text
stringlengths
0
11.3k
(أ) يورد الجزء 1 أفضل التقييمات الشاملة المتاحة عن التصحر والمسائل المتصلة به.
ونُقح النص المرفق بكل خريطة تنقيحاً تاماً وحُدِّث بالكثير من المراجع الجديدة التي تعكس الأعمال المنجزة منذ نشر طبعة الأطلس الأولى.
ويُكرَّس قسم كبير من الجزء للعلاقات القائمة بين العوامل المناخية والتصحر، ولا سيما تباين معدلات هطول الأمطار الذي يعتبر جانباً مهماً من جوانب مناخ الأراضي الجافة.
(ب) يعرض في الجزء 2 الدراسة الاستقصائية العالية الاستبيان لتقييم تردي التربة بسبب الإنسان في إطار التقييم العالمي لتردي التربة بأفريقيا وما يتصل بذلك من مسائل، كتوزيع الغطاء النباتي.
ويورد النص المنقح المُرفق بكل خريطة أمثلة على المسائل قيد النظر والتعقيدات التي تشوب العلاقات المترابطة بين أسباب وآثار تردي الأراضي.
(ج) يتضمن الجزء 3، الذي هو جزء جديد تماماً، عدداً من التطورات المنهجية.
وفي إطار تقييم تردي التربة في جنوب آسيا وجنوب شرقها، جرى التشديد أكثر على إجراء تقييمات على الصعيد القطري بدلاً من إجرائها على الصعيد الإقليمي.
كما يُشدد على الاتجاهات السائدة في تردي الأراضي وعلى أثر التصحر في الإنتاجية الزراعية.
(د) يسلط الجزء 4، إلى جانب قواعد البيانات والتقييمات الوطنية والمحلية، الضوء على الصلات الرابطة بين التصحر وسائر المشاكل البيئية العالمية، من قبيل ملوحة التربة وتغير المناخ واحتباس الكربون والتنوع البيولوجي.
وثمة قسم مهم يرد في هذا الجزء يتمثل في وصف أبعاد التصحر الاجتماعية، التي تبين الصلات القائمة بين تردي الأراضي، والسكان والهجرة، والاقتصاد الاجتماعي.
ويبرز النص أيضاً التجارب الناجحة في ميدان مكافحة التصحر، التي تتراوح بين استصلاح التربة في شمال غرب الصين والتغلب على مشكلة تشبع التربة بالمياه وارتفاع نسبة الملوحة فيها بغرب استراليا والتحديات المستمرة في منطقة الساحل.
ويرد في هذا الجزء وصف لمبادرة جديدة تُسمى العرض العالمي العام لمناهج الصيانة وتكنولوجياتها، مع إعطاء أمثلة من شرق أفريقيا وجنوبها.
وتقدم دراسات الحالة المتعلقة بالعرض العالمي المذكور معلومات عن مدى شدة التعرية، والتقنيات السائدة في حفظ التربة والمياه، وأثر تكنولوجيات الصيانة في أراضي زراعة المحاصيل والمراعي.
12- ويتضمن ثبت المراجع قائمة طويلة بالمنشورات ذات الصلة الواردة من معظم أنحاء العالم، وفهرساً يساعد القارئ على إيجاد مختلف العبارات الأساسية أو البلدان.
ثالثاً - مواطن ضعف الأطلس العالمي للتصحر
13- يتعلق أحد مواطن ضعف الأطلس - باعتراف مؤلفيه - بقاعدة البيانات التي استند إليها تجميعه، وهو موطن تبينه مقدمة الأطلس كما يلي: " من المؤسف أن البيانات الدقيقة والموثوقة المبنية على دراسات استقصائية مُستمدة من أرض الواقع، فيما يخص نطاق التصحر ومدى شدته ومعدل تقدمه، بيانات نادرة جداً.
وغالباً ما تكون البيانات المتوفرة حالياً محل جدل وعرضة للشكوك والانتقادات".
أما البيانات المتاحة فهي غير منسقة من حيث مقياس الرسم والدقة، مما يصعّب بالتالي رسم الخرائط الدقيقة.
14- وتعود المشكلة الثانية إلى أوجه التناقض في المفهوم والتعريف المُستخدمْين "والتصور أن التصحر يهدد جميع الأراضي الجافة في العالم".
وبرغم المناقشة الطويلة السابقة للتوصل إلى توافق في الآراء حول كيفية تعريف التصحر، فإن التعريف يتسم بالتعقيد والبساطة في ذات الوقت، إذ يسوّي بين التصحر وتردي الأراضي بسبب الإنسان في المناطق الجافة، ولا يراعي سوى التصنيفات العامة للمناطق المناخية - قاحلة وشبه قاحلة وجافة شبه رطبة.
15- ومع أن عنوان المنشور هو "الأطلس العالمي"، فإن محتواه لا يشمل العالم ككل ولا يمثله، إذ يوجد القليل من الأمثلة عن أوروبا، وليس هناك أية أمثلة عن القارة الأمريكية برمتها.
16- وسُلِّم أيضاً في متن النص بأنه "قد تكون هناك أسباب لتوجيه النقد إلى أي نهج عالمي بشأن التطرق إلى المشكلة.
فطابع التعقيد الذي يتسم به التصحر يعني أن إجراء تقييمات دقيقة بخصوص المشكلة ووضع خطط لاحقاً لمواجهتها هو أمر لا يمكن تحقيقه عملياً إلا على الصعيد المحلي، وهو سبب رئيسي يدعو إلى إشراك المجتمعات المحلية والمنظمات غير الحكومية في ما تعتمده اتفاقية مكافحة التصحر من نهج".
ومع ذلك، فإن للمنظور العالمي بعض المزايا المتمثلة فيما يلي: فهو يفسح المجال أمام تقييم جوانب التصحر على أساس المشاكل البيئية الأخرى في العالم، كالاحترار العالمي وتغير المناخ وتهديد التنوع البيولوجي.
وعلاوة عل ذلك، فإن من المفيد رسم صورة للعالم ككل تحدد 'البؤر الساخنة' على الصعيدين القاري والوطني والصعيد المحلي.
ولهذا السبب، نُسِّق الأطلس بطريقة ينطلق فيها من منظور عالمي معين (في الفرعين 2 و3)، وسعى إلى إعطاء بعض الأمثلة عن التحليل بمزيد من التفصيل - وعلى مستويات أدنى - لمسائل محددة ذات أهمية معينة (في الفرع 4).
17- ومع ذلك، فإن مقياس الرسم بحد ذاته يمكن أن يكون مصدراً للخطأ.
ونظراً لأن أي خريطة عالمية هي بالضرورة خريطة مرسومة بمقياس رسم كبير، فإن من الصعب تمييز المناطق الصغيرة التي تختلف فيها درجات تردي الأراضي أو التصحر.
ولذلك، وبرغم إمكانية تلوين منطقة معينة على خريطة ما للدلالة على خاصية محددة، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن كامل مساحة الأرض الموجودة داخل المنطقة المذكورة تمتلك هذه الخاصية.
18- وعلى الرغم من أن التصحر ظاهرة معقدة، فإن خريطة التصحر في العالم المبينة في الأطلس- وحتى في منشورات أخرى تستند إليه - هي مجرد توضيح مبسط لتوزيع التصحر مكانياً أو العوامل التي تساهم فيه.
ويبين الأطلس خرائط توزيع الأراضي القاحلة وتردي التربة وتعريتها في العالم، ولكنه لا يطرح هذه الجوانب بشكل موحد ومتكامل.
ولا تبين هذه الخرائط مدى تأثر المناطق فعلياً بالتصحر في العالم، بيد أنها تُعرَض أحياناً على هذا النحو.
وثمة خطأ مماثل يمكن الاطلاع عليه في المنشور الخاص بالذكرى العاشرة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر؛ وهو خريطة بعنوان "التصحر في العالم" لا تبين في الواقع سوى توزيع بعض المناطق المناخية في العالم بالاستناد إلى مستوى القحولة الذي يختلف كثيراً عن التصحر.
وهذه هي المشكلة الرئيسية في جميع الخرائط المعروفة حالياً التي تسعى إلى تمثيل التصحر.
19- وهناك مشكلة أخرى هي- أن الأطلس لا يعالج بتاتاً مشاكل رسم الخرائط الخاصة بالجفاف، غير أنه يشير إلى الجفاف أحياناً في النص.
ويؤثر الجفاف في مناطق كبيرة في عموم أرجاء العالم، ويمكن أن يكون نذيراً بالتصحر لا يقتصر على ما يُسمى بالأراضي الجافة المعرضة لذلك.
ومن الواضح أنه لا يمكن تقييم ظواهر الجفاف ورسم الخرائط الخاصة بها بفعالية إلا على المستوى المحلي أو المستوى الإقليمي، ولكن ثمة حاجة إلى بعض الوصف والتوضيح للتوزيع المكاني للمناطق المعرضة للجفاف والتي يرتفع فيها مستوى خطورة ظهور التصحر أيضاً.
رابعاً - الاحتياجات إلى رسم خرائط الجفاف والتصحر و/أو توضيحهما
20- يتعين أن يشتمل الأطلس العالمي للتصحر و/أو الجفاف ويحتوي على نصوص مدونة، ووصف للحالات والمشاكل والمفاهيم، وشروح للظروف، وتقديرات للعمليات، وبيانات ذات صلة ترد في جداول وأشكال، وخرائط توضح التوزيع المكاني للظواهر في جميع أنحاء العالم وعلى مختلف المستويات.
ولذلك، فإن عرض هذه المحتويات واستحداث منهجية لرسم الخرائط من بين أهم المهام التي يتعين النهوض بها قبل الشروع في تجميع وتحرير أي أطلس جديد.
21- ويبدو أن من الضروري التمييز بين رسم خرائط التصحر وخرائط الجفاف.
وتتمثل أول خطوة لعملية التصحر في تعرض المنطقة للجفاف باستمرار، وتواتر ظهور حالات الجفاف فيها بشكل كبير.
والجفاف واحد من العوامل الرئيسية في ظهور التصحر، ولكن من المتعذر مساواته به.
ومع ذلك، فإن التوزيع المكاني لكلتا الظاهرتين مثير للاهتمام ولا بد من التطرق إليه، بسبب وجود اختلافات كبيرة بينهما، سواء من حيث الاحتياجات إلى رسم الخرائط أم من حيث المنهجيات المقرر تطبيقها عليهما.
22- ويمكن تلخيص الأسباب التي تقف وراء تقييم التوزيع المكاني للمناطق المتصحرة والمهددة ورسم الخرائط الخاصة بذلك - مرتبة بحسب الأهمية - على النحو التالي:
(أ) تزويد الجمهور بمعلومات عامة عن التصحر؛
(ب) تقديم معلومات (عامة) فيما يخص أنشطة البحث؛
(ج) تقديم معلومات (عامة) لأغراض التعليم؛
(د) تزويد صناع القرار والجهات الناظمة المهتمة بإجراءات التأهب والتخفيف ببعض المعلومات (العامة) الأساسية.
23- وينبغي رسم الخرائط الخاصة بالتصحر بمقاييس مختلفة، مع مراعاة الغرض الحقيقي من رسم الخريطة في كل مقياس وقواعد البيانات المتاحة وأهداف الخريطة.
ولا بد من تصنيف الخرائط المرسومة والتقديرات الموضوعة على أساس البيانات والتقييمات العالمية، إلى مقاييس رسم إقليمية، بل وحتى محلية، توخياً لمزيد من الدقة في بيان توزيع الخصائص.
24- ويمكن تلخيص الأسباب التي تقف وراء رسم الخرائط الخاصة بالتوزيع المكاني لحالات الجفاف والمناطق الحساسة للجفاف - مرتبة بحسب الأهمية - على النحو التالي:
(أ) تزويد صناع القرار والجهات الناظمة المهتمة بإجراءات التأهب للجفاف وتخفيف وطأته بمعلومات مفصلة (قدر المستطاع) تخص مواقع معينة تحديداً؛
(ب) تزويد السكان المحليين المتضررين من تبعات الجفاف بمعلومات مفصلة؛
(ج) توفير معلومات محددة فيما يخص أنشطة البحوث المتعلقة بتخفيف وطأة الجفاف؛
(د) توفير معلومات محددة لأغراض التعليم.
25- ويجب أولاً تحليل الجفاف ورسم الخرائط الخاصة به بمقياس صغير (محلي أو وطني)، مع مراعاة القصد من رسمها وقواعد البيانات المتاحة، واستخدام مؤشرات محلية، ولكنها معممة وقابلة للمقارنة دولياً.
ومن ثم ينبغي استخدام هذه الخرائط المحلية كأساس يُستند إليه في إعداد خرائط إقليمية (أو عالمية).
ألف - الجوانب الأساسية لتطبيق منهجية أكثر تفصيلاً وتعقيداً في رسم الخرائط الخاصة بحالات التصحر والجفاف
26- يستدعي رسم الخرائط المعقدة للتصحر و/أو الجفاف تطبيق منهجية شاملة تستفيد من بيانات ومعلومات مُستمدة من عدة مصادر.
وتكتسي البيانات والمؤشرات (الهيدرولوجية الجوية) المناخية أهمية أساسية، ولكنها ليست كافية لتوضيح ووصف العمليات الحاصلة في منطقة معينة، وعليه ينبغي مراعاة جوانب إيكولوجية أخرى، من قبيل ما يلي:
(أ) الظروف الهيدرولوجية (لتدفق المياه الجوفية والمياه السطحية)
(ب) تربة المنطقة وطبوغرافيتها
(ج) حالة الغطاء النباتي (المحاصيل)
(د) إقامة صلات بين اتجاهات التغيرات العالمية
(ه‍‍‍) عوامل بشرية/اجتماعية أخرى مثل استخدام الأراضي وكثافة السكان والتقديرات الاقتصادية.
27- وبناءً على ذلك، ثمة حاجة إلى اتباع نهج جديد ومعقد/متكامل، ما يعني أنه يتعين استحداث منهجية جديدة وإنشاء قواعد بيانات جديدة من أجل تحسين عملية رسم الخرائط وتوخي المزيد من الدقة في تنفيذها وتوضيح التوزيع المكاني للتصحر والجفاف.
28- وعملاً بمشورة فريق الخبراء التابع للجنة العلم والتكنولوجيا، فيما يلي بعض العناصر المهمة لأي نهج جديد:
(أ) قبل البدء بتقييم التصحر، ينبغي استخلاص الخرائط الأولية للوحدات الجيومورفولوجية (وحدات رسم خرائط التضاريس الأرضية) بالرجوع إلى الخرائط الخاصة باستخدام الأراضي بشكل مفرط، وعلم الخصائص الحجرية والخرائط الطبوغرافية.
ووحدة رسم خرائط التضاريس الأرضية هي الخريطة الأساسية لإدارة البيانات المُستنبطة أثناء المراحل اللاحقة؛
(ب) فيما يخص مقاييس المناخ الواردة في الخريطة، يُفضل الرجوع إلى تصنيف المناخ كما يلي: قاحل بشكل مفرط- قاحل - شبه قاحل - جاف وشبه رطب - رطب؛
(ج) ينبغي مراعاة الحاجة إلى المياه لأغراض الري؛
(د) يعطي تحليل تدفق المياه الجوفية (جريان المياه) معلومات أكثر مما يعطيه تحليل المياه السطحية بخصوص رسم خرائط الظروف الهيدرولوجية؛
(ه‍‍‍) تكتسي تعرية التربة (بفعل المياه والرياح) وخصائص التربة أهمية في مقطع التربة المبين على الخريطة؛
(و) التعبير عن الظروف الإيكولوجية أنسب من التعويل على وصف النباتات؛
(ز) السكان والكثافة السكانية والفقر مؤشرات ملائمة للآثار الاجتماعية والاقتصادية ينبغي مراعاتها في وحدات رسم خرائط التضاريس الأرضية.
باء - عملية التصحر
29- من الضروري عند رسم خرائط التصحر أن يُفهم التصحر على أنه عملية طويلة الأجل عموماً تتأثر بعدة عوامل فيزيائية حيوية واجتماعية واقتصادية.
وتعد شحة المياه والانخفاض الكبير في موارد مياه منطقة معينة من أهم العوامل المساهمة في ذلك.
وتعد حالات الجفاف الأكثر تواتراً والأطول زمناً والأقوى تأثيراً من الأسباب الرئيسية لظهور التصحر.
30- تغير المناخ - نتيجة لبعض الآثار الطبيعية أو الآثار التي هي من صنع الإنسان - يمكن أن يحصل عموماً إذا ارتفع مستوى قحولة المنطقة المعنية.
وتدل قلة المياه على عدم تلبية احتياجات الكائنات الحية منها وتعرض التربة للجفاف باستمرار.
ونتيجة لذلك، تصبح التعرية - الناجمة عن الرياح أو المياه - أكثر كثافة، ويزداد تردي التربة، وتتفاقم آثار جميع العمليات الأخرى لتردي التربة، ولا سيما تدهور تركيب التربة وانخفاض مستوى الأنشطة البيولوجية داخلها.
31- وتؤدي هذه العمليات مجتمعة إلى تقلص نباتات المنطقة وحيواناتها، وإلى انخفاض إنتاج المحاصيل، وبالتالي إلى فقدان خطير للتنوع البيولوجي بالمنطقة.
ويمكن أن تلحق هذه الأضرار بالمنطقة بشكل أسرع أيضاً نتيجة استخدام تكنولوجيات زراعية غير مناسبة وطرائق غير ملائمة في زراعة التربة، ونتيجة للتصحر وحرائق الغابات في مناطق الغابات.
وبالإمكان وصف التأثير المعقد لهذه العمليات على أنه تأثير يسهم في تردي الأراضي، لأن الحد من إمكانات موارد الأراضي أمر واضح.
ومن المُحتمل أن تؤدي النتيجة النهائية لهذه العمليات إلى إفقار المنطقة، وإفساد جودة الحياة بجميع أشكالها، بما في ذلك إفقار المجتمع.
32- وينبغي مراعاة جميع هذه العمليات عند استحداث نظام لرصد التصحر.
وبعض العمليات المذكورة أعلاه والآثار المترتبة عليها متتابع من حيث الحدوث، فـي حين تحصل عمليات أخرى بالتزامن، وينبغي وصفها بواحد أو أكثر من المؤشرات المعيارية التي يمكن قياسها و/أو رصدها أو تحديدها بواسطة الحساب و/أو الاشتقاق من المؤشرات المعيارية المقيسة.
جيم - البيانات ذات الصلة بمشروع تقييم النظم الإيكولوجية في الألفية وتقييم تردي التربة في الأراضي الجافة
1- تقييم النظم الإيكولوجية في الألفية
33- أُطلقت مبادرة تقييم النظم الإيكولوجية في الألفية في عام 2002 تحت إشراف الأمم المتحدة، وينسق أمانتها برنامجُ الأمم المتحدة للبيئة.
والهدف من المبادرة هو تقييم عواقب تغير النظم الإيكولوجية على رفاه الإنسان وإرساء القاعدة العلمية للإجراءات اللازمة لتحسين المحافظة على النظم الإيكولوجية واستخدامها المستدام ومساهماتها في رفاه الإنسان.
وكُرِّس أحد التقارير الختامية التي أعدتها المبادرة لموضوع التصحر.
ويستند هذا التقرير التوليفي إلى خلاصة دقيقة من الأدلة العلمية، ويقول إنه لا بد من معالجة مشكلة التصحر لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
وتجب مكافحة التصحر على جميع الأصعدة، ولكن لا بد من كسب هذه المعركة في نهاية المطاف على الصعيد المحلي.
ويوضح هذا التقرير أن هذه الظاهرة حلقة مجسدة في سلسلة شاملة من الأسباب وأن أثرها يتجاوز بكثير حدود المناطق المتضررة.
كما أصبح واضحاً أن التصحر يسهم إلى حد كبير في تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.
34- ويشير تقرير المبادرة إلى أن التصحر ينتشر في جميع القارات باستثناء أنتاركتيكا ويمس مصادر رزق الملايين من البشر، من بينهم نسبة كبيرة من الفقراء في الأراضي الجافة.
وتشغل الأراضي الجافة نسبة 41 في المائة من مساحة الأرض وتؤوي ما يربو على بليوني شخص (أي ثلث سكان العالم في عام 2000)، وتشمل الأراضي الجافة جميع المناطق التي تحد ندرة المياه فيها من إنتاج المحاصيل والعلف والحطب وغير ذلك من الخدمات التي توفر الإمدادات للنظم الإيكولوجية.