File size: 7,323 Bytes
0bf1e76
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99
100
101
102
103
104
105
106
107
108
109
110
111
112
113
114
115
116
117
118
119
120
121
122
123
124
125
126
127
128
129
130
131
132
133
134
135
136
137
138
139
140
141
142
143
144
145
146
147
148
149
150
151
152
153
154
155
156
157
158
159
160
161
162
163
164
165
166
167
168
169
170
171
172
173
174
175
176
177
178
179
180
181
182
183
184
185
186
187
188
189
190
191
192
193
194
195
196
197
198
199
200
201
202
203
204
205
الشاعر: بلند الحيدري 
عصر الشعر: الحديث

وستبتغين وترفضين    
وستضحكين وتحزنين    
ولكم سيحملك الخيال    
لكن هناك    
هناك في العبث الذي لا تدركينْ    
ستظلُ ساعتك الانيقةْ    
تلهو بأغنية عتيقةْ    
ولن تري    
ماتبصرينْ    
ستتكتك اللَّحظات فيها كل حين    
ستتكتك اللَّحظات    
في المنفي الصَّغيرْ    
ولا مصيرْ    
وتمر عابثة بما تتأملين    
لكنما    
أنتِ التي لا تدركيْن    
فستبغين وترفضين    
وستضحكينَ وتحزنينْ    
ولكَمْ سيحملك الخيال    
فتحلمين    
كلّ له قيثارة إلا    
أنا    
قيثارتي في القلب حطمها الضنا    
كانت    
وكنا    
والشباب مرفرف    
تشدو فتنشر حولها صور المنى    
واليوم    
كفنّنا السكون ولم نزل    
بربيع عمرينا    
فمن يرثي لنا    
في صمتها الدامي    
تكرر لحنه مسلولة    
تشدو بلا أوتار    
هربت من الماضي البعيد وعهد    
واتت    
لترثي    
خلسة قيثاري    
يا لحنة الذكرى    
فديتك ارجعي    
أخشى ضلالك في دجى    
أقداري    
وداعاً أيها الضوء الشتوي    
وداعاً    
يا نار الموقد    
يا حطباً يتأجج ما بين شظاياه الحمر    
غدي    
المقصلة التمّت عبر حبال سود    
تلتف وتلتف على عنق طالت    
تاهت    
صارت مداً أبعد من مدّ يدي    
وداعاً يا الآتون اليّ    
بلا أمس وبدون غدِ    
ما أجمل موتاً    
ينسينا ما كان لنا ما سوف يكون لنا    
ما أجمل موتاً يوغل في صمتٍ أبدي    
وَهاَ أنتِ    
بالأمس إذ كُنا صِغار    
كم كانت الدنيا صغيره    
مازلتُ اذكرُ كل هاتيك السنين    
تلك الدُروب المعتمات    
ضحك السكارى العائدين مع الحياة    
بلا حياه    
لون المساء    
كالداء يزحف في أزقتنا الضريره    
مازلتُ اذكر كل هاتيك السنين    
تلك الوجوه المستديره    
تموت خلف كوى صغيره    
عمياءَ    
من قش وطين    
ما اصغر الدُنيا بحارتنا الفقيره    
هل تذكرين    
تلك الحكايات الطويلة عن أميرة    
كانت تُصِرّ    
تصر أن تبقي كدنيانا صغيره    
مازلتُ أذكر كل هاتيكِ السنين    
لونَ المساء    
داري المخيفة كالوباء    
غور العيون الباسمات بلا رجاء    
وهناك في الظل الكئيب المرّ    
امرأة مريرة    
ألم نحاول أن نثيره    
فتعود ثانية تقول    
لا لست امرأة مريرة    
وتعود ثانية تعيد حكاية ظلت تطول    
تنمو ولا تنمو الاميره    
تلك الأميرة أينها    
هل تذكرين    
كم كانت الدنيا صغيره    
واليوم كم كبَّرت وها    
لا لست امرأة مريرة    
أنا أهواك ولكن    
غير ما تهوين أهوى    
أنا أهواك جراحا في حياتي تتلوى    
كلما هدهدتها    
أهدت إلى العالم نجوى    
أنا أهواك نشيدا    
أزليا    
يتغنى    
فيه ذوبت شبابي الرائع الألحان لحنا    
ولنفن بعده    
فالحب عمر ليس يفنى    
حدثيني    
عن حياتي الماضية    
فهي أنوار الشباب المندثر    
وأعيدي لي صدى أيامه    
يوم رفت فوق آمال    
غرر    
جدديها    
وابعثيها ثانية    
ذكريات    
تمطى في خور    
حطمتها كف دهر عاتيه    
لم تدع غير شتات من صور    
حدثيني عن ليالينا الطوال    
والهوى ينشر دنياه علينا    
نتغنى فوق شطآن خيال    
يتهادى    
باسما في ناظرينا    
فإذا بالدهر أطياف جمال    
ووعود    
وأمان في يدينا    
كيف أهديت سناها للزوال    
والليالي لم تزل    
ظمأى ألينا    
فعسى أنسى همومي    
بعض حين    
بين همس الذكريات    
سئمت نفسي اكتئابي    
ووجومي    
وذهولا سل من عمري الحياة    
لم أعد غير أناشيد سهوم    
تتلوى    
في جحيم الشكويات    
فابعثي النشوة من تلك الرسوم    
صورة    
تومض في عتمة آت    
سلم الرأس لكفيه خذولا    
وتمطت بازدراء    
شفتاه    
خفقت بسمته دنيا أسى    
كنهار شرب الغيم سناه    
هزأ القرطاس من أقراطه    
مذ رأى الحيرة تودي برجاه    
مذ رأى أجفانه مخمورة    
بلحون    
لم ترها الشفاه    
عصرتها مهجة خفاقة لتروّي    
بدماها مبتغاه    
رام أن يبصرها في أحرف صدقت وعدا    
وما خانت هواه    
رامها طير حبيبا علقت    
بجناحيه نشيدا كبرياه    
خانه الحرف وها أحلامه    
قد ذوت مخذولة    
فوق لماه    
ومضى يستعطف الكأس فما    
أنقذته    
من دياجير دجاه    
جمدت أنظاره في خمرها    
وتلظى في الحواشي محجراه    
بزغ الفجر وقد مدّ تليلا    
فرح النور    
رقيقا من ضياه    
فرأى شاعرنا مستلقيا    
فوق دنيا    
من خيالات رؤاه    
كان في عينيه سطر للمنى فمشى    
الموت عليه فمحاه    
وإذا بالشاعر الغريد جسم    
متلاش    
لا حراك في قواه    
ورأى الكأس حطاما نثرت    
بين كفيه وغاصت في دماه    
وسكونا    
مثقل الصدر جهوما    
يتخطى عالما جل أساه    
ورأى فيما رأى    
أحلامه    
قد هوت تعبى وما حاذت ذراه    
أسفاره    
كقبور جثمت تحت كواه    
طيها أبلى شبابا يافعا    
شرب الموت    
و أسقاها الحياة    
أيها الجرح الذي كنا به    
مدية لم تدر ما طعم دماه    
كيف أصبحت نشيدا خالدا    
ليست الدنيا سوى بعض صداه    
سمراء    
يا حلمي المضمخ بالهواجس والظنون    
يا غفوة    
قدست في واحاتها حتى جنوني    
ولكم تفيأت السكون أعب حبك    
في سكوني    
ولكم تمسح بالدجى وبقلبه الخالي حنيني    
فتمد عيني الظلال بخافق الليل    
الحزين    
وتلفك الأضواء    
ولألوان حلما في جفوني    
فاحس بل إني أرى    
دقات قلبك في عيوني