراده خاصة مع تزايد اختطاف الأطفال واغتصابهم فلو علم هؤلاء ما ينتظرهم من عقوبات لما أقدموا على فعلتهم لذا نرى هذه الجرائم تتكرر بين كل فترة وحين ويحق لنا التعبير عن انزعاجنا الشديد من ارتفاع حالات اختطاف الأطفال ولعل من أهم الأسباب التي شجعت تجرؤ هؤلاء الذئاب البشرية عليها تفشي تعاطي المخدرات التي جعلت من المدمن عليها يضحي بكل شيء من أجل كسب المال وهو ما يعد من أهم دوافع خطف الأطفال في الجزائر وندعو من هذا المنبر إلى توعية الأهالي بخطورة هذه الظاهرة عبر وسائل الإعلام المختلفة حتى لا يتكرر معهم السيناريو المأساوي الذي حصل للبنت سيرين وقبلها الكثير وضرورة إطلاق حملات توعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي
مرة أخرى يتعرض الأطفال في بلادنا مع الأسف هذه الأيام للخطف والاغتصاب والقتل دون رادع من دين أو أخلاق مما يتطلب منا ضرورة مواجهة هذه الظاهرة الغريبة عن قيم وأخلاق مجتمعنا المسلم
إن من عقيدتنا نحن أهل السنة والجماعة أننا نتولى أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم أمهاتنا نحترمهن ونوقرهن ونعظمهن ونؤمن بأنهن أزواج الحبيب محمد في الآخرة فنحن نتولاهن بالنصرة والدفاع عنهن واعتقاد أنهن أفضل أزواج أهل الأرض لأنهن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة قال تعالى الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم فأثبت ربنا الزوجية لهن بعد دخول الجنة وهذا يدل على أن زوجة الإنسان في الدنيا تكون زوجته في الآخرة إذا كانا من أهل الجنة قال الحافظ ابن كثير رحمه الله فإنهن أي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة في منازل رسول الله في أعلى عليين فوق منازل جميع الخلائق في الوسيلة التي هي أقرب منازل الجنة إلى العرش وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريتك في المنام مرتين أرى أنك في سرقة قطعة من حرير ويقول هذه امرأتك فأكشف عنها فإذا هي أنت فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه ويقول الحافظ ابن كثير أيضا وهو يبين معنى قوله تعالى ياأيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما قال ومن فضائلهن أن الله تعالى أمر رسوله أن يخير نساءه بين أن يفارقهن فيذهبن إلى غيره ممن يحصل لهن من عنده الحياة الدنيا وزينتها وبين الصبر على ما عنده من ضيق الحال ولهن عند الله في ذلك الثواب الجزيل فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة فجمع الله لهن بعد ذلك بين خير الدنيا وسعادة الآخرة ومنها ما ذكره الله تعالى بقوله ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما فهن قنتن لله ورسوله وعملن صالحا فاستحققن الأجر مرتين قال الزمخشري في كشافه وليس لأحد من النساء مثل فضل نساء النبي صلى الله عليه وسلم ولا على أحد منهن مثل ما لله عليهن من النعمة والجزاء يتبع الفعل وإنما ضوعف أجرهن لطلبهن رضا رسول الله بحسن الخلق وطيب المعاشرة والقناعة وتوفرهن على عبادة الله والتقوى ومنها ما ذكره الله تعالى بقوله يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا قال ابن كثير هذه آداب أمر الله بها نساء النبي ونساء الأمة تبع لهن في ذلك فقال مخاطبا نساء النبي صلى الله عليه وسلم بأنهن إذا اتقين الله كما أمرهن فإنهن لا يشبههن أحد من النساء ولا يلحقهن في الفضيلة والمنزلة ومنها أن الله اختارهن لرسوله وحرم نكاحهن بعده قال تعالى وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما أي ما صح وما استقام لكم أيها المؤمنون أن تؤذوا رسول الله بأي لون من ألوان الأذى سواء أكان بدخول بيوته بغير إذنه أم بحضوركم إليها انتظارا لنضج الطعام بجلوسكم بعد الأكل بدون مقتض لذلك أم بغير ذلك مما يتأذى به صلى الله عليه وسلم كما أنه لا يصح لكم بحال من الأحوال أن تنكحوا أزواجه من بعده إن ذلكم كان عند الله عظيما أي أن إيذاءه ونكاح أزواجه من بعده ذنبا وإثما جسيما ومنها أن الوحي نزل في بيوتهن دون سائر الناس قال تعالى وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قال ابن كثير ثم الذي لا يشك فيه من تدبر القرآن أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم داخلات في قوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فإن سياق الكلام معهن ولهذا قال بعد هذا كله واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة أي اعملن بما نزل الله على رسوله في بيوتكن من الكتاب والسنة واذكرن هذه النعمة التي خصصتن بها من بين الناس أن الوحي ينزل في بيوتكن دون سائر الناس وأمنا عائشة رضي الله عنها أولاهن بهذه النعمة وأحظاهن بهذه الغنيمة وأخصهن من هذه الرحمة العميمة فإنه لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي في فراش امرأة سواها كما نص على ذلك صلى الله عليه وسلم والله ولي التوفيق
روى الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة اقرؤوا إن شئتم النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم فأيما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا فإن ترك دينا أو ضياعا فليأتني فأنا مولاه
فالمسلم لا يعرف بالشخص الضعيف النحيف والعليل المريض سواء في همته أو جسده وإنما يعرف المسلم بصبره وتحمله وعلو همته وضبطه لشهواته وسيطرته على الهوى والغضب يتحكم في لسانه وجوارحه وغير ذلك من الأخلاق التي تدل على أن المسلم طهره القرآن وزكاه وهذبه الإسلام ونقاه وما تمر به سنة إلا ويدخل شهر الصبر وشهر المجاهدة ألا وهو شهر رمضان ولا يخرج منه إلا وهو قوي الإيمان حسن الأخلاق والمسلم قوي وينبغي أن يكون قويا مستعدا للشدائد ومتى طلبته وجدته على أهبة من الاستعداد وقد كان العرب إذا ولد لهم مولود أرسلوا به إلى الصحراء أو البادية حتى ينشأ نشأة فيها قوة للبدن وقد أقر الإسلام ذلك ونبينا عليه الصلاة والسلام ولد بمكة ونشأ في بني سعد ورعى الغنم في البادية وفي ذلك من الرياضة والتقوي ما فيها وقد كان عمر رضي الله عنه يحث الناس على أن يتجلدوا أي يتدربوا على الجهد والحركة والنشاط سواء بالعمل والحرفة والصنعة أو الجهاد والخروج في الجيوش وغير ذلك وينهاهم عن الخمول والدعة والركون فقد كان يكره أن يرى الرجل السليم الذي لا حرفة له ولا شغل ومما ينسب إليه اخشوشنوا فإن الترف يزيل النعم وبما أن ممارسة الرياضة وتمرين الجسم أمر مطلوب إلا أنها تحتاج إلى كثير من الترشيد والتوجيه فمما يلاحظ في واقع الناس أن الرياضة والمقصد من ممارستها قد انحرفا عن مسارهما فكثير من الناس لا يدري المقصد والغاية التي لأجلها تفعل فبعضهم يمارسها تبعا لهوى الأصدقاء وبعضهم يمارسها بغير حد حتى لو أدت به إلى التفريط في بعض المسؤوليات وبعضهم يقوي العضلات ويزيد في بنية الجسم ليتمكن من غلبة الأقران وظلم الضعفاء والحقيقة أن الغاية والقصد من التمرين لينشط الجسم وتنسجم العضلات وتتجدد الخلايا الدموية فيتعافى البدن وتقوى المناعة فيتغلب الجسم على الأمراض ويطرح الخمول والكسل ويستعين بها على العبادة ليؤجر عليها وهي وسيلة مناسبة لاستغلال أوقات الفراغ في اللهو المباح بدلا من تمضيتها في الحرام وقد اعتنى علماء الإسلام بالتنبيه على الرياضة لما لها من آثار حسنة على تفتح الذهن وزيادة النشاط خصوصا لدى الصبية والغلمان يقول الإمام الغزالي رحمه الله وينبغي أن يؤذن له بعد الانصراف من الكتاب أن يلعب لعبا واللعب عند الأطفال نوع رياضة بالنسبة لهم جميلا يستريح إليه من تعب المكتب بحيث لا يتعب في اللعب فإن منع الصبي من اللعب وإرهاقه إلى التعليم دائما يميت قلبه ويبطل ذكاءه وينغص عليه العيش حتى يطلب الحيلة في الخلاص منه رأسا فالرياضة إذا استعملت إنما تستعمل لزيادة الخير سواء في البدن بتنشيطه وإبعاد الآفات عنه وجعله قادرا على تحمل المشاق التي تعرض في مناحي الحياة أو لتهيئة الذهن والاستعانة بها على استقبال العلوم وتحييد الرتابة وحسن الاستجمام وإذا كان المسلم لا يطمئن قلبه مع الله والله تعالى يقول الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب الرعد وتسكن نفسه للرياضة وتطمئن ولا تطمئن لذكر الله فهؤلاء ممن طبع الله على قلوبهم والعياذ بالله وهؤلاء ممن يظلمون أنفسهم لما يفتحوا قلوبهم لغير محبة الله وطاعته ويستنكفون عن التأثر بالقرآن وذكر الله قال تعالى ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا الكهف وعندما تجرى النشاطات الرياضية مثل البطولات العالمية نلاحظ خللا كبيرا في المجتمع يقع إقبال عظيم على المتابعة ويدفع الناس المال من أجل المشاهدة كشراء بطاقات فك الشيفرة وتجد من الناس من يخرج من عمله قبل الوقت ويصطنع كل الأعذار مع المدير فقط ليؤذن له بالخروج ويحصل شلل كبير في مصالح الناس خصوصا إذا كان الموعد نهائي أو مشاركة فريق له تأثير على المتابعين ومعلوم أن المباراة الواحدة تستغرق تقريبا من ساعتين فلا يتأثر بعض الشغوفين بمتابعة الرياضة مع ذلك بجوع ولا نعاس ولا قسوة طقس ولا طول الزمن ولو بثت مبارتان أو ثلاث بينما تجده في وقت الصلاة أو خطبة الجمعة سريع الملل متحسس للحرارة كأنه على الجمر منتبه للوقت كأنه حريص عليه أن لا يقضى في الطاعة بدل أن يحرص عليه ليقضى فيها ولاشك أن المباريات تتقاطع مع وقت الصلاة فتجد من بين المتابعين من يتغلب على شيطانه فيحضر الصلاة مع ثلة من الصالحين وقليل من المخلصين الذين يعمرون المساجد ولكن الغالبية يغلبهم الشيطان فيصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة والنبي عليه الصلاة والسلام يقول في شأن الصلاة من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله رواه البخاري إمام مسجد الشهداء بوروبة
مما جاء في الشريعة أن الرياضة وتدريب البدن وتقوية الجسم والمحافظة على الصحة أمر مطلوب فالإسلام يريد من المسلمين أن يتدربوا على فنون القوة ويتزودوا بما يعينهم على الصبر والتحمل
قال الإمام النووي رحمه الله وسبب كراهة النوم قبلها أنه يعرضها لفوات وقتها باستغراق النوم أو لفوات وقتها المختار والأفضل ولئلا يتساهل الناس في ذلك فيناموا عن صلاتها جماعة وسبب كراهة الحديث بعدها أنه يؤدي إلى السهر ويخاف منه غلبة النوم عن قيام الليل أو الذكر فيه أو عن صلاة الصبح في وقتها الجائز أو في وقتها المختار أو الأفضل ولأن السهر في الليل سبب للكسل في النهار عما يتوجه من حقوق الدين والطاعات ومصالح الدنيا والمكروه من الحديث بعد العشاء هو ما كان في الأمور التي لا مصلحة فيها أما ما فيه مصلحة وخير فلا كراهة فيه وذلك كمدارسة العلم وحكايات الصالحين ومحادثة الضيف والعروس للتأنيس ومحادثة الرجل أهله وأولاده للملاطفة والحاجة ومحادثة المسافرين بحفظ متاعهم أو أنفسهم والحديث في الإصلاح بين الناس والشفاعة إليهم في خير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإرشاد إلى مصلحة ونحو ذلك فكل هذا لا كراهة فيه وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب الناس على ذلك ويقول أسمرا أول الليل ونوما آخره فمن مفاسد السهر أنه يؤدي إلى إضاعة صلاة الفجر غالبا فيحرم المسلم نفسه من الأجر والثواب ويعرضها لعقوبة الله قال تعالى فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا وقال سبحانه وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم وورد في الصحيح أيضا أنه صلى الله عليه وسلم قال لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها يعني الفجر والعصر ومن آفات السهر أنه يؤدي إلى النوم عن قيام الليل قال تعالى مبينا صفات عباده المؤمنين المتقين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وقال أيضا تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ورد في مستدرك الحاكم من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من أحببت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به يا محمد إن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس ومن مفاسده أيضا إضاعة الوقت فيما لا فائدة فيه وهذا الوقت سيسأل عنه العبد يوم القيامة فعند الترمذي من حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيم فعل وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه وهذا لمن كان سهره في المباح أما إذا كان سهره على المحرمات متنقلا بين موقع وآخر أو التحدث في أعراض المسلمين أو إيذاء الجوار برفع صوت تلفازه أو غير ذلك من المنكرات فقد جمع إلى هذه القبائح إضاعة وقته فيما يغضب ربه ومن هنا فلا يجوز للمسلم أن يسهر سهرا يترتب عليه إضاعته لصلاة الفجر في الجماعة أو في وقتها ولو كان ذلك في قراءة القرآن أو طلبه العلم فكيف إذا كان سهره على التلفاز أو لعب الورق أو الدومين كما هو ملاحظ خاصة في الليالي الصيفية فمن كان على هذه الشاكلة فهو آثم ومستحق لعقوبة الله ومن الآفات المترتبة على السهر الأضرار الصحية التي تنتج عنه فإن الله تعالى جعل الليل سكنا للناس قال تعالى ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه ويقول سبحانه وجعلنا نومكم سباتا أي وجعلنا بمقتضى حكمتنا ورحمتنا نومكم سباتا أي قطعا للحركة لتحصل لكم للراحة التي لا تستطيعون مواصلة العمل إلا بعدها ويقول الحق سبحانه قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه فالليل والنهار قد فصل الله فيهما الأحوال والأحكام فجعل الليل سكنا والنهار معاشا جعل الليل راحة وطمأنينة وجعل النهار مرتعا خصبا للأعمال وبذل الأسباب في طلب الرزق وإن من اعتاد سهر الليل بدون عبادة أو دون حاجة فقد خالف الفطرة التي فطر الله الناس عليها والنوم في الساعات الأولى من الليل لا يعوض وقد استثنى العلماء السهر إذا كان في طاعة الله وفيه مصلحة شرعية كقيام الليل أو الدعوة إلى الله أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو طلب علم أو السهر مع الضيف أو الزوجة ففي المسند من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سمر بعد الصلاة يعني العشاء الآخرة إلا لأحد رجلين مصل أو مسافر لذا ينبغي على المؤمن أن يحرص على التبكير في نومه حرصا على تطبيق السنة وتخلصا من آفة السهر ومفاسده وعليه أن يحرص على آداب النوم كالنوم على طهارة والمداومة على الأذكار الشرعية قبل النوم وغير ذلك من الآداب التي ذكرها أهل العلم إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
يروي الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها
وعليه فإن كثيرا من العبادات ارتبطت بأفعال ظاهرية وأمور شكلية هي في الحقيقة مساعدة للعبد على حضور القلب وخشوعه ومن ذلك مثلا رفع اليدين في الدعاء هذه السنة النبوية ثابتة متعارف عليها مذ كان الإسلام ففي الحديث الصحيح إن الله تعالى حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين فرفع اليدين في الدعاء من آدابه ومندوباته ولكن فتاوى خاطئة لبعض العلماء المعاصرين وبعض المتكلمين في الدين وبعض مفتيي الفضائيات منعت من رفع اليدين في الدعاء إلا في المواطن التي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه الشريفتين فيها وعدوا رفعها في المواطن الأخرى بدعة وزادوا على ذلك بأن حاربوا هذه السنة ودعوا الناس لتركها بحجة عدم فعل النبي صلى الله عليه وسلم لها في بعض المواطن وهذه سقطة كبيرة وزلة عظيمة في فهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم وبيان ذلك أن عدم فعل النبي صلى الله عليه وسلم لبعض السنن التي رغبنا فيها وندبنا إليها لا يسقط سنيتها ولا يعني أنها ليست سنة فهو صلى الله عليه وسلم كان كثيرا ما يترك العمل وهو حبيب إليه خشية أن يفرض علينا رحمة بنا ولكن سنية ذلك الفعل تبقى ثابتة وإن تركه النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المواضع أو بعض الأوقات والذي يوضح ذلك ولا يدع مجالا للتشكيك ويبين خطأ هذا الفهم للسنة الذي شاع بين كثير من الناس حتى بعض أهل العلم هو أن النبي صلى الله عليه وسلم رغبنا في صيام يوم وإفطار يوم وقال أحب الصيام إلى الله صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما رواه البخاري ومسلم ولكنه مع ذلك لم يكن يصوم يوما ويفطر يوما بل كان يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم رواه البخاري ومسلم فهل يقول قائل إن صيام يوم وإفطار يوم غير مشروع لعدم فعل النبي صلى الله عليه وسلم له ومثل هذا صيام الإثنين والخميس فرغم ترغيب النبي صلى الله عليه وسلم فيه إلا أنه لم يلتزمه دائما فهل يقول قائل إن صيام الإثنين والخميس غير مشروع لعدم فعل النبي صلى الله عليه وسلم له طبعا لا يقول هذا من له مسكة من علم وإذا هل يقول قائل إن رفع اليدين في الدعاء في خطبة الجمعة وغيرها من الخطب غير مشروع لعدم فعل النبي صلى الله عليه وسلم لذلك مع ترغيبه الثابت لنا في رفع اليدين في الدعاء مطلقا المفروض أن لا يقول ذلك عاقل ولكن للأسف قيل هذا وصدقه كثير من الناس وقد حضرت جمعة مأموما ورأيت الأثر السيء لهذا الخطأ حيث أن كثيرا من الناس ما عادوا يرفعون أيديهم أثناء دعاء الإمام في الخطبة لظنهم أن ذلك بدعة وشغلني التعجب من حال الناس عن دعائي فقد رأيت عامتهم يعبث بيديه في الأرض أو في اللباس أو في الهاتف النقال أو في غير ذلك من الأمور ويرددون ترديدا آليا آمين آمين فرأيت كيف قتلت هذه الفتوى الخاطئة روح الدعاء في المصلين وفي الجنائز كم حضرنا من جنازة الميت فيها يدفن والناس يضحكون أو يتجادلون في السياسة أو يتحدثون عن المونديال والرياضة أو يخوضون في أمور الدنيا فلا موعظة تذكرهم ولا هم يحزنون وإذا تقدم أحد الفضلاء للتذكير والوعظ انفضوا أو لم يهتموا لأن هناك من أخطأ وزعم أن الموعظة على القبر لا تجوز لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعلها مع أنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم اغتنام فرصة اجتماع الناس على القبر لوعظهم وتذكيرهم فعن البراء بن عازب قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بصر بجماعة فقال علام اجتمع عليه هؤلاء قيل على قبر يحفرونه قال ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدر بين يدي أصحابه مسرعا حتى انتهى إلى القبر فجثا عليه قال البراء فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع فبكى حتى بل الثرى من دموعه ثم أقبل علينا وقال أي إخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا رواه أحمد وفعله صلى الله عليه وسلم للأمر مرة واحدة كاف للدلالة على جوازه كما هو معلوم لأنه صلى الله عليه وسلم لا يفعل المحرم الممنوع أبدا وانظروا هذه الفتاوى الخاطئة كيف قتلت روح التدين عند الناس وصيرت الجنائز إلى حدث عادي يحضرها الناس ولا يعتبرون ولا يتعظون بل يتكلموا فيها عن الدنيا وزينتها ومثل ذلك الفتاوى الخاطئة التي تمنع الذكر الجماعي مطلقا فبعض العلماء المعاصرين له حساسية شديدة ضد الذكر الجماعي وأحسب أنه لو وجد كيف يمنع التأمين في الصلاة لفعل ولما شاعت هذه الفتوى فرط الناس في الذكر الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالحين فتراهم في أيام التشريق يصلون ولا يكبرون مع إمامهم هذا إن كبر هو وترى الحجاج في منى أيام التشريق يتحدثون عن البطولة الكروية الوطنية والبطولات الأوربية ولا تسمعهم يكبرون أبدا إلا قليلا وحتى بعد الصلوات لا يكبرون لأن التكبير الجماعي عند بعض المعاصرين غير جائز خلافا للسلف الصالح رغم أن الله عز وجل أمر بالتكبير في هذه الأيام في كتابه واذكروا الله في أيام معدودات والأيام المعدودات هي أيام التشريق والذكر المأمور به هم التكبير باتفاق العلماء ولكن تكفي فتوى خاطئة واحدة لقتل روح التدين ولصرف الناس عن هذه السنن والواجبات إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة للفتاوى التي قتلت روح التدين وشغلت عامة الناس بالجدالات الفقهية واختلافات العلماء وما ذكرته ما هو إلا تنبيه وتمثيل عسى ولعل يرعوي المتجرؤون على الفتوى ويعي المتبعون لهم من غير علم إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
إن جوهر التدين هو معنى في القلوب أساسه المعرفة بالله تعالى والخشية منه والرجاء فيه والخضوع لعظمته وإذا كنا نذكر دائما بأهمية الجوهر وأولويته على الشكل والظاهر فهذا لا يعني أن الجوانب الظاهرية والشكلية في الأمور الدينية والتعبدية لا قيمة لها البتة فالصلاة جوهرها الخشوع وحضور القلب ولكن قالبها هو الحركات الظاهرة من ركوع وسجود وغيرهما فالمرفوض هو إهمال الجوهر اشتغالا بالمظهر أو إعطاء الشكل قيمة أكثر من المعنى هذا أمر أحسب أنه بين ظاهر
قال الحافظ بن حجر المجاهر هو الذي أظهر معصيته وكشف ما ستر الله عليه فيحدث بها أما المجاهرون في الحديث الشريف فيحتمل أن يكون بمعنى من جهر بالمعصية وأظهرها ويحتمل أن يكون المراد الذين يجاهر بعضهم بعضا بالتحدث بالمعاصي وبقية الحديث تؤكد المعنى الأول ترى لماذا كل الأمة معافاة إلا أهل الإجهار لأن في الجهر بالمعصية استخفافا بمن عصي وهو الله تعالى استخفاف بحقه وبحق رسوله صلى الله عليه وسلم واستخفاف بالمجتمع وإظهار العناد لأهل الطاعة والمعاصي تذل أهلها وهذا يذل نفسه ويفضحها في الدنيا قبل الآخرة وللأسف فإن المجاهرة بالمعصية والتبجح بها بل والمفاخرة قد صارت سمة من سمات بعض الناس في هذا الزمان يفاخرون بالمعاصي ويتباهون بها ولذلك ورد في الموطأ من حديث زيد بن أسلم أن رجلا اعترف على نفسه بالزنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوط فأتي بسوط مكسور فقال فوق هذا أي أصلب منه فأتي بسوط جديد لم تقطع ثمرته فقال دون هذا فأتي بسوط قد ركب به ولان أي لا هو يابس ولا هو لين فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلد ثم قال أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله من أصاب من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله فإنه من يبدي لنا صفحته نقم عليه كتاب الله إن الذنوب والمعاصي عاقبتها وخيمة فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون وأعظم الذنوب المجاهرة بها ومعناها أن يرتكب الشخص الإثم علانية أو يرتكبه سرا فيستره مولاه ولكنه يخبر به بعد ذلك مستهينا بستر الله له لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما فالله تعالى لا يحب لأحد من عباده أن يجهر بالأقوال السيئة أو الأفعال السيئة إلا من وقع عليه الظلم فإنه يجوز له أن يجهر بالسوء من القول فى الحدود التى تمكنه من رفع الظلم عنه دون أن يتجاوز ذلك قال الإمام القرطبي رحمه الله والذى يقتضيه ظاهر الآية أن للمظلوم أن ينتصر من ظالمه ولكن مع اقتصاد فأما أن يقابل القذف بالقذب ونحوه فعلا وإن كان مجاهرا بالظلم دعا عليه الداعى جهرا ولم يكن لهذا المجاهر عرض محترم ولا بدن محترم ولا مال محترم ويروي أبو داود في سننه عن عائشة رضي الله عنها أنها سرق لها شيء فجعلت تدعو عليه أي على السارق فقال رسول الله صلى الله علي وسلم لا تسبخي عنه أي لا تخففي عنه العقوبة بدعائك عليه وعقد الإمام البخاري بابا قال فيه باب لصاحب الحق مقال ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم لي الواجد يحل عقوبته وعرضه فالمماطلة من القادر على دفع الحقوق لأصحابها ظلم يبيح للناس أن يذكروه بالسوء وأخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن المجاهرة بالمعاصي لها عقوبات في الدنيا قبل الآخرة فعند ابن ماجه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم فإشاعة المعاصي والتباهي بها يحمل الناس الآخرين على التقليد والوقوع فيها والشريعة الغراء إنما حذرت من المجاهرة بالمعصية لما في ذلك من آثار خطيرة فالمجاهر يدعو غيره ويجذبه ويزين له ويغريه ولذلك كانت المجاهرة بالمعصية جريمة نكراء وخطرا محدقا بالأمة جمعاء ومن الأمثلة على الجهر بالمعاصي في حاضرنا انتشار البنوك الربويية في كثير من بلاد الإسلام ومنها تبرج النساء بشكل سافر في الأسواق والأماكن العامة وخاصة في فصل الصيف ومنها بيع الحرمات كالدخان والمخدرات ومنها ظهور ما يسمى زورا بالفنانات سافرات على شاشات القنوات الفضائية ليهيجن الغرائز ويفتنن الشباب ومن هنا ينبغي الإنكار على هؤلاء المجاهرين وإخبارهم بعظيم جرمهم وأنهم يعرضون أنفسهم لعقوبة الله وسخطه في الدنيا قبل الآخرة إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة فإذا كان مجرد الحب فإن صاحبه مهدد بالعذاب فكيف بمن يجهر وينشر ويساعد على هذه الفواحش والموبقات إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
أخرج الشيخان في صحيحيهما من حديث سالم بن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه
ويحدثنا القرآن الكريم عن قيادة الأمم ورئاستها ويبين أن القوة في البدن مع العلم هي الأساس قال تعالى عند بيان سبب اختيار طالوت للملك إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم البقرة والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم جميعا وهم قادة البشر إلى الهداية كانوا يتمتعون بكمال الهيئة وقوة الأبدان فهذا موسى عليه السلام لما أراد أن يسقي للمرأتين رفع حجرا عن البئر لا يرفعه إلا عشرة أنفس وهو ما جعل المرأة تقول إن خير من استأجرت القوي الأمين القصص وهذا سيد المرسلين وخاتمهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد منحه الله تعالى قوة في بدنه تجلت في مواطن كثيرة فقد روى البخاري أن جابرا رضي الله عنه قال إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة فجاءوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا هذه كدية عرضت في الخندق فقال أنا نازل ثم قام وبطنه معصوب بحجر فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول فضرب فعاد كثيبا أهيل أو أهيم أي صار رملا لا يتماسك وجاء في السيرة النبوية لابن كثير أن ركانة بن عبد يزيد كان أشد قريش فخلا يوما برسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض شعاب مكة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ركانة ألا تتقى الله وتقبل ما أدعوك إليه قال إني لو أعلم أن الذى تقول حق لاتبعتك فقال له رسول الله أفرأيت إن صرعتك أتعلم أن ما أقول حق قال نعم قال فقم حتى أصارعك قال فقام ركانة إليه فصارعه فلما بطش به رسول الله صلى الله عليه وسلم أضجعه لا يملك من نفسه شيئا ثم قال عد يا محمد فعاد فصرعه فالمسلم مطالب بأن يكون قويا في بدنه سليما في جسده معافى غير ضعيف ولا مريض أو عاجز حتى يقوم بالواجبات ويؤدي ما عليه من حقوق ويكون ناصرا للحق معينا عليه مكتفيا بنفسه قادرا على نفع الآخرين مساهما في المجتمع معطاء يستطيع أن يعيد بناء الحضارة ويمكن للدين أما أن يوجد المسلم كسولا خاملا ضعيفا لا يدفع الضيم فلا شك أن لا مكان له اليوم إذا كان عاجزا ومريضا ومحتاجا إلى الغير ومن أهم وسائل المسلم لتطوير ذاته وتقوية جسمه للنهوض بشعائر دينه وأداء واجباته ممارسة الرياضة أي تدريب البدن وتعويده على النشاط والحركة فقد خلق الله تعالى الإنسان وأمره أن يتحرك ويتقلب في الأرض طلبا للرزق والمعاش قال تعالى هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها الملك فالسعي في الأرض لابد له من قوة وجلد وصبر وتحمل ولا يتأتى هذا من ضعيف في إرادته وبدنه هذا وقد أثبت الأطباء حديثا أن بعض عضلات جسم الإنسان لا يكتمل نموها إلا بالحركة والمجهود فإذا كان الإنسان خاملا كسولا لم يكتمل نموها وكان مآلها إلى الضمور والاضمحلال ويكون ناقصا غير سوي ومن هنا نجد أن في تعاليم الإسلام اهتماما بالرياضة ففي السنة وفي سيرة المصطفى التي هي ترجمان القرآن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرهم على ممارسة أنواع كثيرة من الرياضة النافعة لأبدانهم ويعقد المباريات الرياضية لأبناء عمه الغلمان فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا من بني العباس ثم يقول من سبق إلي فله كذا وكذا فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلزمهم مسند أحمد وعلى الهدي النبوي الكريم سار الصحابة رضوان الله عليهم في العناية بممارسة أبنائهم للرياضة النافعة فيروى عن الفاروق عمر رضي الله عنه أنه كتب إلى أبي عبيدة عامر ابن الجراح رضي الله عنه أن علموا غلمانكم العوم ومقاتلتكم الرمي وهو أيضا يوصي عماله بتعليم أولادهم السباحة العوم فكتب إلى أمير الشام وعلموا صبيانكم الكتابة والسباحة وعلى الدرب سار أنس رضي الله عنه وهو من تربى في بيت النبي صلى الله عليه وسلم فكان يشرف بنفسه على تدريبات الرماية لأولاده ويصوب خطأهم إمام مسجد الشهداء بوروبة
العناية بالبدن وبناء الأجسام القوية يعد مقصدا من مقاصد الشريعة الغراء ولهذا نجد في السنة اهتمام الإسلام بإعداد الإنسان المؤمن القوي بدنيا ونفسيا واجتماعيا قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير رواه أحمد
وبحضور السفير إدريس الجزائري ورئيس مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي الدكتور حنيف القاسم ومحافظ سافوا العليا بيير لامبرت ورئيس البلدية جان لوك ريغوت وسفير الجزائر في فرنسا عبد القادر مسدوة وقنصل الجزائر في غرونوبل فرحات شباب وممثلي الدبلوماسيين والقناصلة المعتمدين في فرنسا ولدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف وغياب رجل الأعمال الجزائري الجيلالي مهري لأسباب خاصة افتتح أمس الأول جوان مسجد الأمير عبد القادر في آنسي الواقعة ضمن مقاطعة سافوا والتي تبعد عن العاصمة باريس بحوالي كلم فيما لا تفصلها عن جنيف السويسرية سوى كلم وشهد افتتاح المسجد إقبالا كبيرا من الإعلام الفرنسي وسط حضور لافت للمسلمين وغيرهم حيث ألقى كل من سماحة السيد علي الهاشمي المستشار الشرعي والقضائي لرئيس دولة الإمارات والسفيرة نسيمة بغلي ممثلة منظمة التعاون الإسلامي في جنيف والرئيس الفخري لجمعية المستقبل الجديد السفير إدريس الجزائري ورئيس البلدية جان لوك ريغوت ورئيس الجمعية أحمد كربوعة كلمات وركزوا فيها على إشاعة التسامح ومساعدة الشباب وعلى تجنب العنف والتطرف والإرهاب مع التركيز على العيش المشترك واحترام كافة الأديان الممثلة في المجتمع على أساس أن المسجد هو مكان للانفتاح وليس للتطرف ويستوعب المسجد الجديد حوالي مصل بما في ذلك أكثر من مائة امرأة ويمكن زيادة المساحة ليشمل المسجد ما لا يقل عن مصل ويحتوي على قاعة مؤتمرات يمكن أن تضم شخص و فصول دراسية في كل فصل طالبا وتبلغ مساحة كل هذه الأماكن متر مربع في واحدة من أجمل المناطق في آنسي المدينة التاريخية والسياحية والساحلية حيث توجد ألف عائلة مسلمة في المنطقة ستستفيد من خدماته وحسب متابعين يعد مسجد الأمير عبد القادر أهم مبنى إسلامي في منطقة سافوا وسافوا العليا تم بناؤه على الطراز الإسلامي والهندسة الحديثة على شكل مستطيل ويحتوي على ثلاثة طوابق مع ملامح العمارة الغربية ويحمل اسم رمز عالمي للتسامح بين الأديان في رسالة مهمة تدل على مدى التسامح الديني الذي أرساه الأمير عبد القادر الحسني الجزائري وقال السفير إدريس الجزائري إن هذا المسجد رأى النور بعد ثلاثة عشر عاما من النضال ضد المعارضة المناهضة للإسلام وللمشروع موضحا أن هذا الأمر وصل إلى حد اللجوء إلى محكمة النقض لمحاولة إفشال عملية بناء مسجد يحمل اسم رمز عالمي للتسامح بين الأديان وتابع وفي نهاية المطاف تكللت الجهود الدؤوبة التي بذلها السكان المسلمون بالنجاح في سافوا العليا وأكد السفير إدريس الجزائري باعتباره الرئيس الفخري لجمعية المستقبل الجديد التي تدير المشروع بمساعدة رئيسها السيد أحمد كربوعة ومجلس الإدارة برمته أن رجل الأعمال الجزائري الجيلالي مهري قدم إسهاما كبيرا في هذا المشروع منذ عدة سنوات وهو أحد المانحين الجزائريين القائمين على أعمال الخير بالإضافة إلى الإسهام المادي الكبير للعائلات من المغرب العربي المقيمة في سافوا وسافوا العليا وأغلبهم من المتقاعدين المتواضعين وأغلبيتهم من الجزائريين لتشييد هذا الصرح بينما تولت الجزائر تعيين إمام جزائري يتمتع بشعبية كبيرة هناك وأشار المتحدث إلى أن العجز المتبقي تمت تغطيته بواسطة مساهمة خيرية قدمها مواطنو دولة الإمارات العربية المتحدة والرئيس الفخري إدريس الجزائري يذكر أن مصمم هذا الصرح المهندس هو المهندس الجزائري محي الدين بن يوسف يجمع في أسلوبه بين الحداثة والتقليد وقد بني على موقع مسجد صغير وقديم وكان الأقدم في فرنسا بعد الجامع الكبير في باريس
افتتح الرئيس الفخري لجمعية المستقبل الجديد في مدينة سافوا الفرنسية السفير إدريس الجزائري الثلاثاء الماضي مسجد الأمير عبد القادر في مدينة آنسي الواقعة في الجنوب الشرقي لفرنسا ضمن مقاطعة سافوا
وفي بيان له أشاد المجلس الإسلامي الأعلى بالفتوى الأخيرة الصادرة عن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية خامنئي بتحريم التعرض للصحابة رضوان الله عليهم و الإساءة لهم بالسب و الشتم باعتبارهم حواري رسول الله صلى الله عليه و سلم و التأكيد على حرمة النيل من نسائه أمهات المؤمنين وأعرب المجلس عن تأييده لهذه الفتوى الصادرة عن المرجع الأسمى للشيعة مباركا هذا المسعى الرامي إلى توحيد الأمة وجمع كلمتها ولم شعثها في مواجهة هذا السلوك المشين من سباب وشتم ولعن وطعن لسلفها الصالح مشددا على أن الفتنة أشد من القتل
شدد المجلس الإسلامي الأعلى اليوم الإثنين مجددا على تحريم التعرض لصحابة رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم وحرمة أمهات المؤمنين الأمر الذي يعد اعتداء صارخا على حضرة النبي الكريم و مخالفا للإيمان
لقد رأينا كثيرين ممن تسبب إهمالهم في كوارث أودت بحياة الناس أو أهلكت أموالا وممتلكات لهم لا يستحون أن يقتصر تعليقهم على ما وقع وقد يكون فاجعة كبيرة أو كارثة مبيرة مكتوب والله غالب وهذا سوء أدب مع الله عز وجل واستخفاف بعقول الناس وتوظيف للمعاني الدينية في غير محلها وتهرب فج من المسؤولية وتبرأة لساحة المقصرين أو المجرمين أطرق هذا الموضوع بعد الفيضانات الأخيرة التي شهدتها العديد من ولاية الوطن والتي اتفقت كلمة الجميع على أن السبب الذي فاقم من آثارها وخسائرها هو التقصير في تهيئة المدن وشبكات صرف المياه فيها والتفريط في إنجاز ما يجب إنجازه لتلافي مثل هذه الحوادث وعدم إتقان إنجاز مشاريع البنية التحتية وبعد تبادل التهم وتحميل كل طرف المسؤولية لغيره وكأن ما حدث أمر هين في الوقت الذي يحفظ الجميع قول الفاروق عمر رضي الله عنه لو أن بغلة تعثرت في العراق لسئل عنها عمر فكيف بموت إنسان فكيف بموت أناسي فمسؤولية من ما حدث لا يجادل عاقل بأن مسؤولية ما حدث متعددة ومتسلسلة وهي تبدأ من محطات يغفل عنها كثيرون وأولى هذه المحطات والتي هي السبب الأول فيما حدث ويحدث عملية إقامة الصفقات العمومية التي يقع فيها كثير من الأحيان فساد مالي كبير ومحسوبية مفضوحة يؤديان إلى تولي مهام الإنجاز من ليس بكفء أو ليس بأمين ثم تأتي بعدها محطة الإنجاز حيث يغيب الإتقان وتظهر صور خيالية للتحايل ولسوء الإنجاز وإذا كان الحديث المشهور يقرر إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه فمفهوم المخالفة المستفاد منه إن الله يبغض من عمل عملا ولم يتقنه ثم تأتي بعدهما محطة المراقبة التي من المفروض أن تكون ضمانا لجودة الإنجاز لكن للأسف أن الفساد يذهب بأهمية هذه المحطة بل يجعلها محطة خطيرة لإفساد ما ينجز ثم تأتي بعد ذلك محطة المسؤولين المحليين ثم المسؤولين الذين فوقهم ثم الذين فوقهم إلى أعلى مسؤول وكلكم راع ومسؤول عن رعيته والإثم يقسم بالعدل على الجميع فبحسب حجم المسؤولية يكون النصيب من الإثم والذنوب إن عدم القيام بالمسؤولية والتقصير فيها وعدم إتقان العمل وخاصة في المشاريع العامة هو جريمة ومعصية وإني لأعجب لامرئ ينام ملء جفونه وهو قد قصر في مسؤولية ونتج عن تقصيره إضرار بالناس وممتلكاتهم وإني لمقاول أو عامل ينام مرتاح البال وهو قد غش في عمله واحتال ولم يتقنه ونتج عن ذلك إضرار بالناس وممتلكاتهم والأعجب من ذلك أن هذا الإضرار وما يترتب عليه من ذنوب وآثام قد يحدث بعد أعوام من إنجاز العمل وقد يحدث طيلة أعوام وقد يحدث بعد موت المتسبب فيه فأعظم بها من معصية وأعظم بها من جريمة وأعظم به من تفريط وتقصير وأعظم به من تضييع للأمانة نعم إن اشتراك جماعة في عمل أو مسؤولية يحملهم جميعهم أوزارها إن كانت معصية وضررا بغض النظر عمن كان متسببا فقط ومن كان مباشرا إذا تعادلت قوة التسبب والمباشرة أو اعتدل السبب والمباشر بأن تساوى أثرهما في الفعل كمن اشتركوا في قتل إنسان فإنهم يقتلون جميعا حتى قال عمر الفاروق رضي الله عنه لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم به جميعا وهكذا اشتراك جماعة في الفساد والتفريط يجعلهم جميعا مسؤولين مأزورين آثمين فلا يقلن أحد أنا مجرد عامل بسيط لا أخذ حقي كاملا فلماذا أبالي للإتقان وإجادة العمل فالمسؤول هو الذي يتحمل الإثم والوزر بلى سيتحمل المسؤول المقصر وزره كاملا بقدر مسؤوليته وسيتحمل العامل البسيط المقصر وزره كاملا بقدر مسؤوليته أيضا وفي شبيه من هذا قال الحق سبحانه ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
لا تحدث الأحداث هكذا اعتباطا بل جعل الله جل في علاه لكل حادث محدثا ولكل مسبب سببا ومن هنا جاءت مسؤولية الإنسان على أشياء كثيرة تقع في حياة الناس ويتهرب المقصر الذي كان تقصيره سببا فيها بتحميل المسؤولية للأقدار والظروف
ويهدف المؤتمر العالمي إلى تعزيز توافق دولي في الآراء والتشجيع عليه استنادا إلى مبادئ الإنصاف وعدم التمييز والشمولية والتضامن وتجاوز التقسيمات الدينية والعرقية والوطنية واللغوية وعليه فإن هذا المؤتمر يؤكد التزامه بإعلان الأمم المتحدة العالمي لحقوق الإنسان الذي يحتفل بالذكرى السبعين لتأسيسه وبجدول أعمال الأمم المتحدة لعام بشأن التنمية المستدامة لتعزيز السلام والاحترام المتبادل والتفاهم عبر الثقافات والأجيال وشدد البيان الختامي على العمل المشترك لجميع الزعماء الدينيين وقادة المجتمع لرفض استخدام الأديان كأداة مع تعزيز معانيها الأصيلة والقيم العالمية المشتركة إلى جانب تعزيز التكامل المتناغم بين جميع شرائح السكان في المجتمعات المرنة والشاملة وطالب القادة الدينيون بلدان العبور والبلدان المضيفة على حد سواء الحفاظ على تراثها المتنوع العرقي والثقافي والديني وإتاحة الفرص لإدماج المهاجرين واللاجئين والمشردين داخليا بالإضافة إلى تعزيز التعليم حول الحقوق المتساوية ومن خلالها ومن أجلها تطوير التعليم المدرسي والتعليم المستمر وإصلاح طرق التدريس ومن أجل هذا طالب المشاركون في المؤتمر العالمي بمجموعة من الإجراءات لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات وهي عقد مؤتمر القمة العالمي للقادة الدينيين ورجال الدولة والمجتمع المدني من أجل النهوض بحقوق المواطنة المتساوية دوريا تحت رعاية الأمم المتحدة إلى جانب إنشاء فرقة عمل دولية بحقوق المساواة في المواطنة على أن يكون لديها آلية لاستعراض التنفيذ مدتها خمس سنوات وتتكون من جملة أمور من الحكومات والمنظمات الحكومية والدولية والمنظمات غير الحكومية القائمة على أساس ديني وكذا إدراج بند خاص في تقرير حالة الاستعراض الدوري في سياق مجلس حقوق الإنسان عن التقدم المحرز نحو تنفيذ حقوق المواطنة المتساوية من جانب جميع الأشخاص ذوي النوايا الحسنة باعتبارها الوسيلة الأساسية للتحرك عالميا نحو التماسك الاجتماعي من خلال عقد اجتماعي توافقي وشامل للجميع
طالب المشاركون في المؤتمر العالمي الأديان والمعتقدات ونظم القيم تضافر الجهود من أجل تعزيز حقوق المواطنة المتساوية في ختام أشغالهم أمس القادة السياسيين والمدنيين ب إشراك القادة الروحيين في عملية تعزيز المعرفة الدينية المتبادلة وتطبيق المبادئ الأخلاقية في السياق المحلي والإقليمي مع التأكيد على إنفاذ جميع حقوق وواجبات الشعوب على أساس استحقاقهم للحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية إلى جانب احترام حرية الدين داخل البلدان وفيما بينها
كان المفترض فينا أن نوجه اهتمامنا إلى إصلاح حالنا وتقويم وضعنا حتى نرتفع للمقام الذي أراده الله لنا وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا فالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ذكر لنا هذه العلامات إنذارا وإقامة للحجة وتعليما وإتماما للبيان لا لنتخذها أسمارا وقصصا وروايات ومهما كان الأمر فلا بد أن ننتبه عند الكلام على أشراط الساعة إلى أمرين مهمين الأول صحة الحديث لأن أشراط الساعة من قضايا العقيدة التي لا يقبل فيها الحديث الضعيف والثاني صحة فهم الحديث التي على أساسها يمكن تنزيله على الواقع والتمثيل له بالأحداث الجارية وهذا الأخير يزل فيه كثيرون ويخطئون بتحميل الحديث ما لا يحتمل وتأويله بما لا يشبه والحقيقة أن أشراط الساعة وعلاماتها التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم فيها إشارات هامة لقضايا واقعية ستواجه الأمة الإسلامية والبشرية وليست عجائبية خارقة في عمومها اللهم إلا العلامات الكبرى المعروفة أما غيرها من العلامات الصغرى فهي في الغالب حديث عن تغيرات جذرية تصيب المجتمعات البشرية كما ستوضحه الأمثلة التي سأذكرها ثم هي ليست مخالفة شرعية أو سلبية كلها فمنها ومنها والأصل أن العلم بأشراط الساعة يصنع الوعي لدى المسلم بالتطورات التي تحصل للمجتمعات وما يستتبع ذلك من تغيرات قد تكون حادة وجذرية حتى يهتم بها ملاحظة ودراسة واستفادة ولكن للأسف سوء تناولها من بعض الدعاة وبعض المتكلمين في الدين جعلها وسيلة لتغييب الوعي إذ كلما تشتد أزماتنا كلما يكثر الكلام على علامات الساعة بل يتبارى بعضهم في الإتيان بتفسيرات وتأويلات لبعض الأحاديث والآثار حتى يسقطها على الزمن الحالي وكأني ببعضهم يبحث عن الإثارة والخبطة الإعلامية في ذلك كتفسير بعض الدعاة لحديث الملحمة الذي يرويه مسلم في صحيحه لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق على أن المقصود به ما يجري الآن في سوريا رفع الله البلاء عن أهلها ولا علاقة قطعا للحديث بذلك إذ هو يتحدث عن نزول عيسى عليه السلام وخروج الدجال وغير ذلك مما سيكون في آخر الزمان كما أخبر الصادق المصدوق صلى عليه الله وسلم وهكذا بدل أن توظف علامات الساعة وأحكام الدين لتحريك الناس إيجابيا لإصلاح حالهم وتحسين وضعهم توظف أشراط الساعة لتيئيس الناس من الإصلاح فما فائدة الإصلاح والساعة وشيكة وما فائدة التغيير والساعة قد أزفت هذا مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعثت أنا والساعة كهذه من هذه أو كهاتين وقرن بين السبابة والوسطى رواه البخاري وقد مرت قرون كاملات منذ بعثته عليه السلام التي هي بذاتها علامة من علامات الساعة إنه لا بد من فقه علامات الساعة وفهمها كعلامات للتحولات الجارية في حياة الناس وفي ضوء سنن الله في الحياة لأنها في الغالب إشارات للتغيرات التي تحصل فيها كما هو واضح في الأمثلة التالية فقد جاء في الحديث والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش وقطيعة الرحم وسوء المجاورة ويخون الأمين ويؤتمن الخائن رواه الحاكم ولا يخفى أن هذه الموبقات الاجتماعية موجودة في حياتنا وجاء في حديث آخر لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل وحتى يتطاول الناس في البنيان وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه رواه البخاري وهذا الحديث واضح في الكلام على نمط الحياة المسيطر الآن فتقارب الزمان من معانيه تطور وسائل النقل وتقريب المسافات وظهور الفتن وكثرة القتل إشارة إلى النزاعات الدولية التي لا تتوقف بسبب النظام العالمي الظالم والتطاول في البنيان إيماءة إلى المدن العالمية الجديدة المليونية في ساكنتها التي تعتمد على بناء ناطحات السحب وجاء في حديث آخر أيضا إن بين يدى الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة وقطع الأرحام وشهادة الزور وكتمان شهادة الحق وظهور القلم رواه أحمد وفيه إشارات جليلة حيث أن تسليم الخاصة إشارة للأحياء والمدن الكبيرة التي لا يتعارف فيها كل الناس فيكون السلام بين من يتعارفون خاصة وفشو التجارة إشارة إلى انتشار المحلات التجارية بين السكنات بعد أن كانت التجارة قديمة حكرا على أسواق محدودة مكانا وزمانا وظهور القلم المقصود به انتشار التعليم وانتشار الكتابة التي كانت قديما حكرا على نسبة ضئيلة في المجتمع وأخيرا ما هذه الأحاديث إلا نماذج ذكرتها بحسب ما يسمح المقام وتتبع الأحاديث الشريفة الواردة في هذا الباب سيؤكد هذه القضية بشرط فقهها فقها صحيحا وفهمها فهما قويما إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
إنه لمن المؤكد أنه لا يشرفنا نحن المسلمون أن تقوم علينا الساعة في هذا الوقت وعلى هذه الحال ولا يخفى ازدياد اهتمام الناس بالكلام على الساعة وعلاماتها وأشراطها ربما بسبب الزعازع التي تعصف بالأمة محنا وفتنا وربما إشباعا لحاجة فضول التطلع إلى المستقبل التي جبلنا عليها وربما هروبا من الواقع وتكاليفه وربما استرواحا إلى الأخبار العجيبة وربما وربما
إن الوظيفة العامة في الإسلام هي مصلحة من مصالح المسلمين ومعلوم أنه لا يجوز إلحاق الضرر بالمسلمين بأي حال من الأحوال لقوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار والموظف العام ركيزة أساسية في أي دولة حديثة فالدولة كشخص معنوي لا يمكن لها أن تستقيم بلا عناصر بشرية تسير بها أعمالها والموظف العام وسيلة تعبر بها الدولة عن إرادتها ولسان ينطق برغبتها ويد قوية تقدم بها خدمات المرافق العامة وتحقق بها سيادتها وسلطانها وإن إساءة استعمال السلطة ليس أمرا حديثا بل هو موجود في كل عصر من العصور وفي كل مجتمع من المجتمعات إذ إن هذه الجريمة مرتبطة مع وجود السلطة نفسها وإذا كانت السلطة لها حدود ثابتة فإن تجاوز هذه الحدود يعني إساءة استعمالها وبالتالي انحرافها عن الهدف ولهذا أوجبت التشريعات والأنظمة السماوية والوضعية ضرورة الالتزام بالحدود الواجبة والمقررة لكل سلطة وفي الشريعة الإسلامية نجد أن الإسلام جرم هذا الفعل قبل أي نظام آخر حيث منع الظلم والإضرار بالناس ومنع الاعتداء على الحقوق ومنع أكل أموال الناس بالباطل وحرم الكسب الحرام بأي صورة تم تحقيقه ونهى عن الغش والخداع وأقر مبدأ تفضيل المصلحة العامة على المصالح الخاصة وتعامل مع الوظيفة من منطلق كونها أمانة وعد استغلالها أو إساءة استعمالها خيانة لهذه الأمانة كما عد القيام بالواجبات المنوطة بالشخص من قبيل البر والتقوى الذي يأمر به المولى سبحانه وتعالى بقوله وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان وعليه فإن أي تفريط في العمل وتضييع للواجبات وإساءة في استعمال المهام أو استغلالها لمنافع شخصية فهو من قبيل التعاون على الإثم والعدوان كما أن استغلال الوظيفة لتحصيل أغراض مشينة يعد من الفساد الذي نهى عنه الله سبحانه ولقد أمر الله تبارك وتعالى بالإصلاح ونهى عن الفساد فقال عز من قائل وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين وقال تبارك وتعالى وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون وقال سبحانه ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وقضى تبارك وتعالى بعدم صلاح أعمال المفسدين وبين بغضه للفساد وأهله فقال سبحانه ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين وقال سبحانه إن الله لا يصلح عمل المفسدين وما من عمل يتبوؤه المرء إلا وتنشأ عنه له حقوق ويفرض عليه واجبات واستغلال المرء لموقعه من وظيفته تجاوز للحقوق التي يخولها عمله له وأخذ الإنسان ما لا يستحقه وتقصيره في الواجبات التي رتبتها وظيفته عليه مما حرمته الشريعة الإسلامية فاستغلال المرء نفوذا ليس له هو من قبيل التدليس والكذب والتزوير وكل ذلك محرم فإذا كان للحصول على المال أو المنفعة فإن ما يحصل عليه من ذلك محرم لأنه رشوة وهي محرمة وتقصيره في واجبات العمل تقصير فيما أوجبه الشارع عليه فيكون آثما بذلك ولا يحل له أخذ الأجر لقاء ما قصر فيه لأنه لم يؤده على الوجه المشروع ونصوص الشرع تشهد بحرمة هذا الاستغلال من ذلك ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا لجمع الصدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدي لي فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وقال ما بال عامل أبعثه فيقول هذا لكم وهذا أهدي لي أفلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمه حتى ينظر أيهدى إليه أم لا والذي نفس محمد بيده لا ينال أحد منكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه بعير له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه ثم قال اللهم هل بلغت مرتين الرغاء والخوار وايعار صوت هذه الدواب وهذا الوعيد دليل على حرمة استغلال الموظف وظيفته في جني المنافع الخاصة مادية كانت أو معنوية وتشهد آثار السلف بعدم استغلالهم لمواقعهم من ذلك أن ابنا عمر خرجا في جيش إلى العراق فلما رجعا مرا على أبي موسى الأشعري أمير البصرة فأسلفهما مالا مستحقا لبيت المال ليسلماه إلى أبيهما ثم كتب إليه أن يأخذه منهما فلما قدما باعا وربحا فيه ودفعا رأس المال إلى عمر فقال أكل الجيش أسلفه مثل ما أسلفكما قالا لا فقال ابنا أمير المؤمنين فأسلفكما أديا المال وأديا ربحه فأشار عليه بعض الحضور أن يجعله مضاربة فأخذ رأس المال ونصف ربحه وأخذ ابنا عمر نصف الربح وإن من أسباب هذا الفساد الإداري ضعف وازع التقوى فمن ضعف إيمانه وضعفت تقواه هان عليه اقتحام تلك المصائب والمعاصي والكبائر ولهذا من كان تقيا كان أقرب للبعد عن الوقوع في مثل هذه المحرمات لذا فإننا نحث الناس وأصحاب المناصب على تقوى الله تبارك وتعالى والخوف منه وبيان كمال مراقبته تعالى وأنه لا يخفى عليه خافية ويستشعروا يوم يقفون أمام الواحد الديان يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا منصب كلية الدراسات الإسلامية قطر
إن استغلال النفوذ والمناصب لتحصيل أغراض مادية ممنوعة أو شهوات محرمة لأمر خطير إذا ظهر في مجتمع من المجتمعات وخاصة فيما إذا استغل صاحب المنصب ضعف المرأة وقلة حيلتها كي يعتدي على شرفها أو كرامتها إن ذلك لعمري انحطاط في القيم ودناءة في السلوك والأخلاق يتطلب تدخلا عاجلا لإصلاح الوضع قبل استفحاله وحتى لا يظن أي مسؤول مهما علا منصبه أنه في منأى من العقاب والمتابعة
وحثوا أول أمس على إطلاق برامج ومبادرات حوارية بين الإسلام والغرب ودعوة رابطة العالم الإسلامي السعودية لتنظيم مؤتمر عالمي في هذا الخصوص يشمل كافة مسارات الحوار الملحة التي لا يزال كثير منها يمثل حالة فراغ كبيرة وأن يدعى له رموز العلم والفكر في الشرق والغرب وأن يستشرف المؤتمرون مستقبل العلاقة بينهما على ضوء السرد التاريخي وقراءته الواعية والمحايدة وطالبت شخصيات عالمية من قادة العلم والرأي ورموز العمل الديني والسياسي والاجتماعي في مؤتمر نيويورك الأفراد والمؤسسات المختصة لبذل كافة الجهود لتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي والإنتاج الفني لتعزيز التقارب الإيجابي بين الثقافات والحضارات بما يخدم المصالح المشتركة ويواجه حملات الكراهية والصراع لأسباب دينية أو عرقية أو ثقافية أو غيرها وثمنوا مبادرة رابطة العالم الإسلامي في دعم جهود الدمج الإيجابي لما يسمى بالأقليات الدينية والثقافية في مجتمعاتها الوطنية والتنويه باقتراحها بتسمية دولها بدول التنوع الديني والثقافي وفئتها الأقل عددا بفئة الخصوصية الدينية والثقافية باعتبار وصفها بالأقليات مسيئا إلى كيانها وهضما لحقها الوطني ويؤثر سلبا على برامج اندماجها الإيجابي ودعوا إلى إطلاق قافلة رسل سلام مستقلة عن أي تبعية سياسية يمثلون الديانات الثلاث لزيارة جميع الأماكن المقدسة في مدينة القدس والحوار مع الحكماء لدعم أي مشروع أو مبادرة من شأنها أن تسهم في إيجاد حل للقضية الفلسطينية التي يعول على الساسة الكبار في إنهاء مشروع حلها العالق وأوصى المؤتمرون رابطة العالم الإسلامي بتقديم مزيد من المبادرات والبرامج الهادفة المتضمنة لرؤية شاملة تراعي المصالح الإسلامية والأمريكية وتوازن بينها لتحقيق التعايش الآمن وإقامة شراكة عادلة تستثمر منجزات الحضارة الإنسانية إلى جانب دعم إنشاء مركز دولي للتواصل الحضاري في الولايات المتحدة الأمريكية يتمتع بالاستقلال التام لتعزيز التواصل الحضاري بين الأمم والشعوب لإطلاق مبادرات وبرامج فهم الآخر وتقبل سنة الخالق سبحانه في الاختلاف بين الأديان والثقافات
دعا المشاركون في ختام المؤتمر الدولي التواصل الحضاري بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية في دورته الثانية في مدينة نيويورك المؤسسات العلمية والفكرية في العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية ذات الصلة بالتواصل الحضاري إلى إطلاق برامج ومبادرات تعمق الحوار والتعاون البيني لتحقيق المصالح المشتركة وترسيخ مبادئ الثقة والوئام لمواجهة حملات الكراهية والعداء ولاسيما نظريات الصدام الحضاري ومعالجة كافة العوائق بما في ذلك العوائق المفتعلة بفعل الحواجز والنظريات الوهمية أو المبالغ فيها
ولدت البيروقراطية مع نشوء الدولة الحديثة المعززة بجيش ضخم من الموظفين ورجال الإدارة ذوي الاختصاص بالمهام الموكلة إليهم وأصبحت البيروقراطيات سببا في الشكوى والتذمر من تعقيدات الأنظمة الإدارية ومن بطء سير العمل وتستعمل البيروقراطية الإدارية اليوم وكأنها مرادفة للتعقيد والبطء الإداري والتعثر في العمل إن محاربة البيروقراطية واجتثاثها أمر مطلوب فهو نقيض الإتقان الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه وهو مخالف لتطلعات المجتمع الرامية إلى التطور الدائم ومحاكاة النماذج المتقدمة في كثير من الأمم والشعوب وهو أيضا مفسد لصورة المجتمع وسمعته ليس في الداخل فحسب بل في الخارج متمثلا بالنظرة السلبية للزائر أو المستثمر الأجنبي التي سيحملها معه كخبرة محسوسة شاهدها وأبصرها ولو تأملنا قليلا نجد أن العمل الإداري قائم على أساس التسهيلات اللازمة والخدمة المقدمة بأبسط أشكالها لا بأساليب معقدة تؤدي إلى تذمر المواطن أو التشبث بالأفكار التقليدية القديمة وبالأنماط الجامدة للإدارة وباللوائح والتعليمات الشكلية والتي عفى عنها الزمن وهذا ما نلاحظه من خلال مراجعاتنا الميدانية والتجربة المريرة في مراجعة دوائر الدولة حيث يواجهنا الروتين الجاف الذي يتم تطبيقه بخصوص تقديم الطلبات وارتباط عمل هذه الدائرة مع دوائر أخرى وكل دائرة تطلب منك حزمة من الأوراق والشهادات كان بالإمكان اختصارها وتقليلها وكل هذا يتطلب وقتا طويلا وجهدا مضاعفا يقضي المواطنون جزءا كبيرا من أوقاتهم في الركض وراء استخراج الأوراق الإدارية وتشكيل الملفات الثقيلة في عملية أضحت هاجسا مرعبا لأصحابها الذين ينتهي بهم الأمر في أغلب الأحيان إما للإصابة بالسكري وارتفاع الضغط أو بأزمات قلبية نتيجة تنقلهم من مصلحة إلى مصلحة ومن دائرة إلى أخرى في رحلة استخراج أوراق لا تنتهي كما يشتكي العديد من المواطنين من كثرة الأوراق التي تتطلبها الملفات الإدارية خاصة وأنها تستغرق وقتا طويلا في استخراجها مما يضطر المواطن إلى التغيب عن عمله فأضحت البيروقراطية تمثل عبئا ثقيلا على المواطن العربي الذي يواجه صدا وتأخيرا في مصالحه نتيجة المرور بعدة مراحل لإنهاء مصلحة ما أو استخراج وثيقة أو حتى بعث مشروع خاص فالسلبيات التي يوجدها الروتين داخل مؤسساتنا عديدة ترتبط بالفرد وبالإدارة ونذكر هنا بنوع من التعقيد وهو ذاك الذي يهدف إلى استنزاف جيوب المواطنين وإثقال كاهلهم بتكاليف وأعباء مالية وحسب تقرير صادر عن البنك الدولي فإنه توجد العديد من العوامل التي تساهم في تعثر استكمال المشاريع في القطاع الخاص في الدول العربية ومن بينها الرشوة والفساد والبيروقراطية وقد فسر العديد من المحللين تراجع النمو الاقتصادي بعسر الحصول على الخدمات والتسلسل الإداري الروتيني الذي أصبح يميز الإدارات في جميع الدول العربية ماعدا دول قليلة تصنف عالميا في سهولة ممارسة النشاط الاقتصادي إلى جانب ما تسببه البيروقراطية الإدارية من تأخر في إجراءات قضاء مصالح المواطنين في الدول العربية فهي تمثل مدخلا يستغله الكثير من الموظفين في الحصول على عمولات ورشاوى مقابل التسريع في استكمال الإجراءات في أسرع الآجال إن تعقيد الإجراءات الإدارية وسوء استخدام الروتين قد يدفع ببعض المواطنين إلى استخدام الأساليب غير المشروعة من أجل الحصول على خدمة ما أو إنجاز بأقل جهد أو كلفة وإن إصلاح هذا الوضع يبدأ بتطوير التشريعات والقرارات التي تحكم عمل الجهاز الإداري داخل المؤسسة أو المصالح الحكومية فكثير من التعقيدات البيروقراطية التي تعطل العمل ناتجة عن بعض مواد التشريعات المنظمة للعمل فمن المهم إعادة صياغة كافة القوانين والأنظمة والقرارات التنفيذية الجامدة والتي غالبا ما تعود لفترات ماضية قد تصل لقرن أو خمسين عاما وأصبحت تحتاج إلى تعديل جذري فالتغيير يعني كسر الجمود وترك مساحة واسعة من المرونة تسمح للنظام بالكامل أفراد ومؤسسات بأخذ خطوات من التطوير والنجاح والوصول إلى بناء تنظيمي يسمح للأفراد والمؤسسة أن يتحركوا نحو أكبر قدر من المرونة دون الإخلال أو التفريط وإننا بحاجة لتغيير الثقافة الإدارية السائدة بالأجهزة الحكومية والمؤسسات والشركات من القاعدة إلى القمة والتحول إلى الإدارة الإلكترونية التي تختصر الكثير من الإجراءات والتعقيدات التي يتأذى منها المواطن وقد حان الوقت الذي نحلم فيه جميعا بما يسمى الحكومة الإلكترونية لإنهاء التعقيد والروتين الذي تعرفه إداراتنا ومؤسساتنا الرسمية ولأننا بحاجة إلى رجال تنبض قلوبهم بالوطنية الحقة والقيام على خدمة المواطن وتسهيل طلباته من أجل إرضاء المواطنين وأداء المهمة بمهنية وبتفان تطبيقا لما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر قوم من أمتي يوم القيامة على منابر من نور يمرون على الصراط كالبرق الخاطف نورهم تشخص منه الأبصار لا هم بالأنبياء ولا هم بالصديقين ولا الشهداء إنهم قوم تقضى على أيديهم حوائج الناس
يعرف الروتين الإداري في أي مؤسسة أو دائرة بأنه الحالة العملية الإجرائية التي تنفذ من خلالها أهداف وواجبات ومسؤوليات العمل بصورة بطيئة بسبب اعتمادها على أساليب وأنماط تفتقر إلى روح التجديد وعدم الإحساس بأهمية الوقت مع التقيد الحرفي بنظم تعيق العمل وتؤخره وتربكه وتطيل من أمد الانتظار بين يدي مسلسل التوقيعات والإجراءات التي يمكن اختصارها بوسائل التقنية حرصا على السرعة والجودة والالتزام
وأوضح ذات المصدر أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تنبه إلى ورود أخطاء في المصحف الموسوم مصحف الحاذق الصغير الذي ضبطه ونسقه عبد المجيد رياش ونشرته دار ابن الحفصي للطباعة والنشر لصاحبها عبد المجيد رياش لذلك تطلب الوزارة من جميع أئمة المساجد يضيف البيان سحبه من رفوف المصاحف وتدعو جميع أساتذة القرآن الكريم في المدارس القرآنية والزوايا إلى منع تداوله بين الطلاب وأكد ذات المصدر أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لدى جميع الجهات ذات الصلاحية لمنع هذا المصحف من التداول وسحب رخصة طبعه
دعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف اليوم الخميس إلى سحب النسخ المتداولة من المصحف الشريف الموسوم مصحف الحاذق الصغير الذي ضبطه ونسقه عبد الحميد رياش بسبب ورود أخطاء فيه حسب ما أفاد به بيان للوزارة
وأوضح الوزير عبر صفحته في الفايسبوك أن هذه الحصيلة هي الأعلى التي يحققها صندوق الزكاة منذ إنشائه عام متجاوزا رقم السنة الماضية بما يقارب ملايير سنتيم مضيفا أن هذه الحصيلة تعكس الثقة المتزايدة التي بات يحظى بها لدى أهل الفضل ويعكس فعالية القائمين على المشروع وإخلاصهم وحسب الأرقام المقدمة فإن صندوق زكاة ولاية قسنطينة يتصدر قائمة حصيلة زكاة الأموال هذه السنة بمبلغ مليون دج أمام ولايتي الجزائر وسطيف بينما تتصدر ولاية أدرار حصائل زكاة الزروع والثمار بمبلغ يزيد عن مليون دج وتتصدر سطيف حصيلة زكاة الفطر بأزيد من مليون دج وأشار الوزير إلى أن هذه الحصيلة قد تم توزيعها كلية على العائلات المحتاجة على مدار السنة مع مساهمة رمزية في تغذية صندوق الزكاة المركزي الذي شارك هو الآخر في مبادرة محفظة اليتيم وفي التكفل بالمتضررين من فيضانات بئر الشهداء بولاية أم البواقي يذكر أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف قد حددت نصاب زكاة النقود وعروض التجارة لهذا العام بخمسمائة وأثنان وخمسون ألفا وخمسمائة دينار جزائري دج
بلغت الحصيلة الرسمية لصندوق الزكاة في عام هجري الموافق ل ميلادي مليار دج حسب ما أعلن عنه وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى
وعقد المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة أمس في أبوظبي أول اجتماع لأمانته العامة لعرض خطة عمله التنفيذية وأنشطته المقررة للعام الأول حيث اختار شعارا يتمثل في الآية القرآنية وقولوا للناس حسنا لتكون منطلق التعاون مع المؤسسات الإسلامية فيما بينها وبين دولها التي يجب أن تتحكم في السلوك وتعزز من قيم المواطنة والتعددية الثقافية والانتماء للوطن والدفاع عن أمنه وسلامته وتتمثل رسالة المجلس في الشراكة مع الآخر من أجل سلامة الأوطان وأمنها وليست بديلا لأي من المؤسسات الفاعلة ميدانيا داخل مجتمعاتها المحلية أيا كان نطاق عملها ولكن المهم تفعيل الدور الحضاري للمجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية وحددت خطة المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة في النهوض بالدور الحضاري للمجتمعات المسلمة والقيام بتنفيذها والعمل على تجديد الخطاب الديني المعتدل والارتقاء بتدبير الشأن الديني والإمامة والإفتاء والتعليم أبناء المسلمين والخروج بفقه التعارف على نحو متكامل ومؤصل تأصيلا نظريا وتطبيقيا كما أنه سيعزز مفهوم المواطنة ونشر قيمها لدى أبناء المجتمعات المسلمة وتحقق دمج تلك المجتمعات في محيطها وتحصينها فكريا وروحيا وحمايتها من التميز وكشف المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة عن مجموعة من البرامج لسنة تمثلت في عقد مؤتمرات إقليمية لدراسة قضايا المجتمعات المسلمة في القارات الخمس وكذا ندوات دولية في دولة المجتمعات المسلمة تتناول بالتحليل القضايا ومواضيع المجتمعات المسلمة لوضع رؤى مشتركة مع القيادات الإسلامية وشركائها في أوطانها وقاراتها من صناع الرأي والسياسة ورجال الدين إضافة إلى عقد حلقات نقاشية في دول المجتمعات المسلمة تجمع خبراء لاقتراح آليات تفعيل بنود الميثاق العالمي للمجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية
أعلن أمس في العاصمة الإماراتية أبوظبي تأسيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة انطلاقا من الرسالة الحضارية لدولة الإمارات الهادفة إلى نشر ثقافة السلم لتحقيق الأمن المجتمعي واستلهاما لمبادرتها الدولية الرائدة في مجال ترسيخ قيم العيش المشترك والاحترام المتبادل بين شعوب العالم ويضم المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة الذي يعمل على تعزيز قيم الاعتدال والحوار والتسامح والانتماء للوطن ونشرها مع نبذ التعصب الديني والكراهية للآخر مؤسسة إسلامية في حين تتشكل أمانته العامة من عضوا يمثلون المجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية في شتى أرجاء العالم والذي سيجتمع مرتين سنويا
هذا ما جعل الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله يقول عن الولايات المتحدة التي تمثل النموذج المثال لهذه الحضارة قال حين وصلت للولايات المتحدة بلد الحرية والديمقراطية سنة وجدت نفسي كارها لما حولي إذ أحسست أني وصلت إلى سوق كبير وبرغم حبي لكثير من الأمريكيين فهم شعب طيب نشيط متفتح الذهن فإني وجدت النظام المهيمن يجهض إنسانيتهم ويخاطب أحط ما في الإنسان وأحط ما في الإنسان هو ما عبرت عنه بأنه يقاد من بطنه وفرجه ولقد وقفت طويلا عند قول الله عز وجل في سورة الجمعة وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين لما رأيت الآية تتكلم بوضوح على التجارة واللهو كإشارة إلى النزعة المادية ممثلة في عموديها الأساسيين الاستهلاك التجارة والترفيه اللهو وهما الجانبان اللذان تضخما في ظل الحضارة الغربية المادية وهما أقوى سببين صرفا الناس عن الحق والهداية وصرفا البشر عن القضايا الهامة في حياتهم إلى الانغماس في طلب الكماليات والاهتمام بسفاسف الأمور كما هو واضح من إشهارات الشركات الكبرى التي تدفع الناس إلى شراء ما لا يحتاجون وإلى الحرص على نمط عيش لا ينفعهم ومن الاهتمام الكبير بنجوم الفن واللاعبين والمبالغ الخيالية التي يجنيها هؤلاء من نشاط لا فائدة حقيقية وراءه فاقتصاديات السينما واقتصاديات كرة القدم مثلا بلغت أرقاما خيالية مع أنهما من القطاعات غير الإنتاجية التي لا تنتج ثروة ولا تنتج ما يحتاجه الناس بل تستهلك الثروة وتضيع أوقات الناس وتشغلهم بما لا ينفعهم إن هذه الآية العظيمة تتحدث عن واقعة وقعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الدعاة وإمامهم حيث كان قائما على المنبر يخطب يوم الجمعة فأقبلت قافلة من الشام تحمل ميرة ومؤنا لأي مواد تموينية مختلفة قال مجاهد وكان من عرفهم أن تدخل قافلة الميرة بالطبل والمعازف والصياح سرورا بها فدخلت القافلة بمثل ذلك فانفض أهل المسجد إلى رؤية ذلك وسماعه وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على المنبر ولم يبق معه غير اثني عشر رجلا قال قتادة بلغنا أنهم فعلوا ذلك ثلاث مرات لأن قدوم العير كان يوافق يوم الجمعة إذا استطاع تأثير التجارة واللهو أن يجذب بعض من كان في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشغلهم عنه وعن الخير الكبير الذي فيه فكيف بغيره من الدعاة ما أسهل أن يشغل الناس عنهم بمثل هذا كيف وقد تطورت وسائل الدعاية الاستهلاكية التسويقية وتطورت الوسائل التشويقية والتقنيات المستخدمة في الفنون والرياضة تطورا مهولا كيف وقد بلغت ميزانيات قطاعات اللهو والترفيه أرقاما خيالية لا شك أن أغلب الناس سيقعون فريسة سهلة أمام هذه الآلة الجبارة وهذا هو الواقع فقد انفض أغلب الناس إلى اللهو وإلى التجارة وولوا القضايا الأساسية في حياتهم ظهورهم وخاصة مسألة الهداية والضلال حيث صارت هذه القضية المصيرية ثانوية عند كثير من الناس وما عادوا يسألون أنفسهم هل نحن على هدى أم في ضلال مبين وما عاد يهمهم مصيرهم ونهايتهم ولا النار ولا الجنة وما عادوا يهتمون أأرضوا الله عز وجل أم أسخطوه الخ كل هذا بسبب سيطرة الروح الاستهلاكية المادية على كثير من الناس وغني عن الذكر أن هذه الآية العظيمة جاءت ختام للسورة التي تحمل اسم يوم الجمعة وبعد الأمر بالسعي إلى ذكر الله عند النداء إلى صلاة الجمعة التي يقول عنها سيد رحمه الله وصلاة الجمعة هي الصلاة الجامعة التي لا تصح إلا جماعة وهي صلاة أسبوعية يتحتم أن يتجمع فيها المسلمون ويلتقوا ويستمعوا إلى خطبة تذكرهم بالله وهي عبادة تنظيمية على طريقة الإسلام في الإعداد للدنيا والآخرة وهي ذات دلالة خاصة على طبيعة العقيدة الإسلامية الجماعية فصلاة الجمعة هي محطة أسبوعية للتقليل من ضغط المادية وللتقليل من شرور الفردية واللهو والتجارة عكسها يغرسان الروح الفردية والمادية الاستهلاكية وعلى هذا يجب أن ينتبه خطباء الجمعة إلى مقاصد هذه الشعيرة الجليلة وعلى رأسها هداية الناس إلى الصراط المستقيم وترسيخ معاني الإيمان في قلوبهم وتنبيههم إلى خطورة الروح المادية وخطورة الانغماس في براثين اللهو ودوامة الاستهلاك والسقوط بين مخالب أرباب التجارة وصناعة الترفيه إن سيطرة الروح الاستهلاكية وسيطرة روح اللهو والترفيه على إنسان أو مجتمع سيجعله يعيش مع الماديات والمحسوسات ويغفل عن الغيب الذي هو أجلى حقيقة في الوجود يلمسها الإنسان من نفسه سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون فكل إنسان يشعر متيقنا من نفسه أن كيانه مشكل من جانب محسوس هو بدنه ومن جانب غيبي هو روحه التي هي أساس حياته وسر وجوده ولا ينكر هذا إلا مكابر أو مجنون وللأسف فإن الحضارة الغربية المادية تعمل على تسخير كل إمكانات البشر لخدمة غرائز جسده وقتل روحه وتسعى لصناعة هذا الكائن الاستهلاكي الذي تستعبده الشركات العابرة للقارات ليبقى معدل أرباحها في ارتفاع وأموالها في ازدياد ومن هنا كان الواجب على كل مثقف واع عامة وعلى علماء الدين والشرع خاصة وعلى خطباء الجمعة بالأخص أن ينتجوا خطابا واعيا بهذا التحدي كاشفا لعواره وأخطاره على كينونة الإنسان ومجتمعه ومستقبله مقويا لمناعة متلقييه ومستمعيه ضد هذه الصبغة المادية القائمة على تعزيز الروح الاستهلاكية والبعد الترفيهي عند الناس لأن المادية إذا صبغت الإنسان وصبغت فكره وصبغت موازينه ومعياره حولته إلى كائن شهواني أبعد ما يكون من الانتفاع بالوحي والهدي والنصح والإرشاد وقد ذكرت سورة الجمعة قبل قوله تعالى وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين اليهود أنموذجا ومثالا للإنسان المادي الحريص على التجارة واللهو الذي لا ينتفع بالهدى والوحي مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين فاعتبروا إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
إننا نعيش تحت تأثير كبير للحضارة الاستهلاكية العالمية التي تحرك الإنسان وترشده وتقوده من خلال دوافعه الاقتصادية النفعية ومن خلال غرائزه الفطرية وخاصة الجنسية منها حتى فككت الإنسان تفكيكا كليا وصنعت منه مخلوقا استهلاكيا يقاد من بطنه وفرجه
من شرائع الإسلام الكبرى الزكاة وهي الركن الثالث من أركانه العظام وقد دل على وجوبها الكتاب والسنة وإجماع الأمة وجاء الوعيد الشديد في حق من بخل بها أو قصر في إخراجها والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون فكل ما لا تؤدى زكاته فهو كنز يعذب به صاحبه يوم القيامة وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قال ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار وورد في الصحيح ما خلاصته أن صاحب الإبل والبقر والغنم إذا لم يؤد حقها بطح له يوم القيامة بقاع قرقر أي أنه يبطح على وجهه في أرض مستوية واسعة ثم تأتي هذه البهائم فتطؤه بأخفافها وأظلافها وتنطحه بقرونها كلما مر عليه أولها رد عليه آخرها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار إن من يؤدي حق الله في ماله فإن ذلك مما يقربه إلى ربه ويزيد في إيمانه ويعظم له في أجره من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يأخذها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل والزكاة صدقة يمحو بها الله الذنوب والخطايا الصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفئ الماء النار وتنمي في نفس المسلم الكرم والسخاء وتزرع في نفسه الرحمة والسكينة والطمأنينة والعطف على إخوانه المعوزين كما أنها تشرح الصدور وتطهر النفوس من الأخلاق الدنيئة كالبخل والشح يقول الحق سبحانه ولا يحسبن ٱلذين يبخلون بمآ ءاتاهم ٱلله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم ٱلقيامة ولله ميراث ٱلسمٰوٰت وٱلأرض وأداء حق الله في المال من أسباب دخول الجنة إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام وإخراج أصحاب الأموال زكواتهم له آثار طيبة على الفرد والمجتمع على حد سواء فهي تعود على المجتمع كله بالنفع والخير فمن فوائدها أنها تفي بحاجة الفقراء والذين هم في الغالب الفئة المحرومة في المجتمع فلا يضطرون إلى بذل ماء وجوههم ليحصلوا على لقمة العيش لهم ولأبنائهم فتأتي الزكاة لتدفع عنهم الغبن وترفع من شأنهم ومن آثار الزكاة الطيبة أن الغني حينما يزكي ويعطي قسطا من ماله للفقير فإن ذلك أدعى بأن ينزع الحقد والضغينة من قلب الفقير والمسكين فيعلم المحتاج أن الغني مساند وعون له وأنه لا ينظر إليه بعين عليا وهذا ما يزيد في الحب والمودة بين أفراد المجتمع غنيهم وفقيرهم وذلك لما في الزكاة من بركة وهذا مما لا ريب فيه له تأثير كبير على الناس بشكل عام فإن زادت الأموال المبارك بها كان لذلك تأثير واضح على الدولة برمتها من خلال زيادة الاستثمار وقوة الاقتصاد وفي أداء الزكاة مساهمة في علاج الفقر ودرء لكل الجرائم والرذائل وما ينتج عن ذلك من آثار سلبية ومشكلات تؤثر على المجتمع بأكمله فهي تحد من انتشار الجرائم كالسرقة والنهب وذلك لأن الغني حينما يخرج زكاته فإنها تقضي حاجة الفقير وتسدد ديونه وتتيح له الفرصة للإنفاق على حاجياته وبالتالي نجد أن الزكاة ترفع الروح المعنوية للفقراء وتزيد شعورهم بالراحة ولذلك فهي حماية لهم من الانحراف واللجوء إلى الطرق والوسائل غير المشروعة والزكاة حق لا تجوز المحاباة بها لمن لا يستحقها ولا أن يجلب الإنسان بها لنفسه نفعا أو يدفع ضرا أو يدفع بها عنه مذمة بل يجب على المسلم صرف زكاته لمستحقيها لكونهم من أهلها لا لغرض آخر مع طيب النفس والإخلاص لله في ذلك حتى تبرأ ذمته ويستحق جزيل المثوبة والخير وقد أوضح المولى سبحانه في كتابه الكريم الأصناف المستحقة للزكاة فقال سبحانه إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
أخرج الشيخان في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان
إن العلم أساس كل عبادة فلا يمكن أن نصلي دون أن نتعلم فالصلاة تحتاج إلى عالم يعلمنا كيف صلى رسولنا صلى الله عليه وسلم ولا يمكن أن نصوم من دون علم أيضا فلا صلاة ولا صيام ولا زكاة ولا جهاد ولا حج دون علم فالعلم هو الأساس ولذلك كان أول ما نزل به الوحي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو الأمر بأخذ العلم قال تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم العلق فالعلم واجب أخذه وطلبه يستوي في ذلك الصغير والكبير والذكر والأنثى إذ لا استغناء لأحد عن العلم لذلك قال العلماء لا يجوز الإقدام على عمل حتى يعلم حكم الشرع فيه وإن من مزايا الدين أنه فضل العلم وكرم أهله فقد جعل لهم يوما يتعظون فيه ويتذكروا ويتعلمون ما يصلح دينهم وكيف يتعاملوا في أمر دنياهم وللحاضرين يوم الجمعة من الثواب والأجر ما يعلمه الناس فمن فضل الإسلام علينا في مجال العلم أن جعل الحضور يوم الجمعة إجباريا والإنصات للخطبة أمرا تعبديا وهذه الساعة الأسبوعية أقل شيء ليتعلم الجاهل ويستذكر المتعلم ويتفقه المتعبد ويهتدي المتردد ويستقيم المنحرف ويسترشد الحيران فالإسلام يعظم شأن العلم وشأن طالبه فعلى أمة الإسلام أن ترفع قدر العلم وأهله وعلى المسلمين أن يدركوا عظيم ما أخطأوا فيه لما أهانوا العلم ورواده حتى صار العالم يسجن لعلمه ولعمله بما يعلم في بلاد الإسلام لما كان الإسلام يطبق على أرض الواقع حقيقة لا شعارا كنا أعز الأمم وأقواها وأشرفها وكان الأعداء يغيرون على أمة الإسلام بكل ما أوتوا من قوة ومع ذلك ينهزمون شر هزيمة فلم يجدوا من قوة يتغلبون بها على المسلمين إلا العلم فأخذوا به ولم يكتفوا بذلك بل زرعوا فينا الجهل والنفرة من العلم تكريسا للضعف وإبقاء على أسباب التخلف والهزيمة وحتى لا تقوم للمسلمين قائمة زرعوا فينا أن طلب العلم لا يكون إلا في أمور شرعية بل وأكدوا لنا على المسائل التي ينبغي أن يختلف فيها المسلمون ولا يتجاوزونها وهي مسائل الوضوء والجنابة وكأن الحضارة الاسلامية لم تكن حضارة علمية راسخة الأسس وطيدة البنيان ضربت في كل العلوم بحظ وافر إن التعليم وطلب العلم ورفع شأنه هو المنطلق الأول لتستقيم الحياة الإنسانية ولا يتضعضع الوضع الاجتماعي ولا تنحط أمة من الأمم إلا من التفريط في العلم وطلبه وفي أهله وإن نبينا عليه الصلاة والسلام لما بعث في هذه الأمة التي كانت معدومة بعث بالعلم وبعث معلما فأحياها قال تعالى هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين الجمعة وقال عليه الصلاة والسلام عن نفسه إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا رواه مسلم وكان الواحد من أصحابه إذ يتعلم من رسول الله يقول بأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه ولأهمية التعليم أرسل رسول الله الصحابة في الناس معلمين ومجاهدين وصلوا إلى أقصى ما أمكنهم الوصول إليه وللأسف فإن الشعوب المسلمة خصوصا العرب منهم اهتمت اليوم بأعراض من الدنيا لا تسمن ولا تغني وتركت العلم فوقعت في مستنقع الرذيلة والجهل فوصلوا إلى مرحلة متأخرة يصعب العودة منها إلا بنور العلم والمحزن أن المسلمين اهتموا بتعليم أولادهم علوم الدنيا على حساب العلم الشرعي الذي به تستقيم الحياة وهذا لا يعني ألا نهتم بعلوم الدنيا بل الأولى أن نهتم بالعلم الشرعي الذي يلزمنا بالعلم الدنيوي فإن لم يكن بالإمكان فبهما معا بالتوازي ومما زاد الطين بلة وجعل المسلمين في غياهب الظلمات لما نجدهم يرفعون الفساق فوق الأعناق ويقدرون نجوم الكرة والألعاب بينما يهينون المعلم والطبيب والأستاذ حتى إذا جئت إلى أمنيات الصغار وبعض الكبار وجدته يتمنى أن يكون مثل الممثل واللاعب والراقص وهي إجابة تؤكد على أننا بالقول والفعل في مؤخرة الركب روي أن رجلا رأى الإمام أحمد ومعه محبرة فقال له يا أبا عبد الله أنت قد بلغت هذا المبلغ وأنت إمام المسلمين ومعك المحبرة تحملها فقال مع المحبرة إلى المقبرة لقد فهم السلف أن فترة التعلم ليست محدودة فكانوا يأخذون من العلم ما كان فيهم عرق ينبض لا تقعدهم الشيخوخة ولا سن الكهولة ولا بمجرد أن يحصل أحدهم على فن من الفنون أو علم من العلوم بل كانوا دوما يستزيدون كان لهم فهم ووعي أن المبدأ في العلم والتعلم الاستمرارية والمداومة دون كلل أو ملل وهذا المبدأ طبقه الغرب على أنفسهم وطبقنا على أنفسنا البركة في القليل فصار الواحد إذا تعلم شيئا اكتفى به إن لم يكن سببا في تعاظمه وتكبره إمام مسجد
لقد انطلقت مسيرة التعليم والدراسة وفي أذهان كثير من الناس أن الدراسة والتعليم مرتبط بالصبيان والفتيان والغلمان بل إن كثيرا من الناس في مجتمعنا من يستخف بحاملي المحفظات والكراسات والقاصدين إلى المدارس والجامعات والمقبلين على الحلق والدروس في المساجد وغيرها من مراكز التعليم والدراسات فتجد من يقول وهو يريد الاستخفاف والاستهزاء ما زلت مع الدراسة ماذا فعل أصحاب الشهادات إلى غير ذلك من الجمل المعروفة هكذا آل الحال بأهل الإسلام أن في أخذ العلم مضيعة للوقت وصل أمر المسلمين في أمر العلم إلى الاستهزاء بطالب المعرفة وانتقاص التعلم والتعليم والمعلم
نعم إنه الإهمال الذي يعد قنطرة إلى الفشل والضياع والتخلف وعدم التطور إنه الإهمال الذي هو رقية النزول لا الصعود والرجوع إلى الوراء لا السير قدما إن أمتنا تمتلك طاقات وقدرات في بنيها تؤهلهم جميعا إلى منافسة رواد الحضارة العالمية كما أنها تملك بكل جدارة صناعة مستقبلها العالمي بأيدي بنيها وعقول حكمائها شريطة أن يلقى بالإهمال وراءها ظهريا وإن الحسرة كل الحسرة والخجل كل الخجل أن يوجد لدى الأمة الفكرة والقدرة ثم هي تفتقر إلى الهمة بعد أن يغتالها الإهمال فيئدها وهي حية وإن الإهمال سلوك سلبي لا يسلم منه مجتمع ولا يكاد فمن مقل منهم ومن مكثر ومن المحال عادة أن تنشد الأمة تماما لا إهمال معه كما أنه من الغبن والدنية أن تقع الأمة في إهمال لا جد معه وإنما في التسديد والمقاربة بحيث لا يتجاوز المرء الطبيعة البشرية المطبوعة بالنقص ولا ينساق أيضا مع الخمول فلا يعرف عنه الجد والوعي وإن الإنسان من طبعه الظلم والجهل إنه كان ظلوما جهولا وفي الإهمال يتحقق الوصفان ظلمه لنفسه بتمكن صفة الإهمال منه والتراخي معها وكذلك وصف الجهل وهو الجهل بعواقب الإهمال بالكلية أو الجهل بحجمها وكلاهما سالب مذموم وأحسن وصف يكشف هذه الحال هو قول النبي صلى الله عليه وسلم كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها فالبائع نفسه هو الجاد العامل والموبق نفسه هو الخامل المهمل سواء أكان إهماله ذاتيا أو مجتمعيا بمعنى أن يكون طبع المجتمع ومنهجه العلمي والتعليمي سببا مساعدا مع إهماله الذاتي وهنا تكمن المشكلة ويتسع الخرق والفتق على الراتق لقد اجتمع في ذم الإهمال النصوص الشرعية والأدلة العقلية وأقوال الحكماء والشعراء ولم يمدح قط إلا في قواميس الكسالى ومعاجم القعدة الخوالف قال ابن القيم أضر ما على المكلف الإهمال وترك محاسبة النفس والاسترسال وتسهيل الأمور وتمشيتها فهذا يؤول به إلى الهلاك وهذا حال أهل الغرور وإنه ما من مصيبة أو فشل يحلان بالأمة أو بأحد من أفرادها إلا والإهمال ضارب بأوتاده فيهما إما بإهمال غفلة أو إهمال قصد إذ لا تحيط بهم مثل هذه النوائب إلا بإهمالهم في إيجاد أسباب دفعها قبل وقوعها أو على أقل تقدير في إيجاد أسباب رفعها بعد الوقوع لذا كان واجبا على الأمة أفرادا وشعوبا قادة وعلماء وآباء ومعلمين ونحوهم أن يعوا خطورة تفشي داء الإهمال بين ظهرانيهم فما سبقنا غيرنا في دنياهم إلا بمدافعتهم له وما تأخرنا في دنيانا وأخرانا إلا بتراخينا معه ولو أدركت الأمة هذه الغاية لأبصرت عدوها من صديقها ونجاحها من فشلها ولانطلقت في ميادين الدنيا والدين تنهل مما أفاء الله عليها منهما وحري بتلك أن تكون أمة قوية لا ضعيفة وصانعة لا مصنوعة إذا قالت فعلت وإذا فعلت نجحت وإذا نجحت وفقت ولتعلم أن الإهمال والتفريط واللامبالاة كلها تدل على تضييع الأمور الصالحة وتفويتها والزهد فيها وما هذه من صفات المؤمنين الواعين فإن المؤمن الواعي هو من يدرك أنه محاسب على كل شيء ضيعه مما لا يجب أن يضيع من دينه ومصالح دنياه مجتمعا كان أو مؤسسة أو فردا فإنهم في الحكم سواء لأن الوعي والعزيمة ينفيان الإهمال والتفريط كما ينفي الكير خبث الحديد وإن الشريعة الإسلامية مليئة بالنصوص الدالة على وجوب الجد والاجتهاد والنهي عن الإهمال والتفريط والتسويف ومن أجمعها على مستوى الأفراد قول النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان وإن من أجمع الأحاديث على مستوى المجموع في الأمة قول المصطفى صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته والرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته وإن من أهم سبل علاج الإهمال أو التخلي عن تحمل المسؤولية التبصير بالمسؤوليات والتعريف بالتكاليف إذ أن المرحلة الأولى من مراحل تحمل المسؤولية أن يعرف المرء ما يجب عليه لأنه لا يمكنه القيام بما يجب عليه إذا جهله إلى جانب التحريض على تحمل المسؤوليات والذي يؤدي إلى علو الهمة ويرفع الإحباط إضافة إلى المحاسبة والرقابة لمن يتخلى عن مسؤولياته ويقصر فيما يجب عليه تجاه المجتمع والضرب على أيدي المهملين العابثين بالوظائف العامة وكذلك ضرورة تقدير من يقومون بالمهام والمسؤوليات والتنويه بدورهم وتقديم الجزاء الأوفى لهم الذي يستحقونه وإن الأمة لا تحيا الحياة الكريمة إلا بأداء الأمانة المحملة بها والمسؤولية الملقاة على عاتقها ولن تسعد إلا بتقديم الكفاءات في كل مجالات الحياة فعلى الأمة أن تتقي الله فيما وكلت به والله المستعان
تعاني المجتمعات العربية والإسلامية هذه الأيام من الإهمال الكبير والتقصير الواضح على جميع المستويات وما الحوادث المتكررة في المستشفيات المهترئة والطرق المتهالكة وحوادث الفيضانات المتسببة في إزهاق الكثير من الأرواح لخير دليل على ذلك
ذلك أنه مهما اختار قولا منها فهو متبع غير مبتدع وله إمام سالف وهذا ما يعنيه الإمام التابعي القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق بقوله لقد نفع الله باختلاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أعمالهم لا يعمل العامل بعمل رجل منهم إلا رأى أنه في سعة وقوله لقد أوسع الله على الناس باختلاف أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أي ذلك أخذت به لم يكن في نفسك منه شيء وليزداد هذا وضوحا ورسوخا سأستعرض أهم أحكام الحج مبينا وجه التخفيف وسعة الخلاف فيها الحج واجب مرة واحدة في العمر لكن وجوبه مشروط بالاستطاعة فمن لم يستطع الحج لأي مانع فلا إثم عليه ولا يخفى ما في هذا من التخفيف ومن لم يخرج اسمه في القرعة تسقط استطاعته ولو كان أغنى الأغنياء فما يفعله بعض الناس من اتخاذ وسائل غير مشروعة تصل إلى دفع رشوة شراء جواز الحج بزعم الحرص على الحج جهل ومعصية الحج وجب على التراخي عند كثير من العلماء فمن توفرت له شروط الحج ولم يبادر إليه وعزم على تأخيره لا يأثم عندهم وهذا قول عند المالكية النبي صلى الله عليه وسلم لم يحج إلا مرة واحدة كما هو معروف فمن حج مرة واحدة فقد أدى الذي عليه أما تكراره فهو مستحب لكن في الظروف التي نراها في الحج من زحام خانق منع كثيرين من أداء مناسكهم على الوجه المشروع الأولى عدم تكرار الحج إلا بعد سنوات وقد حددها كثير من العلماء المعاصرين بخمس سنوات للحديث القدسي إن الله يقول إن عبدا أصححت له بدنه وأوسعت عليه في الرزق لم يغد إلي في كل أربعة أعوام لمحروم روا الطبراني وأبو يعلى ولكن مع تزايد عدد المسلمين في العالم وحتى تعطى الفرصة لأكبر عدد منهم للقيام بالركن بدل قيام البعض بالمستحب بتكرارهم الحج أرى أن تجعل المدة عشر سنين وأن تتبع أنظمة صارمة لمراقبة ذلك مما يتصل بالنقطة السابقة ويزيدها وجاهة ووضوحا ما ذكره العلماء من تفضيل الصدقات على الأقارب والمحتاجين على تكرار الحج قال التابعي الجليل الحسن البصري يقول أحدهم أحج أحج قد حججت صل رحما نفس عن مغبون أحسن إلى جار ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية والحج على الوجه المشروع أفضل من الصدقة التي ليست واجبة وأما إن كان له أقارب محاويج فالصدقة عليهم أفضل ولا يقولن قائل كيف تقولون هذا والأحاديث واردة باستحباب تكرار الحج لأن هذا السؤال يرد لو قال هؤلاء العلماء بتحريم تكراره ومنعه البتة لكنهم لم يزيدوا على أن دعوا إلى تنظيم تكرار الحج وتقييده مراعاة للزحام الشديد فلا شك أن أمكنة المناسك والمشاعر لمن يؤدي الفريضة وهي حجه الأولى أولى لأنه أحق بها ممن يكرر الحج تطوعا وهذا لا يعارض الأحاديث لأنها مطلقة لم تحدد كيف يكون تكرار الحج تخيير الحاج بين الأنساك الثلاثة في الحج الإفراد ينوي الحج فقط والتمتع ينوي العمرة فقط ثم يتحلل كلية ثم يحرم بالحج في وقت الحج والقران ينوي الحج والعمرة متداخلين نوع من التيسير فمن جاء باكرا إلى المشاعر أحرم متمتعا حتى لا يشق عليه البقاء محرما مدة طويلة ومن جاء متأخرا أحرم مفردا أو قارنا بحسب ظروفه من التيسير والرخص المتعلقة بالإحرام يجوز للمحرم الاغتسال من غير استعمال مطيب من عطر أو صابون ويجوز له تغيير لباس إحرامه ويجوز له استعمال حزام لعقد إزاره أو حفظ المفاتيح والوثائق والأموال ومن التنطع الذي سببه الجهل امتناع بعض المحرمين من لبس كل ما مر فيه خيط لظنهم أن المقصود بالمخيط ما مر فيه خيط وليس ذلك المقصود به بل المقصود ما كان مفصلا من الثياب على حسب العضو إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
إذا نظرنا في أحكام الحج نجد روح التيسير سارية في كل تفاصيلها من حيث أن الله سبحانه لم يشرع فيها ما فيه مشقة لا يطيقها الإنسان ومن حيث كثرة أقوال السلف والأئمة في المسألة الواحدة الشيء الذي يخفف على الحاج
وقال المركز في بيان نشرته سكاي نيوز عربية ستتحرى بعض الدول الإسلامية هلال شهر ذي الحجة عيد الأضحى يوم السبت أغسطس وفي ذلك اليوم سيغيب القمر قبل الشمس في شرق العالم الإسلامي في حين أنه سيغيب بعد غروب الشمس في باقي دول العالم الإسلامي ولكنه سيبقى بعد غروب الشمس لمدة لا تسمح برؤيته من جميع دول العالم الإسلامي لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب وبالتالي من المفترض أن يكون يوم الأحد المتمم لشهر ذي القعدة ويكون يوم الاثنين أغسطس أول أيام شهر ذي الحجة وعليه تكون الوقفة يوم الثلاثاء أغسطس ويكون أول أيام عيد الأضحى المبارك يوم الأربعاء أغسطس وأكد مدير المركز محمد عودة على أن رغم المعطيات العلمية المتعلقة برؤية هلال عيد الأضحى معروفة ودقيقة فإن تحديد موعد عيد الأضحى مرتبط بعوامل أخرى تحددها الجهات الرسمية المعنية بالإعلان الرسمي وأشار إلى أنه من غير المستبعد أن تقبل بعض الدول شهادات برؤية الهلال يوم السبت على الرغم من عدم صحتها من الناحية العلمية وعليه قد يكون أول أيام عيد الأضحى يوم الثلاثاء أغسطس في بعض الدول الإسلامية ومن جهة أخرى سيشهد العالم كسوفا جزئيا للشمس يوم السبت أغسطس وسيكسف من الشمس ما نسبته بالمائة من قطر قرص الشمس كما يشاهد من أقصى منطقة ستشهد الكسوف وهي تقع شرق روسيا وفق عودة وأضاف أن الكسوف الجزئي سيشاهد من شمال آسيا وشمال أوروبا وشمال شرق أمريكا الشمالية على أن يبدأ في الساعة صباحا بتوقيت غرينتش وسينتهي في الساعة صباحا وختم مدير مركز الفلك الدولي أن الكسوف لن يكون مشاهدا من أي منطقة في العالم العربي على عكس ظاهرة الخسوف التي حدثت قبل أكثر من أسبوع وشوهدت في أكثر من دولة عربية
أصدر مركز الفلك الدولي ومقره العاصمة الإماراتية أبوظبي بيانا حدد فيه أول أيام عيد الأضحى مشيرا إلى أن تحري الهلال سيكون يوم السبت أغسطس الذي سيشهد أيضا كسوفا جزيئا للشمس
وفي حالة عدم صفاء الغلاف الجوي ستتعذر رؤية الهلال وهو الأمر الذي أكد حدوثه نائب المدير العام في مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك إبراهيم الجروان قائلا بناء على هذا الأمر يكون الأحد ذي القعدة والإثنين غرة شهر ذي الحجة وأضاف الجروان أن الأربعاء أوت أول أيام عيد الأضحى فلكيا وفي هذا السياق أكد مدير مركز الفلك الدولي محمد عودة أن رؤية الهلال من المنطقة العربية بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوب يوم السبت أوت غير ممكنة ويكون يوم الأربعاء أوت أول أيام عيد الأضحى وأوضح من الممكن أن تقبل بعض الشهادات برؤية الهلال يوم السبت وعلية يكون يوم الثلاثاء أوت أول أيام عيد الأضحى المبارك
كشف خبراء فلكيون ظروف رؤية هلال شهر ذي الحجة موضحين الموعد المتوقع لعيد الأضحى حيث تستعد معظم الدول الإسلامية لاستطلاع الهلال حينما يمكن رؤيته بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوب في حالة صفاء الغلاف الجوي
لا يستطيع أحد منا السكوت أو التغاضي عما يجري لإخواننا الفلسطينيين من بطش وتنكيل وقصف مستمر دام حوالي الشهر دون انقطاع والذي لقي صمودا واستبسالا منقطع النظير رغم قلة العدة والعتاد والمستغرب في الأمر سكوت الأمتين العربية والإسلامية عما يجري لإخوان لنا يدافعون عن مقدساتنا وكرامتنا وعزنا وشرفنا يخالج المؤمن الحر الأبي الكثير من الحزن والغيرة على مسرى نبينا وقبلتنا الأولى وموطن تحن قلوب كل مؤمن إليه أرض الرسالات ومهدها جزء لا يتجزأ من بلادنا الإسلامية بلد هجر شعبه واستشهد أحراره ورملت نساؤه ويتم أطفاله واجتث غرسه واستوطنت أراضيه وحوصرت بلداته وقراه ومدنه وطوقت قطاعاته وحرقت مساجده وقتل مصلوها كل هذا في زمن المواثيق الدولية وحقوق الإنسان إن كل هذا يستدعي من كل عاقل حر التوقف والتأمل للنظر في هذا التخاذل والاستسلام ولاستشعار المسؤولية الملقاة على كل عربي ومسلم تجاه إخوانه الغزاوية نستحضر القضية لنذكر أنفسنا وإخواننا المسلمين ونعلم أبناءنا وكل الأجيال الصاعدة أن النصرة والموالاة في الله واجب ديني وفرض عيني قال تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض قلوبهم متحدة في التوادد والتحابب والتعاطف بسبب ما جمعهم من أمر الدين وضمهم من الإيمان بالله فنسبتهم بطريق القرابة الدينية المبنية على المعاقدة المستتبعة للآثار من المعونة والنصرة وغير ذلك إن قضية فلسطين والمسجد الأقصى والقدس وغزة يجب أن تكون قضية كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإن دعم ومساندة شعب فلسطين فريضة شرعية على كل مسلم ومسلمة في العالم أجمع استجابة لقوله تعالى وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولٰئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولٰئك منكم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم الأنفال ولنصرة قضيتنا لا بد من بذل الأسباب المستجلبة لنصر الله وعونه وتسديده وكل مسلم مطالب بأن يفعل ما في وسعه لنصرة إخوانه بما استطاع دون تقاعس أو تخاذل فالتعاون والتضامن ومنه البذل دليل صدق لإسلامه وإيمانه قال تعالى لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها وفي وسع كل مسلم أن يفعل أشياء كثيرة لمساعدة إخواننا في فلسطين وأول هذه الواجبات لابد من استشعار عظم آلام إخواننا ومواساتهم انطلاقا من قول الله عز وجل إنما المؤمنون إخوة وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مثل المؤمنون في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ومن الأمور التي لا يعذر مسلم بتركها الدعاء الصادق لإخوانه سرا وعلانية بقلب صادق ونفس منكسرة يدعو الله أن يفرج عن إخوانه المسلمين في غزة ما حل بهم ويدعو لهم بالنصر والتمكين والثبات وأن يخفف آلامهم ويداوي جراحهم وينصرهم على الصهاينة المعتدين والدعاء لهم سلاح من أسلحة المؤمنين وهذا الدعاء ليس موقفا سلبيا وإنما هو مشاركة قلبية وفكرية لها ما بعدها ولأن الصهاينة في العالم يقدمون الدعم المالي والبشري والإعلامي والحربي لصهاينة إسرائيل لإبادة الشعب الفلسطيني وهم على باطل وضلال فعلى المسلمين أن يساعدوا إخوانهم بالبذل والعطاء بسخاء وجود كبيرين لأن هؤلاء الأبطال يدافعون عن مقدساتنا وكرامتنا ولا بد من نشر الوعي بهذه القضية بين الأمة حيث يعلم القاصي والداني حقيقة هذه القضية وأنها ليست خاصة بالشعب الفلسطيني وإنما هي قضية دينية إسلامية تتعلق بديننا وكتاب ربنا ولذلك إذا كان اليهود يعلمون أطفالهم بعض الأناشيد التي منها شلت يميني إن نسيتك يا أورشليم فنحن أولى منهم أن نعلم أولادنا ونساءنا وسائر أفراد أمتنا أن القدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث صلى بالأنبياء عليهم السلام جميعا إماما وواجب على الإعلام بث التفاؤل والصمود والدعم المعنوي والتعريف بالقضية الفلسطينية وبيان حقيقة ما يحدث في غزة وكشف القناع عن المشاركين في المؤامرة الدائرة على الشعب الفلسطيني ونقل ما يحدث من عمليات إبادة وتدمير وقتل وتشريد للعالم أجمع مع تشكيل ضغط إعلامي على الرأي العام العالمي واستطلاع آراء مشاهير العلماء والمفتين في حكم الإسلام في التخاذل عن نصرة أهل غزة إلى جانب دعوة العالم الحر للعمل على سرعة وقف العدوان الصهيوني على أهل غزة وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني العادلة التي أقلها وقف الحصار الآثم على غزة وفتح المعابر للاتصال بالعالم وعدم المساس بالمقدسات والسماح لكل الفلسطينيين بالصلاة في المسجد الأقصى وعودة الفلسطينيين لبلادهم وإنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية كلية الدراسات الإسلامية قطر
إن ما يجري لإخواننا في فلسطين وغزة بالخصوص من عدوان وحصار وتهجير هو جرم وعمل وحشي ترفضه كل الأديان والقوانين الدولية إننا نتابع بمرارة عداء الصهاينة المحتلين في بلاد الأقصى وفلسطين واقتحامات باحات مسجد الأقصى والتمادي في الغطرسة وتوسيع المستوطنات وحصار وتجويع قطاع غزة وحرمان شعب أعزل من حقوقه
وقالت هوبكنز في الفيديو إنها تشعر بأنها تتعرض للتعذيب في زنزانة على يد تنظيم القاعدة عند سماع صوت الشيخ وهو يدعو إلى الصلاة عندما كانت في زيارة للخليل في فلسطين على حد تعبيرها وفي هذا السياق تلقى موقع تويتر عددا كبيرا من الشكاوى من قبل مستخدمين طالبوه بحذف الفيديو إلا أن إدارة الموقع أكدت في ردها أن المحتوى لا يتعارض مع سياسته على حد وصفها وانهالت التغريدات التي استنكرت ما تلفظت به هوبكنز بحق المسلمين للإشارة فإنها ليست المرة الأولى التي تثير فيها هوبكنز الجدل إذ باتت معروفة باتهامها بالعنصرية ضد المسلمين والمهاجرين
أثارت الإعلامية البريطانية كايتي هوبكنز موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما انتشر لها فيديو تظهر فيه وهي تعبر عن انزعاجها من صوت الأذان
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية بيانا لسفارة المملكة في القاهرة أن التطبيقات تأتي في إطار الجهود الحكومية والأهلية السعودية للتيسير على الحجاج في تأدية مناسكهم وتضم التطبيقات الجديدة التي جرى تحميلها على البوابة السعودية للتعاملات الإلكترونية الحكومية سعودي عدة خدمات رقمية وتطبيقات تفاعلية أهمها كلنا أمن وهي عبارة عن أداة تحول المواطن أو المقيم إلى رجل أمن لتسريع عمليات الإنقاذ وتقليل نسبة الأضرار والخسائر ويمكن للمستخدم إرسال بلاغ من خلال هذا التطبيق عن طريق رفع صور أو فيديو أو تسجيل صوتي فزعة تطبيق معني بتحديد الموقع الجغرافي لمرسل البلاغ وإمكانية تحديد موقع آخر للحادث غير الموقع الحالي لمرسل البلاغ ثم متابعة حالة البلاغات والإجراءات التي تمت بشأنها نظافة مكة برنامج يساهم في نظافة مكة المكرمة من خلال تمكين المواطن من إرسال المخالفات الخاصة بالنظافة عبر هذا التطبيق إلى الجهات المعنية المطوف تطبيق يتضمن خدمات عديدة جعلته المفضل لدى الحجاج مثل خدمة أرشدني التي تمكن المستخدم من العثور على مكان إقامته خدمة دليل الحرم وهي عبارة عن خرائط مصورة للحرم بكل خدماته وأماكنه خدمة المرشد الصوتي للاستماع لجميع مناسك الحج خدمة أفتوني التي تمكن المستخدم من الحصول على إجابات من المفتين على مدار الساعة خدمة تواصل من أجل الاتصال المجاني في أي وقت لتلقي استفسارات الحجاج وشكاواهم وملاحظاتهم خدمة مباشر لمعرفة حالة الزحام في كل من الطواف والسعي والجمرات فيسهل على الحاج اختيار الوقت المناسب لأداء مناسكه خدمة التطويف الألكتروني من خلال عداد للأشواط التي يقوم بها الحاج فضلا عن توفير الدعاء الخاص بكل شوط ويتضمن التطبيق بشكل عام كل ما يتعلق بالحج من معلومات وأخطاء شائعة وأدعية وأوقات الصلاة كما أنه يتضمن زاوية خاصة تتضمن جميع أرقام الهواتف التي قد يحتاج إليها الحجاج ترويه عبارة عن تطبيق معلوماتي سهل الاستخدام يقدم معلومات قيمة للحاج يتكون من عدة أقسام الإبلاغ عن مشكلة يمكن للمستخدم رفع شكوى حول عطل أو إشكال في دورات المياه في المشاعر المقدسة أرقام تهمك استعراض جهات اتصال لعدد من الخدمات الهامة والتي يمكن أن يستفيد منها الحاج والمعتمر خريطة المشاعر خريطة تفاعلية تمكنك من استعراض والبحث عن دورات المياه ومواقعها في المشاعر بالإضافة إلى حملات الحج المختلفة نقطة توزيع زمزم عرض مواقع توزيع ماء زمزم على خريطة غوغل بالإضافة إلى معلومات مساندة للخدمات
أطلقت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية تطبيقات إلكترونية جديدة ضمن مبادرة حج ذكي
تعد مشكلة كيفية استثمار وقت الفراغ من أهم المشكلات التي يعاني منها الشباب والصبية والمراهقون بصفة خاصة وتزداد هذه المشكلة تفاقما في ظل عدم وجود خطط أو برامج متاحة أمام هذه الشرائح طيلة أيام العطلة الصيفية كذلك تزداد هذه المشكلة حدة بضعف أو غياب سلطة الأسرة ورقابتها على الأبناء لأسباب كثيرة ومن ثم نجد تزايد شكاوى الأسر من مشاكل الآباء والأمهات الموسمية من الأبناء بسبب وقت الفراغ وعدم استغلالهم للوقت بشكل إيجابي وهكذا فإن حجم وقت الفراغ كبير جدا ومن الممكن أن يكون فرصة للاستفادة والتطوير وقد يكون عكس ذلك فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجهنا بدعوة تربوية صريحة للاستفادة من وقت الفراغ بقوله اغتنم خمسا قبل خمس وفيه شبابك قبل هرمك وفراغك قبل شغلك وفي نفس السياق يقول عليه الصلاة والسلام لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وذكر منها عن عمره فيما أفناه وعن جسمه فيما أبلاه إن أضرار الفراغ على النشء والمجتمع وما قد يسببه من جنوح وانحراف لهؤلاء الفتية واضحة غير خفية فالفراغ ينعكس على صورة الفرد عن ذاته إذ يرى نفسه وقد أصبح بلا جدوى وبلا منفعة أصبح إنسانا بلا هدف وحياة بلا روح ولا معنى لوجوده مما يجعله يبحث عن الهروب والميل إلى الحيل النفسية بعيدا عن المواجهة وتحمل المسؤولية فنجده قد يستخدم المسكرات والمخدرات والبحث عن الرذيلة عله يجد متعة أو لذة يجب على كل شاب وطالب في الإجازة الصيفية أن يخطط لقضاء وقت سعيد ومفيد في نفس الوقت حتى لا يشعر بالملل ولا يترك للفراغ مجالا في حياته ولا بد على الأسر أن يكون لديها تخطيط برامج العطلة الصيفية لأبنائها من الصغار والكبار مؤهلا لبناء طفل ومراهق وشاب قادر على خدمة مجتمعه من خلال الدورات التدريبية والاجتماعية والثقافية والصحية والفنية والاستشارات الأسرية واستخدام أفضل أساليب توصيل المعلومات والتركيز على القيم والتميز في خدمة الوطن والسعي إلى استغلال وقت أبنائنا خلال العطلة الصيفية وإخراجهم من جو المدرسة إلى جو المرح والرفاهية والمعرفة وتنمية روح التعاون بين الجميع ما أحوجنا إلى مثل هذه المشاريع التي تساهم إسهاما فعالا في تنمية مهارات وإبداعات أولادنا واستغلال فترة الإجازة في المعرفة وتشغيل اليدين والحواس بالعمل والنشاط الذي أصبح يفتقده الكثير من أولادنا مع الثورة التكنولوجية التي دخلت في جميع مجالات حياتنا ولاسيما لو تم تفعيل دور المدرسة والمعلم من خلال دورات للتواصل ما بين المدرسة والمدرس واستعراض المهارات المختلفة وكذلك عن طريق دورات لحفظ القرآن الكريم يكون لها جوائز محفزة كما ينبغي التفكير في تصميم برامج ترفيهية تحتوي على نشاط رياضي كامل وزيارات ميدانية لبعض المؤسسات الخاصة والعامة إن الرابح في الإجازة من عمرها بالنافع المفيد فاكتسب علما أو تعلم حرفة أو أتقن مهنة أو حفظ آية أو علم حديثا أو قرأ كتبا نافعة أو التحق بمركز صيفي يزيده إيمانا وثقافة ويكسبه مهارة ويملأ وقته بالمفيد والرابح في إجازته من جعل لأقاربه وذوي رحمه نصيبا منها أو أسهم في مشروع خير أو أمد إخوانه وساعدهم فيما يخدم المسلمين ويرفع راية الدين والرابح في إجازته من أخلص النية لله فيها فالعادة تنقلب إلى عبادة متى صلحت النية والرابح منا من استغل إجازته في تعليم أهله وأولاده ما ينفعهم واستغل وجوده بينهم فذكرهم بما يجب وحذرهم مما يجتنب والأب المثالي هو الذي يهمه صلاح أبنائه وبناته ويستغل كل الإمكانات المتاحة من مراكز صيفية للطلاب ودور نسائية لتحفيظ القرآن الكريم للبنات والأمهات لأن الوقت هو الحياة وقيمة الإنسان في استثماره لوقته يقول الإمام ابن القيم رحمه الله إضاعة الوقت أشد من الموت لأن الموت يقطعك عن الدنيا وأهلها وإضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة وأشد الناس غبنا يوم القيامة أشدهم تضييعا لوقته في الدنيا يقول النبي صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ وإن الشباب عماد الأمة ورصيدها وذخرها وسر نهضتها وبناة مجدها ومستقبلها وبصلاحهم واستقامتهم تصلح الأمة وتستقيم ومن أهم عوامل تحقيق صلاح الشباب واستقامته وعيه بواجبه نحو أمته وملؤه أوقاته بالنافع المفيد وها أنتم أيها الشباب تستقبلون إجازتكم السنوية فإياكم وإياكم والفراغ والبطالة فإنهما أصل كثير من الانحراف ومصدر أكثر الضلال كما قال الشاعر إن الشباب والفراغ والجده مفسدة للمرء أي مفسده فاملأوا أوقاتكم في هذه الإجازة بالنافع والمفيد في دين أو دنيا ولا تتركوها نهبا لشياطين الإنس والجن وقد يسر الله تعالى لكم في هذه الأزمان قنوات عديدة تستغلون من خلالها أوقاتكم وتنمون قدراتكم وعلومكم ومعارفكم بل وإيمانكم كلية الدراسات الإسلامية قطر
يعاني الشباب في فصل الصيف الفراغ وعدم الاستغلال الأمثل للإجازة انتهى العام الدراسي وأقبلت الإجازة الصيفية التي تعد كابوسا على الكثير من الأسر فالأبناء طاقة وحيوية تحتاج إلى قنوات لتصريفها وهكذا يعاني الكثير من الأسر من كيفية ملء فراغ أبنائها وبناتها الذي يقارب ثلاثة الأشهر
الصلاة بصفة عامة زاد المتقين وقرة أعين الصالحين غير أن لها في جوف الليل لذة لا يشعر بها إلا أهلها خاطب بعض الصالحين الشمس فقال أيتها الشمس لقد أطلت المكوث أما آن لك أن تتواري ألا فلتغربي فهو يريد أن يأتي الظلام حتى يصف قدميه بين يدي ربه فيعيش لذة لا يعلم مداها ولا يشعر بحلاوتها إلا من ذاقها لقد وصف ربنا سبحانه عباده المتقين فقال كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون فهم يحيون الليل بالعبادة فلا تراهم إلا مستيقظين حين ينام الناس ومنتبهين حين يغفل الناس فترى نور الطاعة على وجوههم ولله در الشاعر حين قال امنع جفونك أن تذوق مناما وذر الدموع على الخدود سجاما لله قوم أخلصوا في حبه فرضى بهم واختصهم خداما قوم إذا جن الظلام عليهم باتوا هنالك سجدا وقياما قيل للحسن البصري رحمه الله ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوها فقال لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره ولما بين الباري سبحانه جملة من صفات عباد الرحمن كان من بين هذه الصفات أنهم تميزوا عن غيرهم بأنهم يمضون ليلهم في قيام وسجود حبا في الملك المعبود والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ويقول سبحانه أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قال حبر الأمة عبد الله بن العباس رضي الله عنهما من أحب أن يهون الله عليه الوقوف يوم القيامة فليره في ظلمة الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه وبين ربنا سبحانه فضل هذه العبادة ثم أعقبها بالجزاء الأوفى فقال جل ذكره تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ثم عقب سبحانه بقوله فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون فكما أنهم أخفوا العمل الذي يقومون به سواء كان هذا العمل قياما أو نفقة واستتروا بجنح الظلام فأخفى أحدهم ما ينفق فلا تعلم شماله ما تنفق يمينه أخفى الله سبحانه وتعالى لهم الأجر في الآخرة فلهم من الكريم الوهاب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ومن فضائل قيام الليل أنه قهر لوساوس الشيطان ففي الصحيح يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ويضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ترى كم في الأمة من يصبح نشيطا طيب النفس وكم فيها من يصبح خبيث النفس كسلان وكم في الأمة من إذا سمع جرس ساعته حوقل وهلل وكبر ثم قام فتوضأ فأحسن الوضوء ثم صف قدميه بين يدي ربه وخلا بمولاه فصلى ما شاء الله له أن يصلي وهذه نماذج ممن كان قيام الليل دأبهم فهذا عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما كان إذا قام في الصلاة كأنه عود من شدة الخشوع وكان يسجد فتقف العصافير على ظهره تحسبه جذعا وكان منصور بن المعتمر إذا ادلهم الليل يصلي في سطح بيته فلما مات قال غلام صغير يسكن في البيت المجاور لبيت منصور بن المعتمر يا أماه الجذع الذي كان على سطح آل فلان لست أراه الآن وكان أبو سليمان الداراني رحمه الله يملك أمة فباعها فعندما نزلت في بيت من اشتراها وانتصف الليل راحت توقظ أهل البيت فقالوا لها نحن لا نقوم إلا لصلاة الفجر فقالت والله لا أبقى عندكم فرجعت إلى أبي سليمان وقالت ردني لقد بعتني إلى قوم سوء إن قيام الليل ارتباط بالله وثيق وتربية رائدة ولذلك فكل من ربى نفسه على ذلك فإنه في النهار يشعر بنشوة ولذة تمتد معه طوال النهار والعبد إذا قام من الليل وصف قدميه لربه عابدا خاشعا سهل الله عليه القيام يوم يقوم الناس لرب العالمين ومن استراح هنا تعب هناك والجزاء من جنس العمل والقيام فيه صحة جسم القائم وصفاء روحه وبهاء وجهه فالفتوحات الربانية والتوفيقات الإلهية لا تتم إلا بفضل قيام الليل فكم من عالم يستغلق عليه فهم مسألة فيقوم يناجي ربه في جوف الليل فيفتح الله عليه يقول الإمام السبكي رحمه الله الفوائد ترد في ظلمات الليل وكان الإمام البخاري رحمه الله يقوم في الليل أكثر من عشرين مرة فيوقد السراج ثم يكتب المسألة ثم ينام ثم يقوم فيوقد السراج ويكتب المسألة فكان حين ينام يتفكر ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يسلم ويكتب مسألة إلى أن أخرج لنا هذا السفر العظيم الذي تلقته الأمة بالقبول منذ ظهر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل قال الإمام النووي رحمه الله في الحديث دليل على أن تطوع الليل أفضل من تطوع النهار
وذكرت وسائل إعلام موريتانية بينها صحيفة البديل أن السلطات تتهم المركز ب استغلال الدين و نشر التطرف والغلو ويترأس الشيخ محمد الحسن الددو المركز وهو مؤسسة تعليمية تسعى إلى إعداد علماء مؤهلين لاستيعاب إشكاليات الواقع وتقديم الحلول الشرعية لها وفق موقعه الإلكتروني واستغرب الأمين العام للاتحاد علي القره داغي في بيان القرار المجحف الصادر من الحكومة الموريتانية بحق مركز تكوين العلماء والعمل على إغلاقه وسحب الترخيص منه بذريعة نشر التطرف والغلو رغم نفي رئيس المركز أي علاقة للمركز بالسياسة حسبما ورد في موقع الأناضول وأشاد ب دور المركز في تخريج العلماء والعمل على نشر المذهب الوسطي المعتدل واستنكر قرار الإغلاق الذي يضر بالفكر الوسطي المعتدل ويساعد على التطرف وطالب الاتحاد السلطات الموريتانية ب إعادة النظر في القرار والعمل على تشجيع المشاريع العلمية النافعة التي من شأنها الارتقاء والإصلاح وقال الاتحاد إنه يناشد أمتنا الإسلامية وقادتها عدم الانسياق وراء ما يريده الأعداء من تجفيف منابع العلم الشرعي الصحيح والفكر الوسطي المعتدل تحت أي غطاء وحذر من أن ذلك يزيد العالم الإسلامي فوضى واضطرابا فكريا وسياسيا وعندئذ يظهر الجهلة المتطرفون يقودون الشباب ولم تعلن السلطات الموريتانية رسميا أسباب إغلاق المركز لكن هذه الخطوة جاءت بعد أيام من انتقاد رئيسه في خطبة الجمعة الماضية تصريحات للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قال فيها إن الجماعات الإسلامية دمرت العالم العربي وتأسس الاتحاد العالمي لعلماء عام ويوجد مقره في الدوحة وهو مؤسسة إسلامية شعبية تضم أعضاء من بلدان العالم الإسلامي والأقليات والمجموعات الإسلامية خارجه ويسعى الاتحاد إلى أن يكون مرجعية شرعية أساسية في تنظير وترشيد المشروع الحضاري للأمة المسلمة في إطار تعايشها السلمي مع سائر البشرية بحسب موقعه الإلكتروني
استنكر الاتحاد العالمي لعماء المسلمين يوم الأربعاء إغلاق السلطات الموريتانية مركز تكوين العلماء في العاصمة نواكشوط ودعاها إلى إعادة النظر في القرار
والحق أن العبادات في الإسلام وثيقة الصلة بالأخلاق بل تزكية النفس وتهذيب الخلق وتقويم السلوك أحد ثمارها وأحد معايير استقامتها فقد ربط الحق سبحانه بين افتراض هذه العبادات والأخلاق في مناسبات عدة فقال عز شأنه في الصلاة وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فمن نتائج الصلاة الانتهاء عن الفحشاء والمنكر وهذه نتيجة إيمانية أخلاقية وقال جل شأنه في الصوم ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فمن نتائج الصوم تقوى الله تعالى وهذه نتيجة إيمانية أخلاقية وقال تبارك شأنه في الزكاة خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها فمن نتائج الزكاة والصدقة الطهارة والزكاء والنماء وهذه نتيجة إيمانية أخلاقية كما قال في الحج الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى وفي هذا إشارة ظاهرة إلى ضرورة التزام الحاج بالخلق الحسن والأدب الطيب صونا لنفسه فيه عن كل لغو وإبعادا لها عن كل معصية ونأيا بها عن الجدال المفضى إلى الخصام والخلاف فما الحج إلا سبيل من سبل طاعة الله ومسعى إلى التقرب منه والتعرض لمغفرته ورضوانه ومن أجل هذا ترك الحاج أهله وأشغاله واتجه إلى ربه وبيت ربه حتى يكون أهلا لأن يدنو من الله تعالى وينال من رحمته ما يناله المتقون وقد أفاد علماؤنا أن الله سبحانه في هذه الآية الكريمة يريد من الحاج أن يجمع في حجه بين أمرين سلب وإيجاب وترك وفعل فأما السلب والترك فقوله فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وأما الإيجاب والفعل فقوله وما تفعلوا من خير يعلمه الله والمقصود بفعل الخير الأمور المقابلة للأمور المنهي عنها فإذا كان الإنسان لا يرفث في الحج فمطلوب منه أن يعف في كلامه وفي نظره وفي علاقته بامرأته الحلال له ومطلوب منه أن يفعل ما يقابل الفسوق من طاعة ومعروف وبر وخير كما يطلب منه أن يلتزم مقابل الجدال وهو الكلام برفق وأدب ولين وحلاوة أسلوب وعطف على الناس ومن دقائق البيان القرآني في هذه الآية الذي يؤكد البعد الأخلاقي للحج ما ذكره الإمام الآلوسي رحمه الله في قوله والإظهار في مقام الإضمار أي قوله تعالى ولا جدال في الحج ولم يقل فيه لإظهار كمال الاعتناء بشأنه والإشعار بعلة الحكم فإن زيارة البيت المعظم والتقرب بها إلى الله تعالى من موجبات ترك الأمور المذكورة المدنسة لمن قصد السير والسلوك إلى ملك الملوك وإيثار النفي أي قوله تعالى فلا رفث ولا فسوق ولا جدال ولم يقل فلا ترفثوا للمبالغة في النهي والدلالة على أنه حقيقة بأن لا تكون فإن ما كان منكرا مستقبحا في نفسه منهيا عنه مطلقا فهو للمحرم بأشرف العبادات وأشقها أنكر وأقبح وكل هذا تأكيد على أهمية الأخلاق بالنسبة للحجاج والتي هي شرط لنيل أجر الحج العظيم وثوابه الكريم قال صلى الله عليه وسلم من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
الحج ركن ركين من أركان الإسلام وعبادة من عباداته العظام خصه الله بميزات وخصائص لا نجدها في باقي العبادات أظهرها أن أوجبه مرة واحدة في العمر على المستطيع ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين وفي هذا إشارة بينة على عظيم أثره في حياة الحاج إذ هو حدث تاريخي متميز بالنسبة إليه ومدرسة إيمانية تربوية له وهذا يوجب على كل من حج أو نوى الحج أن يفتش عن أثر الحج في حياته وأخلاقه وسلوكه وأن يراقب سلوكه وأخلاقه وهو محرم بهذا النسك العظيم متلبس بهذه العبادة المقدسة وقد اجتمع له شرف العمل وشرف المكان وشرف الزمان وشرف الصحبة
لقد حبا الله هذا اليوم فضلا فضاعف فيه أجر الصيام إذ كان صيام يوم عاشوراء واجبا قبل أن يفرض صيام رمضان فلما فرض صيام رمضان أصبح صيام عاشوراء سنة مؤكدة تقول السيدة حفصة رضي الله عنها أربع لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعهن صيام عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر وركعتان قبل الفجر رواه أحمد والنسائي وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن صيام عاشوراء فقال ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوما يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم متفق عليه لقد بين النبي عليه الصلاة والسلام أن صيام هذا اليوم يكفر ذنوب سنة كاملة فقال صيام عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله رواه مسلم وروى مسلم أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صحيح مسلم أيضا خالفوا اليهود صوموا يوما قبله أو يوما بعده قال الحافظ البيهقي في فضائل الأوقات ص وهذا فيمن صادف صومه وله سيئات يحتاج إلى ما يكفرها فإن صادف صومه وقد كفرت سيئاته بغيره انقلبت زيادة في درجاته وبالله التوفيق فيوم عاشوراء له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة وكان موسى عليه الصلاة والسلام يصومه لفضله وليس هذا فحسب بل كان أهل الكتاب يصومونه وكذلك قريش في الجاهلية كانت تصومه وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم عاشوراء بمكة ولا يأمر الناس بالصوم فلما قدم المدينة ورأى صيام أهل الكتاب له وتعظيمهم له وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به صامه وأمر الناس بصيامه وأكد الأمر بصيامه والحث عليه حتى كانوا يصومونه أطفالهم فلما فرض صيام شهر رمضان ترك النبي عليه الصلاة والسلام أمر الصحابة بصيام يوم عاشوراء وتأكيده فيه لما في الصحيحين من حديث ابن عمر قال صام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك ذلك أي ترك أمرهم بذلك وبقي على الاستحباب ويصور الصحابي ابن عباس رضي الله عنهما حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صيامه فيقول ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان رواه البخاري ومن فضائل صيام يوم عاشوراء فيه يكفر ذنوب السنة التي قبله فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء فقال أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله وحين يقرر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصوم التاسع مع العاشر فليس ذلك مخالفة لأهل الكتاب وتميزا عنهم فحسب بل وأيضا حسب ترجيح بعض العلماء لمزيد الاعتناء بهذا اليوم والاستعداد له روحيا وذهنيا وبسبب هذا الفضل حرص السلف على إدراك صوم عاشوراء حتى كان بعضهم يصومه في السفر خشية فواته كما نقله العلامة ابن رجب عن طائفة منهم ابن عباس وأبو إسحاق السبيعي والزهري
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال ما هذا اليوم الذي تصومونه قالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا فنحن نصومه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن أحق وأولى بموسى منكم فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه
إن العلماء المخترعين هو أحد أعمدة بناء الأمم وتقدمها فبالعلم تبنى الأمم وتتقدم ويقضى على التخلف والفقر والجهل والأمية وغيرها من الأمراض التي تؤخر الأمة فهو من أهم ضروريات الحياة كالمأكل والمشرب وغيرها وإن الحضارة لا قيام لها إلا بالعلم وقيادة العالم لا تكون إلا بالعلم والمسلمون عندما كانوا يهتمون بالعلم وطلبه كانت لهم الريادة والقيادة كما أرادها الله كنتم خير أمة أخرجت للناس والدول المتقدمة ما وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم إلا من خلال اهتمامها بالعلم والمبدعين والمخترعين واعتبارهم مفتاح التقدم فالحضارة لا تبنى بالكسل والجهل والأمية وإنما تبنى بالعلم والعمل ولذا فمن الواجب علينا أن ننهض بما نهض به أوائلنا من الأخذ بسبيل العلم والاهتمام به فالعلم سبيل العز والرفعة والكرامة وضرورة تشجيع المبدعين ونشر إنجازاتهم في وسائل الإعلام المختلفة وتكريم جهودهم وتقديمهم للمجتمع وذلك للاستفادة منهم كمجموعات واعية للمشاركة في قيادة العمليات الإبداعية من خلال أفكارهم النيرة فالإبداع هو العملية التي تؤدي إلى ابتكار أفكار جديدة تكون مفيدة ومقبولة اجتماعيا عند التنفيذ وهو مزيج من الخيال العلمي المرن لتطوير فكرة قديمة أو لإيجاد فكرة جديدة مهما كانت الفكرة صغيرة ينتج عنها إنتاج متميز غير مألوف يمكن تطبيقه واستعماله والإبداع هو مصنع لكل فكرة جديدة علمية مفيدة يتم تقديمها للمجتمع بحيث تكون خارجة عن المألوف ويظن بعض الناس أن الإنسان يولد مبدعا والحقيقة أن كل إنسان يستطيع أن يبدع ويبتكر ويخترع إلا من لا يرغب في ذلك فهو أي الإنسان يتأثر تأثرا كبيرا بالبيئة المحيطة التي حوله والإبداع مرتبط ارتباطا وثيقا بالبشر فمتى ما وجد إبداع وجد بشر ومتى ما وجد بشر وجد إبداع لكن الملاحظ في مجتمعاتنا أنها لا زالت تقلل من شأن واحترام المبدعين والمخترعين رغم أن ذلك يعتبر ركيزة رئيسة في نمو البلاد وتطورها كما سبق بيانه فمما قتل الإبداع في بلادنا العربية والإسلامية وأعاق العملية الإبداعية كثرة إجراءاتها البيروقراطية إلى جانب عدم وجود مساهمات واضحة في التعليم العام وفي الجامعات توضح الخطوط العريضة التي من شأنها إرشاد المبدع إلى الطريق الصحيح وكذلك عدم وضوح الخطط والبرامج العامة والمتعلقة بالإبداع لدى الجهات المعنية بالإبداع والمبدعين كالمؤسسات والمراكز الرسمية المعنية بالإبداع هذا إن وجدت أصلا وإن غالب المجتمعات العربية والإسلامية لا تتحقق معها المعادلة العلمية المعينة على الإبداع العلمي ومن ثم الاختراع بل تضع الباحث العلمي في مناخ احتياجي ومعيشي يصرفه عن أولوياته العلمية وأن غالب المؤسسات المعنية بالاختراع في البلدان الإسلامية بشهادة المخترعين لا نجد لها بصمة عملية في تطبيق الاختراعات وهي مدفوعة بذلك إما بضعف الاعتمادات المالية أو البيروقراطيات الوظيفية التي لا تتناسب مع الإيقاعات العلمية كما لا توجد في العالم الإسلامي كأمة مؤسسة إسلامية معنية بالمخترعين واختراعات المسلمين يتوافر بها حصر شامل لاختراعات عقول المسلمين ووضعها قيد الاختبار والتطبيق العملي وإن وجدت فإنه من الممكن بإذن الله أن تتحقق من خلالها نهضة علمية بناء على رؤية ابتكارات واختراعات المبدعين والمخترعين المسلمين للنور ومما يلاحظ أن المجتمعات الغربية على سبيل المثال تعنى بهذا الأمر كثيرا وقد حسمته منذ وقت مبكر لصالح اكتشاف ورعاية الموهوبين والموهوبات إذ زرعت في الذهنية الاجتماعية العامة مفهوم وجوب احترام المبدعين والمخترعين ووفرت لهم كل السبل من أجل المضي قدما في اكتشافاتهم وإنجازاتهم ولقد حظي الإبداع بدراسات كثيرة في النصف الثاني من القرن العشرين فهو في أرفع مستوياته من أهم الصفات الإنسانية التي تغير التاريخ فالمجتمع لا يمكن تغييره تغييرا نوعيا عبر التخطيط بل عبر أعمال المبدعين حيث يشير كونانت إلى أهمية المبدعين فيقول إن عالما واحدا من المرتبة الأولى أي من المبدعين لا يعوضه عشرة رجال من الدرجة الثانية في العلوم إنه لعديم الجدوى أن يسند إلى رجل من الفئة الثانية مهمة حل مشكلة من المستوى الأول وحتى نلحق بركب تلك الدول التي تطورت وتقدمت في مجالات الحضارة المختلفة ولمحاولة تجاوز تلك الأزمة فإنه يمكن وضع بعض آليات لرعاية المخترع المبدع والاختراع الناتج عن إبداعاته في ضرورة الاهتمام والتعريف الدائم وبشكل موسع بالإبداع وتشجيعه والعمل على توفير البيئة المناسبة له في جميع المراحل التعليمية المختلفة إلى جانب إيجاد المناخ الإبداعي المناسب الذي يحفز الإنسان بجميع مراحله العمرية على الجوانب الإبداعية وكذا احتضان المبدعين الصغار ورعايتهم والاهتمام بهم منذ بزوغ علامات الإبداع عليهم مع متابعة التطورات والمستجدات الإبداعية بشكل دوري ومشاركة المجتمع المحلي في المحافل العالمية للاطلاع ومن ثم إطلاع الآخرين على تلك المستجدات والعمل على تحسين وتنظيم أساليب العمل في المؤسسات والمراكز المعنية بالإبداع في المجتمع بما يخدم المسيرة الإبداعية ويجب على الأسر بث ثقافة الاختراع والإبداع بين الأبناء الصغار وذلك بتشجيع الأبناء على التفكر والتأمل واستنباط النتائج والتفسيرات للظواهر والشواهد مع التهيئة النفسية للأبناء لأن يكونوا مبتكرين ومبدعين كما يجب على دولنا العربية والإسلامية المحافظة على مبدعيها وضرورة توفير كل سبل الراحة والجو العلمي حتى لا يضطروا للهجرة إلى بلاد الغرب تستفيد من جهودهم وأعمالهم
إن العلم ضرورة من ضرورات الحياة وهو الركيزة الأساسية لأي تطور ونماء اجتماعي واقتصادي وهو الجسر الوحيد ووسيلة العبور للمستقبل الزاهر المشرق ولبناء الأمم والحضارات وهو جذوة تشعلها النخبة المبدعة لتضيء الآخرين ومنارة تستهدي بها الأجيال والأجيال المتعاقبة إن الإبداع والابتكار والتجديد عناصر أساسية لتطوير الحياة
لا بد للمؤسسات الفاعلة ذات الوزن والتأثير من خطاب وحضور ينسجم مع رسالتها وأهدافها فكيف إذا كان الحال مع مؤسسة دينية بحجم رابطة العالم الإسلامي حيث تشع من قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم امتدادا لخطاب الإسلام المستنير الذي انطلق من تلك البقاع الطاهرة وبلغ مشارق الأرض ومغاربها لأكثر من عام ولا يزال بحمد الله وسيظل حتى قيام الساعة فالرابطة برسالتها هي امتداد لهذا العمر المديد والحافل حيث رابطة الإسلام التي نلتقي حولها ونستظل بظلالها ورؤية الرابطة تنطلق من أفقها الإسلامي الواعي في بعده الوسطي المعتدل وعلى أساس من اهتمامنا بالخطاب والعمل الإسلامي المؤسس على قيم الاعتدال أدركنا أهمية أن تكون الرابطة على مستوى الثقة بها والتطلع إليها بعيدا عن أي عمل من شأنه أن يرتد سلبا على سمعة الإسلام والمسلمين قبل أن ننظر إلى ارتداده على سمعة المؤسسة فهذا أمر مفروغ منه نعم تهمنا سمعة الإسلام والمسلمين وقبل ذلك يهمنا أن نقدم الإسلام كما نزل غضا طريقا نقيا من الدخل والدخن ومن لوثات الاختطاف والتوظيف والتمندل بالدين جريمة فوقية ولسنة الخالق مع مجرميه عظات وعبر نحن في الرابطة على يقين بأن الفكر لا يواجه إلا بالفكر وهي القوة الناعمة في تفكيكه فهو لم ينشأ بفعله الضار سواء في سياق تطرفه العنيف أو عمله الإرهابي نتيجة كيان سياسي أو عسكري بل تكون في إطار طرح فكري ضال استطاع تسويقه في منطقة فراغ سابقة اكتفت بالتنديد به بشكل عام على حين نجده يتعمق بأيديولوجيته في منطقة الاعتدال الإسلامي وهي السائدة كما نعرف مدعوما بغطاء خطر وهو توظيف العاطفة الدينية التي استطاع استغلالها بالمزاعم والتضليل ناسفا قواعد الشريعة في فقه الأولويات والموازنات والترجيح بين المصالح والمفاسد ليخرج بعته محسوب في رأي كل غر مختطف على الدين فقها وفكرا نعم لم يكن هناك حضور علمي وفكري يستشرف بالقدر اللازم أهمية التصدي والنقض وذلك في عموم عالمنا الإسلامي بل وكذلك في بلدان ما يسمى بالأقليات أو الخصوصية الدينية والثقافية وهي لا تقل أهمية عن غيرها حتى التحق بداعش منها أعداد صادمة ممن ولدوا ونشأوا وتعلموا في بيئات غير مسلمة وفي الغرب تحديدا والسبب اختراق عاطفتهم الدينية وردة الفعل تجاه حملات الإسلاموفوبيا قامت الرابطة ولا تزال بتعبئة علمية وفكرية لمواجهة تلك الأفكار المنحرفة ودخلت في تفاصيل أطروحتها فنقضتها بلغة ميسرة وكشف يسير يستوعبه الجميع عبر وسائل الإعلام الجديد وبعدة لغات وعبر الحوارات والمؤتمرات والكتب والنشرات والمبادرات التي نطلقها في المنصات العالمية التي يتلقاها الجميع بآذان صاغية كما نعمل على عقد لقاءات دورية مع رموز التأثير في العلم والفكر والدعوة وبخاصة في مواسم الحج والعمرة حيث تتشرف الرابطة سنويا باستضافة أعداد غفيرة من هذه الطليعة الإسلامية ويكون خلال ذلك عصف ذهني يتركز على تلمس الوعي الواجب ووضع آليات تمكينه ونشره ومن هذه الطليعة المراجع والقيادات الإسلامية في البلاد غير الإسلامية حيث تهتم الرابطة بتعزيز الوعي لدى المسلمين في تلك البلدان ومعالجة الصعوبات التي يواجهونها للإسهام في حماية شبابهم من اختراق التطرف ولاسيما محاولة استغلال عاطفتهم الدينية بشبهات ومزاعم وتضليل ما لم يتم تفكيكها فإنها تحمل في طياتها خطرا على سلامة فكرهم وسكينتهم وسلمهم وفي المقابل واجهنا خطرا يمثل التطرف المضاد نعني به أصوات اليمين المتطرف في الغرب وتصديره لنظريات الكراهية نحو الإسلام أو ما يسمى كما أشرنا بالإسلاموفوبيا وبحسب دراساتنا فإن التنظيمات الإرهابية خطفت من الشباب المغرر به بفعل شؤم اليمين المتطرف ما لم تخطفه بأي تدابير أخرى فذلك اليمين أحد صناع التطرف والإرهاب ويكفي ما نسمعه ونقرؤه على ألسنة من عادوا لرشدهم من أولئك الشباب فكثير منهم كان ضحية فخ تضخيم فكرة المؤامرة ضد الإسلام مشيرين إلى نماذج من مزايدات ذلك اليمين المتطرف الذي يدرك بأن أطروحته العنصرية لن تقدم خطوة واحدة لبلاده بل على العكس تماما لكنه يراهن على مشروع الانتخابي أمام السذج فماذا يفيد من قوله لا مقام للإسلام في أوروبا ولا خصوصية للمسلمين على أرضنا بينما المسلمون مواطنون على تلك الأرض وهم مثله سواء بسواء في الحقوق والواجبات بحسب دستوره وقد يقول المسلم إن من حقي كمواطن في بلده الغربي مثلا أن أقول لا مقام لذلك المتطرف على أرض وطني الذي أضحي من أجله فلا امتياز مطلقا لأحد على الآخر فالكل مواطن وليس لأحد الحق في أن يتكلم بلغة فوقية فهم أمام الدستور والقانون سواء ومن خالفهما كان عرضة للجزاء ومع ذلك فقد أكدنا للجميع أنه يجب احترام دساتير وقوانين وثقافة البلدان التي يعيشون فيها وأنه ليس من خلق المسلم النكث ولا الخيانة ولا الغدر ومن حق المسلمين في تلك البلاد المطالبة بخصوصيتهم الدينية وفق الدستور والقانون فإن تم مرادهم فذاك والحمد لله وإلا وجب عليهم تطبيقا احترام أدوات الحسم الدستورية وهذا لا يمنع من أن يبدوا اعتراضهم السلمي عليها ومعاودة المحاولة وعدم اليأس فالحكومات والبرلمانات والقوانين وحتى المبادئ القضائية تتغير والفرد والجماعة تفرض نفسها بقيمها وسلوكها وحسن تعاملها أكثر من أي شيء آخر وقد قال سبحانه عن نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك مشروع الاتفاقية يشمل التعاون والتبادل مع المجلس الإسلامي الأعلى لتحقيق أهدافنا المشتركة وسيشمل ذلك الجوانب العلمية والفكرية وتنظيم الفعاليات وتبادل الزيارات وورش العمل الموصلة لتلك الأهداف ومن هنا يكون التفعيل ورابطة العالم الإسلامي تثمن الاعتدال الإسلامي لدى أشقائنا في الجزائر وتستصحب تاريخهم المشرف ستكون بإذن الله منسجمة تماما مع النيات الطيبة التي تنطوي عليها الأفكار المستنيرة حيث تنطلق منها وتشع بها وإذا أعلن الجميع هدفا واحدا كان لزاما أن يكونوا عليه قلبا واحدا قد تختلف الآليات لكن الأسس والمنطلقات والأهداف واحدة كما يلزم كذلك أن نحترم تنوع الاجتهاد في مفاهيم رحابته وسعته وهو عموما كذلك خذ مثلا إسحاق الأنباري قد صنف كتابا سماه كتاب الاختلاف فقال له الإمام أحمد بن حنبل سمه كتاب السعة وقد قال العلامة المقري تعلم الخلاف يتسع صدرك يجب أن نكون على هذا الأفق وأن نحسن الظن ببعضنا ونحترم تنوع اجتهادنا ومن أراد حمل الناس على رأيه وضاق بغيره فضلا أن يشنع عليه أو يجفوه فقد سلك العنت والمرتقى الصعب هذه البلدان تدخل ضمن برامج الرابطة مثل غيرها ولاسيما مبادراتنا في الإسهام في تعزيز متطلبات السلام والوئام ونشر الاعتدال ولا يخفى أن لقاءات الحوار والتقريب والدعم اللازم بمفهومه المجرد تماما مهمة وتعمل عليها الرابطة وعندما أقول الدعم المجرد أقصد أن الرابطة لا تساوم أبدا على أي عمل تقدمه كما أنها لا تفرق في عملها الإنساني لأي تصنيف لا ديني ولا عرقي ولا غيره وهذا هو منهج الإسلام الذي قال في كل كبد رطبة أجرة بل قال تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا فقد قرن الله في هذا السياق إطعام الأسير وهو العدو المحارب بإطعام المسكين واليتيم هنا تتجلى إحدى قيم السمو الأخلاقي للإسلام ولم يساوم الإسلام يوما أحدا على اعتناقه بأي مقابل مادي ومتى قدم كل طرف تنازله المعقول وأحيانا الواجب في مقابل تنازل مماثل ومتى تفهم كل طرف حق الآخر في التنوع وأهمية حمايته وكذلك متى كان محايدا ومنصفا في تقبل حسم الطرف المحايد وهو المحكم أو المتداخل للتقريب أو الصلح أو النصح كانت النتائج دوما إيجابية وتبشر بالوئام بل وفي مستقبل زاهر للجميع حيث لا تنمية ولا ازدهار ولا وئام ولا أمن دون الأخذ بصوت المنطق والعقل والرؤية الرشيدة
أكد الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة أن خطاب التشدد الديني والتطرف تكون في إطار طرح فكري ضال وأوضح في حوار مع الخبر خلال زيارة عمل قادته إلى الجزائر أن الرابطة قامت ولا تزال بتعبئة علمية وفكرية لمواجهة تلك الأفكار المنحرفة ودخلت في تفاصيل أطروحتها فنقضتها بلغة ميسرة وكشف يسير يستوعبه الجميع وأثنى على جهود العلماء والمفكرين الجزائريين أعضاء الرابطة من خلال دورهم المهم في إيضاح حقيقة ديننا حول العالم والتصدي للتطرف المحسوب زورا على الإسلام والتطرف المضاد وأعني به حملات الإسلاموفوبيا ضمن رسالة الرابطة في نشر الوعي ومواجهة التطرف والإرهاب والعنصرية البغيضة وأيضا عموم الجهل بالإسلام سواء من الداخل الإسلامي أو خارجه
وأكد الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي في ندوة صحفية بمقر المجلس الإسلامي الأعلى في إجابته على سؤال الخبر أن الاتفاقية تؤطر لمواجهة الأفكار المتطرفة والإرهابية مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية تضع جداول تنفيذية للاضطلاع على المسؤولية المتبادلة لإيضاح حقيقة ديننا ومواجهة الأيديولوجية وأضاف كنا نتحدث على أن هذه الإديولوجية أطلقت عبر بضع سنوات أكثر من شبهة وهي واهية وضعيفة كضعف وهشاشة الفكر المتطرف وتابع لكنها تتطلب المواجهة العلمية والفكرية إلى جانب مواجهة التطرف المضاد ونقصد به حملات الإسلاموفوبيا من جهته أكد الدكتور بو عبد الله غلام الله رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بأن التعاون مع الرابطة جاء لإزالة الغموض ولكشف الحجج الواهية التي تحاك ضد الإسلام والتي يسعى أهلها ومنشئوها إلى أن يحطوا من قيمة الإسلام منبها إلى أنه خرجنا من الاستعمار لكننا نواجه الآن استعمارا آخر وهو الاستعمار الفكري
وقع مساء اليوم الدكتور بوعبد الله غلام الله رئيس المجلس الإسلامي الأعلى والدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي اتفاقية تعاون وشراكة بين المجلس والرابطة
الشاهد لهذه القضية ما عايشه الكثير منا ورأوه من أفراد بلغوا من العلم شرعيا أو غيره مبلغا كبيرا ولكنهم اتخذوا مواقف تتناقض مع علمهم ومخالفة له مخالفة كلية ومن أفراد اختاروا خيارات لا يتخذها أجهل الجهلاء وساروا مسارات لا يرضى سيرها أحمق الحمقى ولم ينقدهم علمهم الكبير ولم يعصمهم من هذه السقطات التي قد تكون قاتلة إذن ليس كل صاحب علم ينتفع بعلمه وعلى هذا يستوي هو ومن لا علم له ويستوي هو والجاهل فما الفرق بين عالم ذي علم كبير لم ينفعه علمه وبين جاهل خلو من العلم نعم هناك أمور تذهب بفائدة العلم وتجعل من اتصف بها كالجاهل بل أسوأ لأن الخطأ منه أشنع والجهل منه أفظع بعد كده في التحصيل وترقيه في مدراج العلم وقد قيل للإمام أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه من أحق الناس بالتعلم قال العالم لأن الجهل منه أقبح هذه الأمور التي تذهب بفائدة العلم فتجعل صاحبها العالم كالجاهل سواء بسواء كثيرة لا يمكن الإحاطة بها في هذا المقام وإنما أريد أن أنبه على أخطرها أثرا وأكثرها شيوعا وهو إتباع الهوى هذا البلاء الذي يجعل العالم جاهلا قطعا قال الله تبارك وتعالى أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون فانظر كيف قرر الحق سبحانه وأضله الله على علم أي وأضل الله تعالى هذا الشقي والحال أن هذا الشقي عالم بطريق الإيمان ولكنه استحب الغي على الرشد فأضله الله بعد بلوغ العلم إليه وقيام الحجة عليه وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة أي فلا يسمع ما ينفعه ولا يعي شيئا يهتدي به ولا يرى حجة يستضيء بها ولهذا قال فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون فمعنى على علم أنه أحاطت به أسباب الضلالة مع أنه من أهل علم صاحب عقل سليم وقد بلغه العلم الهادي من القرآن العظيم ودعوة النبي الكريم عليه أزكى الصلاة والتسليم وقامت عليه الحجة وهو يعلم صدق الرسول وصحة دعوته ومع ذلك اختار الكفر على الإيمان إتباعا للهوى وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين فالذي يتبع هواه يضله الله تعالى مع ماله من صفة العلم ووصف بالضلال وهو عين الجهل مع علمه لأنه متعمد لإتباع الهوى مؤثر له على الهدى قال العلامة ابن عاشور رحمه الله تعالى وهذه الآية أصل في التحذير من أن يكون الهوى الباعث للمؤمنين على أعمالهم ويتركوا اتباع أدلة الحق والمرء لا يكون مؤمنا حقا حتى يخضع خضوعا كاملا لمقتضى إيمانه ويخضع خضوعا كاملا للحق ويخضع خضوعا كاملا للعلم الصحيح ولو خالف كل ذلك هواه وقد قال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به إن ما نشاهده من بعض كبار العلماء بالكون من جحود ومكابرة ومعاندة وتظاهر بالإلحاد والكفر مع يقينهم باستحالة أن يوجد هذا الكون المعجز في كل صغيرة وكبيرة منه صدفة أو من تحول مادة صماء وعلمهم الدقيق بتفاصيل ذلك أكثر من غيرهم هو في الحقيقة إتباع للهوى ليس إلا فهو جهل قبيح ركب علما كبيرا وإن ما نشاهده من بعض كبار وصغار علماء الشرع من تحريف قبيح لشرع الله واجتراء وقح على دين الله سبحانه وتعالى إرضاء لبعض الحكام الذين لن يخلدوا في حكمهم يقينا فأباحوا لهم أعراض الناس وأموالهم ودماءهم بل زعم سفيه سخيف منهم أنه يجوز للحاكم قتل ثلث الشعب استبقاء لثلثيه كبرت كلمة هو قائلها وبدلوا وحرفوا ما شاؤوا إنما يتبعون أهواءهم بل أهواء غيرهم فهم جهلاء وإن كانوا دكاترة وحسبوا في زمرة العلماء فهاتان صورتان للعلماء الجاهلين ولا تستغربوا ذلك فإن الهوى يحول العالم جاهلا والعاقل أحمقا والحليم سفيها وصدق الله جل شأنه أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
قد يرى البعض تناقضا في الجمع بين العلم والجهل في الوصف بيد أن كثيرا ما يجتمع في شخص واحد العلم الكبير مع الجهل الشديد ذلك أن قيمة العلم الأساسية في الاستفادة منه والاهتداء به حتى تكون مواقف المرء سليمة وتكون أحكامه سديدة وتكون آراؤه صحيحة وخاصة في القضايا الكبرى والمسائل المصيرية
أمرنا ربنا سبحانه بستر العورات وتغطية العيوب وإخفاء الهنات والزلات وخاصة مع من ليسوا معروفين بالأذى والفساد فمن كان حريصا على ستر المسلمين في الدنيا إذا زلوا أو وقعوا في الهفوات فإن الله تعالى يستره في موقف هو أشد ما يكون احتياجا إلى الستر والعفو حين تجتمع الخلائق للعرض والحساب ففي الصحيح يقول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ويقول أيضا لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة وجزاء الستر وثوابه الجنة قال صلى الله عليه وسلم لا يرى مؤمن من أخيه عورة فيسترها عليه إلا أدخله الله بها الجنة ويقول كذلك من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته وأول من ارتكب موبقة هتك الستر إبليس اللعين فهو وأولياؤه يحرصون على كشف السوءات والعورات فلا زال بأبينا آدم وأمنا حواء حتى بدت لهما سوءاتهما قال تعالى يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون إن الشريعة المحمدية تحث على الستر ولم تتشوف أبدا لكثرة المحدودين والمرجومين فمن اتهم آخر فلا بد من بينة تكون أوضح من شمس النهار ولذلك شرع إقامة حد القذف على من رمى مؤمنا بغير بينة شرعية والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون كما أن الشارع الحكيم نهانا عن هتك الستر فحينما أتى هزال بن يزيد الأسلمي بماعز بن مالك الأسلمي لإقامة الحد عليه قال له النبي صلى الله عليه وسلم لو سترته بثوبك لكان خيرا لك وحث النبي صلى الله عليه وسلم من وقع في معصية أن يستر نفسه ولا يفضحها فالمرء كلما ازداد سترا كان أقرب لمغفرة ذنبه ففي الصحيح كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملا ثم يصبح قد ستره ربه فيقول يا فلان قد عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه وفي الموطأ من أتى شيئا من هذه القاذورات فليستتر فإنه من أبدى لنا صفحته أقمنا عليه كتاب الله وفي الصحيح أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني عالجت امرأة في أقصى المدينة وإني أصبت منها ما دون أن أمسها فأنا هذا فاقض في ما شئت فقال عمر رضي الله عنه لقد سترك الله فهلا سترت نفسك فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فقام الرجل فانطلق فأتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلا دعاه وتلا عليه هذه الآية وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين فكل ذلك يدل على التأكيد على أهمية الستر وفضله والآثار في هذا أكثر من أن تحصى فعن مريم بنت طارق أن امرأة قالت لعائشة يا أم المؤمنين إن كريا من يؤجر دوابه أخذ بساقي وأنا محرمة فقالت حجرا حجرا أي سترا وأعرضت بوجهها وقالت يا نساء المؤمنين إذا أذنبت إحداكن ذنبا فلا تخبرن به الناس ولتستغفرن الله ولتتب إليه فإن العباد يعيرون ولا يغيرون والله تعالى يغير ولا يعير وعن أبي الشعثاء قال كان شرحبيل بن السمط على جيش فقال إنكم نزلتم بأرض فيها نساء وشراب فمن أصاب منكم حدا فليأتنا حتى نطهره فبلغ ذلك عمر فكتب إليه لا أم لك تأمر قوما ستر الله عليهم أن يهتكوا ستر الله عليهم وعند أبي داود أن عقبة بن عامر رضي الله عنه كان له كاتب وكان جيران هذا الكاتب يشربون الخمر فقال يوما لعقبة إن لنا جيراني يشربون الخمر وسأخبر الشرط ليأخذوهم فقال عقبة لا تفعل بل عظهم فقال الكاتب إني نهيتهم فلم ينتهوا وأنا داع لهم الشرط ليأخذوهم فقال عقبة ويحك لا تفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موءودة إن الستر يطفئ نار الفساد ويشيع المحبة في الناس وهو علاج اجتماعي حيث تختفي فيه كثير من أمراض المجتمع فعلى المسلم ألا يهتك ستر إخوانه وعليه أن يمسك لسانه عن فضح الأسرار وهتك الأستار ما استطاع إلى ذلك سبيلا إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
أخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال يدنو أحدكم من ربه فيقول أعملت كذا وكذا فيقول نعم ويقول عملت كذا وكذا فيقول نعم فيقرره ثم يقول إني سترت عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم
وكانت العرب تعظمه في الجاهلية وكان يسمى بشهر الله الأصم من شدة تحريمه وقد رجح طائفة من العلماء أن محرم أفضل الأشهر الحرم قال ابن رجب وقد اختلف العلماء في أي الأشهر الحرم أفضل فقال الحسن وغيره أفضلها شهر الله المحرم ورجحه طائفة من المتأخرين ويدل على هذا ما أخرجه النسائي وغيره عن أبي ذر رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الليل خير وأي الأشهر أفضل فقال خير الليل جوفه وأفضل الأشهر شهر الله الذي تدعونه المحرم فضل الصوم في المحرم جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل روه مسلم يشير هذا الحديث إلى أن أفضل ما تطوع به من الصيام بعد رمضان صوم شهر الله المحرم وأفضل صيام الأشهر الحرم صيام شهر الله المحرم ويشهد لهذا أنه صلى الله عليه وسلم قال في هذا الحديث وأفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل رواه مسلم ومراده بعد المكتوبة ولواحقها من سننها الرواتب فإن الرواتب قبل الفرائض وبعدها أفضل من قيام الليل عند جمهور العلماء لالتحاقها بالفرائض يستحب للمسلم أن يكثر من الصيام في شهر محرم فإن لم يقدر على ذلك صام ما تيسر له ولم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم صام المحرم كاملا بل المحفوظ عنه صوم عاشوراء وأفضل شهر الله المحرم عشره الأول ولما كانت الأشهر الحرم أفضل الأشهر بعد رمضان أو مطلقا وكان صيامها كلها مندوبا إليه كما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم وكان بعضها ختام السنة الهلالية وبعضها مفتاحا لها فمن صام شهر ذي الحجة سوى الأيام المحرم صيامها منه وصام المحرم فقد ختم السنة بالطاعة وافتتحها بالطاعة فيرجى أن تكتب له سنته كلها طاعة وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم المحرم شهر الله وإضافته إلى الله تدل على شرفه وفضله ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزئ به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه فضل صيام عاشوراء كما ورد في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوما يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم يعني يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني رمضان يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة وصومه لفضله كان معروفا بين الأنبياء عليهم السلام وقد صامه نوح وموسى عليهما السلام
شهر الله المحرم شهر عظيم مبارك وهو أول شهور السنة الهجرية وأحد الأشهر الحرم التي قال الله فيها إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم التوبة
وقال وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة عبد العزيز وزان لصحيفة اليوم السعودية إن برامج العمرة والزيارة تشهد في عامنا هذا نقلة نوعية بتمكين المعتمرين والزوار من خارج المملكة من زيارة أي مدينة سعودية خلال فترة تأشيرة العمرة البالغة يوما يخصص منها يوما لزيارة الحرمين الشريفين وبين وزان أن القادم للعمرة يمكنه أن يحظى بوقت إقامة أطول على الأراضي السعودية في حال تقدمت شركات العمرة بطلب وقت إضافي ضمن البرنامج الخاص بالمعتمر ورجح أن يتجاوز عدد المعتمرين هذا العام ملايين و ألف حتى نهاية شوال القادم مبينا أن عدد المعتمرين العام الماضي تجاوز ملايين وبدأت السعودية بتطوير قطاع السياحة وتيسير إجراءات إصدار التأشيرة للزوار في إطار رؤية المملكة الهادفة بشكل أساسي لتنويع الدخل القومي وعدم الاعتماد فقط على عائدات النفط
أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية أنه سيتم وللمرة الأولى السماح للمعتمرين بزيارة مدن ومعالم السعودية الأثرية في حال حصل المعتمر على برنامج سياحي قبل القدوم إلى السعودية
شرع الإسلام الزكاة لتنظيم حياة الناس وتحقيق مزيد من الأمن والاستقرار والترابط الاجتماعي والتنمية المعيشية والاقتصادية وتعميق القيم الروحية والمعاني الأخلاقية والتربوية في الحركة الدائبة للأفراد والمجتمعات إن الزكاة من أهم أدوات السياسة المالية بل هي الأساس في التضامن المالي الإسلامي ومن خلال عملية تحصيل الزكاة وإنفاقها نجد أنها أداة ذات كفاءة عالية في المساهمة أو التأثير على أهداف المجتمع وبالتالي تؤدي دورا كبيرا في التنمية الاقتصادية وقد أشارت العديد من النصوص الإسلامية إلى مقاصد تشريع الزكاة وأهدافها وآثارها ومن ذلك تطهير النفس نفس المعطي وتزكيتها من الشح والبخل وتخليصها من سيطرة حب المال فيعلم أن الحياة ليست كلها مادة الأمر الذي يدفعه إلى البذل والعطاء وتحقيق مزيد من التآلف والمحبة والتواصل بينه وبين أفراد المجتمع وفي هذا المعنى يقول الله تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ونفس الفقير وتخليصها من الحسد والطمع وإبعادها عن الحقد والكراهية وعن ما يسمى الصراع الطبقي وذلك حينما يرى اهتمام الغني به وقيامه بمواساته ومد يد العون له فحينئذ يطمئن قلبه وتقال عثرته ويزداد حماسا وإخلاصا في تمني زيادة المال عند الغني وذلك ليحصل له النماء والانتعاش المعيشي في حاضره ومستقبله ومعيشة أسرته والزكاة شكر لنعمة الله المتجددة واعتراف بفضله سبحانه وإحسانه إليه وهي علاج للقلب من حب الدنيا وتزكية للنفس وتحويله إلى الرغبة في الآخرة قال تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم ويتحقق بها معنى العبودية والخضوع المطلق والاستسلام التام لله رب العالمين عندما يخرج الغني زكاة ماله فهو مطبق لشرع الله منفذ لأمره وفي إخراجها شكر المنعم على تلك النعمة يقول تعالى لئن شكرتم لأزيدنكم وتنشر المعاني الأخلاقية وتشيع القيم الإنسانية في المجتمع حيث يلاحظ المراقب لأحوال المجتمعات أن البيئات والمجتمعات التي يؤدي أغنياؤها فيها الزكاة تتمتع بنسبة أعلى من معاني الترابط الاجتماعي والمودة المتبادلة والتكافل والتراحم والمواساة فيصير المجتمع كالجسد الواحد كما أن الزكاة تقلل الفجوة بين الفئات الاجتماعية وتخفف حدة التفاوت في تملك الأموال وتحقق العدل الاجتماعي الممكن ومن العدل الاجتماعي أن لا يتخم بعض الناس بالمال ويموت آخرون جوعا وحرمانا ومرضا وتحقق بأدائها مفهوم الضمان الاجتماعي والتوازن النسبي بين فئات المجتمع فبإخراجها إلى مستحقيها لا تبقى الثروة المالية مكدسة في فئات محصورة من المجتمع ومحتكرة لديهم يقول الله تعالى كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم إلى جانب الإسهام في إشاعة الأمن وترسيخه وتحصين المجتمع وحمايته من الجرائم عموما والجرائم المالية خصوصا التي يرجع كثير من أسبابها إلى الحرمان من المال مع الحاجة إليه فحين تؤدى الزكاة وتعطى للفقراء والمحرومين لا تحدثهم نفوسهم بسرقة أموال الآخرين والاعتداء عليها لأنهم ما عادوا محرومين من المال وهم ليسوا بحاجة إلى الاعتداء على الآخرين وأموالهم والمخاطرة بحياتهم وحريتهم ومستقبلهم وللزكاة دور مهم في تنشيط الحركة الاقتصادية لأن المسلم إذا كنز ماله فهو مضطر لأن يدفع الزكاة عنه بمقدار أدناه كل سنة مما يؤدي إلى نفاده لذلك فهو حريص على الاتجار به حتى يؤدي الزكاة من أرباحه فيكون ذلك سببا لتنشيط الحركة الاقتصادية وتستفيد طاقات الأمة كلها من تلك الأموال فهي تساهم في التنمية الاقتصادية وتنشيط عملية الإنتاج والاستثمار وذلك من خلال العمل المتلاحق على تدوير الأموال واستثمارها في إشادة المصانع وإقامة العمائر وزراعة الأراضي وتبادل السلع والمنتجات وعدم تجميد الأموال وتعطيلها والزكاة علاج عملي لكثير من الآفات الاجتماعية كالبطالة والتسول عن طريق استثمار أموالها في تشغيل القادرين على العمل حتى يصبحوا بدورهم منتجين ومزكين كما أنها من أعظم ما يحقق التواصل والتآلف والمحبة والتآخي بين أفراد المجتمع وتوفر فرص العمل للعاطلين عن العمل وتؤمن لهم أسبابه ووسائله وأدوات الإنتاج التي تساعدهم على بدء حياة جديدة يودعون فيها البطالة والفقر والحرمان وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه كان يقول إذا أعطيتم الزكاة فأغنوا وتطهر أيضا صاحبها من الشح وتحرره من عبودية المال وهذان مرضان من أخطر الأمراض النفسية التي ينحط معها الإنسان ويشقى ولذلك قال تعالى ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون وقال صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة وإن من أهم ما يلزم القيام به لتفعيل الزكاة واستظهار آثارها هو القيام بعملية توعية وتثقيف علمية واعية ومستمرة تشترك فيها المؤسسات التربوية والتعليمية والدعوية والإعلامية تستهدف تجديد التزام الناس بالنظام الزكوي بأبعاده العقدية والقيمية وننتهز هذه الفرصة للتذكير بأن الأزمات المالية والاقتصادية يتم معالجتها عن طريق التوجه إلى النظام المصرفي الإسلامي والذي تتمثل بتوفير بدائل تمويل تستمد معظم خصائصها من الإطار العام للعمل المصرفي الإسلامي والتي تعني ضمنا استبعاد الأسباب الرئيسية للأزمات المالية وإحلال نظام المشاركة في الربح والخسارة والتركيز على الاستثمار الحقيقي وليس عن طريق طبع النقود الذي يوقع المجتمع في التضخم ويعقد الأزمات ولا يحلها كلية الدراسات الإسلامية قطر
الزكاة ركن من أركان الإسلام وشعيرة من شعائره والزكاة في دلالتها اللغوية طهرة ونماء وهذه هي حقيقتها وفي الاصطلاح هي استقطاع مالي جبري من أموال الأغنياء المكلفين يعاد توزيعه على مستحقين معينين وصفا فهي كما عرفها الفقهاء فريضة مالية مخصوصة تجب في الأموال بشروط مخصوصة وبمقادير مخصوصة وتوضع حصيلتها في مصارف مخصوصة
وهاجم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي القرضاوي بسبب تطاوله على الحج ومطالبته بشكل غير مباشر بمقاطعته إذ غرد على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلا ليس لله حاجة بالحج وقال القرضاوي في التغريدة هذا الحج ليس لله تعالى حاجة فيه الله غني عن العباد وإذا فرض عليهم فرائض فإنما ذلك ليزكوا أنفسهم وليرتقوا في معارج الرقي الروحي والنفسي والأخلاقي إلى ربهم ولتتحقق لهم المنافع المختلفة في حياتهم
تسبب الداعية المصري يوسف القرضاوي بأزمة وضجة كبيرتين على موقع التدوينات القصيرة تويتر عقب تغريدة له فسرها البعض دعوة لمقاطعة الحج بطريقة غير مباشرة
وأفادت الهيئة العامة للإحصاء السعودية في بيان بإن إجمالي أعداد الحجاج بلغ مليونين و ألف و حاجا منهم مليون و ألفا و من خارج المملكة و ألفا من الداخل وبخصوص توزيع الحجاج حسب الذكور والإناث بلغ عدد الذكور مليونا و ألفا و حاجا مقابل مليون و ألفا و حاجة وفيما يتعلق بالتوزيع الجغرافي للحجاج بلغ عدد حجاج دول مجلس التعاون الخليجي ألفا و حاجا وحاجة بنسبة في المائة وبلغ عدد حجاج الدول العربية عدا دول مجلس التعاون الخليجي ألفا و حجاج بنسبة في المائة وأشار المصدر إلى أن عدد حجاج الدول الآسيوية عدا الدول العربية بلغ مليون و ألفا و حاجا بنسبة بالمائة فيما بلغت أعداد حجاج الدول الإفريقية عدا الدول العربية ألفا و حاجا بنسبة في المائة ووفقا لذات الاحصائيات بلغ عدد حجاج الدول الأوروبية ألفا و حاج بنسبة في المائة بينما بلغ عدد حجاج دول أمريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا ألفا و حاجا بنسبة في المائة
بلغ عدد حجاج بيت الله الحرام لموسم الحج الحالي مليونين و ألفا و حاجا وحاجة حسب إحصائيات رسمية سعودية
قال سيدي عبد الرحمن الثعالبي في تفسيره أمر الله سبحانه بذكره في الأيام المعدودات وهي الثلاثة التي بعد يوم النحر ومن جملة الذكر التكبير في إثر الصلوات وقال الإمام ابن كثير ذكر الله على الأضاحي ويتعلق به أيضا الذكر المؤقت خلف الصلوات والمطلق في سائر الأحوال وقال الإمام ابن العربي المالكي رحمه الله أجمع فقهاء الأمصار والمشاهير من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم على أن المراد به التكبير لكل أحد وخصوصا في أوقات الصلوات فيكبر عند انقضاء كل صلاة كان المصلي في جماعة أو وحده يكبر تكبيرا ظاهرا في هذه الأيام وعليه فمن البدع المنكرة والمخالفات غير المبررة ما شاع في السنوات الأخيرة عندنا في عيد الأضحى وأيام التشريق بعده من ترك التكبير من بعض الأئمة في المساجد وترك المصلين هذا التكبير أيضا مع أنه مشروع مذكور في القرآن الكريم كما سبق وثابت في السنة الصحيحة وعليه عمل السلف الصالحين كما روى البخاري في صحيحه وكان عمر رضى الله عنه يكبر فى قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه وفى فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا وكانت ميمونة تكبر يوم النحر وكن النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالى التشريق مع الرجال فى المسجد ولا شك أن عمر وابنه وأم المؤمنين ميمونة وأبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم أجمعين أعلم بالسنة من غيرهم ويستحيل في حقهم أن يتلبسوا ببدعة في حضور الصحابة ولا ينكرون عليهم فالذي يخالف هؤلاء السادة من السلف الصالح متبع لغير سبيل المؤمنين ولا ريب ويزيد هذا بيانا قول الإمام مالك رحمه الله وهو من هو في معرفة السنة وفي الالتزام بها الأمر عندنا أي ما توارثوه في المدينة المنورة وفي المسجد النبوي أن التكبير فى أيام التشريق دبر الصلوات وأول ذلك تكبير الإمام والناس معه دبر صلاة الظهر من يوم النحر وآخر ذلك تكبير الإمام والناس معه دبر صلاة الصبح من آخر أيام التشريق ثم يقطع التكبير والتكبير فى أيام التشريق على الرجال والنساء من كان فى جماعة أو وحده بمنى أو بالآفاق كلها واجب فصيغة التكبير التي كانت سائدة عند التابعين والتي ورثوها عن الصحابة الكرام وهم من علمنا سنة نبينا عليه السلام وأشد الناس استمساكا بها أن يكبر الإمام فيكبر الناس بتكبيره وهذا واضح فيما رواه الإمام البخاري وفيما ذكره الإمام مالك وكن النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال فى المسجد فخلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز معناه الواضح أنهما كانا يكبران ثم يكبر من خلفهما وقوله مع الرجال فى المسجد لا يحتاج إلى توضيح ومثله في الوضوح قول مالك تكبير الإمام والناس معه وهذا مذهب أئمة المسلمين عامتهم لا يعرف له مخالف إلا من شذ في العصر الحاضر ممن لا عبرة لقوله أمام قولهم وعليه يجب على المسلم أن يحافظ على هذه السنة ولا يفرط في الاقتداء بالنبي عليه السلام والسلف الكرام فإذا صلى وراء إمام يجهل هذه السنة أو تارك لها نسيانا أو تهاونا فعليه أن يكبر هو لنفسه ويحيي سنة بعمله وعلمه أماتها الناس بجهلهم قال الإمام الشافعي رحمه الله وهو من هو علما وسنة ويكبر إمامهم خلف الصلوات فيكبرون معا ومتفرقين ليلا ونهارا ويكبر الناس في الآفاق والحضر والسفر كذلك ومن يحضر منهم الجماعة ولم يحضرها والحائض والجنب وغير المتوضئ في الساعات من الليل والنهار ويكبر الإمام ومن خلفه خلف الصلوات ثلاث تكبيرات وأكثر وإن ترك ذلك الإمام كبر من خلفه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زينوا أعيادكم بالتكبير رواه الطبراني وسنده ضعيف لكن المعتمد في سنية التكبير في عيد الأضحى هو قول الله جل في علاه واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون
ومحمد الخضر حسين م هو عالم دين جزائرى تونسى المولد تولى مشيخة الأزهر من تحل اليوم الذكرى ال على ميلاده إذ ولد في أوت ورحل عن عمر ناهز عاما في فيفري من عام وبحسب كتاب الأزهر الشيخ والمشيخة للكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة السابق أن اختيار الخضر حسين شيخا للأزهر الشريف على خلفية استقالة الشيخ عبد المجيد سليم من المشيخة فى سبتمبر من عام بعدما رأى أن وجوده غير مرغوب فيه ولم تشأ قيادة الثورة أن تترك هذا الموقع شاغرا فوقع الاختيار على الشيخ محمد الخضر حسين وكان اختيارا مفاجئا حتى له هو وأوضح النمنم فى كتابه أن اختيار الخضر حسين لأن قيادة الثورة كانت حريصة على أن يتولى المنصب عالم عربى له تاريخ نضالى ليكون معبرا عن توجه مصر في تلك المرحلة لكن النمنم رأى أن السبب جاء من باب المبالغة والتزيد لأن هذه الفترة في بداية حكم الثورة لم يكن الوجه التحرري والعروبة لضباط جويلية ظهر بعد بينما كان تفكيرهم في تأمين المجتمع المصري واستقرار الأوضاع وأكد النمنم أن اقتراح اسم الشيخ مستعينا بما ذكره فتحي رضوان جاء في اجتماع مجلس الوزراء وكان يرأسه محمد نجيب واقترح أحدهم اسم العالم الجليل ولكن ظهرت مشكلة خلال الاجتماع وهى أن الرجل قد أصيب بشلل وتظهره الصور كهلا وغير قادر على الحركة فاتفق أن يذهب وفد من ثلاثة وزراء ليتأكدوا ما إذا كان قادرا من الناحية الصحية من أداء مهام العمل أم لا الشيخ قال لمقربين منه وفقا لما ذكره الكتاب لقد سقطت المشيخة في حجري من حيث لا احتسب وكان صادقا ودقيقا في ذلك هو لم ينتظرها ولم يفكر فيها ولكنها جاءت تطرق باب بيته ولأن الأمر كذلك كانت استقالته جاهزة من اليوم الأول كما يقول فتحي رضوان أيضا وهو ما حدث بالفعل بعد شهرا من توليه المنصب في جانفي وكان من ضمن أسباب الاستقالة كما قيل حينها هو اعتراضه على إلغاء القضاء الشرعي ودمجه في الأهلي حيث كان يرغب في دمج الأهلي داخل الشرعي ليصبح القضاء كله شرعيا وإن استبعد النمنم ذلك السبب لأن القضاء الشرعي تم إلغاؤه سنة أي بعد عام من الاستقالة ويرجج أن تكون لأسباب صحية
تناوب على مشيخة الأزهر الشريف نحو إماما بداية من الإمام محمد الخرشى وصولا إلى الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب أغلبهم إن لم يكونوا جميعا من المصريين لكن هناك عرب أصبحوا فى منصب الإمام الأكبر ليتولوا شؤون الأزهر الشريف وبالتحديد من الجزائر وهو الشيخ محمد الخضر حسين الإمام التاسع والثلاثون للأزهر الشريف من هو
ويتم التخلص منها عن طريق فصلها عن غيرها من المواد التي يلقي بها الحجيج ويجري سحب الحصى بعد تجميعها في جسر الجمرات من خلال السيور التي يتم التحكم بها بقفل أو فتح بواباتها الكهربائية لتصفية الحصى عن غيرها بعدها يجري تحويل مسار الحصى إلى عربات الضواغط التي تنتظرها لتجميعها ورميها في المرامي الخاصة بها ويبلغ وزن المخلفات الأخرى في الجمرات طن
تتعامل أمانة منطقة مكة المكرمة سنويا مع نحو طن من حصى رمي الجمرات أثناء تأديتهم فريضة الحج فأين تذهب الجمرات على عمق مترا يشهد قبو الجسر بمشعر منى عمليات دقيقة تنفذها سيور آلية تجمع الحصى بعد إلقائها في أحواض الجمرات الثلاثة ثم يتم فرز حصوات الرماة
يقول العلامة ابن عاشور وقوله ليشهدوا يتعلق بقوله يأتوك فهو علة لإتيانهم الذي هو مسبب على التأذين بالحج فآل إلى كونه علة في التأذين بالحج ومعنى ليشهدوا ليحضروا منافع لهم أي ليحضروا فيحصلوا منافع لهم إذ يحصل كل واحد ما فيه نفعه وأهم المنافع ما وعدهم الله على لسان إبراهيم عليه السلام من الثواب فكنى بشهود المنافع عن نيلها ولا يعرف ما وعدهم الله على ذلك بالتعيين وأعظم ذلك اجتماع أهل التوحيد في صعيد واحد ليتلقى بعضهم عن بعض ما به كمال إيمانه وتنكير منافع للتعظيم المراد منه الكثرة وهي المصالح الدينية والدنيوية لأن في مجمع الحج فوائد جمة للناس لأفرادهم من الثواب والمغفرة لكل حاج ولمجتمعهم لأن في الاجتماع صلاحا في الدنيا بالتعارف والتعامل ومن أهم المنافع التي تجنى من الحج المنافع التربوية التهذيبية بدءا من تقوية الإيمان وتطهير النفوس وتزكية الوجدان وتنقية القلب وإحياء الضمير وصولا إلى تهذيب السلوك وتحسين الخلق وتنمية التواصل وغرس التحاب وتشجيع التعاون وتجسيد الأخوة وأحسب أن من أهم فوائد الحج التربوية تعويده الحجيج على قيم نحن بأمس الحاجة إليها واكتسابها يعد مكسبا ضروريا للتحرك من وهدة التخلف التي غرقنا فيها هذه القيم التي يغرسها الحج في المسلمين هي الانضباط والنظافة والنظام ولا يخفى أن هذه المعاني المهمة تعاني مجتمعاتنا المسلمة معاناة شديدة بسبب افتقادها لها في الكثير من أبنائها إذ يقابل هذه المعاني ما يضادها من اللامبالاة والفوضى وقلة النظافة أو انعدامها أما التربية على الانضباط فهي ظاهرة في كل أحكام المناسك الانضباط بالمواقيت في الإحرام الانضباط بترك الممنوعات في الإحرام الانضباط بأحكام الحرمين الانضباط بالوقت في أداء المناسك وهكذا وأما التربية على النظام فهي أظهر ذلك أن أحكام الحج كلها منظمة تنظيما بديعا ولا بد للحاج من مراعاة هذا التنظيم بدءا من اختيار كيفية النسك تمتعا أو إفرادا أو قرانا إذ لكل نسك منها أحكامه مرورا بباقي الأركان والأحكام المبيت في منى ثم الوقوف بعرفة ثم المبيت بالمزدلفة ثم أعمال يوم العيد الرمي ثم النحر ثم الحلق ثم الطواف وما فيه من نظام بديع يتبعه السعي بين الصفا والمروة بترتيب دقيق ثم المبيت في منى أيام التشريق وتنظيم رمي الجمرات رمي جمرة العقبة الكبرى وحدها يوم العيد ثم رمي الثلاثة أيام التشريق الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى بهذا الترتيب والدعاء عند الصغرى والوسطى دون الكبرى وهلم جرا وأما التربية على النظافة فهي شعار الإسلام في كل أحكامه ومنها شعيرة الحج ومن المعلوم أن من سنن الحج الاغتسال للإحرام والاغتسال لدخول مكة والإحرام بلباس طاهر نظيف وعلى الحاج أن يحافظ على طهارة ونظافة لباسه وجسده ومكانه وهلم جرا إلا أن ثمة ملاحظة مؤسفة هي أن أكثر الحجاج لا يهتمون بنظافة المكان ولا يبالون بما يخلفونه من مخلفات وفضلات خاصة يوم عرفة ويوم العيد وأيام منى برميهم الفضلات كيفما اتفق وقد يبررون ذلك بامتلاء السلل والأماكن المخصصة لها بسبب عدم رفعها في تلك الأيام من طرف عمال النظافة لتعذر ذلك عليهم للزحمة الشديدة فيؤدي تساهل الحجاج في هذا إلى مناظر مؤسفة حقا للعاصمة المقدسة في تلك الأيام المباركة وهذا ما لا يليق بضيوف الرحمن في بيته المعظم بل لا بد من الحرص على النظافة حرصا شديدا وتدبر أمر المخلفات والفضلات فلا يليق بحاج أن يشرب أو يأكل ثم يرمي الأكياس أو الأكواب أو القارورات البلاستكية في الطريق تحت أي عذر وتحت أي مبرر فالحج طهارة للروح وطهارة للحياة كلها إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
حكم الحج ومنافعه وأثاره وبركاته وخيراته لا يمكن عدها ولا حصرها وإنما نرتشف من بحرها غرفا على قدر المقام وعلى وفق الحاجة وفي ذكر الله عز وجل المنافع في سياق الكلام على فرض الحج إشارة إلى ضرورة التنبه إلى المنافع الجليلة العظيمة التي ينالها الحاج في دينه ودنياه وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير
وبحلول الخميس وصل حوالي مليون شخص إلى السعودية للمشاركة في موسم الحج الذي يبدأ رسميا الأحد ويمتد حتى الجمعة المقبل وأطلقت السلطات السعودية هذا العام مبادرة الحج الذكي الذي يتمثل في تطبيقات هاتفية تساعد الحجاج في كل شيء من الترجمة إلى الخدمات الطبية مرورا بمناسك الحج ووضع الهلال الأحمر السعودي تطبيق أسعفني لمساعدة الحجاج الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية عاجلة وبإمكان السلطات تحديد مكان الحجاج باستخدام التطبيق كما أطلقت وزارة الحج والعمرة تطبيق مناسكنا للترجمة للحجاج الذين لا يتكلمون العربية ولا الإنجليزية ويترافق الحج عادة بتدابير أمنية مشددة إذ تخللته في الأعوام السابقة حوادث تدافع أودت بحياة شخص في كان جلهم إيرانيين ومر موسم الحج العام الماضي من دون حوادث كبرى إلا أن الأزمة مع قطر ألقت بظلالها على الحدث الديني السنوي وتبادلت الرياض والدوحة الاتهامات بتسييس المناسك وتحل مناسك الحج هذا العام فيما تشهد السعودية موجة غير مسبوقة من التغييرات بينها السماح للسيدات بقيادة السيارة الذي بدأ تطبيقه في يونيو الماضي والانفتاح على الخارج وسط أزمة سياسية مستمرة بين السعودية وقطر وفي ظل درجات حرارة تجاوزت الأربعين درجة مئوية
يستعين نحو مليوني مسلم لأول مرة بتطبيقات إلكترونية في أداء مناسك الحج لهذا العام في مكة المكرمة بدءا من الأحد فيما تواجه السعودية تحديات الإصلاحات الداخلية ووضعا إقليميا غير مريح
وقد تتلمذ على يدي الشيخ كثير من الدعاة المعروفين كالشيخ صالح بن عواد المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء والذي نعاه عبر حسابه الرسمي في تويتر رحم الله شيخنا أبا بكر جابر الجزائري وغفر له وجزاه عنا وعن العلم وأهله خير الجزاء شرفت بالجلوس بين يديه في حلقته بالمسجد النبوي قبل ثلاثين عاما ونيف عالم مبارك عذب الحديث عف اللسان قريب من العامة ناصح محب لولاة الأمر فاللهم اجبر كسرنا وارحم شيخنا عرف الشيخ الجزائري رحمه الله بمنهجه الوسطي المستقى من منهج الكتاب والسنة والسلف الصالح فهو من مواليد ليوة بولاية بسكرة عام م حفظ القرآن الكريم صغيرا وتلقى العلوم الأولية فيها ودرس على مشايخ بسكرة العلوم النقلية والعقلية التي أهلته للعمل معلما اختار المدينة المنورة بعد ارتحاله من بلده وفيها واصل تعليمه على العلماء والمشايخ حتى حصل على إجازة للتدريس في المسجد النبوي فأصبح له كرسي معروف وشهير يدرس فيه التفسير والحديث النبوي الشريف عمل مدرسا في بعض مدارس التعليم ودار الحديث وعندما أنشئت الجامعة الإسلامية كان من أوائل أساتذتها وبقي حتى أحيل إلى التقاعد له جهود دعوية طويلة ومؤلفات من أبرزها منهاج المسلم أيسر التفاسير نداءات الرحمن لأهل الإيمان رسائل الجزائري عظات وعبر من كلام سيد البشر صلى الله عليه وسلم المسجد وبيت المسلم
أدت جموع المصلين في المسجد النبوي في المملكة العربية السعودية بإمامة الشيخ عبد الباري الثبيتي صلاة الجنازة عقب صلاة الظهر على فضيلة الشيخ أبي بكر جابر الجزائري المدرس بالحرم الشريف على مدى أكثر من نصف قرن وأحد كبار رموز الدعوة في العالم الإسلامي بعد مرض عانى منه طويلا ألزمه الفراش وقد حمل النعش على الأكتاف محاطا بحشود غفيرة اكتظت بهم ساحات الحرم وظلت ملازمة له حتى ووري جثمانه بقيع الغرقد إلى جوار عشرة آلاف صحابي بعد عمر حافل بالوعظ والإرشاد والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة
و تقرر أن تؤدى عليه صلاة الجنازة بعد ظهر اليوم في المسجد النبوي الشريف وسيوارى جثمانه الثرى في مقبرة البقيع وكان الشيخ الجزائري قد تعرض العام الماضي لالتهاب رئوي حاد نقل على إثره إلى مستشفى الأمير محمد بن عبد العزيز للحرس الوطني بالمدينة لتلقي العلاج العلامة الجليل ابو بكر الجزائري من مواليد ولاية بسكرة سنة في قرية ليوة القريبة من طولقة أين تعلم وتمدرس قبل أن يرحل وعائلته إلى المدينة المنورة
توفي الشيخ أبو بكر الجزائري المدرس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة والمسجد النبوي الشريف سابقا عن عمر يناهز عاما بعد صراع مع المرض
وتطالب التظاهرات بإغلاق مسجد الفاروق في المدينة بدعوى أن المسجد بؤرة للتحريض كما ذكرت صحيفة يسرائيل هيوم الصهيونية الاثنين المنصرم وفي السابق رفضت شرطة الاحتلال السماح لناشطي منظمة قوة يهودية بتنظيم التظاهرة الداعية إلى إغلاق مسجد كان يصلي فيه شبان من أم الفحم نفذوا عملية إطلاق نار بالمسجد الأقصى في جويلية حيث لقي عنصران من شرطة حرس الحدود الصهيوني مصرعهما وقتل منفذو الهجوم برصاص شرطة الاحتلال بساحات الأقصى ويحمل الشبان الثلاثة الاسم ذاته محمد جبارين ولجأ قادة منظمة قوة يهودية المعروفون بكونهم من المستوطنين المتطرفين إلى المحكمة العليا الصهيونية للطعن في قرار الشرطة بمنعهم من التظاهر إلا أن الشرطة قررت نهاية الأسبوع الماضي التراجع عن قرارها بمنع التظاهرة قبل نظر المحكمة العليا في القضية بيوم واحد لكن منظمي التظاهرة قرروا اللجوء للمحكمة العليا بدعوى مس الشرطة بحقهم في التعبير والتنقل
قررت شرطة الاحتلال الصهيوني السماح لنشطاء منظمة قوة يهودية اليمينية المتطرفة بتنظيم تظاهرة في مدينة أم الفحم العربية شمالي البلاد
وإن من فوائد الرياضة أنها تبني أجسام أبنائنا وتشغلهم عن الآفات الموجودة في مجتمعنا كما أنه يمكن استغلال الرياضة للزيادة في تنمية الأخلاق الطيبة فالرياضات الجماعية مثلا تنمي في الإنسان روح العمل الجماعي وتلاقي بين الأفراد وتنمي فيهم التحدي والمنافسة الشريفة فكما يجب أن تجدهم بشوشين منشرحين بعد المباراة وقد تفوق الخصم على خصمه واعترف المنهزم لأفضلية الفائز كذلك ينبغي أن تجدهم في معترك الحياة لا حسد بينهم ولا مشاحنة مقتنعين أن الأفضل هو الذي يبذل الجهد ويعمل على قواعد سليمة وصحيحة فالرياضي يفوز إذا ملك نفسه عند الغضب وإذا فعل ذلك صار بطلا والرياضي يكون متواضعا عند الفوز فهو يفرح في غير إسراف ولا خيلاء وكل هذه الأخلاق مستمدة من تعاليم الإسلام فإذا سادت هذه الأخلاق ميادين الرياضة عند الكبار وغرسناها في نفوس أبنائنا ونحن ندفعهم لممارسة الرياضة فإننا لاشك نصرف عنهم كثيرا من مساوئ الأنانية وحب الذات والسلوك العدواني ونساعدهم على التكيف الاجتماعي وقبول آراء الجماعة وغير ذلك من فوائد الرياضة والرياضة هي ممارسة التمارين في كل المجالات من أجل أن تكون الأحسن في جسمك وفي عقلك وفي خلقك ولسانك إلا أن الناس لا يعقلون من الرياضة إلا البدنية وهم فيها قسمان ممارس لها ومتابع شغوف بها وأصحاب القسمين بحاجة كبيرة إلى الترشيد والتوجيه فمما يخطئ فيه كثير من ممارسي الرياضة والمتابعين لها أنهم يعظمون شأن الرياضة ويرفعونها فوق قدرها من كونها وسيلة فتصير بالنسبة لهم أكثر من غاية ومقصد فربما ينزلونها منزلة العبادة والله تعالى يأمرنا أن نعظم شعائره فيقول ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب الحج فبعض الناس يبذلون للرياضة المال وكل الوقت وكل المحبة تجد أحدهم يستثقل أن ينفق ماله في سبيل الله وينفقه في الملاعب والألبسة الدالة على النادي الذي يشجعه وغير ذلك يستكثر أن ينفقه في حج أو عمرة ولا يبالي حين يصرفه في السفر إلى بلاد بعيدة لمتابعة بطولة عالمية وعندما تبنى الملاعب وتشيد وتصرف لها الملايير يفرح كثير من عشاق الرياضة ومتابعوها وعندما يبنى مسجد أو يشرع فيه بدراهم معدودة يصيبهم الهم ويودون لو يبنى مشفى أو مدرسة مكانه إن كثيرا من المسلمين لا يكرمون حملة القرآن ولا الدعاة إلى الله ولا العلماء الذين يرشدون الأمة بل يطعنون فيهم وبعضهم يحملهم مسؤولية فساد الأمة بينما يغدق على اللاعبين والمدربين والمغنيين والذين يزيدون في انحراف الشباب وبعدهم عن الجادة ومما يعاب على الناس في شأن الرياضة أن بعضهم تجاوز الحد المعقول فهو إذا أحب الرياضة أحب نجومها ورموزها إلى حد لا يوصف فيحب رياضيا كافرا ولا يبالي إذا كان معاديا للمسلمين أو كان مثلا عنصريا ضد العرب والمغتربين والنبي صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نحب لغير الله لأن العبد يحشر يوم القيامة مع من أحب جاء في الحديث المرء مع من أحب وأنت مع من أحببت أخرجه الترمذي وبعض الناس لا يشبع من الحديث عن الرياضة والرياضيين ولا يسأم من ذكرهم في كل مكان حتى إن بعضهم إذا دخل المسجد وبيت الله تجده لا ينفك عن ذلك فيقرن عبادته لله بذكره للرياضة والرياضيين وفي الحديث قال الله تبارك وتعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه رواه مسلم والله يقول وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا الجن فلا بد من التعقل في شأن الرياضة حتى لا تمس أمر الدين والعقيدة وتجد من الشباب من يقلد الرياضيين ويتصرف بتصرفاتهم وهو لا يدري أن بعضهم يرفع شعارات الماسونية ويدافع عن المثليين ويهاجم شعائر الدين ومما لا يخفى على ذي بصيرة أن الرياضة في هذا الزمن أضحت وسيلة من وسائل إثارة الكراهية والعداوة والبغضاء وهذا ملاحظ لدى بعض الشباب عندما يتفرقون على تشجيع الفرق والنوادي ويؤدي بهم الحال إلى الاقتتال وتخريب الممتلكات والمصالح العامة وإن الغرب عندما يلهو ويستمتع بالرياضة على نحو ما يشاهد فعنده المبرر لذلك وحين يتفانى في خدمة الرياضة والرياضيين فعنده المبرر لذلك أيضا فقد بلغ الغاية في التقدم والقوة وقد بنى المستشفيات ونهض بقطاع التعليم فلم لا يبني الملاعب وما يرفه به لما علم الغرب أن المسلمين قد تابعوهم في لهوهم وأنهم بالرياضة قد غفلوا عن أهم قضاياهم وضيعوا مجدهم وصار التأثير عليهم وغزو أفكارهم عن طريق الرياضة فلا جناح عليهم أن يصدروا لنا هذا العسل المسموم إمام مسجد الشهداء بوروبة
إن الإسلام يقر ويحض على الرياضة الهادفة النظيفة التي تتخذ وسيلة لا غاية وتلتمس طريقا إلى إيجاد الإنسان الفاضل المتميز بجسمه القوي وخلقه النقي وعقله الذكي فمن حقنا أن نتمتع بالرياضة إذا كانت وسيلة لا غاية
ربنا سبحانه فضلا منه ومنة ورحمة بخلقه شرع لهم أعمالا وأقوالا يتقربون بها إليه وفاضل سبحانه بين العبادات التي شرعها فجعل تحقيق التوحيد أجل عمل يتقرب به العبد لمولاه بل جعله شرطا لقبول أي عمل فإن انتقض هذا الشرط لم ينتفع العبد بعمله ورد عليه قال عز من قائل ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ونوع ربنا سبحانه الطاعات ليكون المكلف في عبادة مستمرة وليعظم الخالق في كل حين فما أن ينتهي موسم إلا ويعقبه موسم آخر يظهر العباد فيه توحيدهم لخالقهم ويتذللون بين يديه فشرع سبحانه أطول عبادة بدنية متصلة يتلبسون بها أياما لإظهار إفراد الله بالعبادة وحده وأن عبادة ما سواه باطلة فمن أداها كما أمره الله عادت صحائف أعماله بلا أدران ولا خطايا من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ويتعرض الحجيج في هذه العبادة لنفحات ربهم في مكان عظيم وفي يوم هو أكثر أيام تعتق فيه الرقاب من النار ما من يوم أكثر من يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء فمن كان حافظا لحجه مما حرم الله وعده الله بالجنة قال عليه الصلاة والسلام الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة إن الحج ركن عامر بالمنافع والعبر فقد أمر سبحانه فعله في أطهر بقعة وأشرفها ليجتمع شرف العمل مع شرف المكان فخليل الرحمن إبراهيم بنى فيها بيت الله وأسسه على التقوى والإخلاص وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم وأبقى الله ما بناه إبراهيم ليرى العباد أنه لا يبقى من العمل إلا ما كان خالصا لوجهه الكريم ويستفتح الحجيج عبادتهم بإظهار الوحدانية لله وحده والبراءة من عبادة ما سواه مرددين جماعات ووحدانا لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك وفي التلبس بالإحرام دعوة للنفس إلى عصيان الهوى فلا لبس مخيط ولا مس طيب ولا خطبة نكاح وسواد الحجر الأسود تذكير للعباد بشؤم المعصية وعظم أثرها على القلب عند الترمذي يقول عليه الصلاة والسلام نزل الحجر الأسود وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم والحج إعلام بأن الإسلام هو الدين الحق فلا ترى خلقا يجتمعون من بقاع الأرض على تباين أجناسهم وأوطانهم وطبقاتهم إلا في الحج وهذا لا شك من عظمة الإسلام كما أن في الحج إظهار معنى من معاني الربوبية وأن قلوب العباد يصرفها الله كيف يشاء فيرى الحاج وغيره أن الهداية بيد الله وحده يمنحها للفقير وللغني للمرأة وللرجل للقادر وللعاجز للعربي وللعجمي وفضل الله واسع يؤتيه من يشاء وفي أداء هذا الركن العظيم انتظام عبادة بعد أخرى فعبادة بالليل كالمبيت بمزدلفة وأخرى بالنهار كالوقوف بعرفة وعبادة باللسان بالتكبير والتلبية وأخرى بالجوارح كالرمي والطواف وفي هذا إيماء إلى أن حياة المسلم كلها لله ومما يدل كذلك على فضل الحج ما يكون فيه من إقامة لذكر الله والتقرب إليه بالهدي والذبائح قال صلى الله عليه وسلم أفضل الحج العج والثج العج رفع الصوت بالذكر والثج الدم والذبائح وعنه صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يلبي إلا لبى من عن يمينه وعن شماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا ومن فضائل الحج تذكر ذلك اليوم العظيم الذي وقف فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم مودعا فخطب في الناس خطبته العصماء التي حضرها أكثر من مائة وعشرين ألف شخص أيها الناس أي يوم هذا قالوا يوم حرام قال فأي بلد هذا قالوا بلد حرام قال فأي شهر هذا قالوا شهر حرام قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا فأعادها مرارا ثم رفع رأسه فقال اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت قال ابن عباس رضي الله عنهما فوالذي نفسي بيده إنها لوصيته إلى أمته فليبلغ الشاهد الغائب لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض تالله إن النفوس لتتوق وإن القلوب لتشتاق إلى تلك البقاع الطيبة وتلك المشاهد العظيمة التي يرى فيها بيت الله العتيق ذلكم البيت الذي نؤمه كل يوم وليلة خمس مرات وتتصل به قلوبنا عند الصلوات وتحن إليه أفئدة المؤمنين والمؤمنات إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت ابسط يمينك فلأبايعك فبسط يمينه قال فقبضت يدي قال ما لك يا عمرو قال قلت أردت أن أشترط قال تشترط بماذا قلت أن يغفر لي قال أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله
وقال جونسون في مقال نشرته صحيفة ديلي تلغراف البريطانية الإثنين الفائت إن النساء المسلمات اللواتي يرتدين البرقع النقاب يشبهن صناديق البريد كما شبههن ب لصوص البنوك على حد زعمه وردا على ذلك قالت ناز شاه وزيرة شؤون المساواة في حكومة الظل البريطانية عن حزب العمال يسار وسط في تصريحات صحفية إن إهانات بوريس جونسون العنصرية الأخيرة لا يمكن أن يتم التغاضي عنها كما تم الاعتياد على ذلك وأضافت قوله إن النساء المسلمات يشبهن صناديق البريد ومقارنتهن بلصوص البنوك ووصفه الإسلام بأنه مشكلة هجوم متعمد تم نشره في صحيفة وطنية وتابعت يجب على تيريزا ماي رئيسة الحكومة أن تدين هذه الواقعة الصارخة للإسلاموفوبيا ويجب على بوريس جونسون أن يعتذر وفي تعليقه على ذلك اتهم ديفيد لاميه النائب في توتنهام عن حزب العمال جونسون ب إذكاء نار الإسلاموفوبيا وكتب على تويتر إن النساء المسلمات يتعرضن لخلع البرقع بالقوة من قبل البلطجية في شوارعنا وتعليق بوريس جونسون يهدف للسخرية منهن وأضاف أن جونسون يشعل نيران الإسلاموفوبيا لطموحاته الانتخابية الواهية من جهتها ذكرت منظمة تيل ماما البريطانية غير حكومية في بيان إن تصريحات جونسون تحط من قدر هذا الزي الإسلامي وجاء في البيان ليس لدى جونسون سوى فكرة ضئيلة عن الصحة النفسية والعاطفية وفي بعض الأحيان المعاناة الجسدية التي تشعر بها النساء عندما تستهدفهن الكراهية يذكر أن حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا واجه انتقادات في الآونة الأخيرة على خلفية تورط عدد متزايد من مسؤوليه في وقائع متعلقة بظاهرة الإسلاموفوبيا تجدر الإشارة إلى أن المجلس الإسلامي البريطاني أكبر منظمة مدنية للمسلمين في بريطانيا دعا في جوان الماضي حزب المحافظين إلى التحقيق في حوادث الإسلاموفوبيا ضمن أوساط الحزب مشيرا إلى أن هناك ارتفاعا ملحوظا في مثل تلك الحوادث
هاجم وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون الإسلام وتطاول على المسلمات اللواتي يرتدين النقاب الأمر الذي قوبل بانتقادات واسعة في ظل مطالب له بالاعتذار
فلا جرم أن الحكمة البالغة قضت أن يكون اجتماع المسلمين السنوي عند هذه البنية المباركة متجردين من كل انتماء غير الانتماء للإسلام تاركين كل الشعارات غير شعار التوحيد تذكيرا بميلاد هذه الأمة كيف تأسست موحدة على التوحيد واجتمعت مؤمنة على الطاعة وتآخت على رب واحد ورسول واحد وكتاب واحد وعقيدة واحدة وشريعة واحدة وقبلة واحدة ورفعت لواء الإيمان والتوحيد في دنيا يلفها الكفر من أطرافها ومقيمة الشهادة بهدايتها على البشرية التي ضلت سواء السبيل وتنكبت الصراط المستقيم ومعلية كلمة الله عز وجل ومستعلية بها وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وها نحن والحمد لله يحج منا كل عام آلاف يتعبدون ويزدلفون ويخشعون ويبكون ويخبتون ثم يرجعون إلى أوطانهم والآمال تحدوهم بغفران الذنوب وتكفير السيئات ولكن كثيرين منهم لم يتغير منهم شيء لا في قناعاتهم وأفكارهم ولا في أخلاقهم وسلوكهم ولو كان الحج يصلح حال الأفراد لا نصلح حال الأمة لأن إصلاح الأمة يبدأ بصلاح أفرادها أو لبدت بوادر لهذا الإصلاح اللهم إلا زيادة تختلف من شخص إلى آخر من التدين السلبي الذي يحرص صاحبه على نجاته وربما نجاة أهله ولكن لا يحركه إلى نفع الأمة بل هو أصلا لا يهتم لوضع الأمة ولو أثر فيه الحج تأثيرا ملموسا لتقوى لديه الشعور بالانتماء إلى أمة التوحيد التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى أفليس عجيبا أن يجتمع المسلمون في الحج في كل سنة من كل فج عميق ومع ذلك يبقى كثير منهم لا يشعر بأخوة الإسلام ولا يهتم لأمر إخوانه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أليس عجيبا أن يجتمع مؤتمر الحج في كل سنة وتتعاون كل الدول الإسلامية في تنظيمه وتأطيره ويهتم به كل المسلمين في العالم ونحن نزداد تفرقا وتشرذما بل يقتل بعضنا بعضا نيابة عن الأعداء بل إن دعاة التفريق والتمزيق بين المسلمين هم الأعلى والأسمع صوتا إن من أعظم مقاصد الحج تقوية روابط الوحدة بين المسلمين وما دام الحج يعقد كل عام والأمة تزداد انقساما وانفصاما عاما بعد عام فهذا يعني أن ثمة خللا في إقامة هذه الشعيرة العظيمة وفي فهم مقاصدها وحكمها وفي الاستفادة من هذه المناسك المقدسة في إصلاح حالنا ومما يوضح بجلاء أن الحج ومثله باقي العبادات والشعائر الكبرى في الإسلام من أهم مقاصده تقوية أواصر الوحدة بين المسلمين أن ثواب الحج والحساب عليه فردي كما هو معلوم من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ولكن الحج يؤدى في شكل جماعي فيجب أن يجتمع المسلمون من أقطار العالم في وقت واحد وعلى صعيد واحد وبزي واحد وعلى أعمال موحدة القصد منها إسقاط الفوارق وتحقيق الاختلاط والتمازج للوصول إلى التقارب والتفاهم وهذا أهم ما تجنيه الأمة من مؤتمر الحج الجامع لو اتخذت الإجراءات اللازمة والتخطيط المطلوب والوسائل الضرورية لتحقيق هذا المقصد العظيم وهذا واجب الأمة في مجموعها ذلك أن نجاح الحج بالنسبة للفرد إنما هو في ظفره بالمغفرة حتى يرجع كما ولدته أمه ولكن نجاح الحج بالنسبة للدول والمجتمعات هو في رجوعها إلى سابق عهدها موحدة كأمة إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
إن هذه الأمة الإسلامية هي استجابة مباركة للدعوة الإبراهيمية التي رافقت بناء الكعبة المشرفة وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم
لقد حثت الشريعة الإسلامية على الفرح وجلب السرور وإدخاله على المسلمين في كل وقت بل وذمت تذكر الأحزان واسترجاع الذكريات الأليمة التي مرت خلال حياة الإنسان وسني عمره ولا يستطيع عاقل أن ينكر أن من أولى الأوقات بالسرور والفرحة هي وقت يوم خطبتهم أو زواجهم وذلك لما في هذه الأيام من فرحة غامرة بذلك اليوم الذي يكلل فيه سعي الزوجين كليهما بالارتباط بطرفه الآخر على سنة الله ورسوله وهذا من تمام شكر نعمة الوهاب جل جلاله الذي يعطي كثيرا ويمنح كثيرا لذلك فإنه يحب أن يرى أثر نعمته على عبده بالفرح والسرور والاغتباط والسعادة وإن من مخالفات الأعراس الإسراف الإسراف في المأكل والمشرب فتقام الولائم العظيمة وتذبح الذبائح المتعددة ويؤتى بألوان الحلوى والعصائر والمشروبات وبكميات ضخمة تكفي لإطعام قرية بأكملها فيأكل من يأكل من المدعوين ويشرب من يشرب ويبقى فائض الطعام والشراب بلا صاحب فلا يجد إلا صناديق القمامة والإسراف في مراسم الاحتفال نفسها فيأتي أهل العريس أو العروس بمن يحيي الحفل من المطربين والمطربات التي تنزع البركة من الحفل وتشيطن العروسين بالكلمات الماجنة والألحان الشيطانية فبدلا من أن تحل بركة الزواج الذي جمع بين العروسين بكلمة الله تحل الشياطين بالمكان وتخرج منه الملائكة زهدا في المعصية واستجابة لأمر الله تعالى بالبعد عن مواطن الفتنة هذا فضلا عما تتلبس به النساء من مخالفات في هذا اليوم بحجة كونه يوم عرس واحد في العام بل قد يكون يوما كل عدة أعوام فيتحللن فيه من العفة والأخلاق ويلبسن الملابس الفاضحة التي تشف وتصف وتفضح جسد المرأة أكثر مما تستره ولا يخفى على ذي بال مدى خطورة هذا الأمر حتى ولو كان بين مثيلاتهن من النساء وبخاصة مع انتشار الهواتف الذكية واستغلالها في تصوير خصوصيات العوائل ومن ثم نشرها عبر وسائط التواصل الاجتماعي أو استغلالها في ابتزاز من تصور في تلك الحفلات ولكن الأخطر والأعظم هو فيما يحدث في مواكب سيارات الأفراح والتي أضحت تثير استياء الكثيرين فلم يعد يكفيهم إطلاق منبهات السيارات بل يستعملون السرعة المفرطة من أجل جذب الانتباه والتباهي والافتخار بالعلامات المميزة لمركباتهم لقد باتت تصرفات هؤلاء في الأفراح مصدر قلق وإزعاج حقيقي للمارة لما تشكله من خطورة ومآسي غالبا ما تحول العرس إلى مأتم لقد أصبحت هذه الظاهرة عادة لدى الشباب في كل مناسبة وطنية أو عائلية إذ لا يفوتون الفرصة للتعبير عن فرحتهم بمثل هذه الطريقة الخطيرة حيث تتحول مواكب الأعراس في الكثير من الأحيان إلى مآتم جراء حوادث المرور والسبب في ذلك غالبا شباب متهورون يحتلون الطريق باستعراضاتهم العشوائية أثناء قيادة سياراتهم معرقلين حركة المرور فضلا عن استعمال السرعة المفرطة التي كثيرا ما تودي بحياة أبرياء وكذا المآسي إلى جانب انشغالهم بالموسيقى الصاخبة أثناء القيادة بالإضافة الى أشياء أخرى لا تقل خطورة عما ذكرناه مثل عدم إعطاء الحق في الطريق للغير كل هذه السلوكات اللامسؤولة تفقد حتما السيطرة على القيادة فتحدث الكارثة ويدفع الثمن أرواح بشرية وعلى السلطات المعنية أن تمنع مثل هذه التصرفات لما تسببه من أذى للآخرين خاصة وأنها تحدث في طريق عمومي يرتاده جميع الناس وليس ملكية خاصة حتى يتجرأ هؤلاء على مثل هذه السلوكات اللامسؤولة حيث يتجرؤون على القيام بذلك بدافع حب الظهور والتباهي أمام الآخرين فلا بد من الردع واتخاذ تدابير صارمة في حق كل من تسول له نفسه بالتهور أثناء القيادة التي أضحت تهدد أمن المواطنين في مختلف الأفراح والمناسبات وما يرافق ذلك من تصرفات طائشة خاصة من الشباب ظنا منهم أنها تعبر عن ابتهاج وفرح لينتهي بهم المطاف إلى المستشفيات التي أضحت مكتظة بضحايا بمثل هذه الحوادث المؤلمة ولا يخفى أن حفل الزفاف يمثل المدخل السعيد للحياة الزوجية فعلى المؤمن والمؤمنة أن يتحريا رضا الله تعالى بحيث يعيشان حالة الفرح والسرور والسعادة من دون أن يرتكبا محرما والعياذ بالله لا سيما مع ما ابتلى الكثيرون في عصرنا ومجتمعنا من سلوكيات تخرج حفل الزفاف من الدائرة الشرعية الحلال إلى ما حرم الله تعالى قال سبحانه وتعالى ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة وقال النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن هذه الآيات والأحاديث الكريمة فإن نعمة الزواج نعمة عظيمة خصها الله عز وجل برعاية كبيرة وحدد لها رسوله الكريم سبيلا في ذلك وهو الالتزام بضوابط شرعية وآداب أخلاقية لا بد على المقبلين على الزواج الالتزام بها والتقيد بمضمونها لكي يكون هذا البناء بناء صلبا وذا رابطة متينة تنتج عنها نتائج طيبة بتكوين أسرة مسلمة تتكون في كنف الشريعة الإسلامية وفي الأخير أنصح نفسي وإخوتي المسلمين خاصة منهم الشباب والبنات المقبلين على البناء أن يجتنبوا هذه المنكرات ويتحلوا بمكارم الأخلاق ويعطوا للطريق حقها وحرمتها وتمسكوا بمنهاج سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم واقتدوا بصحابته الأبرار واشكروا نعم الله عليكم وقابلوها بالحمد والثناء ولا تقابلوها بالجحود والإنكار فقد قال سبحانه وتعالى لئن شكرتم لأزيدنكم كلية الدراسات الإسلامية قطر
تكثر حفلات الزواج والأعراس في العطل الصيفية ولكن مع الأسف تشهد الأعراس في بلادنا في كل سنة تجاوزات ومخالفات خطيرة يؤدي بعضها إلى هلاك الأرواح بسبب الإفراط في التعبير عن مشاعر الفرح والسرور فتتحول الكثير من الأفراح إلى أتراح ومآتم وأحزان كل ذلك لخروجنا عن توجيهات وتعاليم ديننا الحنيف في الالتزام بآداب العرس وأخلاقياته لهذا وجب التنبيه والتذكير بالآداب الإسلامية للأفراح والأعراس
يعرف العلماء الغش لغة بأنه خلط الشيء بغيره أما في الشرع فهو خلط الجيد بالرديء ويتجلى الغش في خلط الأشياء وتغيير طبيعتها وتحريف واقعها عن طريق الكذب والتحايل والتزييف والتدليس يعتبر غشاشا كل فرد في أي مجال كان يلتجئ إلى طرق غير مشروعة كالخيانة والسرقة والكذب معتمدا على الحيل والمكر والتزوير والتلاعب لتحقيق أهدافه الشخصية التي من خلالها يلحق أضرارا مادية ومعنوية بقضايا الآخر وحاجاته وديننا الإسلامي يحرم الغش والخداع بكل صوره في بيع وشراء وفي سائر أنواع المعاملات الإنسانية والمسلم مطالب بالتزام الصدق في كل شؤونه والنصيحة في الدين أغلى من كل كسب قال نبينا صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة قال الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين الغش حرام في البيوع والصنائع جميعا ولا ينبغي أن يتهاون الصانع بعمله على وجه لو عامله به غيره لما ارتضاه لنفسه بل ينبغي أن يحسن الصنعة ويحكمها ثم يبين عيبها إن كان فيها عيب لقد ذم الله عز وجل الغش وأهله في القرآن وتوعدهم بالويل ويفهم ذلك من قوله تعالى ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون قال الإمام الطبري قوله للمطففين يعني للذين ينقصون الناس ويبخسونهم حقوقهم في مكاييلهم إذا كالوهم أو موازينهم إذا وزنوا لهم عن الواجب لهم من الوفاء قال الإمام النووي الغش ليس من أخلاق المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى بالرحمة بينهم والتعاون على البر والتقوى وجعلهم كالبنيان يشد بعضه بعضا وكالجسد الواحد والمؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه وقال ابن حجر الهيتمي صور الغش التي يفعلها التجار والعطارون والصواغون والحياكون وسائر أرباب البضائع والمتاجر والحرف والصنائع كله حرام شديد التحريم موجب لصاحبه أنه فاسق غشاش خائن يأكل أموال الناس بالباطل ويخادع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وما يخادع إلا نفسه لأن عقاب ذلك ليس إلا عليه عن معقل بن يسار المزني قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة قال القاضي عياض هذا الحديث معناه بين في التحذير من غش المسلمين لمن قلده الله تعالى شيئا من أمرهم واسترعاه عليهم ونصبه لمصلحتهم في دينهم أو دنياهم فإذا خان فيما اؤتمن عليه فلم ينصح فيما قلده إما بتضييعه تعريفهم ما يلزمهم من دينهم وأخذهم به وإما بالقيام بما يتعين عليه من حفظ شرائعهم والذب عنها إن الغش في التعليم والامتحانات حرام بإجماع العلماء لقول النبي صلى الله عليه وسلم من غش فليس مني وهذا عام يشمل الغش في الامتحانات وغيرها قد يغش الطالب في الامتحانات ويحصل على شهادة لا يستحقها ويتبوأ بها منصبا وهو ليس أهلا لذلك المنصب وبهذا الغش يخرج جيل جاهل منحرف غير مؤهل لقيادة الأمة كما يمكننا أن نرجع أسباب الغش في الأمور التالية ضعف الإيمان بالله تعالى وقلة الخوف منه والجهل المسلم بحرمة الغش وأنه من الكبائر والحرص على جمع الأموال من أي طريق كان وعدم الرضا برزق الله تعالى والتربية غير السليمة التي تتنافى مع الأخلاق والآداب الإسلامية وعدم تذكر الموت والدار الآخرة والحساب والعقاب يوم القيامة ويعتبر الغش جريمة كما يعتبر التغاضي عنها أكبر خديعة ترتكب في حق المجتمع فالغشاش في الامتحانات أو في أي مجال كان لا يتوقع منه أن يكون أمينا ومستقيما وفاضلا ذلك أن الفضيلة تعني استعدادا لفعل الخير ورد الشر ونبذ الفساد والغش مصدر الظلم الاجتماعي وضرب مبدأ تكافؤ الفرص ذلك أن الغشاش يزيح من هو أكفأ منه وأكثر منه كفاءة واستعدادا ليحل محله دون وجه حق وللغش آثار وأضرار وخيمة على الفرد والمجتمع فهو معصية لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولا يفيد الغشاش إلا الوزر والخزي العاجل والآجل إن لم يتب ويعتبر خيانة للأمانة التي كلف الله تعالى الإنسان بها وفيه دليل على أن نفس الغشاش خبيثة وهو من الكذابين والخونة والظلمة والغش يمحو البركة من عمل ومال صاحبه والغش من أسباب عدم إجابة الدعاء وسبب لقطع الصلات وزعزعة الثقة في المجتمع وإثارة الأحقاد والبغضاء بين الناس وسبب لنشر الفساد وتضييع مصالح الناس والغشاش ليس في قلبه رحمة للمسلمين وأنه لا يحب لهم ما يحب لنفسه كما أن الغش مصدر انتشار الأمراض والأوبئة الاجتماعية الناتجة عن ممارسات خسيسة في المعاملات التجارية والمهن الاجتماعية والاقتصادية والفلاحية والصناعية والخدماتية تسهم في تخلف المجتمع عن مواكبة ركب الحضارة والتقدم إذ تشهد المهارات الفردية والكفاءات العلمية والتكنولوجية انحدارا وتقهقرا لذا وجب التصدي إليها ومحاربتها بكل الطرق والأساليب وإن من وسائل القضاء على الغش إخلاص العمل لله تعالى وأن يتضرع المسلم إلى الله تعالى بالدعاء بأن يكفيه بحلاله عن حرامه وتقوية الثقة بالله تعالى واستشعار مراقبته سبحانه وضرورة الاهتمام بتربية الفرد تربية سليمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة ومعاقبة مرتكبي الغش لردعهم عن ذلك وبالنظر للعواقب السيئة للغش في الدنيا والآخرة كلية الدراسات الإسلامية قطر
طغت ظاهرة الغش هذه الأيام على الأخبار الرئيسية في بلادنا غش في الامتحانات غش وتزوير في نتائج المباريات غش في الصناعة وغش في الزراعة مما ينذر بسقوط كبير في أخلاق وسلوك الأفراد ودمار وانهيار لمقومات المجتمع
ويساهم النظام الإلكتروني الموحد لخدمات الحجاج الذي تقوم به وزارة الحج والعمرة بشكل كبير على دفع الضمانات وإجراء جميع عقود الخدمات سكن نقل وإعاشة وتكوين حزم الخدمات وإدخال بيانات الحجاج بواسطة القارئات لتسهيل إجراءات الحصول على تأشيرة الحج وذلك من خلال ربط النظام مع الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة وتعتمد وزارة الحج والعمرة حزمة من الأنظمة الذكية التي تسهل على ضيوف الرحمن مناسك الحج وهي نظام المسار الإلكتروني لحجاج الخارج والذي يعد نظام متكامل منذ بداية عمل التعاقدات الالزامية من سكن ونقل وإعاشة وحتى مغادرة الحجاج إذ يوفر نظام المسار الإلكتروني وما يحتويه من تعاقدات الشفافية والمقدرة الرقابية على متابعة التنفيذ ومدى التزام كل جهة بتنفيذ مسؤولياتها تحت إشراف وزارة الحج والعمرة ونظام المسار الإلكتروني لحجاج الداخل وهو عبارة عن أنظمة وبيانات في بوابة إلكترونية متطورة لعرض مختلف برامج الخدمة التي تعرضها شركات ومؤسسات حجاج الداخل وتقوم وزارة الحج والعمرة بدور رقابي لحماية حقوق حجاج الخارج المحددة وفقا للضوابط التي حددتها تبعا للتعاقدات الإلزامية بين ممثلي الحجاج مكاتب شؤون الحجاج أو الشركات والحاج من جهة وبين ممثلي الحجاج وموردي الخدمات من جهة أخرى مثل خدمات الإسكان خدمات النقل خدمات الإعاشة الخدمات اللوجستية وخدمات السكن بالمشاعر المقدسة كما تتلقى الوزارة من الحجاج شكاواهم وملاحظاتهم على الشركات والمؤسسات وتقوم بعرضها على اللجنة المختصة بالنظر فيها والتحقيق بشأنها وإصدار القرار المناسب حيالها كما تقوم الوزارة بتقييم ما لديها من تقارير عن أداء المرخص لهم في الموسم وما يصلها من تقارير من الجهات المختصة للنظر في شكاوى الحجاج وتقوم أيضا بمعاقبة الشركات والمؤسسات المخالفة بتغريمها ماليا أو إيقافها عن الخدمة لموسم أو أكثر أو إلغاء تراخيصها
سخرت وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية أفضل الخدمات الإلكترونية لتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن لأداء نسكهم بكل يسر وسهولة تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حيث توسعت الوزارة في استخدام التقنية ومنها مسارات الوزارة الإلكترونية بالحج والعمرة وإسهامات الوزارة في رؤية المملكة وبرنامج التحول الوطني
وأكد السفير إدريس الجزائري المدير التنفيذي لمركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي في تصريح خص به الخبر في جنيف أن المؤتمر العالمي الذي ينظمه مركزه سيستند إلى المناقشات التي دارت في مؤتمر الإسلام والمسيحية التقارب الأكبر العمل معا من أجل حقوق المواطنة المتساوية الذي عقد في مارس في مكتب الأمم المتحدة بجنيف وركز على الإمكانات الناتجة عن التقارب الأكبر بين الإسلام والمسيحية لتعزيز حقوق المواطنة المتساوية مشيرا إلى أن التقارب المسيحي الإسلامي باعتباره قوة محركة أساسية سيشمل نطاق المؤتمر العالمي انتماءات مختلفة من داخل هذه الأديان ومع الديانات والمعتقدات العالمية الرئيسية الأخرى بغية تسخير طاقتها الجماعية في السعي إلى تحقيق المواطنة المتساوية ويرعى هذا المؤتمر الأمير الحسن بن طلال من الأردن وحصلت مبادرة السفير الجزائري على دعم الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريس الذي يخاطب المؤتمر في حفلة الافتتاح عن طريق فيديو ويحضر هذا المؤتمر متحدث من القادة الدينيين والسياسيين ومن الأكاديميين وأبرز من يمثل التيار الديني هم الدكتور فيكسه تفايت الأمين العام لاتحاد الكنائس العالمي الذي يمثل البروتستانية والأروثوكسية في العالم والكاردينال لويس توران رئيس المجلس الباباوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان والسيد عبد الرحمن الهاشم المستشار في الشؤون الدينية والشرعية في الرئاسة الإماراتية والراهب البوذي فراثيب كيتيمولي الرئيس البوذي لرهبان معبد وات سريناغاريندرافارام وقداسة سوامي بارما مانمان ساراسواتي الأمين العام والمسؤول عن منظمة سابها هندو ضارما كشاريا في الهند والحاخام ألبرت جيجي كبير الحاخامين في بروكسل وأما التيار السياسي والثقافي فيمثله وزير الخارجية الجزائري السابق الأخضر الإبراهيمي والشيخ خالد بن تونس رئيس الجمعية الدولية الصوفية العلوية ووزير الخارجية لمصر السابق والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى وعضو الكونغرس والسفير السابق مارك سيلغاندر والسفير خوان سومافيا المدير العام السابق لمنظمة العمل الدولية وتشارك أيضا سياسيات بارزات مثل الدكتورة ماجدة عمر مديرة المعهد الملكي للدراسات الدينية في الأردن والمشاركة مع السفير الجزائري في الإدارة التنفيذية والسيدة هدى الهليسي من مجلس الشورى السعودي والسيدة عزة كرم منسقة فرقة العمل المشتركة بين الوكالات المعنية بالدين والتنمية وكبيرة المستشارين في صندوق الأمم المتحدة للسكان ويهدف المؤتمر العالمي إلى إصدار إعلان ختامي بعنوان التوجه نحو المزيد من التلاقي الروحي في جميع أنحاء العالم لدعم حقوق المواطنة المتساوية الذي ينص على عشر نقاط من استراتيجية تهدف إلى التوصل إلى الهدف المنشود والذي يقترح كذلك آلية لمراجعة التقدم المحرز في هذا المجال على مر السنين وذلك في إطار الأمم المتحدة وخارج هذا الإطار أيضا على مستوى المجتمع المدني والأنظمة الروحانية ويهدف هذا المؤتمر العالمي إلى توجيه نداء عالمي للجميع وأفاد سفير الجزائر الأسبق في واشنطن أن الغرض من مذكرة التفاهم التي يسعى هذا المؤتمر لتحقيقها هي توفير فهم أكثر شمولية ونقاش تطلعي بشأن حقوق المواطنة المتساوية التي تدعو إليها التعددية الدينية وأضاف يمكن أن يتشكل ذلك من خلال عمليات التوافق الاجتماعي والتكامل وبناء المجتمع مستندا إلى الملاحظات التي أبداها القادة الدوليون البارزون والشخصيات الدينية خلال هذا المؤتمر للمضي قدما بجدول أعمال تحقيق المواطنة المتساوية والشاملة وتعزيزها لتشمل جميع مواطني العالم بغض النظر عن المعتقدات الدينية والطوائف ونظم القيم وسيركز المؤتمر على تحديد مدلول مصطلح الأقليات والذي يختزل في مجموعة فرعية وهدف طبيعي للتمييز وتهميش الأغلبية وما يتعرضون له من أخطار وخاصة فيما يتعلق بالنساء والأطفال وتابع قائلا وهذا بدوره يشكل عقبة أمام الوئام الاجتماعي ويعيق آفاق التنوع ويتعارض مع روح القانون الدولي الذي يدعم مبادئ المساواة وعدم التمييز وشدد السفير إدريس الجزائري على أن إعلان الأزهر الذي دعا إلى تحالف متجدد بين الإسلام والمسيحية والأديان الأخرى والذي اعتمد بعد انتهاء المؤتمر المعنون الحرية والمواطنة التنوع والاندماج في عام على أن مفهوم الأقلية يحجب الشعور بالتمييز والفصل مفضيا إلى خلق الخلافات بين المسلمين والمسيحيين بل وأيضا بين المسلمين أنفسهم مع اعتبار أن ذلك الأمر يؤدي إلى تشتت الولاء ويؤيد المصالح الأجنبية مؤكدا على أن هذا المؤتمر لن يستخدم مصطلح أقلية إلا إذا اقتضت الضرورة لأغراض عملية بغية إبراز الالتزامات الدولية بحماية شرائح المجتمع الضعيفة المشار إليهم كأقليات بصورة غير ملائمة إلى حد ما في إطار المصطلحات الدولية وعلاوة على ذلك وانطلاقا من الحقيقة التاريخية المتمثلة في أن المسيحية والإسلام يتشاطران إرثا إبراهيميا مشتركا وأنهما يشكلان أكثر من نصف البشرية يسعى المؤتمر المقترح إلى الاستفادة من التقارب بين هذين الديانتين على وجه الخصوص وكذلك توسيع نطاقه إلى أبعد من ذلك من أجل الحد من عملية تهميش جميع الأقليات في جميع أنحاء العالم ولاسيما من التمييز القائم على أساس ديني وكراهية الأجانب مع الحد مما يترتب على ذلك من أعمال عنف بهدف بناء ثقافة السلام والتسامح والحوار بين الثقافات ونبه المتحدث إلى أن أسباب التركيز على الأقليات الدينية ترجع في الأساس إلى أن هناك محاولة متطرفة تجرى على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم لتشويه الدين استحضارا لأسباب إلهية تبرر الصراعات والمعارضة التي لا يمكن معالجتها إضافة إلى الحضارات الرئيسية على الرغم من أن هذه الحضارات قد أسهمت منذ زمن سحيق في تحقيق الرفاهية والتقدم والازدهار في العالم مشيرا إلى أنها كانت موضعا للتلاعب لتبرير عكس ما تبشر به وتابع حتى البوذية التي تحظى بالإعحاب في جميع أنحاء العالم نظرا إلى رسالتها السلمية التي بلورها المهاتما غاندي خلال القرن الماضي تستغل الآن لتبرير التطهير العرقي لأقلية من الطوائف المسلمة في إشارة إلى الروهينيغيا المسلمة ونظرا إلى أن الزعماء الدينيين والسياسيين وقادة المجتمعات المحلية يتفاعلون بانتظام مع مجتمعاتهم ومن ثم هم أكثر قدرة على إحداث تغيير سلوكي في مجتمعاتهم أكد أن المسؤولية تقع على عاتقهم لإيجاد السبل المناسبة للقضاء على أي شكل من أشكال الممارسات التي تعرقل حقوق المواطنة المتساوية في مجتمعاتهم
يفتتح اليوم الإثنين بمقر الأمم المتحدة بجنيف المؤتمر العالمي حول الأديان والمعتقدات ونظم القيم الأخرى تضافر الجهود من أجل تعزيز حقوق المواطنة المتساوية بهدف إلى تعزيز المزيد من التفاهم والتسامح المتبادلين فضلا عن الشروع في تنظيم حوار منظم هدفه الحد من المحن التي تعاني منها الأقليات والشعوب المتنقلين في جميع أنحاء العالم والحد من الشواغل التي تؤرقهم وذلك من خلال تعزيز نموذج لحقوق المواطنة الشاملة والمتساوية
وسيكون يوم غد الجمعة أول من شوال الموافق ل جوان هو غرة شهر شوال المبارك تقبل الله صيام وقيام الجميع
أعلنت لجنة الأهلة التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف مساء اليوم الخميس أن أول شوال سيكون يوم الجمعة بعد ثبوت رؤية هلال عيد الفطر بكل من الوادي وكذا ببلديتي الدويس وسد رحال بالجلفة وأيضا بولاية غرداية
ويتوقع أن يتم تسليم المشروع كليا نهاية السنة الجارية بتاريخ ديسمبر بعد استكمال عملية تسليم آخر أقسامه والمتمثلة في التهيئة الخارجية والمنارة والسكنات الوظيفية ومقر الادارة العامة للجامع وفقا للرزنامة المؤقتة وتم إعداد هذه الرزنامة بطلب من وزير السكن والعمران والمدينة السيد عبد الوحيد طمار خلال زياراته التفقدية السابقة للمشروع أين أكد ضرورة تذليل كل العقبات وإزالة مختلف العراقيل لاستكمال الأشغال في الآجال المحددة وتعرف عدة أقسام تقدما معتبرا في الأشغال على غرار دار القرآن التي بلغت في المائة والمركز الثقافي الذي بلغ نسبة في المائة وقاعة الصلاة التي بلغت في المائة أين يتم استكمال تلبيس الاسقف والجدران وسيتم الشروع في تلبيس الأرضية حسب نفس المصدر ووفقا للوثيقة فقد بلغ مستوى الأشغال بالموقف والمنارة ال في المائة و في المائة على التوالي فيما وصلت أشغال المكتبة إلى نسبة في المائة وما تزال الأشغال في بعض أقسام المشروع تعرف نسبا منخفضة تتراوح ما بين في المائة و في المائة وتخص المركز التقني ومقر الحماية المدنية ومبنى الأمن وعمليات التهيئة الخارجية للمشاة ويتم الاعتماد في إنجاز المشروع على قرابة ال عامل بناء في مختلف التخصصات وبمداومات متواصلة ساعة وسيكون جامع الجزائر الذي يمتد على مساحة تقارب هكتارا قبالة حوض الجزائر ثالث مسجد في العالم بعد المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة المملكة السعودية
أعدت الوكالة الوطنية لإنجاز وتسيير جامع الجزائر الأعظم رزنامة خاصة تتضمن الآجال المتوقعة لتسليم مختلف أقسام ورشات المشروع الذي بلغ نسبة في المائة من الإنجاز نهاية مايو الماضي حسبما أظهرته وثيقة تتضمن رزنامة آجال تسليم المشروع وتفاصيلها تحصلت وكالة الأنباء الجزائرية على نسخة منها