text
stringlengths
51
33.8k
summary
stringlengths
68
3.16k
هي أمانة الهداية والمعرفة والإيمان بالله عن قصد وإرادة وجهد واتجاه فهذه أمانة الفطرة الإنسانية خاصة وهذه أمانة حملها وعليه أن يؤديها أول ما يؤدي من الأمانات ومن هذه الأمانة الكبرى تنبثق سائر الأمانات أمانة الشهادة لهذا الدين في النفس أولا بمجاهدة النفس حتى تكون ترجمة له في شعورها وسلوكها ويرى الناس صورة الإيمان في هذه النفس فتكون هذه الشهادة حينئذ دعوة الناس إليه وبيان فضله ومزيته بعدما تكمل هذه الفضيلة في نفس الداعية ثم الشهادة لهذا الدين بمحاولة إقراره في الأرض منهجا للجماعة المؤمنة ومنهجا للبشرية جميعا ومن هذه الأمانات الداخلة في ثنايا ما سبق أمانة التعامل مع الناس ورد أماناتهم إليهم أمانة المعاملات والودائع المادية وأمانة النصيحة للراعي وللرعية وأمانة القيام على الأطفال الناشئة وأمانة المحافظة على حرمات الجماعة وأموالها وثغراتها فأمانة الإمام العدل وأمانة الغني السخاء والإنفاق وأمانة العالم الجهاد بالقلم والفكر والسيف عند الحاجة فإذا حصل العدل من الأمراء والسخاء من الأغنياء والعفة من الفقراء والشجاعة من العلماء فظهر الأرض خير لنا من بطنها وإلا فالحياة جحيم وفتن والأمة في عذاب واضطراب
الأمانة التي ناط الله بها فطرة الإنسان والتي أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان هذا الذي أراده سبحانه وتعالى أن يكون له في الأرض خليفة ليصلح ويزرع الخير ويزيل كل فساد
وخلال المداولات التي تشهدها الدورة الثامنة للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية والتي انطلقت السبت الماضي وتستمر حتى الخميس نبهت رئيسة الدورة الحالية الدبلوماسية السودانية إلهام إبراهيم محمد أحمد إلى ضرورة التمييز بين حرية التعبير وخطاب الكراهية وأشارت الدبلوماسية السودانية إلى أن الكراهية والإسلاموفوبيا وصلتا إلى مستوى يثير القلق كما أن عدم احترام القرآن الكريم يؤدي إلى مخاطر كبرى موضحة أنه على الرغم من أن حرية التعبير تحقق التقدم الحضاري فإن علينا معرفة حدود تلك الحرية في القانون الدولي حسب ما نقلته وكالة الأناضول التركية من جهته دعا الأمين العام للمنظمة إياد مدني إلى ضرورة أن تكون حرية التعبير بطريقة مسؤولة على حد تعبيره مشيرا إلى أن منظمة التعاون الإسلامي تسعى إلى إعادة بلورة الطرح بين ما ندعو إليه وقناعات الآخرين من جانبه قال أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور عبد السلام العبادي إن المجتمع الإنساني قام على مفهوم إعمار الأرض وفق شريعة الله وجاء الإسلام بتقرير الاستخلاف الإلهي للإنسان في الأرض وهو دين يهدف إلى تحقيق العدل في المجتمع الإنساني موضحا أن الإسلام نظم العلاقة بين المسلمين أفرادا ومجتمعات إضافة إلى علاقة المسلمين مع الآخرين وكانت مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية أصدرت الشهر الجاري تقريرا تحت عنوان اقتراحات حول مكافحة التطرف والعداء للإسلام يتضمن اقتراحات للسياسيين ومنظمات المجتمع المدني الناشطة في المجتمعات المسلمة ولوسائل الإعلام ورأى التقرير أن ظاهرة الإسلاموفوبيا تشكل تهديدا حقيقيا للمجتمع الألماني مشيرا إلى أن محاولات حرق المساجد وما يشابهها بلغت حالة خلال الأشهر الستة الأولى من وأن أحداث سبتمبر أشعلت فتيل هذه الأعمال تجدر الإشارة إلى أنه تم تسجيل وقائع اعتداءات بارزة على المسلمين في أوروبا منها حرق مساجد ومصاحف ظهرت بعد يوم واحد من هجمات باريس التي وقعت الجمعة قبل الماضي وخلفت قتيل وأكثر من ثلاثمائة جريح وتبناها تنظيم الدولة الإسلامية داعش
حذرت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي في بيان تحت عنوان حرية التعبير وخطاب الكراهية من تفاقم الكراهية والإسلاموفوبيا اللتين وصلتا إلى مستوى يثير القلق
وحصر عطا الله نور هذه الممارسات في أساليب تقع على عاتق المسلمين الروهنغيا وهي منع تصويت مسلمي الروهنغيا بحجة أنهم ليسوا مواطنين حيث منعت حكومة ميانمار مسلمي الروهنغيا في ولاية أراكان من المشاركة في الانتخابات البرلمانية وذلك بعد رفض الروهنغيا قبول البطاقات البيضاء التي تعطيهم صفة مهاجر غير شرعي ومنع ترشح أعضاء من المسلمين من جميع العرقيات ففي أكتوبر الفائت أصدرت لجنة الانتخابات في ميانمار قرارا برفض قبول أوراق مرشحا من حزب الديمقراطية وحقوق الإنسان المناصر لمسلمي الروهنغيا في ظل إقصاء منظم تام للمسلمين ومناصريهم من المشهد السياسي إلى جانب إلغاء الانتخابات في المناطق النائية التي فيها صراع بين المتمردين والسلطة ففي أكتوبر الفارط أعلنت ميانمار إلغاء الانتخابات النيابية في مناطق تشهد معارك بين الجيش ومتمردين والإبقاء عليها في سائر البلاد بالإضافة إلى اعتقال نشطاء ومدونين مؤيدين للديمقراطية وفقا لمنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وللمرة الأولى في ميانمار تم اعتقال أشخاص لانتقادهم السلطات عبر وسائل التواصل الاجتماعي
صرح رئيس وكالة أنباء الروهنغيا عطا الله نور الأركانى أن الحكومة البورمية تمارس أعمالا قمعية ممنهجة للسيطرة على أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية المقبلة
لقد أصبح الاهتمام بالأطفال مؤشرا حضاريا تتسابق فيه الشعوب والدول وتسن العديد من التشريعات الخاصة بحمايتهم وضمان حقوقهم والدفاع عن قضاياهم حتى أصبح هذا المجال مقياسا لتقدم المجتمعات ورقيها وتحضرها اهتمت الشريعة الإسلامية بهذا الموضوع من خلال آيات القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم التي تطرقت إلى كافة شؤون الأطفال وقضاياهم وطريقة تربيتهم وكيفية التعامل معهم وحقوقهم الشرعية والأدبية كما أوصت بالإحسان إليهم والرفق في التعامل معهم وعدم تكليفهم ما لا يطيقون وتبدأ حقوق الطفل قبل ولادته حيث تحث الشريعة الإسلامية على حسن اختيار الزوج أو الزوجة وعدم التهاون في أهمية الوراثة في التناسل حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس كما أن هناك توجيها على اختيار الزوجة الصالحة ذات الأصل الطيب نظرا لما يترتب على ذلك من نتائج وراثية وتربوية مستقبلية كما اهتمت اهتمت الشريعة الإسلامية بالجنين وحرمت الاعتداء عليه بالإسقاط وها هي الكثير من جماعات حقوق الإنسان تنادي بتحريم الإجهاض وجعله عملا غير قانوني في كثير من دول العالم ليس هذا فحسب فلقد أوجبت الشريعة الإسلامية ضرورة النفقة على المرأة الحامل حتى في حالات الطلاق فإن للمرأة الحامل حقوقا خاصة تكفل لها الراحة والاستقرار من أجل ضمان حمل سليم وطفل سليم خال من العيوب ولقد أجازت الشريعة الإسلامية عدم الصيام للحامل وإسقاط بعض التكاليف الشرعية عنها والقصد من ذلك تحقيق مصلحة الجنين والشريعة الإسلامية تحرم إسقاط الجنين حتى في حالة رغبة أبيه وأمه لأن حقه في الحياة هبة من الخالق سبحانه وتعالى ويستثنى من ذلك الضرورات الصحية عندما يشكل وجود الجنين خطرا على حياة الأم وبعد ميلاد الطفل فإن هذه الحقوق تستمر وأولها اختيار الاسم الحسن وتجنب الأسماء القبيحة ولقد حرمت الشريعة الإسلامية قتل الأطفال أو إيذائهم تحت أي ظرف مهما كان وكانت تعاليم الشريعة الإسلامية واضحة في تحريم قتل الأطفال وخصوصا البنات حيث كانت هذه العادة سائدة في الجاهلية قال الله تعالى ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا الإسراء وحث الإسلام الأم على الرضاع وأمرها بذلك وأن تضم طفلها أو طفلتها إلى حجرها لكي يشعر بالدفء والحنان والاستقرار وناقش تهيئة الظروف للأم المرضع وعدم حرمانها من رضاعة ابنها قال الله تعالى والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذٰلك فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما آتيتم بالمعروف واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير البقرة ويعتبر طلب العلم وضرورة تعليم الأولاد من أساسيات التربية الصحيحة أكدت الشريعة الإسلامية على هذا في دعوة صريحة وواضحة قال الله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم العلق والشريعة الإسلامية تحث على معاملة الأطفال برفق وحنان وتوفير الأمن العاطفي لهم وعدم القسوة عليهم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قبل الرسول صلى الله عليه وسلم الحسن رضي الله عنه فقال له الأقرع بن حابس يا رسول الله إن لي عشرة من الولد لم أقبل واحدا منهم قط فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم ولا بد من تعليم الأطفال المفاهيم والقواعد الحسنة وغرسها في نفوسهم وتعويدهم على ممارستها فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سالت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف لقد اهتمت الشريعة الإسلامية بالآداب الاجتماعية التي تساعد في تعاون أفراد المجتمع وتكاملهم من أجل تكوين مجتمع صالح يوفر لأفراده العيش الكريم فيجب تعليم الصغار على الوعي والحس المجتمعي وضرورة احترام عناصر هذا المجتمع مثل احترام الجار وكف الأذى عنه واحترام كافة أفراد المجتمع وعدم تتبع أخطائهم وكشف عوراتهم وضرورة مساعدتهم في الشدائد كلية الدراسات الإسلامية قطر
يتعرض الأطفال في مجتمعنا للإهمال والاعتداء والاختطاف بشكل يبعث على القلق والخوف من المستقبل الذي ينتظر هذه الفئة الهامة في المجتمع والتي من الواجب الاهتمام بها ورعايتها وتنشئتها التنشئة الصالحة قال الله تعالى ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين الفرقان وقال تعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا الكهف
وفي تقرير بعنوان صدر الأربعاء الفائت المعاملة غير الإنسانية أوضحت المنظمة أن مهربي البشر احتجزوا اللاجئين تحت ظروف مزرية وضربوهم وأقدموا على قتلهم في حال عدم قبول أسرهم بدفع الفدية المطلوبة منهم وشمل التقرير شهادات أكثر من لاجئ وصلوا إلى إندونيسيا على متن سفن في رحلة محفوفة بالمخاطر وذكر التقرير أن الذين فقدوا حياتهم أكثر من العدد الذي قدرته الأمم المتحدة خلال النصف الأول من والبالغ لاجئ مشيرا إلى فقدان الاتصال مع مئات اللاجئين من مسلمي الروهينغيا ومنهم من فقد حياته خلال الرحلة أو تم بيعه وتضمن التقرير قصة فتاة عاما قام المهربون بضربها وأسمعوا والدها صراخها وطلبوا منه دفع دولار كما شمل التقرير شهادة شاب عاما قال فيها كانوا يضربوننا مرات صباحا و ظهرا و في المساء ويعيش مئات الآلاف من النازحين ومعظمهم من مسلمي أراكان محرومين من حقوق المواطنة بموجب قانون صدر في ميانمار عام حيث يتعرضون منذ استقلال بورما ميانمار عام لسلسلة مجازر وعمليات تهجير وإبادة جماعية من قبل حكومة بورما ليتحولوا إلى أقلية مضطهدة بين أكثرية بوذية وحكومات غير محايدة وقد ازدادت أعمال القمع تجاههم بعد استيلاء الشيوعيين على السلطة عام وتطبيق خطط مدروسة لتهجيرهم أو تذويبهم في المجتمع البوذي
دعت منظمة العفو الدولية دول جنوب شرق آسيا إلى اتخاذ تدابير عاجلة لإيقاف المعاملة غير الإنسانية بحق مسلمي الروهينغيا
فكيف يتجرأ عبد يتقلب في نعماء ربه ليلا ونهارا على سبه أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم أو سب دين الإسلام أو سب الصحابة رضوان الله عليهم وما علم هذا العبد أنه بمجرد ما يوضع في قبره يأتيه ملكان فيسألانه من ربك ما دينك من نبيك ويكون التثبيت في الإجابة حسب حالة أعماله في الدنيا إن سب الله عز وجل يعد أقبح وأشنع أنواع الكفر القولي وإذا كان الاستهزاء بالله وبرسوله أو بأحكام الشريعة الإسلامية عن قصد أو بغير قصد يعد من نواقض الشهادتين فإن السب من نواقضهما من باب أولى قال سبحانه وتعالى قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون التوبة وقد شدد العلماء في هذه المسألة واعتبروا ساب الله أو الدين قصدا كافرا لخطورة هذا الأمر وأثره على عقيدة العبد وسلوكه وتأثيره على من حوله قال تعالى إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا الأحزاب وذهبوا إلى أنه يستتاب فإن أصر على ذلك اعتبر كافرا وفرق بينه وبين زوجته لأنها لا تحل له وهي مسلمة أما سب الصحابة فقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم منه بقوله من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين رواه الطبراني وغيره وهو حديث حسن وقال صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدا أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصفيه رواه البخاري وقال الإمام مالك رحمه الله من شتم أحدا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمرو بن العاص فإن قال كانوا على ضلال وكفر قتل فالصحابة هم رفقاء دعوة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم فقد أثنى الله عليهم بقوله والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم التوبة وقد أجمع العلماء على عدالتهم
إن الله تعالى خلقنا ورزقنا وأرسل إلينا رسولا ليكون دليلنا إلى الجنة وأنعم علينا نعمه ظاهرة وباطنة قال تعالى وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها النحل والواجب على العباد أن يقابلوا تلك النعم بالشكر والمحبة وأن يوجهوا لله ما استحقه لجلاله وقوته وقدرته وكبريائه من تعظيم وإجلال فالإيمان بالله تعالى مبني على المحبة والتعظيم على الخوف والرجاء على الرغبة والرهبة قال ابن القيم رحمه الله وروح العبادة هو الإجلال والمحبة فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت فإذا اقترن بهذين الثناء على المحبوب المعظم فذلك حقيقة الحمد
إن الزكاة ركن من أركان الإسلام التي تطهر دين المرء ونفسه وتنظم المجتمع ماديا ومعنويا قال الله تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها التوبة ومصارف الزكاة تولى الله تعالى بيانها وتحديدها في القرآن الكريم حتى تفشل بذلك مطامع الطامعين وظلم الباغين قال الله تعالى إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم التوبة فإن كان العامل مصرفا من المصارف المذكورة جاز إعطاء زكاة المال وبخاصة من يريد الزواج تعفيفا له يمكن الزكاة في مثل هذه الحالة بواحدة من هاتين الطريقتين أن يجعل هذا الشخص لنفسه جدول حساب لكسبه يخص فيه كل مبلغ من تلك المبالغ بحول يبدأ من يوم امتلاكه ويخرج زكاة كل مبلغ لحاله كلما حال عليه حول من تاريخ امتلاكه إياه والطريقة الثانية أن يزكي جميع ما يملكه من النقود حينما يحول الحول على أول نصاب ملكه منه وهذه هي الطريقة المفضلة إن هذه المسألة تسمى عند الفقهاء عروض التجارة فعلى التاجر المسلم الذي يتاجر في الحلال ويتحرى الصدق والأمانة والنصح في تجارته ولا تلهيه تجارته عن ذكر الله وإقام الصلاة وتعلم العلم وأداء حقوق العباد وحقوقه هو وحقوق الله تبارك وتعالى عليه أن يزكي ثروته التجارية بأن يضم ماله بعضه إلى بعض إذا حل موعد الزكاة يضم رأس المال والأرباح والمدخرات والديون المرجوة فيقوم البضائع بسعرها في السوق يوم زكاتها إلى ما ذكرناه من الأرباح والديون المرجوة القضاء ويخرج من ذلك كله ربع العشر والله أعلم
يجب إخراج الزكاة في مال اليتيم إذا توفرت فيه شروط هي أن يحول عليه الحول وأن يكون ملكا لصاحبه وأن يبلغ النصاب وأن يكون قابلا للنماء والزيادة فمتى توفرت هذه الشروط في المال وجب إخراج زكاته ولا اعتبار لحال المالك فيجب إخراجها ولو كان المالك يتيما أو صغيرا أو مجنونا
لذا كان لابد من الوقوف على بعض مشاهد الحسرة في الأخرى لعل النفوس تستيقظ وتخشع وتذل فتبادر إلى الحسنى فلا أمر أشد دفعا للنفوس إلى فعل الخير من أمر الآخرة والوقوف بين يدي من له الأولى والآخرة فكل ضعف من أسبابه الغفلة عن الآخرة فذكر اليوم الآخر يطهر القلوب وذكره يهدد الظلمة فيرعووا ويعزي المظلومين فيسكنوا فكل سيأخذ حقه لا محالة إن يوم الحسرة يوم أنذر به وخوف وتوعد به وهدد وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون إنذار وإخبار في تخويف وترهيب بيوم الحسرة حين يقضى الأمر يوم يجمع الأولون والآخرون في موقف واحد يسألون عن أعمالهم فمن آمن واتبع سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا ومن تمرد وعصى شقي شقاء لا يسعد بعده أبدا وخسر نفسه وأهله وتحسر وندم ندامة تتقطع منها القلوب وتتصدع منها الأفئدة ورد في الصحيح أنه يجاء بالموت كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار فيقال يا أهل الجنة هل تعرفون هذا فيشرئبون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت ثم يقال يا أهل النار هل تعرفون هذا فيشرئبون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت قال فيؤمر به فيذبح ثم يقال يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت فمن هذه الحسرات الحسرة على أعمال صالحة شابتها الشوائب وكدرتها مبطلات الأعمال من رياء وعجب ومنة فضاعت وصارت هباء منثورا في وقت الإنسان فيه أشد ما يكون إلى حسنة واحدة ومنها الحسرة على التفريط في طاعة الله وتصرم العمر القصير في اللهث وراء الدنيا حلالها وحرامها أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين ومنها أيضا الحسرة على التفريط في النفس والأهل أن تقيهم من عذاب جهنم يوم تفقدهم وتخسرهم مع نفسك بعد ما فتنت بهم ذلك هو الخزي والخسار والحسرة والنار قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين ومنها كذلك الحسرة على أعمال صالحة كان الأمل بعد الله عليها ولكنها ذهبت في ذلك اليوم العصيب إلى من تعديت حدود الله فيهم فظلمتهم في مال أو دم أو عرض فكنت مفلسا حقا وقد خاب من حمل ظلما فيأخذ هذا من حسناتك وهذا من حسناتك ثم تفنى الحسنات فيطرح عليك من سيئات من ظلمتهم ثم تطرح في النار ومنها حسرة جلساء أهل السوء يوم انسقت معهم يقودونك إلى الرذيلة ويصدونك عن الفضيلة إنها لحسرة عظيمة ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني ومنها حسرة الظالمين المفسدين في الأرض الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا حين يحملون أوزارهم وأوزار الذين يضلونهم بغير علم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا ومن أعظم المشاهد المخزية حسرة يوم القيامة يوم يكفر الظالمون بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا كلما دخلت أمة لعنت أختها فيا حسرة الظلمة وأعوانهم يوم يعلمون فداحة جريمتهم ومنها الحسرة على أموال جمعت من وجوه الحرام من ربا ورشوة وغش وغصب وسرقة وخيانة واحتيال وغيرها أما الحسرة الكبرى فهي عندما يرى أهل النار أهل الجنة وقد فازوا برضوان الله والنعيم المقيم قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين وحسرة أعظم حين ينادي أهل النار أهل الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين وحسرة أجل حين ينادي أهل النار مالكا ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون ومنتهى الحسرة وقصاراها حين ينادون ربهم ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون فيجيبهم اخسئوا فيها ولا تكلمون فيا حسرة المقصرين ويا خجلة العاصين لذات تمر وتبعات تبقى نسأل الله العافية
إن المتأمل في حال المسلمين وما هم عليه من الآفات والفتن ومن انفتاح كبير على الدنيا وزخرفها حتى ظن أهلها أنهم قادرون عليها ليشعر بالرهبة والإشفاق والخوف الشديد من مظاهر وعواقب هذه الحال إذ قد قست منا القلوب وتحجرت العيون وهجر كتاب علام الغيوب بل قرئ والقلوب لاهية ساهية في لجج الدنيا وأوديتها سابحة كيف لا وقد زينا جدران بيوتنا بآيات القرآن ثم لم نزين حياتنا بالعمل به يقرؤه البعض منا على الأموات ثم لا يحكمونه في الأحياء
وكان عليه الصلاة والسلام يطلب من الأمير أن يحوط رعيته دائما وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم من ولي من أمر المسلمين شيئا ثم لم يحطهم بنصحه كما يحوط أهل بيته فليتبوأ مقعده من النار وكان صلى الله عليه وسلم ينصح للأمير أن يتخير معاونيه من الرجال الصادقين بقوله إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه وإذا أراد الله به غير ذلك جعل له وزير سوء إن نسي لم يذكره وإن ذكره لم يعنه كما حذر عليه الصلاة والسلام الأمراء من بطانة السوء أهل النميمة والوشاية فقال ما بعث الله تعالى من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه والمعصوم من عصمه الله تعالى وكان صلى الله عليه وسلم يطلب من الموظف المسلم الأمانة التامة وقد لعن الراشي والمرتشي وكان يقول من استعملناه على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة ولما استقر الأمر للرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة كتب الله على المسلمين الجهاد في سبيل نشر الدعوة الإسلامية وذلك في السنة الثانية للهجرة المعروفة بسنة نصرة المسلمين ببدر الكبرى على الكفار بقوله تعالى في سورة البقرة كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون وأول غزواته صلى الله عليه وسلم غزوة بدر الكبرى حيث ارتفعت راية الإيمان على راية الشرك ثم تلتها غزوات وسرايا أخرى إلى أن تكرم الله على رسوله بفتح مكة المكرمة
كان النبي صلى الله عليه وسلم يبالغ في أخذ الأمراء بالعدل وكان يقول أحب الناس إلى الله تعالى يوم القيامة وأدناهم منه مجلسا إمام عادل وأبغض الناس إلى الله تعالى يوم القيامة وأبعدهم منه مجلسا إمام جائر وكان عليه الصلاة والسلام يقول ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته ويقول أيضا ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة
وهكذا أخضع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الناس لسلطة عامة لا عهد لهم بها وهذه السلطة العامة هي ما نسميها اليوم بالحكومة ولولاها لبقيت العرب قبائل متناحرة ثم عزز هذه الحكومة الفذة الفتية بمجلس الشورى الذي يتألف من أحد عشر صحابيا وهم حمزة وجعفر وأبوبكر وعمر وعلي وابن مسعود وعمار وحذيفة وأبوذر والمقداد وبلال رضوان الله عليهم أجمعين وكان الرسول صلى الله عليه وسلم شديد الحرص على مشورة أصحابه إلا في أمر فصل فيه الوحي فصلا نهائيا وذلك لا للاهتداء برأيهم فله عليه الصلاة والسلام من رأيه الملهم ما يغنيه عنهم هذا في الحقيقة ولكنه يريد أن يدربهم ويعلمهم فضل الشورى امتثالا لأمره تعالى ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين آل عمران هكذا بدأ النبي صلى الله عليه وسلم حياته في الحكم كان لا يولي أمور المسلمين إلا الأكفاء القادرين الذين يجمعون إلى الأمانة المعرفة والقوة وقد سأله يوما أبو ذر رضي الله عنه أن يوليه إمارة وكان مكانه من الرسول مكانه فأجابه يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال من ولي من أمر المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله
لقد أوجد النبي صلى الله عليه وسلم السلطة التنفيذية فكان يجبي الصدقات ويقود المعارك ويوزع الغنائم ويولي الأمراء ثم أوجد السلطة القضائية فكان يحكم بين المتخاصمين وكان حكمه ملزما وأما السلطة التشريعية التي تسن للناس قواعد السلوك في حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية فقد استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يفرضها على الناس فرضا بفضل سنته الفعلية والقولية والتقريرية في سائر مجالات الحياة
لقد استنبط الفقهاء من هذه الآية مصارف زكاة المال على النحو التالي الفقراء الذين لا مال ولا كسب لهم يكفيهم الحاجات الأصلية للحياة الكريمة من مأكل وملبس ومسكن وعلاج وتعليم وزواج ونحو ذلك أي يعيشون دون حد الكفاية المساكين الذين لا مال ولا كسب لهم يكفيهم الحاجات الأصلية للحياة الكريمة لمدة عام وذلك عند رأي جمهور الفقهاء ويرى بعض الفقهاء أنه لا فرق بين الفقراء والمساكين ولكن يشتركا في أنهما دون الكفاية العاملون عليها ويقصد بهم من يتولون كافة أمور الزكاة بشرط أن لا يزيد ما يحصلون عليه عن أجر المثل ولا يزيد إجماله عن الثمن من إجمالي حصيلة الزكاة وذلك في حالة عدم قيام أي جهة بالسداد لهم مثل الدولة المؤلفة قلوبهم وهم من يرجى إسلامهم من أهل الرأي والنفوذ ولهم دور في صلاح المسلمين وحمايتهم في ضوء المصالح الشرعية في الرقاب ويقصد به تحرير الإنسان من العبودية والقهر والتسلط ومن الأمثلة المعاصرة على ذلك الإنفاق على تحرير الأسرى والمعتقلين ومن في حكمهم من الذين يجاهدون في سبيل الله عز وجل الغارمون وهم الذين أثقلتهم الديون ومن أصابتهم الكوارث والمصائب ومن في حكمهم كذلك ما ينفق في إصلاح ذات البين في سبيل الله ويراد به الإنفاق بصفة عامة لجعل كلمة الله هي العليا ولحماية الدين لدفع الشبهات عنه ولحماية الأقليات المسلمة المضطهدة في بلدان العالم وهناك من الفقهاء من يقصر هذا المصرف على القتال في سبيل الله ابن السبيل ويقصد به المسافر مهما كانت مسافة سفره وطرأت عليه الحاجة إلى المال لأي سبب مشروع ويدخل في هذا المصرف في التطبيق المعاصر المهجرون بسبب الحروب والفيضانات والكوارث وكذلك طلاب العلم الوافدون الذين انقطعت مصادر مواردهم المالية ولقد وضع الفقهاء ضوابط شرعية لكل مصرف من هذه المصارف حتى تقع الزكاة في يد مستحقيها بالحق ويرجع في هذا الشأن إلى باب مصارف الزكاة من كتب الفقه كما أن النبي صلى الله عليه وسلم حدد صفة المسكين فقال عليه الصلاة والسلام ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة ولا اللقمتان إنما المسكين الذي يتعفف واقرءوا إن شئتم يعني قوله لا يسألون الناس إلحافا رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وهناك حالات معاصرة تجوز صرف الزكاة عليها منها دعم الفقراء والمساكين من الأقارب واليتامى والأرامل والمطلقات والمسنين والعجزة والمرضى والعاطلين وأسر المسجونين والمعتقلين والمفقودين والذين لا يسألون الناس إلحافا والطلبة الفقراء ولاسيما الوافدون الذين خرجوا لطلب العلم النافع المشروع وضاقت عليهم السبل ودور العلم كمدارس تحفيظ القرآن الكريم والمنكوبون بسبب الكوارث والمصائب والزلازل والحروب وما في حكمها ومساعدة الشباب الفقير المقبل على الزواج في نطاق الضروريات والحاجيات لحفظ العرض والمجتمع وغير ذلك والله أعلم
حدد الله عز وجل مصارف الزكاة في القرآن الكريم فقال إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم التوبة
والاسترزاق من الحلال وسيلة من الوسائل المتخذة من أجل تحقيق العبودية له سبحانه وتعالى لأن الإنفاق على النفس وعلى الأهل واجب على الرجل كما أن أداء العبادات على أكمل وجه لا يتأتى لمن أغلق على نفسه داره زاعما التفرغ لعبادة الله جل جلاله فربما أهلك نفسه بتنطعه في المشروع قال تعالى فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف الفيل وقال فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون العنكبوت وفي المقابل ينبغي على المؤمن أن يشكر نعمة الله عليه فالرزق الواسع من نعم الله على عباده وشكر النعم يكون بأداء ما افترضه الله على عباده المؤمنين قال تعالى إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا النساء وقال سبحانه وتعالى وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة البقرة فلا تشغلن تاجرا تجارته عن ذكر الله وعن الصلاة وعن إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام وعن الحرص عن الصلاة في الصف الأول وعن أداء حقوق أهله وأقاربه عليه فما متاع الدنيا إلا قليل قال تعالى ما عندكم ينفد وما عند الله باق النحل وليسمع كل تاجر إلى قول الله تبارك وتعالى في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيه اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ماعملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب النور وإلى قول الله تعالى قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين التوبة ينبغي على المؤمن إذا احتضر أخوه ونازعته الموت أن يلقنه كلمة التوحيد لاإله إلا الله روى مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ولا ينبغي أن يأمره بقولها أمرا فيه شدة وإنما عليه أن يذكرها هو ليتذكرها المحتضر فإن قالها فعليه أن يسكت وأن لا يكلمه حتى يكون آخر كلامه لا إله إلا الله لأن من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة وقراءة سورة يس عند المحتضر سنة عند كثير من العلماء لقوله صلى الله عليه وسلم اقرأوا على موتاكم يس حديث ضعيف أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه وغيرهم وهي من مخففات سكرات الموت كما كان يقول السلف والله أعلم
قال الله تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون الذاريات فالغاية التي يسعى المؤمن من أجل تحقيقها على هذه الأرض هي عبادة الله عز وجل متخذا لذلك وسائل مشروعة تسهل له تحقيقها وتقربه من الجنة وتجيره من عذاب النار
لقد تولى الله عز وجل قسمة المواريث على مستحقيها رحمة منه وفضلا على عباده المؤمنين وذلك لخطورة هذا الأمر في حياتهم وتأثيره على علاقاتهم الاجتماعية والأسرية ولو لم يتكفل الله ببيانها لتناحرت بسببها القبائل ولتقاطعت الأسر ولهجر الأخ أخاه وقد قال تعالى في طمع الإنسان وحبه للمال إن الإنسان لربه لكنود وإنه على ذلك لشهيد وإنه لحب الخير لشديد العاديات أي أن الإنسان لحب المال لشديد ومن المؤسف أن نسمع بعد هذا كله عن شجارات عنيفة وقطع للأرحام بسبب التنازع حول التركات والأمر محير حقا أما عن هذا الشخص الذي ترك زوجتين وأولادا من كل واحدة منهما فنصيب الزوجين معا هو الثمن لوجود الفرع الوارث عملا بقوله تعالى فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم النساء والباقي يوزع على الأبناء جميعهم للذكر مثل حظ الأنثيين عملا بقوله تعالى يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنيين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف النساء أما عن طريقة قسمة المنزل إما بتحديد عدد غرفه وإما بتقويمه مالا والأفضل الاستعانة في هذا بخبير لا تبطل الطهارة بمجرد نزعهما وإنما لا يجوز المسح عليها بعد ذلك والطهارة تنتقض بإحدى الأمور المعروفة كالنوم والإغماء وخروج الريح وخروج الأخبثين وغيرها والخفان لابد أن يلبسها المرء على طهارة إن أراد أن يمسح عليهما ومدة ذلك يوم وليلة بالنسبة للمقيم وثلاثة أيام بلياليها للمسافر أي بتمام أربع وعشرين ساعة من ابتداء المسح للمقيم وبتمام اثنين وسبعين ساعة بالنسبة للمسافر ومن توضأ ومسح ثم نزع الخفين قبل الصلاة فإعادة الوضوء له أحسن والله أعلم
يقال لها ما قاله لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إنا لا نقدر عليك في مجلس فواعدنا يوما نسألك فيه فقال موعدكن بين فلان فجاءهن بذلك الموعد وكان فيما حدثهن ما منكن امرأة يموت لها ثلاث من الولد فتحتسبهم إلا دخلت الجنة فقالت امرأة واثنان قال واثنان رواه مسلم
وأفاد المرصد الوطني لمناهضة الإسلاموفوبيا في بيان وصل الخبر نسخة منه أن الاعتداءات التي طالت المسلمين في فرنسا العام الماضي بلغ وأن هذا الرقم ارتفع إلى اعتداء سجلت خلال الأشهر الأولى لهذا العام وأوضح البيان الذي وقعه رئيسه السيد عبد الله زكري جرى رصد اعتداءات مباشرة على دور العبادة والمقابر وأشخاص سجلت بشكل مباشر فيما سجل اعتداء غير مباشر مثل التحرش والتهديدات وعبر رئيس المرصد عبد الله زكري عن قلقه من ازدياد وتيرة الاعتداءات والتهديدات تجاه المسلمين في فرنسا حيث أكد إلى أنها زادت بنسبة مقارنة بنسبة في عام خلال نفس الفترة ولفت عبد الله زكري إلى ازدياد الشعارات التحريضية والعداء ضد المسلمين بمواقع الإنترنت الفرنسية ووسائل الإعلام في الآونة الأخيرة والتي أدت إلى انتشار التهديدات اتجاه المسلمين وأضاف أن بعض التصرفات اللامسؤولة من بعض السياسيين الفرنسيين قبيل الانتخابات أججت الكره والعداء تجاه المسلمين خاصة بعد الهجوم على المجلة الساخرة شارلي إيبدو في جانفي من العام الحالي يذكر أن شخصا قتلوا في هجمات مختلفة بدأت في جانفي الماضي بهجوم على مجلة شارلي إيبدو واستمرت ثلاثة أيام وتمكنت الشرطة الفرنسية من القضاء على منفذيها ورفعت السلطات الفرنسية بعدها التدابير الأمنية إلى أعلى مستوى تجدر الإشارة إلى أنه يعيش في فرنسا قرابة ملايين مسلم غالبيتهم من دول شمال إفريقيا
أشار تقرير للمرصد الوطني لمناهضة الإسلاموفوبيا في فرنسا إلى تزايد الاعتداءات والتهديدات بحق المسلمين في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري ثلاثة أضعاف مقارنة بالعام الماضي
وإذا أمعنا النظر في صحيفة يثرب نجدها تكشف لنا عن العمل الكبير الذي أتمه النبي صلى الله عليه وسلم بتوحيده قبائل المدينة وجعلها أمة واحدة لها حكم أعلى هو الرسول نفسه صلى الله عليه وسلم ولكن هذه الصحيفة لا تكفي وحدها في إعطائنا صورة واضحة عن السلطة العامة التي كانت تدير الأمور في المدينة ومن الحق أن نقرر أن هذه السلطة العامة لم تستكمل عناصرها فجأة ودفعة واحدة وإنما تم ذلك تدريجيا شأن الرسول صلى الله عليه وسلم في كل أعماله المباركة وكان أول ما أنشأه النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة من أجهزة الإدارة جهاز الكتاب يكتبون له الوحي والرسائل إلى الملوك والحكام والناس وكذلك نظم أمور الجيوش الغازية وما يتبع ذلك من قسمة الغنائم وأناب عنه في الصلاة بالمسلمين من يقوم بها خلال تغيبه في غزوة أو غير ذلك ولما تم للنبي صلى الله عليه وسلم فتح بلدان متباعدة أرسل إليها عمالا يعلمون الناس الدين ويقضون بينهم وفق أحكام الشرع ويقبضون الزكاة ويؤمون الناس في الصلاة
لقد كان الفيلسوف الكبير والكاتب الفرنسي السويسري روسو يقول إن البشر انتقلوا من حال الهمجية والعزلة إلى حال الحياة الاجتماعية باتفاقهم ورضاهم أو بما كان يسميه العقد الاجتماعي وإن كان غير مكتوب ورد بعض العلماء على نظرية روسو قائلين إن الإنسان اجتماعي بطبعه ولا يعرف عصر كان فيه البشر معزولين بعضهم عن بعض يعيشون كما تعيش الحيوانات الوحشية ثم تعارفوا وتعاقدوا على الحياة المشتركة والخضوع إلى سلطة واحدة ولو أن روسو قرأ أخبار الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة لرأى فيها دليلا على صحة نظريته مع تعديلها قليلا بحيث يقال إن البشر الذين كانوا يعيشون في مجتمعات قبلية استطاعوا أن يتحولوا إلى ما يشبه الدولة العصرية بعقد اتفقوا عليه
يشدد الإسلام العقوبة على إزهاق الأرواح وقتل الأولاد فقال ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم الإسراء ولأن الله وحده هو خالق الحياة وواهبها فلا ينبغي لأحد البتة أن يسلب هذه الحياة إلا بأمر الله جل جلاله في نطاق الحدود التي شرعها ولا يسلب الروح إلا واهب الحياة وهو وحده الذي يعلم من خلق والقتل إذا كان عمدا وعدوانا فهو من أعظم الذنوب والكبائر وهو هدم للبنية الإنسانية ويترتب عليه استحقاق العقوبة في الدنيا والآخرة وذلك بالقصاص والخلود في نار جهنم ولأنه اعتداء على صنع الله في الأرض وتهديد لأمن البلاد والعباد وحتى لا يتهاون الناس بدماء المسلمين قال الله تعالى ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق وقال تعالى ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون البقرة وقال النبي صلى الله عليه وسلم قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا رواه النسائي يقول العلامة ابن حزم الأندلسي لا أعلم ذنبا بعد الشرك أعظم من قتل المؤمن بغير حق أو ترك الصلاة وعند تطبيق حكم القصاص في القتل العمد والعدوان يجب أن يقتل القاتل بالطريقة التي قتل بها القتيل قال فقهاء المالكية والشافعية يقتل القاتل بالقتلة التي قتل بها أي بمثل الفعل الذي فعله بالقتيل فإن ضربه يضرب وإن خنقه يخنق وإن قطعه وجزأ أطرافه تجزء أطرافه وهكذا واستدلوا بنصوص من القرآن الكريم كقوله تعالى وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به النحل ومن السنة ما أخرجه البخاري في صحيحه أنه صلى الله عليه وسلم رض رأس يهودي بين حجرين كان قد قتل بهما جارية من الأنصار وجاز العفو من أولياء الدم لكن يبقى حق السلطان أو من ينوبه وهو التعزير قال سادتنا المالكية إذا عفا ولي الدم عن القاتل يبقى للسلطان حق فيه فيجلد مائة ويسجنه عام وفقهاء المذهب الحنفي يجيزون القتل في الجرائم التي تعتبر إفسادا للمجتمع ووافق على هذا الرأي من الحنابلة ابن عقيل وابن تيمية وابن القيم ويجب باتفاق الفقهاء قتل الجماعة بالواحد وهذا من فعل الصحابة رضوان الله عليهم جاء في الموطأ من حديث سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل نفرا خمسة أو سبعة برجل قتلوه غيلة وقال لو تمالأ عليه أهل صنعاء قتلتهم به وفي رواية خارج الموطأ أن امرأة وعشيقها ورجل آخر وامرأة وخادمها اجتمعوا على قتل غلام فقطعوه أعضاء وألقوا به في بئر ثم ظهر الحادث بين الناس فأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقتلهم جميعا قصاصا وقد انتشرت جريمة الدماء وخطف الأطفال بصورة بشعة وأصبحت حرمة الدماء حقيرة في نفس كثير ممن ينتسبون إلى الإسلام ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم وقد ورد في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما فحرمة الدماء عظيمة عند رب الأرض والسماء فمن أجل ذلك جعل الإسلام الدماء هي أول شيء يقضي فيها الله بين العباد يوم القيامة كما في الصحيحين فيوم القيامة ينادى على القاتل السفاح المجرم الذي سفح الدماء بغير حل فيرعد النداء قلبه فترتعد فرائصه وتضطرب جوارحه وهو يمشي بين الخلائق ليقف بين يدي الملك الحق جل جلاله وينادى على كل قتيل قتله هذا المجرم السفاح فيتعلق كل قتيل بالقاتل وأعناقهم تسيل دما وهو يصرخ ويستغيث والله نسأل أن لا يلطخ أيدينا بدماء المسلمين
يعترف القرآن الكريم بأن الطفل كائن ضعيف لا حول له ولا قوة قال الله تعالى الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة الروم وإن قتل الأطفال وذبحهم هي السمة المميزة لطغيان فرعون قال تعالى يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم البقرة وقال سبحانه حكاية عما كانت العرب تفعله في الجاهلية وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت التكوير
يعرف العلماء المنشطات في اللغة ب نشط الرجل في عمله ينشط نشاطا فهو نشيط إذا خف وأسرع ولا يختلف التعريف الفقهي للنشاط عن التعريف اللغوي ويقصد بالمنشطات المحظورة رياضيا في الاصطلاح الرياضي استعمال أية مادة من شأنها أن تزيد نشاط اللاعب نشاطا غير طبيعي مما يجعله ينافس بطريقة غير عادلة وهذه المنشطات عبارة عن عقاقير مصنعة وقد تكون مواد طبيعية تؤخذ بكميات غير طبيعية وبطرق غير معتادة تساهم في رفع اللياقة البدنية بشكل غير طبيعي وأغلبها مواد مخدرة وقد قسمت اللجنة الطبية التابعة للجنة الأولمبية الدولية المنشطات المحظورة رياضيا إلى خمسة أقسام هي المنبهات للجهاز العصبي المثبطات للجهاز العصبي الهرمونات البنائية العقاقير المسيطرة على الدورة الدموية مدرات البول هرمون النمو الهرمونات الكورتيزوني وتؤكد النصوص العامة في الشريعة الإسلامية على حفظ الضروريات الخمس الدين النفس المال العقل والنسل وبذلك يكون حكم استعمال المنشطات البدنية التي يستخدمها الرياضيون محرما للأدلة الآتية أن المعنى الأسمى للرياضة هو تقويم الجسم ودفع الضرر عن النفس والبدن وإظهار جوانب القوة والنشاط وحتى لو كانت الرياضة للترفيه عن النفس فهي جائزة بشرط الانضباط بضوابط الشرع وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سابق زوجته عائشة رضي الله عنها وصارع ركانة وسابق على الخيل والإبل الخ وعند النظر إلى المصالح والمآلات في استخدام المنشطات نجد أنها لا تحقق للإنسان المتعاطي أي نفع على الإطلاق بل تؤدي إلى ضرر محض يؤثر على الجسم والعقل والأصل في الجسم أن يكون قويا ونشيطا في حالته الاعتيادية الطبيعية وعندما تدخله هذه المواد فإنها تقلب المنافع إلى مضار وبالتالي يتعارض استخدام تلك المنشطات مع القواعد العامة في الشريعة الإسلامية التي تنص على دفع الضرر وإن من قواعد الشرع أن ما ثبت ضرره ثبتت حرمته وقد ثبت ضرر هذه المنشطات طبيا فثبتت حرمتها شرعا فالنصوص الشرعية من القرآن والسنة النبوية الشريفة جاءت صريحة بتحريم بعض المواد المضرة على الجسم والدين والمجتمع كالخمر والبعض الآخر من المواد جاءت الحرمة فيها باعتبار النظر إلى المآلات السلبية الناتجة عن الاستخدام وأن استخدام المنشطات الرياضية يؤدي إلى كثير من الأمراض المزمنة والمستعصية والقاتلة بل قد يؤدي استخدام المنشطات في بعض الأحيان إلى الموت والله عز وجل نهى الإنسان أن يقتل نفسه حيث قال الله تعالى ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما النساء وقال تعالى ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة البقرة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار فالإسلام حرم على المسلم أن يتسبب في هلاك نفسه وقتلها كما حرم عليه أن يضر نفسه بأي وجه من أوجه الضرر وأنها تؤدي إلى أمراض خطيرة وقد أثبتت الأبحاث الطبية أن تعاطي المنشطات الرياضية يؤدي إلى أمراض متنوعة كثيرة نفسية كاضطراب المزاج والشعور بالكآبة والرغبة في العدوانية وأمراض عصبية كالجنون وأمراض عضوية كمرض الذبحة القلبية المؤدي للموت وأمراض الكلى وأورام البروستاتا والعجز الجنسي المؤدي إلى العقم والخلل الهرموني ويمكن إيضاح الأضرار الصحية التي تؤكد الأبحاث الطبية أن تعاطي المنشطات الرياضية يسببها في النقاط التالية الإدمان الاكتئاب النفسي الالتهاب الكبدي التهاب المعدة المؤدي إلى القرحة أمراض عصبية مختلفة الأرق والهلوسة الإسهال والغثيان عدم الاتزان أمراض الرئة والقلب عدم الشهية للطعام ارتخاء العضلات زيادة إفرازات الدموع والأنف الطفح الجلدي هبوط التنفس المؤدي إلى الموت أمراض الكلى أورام البروستاتا ظهور علامات الذكورة الجسدية في الإناث العنة أو العقم نتيجة استخدام هرمون الذكورة التستوستيرون وإن استخدام المنشطات الرياضية يورث الكذب والغش ويقلب الحقائق ويجعل جسم الرياضي يظهر نشيطا وقويا وهو في الحقيقة غير ذلك وهذا غش وقلب للحقائق والله تعالى أمرنا بالصدق حيث قال يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين التوبة وقال عليه الصلاة والسلام الخديعة في النار علقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم وأن تناولها وممارسة الغش الرياضي هو تشويه لسمعة الرياضي نفسه إضافة إلى تشويهه سمعة ناديه وأسرته ومنتخب بلاده الذي ينتمي إليه ويصير عوض أن يكون قدوة حسنة للناشئة يصبح قدوة سيئة وتلوك سيرته الألسن ووسائل الإعلام المختلفة فمن يرضى على نفسه تشويه السمعة وإشاعة القيل والقال حول اسمه وعائلته وناديه ووطنه فالمنشطات الرياضية اعتداء على الفطرة الربانية التي فطر الله الناس عليها وفيها تدمير لصحة الإنسان وتغيير لطبيعة الجسد قال الله تعالى على لسان إبليس ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله النساء وتغيير خلق الله هو كل تصرف يؤدي إلى تغيير صورة الإنسان وهذا الحكم الشرعي بتحريم تناول المنشطات بأنواعها توافقه جميع التنظيمات والقوانين الدولية التي تمنع استخدام هذه المنشطات
انشغل الرأي العام الجزائري هذه الأيام بقضية انتشار تناول المنشطات من قبل الرياضيين الجزائريين في مختلف الأنشطة الرياضية فكان لابد من التعرض للموضوع وبيان حكمه الشرعي توعية للرأي العام وبالخصوص الرياضيين الذين مع الأسف يقبلون على هذه الممارسات وهم في جهل تام بما يتعلق بها من مخاطر صحية وأحكام شرعية
الظهار هو قول الزوج لزوجته أنت علي حرام كظهر أمي أو إحدى محارمه ولا يكون من النساء لأزواجهن وإنما يكون من الرجال لأزواجهم فإذا قالت المرأة لزوجها أنت حرام علي كظهر أختي فإن ذلك لا يكون ظهارا والعلماء رتبوا عليه كفارة اليمين وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فعلى هذه الزوجة أن تكفر عن يمينها ولا حرج عليهما إن كفرت عنه بعد تمكينه من نفسها أو قبله والله أعلم هذا النوع من الشك لا يلتفت إليه ولا يعتبر لأننا لو قلنا باعتباره لانفتح على الناس باب الوساوس وصار كل إنسان يشك في عبادته فمن رحمة الله عز وجل أن ما كان من الشك بعد الفراغ من العبادة فإنه لا يلتفت إليه إلا إذا تيقن الإنسان النقص فإنه يجب عليه تداركه حالتئذ وإلا فلا والله أعلم الفوائد الربوية مال حرام واستغلالها لغير ضرورة لا يجوز مطلقا فأكل الحرام خطيئة عظيمة تستوجب عقاب الله عز وجل ومحق البركة ورد الدعاء وغير ذلك من أنواع العقاب الدنيوي والأخروي والله عز وجل طيب لا يقبل إلا طيبا لهذا فإنه لا يجوز بناء المسجد بتلك الأموال المحرمة والأولى إنفاقها في بناء المراحيض العمومية مثلا أو بناء أماكن رمي القاذورات وما أحوج الأحياء والمجمعات السكنية لذلك وإذا تعذر ذلك تعطى للفقراء الذين تشتد حاجتهم دون إعلامهم بمصدرها
إن كان الشاب على خلق واستقامة وتوفرت فيه صفات الزوج الملائم القادر على تحمل تبعات الزواج ومسؤولياته رغم مرضه المزمن فليس للوالدين رفضه إن وافقت البنت على الزواج منه بحجة وجود أختين لها يكبرانها سنا فالزواج مكتوب في اللوح المحفوظ ومن غير المعقول أن يرد خطاب الصغرى حتى تتزوج الكبيرة فربما تأخر زواج الكبيرة ما يسبب حرجا للصغرى وتضييع فرص كثيرة ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير والله أعلم
وشكل المقطع المصور الذي أظهر تهجم سيدة لفظيا على مسلمتين محجبتين في حافلة عامة بلندن صدمة لدى مسلمي بريطانيا الذين باتوا قلقين من تكرار هذه الاعتداءات ويأتي الحادث في وقت كان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون قد أصدر أوامره للشرطة يوم أكتوبر الجاري بتسجيل جرائم الكراهية ضد المسلمين بشكل منفصل تحت اسم جرائم الإسلاموفوبيا أو كراهية المسلمين وإخراجها من القائمة العامة لجرائم الكراهية وهو ما طالبت به المجالس الإسلامية البريطانية مرارا أسوة بجرائم معاداة السامية ضد اليهود والجرائم ضد السود وأعلنت الشرطة في بيان سابق لها إلقاء القبض على السيدة التي قامت بالاعتداء والتحقيق معها عقب مشاهدة كاميرات المراقبة الموجودة في الحافلة وبعض اللقطات التي صورها الركاب وعبر مارك هاميلتون مساعد رئيس الشرطة البريطانية عن تفاؤله بالخطوة الجديدة وأكد في تصريح ل الجزيرة نت أنها ستساهم في تطمين الضحايا والمجتمع بأن الشرطة تأخذ هذه الجرائم محمل الجد كما ستجعلهم واثقين من استجابة أجهزتنا وتعاملنا مع هذه الحوادث المروعة من جهته قال رئيس مرصد الشرق الأوسط داود عبد الله إن هذا القرار يأتي عقب سنوات طويلة طالب فيها المسلمون بمساواتهم بالأديان والعرقيات الأخرى وأضاف لذات المصدر أنه يأتي في إطار تحقيق العدالة للجميع مشيرا إلى أن هناك قوانين منذ السبعينيات تجرم العنصرية ضد السود واليهود في بريطانيا واليوم تكتمل الصورة بهذا القرار الحكومي لحماية المسلمين معتبرا أن هذه الخطوة ستساوي الجميع أمام القانون وأن تسجيل الشرطة لجرائم الإسلاموفوبيا سيجعل التعامل معها سهلا من جانبه قال شجاع شافي الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني إن هذا التوجه حصاد لسنوات من الضغط مشيرا أن هذه الخطوة مهمة في تقييم حجم العداء للإسلام عبر الدقة في تسجيل جرائم الإسلاموفوبيا من أجل معالجتها بشكل صحيح معتبرا أنها خطوة أولى جادة في التعامل مع هذه الظاهرة وضمان معاملة جميع الأديان على قدم المساواة بموجب القانون داعيا الحكومة لعقد مؤتمرات تبحث هذه الظاهرة يشارك فيها المسلمون من كافة الأطياف خاصة المستقلين عن السياسات الحكومية
في وقت تزداد فيه مخاوف مسلمي بريطانيا من تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا جاء قرار رئيس الوزراء البريطاني بتوثيق جرائم الكراهية ضد المسلمين بشكل منفصل ليبعث تفاؤلا مشوبا بالحذر لدى المجالس الإسلامية التي طالما طالبت بهذه الخطوة
وفي ندوة صحفية نشطها بدار الإمام بالمحمدية بمناسبة إشرافه على انطلاق فعاليات الحملة الوطنية ال لترقية مؤسسة الزكاة أوضح الوزير أن هذا الاجراء الذي بدأ العمل به سنة سيبقى ساري المفعول إلى غاية استرجاع الأموال المقروضة لمختلف فئات الشباب لإقامة مشاريعهم المصغرة وشدد السيد محمد عيسى في ذات السياق على ضرورة تنسيق الجهود لدعم صندوق الزكاة وإحياء ركن من أركان الاسلام حاول الاستعمار تغييبه في أوساط المجتمع الجزائري وأضاف الوزير بالمناسبة أن نسبة ر بالمائة من أموال صندوق الزكاة تمنح بصفة دائمة للفقراء والمساكين معتبرا أن عملية تجميد دعم القرض الحسن من شأنه أن يدفع الشباب المعنيين إلى إرجاع الأموال المأخوذة من صندوق الزكاة وأكد في هذا الصدد بان حصيلة جمع الزكاة تتحسن من سنة إلى أخرى وهذا حسب درجة نشر الوعي والتعبئة في أوساط المجتمع داعيا المؤسسات العمومية والخاصة وكذا رجال الاعمال الى التفاعل مع صندوق الزكاة في إطار مخطط وطني للقضاء على الفقر في الجزائر
كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة عن استمرار تجميد القرض الحسن لمدة خمس سنوات أخرى معتبرا هذا الإجراء بمثابة عامل مفعل لصندوق الزكاة
سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة تأتي امرأة فتذهب إلى أحد خلفاء بني أمية وتقول إن سعيد بن زيد غصبني أرضي فيأتي به الخليفة ويقول أغصبتها أرضها يا سعيد فتدمع عيناه ويقول والله ما غصبتها أرضها لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه يوم القيامة من سبع أراضين ثم قال فلتأخذ أرضي إلى أرضها وبئري إلى بئرها ونخلي إلى نخلها فإن كانت صادقة فذاك وإن كانت كاذبة فأسأل الله تعالى أن يعمي بصرها ويهلكها في هذه الأرض وتصعد الدعوة إلى الباري سبحانه الذي ينصر المظلوم من الظالم وبعد فترة تصاب هذه المرأة بالعمى ثم تذهب لتتخبط في أرضها التي أخذتها بالزور والجور ثم تسقط في البئر متردية فتهلك هناك وها هم البرامكة وزراء الرشيد الذين كان منهم ما كان كانوا في نعمة من الله لكنهم ما صانوا هذه النعمة بل تكبروا وتجبروا وظلموا عباد الله وظنوا أنهم في بعد عن قبضته سبحانه فيسلط الله عليهم الخليفة فيقتل منهم من يقتل ويدخل السجن منهم من يدخل ويضرب أحدهم ألف سوط وهو من كبرائهم ثم يدخله السجن فيأتي أحد أبنائه يزوره فيقول أبتاه بعد العز أصبحت في القيد أين قصور الذهب والفضة يا أبتاه قال ألا تدري يا بني قال لا قال دعوة مظلوم سرت في جوف الليل نمنا عنها وليس الله عنها بنائم ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إن من الخليقة جبانا عندما لا يجد من يظلم يظلم البهائم سلط شجاعته على الحيوانات والدواب فهو شجاع على القطط وجريء على الكلاب رجل في يوم من الأيام تردد حمار على مزرعة له فأكل منها ما أكل فطرده في اليوم الأول والثاني والثالث وبعدها عمد إلى ربطه في سيارته حيا ثم سحبه على الإسفلت إلى منطقة بعيدة حتى تمزق إربا إربا ظلم وأي ظلم ويرجع إلى بيته فيجد فيه بعوضا فعمد إلى مبيد حشري فرش به الغرفة حتى امتلأت بهذا الغاز ثم أضاء المصباح فأصدر شرارة فإذا بالغرفة تصبح عليه نارا فيحترق ثم يبقى يومين أو ثلاثة معذبا بآثار الحريق إلى أن لقي ربه إن البهائم لها أرواح وتشعر بما يشعر به بنو آدم يدخل النبي صلى الله عليه وسلم حائط رجل من الأنصار فيجد بعيرا هناك جائعا متعبا فيأتي عليه الصلاة والسلام ودموعه تذرف فيقول أين صاحب هذا البعير فيخرج فتى من الأنصار ويقول أنا يا رسول الله فيقول أما تتقي الله في هذه البهيمة تجيعها وتتعبها إنها شكت إلي ما تجده منك وكان رجل يكاري على بغل له بين دمشق والزبداني كما يروي ابن كثير وجاء يوما من الأيام قاطع طريق فركب معه وذهبا في الطريق وبينما هما كذلك قال اسلك هذه الطريق فهي أيسر وأقرب قال أنا منذ فترة وأنا أسلك هذا الطريق وأعرفها قال هذا أقرب وأيسر فصدقه وذهب معه فجاء إلى واد سحيق وإذا في هذا الوادي جثث لقتلى فهو يأتي بالناس إلى هناك ليذبحهم ثم يسرق ما معهم جاء بهذا الرجل وأراد أن يقتله فقال خذ كل ما أملك خذ بغلتي خذ دراهمي خذ كل ما تريد ودعني وشأني قال لابد من قتلك قال إن كان لا بد فدعني أصلي ركعتين أودع بهما الدنيا قال فقمت أصلي وهو قائم علي بالحربة يريد أن يقتلني قال فضيعت القرآن وأنا أرى الحربة فوق رأسي فوالله ما استحضرت آية من القرآن إلا أنني تذكرت قول الله أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء قال فكررتها وإذ بفارس من فم الوادي يخرج على فرس ومعه حربة فينطلق حتى يضربه بالحربة فيرديه قتيلا قال فتعلقت بثيابه وقلت أسألك بالله من أنت قال أنا من جنود الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء إنها دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ودخل طاوس على هشام بن عبد الملك ينصحه ويعظه ويحذره الظلم ويقول له اتق الله يا هشام ولا تنس يوم الأذان قال وما يوم الأذان يا طاوس قال فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين فأغمي عليه
في صحيح مسلم ذكر عليه الصلاة والسلام صنفا من الناس وصفهم بأنهم أهلكوا أنفسهم كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ومنهم الذين يظلمون عباد الله بألسنتهم أو بأيديهم أو بأي نوع من أنواع الظلم متناسين أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب
إلا أن الفقهاء وأصحاب المذاهب اختلفوا في شرط حولان الحول فذهب الأئمة الأربعة إلى اشتراطه فقالوا لا يزكى مال مستفاد إلا أن يحول عليه الحول فإن كان عنده ما وجبت فيه الزكاة زكى الجميع عند إتمام الحول وذهب بعضهم ورجحه الفقهاء المعاصرون إلى عدم اشتراط الحول في وجوب الزكاة في المال المستفاد لأن الواحد من أصحاب المهن الحرة قد يربح أموالا طائلة فينفقها قبل حولان الحول عليها فلا تجب عليه الزكاة وآخر لا ينفقها فتجب عليه الزكاة ولا عدل في هذا بل قد يجعل هذا كثيرا من الناس يكسبون وينفقون وينعمون دون أن ينفقوا مما رزقهم الله وقد قال صلى الله عليه وسلم على كل مسلم صدقة فقالوا يا نبي الله فمن لم يجد قال يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق قالوا فإن لم يجد قال يعين ذا الحاجة الملهوف قالوا فإن لم يستطع قال فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فإنها له صدقة رواه البخاري ومسلم والإسلام أوجب الزكاة فيما بلغ النصاب وذلك ليتحقق معنى الغنى الموجب للزكاة مع توفر الشروط الباقية قال صلى الله عليه وسلم لا صدقة إلا من ظهر غني رواه أحمد والبخاري والبيهقي وهو صحيح ونصاب المال المستفاد اعتبره بعض الفقهاء كنصاب الزروع والثمار وهو ما بلغ نصاب خمسة أوسق واعتبره آخرون ورجحوه كنصاب النقود وهو ما بلغ قيمة غراما من الذهب وهي دج إن كان ابن أخيك مصرفا من مصارف الزكاة المذكورة في قوله تعالى الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم التوبة فيجوز إعطاؤها له وللمجتهدين المعاصرين تحليل ديني واجتماعي مزدوج لهذه المصاريف فأدخلوا في مصرف الفقراء والمساكين الأيتام والأرامل والمطلقات والشيوخ والعجزة والمرضى وذوي الدخول الضعيفة وطلبة العلم والعاطلين عن العمل لكن بشروط من بينها أن لا يوجد عائل لأي منهم ملزم شرعيا بإعالتهم وأن لا يكونوا قادرين على الاسترزاق والإنفاق على أنفسهم وعلى أسرهم وأن لا يكون لأي منهم دخل مالي يرفع عنه لقب الفقير والمسكين والله الموفق
ذهب أصحاب المذاهب الأربعة إلى وجوب الزكاة في المال المستفاد عن طريق المهن الحرة كالطبيب والمحامي لعموم الأدلة الواردة في وجوب الزكاة وتحقيقا للعدالة في المجتمع لقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم البقرة ولا شك أن كسب الطبيب والنجار وغيرهما من كسب طيب فوجب عليهم الإنفاق منه وليس من العدل أن تفرض الزكاة على الفلاح المستأجر إذا أغلت أرضه ما بلغ النصاب وأن يترك الطبيب الذي يكسب من عيادته في اليوم الواحد ما يكسبه ذلك الفلاح بعد عام طويل من خدمة أرضه
قد ينكر بعضهم صحة هذا الكتاب لأنه لم يرد في كتب الأحاديث الصحيحة ولكن كثيرا من كتب الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرد في كتب الحديث وإنما ورد في كتب التاريخ وسواء أصحت الألفاظ التي تضمنها هذا الكتاب أم طرأ عليها شيء من الزيادة والتعديل فذلك لا يضعف قيمته لأن الأمر الذي يعنينا كما قال الدكتور منير العجلاني في كتابه عبقرية الإسلام في أصول الحكم هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم جمع أهل يثرب والمهاجرين وأقام بينهم حلفا وجعلهم أمة واحدة وأنهم فوضوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم السلطة والزعامة وأنه عرفهم بواجباتهم المدنية بوصفهم مواطنين يتناصرون ويتوفر بعضهم على حرمات بعض ويقومون جميعا على من بغى وظلم ولو كان الظالم منهم وإذا حاربوا حاربوا جميعا وإذا سالموا سالموا جميعا ولم يجز لقبيلة منهم أو أفراد معدودين أن يعقدوا صلحا منفردا وإذا قتل أحدهم إنسانا قتل به وليس لقبيلته أن تحميه وتتعصب له لأنه خرج بعمله على نظام المسلمين كلهم ويجب على المسلمين كلهم أن يقوموا عليه ويثأروا منه
عمل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على توحيد كلمة المسلمين فلم يمض على وصوله إلى المدينة المنورة غير قليل حتى جمع المهاجرين والأنصار وآخى بينهم وجعل الرابطة الإسلامية فوق العصبيات ثم جمع المسلمين واليهود من سكان يثرب وكتب بينهم كتابا هو بمثابة حلف أو عهد وأقرهم على دينهم وأموالهم ولعله في لغة هذا العصر دستور بل أول دستور من نوعه عرفته العرب وبه نشأت السلطة العامة العليا التي تولاها الرسول صلى الله عليه وسلم بإلحاح أهل المدينة وبإجماعهم عليه
شخص اقترض مبلغا من المال من أخيه ولم يحددا أجلا للتسديد بل تركا ذلك حسب مقدرة المقترض وبعد مدة توفي الأخ القارض ولما فاتح المقترض زوجة أخيه المتوفى عن موضوع الدين بعد وفاة الأخ صار الدين ميراثا للزوجة والأولاد وبما أنهم تنازلوا لك عنه فقد سقط عنك ولا شيء عليك وينبغي لك الإحسان إلى أخيك المتوفى بالدعاء له والتصدق عليه وبتفقد زوجته وأولاده ومقابلة إحسانهم بتنازلهم عن الدين بإحسانك وسؤالك عنهم وقضاء حاجاتهم حسب القدرة والوسع والله الموفق يجب العدل في قسمة الميراث بين الأولاد بإعطاء كل ذي حق حقه كما بين ذلك رب العزة في القرآن قال تعالى يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما النساء فهذه الآية والتي تليها والآية التي في خاتمة السورة سورة النساء هي آيات علم الفرائض ولقد تولى الله عز وجل تقسيم الميراث بين مستحقيه لأهمية هذا الموضوع في حياة الناس وعلاقتهم في الأسرة الواحدة والعائلة الواحدة والتي يجب أن يسودها التعاون والوحدة والاتفاق ولرفع الظلم الذي كان في الجاهلية حيث كانت المرأة تحرم من حقها في الميراث احتقارا لها وحيفا ومن المؤسف أن نسمع عن أناس اليوم يفكرون بتفكير الجاهلية ويحرمون الأنثى من حقها الذي بينه الله من فوق سبع سموات وأنزله قرآنا يتلى ليكون حجة على جميع من سولت لهم أنفسهم عدم العدل في قسمة الميراث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العلم ثلاثة وما سوى ذلك فهو فضل آية محكمة أو سنة قائمة أو فريضة عادلة رواه أبو داود وابن ماجه وإن هذا التقسيم الإلهي لدليل على رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده يقول ابن كثير في تفسير الآية التي ذكرناها وقد استنبط بعض الأذكياء من هذه الآية أنه تعالى أرحم بخلقه من الوالد بولده حيث أوصى الوالدين بأولادهم فعلم أنه أرحم بهم منهم كما جاء في الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم رأى امرأة من السبي تدور على ولدها فلما وجدته أخذته فألصقته بصدرها وأرضعته فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه أترون هذه طارحة ولدها في النار وهي قادرة على ذلك قالوا لا يا رسول الله قال فوالله الله أرحم بعباده من هذه بولدها أخرجه البخاري ومسلم وقد تنادي بعض النساء الغافلات اللواتي أعمت الغفلة قلوبهن وعقولهن عن فهم هذه النصوص الشرعية وإدراك مقاصدها والعمل بها بل وفي كل شيء تحديا للتقسيم الإلهي تعالى الله عن تلك الصفات علوا كبيرا فلتبادر هؤلاء النساء إلى التوبة الصادقة وإلى الاستسلام لأوامر الله سبحانه وتعالى قبل فوات الأوان فإعطاء الذكر مثل حظ الأنثيين لا يعني أنه انتقاص من جنس النساء وإنما ذلك من العدل بينهم لما يترتب على الرجل من مؤنة النفقة والكلفة وغير ذلك مما تتطلبه التزامات الرجل العائلية والاجتماعية
إذا لم يعين السكن الذي سيشترى ولم يتفق بعد صاحب المال مع صاحب المسكن فعليه أن يخرج زكاة ذلك المال المدخر لشراء مسكن أما إذا تحدد المسكن واتفق مع صاحبه على شرائه فلا زكاة فيه ولو لم يدفع بعد ثمنه والله أعلم
لذلك لم يفته عليه الصلاة والسلام أن يبني الإخاء الإسلامي الذي هو أقوى بناء وأخلده للقضاء على العصبية القبلية فكان حتى وهو على فراش الموت يدعو القوم للتآخي والتواصي بالحق والتواصي بالصبر وبعبارة أخرى نقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد وجه عنايته منذ قدم على المدينة إلى تسهيل سبل العيش على المهاجرين الذين تركوا أموالهم في مكة ودعا الأنصار إلى مساعدتهم كما آخى بينهم وبين الأنصار وكانوا يتوارثون بهذا الإخاء إرثا مقدما على القرابة ثم نسخ بحكم قوله تعالى أواخر سورة الأنفال والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم وكان لفرض الزكاة على المسلمين بعد مقدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة أثر كبير في تحسين حال المهاجرين
لما بلغت دعوة الإسلام أطراف الجزيرة النائية أمر عليه الصلاة والسلام بعض صحبه الكرام بتعليم الناس مبادئ الدين الحنيف وعهد إلى آخرين بجمع العشور من البلاد التي دخل أهلها في الإسلام وكانت الروح القبلية متأصلة في بلاد العرب وما كانت إلا لتزداد قوة ورسوخا بتأثير الشعراء حين يهجون أو يمدحون أو يفخرون فتكون أبياتهم أشد فتكا من السهام
وفتح الطريق للراغبين منهم في الإسلام وكفل لهم التمتع بما للمسلمين من حقوق ولكن سرعان ما انقلبوا على أعقابهم فأصبحوا يتحالفون مع المشركين ويتربصون الدوائر بأهل الإيمان الأمر الذي أدى بهم إلى أن يخربوا بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين وإلى أن يطردوا مدحورين من كل رحاب المدينة المنورة جزاء نقضهم للعهود والمواثيق كما هو دأبهم على مر الأجيال وإلى هذا الخزي يشير القرآن الكريم بقوله في سورة الحشر ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب الحشر وهكذا أوجد الرسول صلى الله عليه وسلم السلطة العامة التي لم تعرفها العرب من قبل وأنشأ الدولة التي تجمع في حضنها المسلمين وغير المسلمين وتضمن لهم حرية العقيدة وكرامة الحياة وحرمة الجوار وحق الأخوة والتناصر وقد مضى الرسول صلى الله عليه وسلم بعد هذا في توسيع رقعة الدولة بنشر الدعوة في جزيرة العرب وما وراء الجزيرة وقد استطاع عليه الصلاة والسلام خلال سنوات قليلة أن يوحد كل عرب الجزيرة ويدخلهم في الإسلام وأما أهل الكتاب فقد أقرهم على دينهم وفق المبدأ القرآني لا إكراه في الدين على أن يؤدوا للدولة الفتية جزية على شكل ضريبة من أجل حماية نفوسهم وأموالهم ولولا غدرهم كما قلنا لما أخرجهم الرسول صلى الله عليه وسلم من أملاكهم وجناتهم ولو امتدت حياته صلى الله عليه وسلم لتمت على يديه كل الفتوحات العظيمة التي قام بها خلفاؤه من بعده
من أعجب الأمور أن زعامة النبي صلى الله عليه وسلم لم يرتضها فحسب المهاجرون والأنصار من الأوس والخزرج الذين فشا فيهم الإسلام وذلك أمر طبيعي بل ارتضها أيضا اليهود وقد تكفل لهم هذا الدستور بحريتهم الدينية وجعلهم حلفاء للمسلمين يحاربون من يحاربونهم ويسالمون من يسالمونهم ويحتكمون إلى النبي صلى الله عليه وسلم في كل حدث أو شجار يخاف فساده
يتأكد صيام يوم عاشوراء حديث سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان رواه البخاري ومسلم ولصيام هذا اليوم المبارك فضل عظيم كما في حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله رواه أحمد ومسلم وصيام هذا اليوم سنة مؤكدة وليس واجبا لحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه رواه مسلم وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما نزل رمضان كان من شاء صامه ومن شاء لا يصومه رواه البخاري ويستحب حث الصبيان على صيامه كما في حديث الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ومن أصبح صائما فليصم قالت فكنا نصومه بعد ونصومه صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار رواه البخاري ومسلم كما يسن صيام يوم قبله أو بعده لحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود وصوموا قبله يوما أو بعده يوما رواه أحمد وابن خزيمة قال الحافظ ابن حجر العسقلاني وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ولاسيما إذا كان فيما يخالف فيه أهل الأوثان فلما فتحت مكة واشتهر أمر الإسلام أحب مخالفة أهل الكتاب أيضا كما ثبت في الصحيح فهذا من ذلك فوافقهم أولا وقال نحن أحق بموسى منكم ثم أحب مخالفتهم فأمر بأن يضاف إليه يوم قبله ويوم بعده خلافا لهم وصيام يوم قبله أو بعده مستحب لا واجب وعلى المسلم أن لا يتكل على صيام هذا اليوم مع مقارفته للكبائر إذ الواجب التوبة من جميع الذنوب وسبب صيام هذا اليوم المبارك ما جاء في حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال ما هذا قالوا هذا يوم صالح هذا يوم نجا الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى قال فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه رواه البخاري يشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء بمكة ولا يأمر الناس بصومه قال العلامة الباجي في المنتقى في شرح الموطأ يحتمل أن تكون قريش تصومه في الجاهلية وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه قبل أن يبعث فلما بعث ترك ذلك فلما هاجر وعلم أنه كان من شريعة موسى عليه السلام صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان نسخ وجوبه
روي عن الصحابي الجليل سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع قال فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله رواه مسلم
تميز عصر الخليفة عمر بن عبد العزيز بالعدل والرخاء الاقتصادي حتى إن بيت مال المسلمين لم يجد من يستحق أموال الزكاة ليدفعها له بعد تزويج الشباب وتسديد الديون عن الفقراء تعزز الزكاة وحدة المجتمع الإسلامي وتتجاوز الجغرافية السياسية لبلدانه إذ الأصل في الزكاة المحلية أن توزع على فقراء البلد الذي تجبى منه لكن ذلك لا يمنع جواز نقلها إلى حيث تمس الحاجة إليها وفي ذلك إشعار للمسلمين بوحدة أمتهم وبوحدة ذمتهم أيضا كما تعمق الزكاة فهم المسلم لوظيفة المال في المجتمع بتوكيدها للوظيفة الاجتماعية لحق الملكية تأسيسا على نظرية الاستخلاف الإسلامية فالمال مال الله والناس مستخلفون فيه وهذا الفهم يساعد المسلم على تقبل أحكام الإسلام الأخرى المتعلقة بالمال انتفاعا واكتسابا واستثمارا وتداولا والزكاة فريضة على كل مسلم ذكر وأنثى مالك للنصاب دون النظر إلى جنسه أو عمره أو لونه أو نسبه أو طبقته أو وضعه الاجتماعي فالناس جميعهم سواء أمام هذه الفريضة قال ابن حزم الزكاة فرض على الرجال والنساء والكبار والصغار والعقلاء والمجانين قال تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم التوبة فهذا عموم لكل صغير وكبير وعاقل ومجنون لأنهم كلهم محتاجون إلى طهرة الله والزكاة نماء وطهرة للمال ولمالكه ولآخذه وللمجتمع ككل وما أبلغ القرآن إذ يقابل بين آلية الزكاة التي تعمم الاستفادة من المال وبين آلية الربا الذي يعمل على تركيزه واحتكاره وبالتالي يضع قيدا على الطلب والنمو الاقتصادي قال تعالى يمحق الله الربا ويربي الصدقات البقرة ولا أحسب أن فريضة وشعيرة مثل الزكاة ترتبط ببناء الإسلام الاعتقادي والتشريعي والقيمي تعجز عن أداء دورها الاقتصادي والاجتماعي في التنمية وتحقيق أهداف المجتمع إذا ما فعلت على نحو كفء وإيجابي يرتبط تشريع الزكاة بتحقيق العدل الاجتماعي حيث يتم من خلالها الصرف على الفقراء والمساكين من خلال مدهم بالنقود والأدوات الإنتاجية والعلاج ضد الأمراض كما تصرف على الغارمين وابن السبيل والعاملين عليها مما يساعدهم على الاستقرار وزيادة الإنتاج أما الصرف في سبيل الله فإنه يعطي بعدا آخر للعدل الاجتماعي من خلال تشييد المؤسسات الإنتاجية والخدمية المختلفة إن أهم ما يميز الزكاة أنها تؤدي دورا اقتصاديا واجتماعيا في آن واحد حيث يتمثل دورها في علاج مشكلة الفقر ومساهمتها في تحويل الفقراء القادرين على العمل إلى منتجين الزكاة هي المورد المالي والتشريع المالي الأول الذي يواجه به الإسلام اختلال التوزيع في الدخول بين الأفراد فيعمل من خلالها على تضييق الفجوة بين الطبقات الغنية والطبقات الفقيرة ومن المؤكد أنه لا يوجد في الأنظمة الاقتصادية الوضعية نظام يملك أداة لإعادة توزيع الدخل والثروة تتصف بالاستمرار وتهدف إلى إشباع حاجات الفقراء في المجتمع مثل ما هو موجود في النظام الإسلامي وتؤدي الزكاة دورا أساسيا في التكافل بين أفراد المجتمع فلقد نجحت الزكاة في الدولة الاسلامية وتطورها في كافة الحقب كمؤسسة متمثلة في بيت المال في تحقيق أهدافها كما أنها تحافظ على الأمن العام للدولة حيث إن نجاح الزكاة في التقليل من التفاوت في الدخل والثروة من شأنه أن يوجد جوا من الأمن والطمأنينة ويزيل كل ما يكون قد ترسب في النفوس من حقد وضغينة والتقليل من الجرائم التي قد تحدث بسبب الفقر والحقد والحسد وتشارك الزكاة في القضاء على جملة من الظواهر الاجتماعية التي تهدد المجتمع مثل الأمية والمرض والتسول والتشرد كما تساهم في حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية المعاصرة والتي فشلت النظم الاقتصادية الوضعية في علاجها ومن بين هذه المشكلات مشكلة تكدس الأموال في أيدي فئة قليلة من المجتمع ما أدى إلى زيادة الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بين الطبقات وإن الذي يتمعن في أحكام الزكاة يتبين له أنها قائمة على العدل الذي يراعي ظروف المكلف والممول وكذلك الوعاء الزكوي من حيث النماء من عدمه وأهم ما يلزم القيام به لتفعيلها واستظهار آثارها هو عملية توعية وتثقيف علمية واعية ومستمرة تشترك فيها المؤسسات التربوية والتعليمية والدعوية والإعلامية تستهدف تجديد التزام الناس بالنظام الزكوي بأبعاده العقدية والقيمية إذ يجب علينا أن نوصل رسالة مهمة لجميع الأغنياء حتى يؤدوا زكاة أموالهم على الوجه المطلوب شرعا لأن البعض يخرج القليل مما يجب عليه ويظن أنه قد أدى المطلوب منه كما يجب سن التشريعات اللازمة لتطبيق الفريضة عمليا بالتناغم مع مفردات النظم الضريبية القائمة ويمكن الاستفادة في هذا السياق من التطبيقات المعاصرة للزكاة ومن تجارب البلدان التي سنت تشريعات واستحدثت مؤسسات متخصصة بالزكاة لأغراض التقويم والتصويب كلية الدراسات الإسلامية قطر
يقوم المجتمع المسلم على مبدأ التكافل الاجتماعي بين أفراده وتعاونهم فيما بينهم في السراء والضراء وإن أركان الإسلام تؤكد هذا وتقرره وأنا على يقين لو أن الأغنياء من المسلمين الذين تجب في حقهم الزكاة أخرجوا زكاة أموالهم لما بقي فقير مسلم على وجه الأرض كما كان عليه الحال في عهد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز وقد عز في زمنه وجود من يقبل الزكاة يقول عمر بن أسيد والله ما مات عمر بن عبد العزيز حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول اجعلوا هذا حيث ترون فما يبرح يرجع بماله كله قد أغنى عمر الناس
ويقدر تقرير لتومسون رويترز عن الاقتصاد الإسلامي حجم الإنفاق العالمي للمسلمين على السفر إلى الخارج بقيمة مليار دولار في عام باستثناء الحج والعمرة مما يجعل هذا السوق يشكل في المئة من الإنفاق العالمي على أسواق السفر ويتوقع هذا التقرير أن يزيد الإنفاق العالمي للمسلمين على السفر إلى الخارج إلى مليار دولار في سنة معتبرا أن سفر المسلمين لقضاء العطلات والترفيه قد تجاوز إطار الاقتصاد الإسلامي وأصبح في حد ذاته قطاعا رئيسيا في الاقتصاد العالمي الأوسع وتتنوع المصطلحات التي تصف هذا النوع من السياحة وتختلف من مجتمع لآخر لكن أكثرها انتشارا هي السياحة الحلال والسياحة الإسلامية والسياحة الملتزمة بالشريعة الإسلامية والسياحة العائلية وسياحة المسلمين حيث وتضع شركة كريسنت ريتنج وهي واحدة من الشركات الأولى في مجال السياحة الحلال على موقعها الالكتروني عددا كبيرا من المصطلحات والتعاريف الخاصة بالسياحة الحلال وضوابطها وشروطها وتدعو الفنادق ووكالات السفر العالمية للالتزام بها وقال الرئيس التنفيذي للشركة فضل بهار الدين لرويترز إن كثرة المصطلحات قد تسبب بعض الإرباك للمتعاملين مع هذه الصناعة مبينا أن وضع تعريفات للمصطلحات الرئيسية من شأنه أن يجعلها أكثر قربا من المتعاملين في مجال السياحة بشكل عام وبهار الدين رجل أعمال سنغافوري عمل في شركة كبرى وكان كثير الأسفار لنحو عاما عانى خلالها كثيرا من عدم تفهم الفنادق وشركات السياحة والسفر لما يصفه بالاحتياجات الأساسية للمسلم الواعي أو الملتزم من أطعمة حلال وتحديد أوقات الصلاة واتجاهات القبلة ومواعيد الطعام في شهر رمضان وغيرها وهو ما جعله يستقيل من عمله ليؤسس شركة تعمل في مجال السياحة الإسلامية ويقول الخبراء إن السياحة الحلال لا تهتم فقط بتوفير هذه الاحتياجات وإنما تمتد لتوفير أماكن مخصصة للترفيه للنساء ومنع وجود الخمور ولحم الخنزير في الطعام وإيجاد أماكن ملائمة للصلاة وتنفي حورية العربي المتخصصة في السياحة الترفيهية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ضرورة ارتباط السياحة الحلال أو السياحة الإسلامية بالشعائر الدينية كالحج والعمرة مبينة أنها سياحة مثلها مثل أي سياحة أخرى لكنها تركز على الأنشطة الحلال وتضيف أن السياحة الحلال ترتبط عادة بما تريده العائلة من مكان آمن يتوافر فيه أنشطة للأطفال ومرافق خاصة بالنساء وأنشطة عائلية مبينة أن الأنشطة التي تشملها السياحة الحلال كثيرة جدا لأنها ترتبط بكل ما هو مسموح به دينيا وجاءت ماليزيا في المرتبة الأولى للمؤشر العالمي للسياحة الإسلامية تلتها تركيا ثم الإمارات العربية المتحدة ثم السعودية وقطر واندونيسيا وسلطنة عمان والأردن والمغرب ثم بروناي وذلك ضمن قائمة دول منظمة المؤتمر الإسلامي وفي قائمة الدول التي لا تدخل ضمن منظمة المؤتمر الإسلامي جاءت سنغافورة في المرتبة الأولى تلتها تايلاند والمملكة المتحدة وجنوب إفريقيا وفرنسا وبلجيكا وهونج كونج ثم الولايات المتحدة وأسبانيا وتايوان وأظهرت دراسة مسحية أن سنغافورة التي تتميز بتعدديتها الثقافية هي أفضل مقصد غير إسلامي للسياح المسلمين متفوقة بذلك على تايلاند وهونج كونج وتايوان فضلا عن مقاصد سياحية مشهورة مثل فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا لتصبح أكثر بلد غير مسلم صديق للزوار المسلمين حسبما أفاد المؤشر العالمي للسياحة الإسلامية كما تغلبت سنغافورة أيضا على بعض البلدان الإسلامية مثل جزر المالديف ومصر بعدما أحرزت نقاطا أكثر في مجالات المعاملة الودية مع العائلات ومستوى الأمان والخدمات وأظهرت الدراسة التي أجريت في العام الماضي أن نحو ملايين مسافر مسلم أنفقوا نحو مليار دولار أي ما يعادل عشرة بالمئة من الإنفاق العالمي على السفر ومن المتوقع ارتفاع هذا الرقم إلى مليار دولار بحلول عام وارتكز المؤشر العالمي للسياحة الذي أطلقته ماستر كارد مع كريسنت ريتنج على بيانات متنوعة من وجهة تمثل المجموع العام للوجهات التي يغطيها المؤشر وذلك اعتمادا على عدد من المعايير ويرى صلاح ابراهيم شرف المدير التنفيذي لمجموعة شرف التي تعمل في مجال الملاحة البحرية والسياحة والخدمات اللوجستية أن الاهتمام بالسياحة الحلال يتركز في خارج الدول الإسلامية أكثر منه في الدول الإسلامية لأن السائحين المسلمين الملتزمين لا يواجهون عقبات كبيرة في بلدانهم ويشير شرف إلى أن شركته اعتادت تنظيم رحلات خالية من أي محرمات مشيرا إلى أن أحد أهم العقبات في هذه السياحة هي خجل المسلمين أنفسهم في التعبير عن احتياجاتهم الأساسية ويقول بهار الدين إن شركته بدأت تجني أرباحا من هذا القطاع الواعد وذلك بعد سبع سنين من العمل في سوق جديدة لم تكن مطروقة من قبل رغم كثرة زبائنها
ارتبطت السياحة في أذهان كثيرين بالشواطئ المختلطة والمشروبات الكحولية وربما البحث عن المتعة بلا ضوابط لكن مفاهيم مثل السياحة الحلال أو السياحة الإسلامية بدأت تجذب انتباه أصحاب الفنادق الكبرى ووكالات السياحة مع تنامي الطلب على هذا النوع من السياحة الملتزم بتعاليم الإسلام
الأثر السياسي كانت بلاد العرب من الناحية السياسية مهيأة لتقبل الإسلام فالحكومات فيها قد انهارت وقامت على أنقاضها حكومات جديدة أنشأت تستمد نفوذها عن خارج شبه الجزيرة والحكومات من حولها خضعت بدورها للأجانب بعد أن كانت قبل خاضعة للعرب فكان هذا كله إرهاصا طبيعيا لتقبل الإسلام بأي نظام سياسي يفرضه على قبائل العرب التي ملت حياة الحروب وبدأت تتوق إلى الاستقرار ولما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوته الجليلة دخل الناس في دين الله أفواجا حتى عم الإسلام جميع أنحاء الجزيرة العربية ووضع النبي الكريم منذ هجرته إلى يثرب النواة الأولى للحكومة الإسلامية وحصنها بالمبادئ العادلة السامية التي تكفل لها الاستقرار وكان عليه الصلاة والسلام رأس هذه الحكومة التي بدأت شورية من يومها الأول عملا بقوله تعالى وشاورهم في الأمر وقوله وأمرهم شورى بينهم ولعل أول مركز اتخذه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لحكومته هو المنطقة المحيطة بقليب بدر تنفيذا لرأي أحد صحبه الشبان المتحمسين وطفق عليه الصلاة والسلام يقوم بمهمات الرئاسة فيؤم المسلمين في الصلاة ويقودهم في الحرب ويصلح بين المتنازعين منهم ويقسم بينهم الغنائم والفيء والأنفال واتخذ كتابا يملي عليهم ما ينزل عليه من الوحي ولم يتخذ للجند سجلات فما كانت الحاجة ماسة بعد إلى الدواوين وقد تمت لحكومة الرسول صلى الله عليه وسلم معالمها حتى أمست حكومة العرب كلها يدين لها الشرق والغرب
لا ريب أن بين الإسلام والأديان السماوية تشابها في كثير من التعاليم ومكارم الأخلاق وذلك ما يؤكده الإسلام الذي يصرح بأنه لا يفرق بين أحد من الأنبياء وبأنهم جميعا يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحد إلا الله وأن أتباعهم يؤلفون أمة واحدة تعبد الله وحده وأن ما أصاب من تحريف لا بد أن يكون من شروح الأتباع من العلماء والأحبار فلا يد فيه للأنبياء والمرسلين حسب تعبير الأستاذ محمد رشيد رضا رحمة الله
يقول سيد قطب رحمة الله عليه التعبير بلفظ الفرار عجيب حقا وهو يوحي بالأثقال والقيود والأغلال والأوهاق الحبال التي تشد النفس البشرية إلى هذه الأرض وتثقلها عن الانطلاق وتحاصرها وتأسرها وتدعها في عقال وبخاصة أوهاق الرزق والحرص والانشغال بالأسباب الظاهرة للنصيب الموعود ومن ثم يجيء الهتاف قويا للانطلاق والتملص والفرار إلى الله من هذه الأثقال والقيود الفرار إلى الله وحده منزها عن كل شريك وتذكير الناس بانقطاع الحجة وسقوط العذر إني لكم منه نذير مبين وتكرار هذا التنبيه في آيتين متجاورتين زيادة في التنبيه والتحذير وكأنما كانت هذه الإشارة إلى آية السماء وآية الأرض وآية الخليقة استطرادا مع آيات الرسالات والرسل إن من مراتب الهداية ودرجاتها الفرار وهو على نوعين فرار السعداء وفرار الأشقياء أما فرار السعداء فهو فرار الذين يفرون من كل شيء إلى خالق كل شيء وهذا فرار أهل السعادة فيفرون من الدنيا ومن بلاياها ومن الناس ومن كل شيء إلى الله عز وجل ففروا إلى الله جميعا إذن فالفرار إلى الله هو فرار السعداء وهناك والعياذ بالله فرار الأشقياء وهو فرار الذين يفرون من الله ومن الهداية ومن أهل الخير ومن أصحاب الحق ويرون بعين البصر المحدد غير المنطلق من أنوار الوحي فيرون أن السعادة فيما يتخيله الواحد منهم لا فيما حدده الشرع الحنيف وكل واحد من هؤلاء يفكر أن الشرع يضع عليه قيودا فيقول لك يا أخي كل مرة نذهب للصلاة ودائما نصوم ونفعل ونفعل وفي كل حين أوامر ونواه وحديث عن الجنة والنار ثم يقول لك إن في الانحراف توسيعا على الناس وفيه انطلاق وحرية فأنا بالخيار آكل ما أريد وأصلي أو لا أصلي وأشرب الخمر وأنظر إلى ما أشاء وأسمع أي كلام أشاء مما يريحني فهذا حال من سخط الله عز وجل عليه فالمعصية عنده لها حلاوة والطاعة عنده لها مرارة فلذلك يرى المعصية جميلة فالمرأة التي ترتدي الحجاب عنده مستنكرة لأنها غطت الجميل الناعم السايح فيقول لك أفمعقول هذا تغطيه ولماذا خلقه الله فنقول هو مخلوق للمحارم كالزوج فقط فهو قطاع خاص لا عام لكن الجهلة مصممون على القطاع العام والجاهلة تظن بعقلها القاصر أن الدين هذا قيد عليها وعلى الناس مع أن الدين يفك قيد الإنسان أي يفك قيده من المعصية ومن الجهل ومن الانحراف ويفك قيده من ضيق الدنيا ليعطيه سعة الآخرة ويفك قيد الكبت والاكتئاب إلى الرضا والتوكل على رب العباد سبحانه وتعالى فالله سبحانه هو الوحيد الذي تفر منه إليه فهو القائل يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا فالله محيط بالسموات والأرض فإذا أردت أن تفر منه فإلى من تذهب وهو محيط بالعالمين تفر منه إليه ولذلك علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعلن هذا الفرار إلى الله كل ليلة من خلال الأذكار التي علمنا إياها من أذكار النوم كما في الصحيح عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم نم على شقك الأيمن وقل اللهم ألجأت ظهري إليك وفوضت أمري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك هذا هو الفرار لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فعندما تقول هذا الذكر في كل ليلة فكأنك تستحضر هذا الفرار إلى الله عز وجل وفي الصحيح أيضا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال أرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية وأمر عليهم رجلا وفي بعض الروايات أن هذا الرجل كان فيه دعابة فضايقوه فقال لهم ألم يأمركم رسول الله بطاعتي قالوا بلى قال اجمعوا لي حطبا فجمعوا الحطب قال أججوه نارا فأججوه قال ادخلوا فيها فلا زال بعضهم يدفع بعضا فقال قائلهم إنما فررنا إلى الله ورسوله من النار فلا زال يدفع بعضهم بعضا حتى انطفأت النار وسكن غضب هذا الأمير فلما رجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال والله لو دخلوها ما خرجوا منها إنما الطاعة في المعروف والله ولي التوفيق إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
يقول الحق سبحانه ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين هي الدنيا ذا حالها مليئة بالأحزان والأكدار والضيق والضنك فلا سعيد فيها إلا من فر منها إلى خالقها فيفر المؤمن من شهواتها وزخارفها وتضليلها إلى الله سبحانه وأما الشقي فيفر من الله ومن مظان رحمته وعفوه إلى حبائل الدنيا وشياطينها فشتان شتان ما بين الفرارين وما أعظم البون بين الطائفتين
أما ما نراه اليوم من الصراخ والندب خاصة من طرف النساء فحرام لا يجوز فعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية رواه البخاري ومسلم فيحرم ضرب الخدود وتمزيق الثياب وحلق الشعر ورفع الصوت بالبكاء والنطق بكلام يدل على الجزع وعدم الرضا بقضاء الله وقدره ولنتذكر جميعا أن كل نفس ذائقة الموت ومهما كان مركز الإنسان في هذه الدنيا ومهما طال عمره فإنه سيموت وما ينفع الميت من أقربائه هو الدعاء بالخير والصدقة لا لطم الخدود وشق الجيوب وإنما يعذب الميت ببكاء أهله عليه إذا علم منهم صنيعهم ذلك ولم ينههم عنه ولم ينكر عليهم ولم يحذرهم من فعل ذلك قبل موته ولا يجوز الحزن والحداد أكثر من ثلاثة أيام إلا الزوجة إذا مات زوجها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا الرهن جائز بدليل قوله تعالى وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة البقرة أما رهن الحلي في البنك فمحرم لغيره لأن التحريم يلحقه من جهة التعامل مع البنك بالفوائد الربوية على هذا الرهن والله يقول يمحق الله الربا ويربي الصدقات البقرة ولو كان هذا الرهن خاليا من الفوائد عند الاسترجاع فإنه حينئذ يصير حلالا يحرم على الرجال لبس الذهب لما ثبت من حديث علي رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ حريرا فجعله في يمينه وأخذ ذهبا فجعله في شماله ثم قال إن هذين حرام على ذكور أمتي رواه أبوداود والترمذي والنسائي وغيرهم وهو صحيح ولما ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه وطرحه وقال يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ خاتمك وانتفع به فقال لا آخذه وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه مسلم والله أعلم
إن الموت حق كل نفس ذائقته بإذن الله وهي مصيبة تصيب العبد في قريب له أو حبيب ويجب على المؤمن متى أصيب بها أن يرضى ويصبر حتى ينال جزاء حسنا عن صبره يوم القيامة قال الله تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين البقرة وبقوله اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها وبقوله الحمد لله على كل حال
ولقد جاء الإسلام ليسوي بين جميع الناس أمام القضاء والقانون في الوقت الذي كانت البشرية تفرق الناس طبقات وتجعل لكل طبقة قانونا بل تجعل إرادة السيد هي القانون في عهدي الرق والإقطاع فكان غريبا على ضمير البشرية يوم ذاك أن ينادي ذلك المنهج السابق المتقدم لمبدأ المساواة المطلقة أمام القضاء ولكنها هاهي ذي شيئا فشيئا تحاول أن تصل ولو نظريا إلى شيء مما طبقه الإسلام عمليا منذ ظهوره بأنواره وغير هذا وذلك كثير يشهد بأن الرسالة المحمدية كانت رحمة للبشرية وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إنما أرسل رحمة للعالمين من آمن به ومن لم يؤمن به على السواء فالبشرية كلها قد تأثرت بالمنهج الذي جاء به طائعة أو كارهة شاعرة أو غير شاعرة وما تزال ظلال هذه الرحمة وارفة لمن يريد أن يستظل بها ويستروح فيها نسائم السماء الرخية وفي هجير الأرض المحرق وبخاصة في هذه الأيام وإن البشرية اليوم كما قال الإمام الشهيد سيد قطب رحمه الله لفي أشد الحاجة إلى حس هذه الرحمة ونداها وهي قلقة حائرة شاردة في متاهات المادية وجحيم الحروب وجفاف الأرواح والقلوب
لقد جاء الإسلام لينادي بإنسانية واحدة تذوب فيها الفوارق الجنسية والجغرافيا لتلتقي في عقيدة واحدة نظام اجتماع واحد وكان هذا غريبا على ضمير البشرية وتفكيرها وواقعها يوم ذاك والأشراف يعدون أنفسهم من طينة غير طينة العبيد ولكن ها هي البشرية تحاول أن تقفوا خطى الإسلام فتتعثر في الطريق لأنها لا تهتدي بنور الإسلام الكامل ولكنها تصل إلى شيء من ذلك المنهج ولو في الدعاوى والأقوال وإن كانت ما تزال أمما في أوروبا وأمريكا وإفريقيا وآسيا تتمسك بالعنصرية البغيظة التي حاربها الإسلام منذ بعثة الرسول الكريم إلى العالمين
وإن ذكر المصلي سهوه في الصلاة الذي أدى به إلى الزيادة فيها بعد زمن طويل فعليه أن يعيد صلاته كلها أما إن ذكرها بعد زمن قصير بدقيقة أو دقيقتين فحكمها مبين في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم الظهر أو العصر فسلم من ركعتين فخرج السرعان من أبواب المسجد يقولون قصرت الصلاة وقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى خشبة المسجد فاتكأ عليها وكأنه غضبان فقام رجل فقال يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لم أنس ولم تقصر فقال الرجل بلى قد نسيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة أحق ما يقول قالوا نعم فقام النبي صلى الله عليه وسلم فصلى ما بقي من صلاته ثم سلم ثم سجد سجدتين ثم سلم أخرجه البخاري ومسلم أما النقص فإن نسي المصلي تكبيرة الإحرام فلا صلاة له مثاله ما رواه البخاري وغيره من عبد الله بن بحية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم الظهر فقام في الركعتين الأوليين ولم يجلس يعني التشهد الأول فقام الناس معه حتى إذا قضى الصلاة أي أتمها وانتظر الناس تسليمه كبر وهو جالس فسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم سلم أخرجه البخاري ومسلم أما الشك الذي يتردد به المصلي أزاد أم نقص فإنه يرجح ما تيقن منه فقد ثبت في الصحيح وغيرهما من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتم عليه ثم ليسلم ثم يسجد سجدتين أخرجه البخاري ومسلم فإن شك أزاد أم نقص وتيقن عنده أنه نقص فإنه يسجد سجدتين قبل السلام ثم ليسلم دليله ما رواه أبو سعيد الخذري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثا أم أربعا فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم فإن كان صلى خمسا شفعن له صلاته وإن كان صلى إتماما لأربع كانتا ترغيما للشيطان رواه مسلم وعليه فإن شك المصلي وترجح عنده النقص سجد سجود السهو قبل السلام أما إن شك المصلي وترجح عنده الزيادة فإنه يسجد سجود السهو بعد السلام وإذا اجتمع عليه سهوان نقص وزيادة سجد قبل السلام
سجود السهو عبارة عن سجدتين يسجدهما المصلي لجبر الخلل الحاصل في صلاته بسبب السهو وسهو المصلي يؤدي به إلى الزيادة أو النقص أو الشك وهو يقابل السهو العمد فإذا زاد المصلي أو نقص من صلاته عمدا بطلت أما الزيادة سهوا فمثالها المتضمن لكيفية جبرها ما ثبت من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى خمسا فقيل له أزيد في الصلاة فقال وما ذاك قالوا صليت خمسا فسجد سجدتين بعدما سلم وفي رواية فثنى رجليه واستقبل القبلة فسجد سجدتين ثم سلم أخرجه البخاري ومسلم
لا شك أيضا أن نظرة الناس للتدين متباينة ومواقفهم منه ومن أهله مختلفة بسبب اختلال المفهوم وتفاوت المدارك من جهة وبسبب أنماط التدين الرائجة وأصناف المتدينين من جهة أخرى وليس المقصود من هذه الكلمة تحليل هذا الأمر بل أتجاوزه للوقوف على معان هي لب التدين وأسه يغفل عنها كثير من الناس وذلك بالرجوع إلى قدوة الناس جميعا وأسوة المتدينين خصوصا خاتم الأنبياء وإمام العلماء عليه أزكى صلاة وسلام فهو الذي جاءنا بالدين الحق من ربه عز شأنه وهو أتقى من ركع وعبد وسجد وهو القدوة لكل متدين فكل تدين يخالف طريقته وسنته وهديه فهو تدين مرفوض بقدر مخالفته لهديه وهو حجة على صاحبه وليس بحجة على الدين وأهله وفي هذه العجالة نقف وقفة عجلى مع معنى عظيم من معاني التدين له موقع ظاهر وحضور قوي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وغياب بارز في واقع كثير من المتدينين هذا المعنى العظيم هو الحرص على هداية الناس نعم إن مما يزعج كثير من الناس هو تحول التدين إلى محاكمة شاملة للناس وتصنيف لهم في مواقع معينة مذمومة شرعا أو ممدوحة تفسيقا أو تبديعا أو تكفيرا هذا الأخير الذي حرمه الشرع تحريما شديدا ويتطرف البعض للحكم بالجنة أو النار لبعض الناس وهذا انحراف خطير وعجب عجاب ولما نرجع إلى هدي نبينا صلى الله عليه وسلم نجد غير ذلك بل نجد الحرص الشديد على هداية الناس كما أثبت الله ذلك في القرآن الكريم يقول الحق سبحانه فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا والمعنى لا تهلك نفسك أيها الرسول الكريم هما وغما بسبب عدم إيمان هؤلاء المشركين وبسبب إعراضهم عن دعوتك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب ومثلها لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ويقول الحق سبحانه أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون والمعنى كما يقول الشيخ ابن عاشور رحمه الله أفتتحسر على من زين لهم سوء أعمالهم فرأوها حسنات واختاروا لأنفسهم طريق الضلال فإن الله أضلهم باختيارهم وهو قد تصرف بمشيئته فهو أضلهم وهدى غيرهم بمشيئته وإرادته التي شاء بها إيجاد الموجودات لا بأمره ورضاه الذي دعا به الناس إلى الرشاد فلا تذهب نفسك عليهم حسرات وإنما حسرتهم على أنفسهم إذ رضوا لها بإتباع الشيطان ونبذوا اتباع إرشاد الله كما دل على ذلك قوله إن الله عليم بما يصنعون تسجيلا عليهم أنهم ورطوا أنفسهم فيما أوقعوها فيه بصنعهم ويقول الحق سبحانه وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين وكل هذه الآيات تصور لنا حرص النبي الرؤوف الرحيم عليه السلام على هداية الناس الذين آذوه أشد الإيذاء وكذبوه أشنع تكذيب وحاربوه أضرى حرب فكيف بغيرهم ممن ليس مثلهم وسيرته العطرة خير شاهد على هذا الحرص النبوي على هداية الناس ودخولهم في الخير الذي جاء به وهي القدوة لمن يقتدي إن الذي يتشرب قلبه الدين الحق ويتذوق حلاوة الإيمان ويزهو فؤاده بطمأنينة الإيمان ونور الطاعات سيصير من أحرص الخلق على هداية الناس إلى الخير الذي أكرمه الله به فالقاعدة النبوية الإيمانية تقول لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه وعليه فالتدين الذي لا يدفع صاحبه للسعي لهداية الناس تدين ناقص أما التدين الذي يدفع صاحبه لمعاداة الناس ويفرح بهلاكهم على الكفر والضلال فتدين منحرف
لا ريب أن للدين مكانة هامة في حياة الناس بل الدين ومن ثم التدين روح الحياة فالحياة إذا فقد منها الدين فقدت معناها ويبست وأقفرت وذوت نضرتها بغلبة المادية الطينية وفتحت على الناس أبواب الشرور والجرائم والقلق والانتحار الخ
الانطلاق في هذه الحياة دون اكتراث والاكتفاء ببعض الأعمال الباردة لا شك هو نذير هلاك وعلامة خسران والإهمال للنفس وعدم محاسبتها والاستغراق في شهواتها والانغماس في ملذات الحياة والمنافسة على الحطام الفاني دليل على ضعف الإيمان فمحاسبة النفس ضرورة تتمشى مع طبيعة ديننا يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد وعند الترمذي الكيس الفطن اللبيب من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني وورد في الأثر عن الفاروق رضي الله عنه حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا وتأهبوا للعرض الأكبر على ربكم وإن قوما حاسبوا أنفسهم في الدنيا فسهل عليهم الحساب يوم القيامة وإن قوما أهملوا الحساب في الدنيا فشق عليهم الحساب يوم القيامة إن ترويض النفس على الخير وفطامها عن الشر والضلال يحتاج إلى طول رقابة ومحاسبة وإن إقامة دار جديدة على أنقاض دار خربة لا يتم إلا بصعوبة بالغة وجهد جهيد فعلاج الأمور بمغالطة النفس وتغطية العيوب وتلميع النفس والتطبيل والتزمير لها وتزيين المظاهر لها لا جدوى منه ولا خير فيه وكل ما يحرزه الإنسان من هذا العلاج هو رواج كاذب لن يغير من الحقيقة شيئا فالإنسان يتجاوب مع المؤثرات التي تحيط به من الخير والشر ولذلك عليه أن يضبط عينيه فلا يتركهما مفتوحتين على كل شيء فيا عيني لا تنظري إلا للحق ويا أذني لا تسمعي إلا الحق ويا لساني لا تتكلم إلا بالحق أما أن يفتح عينيه على الحق والباطل وأذنيه على الحق والباطل ولسانه في الحق والباطل وبطنه في الخير والشر فمعنى هذا أنه منطلق ليس عنده مسارات ولا قيود ولا نظام محاسبة ومواطن محاسبة النفس كثيرة من أهمها محاسبة النفس على الصلاة فهي أهم أركان الإسلام وهي عمود الدين وهي الحبل الممدود ترى أين نحن من الصلاة هل نؤديها بكامل الطهارة وهل نقيمها بكامل الخضوع والخشوع وحضور القلب وهل نحرص على أدائها مع جماعة المسلمين في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال فالصلاة مكيال من وفى وفي له ومن طفف طفف عليه وحاسب نفسك في الخشوع لأن الشيطان يمكر بك يدعك تصلي لكن يسحب قلبك في الصلاة وليس لك من صلاتك إلا ما حضر فيها قلبك فجاهد شيطانك فما الفائدة في أن يكون الجسد في المسجد والقلب في السوق حاسب نفسك على برك لوالديك هل أمك وأبوك على قيد الحياة اغتنم فرصة وجودهما فلو مات أبوك أو أمك وهما غاضبان عليك فإنك تتعذب طوال حياتك هل تعيدهما من القبور لكي تبرهما رغم أنف من أدرك أحد أبويه أو كليهما فلم يدخلاه الجنة هذا خاسر لا خير فيه فصحح سيرتك ووضعك مع والديك فإنهما جنتك ونارك وبرهما من أعظم القربات وعقوقهما من أعظم الكبائر ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين فدعوة الأب والأم أعظم من الدنيا وما فيها احرص إذا سئل أحدهما عنك أن يقول الله يوفقه الله ييسر أمره والحذر الحذر أن يسأل أبوك عنك وإذا بك عاق فيقول الله يجعلها عليه نكدا دنيا وآخرة والعياذ بالله حاسب نفسك على صلة أرحامك هل أنت تصلهم أم قاطع لهم من وصلهم وصله الله ومن قطعهم قطعه الله فقاطع الرحم ملعون بنص الكتاب فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم حاسب نفسك على تلاوة القرآن الكريم فهذا من رأس مالك كيف هي علاقتك مع القرآن قوية أم واهية ضعيفة هل القرآن معك في كل وقت وفي كل حين أم أنه مهجور من حياتك فإنك إذا أردت أن تعرف منزلتك عند الله فاسأل نفسك عن منزلة القرآن في نفسك اعرف نفسك وحاسبها على الأذكار أذكار الصباح والمساء وسبح بالعشي والإبكار حاسب نفسك على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هل تغضب لله إذا رأيت منكرا أم أنك بارد الإحساس متجمد فحاسب نفسك أيها الفاضل فإن كنت ناجحا رابحا فاحمد الله واسأله الثبات وإن كنت خاسرا فغير وصحح
أخرج الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فأما عرضتان فجدال ومعاذير وأما الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله
أما الوصية فهي جائزة في حق المكفولين لأنهما ليسا من الورثة الشرعيين ولا ينطبق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم لا وصية لوارث إنما يشترط في الوصية أن لا تزيد على الثلث أما أن يوصلهما بأكثر من الثلث فهذا لا يجوز إلا أن يرضى بذلك الورثة الشرعيون وعلى الأحياء أن يطبقوا وصية الميت التي لا تزيد على الثلث والتي لا يوصي فيها للورثة وليس لهذا الولد الحق في أخذ ضعف البنت لأنهما ليسا ولدي الشخص حقيقة قال تعالى ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن البقرة وقوله حتى يطهرن أي يغتسلن بعد طهرهن لقوله تعالى فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله البقرة فيحرم على الزوج أن يأتي زوجته الحائض حتى الطهر بالجفوف أو بالقصة البيضاء وتغتسل وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه المعصية بقوله من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد رواه الترمذي وهو صحيح وعلى من وقع في هذه الفعل التوبة والاستغفار والندم والتائب من الذنب توبة صادقة نصوحا كمن لا ذنب له وعلى من وقع في هذه المعصية أن يكفر عن ذنبه بالتصدق بدينار أو بنصف دينار لما ثبت في صحيح أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يقع على امرأته وهي حائض قال يتصدق بدينار أو بنصف دينار وهذا في غير المذهب المالكي وقد قال بالكفارة هنا قتادة وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه والشافعي في القديم
التبني حرام بدليل قوله تعالى ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين الأحزاب أما الكفالة فتجوز بأن يسجل الولد المكفول في السجل البلدي بلقب العائلة ويكتب أمامه مكفول أما ان يعطيه اسمه ويسجله كولد له فهذا حرام لهذا وجب عليكما أن تسويا وضعيتكما قانونيا
دعا عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر الأستاذ عمار مساعدي في افتتاحه للملتقى الدولي حول توحيد المقررات التعليمية في كليات الشريعة بالوطن العربي إلى إعادة النظر في العملية التعليمية وتقييمها لتتماشى مع المتغيرات الدولية معتبرا ذلك أمرا في غاية الأهمية ومسؤولية تقع على عاتق أهل العلم والعلماء من جهته ذكر عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة اليرموك الأردنية الدكتور محمد علي العمري أن الهموم التي تتقاسمها البلدان الإسلامية أكثر من أن تنحصر في ملتقى واحد مشيرا إلى أن الجامعات تمثل خطوط الدفاع الثانية بعد القوى الأمنية ولأنها أضاف تحصن المجتمع من كل الأفكار الدخيلة وتحرص على الحفاظ على مقومات وشخصية الأمة مبرزا أنه من شأن هذه المقومات والثوابت أن تكون عاملا لتوحيد الأمة وجمعها على فكر واحد وتطرق الدكتور أحمدي الشيخ التجاني أستاذ بالمعهد العالي للبحوث والدراسات الإسلامية بموريتانيا المقررات التعليمية في المعهد باعتبارها أول مؤسسة شرعية تهدف إلى أن تكون محضرة علمية في ثوب أكاديمي عصري بينما تناول الدكتور أحمد ضياء الدين أستاذ بكلية الشريعة بجامعة اليرموك بالأردن مفهوم الغلو والتطرف وأسبابه وتأثيره على فكر الإنسان وتفكيره إلى جانب بيان دور مقررات العقيدة والفقه في نبذ الغلو والتطرف بدورها شددت الدكتورة وسيلة خلفي أستاذة بكلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر وبعد استعراضها لمحتويات كتاب التربية الإسلامية في كل الأطوار ابتدائي متوسط وثانوي والمعتمد بوزارة التربية على ضرورة مراجعة بعض مضامين المقررات التعليمية بالنظر إلى أن الكثير منها مثلما أوضحت لا تتناسب ومتطلبات المرحلة ومن جهته تطرق الدكتور إبراهيم أحمد الكاروري أستاذ بكلية الشريعة بجامعة أم درمان السودانية لتحديد مفاهيم الشريعة والفقه والقانون والمنهج باعتبارها مصطلحات مركزية في البحث متناولا لقضايا الأصالة والمعاصرة وربطها بمقاصد كليات الشريعة والقانون وتواصلت أشغال هذا الملتقى الدولي أمس بمشاركة خبراء وأساتذة من الجزائر والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة وموريتانيا وفلسطين المحتلة حول توحيد المقررات التعليمية في كليات الشريعة بالوطن العربي
شكل موضوع توحيد المقررات التعليمية في كليات الشريعة بالوطن العربي محور ملتقى دولي انطلقت أشغاله أول أمس بدار الامام بالمحمدية بالجزائر العاصمة من تنظيم جمعية كليات الشريعة في اتحاد الجامعات العربية الكائن مقرها بجامعة خروبة بالشراكة مع كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر
إن المنهج الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منهج يسعد البشرية كلها ويقودها إلى الكمال المقدر لها في هذه الحياة ولقد جاءت هذه الرسالة للبشرية حينما بلغت سن الرشد العقلي جاءت كتابا مفتوحا للعقول في مقبل الأجيال شاملا لأصول حياة البشرية التي لا تتبدل مستعدا لتلبية الحاجات المتجددة التي يعلمها خالق البشر وهو أعلم بمن خلق وهو اللطيف الخبير ولقد وضع هذا الكتاب أصول المنهج الدائم لحياة إنسانية متجددة وترك للبشرية أن تستنبط الأحكام الجزئية التي تحتاج إليها ارتباطات حياتها النامية المتجددة واستنباط وسائل تنفيذها كذلك بحسب ظروف الحياة وملابساتها دون اصطدام بأصول المنهج الدائم القويم وكفل للعقل البشري حرية العمل بكفالة حقه في التفكير وبكفالة مجتمع يسمح لهذا العقل بالتفكير ثم ترك له الحرية في دائرة الأصول المنهجية التي وضعها لحياة البشر كما تنمو وترقى وتصل إلى الكمال المقدر لحياة الناس في هذه الأرض لقد جاء الإسلام لينادي بإنسانية واحدة تذوب فيها الفوارق الجنسية والجغرافيا لتلتقي في عقيدة واحدة نظام اجتماع واحد وكان هذا غريبا على ضمير البشرية وتفكيرها وواقعها يوم ذاك والأشراف يعدون أنفسهم من طينة غير طينة العبيد ولكن ها هي البشرية تحاول أن تقفوا خطى الإسلام فتتعثر في الطريق لأنها لا تهتدي بنور الإسلام الكامل ولكنها تصل إلى شيء من ذلك المنهج ولو في الدعاوى والأقوال وإن كانت ما تزال أمما في أوروبا وأمريكا وإفريقيا وآسيا تتمسك بالعنصرية البغيظة التي حاربها الإسلام منذ بعثة الرسول الكريم إلى العالمين
أرسل الله رسوله رحمة للعالمين رحمة للناس كافة ليأخذ بأيديهم إلى الهدى وما يهتدي إلا أولئك المتهيئون المستعدون وإن كانت الرحمة تتحقق للمؤمنين ولغير المؤمنين
أذان المرأة بحضور الرجال حرام أما أذانها منفردة أو بحضرة النساء فمسألة خلافية بين أهل العلم من الصحابة والتابعين فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال ليس على النساء أذان ولا إقامة رواه البيهقي وعبد الرزاق وبه قال مالك رحمه الله وعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تؤذن وتقيم وتؤم النساء وتقف في وسطهن أخرجه البيهقي وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وبه قال الشافعي فالأذان والإقامة عبادتان مستحبتان بالنسبة للمرأة إن فعلتهما فحسن كما ذكر ذلك مالك رحمه الله في المدونة لا شيء في ذلك ويجوز كتابة اسم الميت ولقبه وتاريخ ميلاده ووفاته على قبره حتى لا يضيع ولا يختلط بسائر القبور وحتى تعلم سنة دفنه فلا يدفن في قبره أحد بعد شهر أو سنة أو أقل أو أكثر من دفنه وما يحرم هو بناء القبر والله أعلم لا يجوز في المذهب المالكي عملا بمطلق قوله تعالى وأخواتكم من الرضاعة النساء دون تحديد ومن ثم فهم يحرمون ولو بالرضعة الواحدة أو أقل من ذلك أما عند الجمهور فهم يحكمون الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها الذي مضمونه أنه كان عدد الرضعات المحرمة عشرا فنسخن بخمس رضعات مشبعات متفرقات وللسائل أن يعمل بما اطمأن إليه
له أن يستعين بغيره فيطلب من أحدهم أن يغسل له رجله فإن لم يجد أحدا يغسلها له فله أن يفتح رجله تحت الماء حتى يغمرها ولو دون دلك أو أن يملأ إناء فيفرغه على رجليه ولا حرج إن شاء الله
ودعى سفير المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف فيصل بن حسن طراد خلال جلسة الاستعراض الدوري الشامل لحالة حقوق الإنسان في ميانمار ألقاها الجمعة الفائت أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حكومة ميانمار لمنح حقوق المواطنة الكاملة للروهينغيا المسلمين في ولاية راخين وإعادة حقوق التصويت لهم والسماح بحقهم في تحديد انتمائهم العرقي واتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع الاستغلال بما في ذلك الاتجار بالبشر والتعاون مع المجتمع الدولي لضمان عودة جميع اللاجئين المسلمين والمشردين من منازلهم وضمان التعاون مع جميع الأطراف والسماح بالوصول الكامل للمساعدات الإنسانية لهم كما طالب بتعديل قانون الجنسية لعام ليشمل جميع الأقليات الدينية والعرقية بما في ذلك الروهينغيا لضمان حقوق المواطنة الكاملة والمتساوية بالإضافة إلى إزالة السياسات التي تستهدف الروهينغيا في ولاية راخين خاصة التي تنتهك حقوق الإنسان الأساسية يذكر أن مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اعتمد يوم قرارا تقدمت به السعودية وباكستان نيابة عن الدول الإسلامية يطالب حكومة ميانمار بحماية حقوق الإنسان لجميع الأشخاص على أراضيها بمن فيهم المسلمون الروهينغيا واتخاذ التدابير اللازمة للتصدي للتمييز ضد المسلمين وأبناء الأقليات القومية والعرقية والدينية واللغوية في جميع أنحاء البلاد ووضع حد للتحريض على الكراهية ضد المسلمين وإدانة هذا التحريض بشكل علني
طالبت المملكة العربية السعودية بوقف أعمال العنف وخطاب الكراهية والتحريض والتمييز العنصري ضد أبناء المجتمع المسلم في ميانمار
ولئن أتى الإسلام بتشريعات اقتصادية خطيرة غيرت فلسفة الإنسان الاقتصادية فما خضع في ذلك لمؤثرات اجتماعية أو سياسية وما أحل في سبيل ذلك الحقد الطبقي محل الاستغلال الطبقي وإنما كانت تعاليمه في كل ذلك وحيا مبينا يشرع لبني الإنسان ما فيه مصلحتهم ضامنا لهم نفقات التكافل الاجتماعي مصلحا ما أفسده الإنسان لأخيه الإنسان وبهذه الآثار الحميدة في الدين والسياسة والاجتماع والاقتصاد كون الإسلام خير أمة أخرجت للناس وزينها كما قال الدكتور صبحي الصالح في كتابه النظم الإسلامية بنظم وتعاليم بوأتها من حضارة الإنسان أعلى ما كان لأن تلك النظم امتازت بالشمول فلم يعد جانب منها على جانب ولم تضخم ناحية على حساب النواحي الأخرى بل كانت جميعا متناسقة فيما بينها تناسق الكون والحياة والإنسان
ربما بدا لبعض الباحثين ولاسيما المستشرقين أن الإسلام انتشر أوسع ما انتشر بفضل العوامل الاقتصادية إذ وقع على الطبقات العامة الفقيرة قبل هذا الدين ظلم كثير وعسف مبين ألا يدرك هؤلاء أن اضطهاد الطبقات الغنية للفقيرة كان سائدا في العالم كله قبيل عصر النبي صلى الله عليه وسلم وليس في بلاد العرب وحدها والفقراء الذين اعتنقوا الإسلام في مطلع فجره لم يجدوا الظروف المواتية للعمل على نشر الإسلام لأن معظمهم كانوا من الأرقاء المستضعفين وإنما انتشر هذا الدين القيم على أيدي جماعة من أغنياء قريش في مكة وعلى أيدي نفر من أغنياء الأنصار في المدينة المنورة لأن هؤلاء وأولئك كانوا بيسارهم وأموالهم وجاههم أقدر على حماية الرسول صلى الله عليه وسلم من أذى الأعداء
اشتكت سيدة مسلمة في الأربعينيات من عمرها من أنها تعرضت للضرب على رأسها والطرد من الباص رقم من قبل سيدتين أهانتاها وأسمعتاها كلاما عنصرا وطائفيا وقد بدأت الشرطة التحقيق في الموضوع والاستماع إلى إفادات الشهود على الحادثة بعد الشكوى التي رفعتها السيدة وذكر بيان صادر عن مؤسسة تال ماما الحكومية وهي مؤسسة تتابع الاعتداءات على المسلمين في بريطانيا أن من ضحايا الاعتداءات هن من السيدات وأشار بيان المؤسسة إلى أن السيدات يتعرضن للاعتداءات بشكل أكبر من الرجال في الشوارع نظرا لارتدائهن الحجاب أو البرقع موضحا أن مرتديات البرقع على الأخص يتعرضن لتصرفات عدوانية الجدير بالذكر أن السخرية أو الاحتقار أو التحرش بشخص ما بسبب إعاقته الجسدية أو جنسه أو عرقه أو دينه أو اعتقاده أو ميوله الجنسية يدخل في إطار جرائم الكراهية في إنكلترا وويلز ويمكن معاقبة مرتكبي جرائم الكراهية بالحبس
نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية خبر اعتداء ثالث على سيدة مسلمة في حافلة بلندن ما يرفع جرائم العنصرية ضد المسلمين لنسبة بحسب ما كشفت عنه شرطة متروبوليتان البريطانية
لقد أخذ التشريع الجنائي الإسلامي على عاتقه عبء مكافحة الجريمة والتصدي لها بلا هوادة أو فتور حماية للمجتمع من أن يقع فريسة لها بمختلف أنواعها والذي سيؤدي حتما إلى ضياع بوصلة الاستقرار الاجتماعي تلك الركيزة الأساسية لإمكانية قيامه أي المجتمع بعبء واجب الخلافة عن الله تعالى في إعمار الأرض ومن ضمن الجرائم التي بات مجتمعنا يحسب لها حسابا عسيرا جريمة الاختطاف التي يخشى أن تتحول إن لم تتدارك إلى ظاهرة تعصف بأركان المجتمع إذ أنها تتميز بالإضافة إلى ما يترتب عنها من إيذاء بدني للمختطف بإمعانها في الإيذاء النفسي للضحية الذي يصعب التشافي منه مستقبلا ويأتي على رأس تلك الإيذاءات النفسية التي يبتلى بها المختطف ما يتصل باستغلاله جنسيا من قبل مختطفيه أو ابتزاز الوالدين وهذا كله يهدد الأمن والاستقرار في المجتمع الإسلامي وإن من أسباب تلك الظاهرة ضعف الوازع الديني والإهمال الأسري وانتشار المخدرات والمسكرات ووجود الحالات النفسية ورفاق السوء والتساهل في عقوبات مثل هذه الجرائم كما يجب أن نحذر من الآثار السلبية لتلك الظاهرة على المجتمع وفي مقدمتها ضياع الأمان والترويع والتشجيع على انتشار الجريمة واستسهالها من الشباب والمراهقين والعاطلين لقد جاءت الشريعة الإسلامية بالأحكام التي يحتاجها الناس في حياتهم فحاربت الانحراف بكل أشكاله وقد جعل الشارع الحكيم بعض الجرائم اعتداء على حقه واعتبر العقوبة فيها حق لله تعالى سواء أوقعت الجريمة على فرد أو على جماعة أو على أمن الجماعة ونظامها إن الاختطاف بجميع أشكاله سواء أكان لامرأة أو طفل أو طائرة نوع من الحرابة التي تحدث عنها القرآن الكريم وحرمها وشرع في حقها عقوبات مشددة وجريمة الاختطاف في الشريعة تدخل ضمن جريمة الحرابة وهي جريمة حدية أنزل الله بها حدا شرعيا لا يجوز للقاضي إبداله أو تغييره وعقوبتها نص شرعي وكان حقا لله تعالى خالصا أو مشوبا بحقوق العباد وعليه فعقوبة الاختطاف في الشريعة الإسلامية هو ما ورد في آية الحرابة إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذٰلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم المائدة ولما كانت هذه الجرائم تمس أمن المجتمع وسلامته إذ فيها ما يهز الأمن وفيها ترويع للأسر والأطفال والنساء والاعتداء على الأعراض التي صانها الإسلام وفيها إشاعة الفوضى والاضطراب في البلاد وإضاعة الثقة في قدرة الحكام على ضمان الأمن العام فإن المجرمين الذين اعتادوا الإجرام ولا يرجي منهم التوبة والإقلاع عن القتل والخطف والسرقة والزنا كل هؤلاء يجوز أن تشرع لهم عقوبة القتل سياسة تعزيرا فيما إذا لم نلحقها بحد الحرابة والإفساد في الأرض وإن من مقاصد التشريع الإسلامي ما سماه الفقهاء بالضروريات الخمس حفظ الدين والنفس والنسل والمال والعقل والتي شرعت العقوبات لحفظها وصيانتها لذا ندعو لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة في مجتمعنا الجزائري من خلال إعادة تفعيل عقوبة الإعدام أو القصاص التي أمر بها الله عز وجل ردعا للمجرمين الذين لا ينفع معهم إلا تشديد العقوبة ومضاعفتها ولأن تفعيلها سيكون ذات فاعلية كبيرة لمواجهة الخطورة الإجرامية بالنسبة لبعض المجرمين الذين لا تجدي أساليب الإصلاح والتهذيب معهم كما أن لها دورا في تحقيق الردع العام إذ إنها تتضمن أقصى قدر من الزجر والتخويف في النفس ومن هذه الوجهة تعد عقوبة الإعدام أكثر العقوبات أثرا في تحقيق هدف المجتمع في مكافحة الإجرام الكامن وإن مواجهة مشكلة اختطاف الأطفال تتطلب مجموعة من التدابير الحاسمة التي يجب اتخاذها بمعرفة الجهات المعنية بحقوق الطفل ومقاومة الجريمة وتحتاج إلى العمل على أكثر من جانب الجانب الأمني والجانب التشريعي إضافة إلى التوعية الأسرية والإعلام وهنا ننبه إلى ضرورة توعية الأهل من ناحية الحفاظ على أبنائهم ومراقبتهم جيدا خاصة من هم دون سنوات ونقترح في الأخير بالإضافة إلى تشديد العقاب على المختطفين دون أن تأخذنا بهم رأفة أو رحمة جملة من التدابير الوقائية منها إجراءات سياسية واجتماعية واقتصادية تعالج أسباب الخطف ونوصي بضرورة التوعية والتهذيب بغرس القيم الأخلاقية والاجتماعية في نفوس أفراد المجتمع مع ضرورة رفع مستوى السلطات التنفيذية المتعاملة مع الخاطف والمخطوف بالوسائل والمعلومات والإجراءات إضافة إلى توعية المجتمع بخطورة جرائم الخطف بأنواعها وبيان آثارها السلبية على الفرد والمجتمع إلى جانب نشر الوعي القانوني للإبلاغ عن جرائم الخطف واللجوء للسلطات المختصة في التصدي لمثل هذه الجرائم
كثرت جرائم الاختطاف والاعتداء والابتزاز في مجتمعنا في السنوات الأخيرة بشكل مرعب ومخيف مما يستوجب علينا الرجوع إلى أحكام الشريعة الإسلامية التي وضعت منهجا قويما في مكافحتها للجرائم بأنواعها أمنت وحفظت الفرد والمجتمع
وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة رضي الله عنه أن أبا سعيد الخذري رضي الله عنه قال له إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة قال أبو سعيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه البخاري وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤذن يغفر له صدى صوته ويشهد له رطب ويابس وشاهد الصلاة يكتب له خمس وعشرون صلاة ويكفر عنه ما بينهما رواه أبوداود وغيره وهو صحيح هذا ليعلم المؤذن عملهم ومكانته عند الله فيشعرهم ذلك بعظم ما حملوا من أمانته ويدفعهم إلى القيام بالمسؤولية حق قيام أما عن الوقت بين الأذان والإقامة فقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعل بين أذانك وإقامتك نفسا قدر ما يقضي المعتصر حاجته في مهل وقدر ما يفرغ الآكل من طعامه في مهل أخرجه الترمذي وغيره وهو صحيح وحدد هذا الوقت بربع ساعة الأولى أن ينتظر هذا الشخص حتى ينتهي المؤذن من أذانه ويجيبه ويقول الدعاء بعد سماع الأذان اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته ثم يصلي أما إن دخل المسجد يوم الجمعة أثناء الأذان الثاني لصلاة الجمعة فعليه أن يشرع فور دخوله في صلاة ركعتي المسجد قبل أن يشرع الخطيب في خطبة الجمعة وذلك لأن إجابة المؤذن سنة وسماع الخطبة واجب وأما خروج الرجل من المسجد بعدما أذن للصلاة لغير حاجة ولا ضرورة فلا يجوز والدليل حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه رأى رجلا خرج من المسجد بعدما أذن المؤذن فقال أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم
إن الأذان شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام وقد ورد في السنة حول فضل الأذان وفضيلة المؤذنين الأحاديث الكثيرة منها ما روي عن معاوية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة رواه مسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه أخرجه البخاري ومسلم
ومن الطريف أن الإسلام لم يقل في الخمر قولا شافيا إلا في السنة السابعة للهجرة بعد صلح الحديبية وقيل في الرابعة أو الخامسة كأنه عمد إلى تأخير ذلك حتى يصيب المسلمون شيئا من الاستقرار فيكون أقرب إلى تفهم التعاليم الاجتماعية والعمل بها في المجتمع الناشئ الجديد ولكي يعالج الإسلام إدمان المسكرات بالحكمة والموعظة الحسنة آثر أول الأمر أن يقر ببعض منافع الخمر إلى جانب المضار موجها أنظار أصحابها إلى غلبة الإثم على النفع والشر على الخير في قوله تعالى يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما البقرة خمر حرم على المسلمين الصلاة وهم سكارى ليضع حدا لمعاركهم القولية والفعلية ولضياع صوابهم حتى وهم يصلون فقال جل ذكره يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون النساء وبعد أن ضيق عليهم فرص السكر وحرك منطقهم التشريعي الفطري وبصرهم بمضار شرب الخمر حرم هذه الآفة تحريما حاسما فقال عز وجل يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والمسير والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والمسير ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون المائدة وهكذا تدرج الإسلام في التنظيم الاجتماعي وإصلاح الخلق والتربية النفسية بما كفل لمجتمعه الاستقرار وحصنه من عوامل الفساد
إن التدرج في التنظيم الاجتماعي هو الأسلوب المفضل في كل إصلاح أتمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أمره الله بإتمامه وقد اتبع هذا الأسلوب بنفسه في إلغاء المسكرات التي كان تناولها عادة متصلة مستحكمة من عادات الجاهلية
وردت هذه الآية بعد ما ذكر الله الذين اتخذوا من دونه أندادا وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم كما جاءت هذه الآية الكريمة بعد ذكر أولئك الذين ادعوا أنه متى جاءتهم الحجج البينة آمنوا بالله وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها وجاءتهم الفرصة فعلا فأعرضوا عنها فعاقبهم الله عز وجل بأن حال بينهم وبينها وجعل أفئدتهم وأبصارهم زائغة لا تستقر على حال بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج أي مختلط مضطرب أما أولئك الذين أسرعوا للإيمان فهم أهل التقوى والصدق وأهل النقاء والنظافة في قلوبهم ما حال بينهم وبين الإيمان كبر ولا غطرسة ولا أنفة في قلوبهم ولا تعاظم في نفوسهم وما قالوا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا بل قالوا سمعنا وأطعنا ووردت هذه الآية أيضا بعد ذكر الذين يتمردون على شريعة الله ويعاندونها بالباطل يجلبون في وجه الحق بشبهات من عندهم يزخرفونها بجميل القول وحسن العبارة ويأتون بالقانون المعارض لشرع الله تعالى وبالهوى المعارض للحق ويلبسون به على الناس وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا وبعد هذه المواضيع التي سبقت هذه الآية ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن بين الله أن كل تلك المخالفات والمعاصي داخلة في ظاهر الإثم وباطنه يقول ابن القيم رحمه الله ما خلاصته إن العبد لا يستحق اسم التائب استحقاقا كاملا تاما إلا إذا ترك جميع المحرمات التي نهى الله تعالى عنها ورسوله صلى الله عليه وسلم والمحرمات اثنا عشر جنسا هي الكفر والشرك والنفاق والفسوق والعصيان والإثم والعدوان والفحشاء والمنكر والبغي والقول على الله تعالى بغير علم واتباع غير سبيل المؤمنين ثم قال رحمه الله فهذه عليها مدار ما حرم الله عز وجل وعامة الخلق يرجعون إليها ويقعون فيها إلا من عصم الله جل وعز من أتباع الرسل عليهم الصلاة والسلام وقد يكون في الرجل أكثرها أو أقلها أو خصلة منها وقد يعلم ذلك أو لا يعلمه انتهى كلامه فينبغي أن نعلم هذه الأصول من المحرمات وأن نعلم أن من أعظم ما جاءت به الرسل النهي عن هذه المحرمات والتحذير منها بكافة الوسائل والطرق فالآية أمرت بترك الإثم وهو المعصية التي توجب الإثم وإنما سميت المعصية إثما لأنها سبب في الإثم الذي يلحق العبد ولهذا سمى العرب الخمر إثما كما قال شاعرهم شربت الإثم حتى ضل عقلي كذاك الإثم تذهب بالعقول وإنما سميت الخمر إثما لأنها سبب في الإثم أو داعية إليه فالمقصود بالإثم الظاهر والباطن معصية الله تعالى في السر والعلانية وعبارة المفسرين كلهم تدور حول هذا المعنى وهي أن الآية قسمت الإثم إلى قسمين الأول إثم ظاهر يراه الناس بعيونهم أو يسمعونه بآذانهم ويعرفونه والثاني إثم باطن لا يعلمه إلا الله تعالى أو لا يعلمه إلا القليل من الناس ثم توعد الله تعالى الذين يكسبون الإثم أن يكون كسبهم للإثم خسارة عليهم يوم الحساب سيجزون بما كانوا يقترفون أي من الجرائم والآثام متى يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا فظاهر الإثم علانيته كالمجاهرة بالمعصية وإعلانها على الملأ كل أمتي معافى إلا المجاهرين أي المعلنين بالمعاصي الذين لا يستترون بها فتنتقل المعصية إلى المجتمع كله فيتنفسها الناس في الهواء ويشربونها مع الماء أما الباطن وهو السر والخفي فكثير والضابط فيه ما ورد في الصحيح من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس فالمؤمن يكره أن يطلع الناس على الإثم بفطرته وطبيعته لأنه يعلم أن الناس يعيبون ذلك ويسترذلونه ويذمونه والمقصود بالناس المؤمنون الأتقياء الذين يذمون الباطل وينكرونه ويعرفون المعروف ويأمرون به إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
يقول الحق سبحانه وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون إن هذه الآية الكريمة جاءت بعد تطواف طويل في السورة في عدد من أصحاب الجرائم والمعاصي فتحدثت الآيات التي قبلها عن الذين أنكروا الوحي والنبوات إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء وكتموا الحق الذي اؤتمنوا عليه وزعموا أن الله تعالى اختارهم واصطفاهم فكذبهم الله وزيف ادعاءهم ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء
لكن لا بد أن ننتبه أن القرآن العظيم إنما أنزل دستورا للحياة ومنهج هداية للبشرية وقد يكون من الجهل الكبير أن يقرأ العاقل ما فيه من البينات والهدى تعبدا ثم يسير في حياته على هدى غير هداه فإذ ذاك تصير القراءة عين الجهل وهذا ما يشير إليه الحديث الشريف عن ابن لبيد الأنصاري قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا وقال هذا أوان ذهاب العلم أو قال هذا أوان انقطاع العلم فقلت وكيف وفينا كتاب الله نعلمه أبناءنا ويعلمه أبناؤنا أبناءهم قال ثكلتك أمك ابن لبيد ما كنت أحسبك إلا من أعقل أهل المدينة أليس اليهود والنصارى فيهم التوراة والإنجيل ثم لم ينتفعوا منه بشيء رواه أحمد فعدم الانتفاع بما نقرأ وخاصة القرآن العظيم هو الضلال البعيد حقا وهذا ما يوجب علينا إعادة النظر في مناهج تعليم القرآن الكريم من جهة وإعادة توجيه المسلم إلى المنهج الصحيح لتلاوة القرآن العظيم المنهج الذي يخاطب أول ما يخاطب ضمير الإنسان ونفسه وروحه وعقله ولا يكتفي تالي القرآن فيه بتجويد حروفه وإتقان تلاوتها يقول الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله نحن بحاجة إلى إعادة تنظيم طاقة المسلم الحيوية وتوجيهها وأول ما يصادفنا في هذا السبيل هو أنه يجب تنظيم تعليم القرآن تنظيما يوحي معه من جديد إلى الضمير المسلم الحقيقة القرآنية كما لو كانت جديدة نازلة من فورها من السماء على هذا الضمير ميلاد مجتمع ص وهذا نموذج من السلف الصالحين يبين لنا كيف كانوا يقرؤون القرآن وكأنه أنزل عليهم وكيف يتلونه وهم على يقين أنه يتحدث عنهم فردا فردا وأنهم هم المعنيون أولا به وبأحكامه مما رفعهم لمقام خير القرون وخير الناس يقول التابعي الجليل مطرف بن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه إني لأستلقي من الليل على فراشي فأتدبر القرآن كله فأعرض نفسي على أعمال أهل الجنة فأرى أعمالهم شديدة كانوا قليلا من الليل ما يهجعون والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما فلا أرى صفتي منهم فأعرض نفسي على أعمال أهل النار قالوا ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين فأرى القوم مكذبين فلا أراني فيهم فأمر بهذه الآية وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم فأرجو أن أكون أنا وأنتم يا أخوتاه منهم
من فضل الله علينا أن جعل مجرد تلاوة القرآن الكريم عبادة يؤجر عليها المؤمن أجرا عظيما كما جاء في الحديث الشهير من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف وهذا أجر عظيم جدا وترغيب أعظم في مداومة التلاوة والإكثار منها ثم يتنافس المؤمنون ارتقاء في درجات الكمال بحسب فهمهم لما يقرؤون وتدبرهم فيه وعملهم به
والناس يعرفون مشاعرهم تجاه الجنس الآخر وتشغل أعصابهم ومشاعرهم تلك الصلة بين الجنسين وتدفع خطاهم وتحرك نشاطاتهم تلك المشاعر المختلفة الأنماط والاتجاهات بين الرجل والمرأة ولكنهم قلما يتذكرون يد الله التي خلقت لهم من أنفسهم أزواجا وأودعت نفوسهم لهذه العواطف والمشاعر وجعلت في تلك الصلة سكنا للنفس والعصب وراحة للجسم والقلب واستقرار الحياة والمعاش وأنسا للأرواح والضمائر واطمئنانا للرجل والمرأة على السواء لعل الناس يتفكرون فيدركون حكمة الخالق جل علاه في خلق كل من الجنسين على نحو يجعله موافقا للآخر ملبيا لحاجته الفطرية نفسية وعقلية وجسدية بحيث يجد عنده الراحة والطمأنينة والاستقرار ويجدان في اجتماعهما السكن والاكتفاء والمودة والرحمة لأن تركيبتهما النفسية والعصبية والعضوية ملحوظ فيه تلبية رغائب كل منها في الآخر وإتلافهما وامتزاجهما في النهاية لإنشاء حياة جديدة تتمثل في جيل جديد وأوضح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هذه الوشيجة في حديث رواه ابن عساكر عن علي كرم الله وجهه أنه قال ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم وقال في حديث أخرجه الإمام أحمد مسنده إنما النساء شقائق الرجال
إن المرأة في نظر الإسلام شريكة الرجل في حياته وجزء متمم له لابد أن يرتبط به ارتباطا مقدسا يقوم على الود والرحمة والحنان كما قال تعالى ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون الروم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه عندما بعثه إلى اليمن أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم رواه البخاري إن وجوب الزكاة من المعلوم في دين الإسلام بالضرورة في ديار المسلمين ويجب على من جهل أن يسأل أهل العلم يقول الله تعالى فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون النحل وإن العلم بالزكاة وأحكامها العامة فرض في حق من وجبت عليه مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم رواه ابن ماجه وغيره وهو حديث صحيح قال العلامة ابن عابدين في حاشيته نقلا عن العلامي في فصوله من فرائض الإسلام تعلم ما يحتاج إليه العبد في إقامة دينه وإخلاص عمله لله تعالى ومعاشرة عباده وفرض على كل مكلف ومكلفة بعد تعلمه علم الدين والهداية تعلم علم الوضوء والغسل والصلاة والصوم وعلم الزكاة لمن له نصاب والحج لمن وجب عليه والبيوع على التجار ليحترزوا عن الشبهات والمكروهات في سائر المعاملات وكذا أهل الحرف وكل من اشتغل بشيء يفترض عليه علمه وحكمه ليمتنع عن الحرام فيه وقال الإمام القرافي إن الغزالي حكى الإجماع في إحياء علوم الدين والشافعي في رسالته حكاه أيضا في أن المكلف لا يجوز له أن يقدم على فعل حتى يعلم حكم الله فيه فمن باع وجب عليه أن يتعلم ما عينه الله وشرعه في البيع ومن آجر وجب عليه أن يتعلم ما شرعه الله تعالى في الإجارة ومن قارض وجب عليه أن يتعلم حكم الله تعالى في القراض ومن صلى وجب عليه أن يتعلم حكم الله تعالى في تلك الصلاة وكذلك الطهارة وجميع الأقوال والأعمال فمن تعلم وعمل بمقتضى ما علم فقد أطاع الله طاعتين ومن لم يعلم ولم يعمل فقد عصى الله معصيتين ومن علم ولم يعمل بمقتضى علمه فقد أطاع الله تعالى طاعة وعصاه معصية والزكاة واجبة عن كل السنوات التي لم يزك فيها المسلم ما دام قد ملك نصابا وتحققت شروط وجوب الزكاة فعليك أن تؤدي زكاة مالك عن السنوات الماضية كلها ولا تبرأ ذمتك إلا بذاك قال الإمام النووي رحمه الله تعالى إذا مضت عليه سنون ولم يؤد زكاتها لزمه إخراج الزكاة عن جميعها سواء علم وجوب الزكاة أم لا وسواء كان في دار الإسلام أم دار الحرب فعلى المسلم أو المسلمة أن يحسبوا أموالهم في كل سنة مضت ويزكوا عن كل سنة وبهذا يظهر أن الزكاة وهي حق من الحقوق المالية لا تسقط بالتقادم أي بمضي المدة بل تبقى دينا في الذمة ولا تبرأ ذمة المؤخر لها إلا بإخراجها سواء أخرها عمدا أو جهلا فالتوبة لا أثر لها في إسقاط الحقوق المالية سواء كانت حقا لله تعالى أو حقا للعباد
فرض الله سبحانه وتعالى الزكاة على الرجال والنساء سواء متى تحققت أسبابها وشروطها من ملك النصاب وحولان الحول مثلما دلت على ذلك النصوص الموجبة للزكاة كما في قوله تعالى وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة البقرة
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصحابه حتى جاءهم فقال يا معشر المسلمين الله الله أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ هداكم الله إلى الإسلام وأكرمكم به وقطع به عنكم أمر الجاهلية واستنقذكم به من الكفر وألف به بينكم ترجعون إلى ما كنتم عليه كفارا فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان وكيد من عدوهم لهم فألقوا السلاح وبكوا وعانق بعضهم بعضا ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين قد أطفأ الله عز وجل عنهم كيد عدو الله شاس وأنزل الله في شأن شاس بن قيس وما صنع قوله قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون آل عمران وأنزل في شأن أوس بن قيظي وجبار بن صخر ومن كان معهما من قومهما الذين صنعوا ما صنعوا قوله يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين آل عمران إلى قوله ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم آل عمران
روى ابن هشام في السيرة النبوية والطبري والبغوي والشوكاني وابن المنذر وغيرهم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال مر شاس بن قيس وكان شيخا يهوديا قد بقي على جاهليته عظيم الكفر شديد الضغن الحقد على المسلمين شديد الحسد لهم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه فغاظه ما رأى من ألفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية فقال قد اجتمع ملأ بني قيلة الأوس والخزرج بهذه البلاد والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار فأمر فتى شابا معه من يهود فقال اعمد إليهم فاجلس معهم ثم ذكرهم يوم بعاث وما كان قبله وأنشدهم بعض ما كانوا قالوا فيه من الأشعار وكان يوم بعاث قبل الهجرة بثلاث سنين يوما اقتتلت فيه الأوس والخزرج وكان الظفر فيه للأوس على الخزرج ففعل فتكلم القوم عند ذلك وتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين أوس بن قيظي أحد بني حارثة من الأوس وجبار بن صخر أحد بني سلمة من الخزرج فقال أحدهما لصاحبه إن شئتم والله رددناها الآن جذعة حربا وغضب الفريقان وقالوا قد فعلنا السلاح السلاح موعدكم الحرة مكان في المدينة فخرجوا إليها وانضمت الأوس بعضها إلى بعض والخزرج بعضها إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية
فمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام بالبنيان الذي لا يبنى إلا على خمس دعائم فلا بنيان بدونها والصلاة إحدى هذه الدعائم روى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة رواه مسلم في صحيحه وفي حديث معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة رواه الترمذي وابن ماجه وهو حديث صحيح ومن المؤسف أن نجد بعض المسلمين اليوم لا يصلون ويكفيهم زاجرا اختلاف العلماء في كونه كافرا أم مسلما فاسقا أو عاصيا إن تركها تهاونا وتكاسلا أما إن تركها جحودا لفرضيتها فهو كافر بلا شك وبإجماع فليعزم المرء الذي ترك صلاته تكاسلا على إقامتها على أحسن وجه حتى يغفر الله له تقصيره وتفريطه وذلك قبل فوات الأوان والصلاة شبهها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالواد الذي يغتسل منه العبد خمس مرات في اليوم والليلة حتى لا يبقى من درنه ووسخه شيء فالصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا التي قد تكون بينهن طيلة اليوم وهذا من فضل الله عز وجل على المؤمنين كما أن الصلاة تربية روحية وبدنية للنفس وللغير قال تعالى إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر العنكبوت والطفل متى وجد أبويه حريصين على إقام الصلاة في وقتها حرص على إقامتها والحفاظ عليها فيسلم المجتمع بصلاح أفراده من الآفات الاجتماعية المحرمة التي قد تستهوي الشباب الذين لا يؤدون صلواتهم إذا توضأ الإنسان ونسي عضوا من الأعضاء وتذكره بعد فراغه من الوضوء مباشرة فإنه يغسل ذلك العضو ويغسل ما بعده كأن ينسى غسل يده اليسرى مثلا ويتذكر ذلك بعد انتهائه من الوضوء فعليه أن يغسل يده اليسرى وأن يمسح رأسه وأذنيه وأن يغسل رجليه فقد قال سبحانه وتعالى فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين المائدة ٦ أما إن تذكر أنه نسي عضوا من الأعضاء بعد مدة طويلة من انتهائه من الوضوء فإنه يعيده من أصله لأن الموالاة لم تتحقق في وضوئه هذا والموالاة شرط لصحته وينبغي التنبيه إلى عدم الإنصات إلى الشك الذي قد يصبح وسواسا يعيقه على أداء العبادة بل لا بد من اليقين لكي يعيد المسلم وضوءه وسائر عباداته
عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان أخرجه البخاري ومسلم
وهو يعم جميع الأمانات الواجبة على الإنسان من حقوق الله عز وجل على عباده من الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد بالنفس والمال في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإصلاح ذات البين والنصيحة وحسن المعاملة مع خلق الله والكفارات والنذور وغير ذلك مما هو مؤتمن عليه لا يطلع عليه العباد ومن حقوق العباد بعضهم على بعض كالودائع وغير ذلك مما يأتمنون به من غير اطلاع بينة على ذلك فأمر الله عز وجل بأدائها فمن لم يفعل ذلك في الدنيا أخذ منه ذلك يوم القيامة كما ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتؤدن الحقوق إلى أهلها حتى يقتص للشاة الجماء من القرناء هذه هي تكاليف الجماعة المسلمة وهذا هو خلقها أداء الأمانات إلى أهلها والحكم بين الناس بالعدل على منهج الله وتعليمه والأمانات تبدأ من الأمانة الكبرى الأمانة التي ناط الله بها فطرة الإنسان والتي أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان هذا الذي أراده سبحانه وتعالى أن يكون له في الأرض خليفة ليصلح ويزرع الخير ويزيل كل فساد
يأمرنا ربنا جل وعلا بأداء الأمانات إلى أهلها حين قال إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا النساء وفي الحديث الذي رواه ابن جرير وأخرجه الشيخان أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك
وعندما يفيض ما في يده عن هؤلاء وهؤلاء بعد ذاته فإن الإسلام يأخذ بيده ليتفق على طوائف من المجموع البشري يثيرون بضعفهم أو حرج موقفهم عاطفة النخوة وعاطفة الرحمة وعاطفة المشاركة وفي أولهم اليتامى الصغار الضعاف ثم المساكين الذين لا يجدون ما ينفقون ولكنهم يسكتون فلا يسألون الناس كرامة وتجملا ثم أبناء السبيل الذين قد يكون لهم مال ولكنهم انقطعوا عنه وحالت بينهم وبينه الحوائل وقد كانوا كثيرين في الجماعة المسلمة هاجروا من مكة تاركين وراءهم كل شيء وهؤلاء جميعا أعضاء في المجتمع والإسلام يقود الواجدين إلى الإنفاق عليهم يقودهم بمشاعرهم الطيبة الطبيعية التي يستجيشها ويزكيها فيبلغ إلى أهدافه كلها في هوادة ولين يبلغ أولا إلى تزكية نفوس المنفقين فقد أنفقت طيبة بما أعطت راضية بما بذلت متجهة إلى الله تعالى في غير ضيق ولا من ولا تبرم ويبلغ ثانيا إلى إعطاء هؤلاء المحتاجين وكفالتهم ويبلغ ثالثا إلى حشد النفوس كلها متضامنة متكافلة في غير ما تضرر ولا تبرم قيادة لطيفة مريحة بالغة ما تريد محققة كل الخير بلا اعتساف ولا افتعال ولا تشديد ثم يربط هذا كله بالأفق الأعلى فيستجيش في القلب صلته بالله فيما يعطى وفيما يفعل وفيما يضمر من نية ويصير كاملا بكمال الله فإن عما سواه ظاهره مع الخلق وباطنه مع الحق
علم الله سبحانه أن الإنسان يمد حبه وحميته إلى أهله كافة بدرجاتهم منه وصلتهم به ولا ضير في هذا فهم أفراد من جسم الأمة وأعضاء في المجتمع فسار به خطوة أخرى في الإنفاق وراء أهله الأقربين تساير عواطفه وميوله الفطرية وتقضي حاجة هؤلاء وتقوي أواصر الأسرة البعيدة وتضمن وحدة قوية من وحدات الجماعة المسلمة المترابطة العرى الوثيقة الصلات
كثر تأفف الناس من هذا الصنف ولكن كثيرين منهم يخطئون حين يحملون الدين أوزارهم ويدينون الدين بأخطائهم فيحكمون بانحرافهم على الدين في الوقت الذي يجب أن يحاكموا حالهم إلى الدين فالدين حاكم وليس محكوما عليه وإذا رجعنا إلى سيد المتدينين وإمامهم وقدوتهم عليه أزكى الصلاة وأفضل التسليم نجده يقرر بوضوح بعثت لأتمم صالح الأخلاق وفي رواية بعثت لأتمم حسن الأخلاق وفي أخرى إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق فجعل صلى الله عليه وسلم من أهم مقاصد بعثته إتمام مكارم الأخلاق ومحاسنها وهذا يعني أن من مقاصد التدين إصلاح الأخلاق وتحسينها وقد كان هو القدوة العظمى التي تتضاءل دونها أخلاق غيره مهما بلغوا في أعين الناس وقد قال عنه ربه جل في علاه وإنك لعلى خلق عظيم قال الشيخ ابن عاشور رحمه الله وفي حديث عائشة رضي الله عنها أنها سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان خلقه القرآن أي ما تضمنه القرآن من إيقاع الفضائل والمكارم والنهي عن أضدادها والخلق العظيم هو الخلق الأكرم في نوع الأخلاق وهو البالغ أشد الكمال المحمود في طبع الإنسان لاجتماع مكارم الأخلاق في النبي صلى الله عليه وسلم فهو حسن معاملته الناس على اختلاف الأحوال المقتضية لحسن المعاملة فالخلق العظيم أرفع من مطلق الخلق الحسن وقد وجدنا أعداء الحق منذ البعثة إلى يوم الناس هذا جاهدون في رمي النبي الكريم بكل داهية وإثارة كل شبهة حول رسالته وشخصه عليه السلام ولكننا ما وجدنا من اتهمه في خلقه أو سلوكه أو أدبه ولو وجدوا ثغرة ولو قدر الذرة لطاروا بها فرحا ولجعلوا منها قضية القضايا ولكن هيهات هيهات فكمال الخلق من كمال الإيمان كما أن ضعف الخلق دليل على ضعف الإيمان ولهذه المكانة للخلق الكريم والسلوك القويم بين معاني التدين العظيمة ومرتكزاته الركينة ربط الإسلام بين العبادات والأخلاق كما هو معلوم حتى جاء في الحديث أن رجلا قال يا رسول الله إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذى جيرانها بلسانها قال هي في النار قال يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها وأنها تصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذى جيرانها بلسانها قال هي في الجنة رواه أحمد وقد يكون السبب أن أداء العبادات الظاهرة والتظاهر ببعض رسوم الدين يسهل على كثير من الناس ولكن الدوام على الخلق الحسن لا يقدر عليه إلا من صار الخلق الحسن له صفة ثابتة وملكة متينة وقد كان المنافقون يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم وذكر عن رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول أنه كان يحرص على الصلاة في الصف الأول نفاقا وتظاهرا وليس هذا من التدين بسبيل ولهذا قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم من علامات المنافق ثلاثة إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم رواه مسلم فالتدين الخلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في التدين
لا شك أن من أقبح المناظر في العين أن ترى امرءا عليه مخايل التدين الظاهري وتسمع منه دمدمة بكلام الدين وتراه مع هذا سيئ الخلق رديء السلوك
إن الدين الإسلامي هو دين الرحمة والسلام للمسلمين وغيرهم قال تعالى وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين إنه دين السماحة واليسر لا عسر فيه ولا تعسير ولا عنت فيه ولا مشقة لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم قيل يا رسول الله ادع على المشركين قال إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة فهذا الدين قائم على الرحمة والسماحة واليسر وفي تشريعاته مظاهر بينة للرحمة والسماحة مع غير المسلمين لكي يدرك غير المسلمين أن هذا الدين من لدن حكيم عليم رحيم بخلقه إن هذا الدين يسر في شؤونه كلها وفي أموره جميعها عقائده أصح العقائد وأقومها وعباداته وأعماله أحسن الأعمال وأعدلها وأخلاقه وآدابه أزكى الآداب وأتمها وأكملها دين متمم في عقائده وعباداته وآدابه وأخلاقه ومعاملاته فوجب على أهله أن يعرفوا دينهم معرفة صحيحة وأن يستمسكوا به استمساكا تاما فهو دين قويم وصراط مستقيم وهدي قاصد لا وكس فيه ولا شطط إن ديننا الميسر ينهى المؤمنين عن التشدد والمغالاة والرعونة ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام لن يشاد الدين أحد إلا غلبه فحذر من المشادة أشد التحذير ونهى عنها أشد النهي والمشادة تكون بالمغالاة في هذا الدين ومجاوزة حدوده وعدم ارتضائه والقناعة بأحكامه وأوامره ونواهيه فالمتشدد المغالي لا يقف عند حدود الشريعة ولا يتقيد بضوابطها ولا يرعى آدابها وأحكامها وإنما تكون معاملته بناء على ما تمليه عليه شدته ورعونته ثم يقع الفساد والانحراف والزلل ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه لأن الدين له العلو وله الرفعة وله الظهور وله التمكن فمن شاد الدين غلبه الدين فرجع القهقرى ولم يفز من شدته ورعونته إلا بالخسارة والحرمان والإساءة لهذا الدين العظيم فشرائع الإسلام كلها يسر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وما جعل عليكم في الدين من حرج لا يكلف الله نفسا إلا وسعها فاتقوا الله ما استطعتم ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ويقول صلى الله عليه وسلم بعثت بالحنيفية السمحة وقد راعى الله سبحانه في هذا الدين العظيم أحوال عباده رحمة بهم وتخفيفا عليهم فشرع لكل حالة ما يتناسب معها فرخص للمسافر بالإفطار في نهار رمضان والقضاء من أيام آخر يكون صيامها أسهل عليه ورخص له بقصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين وأباح له الجمع بين الصلاتين في وقت إحداهما وشرع للخائف أن يصلي على حسب حاله ماشيا أو راكبا مستقبل القبلة وغير مستقبلها فإن خفتم فرجالا أو ركبانا وشرع للمريض أن يصلي على حسب استطاعته قائما أو قاعدا أو على جنب ورفع سبحانه عن هذه الأمة المؤاخذة بالخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا إن دين الله تعالى يحمل في تطبيقه السعادة والعدالة للناس ولا يحمل الشقاء والعذاب فالإنسان الذي يأخذ هذا الدين كما أراده الله تعالى باعتدال وفهم ووعي ينال السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة وأما الذي يشاد فيه ويتشدد في غير موضع التشدد ويحرم الحلال والمباح فإنه ينال الشقاء والعذاب في الدنيا والآخرة يشير إلى هذا المعنى ربنا عز وجل في أول سورة طه قائلا طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ويقول عليه الصلاة والسلام هلك المتنطعون قالها ثلاثا والمتنطعون كما فسره النووي رحمه الله المتعمقون المشددون في غير موضع التشديد فقبول الطاعة غير مرتبط بمدى التعب والنصب لأن الله تعالى لا يحب أن يطاع بغير ما أنزله على عباده فالذي يعبد الله ليلا ونهارا بشكل يخالف منهج الله تعالى لا تقبل عبادته مهما أتعب نفسه وأرهقها والله عزوجل في غنى عن أعمال العباد ولكنه جل شأنه يفرح عندما يرى عباده على دينه القويم تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة قال من هذه قالت فلانة تذكر من صلاتها قال مه عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا وكان أحب الدين إليه ما داوم صاحبه عليه ويقول أنس بن مالك رضي الله عنه دخل النبي صلى الله عليه وسلم فإذا حبل ممدود بين الساريتين فقال ما هذا الحبل قالوا هذا حبل لزينب فإذا فترت تعلقت فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا حلوه ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد تميل النفس البشرية دائما إلى السماحة والسعة في كل شيء وتضيق ذرعا بالمشقة والعنت في كل شيء أيضا كما تميل هذه النفس إلى أولئك الناس الذين ينتهجون السماحة في حياتهم وتتعلق بهم أكثر من الذين ينتهجون خلاف ذلك فالتشدد الذي في غير موضع التشدد ينفر الناس من الدين ويجعلهم يسلكون مناهج أخرى في الحياة غير منهج الله وهذه هي طبيعة البشر تريد اليسر والسعة والسماحة ولا تطيق غيرها يقول أبو هريرة رضي الله عنه بال أعرابي في المسجد فقام الناس إليه ليقعوا فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوه وأريقوا على بوله سجلا من ماء أو ذنوبا من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ومن أجل ذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذا وأبا موسى رضي الله عنهما باليسر عندما بعثهما إلى اليمن فقال يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا
يتعرض ديننا الإسلامي لحملات تشويه مستمرة نتيجة لبعض الأفعال الإرهابية المنسوبة زورا وبهتانا لبعض الشباب المسلم بالرغم ما يحيط تلك الأعمال من الشبهات والثغرات في دوافعها ومن يقف وراءها
والتجارة وسيلة من بين تلك الوسائل الموصلة إلى تحقيق الغاية العظمى وقد ورد في الكتاب والسنة وعمل السلف الصالح نصوص وآثار مبينة لأحكام تتعلق بالتجارة وبحلالها وحرامها يجب على التاجر معرفتها والسؤال عنها للعمل بها حتى يصدق فيه قول الله سبحانه وتعالى في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب النور ويصدق فيه قوله صلى الله عليه وسلم ما معناه التاجر الأمين الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين حديث ضعيف أخرجه الترمذي والحاكم فينبغي على التاجر الحرص على أن لا يدخل بيته فلس واحد من الحرام ويجوز للتاجر أن يزيد في مبلغ السلعة التي اشتراها بقيمة معقولة أما أن يزيد نصف قيمتها فهذا أكل لأموال الناس بغير حق قال الله تعالى ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل البقرة وقال صلى الله عليه وسلم رحم الله امرء سمحا إذا اشترى سمحا إذا باع رواه البخاري والله أعلم جاء في الحديث أنه إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له أخرجه البخاري في الأدب المفرد ومسلم وهو حديث صحيح ونسأل الله أن تكون ولدا صالحا لأنك تريد معرفة الحكم الشرعي في مسألة والدتك حتى تنجيها من عذاب الله وقد سأل أحد الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دين على أمه التي ماتت هل يقضيه فقال فدين الله أحق أن يقضى أخرجه البخاري ومسلم فبالإمكان عد تلك الأيام التي أفطرتها وتوزيعها على أبنائها يصوم كل واحد منهم أياما منها وإن لم يستطيعوا ذلك فلهم أن يكثروا من الصدقة عليها والدعاء لها والله الموفق
خلق الله الخلق ليعبدوه وليوحدوه وسخر لهم ما في الأرض ليتسنى لهم عمارتها ويسهل عليهم العيش فيها والتنعم بما أحل الله منها ومن طيباتها وحث المؤمنين على السعي من أجل الحصول على الرزق الحلال كوسيلة من وسائل تحقيق العبودية لله جل جلاله ونهاهم عن التواكل والخمول
ولقد علم الله سبحانه أن الإنسان يحب ذاته فأمره أولا بكفايتها قبل أن يأمره بالإنفاق على من سواها وأباح له الطيبات من الرزق وحثه على تمتيع ذاته بها في غير ترف ولا مخيلة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله جميل يحب الجمال فالدقة لا تبدأ إلا بعد الكفاية والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول في حديث أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه خير الصدقة ما كان عن ظهر غني واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وفي رواية لأبي داود أن سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال جاء رجل بمثل بيضة من ذهب فقال يا رسول الله أصبت هذه من معدن فخذها فهي صدقة ما أملك غيرها فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتاه من قبل ركنه الأيمن فقال مثل ذلك فأعرض عنه فأتاه من قبل ركنه الأيسر فقال مثل ذلك فأعرض عنه ثم أتاه من خلفه فقال مثل ذلك فأخذها صلى الله عليه وسلم فحذفه بها فلو أصابته لأوجعته وقال يأتي أحدكم بما يملك فيقول هذه صدقة ثم يقعد يتكفف الناس خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ولقد علم الله سبحانه أن الإنسان يحب أول ما يحب أفراد أسرته الأقربين عياله ووالديه فسار به خطوة في الإنفاق وراء ذاته إلى هؤلاء الذين يحبهم ليعطيهم من ماله وهو راض فيرضى ميله الفطري الذي لا ضير منه بل فيه حكمة وخير وفي الوقت ذاته يعول ويكفل ناسا هم أقرباؤه الأدنون نعم ولكنهم فريق من الأمة إن لم يعطوا احتاجوا وأخذهم من القريب أكرم لهم من أخذهم من البعيد وفي الوقت ذاته إشاعة للحب والسلام في المحضن الأول وتوثيق لروابط الأسرة التي شاء الله أن تكون اللبنة الأولى في بناء الإنسانية الكبير
طريق الإنفاق ومصرفه يجيء بعد تقرير نوعه فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وهو يربط بين طوائف من الناس بعضهم تربطه بالمنفق رابطة العصب وبعضهم رابطة الرحم وبعضهم رابطة الرحمة وبعضهم رابطة الإنسانية الكبرى في إطار العقيدة المتين
لا إله إلا الله آباء يئنون وأمهات يشتكين ولا إله إلا الله يحز في النفس ويدمي القلب ويندى الجبين يوم نسمع بل نرى ابنا يعق والديه يؤذيهما ويجاهرهما بالسوء وفاحش القول يقهرهما وينهرهما يرفع صوته عليهما ويتأفف منهما يقول بعضهم مخاطبا أباه أراحنا الله منك وعجل بزوالك يا شيبة النحس ويا عجوز الشؤم تالله إنها لقالة يستحي إبليس أن يقولها وبعض شبابنا يردده ناسيا أو متناسيا قول الله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا في قصة تدمي القلوب يأتي رجل وزوجته وأمه تحمل ولدهما ليشتروا ذهبا من صائغ تدخل الزوجة فتأخذ ما اشتهت من الذهب وتقف الأم واجمة هناك تحمل حفيدها ثم تتقدم لتأخذ خاتما فيقوم الابن بتسديد قيمة ذهب زوجته فيقول البائع بقي عليك كذا قال لماذا قال قيمة الذهب الذي أخذته أمك فينفجر الولد العاق غاضبا ويقول الكبيرات في السن لا يلبسن الذهب أخذت الأم الخاتم وأعادته للبائع ولسان حالها إنما أشكو بثي وحزني إلى الله حسبنا الله ونعم الوكيل إن ربنا سبحانه توعد بالعذاب الأليم واللقاء الشديد من عصى والديه لأنه ارتكب معصية عظيمة فظيعة وجريمة قبيحة شنيعة يقشعر جلد المؤمن يوم يرى الابن كلما شب وترعرع غمط حق والديه وهما اللذان أذهبا زهرة العمر والشباب في تربيته سهرا لينام وجاعا ليشبع وتعبا ليرتاح فلما كبرا وضعفا ودنيا من القبر واحدودب ظهراهما وقلت حيلتهما أنكر جميلهما وقابلهما بالغلظة والجفاء وجحد حقوقهما وجعلهما في مكان من الذلة والصغار لا يعلمه إلا رب الأرض والسماء لقد قرن الله حقه بحق الوالدين وجعل من لوازم العبودية برهما وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا وأوصى الله وصية خاصة بهما ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن ضعفا على ضعف ومشقة على مشقة في الحمل وعند الولادة وفي الحضن وفي الإرضاع بل إن المصطفى صلى الله عليه وسلم جعل بر الوالدين مقدما على الجهاد في سبيل الله روى الشيخان عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد فقال أحي والداك قال نعم قال فيهما فجاهد من المعلوم أن الإنسان إذا كبر ضاقت نفسه وكثرت مطالبه وقل صبره وربما صار ثقيلا على من هو عنده ومع ذلك فالله يقول إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا في حال بلوغ الوالدين الكبر يكون الضعف قد تمكن منهما في البدن وقد يكون في العقل وربما وصلا إلى أرذل العمر الذي هو سبب للضجر والملل منهما في حال كهذه الحال ينهى الله الولد أن يتضجر وأمره أن يقول لهما قولا كريما وأن يخفض لهما جناح الذل من الرحمة فيخاطبهما خطابا من يستصغر نفسه أمامهما ويعاملهما معاملة الخادم الذي ذل أمام سيده رحمة بهما وإحسانا إليهما ويدعو الله لهما بالرحمة كما رحماه في صغره أيها العاق اذكر أمك وهي تحملك في بطنها وما تلقى من المشقة والتعب في جميع أحوالها ليلا ونهارا وتفكر في أمرها حال ولادتها ثم بعد أن ولدتك لا تنام الليل تسهر لسهرك وتتألم لألمك تجوع لتشبع وتتعب لترتاح وأنت لا تملك لنفسك ضرا ولا نفعا أبعد هذا يكون جزاؤها العقوق والقطيعة والشتم أي قلوب هذه التي استمرأت العقوق ذكر أن أبا الأسود الدؤلي تخاصم مع امرأته إلى قاض في غلامهما أيهما أحق بحضانته فقالت المرأة أنا أحق به حملته مشقة وحملته تسعة أشهر ثم وضعته ثم أرضعته إلى أن ترعرع بين أحضاني وعلى حجري كما ترى أيها القاضي فقال أبو الأسود أيها القاضي حملته قبل أن تحمله ووضعته قبل أن تضعه فإن كان لها بعض الحق فيه فلي الحق كله أو جله فقال القاضي أجيبي أيتها المرأة قالت لئن حمله خفة فقد حملته ثقلا ولئن وضعه شهوة فقد وضعته كرها فنظر القاضي إلى أبي الأسود وقال له ادفع إلى المرأة غلامها ودعنا من سجعك إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
عن أبي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا قلنا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين
وبما أن الزوجة قد توفيت فلا يجب عليه شيء الآن إلا التوبة والاستغفار كما أن الزوجة إن بقيت مع زوجها وأمرها بما يفيد إرجاعها فهو رجوع والذرية شرعية والله أعلم ويجوز له الزواج من امرأة أخرى ليس في النصوص ما يدل على كراهة قص المرأة شعر رأسها أو على تحريمه فهو جائز على وجه لا تصل به إلى حد التشبه برأس الرجل أو التشبه بالكافرات والفاسقات في تسريحات شعورهن لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المتشبهات من النساء بالرجال وقال من تشبه بقوم فهو منهم ولا شك أن إبقاء المرأة على شعرها طويلا أفضل من قصه أما عن صبغ الشعر فلا بد أن يجتنب فيه السواد والتشبه بالكافرات والفاسقات قال صلى الله عليه وسلم غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد
الطلاق بالثلاث في مجلس واحد يعتبر تطليقة واحدة وهو طلاق رجعي ما دامت المرأة في عدتها وعليه يكون هذا الزوج قد طلق زوجته مرتين وهو لم يذكر إن ردها في عدتها أم حتى انقضت عدتها وعلى الأول فإن علاقته بزوجته شرعية وأولاده كذلك وعلى الثاني فإنه يعتبر طلاقا بائنا بينونة صغرى يجب عليه إن أراد إرجاعها عقد جديد
يعلمنا القرآن الكريم قمة التسامح والعفو في قوله تعالى لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين وقال تعالى قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون لقد كانت سماحة الإسلام من أعظم أسباب انتشاره وتلك السرعة الهائلة التي طوى فيها الإسلام أكثر المعمورة من الأرض تحت ظله الظليل وقد كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بدعوة أهل الكتاب ويزور مرضاهم طاعة لله ولا ينهى البنت المسلمة عن أن تبر أمها المشركة ما دامت جاءت راغبة في الصلة غير رافعة للسلاح على المسلمين ولا يجوز خرق عهد الأمان مع الكافر إذا كان معاهدا أو ذميا ولا الاعتداء عليه روى أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة وإذا نظرنا إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم عند فتح مكة عندما قال لأهلها الذين آذوه ما تظنون أني فاعل بكم قالوا أخ كريم وابن أخ كريم فقال لهم صلوات الله وسلامه عليه اذهبوا فأنتم الطلقاء نعم السماحة ونعم العفو عند المقدرة لقد زعم الكثير أن الإسلام نشر بالسيف والعنف وتوهموا أن الإسلام دين الخشونة والإرهاب وجاء ليرهب الناس ويمنع عنهم حقوقهم المشروعة الإسلام ليس كلمات باردة تسطر في الكتب وليس كلمات حماسية يتغنى بها الزعماء وليس خطبا يلقيها الخطباء الفصحاء ليزلزلوا بها أعواد المنابر فالإسلام دين ومعاملة وواقع وحياة إن الإسلام هو الذي يخبرنا أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض والإسلام هو الذي أخبرنا أن امرأة زانية من بغايا بني إسرائيل دخلت الجنة لأنها سقت كلبا فإذا كانت الرحمة بالكلاب تغفر الذنوب والخطايا للبغايا من النساء فكيف يصنع الإسلام بمن وحد رب البرايا فما أحوج العالم اليوم ليتعرف على الصورة الصحيحة المشرقة للإسلام وليتعرف على جماله وتسامحه ووسطيته واعتداله وحضارته ومرونته وثقافته وتاريخه لقد رسخ الإسلام في قلوب المسلمين أن الديانات السماوية تستقى من معين واحد من أجل التسامح والتعايش قال تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك
لقد كفل الإسلام الحرية للذميين وأمر المسلمين أن يتركوهم وما يدينون به وألا يتعرضوا لهم في ما يعتقدون قال الله سبحانه وتعالى لكم دينكم ولي دين ونهى الله تعالى عن مجادلة أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن فكان المسلمون يعاملون غيرهم ممن يخالفونهم في الدين أحسن معاملة ويعطفون عليهم ويحسنون إليهم ويعدلون في الحكم عليهم كما أباح الإسلام للمسلمين طعام أهل الكتاب وذبائحهم فقال وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم
وقد وافق بعض الطلاب على قتل المسلمين ما أفزع طالبة مسلمة بالفرقة العاشرة وعرضها للسخرية والتنمر ودفع الإدارة لنقلها إلى فصل آخر يأتي هذا الموقف في ظل نتائج تقرير المجلس الإسلامي في أكتوبر المنصرم حول تعرض المسلمين للتنمر والتمييز بالمدارس حيث أكد من طلاب كاليفورنيا المسلمين بين و عاما تعرضهم للتنمر منهم من الفتيات وكذلك أكد نحو تعرضهم للإساءة اللفظية أو البدنية فضلا عن تأكيد تورط المسؤولين على التعليم في هذه الممارسات وكذلك تعرض من الطالبات المحجبات لممارسات تمييزية مماثلة
تقدم مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية كير بشكوى إلى الإدارة التعليمية لاتحاد المدارس الثانوية في مدينة لوس أنجلوس ضد إحدى المعلمات بمدرسة ليونينجر الثانوية التي طرحت على الطلاب سؤالا مفاده من يعتقد أنه يجب قتل المسلمين في ظل مناقشة مواقف المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب
فكل ما يمكن أن يخطر في بال الإنسان من ضخامة وأصناف العذاب فلا يمكن أن يصل إلى جزء من حقائق ما سيكون في النار وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون يصف لنا ربنا مشهدا من مشاهد العذاب يوم القيامة وهذا المشهد هو أخذ أهل النار وحبسهم عليها قبل إلقائهم فيها لأنهم يساقون إليها ويسحبون على وجوههم إليها ويدفعون دفعا إليها وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا سوق الإهانة والتهديد حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا تقول لهم الملائكة أما جاءكم رسل ينذرونكم لقاء هذا اليوم ويحذرونكم من النار قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين فهم يعترفون إذن ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين المشهد الثاني يوم يسحبون في النار على وجوههم المشهد الثالث ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا المشهد الرابع يوم يدعون إلى نار جهنم دعا أي يدفعون إليها دفعا هذه النار التي كنتم بها تكذبون ثم يحبسون على النار ولنتأمل هذا المشهد الآخر لأهل النار يقول الله فيه ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ترى ما الذي كان يخفيه الكفار من قبل إنه بدا لهم ما كانوا يخفون من الإيمان والفطرة والتصديق بالله فإن الله فطر النفوس على الإيمان به ولكن يأتي الإنسان فيغطي الفطرة من أجل شهواته وملذاته فإذا بعث قال الله عز وجل بل بدا لهم بل هنا حصل لهم ما كانوا يخفون من الإيمان والفطرة ولكن هؤلاء طبيعتهم التكذيب ولو خرجوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون فهذه النار التي توعد الله بها الكفار والفجرة والمنافقين والعصاة وحذر منها أهل الإيمان وقال يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون والقرآن الكريم يكرر لنا مشاهد النار في القرآن تأكيدا لقيام الحجة فقد كان يكفي أن يذكر النار ويهدد بها مرة واحدة ولكن لقيام الحجة ذكر الله النار في القرآن في مواطن كثيرة وبأحوال متعددة وذكر جميع ما فيها حرارتها شدتها أبوابها طباقها عذابها حياتها عقاربها ماءها هواءها طعامها شرابها وهذا لقطع الحجة على الناس وحتى لا يأتي أحد يوم القيامة فيقول ما أعرف النار يا رب ثم جعل الله لنا أيضا نموذجا من النار مصغرا حتى لا يقول أحد يا رب تحدثنا بالنار ما ندري أن النار حارة أفرأيتم النار التي تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون نحن جعلناها تذكرة جعل الله هذه النار تذكرة بالنار الأخرى وإلا ما هي منها وليست في درجتها هذه جزء من سبعين جزءا والله إنها كافية ووالله لو تهددنا ربنا أن يسجننا في حمام لكان هذا كافيا فكيف إذا سجننا في النار وليست هذه النار بل ضعفها بتسعة وستين جزءا أي إذا كانت درجة حرارة هذه النار مائة درجة فتلك حرارتها سبعمائة ألف أعدها الله عقوبة لمن يخالف أمره ويعصيه ويرتكب محارمه ويترك فرائضه ولنتأمل هذا المشهد الآخر وهو دور المشرفين على التعذيب وأنهم ملائكة غلاظ في الخلقة شداد في التعامل لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون يقول الله لهم خذوه فغلوه ولنتصور كم يقوم لتنفيذ أمر الله سبعون ألف ملك والمأخوذ واحد فقط إن الملك الواحد ليلقي بيده سبعين ألفا في النار فلا حول ولا قوة إلا بالله يقول عمر لكعب الأحبار يا كعب خوفنا بالله قال يا أمير المؤمنين اعمل عملا وجلا أي خائفا فوالذي نفسي بيده لو جئت يوم القيامة بعمل سبعين نبيا إلى جانب عملك لظننت أنك لا تنجو من عذاب الله يوم القيامة ثم قال إن جهنم لتزفر يوم القيامة زفرة لا يبقى معها ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا يخر على ركبتيه جاثيا خوفا من النار إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا تغيظ مما فيها من غيظ على أعداء الله المقتحمين لحرمات الله المضيعين لأوامره وزفيرا تزفر وتشهق كما تشهق البغلة على شعيرها وكما يزفر العدو على عدوه إن عذابها كان غراما غراما مثلما يمسك الغريم بغريمه لأنهم تمردوا على أوامر الواحد القهار
إن المتأمل لنصوص الوعيد في كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام يجد مشاهد مفزعة وأهوالا عظيمة مما أعد الله فيها من ألوان العذاب والنكال للكفار والمنافقين وذكر النار مطلوب خصوصا في هذه الأزمان التي شردت فيها القلوب عن الله وغفلت النفوس عن تذكر الآخرة
واليمين ثلاثة أقسام يمين اللغو اليمين المنعقدة واليمين الغموس أما يمين اللغو فهو الذي يجري على اللسان من غير عقد للقلب كقول القائل لا والله وبلى والله فهذه لا كفارة فيها واليمين الغموس هي الحلف مع عقد القلب على أمر كاذب وهذه تغمس صاحبها في النار إلا أن يتوب ويستغفر لله أما القسم الثالث فهي اليمين المنعقدة الصادرة عن قصد وعقد قلب ثم رأى الحالف المصالحة في مخالفة يمينه وفي الحنث فإن الله رحم عباده وشرع لهم كفارة وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم فإذا عجز الحالف عن أحدهما انتقل إلى صوم ثلاثة أيام ويجوز صومها متفرقة والأفضل كما قال أهل العلم أن تكون متصلة ليكون أثرها في تهذيب النفس أعظم إن تلك الأبراج وسيلة من وسائل شياطين الإنس والجن يتخذونها من أجل ادعاء علم الغيب فلا يجوز طلب معرفتها ولا قراءتها ولا يجوز التصديق بها لأنها ضرب من ضروب الشرك بالله تعالى لأن علم الغيب خاص بالله تعالى وحده قال سبحانه وتعالى قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون النمل كما لا يجوز قراءتها من أجل التسلية بها فقط لأن ذلك يعتبر من قبيل اللهو المحرم وعلى الإنسان الذي يبتغي الرزق من الله وحده أن يستعين به سبحانه وتعالى وأن يتوكل عليه وأن يشتغل بما يحقق العبودية لله سبحانه وتعالى في جميع الأحوال والله أعلم
أولا ينبغي بيان حكم أمر يقع فيه كثير من الناس وهو تحريم الحلف بغير الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت أخرجه البخاري ومسلم فالحلف بغير الله يستوجب عقاب الله ولا كفارة على الحنث فيه إلا التوبة والاستغفار كما ينبغي على المؤمن أن يحفظ إيمانه وأن يراقب لسانه وأن يكفه عن الحلف على كل صغيرة وكبيرة وعلى كل حقير وجليل قال تعالى ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم البقرة
ولم يعر متحدث باسم الرئيس البورمي الكثير من الأهمية على هذه الشكوى التي رفعت الخميس الماضي وقال إن بورما ليست تابعا لأمريكا لا أرى كيف يمكن أن تحاكم بورما أمام محكمة فدرالية أمريكية تابعونا على صفحة الخبر في وطلبت الشكوى من القاضية ديبرا فريمان استدعاء الرئيس ثين سين وكذلك وزير الشؤون الخارجية وونا مونغ لوين وشخصيات أخرى حسب فرانس برس وحسب الشكوى التي رفعتها هذه المنظمات الإسلامية فإن أقلية الروهينغيا المسلمة تتعرض لجرائم بغض وتمييز وهذه الجرائم ترقى إلى إبادة يغذيها الرهبان البوذيون القوميون المتطرفون وحكومة ثين سين ويعيش حوالى مليون مسلم في بورما وترفض الحكومة إعطاءهم الجنسية وتتعامل معهم على أنهم مهاجرون غير شرعيين أتوا من بنغلادش
رفعت عشرون منظمة إسلامية أمريكية شكوى الأسبوع الماضي في نيويورك ضد رئيس بورما ثين سين وأعضاء آخرين في حكومته بتهمة ارتكاب جرائم ضد أقلية الروهينغيا المسلمة معتبرين أن هذه الجرائم تشكل إبادة
وإن هذا المسجد الذي فرغ منه أصحابه قبل خروج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تبوك مازال يتخذ في صور شتى تلائم ارتقاء الوسائل الخبيثة التي يتخذها أعداء هذا الدين تتخذ في صورة نشاط ظاهره للإسلام وباطنه لسحق الإسلام أو تشويهه وتمويهه وتمييعه وتتخذ في صورة أوضاع ترفع لافتة الدين عليها لتترس وراءها وهي ترمي هذا الدين وتتخذ في صورة تشكيلات وتنظيمات وكتب وبحوث تتحدث عن الإسلام لتخدر القلقين الذين يرون الإسلام يذبح ويمحق فتخدرهم هذه التشكيلات وتلك الكتب إلا أن الإسلام بخير لا خوف عليه ولا قلق ولتثق الأمة الإسلامية أن الله متم نوره ولو كره الكافرون ولكن ينبغي لها أن تعيد النظر في تربية أبنائها تربية أصيلة روحية وعلمية تتماشى مع متطلبات العصر الحديث ومبادئ الشرع الحنيف وتجعل من مؤسساتها التربوية والتكوينية بدءا من المسجد إلى الجامعة ومعاهد البحث العلمي مصدر إشراق وأنوار وانفتاح لكل العلوم فينشأ الجيل متوازنا لا يترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه وإن أهمية أساس التآخي بين المسلمين الذي وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم عند مقدمه المدينة يظهر من وجوه إن أي دولة لا يمكن أن تنهض وتقوم إلا على أساس من وحدة الأمة وتساندها ولا يمكن لكل من الوحدة والتساند أن يتم بغير عامل التآخي والمحبة المتبادلة لكن على أساس العقيدة الإسلامية التي تضع الناس كلهم في مصاف العبودية الخالصة لله سواسية كأسنان المشط لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح ثم إن هذا التعاون والتناصر في هذا المجتمع السليم قائمان طبق ميزان العدل والمساواة فيما بين الأفراد كافة فمهما أرادت السلطة أن تحقق مبادئ العدالة بين الأفراد فإنها لا تتحقق ما لم تقم على أساس من التآخي والمحبة فيما بينهم
إن مسجد الضرار الذي اتخذ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مكيدة للإسلام والمسلمين والذي بناه المنافقون بجوار مسجد قباء إثر نصيحة هرقل ملك الروم إلى حميمه اللعين أبي عامر الذي بارز بالعداوة وظاهر بها منذ هزيمة الكفار ببدر المباركة
إن المربي سواء أكان والدا في البيت أو معلما في المدرسة أو ناشطا في حقل دعوي أو شيخا في الحلقة تحت المجهر دائما من قبل المتربين خصوصا عندما يكونون في المراحل العمرية المبكرة وإن أي فعل يصدر من المربين إنما هو بمثابة التوجيه الفعلي للمتلقي الذي لو تعارض عنده قول المربي وفعله فلعله أن يقدم الفعل لا شعوريا لذلك كان على المربين استشعار خطورة الأمر والتنبه لقول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون الصف ولربما ظن البعض أن المسألة أهون من ذلك وأن الأمر ليس سوى كذبة صغيرة لكن الطرف الآخر لا ينظر إليها كذلك خصوصا أن الأطفال يحبون المحاكاة من تلقاء أنفسهم فينشأون على هذا الخلق الذميم ويظهر الأثر المدمر للكذب على الأطفال في صورة فقدان الطفل للثقة بأبويه جراء عدم التزامهما بالوعد المقطوع الأمر الذي يجعله يشكك في أي وعد مستقبلي صادر منهما وحبل الثقة بين الوالد والولد إذا انقطع فإنه يصعب وصله والمقصود هنا أن تغرس فضيلة الصدق في نفوس الأطفال وقد قال عليه الصلاة والسلام عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ومايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا متفق عليه واللفظ لمسلم
عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه أنه قال دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت ها تعال أعطيك فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أردت أن تعطيه قالت أعطيه تمرا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة رواه أبو داود
وكان أول عمل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم أن أقام الأسس الهامة لهذه الدولة ولقد كانت هذه الأسس ممثلة في بناء المسجد والمؤاخاة بين المسلمين عامة والمهاجرين والأنصار خاصة وكتابة وثيقة دستور حددت نظام حياة المسلمين فيما بينهم وأوضحت علاقاتهم مع غيرهم بصورة عامة واليهود بصورة خاصة أجل إن من نظام الإسلام وآدابه أن ينصهر أشتات المسلمين في بوتقة من الوحدة الراسخة يجمعهم عليها حبل الله الذي هو حكمه وشرعه ولكن ما لم تقم في أنحاء المجتمع مساجد يجتمع فيها المسلمون على تعلم حكم الله وشريعته ليتمسكوا بهما عن معرفة وعلم فإن وحدتهم تؤول إلى شتات وسرعان ما تفرقهم عن بعضهم الشهوات والأهواء فمن أجل هذه المعاني كلها في مجتمع المسلمين ودولتهم الجديدة أسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل كل شيء فبادر إلى بناء المسجد بعد أن أكمل بناء شخصيات عماره وطهر نفوسهم من كل الطواغيت وفيه يقول جل علاه لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ونهاه وسلوكه تشريع لنا أن يقوم في مسجد الضرار الذي اتخذ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مكيدة للإسلام والمسلمين والذي بناه المنافقون بجوار مسجد قباء إثر نصيحة هرقل ملك الروم إلى حميمه اللعين أبي عامر الذي بارز بالعداوة وظاهر بها منذ هزيمة الكفار ببدر المباركة
لقد كانت هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة تعني نشأة أول دار إسلام إذ ذاك على وجه الأرض وقد كان ذلك إيذانا بظهور الدولة الإسلامية بإشراف سيدنا محمد رسول الثقلين صلى الله عليه وسلم
الكيان الصهيوني يعد أبرز جيب استعماري صنعه الغربيون لتصدير مشكلة اليهودي التي كانت تؤرق المجتمعات الأوروبية فكان الحل الذي سفرت عنه العقلية الاستعمارية الأوروبية هو إنشاء هذا الكيان الخبيث فضربوا عصفورين بحجر تخلصوا من اليهود وأوجدوا شرطيا مطيعا بالمنطقة ومهما يكن فهذا الاستعمار الصهيوني لا يخرج عن سنن الله في زوال الاستعمار وفناء المستعمرين بل إن زوال هذا الكيان قد تقرر قبل وجوده في التوراة سفر أشعيا سفر أرمياء ثم في القرآن وحسبك نبوءة يذكرها الله عز وجل في التوراة ثم يكرر إنزالها في القرآن الكريم أهمية وخطورة هذه النبوءة العظيمة جاء ذكرها في سورة الإسراء التي تسمى سورة بني إسرائيل أيضا يقول فيها الحق سبحانه وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا فقوله تعالى وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب معناه أعلمناهم وأخبرناهم بقضائنا النافذ الذي لا مرد له في التوراة فالكتاب هنا المقصود به التوراة إذ هو كتاب بني إسرائيل المنزل عليهم والآيات واضحة في معناها فهي تتكلم عن حدثين هامين في تاريخ اليهود والمسجد الأقصى الهيكل في زعمهم فيهما سوء وجوههم ودمار بيوتهم وتسلط عدوهم وذلهم وذهاب ريحهم وقوتهم بعد علو لهم وجبروت وإفساد في بيت المقدس وأكنافها والذي يهمنا هنا هو أن المفسرين قد اختلفوا في هاتين الإفسادتين هل وقعتا كلتاهما أم وقعت الأولى والثانية لم تقع بعد تابعونا على صفحة الخبر في فأكثر المفسرين القدامى وبعض المعاصرين منهم يرون أن هاتين الإفسادتين قد وقعتا وأن إحداهما كانت عند الأسر البابلي على يد بختنصر ق م الذي استولى على دولة بنى إسرائيل ودمرها تدميرا وهدم بيت المقدس وساق اليهود أسرى إلى بابل وبقيت أورشليم خرابا يبابا وأما المرة الثانية فاختلفوا في تحديدها اختلافا كبيرا فقيل كانت بعد أن قتلوا النبي أرميا وقيل بعد أن قتلوا النبي يحي وقيل بعد تكذيبهم عيسى عليه السلام وتنكيلهم بأتباعه فنكل بهم الرومان بدءا بالقائد طيطوس م إلى الإمبراطور الروماني أدريانوس الذي هدم القدس وخربها ورمى قناطير الملح على أرضها كيلا تعود صالحة للزراعة م ولكن ذهب كثير من المفسرين المعاصرين إلى أن الذي وقع هو أولاهما فقط في الأسر البابلي مع بختنصر فهو الذي وقع بعد علو لبني إسرائيل على فلسطين وإفسادهم فيها بعد موت سيدنا سليمان عليه السلام وانقسام مملكته العظيمة ثم لم يعرف لليهود علو كبير كالذي ذكرته الآية في التاريخ حتى تأسيس الكيان الصهيوني الذي علا علوا كبيرا بدعم بريطانيا وفرنسا عند تأسيسه ورعاية أمريكا وروسيا وأحلافهم إلى يومنا هذا وعاثوا في فلسطين فسادا وإفسادا ولهذا قال هؤلاء المفسرون إن الإفساد الثاني هو ما تقوم به إسرائيل فإسرائيل هي التي تقع عليها أوصاف الآية ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا فرد الكرة هو غلبتها والمدد من الأموال والبنين هو الدعم الغربي السخي ونفيرهم هو هذه الهجرة الصهيونية إلى فلسطين وهي المعنية بوعد الله لعباده المؤمنين فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ومهما يكن فإن الله عز وجل ختم هذه النبوءة بقوله عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا فسواء على قول من قال إن الإفسادتين وقعتا وعلى قول من قال وقعت إحداهما فقط لا مهرب من حكم الله وقضائه وإن عدتم عدنا أي إن عدتم للإفساد عدنا لتسليط عبادنا عليكم ولقد عادوا اليوم إلى الإفساد في صورة إسرائيل التي علت علوا كبيرا وأفسدت إفسادا عظيما وليسلطن الله عليهم من يسومهم سوء العذاب تصديقا لوعد الله القاطع وفاقا لسنته التي لا تتخلف وإن غدا لناظره لقريب إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
سنة الله في خلقه قضت بأن كل استعمار يقاومه الشعب المستعمر صائر إلى اضمحلال وبوار فلا دوام له ولا بقاء له وإن طال زمنه ورجحت قوته العسكرية وشواهد التاريخ على ذلك لا تعد ولا تحصى وأكبر شاهد وأقربه ثورتنا التحريرية المظفرة والغربيون الأوربيون يعرفون ذلك جيدا ولذلك لما استعمروا الأمريكيتين وأستراليا حرصوا على إفناء شعوبها بوحشية لم تعرف البشرية مثلها لأنهم يعلمون علم اليقين أن الشعب المستعمر ما دام فيه عرق ينبض بالحرية فسيأتي اليوم الذي يثور فيه ويتأثر فأهلكوا شعوبا وأمما واستولوا على أرضهم وثرواتهم وبها بنوا دولهم وامبراطورياتهم
إلا أن باب التوبة مفتوح ما لم يغرغر المرء وما لم تشرق الشمس من مغربها قال سبحانه قل يا عبادي الذين أسرفوا لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم الزمر فإذا تاب العبد توبة صادقة نصوحا فإن الله تعالى سيبدل سيئاته حسنات يقول الله تعالى والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما النور وشروط التوبة الصادقة هي الإخلاص بأن يبتغي العبد بتوبته مرضاة الله تعالى لا رياء فيها ولا طلب شهرة أو سمعة والعمل الذي لا يكون خالصا فإن الله لا يقبله قال سبحانه في الحديث القدسي أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه أحدا غيري تركته وشركه أخرجه مسلم الندم الندم على ما فعله من الذنب والإقرار بأنه كان مخطئا فيستغفر الله ويطلب عفوه والإقلاع عن الذنب وعدم الإصرار على اقترافه إذ لا توبة لمن يزعم الندم والرجوع إلى الله وهو مصر على الوقوع في الخطأ نفسه العزم على ألا يعود إلى المعصية في المستقبل وأن تكون التوبة قبل الغرغرة وقبل طلوع الشمس من مغربها قال تعالى وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما النساء إن العلم سلاح ونور في درب المؤمن يرفع الله به الذين آمنوا واتخذوه وسيلة لتحقيق العبودية لله عز وجل قال تعالى يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات المجادلة فطلب العلم نعمة منه سبحانه على خاصة عباده المتقين الورعين ومن المؤسف أن لا يعرف شبابنا اليوم قدر هذه النعمة فتراهم يعبثون فسادا ويقترفون ما من شأنه أن يحطم ويضع من شأنهم إلا أن باب التوبة مفتوح ما لم يغرغر المرء وما لم تشرق الشمس من مغربها قال سبحانه قل يا عبادي الذين أسرفوا لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم الزمر فإذا تاب العبد توبة صادقة نصوحا فإن الله تعالى سيبدل سيئاته حسنات يقول الله تعالى والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما النور وشروط التوبة الصادقة هي الإخلاص بأن يبتغي العبد بتوبته مرضاة الله تعالى لا رياء فيها ولا طلب شهرة أو سمعة والعمل الذي لا يكون خالصا فإن الله لا يقبله قال سبحانه في الحديث القدسي أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه أحدا غيري تركته وشركه أخرجه مسلم الندم الندم على ما فعله من الذنب والإقرار بأنه كان مخطئا فيستغفر الله ويطلب عفوه والإقلاع عن الذنب وعدم الإصرار على اقترافه إذ لا توبة لمن يزعم الندم والرجوع إلى الله وهو مصر على الوقوع في الخطأ نفسه العزم على ألا يعود إلى المعصية في المستقبل وأن تكون التوبة قبل الغرغرة وقبل طلوع الشمس من مغربها قال تعالى وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما النساء
إن العلم سلاح ونور في درب المؤمن يرفع الله به الذين آمنوا واتخذوه وسيلة لتحقيق العبودية لله عز وجل قال تعالى يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات المجادلة فطلب العلم نعمة منه سبحانه على خاصة عباده المتقين الورعين ومن المؤسف أن لا يعرف شبابنا اليوم قدر هذه النعمة فتراهم يعبثون فسادا ويقترفون ما من شأنه أن يحطم ويضع من شأنهم
ويشهد المسجد الأقصى حالة من العزلة بعد منع المصلين من دخوله فيما تحول محيطه الخارجي إلى ثكنة عسكرية بفعل الحواجز والتواجد المكثف لعناصر الاحتلال ومنعت شرطة الاحتلال الرجال الفلسطينيين ممن هم دون سن ال عاما من دخول المسجد الأقصى للصلاة كما احتجزت البطاقات الشخصية للنساء عند الأبواب إلى حين خروجهن وأكدت مصادر محلية أن شرطة الاحتلال أعاقت وصول حافلة تقل مواطنين فلسطينيين من بلدة الطيرة داخل الأراضي المحتلة عام إلى مدينة القدس حيث أجبرت الركاب الرجال ممن تقل أعمارهم عن سن ال عاما على مغادرة الحافلة وعدم إكمال الطريق إلى المسجد الأقصى من جهته قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس محمود الزهار إن فرصة حدوث انتفاضة ثالثة متوفرة وبصورة أشد من انتفاضة الأقصى لكن القوة الأمنية للسلطة الآن أقوى مما كانت عليه في عام حسب تعبيره ورأى الزهار في حوار مع الموقع الرسمي لحركة حماس أن الحل الوحيد للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك ومنع المخططات الصهيونية هو أن يحمل أهل الضفة والقدس السلاح وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد أن إسرائيل ستدفع ثمن ما تقوم به من جرائم تستهدف المسجد الأقصى في القدس المحتلة منتقدا استمرار حصار غزة وشهدت الأيام الماضية عمليات اقتحام يومية لقوات الاحتلال والمستوطنين للمسجد الأقصى وباحاته بالتوازي مع فرض إجراءات مشددة على وصول المسلمين ومنع وصولهم في أوقات محددة تنفيذا للتقسيم الزماني للمسجد تابعونا على صفحة الخبر في
عرقلت شرطة الاحتلال الصهيوني المتمركزة على بوابات المسجد الأقصى المبارك دخول المصلين الفلسطينيين إليه صباح أمس وذلك لليوم السابع على التوالي بحجة الأعياد اليهودية فيما اعتدت عليهم عند باب الحطة
المسجد الأقصى له المكانة الكبرى في الإسلام بعد الحرمين الشريفين المسجد الحرام والمسجد النبوي فهو ثالث الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين الأولى وهو منتهى إسراء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو بداية المعراج إلى الملأ الأعلى وهو فوق ذلك كله المسجد الذي شرفه الله وبارك حوله وهو مهبط الأنبياء والرسل ومنه انطلاق الهداية للبشر لعبادة الله وحده وهذا نابع من احترام الإسلام والمسلمين للشرائع السماوية السابقة وأنبيائها ورسلها وفي القدس أبرز معالم الحضارة الإسلامية وقد تركت تلك الحضارة بصمات لا تنسى فيها ما زالت ماثلة أمام التاريخ كالحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك ومسجد قبة الصخرة والجامع العمري وحائط البراق الذي أوقف النبي صلى الله عليه وسلم براقه عنده ليلة الإسراء وفي القدس مقابر تضم في ثراها أعدادا كثيرة من الشهداء وأبطال المسلمين من عهد صلاح الدين الأيوبي ومن قبله ومن بعده وفيها من المدارس الإسلامية التاريخية التي اهتمت بشتى العلوم الإنسانية والفقهية والإسلامية وغيرها من العلوم وقد وردت في فضل المسجد الأقصى آيات وأحاديث نذكر بعضا منها فيما يلي يقول تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير الإسراء قيل لو لم تكن له فضيلة إلا هذه الآية لكانت كافية وبجميع البركات وافية لأنه إذا بورك حوله فالبركة فيه مضاعفة وقال تعالى يا قوم ادخلو الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين المائدة وقال تعالى ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين الأنبياء وقال تعالى وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها الأعراف وفي قصة سليمان عليه السلام يقول سبحانه وتعالى ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها الأنبياء أما الأحاديث فقد روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى وقد روى ابن ماجه عن أنس رضي الله عنه مرفوعا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الرجل في المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة وصلاته في مسجدي بخمسين ألف صلاة وصلاته في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة وأخرج الترمذي وأحمد وصححه الطبراني والحاكم ووافقه الذهبي من حديث زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا طوبى للشام يا طوبى للشام يا طوبى للشام قالوا يا رسول الله ولم ذلك قال تلك ملائكة الله باسطو أجنحتها على الشام قال العز بن عبد السلام رحمه الله أشار رسول الله إلى أن الله سبحانه وتعالى وكل بها الملائكة يحرسونها ويحفظونها وقد ورد في الحديث أن سليمان عليه السلام دعا بالمغفرة لمن صلى في بيت المقدس فعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثا حكما يصادف حكمه وملكا لا ينبغي لأحد من بعده وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما اثنتان فقد أعطيهما وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة أخرجه النسائي وابن ماجه والرجاء المذكور في الحديث متحقق لنبينا بإذن الله كما استجاب الله لدعوات سليمان عليه السلام ولأجل هذا الحديث كان ابن عمر رضي الله عنهما يأتي من الحجاز فيدخل المسجد الأقصى فيصلي فيه ثم يخرج ولا يشرب فيه ماء مبالغة منه لتمحيص نية الصلاة دون غيرها لتصيبه دعوة سليمان عليه السلام كما ورد في الحديث أن أهل الإيمان فيه يثبتون عند حلول الفتن فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام أخرجه أحمد والمسجد الأقصى ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام فعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولا قال المسجد الحرام قال قلت ثم أي قال المسجد الأقصى قلت كم كان بينهما قال أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصلها فإن الفضل فيه رواه البخاري وفي هذه الأيام يعاني المسجد الأقصى السعي الحثيث من الغاصبين اليهود من أجل تهويده وإخراج المسلمين منه مما يتطلب من الأمة أن تهب لمناصرة الأقصى وحمايته من التدنيس والتدمير والعدوان المستمر إن الأمة مدعوة لأن تقدم اليوم عمر أو صلاحا يفتح أو يحرر القدس المشرفة ويستعيد الأقصى السليب كلية الدراسات الإسلامية قطر
إن للمسجد الأقصى في قلوب المسلمين مكانة عظيمة فلقد ربط الله سبحانه بين مكانة كل من المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة والمسجد الأقصى بالقدس المشرفة فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى متفق عليه
جاءت نصوص الكتاب والسنة بالترهيب من أن يقصد الإنسان بعبادته غير الله وعدت ذلك من عظائم الذنوب بل من الشرك بالله لأنه ينافي الإخلاص الذي يقتضي أن يقصد المسلم بعمله الله وحده لا شريك له قال سبحانه وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين البينة والمرائي في الحقيقة جعل العبادات مطية لتحصيل أغراض نفسه الدنيئة واستعمل العبادة فيما لم تشرع لأجله وهو تلاعب بالشريعة واستهانة بمقام الألوهية ووضع للأمور في غير مواضعها وقد توعد الله صنفا من الناس يراؤون في صلاتهم بالويل والهلاك فقال فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون الماعون وجعل مراءاة الناس بالأعمال من أخص صفات أهل النفاق فقال سبحانه وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس النساء الجزائر عبد الحكيم ڤماز
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه رواه مسلم وفي رواية ابن ماجه فأنا منه بريء وهو للذي أشرك معنى الحديث أنا غني عن أن يشاركني غيري فمن عمل عملا لي ولغيري لم أقبله منه بل أتركه لذلك الغير
لكن ينبغي التنبيه على وجوب الابتعاد عن المحرمات والمخالفات الشرعية التي قد يحتمل الوقوع فيها مثل التبذير والإسراف وقد قال تعالى إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا الإسراف وقال سبحانه وتعالى وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين الأعراف ومن ذلك اختلاط النساء بالرجال فهو محرم وكذا اللهو واللغو فالحاج عاد من مكان مقدس يرجو من الله أن يقبل حجه وأن يتجاوز عن كل خطاياه وأن يستجيب دعاءه فكيف يهدم كل ما بناه طيلة شهر في يوم واحد نقول إن حجه صحيح وكثير من الناس يظنون أن زيارة المسجد النبوي هي من مناسك الحج والأمر على غير ما يظن هؤلاء فزيارة المسجد النبوي سنة شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم لصلاة فيه فقال صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجد هذا خير من ألف صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام متفق عليه وعن عبد الله بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة متفق عليه لكن ليست من مناسك الحج أو العمرة بل هي مشروعة لذاتها وحدها مع بقية المزارات بعد المسجد النبوي الشريف والصلاة والسلام على رسول اله صلى اله عليه وسلم كالبقيع وأحد ومسجد قباء يقول الله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر البقرة ويقول أيضا وما جعل عليكم في الدين من حرج الحج وقال صلى الله عليه وسلم إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا أخرجه البخاري ومسلم وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ وأبي موسى رضي الله عنهما لما بعثهما إلى اليمن يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا رواه البخاري ومسلم وكان صلى الله عليه وسلم إذا خير بين أمرين اختار أيسرهما ما لم يكن إثما والقواعد الفقهية المستنبطة من هذه النصوص وغيرها تقول المشقة تجلب التيسير وإذا ضاق الأمر اتسع ولا ضرر ولا ضرار فهذه جملة من الأدلة على أن الدين الإسلامي مبني على التيسير في أحكامه وعلى مراعاة أحوال العباد فالمريض الذي يشق عليه القيام في الصلاة ويسبب له الزيادة في المرض وجب عليه الجلوس ولو على الكرسي وصلاته صحيحة مقبولة بإذن الله ويأثم إن تسبب في أذية نفسه
إن الطعام الذي يصنع عند قدوم القريب من السفر يسمى النقيعة وقد ذكر البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة نحر جزورا أو بقرة قال البخاري زاد معاذ بن شعبة عن محارب سمع جابر بن عبد الله اشترى مني النبي صلى الله عليه وسلم بعيرا بأوقيتين ودرهم أو درهمين فلما قدم صرارا أمر ببقرة فذبحت فأكلوا منها أخرجه البخاري ومسلم فالحديث كما ذكر أهل العلم يدل على مشروعية الدعوة عند القدوم من السفر ويقال لهذه الدعوة النقيعة
إنه درس عملي من الله تعالى يعلم به عباده أن الدنيا هكذا خلقت فرح وسرور وأحزان وشرور لقد خلقنا الإنسان فى كبد فكيف يطمئن عاقل إلى هذه الدنيا جبلت على كدر وأنت تريدها صفوا من الأقذاء والأكدار ولكن من رحمة الله بعباده ولطفه بأوليائه أنه لم يكلهم إلى أنفسهم ولم يجعلهم في هذه الحياة بلا هاد يعينهم فجعل لانشراح الصدر رغم المنغصات أسبابا ولانبساط النفس وطيب الحياة أبوابا أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه وانشراح الصدر وطمأنينة القلب من أعظم المنن وأحسن المنح وأكبر النعم لذا امتن بها الله تعالى على نبينا محمد فقال ألم نشرح لك صدرك ومن أعظم أسباب شرح الصدر إفراد الباري سبحانه بالتوحيد وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء فالهدى والتوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر والشرك والضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر وانحراجه فنور الإيمان يشرح الصدر ويوسعه ويفرح القلب فإذا فقد هذا النور من قلب العبد ضاق يقول عليه الصلاة والسلام إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح قالوا وما علامة ذلك يا رسول الله قال الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزوله ومن الأسباب الإيمان بالقدر بأنه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا راد لما قضى ولا معقب لحكمه وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله فتوحيد الله ومعرفته وتفويض الأمر إليه هو جنة الدنيا والنعيم وهو قرة عين المحبين ولذة حياة المؤمنين ومن أسباب انشراح الصدر ترك المعاصي والهروب إلى الله ومحاسبة النفس فالهموم والأحزان عقوبات عاجلة ونار دنيوية حاضرة فكيف يطلب انشراح الصدر من ضيع صلاته أو منع زكاته وكيف يطلب انشراح الصدر من ظلم مسلما في مال أو عرض وكيف يطلب انشراح الصدر من أكل الربا وغش المسلمين في بيع أو شراء كيف يطلب انشراح الصدر من عق والديه وقطع أقرب الناس إليه بل كيف يطلب انشراح الصدر من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ألا ما أبعد طيب العيش عن هؤلاء وأمثالهم وما أضيق صدور هؤلاء وتعسا لحالهم ومن أسباب انشراح الصدر التزود من الطاعات والإقبال على رب الأرض والسموات فالطاعة فرضها ونفلها زاد في الآخرة ولذة في الدنيا وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ومن أعظم الطاعات ذكر الله ومن أعظم الذكر قراءة القرآن تدبرا وتأملا الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب وكذلك من أسبابها تقوى الله ففي صيد الخاطر يقول ابن الجوزي ضاق بي أمر أوجب غما لازما دائما وأخذت أبالغ في الفكر في الخلاص من هذه الهموم بكل حيلة وبكل وجه فما رأيت طريقا للخلاص فعرضت لي هذه الآية ومن يتق الله يجعل له مخرجا فعلمت أن التقوى سبب للمخرج من كل غم فما كان إلا أن هممت بتحقيق التقوى فوجدت المخرج ومن أسباب انشراح الصدر نفع المؤمنين وإعانة المحتاجين بالمال والبدن والجاه من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة فما أحسن أن تدخل السرور على يتيم أو أرملة أو تطعم جائعا أو تتصدق على فقير أو تساعد ذا الحاجة والله ولي التوفيق
خلق الله الإنسان وجعله في هذه الدنيا محل ابتلاء واختبار يكدح فيها كدحا حتى يلاقي ربه يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه يسر بها حينا ويساء بها كثيرا تنفرج أمامه أبواب السعادة حتى لا تستطيع أرض أن تقله ولا سماء أن تظله فهو فرح مسرور في غبطة وحبور حتى إذا ما تقلبت عليه أمور وتنادت حوله حوادث الدهور ضاقت عليه الأرض بما رحبت وانغلقت عليه أبواب قد انفرجت ابتلاء من الله وتمحيصا
وكانت جامعة برمنغهام قد وجدت المخطوطة ملحقة خطأ بنسخة أحدث من القرآن وتبدو النسخة متطابقة مع النسخ الموجودة في الوقت الراهن من القرآن ولم يمسها أي تغيير أو تحريف لكن حواف الأوراق تعرضت للتلف وذكرت جامعة برمنغهام أن تقنية التأريخ باستخدام الكربون المشع تصنف المخطوطة كواحدة من أقدم المخطوطات المعروفة من القرآن الكريم وعثرت الدكتورة ألبا فيديلي والتي كانت تدرس العناصر الموجودة في مجموعة من مخطوطات الشرق الأوسط على صفحتين من مصحف تعودان لأواخر القرن السابع الميلادي وقامت بفحصهما باستخدام الكربون في جامعة أكسفورد فأشارت التحاليل إلى أن المخطوطة المذكورة قد تعود بنسبة إلى زمن النبي محمد ص الذي عاش بين عامي و ميلادية وقد تطوع طلاب مسلمون وضباط في الأمن لدى الجامعة لحراسة المخطوطة التي تعرض على الجمهور مجانا إلى غاية يوم أكتوبر ويمكن حجز التذاكر عن طريق موقع الجامعة على الانترنت وهي ستكون متاحة للعرض يوميا كما سيتم عرض المخطوطة في معرض بمتحف مدينة برمنغهام في الربيع المقبل
شرعت جامعة برمنغهام منذ يوم الجمعة في عرض أقدم مخطوطة للقرآن وقد تم توجيه الدعوة إلى العديد من أبناء الجالية المسلمة ليطلعوا على المخطوطة التي تعود إلى القرن السابع الميلادي وتمتلكها مكتبة جامعة برمنغهام
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله لما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنينا إلى مشاهدة بيته الحرام وليس كل أحد قادرا على مشاهدته في كل عام فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين والقاعدين فمن عجز عن الحج في عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته لطائف المعارف ص وعلى الرغم من أن أقواما كثرا في أرجاء المعمورة قد حبسهم العذر عن تحقيق أمنيتهم في أداء الركن الخامس من أركان الإسلام حجة الإسلام إلا الله عز وجل وهو أعدل العادلين وأحكم الحاكمين لم يتركهم شرع لهم أعمالا صالحة أخرى يعدل ثوابها ثواب شعيرة الحج ومن هذا الأعمال نية الحج والعمرة نية خالصة صادقة لله تعالى فالمسلم عندما ينوي الحج بنية صادقة خالصة ولم يذهب بعذر فإن الله تعالى يكتب له أجر الحج فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما رجع من غزوة تبوك ودنا من المدينة قال إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم حبسهم المرض وفي رواية حبسهم العذر وفي رواية إلا شاركوكم في الأجر رواه البخاري من رواية أنس ورواه مسلم من رواية جابر واللفظ له المحافظة على صلاة الفجر في جماعة قال النبي صلى الله عليه وسلم من صلى الفجر في جماعة ثم جلس يذكر الله عز وجل حتى تطلع الشمس ثم قام فصلى ركعتين كتب له أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة أخرجه الترمذي عن أبي أمامة رضي الله عنه حضور مجالس العلم في المسجد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان كأجر حاج تاما حجته أخرج الطبراني والحاكم عن أبي أمامة رضي الله عنه أداء الصلاة المكتوبة في المسجد قال النبي صلى الله عليه وسلم من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة ومن مشى إلى صلاة تطوع أي صلاة الضحى فهي كعمرة نافلة أخرجه أحمد بسند حسن عن أبي أمامة رضي الله عنه عمرة في رمضان إن عجزت عن الذهاب إلى الحج فاجتهد أن تعتمر في رمضان فإن هذا فيه ما فيه من الأجر فهو يعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقد أخرج البخاري ومسلم واللفظ لمسلم عن عبد الله بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة من الأنصار يقال لها أم سنان ما منعك أن تكوني حججت معنا قالت ناضحان كانا لأبي فلان زوجها حج هو وابنه على أحدهما وكان الآخر يسقي عليه غلامنا قال فعمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي بر الوالدين أخرج أبو يعلى بسند جيد أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه قال هل بقي من والديك أحد قال أمي قال فأبل الله في برها فإذا فعلت فأنت حاج ومعتمر ومجاهد
جعل الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين في أيام الحج فضلا عظيما يدركونه يشابهون به أهل الموقف العظيم ليشاركوهم الأجر ويضاهوهم في العمل ويساووهم في الثواب ليعوضهم الله تعالى عما يجدونه في قلوبهم من ألم وحسرة عدم إدراكهم الحج وهذا باجتهادهم في الأعمال الصالحة عامة في عشر ذي الحجة فضلا عن أعمال صالحة أخرى يعدل ثوابها ثواب شعيرة الحج
فإذا كان لكمة الله كل هذه المعاني وغيرها فلا يجوز رمي ورقة مكتوب عليها هذه الكلمة لتدوسها أقدام البشر وكذا كلام الله تعالى الذي تكلم به ذاتا وصفة المتعبد بتلاوته لا يجوز رميه وإهانته وينبغي على المسلم أن يحرق تلك الأوراق أو أن يدفنها والله الموفق تجوز الأضحية عن الميت كما يجوز الحج عنه والصدقة عنه ويضحى عنه في البيت ولا يجوز أن يذبح عند القبر أضحية ولا غيرها فعنه صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن العقر عند القبر رواه البخاري ومسلم وثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام رواه أبو داود وهو حديث حسن فنهى عن الصلاة عندها لئلا يشبه من يصلي لها وكذلك الذبح عندها يشبه من ذبح لها وهذا سدا للذريعة ذريعة فساد العقيدة والله أعلم رفع الأيدي في الدعاء من أسباب الإجابة في أي مكان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ربكم حيي ستير يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا رواه ابن ماجه وابن حبان وغيرهما وهو صحيح كما في الجامع الصحيح ومن أسباب عدم إجابة الدعاء هو أكل الحرام فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا رواه مسلم فرفع اليدين من إجابة الدعاء إلا في المواضع التي لم يرفع فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه مع وجود المقتضى فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يرفع يديه في التشهد قبل السلام من الصلاة كما يفعله بعض الناس وغيرها من المواطن التي لم يرفع فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن فعله حجة وتركه حجة وكذلك بعد السلام من الصلوات الخمس كان صلى الله عليه وسلم يأتي بالأذكار الشرعية ولا يرفع يديه ورفعها للدعاء لا لربطها بالصلاة لا حرج فيه إن شاء الله والله الموفق
إن كلمة الله اسم من أسماء ربنا مشتقة من الإله وتعني العبودية بدليل قوله تعالى وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون الأنعام أي وهو المعبود في السموات وفي الأرض يعبده أهل السموات وأهل الأرض ويحبونه ويعظمونه
تبرز الحادثة مدى خطورة العين وقوة تأثيرها وبالغ ضررها فهي ذلك السهم الذي لا يرى بالعيون المجردة ولكن يدرك أثرها من خلال نتائجها الوخيمة فتجعل السليم سقيما والقوي ضعيفا والكثير قليلا والخصيب قاحلا بل هي القادرة على إنزال الفارس عن مركبه وإيراد الرجل القبر وإدخال الجمل القدر كما صح بذلك الحديث ولأن العين حق وأثرها نافذ وشرها واقع جاءت الأوامر الشرعية والنصوص النبوية لتحذر الناس من خطرها وتدعوهم إلى التحصن منها وتبين لهم سبل الوقاية وكيفية رفع بلائها فقد جاءت الوصية من النبي صلى الله عليه وسلم بالتزام الأذكار والأوراد الشرعية في كل يوم وليلة كقراءة آية الكرسي والدعاء بقول أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة وقول أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق والمداومة على قراءة سورتي الفلق والناس التي قال عنهما النبي عليه الصلاة والسلام ما تعوذ متعوذ بمثلهما رواه أبو داود كما جاء التشديد على ضرورة ذكر الله تعالى والدعاء بالبركة عند رؤية المستحسن من الأمور فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فإن العين حق رواه الحاكم فإذا وقعت العين شرعت الرقية لدفعها وقد كان جبريل عليه السلام يرقي النبي صلى الله عليه وسلم بقوله بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك رواه مسلم ورخص النبي عليه الصلاة والسلام كما صح عنه بالرقى ما لم تكن شركا ومن وسائل الاستشفاء من العين الاغتسال من الماء الذي توضأ منه العائن واغتسل به على نحو ما مر بنا في الموقف الذي تناولناه ولا ينبغي للمسلم أن يمتنع من الاغتسال إذا اتهم بالعين لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال وإذا استغسلتم فاغتسلوا رواه مسلم
عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف رضي الله عنهما وهو يغتسل فقال لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة فما لبث أن لبط به صرع بسببه وسقط على الأرض فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له أدرك سهلا صريعا قال من تتهمون به قالوا عامر بن ربيعة فقال علام يقتل أحدكم أخاه إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ثم دعا بماء فأمر عامرا أن يتوضأ فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره وأمره أن يصب عليه رواه ابن ماجه وفي رواية للطبراني وغيره فراح سهل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس به بأس
واشتكى الشيخ روماس يعقوبويكاس حسب ما نقلت عنه وكالة الأناضول السبت الماضي من تذبذب السياسات الحكومية في التعامل مع رغبة المسلمين في بناء مسجد في العاصمة الخالية من المساجد حاليا قائلا إن الحكومة الحالية برئاسة الجيرداس بوتكافيتشوس ليست عندها فكرة عن الوعود التي قطعتها الحكومة السابقة كما أن رئيس بلدية فيلينوس الحالي ليست لديه فكرة عن أعمال المجلس البلدي السابق وأكد يعقوبويكاس أن مسلمي ليتوانيا لا يطلبون من السلطات أن تنشئ مسجدا لهم وإنما يرغبون فقط في استرداد أرضهم قائلا إن الأراضي التي صودرت من الكاثوليك والبروتستانت واللوثريين واليهود في ليتوانيا أعيدت لهم بعد العام متسائلا لماذا لم يطبق الأمر ذاته مع المسلمين تجدر الإشارة إلى أن الإسلام دخل إلى ليتوانيا في عام م وذلك إثر دعوة ملك ليتوانيا آنذاك في تاوتس للمسلمين الذين كانوا يسكنون شبه جزيرة القرم لمساعدته على حرب الصليبيين الذين جاؤوا ليغزوا هذه البلاد فجاء المسلمون بأعداد كبيرة واستوطنوا في هذا البلد وكانوا يمارسون عباداتهم بحرية كاملة
طالب مفتي ليتوانيا روماس يعقوبويكاس سلطات بلاده بإعادة الأرض التي هدم السوفيات المسجد الذي كان مقاما عليها في العاصمة فيلينوس إلى المسلمين ليبنوا فوقها مسجدا جديدا
بعد أن أذاق هؤلاء الرجال الصادقون الاستعمار البغيض الويلات وهزموه في كل الجهات في ميدان القتال وفي ميدان السياسة ولقنوه دروسا في ميدان التضحية والفداء حتى أجبروه أن ينصاع ويمتثل لإرادة الأحرار فكانت مفاوضات إيفيان التي صيغت فيها الاتفاقية بدماء الشهداء بحضور زعماء كبار صاغوها وختموها بخاتم دمائهم وبفضل من الله تعالى كانت الحرية والانعتاق من عبودية الاستعمار وتنفس الشعب الجزائري الصعداء وأصبح ينعم بالحرية كبقية الشعوب وأذكر أن هناك أمانة يتحملها الجيل الجديد المستفيد من التضحيات الجسام فيجب المحافظة على هذه النعمة نعمة الحرية والوقوف صفا واحدا في وجه من يريد لهذا الوطن كيدا وليوقن من في قلبه إيمان بهذا الوطن أن المحافظة على الوطن جزء من الدين ذلكم أن حب الوطن من الإيمان والملاحظ في زمننا أننا نسينا تلك التضحيات العظام التي ضحاها الشعب الجزائري قاطبة وراح بعضنا يتنافسون من أجل كسب منافع وهذا أمر مشروع إذا كان بأسلوب سياسي حكيم مع المحافظة على المبادئ الوطنية وألا يتجاوز التنافس حدوده ما يؤدي إلى نشر الغسيل على حبال غيرنا وتعرية ظهر هذا الوطن فيطمع فينا من كان بالأمس يستعمرنا ولعل التصريحات الأخيرة التي صدرت عن الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي إذ توعد بمراجعة اتفاقية إيفيان وهذا الكلام له مدلوله ومعناه وفي نظري ناقوس خطر يدل على أن الرجل ينظر إلينا فرقة وليس وحدة متماسكة وفي هذا الجو الذي انعدمت فيه الثقة بين عناصر الوطن الواحد تروج الشائعات وتصبح الحبة قبة ولا يجرؤ أحد على مواجهة الأمر بصراحة وهنا أصل إلى القصد من هذه الفتوى فأقول مستعينا بالله بوصفي فقيها يحتم علي واجبي أن أصدع بالحق ولا أبالي ولا أخشى في الله لومة لائم أدعو كل الشعب الجزائري أفرادا وجمعيات وأحزابا للتوقف عن ترويج الشائعات والدعايات التي قد تكون سببا لإضلال الناس فقد تتلقفها قلوب الطيبين على أنها حقائق لا تقبل الشك وأنها جاءت من مصادر موثوقة ولئن ثبت وقوع شيء فإن هذه الشائعات مضرة بالوطن ومضعفة للصفوف وتصوير الأمة على أنها في حالة فوضى وضعف وانهيار وكل ذلك اختلاق ما يؤلب العوام حين تطلق تلك الشائعات التي مصدرها التعطش إلى السلطة والتسلط ولو على حساب المصلحة العليا للوطن وللشائعات آثار ضارة لما تحدثه من بلبلة الأفكار وتضليل الرأي العام والفتنة بين الناس وتشويه سمعة البرآء كما أشاع المشركون على الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه ساحر كذاب وأنه شاعر أو كاهن أو مجنون وكما أشاعوا في غزوة أحد أنه قتل لتخذيل أصحابه والدافع إلى الإشاعات هو الكراهية المتمكنة في بعض النفوس أو حب الظهور بالسبق إلى معرفة ما لا يعرفه غيره أو التنفيس عن النفس فيما حرمت من منصب أو مكانة أو يكون الدافع الحسد والتعطش إلى الجاه والسلطان وتكثر الشائعات أيام الأزمات السياسية والاقتصادية حيث يكون الجو ملائما لرواجها وما دام ضررها ظاهرا في تقويض المجتمع وهدم البناء وتعريض الوطن للخطر فإني أصدر فتوى تحرم وتجرم المساس بالمصلحة العليا للوطن أو تعرضه لطمع الطامعين من كل من يتجرأ على العبث بمصير هذا الوطن سواء كان في الحكم أو في الجمعيات أو في الأحزاب أو على مستوى الأفراد ولنكون واضحين فإن فتواي هذه لا تحظر العمل السياسي فهذا ليس من شأني ولا من اختصاصي وإنما تحرم شرعا الشائعات والسلوكيات المضرة بالمصالح العليا للوطن وبالمقابل فإني أشجع الاختلاف البناء المفيد الذي يرفع من قيمة الوطن بين الأمم وإن فتواي هذه معتمدة على نصوص ثابتة لا تقبل التأويل ولولا خوف الإطالة لأثبت الكثير منها وإني لا أريد إلا الخير لهذا الوطن وأهله وإني أعتبر التراشق بالكلام في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية يعد تنازعا من أجل المناصب والكراسي وربنا العلي العظيم نهانا عن ذلك فقال وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين الأنفال واتقوا الله في هذا الوطن وفي هذه الأمة فقودوها بحكمة وبرغبة في البناء والتشييد والله من وراء القصد وهو الهادي إلى الصراط المستقيم
إن هذا الوطن الذي ذاق من الاستعمار ما ذاق من محن وألقى عليه كلكله سنين طوال حتى قيض الله تعالى رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه فضحوا بالنفس والنفيس وسقطوا في ميدان الشرف بعشرات الآلاف كل ذلك لينعم الشعب الجزائري بالحرية والاستقلال
الحبيب صلى الله عليه وسلم وصحبته في الجنة الهجرة محطة رائعة وصورة رائقة من حياته الطاهرة وآثاره العطرة وهي بحق تحول عظيم في تاريخ البشرية وارتفاع عن سفاسف الدنيا وحطامها إلى سقف المجد ومن حضيض المادة إلى طهر الروح ومن ظلمة الجهالة إلى نور العلم والمعرفة لقد كان ذلك لثلاث وخمسين سنة من مولده الشريف ومنذ بعثته وهو في نصب وتعب قام فأنذر ودعا إلى الجنة وبشر ترك طعامه وهو يقدر عليه لكي يشبع الناس وترك فراشه ليسعد البشرية وقام الليل باكيا ضارعا كي يرانا على أتم طاعة وأكملها وخرج من داره خائفا يترقب بعد أن ذاق العذاب الوبيل والكيد والويل من أعدائه في مكة وترك أحب البقاع إليه مهاجرا بعد مؤامرة كادت تودي بحياته قال فيما روى الترمذي ما أطيبك من بلد وأحبك إلي ولو لا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك وقبل خروجه أعد العدة واتخذ الأسباب متوكلا على الله أمن الطريق واختار الرفيق وأحكم الخطة وحدد الوجهة وعفى الآثار وعم الأخبار فحمته العناية الإلهية وحرسته الرعاية الربانية حتى أشرق على المدينة بدره وأضاء في رحابها نوره وبين الانطلاق من مكة والوصول إلى المدينة مهامه ومصاعب ومخاطر ومتاعب إننا نذكر يوم أحرج الإسلام أيما إحراج فحين خرج صلى الله عليه وسلم كان القتلة يحكمون عليه القبضة ويحوطون بيته إحاطة السوار بالمعصم فأعمى الله أبصارهم وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون يس كما أحرج الإسلام مرة أخرى في الغار في لحظة لو أدركوا صاحب الرسالة فيها لقتلوه ولشقي العالم حينئذ ولكن يد الله تحوط الدين بالحفظ وتكلؤه بالعناية فمنع رسول الله لا بأسوار عاتية ولا بجنود بشرية باسلة ولا بأيد قوية واصلة إنما هي آية ضعيفة قواها الدعاء واليقين ونبل القصد في الدين يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا التوبة إن أخذ الدروس من حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم هو الدراسة الجادة لتقويم النفوس ورياضتها وحملها على الحق الذي مثله المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم وهاك بعضها وإن فهمت عني أيها القارئ فقد وعيت الدرس وخير الكلام ما قل ودل وإن الناشئة مدعوة لأن تتعلم الفداء والتضحية من سيدنا علي رضي الله عنه ولك أيها الشاب المسلم قدوة في عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما فكن ذكيا حاذقا سريع الفهم وكم ينقصنا الفهم في زماننا تعلم منه كيف حافظ على دعوة الله ومكاسبها وأبعد الأذى عن رسول الله وأبيه وإياك أن تكون فتنة يصاب بك الإسلام في كبده والدين في نحره ربنا لا تجعلنا فتنة ولك أيتها المرأة المسلمة أسوة في أسماء ذات النطاقين في تزويد هذا الجيل بزاد اليقين والتربية وإن اقتضى منك شطر العمر وقسمة المال واعلمي أن العكوف على تربية أولادك هو هديتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونصرتك له أيها الآباء في أبي بكر المثل الأعلى والقدح المعلى في الغداء والصحبة والإيثار لله والانتصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاعملوا صالحا ولا تبخلوا عن أنفسكم على الأقل بالنصح الرشيد والرأي السديد وبالدعاء بظهر الغيب هذه دلائل الهجرة وآثارها في الأسرة المسلمة التي تحتضن الدين وتصون مبادئه وتحمي الوطن ولا تخون معالمه أسرة أبي بكر النموذجية التي بدأت من حيث بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أقام دعائم المجتمع الجديد من المسجد الأول فمن الصلاة والتزاحم على أبوابها يشاد المجد ويبنى العز فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ثم من المؤاخاة والحب في الله وتناسي الأحقاد لم الصف ووحد الكلمة وجمع الشتات فكانت الأمة خير أمة أخرجت للناس أمة الجمعة والجماعة وما جمعته يد الله لا تفرقه يد الشيطان فحينئذ لا خوف على الدين ولا خوف على الوطن ولا خوف على غال وثمين فالله منجز وعده وناصر عبده إمام وأستاذ الشريعة بجامعة المسيلة
كلما وقف المسلم أمام حدث من حوادث السيرة النبوية العطرة كلما تاه في أنوار المصطفى وتعلقت همته لمعرفة أخباره وتقصي أسراره وازداد شوقه أكثر فأكثر لرؤية
ودعا الشيخ بن بيه رئيس المجلس التوجيهي لمنظمة أديان من أجل السلام ومقرها بنيويورك في اجتماع طارئ للمنظمة حضره قادة دينيون من الكاثوليك والبروتستانت وممثلون عن مركز الملك عبد الله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات إلى المساهمة لوقف تيار العنف المتصاعد في جمهورية إفريقيا الوسطى وفي المنطقة كلها واستعرض الشيخ عبد الله بن بية في لقائه بأمين عام منظمة أديان من أجل السلام الدكتور ويليام فندلي فلسفة منتدى تعزيز السلم ومشاريعه الفكرية للتصدي لثقافة العنف والتطرف بتفكيك بنية الخطاب المتطرف والتأصيل لثقافة السلم من رحم الإسلام وكذلك مبادرات المنتدى العملية في بؤر الصراع والبيئات التي تتعرض للعنف من خلال التركيز على تدعيم قدرات القيادات الدينية في التصدي للخطاب المتطرف والانخراط وقيادة مبادرات تهدف إلى تعزيز السلم في مجتمعاتهم والتقى بن بيه خلال زيارته لنيويورك الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون في مكتبه بمقر الأمم المتحدة حيث تناول اللقاء مناطق التوتر والحروب واتفقا على ضرورة إيقاف الحروب المشتعلة وأن السلام هو الطريق الكفيل بتحقيق العدالة كما تم الاتفاق على التواصل والتعاون من أجل دعم السلام العالمي يذكر أن منتدى تعزيز السلم مبادرة أطلقها الشيخ عبد الله بن بيه عام من أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة لمحاولة رأب الصدع في البيت الإسلامي وتقريب وجهات النظر في أماكن الصراع والتوتر
شدد العلامة الشيخ عبد الله بن بيه على ضرورة حماية الأقلية المسلمة المضطهدة في جمهورية إفريقيا الوسطى
وتحرص كل العائلات الجزائرية في ربوع الوطن على الرغم من اختلاف مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة من منطقة إلى أخرى حسب العادات والتقاليد المتوارثة على أن تكون مناسبة أول محرم عادة متجذرة من الآباء إلى الأبناء وهي فرصة يغتنمها الآباء لتلقين أبنائهم الأشهر الهجرية وارتبط شهر محرم عند الجزائريين بفريضة الزكاة حيث يفضل الكثيرون دفع زكواتهم بمناسبة عاشوراء وذلك طمعا في البركة والأجر لذا يترقب المزكون هذه المناسبة لفضيلة لإخراج الزكاة ومن العادات التقليدية عند الأسر الجزائرية تحضير أطباق تقليدية من شتى أنواع العجائن وجمع أفراد العائلة حولها ووضع الحناء للكبار والصغار وإيقاد البخور لبعث الروائح الزكية في البيوت مع قضاء أوقات بهيجة لأن ليلة أول محرم من الليالي المقدسة و لها نكهة خاصة لدى الجميع من جهتها تقوم المساجد عبر التراب الوطني بإقامة حلقات دينية بالمناسبة وعن أبعادها كما تنشط بعض الجمعيات حلقات توعية بأهمية حلول السنة الهجرية و كذا بتفقد العائلات المحتاجة ومد يد العون لها وتدل هذه المناسبة على بداية عهد جديد في تاريخ الدولة الإسلامية الناشئة حيث أسست الهجرة النبوية الشريفة لمرحلة جديدة من مراحل التاريخ الإسلامي وصار الفاتح من محرم طليعة التقويم الهجري للمسلمين وقد جعل التأريخ الهجري من أجل تمييز العقود لما توسعت الخلافة في عهد عمر رضي الله عنه و صارت تأتيه كتب غير مؤرخة فاحتاج إلى أن يضع تأريخا تعرف به الرسائل و كتابتها فاستشار الصحابة فأشاروا عليه أن يجعل الهجرة مبدأ التأريخ الهجري وعدلوا عن التأريخ الميلادي مع أنه كان موجودا في وقتهم و أخذوا الهجرة و جعلوها مبدأ تاريخ المسلمين لأجل معرفة الوثائق و الكتابة فقط ليس من أجل أن تتخذ مناسبة
تستقبل الجزائر على غرار باقي الدول الإسلامية هذا الخميس السنة الهجرية الجديدة وهي المناسبة الدينية التي اختارها الخليفة عمر بن الخطاب الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لبداية التأريخ الإسلامي بداية من هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة
وقال صلى الله عليه وسلم لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ويستغفرون الله فيغفر لهم رواه مسلم ولكن المشكلة في الإصرار على الذنب وتأخير التوبة قال الله تعالى إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما النساء كما أن التوبة تصح من كل الذنوب وهي ممكنة حتى تطلع الشمس من مغربها أو تغرغر الروح في سكرات الموت وجزاء التائب إن كان صادقا في توبته أن تبدل سيئاته حسنات إن كثرت وإن كبرت فلا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار قال تعالى والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا الفرقان رجل يستفتي في حكم تبني يتيم ونسبه لنفسه التبني محرم في الإسلام ولكن يجوز التكفل والرعاية بأحد أبناء المسلمين ذوي القربى أو غيرهم خاصة من اليتامى والمساكين منهم ففي ذلك الأجر العظيم يوم القيامة أما أن ينسب الولد لغير أبيه فشهادة زور محرمة قال تعالى ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين الأحزاب وجاء في الصحيح عن سعد وأبي بكرة رضي الله عنهما مرفوعا من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة حرام عليه رواه البخاري ويجوز لذلك الرجل أن يمنحه لقبه كي لا يحرم ذلك الطفل من الحقوق الإدارية والمدنية لكن لابد من إضافة كلمة مكفول حتى لا يخدع الطفل أولا ولا يخدع غيره بالأمر ومن المؤسف أن نرى أناسا يربون أطفالا وينسبونهم إليهم ويخفون الحقيقة عنهم حتى إذا ما كبروا أخبروا وكم تكون الصدمة شديدة عليهم حينئذ وأسئلة كثيرة ترد علينا من طرف المكفولين وأحدهم يسأل عن حكم زواجه بفتاة يريد إخفاء حقيقة أمره عنها فهو لا يعرف اسم أبيه الحقيقي وجوابه أن كتمانه نوع من أنواع الغش والغرر وهو محرم في ديننا قال صلى الله عليه وسلم من غشنا فليس منا رواه مسلم وليس كالصدق ضمان للنجاح لنستقبل الأسرة بدءا من البناء إلى مجيء الأبناء
من نعم الله عز وجل على المؤمنين ومن رحمته بهم أن جعل التوبة مكفرة للذنوب في الدنيا قبل الموت وهي واجبة على الفور قال صلى الله عليه وسلم كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون أخرجه الترمذي وابن ماجه وغيرهما وهو حديث حسن
وهذا إذا تيقن استيقاظه آخر الليل فيستحب له تأخير الوتر لآخر الليل فإذا خشي ألا يستيقظ للوتر آخر الليل فيستحب أن يرتر قبل النوم لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خاف منكم ألا يستيقظ من آخر الليل فليوتر من أوله وليرقد ومن طمع منكم أن يستيقظ من آخر الليل فليوتر من آخره أخرجه مسلم وإذا نام عن الوتر أو نسيه فإنه يصليه إذا ذكره أو أصبح لقوله صلى الله عليه وسلم من نام عن الوتر أو نسيه فليصل إذا أصبح أو ذكره والله أعلم إن تحريم الربا حكم إلهي ثابت بنص القرآن والسنة لا مجال للاجتهاد من أجل تغيير هذا الحكم لتغير الزمان والمكان قال تعالى وأحل الله البيع وحرم الربا البقرة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله آكل الربا وموكله وكاتب شاهديه أخرجه مسلم ولا شك ولا ريب في أن أحكام الشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق مصالح العباد في العاجل والآجل ففي تحريم الربا حكم عديدة ومصالح محققة وما على المؤمن إلا التسليم والرضا بقضاء الله وحكم الله قال سبحانه وتعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم الأحزاب وقال جل شأنه فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما النساء والعمل في المؤسسات أو البنوك الربوية فيه إعانة على الإثم والعدوان والله تعالى يقول وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان المائدة كما أنه جعل أجرته مترتبة على عمل فيه شبهة ولكن العلماء اعتبروا الضرورة مبيحة للإنسان المضطر العمل في تلك البنوك عملا بقوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار وبقاعدة الضرورات تبيح المحظورات مع إعمال قاعدة الضرورة تقدر بقدرها والضرورة مقدرة حسب حال الإنسان ووضعيته وليست على إطلاقها والله من وراء القصد وهو يهدي إلى سواء السبيل
الوتر آكد السنن المؤكدة ويستحب أن يجعل الوتر آخر النوافل التي يصليها بالليل لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا
تجوز زيارة المقبرة لأجل تذكر الموت ولأجل العظة والاعتبار وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة رواه الحاكم وأحمد أما أن تزار القبور لأجل التبرك بالصالحين أو بدعائهم وطلب الرزق منهم فإن هذا شرك بالله ما أنزل الله به من سلطان وقد قال سبحانه وتعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء النساء أما الدعاء للميت أمام قبره فجائز لما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من الدفن وقف على القبر وقال استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل أخرجه أبوداود تجوز الصلاة على الميت في أي وقت ما عدا أوقات ثلاثة هي حين تطلع الشمس حين ترتفع قيد رمح وقبيل الزوال وإذا بقي على غروب الشمس مقدار رمح فقد ورد في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه ثلاث ساعات نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي فيهن وأن نقبر موتانا رواه مسلم وذكر هذه الأوقات الثلاثة والله أعلم
قال الله تعالى قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله النمل وعن زيد بن خالد الجهني قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة فلما انصرف أقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب وأما من قال بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكواكب رواه البخاري فالإيمان بتلك الأبراج وما يخبر به فيها من قبيل الشرك بالله سبحانه وتعالى والله يقول إن الشرك لظلم عظيم لقمان ويقول إن الله لا يغفر أن يشرك به النساء أما قراءتها لأجل التسلية والترويح عن النفس دون التصديق بها فهي معصية تستلزم عقاب الله وعلى المؤمن أن يشتغل بما فيه نفع له في دينه ودنياه والله الموفق
وما من أمة تركت الجهاد إلا ضرب الله عليها الذل فدفعت مرغمة صاغرة لأعدائها أضعاف ما كان يتطلبه منها كفاح الأعداء وفي هذا يقول جل علاه يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله إثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير التوبة وما يحجم ذو عقيدة في الله عن النفرة للجهاد في سبيله إلا وفي هذه العقيدة دخل وفي إيمان صاحبها وهن لذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من شعب النفاق ويضرب الله لنا معشر المسلمين من الواقع التاريخي الذي نحفظه على نصرة الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بلا عون من أحد ولا ولاء والنصر من عند الله يؤتيه من يشاء إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم التوبة
إن الأمة الإسلامية إذ تحتفل بميلاد السنة الهجرية الجديدة تدرك لا محالة أنها إذا رضيت بالقعود عن الجهاد في سبيل الله خوفا على الحياة أو على المال أو على اللذائذ والمصالح والمتاع فإنها مهددة في عزها وسلطانها والعذاب الذي يتهددها ليس عذاب الآخرة وحده فهو كذلك عذاب الدنيا عذاب الذلة التي تصيب القاعدين عن الجهاد والكفاح والغلبة عليهم للأعداء والحرمان من الخيرات واستغلالها للمعادين
قال تعالى والعاقبة للمتقين القصص العبرة وضع الإنسان يوم الدين الدنيا دار عمل دار بلاء دار امتحان دار سعي أما الآخرة دار مكافأة فالذي تفلت في الدنيا من قيود الشرع يجد نفسه رهينا يوم القيامة وأوضح مثل أنت في الدنيا المواطن الذي يتقيد بالقوانين والأنظمة حر يذهب إلى حيث يشاء يتعامل مع من يشاء أما الذي يتجاوز حدوده ويقع في المخالفات يفقد حريته فربنا عز وجل يقول كل نفس بما كسبت رهينة والأصح من ذلك لا تنظر إلى حدود الله عز وجل على أنها قيود انظر إليها على أنها حدود تماما كما لو كنت في مكان منبسط تتنزه فإذا بلوحة كتب عليها ممنوع التجاوز حقل ألغام هل تحقد على من وضع هذه اللوحة أم تشكره هل أراد من هذه اللوحة أن يقيد حريتك أم أن يضمن سلامتك حدود الله عز وجل سلامة للإنسان الذي يتقيد بمنهج الله يهديه الله عز وجل سبل السلام يعني في سلام في بيته في عمله مع نفسه مع ربه مع من حوله هذا السلام شيء لا يقدر بثمن هذه الآية كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر سورة المدثر
يقول الله الأستاذ محمد راتب النابلسي الآية الكريمة كل نفس بما كسبت رهينة المدثر الإنسان رهين عمله مرهون بعمله فإن استقام على أمر الله فهو مطلق القيد ينتهي إلى الإطلاق والتفلت ينتهي إلى القيد إنك إن لزمت الشرع ووقفت عند الحدود ولم تتعدها كنت طليقا يوم القيامة أما إن كنت طليقا في الدنيا كنت مقيدا يوم القيامة التقيد بالمنهج يؤدي إلى الحرية والحرية بمعنى التفلت من منهج الله عز وجل يؤدي إلى القيد العبرة بالنتائج العبرة لمن يضحك في الأخير
ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأخوة مسؤولية حقيقية تشيع بين هؤلاء الإخوة وكانت هذه المسؤولية محققة فيما بينهم على خير وجه وحسبنا دليلا على ذلك ما قام به سعد بن الربيع الذي كان قد آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الرحمان بن عوف إذ عرض على عبد الرحمان بن عوف أن يشركه في بيته وأهله وماله في قسمة متساوية ولكن عبد الرحمان شكره وطلب منه أن يرشده إلى سوق المدينة ليشتغل فيها ولم يكن سعد بن الربيع منفردا عن غيره من الأنصار فاستحقوا بذلك الثناء من العزيز العليم الذي قال فيهم في محكم التنزيل والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويوثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون الحشر والأمة الإسلامية إذ تستقبل السنة الهجرية الجديدة تتأهب لاحتفال بعيد عاشوراء تحتفل به وتخالف في احتفالها اليهود الذين اتخذوه عيدا لهم منذ أن نجى الله موسى عليه السلام من قبضة فرعون اللعين فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال ما هذا قالوا يوم صالح نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى فقال صلى الله عليه وسلم إنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه وفي رواية لأحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود صوموا قبله يوما وبعده يوما وقد عزم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يصوم العام القابل التاسع والعاشر من محرم الحرام فلم يأت ذلك الأجل حتى التحق بالرفيق الأعلى والسر هنا يكمن لا في صيام عاشوراء وإنما في كيفية صيام هذا اليوم كيفية أن تخالف اليهود ومخالفة اليهود تعني أنه يجب على الأمة الإسلامية أن تتفطن إلى خداع اليهود وأعوانهم الذين يستهدفون الإسلام قبل كل دين لأنهم يعرفون من تاريخهم كله أنهم لم يغلبهم إلا هذا الدين يوم كان يحكم الحياة وأنهم غالبوا أهله طالما أهله لا يحكمونه في حياتهم مع توهمهم أنهم ما يزالون مسلمين مؤمنين بالله
لم يكن ما أقامه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من مبدأ التآخي مجرد شعار في كلمة أجراها على ألسنتهم وإنما كان حقيقة عملية تتصل بواقع الحياة وبكل أوجه العلاقات القائمة بين الأنصار والمهاجرين
وشب عليها الصغير وشاب عليها الكبير فصارت عند كثيرين أمرا عاديا بل صار إنكاره هو غير العادي لا والله ما هي بالأمر العادي ولا المقبول إنما هي عادة مرذولة منهي عنها أشد النهي فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتخذ كلبا إلا كلب صيد أو زرع أو ماشية نقص من أجره كل يوم قيراط رواه البخاري وغيره وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اقتنى كلبا إلا كلب صيد أو ماشية نقص من أجره كل يوم قيراطان رواه البخاري وغيره فاقتناء الكلاب واتخاذها تربيتها في البيوت حرام بل هو من كبائر الذنوب لأن الذي يقتني الكلاب لغير الصيد أو حراسة الغنم أو الزرع ينقص من أجره كل يوم قيراطان من الأجر وقد اختلف العلماء في القيراطين هل هما كقيراطي صلاة الجنازة واتباعها أو أقل منهما لأن الجنازة من باب الفضل وهذا من باب العقوبة وباب الفضل أوسع من غيره إذ عادة الشارع تعظيم الحسنات وتخفيف مقابلها كرما منه ولكن قال كثير منهم القيراطان هنا كالقيراطين المذكورين في الجنازة قال صلى الله عليه وسلم من تبع الجنازة حتى تدفن فله قيراطان قيل وما القيراطان قال مثل الجبلين العظيمين أصغرهما مثل أحد إذا الذي يتخذ كلبا إلا ما استثنى ينقص كل يوم من أجره وزن جبل كجبل أحد مرتين من حسناته وفي هذا دلالة بينة على أن اتخاذ الكلاب من كبائر الذنوب سوى ما استثناه الشرع من الصيد والحرث والماشية وزيادة على هذا اختلف العلماء لو تعددت الكلاب هل تتعدد القراريط كصلاة الجنازة فقال بعضهم نعم تتعدد فمن كان له كلبان نقص من أجره أربعة قراريط وهكذا وهنا لا بد أن أنبه على أن نقص الأجر لا يلحق صاحب الكلب فقط بل يشمل أهل الدار كلهم فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما أهل دار اتخذوا كلبا إلا كلب ماشية أو كلب صائد نقص من عملهم كل يوم قيراطان رواه مسلم وهذا زيادة في التنفير والترهيب وفيها تنبيه للأولياء حتى لا يتساهلوا في هذا الأمر مع أبنائهم وعلى كل اتخاذ الكلاب في البيوت ليس فيه أي خير أو نفع أو فائدة وإنما هو مجموع شرور ومفاسد من ترويع الناس والأذى الذي يلحقهم إلى امتناع دخول الملائكة البيت التي هي فيه قال صلى الله عليه وسلم إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا تماثيل هنا يعجب الواحد ممن يفضلون صحبة الكلاب على صحبة الملائكة إلى معصية الله عز وجل وضياع الأجر والحسنات والعاقل من حرص على ما ينفعه والسفيه من حرص على ما يضره إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
من الظواهر الغريبة المؤذية المخالفة لحسن الجوار المنافرة لحسن المعاشرة المباعدة للذوق والجمال المناقضة لروح الحضارة ما شاع من عادة اقتناء الكلاب في الأحياء السكنية بل في العمارات وهي ككثير من العادات الغريبة عن عاداتنا المخالفة لديننا وشرع ربنا التي انتشرت وظهرت وجاهر بها الناس وفاخروا وتطبعوا معها فتقبلوها
لا يزال السفر إلى الحج في زمننا الحاضر مخوف فكم تاه الناس هناك وكم هم الذين ضاع منهم المال والمتاع وكم من حاج توفي قبل أن ترى عينه البيت الحرام رغم قصر زمن السفر فربما قضى في المطار وربما صعبت في حقه إجراءات السفر حتى سافر إلى الدار الآخرة قبل أن يسافر إلى مناسك الحج وحتى إن كان السفر في أيامنا مريحا إلا أن ركوب الطائرة أو الباخرة ليس بالأمر السهل عند بعض الناس لذلك يتأكد في حق المسافر إلى الحج أن يؤدي الحقوق التي عليه وأن يكتب وصيته قبل سفره ويودع الناس ويودعوه ويستسمحهم ويستسمحوه فقد يعود وقد لا يعود تابعونا على صفحة الخبر في ولقد اختار الله تعالى لأداء مناسك الحج بقعة هي من أشد بقاع الأرض حرارة وطبيعتها لا تضاهيها غيرها قساوة وهذا ليتذكر الحجاج حر يوم القيامة وهول يوم المحشر فليس المكان للاسترخاء والاستجمام حتى إذا قضى الحجيج نسكهم وخرجوا من مكة إلى ديارهم أحسوا براحة عظيمة وسعادة كبيرة فلا يكاد يحج أحد إلا ويحس بهذا الإحساس ويشعر بتلك اللذة مهما كانت المشقة ويرجون من الله أن يكرمهم بحجة تلو أخرى وكل من حج مرارا وتكرارا إلا كانت له أمنية أن يتوفاه الله عند بيته العتيق ويدفن في أرض خير نبي وأفضل أصحاب وقد وقع في البلد الحرام حدث آلم كثيرا من الناس حيث توفي مئات من الحجاج في شدة الزحام فإنا لله وإنا إليه راجعون وهذا الحدث قد مرت الإنسانية على مثله مرات ومرات وهلك الناس في الحوادث بالمئات فكم من طائرات سقطت براكبيها وكم من بواخر غرقت بمن على متنها وكم من عمارات انهارت على ساكنيها وكم توفي من الناس في زحام الملاعب وحفلات الغناء ولم نسمع من وسائل الإعلام في ذلك حديثا مثل ما سمعناه في حدث الزحام في البلد الحرام بل كان تبرير زحام الملاعب وحفلات الغناء بفرط الحب وتشنيع زحام الحج بالفوضى والسلوك المشين ووصفوا الموسم بما لا يليق وأخذوا يسمون القتلى فيه بالضحايا وهم عند الله وعند المسلمين خير وأفضل بكثير وكثير فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي سقط من راحلته يوم عرفة فمات اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبين ولا تحنطوه ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا رواه البخاري فهذا الحديث يصح في حق كل من يموت وهو محرم فما أعظمها من خاتمة وما أحسن الحال أن يموت المرء وهو يؤدي مناسك الحج لأنه يبعث يوم القيامة بإحرامه ما أعظمها من خاتمة أن يشرع المرء في الحج ويقف بعرفة وينصرف مغفورا له بإذن ربه ثم لا يتحلل إلا وهو قد مات فما أعظمها من خاتمة فقد تمناها ناس وبذلوا لها الأموال الطائلة وخرجوا للحج كل عام لعل الله يقبضهم إليه فلم تتحقق لهم وإنما تتحقق لمن يختاره الله لها إننا نفرح لمن مات على هذه الحال ولكننا نحزن للأخطاء البشرية ولا شك أن اللوم يقع على التفريط لا على مثل هذه الوقائع فلا يزال الناس يموتون في الحج منذ زمن من الزحام والمرض والعدوى والتعب وعامل السن والعمر بل إن من الناس من يموت من الشوق والحنين للبيت الحرام فما إن يراه إلا ويخر مغشيا عليه وكم مات من أصحاب هذا الحال عبر الزمن إلا أن الذين يغيظهم الحج والذين لا يحتملون أن يروا المسلمين في هذا الموسم الذي تعلى في الشعائر وتعلو راية الإسلام به وتجعل الشيطان وإخوانه من الجن والإنس يحثون على رؤوسهم التراب يستغلون هذه الفرص ليشنعوا بالحج وربما سارعوا إلى الدعوة لأن يكون عدد الحجاج قليلا حتى لا يكون حدثا مهما أو مؤثرا لذلك لابد من توقي الخوض فيما حدث للحجاج ولا نقول إلا ما يرضي الله ولا يزال الناس يموتون في الحج إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها مهما كانت درجات الحيطة والحذر عالية لأن الله يصطفي الحجاج ويختار من الحجاج من يتوفاه محرما ليبعثه محرما إمام مسجد الرحمن براقي
إن من تأمل الحج وجده مذكرا بيوم القيامة فالحاج مسافر إلى الله تعالى تحيطه الهيبة والخشوع من عظمة الموعد فمن الخطوة الأولى من بيته يشعر وكأنه منبعث من قبره خصوصا مع ارتداء لباس الإحرام وفي تشييع الأهل والأقارب وتوديعهم له ما هو إلا كتشييع الميت ليلقى ربه فما أشبه الحال بالحال وسفر الحجاج كان ولا يزال مخوفا فأغلب الحجاج يقطعون آلاف الأميال ولا يدرون ما يعرض لهم وقد كان الحجاج يتيهون في الأرض ويضلون الطريق فلا يرجعون إلا بعد سنين ومنهم من لا يعود وبعضهم يتعرضون لقطاع الطريق واللصوص فربما يقتلون أو تسلب منهم أموالهم فلا يحجون أو لا يرجعون
وسط انتشار مكثف من جانب قوات الأمن والدفاع المدني السعودي فى أعقاب حادث التدافع الذي وقع صباح أمس وأسفر عن وفاة حاجا ويتوافد الحجيج إلى جسرالجمرات لرمي الجمرات الثلاث عقب انتهائهم أمس الخميس من رمي جمرة العقبة الكبرى في الوقت الذي قامت فيه السلطات السعودية بتكثيف التواجد الأمني بكافة شوارع مشعر منى وسوف يقوم حجاج بيت الله الحرام برمي الجمرات الثلاث اليوم وغدا بالنسبة للمتعجلين أما غير المتعجلين فيرمون الجمرات الثلاث الأخيرة يوم الأحد المقبل فى ثالث أيام التشريق وكان مشعر منى قد شهد صباح أمس حادثا مأساويا حيث أدى تدافع الحجاج فى شارع سوق العرب بمنى إلى وفاة حاجا وإصابة آخرين وهو ما أدى إلى إغلاق جسر الجمرات لفترة من الوقت الى حين انتهاء السلطات السعودية من رفع جثث الحجاج المتوفيين وإنقاذ الحجاج المصابين ونقلهم إلى مستشفى منى للطوارئ وإلى بعض المستشفيات بمكة المكرمة ويبدأ رمي الجمار من ليلة عيد الأضحى الذي يوافق اليوم العاشر من شهر ذي الحجة بعد نفرة الحجاج من مزدلفة ويستمر حتى اليوم الثاني عشر للحجاج للمتعجلين وإلى قبل غروب اليوم الثالث عشر لغير المتعجلين
بدأ حجاج بيت الله الحرام في التوافد على جسر الجمرات بمشعر منى صباح اليوم الجمعة لرمي الجمرات في أول أيام التشريق وذلك
أما الرعايا الثلاثة الآخرين من بينهم رعيتين فرنسيتين أعلنوا إسلامهم بمسجد علي بن أبي طالب في بوفاريك منذ أسبوعين فقط و كشف مصدر عن مديرية الشؤون الدينية في البليدة ل الخبر أنه توجد فيه ملفات جديدة مطروحة على مصالح المديرية لرعايا من جنسيات أمريكية و أوكرانية و صينية أعلنوا رغبتهم في اعتناق الإسلام
اعتنق رعايا من جنسيات مختلفةالإسلام بالبليدة خلال ثلاثة أسابيع من بينهم رعايا صينيين أعلنوا إسلامهم بمسجد حي عمروصة في يوم واحد
قال الله سبحانه وتعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب المائدة وقال تعالى لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما النساء وقيمة التكافل بين الناس وخلق إغاثة الملهوف من الأمور التي لا يقوم المجتمع المسلم إلا بها إنها قيم إنسانية اجتماعية راقية وقد سبق الإسلام في تطبيقها على أرض الواقع سبقا بعيدا فكانت النماذج الرائعة في الصدر الأول من الإسلام خير معبر عن هذا الخلق الكريم ولقد سلك التشريع الإسلامي لتشجيع المسلمين على التمسك بذلك الخلق طرقا متنوعة واتخذ وسائل متعددة ذلك لأنه دين عملي يربط الفكرة بالعمل ومن ثم كانت هذه الوسائل التي اعتمدها الإسلام في ترسيخ هذا المعنى ابتداء في أذهان المسلمين ولذلك أيضا جاءت النصوص متوافرة تؤكد هذا المعنى وتعضده إذ كانت أخلاق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تطبيقا عمليا للعمل التكافلي والإغاثي ومن هذه الوسائل ربط الإنفاق في سبيل الله بأعياد المسلمين وذلك في عيدي الفطر والأضحى وهما عيدان عظيمان للمسلمين يأتيان بعد عبادات عظيمة أيضا فعيد الفطر يأتي بعد شهر رمضان المعظم وأداء فريضة الصيام وعيد الأضحى يأتي في نهاية العشر الأوائل من ذي الحجة مع كل ما فيها من أعمال الخير وخاصة لأولئك الذين يؤدون شعيرة الحج فيأتي الحث على الإنفاق في هذه الأعياد كنوع من الشكر على أداء هذه العبادات العظيمة خاصة أن نفوس المسلمين تكون قد هذبت في هذه الأيام الفاضلة فيسهل عليها الإنفاق والعطاء وتعد سنة الأضحية أحد أهم موارد التكافل الاجتماعي حيث يتم التوزيع منها على الفقراء والمساكين والتوسعة عليهم وإدخال السرور على قلوبهم بإطعامهم من لحومها في يوم العيد قال الله سبحانه وتعالى فصل لربك وانحر الكوثر وعن أبي جعفر الطبري عن الربيع قال إذا صليت يوم الأضحى فانحر وحث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة على الأضحية فبين فضلها وثوابها العظيم عند الله فعن عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها أن رسول الله قال ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إرهاق الدم إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وأن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسا كما تدل هذه الشعيرة المباركة على الرحمة والاعتناء بالآخرين حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل ثلث الأضحية ويهدي ثلثها ويتصدق بثلثها وهذا يدل على تمام التعاضد والتكافل والنظر إلى الآخرين
شرعت الأعياد لتمكين الناس خصلة الإحسان إلى الفقراء وهو من أعظم مظاهر التكافل الاجتماعي فزكاة الفطر قبل صلاة عيد الفطر والتصدق والإهداء من لحم الأضحية بعد صلاة عيد الأضحى دليل واضح على حرص شريعتنا الغراء على تحقيق التكافل الاجتماعي في هذه المواسم مما يجبر الفقراء على حسن الظن بالأغنياء وذهاب الحقد والضغينة والحسد من قلوبهم
ويتدفق مئات الآلاف من الحجاج منذ ساعات الصباح الاولى الى منى لرمي الجمرات الثلاث مواصلين بذلك مناسكهم في ايام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الثلاث الصغرى ثم الوسطى فالكبرى كل منها بسبع حصيات وتولت قوات الامن تنظيم حركة الحشود بعدما انتشرت بكثافة في الموقع الذي حصل فيه تدافع الخميس اسفر عن قتيلا و جريحا بحسب حصيلة السلطات السعودية في اسوأ مأساة خلال الحج منذ وبعد رمي الجمرات في اخر ايام الحج يتوجه الحجاج الى مكة المكرمة للطواف حول البيت العتيق طواف الوداع المعروف ايضا بطواف الافاضة آخر واجبات الحاج قبيل سفره مباشرة وتستمر شعيرة رمي الجمرات ثلاثة ايام ومن اراد التعجل لدواع أسرية مثلا في يومين وجب عليه رمي الجمرات الثلاث في اليوم الثاني عشر لشهر ذي الحجة اي الثلاثاء ومغادرة منى قبل غروب الشمس
ينهي مئات الاف الحجاج رمي الجمرات في منى قبل ان يغادروا مع غروب الشمس الى مكة المكرمة لاداء طواف الوداع استعدادا للعودة الى ديارهم بعد حادث تدافع طبع موسم الحج هذه السنة وكان الاسوأ منذ عاما
ويؤدي حجاج بيت الله الحرام اليوم صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا بآذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك بعد أن يستمعوا لخطبة عرفة وأعلنت الجهات المعنية بشؤون الحج تقديمها أفضل خدماتها لضيوف الرحمن في مشعر عرفات الذي تتوفر فيه الطرق والمظلات وطرق المشاة وجميع الخدمات الأساسية من مستشفيات ومراكز صحية وأخرى إسعافية ومياه وكهرباء واتصالات ودورات للمياه وينتشر رجال المرور في مشعر عرفات بشكل مكثف يساندهم أفراد الأمن على الطرق المؤدية للمشعر والساحات المحيطة به والشوارع داخل مشعر عرفات لتنظيم حركة سير المركبات والمشاة تساندهم دوريات أمنية تجوب أرجاء المشعر تمهيدا لتطبيق خطة تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر عرفات وواكب قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات متابعة أمنية مباشرة يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج ويتدفق ضيوف الرحمن مع شروق شمس اليوم الأربعاء من ذي الحجة إلى صعيد جبل عرفة على بعد كيلومترا من مكة ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج ويقف الحاج على صعيد عرفات الطاهر الذي يعتبر أفضل يوم طلعت عليه الشمس ومع غروب شمس هذا اليوم تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة ويصلوا بها المغرب والعشاء ويقفوا بها حتى فجر غد العاشر من شهر ذي الحجة لأن المبيت بمزدلفة واجب حيث بات رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى بها الفجر ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة لرمي جمرة العقبة أقرب الجمرات إلى مكة والنحر للحاج المتمتع والمقرن فقط ثم الحلق والتقصير التوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاث و و من ذي الحجة لرمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة الكبرى ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط حيث يتوجه إلى مكه لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام وهو مشعر داخل حدود الحرم وهو واد تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية ولا يسكن إلا مدة الحج ويحده من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر
بدأت جموع حجاج بيت الله الحرام التوافد على صعيد عرفات مع إشراقة صباح اليوم الأربعاء من ذي الحجة الموافق ل سبتمبر للوقوف على صعيده الطاهر لأداء ركن الحج الأعظم وذلك بعد أن قضوا يوم التروية أمس الثلاثاء في مشعر منى
وقال المكلف بالإعلام لدى المنظمة الدولية عيسى بأن الحدث سيجمع بين نخبة من الفاعلين والناشطين الفرنسيين والعرب والمسيحيين ومن مختلف المعتقدات تشجيعا من عيسى لكل هذه المبادرات الفردية والجماعية للحرص على العيش معا وهو ما تطمح هذه الأخيرة بلوغه من خلال إطلاق مسابقة للظفر بجائزة الأمير عبد القادر حول العيش معا كما سيضم أزيد من متدخلا من أبرز الوجوه والشخصيات المعروفة على الساحة الفرنسية والعالمية المختصين في قضايا الإسلام والتصوف والباحثين في مسيرة وحياة الشيخ العلاوي أحمد ابن مصطفى وكذا المهتمين بالحوار الداخلي بين الثقافات والديانات بمختلف المراتب من سياسيين إلى نواب وكذا دكاترة في القانون والطب والسياسة والشؤون الدينية ووزراء على رأسهم وزير الشؤون الدينية والأوقاف بأندونيسيا لقمان حكيم سيف الدين ونظيره الباكستاني محمد أمين أول حسنات سحاح إلى جانب الإمام السابق لمركز الثقافات الإسلامية بشيكاغو وحاليا مفتي البوسنة والهرسك مصطفى سريتش والجزائرية مديرة حقوق المرأة باليونسكو وسيلة تامزالي ومدير الأحداث الدولية بتيفي موند فليب ديسانت والصحفي السياسي رئيس موقع ميديا بارت إدوي بلينير بالإضافة إلى السيناتورة بريزة خياري ورئيسة دورة الحوار الداخلي بين الثقافات باليونسكو آن بليندا بريس وكذا المنسق الروحي لكل الزوايا العلاوية بالعالم والكاتب وشيخ الزاوية العلاوية بباريس ومستغانم ومفتتح اللقاء الجزائري الشيخ خالد بن تونس كما أوضح فريد آيت أوعراب أن المحور الجوهري للقاء الدولي سيتمحور حول الإسلام الروحي والتحديات المعاصرة يتم من خلاله التطرق والخوض في العديد من المواضيع حسب تخصص كل متدخل ومتدخلة على مدار يومين بداية من اليوم إلى غاية مساء غد الثلاثاء يختتم بسهرة روحانية مفعمة بنفحات دينية بموسيقى قوالي مع فائز علي فائز
سيشرف اليوم الاثنين وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى بدار اليونسكو بباريس على فعاليات تكريم الشيخ العلاوي أحمد بن مصطفى إحياء للذكرى المئوية لهذه الشخصية الفذة والحاملة لرسالة السلام وصاحبة أفكار التصوف حيث ستحتضن اليونسكو الفعاليات في شكل لقاء دولي ثري من العيار الثقيل منظم من قبل المنظمة الدولية عيسى تحت عنوان الإسلام الروحي والتحديات المعاصرة وذلك على مدار يومين
وقال رئيس المجموعة أنديرس غرافرس إننا نقوم بهذا الأمر لأن الآخرين لا يجرؤون على ذلك فالإعلام لا يريد عرضها الرسوم وهذا يعد مشكلة كبيرة بالنسبة لحرية التعبير على حد ادعائه يذكر أن المجموعة كانت قد حاولت عرض الرسوم في أماكن أخرى بما فيها المكتبة الملكية إلا أن جميع طلباتها قوبلت بالرفض ما دفعها لاتخاذ قرار بعرضها في الساحة المذكورة تجدر الإشارة إلى أن امتداد الحركة في الولايات المتحدة المعروفة باسم أوقفوا أسلمة أمريكا نظم معرضا للرسوم المسيئة في غارلاند قرب دالاس وشهد هجوما أثناء الافتتاح في ماي الماضي من قبل شخصين قتلا على يد الشرطة التي تصدت لهما في مكان الحادث
قررت مجموعة مناهضة للإسلام في الدانمارك عرض رسوم مسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وأعلنت مجموعة تنتمي لحركة أوقفوا أسلمة الدانمارك أنها ستعرض رسوما كاريكاتورية تجسد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في ساحة أكسل تورف بمدينة كوبنهاغن في السادس والعشرين من شهر سبتمبر الحالي
تتعدد مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى في الدول العربية والإسلامية حيث تتفق معظمها على أن أهم مظاهر العيد هو صيام يوم عرفة وإحضار الأضاحي لذبحها عقب صلاة العيد وهو ما يمثل لحظة الفرحة الأكبر ففي بلدان الخليج العربي التي تتميز بعادات متشابهة يتجمع الآلاف من المواطنين والمقيمين الذين يتواجدون بأعداد كبيرة في هذه الدول لأداء صلاة العيد في مختلف المناطق بالمساجد حيث يتفق الجميع على اجتماع الأسرة أثناء ذبح الأضحية وقضاء صباح العيد عند كبير الأسرة ثم إعداد طبق العيد من لحم الخروف على اختلاف المسميات أما في اليمن فيقوم عادة اليمنيون قبل قدوم العيد بترميم المنازل وطلاء القديم منها حتى تبرز بشكل جميل ومظهر لائق وكأنها ارتدت لتوها حلة من حلل العيد وبعد الصلاة يقوم اليمنيون بزيارة أقاربهم كما تنتشر حلقات الرقص الشعبي بالخناجر في الأسواق والساحات وضواحي بعض المدن يتشابه الاحتفال بعيد الأضحى المبارك أو العيد الكبير في بلدان المغرب العربي من الطقوس والمظاهر الاحتفالية والمعتقدات الشعبية في عيد الأضحى نكهة خاصة وفرحة كبيرة بدءا باقتناء الخروف ثم بعد صلاة العيد التي كما تحرص النساء على وضع الحناء على رأس الخروف احتفاءا به ومن العادات المعروفة اجتماع شمل الأسر حيث يفضل أفرادها قضاء هذه المناسبة الدينية السعيدة بين الأقارب وولائم الطعام في جو من الغبطة والابتهاج أما في ليبيا فأهم ما يميز عيد الأضحى هو تكحيل عين الخروف إذ يسود الاعتقاد بين بعض الليبيين بأن كبش الأضحية سوف يمتطيه الشخص المسمى عليه الذي سيطلق اسمه على الأضحية إلى الجنة يوم القيامة فهو هدية إلى الله لذلك ينبغي أن يكون صحيحا معافى وكبشا جميلا قويا أقرن لا عيب فيه إطلاقا وتقوم السيدات في ليلة العيد عادة بتكحيل عين الخروف وإشعال النار في المبخرة ووضع البخور فيها ويدرن في أطراف البيت مبتهلات في مصر فبعد انتهاء الآلاف من أداء صلاة العيد في المساجد والساحات يتم ذبح الأضاحي وتحضير المأكولات وأهم ما يتميز به المصريون في العيد المبارك هو تناول وجبة الفتة باللحمة التي اعتادت غالبية الأسر المصرية على تناولها في عيد الأضحى المبارك كما تشهد الحدائق العامة والمنتزهات إقبالا كبيرا من قبل الشباب والعائلات التي تصطحب أبناءها للاحتفال بالعيد ويسمي العراقيون عيد الأضحى العيد الكبير أو عيد الحجاج ومثل كل الشعوب لهم طقوسهم الخاصة التي يتميزون بها بهذه المناسبة عن غيرها ورثوها عن أجدادهم وعن تعاليم الدين الإسلامي من الإفطار الجماعي المطبك وهو الرز واللحم والزيارات وتوزيع الحلوى والهدايا وهناك تقليد مهم لا يفارق العيد دأب عليه أكثر العراقيين وهو الذهاب إلى المقابر إضافة لترديدهم للأغنيات المشهورة والشعبية المميزة يحيي المسلمون في الهند بعيد الأضحى كجميع أنحاء العالم الإسلامي حيث باتوا يشكلون نسبة بالمئة من سكان هذا البلد البالغين مليار نسمة فقبل أيام من العيد يمكنك القيام بزيارة سوق الماعز عند المسجد الجامع حيث يتدفق الناس على شراء الأضحية إحياءا لذكرى تضحية كبيرة من النبي إبراهيم عليه السلام وذلك محبة وطاعة لله تعالى فيجتمع المسلمون للقيام بصلاة العيد في المسجد مبكرا في الصباح ثم يقومون بذبح الأضحية وسط جمع من الأهل والأقارب وتقدم الهدايا وتعد الولائم ويقوم المسلمون بتقسيم الأضحية إلى أجزاء جزء للأسرة وآخر للأقارب والجيران والأصدقاء والثالث للفقراء والمحتاجين لكن أهم ما يعاني منه المسلمون في الهند هو عدم منح العديد من المؤسسات والشركات إجازة لعمالها المسلمين باعتبار العيد ليس من العطل الرسمية في البلد كما أن ذبح البقر محظور في الهند باعتباره حيوان مقدس عند الهندوس ما دفع بجمعيات إسلامية في الهند اللجوء إلى المحكمة العليا في البلاد للمطالبة برفع حظر ذبح الأبقار باعتباره تمييزا في حق الجالية المسلمة ينفرد الباكستانيون بعادة تميزهم عن الشعوب الأخرى في احتفالهم بعيد الأضحى وهي عادة تزيين الأضحية قبل العيد بحوالي شهر كامل كما يصومون العشرة الأيام الأولى من شهر ذي الحجة وحتى يوم العيد ومن أهم الأكلات التي يتناولونها في العيد لحم النحر وهو الطبق الرئيسي في وجبة الغداء على مدار أيام العيد ولا يتناولون الحلوى في عيد الأضحى أما في الصين التي يعد الإسلام الديانة الثانية فيها من حيث عدد أتباعه الذين تقدرهم الإحصائيات الرسمية الصينية بأكثر من مليون نسمة موزعين على عشر قوميات هوى الويغور القازاق القرقيز التتار الأوزبك الطاجيك دونغشيانغ سالار باوآن حيث يحتفل مسلمو الصين بعيد الأضحى المبارك فما أن يفرغ مسلمو قومية الويغور في منطقة شينجيانج الشمالية الغربية الصينية من أداء صلاة عيد الأضحى المبارك حتى يبدأون في ممارسة لعبة خطف الخروف التي تمثل أحد أهم مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى في الصين وفي هذه اللعبة يمتطى رجل جواده ثم ينطلق بأقصى سرعة صوب هدفه المنشود الخروف ليلتقطه بسرعة وبراعة ودون أن يسقط من فوق ظهر جواده بعدها يفعل الأمر ذاته ثان وثالث وآخرون لتنتهي اللعبة بإعلان فوز من استغرق أقل وقت في عملية اختطاف خروف العيد من على الأرض وبعد الفوز بالخروف يجتمع كافة ذكور الأسرة حوله ثم يشرعون في قراءة أدعية وآيات قرآنية لنحو خمس دقائق بعدها يقوم كبير الأسرة أو إمام المسجد بذبح الخروف ثم يتم تقسيمه بواقع ثلث للتصدق وثلث للإهداء والثلث الأخير لإطعام الأسرة المضحية أما المناطق حديثة العهد بالتواجد الإسلامي كالمناطق الصناعية الحديثة وغالبيتها تقع على امتداد سواحل الصين الشرقية فيكتفي المسلمون بإقامة صلاة العيد في المسجد وذبح الأضاحي مع الحرص على تنظيف وتزيين المنازل وارتداء الملابس الجديدة وتبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء والأقارب والجيران للتهنئة بالعيد كما تتوقف الدراسة في المدارس والجامعات وتعطل الدوائر والمؤسسات الحكومية رسميا كي يتفرغ المسلمون للاحتفال بالعيد وتختلف كل دولة أوروبية عن غيرها في طريقة تعاملها مع الأقليات المسلمة الموجودة بها إلا أن هناك بعض المشاكل التي قد تكون مشتركة بين أغلب الأقليات المسلمة في القارة العجوز بعضها يرتبط بتعامل الدولة مع توقيت المناسبات التي يفترض أن يحتفل بها المسلمون وموقف الدولة من هذا الاحتفال والبعض الآخر يرتبط بالأماكن التي تقام بها شعائر هذه الأعياد أو المناسبات حيث أن أغلب الدول الأوروبية لا تعتمد توقيت الاحتفال بالشعائر الإسلامية عطلة لهما الأمر الذي يسبب معاناة كبيرة لمسلمي هذه الدول الذين يكونون مرتبطين بمواعيد عمل أو دراسة كما يواجه أيضا المسلمون صعوبات كبيرة في بعض دول أوروبا في مكان إقامة شعائر صلاة العيدين أو نحر الأضاحي وهو الأمر الذي أثير في الأعوام القليلة الماضية في الولايات المتحدة الأمريكية يسبب عدم اعتماد السلطات لعيد الأضحى كعطلة رسمية في البلاد الكثير من العراقيل للمسلمين الذين يرغبون في الاحتفال بهذه المناسبة ما يضيع عليهم فرصة الاحتفاء بالتقاليد التي عادة ما تميز هذه المناسبة كما أن شراء خروف العيد وذبحه يوم العيد هو الجزء الصعب من عملية إحياء هذه المناسبة الدينية المهمة لكن رغم ذلك يصر المسلمون المقيمون في أميركا على الاحتفال بالعيد بالرغم من الصعوبات التي تعترضهم حيث يطلبون يوم عطلة من وظائفهم ويحاولون اصطحاب أطفالهم إلى أماكن مخصصة للذبح أو مزارع كي يقفوا على عملية ذبح الخروف وتجهيزه لكن أحيانا يفشل رب الأسرة في الحصول على عطلة من عمله ما يضطره لتأجيل الاحتفال حتى نهاية الأسبوع كما تتنافس محلات البقالة العربية المتواجدة المناطق التي تعيش فيها جالية عربية ومسلمة كبيرة على جذب الزبائن بمناسبة العيد وتعمل على توفير خروف مذبوح على الطريقة الإسلامية يوم العيد وحتى قبل ذلك حسب طلب الزبائن الذين يقول بعضهم إن شراء خروف العيد يتحول إلى معضلة حقيقية بسبب نقص كمية الخراف المعروضة أو تعذر وجود مكان صالح للذبح
يحتفل ملايين المسلمين في كل أصقاع الأرض اليوم الخميس بأول أيام عيد الأضحى فتختلف العادات والتقاليد فنكشف لكم العض منها