text
stringlengths
51
33.8k
summary
stringlengths
68
3.16k
ورد في فضل صيام الست من شوال الحديث المشهور الذي خرجه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر قال الإمام المناوي رحمه الله خص شوال لأنه زمن يستدعي الرغبة فيه إلى الطعام لوقوعه عقب الصوم فالصوم حينئذ أشق وثوابه أكثر وقال الإمام النووي رحمه الله قال العلماء وإنما كان كصيام الدهر لأن الحسنة بعشر أمثالها فرمضان بعشرة أشهر والستة بشهرين ونقل الحافظ ابن رجب عن ابن المبارك رضي الله عنه قيل صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل فيكون له أجر صيام الدهر فرضا فليس للطاعات موسم معين فإذا انقضى هذا الموسم عاد الإنسان إلى المعاصي بل إن موسم الطاعات يستمر مع العبد في حياته كلها وقد قيل للعارف بالله بشر الحافي رحمه الله إن قوما يتعبدون ويجتهدون في رمضان فقال بئس القوم قوم لا يعرفون لله حقا إلا في شهر رمضان إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها لهذا يستحب المبادرة إلى صيام الست من شوال بحيث يبدأ بها من اليوم الثاني من الشهر وهذا ما ذهب إليه الشافعي وأبو حنيفة ولا حرج في عدم المبادرة فلو أخرها أوسط الشهر أو أواخره فلا بأس وهو ما ذهب إليه الإمام أحمد وفي معاودة الصيام بعد رمضان فوائد عديدة منها أن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله كما أن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها نكمل بذلك ما حصل من خلل ونقص فإن الفرائض تجبر بالنوافل يوم القيامة وكان سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يقول من لم يجد ما يتصدق به فليصم والمعنى أن من لم يجد ما يخرجه صدقة الفطر فليصم فإن الصيام يقوم مقام الإطعام في التكفير للسيئات ومعاودة الصيام بعد رمضان علامة على قبول صيام رمضان فإن الله إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده كما قال بعضهم ثواب الحسنة حسنة بعدها وأن فيه شكرا لنعمة الإتمام ومن حق الشكر الصوم وكان بعض السلف الصالح رضي الله عنهم إذا وفق لقيام ليلة من الليالي أصبح صائما ويجعل صيامه شكرا للتوفيق للقيام كما أن أعمال رمضان لا تنقطع والطاعة بعدها دليل على عدم استثقال الصيام وقد كان من هدي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه يقضي ما يفوته من الأوراد والسنن حتى أنه قضى مرة اعتكاف رمضان فاعتكف في شوال
لئن انقضى شهر رمضان المبارك وولى فإن المؤمن يظل صيامه متواصلا لا ينقطع وبمجرد أن ينقضي شهر الصيام يأتينا شهر شوال وفيه يتأكد صيام أيام منها وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى فضل الست من شوال وحثهم بأسلوب يرغب في صيام هذه الأيام
ومن حقوق الجار على جاره أن لا يؤذيه بأي نوع من الأذى القولي أو الفعلي أو المعنوي لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره رواه البخاري ومسلم وقوله صلى الله عليه وسلم والله لا يؤمن والله لا يؤمن فقيل له من هو يا رسول الله فقال الذي لا يأمن جاره بوائقه رواه البخاري وقوله صلى الله عليه وسلم عن المرأة التي قيل له إنها تصوم النهار وتقوم الليل لكنها تؤذي جيرانها بلسانها هي في النار ومن آداب الجوار في الإسلام الإحسان إلى الجار وإعانته إذا طلب المعونة وعيادته إذا مرض وتهنئته إذا فرح وتعزيته والوقوف معه إذا أصيب بمصيبة ولين الكلام معه والصفح عن زلاته وعدم التطلع إلى عوراته والتجسس عليه وعدم مضايقته في بناء أو ممر أو نافذة وعدم أذيته بقذر أو وسخ يرميه أمام منزله وإكرامه بإسداء المعروف والخير إليه لقوله صلى الله عليه وسلم يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة رواه البخاري ومسلم وقوله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك رواه مسلم وقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها لما قالت له إن لي جارين فإلى أيهما أهدي قال إلى أقربهما منك بابا رواه البخاري ومن صور حسن الجوار أن لا يمنع المسلم جاره من أن يضع خشبة في جداره وأن لا يبيع أو يؤجر ما يتصل به أو يقرب منه حتى يعرض عليه ذلك ويستشيره لقول الرسول صلى الله عليه وسلم من كان له جار في حائط وشريك فلا يبعه حتى يعرضه عليه وإذا ابتلي المسلم بجار سوء كما في السؤال فليصبر عليه فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره فقال اذهب فاصبر فأتاه مرتين أو ثلاثا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اطرح متاعك في الطريق فطرحه فجعل الناس يمرون به ويقولون مالك قيقول آذاني جاره فيلعنون جاره حتى جاءه جاره وقال له رد متاعك إلى منزلك فإني والله لا أعود والله الموفق
للجوار في الإسلام حقوق وآداب يجب على كل متجاورين بذلها لجاره وإعطاؤها له كاملة وذلك لقوله تعالى وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه وقوله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره رواه مسلم
ترى لماذا نقبل على الله في رمضان ثم نفتر بعد ذلك فإذا كانت المسألة عدم الجدية في العبادة فلقد كنا بفضل الله نجد ولم نكن عاجزين فلماذا هذا الفتور إذا ففي ليلة السابع والعشرين من رمضان يلفت نظرك أن أغلب المساجد مليئة بالناس وقد تركوا بيوتهم وأولادهم وأهليهم واتجهوا إلى المساجد يصلون لله عز وجل ولكن في الليلة الموالية ليلة ثماني وعشرين لا تجد في المساجد إلا العمار الراتبون فلماذا هذا التفريط إن الله تبارك وتعالى حي قيوم يقبل العمل سواء عملته في الليل أو في النهار عملته في رمضان أو عملته في شوال فهو تبارك وتعالى قيوم قائم على كل نفس بما كسبت المسلمون في رمضان يظهر جليا اهتمامهم بالعبادة والقيام وقراءة القرآن وسائر القربات بينما يهملون دينهم بقية شهور العام ومن أسباب ذلك الفتور الذي يعتريهم في سائر أيام العام فسيرهم إلى الله مركب على الرجاء فيستثمرون أوقاتا تضاعف فيها الحسنات كليلة القدر مثلا وكأن عملهم فيها مقبول يقينا ولا يلتفتون إلى الأوقات الأخرى فلو ركبوا في إبحارهم إلى المولى الودود تعالى مركب الشوق والمحبة لما تهاونوا ولما استثقلوا العبادة والطاعة فإذا كان الله عز وجل يعاملنا هذه المعاملة ومن صفاته الودود فلماذا ندبر عنه سبحانه ينبغي علينا أن نحقق العبودية لله تبارك وتعالى في أنفسنا وأهلينا وأولادنا نعم شهر رمضان شهر طاعات ولكن الله تبارك وتعالى يحب العبد إذا عبده في وقت غفلة الناس ففي صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه رأى قوما يصلون من الضحى فقال أما لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعة أفضل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الأوابين حين ترمض الفصال قال الإمام النووي الرمضاء الرمل إذا اشتدت حرارته بالشمس أي حين يحترق أخفاف الفصال وهي الصغار من أولاد الإبل والأواب المطيع الراجع إلى الطاعة وفي الحديث فضيلة الصلاة هذا الوقت وهو أفضل وقت صلاة الضحى وإن كانت تجوز من طلوع الشمس إلى الزوال فهذا الوقت يقدر بأنه قبل الظهر بنحو ساعة ونصف أو ساعة وربع فإذا صليت لله عز وجل في هذا الوقت فقد عبدت الله في وقت قلما يسجد له فيه ساجد فالناس في معايشهم يسعون في الأرض فسمى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصلاة صلاة الأوابين وهي منزلة من المنازل العظيمة التي إذا حققها العبد كان ناجيا بإذن الله فهذا ابن مسعود بكى في موته فقيل له لم تبك يا ابن مسعود قال جاءني المرض في زمن الفتور أي فتور الطاعة وكنت أحب أن يأتيني في زمن النشاط أي وأنا أتهجد وأقرأ وأصوم حتى إذا جاء ملك الموت قبضت على طاعة وسأل هرقل أبا سفيان عن المسلمين أيرجعون عن دينهم أم لا قال أبو سفيان لا قال هرقل وكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب فهرقل يعلم أن من ذاق حلاوة الإيمان وعرف طعمه لا يمكن أن يرجع عن دينه أبدا مهما فعل به فطعم الإيمان ولذة الطاعة هما السر في الاستمرار وعدم الانقطاع نعم يفتر المسلم ويتراخى ويمر به ضعف وكسل وذلك مصداق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك فالمسلم يفتر ويضعف لكنه لا ينقطع واسمع لهذا الكلام القيم لابن القيم رحمه الله تخلل الفترات أي الفترة والكسل للسالكين أمر لا بد منه فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد ولم تخرجه من فرض ولم تدخله في محرم رجي له أن يعود خيرا مما كان فلعلنا أيها الأحبة نقارن بين حالنا في رمضان وحالنا خلال هذه الأيام لنشعر بما فقدناه من اللذة والطاعة وحلاوة الإيمان والله المستعان وهو ولي التوفيق
مما يلاحظ على الكثير من المكلفين الفتور بعد أداء العبادة فللنفس نشطة وفترة فينبغي للإنسان إذا فتر ألا يسمح للفتور أن يتجاوز حد ترك الواجبات بمعنى أنه قد يفتر الإنسان لكن لا يكون هذا الفتور إلى حد ترك الصلاة جماعة أو ترك السنن المؤكدة أو الوقوع في المعاصي
وأوضح عزوزة في لقاء مع الوكالات السياحية والأسفار المشاركة في تنظيم عملية الحج للموسم بان أول رحلة للحجاج الجزائريين ستكون بتاريخ أوت القادم وسيكون مجمل عدد الرحلات رحلة منها رحلة تابعة للديوان الوطني للحج والعمرة وأشار المسؤول الاول للديوان إلى أن عدد الوكالات السياحة والأسفار المشاركة في موسم الحج لهذه السنة وكالة منها وكالتين عموميتين بعدد إجمالي إلف و حاج ويتكفل بالعدد الباقي ألف و حاج الديوان الوطني للحج والعمرة وجدد المسؤول الأول للديوان في هذا اللقاء المندرج في إطار عقد الشراكة وتثمين المشاريع وتقسيم الحصص على الوكالات عهده بان يرفع التحدي من اجل الارتقاء بأداء الحج والتطلع إلى الاحترافية من خلال الإجراءات الجديدة في تنظيم عملية الحج والمسار الالكتروني المعتمد للمرة الثانية من قبل السعودية وأضاف بأن أول عنصر جديد للموسم الجاري هو إدخال عنصر المرافقة للحجاج أي كل رحلة للحجاج يجب أن تكون من ضمنها ثلاثة مرافقين مرشد ديني وعضو من الحماية المدنية وطبيب يتكفل بكل شيء يحتاجه الحاج منذ ذهابه إلى يوم عودته إلى ارض الوطن ودعا المدير العام للديوان بالمناسبة الحجاج الجزائريين إلى التعاون من المرافقين وان يتحلوا بالمعاملة الحسنة وحسن السلوك من اجل تشريف سمعة الجزائر وبالمناسبة كشف عزوزة انه سيكرم الوكالات السياحية والأسفار الناجحة برفع حصتها من عدد الحجاج في السنوات القادمة بالإضافة إلى إعطائها امتيازات أخرى وبالمقابل ستعاقب الوكالات السياحية الأخرى التي أخفقت وأخلت بالتزاماتها وبدفتر الشروط وميثاق الشرف وسيسحب منها الاعتماد وقال أن هناك متابعة صارمة من طرف لجنة المتابعة التابعة للوزارة والديوان تعمل على تقييم حقيقي للوكالات ومراقبة الخدمات المقدمة للحجاج بغية الوصول إلى احتراف حقيقي في تنظيم الحج خاصة على مستوى التاطير والقضاء على الاختلال والروتينيات القديمة المعتادة في تنظيم الحج
كشف المدير العام للحج والعمرة يوسف عزوزة اليوم الخميس بالجزائر بان أول رحلة للحجاج الجزائريين لموسم ستكون بتاريخ اوت القادم وستشارك وكالة سياحية منها وكالتين عموميتين في عملية الحج
ولا بد لتحقيق هذه المعاني السامية من اختيار شريك الحياة بميزان التقوى والخلق الحسن والصلاح حتى يكون كل طرف معينا للطرف الآخر على عبادة الله تعالى بما شرع للفوز ودخول جنته فقال تعالى جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم الرعد وتأملوا قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء أخرجه أبو داود وابن ماجه وغيرهما وهو صحيح وينبغي على الرجال بما فضلهم الله على النساء بالقوامة ورجاحة العقل والفهم أن لا يستغلوا تلك القوامة فيما حرم الله عليهم من الظلم والاعتداء وهضم الحقوق وقد قال سبحانه وتعالى وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا النساء وقال صلى الله عليه وسلم واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع أعوج وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا أخرجه البخاري ومسلم وقال صلى الله عليه وسلم لا يفرك مؤمن مؤمنة أي لا يبغض ولا يكره إن كره منها خلقا رضي منها آخر رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما وهو صحيح وعلى الزوجة أيضا أن تجتهد في طاعة زوجها وإرضائه حتى تكون الزوجة الصالحة التي وعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة حيث قال وأيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة رواه الترمذي وابن ماجه وهو حديث ضعيف ولا يسع المقام هنا لذكر واجبات وحقوق كل من الزوج والزوجة ولكن ينبغي الإشارة إلى ضرورة التسامح والمودة والتآلف بين أفراد الأسرة حتى تصلح ويصلح بصلاحها المجتمع كله والأمة الإسلامية جمعاء فكل طرف فيها مكمل للآخر يجبر نقصه ويستر عيوبه ويصوب خطأه
قال الله تعالى ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون الروم فبناء الأسرة واستقامتها من أعظم ما يسعى إلى تحقيقه العبد المؤمن حتى تستقر نفسه وتنزل السكينة القائمة على الود والأنس والتآلف وهي في الحقيقة علاقة عميقة الجذور بعيدة الآماد شبهها القرآن باللباس الذي من شأنه أن يستر لابسه ويحميه ويزينه ويلائمه فقال سبحانه وتعالى هن لباس لكم وأنتم لباس لهن البقرة
إن التقوى الحقيقية التي يهدف إليها الصيام على الخصوص أن تمتلئ القلوب بالتوقير لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تستشعر توقير كل كلمة منه عليه السلام وكل توجيه قال تعالى في سورة النور لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم النور فلا بد للمربي من وقار ولا بد للقائد من هيبة وفرق بين أن يكون هو عليه السلام متواضعا هينا لينا وأن ينسوا هم أنه مربيهم فيدعوه دعاء بعضهم لبعض يجب أن تبقى للمربي منزلة في نفوس من يربيهم يرتفع بها عليهم في قرار شعورهم ويستحيون هم أن يتجاوزا معها حدود التبجيل والتوقير ومثل هذا النهي نجده في أوائل سورة الحجرات في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم الحجرات فهو أدب نفسي مع الله ورسوله وهو منهج في التلقي والتنفيذ وهو أصل من أصول التشريع والعمل في الوقت ذاته وهو منبثق من تقوى الله وراجع إليها وكذلك تأدب المؤمنون مع ربهم ومع رسولهم الكريم فما عاد مقترح منهم يقترح على الله ورسوله وما عاد واحد منهم يدلي برأي لم يطلب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدلي به وما عاد أحد منهم يقضي برأيه في أمر أو حكم إلا أن يرجع قبل ذلك إلى قول الله وقول الرسول صلى الله عليه وسلم
يشهد لنا رمضان الخيرات والبركات والفتوحات إن قدرناه قدره وعرفنا له منزلته وأقمنا له في نفوسنا وسلوكنا صرحا مصونا بحصون الإخلاص والتضحية ونفع العباد والبلاد ونشر المحبة والسلام بين الناس
وكانت العاصمة الفرنسية باريس قد شهدت في جانفي الماضي هجوما استهدف مقر صحيفة شارلي إيبدو الساخرة التي اعتادت نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام أعقبه هجمات أخرى في الأيام الثلاث التالية أسفرت عن مقتل شخصا بينهم من منفذي الهجمات
ذكر مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا في فرنسا أن الاعتداءات والتهديدات ضد المسلمين في البلاد ازدادت أربعة أضعاف خلال الأشهر الست الأولى من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية وأفاد رئيس مكافحة الإسلاموفوبيا في فرنسا التابع للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عبد الله زكري في تصريح يوم الجمعة الفائت أن عدد الاعتداءات والتهديدات ضد المسلمين خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري بلغ حالة فعل و تهديد مشيرا إلى أن حالة منها ارتكبت في جانفي الماضي في الوقت الذي كان هذا الرقم للفترة نفسها في العام المنصرم حالة اعتداء وتهديدا وذلك استنادا لبيانات وزارة الداخلية الفرنسية ولفت السيد عبد الله زكري في بيان وصل الخبر نسخة منه أن تلك الأرقام لا تعبر عن حجم الاعتداءات والتهديدات الحقيقية التي يتعرض لها المسلمون في فرنسا مبينا أن الكثير من المسلمين لا يخبرون الشرطة ولا يرفعون شكوى ضد الاعتداءات التي ترتكب بحقهم وأضاف أن وتيرة الاعتداءات ضد المسلمين في فرنسا ازدادت بشكل كبير خصوصا بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في جانفي الماضي منتقدا بشدة الاتهامات الموجهة ضد المسلمين بخصوص تلك الهجمات واتهم زكري السياسيين الفرنسيين ب اللامبالاة إزاء الاعتداءات ضد المسلمين وعدم إبداء رد الفعل المناسب حيالها منتقدا بعض السياسيين بمواصلة خطاباتهم الاستفزازية تجدر الإشارة إلى أن حوالي ثمانية ملايين مسلم معظمهم من شمال إفريقيا يعيشون في فرنسا التي تأتي في المرتبة الأولى من بين الدول الأوروبية في عدد المسلمين
القول بأن الخلاف في غرداية سببه العقار فقط هو تقليل من شأن المشكل العقار جزء من المشكل والمخدرات جزء ثان والتجارة غير الرسمية جزء ثالث وما تركه الاستعمار من ضغينة بين السكان جزء رابع واليد الخارجية جزء خامس والجزء السادس وهو الذي يعنيني كوزير للشؤون الدينية والأوقاف هو محاولات التوظيف المذهبي للخلاف فعوض أن نقول إن أبناء الجزائر في غرداية دخلوا في اشتباك مسلح كما يحصل الآن من اشتباكات مسلحة في أحياء العاصمة وبين بعض العروش في شرق البلاد وغربها وفي الصحراء اشتباكات نقول بين المالكية والإباضية فهذا التقسيم والتمييز خطير ونحن نرفضه لأنه يدفع إلى العداوة وهو أحد الأدوات التي تستعمل في تغذية العداوة وليس لإنشائها ولكن الذين يحبون إدخال الجزائر في المستنقع الطائفي هم الذين ما زالوا يصرون على أن الخلاف هو بين الإباضية والمالكية ليس فقط التيار السلفي حصة قناة إقرأ قديمة والدليل أنها لم تؤثر في شيء بل الموضوع كان من قبل بكثير وفي كل مرة الخلاف كان يطفو بسبب تنافس تجاري أو عقاري أو حتى بسبب تعاطي الشباب للمخدرات أو التعدي على غيرهم وفي كل مرة تدخل تلك الخلافات تحت غطاء سياسي وأتت حصة إقرأ في خضم الصراع وليس قبله واليوم يوجد شريط آخر يتداول لشاب جزائري يدرس في المملكة العربية السعودية ويلبس غترة سعودية ويقول كلاما لم يكتبه هو وعندما تنظر إلى الشريط تكتشف أنه لم يكتب نصه بل كتب له من أجل إعطاء اللون المذهبي للخلاف برغم أن الخلاف لم يبدأ بهذا السبب وكما قلت السلفية ليست الوحيدة لأن الخلاف في غرداية يرفع باسم المالكية والنداءات التي تنشر على الفايسبوك تنادي بمالكية الجزائر وكأن الجزائر أصبحت دولة طائفية فيها المالكية ضد الإباضية إلى درجة أن أطرافا لا علاقة لها بالجزائر وأقصد التوجه الشيعي الذي أصبح يحلل المشكلة في الجزائر على أنها طائفية من فرط ومن شدة محاولات التوظيف السياسي والإيديولوجي والاسترجاع والتحكم وعندما نأتي للتصنيف في منطقة غرداية فإننا بين خيارين إما نتكلم بمنطق اللغة الوطنية ونقول هؤلاء مواطنون جزائريون يقيمون في ولاية معينة وفي هذه الحالة الخلاف وقع بين سكان في ولاية غرداية أو أن نضع المعيار الديني ونقول إن هذا الصراع وقع بين مسلمين يقتلون بعضهم بعضا وفي الحالتين الموضوع خطير ويحتاج إلى إصلاح ذات البين لكن عندما نقول سقط من الإباضية كذا من الأرواح ومن المالكية أيضا فهذا تقسيم طائفي للجزائر وللسلفية دور في الموضوع وقد أشرت من قبل وأتحمل مسؤولية ما ذكرته وهو وجود أشخاص في غرداية مشبعين بالفكر السلفي المتطرف غير الفكر السلفي الوطني الذي لا يهدم الوطن ولا يخربه لكن ما أقصده هو فكر الفرقة الناجية ومصدرها مقبل بن هادي الوادعي في اليمن الذي أنشأ مدرسة الدماج حيث إن بعض عناصره يسعون للعبث بغرداية ونحمد الله أنهم ليسوا في المساجد ولا في المدارس القرآنية لكن رغم ذلك فهم موجودون باعتبارهم من سكان غرداية هذه المجموعة تستعمل الفكر التصنيفي أو مذهب الجرح والتعديل من أجل اعتبار الإباضية فرقة خوارج لكن الحقيقة التي ينبغي أن يعرفها المالكيون جميعا هي أن تلك المجموعة التي تنتمي إلى هذه المدرسة تعتبر المالكية فرقة مبتدعة بسبب أنهم يتعبدون الله تعالى بنصوص فقهائهم ولا يرجعون إلى نصوص الكتاب والسنة وبسبب عقيدتهم الأشعرية ففي الحالتين هاته المدرسة تكفر الجميع وتعتبرهم من أهل النار إلا هي وهذا الفكر التصنيفي هو الذي قصدته وحذرت منه لأنه يوجد في غرداية ويوجد كذلك في الوسائط الاجتماعية في الفايسبوك والتويتر ولديه تأثير على الشباب الذين لا يعرفون حقيقة الخلاف الفقهي كما لديه تأثير في المتنازعين لأن المتنازعين أصبحا يجدان في هذا الخطاب معتمدا شرعيا أو معتمدا فقهيا أو دينيا حتى يبرروا من خلاله ما يفعلونه بخصومهم تحوير الخلاف بالمعنى الديني لا يهدد المرجعية الدينية الوطنية فحسب بل الجزائر برمتها تلاحظ بأن الوحدة والقوة تزداد إذا كان التنوع تنوعا تكامليا لكن الوحدة تفقد وجودها إذا كان التنوع تنوع تضاد لقد كان التعايش منذ القديم معروفا في الغرب الإسلامي فالدولة الأغلبية كانت حنفية والدولة العبيدية كانت شيعية وأن المعز بن باديس هو الذي اختار المذهب المالكي بعد ذلك لأنه أصبح مذهب غالب أهل البلد وهذا الاختيار لم يلغ أي واحد منهم الآخر والدولة الرستمية كانت في تيارت وكانت حلقات الحوار والمناظرات مفتوحة في المساجد والقيروان كانت مالكية لكن الحوار كان مفتوحا مع الشيعة والأغالبة كان فقهاؤهم وقضاتهم أحنافا وكذلك الدولة العثمانية كانت حنفية لكن بالجزائر زمن الدولة العثمانية مفتي للحنفية ومفتي للمالكية أيضا فهذا التنوع بقي موجودا باعتباره عنصر قوة الآن التنوع أصبح عنصر تضاد وفرقة وأصبح يسعى لإلغاء الآخر لأنه على صواب وكلهم في النار إلا هو من الفرقة الناجية وخطر على الجزائر كلها لماذا لأن الجزائريين سيصنفون أنفسهم بعد ذلك فيقول لك في أي فرقة أنت فيقول أنا مالكي ولست سلفيا والآخر يقول أنا إباضي ولست سنيا دون أن ننسى العمل الخفي الذي يحصل في الوسائط الاجتماعية ويقع في بعض الأحياء الجامعية وفي بعض الثانويات والمتوسطات من تشيع لأنه سيأتيك من يقول لك نحن شيعة ولا علاقة لنا بغيرنا وأنت تعرف أن هذه المركبات إذا لم تنشأ بالطبيعة أي أنه ليس لها جذر تاريخي في الجزائر فهي في الغالب موجهة وموظفة وسوف تكسر شوكة الجزائر ووحدتها المرجعية الدينية الوطنية هي صمام الأمان لماذا لأن المرجعية الدينية الوطنية ليس اختيارا سياسيا ولم تمل من الخارج وليست انفعالا عاطفيا لكنها اختيار مر عبر التاريخ فعندما كانت الدولة الأغلبية حنفية كان هناك فقهاء المالكية كالإمام سحنون يروجون لمذهب أهل المدينة ولما جاءت الدولة الفاطمية بقي المذهب المالكي هو الوحيد الذي كان يقاوم المذهب الشيعي ويدافع عن السنية ولما جاءت دولة الموحدين وأحرقت في بعض فتراتها كتب المالكية المالكية هم الذين أرجعوا المذهب المالكي إلى الوجود باختيار الشعب وليس باختيار الدولة ولو أن الدولة في ثلاث مراحل كانت ضد المالكية ولما جاءت الدولة العثمانية كان المذهب حنفيا لكن الاختيار الديني الشعبي الذي آمن في مذهب مالك باعتباره ممثلا عن مدرسة المدينة المنورة وآمن في العقيدة السليمة التي تفهم النص وفق المعطى العقلي وأنها أخذت من التصوف السلوك السني الذي يخدم الروح ويزكيها ويدفع إلى العبادة والإيمان هذه هي المركبات وهذه هي المرجعية الدينية قوتها أنها وطنية بمعنى أنها تجعل كل هذه المركبات في خدمة المجتمع وفي خدمة الوطن والخطر يقع على الوطن وعلى وحدته أكثر مما يقع على مجرد إيديولوجية أو سياسة وزارة أنا لم أتكلم عن طرد أئمة من التيار السلفي بل عن المتطوعين وتعلم أن الوزارة تأذن لأصحاب الكفاءة بأن يساعدوا الأئمة في المساجد وما حصل أن من جملة الأئمة الشباب الحاصل على الشهادات الجامعية والذي له علم شرعي أو الذي درس في الخارج علوما شرعية وله وظيفة أخرى هؤلاء تطوعوا في المساجد واستقبلهم المجلس العلمي وناقشهم وقرر في ذلك الزمان أنهم صالحون لأن يؤموا المصلين في المساجد لكن تبين بعد ذلك أن ولاءهم وهذا هو الأخطر ليس أنهم سلفيون بل إن ولاءهم ليس للجزائر كيف ذلك لما يصدر المدير تعليمة فإنهم يطلبون الإذن من العوالي من مشايخ مكة لتطبيق تلك التعليمة أم لا فكيف أئتمن المسجد وهو بين يديه هذا هو الخلل وفي عديد القضايا من الأذان وحتى في صلاة العيد يصلون بخطبة واحدة وليس بخطبتين والمشكل عند هؤلاء هو أنهم يعتبرون النشيد الوطني كفرا ولا يجب أن يقام له كما أنهم يعتقدون أنهم الفرقة الناجية والآخرين كلهم من أهل النار نحن نكره ونمقت من يقول في الجزائر التي يجمعها الإسلام أنا سلفي وذاك مالكي والآخر إباضي التمييز هو الطائفية نحن كلنا مسلمون ونعمل في إطار المرجعية الدينية الوطنية التي هي أساسا المذهب المالكي الذي يقبل الاجتهاد بالانفتاح على كل المذاهب التي ذكرتها منذ قليل وطريقة الإجراء بسيطة هؤلاء نالوا رخصا للنشاط لمدة ثلاثة أشهر بعضهم ستة أشهر وآخرون رخص سنة كلفنا جهاز التفتيش طيلة الممارسة بإعداد تقارير حولهم فإن لم يقعوا في أخطاء كبيرة ننتظر انتهاء الرخصة ولا نجددها وإن كان العكس نوقفهم فورا وقائمة ال فيها مجموعة منهم انتهت رخصهم وخرجوا من المسجد وخلفهم أئمة حقيقيون جامعيون أو خريجو المعاهد وبعضهم ما زال مستمرا وهو يتعهد بأن لا يخالف المرجعية الدينية الوطنية وهم تحت المراقبة أما الأئمة المسمون سلفيين وهم يتلقون رواتب من الدولة ويؤمون بعض المساجد فلا خطر فيهم لأنهم في الحقيقة وطنيون في غالبهم ويطبقون التعليمات ويساعدون الوزارة في بسط الكلام الجامع والرقابة على الأفكار المتطرفة التي تريد أن تغزو مساجدنا فالموضوع متعلق بهذا الجانب فقط من المتطوعين لا الصلاحيات المتمركزة في شخص رئيس الجمهورية هي تلك التي أسندها الدستور الجزائري لفخامة رئيس الجمهورية لكن الدستور الجزائري لم يسند لفخامة رئيس الجمهورية الإفتاء هذا التصور موضوع سجال فلسفي أثاره الإعلام وحق له أن يثيره كما أثارته بعض الأحزاب السياسية ذات الطابع العلماني من جهتنا نحن في الوزارة نعتبر الموضوع متناسقا تماما لأننا أولا لم نتكلم عن منصب مفتي الجمهورية بل تكلمنا عن مجمع للإفتاء والذي يترجم عند المتفرنسين بأكاديمية الإفتاء وهو عبارة عن مؤسسة عملها يكون تشاوريا وعناصرها من الكفاءات الدينية والإمام المفتي مثلا كرتبة دينية يعين فيها الإمام بعد تقديم جهد والاستجابة إلى جملة شروط إدارية وعلمية وأمين المجلس العلمي باعتباره انتخبه أقرانه من الأئمة وأساتذة جامعيون مختصصون في العلوم الإسلامية لأن لديهم القدرة في البحث والتحليل وأساتذة وخبراء خارج دائرة العلوم الإسلامية لأن بعض الظواهر هي اجتماعية أو اقتصادية أو طبية أو فلكية تحتاج إلى رأي عليم فيها هؤلاء سيتداولون فيما بينهم في هيئة وهذه الهيئة تحتاج إلى إدارة والتي يكون فيها أمين عام ولكن يقينا لابد أن يكون لها رئيس وهذا الرئيس لا أعلم هل سنسميه مفتي الجمهورية أو رئيس مجمع الإفتاء أو الأمين الوطني للإفتاء لكني أعلم أن أحسن صيغة هي الصيغة المؤسسية وهذا هو الذي ورثناه منذ الاستقلال فالمجلس الإسلامي الأعلى لما كان تابعا لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف كان هذا هو تنظيمه وهذا الذي نريد أن نرجع إليه لكن فقط بلمسة جامعية وبلمسة متعددة التخصصات وهذه الصيغة متناسبة تماما مع مفهوم الجمهورية ولا تعارض مفهوم الجمهورية ولا تقلق أولئك الذين يخافون من أن يكون إنشاء مفتي الجمهورية تهديدا لرمز الطابع الجمهوري أو أنه تهديدا لصلاحيات العدالة أو لصلاحيات المجلس الإسلامي الأعلى بصيغته الحالية أو أنه تعدي على صلاحيات فخامة رئيس الجمهورية فهو مؤسسة علمية تماما كما هو موجود في المشرق العربي الحديث كمجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي بجدة ومجمع الفقه الإسلامي في الأزهر الشريف أعادت الوزارة للمسجد دوره الاجتماعي من خلال إسناد سلال للمساجد مهمة جمع المواد الغذائية الفائضة فهل سيتحول المسجد من مؤسسة للصلاة والتعليم إلى مؤسسة خيرية في وقت منعت لست أدري لماذا فقط السلة فالمسجد له دور اجتماعي في السلة وفي غير السلة المسجد كما ذكرت له دور اجتماعي في السلة وهذا بمناسبة شهر رمضان لكن له دور اجتماعي في الزكاة وفي إصلاح ذات البين وفي عقد القران وموضوع الطلاق وفي الجنائز وفي التربية والتعليم فيما يخص دروس الاستدراك فالمسجد أبدا لم يمنع من أداء دوره الاجتماعي والمرسوم التنفيذي الذي ينشئ القانون الأساسي للمسجد يعطي للمسجد هذه الصلاحيات الدولة هي التي أعطت هذا الدور للمسجد بناء على ميراث المسجد لأنه منذ كان مسجد النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن مكانا للصلاة وتلاوة القرآن فقط بل للإشعاع الاجتماعي أيضا تقول أنت إن هذا العمل من صلاحيات الجمعيات الخيرية نعم ولذلك فإن الدور الاجتماعي لا ينبع من المسجد منفردا عن المؤسسات الأخرى وقاعدة العمل هو أنه يتعاون مع المؤسسات الأخرى في شأن معين فالمسجد يتعاون مع الأمن والدرك في موضوع مطاعم الرحمة عند حواجز الطرقات من أجل التقليل من حوادث المرور ولم يتفرد لوحده المسجد نسق مع وزارة التضامن الوطني في موضوع قفة رمضان والمسجد في جانبه الاجتماعي أيضا نسق مع جمعية الهلال الأحمر الجزائري كما ينسق مع وزارة التربية في موضوع دروس الاستدراك وما قبل التمدرس لا هي تنسق معنا ويجب أن تعلم أن الوزارة كانت السباقة في التنبيه إلى خطورة أن يكون التوجيه الديني خارجا عن النظام العام ولعل ما نعيشه الآن في غرداية يدل على ما نبهنا إليه كان في محله لأن المنابر التي تكفر الغير تنتهي في الأخير إلى استباحة دماء الغير واستحلال أموالهم ولذلك نحن نبهنا إلى هذه الخطورة لكن بعد صدور المرسوم الذي أنشأ سلطة الضبط أصبحت الوزارة ترجع إلى سلطة الضبط لتنبيهها إلى المخالفات وسلطة الضبط تقوم بعملها أو في حدود إمكانياتها وتستشير وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في وضع تصور مشترك حول الآلية لأن هذه الأخيرة لا يجب أن تكون للرقابة بل آلية تشاور أيضا كما بادرنا بملتقى دولي حول الإعلام الديني وسوف ننظم إن شاء الله قبل موسم الحج لقاء ثانيا وسيكون وظيفيا وليس لإلقاء محاضرات علمية حتى نتبادل الرأي مع هذه القنوات التي تستضيف نشاطات دينية وبرامج إفتاء وتوجيه ديني وسوف تكون الكلمة لرجال الإعلام وللقائمين على هذه القنوات حتى يفهمنا هذا المدير أو ذاك لماذا يعزف عن كفاءة معتدلة ويذهب إلى كفاءة مشكوك في انتمائها أو في ولائها وسوف نسعى لإقناع هؤلاء الإعلاميين أن صمام الأمان هو أن نشتري الدواء من الصيدلية لا من عند الخضار والشأن الديني ينبغي أن يكون بأيدي رجاله وليس بالضرورة أن يكونوا أئمة لكن ليس أي داع يفتح له الإعلام لأن منبر المسجد ممنوع عليه لكي يفتي في الجزائريين وفي دمائهم أو أعراضهم أو يخلخل حياتهم الاجتماعية لأن الدين كما تعلم جاء لسعادة الإنسان في العاجل والآجل نعم لكن التحكم أصبح صعبا جدا فالكثير من المدارس القرآنية صارت تفتح تحت اسم جمعيات ففي مدينة وهران اكتشفنا جمعية ثقافية فتحت مدرسة قرآنية والقائمون عليها متشيعون ولما يدرك ولي تلميذ أن هذه المدرسة تعلم ابنه في وقت هو وزوجته في العمل سيفرح ولكن عوض أن يتعلم ابنه القرآن يتعلم سب عائشة رضي الله عنها وسب عمر وأبو بكر رضي الله عنهما هنا تكمن الخطورة ولذلك تنامي فتح المدارس القرآنية أصبح مقلقا للغاية لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف خاصة وأن أغلبها لا يطلب رخصة مسبقة لأن قانون الجمعيات في جانبه المتعلق بالشؤون الدينية لم يصدر فيه نص تنظيمي والمادة التي تحيل إلى النص التنظيم لم تصادق عليها الحكومة بعد وبالتالي هذا الفراغ سيجعل البعض يؤسس لجمعيات وهمية وليست حقيقية ويستغلون عاطفة أولياء التلاميذ ويفتحون أقساما في بيوتهم وفي مستودعات في أحيان أخرى وفي بنايات أعطيت صفة المدرسة بعد أن كانت مستودعات بل أصبحت الطوابق السكنية مدارس قرآنية أو هكذا تسمى لكن في نظر الوزارة المدرسة القرآنية هي المدرسة التي تنشأ بقرار يوقعه الوزير وهذا مقتضاه أن الأستاذ الذي يدرس ينبغي أن نعرفه ونضمن فيه ونقول للناس أرسلوا أولادكم لأنه ليس شاذا لا فكريا ولا أخلاقيا ولا وطنيا وسيضمن لكم أن ابنكم لن يصبح مسخا في المجتمع ضد وطنه ولا ضد عائلته أو أسرته ولا ضد دينه وما عدا هذا فهي مدارس سنعمل في القريب العاجل على إعادة تنظيمها بمراجعة المرسوم التنفيذي المنشئ للمدرسة القرآنية حتى يمتد إلى المدرسة القرآنية التي سميتها أنت خاصة وأنا أظن أن صدور هذا التعديل بالإضافة إلى صدور قانون الجمعيات المتعلق بالشؤون الدينية بلغنا أن وزارة المالية خصصت مؤخرا ميزانية معتبرة للمصحف ثم تراجعت عنها ألا تعتقد أن ما تطبعه الوزارة ألف مصحف لا يغطي مساجد الجمهورية ثم كيف يمكن تفعيل طبع المصحف الشريف وتطوير طباعته وتوفيره بالكمية الكافية في الجزائر عدد المصاحف المطبوعة في الجزائر لا يكفي ولكني أعطيك تفسيرا من خلال هذا التسلسل فالمصحف كان يطبع في الجزائر على عاتق الدولة مرة واحدة كل عهدة رئاسية وهو ما وقع في العهدة الأولى للرئيس بوتفليقة وفي الثانية أمر بطبعه كل سنة وخصص ميزانية لذلك وهذه السنة حصل تأجيل بسبب تدني سعر المحروقات والميزانية ما زالت موجودة في إطار المخطط الخماسي وميزانية طباعة المصحف خمس مرات في هذا الخماسي ستتحقق ولو طبعنا المصحف بخمس أضعاف في السنة الأخيرة وهذا متعلق بترشيد النفقات العمومية هي كلها مشاريع مؤجلة بسبب الأثر المالي فإنشاء الديوان الوطني للأوقاف يحتاج إلى إطارات تعين بمرسوم ومعنى هذا رواتب عالية وميزانية التسيير والتجهيز تحتاج أيضا لنفقات عمومية إضافية ولذلك تجدنا الآن نبحث عن صيغة الأقل تكلفة لديوان الأوقاف وكذلك ديوان الزكاة غالب الظن أننا سننشئه على شاكلة مؤسسة وبمرسوم تنفيذي بالنظر إلى المنفعة العمومية وبالتالي سوف تنشأ من رحم قانون الجمعيات الذي ننتظر المصادقة عليه أما ديوان الأوقاف فإننا ننتظر تحسن الوضع الاقتصادي من أجل اقتراحه وهذه المشاريع ليست معطلة منذ ثلاث سنوات بل عشرة أعوام لأننا لم نجد الصيغة المناسبة خاصة في صندوق الزكاة لأنه ليس ملكا للإدارة بل هو جهد المجتمع المدني ولكن ضروري أن تسيير الشأن المالي يخرج من أيادي إطارات الإدارة المركزية وحتى اللامركزية وينبغي أن يستقل صندوق الأوقاف بديوانه حتى يفكر الخبراء في كيفية استثمار وجمع أصوله وأن يستقل صندوق الزكاة عن الإدارة المركزية بحيث ينتدب له من يقوم على شأنه من حيث تنميته والتعريف به ومن حيث إحصاء الفقراء والمساكين ومن حيث سلاسة إيصال الأموال إلى المستحقين وهذا يقتضي أن يخرج من أيدي الإداري وهي مشروعات ما زالت موجودة وتنتظر الفرصة لتفعيلها ليس لدينا مانع في أن يكون الديوان تابعا لوزارة الداخلية لأننا لم نفكر أن ننشئ المرصد لنستأثر به نحن وأكثر من هذا نحن نفكر أن يكون في مستوى أعلى من وزارة الداخلية نتمنى أن يكون في مستوى الوزارة الأولى أو في رئاسة الجمهورية لماذا لأن الموضوع هو إنشاء مرصد يكون فيه التشاور وتقاسم المعلومات واقتراح الحلول فأنا في قطاعي لا أحتاج إلى المرصد من أجل محاربة هذه الأفكار وأنا لا تنقصني المعلومة لأن وزارة الداخلية مشكورة تمدني بالمعلومة الأمنية بخصوص كل الاتجاهات التي تريد أن تجد لها موطئ قدم داخل المسجد وجهاز التفتيش كذلك ضابط ماهية الاتجاهات الموجودة في المساجد والتي تريد أن تحل في المساجد وأن يكون لديها موطئ قدم ويمكنني أن أكتفي بالعمل العادي وأسير شؤوني لكن الأفكار التي تتخذ من الدين غطاء لها لم تعد تهجم علينا داخل المساجد بل أصبحت تهجم علينا خارج المساجد ونحن نريد أن نفيد إخواننا في قطاع التربية بمعلومات عن هذه الطوائف وخطورتها وكذلك مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومع التكوين المهني ومع الشباب والرياضة ومع الإعلام ينبغي أن نقاسمهم هذا الانشغال وأن نبين لهم تهافت هذه الأفكار وخطورتها وأنها تريد أن تصنفنا تصنيفا طائفيا ولذلك نحن نرجو أن يكون في مستوى عال أي في مستوى الوزارة الأولى وفي كل الحالات فإننا قدمنا مشروعنا والتداول هو الذي سوف يصدر إما أن يسنده إلى وزارتنا أي رئاسته تكون لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف وبالتشاور مع القطاعات الأخرى أو يوضع تحت وصاية الداخلية أو تابعا لوزارة العدل باعتبارها هي التي تقوم على القوانين أو يكون في الوزارة الأولى أو رئاسة الجمهورية وفي كل الحالات الجزائر تحتاج إلى مرصد من أجل تأمين محيطها الفكري والثقافي الجديد هو انتقاء الفريق المؤطر لأن التحضيرات المادية كلها تمت من الإيجار والسكنات والإطعام والخيام في عرفات التي سوف تعرف تحسنا كبيرا هذه السنة وخيام منى التي سوف تعرف تحسينا إضافيا إلى جانب المسار الإلكتروني التجريبي لكن الذي يقوم على هذا الشأن هم النساء والرجال الذين سوف تنتقيهم القطاعات الوزارية المختلفة ومن جملتها وزارتنا هؤلاء هم الذين بقي الجهد في دائرتهم وهؤلاء في تقديرنا ننجح معهم في حسن اختيارهم وحسن تكوينهم ثانيا أما الاختيار فقد طلبنا الكفاءة والالتزام وقد جاءت القوائم من كل القطاعات الوزارية المعنية والآن بقي التكوين وسنبدأ فيه مباشرة بعد شهر رمضان وسوف نكون الأئمة والحماية المدنية والأطباء بحيث يستفيد الفريق الطبي من التكوين الديني والفريق الديني من التوجيه الطبي والحماية المدنية كذلك تستفيد من الأطباء وعلماء الدين وهكذا يكون التكوين وظيفي كذلك بحسب النظام الجديد الذي رسمناه عن العمل الداخلي في العمل التقليدي الذي كان عندنا لكن وجود مدير متفرغ للمسار الإلكتروني وهناك مدير متفرغ للإطعام وآخر للمشاعر والذي سيأخذ على عاتقه مسؤولية تنظيم الحجاج في الخيام وفي عرفات وفي منى ماذا ومتى يأكلون ومتى يخرجون إلى الرجم وما هي الرايات التي يحملونها ووقت صعودهم ونزولهم من الحافلات وهذا يحتاج إلى ديناميكية جديدة وإلى مؤسسة العمل البشري الذي نعمل عليه الآن بادرت بمجرد نيلي ثقة فخامة رئيس الجمهورية وتعييني في هذا المنصب وقلت بأني أعلم وأحس وعايشت الصعوبة التي يعيشها الإمام في أداء مهامه وقلت بأن النظام التعويضي يغبن الإمام ويعطيه أقل مما يبذله من جهد وبالفعل أنا راسلت الهيئات الرسمية من أجل مراجعة النظام التعويضي لأنه صمم في زمن كان فيه عجلة ولم تكن هناك كفاءة عند المصممين ووصلت الرسالة وطلب منا أن نقدم اقتراحا وقدمناه أولا ثم اقتراح ثانيا تحسينه ومرة ثانية أقول إن الضائقة المالية والاقتصادية التي تعيشها البلاد تجعل هذه الأمور تتأجل لكنها مسجلة رسميا كما قلت وبمجرد انتعاش الحياة الاقتصادية في البلاد سنعيد الموضوع للنقاش وهذا الموضوع نحتاج فيه لدعم النقابة من أجل التأييد ولكن احتياجاتهم وصلت فعلا إلى الجهات المعنية وفيما يخص السكنات والميزانية التي كانت تعطيها لنا الدولة للمساهمة في بناء المساجد لاحظنا أنها قليلة تعطي خمسمائة مليون سنتيم للجمعيات الدينية ومرات ثلاثين مليونا ومرات سبعين مليونا وفي أحسن الحالات مائة مليون وقدرنا بأن هذه الأموال من الآن فصاعدا عندما نعطيها للجمعيات الدينية نشترط عليها تخصيصها لبناء السكن للإمام وراسلنا بذلك السادة الولاة ووافقوا وهم الآن يبنون من ميزانية البلدية وميزانية الولاية سكنات تابعة للمساجد يسكنها الأئمة إضافة إلى هذا طلبنا من السادة المديرين إعطاءنا طلبات الأئمة في السكن الاجتماعي والتساهمي والترقوي وبعد جمعنا للمعلومات سنراسل السيد وزير السكن والعمران والمدينة لعله يعطي للأئمة كما أعطى لقطاع التربية وغيرها وبالنسبة للكفاءات ورفع الرواتب فإننا فتحنا ورشة مراجعة القانون الأساسي وبالنظر إلى الضائقة المالية التي تعيشها البلاد قلنا نراجع القانون الأساسي فيما لا أثر مالي له كما أننا قررنا فتح تخصص ليسانس أل أم دي إمام يسمح لأئمتنا والمؤذنين والقيمين والمتحصلين على البكالوريا تسجيلهم في الجامعة ليتخرج ويعين بعد ذلك إماما ويصبح راتبه يتضاعف بحوالي مرتين أو أكثر وهذا هو التصنيف الذي عندنا أما الورشة المفتوحة بطبيعة الحال وهي بأيدي الخبراء والقانونيين بالوزارة والنقابتان مرحب بها في هذه اللجنة والتي يشرف عليها السيد الأمين العام والذي التقى فعلا بالنقابتين ونحن لدينا استعداد لذلك وأقول لإخواني في النقابة أن يمدوا أيديهم لوزير الشؤون الدينية والأوقاف لنفكر معا من أجل ترقية مكانة الإمام في المجتمع لأنه بقيمة الإمام في المجتمع تقوى كلمته وتوجيهه ويؤمن مجتمعه
شدد الدكتور محمد عيسى وزير الشؤون الدينية والأوقاف على ضرورة إنشاء مرصد مراقبة النحل والتطرف من أجل تأمين محيط الجزائر الفكري والثقافي وأكد في حوار خص به الخبر على أن التصنيف الطائفي خطر يهدد الجزائر برمتها كما تطرق إلى مواضيع تتعلق بالشأن الديني كقضية مفتي الجمهورية وطرد الأئمة السلفيين المتطوعين ودور المسجد الاجتماعي والتنسيق بين وزارته وسلطة الضبط للسمعي البصري فيما يتعلق بالبرامج الدينية ودورها في مراقبة المدارس القرآنية الخاصة وجديد الحج والتنسيق مع نقابة الأئمة
من علامات قبول العمل الحسنة بعد الحسنة إتيان المسلمين بعد رمضان بالطاعات والقربات والمحافظة عليها دليل على رضى الله على العبد وإذا رضي الله على العبد وفقه إلى عمل الطاعة وترك المعصية فإذا كان العبد في رمضان قريبا من الله بكثرة الطاعات من صيام وصلاة وقراءة للقرآن وقيام الليل والتهجد والصدقات والزكاة والصدقة وختم القرآن والدعاء والذكر وتفطير الصائم وأنواع البر التي حصلت وهذا شيء رائع وجميل لكن الأجمل والأفضل هو المداومة على هذه الأعمال يقول عليه الصلاة والسلام أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ولنتأمل موقف سيدنا أبي بكر الصديق عندما مات النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال رضي الله عنه من كان يعبد محمد فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان انقضى ومن كان يعبد الله فإن الله موجود إن المحافظة على الطاعات من صفات عباد الله المؤمنين يقول تعالى الذين هم على صلاتهم دائمون المعارج وقال تعالى والذين هم عن اللغو معرضون المؤمنون وإن من المهم أن يبقى الإنسان على حسن تعامله مع الآخرين بعد انتهاء شهر رمضان كما كان عليه خلال الشهر الفضيل وأن يحافظ الإنسان على علاقاته الأسرية مع بيته وأقاربه وأن يستمر في العمل الصالح وبر الوالدين وأن يشعر الإنسان أنه عبد لله ليس مضطرا وإنما هو من اختار الإقبال على الله بمحض إرادته واختار عبادته ليس في شهر رمضان فقط وإنما في كل أشهر السنة وليعلم أن الأصل في العبادات والعادات الإسلامية أن لا تنقطع بعد انتهاء شهر رمضان فينبغي أن تستمر بعد شهر رمضان لأن محطات الأجر مستمرة لا تنقطع مثل صيام رمضان وصيام الستة من شوال وصيام يومي الاثنين والخميس وهذان اليومان ترفع بهما الأعمال إلى الله تعالى فكيف إذا رفعت وكان العبد صائما وصوم الأيام البيض التي فيها الخير والفضل الكبير لأنه صيام تطوع فيه تهذيب للنفوس وغض للبصر والابتعاد عن المحرمات وتحصين للفرج وفوائد صحية كثيرة للمرضى ألا ولنحذر أن نهدم ما بنيناه أو نبدد ما جمعنا من صالح الأعمال متساهلين بأمر الملك العلام وحذار بعد أن كنا من عباده الطائعين وحزبه المفلحين وأسبل علينا حلل العفو والغفران أن نكون من حربه وأهل معصيته ومن حزب الشيطان فنندم يوم المآل قيل لبشر الحافي إن قوما يتعبدون في رمضان ويجتهدون فإذا انسلخ رمضان تركوا قال بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان وقال الحسن البصري لا يكون لعمل المؤمن أجل دون الموت ثم قرأ واعبد ربك حتى يأتيك اليقين الحجر ولقد لاحظنا وشاهدنا وعشنا بعض الثوابت الإيمانية في رمضان والتي لا ينبغي لمسلم صادق أن يتخلى عنها بعد رمضان ومن أعظمها أن تحافظ على الصلاة في جماعة كما كنت حريصا أيها الصائم في رمضان قال ربنا جل جلاله حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين البقرة وقراءة القرآن من الثوابت الإيمانية التي لا يستغني عنها مؤمن بعد رمضان وقد رأينا الصائمين ولله الحمد في أشد الحرص على قراءة القرآن في رمضان فمنهم من قرأ القرآن كله مرة ومنهم من قرأ القرآن كله مرتين بل ومنهم من قرأ القرآن كله ثلاث مرات ومنهم من زاد على ذلك فلا تتخل عن القرآن بعد رمضان ولا تضع المصحف في عزلته مرة أخرى ومن الثوابت الإيمانية التي لا غنى للمسلم عنها بعد رمضان أن يكون دائم الذكر للرحيم الرحمن قال الله تبارك وتعالى فاذكروني أذكركم البقرة وكذلك الإنفاق فأنت ترى الناس تقبل على الإنفاق والجود والبر في رمضان بيسر وأريحية فلا تتخل عن الإنفاق بعد رمضان ولو بالقليل قال عز وجل الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم البقرة وأن تكون دائم التوبة لله تعالى فمن منا يستغني عن التوبة بعد رمضان من منا يستغني عن الأوبة إلى الله مع كل نفس من أنفاس حياته قال تعالى وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون النور
إن من علامات قبول أعمال رمضان من أنواع الطاعات المختلفة استمرار العبد على نفس الروح والعمل وعمل الحسنات بعدها وترك السيئات على التوال وإن علامة ردها أن تبدل بقبيح الأعمال ومحبة الفساد وسيء الأقوال وقد قيل ذنب بعد توبة أقبح من سبعين ذنبا قبلها لأن الرجوع إلى المعصية يدل على محبة القلب لها نعوذ بالله من الخذلان وسوء الأعمال
لقد واظبت الفتاة الحافظة لكتاب الله التي تقطن بقرية العجائجة ببلدية جبالة في دائرة ندرومة وتدرس في السنة الثالثة متوسط والمتفوقة في دراستها حيث لا ينزل معدلها السنوي عن حرصت على حفظ القرآن الكريم مثل العشرات من أطفال القرية بمدرسة ورش التابعة لجمعية الإرشاد والإصلاح بقرية العجائجة كانت بسمة وعائلتها يستعدان بشغف وفخر لحدث ختم القرآن الكريم كاملا في أواخر شهر رمضان الفضيل حيث لم يكن يتبق لها سوى نصف حزب لتشارك في المسابقة الولائية لحفظ القرآن الكريم في فئة حزبا واحتلت المرتبة الثانية كما احتلت المدرسة التي تنتسب إليها بسمة المراتب الأولى على رأس قائمة المدارس القرآنية بالولاية وتقول الحافظة عجاج إن حفظ القرآن الكريم ساعدها كثيرا في دراستها وأصبحت متفوقة في فصلها الدراسي أما عن أهدافها المستقبلية وأمنيتها فهي تتوق لتنهي دراستها بالجامعة وأن تصبح أستاذة جامعية في الشريعة الإسلامية
كرمت التلميذة بسمة عجاج ذات ربيعا بجامع تلمسان الأعظم في الحفل التقليدي بمناسبة ليلة القدر المباركة بعد حصولها على المرتبة الثانية ولائيا في مسابقة حفظ القرآن الكريم فئة حزبا
وحق لمن وفقه الله لصيام رمضان وقيامه وقيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا أن يفرح قال صلى الله عليه وسلم للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه أخرجه البخاري ومسلم فيفرح يوم العيد لتوفيق الله له ويفرح أن جعله عنصرا من أمة الإسلام المباركة التي يحسدها غيرها من الأمم تدين بغير دين الإسلام على تلك المناسبات والمحطات المباركة التي تجمع شمل المسلمين وتوحدهم وتربطهم بخالقهم جل وعلا قال تعالى ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون البقرة عليك أن تعرض نفسك على طبيب موثوق في دينه وعلمه علم الطب طبعا فإن منع عنك الصوم خشية تفاقم المرض أو خشية تأخر علاجه فإنه لا يجوز لك الصوم حينئذ ولك أن تفطر ثم إن شئت بعد رمضان عليك القضاء وإن كان مرضك لا يشفى فعليك أن تفدي عن كل يوم تفطره بإطعام مسكين فإن أفطرت رمضان كله فعليك أن تطعم ثلاثين مسكينا الأولى هو قضاء الدين ثم صيام ست من شوال لأنه جاء في الحديث من صام رمضان واتبعه بست من شوال رواه مسلم والمرأة التي أفطرت في رمضان بسبب الحيض أو النفاس أو من أفطر في رمضان لعذر شرعي لا يكون صائما لرمضان كله حتى يقضي ما أفطره وبفضائه يصدق فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أتبعه بسبت من شوال ثم إن تأخير القضاء قد يورث التهاون والكسل إلى غاية رمضان الموالي وربما أدركه الموت وأخذ معه دينه إلى ربه عز وجل والله أعلم
رمضان شهر مبارك جاء بالخير كله بالرحمة والمغفرة والعتق من النار ربط المسلمين بكتاب ربهم وبالصلاة وبقيام الله وهذه من أجل العبادات التي ينبغي الحفاظ عليها بعد رمضان فكأنه مدرسة تكوينية تحضر لما بعد التخرج فيشمر الدارسون بها سواعدهم للخوض في الحياة العملية وينبغي على المسلم أن يبقى حريصا على أداء الصلاة في وقتها مع الجماعة وعلى قيام الليل ولو بركعتين وعلى الإنفاق على الفقراء وعلى صلة الرحم وعلى ضبط الأعصاب وحسن الخلق ولين الجانب مع إخوانه المسلمين وصوم ست من شوال وغيرها من أبواب الخير
أرشد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته إلى فضل صيام الست من شوال وحثهم بأسلوب يرغب في صيام هذه الأيام فقال صلى الله عليه وسلم من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر رواه مسلم وغيره فمن صام رمضان وستا من شوال كان أجره وثوابه كأجر من صام السنة كلها وذلك لأن الحسنة بعشر أمثالها فشهر رمضان بعشرة أشهر وستا من شوال بستين يوما فيبلغ مجموع ذلك العام كله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة رواه النسائي أن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص فإن الفرائض تكمل بالنوافل يوم القيامة وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل فيحتاج إلى ما يجبره من الأعمال قيل للعارف بالله بشر الحافي رحمه الله إن قوما يتعبدون ويجتهدون في رمضان فقال بئس القوم قوم لا يعرفون لله حقا إلا في شهر رمضان إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها إن صيام هذه الست بعد رمضان دليل على شكر الصائم لربه تعالى على توفيقه لصيام رمضان وزيادة في الخير كما أن صيامها دليل على حب الطاعات ورغبة في المواصلة في طريق الصالحات وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره وغير ذلك من أنواع شكره فقال تعالى ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون البقرة فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان وإعانته عليه ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكرا عقيب ذلك غير أن السادة المالكية كرهوا صيامها في حق من يقتدى به ومن يخاف عليه اعتقاد وجوبها إن صامها متصلة برمضان متتابعة مظهرا لها معتقدا سنية اتصالها جاء في حاشية الإمام الدسوقي على الشرح الكبير فيكره لمقتدى به ولمن خاف عليه اعتقاد وجوبها إن صامها متصلة برمضان متتابعة وأظهرها أو كان يعتقد سنية اتصالها وأما عن صيام الست من شوال لمن عليه قضاء فالأفضل له أن يقضي ما عليه من الأيام قبل أن يتنفل ويجوز له أن يقدم صيام الست على القضاء لأن قضاء رمضان على التراخي ويجوز له أن يجمع بين نية القضاء وصيام الست من شوال بشرط أن تكون نية القضاء هي الأصل قال الشيخ الدردير في الشرح الكبير على مختصر الشيخ خليل وندب تعجيل القضاء لما فات من رمضان لأن المبادرة إلى الطاعة أولى وإبراء الذمة من الفرائض أولى من النافلة وقال الإمام الخرشي في شرحه لمختصر خليل فائدة قال البدر انظر لو صام يوم عرفة عن قضاء عليه ونوى به القضاء وعرفة معا فالظاهر أنه يجزئ عنهما معا قياسا على من نوى بغسله الجنابة والجمعة فإنه يجزئ عنهما معا وقياسا على من صلى الفرض ونوى التحية
يعد صيام الستة من شوال بعد شهر رمضان الفضيل فرصة مهمة لكسب الحسنات بحيث يقف الصائم على أعتاب طاعة أخرى بعد أن فرغ من صيام رمضان
ومن أفطر في رمضان ثلاثة أيام عمدا فإنه يكفر بإطعام مسكينا مع قضاء الثلاثة الأيام صوما وهكذا ومن لم يستطع الإطعام يقضي اليوم الذي أفطره ويصوم شهرين متتابعين عن كل يوم أكله عمدا بغير عذر مع قضائه بما أن الطبيبة هي التي أمرتها بالإفطار حفاظا على صحتها وسلامة جنينها فوجب عليها الإفطار قال تعالى فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر البقرة فلها المتسع من الوقت لقضاء دينها إلى غاية شهر شعبان من العام المقبل إن شاء الله تعالى رمضان شهر مبارك جاء بالخير كله بالرحمة والمغفرة والعتق من النار ربط المسلمين بكتاب ربهم وبالصلاة وبقيام الله وهذه من أجل العبادات التي ينبغي الحفاظ عليها بعد رمضان فكأنه مدرسة تكوينية تحضر لما بعد التخرج فيشمر الدارسون بها على سواعدهم للخوض في الحياة العملية وينبغي للمسلم أن يبقى حريصا على أداء الصلاة في وقتها مع الجماعة وعلى قيام الليل ولو بركعتين وعلى الإنفاق على الفقراء وعلى صلة الرحم وعلى ضبط الأعصاب وحسن الخلق ولين الجانب مع إخوانه المسلمين وصوم ست من شوال وغيرها من أبواب الخير وحق لمن وفقه الله لصيام رمضان وقيامه وقيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا أن يفرح قال صلى الله عليه وسلم للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه أخرجه البخاري ومسلم فيفرح يوم العيد لتوفيق الله له ويفرح أن جعله عنصرا من أمة الإسلام المباركة التي يحسدها غيرها من الأمم تدين بغير دين الإسلام على تلك المناسبات والمحطات المباركة التي تجمع شمل المسلمين وتوحدهم وتربطهم بخالقهم جل وعلا قال تعالى ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون البقرة
عليك أن تطعم ستين مسكينا مختلفين بمعنى أنه لا يجوز لك إطعام مسكين واحد ستين مرة مثلا أو أن تطعم مسكينا واحدا عشرة مرات مثلا بل ستين مسكينا بأن تطعم كل واحد منهم يوما كاملا عدا وحدا
ركعتان جهريتان يقرأ الإمام في كل منهما بالفاتحة وسورة ويستحب من السور بعد الفاتحة سورة الأعلى وسورة الغاشية كما في الحديث الذي أخرجه أحمد وابن أبي شيبة والطبراني عن سمرة أو يقرأ بسورة ق وسورة اقتربت الساعة للحديث الذي أخرجه الإمام مالك ومسلم أما وقتها فهو وقت صلاة الضحى من يوم العيد أي من وقت حل النافلة إلى الزوال ومن سننها المختصة بها التكبير ستا في الأولى بعد تكبيرة الإحرام وخمسا في الثانية بعد تكبيرة القيام روى ذلك جمع من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الموطأ و المدونة وغيرهما وكل تكبيرة سنة مؤكدة على حيالها تجبر بالسجود قبل السلام إذا سها عنها أما إذا ذكر قبل الركوع استدرك التكبيرة ويعيد القراءة ويسجد بعد السلام لموجب الزيادة أما مكان أدائها فالمصلى إلا لضرورة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليها في المصلى وكان يداوم على ذلك وكذلك فعل الخلفاء من بعده وبالنسبة لمكة المكرمة فأداؤها في المسجد الحرام أفضل وأما الخطبة بعدها فعلى صفة خطبة الجمعة ويستحب الإكثار من التكبير فيها رعيا للمناسبة وكذلك تخليلها بالتكبير من غير حد معلوم مع بيان خصال العيد من البر والصلة والصدقة وبيان أحكام الأضحية إذا تعلق الأمر بعيد الأضحى واستحسن بعض فقهائنا افتتاح الخطبة الأولى بتسع تكبيرات نسقا والثانية بسبع ومن آدابها الاغتسال والتطيب واللباس الجديد للقادر والذهاب من طريق والرجوع من أخرى والأكل قبل الغدو إلى المصلى يوم الفطر والإمساك حتى يرجع يوم النحر ولا تطوع قبل صلاة العيد ولا بعدها إذا كان بالمصلى وهذه الخصال المذكورة دلت عليها أخبار وآثار روي بعضها في موطأ الإمام مالك وكذلك في المدونة ويندب التكبير من لدن الخروج إلى المصلى إلى حين خروج الإمام عليهم للصلاة أما صيغة التكبير فهي على الإطلاق والسعة وفي أيام النحر يستمر التكبير بصفة الندب العيني المؤكد من ظهر اليوم الأول إلى فجر اليوم الرابع وهو يوم الثالث عشر من ذي الحجة والأصل في ذلك قوله تعالى في سورة البقرة واذكروا الله في أيام معدودات بعد أن تحدثنا إجمالا عن أحكام صلاة العيد وما يتعلق بها نشير إلى بعض المعاني والدلالات فالعيد مشتق من العود وهو الرجوع والتكرر وسمي كذلك لأنه متكرر في أوقاته والعيد هو يوم الجائزة كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الطبراني في الكبير وعليه فعيد الفطر جائزة الصيام والقيام وعيد الأضحى جائزة الحج والعيد في معناه الاجتماعي كما يقول الإمام الإبراهيمي يوم الأطفال يفيض عليهم الفرح والمرح ويوم الفقراء يلقاهم باليسر والسعة ويوم الأرحام يجمعها على الصلة والبر ويوم المسلمين يجمعهم على التسامح والتزاور وما في العيد من مظاهر الجمال ومظاهر المساواة ومظاهر المحبة ومظاهر التسامح ليس إلا أنموذجا لما ينبغي أن يكون عليه المسلمون في سائر أيامهم
صلاة العيد سنة مؤكدة أو كما يقول بعض علمائنا سنة واجبة على كل من تجب عليه الجمعة ومشروعيتها ثابتة بما استمر عليه فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلاف بين العلماء في ذلك أما أهل منى من الحجاج فلا عيد لهم ولا جمعة ويندب إخراج النساء والولدان إلى المصلى لإظهار بهجة العيد أما الحيض فيعتزلن المصلى ويشهدن الخير ودعوة المسلمين
يحبهم هذا عجيب لأنه غني عنهم وهم فقراء إليه ولا يعتمد عليهم وهم يعتمدون عليه ولا يطلب منهم شيء وهم يطلبونه كل شيء عجيب أن يحبهم وهم مخلوقون وهو الذي خلق ومرزوقون وهو الذي رزق يحبونه ليس بعجيب فقد صورهم وهم أجنة ثم أخرجهم من بطون أمهاتهم وله المنة ثم هداهم للكتاب والسنة لما قال سبحانه يحبهم ويحبونه تم الوداد والصفاء وظهر الوفاق والوفاء فمن أحبه الله هانت عليه المشاق وانقلبت المخاوف أمانا وانقشعت عنه سحائب الظلمات وانكشفت عن قلبه الهموم والأحزان وغمر قلبه السرور والأفراح وأقبلت عليه وفود التهاني والبشائر من كل جانب قال ابن الجوزي في صيد الخاطر سبحان من سبقت محبته لأحبائه فمدحهم على ما وهب لهم واشترى منهم ما أعطاهم وقدم المتأخر من أوصافهم لموضع إيثارهم فباهى بهم في صومهم وأحب خلوف أفواههم فيا لها من حالة مصونة لا يقدر عليها كل طالب ولا يبلغ كنه وصفها كل خاطب
قال تعالى عن عباده يحبهم ويحبونه كلمتان جامعتان تصفان العلاقة بين الله والعباد أما حبه فشرح صدورهم للإسلام وتثبيتهم على الإيمان وأما حبهم فطاعته وطاعة رسوله
وقبل أن نتكلم عن آداب العيد وأحكامه وفرحة الصائم بفطره لابد أن يعلم الصائم أن الله فرض علينا زكاة الفطر في آخر شهر رمضان لتجبر الكسر وتكمل النقص الذي كان في رمضان بسبب الغفلة والخطأ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان على الناس متفق عليه وهي واجبة على الصغير والكبير والذكر والأنثى والعبد والحر من المسلمين لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأصناف زكاة الفطر متعددة فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كنا نخرج زكاة الفطر صاعا من طعام أو صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو صاعا من أقط أو صاعا من زبيب وأفضل وقت لإخراجها هو صباح يوم العيد فعند مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة ويجوز أن تخرج زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين لتحقيق المصلحة وهي إدخال الفرحة على قلوب المساكين وأبنائهم ويجوز إخراجها قيمة بدل الطعام لأجل تحقيق هذه المصلحة ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد فإن أخرها عن صلاة العيد بلا عذر لم تقبل منه على أنها زكاة فطر بل هي صدقة من الصدقات فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال من أداها قبل الصلاة قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات ومن السنة أيضا أن يحرص الصائم على صيام ست من شوال فعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر رواه مسلم أما عن أحكام وآداب العيد فنجملها فيما يأتي التجمل في العيد وذلك بلبس أحسن الثياب والتطيب فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم جبة يلبسها في العيدين وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال أخذ عمر جبة من استبرق تباع في السوق فأخذها فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ابتع هذه تجمل بها للعيد والوفود متفق عليه الاغتسال قبل الخروج للصلاة يستحب الاغتسال يوم العيد فعن نافع مولى ابن عمر رضي الله عنهم أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى أخرجه مالك أكل تمرات قبل الخروج للصلاة فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترا رواه البخاري ويحرم صوم يوم العيد فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صومه متفق عليه خروج النساء إلى المصلى من السنة خروج النساء إلى المصلى لصلاة العيدين فعن أم عطية الأنصارية رضي الله عنها قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور فأما الحيض فيعتزلن الصلاة وفي لفظ المصلى ويشهدن الخير الكثير ودعوة المسلمين متفق عليه التكبير في العيدين يشرع التكبير في ليلة العيد ويستمر إلى صلاة العيد قال تعالى ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون وصيغة التكبير الأمر فيها واسع السرور والفرح بالعيد فيشرع الفرح والسرور بالعيد والترويح على النفس والتوسعة على الأهل في نطاق الحلال والمشروع ويستحب كذلك صلة الرحم وزيارة الأهل والأقارب والإخوان فعن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني وقال مزمار الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعهما وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا رواه البخاري ومسلم قال الحافظ في الفتح وفي هذا الحديث مشروعية التوسعة على العيال في أيام العيد بأنواع ما يحصل لهم بسط النفس وترويح البدن من كلف العبادة التهنئة بالعيد بأن يهنئ المسلمون بعضهم بعضا بالعيد فإن ذلك من الأخلاق التي تجمع الشمل وتصفي القلوب من الشحناء والضغينة وذلك بالألفاظ المناسبة لذلك كقول تقبل الله منا ومنكم غفر الله لنا ولكم عيدكم مبارك أعاده علينا وعلى الأمة الإسلامية باليمن والبركات وننبه إلى أن تخصيص يوم العيد بزيارة المقابر من البدع لأن يوم العيد يوم فرح وسرور لا يوم حزن وبكاء ولذلك كرهه الإمام مالك رحمه الله والله أعلم
هذا شهر رمضان يرحل عنا فيا سعادة من عمل فيه وصام نهاره وقام ليله إيمانا واحتسابا ويا شقاء من حرم العمل فيه فأبعد وحرم الخير ولا يقنط من رحمة الله من كان من الصنف الثاني وليسارع بالتوبة النصوح قبل أن ينتهي الأجل كما انتهى رمضان وكأنه لحظات وسرعان ما انتهت
ولد الطفل بن تواتي حسين في نوفمبر بمدينة الأغواط وهو يدرس حاليا في السنة الثانية متوسط ويعد من أنجب تلاميذ قسمه حيث تحصل على معدل سنوي فاق وأرجع الطفل هذه النتيجة الجيدة إلى تعلم القرآن الذي فتح له قلبه وعقله حيث كان يحفظه يوميا منذ سنة بالمدرسة القرآنية لمسجد البدر بالأغواط تحت إشراف المعلم عبد القادر بقراشة والإمام بن حرزالله بن ثابت من صلاة الصبح إلى غاية الساعة السابعة صباحا ليلتحق بالمدرسة قبل مواصلة الحفظ من الساعة الخامسة مساء إلى صلاة المغرب ليرجع من المدرسة القرآنية إلى البيت والقيام بواجباته المدرسية مرجعا ذلك إلى الوالدين ومعلم القرآن والإمام الذين لم يبخلوا عليه بالدعم والتوجيه ليختم القرآن الكريم ويتم الحفظ في ظرف شهرا أي عام ونصف عام وأشار الطفل بن تواتي أن أمنيته أن يكون في المستقبل طبيبا يعالج المرضى ويذهب عنهم الألم مثلما يفعل القرآن بالنفس وهو ما جعله يتمنى أن يساهم في تعليم القرآن عملا بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه وأن يصلي بالحرم المكي قرب الكعبة الشريفة التي يرجو زيارتها
تمكن الطفل بن تواتي حسين البالغ من العمر سنة من حفظ القرآن الكريم في ظرف شهرا بفضل معلم القرآن بقراشة عبدالقادر بمسجد البدر بالأغواط وأمنيته أن يكون طبيبا ويعلم القرآن للآخرين والصلاة بالحرم المكي قرب الكعبة المكرمة
إن التقوى الحقيقية التي يهدف إليها الصيام على الخصوص أن تمتلئ القلوب بالتوقير لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تستشعر توقير كل كلمة منه عليه السلام وكل توجيه قال تعالى في سورة النور لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم النور فلا بد للمربي من وقار ولا بد للقائد من هيبة وفرق بين أن يكون هو عليه السلام متواضعا هينا لينا وأن ينسوا هم أنه مربيهم فيدعوه دعاء بعضهم لبعض يجب أن تبقى للمربي منزلة في نفوس من يربيهم يرتفع بها عليهم في قرار شعورهم ويستحيون هم أن يتجاوزا معها حدود التبجيل والتوقير ومثل هذا النهي نجده في أوائل سورة الحجرات في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم الحجرات فهو أدب نفسي مع الله ورسوله وهو منهج في التلقي والتنفيذ وهو أصل من أصول التشريع والعمل في الوقت ذاته وهو منبثق من تقوى الله وراجع إليها وكذلك تأدب المؤمنون مع ربهم ومع رسولهم الكريم فما عاد مقترح منهم يقترح على الله ورسوله وما عاد واحد منهم يدلي برأي لم يطلب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدلي به وما عاد أحد منهم يقضي برأيه في أمر أو حكم إلا أن يرجع قبل ذلك إلى قول الله وقول الرسول صلى الله عليه وسلم
يشهد لنا رمضان الخيرات والبركات والفتوحات إن قدرنا له قدره وعرفنا له منزلته وأقمنا له في نفوسنا وسلوكنا صرحا مصونا بحصون الإخلاص والتضحية ونفع العباد والبلاد ونشر المحبة والسلام بين الناس
كما كان متوقعا أعلنت أغلب الدول الاسلامية على غرار السعودية الامارات قطر اندونيسيا لبنان وتركيا وغيرها أن غدا الجمعة سيكون أول أيام عيد الفطر في حين تشير المعطيات أن المغرب سيحتفل بالعيد بعد غد السبت كما أعلنت هيئات تمثل جاليات مسلمة هي أيضا أن غدا عيد الفطر على غرار الولايات المتحدة فرنسا ايطاليا وفي الجزائر ستعلن لجنة الأهلة عقب صلاة المغرب اليوم ثبوت الرؤية من عدمها
أعلنت أغلب الدول الاسلامية أن غدا الجمعة سيكون أول أيام عيد الفطر المبارك في انتظار اعلان لجنة الأهلة الجزائرية عقب صلاة المغرب
إن أنت أعطيتها له نصحته أن يصلي فستكون نصيحتك أبلغ في نفسه من نصيحة غيرك لأنه سيحس حينها بعطفك عليه وإعانتك له في هذا الوقت الذي سيفرح فيه جميع المسلمين بالعيد وربما سيكون ذلك سببا في هدايته إلى الصلاة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين فزكاة الفطر فريضة على جميع المسلمين فهي فرض على الذكر والأنثى على الصغير والكبير على الغني والفقير الذي ملك قوت يومه وهي طهارة للصائم وطعمة للمساكين كما ثبت ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين رواه أبو داود وابن ماجه وغيرهما وهو حديث حسن صحيح وتمامه فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات وقال صلى الله عليه وسلم أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم أخرجه الدارقطني وهو حديث ضعيف فعلى المرأة السائلة أن تخرج زكاة الفطر عن زوجها فإن لم يكن فأبوها وإن كانت تملك مالا أخرجتها هي عن نفسها وإن لم تملك فتخرجها من الزكوات التي سيعطيها لها المسلمون قبل صلاة العيد حيث صام الإنسان يجوز أن يخرج زكاة الفطر وبخاصة إذا تعين له فقير يخفي حاله عن كثير من الناس أو قريب لا يعرف الناس حاله ليعطوه من زكاتهم ففي هذه الحالة يجوز نقل الزكاة إلى مكان بعيد نسبيا كما يستحسن تقسيمها بين من هو أقرب ومن هو أبعد زكاة الفطر تجب على المسلم الحر والعبد الصغير والكبير الذكر والأنثى يخرجها عن نفسه وعمن ينفق عنهم أما الجنين في بطن أمه فلا يجب عليك أن تخرج زكاته ولكن إن استهل قبل صلاة العيد وجب إخراجها عنه وهذا عند كثير من العلماء ومنهم من يقول بوجوب خروجها إن استهل قبل الفجر
جاز ذلك لأن النصوص الواردة في زكاة الفطر مطلقة ففي الأمر متسع والأمران جائزان بإذن الله والله أعلم
في حين أعلنت كل من سلطنة عمان وسلطنة بروناي بأن يوم الجمعة هو المتمم لشهر رمضان المبارك وأن يوم السبت هو أول أيام عيد الفطر السعيد بسبب تعذر رؤية الهلال
أعلنت الجهات المسؤولة في كل من السعودية و قطر وأستراليا والصين وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية والفيليبين وتركيا وعدد من الدول البلقان بأن يوم الجمعة الموافق ل هو الأول من شوال بداية عيد الفطر السعيد لهذا العام
كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يجتهدون في إتمام العمل وإتقانه في جميع أوقاتهم وحياتهم وخاصة في شهر رمضان ومع ذلك يخافون من رده وعدم قبوله فقد روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون المؤمنون أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون قال لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا تقبل منهم أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون فماذا فات من فاته خير رمضان وأي شيء أدرك من أدركه فيه الحرمان وكم من كان حظه فيه القبول والغفران ومن كان حظه فيه الخيبة والخسران وشهر رمضان تكثر فيه أسباب الغفران فمن أسباب المغفرة فيه صيامه وقيامه وقيام ليلة القدر فيه ومنها الذكر والاستغفار ودعاء الصائم فيه مستجاب في صيامه وعند فطره ولهذا كان ابن عمر إذا أفطر يقول اللهم يا واسع المغفرة اغفر لي ومنها استغفار الملائكة للصائمين حتى يفطروا إن استشعار الصائم في شهر رمضان نداء يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر كما استشعره السلف الصالح يعد تلبية لطاعة الله سبحانه وتعالى ومرضاته حيث يجتهد في التوبة والإنابة والعمل الصالح والدعاء ليكون من المقبولين فقد كان السلف رضوان الله عليهم يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم قال عبد العزيز بن أبي رواد أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا وقد رأى وهب بن الورد قوما يضحكون في يوم عيد فقال إن كان هؤلاء تقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين وإن كان لم يتقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الخائفين وعن الحسن رضي الله عنه قال إن الله جعل شهر رمضان مضمارا سباقا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا وتخلف آخرون فخابوا فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ينادى في آخر ليلة من رمضان ليت شعري من المقبول فنهنيه ومن المحروم فنعزيه وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول من هذا المقبول منا فنهنيه ومن هذا المحروم منا فنعزيه أيها المقبول هنيئا لك أيها المردود جبر الله مصيبتك وكتب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى الأمصار يأمرهم بختم شهر رمضان بالاستغفار والصدقة وقال في كتابه قولوا كما قال أبوكم آدم ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين الأعراف وقولوا كما قال نوح عليه السلام وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين هود وقولوا كما قال إبراهيم عليه السلام والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين الشعراء وقولوا كما قال موسى عليه السلام رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي القصص وقولوا كما قال ذو النون عليه السلام لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين الأنبياء صيامنا هذا يحتاج إلى استغفار نافع وعمل صالح له شافع كم نخرق من صيامنا بسهام الكلام ثم نرقعه وقد اتسع الخرق على الراقع كم نرفو خروقه بمخيط الحسنات ثم نقطعه بحسام السيئات القاطع وإن من علامات القبول الحسنة بعد الحسنة والتوبة الصادقة المستمرة والمداومة والمحافظة على الطاعات بعد رمضان فذلك دليل على رضى الله عن عبده وقبوله لعبادته وطاعته في رمضان
روي عن علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول من هذا المقبول منا فنهنيه ومن هذا المحروم منا فنعزيه أيها المقبول هنيئا لك أيها المردود جبر الله مصيبتك
وأما الجائزة المفرحة فهي العتق من النار لقوله صلى الله عليه وسلم للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه فلا نودع هذا الشهر إلا بعد أن صقل النفوس وهذبها وغسلها من الذنوب وأدرانها فلكم أيقظ فينا رواقد الخير وأذكى فينا شعلة العبادة وقوم فينا معاملات مهلكة لو لا الله ورحمته لكنا بسببها هلكى وبثقلها غرقى ولكن الله سلم وأعظم مظاهر الطاعة التي يفخر بها الصائمون هو الاجتماع والوحدة حيث اجتمعوا على القرآن في تلاوة وصلوا صفا واحدا في حلاوة انصهرت العادات والتقاليد في جسد واحد وحركة واحدة وفي شكل واحد سحابة النهار وآناء الليل لم يجد له الشيطان في ذلك مدخلا قد يئس أن يعبد في الأرض ولكن في التحريش بينكم كما في الحديث الشريف فلنأخذ سلاحنا ضده ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم فصلت فليكن العيد مظهرا للاجتماع كما كان رمضان سببا لذلك وكونوا عباد الله إخوانا أستاذ بجامعة المسيلة وإمام ببوسعادة
ساعات قليلة ويغادر الضيف الكريم إلى الله الضيف الذي أحيا ليالينا بأنس القرآن وزين نهارنا بنبل الخصال والخلال وألبسنا جلال الصبر والرحمة والعفة والطهارة فجعل من الناس ملائكة في الأرض يمشون يرقبون الأجر والجائزة أما الأجر فلقوله صلى الله عليه وسلم اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله
تقول هاجر إن عمرها اليوم ربيعا بدأت دربها مع الحفظ وهي ابنة عاما ولم يكن أي من عائلتها ومقربيها يدرك أنها ستحفظ كتاب الله أو حتى أن لديها الرغبة في ذلك بل كان يتوقع أن تكون ماهرة في صناعة الحلوى وتتخصص لأنها تهوى ذلك وتعشقه في ميل شديد ولما بلغت ال أتمت أول ختمة لها ولم تكتف بذلك بل عاودت ختمة ثانية ثم ثالثة ثم خامسة وتعترف ل الخبر بأن إرادتها في تلك الختمات هو تثبيت الحفظ لكلام الله ثم إنها تستلذ وتجد راحة في قراءة وترتيل القرآن الكريم وتضيف أن والدتها ومدرسها الشيخ بوزيان بمسجد الهداية زادا في تشجيعها لما أدركا تعلقها بذلك بل إن والدتها وحتى تضمن لها دعمها ورضاها عنها ترشحت أن تكون من بين تلميذاتها وواحدة من الأمهات اللائي يتدارسن القرآن على يديها وهي اليوم تحفظ حزبا وتريد المزيد وتقول هاجر في معرض كلامها إن فرحتها بختم واحدة من تلميذاتها الأمهات القرآن الكريم كان أعظم من شعورها وهي تختمه وهو ما زاد في رغبتها أن تكون مرشدة لا تبخل عمن يطلب أو تطلب الحفظ والنصيحة خاصة إن كان صاحب الطلب سيدة في مقام ودرجة والدتها
حشمة تعتلي وجهها الملائكي والصبوح وفي أدب وحياء تفتح هاجر من عائلة رزقي بالبليدة قلبها وتحكي قصتها مع كتاب الله وكيف ختمته مرات وطرائفها مع تلميذاتها السيدات الأمهات وهن يتلقين على يديها تقنيات الحفظ وتدريس أحكام التلاوة
الأرباح والخسائر هي محور مقالتي اليوم خاصة ونحن نعيش الساعات المعدودات الأخيرة من رمضان وذلك ليتسنى للمكلف أن يمعن النظر في عظمة الأرباح وكذا إلى فداحة الخسائر من جهة أخرى الدنيا حانوت المؤمنين الدنيا كلها ليست شهرا من عامها ولا وقتا من أوقاتها ولا حالا من أحوالها ولا بلدا من بلادها الدنيا حانوت المؤمنين وأين رأس المال إنه الليل والنهار الأيام والأعوام كل لحظة من اللحظات كل ساعة من الساعات كلها رأس مال يمكن أن تنفقه وتأخذ كسبا أو تبدده وتعود بخسران والعياذ بالله فما هي هذه البضائع التي نعمل فيها إنها صالح الأعمال إنها الأعمال الصالحة التي لا تقتصر على زمان ولا تختص بمكان ثم ما هي النتيجة في الأخير إما الربح فجنة عرضها السماء والأرض أعدت للمتقين وإما الخسارة فهي أفدح خسارة وأعظمها نار وقودها الناس والحجارة نسأل الله عز وجل السلامة خذ العمر في أوله واعمل منه في أفضله وائت باجتهادك بأتمه وأكمله واسع سعي من يخاف أن ينقطع عن المنزل ويحبس عنه فلا يصل قبل أن يضعف جدك ويكد زندك ويحبسك الكبر ويفنيك الهرم وتندم وأنى ينفعك الندم ومن سعى في الشباب وجد ذلك في الكبر أمامه وكان النجاح حليفه اسمع رعاك الله إلى هذه الوصية التي بعث بها الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز أما بعد فإن من حاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسر ومن نظر في العواقب نجا ومن أطاع فهو أفضل ومن حلم غنم ومن اعتبر أبصر ومن أبصر فهم ومن فهم علم فإن زللت فارجع وإذا ندمت فأقلع وإذا جهلت فاسأل وإذا غضبت فأمسك واعلم أن أفضل الأعمال ما أكرهت عليه النفس ودخل رجل على الجنيد وهو يصلي وقد أطال صلاته والرجل ينتظر فلما قضى صلاته قال للجنيد قد كبرت سنك ووهن عظمك ورق جلدك وضعفت قوتك فلو اختصرت لم هذه الإطالة ولأي شيء تلك المشقة ولم هذا التحمل فقال العالم الرباني اسكت إنه طريق عرفنا به ربنا لا ينبغي لنا أن نقتصر منه على بعضه ومن ترك طريق القرب يوشك أن يسلك طريق البعد فطريق معرفة الله أخي الفاضل ليس في رمضان وموسم طاعته ليس مقتصرا على ثلاثين يوما في العام بل هو على مدار العمر كله ترى هل نحن نفكر في حياتنا تفكيرا صحيحا في الأرباح والخسائر هل رأينا تاجرا لا يفتح حانوته إلا شهرا واحدا ويغلق بقية الموسم وينام هل في الدنيا طالب لا يدرس إلا شهرا من العام هل في كل مهنة أو عمل يمكن أن يقتصر على شهر من العام كيف حال الناس إذا كان لا يتم علاجهم في المستشفيات إلا شهرا في العام كيف حالهم إذا لم تفتح المدارس إلا شهرا في العام كيف حال الناس إذا لم تفتح الأسواق إلا شهرا في العام كيف حال المؤمنين إذا لم يقبلوا على الله إلا شهرا في العام إذا لم يتذكروا الفضائل إلا شهرا في العام إذا لم يدخلوا إلى المساجد إلا شهرا في العام إذا لم يقرأوا القرآن ويلتزموه ويتلوه ويتدبروه إلا شهرا في العام إذا لم تخرج أموالهم إنفاقا في سبيل الله وتقربا إليه إلا شهرا في العام قيسوا على ذلك ما شئتم وسلوا من الأسئلة ما شئتم هل فكرنا كم هي خسارتنا ونحن كأنما نركل النعم بأقدامنا كأنما قد صمت آذاننا فلا نسمع تلك الآيات ولا نعرف تلك الأحاديث كأن قلوبنا ليس فيها شيء يبعثها إلى الترغيب وإلى التحبب وإلى العمل بهذه الطاعات رغبة في تلك الأجور وتأملا في تلك الأرباح العظيمة إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي براقي
قال يحيى بن معاذ رحمه الله الدنيا حانوت المؤمنين والليل والنهار رؤوس أموالهم وصالح الأعمال بضائعهم وجنة الخلد أرباحهم ونار الأبد خسرانهم
إن التقوى الحقيقية التي يهدف إليها الصيام على الخصوص أن تمتلئ القلوب بالتوقير لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تستشعر توقير كل كلمة منه عليه السلام وكل توجيه قال تعالى لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم النور فلا بد للمربي من وقار ولا بد للقائد من هيبة وفرق بين أن يكون هو عليه السلام متواضعا هينا لينا وأن ينسوا هم أنه مربيهم فيدعوه دعاء بعضهم لبعض يجب أن تبقى للمربي منزلة في نفوس من يربيهم يرتفع بها عليهم في قرار شعورهم ويستحيون هم أن يتجاوزوا معها حدود التبجيل والتوقير ومثل هذا النهي نجده في أوائل سورة الحجرات في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم الحجرات فهو أدب نفسي مع الله ورسوله وهو منهج في التلقي والتنفيذ وهو أصل من أصول التشريع والعمل في الوقت ذاته وهو منبثق من تقوى الله وراجع إليها وكذلك تأدب المؤمنون مع ربهم ومع رسولهم الكريم فما عاد مقترح منهم يقترح على الله ورسوله وما عاد واحد منهم يدلي برأي لم يطلب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدلي به وما عاد أحد منهم يقضي برأيه في أمر أو حكم إلا أن يرجع قبل ذلك إلى قول الله وقول الرسول صلى الله عليه وسلم
يشهد لنا رمضان الخيرات والبركات والفتوحات إن قدرنا له قدره وعرفنا له منزلته وأقمنا له في نفوسنا وسلوكنا صرحا مصونا بحصون الإخلاص والتضحية ونفع العباد والبلاد ونشر المحبة والسلام بين الناس
وأوضح ذات المصدر أنه إحياءا لهذه السنة المباركة ستعقد ندوة خاصة بليلة الشك إبتداء من صلاة المغرب بدار الإمام بالمحمدية
أعلنت اللجنة الوطنية للأهلة والمواقيت الشرعية بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن موعد ليلة الشك لترقب هلال غرة شوال لعام هجري سيكون يوم الخميس المقبل رمضان الموافق ل يوليو حسب ما أفاد به اليوم الأحد بيان للوزارة
كما قال تعالى وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما نمعن النظر في الألف الممدودة في وسط كلمة عباد نجدها توحي بالعزة والمنعة والرفعة والسمو وكأنها مرفوعة الرأس بطاعة الله تعالى منصوبة القامة باستمرار وهذه العزة والرفعة والسمو نلحظها في حياة عباد الرحمن المطيعين لله تعالى وفي أخلاقهم ومعاملاتهم يعيشون بعزة قوله تعالى أعزة على الكافرين وقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ياء الذلة إذا كانت ألف العباد ألف عزة فإن ياء العبيد هي ياء الذلة وإذا كان غالب استعمال عباد في القرآن للمؤمنين فإن كلمة عبيد في القرآن وردت وصفا للكفار والعصاة وردت كلمة عبيد خمس مرات في القرآن الكريم فقال الله تبارك وتعالى عن كفر اليهود لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد ننظر في الآيات التي ذكرت ياء الذلة في العبيد فنجد أن التعبير عن الكفار بالعبيد يوحي بالذلة والصغار لأن الياء جاءت وسط الكلمة منبطحة ملقاة بذلة فالكفار أذلاء جبناء ضعفاء مهانون في حياتهم وأشخاصهم ومواقفهم لا يريدون العزة والرفعة ولا يشعرون بالكرامة والأنفة تجدهم أحرص الناس على حياة وتراهم يذلون أمام المتسلطين الظالمين لذلك لازمتهم ياء الذلة
ألف العزة هي الألف في كلمة عباد التي وردت في القرآن الكريم حوالي مائة مرة في معظمها وصف بها المسلمون المطيعون لله لذلك لا نخطئ إذا قلنا إن غالب كلمة عباد في القرآن يراد بها المسلمون المطيعون لله تبارك وتعالى
ختم الله سبحانه وتعالى آيات فرضية الصيام بقوله عز وجل وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون البقرة فهذه اللفتة العجيبة تخاطب أعماق النفس وتلامس شغاف القلب وتسري عن الصائم ما يجده من مشقة بالتلذذ بمناجاته والوعد بإجابة دعائه وتضرعه فعندما تنزل الحاجة بالعبد فإنه ينزلها بأهلها الذين يقضونها وحاجات العباد لا تنتهي يسألون قضاءها المخلوقين فيجابون تارة ويردون أخرى وقد يعجز من أنزلت به الحاجة عن قضائها لكن العباد يغفلون عن سؤال من يقضي الحاجات كلها بل لا تقضى حاجة دونه ولا يعجزه شيء غني عنهم وهم مفتقرون إليه يقول تبارك وتعالى لعباده وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم الحجر يخاطب عباده في حديث قدسي فيقول يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر رواه مسلم وقد جاءت النصوص الشرعية مبينة عظم شأن الدعاء وفضله فالدعاء هو العبادة وهو أكرم شيء على الله ومن أعظم أسباب دفع البلاء قبل نزوله ورفعه بعد نزوله كما أنه سبب لانشراح الصدر وتفريج الهم وزوال الغم وهو مفزع المظلومين وملجأ المستضعفين وأعجز الناس من عجز عن الدعاء بل الدعاء هو العبادة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لأن فيه من ذل السؤال وذل الحاجة والافتقار لله تعالى والتضرع له والانكسار بين يديه ما يظهر حقيقة العبودية لله تعالى ولذلك كان أكرم شيء على الله تعالى كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ليس شيء أكرم على الله من الدعاء رواه الترمذي وحسنه وابن ماجه ونعيش هذه الأيام أفضل الليالي ليال تعظم فيها الهبات وتنزل الرحمات وتقال العثرات وترفع الدرجات فقد جاء عقب آيات الصيام ذكر الدعاء وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون البقرة قال بعض المفسرين وفي هذه الآية إيماء إلى أن الصائم مرجو الإجابة وإلى أن شهر رمضان مرجوة دعواته وإلى مشروعية الدعاء عند انتهاء كل يوم من رمضان والله تعالى يغضب إذا لم يسأل قال النبي عليه الصلاة والسلام من لم يسأل الله يغضب عليه رواه أحمد والترمذي ففي هذه الليالي المباركة تقضى الحوائج قال سبحانه وقال ربكم ادعوني أستجب لكم غافر ومهما سأل العبد فالله يعطيه أكثر عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن تعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها قالوا إذا نكثر قال الله أكثر رواه أحمد فاحرص أخي الصائم على الدعاء في أيام الدعاء وإن كان الدعاء في كل وقت لكنه في هذه الأيام آكد لشرف الزمان وكثرة القيام فاجتهد في هذه الأيام الفاضلة فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يشد فيها مئزره ويحيي ليله ويوقظ أهله وكان يقضيها في طاعة الله تعالى إذ فيها ليلة القدر المباركة
صدقة الفطر أو زكاة الفطر هي زكاة الأبدان الواجبة بالفطر من صيام رمضان وقد جاء بيان فرضيتها في الحديث الذي أخرجه الإمام مالك والشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كل حر وعبد ذكر أو أنثى من المسلمين
كان الحبيب صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر الأواخر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد مئزره تقول أمنا عائشة رضي الله عنها كان رسول الله يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره وفي العشر الأواخر منه ما لا يجتهد في غيره في العشر الأواخر ليلة هي أم الليالي كثيرة البركات عزيزة الساعات القليل من العمل فيها كثير والكثير منه مضاعف ليلة القدر خير من ألف شهر خلق عظيم ينزل من السماء لشهود تلك الليلة تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ليلة سلام وبركات على هذه الأمة قال العلامة ابن كثير رحمه الله يكثر نزول الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها والملائكة ينزلون مع تنزل البركة والرحمة كما ينزلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحلق الذكر ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيما له وفي شهر الصيام نزل كتاب ربنا العظيم الثواب على تلاوته جزيل من قرأه فله بكل حرف منه حسنة يقال لقارئه يوم القيامة اقرأ وارق فإن منزلتك في الجنة عند آخر آية كنت ترتلها فاجعل لتلاوة كتاب الله على لسانك في العشر الباقية طراوة ولصوتك منه نداوة لتظفر بشفيعين في الآخرة القرآن والصيام والصلاة قرة عيون الصالحين وراحة أفئدة الخاشعين وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل حث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على قيام الليل يقول عن ابن عمر رضي الله عنه نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فما ترك القيام بعد ذلك رضي الله عنه والعبد مذموم على ترك قيام الليل يقول عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمرو بن العاص يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله فارغب إلى ربك بالاعتكاف وداوم على ذكر الله فيه وأكثر من الدعاء في ساعات الإجابة فتلك لحظات تغتنم يقول القرطبي رحمه الله فضيلة الزمان إنما تكون بكثرة ما يقع فيه من الفضائل وإذا قرب العبد من ربه لطف الله به وساق إليه الإحسان من حيث لا يشعر وعصمه من الشر من حيث لا يحتسب ورفعه إلى أعلى المراتب بأسباب لا تكون من العبد على بال واعلم أن المال وديعة في يدك ليس لك منه إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت فتواضع بقلبك للمسكين وابذل له كف الندى وادن منه واحن عليه لا تقهر يتيما ولا تنهر سائلا وأنفق بسخاوة نفس يبارك لك في المال والولد
يتفضل ربنا سبحانه على عباده بنفحات الخيرات ومواسم الطاعات فيغتنم الصالحون نفائسها ويتدارك الأوابون أواخرها إنها ليال مباركة أوشكت على الرحيل ليالي شهر كريم أبواب الجنان فيه مفتحة وأبواب النار فيه مغلقة والشياطين فيه مصفدة العشر الأخيرة منه تاج الليالي
وأكد جليلي ل الخبر أن حفظ القرآن في المرحلة الأولى يحفز على النجاح وينمي قدرات الطالب ويهذب السلوك لذا أنصح كل الشباب بالالتفاف حول القرآن لأنه حبل الله المتين وهو شفاء للناس ودستور حياتهم موضحا أن الجمع بين حفظ القرآن والتعليم لا يؤثر على مسار التلميذ سلبا ولا يخلق أي إرهاق بل يمد صاحبه بطاقة داخلية معلقا أنا أستاذ وكل التلاميذ المتفوقين في مختلف الامتحانات من حفظة القرآن وحول مسابقة بلال للأذان التي ترأس لجنتها قال إنها مسابقة قيمة تساعد على رقي المجتمع لأن الأذان دعوة للتطور والإصلاح وليس دعوة للصلاة فقط معبرا عن فرحته بالإقبال المتزايد للشباب على القرآن والأذان والإنشاد وهو خير علاج للآفات الاجتماعية التي تعمل وسائل الإعلام الغربية والإنترنت على نشرها في وقت استحالت الرقابة في ظل التطور السريع للتكنولوجيا ما يجعل المناعة الذاتية أحسن وأنجع سلاح
أوضح فيصل جليلي المتحصل على المرتبة الخامسة في حفظ وترتيل وتفسير القرآن الكريم في المسابقة الدولية بكل من السعودية ومصر ممثلا للجزائر التي نال فيها الجائزة الأولى أن حفظ القرآن كان المصباح الذي استنار به وسمح له بالحصول على أحسن المعدلات
وينبغي للمسلم أن يستقبل هذا الشهر بعزيمة قوية على صيام نهاره وقيام ليله وأن يستعد للاجتهاد في الطاعات واجتناب المعاصي والمحرمات حتى لا يكون ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع كعامه وشرابه ورب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والسهر فالصيام ليس عادة من العادات نصوم لأن آباءنا يصومون ونقوم به من غير خشوع ولا نية بل هو عبادة جسدية وقلبية عظيمة لا بد أن نصوم عن الأكل والشرب ونقول لمن ضيع وقته في رمضان في اللهو واللغو والسمر إن باب التوبة مفتوح فاقصده قبل فوات الأوان قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها رواه مسلم أما من وفقه الله للعمل في رمضان فيدعوا الله أن بتقبل منه ويثبته على الطاعة بعد رمضان لأن من علامات قبول العمل المداومة والزيادة في الطاعات والله أعلم الأولى أن يصلي المسلم صلاة التراويح مع الإمام لقول النبي صلى الله عليه وسلم من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة أخرجه أحمد والترمذي وأبو داود وقد يخطئ بعض المأمومين في عدم إكمال القيام مع الإمام رغبة منهم في إتمامه في البيت والإتيان بعدد أكبر من الركعات فيتركون صلاة الوتر خلفه حتى يجعلوا آخر صلاتهم بالبيت وترا والصواب أن يصلوا خلف الإمام حتى يوتر وينصرف من صلاته ثم إن أرادوا أن يصلوا بالبيت صلوا دون أن يوتروا لأنه ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال لا وتران في ليلة رواه أبو داود والله أعلم
لقد أنعم الله على هذه الأمة بمحطات إيمانية عظيمة هي بمثابة فرص للتزود بالتقوى وتطهير القلوب والنفوس من المعاصي والذنوب ومن هذه المحطات الإيمانية شهر رمضان المبارك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءكم شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم وقال عليه الصلاة والسلام إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين متفق عليه
أما الظلمات فقد تعددت أسبابها ومصادرها كالشياطين والأصنام والأوثان والأهواء ورفاق السوء ولهذا تعددت الظلمات تبعا لتعدد مصادرها ومن المواضع التي تجاورت فيها الكلمتان مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون البقرة الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات البقرة ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور إبراهيم قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار الرعد ومن بديع القرآن وحكمة استعماله للكلمات أنه جمع الظلمات وأفرد النور إبرازا للتناقض بينهما حتى من حيث اللفظ فالتناقض بين النور والظلمة له عدة أوجه تناقض المصدر والمبدأ فالنور مصدره إلهي والظلمات مصادرها الشيطان والهوى والطاغوت ورفاق السوء وتناقض المعنى فالنور يعني الإشراق والهداية والإيمان وكلها من عطاء الله بينما الظلمات تعني الكفر والمعصية والجهل والعذاب وكلها شرور تجر إليها شياطين الغواية والأهواء والضلال وتناقض لفظي حيث جاء النور بصيغة المفرد بينما جاءت الظلمات بصيغة الجمع
في جميع المواضع التي وردت فيها كلمة النور في القرآن الكريم جاءت مفردة بينما جاءت كلمة الظلمات في جميع المواضع جمعا والحكمة في ذلك أن النور مصدره واحد وهو الله سبحانه وتعالى قال الله عز وجل أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور النور
الحديث الذي أخرجه أبو داوود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات تجب زكاة الفطر بمغيب شمس آخر يوم من رمضان على كل مسلم وجد قدرا زائدا على قوته يوم العيد وبهذا يكون كثير من الفقراء الآخذين لزكاة الفطر مخرجين لها وفي ذلك إشعار للفقير بالعزة ولذة العطاء وقد يدفعه ذلك إلى العمل على التخلص من الفقر الذي يلجئه إلى مد يده يخرجها المسلم عن نفسه وعمن تجب عليه نفقتهم من زوجة وأبناء صغار وبنات ما لم يتزوجن وأبوين فقيرين ويخرجها كذلك عن أبنائه الكبار إن كانوا عاجزين عن الكسب عجزا بدنيا مستديما أو بسبب آخر يقول الإمام مالك في الموطأ إن أحسن ما سمعت فيما يجب على الرجل من زكاة الفطر أن الرجل يؤدي ذلك عن كل من يضمن نفقته كما أن من ولد قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان وجبت في حقه زكاة الفطر وكذلك من أسلم ويجوز إخراجها عن المسافر إن أوصى بذلك أو كان من عادتهم أن يفعلوا وقت إخراجها أفضل أوقات إخراجها بعد طلوع الفجر قبل الغدو إلى المصلى كما في الصحيح ويجوز إخراجها قبل ذلك بيوم أو يومين أو نحو ذلك لما رواه مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يبعث بزكاة الفطر إلى الذي تجمع عنده قبل عيد الفطر بيومين أو ثلاثة ولعل تمكين الفقراء منها قبل العيد أنسب لزماننا حتى يتمكنوا من الاستعداد للعيد وبذلك تغيب في ذلك اليوم مظاهر الفقر والفاقة ولا تسقط زكاة الفطر مهما طال الزمن بل لابد من قضائها مقدارها صاع من غالب قوت أهل البلد والصاع أربعة أمداد حفنة الرجل المتوسط غير مبسوطة ولا مقبوضة لما جاء في حديث ابن عمر السالف ذكره ولحديث أبي سعيد قال كنا نخرج زكاة الفطر صاعا من طعام أو صاعا من تمر أو صاعا من أقط لبن مجفف أو صاعا من زبيب وزاد الإمام مالك أقواتا أخرى ويجزئ إخراجها من كل ما في معنى هذه الأقوات أما إخراج القيمة فهذا هو الجاري به العمل في أكثر بلاد المسلمين اليوم وهو خلاف مذهب الجمهور لكن يرى الأكثرون أنه أنسب لواقع زماننا وأكثر تحقيقا للمصلحة والله أعلى وأعلم نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
صدقة الفطر أو زكاة الفطر هي زكاة الأبدان الواجبة بالفطر من صيام رمضان وقد جاء بيان فرضيتها في الحديث الذي أخرجه الإمام مالك والشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كل حر وعبد ذكر أو أنثى من المسلمين
اختلف السادة الأئمة فيمن صلى العيد ممن تجب عليه صلاة الجمعة ولم يصل الجمعة هل تجزئ العيد عن الظهر أم تبقى الظهر واجبة في ذمته اختلفوا في ذلك على قولين الأول إن ترك صلاة الجمعة يكون رخصة في يوم العيد لحديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون والشاهد من الحديث قوله صلى الله عليه وسلم أجزأه من الجمعة ففي هذا ترخيص لترك الجمعة غير أنه ليس هناك من دليل في إسقاط فرض الظهر عمن جاز لهم الترخص للجمعة وتبقى بالتالي الذمة مشغولة بالظهر على الأصل على كل من لم يحضر الجمعة والقول الآخر أن من صلى العيد في يوم الجمعة فقد أجزأت عنه صلاة الجمعة اتفاقا مع أصحاب القول الأول إلا أنهم أسقطوا عمن لم يصل الجمعة صلاة الظهر أيضا واستدلوا بما يلي قوله اجتمع عيدان في يومكم هذا فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون إن شاء الله والشاهد قوله أجزأه من الجمعة فقالوا بأن الإجزاء كالأداء وبالتالي لا صلاة ظهر عليه لوقوع إجزاء المبدل قال عطاء صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة أول النهار ثم رحنا إلى الجمعة فلم يخرج إلينا فصلينا وحدانا وكان ابن عباس بالطائف فلما قدم ذكرنا ذلك له فقال أصاب السنة والشاهد أنه لم يخرج لهم وقت الجمعة وأن ابن عباس صوب ذلك ناسبا له أنه من السنة فمما يلاحظ أن أقوى ما استدل به أصحاب القول الثاني هو قوله صلى الله عليه وسلم أجزأه من الجمعة وفهموا أن مدلوله من برئت ذمته من الجمعة فقد برئت ذمته من الظهر أيضا إذا صلى العيد يوم الجمعة قال الشوكاني رحمه الله إن الجمعة إذا سقطت بوجه من الوجوه المسوغة لم يجب على من سقطت عنه أن يصلي الظهر وإليه ذهب عطاء والظاهر أنه يقول بذلك القائلون بأن الجمعة الأصل إذا عند التأمل نجد أن الفريقين قائلان بالترخيص لمن صلى العيد ألا يصلي الجمعة واختلفا هل يجزئه ذلك أيضا عن الظهر أم لا أما رأي السادة المالكية في المسألة فقد أخرج الإمام مالك في موطئه من حديث عثمان رضي الله عنه قال إنه قد اجتمع لكم في يومكم هذا عيدان فمن أحب من أهل العالية أن ينتظر فلينتظرها ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له وسئل زيد بن أرقم أشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يوم قال نعم قيل فكيف صنع قال صلى العيد ثم رخص في الجمعة فقال من شاء أن يصلي فليصل وجاء في المدونة قال مالك ولم يبلغني أن أحدا أذن لأهل العوالي إلا عثمان قال ابن القاسم ولم يكن مالك يرى الذي فعل عثمان وكان يرى أن من وجبت عليه الجمعة لا يضعها عنه إذن الإمام إذا فالإمام مالك رحمه الله يرى أن الجمعة لا تسقط أصلا إذا اجتمعت مع العيد في حين أن أصحاب الرأيين السابقين يرون أنها تسقط وعدوا ذلك من باب الرخصة واختلفوا هل سقوطها يجزئ عن الظهر أم لا وإن القائلين بسقوط الجمعة قالوا إن الجمعة اختصت بالخطبتين وقد حصلت لمن حضر العيد أو أن شهود العيد يحصل مقصود الاجتماع فهذا قد يكون صحيحا إذا قيل إن الحكمة في صلاة الجمعة هي الاستفادة من سماع الخطبة أو الاجتماع والتلاقي ولكن لا بد من ملاحظة هامة وهي أن صلاة العيد سنة وقد يغيب عنها الكثيرون أضف إلى ذلك أن الجمعة فيها الحكم والفضائل الخير الكثير غير سماع الخطبة وحصول الاجتماع مما لم يرد في صلاة العيد وحيث إن أهل العوالي والمساكن النائية يشق عليهم الرجوع للجمعة فرخص لهم في تركها أما في هذه الأزمنة فقد خفت المشقة إن لم نقل انعدمت بوسائل النقل التي سهلت الصعب وقربت البعيد فمع توفر هذه الوسائل فلا عذر في ترك الجمعة ولو شهد العيد وأهم من هذا وذاك ما حصل من كثرة المساجد حتى إنك لتجد العشرات في البلدة الواحدة عكس ما كان عليه الحال في العهد النبوي وعهد الخلفاء الراشدين فليس هناك من مسجد تقام فيه الجمعة سوى المسجد النبوي والله ولي التوفيق
إن اجتماع العيد مع الجمعة لطالما أحدث ضجة وبلبلة عند قليلي الفقه وهي في الحقيقة مسألة خلافية وتبقى كذلك شأنها شأن المسائل المختلف فيها عند السادة الأئمة وقد اتفق العلماء على أن من صلى العيد يوم الجمعة وكذلك صلى الجمعة فإن صلاة الظهر تسقط عنه مسافرا كان أو مقيما رجلا كان أو امرأة صحيحا كان أو سقيما
فعلى المؤمن أن يكثر في هذه العشر الأواخر من تلاوة القرآن ومن ذكر الله ومن الدعاء ومن الصلاة ليلا وأن يكثر من الدعاء الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمنا عائشة رضي الله عنها ولنا من بعدها وهو اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما وهو حديث صحيح ومن المؤسف أن يغفل الصائمون عن هذه العشر أي الأيام الأخيرة فتراهم ينشغلون بصنع أصناف وأطباق الحلوى وتراهم ينشغلون في الأسواق بشراء الملابس يوميا وبإمكانهم فعل كل هذه الأمور باعتدال مع الاجتهاد في العبادة فعلينا أن لا نغفل والخير كله في إدراك ليلة القدر التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه أخرجه البخاري ومسلم ومن حرم فضل ليلة القدر فقد حرم الخير خيره وللمؤمن أن يتحراها في ليلة الوتر من هذه العشر الأخيرة وفقنا الله جميعا إلى قيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا الأولى أن تبدأ المرأة في صوم دينها قبل الست من شوال لأن قضاء الصوم على الحائض واجب لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت هل تقضي الحائض الصوم والصلاة فقالت كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة متفق على صحته وأما صوم ست من شوال فليس واجبا ولكن من صامها يكون كمن صام الدهر كله كما ثبت في الحديث فعلى المرأة إذا المبادرة إلى قضاء صومها عقب رمضان مباشرة ولا يفهم من هذا تحريم تأخيره بشرط أن لا يدركها رمضان آخر وهي لم تقضيه ففي هذه الحالة يلزمها القضاء مع الفدية وهي إطعام مسكين عن كل يوم وإذا شق على المرأة القضاء مع صيام شوال خافت ألا يكفيها شوال لذلك هناك من أجاز لها البدء بستة أيام من شوال ثم قضاء الدين غير أن القضاء أولى لأنه واجب
ذ إن العشر الأواخر فضل من الله على من لم يغتنم العشرين الماضية من رمضان فإن أراد الخروج من رمضان مغفورا له مرحوما معتوقا من النار فما عليه إلا استغلال هذه العشرية العظيمة التي كان فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العبادة ويوقظ أهله للصلاة ويحيي لياليها كلها بالصلاة والذكر لأن فيها ليلة هي خير من ألف شهر ليلة القدر الذي تنزل فيها ملائكة الرحمة إلى الأرض ويستجاب فيها الدعاء
مرت بنا في شهر رمضان المبارك هذا أيام قيظ شديد ذقنا فيها العطش والصدى واللهبة صار معها الماء البارد من أغلى الأمنيات ومن أعلى المشتهيات وذكرنا ذلك بنعمة الله الكبيرة الماء الذي ينسى كثير من الناس أنه نعمة لا تقدر بقدر لأنها الحياة وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون وبنعمة كبيرة أيضا هدايتنا إلى تبريد الماء وتيسير ذلك علينا فما أولانا أن نذكر هذه النعم التي نعايشها ونعيش بها ولكن الاعتياد والوفرة ينسيانا أنها نعم وأي نعم وهذه بعض الآثار المنبهة على قدر هذه النعمة عن عبد الله بن الزبير قال قال الزبير لما نزلت ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قالوا يا رسول الله لأي نعيم نسأل عنه وإنما هما الأسودان التمر والماء قال إن ذلك سيكون رواه أحمد وروى ابن أبي حاتم عن عكرمة قال لما نزلت هذه الآية ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قالت الصحابة يا رسول الله وأي نعيم نحن فيه وإنما نأكل في أنصاف بطوننا خبز الشعير فأوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم قل لهم أليس تحتذون النعال وتشربون الماء البارد فهذا من النعيم وقال زيد بن أسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لتسألن يومئذ عن النعيم يعني شبع البطون وبارد الشراب وظلال المساكن واعتدال الخلق ولذة النوم وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي أنتم فيه مسؤولون عنه يوم القيامة هذا الظل البارد والرطب البارد عليه الماء البارد وعنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له ألم نصح لك جسمك وترو من الماء البارد وعن علي أنه سئل عن قوله ثم لتسألن يومئذ عن النعيم فقال من أكل خبز البر وشرب ماء الفرات مبردا وكان له منزل يسكنه فذاك من النعيم الذى يسأل عنه وليس المقصود أن هذه الآية الكريمة نزلت في الماء البارد بخصوصه ولكنه أحد مشمولاتها وإلا فقد ورد عن المفسرين أقوالا أخرى في المراد منها قال سعيد بن جبير حتى عن شربة عسل وقال الحسن البصري نعيم الغداء والعشاء وقال أبو قلابة من النعيم أكل العسل والسمن بالخبز النقي وقال مجاهد عن كل لذة من لذات الدنيا قال ابن كثير وقول مجاهد هذا أشمل هذه الأقوال وقال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي ثم لتسألن يومئذ عن النعيم الذي تنعمتم به في دار الدنيا هل قمتم بشكره وأديتم حق الله فيه ولم تستعينوا به على معاصيه فينعمكم نعيما أعلى منه وأفضل أم اغتررتم به ولم تقوموا بشكره بل ربما استعنتم به على معاصي الله فيعاقبكم على ذلك قال تعالى ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون
إن شكر المنعم سبحانه على نعمه المتكاثرة وآلائه المتواترة أصل من أصول الإيمان وركن من أركان العبودية ولأهمية حمد النعم افتتح الله سبحانه كتابه بالحمد وهو في الوقت ذاته مفتتح أعظم سور القرآن والتي تسمى بسورة الحمد الحمد لله رب العالمين وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا أحد أحب إليه الحمد من الله وذلك أنه حمد نفسه رواه الطبراني
ذكرت مريم أن فكرة حفظ كتاب الله كانت تراودها منذ حصولها على شهادة البكالوريا ودخولها كلية الطب غير أن عامل الوقت لم يكن يسمح لها بالشروع في الحفظ إلى غاية تخرجها والتحاقها بعملها خاصة بعد قراءتها حديث النبي عن ما رواه الحاكم عن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ القرآن وتعلم وعمل به ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا فيقولان بم كسينا هذا فيقال بأخذ ولدكما القرآن وتروي مريم أنها كانت تختار من أوقات حفظ القرآن ساعة قبل صلاة الفجر ثم تواصل الحفظ إلى غاية طلوع الشمس وبعدها تعرض ما حفظته على أستاذتها بالمدرسة القرآنية كل مساء يوم ثلاثاء وتضيف أنها لقيت التشجيع من والديها خاصة أنها وحيدتهما وكذا من صديقاتها وزميلاتها بالمدرسة القرآنية إضافة إلى مساعدة زملائها في العمل حيث يسمح لها بمغادرة مكان عملها نصف يوم من كل أسبوع وتشعر مريم حاليا بسعادة قل نظيرها لأنها حققت إنجازا عظيما وهو إنجاز حملها مسؤولية أكبر تجاه كتاب الله بعدم التفريط فيه والعمل بما جاء به
تمكنت الدكتورة مريم بوشارب المختصة في التخدير والإنعاش بالمركز الاستشفائي الجامعي بعنابة من حفظ كتاب الله في خمس سنوات بالمدرسة القرآنية أبو القاسم حماني
وامتلأت أروقة وساحات الحرم المكي بجموع المعتكفين والمعتمرين الذين قدموا من كافة بقاع المعمورة لإحياء ليلة القدر والتي جرت العادة على تحريها ليلة رمضان وقد وصل عدد قاصدي بيت الله الحرام في هذه الليلة ما يقارب المليوني شخص من الوافدين لأداء مناسك العمرة من داخل المملكة وخارجها ومن المواطنين والمقيمين بحسب تقديرات وكالة الأنباء السعودية الرسمية واس وقد أدى المصلون والمعتمرون مناسكهم بكل يسر وأمان حيث استنفرت جميع الأجهزة المعنية كل طاقاتها البشرية والآلية لتوفير أفضل الخدمات وتحقيق كل ما يمكن المصلين من أداء عباداتهم في أجواء روحانية مليئة بالأمن ورفع المصلون أكف التضرع إلى المولى عز وجل بأن يتقبل صيامهم وقيامهم ويعتق رقابهم من النار ويصلح أحوالهم وأحوال الأمة الإسلامية وتعد ليلتا و من رمضان هي ليالي الذروة في الحرم المكي حيث تمتلئ أروقة وساحات الحرم المكي والنبوي الشريف بجموع المعتكفين والمعتمرين كما يحرص كثير من المصلين والمعتمرين على حضور ليلة ال من رمضان ليشهدوا ختم القرآن ودعاء الختم بالحرمين الشريفين ولرجاء أن تصادف ليلة القدر كونها إحدى ليالي الوتر التي ورد فيها حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنها الأقرب لأن تكون إحدى لياليها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود قد دشن مساء السبت خمسة مشاريع ضمن التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام بمكة المكرمة والتي تعد أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام
في أجواء روحانية مفعمة بالأمن والإيمان أدى نحو مليوني مصل من الزوار والمعتمرين صلاتي العشاء والتراويح بالمسجد الحرام بمدينة مكة المكرمة في ليلة ال رمضان رغبة في الظفر بليلة القدر
تمكن عبد اللطيف من التوفيق ما بين دراسته وحفظه القرآن بفضل مساعدة العائلة وتنظيمه لوقته وإرادته حيث كان يبدأ حفظ القرآن بعد صلاة الصبح إلى غاية الساعة السابعة ثم بعد صلاة العصر إلى غاية صلاة المغرب ليتفرغ بعدها لدراسته لاسيما التحضير لشهادة البكالوريا التي اجتازها هذا العام في شعبة العلوم التجريبية وتبقى أمنيته نيل هذه الشهادة لولوج الجامعة ومواصلة التعليم العالي في اختصاص الفقه وعلوم الدين ليكون داعية ويحظى عبد اللطيف بمكانة مميزة بين رفاقه وجيرانه ومعلميه الذين أثنوا على أخلاقه وتربيته وهي المواصفات التي أهلته لإمامة المصلين في صلاة التراويح بمسجد بلال بن رباح
رغم مشاكل الدراسة وانشغاله بتحضير شهادة البكالوريا شعبة علوم تجريبية إلا أن الشاب عزي عبد اللطيف القاطن بمدينة المشرية ولاية النعامة تمكن وهو في ربيعه التاسع عشر من ختم القرآن الكريم نهاية شهر أفريل من السنة الجارية بعد عشر سنوات من الحفظ باللوحة بمسجد بلال بن رباح على يد شيخيه نواري الحاج وجطو جلول
أولا أشكركم وأشكر جريدة الخبر الغراء التي أتاحت لي هذه الفرصة للتواصل مع قرائها بالنسبة للتصوف فقد ذكر الشيخ زروق رحمه الله في مقدمته معان لها كما ذكر أن تعاريفه وصلت للألف أو تزيد لخصها في قوله تنازع الناس في الصوفي واختلفوا وظنه البعض مشتقا من الصوف ولست أمنح هذا الاسم غير فتى صفا فصوفي حتى سمي الصوفي فالحاصل التصوف هو العلم المختص بفقه تربية النفوس والقلوب على وفق الأوامر الشرعية وما يتعلق بذلك من وسائل ونتائج فهو إذا علم له قواعده واختصاصه هو نفس الإنسان وتربيتها وفق ما أمر الله تعالى به وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك بإزالة ما يلازمها من الأخلاق الرديئة والأوصاف السيئة التي تجعل المرء بعيدا عن طاعة الله تعالى والاهتداء بهدي رسوله صلى الله عليه وسلم كما أنه متعلق بلوازم أمراض القلوب ونتائج تزكيتها من واردات وأحوال وعلوم ومعارف وتجليات ومقامات إلخ مما لخصته في تعريف التصوف يظهر جليا أثره على أخلاق المسلم بأن يكون عبدا لله ربانيا متخلقا بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم راحما لنفسه ولغيره بانيا في مجتمعه داعيا إلى الله تعالى وإلى الأخلاق الفاضلة ذاكرا لله تعالى روحانيا ربانيا وشخص تجتمع فيه هذه الخصال لا شك أنه شخص مثالي صالح يعتبر لبنة مهمة في مجتمعه والمجتمع الذي يكثر فيه أمثال هذا يكون مجتمعا سليما من الآفات موفقا من الله تعالى سعيدا في حياته مسالما مما لا شك فيه أنه من حيث التعريف أعلاه أن التصوف يعتبر جوهر الدين إذ هو الذي يحمي القلب من التعلق بغير الله تعالى والجوارح من مخالفة شرعه سبحانه وتعالى ولذلك فهو الإحسان إذ الإحسان كما في حديث جبريل الشهير أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك والأحاديث متضافرة على وسائل تربية النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة الكرام ومعاملة كل منهم بحسب طبعه وما يقبله وعرضهم رضي الله عنهم ما يمر بهم من الأحوال والمنامات والكشوفات وموافقته للبعض وتنبيهه للبعض الآخر وهذا كله صفة الشيخ مع المريد ويرجع لصميم التصوف مما سبق يعلم أن التصوف من حيث هو نشأ مع نشأة الإسلام ومارسه النبي صلى الله عليه وسلم وكبار الصحابة من بعده أما باعتباره علما من العلوم فقد تبلور حين تبلورت العلوم الشرعية ولعل من أول من تبلور التصوف على يديه هو الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما الأشاعرة من الصحابة وأهل الصفة كأبي موسى الأشعري وأبي هريرة رضي الله عنهما ثم من تبعهم من تلامذتهم كالحسن البصري وسعيد بن جبير وعلي زين العابدين وطبقتهم وقد جمع أثوالهم وأحوالهم وطبقاتهم الإمام أبو نعيم الأصفهاني في كتابه حلية الأولياء وهو كتاب مطبوع متداول السبب في ذلك هو تعدد وجهات التصوف فقد قال العلماء بأن كثرة التسمية دليل على عظم المسمى ونظرا لعناية علم التصوف بالأخلاق فقد سمي بعلم الأخلاق وبأعمال القلوب فسمي بعلم القلوب وعلم التزكية وبمراقبة الله تعالى فسمي بعلم المراقبة وبالإحسان وبما ينتج عن ذلك من المواجيد والعلوم الخاصة والرقائق فسمي بعلم الرقائق وعلم الأحوال إلخ وكما قيل لا مشاحة في الاصطلاح للأسف السلفية ينكرون كل ما لا يألفون حتى ولو عضده الكتاب والسنة والإجماع وسبب ذلك أن الفكر السلفي الحديث هو فكر مادي بحت مزين بمظهر ديني وهو الحديث والسلف ومن سبر أخبار المحدثين وكبار أئمة السلف وجد أنهم كانوا من كبار الصوفية كشيخ الإسلام إسماعيل الهروي صاحب منازل السائرين فقد كان إمام المحدثين وإمام الصوفية في زمنه وهكذا ولكن السلفية المعاصرة هي فكر مادي بحت لا يؤمن بالمشاعر والمواجيد ولا بالكرامات واللطائف فجرت عادتهم على إنكار كل ما يمت لذلك بصلة هدانا وهداهم الله تعالى بمنه وكرمه
شدد الدكتور حمزة بن علي الكتاني الباحث المغربي في التصوف الإسلامي في حوار مع الخبر على أن التصوف علم يختص بفقه تربية النفوس والقلوب وفق الأوامر الشرعية إذ هو الذي يحمي القلب من التعلق بغير الله تعالى والجوارح من مخالفة شرعه سبحانه وتعالى مؤكدا أن هذا العلم نشأ مع نشأة الإسلام ومارسه النبي صلى الله عليه وسلم وكبار الصحابة رضي الله عنهم من بعده معتبرا إنكار السلفيين له من باب ينكرون كل ما لا يألفون حتى ولو عضده الكتاب والسنة والإجماع
واتفق علماء هذه الأمة رضوان الله عليهم على أنه يكره رفع الصوت عند قبره الشريف كما كان يكره في حياته عليه الصلاة والسلام احتراما له في كل حال فالرسول الكريم وإن ذاق مرارة الموت كسائر البشر لكنه حي في قبره يسمع وبهذا يتأكد النهي عن رفع الصوت عند ضريحه المبارك وقد وعى المسلمون هذا الأدب الرفيع وتجاوزا به شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كل أستاذ وعالم لا يزعجونه حتى يخرج إليهم ولا يقتحمون عليه حتى يدعوهم يحكى عن أبي عبيد العالم الزاهد الراوي الثقة أنه قال ما دققت باب على عالم قط حتى يخرج في وقت خروجه وهناك في سورة النور يحذر القرآن المنافقين الذين يتسللون ويذهبون دون إذن الرسول الكريم يلوذ بعضهم ببعض ويتدارى بعضهم ببعض ألا يدرون أن عين الله عليهم وإن كانت عين الرسول صلى الله عليه وسلم لا تراهم وحركة التخلي والتسلل بحذر من المجلس هذه تمثل الجبن عن المواجهة وحقارة الحركة والشعور المصاحب لها في النفوس والقرآن يحذر هؤلاء ومن على شاكلتهم في كل زمان ومكان أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم
التقوى هبة عظيمة يختار الله لها القلوب بعد امتحان واختيار وبعد تخليص وتمحيص والذين يغضون أصواتهم عند رسول الله قد اختبر الله قلوبهم وهيأها لتلقى تلك الهبة والنفحة الخالدة وكتب لهم معها المغفرة والأجر العظيم
يوسف الذي عانى كثيرا في صباه وشبابه وحتى هو يتحمل مسؤولية أسرته الصغيرة أضحى اليوم يعيش تفاصيل أيام مليئة بالسعادة كثيرا ما تغمره وهو يؤم الناس في صلاة التراويح بنوع من الخجل وهو الذي لم يحفظ من كتاب الله سوى النصف آملا استكمال النصف الآخر والسير على هدي الأئمة والصالحين وتسخير وقته وجهده من أجل تلقين سوره وآياته للناشئة الذين يستأثر حاليا بالبعض منهم في مسجد عمر بن الخطاب الذي يعمل به كمتطوع وعن بدايات شغفه الأول بكتاب الله قال يوسف إنها كانت بعد مسابقة نظمتها زاوية خالد بن الوليد وبتشجيع من شيخ الزاوية الإمام بوسعيد والشيخ بلعباس فؤاد اللذين كانا لهما الفضل في ذلك
يأمل المقرئ مقران يوسف من مدينة حمام الضلعة بولاية المسيلة التي تخرج منها العديد من العلماء والأئمة والمقرئين أن تتحول حياته كلها قرآنا يرى فيه ربيع القلب الذي أخرجه من دنيا البؤس والحرمان إلى ملكوت الرحمة والغفران
والصحيح في ليلة القدر أنها أخفيت علينا حتى نجتهد في العبادة وقد ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها في إحدى الليالي الوتر من العشر الأواخر ورجح بعض العلماء كونها في ليلة السابع والعشرين لما ظهر فيها من علاماتها ولما لمسه من وفقوا للعبادة فيها ورجح البعض الآخر أنها متنقلة فعاما تكون في الليلة الواحدة والعشرين مثلا وعاما تكون في الليلة الخامسة والعشرين وهكذا على المؤمن الذي يرجو إدراكها أن يحرص على عدم الغفلة في رمضان كله وفي العشر الأواخر منه حيث كان صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر الأواخر شد المئزر ويعتزل النساء ويحيي الليل ويوقظ أهله إن من شروط التكليف العقل ومرض الزهايمر يعتبر مظهرا من مظاهر فقدان العقل أي أن المصاب به غير مخاطب بوجوب الصيام ولا غيره من واجبات الإسلام ولا يترتب عليه شيء لأن هذا المرض لا يرجى برؤه ولا على أهله شيء أيضا إلا إذا أراد أولاد هذه العجوز التصدق عليها فإن هذا نوع من أنواع البر بأمهم والله أعلم عليه القضاء لأنه شرب ناسيا والمالكية على وجوب القضاء لمن أكل أو شرب ناسيا كون الشرب أو الأكل أثناء النهار يقطعان الإمساك الذي من الواجب أن يكون من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وبالتالي يفسد الصيام الحقيقي وحتى يصلحه ويكمله فعليه القضاء أما أثناء الوضوء فعلى الصائم أن لا يبالغ في الاستنشاق حتى لا يمر شيء من الماء إلى حلقه لقول النبي صلى الله عليه وسلم بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما والله أعلم
قال تعالى إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر سورة القدر وقال صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر أخرجه البخاري ومسلم
ففي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده رواه البخاري والله أعلم الأولى هو قضاء الدين ثم صيام ست من شوال لأنه جاء في الحديث من صام رمضان وأتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر رواه مسلم والمرأة التي أفطرت في رمضان بسبب الحيض أو النفاس أو من أفطر في رمضان لعذر شرعي لا يكون صائما لرمضان كله حتى يقضي ما أفطره وبقضائه يصدق فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أتبعه بست من شوال ثم إن تأخير القضاء قد يورث التهاون والكسل إلى غاية رمضان الموالي وهذا مخل بالأدب مع الله والقيام بالشعائر الدينية على الوجه الأمثل والله أعلم صح صيامه إن أفاق نصف اليوم فأكثر بشرط أن يكون سليم العقل وقت النية عند الفجر والله أعلم الأصل في الدواء عبر هذه المداخل إن وصل إلى الحلق شيء منه وابتلعه إلى جوفه فساد صومه غير أن بعضهم رأى في الاضطرار إلى استعمالها إذا حرص على عدم ابتلاع شيء منها أن صومه صحيح إلا ما دخل إلى جوفه ولم يشعر به والله أعلم
أقل مدة الاعتكاف يوم وليلة ولا يصح اعتكاف أقل من يوم وأكثر الاعتكاف شهر وأفضلها عشرة أيام وهو اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم
هي حتى مطلع الفجر سورة القدر قوله تعالى وما أدراك ما ليلة القدر تنويه بشأنها وإظهار لعظمتها ليلة القدر خير من ألف شهر أي إحياؤها بالعبادة فيها خير من عبادة ثلاث وثمانين سنة وهذا فضل عظيم لا يقدر قدره إلا رب العالمين تبارك وتعالى وفي هذا ترغيب للمسلم وحث له على قيامها وابتغاء وجه الله بذلك ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يلتمس هذه الليلة ويتحراها مسابقة منه إلى الخير وهو القدوة للأمة فقد تحرى ليلة القدر ويستحب تحريها في رمضان وفي العشر الأواخر منه خاصة جاء في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية والقبة الخيمة وكل بنيان مدور على سدتها حصير قال فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة ثم أطلع رأسه فكلم الناس فدنوا منه فقال إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة ثم اعتكفت العشر الأوسط ثم أتيت فقيل لي إنها في العشر الأواخر فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف فاعتكف الناس معه قال وإني أريتها ليلة وتر وإني أسجد صبيحتها في طين وماء فأصبح من ليلة إحدى وعشرين وقد قام إلى الصبح فمطرت السماء فوكف المسجد فأبصرت الطين والماء فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وروثة أنفه فيهما الطين والماء وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر أخرجه مسلم كما خص الله هذه الليلة ب أنه نزل فيها القرآن كما تقدم قال ابن عباس وغيره رضي الله عنهم أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنها تنزل فيها الملائكة والروح أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحلق الذكر ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيما له والروح هو جبريل عليه السلام وقد خصه بالذكر لشرفه كما وصفها بأنها خير من ألف شهر في قوله ليلة القدر خير من ألف شهر ووصفها بأنها مباركة في قوله إنا أنزلناه في ليلة مباركة الدخان و فيها يفرق كل أمر حكيم الدخان أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق وما يكون فيها إلى آخرها كل أمر محكم لا يبدل ولا يغير وأن الله تعالى يغفر لمن قامها إيمانا واحتسابا ما تقدم من ذنبه كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه و من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه متفق عليه وقوله إيمانا واحتسابا أي تصديقا بوعد الله بالثواب عليه وطلبا للأجر لا لقصد آخر من رياء أو نحوه وليلة القدر في العشر الأواخر كما في حديث أبي سعيد السابق وكما في حديث عائشة عند البخاري وحديث ابن عمر عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان وفي الأوتار منها بالذات أي ليالي إحدى وعشرين وثلاث وعشرين وخمس وعشرين وسبع وعشرين وتسع وعشرين فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال التمسوها في العشر الأواخر في الوتر رواه البخاري ورواه مسلم
اختص الله ليلة من ليالي رمضان بخصائص وأنزل في شأنها سورة تتلى إلى يوم القيامة وذكر فيها شرف هذه الليلة وهي قوله تعالى إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام
كانت بداية أمره في مساجد رأس الماء حيث انتقل صغيرا من مسقط رأسه دامود كما أخذ عن علماء تلمسان ووهران ثم انتقل إلى بجاية حيث تتلمذ على الشيخ أحمد زروق وأخذ عنه عهد الطريقة الشاذلية وسلك على يديه تذكر بعض المصادر أنه ساح في الأرض لمدة تزيد عن سنة بفاس وتلمسان وتاهرت وفجيج ثم انتقل إلى الزاب وبلاد الجريد والقيروان وطرابلس والإسكندرية والقاهرة وجدة وحج وأقام بمكة ومنها انتقل إلى المدينة المنورة حيث أقام هناك سنة كاملة وبعد هذه الرحلة العلمية والروحية عاد إلى بلاده ينشر العلم والطريقة معا فأسس زاويته ب رأس الماء بوادي الشلف درس بها مختلف العلوم الشرعية وكون فيها المريدين وسرعان ما عرف شهرة واسعة في المنطقة والمناطق المجاورة وعرفت طريقته اليوسفية شهرة وسمعة كبيرتين في مختلف أرجاء المغرب الإسلامي وعم نفوذه الصحراء الجزائرية والمغرب الأقصى وكون عدد من أتباعه جماعة تسمى ب الشراقة أو اليوسفية وقد انحرفوا عن الدين فعاب عليه الفقهاء إلا أن الملياني تبرأ منهم وقاومهم توفي الشيخ بالقرب من مدينة مليانة في سنة ه م ودفنه ابنه محمد بن مرزوقة في مدينة مليانة وبنى له باي وهران محمد الكبير ضريحا ومسجدا في القرن الثاني عشر الهجري
ولد الشيخ أحمد بن يوسف الراشدي الملياني سنة ه م وقيل سنة ه في دامود أحد قصور توات ومنه جاءت نسبته الدامودي
ينظر الصوفية الكرام إلى الصيام نظرة خلقية وروحية وهم يقسمونه إلى ثلاث درجات صوم العموم وصوم الخصوص وصوم خصوص الخصوص أما صوم العموم فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة وأما صوم الخصوص فهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام وأما صوم خصوص الخصوص فصوم القلب عن الهمم الدنيئة والأفكار الدنيوية وكفه عما سوى الله عز وجل بالكلية كما عبر الإمام أبو حامد الغزالي في الإحياء وليس الطعام وحده ولا الشراب وحده ولا اللمس وحده مما يفطر به الصائم عند الصوفية فهناك أشياء يفطر بها الصائمون ويفسد بها الصيام وليست مع ذلك من اللمس أو الطعام أو الشراب فالصائم يبطل صومه في نظر الصوفية بالفكر فيما سوى الله عز شأنه واليوم الآخر وبالفكر في الدنيا إلا دنيا تراد للدين لعد ذلك من زاد الآخرة ويرى بعضهم أن من تحركت همته بالتصرف في نهاره لتدبير ما يفطر عليه كتبت عليه خطيئة لأن ذلك لا يقع إلا من قلة الوثوق بفضل الله تعالى وقلة اليقين بالرزق الموجود
نجد أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قد حذر هو أيضا من اتباع الهوى فقال في حديثه الصحيح ثلاث مهلكات شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه ويروى أن سيدنا عليا كرم الله وجهه ابتدأ إحدى خطبه بقوله إن أخوف ما أخاف عليكم اثنتان اتباع الهوى وطول الأمل فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة ويقول أبو بكر الوراق رحمه الله أصل غلبة الهوى مفارقة الشهوات فإذا غلب الهوى أظلم القلب وإذا أظلم القلب ضاق الصدر وإذا ضاق الصدر ساء الخلق وإذا ساء الخلق أبغضه الخلق وإذا أبغضه الخلق أبغضهم وإذا أبغضهم جفاهم وإذا جفاهم صار شيطانا طوبى لمن ضيق على اللعين بالصيام وتوج صيامه بالقيام وتشبه بعباد الله الكرام
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه أخرجه البخاري وقال صلى الله عليه وسلم رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش رواه ابن ماجه وهو حديث صحيح فعلى المؤمن الصائم أن يغتنم كل لحظة من لحظات هذا الشهر المبارك العظيم الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب جهنم وتصفد فيه الشياطين ويعتق الله كل يوم منه مجموعة من المسلمين من النار ويغفر الله فيه لمن استغفره ويرحم الله من استرحمه ويجعل لكل عبد مؤمن في كل ويوم وليلة دعوة مستجابة والمجموع ستون دعوة مستجابة فكيف يعرض المؤمن عن أداء عبادة صوم رمضان على أكمل وجه بعدما علم بكل هذه الفضائل وغيرها ثم إن النائم طيلة نهار رمضان سيفوت أداء صلاة الجماعة في وقتها ويكون آثما على ذلك قال سبحانه وتعالى إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا النساء وحكم التدخين هو التحريم واقتراف الأمر المحرم يستلزم عقاب الله تعالى فليجعل المؤمن هذا الشهر المبارك فرصة لترك التدخين وسائر المحرمات وتعويد النفس على أداء العبادات على أكمل وأحسن وجه وعلى السعي من أجل تحصيل الأجر من سبل الخير الكثيرة كالصدقة وتلاوة القرآن وذكر الله سبحانه وتعالى وبر الوالدين وصلة الرحم وغيرها والله الموفق إن فعل الصائم ذلك عمدا فعليه الكفارة وإن فعلها سهوا فعليه القضاء فقط في المذهب المالكي ولا شيء عليه عند الجمهور لاعتبار ذلك طعمة من الله له وامتنانا عليه منه سبحانه وتعالى ولا بد أن يمسك الصائم متى أكل سهوا أو شرب بعد تذكره مباشرة ولا يجوز له مواصلة الأكل فإن فعل فعليه الكفارة والقضاء
أما إن كان الله سيقبل صومه أم لا فالعلم عند الله وليس للبشر الحكم على أي شخص بدخول الجنة أو النار أو بالشقاء أو بالسعادة فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء قال تعالى واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه الأنفال ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك أما قضاء نهار رمضان في النوم وقضاء ليله في السمر والتدخين مع السب والشتم فجوابه ما يلي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن شابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم أخرجه البخاري ومسلم
بدأت سلمى ابنة ربيعا حاليا حفظ القرآن الكريم بمدرسة مسجد ابن باديس القرآنية بعين وسارة حيث كانت تتوجه للمسجد فجرا ومساء بعد خروجها من أقسام الدراسة وتقول سلمى التي التقتها الخبر بمسجد بلدية بنهار في سهرة تكريمية إن الجو العائلي ساعدها على التفوق الدراسي واحتلالها المرتبة الأولى ولائيا السنة الماضية وكذا أمنيات ودعوات الوالدين الكريمين الذين كانوا يتمنون منذ صغرها أن يروها حاملة لكتاب الله في صدرها وتضيف سلمى التي اختارت في دراستها الجامعية الصيدلة رغم حبها للغة الحية وتفوقها في شعبة الرياضيات أن الفضل كذلك يرجع للأساتذة الذين تدرجت معهم من الابتدائي إلى الثانوي في مؤسسات ابن باديس وشعباني وعمر إدريس كما تشكر محدثتنا الخجولة جميع من ساعدها وبالأخص رئيس جمعية أولياء التلاميذ أحمد باسين وأعضاء الجمعية الذين وقفوا معها كما تتمنى جوابي سلمى أن تعمل الخير أثناء دراستها وبعد تخرجها ومساعدة صغار السن وبالأخص الإناث ودفعهم إلى حفظ كتاب الله
تجمع جوابي سلمى من مدينة عين وسارة بالجلفة بين الامتياز العلمي والتعلق الدراسي فحصولها على المرتبة الأولى في شهادة البكالوريا السنة الماضية على مستوى الولاية بمعدل وبين التفوق القرآني بختمها كتاب الله عن ظهر القلب وهي في التعليم المتوسط
إن الله تعالى يباهي بالصائمين ملائكته فيقول انظروا إلى عبادي انظروا إلى الصائمين في النهار انظروا إلى من أقاموا الليل ركعا سجدا بين يدي انظروا إلى من قضوا الليل مع قرآني يتلونه ويتدبرون آياته وهذه علامات من علامات الحب لله تبارك وتعالى يقول ابن القيم إن الليل أنس المحبين وروضة المشتاقين ومدرسة الصالحين من هذه المدرسة تخرج العارفون بالله وتخرج الصادقون مع الله إن عباد الله الصالحين ينتظرون هذا الليل يرعونه بالنهار كما يرعى الراعي غنمه ويحنون إلى غروب الشمس كما تحن الطير إلى أوكارها حتى إذا ما جنهم الليل واختلط الظلام وبسطت الفرش وخلا كل حبيب بحبيبه قام عباد الله الصالحون فنصبوا إلى الله أقدامهم وافترشوا جباههم وناجوا ربهم طيلة الليل بقرآنه وتضرعوا إليه تبارك وتعالى وطلبوا منه تكرمه وإنعامه وإحسانه فمباهاة الله بنا ملائكته عندما نكون على الأحوال التي يرضاها سبحانه فهذا ذاكر لله وهذا صائم لله وهذا صابر لله وهذا شاكر لله وهذا محسن لله وهذا مستغفر لله وهذا متصدق على الفقراء والمساكين لوجه الله أخرج الحاكم في مستدركه من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي ربي منعته الطعام والشراب والشهوة فشفعني فيه ويقول القرآن أي ربي منعته النوم بالليل فشفعني فيه انظر إلى هذه البشارة النبوية فيشفعان أي فيشفع الصيام فيك أيها الصائم ويشفع القرآن فيك أيها القارئ فيا لها من كرامة ويا له من فضل ويا لها من رحمات فإذا باهى الله بنا ملائكته وشفع فينا الصيام والقرآن فإن الجائزة والمنحة في انتظارنا تا الله إنها لصفقة مربحة صفقة عرضت علينا فنربح فيها جنة عرضها السماوات والأرض بفضل الصيام والقيام والقرآن فيغفر الله لنا معشر الصائمين من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه صفقة عظيمة ورحمة كريمة من الله سبحانه فهيا أيها الصائم أقبل إلى ربك عد إلى الله ارجع إليه استغفر الله عز وجل وامش بين يديه وقف على بابه ذليلا خاشعا طالبا منه العفو والرحمة والغفران ولا تيئس ولا تقنط مهما ارتكبت من الذنوب والمعاصي حتى لو وقعت في الكبائر عد إلى ربك واعلم بأن عفو الله أعظم من كبائرك وأعظم من ذنوبك وأعظم من معاصيك ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له فقم يا عبد الله في هذا الليل وكن من الساجدين بين يدي ربك كن من القائمين كن من الذاكرين والمستغفرين في الأسحار إن خالقك يناديك فهل أنت ممن سيقول لربه ها أنذا يا رب بين يديك أسألك العفو والمغفرة أسألك أن تغفر لي ما قد سلف من الذنوب والعصيان وكن على يقين بأن الله عز وجل سيستجيب منك الدعاء قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم أما علمت أنك إذا عدت إلى الله فإنه سيفرح بتوبتك وأوبتك وعودتك وهو الغني عنك فلا تنفعه طاعتك ولا تضره معصيتك يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا والله ولي التوفيق
في أثر ورد عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان إذا أقبل شهر رمضان يقول أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ويباهي بكم ملائكته وينظر فيه إلى تنافسكم في الخير فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل
قال النبي صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه روى الإمام أحمد وابن ماجه والترمذي وغيرهم عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عندما قالت له يا رسول الله أرأيت إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها قال قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني وإن هذا الدعاء من أعظم الأدعية وأجلها اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني والمقصود أن هذا الدعاء العظيم هو من خير ما يدعو به الصائم في هذه الليلة فإنك إن قمت بذلك فقد حصلت أمورا الأول أنك توسلت إلى الله جل وعلا بصفاته الكريمة وذكرت من صفاته الجليلة صفتين عظيمتين العفو وهو الذي يعفو ويغفر الذنوب ويسترها ويمحوها ويكفرها بل ويبدلها حسنات بعد أن كانت سيئات والكرم الذي يقتضي سعة العطاء وسعة الفضل وسعة المغفرة فتوسلت إلى الله عز وجل بهذين الاسمين الكريمين كما قال تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها الأعراف ثم بعد ذلك أكدت هذا الدعاء بقولك تحب العفو أي أنك عفو كريم وتحب العفو عن عبادك الضعفاء المذنبين ثم صرحت بالدعاء فقلت فاعف عني فسألته سبحانه وتعالى أن يعفو عنك وهذا العفو إن ناله العبد فقد ظفر بأعلى المراتب لأن من عفا الله تعالى عنه فإنه لا يكتفي بأن يغفر ذنوبه فقط ولا أن يسترها عليه فقط بل ويرفع درجاته ويعلي مقامه فإنه واسع العطاء كريم جل وعلا حتى إنه يقلب السيئات حسنات وكما قال سبحانه إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما الفرقان فلا ينبغي الاستهانة بهذا الدعاء لأن العفو والعافية لا يعدلهما شيء فمن عفا الله تعالى عنه وعافاه سعد في الدنيا والآخرة ولذلك فإن من أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم المأثورة التي كان يكثر منها اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي رواه أبو داود وقد جاءه عمه العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فقال له يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله عز وجل قال سل الله العافية فمكث أياما ثم جاء فقال يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله تعالى فقال يا عباس يا عم رسول الله سل الله العافية في الدنيا والآخرة رواه الترمذي وغيره وصححه ولا يقتصر إحياء ليلة القدر على الدعاء فمن أهم ما ينبغي إحياؤها به الصلاة وذلك لما في الصحيحين مرفوعا من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وكذلك تلاوة القرآن وغيرها من أنواع القربات والله أعلم
ندب الله عز وجل إحياء ليلة القدر لأنها ليلة شريفة مباركة معظمة مفضلة ترجى إجابة الدعاء فيها وهي أفضل الليالي حتى ليلة الجمعة قال الله سبحانه وتعالى ليلة القدر خير من ألف شهر القدر أي قيامها والعمل فيها خير من العمل في ألف شهر خالية منها
فهنأه النبي صلى الله عليه وسلم على هذا العلم النافع الذي حواه صدره فهو أقرأ الأمة بكتاب الله والقارئ زمن النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن قراءته دون علم وها هو قد علم أعظم آية لما فيها من أصول الدين وقواعده ولما تحويه من أسماء الله الحسنى وصفاته العلى فهذه الآية فيها اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى كما جاء في الحديث الحسن اسم الله الأعظم لفي ثلاث سور من القرآن في البقرة وآل عمران وطه أما في البقرة فقوله الله لا إله إلا هو الحي القيوم البقرة وأما في آل عمران فقوله الله لا إله إلا هو الحي القيوم آل عمران وأما في طه فقوله الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى طه
لقد فضل الله عز وجل بعض السور على بعض كما فضل بعض الآيات على بعض ففي صحيح مسلم عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم قال قلت الله ورسوله أعلم قال يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم قال قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب في صدري وقال والله ليهنك العلم أبا المنذر إنها آية الكرسي الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم البقرة
قال تعالى سأل سائل بعذاب واقع المعارج المقصود بهذه الآية هو الصحابي النضر بن الحارث رضي الله عنه قال تعالى ألم تر إلى الذي حآج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين البقرة الذي حاج إبراهيم عليه السلام هو نمرود بن كنعان نزلت هذه الآية إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين القصص في أبي طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون السجدة أي عند الله يوم القيامة وقد ذكر عطاء والسدي أنها نزلت في علي بن أبي طالب وعقبة بن أبي معيط العبد الصالح الذي ذكر في سورة الكهف مع موسى عليه السلام هو الخضر عليه السلام المرأة التي أوحى الله إليها في القرآن هي أم موسى عليه السلام في قوله تعالى وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين القصص الصحابي الذي نزل فيه قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل الممتحنة هو الصحابي الجليل حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه
قال تعالى ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد البقرة نزلت هذه الآية في الصحابي الجليل صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه
وقال مدير الإدارة العامة للدفاع المدني في مكة العميد سامي الجدعاني في بيان اليوم الأحد إن الخطة التفصيلية لمواجهة الطوارئ ليلة من رمضان تتضمن زيادة عدد نقاط قوة الدفاع المدني بالحرم المكي وساحاته والعناصر المرتبطة به وأضاف الجدعاني أن الخطة ستشمل أيضا نشر عدد من الوحدات الثابتة والمتحركة التي يتلائم حجمها مع الشوارع المزدحمة لتفقد اشتراطات السلامة في جميع منشآت إسكان المعتمرين والمنشآت التجارية وشبكات الأنفاق لرصد أي مخالفات تهدد سلامة المعتمرين والزوار والعمل على إزالتها فورا وقال الجدعاني إن الإدارة ركزت في استعداداتها على استمرار فرق المسح الوقائي بالعمل على مدار ساعة لرصد وإزالة أي مصادر للتلوث في شبكة الأنفاق والمنطقة المحيطة بالمسجد الحرام ومتابعة معدلات الغازات والعوادم الناتجة عن حركة السيارات وضمان بقائها في الحدود الآمنة وتشهد ليلة ال من شهر رمضان والتي يعتقد لدى البعض أنها ليلة القدر ختم القرآن ومن الممكن أن يتجاوز عدد المصلين في الحرم أكثر من مليون شخص
أعلن الدفاع المدني السعودي حالة الطوارئ في الحرم المكي استعدادا لليلة ال من شهر رمضان كما عزز من آلياته لتنفيذ خطة تأمين مراحل الذروة في الحرم وذلك لتقديم الخدمات العاجلة للمرضى وكبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة الذين قد يتعرضون للإجهاد أو الإصابة أو الإعياء بسبب الازدحام
فهذه صورة من الأدب ومن التحرج ومن التقوى التي انتهى إليها المسلمون بعد سماعهم ذلك النداء وذلك التوجيه وأدبهم مع نبيهم في الحديث والخطاب وتوقيرهم له في قلوبهم توقيرا ينعكس على نبراتهم وأصواتهم ويميز شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم ويميز مجلسه فيهم والله يدعوهم إليه بذلك النداء الحبيب ويحذرهم من مخالفة ذلك التحذير الرهيب يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون الحجرات قال الإمام أحمد حدثنا هاشم حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي إلى قوله وأنتم لا تشعرون الحجرات وكان ثابت بن قيس بن الشماص رفيع الصوت فقال أنا الذي كنت أرفع صوتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا من أهل النار حبط عملي
جاء في حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل في حجة الوداع أي شهر هذا قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أن سيسميه بغير اسمه فقال أليس ذا الحجة قلنا بلى قال أي بلد هذا قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال أليس البلدة الحرام قلنا بلى قال فأي يوم هذا قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال أليس يوم النحر قلنا بلى إلخ ثم قال أيها الناس إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا
يعتبر الحافظ محمد بن شريف من بين الفتيان الذين أتموا ختم القرآن في سن مبكرة إذ أتمه ولم يسلخ الرابعة عشرة من العمر فهو من مواليد م ببلدية الإدريسية دخل الكتاب وعمره خمس سنوات بداية تعليمه كما قال كانت عند الشيخ يحياوي محمد وأما النهاية فكانت عند الشيخ شويكات البشير الذي ختم على يديه كما كان يتابع دراسته على مستوى مختلف المراحل والأطوار إلى غاية التعليم الثانوي في شعبة الهندسة الميكانيكية ومازال يحاول مع شهادة البكالوريا بعدما أخفق في المرة الأولى لكنه في المقابل كان يفوز في المسابقات الخاصة بحفظ القرآن والترتيل على المستوى الولائي والمحلي ويضيف محمد أنه رغم مساعدته لوالده في تجارته المتنقلة عبر الأسواق داخل الولاية وخارجها إلا أن هذا لم يؤثر على حفظه للقرآن فهو يصحب المصحف معه ويرتل من حين إلى آخر كي يبقى القرآن حاضرا دائما في قلبه وما يتمناه أن يحج إلى بيت الله ويزاول دراسته الجامعية
أتم الفتى شولي محمد بن شريف من بلدية الإدريسية بولاية الجلفة حفظ القرآن وعمره أربع عشرة سنة ومازال يحاول مع شهادة البكالوريا من أجل الظفر بها من جهة وفي الوقت ذاته يرافق والده إلى مختلف أسواق الولاية ليساعده في تجارته ومعه المصحف الشريف يرتل القرآن من حين إلى آخر حتى لا ينسى آية أو تضيع عنه سورة
قال تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا وبوب البخاري في صحيحه باب إطعام الطعام من الإسلام ثم أورد حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف وزكاة الفطر صدقة من الصدقات الواجبة المخصوصة بإطعام الطعام في وقت مخصوص ويبدو أن مقصدها العام هو اختبار الصائمين في مدى استفادتهم من صيامهم وتربية أنفسهم بالجوع والعطش تحقيقا للمقصد الشرعي من وضع الشريعة الذي أشار إليه الشاطبي بقوله المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المكلف عن داعية هواه حتى يكون عبدا لله اختيارا كما هو عبد لله اضطرارا واعتبارا لهذا المعنى الذي نزعمه وجدنا جماهير العلماء يقولون بإخراج هذه الزكاة من أصناف محددة من الطعام الذي هو غالب قوت البلد حتى قال الناظم في الفقه المالكي وتجب من أغلب قوت البلد من واحد من تسعة لا زائد قمح شعير وزبيب سلت تمر أرز دخن اقط ذرة وهذا القول الجمهوري لايزال باقيا على أرجحيته وإن رخص المتأخرون من العلماء في جواز التحول عن هذا الأصل الإطعامي إلى بدله القيمي والمالي تبعا لقول أبي حنفية والبخاري وأشهب من المالكية كما قال الناظم وقيمة الزكاة عنها تكفي لدى الإمام الحنفي والجعفي وهو الذي به يقول أشهب ومثله للعتقي ينسب وإدراكا منه لهذا المقصد في الإطعام وجدنا الإمام مالك رحمه الله تعالى حين سئل عن الرجل لا يكون عنده قمح يوم الفطر فيريد أن يدفع ثمنه إلى المساكين يشترونه لأنفسهم ويرى أن ذلك أعجل قال لا يفعل ذلك وليس كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية أنه خفف مقتضى هذا القول فقال لاحقا ولو فعل لم أر به بأسا ولترسيخ هذا المعنى أيضا في النفوس كانت هذه الصدقة من الصدقات البادية للعيان واجبة على أغلب الصائمين تقريبا تحقيقا لمعنى إن تبدوا الصدقات فنعما هي حتى قيل إن الأطعمة المتجمعة من زكاة الفطر كانت تصير أكواما أكواما في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولتقرير هذا المعنى أيضا وجدنا هذه الزكاة قد فرضت على كل من ملك ما فضل أو زاد عن قوته وقوت عياله في هذا اليوم أي يوم العيد حتى قيل تجب على الفقير نفسه إذا تجمعت عنده أطعمة كثيرة تفوق حاجته وحاجة عياله في هذا اليوم وتأكيدا على هذا المقصد التكافلي كذلك وجدنا إخراج هذه الزكاة إنما تجب شرعا على المكلف عن نفسه وعن كل مسلم تلزمه نفقته من الأقارب كوالديه الفقيرين والأولاد الذكور حتى يبلغوا الحلم أو العاجزين عن الكسب ولو كانوا بالغين وعن الإناث حتى يتزوجن وعن زوجته وزوجة أبيه الفقير وعن خادمه وعن غيرهم مما هو مفصل في كتب الفقه والمتأمل في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في سنن أبي داود يجده صريحا في التنصيص على هذا المقصد العظيم في التكافل بطعمة المساكين أعني قوله فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي زكاة من الصدقات وعلى هذا الاعتبار ينبغي للمسلمين أن لا يغفلوا عن هذا المقصد العظيم من زكاة فطرهم
إطعام الطعام عادة جزائرية قديمة يتمادح بها الناس بكل طبقاتهم وهي أيضا مقصد عظيم من مقاصد التكافل والمواساة التي جاء بصيغتها اللفظية هذه التنويه بها في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة
فأي صورة من صور التدني وقع فيها هؤلاء فهم قد فعلوا فاحشة أو كبيرة ووقعوا الظلم بصغيرة ولكن نور الإيمان لم يخب وبصيص الحق لم ينطفئ فذكروا الله فعلموا أن لهم ربا يغفر الذنب وأن لا ملجأ من الله إلا إليه وإن السلامة في الهروب إليه فعكفوا على باب الاستغفار فاستغفروا لذنوبهم فغسلت خطاياهم ومحيت سيئاتهم وعادوا إلى الحياة الإيمانية من جديد في كفاح وإلى ميدان شرف الطاعة بنجاح وفلاح وهذا سر تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته حين كان يستغفر الله في اليوم سبعين مرة أو مائة مرة لأن الاستغفار يمحق كل معصية ويفنيها ويربي كل طاعة ويغنيها وأفضل أوقات الاستغفار السحر قال تعالى والمستغفرين بالأسحار وبالأسحار هم يستغفرون فتعلم أيها الصائم أن تقول أستغفر الله اللهم اغفر لي ودونك الأسحار فلا كبيرة مع استغفار
قد تحيط المعاصي بالعبد إحاطة السوار بالمعصم فلا يرى سبيل الخلاص حين يشعر أنه أسير ذنوبه وأنه يواجه الخسران لا محالة فيسلم نفسه إلى يأس قاتل وقنوط لا يرحم رغم أن اليأس شراك الفاشلين وشباك الهالكين إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون بينما لو قرأنا القرآن بتدبر ووقفنا عند قوله تعالى والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا علىٰ ما فعلوا وهم يعلمون آل عمران
جاء في الصحيحين عند البخاري ومسلم من طريق عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله وفي رواية مسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنه أيضا قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها فكان الحبيب سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعملها بقية الشهر فمنها إحياء الليل فيحتمل قيام الليل كله ومن لم يستطع فليحافظ على صلاتي العشاء والفجر في جماعة فقد ذكر إمامنا مالك رضي الله عنه في الموطأ بلغني أن ابن المسيب قال من شهد العشاء ليلة القدر يعني في جماعة فقد أخذ بحظه منها وكما قال الشافعي في القديم من شهد العشاء والصبح ليلة القدر فقد أخذ بحظه منها يوقظ أهله ومنها أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله للصلاة في ليالي العشر الأواخر دون غيره من الليالي وهذا يدل على أنه يتأكد إيقاظهم في الأوتار التي ترجى فيها ليلة القدر كما هو رأي جمهور العلماء وأخرج الطبراني من حديث علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان وكل صغير وكبير يطيق الصلاة قال سفيان الثوري رحمه الله أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد الليل ويجتهد فيه وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك وقد صح عند البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطرق باب فاطمة وعليا رضي الله عنهما ليلا فيقول لهما ألا تقومان فتصليان وجاء عند إمامنا مالك في الموطأ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة يقول لهم الصلاة ويتلو هذه الآية وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها يشد المئزر ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشد المئزر واختلفوا في تفسيره فمنهم من قال هو كناية على شدة جده واجتهاده في العبادة ومنهم من قال هو كناية عن اعتزاله النساء وبذلك فسره السلف والأئمة منهم سفيان الثوري ويشهد له أن النبي صلى الله عليه وسلم كان غالبا ما يعتكف العشر الأواخر والمعتكف يمنع في حقه ويحرم قربان النساء بالنص والإجماع والمؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه جهاد بالنهار بالصيام وجهاد بالليل في القيام فمن جمع بين هذين الجهادين ووفى حقوقهما وصبر عليهما وفى أجره بغير حساب وكما في مسند الإمام أحمد من طريق عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصيام والقيام يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشراب بالنهار ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان وقد قال العارف بالله سيدي أحمد بن الحواري إني لأقرأ القرآن وأنظر في آية فيحير عقلي بها وأعجب من حفاظ القرآن كيف يهنهم النوم ويسعهم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا وهم يتلون كلام الله أما إنهم لو فهموا ما يتلون وعرفوا حقه فتلذذوا به واستحلوا المناجاة لذهب عنهم النوم فرحا بما قد رزقوا
إن شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار لاسيما في العشر الأواخر فالله تعالى يرحم من عباده الرحماء كما قال صلى الله عليه وسلم إنما يرحم الله من عباده الرحماء فمن جاد على عباد الله جاد الله عليه والعطاء والفضل والجزاء من جنس العمل
لكن هل هم يوسف بها كما همت به بعض المفسرين نسب الهم ليوسف عليه السلام بامرأة العزيز وذهب إلى أن همه كان هم الفاحشة ومعلوم أن الأنبياء معصومون عن الخطأ ومنهم من نفى عن يوسف هم الفاحشة واعتبره هم الضرب أي هم بضربها ورفع يده عليها ولكنه لم يضربها لأنه رأى برهان ربه وهو شعوره بالخجل من ضربها لأنه لا يليق برجل أن يضرب امرأة فكيف إذا كانت سيدته ولكن تركيب الآية بوحي بأنه لم يهم بها وينفي عنه الهم قال الله تعالى ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه فحرف الواو هنا استئنافية وليست عاطفة ويجب الوقوف على الضمير في به ثم يستأنف القارئ وهم بها لولا أن رأى برهان ربه وجملة هم بها جواب الشرط لحرف الشرط لولا مقدم عليها فتصبح الجملة هكذا لولا أن رأى برهان ربه لهم بها ومعلوم أن لولا حرف امتناع لوجود فيمتنع تحقق جواب الشرط وهو هم بها لوجود فعل الشرط وهو أن رأى برهان ربه وبرهان ربه عز وجل هو إيمانه القوي بالله تعالى وشعوره بمراقبته وحرصه على عدم مخالفته واجتنابه المعاصي والذنوب
أثبت القرآن الكريم لامرأة العزيز مراودتها ليوسف عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين
قال الله تبارك وتعالى عن طالوت مبينا مؤهلاته ليكون ملكا على بني إسرائيل قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم وقال تعالى عن اهتمام المنافقين بأجسامهم على حساب قلوبهم وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة الآيتان تتحدثان عن الأحياء فطالوت ملك حي والمنافقون أحياء يتكلمون أما كلمة جسد فإنها تعني البدن جثة هامدة قال تعالى عن ابن نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام الذي ولد ميتا مشوها ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب كما وصف القرآن العجل التمثال الذي صنعه السامري من الذهب لبني إسرائيل ودعاهم إلى عبادته مستغلا غيبة موسى عليه السلام فقال الله تبارك وتعالى واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار وبهذا نكون قد علمنا الفرق بين الجسم والجسد
كلمتان متقاربتان في الحروف والمعنى ولكن ما الفرق بينهما يقال الجسم إذا كان فيه حياة وروح وحركة والجسد التمثال الجامد أو البدن بعد وفاته وخروج روحه
فقدان الوالدة الكريمة عوضته الخالة التي فتحت ذراعيها لشيماء ومن الخالة التي تحفظ كتاب الله ومن صديقاتها اللائي يقصدن المدرسة تولدت الرغبة في حفظ كتاب الله بالمدرسة القرآنية بحيها وفيها بدأت تتلقى القرآن على يد الشيخ مبارك مزعاش ثم عوضته الأستاذة هاجر كانت طريقة الحفظ عن طريق كتابة ثمن القرآن يوميا على اللوحة وحفظه ثم استعراضه أمام المعلم وكانت تستغل فصل الصيف لتكرير ما حفظته أيام السنة حتى لا تنسى ما حفظته وتعيد استظهاره أمام مدير المدرسة الشيخ دحمان واصلت شيماء الحفظ على هذا المنوال حتى أضحت تحفظ حزبا وكل هذا وسط جو عائلي قل نظيره بمدرسة بدأت حلما وصارت قطبا قرآنيا بامتياز يحتل الصدارة في كل المناسبات وفوق هذا فإن شيماء دائمة التفوق العلمي في دراستها وآخر معدلاتها بمتوسطة مبروك بوحفض هو وحلمها المنشود أن تصبح طبيبة بارعة بحكم أن الوالدة توفيت وهي تقاوم آلام المرض الذي يقطع جسدها
تشعر الفتاة شيماء ريحان بن صغير البالغة من العمر سنة أن مدرسة حمزة بن عبد المطلب بحي كرنيف ببلدية عين أزال الواقعة جنوب ولاية سطيف هي أمها الثانية بعدما فقدت والدتها سنة
والأولى أن يحرص الأئمة على المحافظة على الأدعية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء القنوت وعدم التطويل على المأمومين وعدم التكلف في تأليف الأدعية والتوسع فيها كما لا ينبغي المبالغة في رفع الصوت بالدعاء أو بالتأمين أو بالبكاء فالله تعالى ليس بأصم ولا بعيد بل هو سميع قريب والله أعلم لا يجوز له الفطر في ذلك اليوم لأن الله يقول فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن خرج بعد الفجر فقد شاهد بداية الصوم وهو حاضر ولا يوصف بأنه مسافر حتى يخرج من البلد وإن خرج المسافر نهارا بعد الفجر وأفطر فقد أساء على ما عليه الجمهور ولعلماء المالكية قولان في وجوب الكفارة عليه وعدم وجوبها والأحوط أن يصوم إلا إذا شق عليه والله أعلم ينبغي للمسلم أن يغتنم أيام رمضان ولياليه بتعمير نهاره بالأعمال الصالحة وإحياء لياليه بصلاة التراويح عسى الله أن يجعله من عتقائه من النار قال صلى الله عليه وسلم إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة رواه الترمذي ولا يليق بالمسلم أن يعرض عن منادي ربه إلى الخير فيحيي ليالي رمضان في اللهو واللعب ويقضي نهاره في الطواف في الأسواق وسماع الكلام الفاحش ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم إسوة حسنة فقد كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها ويقوم لياليها كلها تحريا لليلة القدر المباركة وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فكيف بمن ثقل كاهله بالذنوب أن يعرض عن خير ينادي منادي الله إليه والله أعلم
إن الإطالة في القيام وتكليف الناس خاصة في أيام رمضان هذه السنوات حيث يطول النهار ويشتد الحر مخالف لأمر النبي صلى الله عليه وسلم الذي أمر من أم الناس أن يخفف لأن في الناس المريض والعاجز وذا الحاجة
وعليه أن يطعم عن كل يوم مسكينا كما ورد في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما ومقدار الإطعام هو مقدار ما يأكل مسكين حتى الشبع وقيل مقدار وجبته المتوسطة وإن مرض الصائم مرضا أفطر على إثره ويرجى برؤه منه يقضي ما أفطره صوما بعد انقضاء رمضان قال تعالى فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر البقرة إذا كنت تقصد بالكفارة هنا ما يترتب عن انتهاك حرمة رمضان بجماع أو أكل عمدا فإنه لا يجوز إطعام مسكين واحد ستين مرة بل يجب إطعام ستين مسكينا عدا وتكرارا أما فدية الصيام وهي ما يترتب على الإطار في رمضان لعذر كمرض مثلا وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره فإن عدد المساكين يتعدد بتعدد الأيام التي أفطر فيها بدليل قوله وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين البقرة وإذا تعذر العثور على أكثر من مسكين جاز عندئذ إطعام مسكين بعدد الأيام وجبت فيها الفدية والله أعلم
قال تعالى ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين البقرة وقال سبحانه وتعالى ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا النساء فالمريض إن أمره الطبيب الأمين الموثق في دينه وأمانته بالإفطار وعدم الصوم وجب عليه الإفطار وحرم عليه الصوم لأن في صومه إهلاكا وقتلا لنفسه وإن صبر ورضي بما قدر الله له من المرض فإن له أجر الصائمين بإذن الله
بمجرد أن تقرأ هذه الآيات البينات من سورة الفتح ينصرف ذهنك مباشرة إلى فتح مكة مع أن كل انتصارات المسلمين كانت فتحا غير أن فتح مكة شرفه الله بشرف الزمان والمكان شرفه كونه كان في أفضل شهور العام شهر رمضان وفي العشر الأخيرة المفضلة فيه والشهر كله فضيل شاء الله تعالى في مثل هذا الشهر المبارك وفي العشرين منه من السنة الثامنة من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أن تفتح مكة على يد حبيبه ونبيه ومصطفاه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم طهرها من الأصنام والمشركين فصارت بلاد إسلام وإيمان بعد أن كانت بلاد كفر وأوثان ودخل الناس بعد الفتح في دين الله أفواجا فكان فتحا مبينا ونصرا عزيزا إن أهم شيء في الفتح يوم أن دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة على ناقته وهو يقرأ سورة الفتح وقد حنى رأسه تواضعا لله عز وجل حتى قال عنه أنس رضي الله عنه دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وبطنه على راحلته متخشعا الله الله يدخلها وهو المطرود منها بهذا التواضع والخشوع لله رب العالمين وصدق الله العظيم إذ يقول فيك فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين آل عمران قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل المسجد الحرام ومعه أصحابه فأقبل إلى الحجر الأسود فاستلمه ثم طاف بالبيت وهو يحمل قوسا في يده وعلى الكعبة ثلاثمائة وستون صنما فجعل يطعنها بالقوس ويقرأ قول الله تعالى وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا الإسراء وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يكسر هبل وأبو سفيان ينظر ويشاهد نهاية هبل الذي كان يفتخر به في غزوة أحد أمام النبي صلى الله عليه وسلم ويقول أعلوا هبل ولهذا ذكره الزبير بذلك فقال يا أبا سفيان إنك كنت منه في يوم أحد في غرور ولما أكمل النبي صلى الله عليه وسلم الطواف دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة فأمر بها ففتحت فرأى فيها صورة إبراهيم وإسماعيل يستقسمان بالأزلام فقال قاتلهم الله والله ما استقسما بها قط ثم فتح الباب وقريش ينتظرون ماذا يفعل بهم وهم الذين طالما آذوه وعذبوا أصحابه إنهم الذين أخرجوه من أحب بلاد الله إليه إنهم الذين قاتلوهم في بدر وأحد وحاصروهم في الخندق لا بد أن يحاكم هؤلاء الخصوم هذا ما يتوقعه الناس في مثل هذا الموقف الرهيب وهذا ما يفعله المنتصرون في القديم والحديث ولو انتقم النبي صلى الله عليه وسلم منهم ما كان ظالما لهم ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع غير هذا لقد نادى قريشا وهم ناكسو رؤوسهم ينتظرون الكلمة الفاصلة تخرج من بين شفتيه فقال يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم قالوا خيرا أخ كريم وابن أخ كريم هنا قال كلمة الفصل قال إني أقول ما قال يوسف لإخوته لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فأنتم الطلقاء وهكذا بكلمة واحدة أطلقهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصدر هذا العفو العام وضرب المثل الأعلى في تسامح القادرين على الانتقام والاقتصاص
يقول الحق سبحانه إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا الفتح
يقول صاحب الظلال وإن شأن المكذبين وأهل الأرض أجمعين لأهون وأصغر من أن يدبر الله لهم هذه التدابير ولكنه سبحانه يحذرهم نفسه ليدركوا أنفسهم قبل فوات الأوان وليعلموا أن الأمان الظاهر الذي يدعه لهم هو الفخ الذي يقعون فيه وهم غارون وأن إمهالهم على الظلم والبغي والإعراض والضلال هو استدراج لهم إلى أسوأ مصير وأنه تدبير من الله ليحملوا أوزارهم كاملة ويأتوا إلى الموقف مثقلين بالذنوب مستحقين للخزي والرهق والتعذيب وليس أكبر من التحذير وكشف الاستدراج والتدبير عدلا ولا رحمة والله سبحانه يقدم لأعدائه وأعداء دينه ورسوله عدله ورحمته في هذا التحذير وذلك النذير وهم بعد ذلك وما يختارون لأنفسهم فقد كشف القناع ووضحت الأمور إنه سبحانه يمهل ولا يهمل ويملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته وهو هنا يكشف عن طريقته وعن سنته التي قدرها بمشيئته ويقول لرسوله صلى الله عليه وسلم ذرني ومن يكذب بهذا الحديث وخل بيني وبين المعتزين بالمال والبنين والجاه والسلطان فسأملي لهم واجعل هذه النعمة فخهم فيطمئن رسوله ويحذر أعداءه ثم يدعهم لذلك التهديد الرعيب
هذا التحذير الرباني جاء في موضعين من القرآن الكريم وهو وارد أساسا في المكذبين من الكفار ولكنه على عادة القرآن من ضرب المثال بالكفار المكذبين ليعتبر بحالهم ومآلهم المؤمنون المصدقون فهو تهديد ووعيد للكافرين والظالمين والمجرمين والمسرفين والعاصين قال الله جلت صفاته والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين وقال عزت قدرته فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين والاستدراج هو الأخذ بالتدريج منزلة بعد منزلة والمعنى سنستدنيهم قليلا قليلا إلى ما يهلكهم ويضاعف عقابهم من حيث لا يعلمون ما يراد بهم وذلك أن يواتر الله نعمه عليهم مع انهماكهم في الغي فكلما جدد عليهم نعمة ازدادوا بطرا وجددوا معصية حتى يأتيهم العذاب أو تحل ساعتهم وأمهل لهؤلاء المكذبين المستدرجين في العمر وأمد لهم في أسباب الحياة الرغدة إن كيدي شديد متين قوي شديد لا يدافع بقوة ولا بحيلة
وحتى لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألهم عن اليوم الذي هم فيه والمكان الذي هم فيه وهم يعلمون حق العلم فيتحرجون أن يجيبوا إلا بقولهم الله ورسوله أعلم خشية أن يكون في قولهم تقدم بين يدي الله ورسوله جاء في حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل في حجة الوداع أي شهر هذا قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أن سيسميه بغير اسمه فقال أليس ذا الحجة قلنا بلى قال أي بلد هذا قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال أليس البلدة الحرام قلنا بلى قال فأي يوم هذا قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال أليس يوم النحر قلنا بلى إلخ ثم قال أيها الناس إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا
روى أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه بإسناده عن معاذ بن جبل رضي الله عنه حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن بم تحكم قال بكتاب الله قال صلى الله عليه وسلم فإن لم تجد قال بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم فإن لم تجد قال رضي الله عنه أجتهد برأي فضرب في صدره وقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي الله ورسوله
قال الله سبحانه وتعالى ليلة القدر خير من ألف شهر القدر أي خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر والجمهور على انحصارها في العشر الأخيرة والاعتكاف لغة هو اللبث وملازمة الشيء أو الدوام عليه خيرا كان أو شرا ومنه قوله تعالى يعكفون على أصنام لهم الأعراف وقوله أيضا ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون الأنبياء وقوله سبحانه ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد البقرة وشرعا هو لزوم مسلم مميز مسجدا مباحا لكل الناس بصوم كافا عن الجماع ومقدماته يوما وليلة فأكثر للعبادة بنية فلا يصح من كافر ولا من غير مميز ولا في مسجد البيت المحجوز عن الناس ولا بغير صوم أي صوم كان فرض أو نفل من رمضان أو غيره ويبطل بالجماع ومقدماته ليلا أو نهارا وأقله يوم وليلة أو نهارا وندب عشرة أيام لاعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر فيه من رمضان وأكثره شهر وتكره الزيادة عليه بقصد العبادة بنية إذ هو عبادة وكل عبادة تفتقر للنية وأما حكم مشروعيته فهو قربة ونافلة من نوافل الخير ومندوب إليه بالشرع أو مرغب فيه شرعا للرجال والنساء لاسيما في العشر الأواخر من رمضان ويجب بالنذر قال الله تعالى ولا تباشروهن وأنتم عاكفون بالمساجد البقرة وقوله سبحانه أن طهر بيتي للطائفين والعاكفين البقرة وروى ابن عمر وأنس وعائشة رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان منذ قدم المدينة إلى أن توفاه الله تعالى متفق عليه أما زمان الاعتكاف فأقله يوم وليلة والاختيار أن لا ينقص من عشرة أيام ومكانه المساجد كلها ولا يصح في مسجد البيوت المحجورة فلا يعتكف في صومعة المسجد ولا على ظهر المسجد ولا في بيت القناديل وقد قسم العلماء الاعتكاف على قسمين مسنون وواجب فالمسنون هو ما تطوع به المسلم تقربا إلى الله عز وجل وطلبا لثوابه واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ويتأكد ذلك في العشر الأواخر من رمضان والواجب هو ما أوجبه المرء على نفسه إما بالنذر المعلق مثل أن يقول لله علي أن أعتكف كذا وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من نذر أن يطيع الله فليطعه وفيه أيضا أن عمر رضي الله عنه قال يا رسول الله إني نذرت أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام فقال أوف بنذرك ويشترط في المعتكف النية لقوله صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى لأنه عبادة محضة لم تصح من غير نية كالصوم والصلاة وسائر العبادات والصوم وهو شرط مطلقا والاشتغال بالعبادة على قدر الاستطاعة ليلا ونهارا من الصلاة والذكر والتلاوة وسائر أعمال الآخرة فلا يشهد جنازة ولا يعود مريضا ولا يدرس العلم
أجمعت الأمة على سنية الاعتكاف وهو مستحب في كل وقت سواء أكان في رمضان أم في غيره وهو في العشر الأواخر من رمضان أفضل منه في غيره لطلب ليلة القدر بالصلاة والقراءة وكثرة الدعاء فإنها أفضل ليالي السنة
وكما ورد في السؤال فإن شهر رمضان فرصة للعابدين والذاكرين والعاملين والدعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها الصائم إلى الله تعالى فينال به خيري الدنيا والآخرة قال تعالى وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين غافر فمتى حقق المؤمن شروط الدعاء وآدابه فإن الله وعد بإجابته ومن أصدق من الله حديثا وقد شرعت صلاة التراويح في شهر رمضان قال صلى الله عليه وسلم من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه أخرجه البخاري ومسلم وقد ورد في فضل قيام الليل وفي إجابة الدعاء في الثلث الأخير منه أحاديث كثيرة منها ما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها رواه أحمد ومسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له أخرجه البخاري ومسلم كما أن ليلة القدر ليلة يستجاب فيها الدعاء يتحراها المؤمن في العشر الأواخر من رمضان فيقومها ويذكر الله فيها ويدعو سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى موقنا بالإجابة غير مستعجل مخلصا له جل جلاله
إن انشغال هذه المرأة دليل على صحة عقيدتها وسلامة عبادتها ذلك لأنها تعلم أن من بيده شفاء ولدها هو الله سبحانه وتعالى فدفعها علمها ذلك إلى تحقيق العبودية بالتوجه بالدعاء والتضرع إليه سبحانه وتعالى فنسأل الله تعالى أن يشفي ولدها وأن يرزق جميع المؤمنين والمؤمنات من فضله إنه لدليل على إيمان الجزائريين بالله تعالى الإيمان الذي يمنعهم من الإشراك بالله سبحانه وتعالى
المبين للناس والموعظة للمتقين قال تعالى هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين آل عمران مخرج الناس من الظلمات إلى النور قال تعالى آلر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ابراهيم المذكر قال تعالى ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى طه وكذلك الآية الأخيرة من سورة القلم قال تعالى وما هو إلا ذكر للعالمين أحسن الحديث والكتاب المتشابه قال تعالى الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد الزمر هو خير من كل ثروة قال تعالى يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين يونس إنه الهدى ومصدر الشفاء للذين آمنوا قال تعالى ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد فصلت
لا ريب فيه قال تعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين البقرة المصدق لسائر الكتب السماوية وهو الهدى والبشرى لأهل الإيمان قال تعالى قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين البقرة
ونقلت وكالة الأنباء السعودية واس أمس الأحد عن مدير إدارة الحج والعمرة في إمارة منطقة مكة المكرمة صلاح صقر قوله إنه تم نقل أكثر من مليون معتمر ومصل خلال يوما الأولى من رمضان وأشار إلى أنه تم نقل هذا العدد من المصلين والمعتمرين عبر وسائل النقل التي وفرتها الجهات المعنية والتي بلغ عددها أكثر من ألف مركبة وبين أن العدد الذي تم نقله يزيد بنسبة عن الفترة المماثلة من العام الماضي كما لفت إلى أن خطة النقل في رمضان الجاري تستهدف نقل مليون شخص خلال كامل الشهر الفضيل من جهته أوضح عيسى محمد رواس وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة أن عدد القادمين لأداء مناسك العمرة من خارج المملكة منذ بدء موسم العمرة قبل شهور بلغ ملايين معتمر ولم يحدد رواس عدد المعتمرين القادمين خلال شهر رمضان تحديدا إلا أن الإقبال على أداء العمرة يتزايد عادة خلال شهر رمضان المبارك
أعلنت السعودية أنه تم نقل أكثر من مليون مصل ومعتمر إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة خلال ال يوما الأولى من شهر رمضان الجاري
ويضيف القارئ باهي عادل أن المستوى الرفيع الذي وصل إليه كان بسبب ولعه منذ الصغر بحفظ كتاب الله وقد شجعه جده رحمه الله على وجوب حفظه إضافة إلى والده يوسف الذي يعمل إطارا في قطاع الشؤون الدينية حيث كان له حافزا وموجها ما جعله رمزا وقائدا لأشقائه الأصغر منه سنا لكي يسلكوا دربه في الانخراط في حفظ كتاب الله أيضا وصار بالنسبة إليهم المرجع الأساسي في حفظ كتاب الله وأحكام التلاوة وأكد باهي عادل أنه حفظ الأربعين حديثا النووية ومتن تحفة الأطفال وشارك في عدة مسابقات ولائية لحفظ كتاب الله وأحكام تلاوته كما يتمنى أن يكمل مساره بإتقان التلاوة بالقراءات السبع ويطمح أن يكون أحد العلماء في مجال علوم القرآن وأحكامه وأن يساهم في تحفيظ كتاب الله للناشئة
القارئ باهي عادل بن يوسف البالغ من العمر سنة والمولود بالوادي يتلو القرآن الكريم على مسامع المصلين برواية ورش عن نافع إتقانه للتلاوة وأحكام القراءة وصوته الندي الأجش جعله مطلبا للمصلين في عدة مساجد لكنه فضل أن يستقر به المقام في مسجد الحي يقول بأنه بدأ حفظ كتاب الله وعمره سنوات في المدرسة القرآنية الإمام عبد الحميد بن باديس التابعة لفرع جمعية العلماء المسلمين الموجود في الحي إلى غاية ختمه في فترة وجيزة كما تعلم أحكام التلاوة في ذات المدرسة على يد أساتذة ومشايخ متخصصين تتلمذ على أيديهم منهم الأستاذ سهيل معيوة وضبط أحكام التلاوة على يد الشيخ علي التومي بمسجد خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها
إن قيام الليل له من الفضل والمنفعة للمؤمن ما لا يعده العادون ولا يحصيه المحصون ومن عظيم فضله أنه كان فرضا في أول الإسلام وخوطب به النبي عليه الصلاة والسلام في مكة ولما تكتمل بعد شرائع الإسلام ولا أقيمت للمسلمين دولة بل إن الأمر بقيام الليل جاء في أوائل السور المكية نزولا وهي سورة المزمل وهذا يدل على مكانة قيام الليل من شريعة الإسلام إذ جاء فيما تقدم نزوله من القرآن يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا المزمل وسأل سعد بن هشام رضي الله عنه عائشة رضي الله عنها عن قيام الرسول عليه الصلاة والسلام فقالت ألست تقرأ يا أيها المزمل قلت بلى قالت فإن الله عز وجل افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة رواه مسلم وقيام الليل سبب للقرب من الله تعالى وما صام الصائمون وتعبد المتعبدون إلا تقربا إلى الله تعالى روى عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن رواه الترمذي وصلاة التهجد من أبرز العلامات التي يتميز بها الاعتكاف لما لها من عظيم الأثر في النفوس ولما يلمسه المرء من شعور صادق بقربه من الله تعالى مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر رواه الترمذي بسند حسن صحيح وهي من السنن المندوبة والمستحبة وعدد ركعاتها من ركعتين إلى ثمانية والأفضل أن تكون ثنائية أي يصليها ركعتين ركعتين يسلم على رأس كل ركعتين ووقتها يكون بعد منتصف الليل وهي أفضل من صلاة التطوع في النهار لقوله تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ولقوله صلى الله عليه وسلم أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل رواه مسلم والتهجد يبدأ من بعد صلاة العشاء إلى آخر الليل كله تهجد والأفضل آخر الليل لمن تيسر له ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل رواه مسلم وقوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى يضيء الفجر متفق عليه
اجتمعت في قيام ليالي رمضان المباركة فضيلة العمل وهو الصلاة وفضيلة الشهر وهو رمضان وفضيلة عشره الأخيرة وفضيلة الوقت وهو ثلث الليل الآخر في أشرف زمان وأشرف مكان قال الله تعالى يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا المزمل
أما سؤالك عمن توجه إليه الفدية فإن القريب الفقير أولى بها من الفقير البعيد لأن في الأولى صلة وصدقة وأنت لست ملزما بالقضاء لأن السكري مرض مزمن إن فعل الصائم ذلك عمدا فعليه الكفارة وإن فعلها سهوا فعليه القضاء فقط في المذهب المالكي ولا شيء عليه عند الجمهور لاعتبار ذلك طعمة من الله له وامتنانا عليه منه سبحانه وتعالى ولا بد أن يمسك الصائم متى أكل سهوا أو شرب بعد تذكره مباشرة ولا يجوز له مواصلة الأكل فإن فعل فعليه الكفارة والقضاء عليك أن تطعم ستين مسكينا مختلفين بمعنى أنه لا يجوز لك إطعام مسكينا واحدا ستين مرة مثلا أو أن تطعم مسكينا واحدا عشر مرات مثلا بل ستين مسكينا بأن تطعم كل واحد منهم يوما كاملا عدا وحدا ومن أفطر في رمضان ثلاثة أيام عمدا فإنه يكفر بإطعام مسكين مع قضاء الثلاثة أيام صوما وهكذا ومن لم يستطع الإطعام يقضي اليوم الذي أفطره ويصوم شهرين متتابعين عن كل يوم أكله عمدا بغير عذر مع قضائه إذا مرض المكلف مرضا يلزمه علاجا معينا لقوله تعالى فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر البقرة ولكن نزع الضرس باستعمال المخدر في المكان المحيط به فإن الضابط في ذلك من حيث صحة الصوم من عدمها ما يصل إلى الجوف مرورا بالحلق فإن أحس شيئا في حلقه وابتلعه فإنه مطالب بالقضاء وإن لم يجد شيئا من ذلك فلا شيء عليه وصيامه صحيح
المريض بداء السكري لا يجب عليه الصوم بل يحرم عليه إن أشار عليه الطبيب بعدم الصوم لما قد يسببه من هلاك في صحته وحفظ النفس من الكليات التي أوجب الإسلام حفظها فعليك أن تفطر وتفدي عن كل يوم والفدية هي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره أو يخرجها مجموعة عن كل أيام الشهر بعد انقضائه أو بعد كل بضعة أيام فلا بأس بذلك
فأما مقادير ما ينكشف ومبالغ ما يرد من لطف الله تعالى من الأحوال والأعمال فذلك يجري مجرى الصيد وهو بحسب الرزق فقد يقل الجهد ويكثر الصيد وقد يطول الجهد ويقل الصيد والمعول وراء هذا الاجتهاد على جذبه من جذبات الرحمن عز وجل فإنها توازي أعمال الثقلين وليس ذلك إلى اختيار العبد بل اختياره أن يتعرض لتلك الجذبة بأن يقلع عن قلبه جواذب الدنيا فإن المجذوب إلى أسفل سافلين لا يجذب إلى أعلى عليين وكل منهوم بالدنيا هو منجذب إليها فقطع العلائق الجاذبة هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أخرجه الطبراني إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها فعلينا إذا تفريغ المحل والانتظار لنزول رحمة الله تعالى عليه فإذا طهر العبد قلبه من حشيش الشهوات وبذر فيه بذر الإرادة والإخلاص وعرضه لمهاب رياح الرحمة حق له أن ينتظر تلك النفخات في الأوقات الشريفة وعند اجتماع الهمم ونشاط القلوب كيوم عرفة ويوم الجمعة وفي رمضان ونحن بصدد هذه الشهر الكريم فلا تفوتنا نفحاته وبركاته والهمم والأنفاس أسباب لاستدرار رحمة الله تعالى بحكمته وتقديره
اعلم أن أشد أنواع الصبر والمجاهدة كف الباطن من حديث النفس وإنما يشتد ذلك على من تفرغ واعتزل فإن الوساوس لا تزال تجاذبه ولا علاج لهذا إلا قطع العلائق وجعل الهم هما واحدا وصرف الفكر إلى ملكوت السموات والأرض وعجائب صنع الله تعالى وجميع أبواب معرفة الله تعالى حتى إذا استولى ذلك على قلبه دفع اشتغاله مجاذبة الشيطان ووساوسه وإن لم يكن له سير الباطن فلا ينجيه إلا الأوراد المتواصلة من القراءة والأذكار والصلوات ويحتاج مع ذلك إلى تكليف القلب الحضور فإن الفكر الباطن هو الذي يستغرق القلب دون الأوراد الظاهرة فهذا الذي يمكن أن ينال بالاكتساب والجهد
وقد عظم الله تعالى ذم اتباع الهوى في مواطن عديدة من كتابه العزيز ونوه بشأن من يفلح في مقاومة هواه قال جل ذكره وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى النازعات فالذي يخاف مقام ربه عز وجل لا يقدم على معصية فإذا أقدم عليها بحكم ضعفه البشري قاده خوف هذا المقام الجليل إلى الندم والاستغفار والتوبة فظل في دائرة الطاعة ونهي النفس عن الهوى هو نقطة الارتكاز في دائرة الطاعة فالهوى هو الدافع القوي لكل طغيان وكل تجاوز وكل معصية وهو أساس البلوى وينبوع الشر وقل أن يؤتى الإنسان إلا من قبل الهوى فالجهل سهل علاجه ولكن الهوى بعد العلم آفة النفس التي تحتاج إلى جهاد شاق طويل الأمد لعلاجها والخوف من الله هو الحاجز الصلب أمام دفعات الهوى العنيفة والذي يتحدث هنا هو خالق هذه النفس العليم بدائها الخبير بدوائها وهو وحده الذي يعلم دروبها ومنحنياتها ويعلم أين تكمن أهواؤها وأدواؤها وكيف تطارد في مكامنها ومخابئها ولم يكلف الله سبحانه ألا يشتجر في نفسه الهوى فهو تعالى يعلم أن هذا خارج عن طاقته ولكنه كلفه أن ينهاها ويكبحها ويمسك بزمامها وأن يستعين في هذا بالخوف الخوف من مقام ربه الجليل العظيم المهيب وكتب له بهذا الجهاد الشاق الجنة مثابة ومأوى فإن الجنة هي المأوى ذلك أن الله يعلم ضخامة هذا الجهاد وقيمته كذلك في تهذيب النفس البشرية وتقويمها ورفعها إلى المقام الأسنى
عرف العلماء الكرام الهوى بأنه ميل النفس إلى الشهوة ويقال ذلك للنفس المائلة إلى الشهوة سمي بذلك لأنه يهوي بصاحبه في الدنيا إلى كل داهية وفي الآخرة إلى الهاوية ومقاومة الهوى مغالبته ومحاربته والخلوص من وساوس النفس وإغواء الشيطان اللعين فهي خلق من أخلاق القرآن الكريم وفضيلة من فضائل الإسلام العظيم وجانب من هدي الرسول عليه الصلاة وأزكى التسليم
يروى أن هذه الآية نزلت في أشراف قريش حين طلبوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يطرد فقراء المؤمنين من أمثال بلال وصهيب وعمار وخباب وابن مسعود إذا كان يطمع في إيمان رؤوس قريش أو أن يجعل لهم مجلسا غير مجلس هؤلاء النفر لأن عليهم جبابا تفوح منها رائحة العرق فتؤذي السادة من كبراء قريش ويروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم طمع في إيمانهم فحدثته نفسه فيما طلبوا إليه فأنزل الله عز وجل هذه الآية الكريمة أنزلها تعلن عن القيم الحقيقية وتقيم الميزان الذي لا يخطئ وبعد ذلك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر فالإسلام لا يتملق لأحد ولا يزن الناس بموازن الجاهلية الأولى ولا أية جاهلية تقيم للناس ميزانا غير ميزانه واصبر نفسك مع هؤلاء صاحبهم وجالسهم وعلمهم ففيهم كل الخير وعلى مثلهم تقوم الدعوات لأن الله هو غايتهم يتجهون إليه بالغداة والعشي لا يتحولون عنه ولا يبتغون إلا رضاه فالدعوات لا تقوم على من يعتنقونها لأنها غالبة ومن يعتنقونها ليقودوا بها الأتباع ومن يعتنقونها ليحققوا بها الأطماع وليتجرأوا بها في سوق الدعوات تشترى منهم وتباع إنما تقوم الدعوات بهذه القلوب التي تتجه إلى الله خالصة له لا تبغي جاها ولا متاعا ولا انتفاعا إنما تبتغي وجهه وترجو رضاه ولا تطع هؤلاء الكفرة فيما يطلبون من تمييز بينهم وبين الفقراء الذين يتبعون أهواءهم أهواء الجاهلية ويحكمون مقاييسها في العباد فهم وأقوالهم سفه ضائع لا يستحق إلا الإغفال جزاء ما غفلوا عن ذكر الله
يقول الله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر الكهف
وبقدر ما يتقرب الصائم إلى الله تعالى بفعل الطاعات كتلاوة القرآن والذكر والطاعات والصلاة والتصدق على الفقراء والمحتاجين بقدر ما يتقرب إليه بترك المعاصي والمحرمات كالكذب والزنا والنظر إلى الحرام والعادة السرية والاستمناء وعقوق الوالدين وقطع الرحم وغير ذلك فالإسلام دين يدعو إلى حفظ النسل وضبط الشهوة التي فطر الله العباد عليها وذلك من خلال تشريع أحكام خاصة بالأسرة والأحوال الشخصية عموما والزواج من بين تلك التشريعات التي تحفظ للإنسان كرامته وترفعه من المستوى الحيواني فكل إشباع للشهوة بعيدا عن إطار الزواج الشرعي يعد تعديا على حدود الله قال الله عز وجل واصفا المؤمنين المفلحين يوم القيامة والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والرسول صلى الله عليه وسلم أرشد شباب هذه الأمة إلى ما يحفظون به فروجهم عن الحرام فقال يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء أخرجه البخاري ومسلم فمن كان قادرا ماديا ومعنويا على تحمل تبعات الزواج وخشي على نفسه الوقوع في الفاحشة يجب عليه أن يتزوج ليحفظ بصره وفرجه ومن لم يستطع فعليه بالصوم الذي ثبت طبيا أنه يهدئ من شهوة العبد فكيف للصائم أن يخالف هذه الحقيقة ويدفع بنفسه لارتكاب وفعل أمور مخلة بالحياء والدين ومضرة بالصحة قال الله تعالى قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم وقال ابن القيم رحمه الله أمر الله تعالى نبيه أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم وأن يعلمهم أنه مشاهد لأعمالهم مطلع عليها يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الأمر بغضه مقدما على حفظ الفرج فإن كل الحوادث مبدؤها من النظر وقال والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان فإن النظرة تولد الخطرة ثم تولد الفكرة الشهوة ثم تولد الشهوة الإرادة ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنع ولهذا قيل الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العينان تزنيان وزناهما النظر أخرجه البخاري ومسلم فيجب على المسلم سائر أيامه وفي رمضان أن يحفظ بصره عن تلك البرامج التلفزيونية الخليعة ليحفظ بذلك فرجه عن الوقوع في الفاحشة والاستمناء في نهار رمضان يوجب القضاء والكفارة عند كثير من الفقهاء والله أعلم
إن رمضان شهر القرآن والطاعة والعبادة من حرم خيره فقد حرم الخير كله والصوم عبادة عظيمة يتقرب بها المؤمن إلى ربه عز وجل يرجو ما عنده من ثواب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله تعالى إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك رواه البخاري
قالت شهيناز في حديثها عن تجربتها التي تشارك فيها العديد من الحافظات في المدرسة القرآنية إنها كانت متميزة وعاشت على غرار قريناتها متعة حفظ القرآن الكريم الذي قالت إنه وعلى سهولته لكنه سرعان ما ينسى وهذا ما يفرض عليها جهدا مضاعفا للمواظبة عليه وتعتبر شهيناز أفضل الأوقات لترسيخ ما حفظته الصباح وهذا وفقا للنصائح التي قالت إنها تتلقاها بشكل متواصل من والديها اللذين يقومان بدعمها على مواصلة الحفظ وختم أجزاء من كتاب الله وأضافت حددت موعدا لختم القرآن الكريم وذلك عند بلوغي سن الثانية والعشرين من عمري وهذا ليس بالأمر الهين ومع ذلك أطلب من الأولياء أن يسعوا لإلحاق أبنائهم بالمدارس القرآنية فالقرآن هو ربيع القلوب وهو الشفيع يوم القيامة
تمكنت الحافظة شهيناز بن رازق ذات الثلاث عشرة سنة من حفظ اثني عشر حزبا في ظرف ثلاث سنوات وهي تنتقل من المدرسة القرآنية دحمون الطاهر بمجاز عمار نحو الإمام مالك إذ وجدت في المكان والمعلمين وفقا لما روته ل الخبر الفرصة للتعلق أكثر بكتاب الله وتحاول تتبع آثار شقيقتها والامتثال لنصائح والديها مع تحديد بلوغها الثانية والعشرين من عمرها موعدا لختم القرآن الكريم
شد المئزر كناية عن الاجتهاد والمبالغة في العبادة مثل التشمير والجد للشيء الجلل وقيل اعتزل أهله في هذه الليالي للتفرغ للعبادة المحضة طالبا ليلة القدر إيقاظ أهله فقد روي أنه صلى الله عليه وسلم يطرق الباب على علي وفاطمة رضي الله عنهما قائلا ألا تقومان فتصليان مشاركة لمن يحب من أهله في هذا الخير وحتى لا يستغرقا في الغفلات إحياء الليل بالصلاة والقيام والتهجد إلى صلاة الفجر وعدم تضييع الوقت في النوم كما أثر عنه سنة الاعتكاف ولزوم المسجد طاعة لله والتماسا لليلة القدر التي هي مظنة العشر الأواخر نسأل الله التوفيق لإدراكها وقيامها
لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم كثير العبادة لا يفتر لسانه عن ذكر الله فهو ذكار شكار وتنام عيناه ولا ينام قلبه لأنه في نجوى لربه دائمة ومشاهدة لأنوار الحق قائمة وكانت عبادته تزيد في رمضان فهو جواد كريم وكان أجود ما يكون في رمضان ولكن إذا دخل العشر الأواخر منه ضاعف الجهد وبذل الوسع كما في الصحيحين عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله وفي رواية لمسلم عنها أيضا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره فيفهم من هذه الأحاديث أنه يخص هذه العشر بما يلي
قال العلامة ابن عاشور رحمه الله في تفسيره أخبر تعالى عن متعديها بأنه ظلم نفسه للتخويف تحذيرا من تعدي هذه الحدود فإن ظلم النفس هو الجريرة عليها بما يعود بالإضرار وذلك منه ظلم لها في الدنيا بتعريض النفس لعواقب سيئة تنجر من مخالفة أحكام الدين لأن أحكامه صلاح للناس فمن فرط فيها فاتته المصالح المنطوية هي عليها ومنه ظلم للنفس في الآخرة بتعريضها للعقاب المتوعد به على الإخلال بأحكام الدين فإن للمؤمنين حظا من هذا الوعيد بمقدار تفاوت ما بين الكفر ومجرد العصيان وجيء في هذا التحذير بمن الشرطية لإفادة عموم كل من تعدى حدود الله فالحارس لأحكام الشرع هو الله القدير العليم فأي مؤمن إذن يتعرض لحد يحرسه الله إنه الهلاك والبوار ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه ظلم نفسه لتعريضها هكذا لبأس الله القائم على حدوده يحرسها ويرعاها وهذا ظلم أي ظلم
تكرر في القرآن العظيم الكلام على حدود الله وتعظيم أمرها فقال جل وعلا تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه الحدود جمع حد والحد في اللغة الحاجز بين الشيئين الذي يمنع اختلاط أحدهما بالآخر يقال حددت كذا جعلت له حدا يميز وحد الدار ما تتميز به عن غيرها وحد الشيء الوصف المحيط بمعناه المميز له عن غيره وحد الزنا والخمر سمي به لكونه مانعا لمتعاطيه من معاودة مثله ومانعا لغيره أن يسلك مسلكه وسميت حدود الله لأنها تمنع أن يدخل فيها ما ليس منها وأن يخرج منها هو منها ومنها سميت الحدود في المعاصي لأنها تمنع أصحابهما من العود إلى أمثالها أما معنى حدود الله في الآيات فقيل هي شروطه أي شرط الله سبحانه أنه من يتجاوز حدوده التي حدها لعباده بأن أخل بشيء منها فقد حمل نفسه وزرا وأكسبها إثما وعرضها للعقوبة والعذاب وقيل أحكامه وقيل حقيقة معانيه وقيل معاصيه
قال الله جل وعلا إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر القدر وقال سبحانه وتعالى إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين الدخان وهذه الليلة هي في شهر رمضان المبارك ليست في غيره قال الله تعالى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن البقرة نوه الله سبحانه وتعالى بشأنها وأظهر عظمتها فقال جل وعلا وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر القدر فمن تقبل منها فيها صارت عبادته تلك تفضل عبادة ألف شهر وذلك ثلاثة وثمانون عاما وأربعة أشهر فهذا ثواب كبير وأجر عظيم على عمل يسير قليل يستحب إحياء ليلة القدر لأنها أفضل الليالي حتى ليلة الجمعة قال الله تعالى ليلة القدر خير من ألف شهر القدر أي قيامها والعمل فيها خير من العمل في ألف شهر خالية منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة ولعل ما ورد في الأحاديث الصحاح من ذكرها وتلمسها في العشر الأواخر من رمضان لعله توجيه للأمة منه صلى الله عليه وسلم لإحياء هذه الليلة شكرا لله تعالى على ما هداهم بهذا القرآن الكريم في هذه الليلة المباركة ومن أراد أن يوافقها على التحقيق فعليه أن يتفرغ لعبادة الله في الشهر كله وهذا هو السر في عدم تعيينها ويستحب طلبها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في طلبها في العشر الأواخر وللعلماء آراء في تعيين هذه الليلة فمنهم من يرى أنها ليلة الخامس والعشرين ومنهم من قال إنها تنتقل في ليالي الوتر من العشر الأواخر وأكثرهم على أنها ليلة السابع والعشرين وروى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان متحريها فليتحرها في ليلة السابع والعشرين وروى مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي وصححه عن أبي بن كعب أنه قال والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان والله إني لأعلم أي ليلة هي هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة سبع وعشرين وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها لا شعاع لها وأما أمارتها ما رواه ابن خزيمة من حديث ابن عباس مرفوعا ليلة القدر طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة وجدير بالمسلمين أن لا يفوتهم وقتها ولا يحيونها وبما يناسب مكانتها الروحية فيمضون وقتها كله قياما بين يدي ربهم ضارعين مبتهلين مسبحين راكعين ساجدين لله شاكرين فليلة القدر وهي بفضلها وتكريم الله لها تدعو المسلمين عامة لإحيائها شكرا لنعمة الله عليهم واستجابة لدعوة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم
إن مما أنعم به الله عز وجل على هذه الأمة ليلة وصفها الله تبارك وتعالى بأنها مباركة لكثرة خيرها وبركتها وفضلها إنها ليلة القدر عظيمة القدر ولها أعظم الشرف وأوفى الأجر أنزل فيها القرآن
يقول مصطفى إنه تمكن من حفظ كتاب الله بعد أن تعلم على العديد من الشيوخ الذين تركوا بصماتهم واضحة في مسيرته منهم محمد محياوي وغيرهم توجه للكتاتيب بعد أن فشل في الدراسة لكن قال عوضني الله عز وجل بحفظ كتابه العزيز وأسعى لأعلم الآخرين رافعا شعار خيركم من تعلم القرآن وعلمه وأضاف لقد تأثرت كثيرا بالمقرئين الكبار على غرار الشريم والسديس وقال إنه بعد أن أتم حفظ كتاب الله عز وجل تفرغ ليتعلم أحكام القراءة التي يحسنها جيدا يعمل مصطفى في الوقت الحالي على تعليم القرآن للأجيال الصاعدة بالمسجد الجديد لحي بوعناني حسين وقد أدى صلاة التراويح في جل مساجد المدينة ويأمل في أن يكون إماما في المستقبل ويحظى بمنصب عمل قار ويعلم الصغار والكبار ولعل ما يميز مصطفى هو قراءته للقرآن الكريم بأسلوب جذاب يجعله يؤم الكثير من المصلين
يبقى الشاب مصطفى شاطر من مدينة سبدو بتلمسان من أحسن معلمي القرآن الكريم بالولاية وهو ما جعله محط أنظار العديد من أئمة المساجد ليؤم المصلين في صلاة التراويح حيث يحضر وراءه خلق كبير للتلذذ بعذب قراءته للقرآن الكريم
يعتبر الحافظ لكتاب الله شولي محمد بن عمر من بلدية الإدريسية ولاية الجلفة من أصغر الطلبة الذين أتموا ختم وحفظ القرآن على مستوى ولاية الجلفة بأن حفظه وهو على عتبة الثالثة عشرة من العمر ذلك أنه من مواليد سنة م وأتمه سنة م بعد مسيرة بين الكتاتيب بدأت سنة م أي في ظرف ست سنوات وكان كما يقول أوزع نفسي بين الكتاب بالذهاب قبل الفجر إلى غاية السابعة والنصف صباحا حيث أتوجه إلى المدرسة وأعود إلى الكتاب بعد صلاة العصر واستكمال الحصص المسائية في المدرسة وكان متفوقا في الاثنين بتحقيق المعدلات العالية حتى أنه نال شهادات التعليم المتوسط والبكالوريا والليسانس في العلوم السياسية بدرجات ومعدلات جيدة وكان في المقابل يحفظ نصف حزب يوميا ولم يؤثر عليه تنقله بين عدة كتاتيب بداية من كتاب الشيخ علي بلكحل ونهاية بكتاب الشيخ البشير شويكات ولعل التنافس الموجود بين أفراد أسرته وأقاربه وتشجيع معلميه له هو ما كان سر تفوقه وختمه القرآن مبكرا وكان لتشجيع معلميه أنه صلى التراويح بالناس وهو ابن خمسة عشر ربيعا ومازال يؤم الناس ويؤذن بمساجد الإدريسية إلى اليوم خاصة بعد أن استكمل دراسته الجامعية ولم يجد عملا أو وظيفة رغم أنه مازال يبحث عن عمل يناسب شهادته كالتوظيف في السفارات وحتى مشاركاته في مسابقات محلية أو ولائية في حفظ القرآن كان يفوز فيها بالمراتب الأولى ويرى أن التعليم القرآني بالطريقة التقليدية القديمة كان أجدى بكثير من الطرق الحديثة لأن القلم واللوح لهما مكانة خاصة
أتم ختم القرآن الكريم ولم يبلغ الثالثة عشرة من عمره وصلى بالناس التراويح وهو ابن خمسة عشر عاما واستطاع التوفيق بين المدرسة والكتاتيب فأظهر تفوقا ونجاحا في الاثنين ومازال يشق طريقه فيهما بإمامة الناس من جهة ومحاولة إيجاد وظيفة في تخصصه في العلوم السياسية من جهة ثانية
قال الله تعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ولما كان حمل المرأة شاقا صعبا متعبا مرهقا يضعف جسمها ويؤثر في أعصابها ونفسيتها وقد يصيبها بالأمراض أو تودي بحياتها علاوة على ذلك آلام المخاض وأوجاع الطلق ومشقة الولادة ولكن رغم كل هذا فالمرأة ترغب في الحمل والإنجاب وتستعذب هذه المشاق وتطلب الحمل وتريده ولهذا عبر القرآن الكريم عن حملها ووضعها بأنه كره أي مشقة وصعوبة وثقل فيه آلام وأوجاع وأخطار لكنه مرغوب ومطلوب لدى المرأة مقرونة باللذة والشوق قال الله تعالى ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا الكره وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم خمس مرات بمعنى الإكراه والإجبار والقسر قال الله تبارك وتعالى ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين وقال عز وجل ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال فالكافر أسلم لله رغم أنفه وهو كاره رافض لذلك اعتبر استسلامه كرها بفتح الكاف ويسجد لله مكرها مجبرا وليس هكذا استسلام المؤمن لله ولهذا وصفه القرآن الكريم بأنه طوعا وجعله مقابلا ومضادا لاستسلام الكافر وخضوعه الجبري لله تبارك وتعالى حتى إنفاق المنافقين لأموالهم رغم أنوفهم إنفاق بسبب القسر والإكراه وذلك لأنهم يريدون به التمويه على المسلمين ولهذا وصف الله إنفاقهم بأنه كره وأمرنا أن نقول لهم قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين وقال الراغب الأصفهاني الكره المشقة التي تنال الإنسان من خارج فيما يحمل عليه بإكراه والكره ما يناله من ذاته وهو يعافه كلية الدراسات الإسلامية بقطر
كلمتان متقاربتان في البناء والتركيب والحركات ومتقاربتان أيضا في المعنى الكره والكره فالكره المشقة المرغوبة كتكليف القتال الشاق على النفس ولكن النفس المؤمنة ترغبه وتطلبه رغم مشقته وصعوبته لذلك وصف بأنه كره بضم الكاف أي ثقيل وشاق ولكنه مرغوب ومطلوب مراد للمجاهدين الصادقين وذلك لثماره الإيجابية في الدنيا والآخرة
وفضيلة الحلم هذه يحث عليها القرآن أيضا في سورة فصلت ويجعلها وسيلة ناجعة من وسائل الدعوة إلى الله بالله ويقول عنها سبحانه ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم فصلت وليس له أن يرد بالسيئة فإن الحسنة لا يستوي أثرها كما لا تستوي قيمتها مع السيئة والصبر والتسامح والاستعلاء على رغبة النفس في مقابلة الشر بالشر يرد النفوس الجامحة إلى الهدوء والثقة فتنقلب من الخصومة إلى الولاء ومن الجماح إلى اللين وتصدق هذه القاعدة ادفع بالتي هي أحسن في الغالبية الغالبة من الحالات وينقلب الهياج إلى وداعة والغضب إلى سكينة والتبجح إلى حياء على كلمة طيبة ونبرة هادئة وبسمة حانية في وجه هائج غاضب متبجح مفلوت الزمام ولو قوبل بمثل فعله ازداد هياجا وغضبا وتبجحا ومرودا وخلع حياءه نهائيا وأفلت زمامه وأخذته العزة بالإثم
قال الله تعالى في حق الصالحين وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما الفرقان وقد علق الحسن على هذه الآية فقال عن أصحابها حلماء إن جهل عليهم لم يجهلوا وهم في جدهم ووقارهم وقصدهم إلى ما يشغل نفوسهم من اهتمامات كبيرة لا يلتفتون كما قال صاحب ظلال القرآن إلى حماقة الحمقى وسفه السفهاء ولا يشغلون بالهم ووقتهم وجهدهم بالاشتباك مع السفهاء والحمقى في جدل أو عراك ويترفعون عن المهاترة مع المهاترين الطائشين وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما لا عن ضعف ولكن عن ترفع ولا عن عجز إنما عن عزة نفس واستعلاء وعن صيانة الوقت والجهد أن ينفقا فيما لا يليق بالرجل الكريم المشغول عن المهاترة بما هو أهم وأكرم وأرفع
الوجود الإسلامي في الغرب أصبح واقعا وحقيقة لا ينكرها إلا مكابر أو جاحد أو قليل البصر والبصيرة كنا عمالا وطلبة نبتغي البحث عن لقمة العيش أو طلب العلم على أمل العودة إلى أوطاننا فكان يطلق علينا مسمى الجاليات وكلمة الجالية هي من الجلاء أما اليوم فإننا أصبحنا أقلية علينا واجبات ولنا حقوق وجزء لا يتجزأ من مجتمع متعدد الثقافات والأعراق ورقما فاعلا في المعادلة السياسية لا يمكن تجاهلها من صانع القرار السياسي كما أن الإسلام أصبح جزء لا يتجزأ من الهوية الأوروبية وأحد مكونات المجتمع الأوروبي رغم بعض العوائق الذاتية والخارجية أشكرك على هذا السؤال وأريد أن أؤكد على أننا انتقلنا من مفهوم الجالية إلى مفهوم الأقلية التي لها حقوق وعليها واجبات مضمنة في الميثاق والدساتير الأوروبية والمواثيق الدولية في الأمم المتحدة كما أن الإسلام أتى لأوروبا ليبقى بعز عزيز أو ذل ذليل وأن أي محاولة لإعادة محاكم التفتيش أو ثقافة الترونسفار أو استجلاب التاريخ وإعادة معاناة الموريسكيين أمر لا يمكن القبول به أو تكراره أو الرضوخ له وإن محاولة الزج بالإسلام في معارك الأحزاب الأوروبية أو تبرير فشل السياسات الاقتصادية الأوروبية بهجرة المسلمين أو نسبة الإسلام والمسلمين إلى بعض السلوكيات غير الإسلامية التي تمارس من بعض الجهال أو أنصاف المتعلمين أو بعض الغلاة والتكفيريين أو بعض أعداء الحياة دعاة الكراهية والفناء هو فعل وممارسة ممجوجة ومرفوضة تخالف القيم الفكرية والديمقراطية والحقوقية والمنظومة القيمية التي انتهجها المجتمع الغربي ممارسة وسلوكا فهذا التعميم لا يخدم إلا النازيين الجدد والأحزاب اليمينية المتطرفة وخصوم الوجود العربي والإسلامي في بلاد الغرب والمتطرفون ودعاة التكفير والتفجير وأصحاب ثقافة الانغلاق والتقوقع ورفض الآخر انضمام الشباب المسلم في الغرب لداعش يعود لتقصير بعض الآباء في تربية أولادهم تربية سوية وتنشئتهم على الحوار والوسطية وكذلك غياب المرجعيات الدينية التي تستطيع استيعاب هؤلاء وتلمس مشاكلهم الروحية والفكرية والاجتماعية إلى جانب عدم شعور البعض من الشباب بالانتماء للأرض والواقع الذي يعيشه بالإضافة إلى تمردهم على كل شيء ورفضه للحياة الغربية وعدم شعورهم أيضا بالعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وشعور بعضهم بالعنصرية والتمييز في الحياة اليومية إضافة إلى سلوكيات بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة ووسائل الإعلام تجاه الرموز والمقدسات الإسلامية دون سواها تغذي الشعور بالازدراء والاستهزاء بالإسلام والمسلمين عند هؤلاء الشباب دون أن ننسى غياب العدالة وازدواجية المعايير في بعض قضايا الأمة كقضية فلسطين والحروب التي تشن في العالم الإسلامي من قبل الغرب وكذلك ما تبثه بعض الدعايات الداعيشية عبر الوسائط الإعلامية من صور هوليوودية عن الحياة الاجتماعية والثقافية في المناطق التي تسيطر عليها وربطها بصور جمالية عن الخلافة الإسلامية وأن ما تعج به الوسائط من دعايات وأخبار وفيديوهات ودروس ومحاضرات ومقالات بكل اللغات تدعو إلى الجهاد ودفع الصائل عن دولة الخلافة والعيش وفق منهاج النبوة ووجوب الهجرة والجرأة على الواقع والحكام والعلماء دون استثناء أو تمييز يستهوي بعض الشباب المتمرد ينبغي علاج ظاهرة الغلو والتطرف بالتعليم ونشر ثقافة الحوار والتسامح والتعايش ونشر مفاهيم الوسطية والاعتدال في الممارسة والسلوك واعتماد خطاب إسلامي معتدل مرتبط بالأصل متصل بالعصر إلى جانب إحياء رسالة المسجد وإعطائه المكانة السامية كما كان في عهد النبوة كما يجب تأهيل الأئمة علميا وتربويا وإعلاميا ليكونوا رسل خير ومحبة مع فتح فضاءات الإعلام للأصوات المعتدلة وإبرازها لمواجهة دعاة الغلو والتشدد والظلامية وإشراك رجال الفن والثقافة في معالجة هذه الظاهرة مع تشجيع البحوث العلمية التي تعمل على تنقية التراث الإسلامي مما هو دخيل على الوحيين وكذلك معالجة كل أسباب الاحتقان الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه الشباب وإعطائهم إشارات وإيحاءات بأن هناك فرصة لحياة أفضل ولعدالة أكثر ولتغيير حقيقي والتشديد في اتباع ثقافة أمنية مع من ضلوا السبيل وإيجاد لجان للمناصحة محلية ودولية
أكد الأستاد حسان موسى الكاتب والباحث في شؤون الأقليات المسلمة في السويد في حوار مع الخبر أن الإسلام أصبح جزء لا يتجزأ من الهوية الأوروبية وأحد مكوناتها رغم بعض العوائق الذاتية والخارجية منبها إلى أن الإسلام أتى لأوروبا ليبقى بعز عزيز أو ذل ذليل وأن أي محاولة لإعادة محاكم التفتيش أو ثقافة الترونسفار أو استجلاب التاريخ وإعادة معاناة الموريسكيين أمر لا يمكن القبول به أو تكراره أو الرضوخ له
ولعل أوضح ثمرات الحلم هو تجنب الظلم ولو قل والتباعد عن الاستجابة لهوى النفس الغاضبة ولقد روى عن خامس الراشدين الحاكم العادل عمر بن عبد العزيز رضوان الله عليه أنهم جاؤوا إليه برجل ارتكب خطيئة وكان عمر غاضبا فقال له الأمير لولا أني غضبان لعاقبتك وكان رضي الله عنه إذا أراد معاقبة رجل حبسه ثلاثة أيام فإن أراد بعد ذلك أن يعاقبه عاقبه كراهة أن يعجل عليه في أول غضبه وليس الحلم رضى بالذل أو تقبلا للهوان وإنما هو ترفع عن الاستجابة للنزوة أو التأثر بالوسوسة أو مقابلة السوء بمثله وإلى ذلك أشار الغزالي حين قال إنه لا تجوز مقابلة الغيبة بالغيبة ولا مقابلة التجسس بالتجسس ولا السب بالسب وكذلك سائر المعاصي وإنما الجائز هو القصاص على ما ورد به الشرع لا يكون الحلم عن ذل بل عن قدرة وعزة نفس وقال ابن زيدون مادحا عطاء ولا من وحكم ولا هوى وحلم ولا عجز وعز ولا كبر
عني رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بالتوجه إلى الحلم والحث على الاتصاف به فقال إن الله يحب الحيي الحليم وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام أشدكم من غلب نفسه عند الغضب وأحلمكم من عفا عند المقدرة وجعل الحلم أحد أسباب ثلاثة يبتغى بها الإنسان الرفعة عند الله وهي وصل من قطعك وإعطاء من حرمك والحلم على من جهل عليك
الأصل أن تكون الهاء في عليه مكسورة ولكن جاءت هنا مضمومة والضم علامة الرفع والمقام مقام رفعة فكأن الرفعة أصابت الهاء في عليه فكان من غير المناسب أن تبقى مكسورة لأن الكسرة لا تناسب هذا الجو لذلك تحولت الكسرة إلى الضمة علامة الرفع وانعكس الجو على حركة الهاء والآية أيضا تتحدث عن الوفاء بالعهد والبيعة ولما كان الوفاء بالبيعة دليل على صدق المبايع وعلو همته ورفعة نفسه وسمو خلقه لذا جاءت الهاء مضمومة وكأن علامة الرفع جاءت من قوله تعالى يد الله فوق أيديهم هاء الخفض وهناك هاء أخرى في القرآن الكريم تقابل هاء الرفعة وهي هاء الخفض وهي الهاء التي دخل عليها حرف الجر في في قوله تبارك وتعالى والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا فقد نص علماء القراءات والتجويد على إشباع كسرة الهاء في قوله تعالى ويخلد فيه مهانا فتقرأ هكذا ويخلد فيهي مهانا بالإشباع مع أن الهاء في مثيلاتها يكتفى بكسرتها فلماذا مدت الهاء هنا أكثر من حركتين إن وراء الهاء سرا دفينا وعجيبا وهو أن الذي دعا إلى هذا هو السياق الذي وردت فيه فقد سبقها ذكر مجموعة من المعاصي والفواحش التي لا يفعلها عباد الرحمن ثم ذكرت الآيات ما يترتب على هذه الكبائر من عقوبة وهي العذاب المضاعف مهانا ذليلا خاسئا
هاء الرفعة هي الهاء المضمومة في كلمة عليه في قوله تعالى إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما
وما أنت بتابع قبلتهم لأنك على الحق وهدى من ربك ولن تعود إلى قبلتهم أبدا ذلك أنهم أشاعوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم لو ثبت على قبلتهم لكانوا يرجون أنه النبي المنتظر ولاتبعوه وهذا تنزيه للنبي والمؤمنين وهم مع اتفاقهم على مخالفتك مختلفون في باطلهم ذلك أن اليهود تستقبل بيت المقدس والنصارى تستقبل مطلع الشمس ولن يتبع أي منهم قبلة غيره وهذا تأنيس للنبي والمؤمنين ثم جاء التحذير للمسلمين من اتباع سبيل أهل الكتاب يقول سيد طنطاوي رحمه الله وجاء هذا التحذير في شخص النبي صلى الله عليه وسلم فقال تعالى ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين أي لئن اتبعت يا محمد عليه الصلاة والسلام قبلتهم على سبيل الفرض والتقدير من بعد وضوح البرهان وإعلامي إياك بإقامتهم على الباطل إنك إذا لمن الظالمين لأنفسهم المخالفين لأمري فالآية الكريمة وعيد وتحذير للأمة الإسلامية من اتباع آراء اليهود المنبعثة عن الهوى والشهوة وسيق الوعيد والتحذير في صورة الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا يتوقع منه أن يتبع أهواء أهل الكتاب تأكيدا للوعيد والتحذير فكأنه يقول لو اتبع أهواءهم أفضل الخليقة وأعلاهم منزلة عندي لجازيته مجازاة الظالمين وأحق بهذه المجازاة وأولى من كانوا دونه في الفضل وعلو المنزلة إن اتبعوا أهواء المبطلين إمام وأستاذ الشريعة بالمدرسة العليا للأساتذة
جاء هذا التحذير القرآني في سياق كلام الله عز وجل عن تغيير القبلة من الاتجاه من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام وما صاحب ذلك من لغط المشركين وأهل الكتاب قال سبحانه ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين ومعنى الآية كما قال علماؤنا ومهما تأت يا محمد عليه الصلاة والسلام اليهود وغيرهم ممن آتيناهم الكتاب قبلا من آيات متعددة متكاثرة بينة واضحة ما اتبعوك في دينك ولا قبلتك لأن تكذيبهم تكذيب جحود وإنكار مع علمهم بأنه الحق من ربهم فلا تزيله البراهين مهما قويت ولا الحجج مهما وضحت وهذا تأييس من إيمانهم
والمطلوب التوازن والاعتدال مع ترجيح الكفة الباقية على الفانية قال صلى الله عليه وسلم الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني فلا مجال لتضييع الفرص واقتناص كل سانحة قيل لأبي حازم الزاهد إنك لتجتهد في العبادة فقال كيف لا أشدد وقد ترصد لي أربعة عشر عدوا قيل ألك خاصة قال لا ولكن لجميع من يعقل فقيل ما هذه الأعداء قال أما أربعة فمؤمن يحسدني ومنافق يبغضني وكافر يقاتلني وشيطان يغويني ويضلني وأما العشرة فالجوع والعطش والحر والبرد والمرض والفاقة والهرم والموت والقبر والنار ولا أطيقهن إلا بسلاح تام ولا أجد لهن سلاحا أفضل من التقوى وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب
كثيرا ما يتعامل الناس بموازين تختلف تماما عن مقصد الشارع الحكيم فهم يرون أن الذكي الفطن والحاذق الماهر هو الذي لا يفوته أحد في كسب مال ولا يسبقه منافس في مشروع ولا تكاد تفلت منه صفقة فهو جماع مناع ولو كان مضياعا لدينه خاويا من زاد الآخرة
الأولى تجنب ذلك وإن فعلته المرأة فيجب عليها الاحتراز من مرور شيء منه إلى حلقها وعندنا في المذهب يكره على من يطبخ الطعام تذوقه ولو بطرف لسانه للخوف من عبور المذاق إلى الحلق وصعوبة الاحتراز من ذلك وهو من باب سد الذرائع وفي المذهب الأخذ بالأحوط مقدم والله أعلم جواب عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنبا من جماع أهله وهو صائم أي أنه صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من الجنابة بعد طلوع الفجر لأجل أداء الصلاة على وقتها فالصوم صحيح لكن على المسلم العنابة بالصلاة أكثر والله أعلم يكون الإمساك قبل الأذان الثاني بمقدار ما يكفي لقراءة خمسين آية كما كان يفعله الصحابة ويقدر ذلك الوقت بعشر دقائق وهو وقت كاف لاستقرار أكلة الشحر في البطن وعدم صعودها إلى الحلق بعد الأذان أي بعد وقت الإمساك الواجب والله أعلم لا حرج في التطيب في نهار رمضان بالنسبة للرجل فبشكل مطلق أما بالنسبة للمرأة فلا يجوز لها التطيب والخروج خارج البيت ليجد ريحها الرجال فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك نهيا شديدا حتى إنه صلى الله عليه وسلم اعتبر من تفعل ذلك زانية عياذا بالله وذلك سدا لذريعة الفاحشة وأما الرجل فيحترز من المبالغة والله أعلم
السواك الذي يحمل نكهات مختلفة كنكهة النعناع أو الليمون وغيرها يعتبر مفطرا لمن استعمله في نهار رمضان أما السواك العادي فيشترط في استعماله في نهار رمضان أن لا يبتلع قشوره وأن لا يتعمد مص طعمه لابتلاعه فذلك مفطر أيضا والله أعلم
يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله لماذا هذا التحذير يأتي هذا التحذير ليعلمنا الله أن الشيطان لن يدعنا ندخل في مجال طاعة الله وطاعة الرسول وسيحاول جاهدا أن يلبس علينا الأمر فعندما يعرف الشيطان ميلا في نفس إنسان إلى لون من الشهوات يدخل إليه من باب المعاصي وإن كان الإنسان قد أوصد بعض السبل أمام الشيطان فلا يستطيع مثلا إغراءه بالسرقة أو شرب الخمر لا يتركه بل يدخل إليه من باب الطاعة فيأتي الشيطان إلى الإنسان لحظة الوضوء وينسيه هل غسل هذه اليد أو تلك وهل أسبغ الوضوء أم لا أو يأتي الشيطان إلى المؤمن لحظة الصلاة فينسيه عدد الركعات أو عدد السجدات وهكذا يدخل الشيطان للمؤمن من ناحية الطاعة ومعنى قوله سبحانه واحذروا أي احذروا أن يحتال الشيطان عليكم لأنه سيحاول أن يدخل لكم من كل مدخل يدخل على المسرف على نفسه بالمعصية وأشد أعمال الشيطان على المؤمنين هي أن يدخل عليهم من باب الطاعة ولذلك قال الحق واحذروا وكثيرا ما نجد الإنسان منا ينسى موضوعا ما وحين يأتي إلى الصلاة فهو يتذكر هذا الموضوع والشيطان لا يترك الإنسان في مثل هذه الحالة فقد أقسم الشيطان فقال فبعزتك لأغوينهم أجمعين وقال الحق سبحانه لأقعدن لهم صراطك المستقيم إنه أقسم أن يقف على الطريق المستقيم لا على الطريق المعوج
هذا تحذير خاص من الحق سبحانه لعباده المؤمنين وانفراده أنه جاء تذييلا للأمر بطاعة الله وطاعة رسوله وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ومعنى الآية العام وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول في اجتنابكم ما طلب منكم اجتنابه واتباعكم أمره فيما أمركم به وخالفوا الشيطان في أمره إياكم بمعصية الله واحذروا أي واتقوا الله وراقبوه أن يراكم عند ما نهاكم عنه أو يفقدكم عند ما أمركم به فتوبقوا أنفسكم وتهلكوها فإن أنتم لم تعملوا بما أمرناكم به وتنتهوا عما نهيناكم عنه ورجعتم مدبرين عما أنتم عليه من الإيمان واتباع ما جاءكم به نبيكم فاعلموا أنه ليس على من أرسلناه إليكم بالنذارة غير إبلاغكم الرسالة التي أرسل بها إليكم مبينة لكم بيانا يوضح لكم سبيل الحق والطريق الذي أمرتم أن تسلكوه وأما العقاب فعلى المرسل إليه دون الرسل وهذا من الله تعالى وعيد لمن تولى عن أمره ونهيه والمعنى فإن توليتم عن أمري ونهيي فتوقعوا عقابي واحذروا سخطي
واعلم أن الذي أنزل الداء أنزل الدواء ووعد بالشفاء فالصبر وإن كان شاقا فتحصيله ممكن بمعجون العلم والعمل كما قال الإمام أحمد بن قدامة المقدسي فمنهما تركب الأدوية لأمراض القلوب كلها فيحتاج كل مريض إلى علم وعمل يليق به فإن العلل إذا اختلفت اختلف العلاج إذ معنى العلاج مضادة العلة ويضرب لنا مثلا فيقول رحمه الله إذا افتقر الإنسان إلى الصبر عن شهوة الجماع وقد غلبت عليه بحيث لا يملك فرجه ولا عينه ولا قلبه فعلاج ذلك بثلاثة أشياء أحدها مواظبة الصوم والاقتصار عند الإفطار على قليل الطعام الثاني قطع أسبابه المهيجة فإنه إنما يهيج بالنظر والنظر بالقلب والقلب يحرك الشهوة ودواء هذه العزلة والاحتراز عن مظان وقوع البصر على الصور المشتهاة فإن النظر سهم مسموم من سهام إبليس ولا يمنع عنه إلا غض الجفن أو الهرب والثالث تسلية النفس بالمباح من جنس المشتهى وذلك بالنكاح وكل ما يشتهيه الطبع من الحرام ففي المباحات غنية عنه وهذا هو العلاج الأرفع في حق أكثر الناس لأن قطع الغذاء يضعف ولا يقمع الشهوة بخلاف هذا وينبغي للإنسان أن يعود نفسه المجاهدة فإن من عود نفسه مخالفة الهوى غلبها متى أراد
يمكن للإنسان أن يعرف طريقه إلى فضيلة الصبر باستعانته بالله في تعوده الصبر واستمساكه به وهذا هو الصبر بالله على حد تعبير أحد الرجال الكاملين العارفين بالله المستمد من قوله تعالى في آخر سورة النحل واصبر وما صبرك إلا بالله فهو سبحانه وتعالى يهب عبده نعمة الصبر إذا عاناه الإنسان وحاول التزين به ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يتصبر يصبره الله ومن ازدان بالصبر حق الصبر واستكمله في نفسه عرف الطريق إلى مكانة
لقد اهتم الشرع الحنيف ببيان أضرار الغش والسلوكات المنحرفة التي تتبعه وحاربها وحذر من اتخاذها سبيلا ينال بها الإنسان حقا ليس له أو لإشاعة الفساد بين الناس وأكل أموالهم بالباطل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غشنا فليس منا أي أن صفة الغش لا تكون في المسلم أبدا وما ذلك إلا لخطورة الغش وفداحة آثاره وتداعياته على مستوى الأفراد والمجتمعات وهناك ألوان كثيرة للغش محرمة في الإسلام ولعل أكثرها ما يرتبط بأعمال التجارة والبيع والشراء لأن العمل وطلب الرزق يعد من أهم الأشياء التي حث عليها ديننا الحنيف حيث قال الله تعالى أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وقوله عز وجل أيضا ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون وما دمنا في شهر الصيام فمن المفروض أن يكون المسلم محافظا على صيامه لأن الإسلام لا يرضى لمجتمعاته أن يتعامل الناس فيها بالغش والمكر والخديعة والنوايا الخبيثة ولسان حالهم يقول غشهم قبل أن يغشوك واخدعهم قبل أن يخدعوك واكذب عليهم قبل أن يكذبوا عليك و لا تشذ وافعل كما يفعل جميع الناس إن هذه السلوكات الخطيرة وثقافة الغش والخديعة المنتشرة في أوساطنا حرمها الإسلام جملة وتفصيلا وحذر من مخاطرها على سلامة المجتمعات المسلمة وتهديد أركانها وقيمها كما أن الغش منذر بزوال الأمم والحضارات كونها لا تلتزم بالفطرة القائمة على الصدق والصراحة والنصيحة والطهارة سواء أكان ذلك بين المسلمين بعضهم بعضا أو بينهم وبين غيرهم من الأقوام الآخرين من غير المسلمين ولم يورد لنا التاريخ أن مجتمعا أو حضارة ظلت مستمرة في البقاء والعطاء وهي قائمة على الغش والخديعة والكذب لذلك فإن الابتعاد عن الغش في جميع معاملاتنا التجارية والاجتماعية والأخلاقية أسلوب حضاري ومدني مطلوب حثنا عليه ديننا الحنيف لأن الإسلام هو دين المعاملة والصدق والأخلاق في التجارة والتعاملات اليومية خاصة إذا كنا صائمين وأردنا حقا أن يكون شهر رمضان هو شهر المرحمة والتكافل والتعاون والنصيحة والمحبة
حرم الإسلام الغش وخيانة الأمانة ونهى عنهما في جميع الأحوال سواء أكان الأمر يتعلق بالتجارة أو كان ذلك في العلم والمعاملات الاجتماعية
في ليالي هذا الشهر الكريم حيث ينادي المنادي يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر وردت آية الدعاء ضمن آيات الصيام والتي ورد في سبب نزولها أن جماعة من الأعراب سألوا النبي عليه الصلاة والسلام أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فأنزل الله تعالى وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليومنوا بي لعلهم يرشدون البقرة ورمضان هو فرصة لإصلاح القلوب وعلاج الأبدان والأجسام وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب رواه البخاري ومسلم فصلاح القلب سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة وفساده هلاك للإنسان والقلوب يعتريها المرض ويطبع عليها وتقفل وتموت ولقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وقلب المؤمن في رمضان ينبغي أن يعتني بمعالجته وتطهيره من الحقد والحسد والبغضاء والشحناء ومن الاعتقادات الفاسدة والأفكار البائدة ومن الوساوس السيئة والنوايا الخبيثة والخطرات الموحشة فقلب المؤمن في رمضان ينبغي أن يكون بحب الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحب المسلمين جميعا وينبغي أن تكون قلوبنا في هذا الشهر عنوانا للمحبة وعنوانا للتسامح والتراحم وعنوانا للتآخي والتآزر وعنوانا للسعي في لم شمل أبناء الوطن الواحد وأبناء الأمة الواحدة وأبناء الدين الواحد وعنوانا للارتقاء بالمجتمع دينيا وأخلاقيا وروحيا فصاحب هذا القلب هو الذي يزهر كالمصباح ويضيء كالشمس ويلمع كالفجر قلب يبتعد عن الكبر والعجب والشح والبخل ويبتعد عن الغدر والفجور والخيانة وفي الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث مهلكات شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه رواه البزار ولقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بحضرة صحابته ثلاث مرات عن رجل من أصحابه أنه من أهل الجنة فلما سئل ذاك الرجل بم تدخل الجنة قال لا أنام وفي قلبي حسد أو حقد أو غش على مسلم وهذا هو القلب السليم الذي ينفع صاحبه يوم القيامة قال الله تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم الشعراء فهل من قلب يصوم صيام العارفين ولسان يذكر ذكر الذاكرين والمتقين صيام العارفين له حنين إلى الرحمن رب العالمينا تصوم قلوبهم في كل وقت وبالأسحار هم يستغفرون
إن شهر رمضان فرصة لتجديد العلاقة مع الله سبحانه وتعالى وهو فرصة لربط أواصر المحبة والمودة والإخاء بين أفراد المجتمع وهو وقت مناسب للمناجاة والمناداة بالأسحار لأن الله تعالى يتجلى لعباده
أولا السلفية ليسوا تيارا واحدا بل هم مجموعات وتيارات تتفاوت في مواقفها وخلفياتها العلمية والسلوكية وهو ما يعرف بالسلفية العلمية والإصلاحية والحركية وهناك ما يعرف بالسلفية الجهادية والتكفيرية وهناك من السلفية من يشارك في الحياة السياسية والمدنية والبرلمانية وحديثنا في هذا الصدد عن التيارات التي تريد أن تستأثر بالمشهد الديني أو الاجتماعي أو التي تنزع إلى التشدد وتمارسه وتفرض آراءها ومواقفها على الناس فلا شك أن هذا مرفوض والأصل أن تدار حياة الناس بناء على الحرية والمسؤولية والتشاور والتطاوع في خدمة الصالح العام وأن تمارس حقوق التعبير والإصلاح والإرشاد على قواعد الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن والتعاون على البر والتقوى وليس على أرضية الاتهامات وضدها والتناحر والتنازع والفرض والقهر وسبب الاستفراد هو نزعة الانفراد والاستفراد في الرأي والموقف والتوجه وكذلك سلبية التراجع عن الدور الديني والاجتماعي والحضاري للمسجد وللخطاب الديني والمؤسسة الدينية وترك الفراغ التربوي والعلمي والنفسي ليمتلئ ببدائل أخرى لا تعبر عن الرسالة المعتدلة لدور المسجد ولا عن السياق الداخلي وحاجيات المواطنين فالطبيعة تأبى الفراغ كما يقولون وأيضا فإن عدم التجديد والإحياء في الخطاب الديني والرسالة المسجدية ودور العالم والخطيب والداعية كل ذلك كان سببا من الأسباب الوزارات الدينية تتحمل المسؤولية الأكبر باعتبار صلاحياتها وإمكانياتها والمؤسسات الأخرى كالجامعات والجمعيات والشخصيات تتحمل المسؤولية بدرجة ما وعلى هذه الوزارات أو أغلبها وبعضها أن تطور أساليبها وتجدد رسالتها وأن تأخذ دورها الوطني والحضاري في التعليم الديني والخطاب الإسلامي والتنشيط المسجدي وتكوين الأئمة وإعداد القيادات الدينية وبناء المؤسسات التي تخرج الأئمة والوعاظ والمفتين والمدرسين وعليها أن تمارس حقها الدستوري والقانوني وعليها كذلك أن تحاسب وتؤاخذ عند تقصيرها فالوزارة الدينية وزارة سيادية ومضمونية ورسالية وهي ذات رسالة في البناء والتثقيف والتوعية وذات رسالة في التنمية العقلية والنفسية والمواطنية وذات رسالة دفاعية واحتياطية تواجه التشدد ومقدماته وتقاوم الفساد وأخطاره وذات رسالة في حفظ الدين وحماية الإنسان وفق تعاليم الإسلام ومقاصده ونص الدستور وروحه وعلينا جميعا اعتبار الأئمة الواجب اختيارهم على أسس الكفاءة العلمية والتخصص الخطابي والأمانة والنزاهة والفاعلية والواقعية علينا اعتبار هؤلاء الأئمة جزءا من النخبة الوطنية من حيث حقهم الدستوري والوطني في قيامهم بمهمة الإمامة في المساجد والمجتمع ومن حيث احترامهم وتقديرهم ماديا ومعنويا واعتباريا ومن حيث منع التحريض ضدهم ومواجهة حالات الانتقاص من قدرهم ورسالتهم التربوية والمجتمعية والمدنية الحق أن هناك تراجعا خطيرا لدور المؤسسات الدينية التعليمية خلافا لدورها التاريخي العظيم ولهذا أسبابه ومنها تدخل الأنظمة في توجيهها وتوظيفها وضمور مسار التجديد والإصلاح وضعف المستوى والمخرجات والتهميش المادي والاعتباري والمؤسسي والمالي وغير ذلك من الأسباب الهيكلية والوظيفية التي تؤذن بزيادة التردي والتراجع وهو ما يزيد الوضع سوءا على مستوى الامتداد بالعلوم الشرعية والسند العلمي والتوجه الإصلاحي والإسهام الوطني وعلى مستوى زيادة حالات الجهل والأمية الدينية وضعف التخصص واتساع حالات الجمود والتقليد والاجترار وهو ما قد يفوت حقيقة المؤسسة الدينية التي تنتج الإنسان الصالح والوطن الآمن والحضارة الإنسانية المتآخية والمتآلفة إن عددا كبيرا من جامعاتنا في العلوم الإسلامية بالخصوص تشتد حاجتها حاليا وفي المدى المنظور إلى استراتيجية شاملة وإصلاحات هيكلية وقانونية ومضمونية وإلى تشخيص دقيق قبل ذلك وإلى تفعيل رسالتها بقوة وكثافة وإبداع لتنهض من جديد في بناء الإنسان الإنساني والإنسان المواطني وفي تنمية الأوطان وإقامة العمران وتحريك الأذهان إن ترك الوضع على ما هو عليه منذر بفوات مصالح التوعية والبناء العلمي التراكمي والإسهام الحضاري والعالمي ومع ذلك فهناك جامعات وتجارب جامعية جديرة بالاعتبار والاستدعاء في التقويم والاقتراح والتوجه والاعتماد على صعيد التطور والترقي في مجالات المضامين والمناهج والبحث والدراسة والتأطير والإدماج والتشغيل والتوظيف وإذا أقيمت تلك الجامعات على الأمل المنشود في الإصلاح والتطوير فسوف يكون لها الأثر الفاعل والمؤثر في الوسط والاعتدال ومواجهة الغلو بأنواعه وأشكاله بل سوف تمثل ركنا عظيما ورافدا مهما في بناء الأوطان وإصلاح الإنسان وتعمير الأذهان والأبدان والجنان بالعلوم والصحة والإيمان عرفت تونس بعد الثورة دخول أعداد كبيرة من العلماء والإعلاميين والسياسيين والسواح وعموم الزوار ودخول من يعرف بالدعاة في ذلك الوقت كان بسبب ذلك وبأجواء الحرية التي عرفتها تونس وقتئذ وبسبب رغبة الزوار في التعرف على تونس الثورة وتونس الحضارة والزيتونة والفكر والسياسة وهو ما جعل الأعداد تتزايد بوضوح وكان دخول هؤلاء في غالبه الأعم بناء على دعوات من الجمعيات والمجتمع المدني وهو ما لا علاقة له بالوزارة أو الحكومة من الناحية القانونية والنظامية ومع ذلك قيل بأن الزائر مرحب به طالما أنه ضيف يحترم البلد وأهله ويحترم القانون والأعراف والإجراءات وأن أي مخالف لذلك يكون مسؤولا عن مخالفته كما أن طرح الأفكار ومناقشتها في حدود سلامة البلد والثورة وعدم التحريض على العنف والتفريق والانقسام فطالما أن الزائر محترم لذلك وعارف بقدره وحدوده فإن البلد يسعه سواء أكان زائرا سياسيا أم إعلاميا أم داعية أم مفكرا أم ناشطا في المجتمع المدني والمجال الحقوقي والاستثماري والتنموي ومع ذلك فقد كان للوزارة والحكومة ضيوف من العلماء والمفكرين والمسؤولين والجامعيين والأئمة والخطباء والدعاة من الغرب الإسلامي ومن الشرق الإسلامي ومن بلاد أخرى وقد جاؤوا في إطار ندوات علمية وزيارات تعاون وتشاور وحلقات تكوين وتدريب في موضوعات الخطاب الديني والإصلاح الديني والزكاة والحج والأوقاف وفي المسابقات القرآنية والمناسبات الرمضانية والمولدية وغير ذلك مما مثل إطارا ثريا في تبادل الخبرات وتطوير القدرات وتعميق التعارف والتواصل بين المعنيين بنشاط مشترك في إطار القوانين والأنظمة والصلاحيات الموجودة والآفاق المطروحة
أكد الأستاذ نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية التونسي السابق في حوار مع الخبر أن وزارات الشؤون الدينية والجامعات والجمعيات تتحمل المسؤولية الأكبر في استفراد تيار السلفية على المساجد والشأن الديني في الوطن العربي باعتبار صلاحياتها وإمكانياتها
يمنع وضع القطرة في العين أو الأنف أو الأذن للصائم من غير ضرورة إذا كان يعلم بالتجربة أنه يجد أثر القطرة في حلقه أما إن كان من عادته أنه لا يجد أثر الدواء في حلقه جاز له التداوي نهارا ولا شيء عليه ومثل القطرة الكحل في العين ودهن الرأس بالزيت أو صبغه بالحناء كله جائز نهارا لمن يعلم أنه لا يصل إلى حلقه ومن وضع شيئا مما ذكر ووجد أثره في حلقه لزمه قضاء ذلك اليوم والأولى لمن يريد استعمال شيء من ذلك أن يستعمله ليلا لأنه إذا استعمله ليلا ووجد أثره نهارا فلاشيء عليه وقد روى أشهب عن مالك فيه الجواز مطلقا وقد قال ما كان الناس يشددون في مثل هذه الأشياء والله أعلم ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقبل نساءه وهو صائم لكن لا بد من التفصيل في هذه المسألة فإن كان الزوج شابا لا يأمن إن قبل زوجته الشهوة والوقوع في الجماع فإنه لا يجوز له ذلك أما إن كان شيخا كبيرا يأمن على نفسه عدم الشهوة إن قبل زوجته أو لاعبها فلا بأس بذلك أما إن كان غير متأكد من نفسه وغلب على ظنه عدم الشهوة فالأفضل تركه وعلى الزوجة أن تبتعد عن الزينة وما يدفع بزوجها إلى ذلك حتى لا يقعا فيما حرمه الله تعالى كالجماع أو الاستمناء في نهار رمضان والله أعلم من تعمد القيء فسد صومه أما من غلبه القيء وطرح كل ما خرج من جوفه ولم يرجع منه شيئا إلى جوفه فلا شيء عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم من ذرعه القيء فلا قضاء عليه ومن استقاء عمدا فعليه القضاء أما إن أحس برجوع شيء من قيئه إلى جوفه بسبب غلبته فعليه القضاء والله أعلم
يعفى عن العامل في المطحنة ما يصل إلى حلقه من غبار الدقيق لأنه لا يمكنه الاحتراس منه والله أعلم
تصف السيدة شامة تجربتها مع أولى سور القرآن التي تدارستها بالمدرسة والتي كانت سورة الفتح بأنها كانت تجربة صعبة نوعا في البداية حيث بقيت حسبما ذكرته ليلة كاملة وهي تحفظها تضيف وهي تبتسم كنت أخشى أن تطردني المعلمة والصعوبة كانت خاصة فيما تعلق منه بالأحكام أما الحفظ فلم تواجهني صعوبة أبدا وقالت معلمة اللغة الفرنسية في مدرسة خالد بن الوليد بمدينة ڤالمة التحقوا بالمساجد ففيهم خير كبير للابتعاد عن مختلف السلوكيات المنبوذة مع زيادة في التخلق وأنا التي كنت قبل التحاقي بالمدرسة أتمنى أن أختم ربع يس وأموت وللمصحف علاقة وطيدة معي حيث كلما واجهت مشكلة توجهت إليه فأخرج منها كما لم تكن وهو علمني الدعاء وأضافت أستغل دائما أوقات العطل لحفظ السور التي من المقرر أن نحفظها خلال السنة وهذا ما يعينني على تجاوز عقبة اللغة والفهم أيضا واللحاق بمن سبقوني وقد كرست كل برنامجي للمصحف وتلاوة آياته واستغنيت به عن كل شيء حتى التلفزة
قالت الحافظة شامة أن الفرصة لتعلم اللغة العربية من خلال حفظ القرآن الكريم جاءت بعد إحالتها على التقاعد حيث توفر لديها الوقت الكافي مع زميلات لها للالتحاق بالمدرسة القرآنية في كل من مسجد الإمام عبد الحميد بن باديس ومسجد الإمام مالك قالت السيدة شامة إن التحاقي بالمدرسة القرآنية كان محض صدفة حيث أنني كنت بصدد استخراج بعض الوثائق من البلدية وبسبب الحرارة قصدت المسجد للاحتماء به وسمعت النساء يتلون القرآن فجذبني ذلك وقررت من يومها الالتحاق بالمدرسة