text
stringlengths
51
33.8k
summary
stringlengths
68
3.16k
بين حكمتها ومصرفها ووقتها الحديث الذي أخرجه أبو داوود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات على من تجب ومتى تجب زكاة الفطر بمغيب شمس آخر يوم من رمضان على كل مسلم وجد قدرا زائدا على قوته يوم العيد وبهذا يكون كثير من الفقراء الآخذين لزكاة الفطر مخرجين لها وفي ذلك إشعار للفقير بالعزة ولذة العطاء وقد يدفعه ذلك إلى العمل على التخلص من الفقر الذي يلجئه إلى مد يده يخرجها المسلم عن نفسه وعمن تجب عليه نفقتهم من زوجة وأبناء صغار وبنات ما لم يتزوجن وأبوين فقيرين ويخرجها كذلك عن أبنائه الكبار إن كانوا عاجزين عن الكسب عجزا بدنيا مستديما أو بسبب آخر يقول الإمام مالك في الموطأ إن أحسن ما سمعت فيما يجب على الرجل من زكاة الفطر أن الرجل يؤدي ذلك عن كل من يضمن نفقته كما أن من ولد قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان وجبت في حقه زكاة الفطر وكذلك من أسلم ويجوز إخراجها عن المسافر إن أوصى بذلك أو كان من عادتهم أن يفعلوا وقت إخراجها أفضل أوقات إخراجها بعد طلوع الفجر قبل الغدو إلى المصلى كما في الصحيح ويجوز إخراجها قبل ذلك بيوم أو يومين أو نحو ذلك لما رواه مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يبعث بزكاة الفطر إلى الذي تجمع عنده قبل عيد الفطر بيومين أو ثلاثة ولعل تمكين الفقراء منها قبل العيد أنسب لزماننا حتى يتمكنوا من الاستعداد للعيد وبذلك تغيب في ذلك اليوم مظاهر الفقر والفاقة ولا تسقط زكاة الفطر مهما طال الزمن بل لابد من قضائها مقدارها مقدارها صاع من غالب قوت أهل البلد والصاع أربعة أمداد حفنة الرجل المتوسط غير مبسوطة ولا مقبوضة لما جاء في حديث ابن عمر السالف ذكره ولحديث أبي سعيد رضي الله عنه قال كنا نخرج زكاة الفطر صاعا من طعام أو صاعا من تمر أو صاعا من أقط لبن مجفف أو صاعا من زبيب وزاد الإمام مالك أقواتا أخرى ويجزئ إخراجها من كل ما في معنى هذه الأقوات أما إخراج القيمة فهذا هو الجاري به العمل في أكثر بلاد المسلمين اليوم وهو خلاف مذهب الجمهور لكن يرى الأكثرون أنه أنسب لواقع زماننا وأكثر تحقيقا للمصلحة والله أعلى وأعلم نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
صدقة الفطر أو زكاة الفطر هي زكاة الأبدان الواجبة بالفطر من صيام رمضان وقد جاء بيان فرضيتها في الحديث الذي أخرجه الإمام مالك والشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كل حر وعبد ذكر أو أنثى من المسلمين
اختلف السادة الأئمة فيمن صلى العيد ممن تجب عليه صلاة الجمعة ولم يصل الجمعة هل تجزئ العيد عن الظهر أم تبقى الظهر واجبة في ذمته اختلفوا في ذلك على قولين الأول إن ترك صلاة الجمعة يكون رخصة في يوم العيد لحديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون والشاهد من الحديث قوله صلى الله عليه وسلم أجزأه من الجمعة ففي هذا ترخيص لترك الجمعة غير أنه ليس هناك من دليل في إسقاط فرض الظهر عمن جاز لهم الترخص للجمعة وتبقى بالتالي الذمة مشغولة بالظهر على الأصل على كل من لم يحضر الجمعة والقول الآخر أن من صلى العيد في يوم الجمعة فقد أجزأت عنه صلاة الجمعة اتفاقا مع أصحاب القول الأول إلا أنهم أسقطوا عمن لم يصل الجمعة صلاة الظهر أيضا واستدلوا بما يلي قوله اجتمع عيدان في يومكم هذا فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون إن شاء الله والشاهد قوله أجزأه من الجمعة فقالوا بأن الإجزاء كالأداء وبالتالي لا صلاة ظهر عليه لوقوع إجزاء المبدل قال عطاء صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة أول النهار ثم رحنا إلى الجمعة فلم يخرج إلينا فصلينا وحدانا وكان ابن عباس بالطائف فلما قدم ذكرنا ذلك له فقال أصاب السنة والشاهد أنه لم يخرج لهم وقت الجمعة وأن ابن عباس صوب ذلك ناسبا له أنه من السنة فمما يلاحظ أن أقوى ما استدل به أصحاب القول الثاني هو قوله صلى الله عليه وسلم أجزأه من الجمعة وفهموا أن مدلوله من برئت ذمته من الجمعة فقد برئت ذمته من الظهر أيضا إذا صلى العيد يوم الجمعة قال الشوكاني رحمه الله إن الجمعة إذا سقطت بوجه من الوجوه المسوغة لم يجب على من سقطت عنه أن يصلي الظهر وإليه ذهب عطاء والظاهر أنه يقول بذلك القائلون بأن الجمعة الأصل إذا عند التأمل نجد أن الفريقين قائلان بالترخيص لمن صلى العيد ألا يصلي الجمعة واختلفا هل يجزئه ذلك أيضا عن الظهر أم لا أما رأي السادة المالكية في المسألة فقد أخرج الإمام مالك في موطئه من حديث عثمان رضي الله عنه قال إنه قد اجتمع لكم في يومكم هذا عيدان فمن أحب من أهل العالية أن ينتظر فلينتظرها ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له وسئل زيد بن أرقم أشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يوم قال نعم قيل فكيف صنع قال صلى العيد ثم رخص في الجمعة فقال من شاء أن يصلي فليصل وجاء في المدونة قال مالك ولم يبلغني أن أحدا أذن لأهل العوالي إلا عثمان قال ابن القاسم ولم يكن مالك يرى الذي فعل عثمان وكان يرى أن من وجبت عليه الجمعة لا يضعها عنه إذن الإمام إذا فالإمام مالك رحمه الله يرى أن الجمعة لا تسقط أصلا إذا اجتمعت مع العيد في حين أن أصحاب الرأيين السابقين يرون أنها تسقط وعدوا ذلك من باب الرخصة واختلفوا هل سقوطها يجزئ عن الظهر أم لا وإن القائلين بسقوط الجمعة قالوا إن الجمعة اختصت بالخطبتين وقد حصلت لمن حضر العيد أو أن شهود العيد يحصل مقصود الاجتماع فهذا قد يكون صحيحا إذا قيل إن الحكمة في صلاة الجمعة هي الاستفادة من سماع الخطبة أو الاجتماع والتلاقي ولكن لا بد من ملاحظة هامة وهي أن صلاة العيد سنة وقد يغيب عنها الكثيرون أضف إلى ذلك أن الجمعة فيها الحكم والفضائل الخير الكثير غير سماع الخطبة وحصول الاجتماع مما لم يرد في صلاة العيد وحيث إن أهل العوالي والمساكن النائية يشق عليهم الرجوع للجمعة فرخص لهم في تركها أما في هذه الأزمنة فقد خفت المشقة إن لم نقل انعدمت بوسائل النقل التي سهلت الصعب وقربت البعيد فمع توفر هذه الوسائل فلا عذر في ترك الجمعة ولو شهد العيد وأهم من هذا وذاك ما حصل من كثرة المساجد حتى إنك لتجد العشرات في البلدة الواحدة عكس ما كان عليه الحال في العهد النبوي وعهد الخلفاء الراشدين فليس هناك من مسجد تقام فيه الجمعة سوى المسجد النبوي والله ولي التوفيق إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
إن اجتماع العيد مع الجمعة لطالما أحدث ضجة وبلبلة عند قليلي الفقه وهي في الحقيقة مسألة خلافية وتبقى كذلك شأنها شأن المسائل المختلف فيها عند السادة الأئمة وقد اتفق العلماء على أن من صلى العيد يوم الجمعة وكذلك صلى الجمعة فإن صلاة الظهر تسقط عنه مسافرا كان أو مقيما رجلا كان أو امرأة صحيحا كان أو سقيما
وبهذه المناسبة أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى في تصريح لإذاعة القرآن الكريم أن هذه الطبعة كانت مميزة بمشاركة أكثر من دولة عربية وإسلامية ومميزة بعودة الجائزة الأولى للقارئ الجزائري عبد العزيز شكري هذا وتم خلال حفل ليلة القدر المباركة تكريم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة نظير جهوده في خدمة القرآن الكريم ورعايته لفعاليات هذه الجائزة الدولية
تم سهرة أمس الإثنين بالجامع الكبير الجزائر العاصمة خلال حفل ليلة القدر المباركة تكريم الفائزين في الطبعة ال لجائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم والمسابقة الوطنية لصغار الحفظة بحضور الوزير الأول أحمد أويحيى وإطارات سامية في الدولة وأعضاء السلك الدبلوماسي بالجزائر
وقالت الجمعية بناءا على الحسابات الفلكية سيتم اقتران ولادة هلال شوال يوم الأربعاء جوان الجاري أي يوم قبل يوم رمضان وهذا على الساعة ليلا بتوقيت الجزائر وأضافت الجمعية المختصة بعلم الفلك أن هذه المدة الطويلة بين لحظة الولادة ووقت تحري الهلال بالعين المجردة في مساء يوم الخميس ستسمح برؤية الهلال وبيسر
أعلنت جمعية الشعرى لعلم الفلك في بيان لها اليوم أن ولادة هلال شوال في رمضان وهذا في ليلة الأربعاء إلى الخميس
يعد الاعتكاف قربة ونافلة من نوافل الخير ومندوب إليه بالشرع أو مرغب فيه شرعا للرجال والنساء لاسيما في العشر الأواخر من رمضان ويجب بالنذر وأدلة مشروعيته في الكتاب والسنة والإجماع فأما الكتاب قول الله تعالى ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد البقرة وقوله تعالى أن طهر بيتي للطائفين والعاكفين البقرة وأما السنة ما رواه ابن عمر وأنس وعائشة رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان منذ قدم المدينة إلى أن توفاه الله تعالى متفق عليه وعبارة الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأواخر ولازمه حتى توفاه الله تعالى ثم اعتكف أزواجه من بعده قال الإمام الزهري رحمه الله عجبا من الناس كيف تركوا الاعتكاف ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل الشيء ويتركه وما ترك الاعتكاف حتى قبض وأما الإجماع فقد أجمع العلماء على أنه مشروع ويهدف الاعتكاف إلى صفاء القلب بمراقبة الله عز وجل والإقبال والانقطاع إلى العبادة في أوقات الفراغ متجردا لها ولله تعالى من شواغل الدنيا وأعمالها ومسلما النفس إلى المولى بتفويض أمرها إلى عزيز جنابه والاعتماد على كرمه والوقوف ببابه وملازمة عبادته في بيته سبحانه وتعالى وهو من أشرف الأعمال وأحبها إلى الله تعالى إذا كان عن إخلاص لله سبحانه وتعالى وأفضله في العشر الأواخر من رمضان ليتعرض لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ويستحب أن يدخله المعتكف قبل غروب الشمس من ليلة اليوم الذي بدأ فيه وإن دخل بعد الفجر لم يجزه وإن دخل بين المغرب والعشاء فيه قولان بالصحة والبطلان وأما الخروج فإن خرج بعد غروب الشمس من آخر يوم أجزأه إلا إن اعتكف آخر رمضان فإنه يؤمر في المذهب المالكي أن يبقى حتى يخرج لصلاة العيد وتشترط فيه النية لقوله صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ويشترط فيه أيضا الصوم والاشتغال بالعبادة على قدر الاستطاعة ليلا ونهارا من صلاة وذكر وتلاوة وللمعتكف آداب منها أنه يسن له الاشتغال ليلا ونهارا بالصلاة والذكر والتلاوة وأن يكون في المسجد الجامع وفي رمضان لأنه من أفضل الشهور لاسيما في العشر الأواخر من رمضان ويندب مكث المعتكف ليلة العيد إذا اتصل اعتكافه بها ليخرج منه إلى المصلى فيوصل عبادة بعبادة وأن يجتنب كل ما لا يعنيه من الأقوال والأفعال ولا يكثر الكلام لأن من كثر كلامه كثر سقطه ويجتنب الجدال والمراء والسباب والفحش ويفسد الاعتكاف الخروج من معتكفه لغير ما رخص له الخروج إليه كالخروج لصلاة الجمعة أو حاجة طبيعية كالبول أو الغائط أو ضرورة كانهدام المسجد ووجب كالجهاد ويفسده أيضا الجماع ولو كان ناسيا أو مكرها ليلا أو نهارا والردة والسكر نهارا أو ليلا والوقوع في كبيرة كالقذف والغيبة والنميمة
الاعتكاف هو لزوم المسلم مسجدا مباحا لكل الناس لا المهجور بصوم وبنية العبادة فلا يصح بغير صوم أي صوم كان فرض أو نقل من رمضان أو غيره ويبطل بالجماع ومقدماته ليلا أو نهارا وأقله يوم وليلة أو نهارا ويستحب عشرة أيام لاعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر فيه من رمضان وأكثره شهر وتكره الزيادة عليه بقصد العبادة
وأعلنت الحكومة النمساوية الجمعة الفائت إغلاق مساجد وترحيل عدد كبير من الأئمة بدعوى تبني أفكار راديكالية ونشر توجهات قومية كما ألغت فيينا تصاريح إقامة لأئمة تابعين ل الاتحاد التركي النمساوي للثقافة الإسلامية والتضامن الاجتماعي المرتبط برئاسة الشؤون الدينية التركية بدعوى تلقيهم تمويلا من الخارج وقد أدان الكاتب الصحفي النمساوي فيلهلم لانجثالر القرار مؤكدا أن الحكومة تقود حملة تستهدف المسلمين في البلاد ولفت إلى أن المستشار النمساوي سيباستيان كورتس رئيس الحكومة ونائبه اليميني المتطرف هاينز كريستيان ستراتش يتبنيان خطابا معاديا للمسلمين ويسيئان بشكل ممنهج إلى دين يعد جزءا من ثقافة شعب النمسا وأضاف أن وسائل إعلام أدت دورا مهما في حملة التشويه ضد المسلمين في البلاد وهيأت الأجواء المناسبة للسياسات القمعية الأخيرة بدوره قال يشار أرصوي المتحدث باسم الاتحاد التركي النمساوي للثقافة الإسلامية والتضامن الاجتماعي إن فيينا لم تدل بأي تفاصيل ترضي المجتمع بشأن قرار إغلاق المساجد وأضاف حسب قانون الإسلام الجديد يمكن تفهم تحذير المساجد من بعض التجاوزات إن وجدت وفرض عقوبات متنوعة عليها إن لم تستجب لكن إغلاقها بشكل كامل خطوة ليست صحيحة وأشار إلى أنه حسب القانون المشار إليه الذي أقرته البلاد عام فإنه يمنع تمويل الأئمة من الخارج مستدركا بالقول لكن الحكومة لم تسمح بفترة انتقالية
أثار قرار الحكومة النمساوية إغلاق مساجد في البلاد وترحيل أئمة مسلمين حالة استياء واسعة بين منظمات المجتمع المدني وممثلي جماعات دينية وكتاب صحفيين في النمسا
وورد في الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كنا نعد الآيات بركة وأنتم تعدونها تخويفا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقل الماء فقال اطلبوا فضلة من ماء فجاءوا بإناء فيه ماء قليل فأدخل يده في الإناء ثم قال حي على الطهور المبارك والبركة من الله فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل من إكرام الله جل جلاله أن من علينا بأن بلغنا هذا الشهر العظيم وهذا الموسم الكريم الذي فيه يقول الله عز وجل فيما يرويه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه قال الإمام النووي رحمه الله وقوله وأنا أجزي به بيان لعظم فضله وكثرة ثوابه لأن الكريم إذا أخبر بأنه يتولى بنفسه الجزاء اقتضى عظم قدر الجزاء وسعة العطاء ومن هنا فإننا نتقلب بين منح الله سبحانه وتعالى ونعمه التي لا تعد ولا تحصى شهر رمضان شهر مبارك مصداق ذلك ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم فرمضان بركاته كثيرة ومن بركاته أن اختص الله جل جلاله وأعلى منزلته بين الشهور بأن فرض الله صيامه شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه بل إن صيام شهر رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام وبشر صلى الله عليه وسلم بمغفرة ذنوب من صام رمضان إيمانا واحتسابا من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن بركات هذا الشهر أنه شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ومن بركاته كذلك أنه شهر تصفد فيه مردة الشياطين ومن أجل بركات هذا الشهر العظيم أنه أنزل فيه القرآن على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان وثمة علاقة وطيدة ورباط متين بين القرآن وشهر الصيام تلك العلاقة التي يشعر بها كل مسلم في قرارة نفسه مع أول يوم من أيام هذا الشهر الكريم فيقبل على كتاب ربه يقرأه بشغف بالغ فيتدبر آياته ويتأمل قصصه وأخباره وأحكامه وتمتلئ المساجد بالمصلين والتالين ولقد كان جبريل عليه السلام يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيدارسه القرآن كل ليلة في رمضان وكان يعارضه القرآن في كل عام مرة وفي العام الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عارضه جبريل القرآن مرتين ومن بركات هذا الشهر أنه شهر الكرم والجود والعطاء والتراحم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان فقد كان صلى الله عليه وسلم كريما معطاء يجود بالمال والعطاء بفعله وقوله يعطي صلى الله عليه وسلم عطاء من لا يخشى الفقر قال الحق سبحانه من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة حتى إنه صلى الله عليه وسلم عمق هذا المفهوم في نفوس أصحابه رضوان الله عليهم عمليا سألهم مرة عن أحب المالين إلى الإنسان هل هو المال الذي بيده أو مال وارثه ثم وضح لهم أنه ليس للإنسان إلا ما أنفق وقدم لآخرته وعمقه أيضا بقوله في أحاديث كثيرة منها ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا ومن أنواع الجود تفطير الصائمين قال صلى الله عليه وسلم من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء ومن أعظم بركات رمضان أن عمرة فيه تعدل حجة ففي الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال للمرأة الأنصارية التي فاتها الحج معه فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة وفي رواية أخرى فإن عمرة في رمضان تقضي حجة معي وهنا لابد من ملاحظة هامة في هذا الحديث وهو أن عمرة في رمضان تعدل حجة في الأجر والثواب لا أنها تقوم مقامه فالذمة تبقى مشغولة بفريضة الحج لمن استطاع إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
قال الحق سبحانه مخاطبا نبيه نوحا عليه السلام قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك أي بسلام منا وبركات منا عليك فأصل البركة من المولى سبحانه فهو أصل كل خير في الوجود وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها
ومن علامات السعادة والفلاح أن العبد كلما زيد في علمه زيد في تواضعه ورحمته وكلما زيد في عمله زيد خوفه وحذره وكلما زيد في عمره نقص من حرصه وكلما زيد في ماله زيد في سخائه وبذله وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في قربه من الناس وقضاء حوائجهم والتواضع لهم كلية الدراسات الإسلامية قطر
عن عائشة رضي الله عنها قالت إنكم لتغفلون أفضل العبادة التواضع وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه لا يبلغ عبد ذرى الإيمان حتى يكون التواضع أحب إليه من الشرف وما قل من الدنيا أحب إليه مما كثر ويكون من أحب وأبغض في الحق سواء يحكم للناس كما يحكم لنفسه وأهل بيته
يقول الدكتور شخاشيري في حكمة الصوم اعلم أن انتفاعك من الطعام القليل الذي تأكله في انتظام يزيد على انتفاعك من الطعام الكثير الذي تأكله في غير انتظام ومن غير بطء في المواعيد وحدد فوائد الصيام في عدة نواح منها علاج اضطرابات الهضم واضطرابات الأمعاء وبالذات المزمنة منها ولزيادة الوزن وإقلال السكر في الدم والعمل على إخفائه من البول والتهاب الكلى الحاد المصحوب بتورم وارتشاح تستفيد كثيرا من الصيام وأمراض القلب المصحوبة بتورم في القدمين والساقين وتضخم حجرات القلب والتهاب المفاصل الروماتزمية وأعقب شخاشيري على المآثر والفوائد الناتجة عن الصيام العظيمة الشأن موضحا أن إبعاد الثقة بين النفس ونزواتها يستفيد منه الجسم كثيرا وتنطلق الروح إلى سماء السعادة والارتقاء
لقد وجد الحكماء وأرباب الاختصاص أن عدد مرضى النزلات المعوية بالذات ومرض القولون يقلون في رمضان عن غيره من الشهور كما أن فاعلية العقاقير تزيد في شهر رمضان عنه في الشهور الأخرى لأن المريض عادة ما يناقض علاجه الطبي عندما يأكل الممنوعات ويعرض عن المسموحات ولأن أحب شيء إلى الإنسان ما منع وكل ممنوع متبوع لكن في رمضان فإن الصيام عن الممنوع والمسموح يعطي فرصة أكبر لمرض المعي الدقيق والغليظ بالشفاء العاجل قاتل الله الشره فإن التخمة تقلل من فعالية العقاقير وتعرقل الشفاء وتؤخر المعافاة
استبشر مرتادو المركز الثقافي الإسلامي الرحمة الواقع بمدينة فابريانو محافظة أنكونا بوسط إيطاليا لالتحاق إمام جزائري بالمسجد الذي يضمه المركز وهذا منذ بداية رمضان وقال مسير الفضاء الإسلامي الثقافي عبد القادر مكري ل الخبر إن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أوفدت الإمام بناء على طلب من السفير بريكسي الذي نشكره على جهده وعلى الأهمية التي يوليها للمركز الإسلامي حيث زارنا في فابريانو العام الماضي وأبدى إعجابه لكون من يسيره رعية جزائري وذكر مكري أنه لأول مرة ترسل فيها الوزارة إماما إلى إيطاليا في شهر رمضان مشيرا إلى أن عددا أكبر من الأئمة الجزائريين سيؤمون بالمصلين في عدة مدن إيطالية العام المقبل وأضاف بأن المركز الإسلامي الذي يديره يسعى لنشر ثقافة التعايش بين الأديان عن طريق تنظيم ندوات حول الحوار بين الإسلام وبقية الأديان زيادة على أنشطة أخرى كتدريس القرآن لأبناء الجالية المسلمة في فابريانو ويصلي بمسجد فابريانو العشرات من المسلمين أغلبيتهم من الجزائر والمغرب وتونس وألبانيا والبونسة وبنغلاديش وتجمع بينهم ألفة وتضامن كبيران يظهران بشكل خاص في المناسبات الدينية
أوفدت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لأول مرة إماما إلى إيطاليا لأداء صلاة التراويح بمسجد يسيره جزائري ينحدر من مليانة غربي الجزائر العاصمة وتم ذلك بفضل تدخل سفير الجزائر بإيطاليا عبد الحميد بريكسي
إن انتشار المعاصي في حياة الكثير من الناس يرجع إلى غياب الخوف من الله حتى أصبح استصغار الكبائر عند بعض الناس أمرا مستساغا فاسودت القلوب وأظلمت والتخويف بعظمة الله تعالى وبآياته سنة ماضية قال الله تعالى وما نرسل بالآيات إلا تخويفا فالتخويف وسيلة مؤثرة من وسائل المرسلين والدعاة في إنذار أصحاب المعاصي رغبة في إقامتهم على أمر الله تعالى وطاعته فما هو الخوف من الله وما هي علاماته وآثاره والخوف هو فزع القلب واضطرابه والخوف من الله عز وجل ويسمى خوف العبادة ويكون مقترن بالمحبة والتعظيم الجليل والتذلل والخضوع له في كل ما أمر وهو الذي يحمل العبد على طاعة الله والبعد عن المعصية أمر الله تعالى عباده بالخوف وجعله شرطا للإيمان فقال فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ولا يتأتى ذلك إلا بمعرفة العبد ربه وأهمية أسمائه وصفاته فكلما علم هذه الأسماء والصفات قاده ذلك الى إجلال الله وتعظميه والخوف منه فالخوف من الله تعالى يعين العبد على الاجتهاد في العمل الصالح الخالص لله تعالى وحده وتأكيدا على أثر الخوف من الله في القربات والطاعات جاء في القرآن الكريم إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا الخوف من الله تعالى يبعد عن الشهوات والنزوات واللذات المحرمة فما كان عند العاصي من الآثام محبوبا يكون عند الخائف مذموما مشؤوما الخوف من الله تعالى يرفع صاحبه إلى رضا الله تعالى ورحمته ويوصل صاحبه إلى الملاذ الآمن تحت ظل عرش الله يوم القيامة فقد جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه وإنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا إن الخائف من الله تعالى في الدنيا يكرم بالأمان في الآخرة فقد صح في الحديث الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ويقول أيضا إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون المؤمنون روى الترمذي عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقالت أهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون يا رسول الله فقال لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون وهم يخافون ألا تقبل منهم أولئك يسارعون في الخيرات أخرجه الترمذي ومن ثمرات الخوف من الله عز وجل ما قال الحسن البصري رضي الله عنه عملوا لله الطاعات واجتهدوا فيها وخافوا أن ترد عليهم وإن المؤمن جمع إحسانا وخشية والمنافق جمع إساءة وأمنا وكما هو معلوم كل واحد خفته هربت منه إلا الله تبارك وتعالى فإن خفته هربت إليه ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ومن ثمراته أيضا أنه يبعث على العمل الصالح والإخلاص فيه ويقمع الشهوات ويكدر اللذات المحرمة فتصير المعاصي المحبوبة عنده مكروهة والخوف من الله يرتقي بصاحبه الى المقامات العلى في ظل عرش الله يوم القيامة وكما قيل رأس الحكمة مخافة الله شيخ زاوية مولاي الشريف الرقاني بتمنراست
الخوف من الله تعالى واجب في حق الله تعالى ومعصية عندما يصرف لغيره ويعد من المقامات العلية في مدارج السالكين وهو من لوازم الإيمان بالله حيث قال الله تعالى وخافون إن كنتم مؤمنين وهو طريق للأمن في الآخرة عند لقائه وسبب للسعادة في الدار الدنيا والآخرة وهو دليل على صفاء القلب وطهارة النفس والخوف من الله تعالى خير معين للانتصار على شهوات النفس وملذاتها والقلب الذي لا يسكنه الخوف من الله عز وجل كالبيت الخرب
و في بيان نشر في الصفحة الخاصة للوزارة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك تتمثل هذه الخدمة في إجابة نخبة من الأئمة الأفاضل والأساتذة الجامعيين عن أسئلة المواطنين وانشغالاتهم الدينية بطريقة تفاعلية مباشرة من يوم الأحد إلى يوم الخميس ابتداء من الساعة العاشرة صباحا إلى غاية الساعة الواحدة زوالا على الموقع الإلكتروني الرسمي للوزارة و أفاد وزير الشؤون الدينية و الأوقاف محمد عيسى أن هذه الخدمة إلى خدمات الفتاوى الإلكترونية العادية و خدمة الهاتف الأخضر للإجابة على المراسلة العادية أو باستقبال السائلين بمكتب مداومة الفتوى بمقر الوزارة كما أعلن عيسى عن فتح المجالس العلمية عبر ولايات الوطن لنفس هذه الخدمات التي تؤطرها نخبة من أئمة المساجد أعضاء هذه المجالس العلمية
أعلنت وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف بمناسبة شهر رمضان الفضيل عن فتح خدمة الفتوى الإلكترونية المباشرة للعامة
إن التأمل في واقع كثير من الناس ليجد أنهم يمارسون صورا من الغش في جميع شؤون حياتهم وأبرزه الكيل في الميزان حتى أن شهر الرحمة لم يسلم منهم فتجد كل من هب ودب أضحى يمارس التجارة دون علم بأحكامها الشرعية ويمارسون الغش من خلال إخفاء العيب في البضاعة أو التهاون في وزنها أو صفاتها أو مصدرها وإن هذا الغش لا يظهر إلا في مجتمع أصابه اعتلال في الأخلاق وضمور في الإيمان بالإضافة إلى أنه فساد اقتصادي واجتماعي خطير يؤدي إلى فساد العلاقات بين أفراد المجتمع والتطفيف دليل على شح النفس وتعلق القلب بالكسب الخبيث والأمة التي ينشأ فيها الداء آيلة إلى الذل والهوان بالإضافة إلى أنه يؤدي إلى إفساد العلاقات بين أفراد المجتمع ويكون المطفف قدوة سيئة لمن يتبعه في هذا الأمر وذلك بتحمل الوزر والإثم على ما فعل وفي الآخرة يتوعد الله عز وجل المطففين بواد في جهنم ونظرا لخطورته اهتم الإسلام أي اهتمام بقضية الكيل والميزان وذكر لنا القرآن الكريم كثيرا من المواقف والعواقب التي تنال من أهل الغش والخداع في الكيل والميزان في الحياة الدنيا والآخرة ولقد حذر نبي الله شعيب عليه السلام قومه من بخس الناس أشياءهم والتطفيف في المكيال والميزان كما حكا الله تعالى ذلك عنه في القرآن وكذلك حذر نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم من الغش وتوعد فاعله وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا فقال ما هذا يا صاحب الطعام قال أصابته السماء يا رسول الله قال أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس من غش فليس مني وفي رواية من غشنا فليس منا وفي رواية ليس منا من غشنا رواه مسلم ويستهدف التوجيه القرآني تربية الإنسان على عدم الإضرار بالآخرين واحترامهم والقضاء على أخلاقيات الغش والخديعة والظلم وهو ما أسماه الإفساد في الأرض قال الله سبحانه وتعالى ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين فربط التطفيف والنهي عنه بأصل من أصول العقيدة وهو يوم الحساب وقيام الناس لرب العالمين وعن أبي المغيرة قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول في سوق المدينة يا معشر الموالي إنكم قد بليتم بأمرين أهلك فيهما أمتان من الأمم المكيال والميزان ويقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ما ظهر الغلول في قوم إلا ألقى الله في قلوبهم الرعب ولا فشا الزنا في قوم قط إلا كثر فيهم الموت ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا قطع الله عنهم الرزق فالتطفيف سبب لسخط الله تعالى وولوج النار ويعاقب الله عليه في الدنيا بالقحط والجدب وجور السلطان
ذم الله سبحانه وتعالى التطفيف في الميزان في القرآن الكريم وتوعدهم بالويل قال الله سبحانه وتعالى ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون المطففين وعيد شديد من رب العزة للذين يبخسون ينقصون المكيال والميزان
لم يختلف البشر على اختلاف أديانهم وأعراقهم ومذاهبهم وفلسفاتهم على الخيانة والخائنين ولم توجد أمة من الأمم أو شعب من الشعوب تساهل في أمر الخيانة والخائنين بل اتفقوا على ذم الخيانة ولعن الخائنين واتفقوا على حرب الخيانة وإعدام الخائنين فهذه فطرة البشر مذ كانوا وهذه سيرتهم منذ الأزل ومع ذلك لم يخل زمن من الخيانة ولم ينج شعب من غدر الخائنين ولم تسلم أمة من عار الخونة من أبنائها ولم ينج خائن من عقاب أيضا فما الذي تغير إن الله جل شأنه لم يذكر الخيانة والخائنين في كتابه العظيم إلا ذما وتفظيعا فقال وقوله الحق يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما إن الله لا يحب الخائنين وأن الله لا يهدي كيد الخائنين وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حذرنا من سوء الخيانة وأهلها فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان رواه البخاري ومسلم قال الإمام الراغب الأصبهاني رحمه الله الخيانة والنفاق واحد إلا أن الخيانة تقال اعتبارا بالعهد والأمانة والنفاق يقال اعتبارا بالدين ثم يتداخلان فالخيانة هي سبيل أهل النفاق ولا يدافع عن الخائنين إلا منافق مثلهم وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة رواه أبو داود وانظر إلى جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الاستعاذة من الجوع والخيانة وكأنه يصرخ فينا أنه لا تجوع أمة من الأمم إلا بسبب الخيانة وللأسف أننا نعيش زمن الخيانة وربيع الخونة الزمن الذي أشار إليه النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم في قوله سيأتي على الناس سنون خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن وينطق فيها الرويبضة قال قيل يا رسول الله وما الرويبضة قال السفيه يتكلم في أمر العامة رواه أحمد وها نحن نعيش زمن تصديق الكاذبين وائتمان الخائنين وازدحام الدنيا بالرويبضة حيث صار للخيانة فلسفة ومذاهب وصار لها منظرون ومفكرون وصار لها أنصار بها يفاخرون ويجاهرون ولا يستحون والحق أن الخيانة ليست حديثة الحدوث في تاريخ أمتنا بل مفاصل التاريخ الكبرى في مسارها وجد دائما فيها خائنون لعبوا دورا خبيثا ضد الأمة ومصالحها وإن شئت مثالا بينا لا خلف فيه فراجع تاريخ فاجعة سقوط بغداد الأول ولا شك سقوط بغداد الثاني وراجع تاريخ فاجعة تفتت الأندلس وسقوطها وكيف خان بعض أمراء دويلاتها الله ورسوله والمؤمنين وتحالفوا مع النصارى ضد إخوانهم ثم ذبحوا جميعا بسكين واحد لولا الخيانة ما كان له من شأن ولا أثر ولكن مع هذا التاريخ القديم فالخيانة ليست أصيلة في أمتنا بل هي استثناء مرذول وصاحبه ملعون مخذول فما الذي تغير وما الذي يحدث حتى يظهر فينا وفيما بيننا من يدافع عن الخائنين ومن يبرر ويسوغ الخيانة ومن لا يدخر جهدا لتبييض وجوه الخائنين القبيحة وكلامي هنا عن الخيانة كلها بكل صورها وبكل مستوياتها وبكل أبعادها وبكل أوزانها ولا ريب خيانة قضايا الأمة تحقيقا لأهداف أعدائها يقول الحافظ الذهبي رحمه الله الخيانة قبيحة في كل شيء وبعضها شر من بعض وليس من خانك في فلس كمن خانك في أهلك ومالك وارتكب العظائم وهكذا الذي يخون الأمانة التي نيطت به على مستوى وظيفة أو شركة أو بلدية أو ولاية أو دولة قد ارتكب عظيمة من العظائم وكل ذلك كان خيانة عند ربك مكروها بيد أن الذي يخون تاريخ الأمة كله ويخون دماء الشهداء كلها ويخون الأمة في قضاياها المصيرية فيتحالف مع الأعداء ضد مصالح أمته ويصرف مدخرات الأمة ومقدراتها في مؤامرات وتدمير للدول الإسلامية ويتآمر على قضية فلسطين والمسجد الأقصى ويخون القضية جهارا نهارا تحت مبررات واهية وبصفقات قرن خاوية الذي يفعل هذا يستحق لقب الخائن الأول ويستحق تاج الخيانة البئيس ولكن أحسب أن أسوأ منه من يصفق له من أصحاب الأقلام ونجوم الأعلام ومن يبيع ضميره وفكره وعلمه ودينه بلعاعة من حطام الدنيا ليبيض وجه الخائن ويبيض مسار الخيانة ستكتب شهادتهم ويسألون
إن البشر اختلفوا في أشياء كثيرة ووصل اختلافهم في بعض الأحيان إلى تضاد وتناقض غريب فنجد أمرا عند قوم من الموبقات وعند آخرين من العاديات ونجد أمرا عند قوم من الأخلاق اللازمة والواجبات اللازمة ونجده عند قوم من مظاهر التخلف والرجعية خذ مثلا العفة والتستر فهي عند المسلمين علامة على الحياء والخلق القويم وخاصة بالنسبة للمرأة في حين نجد الغرب يفتخرون بالتعري ويجاهرون بالفاحشة وذلك عندهم دليل الحرية وعلامة التطور وهكذا هي الحال في أمور كثيرة وفي قضايا صغيرة وكبيرة
إن سب وشتم أمهات اللاعبين بألفاظ نابية بعيدة كل البعد عن أعراف وتقاليد المجتمع الجزائري وهو أمر يتطلب وقفة حقيقية للتصدي لها ومواجهتها وإيجاد الحلول اللازمة لها وإن هذه الظاهرة التي خص بها الحراس على وجه الخصوص وهي شتم الوالدة طوال فترات المباراة آلاف الحناجر تشتم في نفس الوقت أمهات لا ذنب لهن إلا أنهن ولدن أبناء أصبحوا حراسا للمرمى في الرياضة الأكثر شعبية وهي كرة القدم يحضر لها نهاية أسبوع هؤلاء المغضوب عليهم من طرف الجمهور من غير جرم شتم وسب يسمعونه من المدرجات من مشجعين يدعون أنهم يحبون فرقهم ظاهرة أحرجت حتى من يشاهد المباريات من وراء شاشة التلفزيون فما ذنب من ولدت ابنا حارسا للكرة بل فيهن من هي في قبرها لكنها لم تسلم من ذلك السب والقذف والكلام البذيء يسعى الكثير من المشجعين والمناصرين إلى التقليل من عزيمة أو التشويش على حارس الفريق المنافس أو الزائر لكن بطريقة خبيثة ومضرة على نفسية الأفراد وهي السب العلني لأقرب إنسان لكل واحد منا وهي الأم ملاعب تضم آلاف الأنصار لم يتحدوا واقعا لكنهم اتحدوا على هذا الفعل المجرم وهو الجهر بالسوء والشتم العلني المباشر لوالدة كل حارس كرة قدم تأتي في شكل لحن شنيع يهز المشاعر ويحز في القلوب وربما هي أمام شاشة التلفاز تسمع بأذنها هذا الفعل الشاذ الذي عاقبها به أشباه المناصرين من دون ذنب ولا حجة يقف الواحد منا مذهولا أمام سماع آلاف الحناجر تنادي بأعلى صوت بالشتم والسب لأمهات أحياء أو أموات من دون ضمير ولا أدنى مستوى للتربية السب الشتم العبارات العنصرية العبارات الجهوية الكلام البذيء الملاسنات القبيحة كلها أوصاف لظاهرة خطيرة اجتاحت الملاعب الجزائرية في السنوات الأخيرة وهي تتقدم في صمت وفي ظل تهاون الجهات الوصية على محاربتها أو على الأقل الحد من انتشارها إن هذه الظاهرة الخطيرة تهدم قيم لعبة كرة القدم وأخلاقيات الرياضة والروح الرياضية إن ممارسة كرة القدم ومشاهدتها ومتابعة أحداثها من الترويح واللهو مباح شرعا لكن يكتنف هذه اللعبة الرياضية الشهيرة الكثير من المحظورات التي ينبغي التعاون في مواجهتها وإن السكوت عنها سيؤدي لا محالة إلى تفاقمها وإلى انحدار في الأخلاق والسلوك وإن مثل هذه التصرفات لا يمكن تبريرها بحال لأنها خروج عن فطرة الإنسان قبل أن تكون خروجا على الدين أو العادات والتقاليد فالحكم والمدرب واللاعب وحارس المرمى والإداري جميعهم بشر ومعرضون للخطأ باستمرار والجمهور الواعي يدرك هذا الأمر في حين أن التعصب يقود في بعض الأحيان لتصرفات غريبة ولكن السب والشتم ليس عائدا بالأساس إلى التعصب وإنما عائد لشخصية الفرد وأخلاقه ومدى تقبله للقيام بمثل هذه التصرفات والتلفظ بمثل هذه الألفاظ إن الظلم والتعدي على الآخرين بالسب والشتم واللعن من أخطر الأمور يكفي أن ذلك مذهب لحسنات العبد يقول عليه الصلاة والسلام إن الله يبغض الفاحش البذيء وقال أيضا عليه الصلاة والسلام سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ويقول أيضا لعن المؤمن كقتله ويقول أيضا من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة ويقول صلى الله عليه وسلم ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه قال يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه ومواجهة هذه الظاهرة المؤسفة تكون بالتوعية والتوجيه والخوف من الله وتحمل مسؤولية إدارات النوادي عواقب تصرفات مشجعيهم وعلى المسؤولين على كرة القدم القيام بجهود جبارة لمحاربة العنف اللفظي والسب والشتم وذلك بالتوعية والعقوبات الشديدة على حد سواء ونوصي القيام بدورات ومحاضرات دينية تثقيفية تحذر هؤلاء الشباب من عواقب تصرفاتهم المشينة والمضرة بهم وبأنديتهم التي يشجعونها بزعمهم ويجب أن يتحد وأن يتعاون الجميع للتصدي لهاته الظاهرة الخطيرة على مجتمعنا وأمتنا ونذكر الجميع بقول الله تعالى ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد فإن الإنسان محاسب على أقواله في الدنيا والآخرة نسأل الله تعالى الهداية للجميع
تعود ظاهرة السب والشتم في الملاعب الجزائرية إلى الواجهة من جديد بعد أن عمت وكثرت وانتشرت وتتكرر كل أسبوع بشكل يثير الخوف والفزع
وأعلنت الشرطة في بيان السماح لمسجد في مدينة فكسيو في جنوب البلاد برفع الآذان كل يوم جمعة لمدة ثلاث دقائق و ثانية وهو ثالث مسجد بالبلاد يسمح له برفع الآذان بعد مسجد في أحد ضواحي ستوكهولم وآخر في جنوب شرق البلاد وأثار قرار الشرطة ومدته عام قلقا لدى بعض السياسيين من تفاقم توترات ثقافية في البلد الواقع في أقصى شمال أوروبا خصوصا قبل الانتخابات العامة المقررة في سبتمبر المقبل وقالت آنا تيني وهي ممثلة عن المحافظين في مجلس مدينة فكسيو لوكالة أنباء تي تي إن الدعوة للصلاة لن تعزز الاندماج في المدينة لكنها ستغامر بتمزيقها لكن رئيس وزراء السويد ستيفان لوفن المنتمي لحزب الاشتراكيين الديمقراطيين قال إن إنهاء الفصل يتماشى مع حل مشكلات البطالة والتأكد من أن كافة المدارس والأحياء تتمتع بمعايير عالية وقال لوفين لوكالة تي تي أن كل المجتمع في السويد مبني على اعتناق مختلف الأديان وبموجب استطلاع رأي أجرته شركة البحوث الاجتماعية سيفو وبثته محطة تي في الخاصة في مارس الفائت أعلن بالمائة من المشاركين عن دعمهم لمنع رفع الآذان في المساجد في السويد وقالت زعيمة حزب الديمقراطيين المسيحيين ايبا بوش ثور التي عارضت القرار إن الناس لا يجب أن يسمعوا صوت الآذان في منازلهم من جهتها أوضحت الشرطة أن صوت الآذان لا يجب أن يتجاوز مستوى محدد وذلك لتفادي إزعاج السكان القريبين من المسجد وليست هناك أرقام دقيقة لأعداد المسلمين في السويد لكن الوكالة السويدية لدعم المجتمعات المؤمنة تقدر عددهم بنحو ألف شخص
سمحت الشرطة السويدية لأحد مساجد جنوب البلاد برفع الآذان يوم الجمعة من كل أسبوع في خطوة تثير انقسامات قبل أشهر من الانتخابات في البلد الذي استقبل عشرات الآلاف من طالبي اللجوء في السنوات الأخيرة
جاء ذلك في تصريح أدلى به العتيبي ل كونا أمس بعد انتهاء زيارة مجلس الأمن لبنغلادش وميانمار للاطلاع على أوضاع اللاجئين من أقلية الروهينغا المسلمة وقال السفير منصور العتيبي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية كونا إن مجلس الأمن تلقى تأكيدات من المسؤولين في حكومة ميانمار بأنهم يعملون على تنفيذ الاتفاقات الثنائية مع حكومة بنغلاديش لإعادة اللاجئين إلى مناطقهم وأضاف المندوب الكويتي لدى الأمم المتحدة أنه حث حكومة ميانمار على معالجة الأسباب الجذرية لأزمة الروهينغيا والمتعلقة بقانون المواطنة مشددا على ضرورة السماح بدخول المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة إلى ولاية راخين من غير قيود وكذلك وصول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والطبية إلى المحتاجين دون تمييز وتعزيز حرية الدين والتعايش السلمي
قال مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي إن ما شهدناه ورأيناه على أرض الواقع من قرى محروقة أو تم تدميرها وإزالتها بالكامل بشكل منظم إنما يؤكد ما ذكره الأمين العام للأمم المتحدة بأن ما تتعرض له أقلية الروهينغيا المسلمة في ولاية أراكان راخين تطهير عرقي
إن زراعة الأرض وإعمارها من فروض الكفاية التي يجب على المسلمين بمجموعهم القيام بها فإن أقامه بعضهم أصبح مندوبا أو مباحا في حق الآخرين قال القرطبي الزراعة من فروض الكفاية فيجب على الإمام أن يجبر الناس عليها وما كان في معناها من غرس الأشجار ومعنى كونها فرضا على الكفاية أن الزراعة وغرس الأشجار وإعمار الأرض تبقى فريضة قائمة على الأمة الإسلامية ما لم تتحقق كفايتها واستغناؤها عن غيرها إذا كان ذلك في مقدورها ووسعها فإن لم تفعل تبقى مقصرة تاركة لهذه الفريضة ما دامت مستوردة معتمدة على الغير في مواردها الزراعية والغذائية وعلى الإمام في هذه الحالة أن يجبر على الزراعة والغرس والفلاحة من تتحقق بإجبارهم تلك الكفاية في المجالات المختلفة قال ابن الحاج في المدخل آكد ما على المكلف من الصنائع والحرف الزراعية التي بها قوام الحياة وقوت النفوس وتعد الزراعة من المهن اللازمة لحياة البشرية والتي لا تحيا من دونها وقد ورد في القرآن الكريم بعض الآيات التي تلفت انتباه الناس إلى ذلك منها قوله تعالى وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون وقوله هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبين وتفسر مراد القرآن لتحث المسلمين على الزراعة وبيان منافعها وتبين فضل الغرس والزرع وتثبت الأجر لفاعله ما انتفع بذلك منتفع من إنسان أو حيوان أو طير أو حشرة ومن ذلك حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة وقال صلى الله عليه وسلم من نصب شجرة فصبر على حفظها والقيام عليها حتى تثمر كان له في كل شيء يصاب من ثمرها صدقة عن الله عز وجل لقد اعتنى المسلمون عناية كبيرة بالزراعة واهتموا بإصلاح شبكات الري وبناء القناطر وتحسين الغلة الزراعية وإحياء الموات ولم تهمل الأرض في عصر من العصور الإسلامية برغم اشتغال المسلمين بالفتوحات وتوطيد الأمن في البلاد فضلا عن اهتمامهم بالصناعة والعمارة وتحديث الأسلحة وبناء الأساطيل البحرية إلى غير ذلك وتعتمد العديد من الدول على النشاط الزراعي لتوفير الأمن الاقتصادي لشعوبها فالزراعة عملية هامة تستطيع الدولة التي تتوافر فيها شروطها من أن تكتفي ذاتيا من خلال فقط هذا العمل وليس من خلال السعي وراء الوظائف التي لا تنفع ولا تضر كما يحدث في بلداننا العربية فالمزارع أصبح يفضل الذهاب لحراسة منشأة مقابل مبلغ زهيد من المال على أن يرعى أرضه ويفلحها الأمر الذي أضر كثيرا بالزراعة والنشاط الزراعي في عالمنا العربي ويمكننا تلخيص أهم فوائد الزراعة في توفير الغذاء للناس لأنه بإمكانها توفير الأغذية لكافة أبناء المجتمع وبأسعار معتدلة إذ إن الدولة التي تأكل مما تزرع يمكنها أن تعيش بسلام واستقرار وهناء ورخاء إلى جانب انتفاع الإنسان والحيوان بثمارها وظلها حيث بالإمكان توفير بعض الأعلاف للحيوانات وتساعد على توفير دخل جيد لكل من يعملون في هذه المهنة كونهم يبيعون ما ينتجون كما أنها توفر دخلا ممتازا للدولة من خلال زيادة الصادرات والتقليل من المستوردات وأيضا تساعد المزروعات على حماية البيئة من التلوث كما أنها من أهم مصادر الأكسجين اللازم للتنفس الإنساني والحيواني وتمنع تعرية التربة وانجرافها وتوفر أيضا فرص العمل للعاطلين الذين يعانون البطالة فلا توفر الزراعة عملا للمزارعين فقط بل بإمكانها أن توفر العمل لعدد كبير من الناس الآخرين كالعمال والتجار والناقلين وغيرهم ولا تشمل فوائد زراعة الأشجار المنافع البيئية فقط بل تتعداها إلى المنافع الاجتماعية والاقتصادية أيضا فالمسلم مدعو دائما إلى أن يهتم بالزراعة والفلاحة ويغرس ويثابر في الغراسة ويكثر منها وإنه مما ينبغي على المسلمين التواصي به والتنافس فيه كما عليهم أن يربوا ناشئتهم عليها كلية الدراسات الإسلامية قطر
حث ديننا الإسلامي المسلمين على عمارة الأرض وغرس الأشجار حتى عند قيام الساعة كما جاء في الحديث الشريف عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن قامت الساعة في يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها
كرم ربنا سبحانه الإنسان وفضله على سائر مخلوقاته ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا فإذا كان مؤمنا زادت كرامته وعظمت مكانته نظر المصطفى عليه الصلاة والسلام يوما إلى الكعبة ثم خاطبها قائلا ما أعظمك وما أشد حرمتك والذي نفسي بيده للمؤمن أشد حرمة عند الله تعالى منك وها هو يقف يوم عرفة فيخاطب أكثر من مائة ألف من أمته قائلا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ومن هنا فإنه صلى الله عليه وسلم لما عرف هذه الحقوق خاف أن يلقى ربه وفي ذمته شيء لعبد من عباد الله فقام وهو في مرض الموت خطيبا في الناس فقال أيها الناس من كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد مني اليوم فليقتص مني ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد مني اليوم ومن كنت أخذت له مالا فهذا مالي فليستقد مني اليوم قبل ألا يكون هناك دينار ولا درهم ولما غلا السعر في المدينة عرض الناس على رسول الله تسعير السلع فقال لهم إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق وإني لأرجو أن ألقى الله تعالى وليس أحد منكم يطلبني بمظلمة في دم ولا مال وها هو بأبي هو وأمي يجلس مع صحابته رضوان الله تعالى عليهم فيقول لهم أتدرون من المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار إن أذية خلق الله من أعظم الذنوب التي لا يغفرها الله سبحانه وتعالى فربنا سبحانه قد يغفر الذنوب التي بين العبد وربه أما حقوق العباد فلا تغفر رفع أمر امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل له يا رسول الله إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار وتؤذي جيرانها بلسانها فقال لا خير فيها هي في النار الشهيد وما أدراك ما الشهيد الذي قدم روحه لله وأراق دمه في سبيل الله لو استشهد وفي ذمته شيء لعبد من عبيد الله فإنه يحبس ويرهن عن النعيم في قبره حتى يؤدى الدين الذي عليه ولذلك لما مات أحد الصحابة الكرام وكان عليه ديناران قال صلى الله عليه وسلم من يتحمل الدينارين عنه فتحملها أبو قتادة رضي الله عنه وقال هي علي يا رسول الله قال أبو قتادة فما زال يلقاني رسول الله ويذكرني ويقول أديت عنه فأقول لا حتى لقيني يوما فقال أديت عنه فقلت نعم فقال صلى الله عليه وسلم الآن بردت جلدته فإلى الله نشكو حالنا لقد أصبح الكثير من الناس ذئابا في ثياب بشر أصبح الواحد فيهم لا يهدأ لهم جنب ولا تنام لهم عين إلا إذا بات على أذى العباد ليس له ديدن إلا تتبع العورات وتصيد الزلات والعثرات فأين آثار عباداتنا التي تنهانا عن الفحشاء والمنكر أين إسلامنا أين إيماننا وأين خوفنا من ربنا ونبينا يقول طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس والأذية لها صور كثيرة فالعين تؤذي واللسان يؤذي واليد تؤذي والرجل تؤذي والبطن يؤذي والقلب يؤذي فأذى العين أن تنظر إلى محارم الله وأن تتبع عورات الناس وأذى العين أن تنظر إلى نعم أنعم الله تعالى بها على عبد من عبيده فتتمنى زوال هذه النعمة وتعترض على عطاء الله سبحانه إياكم والحسد فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب وأذى اللسان الغيبة والنميمة والكذب والبهتان والهمز واللمز وقد مر عليه الصلاة والسلام لما عرج به إلى السماء على أقوام لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فسأل جبريل عن هؤلاء قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم وأذى اليد والرجل البطش والقتل والسرقة والسعي في الإضرار بالناس وأذى البطن أكل الحرام من ربا ورشوة وأكل لأموال الناس بالباطل وأكل لأموال اليتامى والضعفاء وأذى القلب الغل والبغضاء والضغينة والحقد والشحناء دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة لا أقول حالقة الشعر ولكن حالقة الدين والذي نفس محمد بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم لقد ضرب الرعيل الأول المثل في معاملتهم لبعضهم البعض روي أن أبا بكر رضي الله عنه عين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاضيا على المدينة فمكث عمر سنة كاملة لم يختصم إليه اثنان ولم يعقد جلسة قضاء واحدة وعندها طلب من أبي بكر الصديق إعفاءه من القضاء فقال له أبو بكر أمن مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر فقال لا يا خليفة رسول الله ولكن لا حاجة لي عند قوم مؤمنين عرف كل منهم ما له من حق فلم يطلب أكثر منه وما عليه من واجب فلم يقصر في أدائه أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه إذا غاب أحدهم تفقدوه وإذا مرض عادوه وإذا افتقر أعانوه وإذا احتاج ساعدوه وإذا أصيب عزوه وواسوه دينهم النصيحة وخلتهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ففيم يختصمون وهذا ابن عباس رضي الله عنهما يأتيه رجل يسبه ويشتمه أمام الناس فيكظم غيظه ولا يرد عليه فما زال الرجل يسبه ويشتمه فقال له ابن عباس أتشتمني وتسبني وفي ثلاث خصال قال وما هي قال ما نزلت الأمطار في أرض إلا سررت بذلك وليس لي في تلك الأرض شاة ولا جمل وما سمعت بقاض عادل إلا حمدت الله ودعوت له في ظهر الغيب وليس لي عنده قضية وما تعلمت آية من كتاب الله أو حديثا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وددت أن كل مسلم علم منها ما علمت فهكذا كان حال القوم رحمهم الله أصلحوا ذات بينهم فأصلح الله حالهم وأعلى درجتهم ورفع ذكرهم إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
أخرج الإمام الحاكم في مستدركه من حديث أمنا عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدواوين ثلاثة ديوان لا يغفره الله الإشراك بالله يقول الله عز وجل إن الله لا يغفر أن يشرك به وديوان لا يترحم عليه ظلم العباد فيما بينهم حتى يقتص بعضهم من بعض وديوان لا يعبأ الله به ظلم العباد فيما بينهم وبين الله فذاك إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء تجاوز عنه
إن تاريخ الأمير عبد القادر تاريخ عظيم ومشرف وهذه حقيقة لا يستطيع إنكارها أو التشكيك فيها إلا جاحد ومكابر فالناظر والمتفحص في تاريخ الأمير عبد القادر يخرج بحقيقة واحدة هي إيمانه بالإنسان وما يمكن أن يقدمه للإنسانية إذ يشهد التاريخ للأمير عبد القادر مخاطرته بحياته وموقفه الشجاع عندما تدخل سنة في دمشق ليضع حدا للصراعات الطائفية التي وقعت بين المسلمين والمسيحيين حيث أسهم في إنقاذ أكثر من مسيحي وقد مدح قيصر روسيا الأمير عبد القادر لعمله الإنساني هذا فقال نحن إسكندر جميع الروسيين إلى الأمير عبد القادر اقتضت رغبتنا أن نشهر التفافنا إليكم لشهامتكم وعملكم بما اقتضته الإنسانية واجتهادكم في إنقاذ ألوف المسحيين من أهالي دمشق الذين وجدوا في خطر عظيم قدم الأمير عبد القادر للإنسانية دروسا في التسامح والتعايش السلمي والأمن والاستقرار واحترام حقوق الإنسان فهو يعتبر بحق رجل الإنسانية جمعاء وشعوب العالم أينما كانت وأينما وجدت حيث اعتبر أسقف الجزائر هنري تيسييه الأمير عبد القادر من المؤسسين الأوائل لفكر وثقافة التسامح ما بين الديانات ولحقوق الإنسان واحترام الشعوب والحضارات لم يكن الأمير عبد القادر بالرجل العادي بل كان يفكر بعمق ويطلق العنان لفكره إلى الأعلى فكان مفكرا تنويريا بل تقدم فكره التنويري المرحلة التي كانت تعيشها الجزائر آنذاك ورسم طريقا لمن يأتي بعده لكن الذين كانوا يحيطون به لم يستوعبوا نظرته للمستقبل وحاولوا إجهاض محاولة بناء الدولة الجزائرية فقد وضع الأمير عبد القادر الأسس الأولى لدولة جزائرية محدثة ومعاصرة حيث أنشأ إدارة مهيكلة وأقر مبدأ المساواة في الضرائب ملغيا الامتيازات القديمة وقد غلبت الصفة السياسية على الأمير عبد القادر بن محي الدين الحسني فلا نكاد نجد في الكتب التي تؤرخ للنهضة العربية ذكرا لهذا الأمير إلا وهو مرتبط بثورته ضد فرنسا ومساعيه السلمية ورحلاته السياسية والحق أن عبد القادر الجزائري إلى جانب هذا كله رجل فكر متبحر في علوم الدنيا والدين وقد كانت له آراء خاصة في قضايا العقل والأخلاق واللغة والتصوف ما يجعله قمينا بأن يدرج في عداد رجالات النهضة المبكرين على تمايزه عن جلهم بأنه رجل سياسة وفكر في آن وكان الأمير ينشد توحيد الشعب الجزائري وتوعيته وإلحاقه بركب العالم المتقدم وبناء دولة تجمع بين الإسلام وحاجات العصر وكان الهدف الأسمى والأشمل لعبد القادر هو جعل عرب وأمازيغ الجزائر شعبا واحدا ودعوتهم للمحافظة التامة على دينهم وبعث روح الوطنية فيهم وإيقاظ كل قدراتهم الهامدة سواء للحرب أو للتجارة أو للزراعة أو للأخلاق والتعليم وكان الأمير عبد القادر نموذجا ومثالا للخصائل الأخلاقية الرفيعة والقتالية المحترفة فقد أثار في نفوس جنوده وضباطه ومواطنيه صورا رائعة للتفاني والإخلاص في خدمة القيم والمبادئ والحرص على تحرير الوطن من المحتلين الغزاة ويقر كل كتاب سيرته بمن فيهم الفرنسيون أنه كان نزيها وأنه كان يملك أقصى درجات الشعور بمكانة وقيمة الأموال العامة وأنه لم يعرف سوى خدمة القضية التي كان يعلم أنها عادلة ضاربا بذلك أسمى مثال للتفاني والشجاعة الخارقة ولقد اعترف خصومه القادة العسكريون بعبقريته الفذة وأظهروا إعجابهم بالأمير مثل المارشال بيجو و لامورسيير و شاغارنيه وقد قال الجنرال بيجو عن الأمير عبد القادر خصم صنديد نخشى بطشه ومع كل هذه الخصال العظيمة التي تميز بها هذا القائد العظيم فقد تعرض لحملات تشويه مركزة ومنظمة واتهموه بوحدة الوجود وتأثره بفكر ابن عربي وثبت بالدليل والبرهان بطلان الكثير مما نسب إليه وبراءته من عقيدة وحدة الوجود والانتساب إلى المحافل الماسونية إن الأمير عبد القادر اشتهر بين الناس بنزعته الإسلامية واهتمامه بالقرآن والسنة والتصوف السني الرشيد على نهج الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي أثنى عليه علماء السلف من أمثال ابن تيمية وابن القيم وغيرهم كثير إن حياة الأمير صفحة مفتوحة للباحثين ناصعة البياض نقية طاهرة واتهامات أعدائه الباطلة تتساقط أمام الحقائق الراسخة وتتلاشى مع الحجج الدامغة وتذهب جفاء لأنها زبد وسيرته العطرة تبقى خالدة في معانيها وقيمها ومبادئها لأنها تنفع الناس وإن مواقف الأمير عبد القادر وإنجازاته وخدماته لهذا الوطن لجديرة بالدراسة والبحث والنشر فهو نموذج للقائد القدوة والمجاهد المخلص الذي نفتقده في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها أمتنا العربية والإسلامية ومن هنا أوصي بضرورة تكثيف الأبحاث والدراسات والملتقيات والندوات المتعلقة بهذه الشخصية القيادية الفذة كما أهيب بوسائل الإعلام بأنواعها الاعتناء بهذه السيرة العطرة التي ميزت حياة الأمير عبد القادر الجزائري ونشرها بطرق ووسائل متنوعة مقالات تحقيقات حوارات معارض أفلام توثيقية وسينمائية تذكر الأجيال بمآثر هؤلاء الرجال العظماء الذين رفعوا مكانة هذا الوطن الغالي والعزيز كلية الدراسات الإسلامية قطر
أعلى الله عز وجل ذكر الأمير عبد القادر بن محي الدين الحسني في تاريخ البشرية المعاصر وأصبح من رموز النضال وأحرار العالم الذين ناضلوا وكافحوا وجاهدوا لتنال شعوبهم الحرية الكرامة لقد أثار كفاحه البطولي ضد فرنسا الغازية إعجابا كبيرا في كافة أنحاء العالم والدول الأوروبية
وأوضح الوزير في كلمة له خلال إشرافه على اليوم الدراسي تحت عنوان جمالية الآذان جمالية الإسلام الذي نظمه المركز الثقافي الإسلامي أن هذه المسابقة التي ستنظم قريبا مفتوحة لجميع المؤذنين على مستوى الوطن من الذين يتمتعون بأصوات جميلة وقوية مشيرا إلى أنه سيتم إشراك كل المختصين في المقامات والأصوات للمساهمة في اختيار أحسن صوت يرفع به آذان جامع الجزائر بعد تدشينه في أواخر وأشاد عيسى في هذا الإطار بكل الأصوات الجميلة للمؤذنين الجزائريين الذين يستلهمون لأداء الآذان كما قال من الموروث الثقافي الجزائري وذلك بتوظيفه وفق المرجعية الدينية الإسلامية المستلهمة من السنة النبوية الشريفة واعتبر الوزير هذا اللقاء فرصة من أجل تعزيز العمل لتغيير سلوك المجتمع من الحسن إلى الأحسن وتجميل صورة الإسلام في عيون من يراقبه ويتابعه إلى جانب استرجاع الجزائر لأصالتها و تتصالح مع ذاكرتها كما يعد هذا اليوم الدراسي مناسبة لتفعيل القرار الوزاري الأخير الذي صدر بالجريدة الرسمية من أجل تنظيم كيفية أداء الآذان وذلك بتحسين الألفاظ وفق المذهب السني و فرصة للتطرق إلى أهمية تحسين جمالية الآذان وفق أحكام الفقه الإسلامي و الترانين التي التزم بها المؤذن بلال رابح في عهد الرسول محمد ص وأجدادنا بعده يضيف الوزير مبرزا أهمية تنظيم صوت الآذان ليكون أداؤه في القرى مرتفعا حتى يصل إلى جميع السكان ووسط المدن وتفادي تداخل الأصوات والإزعاج وكذا عدم فهم ما يقال من هذه الأبواق ويتطلب تحقيق ذلك كما أوضح عيسى تنظيم أيام تربوية وبيداغوجية لفائدة المؤذنين مذكرا أنه تم يوم أمس السبت تنظيم مسابقتين وطنيتين لفائدة المؤذنين من الكبار والأطفال حيث تم اختيار أربعة مؤذنين من الفائزين في هذه المسابقة من ولايات البليدة والأغواط والمدية والوادي إلى جانب اختيار برعم من ولاية الجلفة وحضر اليوم الدراسي وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ومختصون وأئمة ومؤذنون من مختلف ربوع الوطن إلى جانب أئمة من الولايات المتحدة الأمريكية
أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى اليوم الأحد بالجزائر العاصمة عن تنظيم مسابقة وطنية لاختيار أحسن مؤذن لرفع الآذان بجامع الجزائر بصوت قوي وجميل يعكس الموروث الثقافي والحضاري والديني الجزائري و النابع من مرجعية السنة النبوية الشريفة
وازدحمت الحواجز العسكرية التي يقيمها جيش الاحتلال على مداخل القدس المحتلة بآلاف المواطنين القادمين من أنحاء الضفة الغربية منذ ليلة أول أمس فيما توجه الآلاف من أبناء فلسطينيي أيضا إلى القدس للصلاة في الأقصى المبارك ونشرت قوات الاحتلال الآلاف من عناصرها في أنحاء مدينة القدس وعلى مفارق الطرق وأغلقت منذ السادسة والنصف من صباح أمس جميع المحاور المؤدية إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى وتمكن عدد من الشبان الفلسطينيين من الضفة الغربية والممنوعين من دخول مدينة القدس ومن تقل أعمارهم عن عاما من القفز على الجدار العنصري الذي يفصل مدينة القدس عن الضفة للصلاة في المسجد الأقصى وذلك للجمعة الثالثة من شهر رمضان كما لجأ الشبان الممنوعون من دخول القدس المحتلة من جنود الاحتلال إلى البحث عن طرق ووسائل صعبة وشاقة ليتسنى لهم الصلاة في المسجد الأقصى رغم المخاطر المحدقة بهم من اعتقال أو جرح أو تكسير وشددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على الحواجز العسكرية الثابتة على مداخل القدس وحرمت الكثيرين من الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة وأراضي من أداء صلوات الجمعة والتراويح في المسجد الأقصى حيث تشترط سلطات الاحتلال على المصلين من الضفة الغربية الذين تقل أعمارهم عن عاما الحصول على تصريح دخول كما تمنع أهالي قطاع غزة من الوصول إلى مدينة القدس لأداء الصلاة في الأقصى يذكر أن أكثر من ألف فلسطيني أدوا صلاة الجمعة الثانية من رمضان في المسجد الأقصى المبارك على الرغم من محاولات سلطات الاحتلال منع الفلسطينيين من الوصول إلى القدس المحتلة
توافد عشرات آلاف من المواطنين من مختلف أنحاء فلسطين المحتلة إلى مدينة القدس المحتلة لأداء صلاة الجمعة الثالثة من رمضان
فما هو الكبر الذي من كان في قلبه مثقال ذرة منه لا يدخل الجنة قال بطر الحق أي دفعه وإنكاره ترفعا و غمط الناس أي احتقارهم وازدراؤهم وهذه الحقيقة التي جلاها رسول الله تبين لنا ما ابتلينا به وأننا لا نذعن للحق ولا نقبله بل نجادل بالباطل ونترفع عن قبول الحق ونصد عنه وهي ظاهرة خطيرة وهي أساس كل بلاء وقد قال الحق سبحانه الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه يقول ابن القيم رحمه الله إن من أعظم التواضع أن يتواضع العبد لصولة الحق فيتلقى سلطان الحق بالخضوع له والذل والانقياد والدخول تحت رقه بحيث يكون الحق متصرفا فيه تصرف المالك في مملوكه فبهذا يحصل للعبد خلق التواضع وهذا الفاروق رضي الله عنه يكتب لأبي موسى الأشعري ولا يمنعك قضاء قضيت به اليوم فراجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحق فإن الحق قديم ولا يبطل الحق شيء وإن مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل وتحدث البيان القرآني على لسان موسى عليه السلام وهو يعترف بخطئه لما ذكره به أعدى أعدائه فرعون قال فرعون لموسى ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين أي عندما قتلت القبطي فقال موسى فعلتها إذا وأنا من الضالين فاعترف أنه فعلها على جهل ليس كفرانا بنعمة فرعون وذلك قبل أن يوحى إليه ولذلك كان المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما يقوم الليل يفتتح صلاته بقوله اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم لقد كان من هدي الرعيل الأول التماس الحق والرجوع إليه عند الزلل قال عمر بن عبد العزيز لمولاه مزاحم إن الولاة جعلوا العيون على العوام وإني جاعلك عيني على نفسي فإن سمعت مني كلمة تربأ بها عني أو فعلا لا تحبه فعظني وانهني عنه وكلام الأئمة في هذا المجال يطول قال الشافعي رحمه الله كل مسألة تكلمت فيها بخلاف الكتاب والسنة فإني راجع عن كلامي في حياتي وبعد مماتي وقال البخاري رحمه الله بعد أن حفظت القرآن جعلت أختلف إلى الداخلي وغيره من المحدثين فقال يوما فيما كان يقرأ للناس سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم في أحد الأسانيد التي يحدث بها الشيخ في المجلس فقلت له إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم فانتهرني فقلت ارجع إلى الأصل فدخل فنظر فيه ثم خرج فأظهر صواب الغلام أمام الناس ورجع للحق قال عبد الله بن وهب المصري كنا عند مالك فسئل عن تخليل أصابع اليدين والرجلين في الوضوء فلم ير ذلك فتركت حتى خف المجلس فقلت يا إمام إن عندنا في ذلك سنة وذكرت حديث إذا توضأت خلل أصابع رجليك فرأيته بعد ذلك يأمر بتخليل الأصابع ويقول ما سمعت هذا الحديث قط إلا الآن فهكذا كانت سنة الأئمة وأهل العلم في قبول الخطأ عند التنبيه عليه يعترفون به ويرجعون إليه والأسباب في قبول الحق والإذعان له متعددة فمن ذلك تقوى الله تعالى فالمرء إذا كان ذا تقوى عرف الحق وانقاد إليه وأن يعرف الإنسان مقدار علمه وأنه عرضة للخطأ فكل بني آدم خطاء وأن يعلم الإنسان أن الرجوع إلى الحق فيه أجر وثواب لما حلف أبو بكر الصديق ألا ينفق على مسطح بن أثاثة عندما خاض مع الخائضين في عرض السيدة عائشة الطاهرة المطهرة أنزل الله تعالى ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ولا يأتل أي لا يمتنع وكان مسطح من قرابة الصديق فقال والله لا أنفق عليه بعد الذي صدر منه فلما نزلت الآية بكى وقال بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي ورجع إلى النفقة التي كان يؤديها وكفر عن يمينه إذا فثواب الرجوع إلى الحق هو الذي يدفع المؤمن إلى الرجوع وهي خصلة عظيمة هنيئا لمن رزقها بعض الناس يتوهم أن الرجوع إلى الحق ضعف وأن العودة عن قوله أو فعله الخاطئ اهتزاز في شخصه ويأتي إبليس ليلبس عليه وينفخ فيه فيقول له إذا تراجعت فأنت ضعيف الشخصية بينما الحقيقة بخلاف ذلك تماما فإن الإنسان ولو توهم أن تراجعه ضعف أمام الآخرين فإنه في الحقيقة رفعة في نظرهم ويكبر في أعينهم ولكن المسألة تحتاج إلى شيء من المجاهدة قال عبد الغني الأزدي لما رددت على أبي عبدالله الحاكم النيسابوري الأوهام التي في المدخل إلى الصحيح في كتابه بعث إلي يشكرني ويدعو لي فعلمت أنه رجل عاقل إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فقال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس هذا الرجل لما سمع أنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر خشي أن يكون التجمل بالمباحات من الكبر فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمر ليس كذلك وأن الله جميل في ذاته جميل في صفاته جميل في أفعاله
ففي رمضان كانت غزوة بدر بقيادة سيدنا الأمين صلى الله عليه وآله وسلم في رمضان كان فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة في رمضان كانت معركة القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص في رمضان فتحت بلاد الأندلس على يد طارق بن زياد في رمضان وقعت معركة حطين التي استرد فيها المسلمون بيت المقدس في رمضان انتصر المسلمون بقيادة سيف الدين قطز على التتار في معركة عين جالوت في رمضان فتحت القسطنطينية على يد محمد الفاتح ووقفتنا اليوم مع غزوة بدر غزوة بدر التي غيرت وجه الدنيا وكانت بحق فرقانا فرق الله به بين الحق والباطل وكان لها ما بعدها وهي أول معارك الإسلام الكبرى توجت بالنصر المبين والغزوة ليست للاعتداء والظلم كما تفعله الدول الباغية الظالمة بل وسيلة لدفع العدوان حيث يشير القرآن الكريم أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الحج وقعت غزوة بدر في السابع عشر من شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة النبوية فكانت موقعة فاصلة في تاريخ الإسلام والمسلمين بل في تاريخ البشرية كلها إلى يوم الدين إنها معركة الفرقان إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير الأنفال ولقد شكلت غزوة بدر محطة بارزة في رد العدوان إذ مكث النبي صلى الله عليه وسلم بضع عشرة سنة ينذر بالدعوة من غير قتال صابرا على شدة إيذاء العرب بمكة المكرمة واليهود بالمدينة المنورة فكان يأتيه أصحابه ما بين مضروب ومجروح يشكون إليه حالهم ويطلبون منه السماح لرد العدوان بالمثل فيقول لهم النبي صلى الله عليه وسلم اصبروا لأني لم أؤمر بالقتال حتى إن بعض أصحابه قتل من جراء العذاب منهم سمية أم عمار بن ياسر وزوجها ياسر عذبهما المغيرة على إسلامهما ليرجعا عنه وماتا تحت العذاب لقد أمن المسلمون بعد هذه الغزوة وخافهم كل أحد ممن حولهم كقبائل الأعراب المشركة التي كانت تحيط بالمدينة المنورة إذ كان هدف هذه القبائل هو الهجوم على المسلمين بغرض السلب والنهب فوقع في قلوبهم الرعب ووقع الرعب في قلوب اليهود الحاقدين المتربصين الذين هم داخل المدينة ووقع الرعب في قلوب المنافقين وعلى رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول وقع الرعب في قلوبهم وخاب ظنهم وضعفت شوكتهم حينما رأوا انتصار المسلمين وعزتهم بل أظهر بعض المنافقين إسلامهم خوفا من رسول الله وصحابته قال الله سبحانه وتعالى في وصف هذا النصر وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم آل عمران
المتأمل في التاريخ الإسلامي وما نقله أهل السير والمغازي ليلتمس جليا أن شهر رمضان المبارك هو شهر الانتصارات انتصارات غيرت مجرى التاريخ انتصارات أرست دعائم الأمن في الأمة الإسلامية ومن أبرزها غزوة بدر الكبرى
وقدم أحزاب البديل لأجل ألمانيا و الاتحاد المسيحي الديمقراطي و الاتحاد الاجتماعي المسيحي و الديمقراطي الاجتماعي و الديمقراطي الحر و الخضر و اليساري إلى البرلمان مشروع قرار مشتركا يدين العنف ضد الروهينغيا وصوت النواب الألمان في جلسة عقدت الجمعة الفائت لمصلحة مشروع القرار حسب وكالة الأناضول التركية ويدين القرار المذكور العنف ضد مسلمي أراكان ويطالب بإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان في ميانمار والسماح لمنظمات المساعدات الدولية بدخول البلاد دون قيود كما ينتقد القرار زعيمة ميانمار أونغ سان سو تشي الحائزة على جائزة نوبل للسلام بسبب عدم انتقادها بشكل واضح العنف الذي يمارسه جيش بلادها ضد مسلمي أراكان وطالب النواب المتحدثون باسم الأحزاب التي قدمت مشروع القرار خلال جلسة التصويت حكومة ميانمار بمنح المواطنة والحقوق السياسية لمسلمي أراكان وحسب بيانات الأمم المتحدة فر نحو ألف من الروهينغيا من ميانمار إلى بنغلاديش بعد حملة قمع بدأتها قوات الأمن في ولاية أراكان راخين في أوت وصفتها منظمة الأمم المتحدة والولايات المتحدة بأنها تمثل تطهيرا عرقيا وجراء تلك الهجمات قتل ما لا يقل عن آلاف شخص من الروهينغيا في الفترة ذاتها حسب منظمة أطباء بلا حدود الدولية وتعتبر حكومة ميانمار الروهينغيا مهاجرين غير شرعيين من الجارة بنغلاديش فيما تصنفهم الأمم المتحدة الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم
أدان البرلمان الألماني البوندستاغ العنف ضد أقلية الروهينغيا المسلمة في إقليم أراكان غربي ميانمار
وعبر إحصائيات طرحها عن عدد المسلمين في دول مثل الهند والصين وماليزيا وغيرها وعدد المساجد بها قدم الرماح خلال محاضرته مساجد ملهمة حول العالم بنادي المنطقة الشرقية الأدبي بالمملكة العربية السعودية الكثير من المعلومات التاريخية منها أن أضخم مسجد على مستوى العالم هو مسجد قل شريف في قازان عاصمة جمهورية تتارستان إحدى جمهوريات روسيا مشيرا إلى تاريخ المسجد وكيفية دخول الإسلام لجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق يذكر أن نفس الرقم قدرته شركة ديلويت للخدمات المهنية والاستشارية بالتعاون مع مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي في تقرير لهما نشر في نوفمبر وقد رجح التقرير آنذاك وصول المساجد إلى حوالي مليون بحلول عام
كشف أحد الخبراء المهتمين بشؤون المساجد أن عدد المساجد في العالم يبلغ مليون مسجد وأفاد المهندس أحمد الرماح بأن إندونيسيا هي الأكثر من حيث عدد المساجد إذ بها ألف مسجد ولديها أكبر مسجد في آسيا هو مسجد الاستقلال الذي استنسخته دول كثيرة
إن الشارع الحكيم يريد منا حينما نصوم ألا نبتغي من هدف إلا طلب الأجر والمثوبة من عند الله فالشوق إلى ممارسة هذه العبادة احتساب الأجر عند الله والفرح بالجزاء يوم لقائه سبحانه كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله عز وجل إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك فجميع أعمالنا لنا صلاتنا زكاتنا حجنا يكرمنا الله ثوابها حسب النية والاجتهاد إلا الصوم فلا يعطينا بما عملنا وإنما يعطينا جزاء من عنده من غير حساب لأن الصوم جزء من الصبر إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب هناك طائفة من الدهماء ساء فهمها للصوم نتيجة بعدها عن حقائق الدين وأسراره إذ لم يفهم الكثير من الدين إلا المعاني الظاهرة والصور الباهتة الميتة كما يفهم من الصلاة أنها قيام وقعود وركوع وسجود ولكن قلبه في واد والصلاة في واد آخر فهذا لم يعرف الصلاة حقيقة فتراه يصلي وهو يلعب بلحيته ويحك رأسه ويحرك ساعته وخاتمه سواء في صلاة الفرض أم النفل ففي التراويح ترى أكثر الناس لا يصدق أنه أكملها ولكنه يخرج بعد التراويح فيقضي الساعات وهو في الأسواق يدور بهدف ومن غير هدف ولا يشعر بتعب لكن ساعة في المسجد فيقضيها متأففا وكأنها دهر من الزمن ويخرج يغتاب الإمام قائلا أراد أن يكسر أرجلنا هذا منفر عن الدين أما في السوق فيسير كالعبد خلف زوجه وهي تقوده لاقتناء ما تشاء فينتقل من معرض إلى آخر إرضاء للمحروسة حتى لا يبيت مغضوبا عليه وفي الأخير تقول له ما وجدت شيئا يروق لي الليلة لكي تخرج الليلة المقبلة وأما ساعة من الزمن وراء الإمام في روضة من رياض الجنة يسمع كلام الله والملائكة معه والله يرضى عنه فلا يصبر لعدم فهم الحقيقة الشرعية للصلاة والصيام له معان عظيمة في الإسلام ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب فإن الامتناع عن الشهوة بشتى أنواعها فيمكن أن تتمثله حتى العجماوات أما المعاني الحقيقية للصوم فهي أبعد من ذلك فالصيام عمل قلبي سري لا يطلع عليه إلا الله وفيه ارتباط وثيق بقضية الإيمان بالله تعالى إذ بإمكان المكلف أن يظهر أنه صائم أمام الناس لكنه يفطر خفية فلا يعلم أنه صائم أو غير صائم إلا الله عز وجل وهذه المرتبة هي مرتبة الإحسان وهي أن نعبد الله كأنه يرانا فإن لم نكن نراه فإنه يرانا ومن حقائق وأسرار الصوم أنه يظهر فيه الانقياد والاستسلام إذ إنه لا يوجد تفسير عقلي لعملية الإمساك عن الطعام والشراب لماذا نمسك من الساعة كذا إلى الساعة كذا فمقتضى العبودية أن نسير وفق أوامر سيدنا ومولانا وخالقنا وبارينا فالاستسلام والخضوع والانقياد لله عز وجل يظهر بصورة جلية واضحة فيما يتعلق بتنفيذ الإنسان لأحكام الصيام ومن حقائق وأسرار الصوم تلك الرابطة الاجتماعية بين أفراد الأمة فالمجتمع إذا تعارف على أداء الطاعة وعلى ترك المعصية سهل على الناس كلهم أن يمارسوا تلك الطاعة ويتركوا المعصية وبالتالي لا يجدوا أي صعوبة في الصوم في رمضان فالمجتمع كله صائم لكن لو أن زيدا من الناس يعيش في بلد ما لا يقيم وزنا للصيام فإنه سيعاني معاناة شديدة فالمجتمع الذي لا يوجد فيه الخنا والفاحشة مثلا لا تكاد تجد شخصا يمارس الخنا والفاحشة والمجتمع الذي لا يوجد فيه خمر ولا ربا لا أحدا يفكر في الربا وأم الخبائث وأما إذا أبيح الربا فيصعب على الإنسان أن يتركه وهو يرى الناس يربون وإذا أبيحت الفاحشة ورأى الناس يرتكبونها فتصعب على الفرد المقاومة وإذا رأى الخمور تشرب كما تشرب العصائر في بعض البلدان فيمكن أن يقع في شرب الخمور فالصوم يظهر لنا منه الترابط الذي يجب أن يكون في المجتمع والتعاون والتكاتف على تنفيذ أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
أخرج الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه قال الإمام النووي رحمه الله معنى إيمانا تصديقا بأنه حق مقتصد فضيلته ومعنى احتسابا أن يريد الله تعالى وحده لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص
وأكدت الجالية المسلمة في بلجيكا أنه ينبغي عدم صعق الحيوان قبل ذبحه وهي ممارسة تتعارض مع القواعد القياسية لذبح الحيوانات داخل الاتحاد الأوروبي وقد أقيمت قبل سنوات مذابح مؤقتة في بلجيكا لمواكبة الطلب المتزايد خلال عيد الأضحى لكن في عام أحجم الوزير المسؤول عن إقليم فلاندرز عن الموافقة متذرعا بأسباب تتعلق بالرفق بالحيوان وتقدمت الجالية المسلمة بدعوى للمحكمة ضد القرار قائلة إنه يتعارض مع حقهم في الحرية الدينية لكن محكمة العدل الأوروبية رفضت حجتهم مشيرة إلى أن قانون الاتحاد الأوروبي يمنح المسلمين استثناء للقيام بعمليات الذبح الشعائرية وقالت المحكمة التي تتخذ من لوكسمبورغ مقرا لها في بيان إن عدم وجود قدرات ذبح في بلجيكا يرجع إلى مجموعة من الظروف المحلية التي لا تبطل قواعد الاتحاد الأوروبي تجدر الإشارة إلى أن فلاندرز وهو إقليم ناطق بالفلمنكية شمالي بلجيكا يعتزم فرض حظر شامل على الذبح الديني للحيوانات دون الصعق أولا الذي يمارسه اليهود أيضا
قضت أعلى محكمة في الاتحاد الأوروبي أول أمس بأن قوانين الاتحاد الأوروبي التي تقصر الذبح الإسلامي الشعائري كعيد الأضحى على المجازر المصرح لها لا تقيد حرية العقيدة
وأشار قورتبغر إلى أنه تم إبلاغ الشرطة بالحادثة وأن الأخيرة أجرت التحقيقات الميدانية اللازمة لكشف الجهة الضالعة في الاعتداء كما ذكر أن القنصل التركي في برلين مصطفى جليك جاء إلى المسجد لأخذ معلومات عن الحادثة وفي ذات السياق خرج الآلاف من أنصار حزب البديل لأجل ألمانيا اليميني المتطرف للتظاهر وسط العاصمة برلين أول أمس محذرين من أسلمة المجتمع ونظم الحزب مظاهراته في برلين تحت شعار مستقبل ألمانيا تعبيرا عن رفضه لما وصفه ب السياسات غير المسؤولة للحكومة في قضايا الهجرة ورفضه أسلمة المجتمع حسب موقع الحزب الإلكتروني
أقدم مجهولون فجر أول أمس على الاعتداء على مسجد في العاصمة الألمانية برلين قبل أن يلوذوا بالفرار من المكان في وقت خرج فيه الآلاف من أنصار حزب البديل لأجل ألمانيا اليميني المتطرف للتظاهر وسط العاصمة برلين محذرين من أسلمة المجتمع وقال كنعان قورتبغر رئيس جمعية مسجد يونس إمره التابع للشؤون الدينية للاتحاد التركي الإسلامي إن مجهولين قدموا فجر اليوم أول أمس نحو المسجد الكائن في حي ويدنغ وكتبوا على مدخل المسجد كلمة عفرين وعبارات تتضمن تهديدا وأضاف أن الاعتداء جرى أثناء أداء المصلين صلاة الفجر موضحا أن المصلين لم يتمكنوا من رؤية المعتدين بسبب هروبهم فور تنفيذ اعتدائهم معربا عن اعتقاده بأن يكون المعتدون من أنصار تنظيم ي ب ك ب ي د الإرهابي
شهر رمضان ليس شهر الصيام والقيام فحسب ولكنه كذلك شهر طلب المغفرة من الله عز وجل رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ ولم يغفر له فقد كثرت في هذا الشهر الكريم أسباب المغفرة كما قال عليه الصلاة والسلام من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وقال من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه والمغفرة هي ستر الذنوب مع محو عقوبتها أي أن الله عز وجل يستر على العبد فلا يفضحه في الدنيا ولا في عرصات القيامة ويمحو عنه عقوبة هذه الذنوب وقد أكثر الله عز وجل من ذكر الاستغفار في كتابه فتارة يمدح أهله كما قال في وصف المحسنين والمستغفرين بالأسحار وتارة يأمر به واستغفروا الله إن الله غفور رحيم وتارة يخبر عز وجل أنه يغفر لمن استغفره ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما وحكم الاستغفار كحكم الدعاء فهو سبب مقتض للإجابة إذا توفرت الشرائط وانتفت الموانع فكذلك الله عز وجل يغفر لمن استغفره إذا توفرت شرائط المغفرة وانتفت الموانع وأفضل الاستغفار ما بدئ بحمد الله عز وجل وتمجيده واعتراف العبد بذنوبه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أبوء بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فهذا كان سيد الاستغفار لأنه يشتمل على الاعتراف بنعم الله عز وجل على العبد وكذلك اعتراف العبد بذنوبه أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي أي وأعترف بذنبي وإن الدعاء مع الرجاء وكثرة الاستغفار من أعظم أسباب المغفرة فقد روى الترمذي في جامعه من حديث أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني لغفرت لك يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة فهذا الحديث يبين لنا أسباب المغفرة التي من بينها الدعاء مع الرجاء يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني وهو من أعظم أسباب المغفرة وأيضا كثرة الاستغفار وهو طلب المغفرة من الله عز وجل فينبغي للعبد أن يكثر من استغفار الله عز وجل يقول سيد الخلق إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة فهذا النبي صلى الله عليه وسلم المعصوم الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يستغفر الله عز وجل في اليوم مائة مرة وكان يقول توبوا إلى الله واستغفروه فوالله إني لأتوب إليه وأستغفره في اليوم أكثر من سبعين مرة والله ولي التوفيق إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
أخرج الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان فانسلخ قبل أن يغفر له ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن أكثر من روهنغيا من المعلمين والدعاة المسلمين قولهم إن المتعلمين والمثقفين في أراكان يخضعون لممارسات ممنهجة وواسعة النطاق من جانب السلطات ما بين اعتقال وتعذيب ضمن جهود السلطات لاقتلاع جذور مسلمي الروهينغيا من موطنهم في أراكان وأكد الوكالة أن الجنود يستهدفون المتعلمين بشكل خاص لأنهم هم أفضل من سيكون لديهم القدرة على نقل الصورة الأوضاع المحلية إلى الخارج ومنذ أوت الماضي أطلق جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة موجة جديدة من الجرائم ضد أقلية الروهينغيا المسلمة في إقليم أراكان وقد فر حسب معطيات الأمم المتحدة نحو ألف من مسلمي الروهينغيا من ميانمار إلى بنغلاديش منهم أطفال بعد حملة القمع التي وصفتها المنظمة الدولية والولايات المتحدة بأنها تطهير عرقي وجراء تلك الهجمات قتل ما لا يقل عن آلاف شخص من الروهينغيا حسب منظمة أطباء بلا حدود الدولية
أماط مسلمو الروهينغيا أول أمس اللثام عن مخطط لحكومة ميانمار يهدف إلى إبادة المتعلمين والمثقفين منهم في إقليم أراكان في محاولة للتعتيم على جرائمها وعدم تسليط الضوء عليها
تختلف نظرة القاصد للمساجد في التعامل مع هذه الظاهرة من شخص لآخر فالبعض يرى المنظر دون أن يبدي أي رد فعل فيما آخرون يبدون امتعاضهم واعتراضهم على ظاهرة يرونها غير حضارية وبين هذا وذاك نحاول طرح ظاهرة النوم في المساجد من وجهة النظر الشرعية والرسمية على الرغم من أن الشريعة الإسلامية تجيز النوم في المساجد بدليل ما ثبت في الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم سأل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأجابت السيدة فاطمة رضي الله عنها إنه في المسجد بسبب خلاف معها وعندما ذهب إليه رسول الله وجده نائما في المسجد وعليه تراب فقال له قم يا أبا تراب أي إنه صلى الله عليه وسلم لم ينكر عليه النوم في المسجد وأجاز ذلك وثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنت أنام في المسجد وأنا شاب عزب وثبت أن أصحاب الصفة كانوا ينامون في المسجد وأن العرنيين كانوا ينامون في المسجد وثبت أيضا في الصحيحين أن صفوان بن أمية نام فيه وأن المرأة صاحبة الوشاح كانت تنام فيه وجماعات آخرين من الصحابة وأن ثمامة بن أثال كان يبيت فيه قبل إسلامه وكل هذا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكد فضيلة الشيخ بن يونس آيت سالم نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أنه لا جدل في كون النوم في المساجد مباحا مستدلا بأقوال أئمة المذاهب الأربعة حيث قال الإمام مالك رضي الله عنه يرى أن لا بأس بذلك للغرباء ولا يرى ذلك للحاضر بينما الإمام الشافعي يرى الإباحة بلا كراهة في حين يبيح الإمام أحمد بن حنبل ذلك للمسافر أو ما يشبه المسافر وشدد الشيخ آيت سالم على عدم الاعتماد على آراء الفقهاء القدامى على أساس أن الأوضاع قد تغيرت لأن بعض المساجد تحولت إلى مراقد مشيرا إلى أنه لا أظن أن أحدا من الأئمة الكبار يرضى أن تصل المساجد إلى ما هي عليه الآن موضحا أن للمساجد قدسيتها وحرمتها ولها آدابها واعتبر نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن نوم واحد أو اثنان أو مريض أو مسافر بسبب التعب لا بأس به أما أن تتحول المساجد خاصة بعد الظهر إلى مراقد وتسمع أصوات الشخير وغيرها فهذا منظر غير لائق ببيوت الله تعالى وأشار المتحدث إلى أنه لا يناقش ما قاله علماء الإسلام قديما ولكن يضيف عندما تتحول إلى ظاهرة وترى يوميا حوالي شخص وتسمع أصوات الشخير فهذا أمر لا يليق ببيوت الله داعيا إلى ضبط الأمور وجعل حد لهذه الظاهرة وأكد مسؤول بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف رفض ذكر اسمه أنه لا توجد تعليمة لوقف ظاهرة النوم في المساجد كما لا يوجد قرار يلزم أئمة المساجد على طرد من يتخذ المساجد مراقد وأضاف أنه لا توجد أيضا تعليمة بغلق المساجد في شهر رمضان المبارك وأوضح المتحدث أن الإمام لا يستطيع أن يتقدم لشخص نائم في المسجد ويطلب منه النهوض أو الخروج من المسجد مبديا أسفه للوضع الذي وصل إليه حال الناس مع بيوت الله التي من المفروض أن تكون مكانا للعبادة والذكر وتلاوة القرآن الكريم
أضحت ظاهرة النوم في المساجد ملازمة لشهر رمضان الكريم شهر الصيام والقيام والذكر وقراءة القرآن فحول بعض الناس بيوت الله سبحانه وتعالى من مكانتها الأصلية وهي عبادته بمختلف الطاعات إلى مراقد للنوم في مختلف الأوقات حيث منهم من يغط في نوم عميق خاصة في الفترة الممتدة بين الظهيرة إلى غاية صلاة العصر
نوه الله سبحانه وتعالى بشأنها وأظهر عظمتها فقال جل وعلا وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر القدر فمن تقبل منها فيها صارت عبادته تلك تفضل عبادة ألف شهر وذلك ثلاثة وثمانون عاما وأربعة أشهر فهذا ثواب كبير وأجر عظيم على عمل يسير قليل يستحب إحياء ليلة القدر لأنها أفضل الليالي حتى ليلة الجمعة قال الله تعالى ليلة خير من ألف شهر القدر أي قيامها والعمل فيها خير من العمل في ألف شهر خالية منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة ولعل ما ورد في الأحاديث الصحاح من ذكرها وتلمسها في العشر الأواخر من رمضان لعله توجيه للأمة منه صلى الله عليه وسلم لإحياء هذه الليلة شكرا لله تعالى على ما هداهم بهذا القرآن الكريم في هذه الليلة المباركة ومن أراد أن يوافقها على التحقيق فعليه أن يتفرغ لعبادة الله في الشهر كله وهذا هو السر في عدم تعيينها ويستحب طلبها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في طلبها في العشر الأواخر وللعلماء آراء في تعيين هذه الليلة فمنهم من يرى أنها ليلة الخامس والعشرين ومنهم من قال إنها تنتقل في ليالي الوتر من العشر الأواخر وأكثرهم على أنها ليلة السابع والعشرين وروى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان متحريها فليتحرها في ليلة السابع والعشرين وروى مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي وصححه عن أبي بن كعب أنه قال والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان والله إني لأعلم أي ليلة هي هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة سبع وعشرين وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها لا شعاع لها وأما أمارتها ما رواه ابن خزيمة من حديث ابن عباس مرفوعا ليلة القدر طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة وجدير بالمسلمين أن لا يفوتهم وقتها ولا يحيونها وبما يناسب مكانتها الروحية فيمضون وقتها كله قياما بين يدي ربهم ضارعين مبتهلين مسبحين راكعين ساجدين لله شاكرين فليلة القدر وهي بفضلها وتكريم الله لها تدعو المسلمين عامة لإحيائها شكرا لنعمة الله عليهم واستجابة لدعوة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم
إن مما أنعم به الله عز وجل على هذه الأمة ليلة وصفها الله تعالى بأنها مباركة لكثرة خيرها وبركتها وفضلها إنها ليلة القدر عظيمة القدر ولها أعظم الشرف وأوفى الأجر أنزل فيها القرآن قال الله عز وجل إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر القدر وقال سبحانه وتعالى إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين الدخان وهذه الليلة هي في شهر رمضان المبارك ليست في غيره قال الله تعالى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن البقرة
تعد صلاة التراويح شعيرة من شعائر شهر رمضان لها جلالها في نفوس المسلمين ولها قدرها وفضلها عند رب العالمين روى الجماعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمر فيه بعزيمة فيقول من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ورووا إلا الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت صلى النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد فصلى بصلاته ناس كثيرون ثم صلى من القابلة فكثروا ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة فلم يخرج إليهم فلما أصبح قال قد رأيت صنيعكم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم وذلك في رمضان إن أول من صلى التراويح هو رسول الله صلى الله عليه وسلم كما دلت عليه الأحاديث السابقة ذكرها فصلى بهم ثلاث ليالي أو أربع ليال ثم لم يخرج بعد ذلك إليهم رحمة بهم وشفقة عليهم لأنه صلى الله عليه وسلم خشي أن تفرض عليهم ونسبت صلاة التراويح إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأنه جمع الناس على أبي بن كعب رضي الله عنه فكان يصليها بهم فقد روى البخاري عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة في رمضان فإذا الناس أوزاع أي يصلون فرادى وجماعات متفرقين يصلي الرجل لنفسه ويصلي بصلاته الرهط فقال عمر إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أي أفضل وأقرب إلى الخير ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب قال ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم فقال عمر نعمت البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله أخرجه البخاري وصلاة التراويح من النوافل المؤكدة كما دلت على ذلك الأحاديث الشريفة المتقدمة قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري لم يقع في هذه الرواية عدد الركعات التي كان يصلي بها أبي وقد اختلف في ذلك ففي الموطأ عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد أنها إحدى عشرة ورواه سعيد بن منصور من أوجه أخر وزاد فيه وكانوا يقرؤون بالمئين ويقومون على العصي من طول القيام ورواه محمد بن نصر من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن يوسف قال ثلاث عشرة وروى عبد الرزاق من وجه آخر عن محمد بن يوسف فقال إحدى وعشرين وروى مالك من طريق يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد عشرين ركعة وهذا محمول على غير الوتر وعن يزيد بن رومان قال كان الناس يقومون في زمان عمر بثلاث وعشرين وروى محمد بن نصر من طريق عطاء قال أدركتهم في رمضان يصلون عشرين ركعة وثلاث ركعات الوتر أما القراءة في التراويح فليس فيها شيء مسنون وورد عن السلف أنهم كانوا يقرؤون المائتين ويعتمدون على العصي من طول القيام ولا ينصرفون إلا قبيل بزوغ الفجر فيستعجلون الخدم بالطعام مخافة أن يطلع الفجر عليهم وكانوا يقومون بسورة البقرة في ثماني ركعات فإذا قرئ بها في اثنتي عشرة عد ذلك تخفيفا وإن قيام رمضان هو التعبد إلى الله عز وجل في لياليه سواء أكان أول الليلة أو آخرها وقيام آخرها بالصلاة والدعاء أفضل لأنه وقت التجليات والمنح والعطايا الإلهية وعلى المسلم أن يتعبد الله تعالى فيها ويحتسب أجره عند الله عز وجل فلا يقوم لأجل أن يقال عنه قائم وكلما كان مستترا بقيامه كان أفضل وأقرب إلى الله تعالى روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومعنى الحديث أن من أحيا ليالي رمضان بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن مؤمنا بالله محتسبا أجره وثوابه عنده غفر له ذنوبه الماضية ما كان منها من صغائر أما الكبائر فلا بد لها من توبة نصوح كما صرح بذلك كثير من الفقهاء
قيام رمضان أو صلاة التراويح سنة مؤكدة وتؤدى في ليالي شهر رمضان المعظم بعد صلاة العشاء وقبل صلاة الوتر فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وواظب عليها وحث الناس على أدائها وواظب عليها الصحابة والتابعون من بعده
وأوضح المركز الذي يقع مقره في العاصمة الإماراتية أبوظبي في بيان أن معظم دول العالم الإسلامي ستتحرى هلال شهر شوال عيد الفطر ه الخميس جوان وأضاف أنه في ذلك اليوم يمكن رؤية الهلال من جميع الدول الإسلامية بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوب في حالة صفاء الغلاف الجوي وبالتالي من المتوقع أن يكون يوم الجمعة جوان يوم الفطر السعيد في كل دول العالم وأشار المركز إلى أن رؤية الهلال ممكنة باستخدام التلسكوب فقط من شرق وجنوب شرق آسيا وأوروبا في حين أن رؤية الهلال ستكون صعبة بالعين المجردة من معظم الدول العربية
أعلن مركز الفلك الدولي اليوم الأربعاء أن من المتوقع أن يكون يوم الجمعة جوان أول أيام عيد الفطر المبارك في معظم دول العالم
وقد اختلف العلماء في المخاطب بهذه الآية فقال بعضهم المسلمون وعليه يكون معناها ليس البر كله في الصلاة ولكن البر ما في هذه الآية وقال بعضهم أهل الكتاب وعليه يكون معناها ليس البر صلاة اليهود إلى المغرب وصلاة النصارى إلى المشرق ولكن البر ما في هذه الآية ومهما يكن فقد رد الله جل جلاله في هذه الآية جهالاتهم مبينا أن البر ليس محصورا في شأن القبلة وما يماثلها من الشكليات والظواهر ولكن البر الذي ينبغي أن يعتنى بشأنه هو الإيمان بالله وما يجب له من الكمالات وما ينتج عنه من التزامات وما يزينه من أخلاق وفضائل فذكر سبحانه في هذه الآية قواعد الإيمان وبعض قواعد الإسلام وبعض أمهات الأخلاق ردا عليهم وتصحيحا لتصوراتهم الخاطئة فكانت هذه الآية العظيمة بهذا البيان الوافي من أوفى الآيات في بيان صفات المتقين قال الإمام ابن عجيبة رحمه الله اشتملت هذه الآية على كمالات الإنسان بأسرها لاشتمالها على ما يزين البواطن من الاعتقادات وما يزين الظواهر من المعاملات وما يزكي النفوس من الرذائل ويحليها بالمحاسن والكمالات ولذلك وصف المتصف بها بالصدق والتقى اللذين هما أساس الطريقة ومبنى أسرار التحقيق وهكذا تجمع آية واحدة بين أصول الاعتقاد وتكاليف النفس والمال وتجعلها كلا لا يتجزأ ووحدة لا تنفصم وتضع على هذا كله عنوانا واحدا هو البر إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
يقول الله جل شأنه ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيئين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون وهذه الآية العظيمة نزلت بعد اللغط الذي أثاره اليهود في المدينة المنورة مع تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام وكأنهم يعظمون حرمات الله وكأنهم يعظمون شأن القبلة وما فعلوا ذلك إلا لإثارة البلبلة والطعن في الدين الحق فهم أول من ضيع حرمة القبلة وهم أكثر الناس جرأة على حرمات الله وما كثرة جدالهم في شأن القبلة إلا من العناء الذي ليس تحته إلا الشقاق والخلاف
وصفت هذه الليلة بالمباركة في سورة الدخان بقوله تعالى إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين الدخان والمباركة أي كثيرة الخير لما ينزل فيها من الخير والبركة ويستجاب من الدعاء ولو لم يوجد فيها إلا إنزال القرآن وحده لكفى به بركة ومن أعظم الفرص في هذا الشهر الفضيل الحرص على ليالي العشر الأواخر من رمضان فإن لم يكن فعلى الأقل ليلة لأن ليلة القدر لن تتعدى إحدى هذه الليالي كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان فلو حرصت على هذه الليلة فلا تفوتك وذلك بالاستعداد لها بقيام كل ليالي العشر الأخيرة واستغلالها حيث تستعد لها منذ الفجر بأن تحرص على أداء أذكار الصباح بعد صلاة الفجر وعلى تفطير صائم إما بدعوته أو بإرسال إفطاره أو بدفع مال لتفطيره روي عن زيد بن خالد الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من فطر صائما كتب له مثل أجره لا ينقص من أجره شيء وتدعو عند غروب الشمس ادع الله تعالى أن يعينك ويوفقك لقيام ليلة القدر واحرص بعد غروب الشمس على القيام بالفرائض والسنن بأن تعجل بالفطور احتسابا ولا تنس الدعاء في هذه اللحظات ومن ضمنه اللهم أعني ووفقني لقيام ليلة القدر خاصة هذا الدعاء المأثور عن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ولا تنسى وأنت في طريقك إلى المسجد لأداء سنة التراويح أن يكون لسانك رطبا من ذكر الله تعالى وخاصة سيد الاستغفار اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال صلى الله عليه وسلم من قاله فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة وما بين تهليل وتسبيح وتحميد وتكبير وحوقلة لما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال استكثروا من الباقيات الصالحات قيل وما هن يا رسول الله قال التكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ثم الدعاء بخيري الدنيا والآخرة فإذا دخلت بيتك تلمس حاجة من هم في البيت سواء والداك أو زوجتك أو إخوانك أو أطفالك فقم بخدمة الجميع بانشراح الصدر واحتساب دون أن تنسى أداء حقوق الناس وخاصة أصحاب المظالم لما رواه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه ومن أعظم حقوق الناس الغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء والسب والشتم وشهادة الزور قال صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر إضافة إلى قيام الليل وليكن لك ساعة خلوة مع ربك ساعة السحر فتفكر في عظمة خالقك ونعمه التي لا تحصى عليك مهما كنت فيه من حال أو شدة فأنت أحسن حالا ممن هو أشد منك كما قال صلى الله عليه وسلم انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلا من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله
ليلة القدر ليلة عظيمة شريفة أنزل الله جل وعلا سورة كاملة تبين فضلها قال تعالى إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر القدر
وفي الانتخابات التشريعية التي جرت في مارس الماضي حصلت حركة خمس نجوم بزعامة لويجي دي مايو على من مقاعد مجلس النواب وعددها وعلى من مقاعد مجلس الشيوخ وعددها وتمكن يمين الوسط الذي يقوده حزب فورتسا إيتاليا بزعامة رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني من تحقيق نسبة في النواب و في الشيوخ وهو الائتلاف الذي يشارك فيه كل من حركة رابطة الشمال اليمينية المتطرفة وحزب إخوة إيطاليا اليميني المتطرف وأصبحت رابطة الشمال هي الحزب الأول في معسكر يمين الوسط في النواب وفي الشيوخ متفوقة على حزب برلسكوني نفسه الذي حصل على في النواب والشيوخ
شرعت الحكومة الإيطالية الجديدة برئاسة جوزيبه كونته في ممارسة سلطاتها الفعلية على أساس البرنامج الذي اتفق عليه بداية الشهر الماضي زعيما حركة خمس نجوم الشعبوية وحركة رابطة الشمال اليمينية وتتضمن وثيقة البرنامج تشددا أكبر في التعامل مع الوجود الإسلامي في البلاد حيث تذكر الوثيقة أنه وفي سبيل منع ما وصفته بعمليات التسلل الإرهابية المحتملة من الضروري اعتماد سجل لرجال الدين مع واجب أداء الخطب باللغة الإيطالية وتتبع تمويل بناء المساجد وأماكن العبادة حتى لو تم تسميتها بشكل مختلف وأضافت الوثيقة علاوة على ذلك يجب أن تتوفر الأدوات الكافية للسماح بالسيطرة الفورية على جميع الجمعيات الإسلامية وكذلك المساجد والمصليات الراديكالية وإغلاقها ولو كانت مقننة وتابعت وثيقة البرنامج من أجل ضمان عمل فعال وموحد في جميع أنحاء البلاد من الضروري اعتماد قانون إطاري محدد بشأن المساجد وأماكن العبادة
و تشارك أزيد من دولة من العالم الإسلامي والجاليات المسلمة بالدول الغربية في فعاليات هذه المسابقة التي تدوم من إلى جوان الجاري و تنظم بالموازاة مع هذه الجائزة المسابقة الوطنية التشجيعية الخاصة بصغار حفظة القرآن وهي موجهة للأطفال الذين لا يتعدى سنهم ال سنة وستختتم هذه المسابقة التي تنظم كل سنة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال الحفل التكريمي الذي سيقام ليلة من شهر رمضان المبارك بمناسبة إحياء ليلة القدر حيث سيتم توزيع الجوائز على الفائزين وللتذكير تم رصد جوائز مادية وتشجيعية معتبرة للفائزين الاوائل في هذه المسابقة الدولية التي سيتنافس فيها حفظة كتاب الله للذين تقل أعمارهم عن سنة كما تم رصد أيضا جوائز تشجيعية للفائزين في المسابقة الوطنية الخاصة بصغار حفظة القرآن الكريم لا تقل عن مبلغ ألف دج
تنطلق فعاليات مسابقة الطبعة ال لجائزة الجزائر الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره غدا الثلاثاء بقصر المعارض بالصنوبر البحري بالجزائر العاصمة حسب ما علم لدى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي تشرف على تنظيم هذه المسابقة الدولية
وقال عيسى في صفحته الخاصة عبر الفايسبوك أنه قد يبدأ هذه الأيام كما هي العادة التسابق المحموم من أجل إعطاء التاريخ المضبوط لعيد الفطر المبارك واستقطاب النجومية والتميز ولو على حساب الشرع الحكيم مشيرا إلى أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي تحترم حسابات الفلكيين ولا سيما تلك التي تصدر من مؤسسات رسمية أو أهلية تؤكد أنه لا يملك سلطة تحديد تاريخ عيد الفطر المبارك سوى اللجنة الوطنية للأهلة التي تعتمد في تحديد هذا التاريخ على معايير محددة وذكر الوزير هذه المعايير المتمثلة في شهادات رؤية الهلال في ربوع الوطن تقارير البعثات الدبلوماسية في العالم العربي والإسلامي الاستئناس بتقرير مركز الدراسات في علم الفلك والفيزياء الفلكية والفيزياء الأرضية والتداول بين أعضاء اللجنة تداولا علميا وشرعيا بدون إملاءات خارجية ولا حجر وأوضح عيسى أنه على خلاف الصلاة التي ربطتها الشريعة الإسلامية الغراء بدخول الوقت الشرعي الذي بينته آيات القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية الشريفة والتي يمكن ضبطها بالحسابات والتقاويم فإن الشريعة الإسلامية ربطت عبادة الصيام برؤية الهلال دون غيرها وإن اجتهد الفلكيون وضبطوا حساباتهم مستدلا في ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ولا تستقبلوا الشهر استقبالا
أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى اليوم الإثنين أن سلطة تحديد تاريخ عيد الفطر المبارك لا تملكها سوى اللجنة الوطنية للأهلة
للعشر الأواخر من رمضان عند رسول الله صلى الله علية وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم أهمية خاصة ولهم فيها هدى خاص فقد كانوا أشد ما يكونون حرصا فيها على الطاعة والعبادة والقيام والذكر ومن أهم الأعمال التي كان يحرص عليها الأولون وينبغي علينا الإقتداء بهم في ذلك إحياء الليل ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزر الاعتكاف روى البخاري أنه عليه الصلاة والسلام اعتكف في العام الذي قبض فيه عشرين يوما قال الإمام الزهري رحمة الله عجبا للمسلمين تركوا الاعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل تنويع العبادة ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد فيها أكثر مما يجتهد في غيرها وهذا شامل للاجتهاد في جميع أنواع العبادات من صلاة وقرآن وذكر وصدقة وغيرها ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحيي ليله بالقيام والقراءة والذكر بقلبه ولسانه وجوارحه لشرف هذه الليالي وطلبا لليلة القدر التي من قامها إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه إيقاظ الأهل كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يترك أحدا من أهله يستطيع القيام للعبادة والسهر للإحياء والقوة على ذلك إلا أيقظه ففي المسند عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم فإذا كان العشر شمر وشد المئزر فيسهر ليله ويطوي فراشه ويودع النوم وإن كان النوم في جميع ليالي عمره قليلا ويلزم من يطيق من أهله ذلك معه الإكثار من الدعاء لأنها ليالي بر وخير وإحسان قال النبي صلى الله عليه وسلم للصائم دعوة عند فطره لا ترد الابتعاد عن التنازع والخصام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت رواه البخاري كثرة تلاوة القرآن إن كنت تختمه كل أسبوع مرة في الأيام العشرين الأولى من رمضان فاختمه كل ثلاث ليال في العشر الأخيرة من رمضان وإن كنت تختمه كل ثلاثة أيام فاختمه في العشر الأخيرة في كل ليلة مرة الاغتسال ولبس الجديد من الثياب يروى عن السلف أنهم كانوا إذا دخلت الليالي العشر اغتسلوا في كل ليلة وخصوا الليالي الوترية بثياب جديدة وذكر ابن جرير رحمه الله أن كثيرا من السلف الصالح كانوا يغتسلون في كل ليلة من ليالي العشر كان يفعل ذلك أيوب السختياني وكان يفعله الإمام مالك فيما يرجح عنده أنه من ليالي القدر فيغتسل ويتطيب ويلبس حلة لا يلبسها إلى العام القادم من شهر رمضان وكان غيرهم يفعل مثل ذلك
ها قد شارف شهر رمضان المبارك على الرحيل ولم يبق إلا ثلثه الأخير وما تبقى من ليال أفضل مما مضى وفيه ليلة خير من ألف شهر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم رواه ابن ماجه عن أنس بن مالك ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله متفق عليه من حديث عائشة وفي رواية مسلم كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره
وليس للمحكمة أول محكمة دائمة لجرائم الحرب في العالم ولاية قضائية تلقائية للعمل في ميانمار لأنها ليست عضوا فيها لكن المدعية العامة للمحكمة طلبت في أفريل الماضي من المحكمة النظر في أزمة الروهينغيا وإجراء محاكمة محتملة من خلال بنغلاديش وهي عضو في المحكمة وروى لاجئون عن وقائع قتل واغتصاب وإحراق على نطاق واسع وشبهت بعض الدول الأوضاع هناك بالتطهير العرقي الذي حدث في حروب البلقان في التسعينيات وقالت مجموعة الروهينغيا في خطاب يطالب المحكمة بالتحرك نحن هويتنا هي الروهينغيا ونريد العدالة تعرضنا للاغتصاب والتعذيب والقتل وذيل الخطاب بتوقيعات وبصمات للضحايا وأغلبهم نساء أميات من مجتمعات ريفية وسلم نيابة عن من الضحايا إلى المحكمة الأربعاء الماضي لدعم طلب سابق من ممثلة الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية يذكر أن الأمم المتحدة ووكالات إغاثة قالوا إن ما يقرب من ألف من المسلمين الروهينغيا فروا منذ أوت من حملة أمنية للجيش في ميانمار ذات الأغلبية البوذية
قال مسؤول في المحكمة الجنائية الدولية الخميس الفائت إن مئات المسلمين الروهينغيا من ضحايا العنف في ميانمار ناشدوا قضاة المحكمة منح ممثلي الادعاء الولاية القضائية للتحقيق في عمليات ترحيل من ميانمار إلى بنغلاديش المجاورة
اعلم أيها الفاضل أنه ليس من رغب إلى الله كمن رغب عن الله وليس من بقي مع الله كمن بقي عن الله وليس من عمره كله رمضان كمن عمره كله للجشاء والطعام فمن الناس قوم قبل رمضان يأخذون بحظ أنفسهم من الشهوات والأكل ويقولون هي أيام توديع للأكل والطعام وربما لم يقتصر كثير منهم على اغتنام الشهوات المباحة بل يتعدى إلى المحرمات وذاك هو الخسران المبين أنشد لبعضهم إذا العشرون من شعبان ولت فواصل شرب ليلك بالنهار ولا تشرب بأقداح صغار فإن الوقت ضاق على الصغار وكان الأحرى به أن يقول إذا العشرون من شعبان ولت فواصل ذكر ليلك بالنهار فمن كانت هذه حاله فالبهائم أعقل منه ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون فهؤلاء السفهاء يستثقلون رمضان لاستثقالهم العبادات فيه من الصلاة والصيام فكثير من هؤلاء الجهال لا يصلي إلا في رمضان إذا صام وكثير منهم لا يجتنب كبائر الذنوب إلا في رمضان فيطول عليه ويشق على نفسه مفارقتها لمألوفها فهو يعد الليالي ليعود إلى المعصية وهؤلاء مصرون على ما فعلوا وهم يعلمون كما يقول قائلهم رمضان ولى هاتها يا ساقي مشتاقة تسعى إلى مشتاق إن من أراد الله به خيرا حبب إليه الإيمان وزينه في قلبه وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان فصار من الراشدين ومن أراد به شرا خلى بينه وبين نفسه فأتبعه الشيطان فحبب إليه الكفر والفسوق والعصيان فكان من الغاوين فالحذر الحذر من المعاصي فكم سلبت من نعم وكم جلبت من نقم وكم خربت من ديار وكم أخلت ديارا من أهلها فما بقي منهم ديار فلنغتنم إخواني أعمارنا ولنبادر بالصحة سقمنا ولنحفظ أمانة التكليف لمن أمننا فأين حالنا من قوم كان دهرهم كله رمضان ليلهم قيام ونهارهم صيام مما يروى أن بعضهم اشترى جارية فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبون له ويستعدون بالأطعمة وغيرها فسألت فقالوا نتهيأ لصيام رمضان فقالت وأنتم لا تصومون إلا رمضان لقد كنت عند قوم كل زمانهم رمضان ردوني عليهم وباع الحسن بن صالح جارية له فلما انتصف الليل قامت فنادتهم يا أهل الدار الصلاة الصلاة قالوا طلع الفجر قالت وأنتم لا تصلون إلا المكتوبة ثم جاءت الحسن فقالت بعتني إلى قوم لا يصلون إلا المكتوبة ردني ردني وقيل لبشر الحافي إن قوما يتعبدون ويجتهدون في رمضان فقط فقال بئس القوم لا يعرفون لله حقا إلا في رمضان إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها وقيل لأحد الصالحين أيهما أفضل رجب أو شعبان فقال كن ربانيا ولا تكن شعبانيا لقد كان عليه الصلاة والسلام يبشر أصحابه بقدوم رمضان كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشيطان يقول معلى بن الفضل كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم وقال يحيى بن أبي كثير كان من دعائهم اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلا اعلم أيها الفاضل أن الناصح لنفسه لا تخرج عنه مواسم الطاعات وأيام القربات عطلا لأن الأبرار ما نالوا البر إلا بالبر فضع نصب عينيك قول نبيك افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وقوله إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدا فمرحى بشهر طيب كريم مبارك شهر نزول القرآن شهر الشفاعة بالصيام والقرآن شهر التراويح والتهجد شهر التوبة وتكفير الذنوب شهر تصفيد الشياطين شهر غلق أبواب الجحيم شهر فتح أبواب الجنان شهر الجود والإحسان شهر العتق من النيران شهر ليلة القدر شهر الدعاء شهر الجهاد شهر مضاعفة الحسنات شهر الصبر والشكر فيا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
أخرج الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه يفتح فيه أبواب الجنة ويغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم قال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف إن هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان
وحول تعريف صلاة التراويح فهي جمع ترويحة وسميت بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمتين كما قال الحافظ ابن حجر وفي بعض البلدان الإسلامية هناك تقليد يتبع في استراحة ما بين ركعات القيام حيث يلقي الإمام موعظة وتذكرة على المصلين ليتفقهوا في أمور دينهم ولا يصح القيام بصلاة التراويح كونها نافلة في أي وقت أخر فهي نافلة خاصة بشهر رمضان
كثيرا ما يتكرر هذا السؤال لاسيما مع حلول شهر رمضان المبارك فصلاة التراويح أو صلاة القيام هي من العبادات الرمضانية التي يحرص المسلمون في مختلف أنحاء العالم على أدائها في كل ليلة من ليالي رمضان بعد صلاة العشاء ويستمر وقتها إلى ما قبل صلاة الفجر
وسيكون يوم غد الأربعاء هوالمكمل للثلاثين من شهر شعبان ويوم الخميس ماي هو غرة شهر رمضان المبارك حيث تعذر رؤية الهلال بكامل القطر الوطني وأعلنت السعودية والإمارات ومصر والبحرين والأردن والسودان والوقف السني في كل من لبنان والعراق الخميس أول أيام شهر رمضان المبارك وأعلنت المحكمة العليا السعودية تعذر رؤية هلال شهر رمضان ليوم الثلاثاء ليكون الأربعاء المكمل لشعبان و الخميس غرة شهر رمضان المبارك وفي الإمارات أعلنت اللجنة المكلفة بتحري هلال شهر رمضان المبارك أن الأربعاء هو المتمم لشهر شعبان لسنة هجرية وأن الخميس الموافق ماي هو أول أيام شهر رمضان المبارك وأعلنت هيئة الرؤية الشرعية في الكويت يوم الخميس أول أيام الشهر الفضيل بعد تعذر رؤية الهلال يوم الثلاثاء وفي مصر أعلنت دار الإفتاء المصرية أن غدا الأربعاء هو المتمم لشهر شعبان وأن أول أيام شهر رمضان المبارك هو يوم الخميس الموافق السابع عشر من مايو الجاري واعلنت تونس أ ن أول أيام شهر رمضان المبارك سيكون يوم الخميس لعدم تبوث رؤية الهلال تقبل الله صيام وقيام الجميع بمزيد من الأجر والثواب
أعلنت مساء اليوم الثلاثاء لجنة الأهلة التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن أول رمضان سيكون يوم الخميس لعدم ثبوت رؤية الهلال
وقالت المنظمة في بيان لها أول أمس إن وزراء الثقافة والإعلام في الدول الأعضاء سيبحثون خلال اجتماعهم بداكار في الدورة ال للجنة الدائمة للإعلام والشؤون الثقافية الكومياك المنبثقة عن المنظمة مشروع قرار بشأن إجراءات تنفيذ التقويم الهجري الموحد وأوضحت أن مشروع القرار ينطلق من مبدأ الحاجة الملحة إلى توحيد وتقييس التقويم الهجري بما يبرز وحدة المسلمين خلال الأعياد والمناسبات وأشارت إلى أن الجهات المعنية داخل المنظمة عقدت عدة اجتماعات في هذا الشأن خلصت إلى ضرورة الاعتماد على الرؤية والاستئناس بالحساب الفلكي واعتماد المراصد ومراعاة الحقائق العلمية والحسابات الفلكية الثابتة والدقيقة ولفتت المنظمة إلى أن المشروع يستند إلى عدة قرارات سابقة تدعم دار الإفتاء في تنفيذ مشروع تصنيع القمر الصناعي الإسلامي بالتعاون مع جامعة القاهرة ومركز الدراسات والاستشارات الفضائية في مصر
تبحث منظمة التعاون الإسلامي اليوم وغدا الثلاثاء في العاصمة السنغالية داكار مشروع قرار بشأن إجراءات تنفيذ التقويم الهجري الموحد
أعلنت العديد من الدول العربية و الإسلامية اليوم الثلاثاء أن أول يوم رمضان المبارك سيكون بعد غد الخميس المصادف ل ماي الجاري بينما تم الاعلان من جهة أخرى أن غدا الأربعاء سيكون أول أيام شهر رمضان في معظم دول أوروبا و اعلنت المملكة العربية السعودية و قطر و الاردن و العراق و البحرين و ماليزيا وإندونيسيا وأستراليا وسنغافورة وسلطنة بروناي وسلطنة عمان الى جانب كوريا الجنوبية و اليابان أن يوم غد الأربعاء هو المتمم لشهر شعبان وأن يوم الخميس ماي سيكون أول أيام شهر رمضان غير أن المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث أعلن في بيان له على موقعه الالكتروني أن غدا الأربعاء سيكون أول أيام رمضان في معظم دول أوروبا بناء على الحسابات الفلكية من جهة أخرى أعلنت العديد من المساجد و الجمعيات و الهيئات الممثلة للمسلمين بالولايات المتحدة بأن أول أيام رمضان في الولايات المتحدة سيكون غدا الأربعاء نفس الشيئ بالنسبة لسلطنة عمان ماليزيا اندونيسيا وأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان واعتمدت هذه الدول على الحسابات الفلكية وليس على رؤية الهلال في الإعلان عن بداية الشهر الكريم
في انتظار إعلان لجنة الأهلة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف سهرة اليوم أعلنت عدة دول إسلامية وغيرها أن أول أيام شهر الصيام لهذا العام سيكون يوم الخميس المقبل
لعل مما يحمل على حسن استقبال شهر رمضان ويعين النفس على الدخول فيه وهي مستعدة تمام الاستعداد لصيامه وقيامه التذكير بمزاياه وخصوصياته إن شهر رمضان من الأزمنة المصطفاة فهو شهر الصيام وشهر القرآن وهو شهر النفحات الربانية والأحاديث الواردة في هذا الباب كثيرة نكتفي منها بالحديث الذي رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة وإن الخصوصيات الرمضانية التي صرح بها هذا الحديث الشريف وغيرها كثير دالة على حب الله لعباده المؤمنين وترغيبه إياهم في سلوك طريق الجنة حتى يكونوا أهلا لكرامته سبحانه فيظفروا بالنعيم المقيم فكن يا أخي من السالكين وأذكر نفسي وإياك أخي المسلم بأن الصيام والقرآن يأتيان يوم القيامة شفيعين فيشفعان كما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي في سننه فالتأمل في هذا الحديث يعينك على حسن العبادة وإتقانها ويهون أمامك كل الصعاب والعوائق التي قد تقف في طريقك ولنجتهد جميعا من أجل أن نوفر لهذا الشهر الكريم أجواء القداسة التي يستحقها في بيوتنا وفي مساجدنا وفي مدارسنا وفي أسواقنا وفي إداراتنا وفي شوارعنا ويبقى الإنسان هو العنصر الأساس في تحقيق هذا المبتغى وعليه فلابد أن يوطن نفسه على أن يدخل رمضان بعزم أكيد وإرادة قوية يضعف معهما سلطان الشهوة والهوى والعادة من المعلوم أن شهر رمضان شهر الصيام والقيام قال عليه الصلاة والسلام من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه أخرجه البخاري في صحيحه فلابد أن يعلم المسلم أن الإمساك عن المفطرات حال الصيام ما هو إلا طريق إلى ترك جميع المعاصي والسيئات وتحصين الجوارح من كل المخالفات قال عليه الصلاة والسلام من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه فالعبادة كما تكون بالفعل قد تكون بالترك ومن العبادات التي ينبغي الحرص عليها والاجتهاد فيها الإنفاق في سبيل الله اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان أجود ما يكون في رمضان وبصورة عامة فإن الصوم مدرسة تربي النفس على حب الفضيلة وبغض الرذيلة وبالمجمل المفيد يمكن أن نقول إن الصورة الكاملة للصيام تلخصها الكلمات التالية فطم عن شهوات البطن والفرج واللسان والعين والأذن وكبح لهوى الطمع والجشع وردع لنزعة التعالي والكبر وهذا من أجل تطهير الإنسان تمهيدا لتطهير الحياة من الملاحظ أن كثيرا من الناس يصومون فإذا حل وقت الإفطار بالغوا في الأكل والشرب مبالغة تتجاوز الحدود ظنا منهم أن الإمساك بالنهار هو كل شيء في الصيام والحقيقة أنه وسيلة وليس غاية قال تعالى يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات البقرة عندما نقول هذا لا يعني أننا نمنع الناس من أن يتمتعوا بما أحل الله لهم من الطيبات فربنا سبحانه وتعالى يقول كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون البقرة ولكن إلى جانب هذا هم مدعوون إلى عدم الإسراف قال تعالى وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين الأعراف ولعل السبب في تعامل هذه الفئة من الناس مع شهر الصيام بهذه الصورة الناقصة يرجع إلى سوء الفهم للدين والوقوف عند الصور والأشكال وإلى غياب الأجواء القدسية التي تعين على الصيام الكامل وعدم الاهتمام بالجوانب التربوية للصيام لابد أن يعلم المسلم أن هذا الدين العظيم الذي ينتسب إليه يريد من الإنسان أن يكون في حركته الفردية غير مسيء إلى الحياة الاجتماعية ويدعو في الوقت نفسه إلى أن لا يلغى الفرد وحريته بدعوى أن مصلحة الجماعة مقدمة قال عليه الصلاة والسلام لا ضرر ولا ضرار وهذا الحديث الشريف قاعدة شرعية كبيرة في هذا الباب أخي التاجر عندما تحتكر أو تغلي الأسعار أو تغش فأنت إلى جانب كونك ترتكب المحظور وتفعل الحرام تسيء إلى أجواء الرحمة التي جعلها الله تعالى من مميزات هذا الشهر فهل يرضيك أن تكون كذلك وأذكر نفسي وإياك بقوله صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم رواه البخاري ومسلم وقوله عليه الصلاة والسلام لا تنزع الرحمة إلا من شقي رواه الترمذي وهو حديث حسن اللهم اجعلنا ممن يرحمون فيرحمون إن واجب العلماء وأئمة المساجد أن يعلموا ويربوا ويعظوا كما نصت على ذلك كثير من آيات الكتاب العزيز وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والأجواء التي يوفرها شهر رمضان تجعل هذه العملية أوكد وأنفع ولا شك أن الوعظ مطلوب فقد قال تعالى وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا وقدوة الوعاظ في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن ينبغي أن تستغل فرصة الأجواء الرمضانية ليضاف إلى الوعظ والإرشاد تنظيم دورات علمية يعلم الناس من خلالها أساسيات دين الإسلام وكذا محاضرات وندوات تعالج من خلالها قضايا تهم الوطن والأمة وتتناول مفاهيم تحتاج إلى ضبط وتصحيح وقدوتنا في هذا كله رسول الله صلى الله عليه وسلم فإلى جانب التربية والتعليم كان لا يترك الأحداث تصنع الفهوم والمواقف ثم إنه لم يكن يؤخر البيان عن وقت الحاجة ولعل من الموضوعات التي يحسن تناولها حقيقة الزهد حقيقة التوكل مفهوم البدعة المرجعية أسسها ومرتكزاتها الأمن والسلم وحدة الأمة سماحة الإسلام بين العزيمة والرخصة حقيقة العبادة وهذا على سبيل المثال وإلا فهناك مواضيع أخرى تمليها الظروف والأحوال
أكد فضيلة الشيخ بن يونس آيت سالم نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن واجب العلماء وأئمة المساجد هو التعليم والتربية والوعظ وشدد في حوار مع الخبر على حسن استقبال شهر رمضان والاستعداد لصيامه وقيامه داعيا التجار إلى تجنب الاحتكار والغلاء والغش على اعتبار أن هذه المحظورات تسيء إلى أجواء الرحمة في شهر الرحمة
وهذه بعض الآيات التي ورد فيها دعوة الرسل الكرام أقوامهم إلى تقوى الله تعالى وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين كذبت قوم نوح المرسلين إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون كذبت ثمود المرسلين إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون كذب أصحاب الأيكة المرسلين إذ قال لهم شعيب ألا تتقون وإن إلياس لمن المرسلين إذ قال لقومه ألا تتقون علق الإمام القرطبي رحمه الله على هذه الآيات الأخيرة بقوله وإنما كان جواب هؤلاء الرسل واحدا على صيغة واحدة لأنهم متفقون على الأمر بالتقوى والطاعة والإخلاص في العبادة وإن تكرار الأمر بالتقوى في دعوة الرسل أقوامهم ليدل على أنه أمر دائم مستمر ومستأنف مع كل بعثة نبوية ومع إرسال كل رسول لهداية الناس إلى الصراط المستقيم دفعا لليأس والقنوط أمام عناد الناس وجحودهم وتذكيرا لهم بسبيل قلاحهم في الدنيا ونجاتهم في الآخرة إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
إن كل من أرسله الله تعالى من رسول أو بعثه من نبي جاء يدعو قومه إلى توحيد الله تبارك وتعالى وعبادته وحده جل شأنه وكان عنوان ذلك وشعار دعوتهم المشترك دعوة أقوامهم إلى تقوى الله عز شأنه ذلك أن تقوى الله تعالى هي جماع كل خير وملاك كل بر وإذا حلت في قلب امرئ خضع بلا ريب لآيات الله البينات ولم يحتج معها إلى رقيب أو حسيب حتى يلتزم أمر الله وهديه قال الحق سبحانه ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون
اهتم ديننا الحنيف ببيان أضرار الغش والسلوكات المنحرفة التي تتبعه وحاربها وحذر من اتخاذها سبيلا ينال بها الإنسان حقا ليس له أو لإشاعة الفساد بين الناس وأكل أموالهم بالباطل قال النبي صلى الله عليه وسلم من غشنا فليس منا أي أن صفة الغش لا تكون في المسلم أبدا وما ذلك إلا لخطورة الغش وفداحة آثاره وتداعياته على مستوى الأفراد والمجتمعات ورغم أن الصيام لا يؤثر عليه الغش من حيث الصحة والبطلان لكنه قد ينقص أجر الصائم لذا فالواجب على من فعل ذلك أن يبادر إلى التوبة والحذر من الوقوع في ذلك المستقبل لاسيما أن الصيام حماية من الوقوع في المعاصي ويفترض أن تعم السلوكات السوية في شهر رمضان أكثر من أي فترة أخرى سواء أتعلق الأمر بامتحانات نهاية السنة أو البكالوريا أو بجانب المعاملات التجارية حيث تكثر السلوكات غير الأخلاقية في الأسواق من تطفيف الميزان والغش في البضاعة والاحتكار وغير ذلك وهناك ألوان كثيرة للغش محرمة في الإسلام ولعل أكثرها ما يرتبط بأعمال التجارة والبيع والشراء ففي حين أن العمل وطلب الرزق يعد من أهم الأشياء التي حث عليها ديننا الحنيف حيث قال الله تعالى أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وقوله عز وجل أيضا ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون وما دمنا في شهر الصيام فمن المفروض أن يليق بالمسلم أن يكون محافظا على صيامه لأن الإسلام لا يرضى لمجتمعاته أن يتعامل الناس فيها بالغش والمكر والخديعة والنوايا الخبيثة ولسان حالهم يقول غشهم قبل أن يغشوك واخدعهم قبل أن يخدعوك واكذب عليهم قبل أن يكذبوا عليك و لا تشذ وافعل كما يفعل جميع الناس إن هذه السلوكات الخطيرة وثقافة الغش والخديعة المنتشرة في أوساطنا حرمها الإسلام جملة وتفصيلا وحذر من مخاطرها على سلامة المجتمعات المسلمة وتهديد أركانها وقيمها كما أن الغش منذر بزوال الأمم والحضارات كونها لا تلتزم بالفطرة القائمة على الصدق والصراحة والنصيحة والطهارة سواء أكان ذلك بين المسلمين بعضهم بعضا أو بينهم وبين غيرهم من الأقوام الآخرين من غير المسلمين ولم يورد لنا التاريخ أن مجتمعا أو حضارة ظلت مستمرة في البقاء والعطاء وهي قائمة على الغش والخديعة والكذب لذلك فإن الابتعاد عن الغش في جميع معاملاتنا التجارية والاجتماعية والأخلاقية أسلوب حضاري ومدني مطلوب ونهانا عنه ديننا الحنيف لأن الإسلام هو دين المعاملة والصدق والأخلاق في التجارة والتعاملات اليومية خاصة إذا كنا صائمين أو غير صائمين أردنا حقا أن يكون شهر رمضان هو شهر المرحمة والتكافل والتعاون والنصيحة والمحبة إمام مسجد الهدى وادي سوف
حرم الإسلام الغش ونهى عنه في كل وقت وفي جميع الأحوال سواء أتعلق الأمر بالتجارة أو كان في العلم والمعاملات الاجتماعية وغير ذلك بنص سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام من غشنا فليس منا أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وأخرج عنه أيضا من غش فليس مني وفي شهر رمضان أكثر حرمة فهو شهر مراقبة الله تعالى وتقواه
وإن أفطر في يومين أو أيام عامدا فعليه لكل يوم كفارة ومن أفطر في رمضان ناسيا ثم أكل في يومه ذلك أو جامع متعمدا فإن كان متأولا فيقضي ولا كفارة عليه وإن كان قاصدا لهتك حرمة صومه جرأة وتهاونا فعليه الكفارة مع القضاء عند بعضهم وعند مالك لا يكفر لأن من أكل ناسيا فهو عنده مفطر يقضي ذلك اليوم فأي حرمة هتك وهو مفطر وعند غير مالك ليس بمفطر كل من أكل ناسيا لصومه ومن أفطر يوما من قضاء رمضان ناسيا لم يكن عليه شيء غير قضائه ويستحب أن يتمادى فيه للاختلاف ثم يقضيه ولو أفطره عامدا أثم ولم يكن عليه غير قضاء ذلك اليوم ولا يتمادى لأنه لا معنى لكفه كما يكف عنه الصائم هاهنا إذ هو غير صائم عند جماعة العلماء لإفطاره عامدا وأما الكفارة فلا خلاف عن مالك وأصحابه أنها لا تجب في ذلك قال مالك ليس على من أفطر يوما من قضاء رمضان بإصابة أهله أو غير ذلك كفارة وإنما عليه قضاء ذلك اليوم
ولا فرق بين المفطر عامدا بأكل أو شرب أو جماع في وجوب الكفارة التي ذكرنا مع القضاء ومن رفع نية الصوم في بعض النهار معتمدا فلا شيء عليه وصح صومه إلا إن أكل أو شرب عامدا ذاكرا لصومه فعليه القضاء والكفارة كما قلنا وكل من لزمته الكفارة فالقضاء عليه واجب لا تسقطه عنه الكفارة وسواء كانت عتقا أو إطعاما أو صيام شهرين
وإن من أعظم ما أوصى به الحق سبحانه عبيده أن يتقوه قال تعالى ولله ما في السماوات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا ولم يقل سبحانه شرعنا للذين أوتوا الكتاب من قبلكم أو فرضنا إنما قال ولقد وصينا وكلمة وصية تشعر المتلقي لها بحب الموصي له وحرصه على ما ينفعه والذين أوتوا الكتاب هنا المراد بهم اليهود والنصارى ومن قبلهم من الأمم التي جاءها المرسلون وأنزلت عليهم الكتب قال العلامة ابن عاشور رحمه الله وجعل الأمر بالتقوى وصية لأن الوصية قول فيه أمر بشيء نافع جامع لخير كثير فلذلك كان الشأن في الوصية إيجاز القول لأنها يقصد منها وعي السامع واستحضاره كلمة الوصية في سائر أحواله والتقوى تجمع الخيرات لأنها امتثال الأوامر واجتناب المناهي ولذلك قالوا ما تكرر لفظ في القرآن ما تكرر لفظ التقوى ومن تمام الوصية بالتقوى التنبيه على ما يلقاه من يضيع هذه الوصية ولذلك كان ختام الآية وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا بعد أن بدئت بتأكيد ملكية الله لكل شيء إشارة إلى أن إيمان المؤمنين وشرك المشركين ونفاق المنافقين وكفر الكافرين يرجع إليهم نفعه أو ضره خاصة ولا يزيد في ملك الله ولا ينقص منه شيئا فالله سبحانه في غنى عن خلقه لا تنفعه تقواهم ولا يضره كفرهم إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
معلوم أنه لا يوصي إلا حكيم فمقام الوصية مقام نظر وحكمة وتدبير لا يصلح له كل الناس والحكيم إذا أوصى يعمد إلى ما يراه أهم ما يجب الاهتمام به والاعتناء به فيجعله لب وصيته وجوهرها وبقدر علم الموصي وخبرته بالحياة وعلمه تكون قيمة وصيته ويثقل وزنها عند الناس فكيف إذا كان الموصي هو رب العالمين العليم الحكيم الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فليس كمثله شيء في علمه وحكمته وشؤونه كلها جل جلاله
ومن استقاء عامدا فعليه القضاء لا غير ومن ذرعه القيء فلا شيء عليه إذا لم يزدرد شيئا من ذلك إلى جوفه ومن ابتلع حصاة أو نواة عامدا فعليه القضاء لا غير وقال المتأخرون من المالكية إن القضاء في مزدرد الحصاة عامدا وفي المستقي عامدا استحبابا لأن الحصاة والقيء ليسا بطعام والصيام إنما هو المنع من الطعام والشراب والجماع وقال بعضهم عليه القضاء والكفارة لأنه مفطر عامدا والذي مضى عليه السلف الصالح وجمهور العلماء والخلفاء فيمن قاء عامدا أنه قد أفطر عامدا وعليه القضاء وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر وقال ابن عمر ومن استقاء وهو صائم فعليه القضاء ومن ذرعه القيء فلا شيء عليه وروى مثل ذلك من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن كانت عادته أن يصل الكحل إلى حلقه فلا يكتحل وتكره القبلة للصائم من أجل ما يخاف عليه من التطرف إلى الجماع والإنزال فإن قبل وسلم بلا لذة ولا قصد لزيارة أو وداع مثلا فلا شيء عليه ومن قبل وأمذى فعليه القضاء على وجه الاستحباب ومن وجب عليه صيام شهرين متتابعين لكفارة فطر رمضان أو كفارة ظهار أو قتل خطأ فأفطر فيها يوما استأنف الصيام من أوله وبطل ما صامه إلا أن تكون امرأة فتحيض أو تنفس فإن لها أن تبني إذا وصلت ذلك بطهرها لأن ذلك خارج عن إرادتها ويستأنف المريض صومه إذا أفطر في رمضان وزال عذره كمن أفطر ناسيا
كل ما وصل إلى الجوف من وجور دواء يصب في الفم أو سعوط دواء يصب في الأنف أفطره وعليه في ذلك كله القضاء فقط ولا شيء عليه في الحقنة لأن الفطر مما دخل من الفم ووصل إلى الحلق والجوف
وإن من أعظم أبواب الرحمة في شهر رمضان الصيام فصوم رمضان ركن من أركان الإسلام الخمسة فقد فرض الله صوم رمضان في كتابه العزيز فقال عز وجل شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه وبشر النبي صلى الله عليه وسلم الصائمين فقال يروي عن ربه عز وجل في الحديث القدسي قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه متفق عليه ولا شك أن شهر رمضان موسم رحمة يرحم الله به أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فمن رحمات الله تعالى بالناس في شهر رمضان أن تفضل سبحانه وتعالى علينا بأن من صام رمضان إيمانا به واحتسابا له غفر الله تعالى له ما تقدم من ذنوبه جميعا قال النبي صلى الله عليه وسلم من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه متفق عليه ومن صور الرحمة في شهر رمضان الصدقات فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جوادا كريما وكان أجود ما يكون في رمضان أي يزداد جودا إلى جود وكرما إلى كرم وعطاء إلى عطاء وسخاء إلى سخاء وكان صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخشى الفقر وإن من صور الرحمة في رمضان القيام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه متفق عليه فالقيام في رمضان من الشعائر العظيمة التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله ورغب فيها أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلته فينبغي الحرص عليها والاعتناء بها رغبة في الخير وطلبا للأجر فيصلي المرء مع الإمام حتى ينصرف ليحصل له أجر قيام ليلة ومن أبواب الرحمة في شهر رمضان القرآن الذي أنزل في شهر رمضان يقول الله سبحانه وتعالى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان وكذلك الدعاء قال الله تعالى وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فاستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون البقرة وأيضا الصبر لأن رمضان شهر الصبر وفيه يتربى المسلم على الصبر بتركه للطعام والشراب والشهوة الحلال نهارا ويتربى المسلم على الصبر في مجاهدته لنفسه في القيام في صلاتي التراويح والتهجد بل إن الصائم يسمو بنفسه وبصيامه ليصبر على من يخطئ عليه قال عليه الصلاة والسلام فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم
أكرم الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بشهر رمضان المبارك وخصه بفتح أبواب الرحمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين رواه مسلم
إن قراءة القرآن الكريم تجارة رابحة لن تبور وهذا في جميع الدهور وعلى مدى الأيام والشهور لكنها في رمضان خاصة لها وضع آخر فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتني بالقرآن في رمضان أكثر مما يعتني به في بقية شهور العام والسبب في ذلك أن ابتداء نزول القرآن كان في رمضان أي أن الليلة التي نزل فيها جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم كانت في شهر رمضان وإن أول آيات أنزلت من القرآن الكريم كانت في رمضان وعلى هذا حمل قوله تعالى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن أي ابتدأ إنزاله ومن أسباب عناية رسول الله بالقرآن في رمضان أنه فيه أنزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا وذلك أن الله سبحانه أنزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا في رمضان وفي ليلة القدر ثم كان ينزل على الرسول منجما بحسب الوقائع والأحوال والملابسات كما هو معروف في أسباب النزول ومن أسباب تضاعف اهتمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن في رمضان أيضا أن جبريل كان يأتيه في رمضان فيدارسه القرآن كل ليلة فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن وكان يلقاه في كل ليلة فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة وفي العام الذي توفي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم عارضه جبريل بالقرآن مرتين فقد خصص جبريل عليه السلام شهر رمضان من الحول لينزل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ليلة فيتدارس معه ما أنزل من القرآن كما أنه قد يكون من ضمن ذلك شرح معاني القرآن ومدارستها بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين جبريل ومن هذا أخذ أهل العلم مشروعية ختم القرآن في رمضان لأن جبريل مع النبي صلى الله عليه وسلم كانا ينهيان ما سبق نزوله من القرآن الكريم وفي آخر سنة تم ختم القرآن مرتين من خلال المعارضة والمدارسة بين جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم فهذا دليل على أنه يستحب للمسلم أن يقرأ القرآن الكريم في رمضان مرة أو أكثر بل إن استطاع في كل شهر مرة أو في كل أسبوع أو في كل ثلاث ليال فلا حرج ومن هنا كان السلف رضوان الله عليهم يخصصون جزءا كبيرا من رمضان لقراءة القرآن قال الزهري رحمه الله إذا دخل رمضان فإنما هو قراءة القرآن وإطعام الطعام وكان الإمام مالك رحمه الله إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث وأقبل على قراءة القرآن الكريم من المصحف والله ولي التوفيق إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
أخرج الشيخان في صحيحيهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في شهر رمضان إن جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ فيعرض عليه رسول الله القرآن فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة
والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم تمهيد للجو الذي يتلى فيه كتاب الله وتطهير له من الوسوسة واتجاه بالمشاعر إلى الله عز وجل خالصة لا يشغلها شاغل من عالم الرجس والشر الذي يمثله الشيطان فالذين يتوجهون إلى الله وحده ويخلصون قلوبهم لله لا يملك الشيطان أن يسيطر عليهم مهما وسوس لهم فإن صلتهم بالله تعصمهم أن ينساقوا معه وينقادوا إليه وقد يخطئون لكنهم لا يستسلمون فيطردون الشيطان عنهم ويتوبون إلى ربهم من قريب إنما سلطانه على الذين يتولونه أولئك الذين يجعلونه وليهم ويستسلمون له بشهواتهم ونزواتهم ومنهم من يشرك به هؤلاء يحبون الشيطان ولا يحبهم بل يخيفهم ويريهم سبل الهلاك والدمار ويحثهم على تخريب بيوت عقيدتهم بأيديهم وإرادتهم مع أنهم يحبونه ويبذلون في سبيل إرضائه كل غال ونفيس قال تعالى إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين آل عمران
الصوم مدرسة خلقية كبرى يتدرب فيها المؤمن على خصال كثيرة فهو جهاد للنفس ومقاومة للأهواء ونزغات الشيطان التي قد تلوح له وهو سر الاستعاذة بالله وجوهرها قال جل ذكره وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم فصلت وفي سورة النحل يخبرنا جل ذكره أن الشيطان مهما قوى كيده لا يؤثر على أهل الله الصادقين فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون النحل
وقال المتحدث باسم الأمين العام استيفان دوغريك في مؤتمر صحفي بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك إن المعلومات التي تلقاها المستشار الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية أداما ديينغ خلال زيارته بنغلاديش التي اختتمها أول أمس استغرقت أسبوعا تشير إلى أن القصد من الجناة هو تطهير أراكان من الروهنغيا والتي إذا ثبتت فإنها تشكل إبادة جماعية وأشار المتحدث إلى أن ديينغ اجتمع خلال زيارته مع السلطات البنغالية وممثلي المجتمع المدني وزار مخيمات اللاجئين في بازار كوكس وتابع يجب أن يحصل سكان الروهنغيا على الحماية والدعم كلاجئين أثناء وجودهم في بنغلاديش ويجب على المجتمع الدولي بذل المزيد لمساعدة بنغلاديش في تقديم الدعم للاجئين إن حل هذه المشكلة يكمن في سلطات ميانمار من خلال تهيئة الظروف لعودة الروهينغيا إلى ديارهم بأمان وفي السياق قال أداما ديينغ في بيان ما سمعته وشاهدته في بازار كوكس هو مأساة إنسانية تحمل بصمات حكومة ميانمار والمجتمع الدولي وأضاف كانت حملة الأرض المحروقة التي نفذتها قوات الأمن الميانمارية منذ أوت ضد الروهنغيا قابلة للتنبؤ ويمكن الوقاية منها وعلى الرغم من التحذيرات العديدة فقد دفن المجتمع الدولي رأسه في الرمال الأمر الذي كلف الروهينغيا في ميانمار حياتهم وكرامتهم ومنازلهم واستطرد المستشار الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية دعونا نكون واضحين ارتكبت جرائم دولية في ميانمار لقد قتل مسلمو الروهنغيا وتعرضوا للتعذيب والاغتصاب وأحرقوا أحياء فقط بسبب أنهم كذلك يقصد أنهم مسلمون كل المعلومات التي تلقيتها تشير إلى أن القصد من الجناة هو تطهير ولاية راخين الشمالية من وجودهم والتي إذا ثبتت ستشكل جريمة الإبادة الجماعية ولفت إلى أنه سواء اعتبرنا الجرائم المرتكبة جرائم ضد الإنسانية أو إبادة جماعية أم لا فإن ذلك لا ينبغي أن يؤخر عزمنا على التصرف على الفور نحن مدينون بذلك لأهل الروهينغيا
وصفت الأمم المتحدة أول أمس جرائم القتل والتعذيب والاغتصاب التي ارتكبتها السلطات في ميانمار بحق مسلمي الروهنغيا في إقليم أراكان غربي البلاد ب حملة الأرض المحروقة مشيرة إلى أنهم تعرضوا للقتل والتعذيب لأنهم مسلمون
وجعل الإسلام للابن حقوقا في عنق والديه مباشرة قال تعالى والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف البقرة قال صاحب المنار إن لبن المرضع يؤثر في جسم الطفل وفي أخلاقه وسجاياه ولذلك يختلط في انتقاء المراضع ويجتنب استرضاع المريضة والفاسدة الأخلاق والآداب وجعل حضانته في سنيه الأولى إلى من يقوم بحقوقه ويستطيع القيام بتربيته وتعليمه ولا يلتفت في هذا السن إلى اختيار الطفل إذا كان عند من هو أنفع له وأخير لأنه ضعيف الإدراك فيميل غالبا إلى اللعب والبطالة كما قال ابن القيم رحمه الله والله يقول في محكم تنزيله يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة التحريم والرسول صلى الله عليه وسلم يحث على هذه الوقاية الروحية بقوله مروهم بالصلاة لسبع اضربوهم على تركها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع
لقد جعل الإسلام للأبناء حقوقا على الآباء فأمر الزوج أن يتخير الزوجة الصالحة لما في ذلك من الأثر الطيب في تربية الأولاد قال تعالى ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه البقرة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في حديث أخرجه ابن عدي وابن عساكر تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن وفي حديث عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجوا في الحجز أي المنبت الصالح فإن العرق دساس أي أن للوراثة أصلا رواه ابن عدي
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلب الشيخ شاب على حب اثنتين طول الحياة وحب المال رواه مسلم لما كان الأمر كذلك وكان الحب يعمي صاحبه ويصمه وكانت عواطف الإنسان ذات تأثير كبير على قراراته واختياراته ومما لا ريب فيه أن من أشدها وأقواها عاطفة عشقه للمال وحبه التزيد منه تولى الله عز وجل قسمة الأموال التفصيلية في ثلاثة مواضع من المواضع التي يحرك الطمع فيها الناس وتدفعهم عاطفة حبهم للمال إلى الحرص على أكبر قدر منه دون مراعاة حق الغير ولا حدود الشرع وهذه المواضع الثلاثة هي قسمة الأنفال والغنائم حيث جاء فيها قول الله تعالى جلت قدرته يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين قسمة الزكاة حيث جاء فيها قول الله تعالى جلت صفاته إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم وقسمة المواريث حيث جاء فيها قول الله تعالى جلت حكمته يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث الآيات ومع ما ورد من التحذير من المال الحرام وآثاره كقوله صلى الله عليه وسلم إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت النار أولى به رواه أحمد وغيره وكقوله صلى الله عليه وسلم إن هذا المال خضرة حلوة من أصابه بحقه بورك له فيه ورب متخوض فيما شاءت نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم القيامة إلا النار رواه أحمد وغيره وغيرها من الأحاديث والنذر إلا أن الناس تساهلوا في شأن أكل الحرام والكسب الحرام والمال الحرام وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن حلال أم من حرام رواه البخاري وأحسب أن زمننا هذا من الأزمان التي يصدق عليها هذا الحديث الشريف كما هو مشاهد ومعيش ثم إن الكلام على المال الحرام وأضراره وصوره ونتائجه وآثاره طويل الذيول كثير الفروع والفصول وإنما أريد التنبيه إلى ظاهرة غريبة من بعض الناس الذين استمرأوا الحرام واعتادوا عليه وسولت لهم أنفسهم ما سولت فأفتوا لأنفسهم الفتاوى الجاهلة وغروا أنفسهم بالأماني الخادعة وحسبوا أنهم يخدعون الناس بل ويخدعون رب الناس ولا يخدعون إلا أنفسهم يخادعون الله وهو خادعهم يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون وهذا حال أولئك الذين يغتصبون المال وينهبونه ثم تراهم ربما تصدقوا بالقليل مما سرقوا وغصبوا أو ربما حجوا به أو اعتمروا وربما ساهموا في بناء مسجد أو ربما غصبوا ميراثا بالملايير وأعطوا أصحاب الحق في هذا الميراث بعض الدنانير ذرا للرماد في العيون أو ربما نهبوا المال العام ثم تبرعوا لدار الأيتام أو ربما أخذوا رشاوى كبيرة وأعانوا مريضا في عملية جراحية أو ربما جاءوا مفتيا ودلسوا عليه ولبسوا فأفتاهم بحسب قولهم بحل مالهم أو أو ويحسبون أنهم بذلك قد صفوا حسابهم مع الله عز وجل وطهروا ذلك السحت الخبيث وصارت أموالهم حلالا طيبا ولكن هيهات هيهات فما لم ترد الحقوق لأصحابها والأموال لأهلها فلسا فلسا ودورو ودورو فلا حلال ولا كرامة وهذا ما قرره النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله من جمع مالا حراما ثم تصدق به لم يكن له فيه أجر وكان إصره عليه رواه ابن حبان وفي قوله لا اكتسب عبد مالا حراما فتصدق به فيقبل منه ولا ينفقه فيبارك له فيه ولا يدعه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار إن الله تبارك وتعالى لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن إن الخبيث لا يمحو الخبيث رواه البزار إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
إن الإنسان مجبول على حب المال وآتى المال على حبه بل على شدة حب المال وإنه لحب الخير لشديد والخير هنا هو المال وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنان حب المال وطول العمر رواه البخاري
فالمسلم حتى يحظى بمنازل السالكين ومنارات المهتدين لا بد أن يجمع في دينه بين كمال التسليم والانقياد والتزام الإحسان في العمل فشأن المؤمن والمؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا ألا يكون لهما الخيرة من أمرهم ولا يمكن لهما الحيدة عما أمر الله به ورسوله ومن المعلوم أن كمال الإيمان لا يتحقق في العبد إلا إذا أعلن كمال الاستسلام لما جاء به الوحي قال سبحانه فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم وهذا لا يكفي ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما وعند ذلك يتم الإيمان ويكون العبد مسلما لله حقيقة وهذا بخلاف أهل النفاق فإن حالهم مع أوامر الله ووحي السماء الصدود والنكوص وقد نطق القرآن مجليا هذه الحقيقة في قوله سبحانه وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا لقد ضرب الرعيل الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الاستسلام للوحي والتسليم لأوامر الشريعة الغراء فقد كانوا يتقبلونها بكمال إذعان وانقياد دون اعتراض أو تلكؤ أو نكوص فمن ذلك اجتنابهم لشرب الخمر عندما نزل الوحي بذلك على الرغم من أنها كانت متفشية عند العرب ومنتشرة لكن لما نزل قول الله تعالى فهل أنتم منتهون قال الفاروق رضي الله عنه انتهينا انتهينا ولما نادى المنادي في المدينة ألا إن الخمر قد حرمت سارع الناس إلى دنان الخمر في بيوتهم فكسروها وأراقوا ما بقي منها حتى جرت في سكك المدينة وطرقاتها كل ذلك مسارعة منهم في الإذعان للوحي وترى مظهر الإذعان لرسالة السماء جليا عندهم في مسألة الحجاب وذلك لما نزلت آية الحجاب تخاطب المؤمنات وليضربن بخمرهن على جيوبهن فما كان من النساء إلا أن شققن مروطهن فاختمرن بها ولما أخبر بعض أصحاب رسول الله وهم يصلون تجاه بيت المقدس بتحول القبلة نحو الكعبة استداروا إلى الكعبة وهم في الصلاة سرعة في الاستجابة والامتثال ويبلغ بهم الانقياد مبلغه فيرى الهادي الأعظم خاتم ذهب في يد أحدهم فيقول يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده ففهم ذلك الصحابي الرسالة فخلع خاتمه وألقاه فقيل له خذ خاتمك فبعه وانتفع به فقال لا والله لا آخذه أبدا وقد طرحه رسول الله وفي بعض الأحيان تكون قضية ما عادة غلبت على بعضهم ولكن ما إن ينزل الأمر والنهي إلا ويبادرون بالالتزام فهذا جابر بن سليم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اعهد إلي فقال له لا تسبن أحدا قال فما سببت بعده حرا ولا عبدا ولا بعيرا ولا شاة في بعض الأحيان تتصادم حظوظ النفس مع أوامر الله ورسوله فلا يطلقوا العنان لحظوظهم بل يتغلبون على كل ذلك سعيا منهم في إرضاء الله ورسوله فهذا معقل بن يسار رضي الله عنه زوج أخته لرجل لكن هذا الرجل طلقها ثم ندم وجاء يخطبها مرة أخرى فقال معقل زوجتك وأكرمتك ثم طلقت أختي لا والله لا أرجعها إليك أبدا فلما نزل قوله تعالى وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف قال معقل سمعا لربي وطاعة وهكذا لم يكن الاقتناع العقلي شرطا عندهم للتنفيذ والإذعان بل ينفذ الواحد سواء اقتنع أو لم يقتنع فهم العلة أو لم يفهم يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهر خفيه ولم يقتصر الامتثال والإذعان على أصحاب رسول الله بل إن من جاءوا بعدهم ساروا سيرتهم ولم يكن عندهم تردد في التنفيذ حتى العامي منهم ورد في السير أن أبا إسحاق الحبال قال كنا يوما نقرأ على شيخ فقرأنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قتات وكان في المجلس رجل عامي يبيع القت علف الدواب فقام يبكي وقال أتوب إلى الله من بيع القت فقال له الشيخ ليس هذا القصد لكن القتات النمام الذي ينقل الحديث من شخص إلى آخر فسكن الرجل وطابت نفسه ترى إذا كان هذا الحال عند العامي فما بالك بالأخيار منهم والعلماء والعباد والزهاد ولذلك لا عجب أن يكون هؤلاء هم خير القرون ذكر الحميدي أنه كان عند الشافعي قال فأتاه رجل فسأله عن مسألة فقال الشافعي قضى فيها رسول الله كذا وكذا فقال رجل للشافعي وما تقول أنت فقال الشافعي سبحان الله أقول لك قضى فيها رسول الله كذا وأنت تقول لي ما رأيك إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
معنى الإسلام الاستسلام لله تعالى والانقياد له دون اعتراض فلا أحد أصوب طريقا ولا أهدى سبيلا ممن أسلم وجهه لله ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن
وقد أثبتت التجارب العلمية أن أي جهاز آخر غير جهاز الأسرة لا يعوض عنها ولا يقوم مقامها بل لا يخلو من أضرار مفسدة لتكوين الطفل وتربيته وخاصة نظام المحاضن الجماعية التي أرادت بعض المذاهب المصطنعة المتعسفة أن تستعيض بها عن نظام الأسرة في ثورتها الجامحة الشاردة المتعسفة ضد النظام الفطري الصالح القويم الذي جعله الله للإنسان أو التي اضطرت بعض الدول الأوروبية اضطرارا لإقامتها بسبب فقدان عدد كبير من الأطفال لأهليهم في الحرب الوحشية المتبربرة التي تخوضها الجاهلية الغربية المنطلقة من قيود التصور الديني والتي لا تفرق بين المسالمين والمحاربين في هذه الأيام أو التي اضطروا إليها بسبب النظام المشؤوم الذي يضطر الأمهات إلى العمل تحت تأثير التصورات الجاهلية الشائهة للنظام الاجتماعي والاقتصادي المناسب للإنسان
الأسرة هي المحضن الطبيعي الذي يتولى حماية الفراخ الناشئة ورعايتها وتنمية أجسادها وعقولها وأرواحها وفي ظله تلتقي مشاعر الحب والرحمة والتكامل وتنطبع بالطابع الذي يلازمها مدى الحياة وعلى هديه ونوره تتفتح للحياة وتفسر الحياة وتتعامل مع الحياة والطفل الإنساني هو أطول الأحياء طفولة تمتد طفولته أكثر من أي طفل آخر للأحياء الآخرين ذلك أن مرحلة الطفولة هي فترة إعداد وتهيؤ وتدريب للدور المطلوب من كل حي باقي حياته ولما كانت وظيفة الإنسان هي أكبر وظيفة ودوره في الأرض هو أضخم دور امتدت طفولته فترة أطول ليحسن إعداده وتدريبه للمستقبل ومن ثم كانت حاجته لملازمة أبويه أشد من حاجة أي طفل لحيوان آخر وكانت الأسرة المستقرة الهادئة ألزم للنظام الإنساني وألصق بفطرة الإنسان وتكوينه ودوره في هذه الحياة
ولكن رابطة الوالدين بالوليد على كل هذا الانعطاف وكل هذه الكرامة إنما تأتي في ترتيبها بعد وشيجة العقيدة التي تعلو على كل وشيجة فمهما بذل الوالدان من جهد ومن جهاد ومن مغالبة ومن إقناع ليغرياه بأن يشرك بالله ما يجهل ألوهيته فهو مأمور بعدم الطاعة من الله صاحب الحق الأول في الطاعة ولكن هذا الاختلاف في العقيدة لا يسقط حق الوالدين في المعاملة الطيبة والصحبة الكريمة وصاحبهما في الدنيا معروفا وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق والديوث الذي يقر الخبث في أهله رواه أحمد والنسائي والبزار وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا قلنا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكأ فجلس فقال ألا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت رواه البخاري ومسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رغم أنفه أي لصق بالتراب ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه قيل من يا رسول الله قال من أدرك والديه عند الكبر أو أحدهما ثم لم يدخل الجنة رواه مسلم
روى الحافظ أبو بكر البزار في مسنده بإسناده عن بريد عن أبيه أن رجلا كان في الطواف حاملا أمه يطوف بها فسأل النبي صلى الله عليه وسلم هل أديت حقها قال لا ولا بزفرة واحدة
من نصيب البلاد الإسلامية ومنها الجزائر وهذا عجب من العجب كيف للمسلمين الذين جاء دينهم حربا لا هوادة فيها على الفساد والمفسدين أن ينخرطوا في الفساد بهذا الشكل المريع وهم يقرؤون قول ربهم جل في علاه والله لا يحب الفساد البقرة والله لا يحب المفسدين المائدة ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين الأعراف إن الله لا يصلح عمل المفسدين يونس ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون الشعراء ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين القصص والآيات عامة تشمل كل فساد وفاسد مهما كان اختصاصه ومهما كان قدر وخطر فساده ولكن أين القرآن من واقعنا وهو حاضر أشبه بغائب ومع خطورة الفساد وآثاره المدمرة على الإنسان والعمران والعباد والبلاد والأحياء والجماد وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد إلا أن الأخطر منه فيما أحسب هو التطبيع مع الفساد وتقبل المفسدين بل تبجيلهم كما هو مشاهد معيش هذا الأخطر لأنه يتعلق بالجانب النفسي الشعوري وهو أكثر تأثيرا في حياة الناس وقراراتهم كما هو معلوم وهذا الجانب النفسي الشعوري هو الذي يصنع البيئة الملائمة لازدهار الفساد وشيوعه ويمكن للمفسدين ويقوي نفوذهم وقد نبهنا النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الظاهرة الخطيرة التي تفسر شيوع الفساد شيئا فشيئا حتى يصير بلية عامة ومصيبة طامة وكارثة غامة فعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون الآيات ثم قال كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا رواه أبو داود وغيره وفي رواية الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي فنهتهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسوهم في مجالسهم وواكلوهم وشاربوهم فضرب الله قلوب بعضهم على بعض ولعنهم على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون قال فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان متكئا فقال لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطرا فالحديثان الشريفان يقرران ظاهرة اجتماعية يمكن أن نسميها القابلية للفساد حيث يبدأ المجتمع وأفراده بالتطبيع مع الفاسد وتقبل المفسدين شيئا فشيئا حتى يصير الفساد أمرا طبيعيا عندهم والمفسد شخصا عاديا إن لم يكن شخصا شاطرا قافزا واتته فرصة فلم يضيعها وربما وجد من يغبطه على ذلك ويتمنى حاله وفعاله وقد يحسده البعض فيشتمه ويسبه لا بغضا في فساده ولكن حسدا له إذ لم يتيسر للشاتم أن يفعل مثله ويفسد مثله وليست هذه مبالغة بل هذا للأسف واقع عايناه وعايشناه وقد يعجب البعض حين أقول إن هذا التمني النفسي للفساد وهذه المنافسة الوجدانية للمفسدين هي فساد أيضا وإثم أيضا وتشجيع ودعم للفساد والمفسدين أيضا ولكن ليس هذا من عندي بل هو حكم إمام المصلحين صلى الله عليه وسلم فعن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل هذه الأمة مثل أربعة نفر رجل آتاه الله مالا وعلما فهو يعمل به في ماله ينفقه في حقه ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا فهو يقول لو كان لي مثل مال هذا عملت فيه مثل الذي يعمل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما في الأجر سواء ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يخبط فيه ينفقه في غير حقه ورجل لم يؤته الله مالا ولا علما فهو يقول لو كان لي مال مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما في الوزر سواء رواه أحمد وابن ماجه بسند حسن وقد تكون هذه الظاهرة هي ما يفسر وجود أشخاص يكونون في صف دعاة التغيير والإصلاح وربما يكونون متطرفين في نقد الفساد والمفسدين ولكنهم ما إن يتولوا منصبا عاما أو مسؤولية في تنظيم أو دولة حتى يتحولوا إلى مبدعين في الفساد والإفساد لذا فمن الواجب في حرب الفساد وأهله أن نبدأ من هنا من تطهير النفوس من أي استكانة إلى الفساد وأهله ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومن إقامة الحواجز النفسية التي ترهب الأجيال وتنفرهم من الفساد والمفسدين وحالهم المشين فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
لا ريب أن أخطر ما ابتليت به المجتمعات المعاصرة هو الفساد بكل صوره وأنواعه الفساد الاقتصادي والفساد المالي أساسا والفساد الاجتماعي والفساد الأخلاقي رأسا والفساد السياسي أسا والذي يحزن القلب ويدمع العين هو أن معدلات الفساد الأعلى في العالم
وألغت المحكمة الإدارية في مدينة ميونيخ الألمانية الأربعاء الفارط بذلك قرارا سابقا للمحكمة الإدارية في مدينة أوغسبورغ رأى في حظر ارتداء الحجاب خلال العمل داخل المحاكم تمييزا وكانت وزارة العدل المحلية بولاية بافاريا الألمانية حظرت في الماضي طالبات قانون ارتداء غطاء رأس لأسباب دينية خلال ممارسة أعمال سيادية وبررت الولاية هذا القرار بمبدأ الالتزام بالحيادية في المحاكم وبناء على هذا القرار لم يسمح لطالبة حقوق محجبة بالجلوس على منصة القضاء خلال تدريبها في محكمة ابتدائية بمدينة أوغسبورغ وتقدمت الطالبة بدعوى قضائية ضد هذا القرار أمام المحكمة الإدارية في أوغسبورغ وقضت المحكمة عام بأن هذا القرار ينطوي على تمييز
أيدت محكمة ألمانية السماح للمحاكم بحظر ارتداء الحجاب خلال العمل داخل أروقتها مبطلة قرارا سابقا للمحكمة الإدارية في مدينة أوغسبورغ مبررة قرارها بمبدأ الالتزام بالحيادية في المحاكم
وأوضح فركوس عبر في رد على الانتقادات والاتھامات التي طالته مؤخرا سؤال بشأن بعض الملبسین أنه قد يحصل مني الخطأ والنسيان ويعتريني السهو والغلط والتقصير ونحو ذلك من النقائص التي هي من طبيعة البشر فقدرتهم محدودة كما هو معلوم مهما علت وارتفعت ولا أدعي لنفسي العصمة من الأخطاء والنقائص فالكمال لله وحده والعصمة لمن عصمه الله ولذا أهيب بكل من وجد في مؤلفاتي أو تحقيقاتي أو مقالاتي وفتاواي ومسالك دعوتي خللا أو تقصيرا أن يبصرني به أو عيبا أو خطأ أو نقصا أن يرشدني إلى صوابه من غير تضخيم ولا تهويل فالمؤمنون نصحة و المؤمن مرآة المؤمن وأنا مستعد تمام الاستعداد في أن أتراجع فورا كما هي عادتي وأعود بكل إيمان وثقة واعتزاز عن كل خلل أو خطأ أو عيب أصاب الناصح في تقويمه عين الحق أو وافق الصواب وأنا له من المعترفين الشاكرين
قال شیخ السلفیة بالجزائر أبو عبد المعز محمد علي فركوس أنه لا يدعي لنفسه العصمة من الأخطاء مؤكدا استعداده للتراجع عن الخطأ
الخوف من الله طريق للأمن في الآخرة وسبب للسعادة في الدارين الخوف من الله دليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام وصفاء القلب وطهارة النفس الخوف من الله سوط الله يقوم به الشاردين عن بابه ويرد به الآبقين إلى رحابه الخوف من الله أصل كل خير في الدنيا والآخرة وكل قلب ليس فيه خوف من الله فهو قلب خرب الخوف من الله إذا سكن في القلب أحرق مواضع الشهوات من النفس وهذبها وأدبها الخوف من الله شجرة طيبة إذا نبت أصلها في القلب امتدت فروعها إلى الجوارح فأتت أكلها بإذن ربها وأثمرت عملا صالحا وسلوكا قويما فتخشع الجوارح وينكسر الفؤاد ويرق القلب وتزكو النفس وتجود العين والعبد كلما كان أقرب إلى ربه كان أشد له خشية وقد وصف الله الملائكة بقوله يخافون ربهم من فوقهم ووصف الأنبياء بقوله الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله الخوف من الله هو الذي عصم ابن ادم أن يقتل أخاه لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ومدح الله سبحانه الخائفين في كتابه فقال إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين أي فلا تخافوا أولياء الشيطان بل اجعلوا خوفكم مني وحدي إن كنتم مؤمنين حقا فالمقصود بهذه الجملة تشجيع المسلمين وتقويتهم وإلهاب شعورهم إذ الإيمان الحق يستلزم الخوف من الله دون سواه والمراد بالنهي عن الخوف النهي عن أسبابه التي من أهمها حب الدنيا وكراهية الموت أي خذوا بأسباب القوة التي من أهمها التمسك بتقوى الله فإن ذلك يزيل الخوف من قلوبكم عند الترمذي من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء سمع لها صوت وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله لوددت أني كنت شجرة تعضد وعند الترمذي أيضا من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين قطرة من دموع في خشية الله وقطرة دم تهراق في سبيل الله وأما الأثران فأثر في سبيل الله وأثر في فريضة من فرائض الله ربنا سبحانه يريد منا أن نعرفه ونخشاه ونخافه ولذلك نجد الكتاب الكريم مليئا بالآيات التي تصف لنا شدة عذاب الله وقوة بطشه وسرعة أخذه وأليم عقابه وما أعد من العذاب والنكال للكفار وذكر لنا النار وأحوالها وما فيها من الزقوم والضريع والحميم والسلاسل والأغلال وهذه المواعظ لا يتعظ بها إلا الخائفون من ربهم والمشفقين من عقابه قال تعالى وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون وقال لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون قال الحافظ ابن كثير يخوف الله عباده إنما يقص خبر هذا الكائن لا محالة ليخوف به عباده ولينزجروا عن المحارم والمآثم يا عباد فاتقون أي اخشوا بأسي وسطوتي وعذابي وبين سبحانه أن ما يرسله من الآيات لتصديق الأنبياء عليهم السلام كناقة صالح إنما يرسله من أجل التخويف وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا وكذلك الحال في الآيات الكونية كالخسوف والكسوف وغيرها هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته وهذه صور ونماذج عن الرعيل الأول في خوفهم من ربهم فهذا الصديق رضي الله عنه كان يقول يا ليتني لم أولد ليت أمي لم تلدني يا ليتني كنت نسيا منسيا وهذا سيدنا علي رضي الله عنه يخرج ذات يوم على أصحابه ويقول والله لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلم أر اليوم شيئا يشبههم لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا بين أعينهم أمثال ركب المعزة قد باتوا لله عز وجل سجدا وقياما يراوحون بين جباههم وأقدامهم تنهمر دموعهم على خدودهم فتبتل منها ثيابهم فما بال هؤلاء قد أصبحوا غافلين وكان تحت عيني عبد الله بن العباس رضي الله عنهما مثل الشراك البالي من كثرة الدموع وكان شداد بن أوس رضي الله عنه إذا أوى إلى فراشه لا يستطيع النوم ويقول اللهم إن جهنم لا تدعني أنام وأما سيد البكائين الحسن البصري فوصفوه فقالوا كان إذا تكلم فكأنه شاهد الآخرة ثم جاء من الآخرة يخبر الناس عنها وقالوا كان إذا جلس فكأنما هو أسير يستعد لضرب العنق وإذا بكى فكأن النار لم تخلق إلا له وكان يبكي ولما سئل عن سبب بكائه قال وما يؤمنني أن يكون الله قد اطلع علي في بعض ذنوبي فقال افعل ما شئت فلا غفرت لك إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
أخرج الإمام الترمذي في جامعه من حديث أمنا عائشة رضي الله عنها قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة قالت عائشة أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون قال لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات
وأخرج الإمام ابن ماجه في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره وولدا صالحا تركه ومصحفا ورثه أو مسجدا بناه أو بيتا لابن السبيل بناه أو نهرا أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته هكذا يبين لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن من أهم الصدقات الجارية علما علمه ونشره فالعلم يبقى أثره وتجري حسناته على صاحبه في حياته وبعد مماته سواء أكان علما دنيويا أو أخرويا فيدخل فيه علم الطب والهندسة والصناعات ونحو ذلك وإن كان أفضلها العلوم الشرعية مما يتعلق بالكتاب والسنة من علوم التفسير والحديث والفقه والتوحيد والأخلاق والمعاملات فتعليم الخلق من أعظم العبادات المتعدية النفع إن لم تكن أعظمها على الإطلاق وثواب من علم الناس الخير عظيم جدا وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم وولدا صالحا تركه كلمة الولد تشمل الذكر والأنثى فيدخل في ذلك الابن والبنت إن كانا صالحين فكل من أحسن تربية أولاده ورعايتهم يكتب الله له أجر كل الأعمال الصالحة التي يقوم بها أبناؤه وكل مكرمة يعلمها الأهل لأبنائهم تزيد من مقامهم ودرجتهم يوم القيامة حتى يبلغ المرء بذلك أعلى الدرجات وذلك مصداق قول المصطفى صلى الله عليه وسلم من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا وقوله ومصحفا ورثه يدخل في ذلك شراء المصاحف وتوزيعها وإهداؤها للمساجد أو للمكتبات أما قوله صلى الله عليه وسلم أو مسجدا بناه فبناء المساجد وعمارتها وإقامة شعائر الدين فيها من الحسنات والصدقات الجارية للمسلم في حياته وبعد مماته من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة لبيضها بنى الله له بيتا في الجنة ويدخل في ذلك من ساهم في شرائه أو بنائه أو عمل فيه بيده ونحو ذلك ثم ذكر رسول الله صورا أخرى للصدقات الجارية بقوله أو بيتا لابن السبيل بناه أو نهرا أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته فكل ذلك مما ينتفع به المؤمن اذا احتسب عند الله أجره وابتغى به وجهه الكريم ومن صور الحسنات الجارية إصلاح الطرق وإزالة الأذى عنها ومنها بناء المدارس لتعليم الناس شتى العلوم ومنها المساهمة في بناء المستشفيات لعلاج المرضى فكم من مريض أرهقه البحث عن العلاج أو عن دواء فلم يجده فالمساهمة في تخفيف الألم ورفع المعاناة من أفضل أبواب الصدقات الجارية ومنها وقف الأموال والعقارات على المحتاجين إليها ففي الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا وكان أحب أمواله إليه بيرحاء فلما نزل قوله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قام أبو طلحة إلى رسول الله فقال يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله ومن الحسنات الجارية منيحة الغنم أو البقر أو الإبل للفقراء ليستفيدوا من وبرها ولبنها أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة ومن الصدقات والحسنات الجارية حفر الآبار في المناطق التي يحتاجها الناس كالبوادي والقرى أو وضع برادات بالمساجد ليشرب منها المصلون أو توفير لوازم المساجد من المكيفات ومكبرات الصوت والساعات وغيرها ومن كنوز الصدقات والحسنات الجارية حفر القبور للموتى ودفنهم من غسل مسلما فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة ومن حفر له فأجنه دفنه أجري عليه كأجر مسكن أسكنه إياه إلى يوم القيامة ومن كفنه كساه الله يوم القيامة سندس وإستبرق الجنة نعم قد يعجز المرء عن المشاركة في أي من الصور التي سبقت فليصحح نيته فإنه ينال أجر من أنفق في سبيل الله فقد ورد عنه عليه الصلاة والسلام إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء فالحسنة الجارية قد تكون عملا يسيرا ومع ذلك فهي تجارة رابحة تنور قبر صاحبها ويجدها معروضة في عرصات يوم القيامة تثقل ميزانه والله ولي التوفيق إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
الحديث عن الحسنات أمر لا مفر منه يوم القيامة فهو المعيار الشرعي لترجيح كفة الميزان والنجاة من النيران والسعادة بدخول الجنان قال الحق سبحانه فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ما هيه نار حامية
وأوضح الفلكي المغربي في تدوينة على صفحته الخاصة بموقع فايسبوك بأن شهر شعبان سيدوم يوما فقط ليكون الأول من شهر رمضان المبارك يوم الخميس ماي وأضاف إن شهر رمضان المعظم بدوره لن يستكمل ثلاثين يوما بل فقط يوما ليحل بذلك عيد الفطر يوم الجمعة يونيو
توقع الباحث الفلكي المغربي هشام العيساوي أن لا يتمم شهر شعبان الجاري ثلاثين يوما وأن أول شهر رمضان المبارك سيوافق في السابع عشر من شهر ماي المقبل
أجمع العلماء والناس كلهم من المسلمين والكفار على ضرر المسكرات والمخدرات وأنها وبال على الأفراد والمجتمعات وتنادت لحربها جميع الدول وتعاهدت وأدرك الجميع مخاطرها حتى قال المنظرون إن خطر المخدرات وتأثيرها المدمر أشد فتكا من الحروب التي تأكل الأخضر واليابس وتدمر الحضارات وتقضي على القدرات وتعطل الطاقات وهذه الآفة لها خطورتها وآثارها السيئة على الفرد والمجتمع وهي مرض لابد من التصدي لعلاجه ومداواته بكل حزم وقوة قبل أن يستفحل ويأتي على الأخضر واليابس كما يتطلب الأمر تضافر جهود الجميع من مسؤولين ومواطنين وخاصة أولياء الأمور وإن تعاطي المواد المخدرة أيا كان نوعها أو وضعها الاجتماعي أو القانوني هي مواد ذات خطورة كبيرة وأضرارها المباشرة وغير المباشرة تشل المجتمع الإنساني وتضر بأخلاقه واستقراره وأمنه ومصادر عيشه والإدمان على المخدرات مرض بدني نفسي اجتماعي له عدة أسباب وبواعث من أهمها ضعف الإيمان وضعف الوازع الديني وانتشار وسائل الإلهاء والمغريات الكثيرة التي أبعدت الناس عن هدي الله وذكره وهونت عليهم ارتكاب أي محظور وأنتجت قلة الخوف من الله والفراغ القاتل والبطالة سوق رائجة للمخدرات والمسكرات سيما عند الشباب ومصاحبة أصدقاء السوء ورفاق الشر الذين يهونون من أمرها ويجرئون أصدقاءهم على المنكر ويدعم ذلك التوجه السلبي ورغبة بعض المراهقين في الشعور بالاستقلالية والتحرر من القيود الأسرية والتمرد على القيم ويأتي خطر رفاق السوء من أن تأثيرهم يتزايد في مرحلة يكون الشاب فيها قابلا للتأثر خاصة في مرحلة النماء المراهقة وفي حالات ضعف الترابط الأسري لهذا وجب الاعتناء بتحسين العلاقة بين الوالدين وأبنائهم وتوفير احتياجاتهم النفسية والعاطفية والروحية وكذلك المادية وعدم فتح المجال أمامهم للبحث عن التعويض خارج الأسرة والمخدرات والمسكرات محرمة في الشرع الحنيف لما فيها من الأضرار والمفاسد قال تعالى يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ولقد ورد النهي في السنة النبوية عن كل مسكر ومفتر قال الإمام الخطابي المفتر كل شراب يورث الفتور والخور في الأعضاء فالمخدرات بجميع أحوالها شددت الشريعة في الزجر عنها وتحريمها لما فيها من الأضرار والتدمير ولما فيها من الشر ولما تسبب لمتعاطيها من تحوله إلى إنسان شرير يتوقع منه الإفساد والجريمة ولا يرجى منه خير وقد نادى عقلاء العالم بإنقاذ المجتمعات من ويلات المخدرات لما شاهدوا من الكوارث وضرر المخدرات على متعاطيها وعلى المجتمع كثير لا يحصر فمن أضرارها على متعاطيها ذهاب عقله والعقل هو ميزة الإنسان عن البهائم ومن ذهب عقله أقدم على الجرائم وتخلى عن الفضائل كما أنها تبدل طبائع الإنسان ومسخه إلى شيطان من الشياطين وتخليه عن صفات الصالحين وفقدانه للأمانة وتفريطه فيما يجب حفظه ورعايته فلا يؤمن على مصلحة عامة ولا على أموال ولا على عمل ولا يؤمن حتى على محارمه وأسرته لأن المخدرات قد أفسدت عليه إنسانيته والعياذ بالله ومن أضرارها أن يكون متعاطيها عالة على المجتمع لا يقدم لمجتمعه خيرا ولا يفلح فيما يسند إليه بالإضافة إلى تدهور الصحة العامة والوقوع في أمراض مستعصية تسلم صاحبها إلى الموت وكذلك فقد الرجولة والميل إلى الفجور من الرجل أو المرأة وقصر العمر لما تسببه من تدمير لأجهزة البدن ولما يعتري صاحبها من الهموم والاكتئاب وأخيرا تفشي الجرائم المتنوعة فيه وانتشار الفواحش والمنكرات وضياع الأسر وانحراف الناشئة لأنهم بدون عائل يسلكون الغواية وإن تعاطي المخدرات والمسكرات يؤثر على الحياة الاجتماعية تأثيرا سلبيا فانشغال المتعاطي بالمخدر يؤدي إلى اضطرابات شديدة في العلاقات الأسرية والروابط الاجتماعية فكم مزقت المخدرات والمسكرات من صلات وعلاقات وفرقت من أخوة وصداقات وشتت أسرا وجماعات وأشعلت أحقادا وعداوات قال تعالى إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون وهي الطريق إلى الانتحار وسبب العقوق والحوادث المرورية وإهمال الزوجة والأولاد والوظيفة إن النهاية الحتمية لمتعاطي هذه المحرمات إما السجون وإما المستشفيات النفسية ناهيك عن تدمير الأسرة وطلاق الزوجة وضياع الأولاد والعزلة الاجتماعية وغيرها من النهايات الشقية لمن عصى ربه وأطاع شيطانه وتأثر برفقاء السوء وإن علاج هذه الآفة يكون أولا بالوقاية من الوقوع في حبائلها وذلك بتقوى الله عز وجل ومراقبته في السر والعلن والاحتماء بحضن الأسرة المسلمة ودفئها حيث الحب والحنان ونشر التوعية بخطورة المخدرات وأساليب ترويجها وتوعية أرباب الأسر بالاهتمام بأفرادها وأهمية ذلك لوقايتهم من هذا الشر المستطير وإنزال أقصى العقوبات بالتجار والمروجين وغلق كل المنافذ التي تسهل الوصول إلى هذه الآفة الخطيرة ولابد من استنفار قوى المجتمع كلها الأمنية والسياسية والدينية لأجل مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي أصبحت تتطلب جهدا وتعاونا لأجل التغلب على هذه الجريمة المنظمة وهذه الظاهرة الخطيرة وذلك من خلال الشروع بحملات توعوية لشبابنا وشاباتنا بمخاطر المخدرات وأضرارها الاقتصادية والاجتماعية والأسرية وحتى النفسية على الفرد نفسه وأصبح لزاما على كافة الوسائل الإعلامية وعلى خطباء المساجد والتربويين المساهمة بحملات تقود للتوعية الجماهيرية لأجل محاصرة ومواجهة المروجين والمتاجرين بأرواح المواطن الجزائري عبر الاتجار بالمخدرات كلية الدراسات الإسلامية قطر
يعود الحديث عن انتشار المخدرات ومتعاطيها والمتاجرين بها والمهربين لها في المجتمع الجزائري بشكل كبير ومخيف مما يتطلب منا الوقوف عند هذا الداء الخطير المنذر بالعذاب الوخيم في الدنيا والآخرة فالمخدرات بأنواعها شر مستطير فهي تفسد العقل وتدمر الجسد وتذهب المال وتقتل الغيرة وتدمر المجتمعات الآمنة
ونظمت الحملة للعام الرابع على التوالي منظمة الرؤية الوطنية للمجتمع الإسلامي وقامت في إطارها بنصب طاولات للتعريف بالإسلام في نقطة بأوروبا منها نقطة داخل ألمانيا وحدها بالإضافة لعدة نقاط في أستراليا وكندا أيضا وقال مسلم شكر مسؤول الشؤون الإدارية في مسجد كالك قبه بمدينة كولونيا غربي ألمانيا المشارك في الحملة نقدم الورود والشوكولاته لجيراننا الألمان ونجيب على تساؤلاتهم المتعلقة بالإسلام وفي النمسا قال أمين عام الاتحاد الإسلامي في فيينا المنسق للحملة في البلاد هارون إرجياس إن الهدف منها هو أن يتعرف المواطنون على الإسلام من المسلمين أنفسهم مباشرة وليس عبر وسيط كوسائل الإعلام وغيرها وأضاف أن الحملة تسعى أيضا لتبسيط المعلومات حول الإسلام وتحطيم الصور الذهنية المسبقة المعادية لديننا التي ينشرها اليمين المتطرف مشيرا إلى أن الحملة لاقت بشكل عام استجابة طيبة من المواطنين عدا ردود فعل سلبية من قلة قليلة بدوره قال رئيس الاتحاد الإسلامي في بلجيكا أكرم شكر إنهم يسعون لبناء جسور مع المواطنين والاقتراب منهم والتعرف إليهم وإزالة التحيزات المسبقة تجاه الإسلام التي تزايدت في الفترة الأخيرة
وزع شباب مسلمون في إطار حملة تفضل أنا مسلم ورودا وكتيبات تعريفية بالإسلام على أكثر من ألف شخص في أوروبا وأستراليا وكندا
نهى الدين الإسلامي أتباعه المؤمنين عن أكل الحرام سواء أكان أموالا وحقوقا للناس أو طعاما حرم الله تناوله وفي ذلك يقول الله تعالى ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون البقرة قال ابن عباس رضي الله عنهما هذا في الرجل يكون عليه مال وليس عليه فيه بينة فيجحد المال ويخاصمهم إلى الحكام وهو يعرف أن الحق عليه وقد علم أنه آثم آكل حرام ولقد تساهل كثير من الناس في أكل المال الحرام قال النبي صلى الله عليه وسلم ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن الحلال أم من الحرام رواه البخاري وتتعدد صور أكل الحرام والعياذ بالله ومن أعظمها وأشدها أكل أموال اليتامى ظلما وقد حرم الله ذلك أشد التحريم فقال سبحانه وتعالى وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا النساء ومما يشيب له الولدان الترهيب الشديد الذي أتى بعد ذلك لمن أكل مال اليتيم ظلما قال الله عز وجل إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا النساء ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على الخير لأمته ودرأ الشر عنها فقد حذر من أكل الحرام ومنه أكل مال اليتيم اجتنبوا السبع الموبقات وذكر منها أكل مال اليتيم رواه البخاري ومسلم ومن صور الحرام التي استهان كثير من الناس بها وتجرأوا عليها أكل الربا الذي حرمه الله ورسوله قال تعالى وأحل الله البيع وحرم الربا البقرة وقال ناهيا عن أكل الربا ومحذرا من عقوبته يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله البقرة وآكل الحرام يعرض نفسه للعقوبة في الدنيا ويوم القيامة ففي الدنيا قد تكون العقوبة خسارة في ماله أو محق إلهي للمال الذي اكتسبه ونزع البركة منه أو مصيبة في جسده قال تعالى يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم البقرة وأما في الآخرة فعن كعب بن عجرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا كعب لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به رواه الترمذي ومن عقوبة أكل المال الحرام أيضا حرمان إجابة الدعاء وقبول العبادة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم المؤمنون وقال يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم البقرة ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك رواه مسلم
أمر الله تعالى عباده بالحلال ونهاهم عن الحرام وحذرهم من الشيطان الذي يسعى جهده لجرهم إلى المكاسب الخبيثة ويزين لهم المتشابه ليجاوز بهم إلى الحرام قال تعالى يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين البقرة
ولما كانت وظيفة الإنسان هي أكبر وظيفة ودوره في الأرض هو أضخم دور امتدت طفولته فترة أطول ليحسن إعداده وتدريبه للمستقبل ومن ثم كانت حاجته لملازمة أبويه أشد من حاجة أي طفل لحيوان آخر وكانت الأسرة المستقرة الهادئة ألزم للنظام الإنساني وألصق بفطرة الإنسان وتكوينه ودوره في هذه الحياة وقد أثبتت التجارب العلمية أن أي جهاز آخر غير جهاز الأسرة لا يعوض عنها ولا يقوم مقامها بل لا يخلو من أضرار مفسدة لتكوين الطفل وتربيته وبخاصة نظام المحاضن الجماعية التي أرادت بعض المذاهب المصطنعة المتعسفة أن تستعيض بها عن نظام الأسرة في ثورتها الجامحة الشاردة المتعسفة ضد النظام الفطري الصالح القويم الذي جعله الله للإنسان أو التي اضطرت بعض الدول الأوروبية اضطرارا لإقامتها بسبب فقدان عدد كبير من الأطفال لأهليهم في الحرب الوحشية المتبربرة التي تخوضها الجاهلية الغربية المنطلقة من قيود التصور الديني والتي لا تفرق بين المسالمين والمحاربين في هذه الأيام أو التي اضطروا إليها بسبب النظام المشؤوم الذي يضطر الأمهات إلى العمل تحت تأثير التصورات الجاهلية الشائهة للنظام الاجتماعي والاقتصادي المناسب للإنسان
الأسرة هي المحضن الطبيعي الذي يتولى حماية الفراخ الناشئة ورعايتها وتنمية أجسادها وعقولها وأرواحها وفي ظله تلتقي مشاعر الحب والرحمة والتكامل وتنطبع بالطابع الذي يلازمها مدى الحياة وعلى هديه ونوره تتفتح للحياة وتفسر الحياة وتتعامل مع الحياة والطفل الإنساني هو أطول الأحياء طفولة تمتد طفولته أكثر من أي طفل آخر للأحياء الآخرين ذلك أن مرحلة الطفولة هي فترة إعداد وتهيؤ وتدريب للدور المطلوب من كل حي باقي حياته
ولا يمكن للجهلة أن ينشئوا حضارة ولا يمكن إصلاح الفساد وإقامة الانحراف وتقويم الميل وتصحيح الخطأ من غير علم ومن غير قراءة هذا لا شك ولا ريب فيه ولا امتراء وهذا حكم عام ينتظم أمم البشر كافة بيد أني أحسب أن هذا الحكم أصدق على الأمة الإسلامية أكثر لأنها أمة كان إعلان نشأتها الأولى اقرأ أول ما نشأت أمتنا نشأت بنزول هذه الآيات العظيمة الكريمة الآمرة بالقراءة والحاثة على العلم اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم والوحي الذي أنشأها سماه الله جل ثناؤه قرآنا من القراءة وكتابا من الكتابة وهما ركنا العلم وأساساه أو كما يقول إمامنا البشير الإبراهيمي عليه شآبيب الرحمة فتسميته له بالكتاب تنبيه لنا بما في الكتابة والخط من الفوائد لنكون أمة كاتبة فإن أول ميزان توزن به الأمة هو ما فيها من النسبة المئوية بين الذين يكتبون والذين لا يكتبون وتسميته بالقرآن تنبيه لنا بما في القراءة من فوائد بعد معرفة الكتابة لأنهما الأساسان اللذان تنبني عليهما أمور الدنيا والآخرة فالدنيا والآخرة تبنيان على الكتابة والقراءة أي العلم فعالي القدر في الدنيا من الأفراد والشعوب والأمم هو من أخذ الحظ الأوفر من العلم كما أن عالي القدر في الآخرة من المؤمنين هو من أخذ الحظ الأوفر من العلم يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات إن ما بلغته أمتنا قديما من حضارة عظيمة يجهل حقيقتها كثير من الناس وما بلغته كثير من الدول في حاضرنا من تطور انبهر به كثير من الناس إنما مبتدؤه ومنتهاه العلم وانتشار القراءة والشغف بالمطالعة وكثيرون يتحدثون بإعجاب عن نسبة المقروئية في الدول المتطورة وعن مطالعة الناس ومصاحبتهم للكتاب في وسائل النقل المختلفة وعن أساليبهم البديعة في نشر المطالعة في الفضاءات العامة المتعددة ومثل هذا وأعجب منه كان من حال آبائنا وأجدادنا كما هو محفوظ في كتب التراجم والتاريخ ذلك أن هذه هي أخلاق الإنسان المتحضر يشترك فيها كل من بلغ مبلغا في سلم الحضارة بل قد وجد في تاريخنا من ربما يوصف بالتطرف والشذوذ في شغفه بالمطالعة وقراءة الكتب فقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله وحدثني شيخنا يعني ابن تيمية قال ابتدأني مرض فقال لي الطبيب إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض فقلت له لا أصبر على ذلك وأنا أحاكمك إلى علمك أليست النفس إذا فرحت وسرت وقويت الطبيعة فدفعت المرض فقال بلى فقلت له فإن نفسي تسر بالعلم فتقوى به الطبيعة فأجد راحة فقال هذا خارج عن علاجنا وقال الإمام ابن عقيل الحنبلي رحمه الله أنا أقصر بغاية جهدي أوقات أكلي حتى أختار سف الكعك وتحسيه بالماء على الخبز لأجل ما بينهما من تفاوت المضغ توفرا على مطالعة أو تسطير فائدة لم أدركها فيه بل قال الإمام ابن القيم رحمه الله وهو يتكلم عن عشق العلم عن عبدالحليم بن تيمية والد شيخ الإسلام قال كان الجد الإمام أبو البركات مجد الدين بن تيمية إذا دخل الخلاء يقول لي اقرأ في هذا الكتاب وارفع صوتك حتى أسمع والإمام الفقيه القاضي الفيلسوف الطبيب أبو الوليد ابن رشد الحفيد المالكي رحمه الله حكي عنه أنه لم يدع النظر ولا القراءة مذ عقل إلا ليلة وفاة أبيه وليلة بنائه على أهله إلى غيرها من قصص وهي كثيرة وفيرة فالحضارة الإسلامية إنما قامت على عقول كبيرة وعلى علم واسع وعلى اجتهاد مبدع وعلى نفوس وثابة وهكذا كل حضارة وكل نهضة وكل إصلاح إنما تقوم على مثل هذا ولهذا أجدني أبتئس لما أرى حال الأمة الإسلامية عموما وحال الجزائر خصوصا وقد تقدم لقيادتها أناس طالت دعاويهم وضحلت علومهم وصغرت عقولهم وانعدمت مطالعاتهم في الجامعات والجوامع وفي الإعلام والصحافة وفي الأحزاب والسياسة وفي الإدارة والمؤسسات وأزداد يقينا بأن طريق الإصلاح ما زال طويلا وحدوث التغير المنشود ما زال بعيدا خاصة وعامة الناس وخاصة الشباب عاكفون على كرة أو طبل ومزمار قد طلقوا الكتب ثلاثا واتخذوها ظهريا ونفروا من العلم والتعلم نفورهم من الأسد الهائج بل للأسف أن هذا حال كثير من النخبة التي يفترض فيها أن تكون القاطرة التي تجر غيرها إلى الأمام وإلى الإصلاح فقد قال مالك بن نبي رحمه الله متحسرا على هذه النخبة فالنخبة عندنا لا تشعر بحاجة للمطالعة بعد تخرجها من الجامعة وعملها الفكري ينتهي لأسباب اجتماعية ونفسية موروثة عند تحصيل الشهادة أي عند النقطة التي تبتدئ منها النخبة في البلاد الأخرى العمل الفكري الجدي وويل لأمة لا تقرأ نخبتها وويل لأمة لا يقرأ أفرادها إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
لا يمكن لمحدودي العلم أن يبنوا أمة ولا يمكن لفارغي العقول أن ينهضوا بشعب ولا يمكن لأميين أن يعلوا دولة
ومن معالم تلك الوسطية ما ذكره الله تعالى في كتابه عند ذكر صفات الرحمن قال تعالى والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما قال الحافظ ابن كثير أي ليسوا بمبذرين في إنفاقهم فيصرفون فوق الحاجة ولا بخلاء على أهليهم فيقصرون في حقهم فلا يكفونهم بل عدلا خيارا وخير الأمور أوسطها إنه لا فضل لأمة أن تضع على موائدها ألوانا مختلفة من الأطعمة ولا أن تمتلك أصنافا من المراكب ولا أن تقتني ألوانا من الملابس إنما الفضل كل الفضل أن يكون لها رجال طاهرة قلوبهم سليمة أبدانهم مضاءة عزائمهم ولن تكون أمة قوية إلا حين يكون اقتصادها قويا ولن يكون اقتصادها قويا إلا حين توفر أكثر مما تصرف وتستهلك أما الإفراط في الاستهلاك فما هو إلا استسلام للشهوات وانقياد للأهواء والرغبات من غير مراعاة للمصالح ولا تقدير للعواقب فالإسراف طريق للفقر والإفلاس وقد نهى ربنا سبحانه عن التبذير في آيات كثيرة في كتابه من ذلك قوله تعالى يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين وقوله جل ذكره ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا وقوله سبحانه ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في الأمور كلها فنهى عن الإسراف في المآكل والمشارب والألبسة ونهى عن الإسراف في الصدقات فقال صلى الله عليه وسلم كما في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا من غير سرف ولا مخيلة كما نهى صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في الوضوء فعند النسائي أنه صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا ثم قال هكذا الوضوء فمن زاد عن هذا فقد أساء وتعدى وظلم ومن مظاهر التبذير الإسراف في المأكل والمشرب فالإنسان إذا أكثر من الطعام لم يستطع له هضما حيث يصاب بالتخمة وعسر الهضم وقد تصاب المعدة بالاتساع والتمدد نتيجة الإفراط في تناول الطعام فيفقد المرء شهيته وقد يصاب نتيجة لذلك بالإسهال أو الإمساك كما أن الإسراف في الطعام يؤدي إلى البدانة ومن ثم يتعرض الإنسان لأمراض القلب وارتفاع الضغط وأمراض الكلى والسكر فأنت ترى من الناس من يجتمع على مائدته من ألوان الطعام وصنوف الشراب ما يكفي الجماعة من الناس ومع ذلك لا يأكل إلا القليل من هذا وذاك ثم يلقي باقيه في الفضلات والنفايات فليت شعري أنسي هؤلاء المبذرون أم تناسوا إخوانا لهم يموتون جوعا لا يجدون ما يسدون به حرارة جوعهم ولظى عطشهم أنسي هؤلاء قول ربهم ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قال ابن القيم رحمه الله النعيم المسؤول عنه نوعان نوع أخذ من حله وصرف في حقه فيسأل عن شكره ونوع أخذ بغير حله وصرف في غير حقه فيسأل عن مستخرجه ومصرفه ومن مظاهر ومعالم التبذير في حياة الناس الإسراف في المراكب والمساكن فتجد من يتحمل الديون العظيمة ويرهق ذمته ليحصل على السيارة الفلانية أو المسكن الفاخر الفاره تكاثر وتفاخر سفه في العقل وقلة في التدين وأيضا سوء استخدام المرافق الحيوية للأمة من ماء وكهرباء وغاز فالماء الذي هو أرخص موجود وأعز مفقود يهدر بكميات هائلة أما الإسراف في الكهرباء فذاك أمر قل من ينجو منه فكم هم الذين يضعون في بيوتهم أو متاجرهم من الإضاءة أو التكييف ما يزيد على حاجة المكان وكم هم الذين لا يطفأ لهم نور في ليل أو نهار واعلم رعاك الله أن عاقبة كل مبذر وخيمة فهذا المعتمد بن عباد كان من ملوك الأندلس ويملك الأموال الطائلة والقصور العظيمة اشتهت زوجته وبناته يوما أن يتخوضن في الطين فأمر بالعنبر والعود فوضع في ساحة قصره ورش عليه ماء الورد وأنواع من الطيب وعجن حتى صار مثل الطين فتخوضت فيه أسرته المترفة وما ماتت تلك الأسرة المترفة حتى ذاقت طعم الفقر وألم الجوع فقد استولى يوسف بن تاشفين على مملكة ابن عباد وكان النسوة اللائي تخوضن في العود والعنبر لا يجدن ما يأكلن إلا من غزل الصوف بأيديهن الذي لا يسد إلا بعض جوعهن وهذا أبو عبد الله الزغل من آخر ملوك غرناطة باع أملاكه فيها بعد أن استولى عليها النصارى وحمل مالا قدر بخمسة ملايين من العملة المعروفة آنذاك ورحل إلى إفريقيا فقبض عليه وصودرت أمواله وسملت عيناه ورمي في السجن بسبب بيعه غرناطة للنصارى ولما خرج من السجن لم يجد من يطعمه ويؤويه فأخذ يتسول في الأسواق وقد علق على صدره جلد كتب عليه هذا سلطان الأندلس العاثر المجد إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
من إكرام الله لأمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم أن شرع لها دينا قيما وجعلها أمة وسطا بين الأمم وسطية في الأحكام وسطية في الشرائع وسطية في الآداب وسطية في الفضائل
جهد البلاء كل ما أصاب المرء من شدة مشقة وما لا طاقة له بحمله ولا يقدر على دفعه وقيل المراد بجهد البلاء قلة المال وكثرة العيال والحق أن ذلك فرد من أفراد جهد البلاء وقيل هو ما يختار الموت عليه ودرك الشقاء يكون في أمور الدنيا وفي أمور الآخرة وكذلك سوء القضاء عام في النفس والمال والأهل والولد والخاتمة والمعاد والمراد بالقضاء هنا المقضي لأن حكم الله كله حسن لا سوء فيه ذكر هذه المعاني الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري إننا نعيش في هذه الدنيا وقد ملأها قوم بالمعاصي وملأها آخرون بالخيرات والمنافع والمبرات فهذا يقوم على شؤون الدنيا فيحسن عمارتها وذاك يقوم بشؤون الآخرة فيحسن لقاء ربه والمؤمن بين الاثنين يعمل في الدنيا ويتحمل ما فيها ويعمل للآخرة فقد جمع بين خيري الدارين بأمر الله سبحانه وجهد البلاء سبقنا إليه غيرنا من الأمم فوقعوا فيه كما حدث لبني إسرائيل الذين ذكرهم الله تعالى في أكثر من آية مبينا أنواع البلاء الذي أذاقهم وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب فكان من أنواع ذلك البلاء يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم وعندما أمر المولى سبحانه خليله إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام قال سبحانه إن هذا لهو البلاء المبين وفي الغزوات والجهاد نوع من البلاء من الله عز وجل للمؤمنين وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا أي أن الله تعالى قادر على أن يرفع عن المؤمنين البلاء ويدفع عنهم الشقاء لكن هذا من أنواع الابتلاء فهو سبحانه قادر على نصر المؤمنين من الكافرين من دون مباشرة قتال وهو قادر سبحانه أن يهزم أعداءنا دون أن نقاتل ولكن الله أراد أن يمتحن المؤمنين ويوصلهم بالجهاد إلى أعلى الدرجات وأرفع المقامات فعلمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن نقول إذا داهمنا البلاء اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ونعوذ بك اللهم من درك الشقاء والدرك هو الإدراك أي اللحاق فكأنك أنت فار هارب عن الشقاء فيدركك ويلحق بك فتستعيذ بالله من إدراكه والمعنى أعوذ بك يا رب أن يدركني هلاك في الدنيا أو في الآخرة ومن درك الشقاء الذي أمرنا أن نستعيذ بالله أن يدركنا الشقاء ضد السعادة والسعادة سببها العمل الصالح والشقاء سببه العمل الطالح فإذا استعذت بالله من درك الشقاء فهذا يتضمن الدعاء بألا تعمل عمل الأشقياء ونعوذ بك اللهم من سوء القضاء قال الحق سبحانه ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون وسوء القضاء بمعنى المقضي أي الذي يكون نتيجة لهذا القضاء إذ حكم الله سبحانه من حيث هو حكمه كله حسن لا سوء فيه والمعنى اللهم إني أعوذ بك أن أقضي قضاء سيئا فإذا قضى الله أمرا قد يكون لبعض الناس خيرا وقد يكون لبعض الناس شرا فالقضاء كله من عند الله خير لكن على الناس قد يكون هذا وقد يكون ذاك ونعوذ بك اللهم من شماتة الأعداء فالإنسان إذا وقع عليه جهد البلاء أو درك الشقاء أو سوء القضاء شمت عادة به الناس في الجملة والأعداء بصفة خاصة قال مولانا سبحانه في شأن موسى عليه السلام قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين قال ابن القيم رحمه الله في الجواب الكافي مبينا أسباب البلاء والشقاء وشماتة الأعداء وسوء القضاء عازيا ذلك كله للذنوب قال رحمه فالذنب إما أن يميت القلب أو يمرضه مرضا مخوفا أو يضعف قوته ولا بد حتى ينتهي ضعفه إلى الأشياء الثمانية التي استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم وهي الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال وكل اثنين منها قرينان فالهم والحزن قرينان فإن المكروه الوارد على القلب إن كان من أمر مستقبل يتوقعه أحدث الهم وإن كان من أمر ماض قد وقع أحدث الحزن والعجز والكسل قرينان فإن تخلف العبد عن أسباب الخير والفلاح إن كان لعدم قدرته فهو العجز وإن كان لعدم إرادته فهو الكسل والجبن والبخل قرينان فإن عدم النفع منه إن كان ببدنه فهو الجبن وإن كان بماله فهو البخل وضلع الدين وقهر الرجال قرينان فإن استعلاء الغير عليه إن كان بحق فهو من ضلع الدين وإن كان بباطل فهو من قهر الرجال ويلخص رحمه الله هذا الأمر قائلا والمقصود أن الذنوب من أقوى الأسباب الجالبة لهذه الثمانية كما أنها من أقوى الأسباب الجالبة لجهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء ومن أقوى الأسباب الجالبة لزوال نعم الله وتحول عافيته إلى نقمته وتجلب جميع سخطه إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
يروي الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء
وذكرت وسائل إعلام هولندية أول أمس أن المرشحة المسلمة أوجباد كيلينكي المترشحة عن حزب العمال تعرضت الأسبوع الماضي خلال حملتها الانتخابية في مدينة إيمين إلى اعتداء لفظي عنصري مثل أيتها القردة السوداء و اخرجي وارحلي إلى إفريقيا وأشارت وسائل الإعلام إلى أن كيلينكي الصومالية الأصل لم تتحمل تلك العبارات العنصرية حيث اضطرت لإنهاء حملتها الانتخابية وأعربت كيلينكي عن أسفها لوجود مثل هكذا اعتداءات في المجتمع الهولندي حيث لاقت دعما كبيرا من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وأردفت أريد أن أخدم سكان مدينة إيمين إلا إنني تعرضت لإهانات وكأني لا أنتمي إلى هنا أنا كبرت وعشت هنا إيمين مدينتي أيضا
تعرضت مرشحة مسلمة محجبة في هولندا لاعتداء لفظي عنصري خلال حملتها الانتخابية المحلية بمدينة إيمين شمال شرقي البلاد
والبشارة إذا أطلقت فهي للبشارة بخير هذا هو الأصل ويجوز استعمالها مقيدة في الشر كقوله تعالى فبشرهم بعذاب أليم آل عمران وقد جاء في الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا حضره الموت بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه والآيات التي فيها التبشير أو البشارة بالعذاب الأليم للكفار كثيرة لكن استعمال البشارة في الخير هو الأصل وقد ورد في القرآن في مواضع كثيرة كقوله تعالى فبشرناه بغلام حليم الصافات وقال سبحانه فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب هود وبشرت مريم بكلمة من الله والبشارات التي ذكرت في القرآن كثيرة والتبشير بالخير والشيء الطيب السار والأمر المفرح من السنة وقد بشر الله عز وجل المؤمنين ببشارات كثيرة وكذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وأمته حيث بشرهم بأمور كثيرة فأما أعظم ما بشر به المؤمن فهو البشارة بما أعد الله له قال الله تعالى وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون البقرة والنبي صلى الله عليه وسلم كان يبشر بالأمور الدينية كثيرا ولم يكن يبشر بمن جاءه ولد أو مال أو هدايا أو نحو ذلك بل كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبشر بالأمور الدينية ومن البشائر الدينية التي بشر بها المسلم أنه إذا عمل عملا صالحا ثم تكلم الناس عن هذا العمل وتحدثوا به ونشروه وحمدوه عليه فهي بشرى له ما دام لا يقصد إلا وجه الله فهذا الحمد لا ينقص من أجره فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي ذر قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت الرجل يعمل العمل بالخير ويحمده الناس عليه قال تلك عاجل بشرى المؤمن والبشرى تكون في أمور كثيرة ولو كان الناس يرون فيها السوء والحزن فقد عاد النبي صلى الله عليه وسلم أم العلاء في مرضها فقال أبشري يا أم العلاء فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الذهب والفضة رواه أبو داود ومن الناس الذين يبشرون بالأجر أهل المصائب مثل من مات له ولد فعن أبي سنان قال دفنت ابني سنانا وأبو طلحة الخولاني جالس على شفير القبر فلما أردت الخروج أخذ بيدي فقال ألا أبشرك يا أبا سنان قلت بلى قال عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول الله ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد ومن المواطن التي يبشر فيها الشخص عند نزول الموت به فإذا كان من أهل الصلاح والخير فإنه ينبغي أن يبشر بثواب الله حتى يموت وهو يحسن الظن بربه فإنه لما طعن عمر رضي الله عنه دخل عليه شاب من الأنصار فقال أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله كان لك من القدم في الإسلام ما قد علمت ثم استخلفت فعدلت ثم الشهادة بعد هذا كله ومن الناس الذين يبشرون أيضا طلاب العلم خصوصا مع ما يلقونه من صعاب وأتعاب ونقص ذات اليد فهم وإن كان من يراهم يحزن لحالهم ويشفق على ما آل إليه حال العلم وأهله فهؤلاء ينبغي تبشيرهم ورفع معنوياتهم فهم الذين يستغفر لهم الحيتان في البحر ولكن الناس لا يعلمون فعن عاصم بن زر بن حبيش قال غدوت على صفوان بن عسال المرادي وأنا أريد أن أسأله فقال ما جاء بك قلت ابتغاء العلم قال ألا أبشرك قلت بلى قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع إمام مسجد الرحمان براقي
يعرف العلماء البشارة بكسر الباء بأنها ما يبشر به الإنسان غيره من أمر أما البشارة بضم الباء فهي ما يعطاه المبشر بالأمر أي إذا بشرك إنسان فأعطيته شيئا فهذه العطية تسمى بشارة وحامل البشرى يسمى البشير قال ابن الأثير رحمه الله البشارة بالضم ما يعطى البشير وبالكسر الاسم وسميت بذلك من البشر وهو السرور لأنها تظهر طلاقة وجه الإنسان
حاولوا اليهود قتل عيسى عليه السلام وفشلوا وحاولوا قتل محمد عليه الصلاة والسلام وفشلوا وإن كانوا قد نجحوا فى قتل أنبياء آخرين إلا أن الله عز وجل كان قد هيأ للإنسانية مستقبلا آخر ونقلت قيادة الوحي من بني إسرائيل إلى بني إسماعيل ونقلت لغة الوحي من العبرية إلى العربية ونقلت عاصمة الوحي من بيت المقدس إلى مكة والمدينة وتولى تربية العالم جنس آخر رباهم محمد عليه الصلاة والسلام تربية جديدة وسكب النبي الخالد صلى الله عليه وسلم من سموه ومن سناء روحه وارتقاء ضميره ورسوخ تقواه سكب في أولئك العرب ما حولهم خلقا آخر فإذا هم يخرجون على الدنيا وكأنهم ملائكة تحول الجبروت الجاهلي إلى سناء واهتداء وافتداء في سبيل الله إن عمل النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم هو المعجزة التي لم يعرف العالم لها نظيرا من بدء الخلق إلى الآن كيف أمكن ترويض هذا الجنس وحشد قواه ليتحول إلى زلازل تدمر الإمبراطوريات التي شمخت جدرانها على الطغيان قرونا ما استطاع أحد أن يهدها حتى جاء المسلمون فغيروا الدنيا
سرعان ما عادت إليهم اليهود طباعهم السوء فما هي إلا جولة وأخرى حتى انقض عليهم الرومان وأمر القائد الروماني تيتوس بتدمير الهيكل فدمر الهيكل مرة أخرى وبدا أن الشعب الإسرائيلي بعد عدة مئات من السنين لا يصلح للحكم وأن أداة الحكم في يده تجعله مفتاح شر وتجعل أصابعه الطائشة تطلق قذائف من الدمار والفساد على أهل الأرض فما ينجو أحد من بلائهم
وقال الدكتور وصفي عاشور أبوزيد الناطق باسم لجنة إعلان ميثاق علماء الأمة إن ما تسعى إليه بعض الأنظمة وأدواتها من فرض ما يسمى التطبيع مع الكيان الصهيوني بكافة أشكاله هو بحد ذاته تنازل عن قضية فلسطين العادلة وتضييع لعقيدة تحرير الأقصى وبلادنا المحتلة وإجراء تهويد قسري لمقدسات المسلمين وتغيير لولاء أجيال المسلمين وأشار أبوزيد إلى أن ثلة من علماء المسلمين من كل حدب وصوب وبعد جلسات شرعية ومشاورات علمية وواقعية سيطلقون خلال مؤتمر صحفي ميثاقا للأمة في مواجهة التطبيع مع الكيان الصهيوني يبينون فيه مفهوم التطبيع وحكمه الشرعي ومخاطره على المستويات كافة وواجبات الأمة في مواجهته وأكد الناطق باسم لجنة إعلان ميثاق علماء الأمة أن الميثاق وقع عليه عدد كبير من علماء وجهات ومؤسسات علمية شرعية من مختلف البلدان الإسلامية وأضاف يأتي إعلان هذا الميثاق في وقت تتابع الأبواق الداعية للتطبيع مع الكيان الصهيوني وقد تجلى ذلك مؤخرا في زيارات لبلادنا المحتلة من قبل المنغمسين في وحل الذل والتطبيع مع الكيان الغاصب في الوقت الذي يحتاج فيه الأقصى لهبة ونصرة ومواقف تزيح عنه رجس قرارات الإدارة الأمريكية الجائرة وطالب أبوزيد كافة الهيئات والمؤسسات الشرعية في أركان المعمورة والعلماء بمزيد من التوقيعات على هذا الميثاق وبيانه للأمة فإن العلماء هم ورثة الأنبياء والمنوط بهم بيان الأحكام الشرعية لما أهم الأمة من أمر دينها ودنياها ويشير ميثاق علماء الأمة إلى خطر التطبيع السياسي مع الاحتلال الصهيوني وحرمة إقامة علاقات تطبيعية مع الاحتلال بأشكالها المختلفة وأن مقاومة التطبيع متسقة مع الشرائع الإلهية والقوانين الدولية وقيم الحق والحرية والكرامة
أعلن مؤتمر علماء الأمة في مواجهة التطبيع السياسي مع الكيان الصهيوني عن استعداده لإطلاق ميثاق علماء الأمة ضد التطبيع مع الاحتلال اليوم الإثنين في إسطنبول بمشاركة مجموعة من علماء الأمة الإسلامية بهدف وضع حد لموجة التطبيع الإسلامية المتزايدة مع الاحتلال الصهيوني
مع الأسف هناك من يحاول بث الفرقة والاختلاف بين أفراد مجتمعنا الجزائري ولا شك أن ما نعيشه في هذه البلاد من نعمة الأمن والإيمان والاستقرار لهي نعمة عظيمة لا يقدرها حق قدرها إلا من حرم هذه النعمة واسألوا من تعصف ببلادهم الصراعات والحروب والتطاحن لهذا كان من الواجب علينا التحذير ثم التحذير من اتباع الدعوات والنعرات التي من شأنها قلب هذا المجتمع الآمن إلى صراع وتناحر وتقاتل بين أبنائه الذين وحدتهم كلمة الإسلام رغم تنوعهم إن الافتراق فتنة وزيغ وعذاب ولزوم الجماعة اعتصام ورحمة وصواب قال صلى الله عليه وسلم ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة وفي رواية قالوا ومن هي يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي وفي حديث العرباض بن سارية وصف صلى الله عليه وسلم الدواء فقال فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فمن أراد النجاة فليلزم السير على منهجه وإرشاداته صلى الله عليه وسلم فإن الفتنة ظلماء تحتاج إلى بصر وبصيرة وفق بيان المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن استقرأ الشريعة الربانية في باب وحدة الكلمة واجتماع القلوب والتحذير من اختلافها وتفرقها تبين له مقدار ما أولته من عناية بالغة لهذا الجانب الذي به تقوى الأمة ويتحقق عزها ويدوم أمنها واستقرارها ولا ينال الأعداء بغيتهم منها ولا شيء أكثر إخلالا بالأمن ولا ضررا على الاستقرار من اختلاف الكلمة وافتراق القلوب وما نيل من أمة في الغالب إلا به وقد اشتدت عناية النبي صلى الله عليه وسلم ببناء المجتمع المسلم من داخله بناء محكما قويا على الألفة والمحبة ووحدة الكلمة واجتماع القلوب وكان من أوليات عمله صلى الله عليه وسلم حين وطئت قدمه المدينة المؤاخاة بين أصحابه رضي الله عنهم تلك المؤاخاة التي لم يشهد التاريخ لها نظيرا حين نقلت أصحابه رضي الله عنهم من التباغض والتقاتل في الجاهلية إلى التحابب والسلم في الإسلام وجعلت غرباء الدار إخوة للأنصار يقاسمونهم دورهم وأموالهم وضياعهم إن من أجل مقاصد الشريعة وأبينها في الأحكام المفصلة تحقيق وحدة الكلمة وائتلاف القلوب ويكاد أن ينتظم ذلك في كل أبواب الشريعة في العبادات والمعاملات والآداب ففي الصلاة لا يخفى فضل صلاة الجماعة ومن مقاصدها اللقاء في المسجد كل يوم خمس مرات ويتوج ذلك بتراص الصفوف حتى تلتصق الأقدام والمناكب لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم وفي رواية أو ليخالفن الله بين قلوبكم فهذا مقصد لوحدة الكلمة ظاهر متكرر وأعظم منه اجتماع الجمعة وأعظم منها الاجتماع في العيد وأما الزكاة فهي من الأغنياء للفقراء لإزالة ما في قلوبهم من الانكسار والحيلولة بينها وبين الأحقاد حفظا لوحدة الكلمة واجتماع الشمل وفي الصيام يجوع الغني ليفطن لجوع الفقير فيطعمه فيتطهر قلبه من الضغينة على أخيه الموسر وفي الحج تلتقي أجناس شتى لا يجمعها شيء سوى الوحدة على كلمة التوحيد وفي كل العبادات والشعائر لا تمايز ولا افتراق بل القبلة واحدة والشعائر واحدة والمشاعر واحدة لتكون الأمة أمة واحدة وهذا أدعى لوحدة الكلمة وأقوى في تمكنها وفي أبواب معاملة الناس بعضهم مع بعض قضي في الشريعة على كل ما يكون سببا لتصديع الوحدة وافتراق الكلمة من الربا والرشوة والنجش والغش في المعاملات ونهي عن سوء الأخلاق وفحش الكلام والإساءة إلى الناس ولا يحل أن يبيع الرجل على بيع أخيه ولا يخطب على خطبته لئلا يوغر قلبه ويفسد وده فتفترق كلمتهما وأمر بكل ما يؤدي إلى المحبة والألفة من السماحة والعفو والبشاشة وطيب الكلام وبذل السلام والإحسان إلى الغير إن الفرقة والاختلاف سبب هلاك الأمم فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رجلا قرأ آية وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها فجئت به النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فعرفت في وجهه الكراهية وقال كلاكما محسن ولا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا فالخلاف يؤدي إلى الفرقة والفرقة تؤدي إلى الضعف والضعف يجرئ الأعداء علينا وهذا عين ما يحدث الآن فالمرء منا قليل بنفسه كثير بإخوانه ضعيف بمفرده قوي بجماعته لذلك وجدنا الرجل الحكيم الذي أراد أن يعلم أولاده درسا عمليا فجمعهم وأمرهم أن يأتوا بحزمة من الحطب ويقوم كل منهم بكسرها مجتمعة فلم يفلحوا لقوتها ثم أمرهم أن يفرقوا حزمة الحطب ويأخذ كل منهم عودا ويكسره فكسر فعلموا أن الوحدة سبيل القوة والفرقة سبيل الضعف
إن الأمة تمر هذه الأيام بمرحلة عصيبة وبفترة مخاض قد تنقلها إلى عهد جديد خاصة بعض الأقطار العربية والإسلامية التي تعاني وتنزف دما صباح مساء وتموج بها فتن وصراعات وإن قلوبنا لتتألم لما يحصل لإخواننا في كثير من البلاد العربية والإسلامية نسأل الله أن يلطف بهم وأن يفرج عنهم كربهم وأن تنتهي هذه المحنة قريبا وأن يعم الأمن والأمان والاستقرار جميع بلاد العرب والمسلمين
لم يبق لنا خيار إلا الانبطاح والتطبيع والاستسلام للأمر الواقع والرضى بأي فتات تجود به طاولات المفاوضات الدنسة نقيم عليه شبه دولة ونعيش كما يعيش باقي الناس هذا منطق الخيانة وسبيل الحركى الذي وضعوا له مصطلح مهذب جميل الاعتدال ودول الاعتدال والخيانة رجس ونجس لا يغسله ماء البحر وقد قال صلى الله عليه وسلم يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب رواه أحمد وقال اللهم إني أعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة رواه أبو داود وغيره ولا يختلف عاقلان في أن من يخون وطنه وأهله ويخضع لعدوه من أجل حياة رخيصة ومصالح شخصية أو خوفا من الموت في ميدان الشرف كالرجال لا يستحق الاحترام عند الخلق وهو ملعون عند الخالق فكيف إذا كان الإنسان يخون أرضا باركها الله عز وجل وجعل حكمه الجليل بمباركتها قرآنا يتلى إلى يوم الدين فقد جاء حكم الله عز شأنه بمباركة فلسطين صراحة في خمس مواضع من القرآن العظيم وأشهر هذه الآيات وأحسب أن أكثر المسلمين يحفظونها فهي حجة عامة تامة هي قوله جل شأنه سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله وهي آية صريحة في كون فلسطين وهي البلاد التي حول المسجد الأقصى مباركة باركها الله ومجدها وقدسها ومن المهم ذكره هنا أن هذه الآية نزلت في مكة بعيد حادثة الإسراء والمعراج وفي هذا دلالات كثيرة كبيرة فقد نزلت والمسلمون مضطهدون حتى لا يقول لنا قائل المسلمون مضطهدون في كثير من الدول ويعيشون أوضاعا مزرية في كثير من بلدانهم فكيف تحدثونا عن القدس ونزلت هذه الآية قبل تكتمل الأحكام التشريعية بل الزكاة والصوم والحج لم يكونوا قد فرضوا بعد فقد فرضوا في المدينة كما هو معلوم حتى لا يقول لنا قائل سخيف الناس لا تعرف كيف تتوضأ ولا كيف تصوم ولا كيف تزكي ولا تصلي الصبح في المسجد وأنتم تحدثونا عن القدس ونزلت هذه الآية والقدس مستعمرة من طرف الرومان إشارة إلى وجوب فتحه وتحريره من يدهم رغم أن المسلمين آنذاك كانوا في وضع لا يسمح لهم بمجرد رد عدوان قريش فكيف بمحاربة الرومان وتحرير القدس فتأملوا واعتبروا والثانية قوله جل جلاله وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها الأعراف قال الأستاذ الإمام الطاهر ابن عاشور رحمه الله والمراد هنا تمليك بني إسرائيل جميع الأرض المقدسة بعد أهلها من الأمم التي كانت تملكها من الكنعانيين وغيرهم والثالثة قوله جلت قدرته في إبراهيم عليه السلام ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين الأنبياء قال الإمام ابن عطية الأندلسي رحمه الله وقال الجمهور هي أرض الشام وهي الأرض التي بارك فيها أما من جهة الآخرة فبالنبوءة وأما من جهة الدنيا فهي أطيب بلاد الله أرضا وأعذبها ماء وأكثرها ثمرة ونعمة وقال الإمام الزمخشري رحمه الله وبركاته الواصلة إلى العالمين أن أكثر الأنبياء عليهم السلام بعثوا فيه فانتشرت في العالمين شرائعهم وآثارهم الدينية وهي البركات الحقيقية وقيل بارك الله فيه بكثرة الماء والشجر والثمر والخصب وطيب عيش الغنى والفقير ونفس هذا الكلام يقال على قوله تبارك وتعالى ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين الأنبياء وقوله وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين سبأ كما يضاف إلى هذه الآيات قوله سبحانه وتعالى على لسان موسى عليه السلام يخاطب بني إسرائيل يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين المائدة لأن تقديسها مباركتها قال الأستاذ الإمام ابن عاشور رحمه الله والأرض المقدسة بمعنى المطهرة المباركة أي التي بارك الله فيها وهي هنا أرض كنعان وهذه الأرض هي أرض فلسطين وقوله تعالى ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات يونس قال الشيخ الطاهر ابن عاشور رحمه الله والمراد بمبوأ الصدق ما فتح الله عليهم من بلاد فلسطين وما فيها من خصب وثراء وذكر الإمام ابن كثير رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنه أن مبوأ صدق هو الأردن وفلسطين وعن الضحاك وابن زيد وقتادة قالوا الشام وبيت المقدس وعن مقاتل قال بيت المقدس إلى غير ذلك مما ورد من إشارة إلى الأحداث التي جرت على أرض فلسطين المباركة وما ذكره السادة العلماء في تفاسيرهم فما حكم من يخون هذه الأرض المباركة ويساوم بها ويفرط فيها إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
رغم أن الإعلام العالمي عامة والغربي خاصة والعربي المتصهين أخص استطاع احتلال واستعمار عقول ونفوس وقلوب كثير من بني جلدتنا وأقنعهم أن قضية فلسطين هي قضية الفلسطينيين وهم ممثلون في سلطة أوسلو العميلة المعمول بها التي لا تعمل شيئا سوى التنسيق الأمني والتي لا تمثل إلا نفسها أو بتعبير صحيح إلا من أنشأها وقد تصالحوا مع الصهاينة وهم يستقبلونهم بالأحضان والقبل الطويلة وأقنعوهم بأن الكيان الصهيوني قد صار حقيقة واقعية لا فائدة من عدم الاعتراف بها وهي مدعومة من الغرب عامة ومن أمريكا وروسيا وأوربا بالخصوص وما أدراك ما هؤلاء
وهكذا حينما تستمع للتراشق الإعلامي بين الدول المتصارعة على النفوذ في دول أخرى على حساب شعوب مسكينة كل طرف منها يتهم الطرف الآخر بالإرهاب أو دعم الإرهاب وكأنه هو حامي السلام ومنقذ البشرية مع أن كل الأطراف غارقة في دماء الأبرياء وتدمير ديارهم ومثله أيضا حين تستمع إلى الخطب العصماء لبعض الحكام الذين وصلوا إلى الحكم على ظهر دبابة تسبح على دماء الشعب وهم يعلمون الناس في خطبهم هذه الديمقراطية والشورى والعدل والنزاهة والوطنية إلخ وعلى هذا السبيل كذلك خطب قادة العالم وخاصة رؤساء الدول الغربية الذين نصبوا أنفسهم أولياء وأوصياء على البشرية ولا ينسون في كل مناسبة أن يتباكوا على حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية وحقوق الشعوب والسلام العالمي وما دمر هذه الأمور وكل شيء جميل في حياة الناس إلا هم ودولهم وجيوشهم وغطرستهم أستمع إلى كل هذا الغثاء والخداع فأتذكر قول الحق سبحانه في كتابه العظيم وهو يفضح سبيل المجرمين ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ففي هذه الآيات يصف الله عز وجل هذا الصنف المنافق الخطير على البشرية واستقرارها وسلامها بخمس صفات قبيحة الصفة الأولى قوله ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا أي يروقك ويعظم في قلبك فإذا تكلم راق كلامه للسامع وإذا نطق ظننته يتكلم بكلام نافع ولكنه الخداع والنفاق والختال الذي يظهر في قبيح الفعال قال الشيخ عبدالكريم الخطيب رحمه الله وفي قوله تعالى ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام فضح للكلمة المنافقة تنطلق من فم المنافق منمقة مزوقة مموهة ببريق لامع يضلل ويخدع فهناك طوائف من الناس تتخذ من الكلمة الخادعة المنافقة طريقا لترويج الباطل فيضعون على ألسنتهم كلمات معسولة تفيض رقة وتتناغم حنانا ومودة ولو ذهبت تفتش في ثناياها وتنظر في أطوائها لوجدتها تنغر قيحا وصديدا وتفور زفيرا وفحيحا بما تحمل في كيانها من حسد وبغضاء الصفة الثانية قوله تعالى ويشهد الله على ما في قلبه أي أنه يقرر صدقه في كلامه المعسول ودعواه المموهة بالاستشهاد بالله إما بالحلف واليمين وإما بأن يقول الله يشهد بأن الأمر كما قلت قال الشيخ سيد طنطاوي رحمه الله وكأن هذا النوع المنافق قد رأى من الناس تشككا في قوله لأن من عادة المنافقين أن يبدو من فلتات لسانهم ما يدل على ما هو مخبوء في نفوسهم فأخذ يوثق قوله بالأيمان الباطلة بأن يقول لمن ارتاب فيه الله يشهد أني صادق فيما أقول الصفة الثالثة قوله تعالى وهو ألد الخصام فالواحد من هؤلاء المخادعين يبالغ في الخلابة والتودد إلى الناس بالقول وهو في حقيقته أشد الناس مخاصمة وعداوة لمن يتودد إليهم أو هو أشد خصمائهم في فعاله وقد يكون المعنى أنه قوي العارضة في الجدل لا يعجزه أن يختلب الناس ويغشهم بما يظهر من الحرص على إسعادهم ومصالحهم وإقناعهم بالقول المنمق الصفة الرابعة قوله تعالى وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل قال الإمام الأستاذ محمد عبده رحمه الله في تفسير التولي هنا قولان أحدهما أن صاحب الدعوى القولية إذا أعرض عن مخاطبه وذهب إلى شأنه فإن سعيه يكون على ضد ما قال يدعي الصلاح والإصلاح وحب الخير ثم هو يسعى في الأرض بالفساد والقول الآخر أن المراد ب تولى صار واليا له حكم ينفذ وعمل يستبد به وإفساده حينئذ يكون بالظلم مخرب العمران وآفة البلاد والعباد وإهلاكه الحرث والنسل يكون إما بسفك الدماء والمصادرة في الأموال وإما بقطع آمال العاملين من ثمرات أعمالهم وفوائد مكاسبهم ومن انقطع أمله انقطع عمله إلا الضروري الذي به حفظ الدماء ولا حرث ولا نسل إلا بالعمل والصفة الخامسة قوله تعالى وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم أي وإذا قيل لهذا المنافق على سبيل النصح والإرشاد اتق ربك واترك ما أنت فيه من نفاق وخداع وإفساد استولت عليه العزة وحمية الجاهلية مقترنة بالإثم ومصاحبة له ولج في غيه وزاد من ظلمه وفساده وإفساده قال الأستاذ الإمام محمد عبده رحمه الله معلقا على هذه الصفة هذا الوصف ظاهر جدا في تفسير التولي بالولاية والسلطة فإن الحاكم الظالم المستبد يكبر عليه أن يرشد إلى مصلحة أو يحذر من مفسدة لأنه يرى أن هذا المقام الذي ركبه وعلاه يجعله أعلى الناس رأيا وأرجحهم عقلا بل الحاكم المستبد الذي لا يخاف الله تعالى يرى نفسه فوق الحق كما أنه فوق أهله في السلطة فيجب أن يكون أفن رأيه خيرا من جودة آرائهم وإفساده نافذا مقبولا دون إصلاحهم فكيف يجوز لأحد منهم أن يقول له اتق الله في كذا وإن الأمير منهم ليأتي أمرا فيظهر له ضرره في شخصه أو في ملكه ويود لو يهتدي السبيل إلى الخروج منه فيعرض له ناصح يشرع له السبيل فيأبى سلوكها وهو يعلم أن فيها النجاة والفوز إلا أن يحتال الناصح في إشراعها فيجعله بصيغة لا تشعر بالإرشاد والتعليم ولا بأن السيد المطاع في حاجة إليه وهذا الصنف المعتوه من المسؤولين هو البلاء الماحق الذي ابتلي به الناس في هذه الأزمان البئيسة أحسب أن هذه الآية الجليلة تنبهنا إلى صفات كثير من المخادعين المخاتلين المعاصرين الذين إن خدعوا الناس فلن يخدعوا رب الناس والله لا يحب الفساد وإن نجوا من العذاب في الدنيا فلن ينجوا من عذاب الآخرة فحسبه جهنم ولبئس المهاد إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
استمعت بالأمس لأحد قادة الميليشيات الإجرامية التي عاثت في بلادها فسادا وفي دماء الناس سفكا فإذا به يصف خصومه وأعداءه بالميليشيات الإجرامية وكأنه رئيس لمنظمة حقوق الإنسان أو سلام بلا حدود مثلا
إن من أعظم قيم الدين ومن أسباب ازدهار الدول ومن أعظم أسباب التوفيق والنجاح العدل الذي قامت عليه الأرض والسموات وفي مقابله هناك الظلم الذي يكون وبالا على صاحبه في الدنيا والآخرة وحق المظلوم كفله الشارع له ليرد الظلم عن نفسه ولا يستطيع أي كان أن يمنع هذا الحق أو يحول بين المظلوم وبينه مهما بلغ المظلوم من درجات الضعف بل مهما بلغ من الفجور والرقة في الدين إنه الدعاء على ظالمه واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب وعند الحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة كناية عن سرعة وصولها وعند الترمذي ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين لقد سطر التاريخ صورا وشواهد حية على استجابة دعوة المظلوم فقد دعا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه على أبي سعدة عندما ظلمه بالوشاية به إلى عمر واتهمه بأنه لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية فقال سعد أما والله لأدعون بثلاث اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا قام رياء وسمعة فأطل عمره وأطل فقره وعرضه بالفتن وكان بعد إذا سئل يقول شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد وشوهد بعد كبره قد سقط حاجباه على عينيه وكان يتعرض للجواري في الطرق ودعا سعيد بن زيد على أروى بنت أويس حين اتهمته بأخذ شيء من أرضها فقال اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها واجعل ميتتها في هذه الأرض قال عروة بن الزبير فوالله لقد عمي بصرها حتى رأيتها امرأة مسنة تلتمس الجدران بيديها وكانت في هذه الأرض بئر وكانت تمشي في أحد الأيام فسقطت فيه وكان ذلك قبرها فاحذر أخي الفاضل أن تكون ظالما لئلا تتعرض لدعوة تجاوز الحجب وأنت عنها غافل ورد في السير أن الفضل بن خالد البرمكي كان يقول لوالده وهما في السجن يا أبت بعد العز ونفوذ الكلمة نصير إلى هذه الحال فقال له والده يا ولدي دعوة مظلوم سرت في ليل ونحن عنها غافلون ولم يغفل الله عنها ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ترى كم هي صور الظلم التي تعشعش في أوساط المجتمع وكم من مظلوم هضم حقه أو أخذ ملكه أو اتهم بما ليس فيه ولعل أعظم أنواع الظلم ظلم الوالدين بعقوقهما ويا للكارثة ويا للهول عندما تجتمع دعوة مظلوم ووالد ومن الظلم كذلك أخذ أموال اليتامى إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ومن الظلم أيضا جحد الدين أو المماطلة به مع الغنى والجدة لي الواجد ظلم يحل عرضه وعقوبته ومن أنواع الظلم ظلم الأجراء بعدم إعطائهم حقوقهم ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره ومن الظلم التعدي على أملاك الغير من أراض وعقار من أخذ شبرا من الأرض ظلما طوقه من سبع أراضين يوم القيامة ومن الظلم الذي ينبغي الحذر منه تعمد إعنات المسلمين وتأخير منافعهم والإضرار بهم اللهم من ولي من أمر المسلمين شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به ومن أخطر أنواع الظلم اتهام النيات والخوض في أعراض المسلمين بلا زمام ولا خطام وخاصة العلماء والدعاة والمصلحين قال الإمام الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله اعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
يروي الإمام مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروى عن ربه تبارك وتعالى أنه قال يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم
ولما كانت الغفلة تسرع إلى قلوب الناس والنسيان من العوارض التي تحول بين الإنسان وبين ما رغب الله شرع الله أحكاما ترفع من قدر هذا اليوم وتعلي من شأن صلاة الجمعة وتكسب الخطبة قيمة عظيمة ليكون الاهتمام بها أكبر ومن ذلك أمره بالسعي إليها وجوبا بل وحرم الاشتغال بأمور الدنيا لأجلها قطعا لكل صارف عن التوجه إلى صلاة الجمعة والإنصات للخطبة عند الدعوة إليها إن يوم الجمعة يوم عظيم ينبغي للمسلمين تعظيمه ذلك لما وقع فيه من أحداث عظيمة مثل خلق آدم عليه السلام بعد أن خلق الله الكون وكل شيء وهيأه فاليوم الذي فرغ الله فيه من خلق الخليقة جدير بأن يعظم ويتخذ عيدا ويتوجهون إليه بالعبادة والدعاء والشكر والثناء قال الله تعالى كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا البقرة وهو يوم يتوقع فيه الحدث الهائل الذي تنفطر منه السماوات وتنشق الأرض وتخر له الجبال هدا ألا وهو يوم القيامة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إن يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر وفيه خمس خلال خلق الله فيه آدم وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض وفيه توفى الله آدم وفيه ساعة لا يسأل الله فيها العبد شيئا إلا أعطاه إياه ما لم يسأل حراما وفيه تقوم الساعة ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة رواه أحمد وابن ماجه فيوم وقعت وتقع فيه مثل هذه الوقائع وفيه ساعة جديرة بأن يترقبها الناس أسبوعا بعد أسبوع لحري بالناس أن يعظموه من شروق شمسه إلى غروبها دون أن تفوتهم منه ساعة بغير فائدة ولما كان هذا اليوم عظيما أمر الله الخليقة بتعظيمه فاختلف اليهود والنصارى فيه فضلوا وزاغوا بعدما اختاروا يوم السبت والأحد عيدا بينما هدى الله هذه الأمة فجمعهم فيه فهو يوم اجتماعهم ويوم يزدادون فيه إيمانا بالعبادة والخطبة والموعظة الحسنة ويوم تظهر فيه مناسك الدين لذلك فإن من أشد ما يغيظ اليهود والنصارى أن يروا المسلمين يقيمون لهذا اليوم وزنا ومن أشد ما يرونه عقبة في تحقيق أطماعهم تلك الخطبة التي تجدد للمسلمين عهدهم مع الله وتذكرهم بحق الله وواجب الدين والأمانة التي في أيديهم من أمور الدنيا والآخرة فلا يمر على المسلمين أسبوع إلا وقد طردوا الغفلة التي تصيبهم وتذكروا الواجبات التي على عاتقهم وقاموا بعد ذلك لنداء الرب طائعين ولصوت الحكمة والنصيحة مستجيبين وللحق متبعين وهذا ما يبين قيمة يوم الجمعة وخطبة الجمعة ويبين لنا أن المسلمين بغير الجمعة وخطبتها على شفا هلكة وتفرق وضعف لذلك يسعى أعداء الأمة لتضليل المسلمين عن هذه الشعيرة المهمة والتخلي عن خطبتها ذات القيمة العظيمة فهل يعيد المسلمون لهذا اليوم الأغر قيمته حتى يستحقوا عطاءه إمام مسجد الرحمان براقي
خص الله المسلمين بيوم الجمعة وجعله عيدهم الأسبوعي وفرض فيه صلاة الجمعة وميز هذا اليوم بالخطبة التي تلقى على مسامع المسلمين جمعا لقلوبهم وتوحيدا لكلمتهم وتعليما لجاهلهم وتنبيها لغافلهم وردا لشاردهم بعد أسبوع كامل من العمل والجد والخوض في مغريات الدنيا وملهياتها فتكون عونا لهم من جديد ودفعا على تحمل نصب المعيشة وكدح الحياة ومغالبة الصعاب
وكشف الوزير خلال استضافته في برنامج فوروم الإذاعة الوطنية عن موعد إنشاء المجمع الفقهي الإسلامي المالكي حيث سيكون في شهر ديسمبر المقبل مؤكدا أنه ليس هيئة للفتوى وإنما أكاديمية للأبحاث وأضاف محمد عيسى أن المجمع الفقهي الإسلامي المالكي عبارة عن حلقة من العلماء والخبراء ذوي مقاييس عالمية معلنا أن هذه الأكاديمية تتم فيها الأبحاث وستسمح بالبحث في القضايا التي تشغل الرأي العام ومؤسسات الدولة وفي ذات السياق لفت الوزير إلى أن المجمع لن تصدر منه الفتوى لأن هيئة الإفتاء موجودة في المجلس الإسلامي الأعلى بالنسبة لأجهزة الدولة وفي المجالس العلمية بالنسبة لمجموع المواطنين مشيرا إلى أن الذين يقيمون الأبحاث داخل المجمع هم أساتذة في مصاف جامعي و أن الأبحاث ستكون ذات جدوى حقيقية وهي التي سوف تدرج في دورات اللقاء التي يجتمع فيها أمناء المجالس العلمية و كذا القائمون على الفتوى من كل الولايات
أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أن الجزائريين لا يحتاجون إلى فتوى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي باركه العلامة عبد الحميد بن باديس
اختصت صلاة الفجر مع الجماعة بفوائد وأسرار انفردت بها عن سائر الصلوات والواحدة من هذه الفوائد كافية أن تستنهض همة المؤمن وتحرك عزيمته وتبعث نشاطه وتحمله على هجر النوم والكسل وترك الفراش والبيت الدافئ ومن هذه الفوائد الدخول في ذمة الله عن جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإن من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم رواه مسلم وأحمد أجر قيام الليل عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله رواه مسلم براءة من النفاق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ولقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم ثم آخذ شعلا من النار فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة بعد رواه أحمد والبخاري ومسلم النور التام يوم القيامة عن بريدة الأسلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة رواه أبو داود والترمذي شهود الملائكة له وثناؤهم عليه عند الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون رواه البخاري ومسلم أجر حجة وعمرة إذا ذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة رواه الترمذي غنيمة لا تعدلها غنائم الدنيا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعثا قبل نجد فغنموا غنائم كثيرة فأسرعوا الرجعة فقال رجل ممن لم يخرج ما رأينا بعثا أسرع رجعة ولا أفضل غنيمة من هذا البعث فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على قوم أفضل غنيمة وأسرع رجعة قوم شهدوا الصبح ثم جلسوا يذكرون الله حتى طلعت عليهم الشمس فأولئك أسرع رجعة وأفضل غنيمة رواه الترمذي وضعفه فضل اغتنام سنة الفجر عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها رواه مسلم النجاة من النار والبشارة بدخول الجنة عن عمارة بن رويبة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها يعني الفجر والعصر رواه مسلم الفوز برؤية الله تعالى يوم القيامة عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا رواه البخاري ومسلم
تشكو صلاة الفجر من قلة المصلين رغم أنها صلاة مباركة وعظيمة القدر وقد أقسم الله عز وجل بوقتها فقال تعالى والفجر وليال عشر الفجر وهي صلاة مشهودة من الملأ الأعلى قال تعالى أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا الإسراء
وإن نظرية الاقتصاد الإسلامي لا تقبل ربحا فيه ضرر للغير أو ربحا لا يقابله عمل وبصورة أعم فإن الإسلام يرفض بشدة ذلك الاقتصاد الوهمي القائم على الربا والمديونية وأكل أموال الناس بالباطل والتمويل لغة هو التزويد بالمال فهو مشتق من المال جاء في القاموس المحيط وملته بالضم أعطيته المال والتمويل عند علماء الاقتصاد يشمل مصدر الأموال وتكلفتها وكيفية استعمالها ويشير التمويل الإسلامي الذي يطلق عليه على سبيل الدقة التمويل وفق الشريعة الإسلامية إلى الخدمات المالية التي يتم أداؤها حسب المبادئ المستمدة من قواعد الشريعة الاسلامية وأصولها وتشتمل هذه المبادئ على تحريم الفائدة الربوبية التقليدية على القروض أو المدخرات بوصفها عائدا ثابتا أو محددا دون المشاركة في التعرض للمخاطرة ومن ثم فإنها ممارسة غير عادلة وعدم جواز حصول المسلم على أي أرباح ناشئة من أنشطة فاسدة وغير أخلاقية وعدم جواز قيام المسلم ببيع ما لا يملك ولهذا فإنه لا يجوز للمسلم البيع عن المكشوف مع وجوب أن تكون المنتجات أو الخدمات في عقود البيع واضحة تماما في ظل انتقاد الجهالة والغرر بالنسبة للطرفين المتعاقدين ويؤكد التمويل الإسلامي مثل سائر جوانب الشريعة الغراء عموما على أهمية التفاعلات البشرية وهيكلها الإطاري إلى جانب تأثيرها الأخلاقي والأدبي والمعنوي على المجتمع ولعل الأهم من ذلك هو سعي الإسلام على تخفيف حدة الفقر وتداول الثروة وإعادة تدويرها في الاقتصاد ويعد التمويل من أهم الوظائف الرئيسية لأي مشروع سواء كان صناعيا أو زراعيا أو تجاريا أو خدميا فالتمويل هو الذي يساعد على إنشاء المشروعات وتوسيع القائم منها والقطاع المالي ممثلا في البنوك وشركات التأمين والمؤسسات المالية المختلفة والشركات الاستثمارية هو الذي يساعد المشروعات إلى ما تحتاج إليه من أموال وهو الذي يعمل على تجميع المدخرات المبعثرة هنا وهناك ليقوم بضخها في جسم الاقتصاد الوطني بقطاعاته المختلفة ليعمل على تقوية هذا الاقتصاد إن الأساس العام الذي قامت عليه الصيرفة الإسلامية هو عدم الفصل بين قضايا الدين والدنيا واعتماد الشريعة الإسلامية أساسا ومرجعا لجميع التطبيقات واعتبار النقود وسيلة للتبادل ومخزنا للقيم وأداة للوفاء أصبحت الصيرفة الإسلامية تجربة رائدة وناجحة باعتبارها صناعة مالية راسخة ومتطورة على الصعيدين الدولي والإسلامي ولديها نجاحات على صعيد تحقيق النمو المصرفي والتنموي الاقتصادي والاجتماعي تساهم المصارف الإسلامية في تحقيق التنمية المستدامة من خلال البعد الاجتماعي عن طريق قيامها بجمع الزكاة وتوزيعها للمستحقين والقيام بالأنشطة الاجتماعية المختلفة مع مراعاة البعد الاجتماعي في التمويل وإدارة الأموال وتساهم أيضا في تحقيق التنمية المستدامة من خلال البعد البيئي وذلك بما تقوم به من دور في حماية الموارد التمويلية من التبديد في استخدامات لا فائدة حقيقية منها والعمل على ترشيد استخدامها وتوجيهها لحماية البيئة من التلوث والأضرار الأخرى عن طريق صيغ المزارعة والمساقاة كما أن نشاط تلقي الأموال وتعبئة المدخرات في المصارف الإسلامية يلعب كذلك دورا مهما في تحقيق التنمية المستدامة من خلال ما يتركه من تأثيرات إيجابية على العملاء المدخرين والموارد المالية المدخرة والمعبأة والتي تعتبر من متطلبات تحقيق هذه التنمية وتستطيع المصارف الإسلامية القيام بدور فاعل في التنمية المستدامة من خلال البعد الاقتصادي لأنشطتها المختلفة حيث تسهم الطبيعة المميزة لهذا البعد في علاج عديد من الاختلالات الاقتصادية والبحث عن الحلول العملية الممكنة للتغلب على هذه المعوقات والعمل على تفعيل وتطوير دورها في مجال تحقيق التنمية المستدامة والأخذ بكل ما هو ممكن لتحقيق هذه الغاية ويمكن للتمويل الإسلامي أن يحقق معدلات مستقرة للتنمية المستدامة من خلال الدعم والحفاظ على الاستقرار المالي في المجتمعات الإسلامية والمصارف والبنوك مدعوة اليوم وفي ظل الأزمات المالية العالمية لتقديم منتجات جديدة في السوق المصرفية لتلبية حاجات الناس وإشباع رغباتهم بطريق حلال كما يجب على السلطات المالية والنقدية الاهتمام بالتوسع في نشر ثقافة التمويل الإسلامي وسن القوانين اللازمة لتشجيع تلك الصيغ التمويلية ونوصي المصارف ومؤسسات التمويل الإسلامية والمسؤولين عنها بالعمل على تفعيل وتطوير دورها في مجال تحقيق التنمية المستدامة والأخذ بكل ما هو ممكن لتحقيق هذه الغاية مع ضرورة مواكبة التطورات العالمية التي يعرفها قطاع المالية الإسلامية والتعريف بصيغ المالية الإسلامية وتقديم الجديد وتنوير الرأي العام بما يتعلق بالقطاع ومستجداته وبيان المعوقات التي تعترض سبيله كلية الدراسات الإسلامية قطر
جاء النظام الإسلامي بنظام اقتصادي معتدل منبثق من منهج الوسطية التي هي مبدأ من مبادئه فهو يعطي للفرد حقوقه الفطرية والشخصية في التملك بطريقة منسجمة مع مصلحة المجتمع ولا تخل بالتوازن الاقتصادي ويعد نظاما حضاريا مبتكرا يختلف تماما عن الأنظمة الأخرى
وأوضح الوزير خلال إشرافه بقاعة المحاضرات بالمسجد الكبير الشيخ العربي التبسي على افتتاح أشغال ملتقى وطني ثاني حول الإقراء بعنوان هيئة الإقراء في الجزائر الأهداف والمميزات بأن ما ورثناه عن الأجداد ضمن للجزائر الوحدة والوسطية والاعتدال وفرض على الآخرين احترامنا وبعدما أضاف خلال هذا الملتقى الذي شارك فيه أساتذة وأئمة و مرشدات دينيات من عديد ولايات شرق البلاد بأن ما ورثه الشعب الجزائري عن الأجداد سهل نشر الإسلام اعتبر الوزير أن ما وقع فيه الشعب من أفكار مستوردة تسببت في الإرهاب والضغينة وخطاب الكراهية وأكد الوزير في هذا السياق بأن الجزائر نجحت في تجاوز ذلك الانفلات وخطاب الكراهية بطريقة علمية بيداغوجية من خلال إبراز الموروث الديني الأصيل وهو ما أهل الجزائر كما أضاف لتصبح في مأمن عن مختلف حركات الطائفية التي تريد تقسيم البلاد و التي تقف لها الدولة بالمرصاد و دعا عيسى الأئمة و أساتذة الجامعة وأساتذة التعليم القرآني إلى تبني هذا الاتجاه لتحصين البلاد ضد كل الأخطار وبالإضافة إلى ذلك ذكر الوزير بالمرسوم الذي صدر مؤخرا يحدد فضاء الكتاب ومنه القرآن الكريم إلى جانب ترسيم رفع الآذان بمرسوم و إنشاء قوانين تحمي العقيدة وتحارب الطائفية وتعاقب من يغير قناعات الجزائريين كما سيتم قريبا صدور قوانين لترتيب الأمور في المساجد كما قال واعتبر الوزير بأن تأطير المساجد لن يمر إلا عبر التكوين مشيرا إلى أنه منذ العام لا يوجد في المساجد على المستوى الوطني إمام غير مكون وحتى القيم يشترط فيه الحصول أن يكون لديه مستوى دراسي معين وحفظ القرآن الكريم لأن التكوين كما أضاف يعتبر استراتيجية قطاع الشؤون الدينية والأوقاف من أجل ضمان خطاب مسجدي معتدل يخدم الوطن و قد سلط الأساتذة المشاركون في أشغال هذا الملتقى الوطني الضوء على الإقراء والإجازة وإحياء الطرق العشرية في الجزائر أي بمعنى في القرآن الكريم قراءات فضلا عن عرض تجارب هيئات الإقراء بعديد الولايات و قد أشرف الوزير بالمناسبة على التنصيب الرسمي لهيئة الإقراء لولاية تبسة التي توكل لها مهمة نشر ثقافة الإجازة والرواية في أوساط حفظة القرآن الكريم ليتم تعميم هذه الهيئات عبر كافة ولايات الوطن وهو ما سيسمح حسب منظمي الملتقى بترسيخ وتقنين وملء فراغ الإقراء في الجزائر وتضمن برنامج هذا الملتقى الوطني مداخلات كتلك التي حملت عنوان عناية الجزائريين بالإقراء تأليفا وتدريبا وإجازة للأستاذ ماحي قندوز من جامعة تلمسان و إحياء الطرق العشرية للإمام نافع للأستاذ سمير جاب الله من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة فضلا عن أخرى بعنوان هيئة الإقراء في إطار المرجعية الوطنية الاهتمام بالحزب الراتب نموذجا للأستاذ لخضر فاضل من هيئة الإقراء بالمسيلة
أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى اليوم الأحد بتبسة بأنه لا حاجة للشباب الجزائري لعبور الحدود من أجل البحث عن طريقة أخرى للتدين غير تلك التي ورثوها عن الأجداد
وأوضح أن ما جرى في الربيع العربي أحبطه الغرب الذي يدير المنطقة حاليا ويثير فيها القلاقل جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الختامية لمؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي انطلقت فعاليته السبت الماضي بالعاصمة التركية إسطنبول وقال القرضاوي نريد أن نجعل الأمة الإسلامية أمة عاملة لنفسها ولمن حولها الغرب يحكم من وراء ستار ويحاول القضاء على الثورات العربية في سوريا واليمن ويكيد لهم المكائد ليذهب بما تبقى منهم من جانبه قال علي محي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن الأمة الإسلامية مرت بأزمات كبيرة ومؤامرات كادت أن تودي بها ومع ذلك خرجت الأمة قوية من خلال جهود العلماء والمدارس الإسلامية التي خرجت العلماء الذين التفوا حول القادة
قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي مساء الإثنين إن الأمة الإسلامية تحتاج إلى إعادة تأهيل لتحرير الأوطان
وأوضح الوزير في تصريح للصحافة خلال إشرافه بدار الإمام على لقاء تقييمي لموسم الحج إن تحصيل الزكاة لهذه السنة بلغ مليار سنتيم مشيرا إلى أن هذا المبلغ هو الأعلى منذ إنشاء الصندوق وفي موضوع متصل ذكر الوزير أن الأشخاص الميسورين ماليا أصبحوا يثقون أكثر في صندوق الزكاة مبرزا أنه تم تخصيص مليار سنتيم لتمويل القرض الحسن غير أن ذلك مثلما قال لم يكن له الأثر البالغ على المستوى الاجتماعي من جهة أخرى اعتبر محمد عيسى موسم الحج لسنة ناجحا بكل المقاييس مشيرا إلى أنه لم يتم تسجيل أية حالة فقدان في صفوف الحجاج الجزائريين بل مجرد تيهان وأضاف أن التقييم الحقيقي لموسم الحج سيكون خلال الاجتماع القادم لمجلس الوزراء مشيدا في ذات السياق بالجهود التي بذلتها بعثة الحج بالبقاع المقدسة وأشار إلى أن وزارة الحج السعودية صنفت الجزائر ضمن العشر الأوائل في تنظيم الحج للبعثات العربية والإسلامية جدير بالذكر أن هذا اللقاء جمع إطارات الديوان الوطني للحج والعمرة وممثلي الوكالات السياحية لتنظيم الحج والعمرة وإطارات قطاع الشؤون الدينية والأوقاف
كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى اليوم الإثنين بالجزائر العاصمة أن تحصيل الزكاة لهذه السنة بلغ مليار سنتيم
ووفقا لما ذكرت إذاعة آسيا الحرة فإن مسؤولين صينيين نفذوا جولة في الأحياء والمساجد لإبلاغ المواطنين المسلمين بالأمر وتحذيرهم من عقاب قاس بحق من يعثر لديه على شيء من تلك المتعلقات كالمصاحف أو سجاجيد الصلاة ونقلت الإذاعة عن المتحدث باسم منظمة المؤتمر العالمي للإيغور ديلكات راكسيت أن تلك الممارسات بدأت تتكشف الأسبوع الماضي وقال راكسيت تلقينا إشعارا يقول إن كل فرد من عرقية الإيغور يجب أن يسلم أي مواد بمنزله مرتبطة بالدين الإسلامي بما في ذلك المصاحف وسجاجيد الصلاة وأي شيء آخر يرمز للدين وأضاف الإشعار أن التسليم ينفذ طوعيا مع فرض عقوبات قاسية بحق المخالفين دون أن يوضح طبيعتها وأضاف راكسيت أن الشرطة تنشر إعلانات بهذا الشأن عن طريق منصة التواصل الاجتماعي واسعة الانتشار في الصين ويشات
ذكرت تقارير إعلامية أن السلطات الصينية لجأت إلى تقييد جديد يخص أقلية الإيغور المسلمة في مقاطعة شيانغيانغ شمال غربي البلاد حيث طالبتهم بتسليم كل ما لديهم من متعلقات دينية بما فيها المصاحف وسجاجيد الصلاة وتوعدت بعقاب المخالفين
واعلنت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في بيانها أن أصل النصاب هو عشرون دينارا ذهبيا المقدر وزنها ب غراما وحيث إن الوكالة الوطنية لتحويل وتوزيع الذهب والمعادن الثمينة الأخرى أجينور حددت ثمن الغرام الواحد من الذهب من عيار قراط ب دج فإن النصاب هذه السنة يقدر ب غ ذهب دج دج و اوضح بيان الوزارة انه يجب إخراج الزكاة من كل مال بلغ هذا النصاب ودار عليه الحول العام بمقدار أي ربع العشر سواء أكان من النقود أو من العروض التجارية والسلع التي تقوم بسعرها الحالي في السوق يوم زكاتها وتصرف إلى مصارفها الواردة في قوله تعالى إنما الصداقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم سورة التوبة وأضافت وزارة الشؤون الدينية انه إحياء لسنة الرسول صل الله عليه وسلم في جمع الزكاة وتوزيعها بصفة منظمة وعادلة فإنها وضعت بين أيدي المزكين صندوق الزكاة برقم الحساب البريدي الوطني والحسابات البريدية الولائية وأهابت الوزارة في ختام بيانها ب المزكين أن يلتفوا حول هذا الصندوق ويضعوا زكاتهم في حساباته البريدية
بلغ نصاب زكاة النقود وعروض التجارة لهذا العام ه قيمة تساوي دج أربع مائة وخمسون ألف وخمسمائة دج حسب ما افاد به بيان لوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف اليوم الاثنين
شهر المحرم هو من الشهور الحرم التي عظمها الله تعالى وذكرها في كتابه فقال سبحانه وتعالى إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم التوبة وشرف الله تعالى هذا الشهر من بين سائر الشهور فسمي بشهر الله المحرم فأضافه إلى نفسه تشريفا له كما بين النبي صلى الله عليه وسلم تحريم الله تعالى لهذه الأشهر الحرم ومن بينها شهر المحرم إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان متفق عليه فضل التطوع بالصيام ورد في هذا الحديث فضل التطوع بالصيام في شهر الله المحرم على أنه أفضل ما يتطوع به الإنسان من الصيام بعد رمضان وأفضل صيام الأشهر الحرم صيام شهر الله المحرم ويشهد لهذا أنه صلى الله عليه وسلم قال في هذا الحديث وأفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل رواه مسلم ومراده بعد المكتوبة ولواحقها من سننها الرواتب فإن الرواتب قبل الفرائض وبعدها أفضل من قيام الليل عند جمهور العلماء لالتحاقها بالفرائض وأفضل شهر الله المحرم عشره الأول ولما كانت الأشهر الحرم أفضل الأشهر بعد رمضان أو مطلقا وكان صيامها كلها مندوبا إليه مستحب كما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم وكان بعضها ختام السنة الهلالية وبعضها مفتاحا لها فمن صام شهر ذي الحجة سوى الأيام المحرم صيامها منه وصام المحرم فقد ختم السنة بالطاعة وافتتحها بالطاعة فيرجى أن تكتب له سنته كلها طاعة وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم المحرم شهر الله وإضافته إلى الله تدل على شرفه وفضله ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزئ به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه فضل قيام الليل وقد دل حديث أبي هريرة رضي الله عنه هذا على أنه أفضل الصلاة بعد المكتوبة قال الله تعالى والمستغفرين بالأسحار وقال سبحانه كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وقال تعالى والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما وقال عز وجل أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وقال الله تعالى من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون قالت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها لرجل لا تدع قيام الليل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه وكان إذا مرض أو قالت كسل صلى قاعدا رواه بوداود وإسناده صحيح وقد روي أن المتهجدين يدخلون الجنة بغير حساب روي عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة جاء مناد ينادي بصوت يسمع الخلائق سيعلم الخلائق اليوم من أولى بالكرم ثم يرجع فينادي أين الذين كانوا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله فيقومون وهم قليل ثم يرجع فينادي ليقم الذين كانوا يحمدون الله في السراء والضراء فيقومون وهم قليل ثم يرجع فينادي ليقم الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيقومون وهم قليل ثم يحاسب سائر الناس أخرجه ابن أبي الدنيا وغيره صيام عاشوراء ورد في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوما يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم يعني يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني رمضان يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة وصومه لفضله كان معروفا بين الأنبياء عليهم السلام وقد صامه نوح وموسى عليهما السلام
خرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل روه مسلم
وأوصى البيان الختامي إعلان واشنطن لمؤتمر واشنطن الذي عقد برعاية منتدى السلم في المجتمعات المسلمة برئاسة الشيخ عبد الله بن بيه بإنشاء مؤسسة حلف الفضول التي تضطلع بتطوير وتفعيل مبادئ ومقاصد إطلاق حملة إنسانية لإطعام مليار جائع على مستوى العالم وخاصة ضمن المجتمعات التي تعاني من أثر الحروب والصراعات الدموية وهي دعوة مفتوحة للغداء على مائدة العائلة الإبراهيمية بمناسبة لم شملها موجهة لكل المعوزين من بني الإنسان بلا تمييز بينهم بالدين أو العرق أو الوطن وتبدأ هذه الحملة في مرحلة أولى بتوفير مليون وجبة غداء ودعا إلى تكوين مجلس دولي متعدد الديانات يضم قيادات بارزة من رجال الدين لدعم الوساطات والمصالحات والتدخل السريع لإطفاء حرائق الحروب والفتن الأهلية استلهاما للقيم المشتركة التي عليها تتأسس جهود تعزيز السلم في العالم وأكد البيان الرؤية التي نقترحها اليوم ترمي إلى إحياء حلف فضول جديد عام في طبيعته منفتح على الجميع رجالا ونساء أيا كان دينهم أو عرقهم أو جنسيتهم حلف فضول يقصد كما كان الحلف الذي يستلهم منه العمل المشترك لخدمة السلام المستدام والعدالة والرحمة والاحترام المتبادل وإنما أخذنا هذه الخطوة انطلاقا من قناعتنا بأن البشرية أفرادا وجماعات صارت في أمس الحاجة إلى المضي قدما نحو مزيد من التسامح والاضطلاع ببناء مستقبل يزدهر فيه الجميع وبوسع الجميع فيه أن يشد عرى المصالحة ويضمد جراح الصراع والعنف
أصدر علماء وقادة مسلمون من كل أنحاء العالم من واشنطن إعلانا تاريخيا يبين أن اضطهاد الأقليات الدينية مناقض للقيم الإسلامية ويدعو إلى المواطنة المتساوية بغض النظر عن الانتماء الديني في المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة مستلهما ما توصل إليه إعلان مراكش الذي استقى إعلانه من صحيفة المدينة المنورة المشهورة التي اعترفت قبل سنة بالحقوق والواجبات المتساوية بين سكان هذه المدينة المقدسة
الشاهد من الحديث قول المصطفى صلى الله عليه وسلم أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك تالله إنه لتعبير عجيب تعبير يحمل في اختصاره حقيقة هائلة مذهلة إنها كلمات تحمل في طياتها قاعدة كبرى يقيم عليها الإسلام بناءه وهي أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قاعدة يقيم ديننا عليها نظمه كلها وتشريعاته وتوجيهاته طرا نظام القضاء نظام الاقتصاد نظام السياسة نظام الأسرة موقف الفرد من المجتمع وموقف المجتمع من الفرد نظام المجتمع بأسره بل نظام الحياة جمعاء كلها إنه لمن الخير لنا أن نعبد الله كأننا نراه إنها الرهبة المصحوبة بالأمل حال كوننا متوجهين إلى الله مخلصين له بقلوبنا عاملين على رضاه مصحوبين بالذعر فهو من ورائنا محيط فالخير كل الخير في أن نعبد الله كأننا تراه من القواعد المعلومة في ديننا أن الجزاء من جنس العمل فمن راقب الله في الدنيا جوزي بالحسنى في الآخرة فقول الحبيب صلى الله عليه وسلم أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك في تجليته لمعنى الإحسان يشير إلى أن المكلف عليه أن يعبد الله على هذه الصفة وهي استحضار قربه وأنه بين يديه كأنه يراه وهذا من شأنه أن يوجب الخشية والخوف والهيبة والتعظيم وذلك أفضل الإيمان كما ورد في الأثر أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيث كنت وهو مصداق قول الباري سبحانه وهو معكم أينما كنتم فإذا امتثل العبد لهذا التوجيه النبوي فاز بوعد مولاه للذين أحسنوا الحسنى وزيادة فالحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل وهذا مناسب لجعله جزاء لأهل الإحسان لأن الإحسان هو أن يعبد المؤمن ربه في الدنيا على وجه الحضور والمراقبة كأنه يراه بقلبه وينظر إليه في حال عبادته فكان جزاء ذلك النظر إلى الله عيانا في الآخرة وعكس هذا ما أخبر به تعالى عن جزاء الكفار في الآخرة إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون فجعل ذلك جزاء لحالهم في الدنيا وهو تراكم الران على قلوبهم حتى حجبت عن معرفته ومراقبته في الدنيا فكان جزاؤهم على ذلك أن حجبوا عن رؤيته في الآخرة على الأمة أن يتجلى الإحسان في كل شأن من شؤونها وفي جميع مجالات حياتها فالقاضي لا يظلم ولا يجور حين يراقب ربه كأنه يراه فهو الذي يخاطبه اعدلوا هو أقرب للتقوى وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل أما إذا لم يعبد الله كأنه يراه فهو للدنيا أحب وللزلل أقرب ولربما اقتطع أموال اليتامى والأرامل وأموال الوقف والفقراء والمساكين فأكل الحرام وأطعم الحرام ويسري أثر مراقبة الله فيمتد إلى الأسرة عموما والحياة الزوجية على وجه الخصوص فالإحسان يمكن الزوجين أن يتعاشرا بالمعروف وأن يصون كل واحد منهما عرض صاحبه في غيبته وذلك لأن مطارق الخوف من الله تذكرهم بقوله تعالى عن يوسف عليه السلام وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب فلقد اجتمع ليوسف من الدواعي للوقوع في الإثم الشيء الكثير وكان شابا وقد غلقت الأبواب والتي غلقت هي ربة الدار فما الذي حدث قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون استعاذة وتنزه واستقباح لما صدر من امرأة العزيز لماذا لأن سيدنا يوسف من الذين يعبدون ربهم كأنهم يرونه وفي الصحيح ذكر المصطفى أصنافا من الخليقة يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ويمتد أثر مراقبة الله في حياة العلماء فبالرغم من عظم مكانتهم وعلو منزلتهم ولكن يا لفظاعة كبوتهم وعظم زلتهم في عيون الرعاع ومن هنا فإن العلماء هم أولى الناس بالإحسان والعالم الرباني هو من تحقق فيه ذلك وجمل علمه بالعمل قال سفيان الثوري رحمه الله إنما فضل العلم لأنه يتقى به الله وإلا كان كسائر الأشياء فمن طلب بالعلم سيادة على الخلق وتعاظما عليهم فهو متوعد من طلب العلم ليماري به السفهاء أو يجاري به العلماء أو يصرف وجوه الناس إليه أدخله الله النار فالعالم إذا عبد الله كأنه يراه كرهت نفسه الفتيا والحرص عليها قال الإمام أحمد رحمه الله من عرض نفسه للفتيا فقد عرضها لأمر عظيم قيل له فأيما أفضل الكلام أم السكوت قال الإمساك أحب إلي ثم قال وليعلم المفتي أنه يوقع عن الله أمره ونهيه وأنه موقوف ومسؤول عن ذلك وكان سفيان الثوري رحمه الله يقول إياك أن تكون ممن يحب أن يعمل بقوله أو ينشر قوله أو يسمع قوله وإياك وحب الشهرة فإن الرجل يكون حب الشهرة أحب إليه من الذهب والفضة وهو باب غامض لا يبصره إلا البصير من العلماء السماسرة إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
ورد في صحيح الإمام البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس فأتاه جبريل فقال ما الإيمان قال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث قال ما الإسلام قال الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال ما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك الحديث
وأشارت الصحيفة إلى أن سالفيني الذي يطمح للوصول إلى منصب رئيس الوزراء في الانتخابات المقبلة يقول إن إيطاليا يجب أن لا تتبنى مسارا مشابها لبريطانيا التي زعم أن محاكم الشريعة الإسلامية قد حلت محل النظام القضائي العلماني المعتاد فيها وأكدت صحيفة التايمز في تقرير لها أن رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني الشريك مع المتطرف سالفيني في تحالف انتخابي يسعى إلى الفوز في الانتخابات المقبلة قد جاراه في لهجته المعادية للمسلمين والمهاجرين ودعا إلى استبعاد أعداد كبيرة منهم وتقول التايمز إن الرجلين اتفقا على أنه إذا ما فاز تحالفهما في الانتخابات المقبلة في مارس سيتولى الحزب الحاصل على أعلى الأصوات اختيار رئيس الوزراء وتشير استطلاعات الرأي العام إلى أن أصوات الناخبين بنسبة في المائة لحزب رابطة الشمال المتطرف أي أقل بنقطتين فقط من حزب برلسكوني فورزا إيطاليا إلى الأمام يا إيطاليا
دعا اليمين المتطرف في إيطاليا إلى إغلاق مسجد وأماكن مخصصة للصلاة في كافة المدن الإيطالية وقالت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية إن ماتيو سالفيني زعيم حزب رابطة الشمال الإيطالي اليميني المتطرف دعا في بداية حملته الانتخابية إلى إغلاق نحو مسجد وأماكن الصلاة الخاصة بالمسلمين في إيطاليا وزعم أن الإسلام لا ينسجم مع القيم الإيطالية والحريات
وعندما نتلو كتاب الله تعالى نجد أن الله عز وجل قد توعد الظالمين بأشد أنواع العذاب وأنكى ألوان العقاب وكل ذلك يدل دلالة قاطعة على تحريم الظلم وإتيانه فقد بدد سبحانه فهم من ظن أن الله لا يعاقب الظالمين مستندا إلى تماديه دون رادع أو زاجر فالله تعالى غير غافل عن أعمال العباد بل محصي عليهم أعمالهم وإن كانت في مغارات مظلمة لا يطلع عليها أحد فإن الله مطلع عليها وإنما يؤخر الجزاء ليوم الوفاء قال تعالى ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار إبراهيم هذا وإن الآيات الواردة في ذم الظلم وأهله كثيرة جدا ومتنوعة في مضامينها فبعضها ورد في ذكر خيبة الظالمين ومقت الله لهم وعدم هدايتهم وتوفيقهم بسبب ظلمهم يقول تعالى إنه لا يفلح الظالمون الأنعام وقال سبحانه فبعدا للقوم الظالمين المؤمنون وبعضها جاء فيه ذكر عاقبة الظالمين الأكيدة وهي الهلاك في الدنيا دون إهمال ما أعده الله لهم من النكال والعذاب في الآخرة فهيهات هيهات ينجوا الظالمون أو يفلتوا من عقاب رب العالمين يقول تعالى وقوله الحق وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون الطور أي نعذبهم في الدنيا ونبتليهم فيها بالمصائب لعلهم يرجعون وينيبون فإن عذاب يوم القيامة شديد وكل هذا التهويل والوعيد لمن كان من الظالمين ذلك أن الله تعالى لا يحب الظلم والعدوان فهو سلوك ذميم وذنب جسيم وأذى عظيم يحلق الدين ويأكل الحسنات ويجلب الويلات والنكبات ويورث العداوات والمشاحنات ويثمر الأحقاد والضغائن ويسبب القطيعة والعقوق ويحيل حياة الناس إلى جحيم وشقاء وكدر وبلاء وأما الأحاديث الواردة في ذم الظلم وسوء عاقبة الظالمين فكثيرة أيضا أشهرها الحديث السابق الذي رواه مسلم عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا وكان أبو إدريس الخولاني رحمه الله تعالى إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة وعن أبي معبد مولى ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فأوصاه وصايا وفيها واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد هود فالظلم والعدوان حرام في ذاته يأباه الله عز وجل ويرفضه النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان المظلوم عدوا كافرا أو ذميا بغيضا فقد قال الله عز وجل ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى المائدة ومعناه أن الله تعالى أمر جميع الخلق بأن لا يعاملوا أحدا إلا على سبيل العدل والإنصاف وترك الميل والظلم والاعتساف ذلك أن العدل أقرب إلى الاتقاء من عذاب الله وفيها تنبيه عظيم على وجوب العدل مع الكفار الذين هم أعداء الله تعالى فما الظن بوجوبه مع المؤمنين الذين هم أولياؤه وأحباؤه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما وقال صلى الله عليه وسلم ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة ولقد حرم الله عز وجل ذكر عيوب الناس وذنوبهم وأمر بالستر عليهم لكنه سبحانه أباح للمظلوم أن ينشر مظلمته ويكشف أمر من ظلمه قال تعالى لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم النساء إمام مسجد الشهداء بوروبة
إن من أشد ما نهى الله عنه وأثبت حرمته بل وشدد في تحريمه الظلم والعدوان ففي الحديث القدسي الذي رواه الإمام مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه أن الله عز وجل يقول يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا
لقد أصبح هم الكثير من الناس اليوم جمع المال من أي مصدر سواء أكان ذلك المال من طريق حلال أو من أي طريق من الطرائق المحرمة وأصبح الكثير من الناس يرى أن المال يكون حلالا متى حل في يده ومهما كان ذلك المكسب خبيثا فإنه لا يراه إلا حلالا ما دام قد حصل عليه وأمسك به في يده المسلم في معاملاته المالية ينبغي أن يسير على ضوء الإسلام وعلى ضوء ما حدده الله وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم الذي قال في الحديث كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به وقد وردت أحاديث كثيرة تدل على الأمر بتكسب الإنسان وسعيه للمعيشة وبكف وجهه عن سؤال الناس حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما ورد عنه لأن يأخذ أحدكم حبلا فيأتي بحزمة من حطب فيبيعها فيكف بها وجهه عن الناس خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه ووجوه التكسب الحلال كثيرة منها على سبيل المثال الفلاحة والتجارة والصناعة وتربية الدواب والدواجن وغير ذلك ولا شك أن كسب الحرث يعد من أفضل المكاسب وقد جعله الله تعالى من جملة الحرف التي زينت للناس في قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث فجعل الحرث من جملة ما زين للناس لأن فيه كسبا وإنتاجا ينفع به الإنسان نفسه وينفع به أيضا غيره فيأكل ويبيع وينفع الناس ويزرع الحبوب ويغرس الأشجار ويجني الثمار وإن كان في ذلك كلفة ومشقة فهذا مما يثاب عليه الإنسان إن احتسب أجره لاسيما إذا تصدق منه ونفع به غيره ومن الناس من تكون همته في التجارة ولا شك أن التجارة أيضا من جملة الحرف التي يكتسب بها المال قل أو كثر والتجارة هي شراء السلع وبيعها لأجل الربح فيها إذا بيعت بثمن يزيد عن قيمتها التي اشتريت به ولقد ورد ذكر التجارة في القرآن في قوله تعالى رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله فالتجارة التي هي البيع والشراء من جملة الحرف المباحة ولكن قد يلتبس بها ما يفسدها أو يدخل الفساد إليها ذلك أن التجار والباعة قد يتعاملون بمعاملات فاسدة إما ربوية أو غيرها فتدخل المحرمات في هذه المعاملات وهنا تتدخل الشريعة الإسلامية لتبين الحلال والحرام في الحرف وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الكثير من المعاملات أو المبايعات التي فيها شيء من الضرر على الآخرين فثبت أنه نهى عن بيع الغرر وذكر أيضا أمثلة أخرى من البيوع التي فيها غرر فنهى عن بيع كل شيء لم يكن مشاهدا ومعلوما لما فيه من الغرر كالذي يسمونه بيع حبل الحبلة وبيع الملامسة والمنابذة وبيع الحصاة وبيع ضربة الغائص وما أشبهها من المعاملات التي فيها ضرر على أحد المتبايعين وأمر الإسلام الباعة ونحوهم بالنصح للمسلمين ونهاهم عن غشهم وخداعهم وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على النصيحة فقال الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم وجعل صلى الله عليه وسلم النصيحة من خصال الخير وأنها من حقوق المسلمين بعضهم على بعض فقال عليه الصلاة والسلام للمسلم على المسلم ست بالمعروف تسلم عليه إذا لقيته وتجيبه إذا دعاك وتشمته إذا عطس وتعوده إذا مرض وتتبع جنازته إذا مات وتنصحه إذا استنصحك وهناك الكثير من الباعة هداهم الله لا ينصحون المشتري ولا يظهرون العيوب التي توجد في السلعة فترى أحدهم يظهر السلعة على أنها جيدة وهي في الحقيقة رديئة ولا يخبر برداءتها وهذا ليس من النصح بل من الغش والخداع وقد حرم الله ذلك على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم حيث قال من غشنا فليس منا وذلك أنه عليه الصلاة والسلام مر على رجل يبيع طعاما من الحبوب ونحوها فأدخل يده فيه فأصابت بللا يعني رطوبة فقال ما هذا يا صاحب الطعام قال أصابته السماء يا رسول الله يعني المطر قال هلا جعلته في أعلاه كي يراه الناس من غشنا فليس منا وللكسب الحلال ثمار وآثار على الفرد والمجتمع منها أنه ينير القلب ويشرح الصدر ويورث الطمأنينة والسكينة والخشية من الله ويعين الجوارح على العبادة والطاعة وهو سبب لقبول العمل الصالح والبركة في الرزق والعمر والذرية حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين صباحا وهو سبب لرضا الله عز وجل ولاستجابة الدعاء كما قال صلى الله عليه وسلم للصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة كلية الدراسات الإسلامية قطر
إن الإنسان في هذه الحياة لا غنى له عن المال الذي يقوم بتغذية بدنه وعفته عن سؤال غيره وقد جعل الله وجوها كثيرة للكسب الحلال فأباح كل كسب ليس فيه اعتداء ولا ظلم ولا ضرر على الغير وأباح أنواعا من الاكتساب حتى يجمع الإنسان من المال ما يكون كافيا له في قوته وقوت من يعوله والواجب على المسلم ألا يدخل في أي معاملة حتى يعرف حكمها الشرعي وحتى لا يدخل في معاملات محرمة ذات كسب خبيث ما يؤدي بصاحبه إلى النار
لكن لا بد أن ننتبه أن القرآن العظيم إنما أنزل دستورا للحياة ومنهج هداية للبشرية وقد يكون من الجهل الكبير أن يقرأ العاقل ما فيه من البينات والهدى تعبدا ثم يسير في حياته على هدى غير هداه فإذ ذاك تصير القراءة عين الجهل وهذا ما يشير إليه الحديث الشريف عن ابن لبيد الأنصاري قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا وقال هذا أوان ذهاب العلم أو قال هذا أوان انقطاع العلم فقلت وكيف وفينا كتاب الله نعلمه أبناءنا ويعلمه أبناؤنا أبناءهم قال ثكلتك أمك ابن لبيد ما كنت أحسبك إلا من أعقل أهل المدينة أليس اليهود والنصارى فيهم التوراة والإنجيل ثم لم ينتفعوا منه بشيء رواه أحمد فعدم الانتفاع بما نقرأ وخاصة القرآن العظيم هو الضلال البعيد حقا وهذا ما يوجب علينا إعادة النظر في مناهج تعليم القرآن الكريم من جهة وإعادة توجيه المسلم إلى المنهج الصحيح لتلاوة القرآن العظيم المنهج الذي يخاطب أول ما يخاطب ضمير الإنسان ونفسه وروحه وعقله ولا يكتفي تالي القرآن فيه بتجويد حروفه وإتقان تلاوتها يقول الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله نحن بحاجة إلى إعادة تنظيم طاقة المسلم الحيوية وتوجيهها وأول ما يصادفنا في هذا السبيل هو أنه يجب تنظيم تعليم القرآن تنظيما يوحي معه من جديد إلى الضمير المسلم الحقيقة القرآنية كما لو كانت جديدة نازلة من فورها من السماء على هذا الضمير ميلاد مجتمع ص وهذا نموذج من السلف الصالحين يبين لنا كيف كانوا يقرؤون القرآن وكأنه أنزل عليهم وكيف يتلونه وهم على يقين أنه يتحدث عنهم فردا فردا وأنهم هم المعنيون أولا به وبأحكامه مما رفعهم لمقام خير القرون وخير الناس يقول التابعي الجليل مطرف بن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه إني لأستلقي من الليل على فراشي فأتدبر القرآن كله فأعرض نفسي على أعمال أهل الجنة فأرى أعمالهم شديدة كانوا قليلا من الليل ما يهجعون والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما فلا أرى صفتي منهم فأعرض نفسي على أعمال أهل النار قالوا ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين فأرى القوم مكذبين فلا أراني فيهم فأمر بهذه الآية وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم فأرجو أن أكون أنا وأنتم يا أخوتاه منهم إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
من فضل الله علينا أن جعل مجرد تلاوة القرآن الكريم عبادة يؤجر عليها المؤمن أجرا عظيما كما جاء في الحديث الشهير من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف وهذا أجر عظيم جدا وترغيب أعظم في مداومة التلاوة والإكثار منها ثم يتنافس المؤمنون ارتقاء في درجات الكمال بحسب فهمهم لما يقرؤون وتدبرهم فيه وعملهم به
وقدم ممثل إريك ريدمان وللسنة الثالثة على التوالي مشروع قانون على غرار تشريعات كراهية الإسلام التي تم النظر فيها أو تجاوزها في المجالس التشريعية في جميع أنحاء البلاد وكتب مدير الشؤون الحكومية كاير روبرت مكاو في رسالة موجهة إلى الممثل توماس ف لويرتشر رئيس لجنة شؤون الدولة في مجلس النواب في جزء منه أكتب نيابة عن مجلس العلاقات الأمريكية كير وهي منظمة رائدة في مجال الحقوق المدنية ومناصرة المسلمين طلب إلى لجنة شؤون الدولة في مجلس النواب وقف النظر في مشروع قانون ريبان ريدمان وإذا وقع القانون مشروع قانون مجلس النواب بيل هاوس فسيكون انتهاكا لدستور الولايات المتحدة ويخالف قيم أمتنا المتمثلة في عدم رفع أو تهميش اعتقاد أو مجتمع واحد وأكد كاير روبرت مكاو ممثل كير في عام عندما قدم ريدمان مشروع القانون لأول مرة مشروع قانون مجلس النواب بيل هاوس مرر على رزمة إعلامية تضمنت صورا ليد مقطوعة ورجل على وشك قطع رأسه مع لصق صور بين تعريفات الشريعة تشويه سمعة نبي الإسلام محمد وفقا ل أسوشيتد برس الأمريكية مشيرا إلى أن التشريع الذي تم تصميمه واعتماده لمهاجمة دين معين هو انتهاك واضح لشرط التأسيس الذي يقتضي أن تكون الحكومة علمانية وأن تعامل جميع الأديان على قدم المساواة ومن المستحيل إخفاء القصد التمييزي المناهض للمسلم وراء مشروع قانون مجلس النواب بيل هاوس ولمواجهة هذه الحملة المناهضة للإسلام أعلنت كير مجموعة مواد تعرض زوجا من قرارات مكافحة كراهية الإسلام تعترف بمساهمات المسلمين الأمريكيين وتؤكد من جديد حق المواطنين في ممارسة عقيدتهم في ظل القانون ودون تدخل الحكومة ويحث كير المجتمعات المسلمة على الصعيد الوطني على مطالبة مشرعي الدولة بالوقوف مع ناخبيهم المسلمين في مواجهة الظلم المتمثل في تزايد الخوف من الإسلام الذي ينتشر على يد الناشطين المناهضين للمسلمين وجماعات الكراهية ونظرا لتزايد حوادث الكراهية أطلقت كير مؤخرا تطبيقا لتبادل المعلومات الهامة اعرف حقوقك وذلك لتبسيط عملية الإبلاغ عن جرائم الكراهية وحوادث التحيز ويمكن تحميل على موقعها بشبكة الإنترنت وتعد كير أكبر منظمة للحريات المدنية ومناصرة المسلمين في أمريكا حيث تتبلور رسالتها في تعزيز مفهوم الإسلام وتشجيع لغة الحوار وحماية الحريات المدنية مع تمكين المسلمين الأمريكيين من بناء تحالفات تعزز العدالة والتفاهم المتبادل
دعا فرع مدينة إيداهو التابع لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية كير بالتراجع عن النظر في التشريع المقترح لمكافحة الإسلام