Datasets:

dru-ac
/

ArTopicDS-Books

Dataset card Viewer Files Files and versions Community

Split (1)

train · 21.2k rows

text stringlengths 1 2.38k	en_topic stringclasses 10 values
ومن طريقة أحمد في الفتوى أن يكتفي بذكر الخبر، وبسرد الحديث، ومن ذلك، مثلا، ما سأله ابنه عبدالله: سألت أبي عن الإمام يكبر إذا قال المؤذن: ‘قد قامت الصلاة’	Religion
وهذا كثير في مسائل تلاميذه، وفي فتاواه، ولا حاجة إلى تكثير هذه الدراسة بذكر هاتيك النماذج، وفي هذا يقول الحسن بن حامد الحنبلي: فما سئل عنه فيجيب بالحديث أو يفتي ويستدل فيه بالحديث أو يسأل عنه فيروي فيه الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فكل ذلك مذهب له صريح، بمثابة ما يفتي به من قبله سواء، وأنه يراعى فيه ظاهر الحديث الذي احتجبه، فيكون ظاهر موجب الخبر، وهذا مذهب أصحابنا كافة لا أعلم بينهم فيه خلافا	Religion
ومن ذلك مثلا، وهو من مظاهر التدين الشعبي، التمائم التي تعلق بوصفها أحرازا، فقد سأله تلميذه الكوسج: ما يكره من الرقى وما يرخصمنها؟ قال: التعليق كله يكره، والرقى ما كان من القرآن فلا بأس به	Religion
وقال حرب الكرماني: قلت لأحمد: فتعليق التعاويذ فيه القرآن أو غيره؟ قال: كان ابن مسعود يكرهه كراهية شديدة جدا	Religion
وقد ذكر أبو داود أن أحمد بن حنبل سئل عن شيء أيضا يعد في التدين الشعبي، وهو أن تلقى أوراق مكتوب فيها شيء فتلقى في المسجد بنية شفاء المريض، وهو ما يفعله عوام الناس في مصر مثلا، قال أبو داود: سمعت أحمد سئل عن الرجل يكتب هذه الرقاع ويلقيها في المسجد لمريض له؟ قال: لا أدري	Religion
ومن مظاهر التدين الشعبي اجتماع الناس في يوم عرفة في مدن المسلمين يذكرون الله، وكان يسمى التعريف، وقد سئل عنه أحمد بن حنبل فلم ير به بأسا، واستؤذن في أن ينهى عنه الناس فقال: دعهم، يكثر الناس، ونهى عن منع الناس منه، إذ فعله بعض الصحابة	Religion
بل يتورع أحمد عن إطلاق التحريم على نكاح المتعة الشهير عند الشيعة الاثني عشرية، قال الكوسج: قلت لأحمد: متعة النساء تقول: إنه حرام؟ قال: اجتنابها أحب إلي	Religion
كل هذا يشير إلى تحرز شديد من إطلاق الأحكام، وإطلاق لفظ التحريم والوجوب، وابتعاد عن منع بعض ما يرى اليوم بدعة وخرافة، من أجل أنه لم يفعله السلف	Religion
ينسب كثيرون من الحنابلة إلى أحمد بن حنبل متونا عقائدية؛ توورثت جيلا فجيلا، على أساس أنها عقائد أهل السنة والجماعة، فنسبوا إليه رسالة الإصطخري، وكتاب الرد على الجهمية والزنادقة، ورسالة حرب بن إسماعيل الكرماني (وهي نصرسالة الإصطخري ذاتها، باختلافات يسيرة جدا)، وفي تلك الرسائل كلها احتداد شديد تجاه الفرق الإسلامية	Religion
وكلا الرسالتين (أعني رسالة الإصطخري والرد على الجهمية) مشكوك فيهما عند بعض الجهابذة النقاد، فقد قطع الذهبي بوضعهما، وأنهما مكذوبتان، فقال عنهما بالنص: لا كرسالة الإصطخري ولا كرسالة الرد على الجهمية، الموضوع على أبي عبدالله، فإن الرجل كان تقيا ورعا لا يتفوه بمثل ذلك، لعل الذهبي يعني ما في هاتين الرسالتين من أحكام قاسية على المخالفين المسلمين تصل إلى التكفير	Religion
وعلى أن الذهبي يجزم بوضع هذه الرسالة على الإمام أحمد، وعلى أن ابن الوزير يؤيد أنها موضوعة، وفيها حموقات، وأنها قبيحة؛ وعلى أن ابن تيمية ينقل منها مع الاحتراز، فيقول: إن صحت، لكن هذا الاحتراز لم يكن ذا فائدة في أحيان كثيرة، إذ ترى ابن تيمية يعتمد عليها من دون احتراز؛ فينقل عن الإصطخري في كتابه الصارم المسلول على شاتم الرسول نصه الذي يقول فيه: وخير الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر بعد أبي بكر وعثمان بعد عمر وعلي بعد عثمان، ووقف قوم، وهم خلفاء راشدون مهديون ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هؤلاء الأربعة خير الناس، لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا نقص، فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته، ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه ويستتيبه فإن تاب قبل منه، وإن ثبت أعاد عليه العقوبة، وخلده الحبس حتى يموت أو يراجع	Religion
ستكون رسالة الإصطخري ورسالة الرد على الجهمية والزنادقة أسا عقائديا يلتزم به الحنابلة، غالبا، حتى يوم الناس هذا، على الرغم من انتقاد الذهبي لهما وحكمه بوضعهما	Religion
من الملاحظ في الكلام المنسوب إلى أحمد بن حنبل تجاه المبتدعة مستويان؛ مستوى هو أقل في الحدة والعنف، ومستوى آخر أشد قسوة في الأحكام	Religion
يصرح أحمد بن حنبل بأنه ما يعجبني شهادة الجهمية، والرافضة، والقدرية المعلنة	Religion
هذا، وقد روى أحمد عن مرجئة وقدرية وشيعة وغيرهم، قيل إنه أخذ عنهم لأنهم لم يكونوا دعاة إلى بدعهم، على الرغم من الخلاف في الأصول؛ ذاك أن هناك خلافا بين أهل الحديث في الرواية عن المبتدع، فمنهم من يرد كل ما يرويه المبتدعة، ومنهم من يفصل؛ فيقبل من المبتدع غير الداعي ولا يقبل من الداعي، وهناك من يرى أنه حتى الداعي يؤخذ منه ما لا يوافق بدعته، ما لم يكن ممن يستحل الكذب نصرة لمذهبه كما يفعل بعض الطوائف	Religion
ولفتني وأنا أستقري أقوال أحمد في الخصوم، أن فئتين من الخصوم فازتا بنقده الشديد المر، ليسوا هم الرافضة، ولا المرجئة، ولا القدرية، بل هم، على التعيين؛ أهل الرأي، والجهمية	Religion
بدأ أحمد رحلته العلمية وهو ابن ست عشرة سنة، أي سنة 180ه على التقريب، أي في خلافة هارون الرشيد	Religion
وحسبك أن منصب قاضي القضاة إنما استحدثه هارون الرشيد أول مرة في التاريخ الإسلامي، وكان القاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، صاحب أبي حنيفة، أول من شغله	Religion
كان أبو يوسف القاضي (ت	Religion
ويعني هذا بالضرورة، أن أحمد كان يقبل الرواية عن أبي يوسف، في بادئ الأمر، ثم انحرف عنه بعد ذلك، وأرجح أن هذا متأخر، وأنه بعد المحنة؛ وإني لأتعجب من الخبر الذي يرويه عبدالله عن والده سماعا، من تهجم مالك بن أنس على أبي يوسف، في حضرة الخليفة، فيقول له: ساء ما أدبك أهلك، وهو قاضي القضاة، بمنزلته الكبيرة، وهيبته العظيمة وجلالته، مما لا يتفق مع ما روي عن أحمد بن حنبل من التوقر والتزمت والركانة، وحسن الخلق وعفة اللسان	Religion
ومن أهل الرأي القاضي حفصبن غياث النخعي (ت	Religion
وروى أحمد عن أسد بن عمرو الكوفي (ت	Religion
وعلى أن أحمد عاتب الضحاك بن مخلد (ت	Religion
واضح، إذا، أن هناك تحولا في موقف أحمد بن حنبل من أصحاب الرأي، قبولا ثم ردا، وأخذا ثم إعراضا	Religion
وهذا مفهوم؛ من حيث إن القضاء كان بسلطان أحمد بن أبي دؤاد وهو حنفي المذهب، كما أسلفت، ولأن بشر المريسي القائل بخلق القرآن كان حنفي المذهب كذلك، ويروي حنبل بن إسحاق أن حنفيا هو ابن الثلجي، وشى بأحمد عند المتوكل، بحسب الرواية الحنبلية، على الرغم من شهرة هذا الفقيه بسمعة طيبة جدا، وشاية كاذبة: أنه (أي أحمد) آوى علويا عنده، ليبايع له، وهذا أيضا مما يشير إلى أن المحنة كانت ذات أهداف سياسية	Religion
وهو ما دفع محمد زاهد الكوثري (وهو حنفي معاصر محقق، ت	Religion
نعم لقد كان أهل الرأي والجهمية أعظم الفرقاء حظا بنقد أحمد بن حنبل المر، غير أننا نلحظ في المدونات المبكرة لتلاميذه، في مسائله التي دونوها، أن التعبيرات المنسوبة إليه أقل حدة كما أسلفت، من مدونات القرون التالية	Religion
أما تلاميذه فينقل عنه ابن هانئ، أنه قال: تركنا أصحاب الرأي، وكان عندهم حديث كثير، فلم نكتب عنهم؛ لأنهم معاندون للحديث لا يفلح منهم أحد	Religion
فقد كانت مجالسة أصحاب الرأي عنده قدحا أو أشبه بالقدح	Religion
وقد سأله تلميذه إسحاق بن منصور: يؤجر الرجل على بغض أصحاب أبي حنيفة؟ قال: إي والله	Religion
وقد كانت المفاصلة قد بلغت أقصاها عند أحمد، فقد قال ابنه عبدالله: سألت أبي عن الرجل يريد أن يسأل عن الشيء من أمر دينه مما يبتلى به من الأيمان في الطلاق وغيره، وفي مصره من أصحاب الرأي، ومن أصحاب الحديث لا يحفظون ولا يعرفون الحديث الضعيف، ولا الإسناد القوي، فلمن يسأل؟ لأصحاب الرأي، أو لهؤلاء؟ أعني: أصحاب الحديث، على ما قد كان من قلة معرفتهم؟ قال: يسأل أصحاب الحديث، لا يسأل أصحاب الرأي؛ ضعيف الحديث خير من رأي أبي حنيفة	Religion
وعلى هذا المنوال كان خطابه في خصومه من أهل الرأي، في المدونات التي رواها تلاميذه المباشرون	Religion
فهذا لعن، ووصف للخصوم بأنهم أعداء الله، وهذا مما لا يتفق مع ما عرف عن أحمد من عفة اللسان، ولكن الحنابلة اعتمدوا ذلك، وهذا بالضبط هو أحمد بن حنبل المتخيل، بما فيه من عنف وحدة	Religion
وكذلك يقول في تعداد الخارجين عن السنة: وأصحاب الرأي: وهم مبتدعة ضلال أعداء السنة والأثر، يرون الدين رأيا وقياسا واستحسانا، وهم يخالفون الآثار، ويبطلون الحديث، ويردون على الرسول، ويتخذون أبا حنيفة ومن قال بقوله إما يدينون بدينهم، ويقولون بقولهم، فأي ضلالة أبين ممن قال بهذا أو كان على مثل هذا، يترك قول الرسول وأصحابه ويتبع رأي أبي حنيفة وأصحابه، فكفى بهذا غيا مرديا وطغيانا وردا	Religion
وقل مثل هذا في ما ورد عن كتاب السنة لعبدالله بن أحمد بن حنبل من تكفير أبي حنيفة، وسيأتي الحديث عنه، في الفصل التالي	Religion
وقد نال الجهمية، مع أهل الرأي، أقسى النقد الذي وجهه أحمد بن حنبل	Religion
أما أقسام الجهمية عند أحمد بن حنبل فثلاثة كما ينقل عنه ابنه صالح، فيقول: سمعت أبي يقول: افترقت الجهمية على ثلاث فرق: فرقة قالوا: القرآن مخلوق	Religion
لكننا نجد أن أحمد بن حنبل في مسائل حرب الكرماني (وسيأتي الكلام عنها) التي نقلها عنه يقول: والقرآن كلام الله تكلم به ليس بمخلوق، فمن زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر، ومن زعم أن القرآن كلام الله ووقف ولم يقل ليس بمخلوق فهو أكفر من الأول وأخبث قولا، ومن زعم أن ألفاظنا بالقرآن وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله فهو جهمي خبيث مبتدع	Religion
فالأصل، إذا، هو السكوت، غير أن الذهاب إلى القول بأنه غير مخلوق، والتصريح به، إنما هو ردة فعل لقول الخصوم، ولا هذا لما دخلت متون العقائد وأضحت جزءا أساسيا في أصول الدين، وهذا دلالة على أن متون العقائد متون تاريخية	Religion
بل لم يكن يقبل المنافحة عن الوقف، والسكوت عند كون القرآن كلام الله وفقط، بل استوجب هذا أن يكون، كما يرى أحمد، فتنة، قال أبو داود: سمعت أحمد ذكر رجلين كانا وقفا في القرآن ودعيا إليه فجعل يدعو عليهما وقال لي: هذا لأحدهما فتنة عظيمة، وجعل يذكرهما بالمكروه	Religion
ولا يوجد في نصوصمبكرة أن أحمد بن حنبل كان يقسو على أفراد بأعيانهم، إلا أنه ورد في نص مبكر عن تلميذه ابن هانئ أن أحمد كان يقول: أخزى الله الكرابيسي، لا يجالس ولا يكلم ولا تكتب كتبه، ولا يجالس من جالسه	Religion
نجد كذلك في المصادر المتأخرة أن أحمد كان يطلق القول فيقول: من شك فهو كافر، ومن وقف فهو كافر	Religion
وورد في نصوصمبكرة أنه كان يأمر ب مجانبة الواقفة، أي هجرهم، فمن وقف لا يكلم، حتى يترك مقالته	Religion
ولئن كان أحمد يصرح مرا، في المصادر المتقدمة، أن الجهمية كفار، فإننا نجد عنه اختلافا في العقوبات، فالمرتد، كما هو معلوم، لا يحبس حتى يتوب، بل يستتاب ثلاثا فإن تاب وإلا قتل	Religion
• موقفه من الشيعة	Religion
أكرر أن أحمد بن حنبل لم يقس على طائفة من طوائف أهل القبلة قسوته على أهل الرأي والجهمية، وذلك مفهوم في سياق المحنة وأن قضاءها كان في أيديهم	Religion
تعرضنا سابقا إلى موقف أحمد بن حنبل من التشيع، وإلى موقفه من الصحابة والتفضيل، فلا داعي إلى التكرار، وأحب أن أنبه، هنا، إلى أن أحمد بن حنبل لم يستحضر لفظة الرافضة في المدونات المتقدمة إلا لما، وفي درجالكلام، من دون أن يفردهم بحديث خاص، وكذلك الشيعة على العموم	Religion
والنصالوحيد الذي وجدته في المصادر المتقدمة كلها، بحسب اجتهادي، يصرح بلفظ الرفض، بمعنى التشيع المغالي، هو ما أورده ابنه صالح، يقول: سألته عن رجل يبلى بأرض ينكرون فيها رفع اليدين في الصلاة وينسبون إليه الرفض إذا فعل ذلك، هل يجوز له ترك الرفع؟ قال أبي: لا يترك ولكن يداريهم	Religion
فهذا غاية ما وجدته من نصوصقالها أحمد، في المصادر المتقدمة (أي ما دونه تلاميذه المباشرون)، عن الرافضة، ما يؤكد أنهم لم يكونوا يشغلونه كما شغله أهل الرأي والجهمية، ولكن كانوا يشغلون المعتزلة	Religion
لكننا نجد في النصوصالمتأخرة، في رسالة حرب الكرماني وطبقات الحنابلة، وكتاب السنة لعبدالله بن أحمد، والسنة للخلال، نصوصا أخرى في الرافضة لكنها لا تبلغ البتة مقدار النصوصفي أهل الرأي والجهمية	Religion
فنجد مثلا في رسالة حرب الكرماني هذا النص، بما فيه من كلام غير دقيق في تلك الطوائف، على خلاف الجاحظ المتكلم والذي يعرف جيدا الفروق بين تلك الطوائف الشيعية، فيقول حرب: والرافضة: الذين يتبرؤون من أصحاب النبي [	Religion
أما الشيعة عموما فقد ذكرنا نصأحمد على أن أهل الكوفة كلهم شيعة، بمعنى تقديم علي على عثمان في أقل الأحوال، إلا رجلان	Religion
ونجد أن أحمد روى عن تليد بن سليمان الكوفي (ت	Religion
روى أحمد أيضا عن الشيعي عباد بن العوام (ت	Religion
وقل مثل هذا في عدي بن ثابت الأنصاري (ت	Religion
أما أعظم شيعي روى عنه أحمد بن حنبل فهو عبدالرزاق الصنعاني (ت	Religion
وعلى الرغم من كل ما سبق، نجد أن ابن حنبل ينهى عن الصلاة خلف من يتدين بتقديم علي على أبي بكر	Religion
• موقفه من القدرية والمرجئة	Religion
أما القدرية فلم يكن يرى أحمد بن حنبل بأسا في التحديث عنهم، في الجملة، فتراه يروى عنه أنه قال: نحن نحدث عن القدرية، لو فتشت أهل البصرة وجدت ثلثهم قدرية	Religion
والمعتزلة: وهم يقولون قول القدرية ويدينون بدينهم، ويكذبون بعذاب القبر، والشفاعة، والحوض، ولا يرون الصلاة خلف أحد من أهل القبلة، ولا الجمعة إلا من كان على مثل رأيهم وأهوائهم، ويزعمون أن أعمال العباد ليست في اللوح المحفوظ	Religion
والبكرية: وهم قدرية، وهم أصحاب الحبة والقيراط، والدانق يزعمون أن من أخذ حبة، أو قيراطا، أو دانقا حراما فهو كافر، وقولهم يضاهئ قول الخوارج	Religion
أما المرجئة فقد قال المروذي تلميذ أحمد: إن أبا عبدالله يحدث عن المرجئ إذا لم يكن داعية أو مخاصما	Religion
فيثني أحمد بن حنبل على إبراهيم بن طهمان (ت	Religion
تطرقنا سابقا إلى بعض جوانب أحمد من السلطة السياسية لا سيما إذا كانت تقول بخلق القرآن وتدعو إليه	Religion
لقد كان أحمد بن حنبل يمثل كل ما هو ضد أيديولوجيا السلطة العباسية، فلئن كانت أيديولوجيتهم، من حيث الأصل، تقوم على التجهم، والتشيع، والرأي، وتتخذ السواد شعارا، فلقد كان أحمد بن حنبل على الضد من ذلك كله	Religion
لقد كان أحمد يضعف أحاديث الرايات السود التي اعتمدتها الدولة العباسية، وضعف حديث فضل مرو، عش العباسيين أيام الدعوة، كما كان يضعف ما جاء عن المهدي، والسفياني، وغير ذلك، وقد قال بوضوح: لا يصح عندي في الملاحم شيء	Religion
ولهذا نجد عند الخلال أن أحمد بن حنبل يقول: لا يكون في غير قريش خليفة إلا أن في سند هذه الرواية مجهولا، ويستدل بحديث الأئمة من قريش، وينقل الخلال أن أحمد بن حنبل حدث بحديث عمرو بن العاصقريش ولاة الناس في الخير والشر إلى يوم القيامة، وأرجح أن هذا ينتمي إلى أحمد بن حنبل المتخيل	Religion
أما لبس السواد فقد قال الميموني: ما أعلم أني رأيت أحدا أنظف ثوبا [	Religion
وقد كان يبدي تأذيه وتأسفه لما أرادوه على الذهاب إلى سامراء للقاء المتوكل، وألبسوه السواد، فأمر بهذا اللباس أن يباع، ويتصدق بثمنه على الفقراء، وألا يأكل أولاده من ذلك المال شيئا	Religion
لم يكن أحمد بن حنبل مشاركا في السلطة كما لم يكن مشاركا في أي حركات ضدها، أي إنه كان محايدا شديد الحياد، ولا أنه أقحم في المحنة إقحاما، وأدخل في مناقشات لا يطيقها، لما كان له ذكر البتة في ما يتعلق بالسلطة	Religion
وقدمنا أن أحمد لم يكن موجودا دوما في بغداد أيام الاقتتال الأهلي بين الأمين والمأمون؛ فقد كانت تلك السنون مرحلة ارتحال في طلب العلم (أي الحديث)، لا يعود إلى بغداد إلا ريثما يرتحل	Religion
لقد كان العمل مع السلطة والتعاون معها سببا من أسباب تضعيف بعض الرواة عند أحمد بن حنبل، أي إن التعاون مع السلطة كان قادحا في العدالة، ولو على سبيل الورع في الرواية	Religion
بل كان يقدح حتى في الرجل يطلب الشفاعة إلى السلطان، ومن ذلك ما قاله المروذي أنه قيل له: كتبت عن أحمد بن إسحاق الحضرمي؟ قال: لا، تركته على عمد	Religion
لكنك تجد بعض الروايات عنه، وهي أقل بحسب ما لاحظت، أنه تجاوز عن بعض من له اتصال بالسلطان، فمن أولئك مثلا أحمد بن عبدالملك بن واقد الحراني، قال الميموني: سألت أحمد بن حنبل عنه، فقال: رأيته حافظا لحديثه، وهو صاحب سنة	Religion
بل كان ينهى أن يطاع الأب لو أراد من ابنه أن يتصل بالسلطان، وقد ورد، في نصمتأخر، منسجم مع النصوصالمبكرة، عن جعفر بن محمد النسائي، أن ابن حنبل قيل له: إن أمرني أبي بإتيان السلطان، له علي طاعة؟ قال: لا	Religion
لكننا مع هذا نجد أنه ينهى أحد تلاميذه أن ينتقد أحد المحدثين الذين كانوا يقرؤون على قبور موتى ذوي السلطان لنيل الأجرة، لا لشيء إلا لأن هذا المحدث، وهو عفان بن مسلم الصفار، لم يستجب للسلطة في المحنة، فامتنع أن يقول بخلق القرآن، قال سلمة: قلت لأحمد: طلبت عفان في منزله فقالوا: خرج، فخرجت أسأل عنه الجيران فقالوا: توجه في هذا الوجه، فقلت أمضي وأسأل عنه فأدل عليه، حتى انتهيت إلى مقبرة، وإذا هو جالس يقرأ على قبر ابنة أخي ذي الرئاستين	Religion
أما الروايات التي فيها ذم صريح لأشخاصالخلفاء، وربما تكفير لهم، فكلها وارد في المصادر المتأخرة، ولا تتفق مع المصادر المبكرة، وتدخل في أحمد بن حنبل المتخيل، وكذا الخبر الغريب أنه عفا عن المعتصم بسبب فتح عمورية، مع أن أحمد عفا عن حقه الشخصي إلا الدعاة إلى البدع، لا لشيء إلا لأنهم دعاة إلى البدع	Religion
وإنا لنجد نموذجا للنأي عن السلطان أشد النأي فريدا، متمثلا بأحمد بن حنبل، إذ طلبه المتوكل، بعد رفع المحنة، ليحدث أبناءه، ولينضم إلى المحدثين الذين جمعهم المتوكل في سامراء عنده ليحدثوا الجند، ويبدو أنها حيلة من المتوكل ليبقي المحدثين تحت رقابته المباشرة وتحت عينه، فأقسم ابن حنبل ألا يحدث، وامتنع عن التحديث حتى وفاته	Religion
بل ورد أن أحمد ينهى عن رفع بعض قضايا الاحتساب إلى السلطان، فقد سئل عن رفع من شتم معاوية (الصحابي) إلى السلطان، فقال: ذلك أخلق أن يتعدى عليه	Religion
لقد كان موقف أحمد من السلطان موقفا بعيدا عن المشاركة بعدا باتا، كما كان موقفه بعيدا عن الخروجبالسيف بعدا باتا كذلك، فلقد جاءه جماعة يريدون ضمه إليهم أيام المحنة، إبان عهد الواثق، يريدون الخروجبالسيف، فنهاهم أشد النهي، ونهى ابنه عن التحاق بهم	Religion
فقال له بعضهم: إنا نخاف على أولادنا إذا ظهر هذا لم يعرفوا غيره ويمحى الإسلام ويدرس	Religion
لا الانضمام إلى جوقة السلطان، إذا، من منهجأحمد بن حنبل، ولا الثورة على السلطان وخلع طاعته من منهجه كذلك	Religion
كان أحمد، كما ورد في نصوصتلاميذه، يدعو ل ولي الأمر، بالصلاح والسداد، وكان يقول: إني لأدعو الله له [أي للخليفة المتوكل] بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار	Religion
لا يعجبني شيء من وضع الكتب، ومن وضع شيئا من الكتب، فهو مبتدع،	Religion
ذكرنا في ما مضى الرحلة التاريخية التي أدت إلى ما أسميه سلف المحنة، وذكرنا أن لفظة السلف لم تكن حاضرة البتة في تراث أحمد بن حنبل، إلا في نصين لم يردا إلا متأخرا، بخلاف معاصره المعتزلي؛ الجاحظ، الذي كان للفظة السلف حضورها الواضح في مؤلفاته	Religion
ومن يطلع على التراث المجموع لأحمد بن حنبل يجد نصوصا أقل ما يقال فيها إنها متضاربة، وهذا التضارب مفهوم، أعني الاختلاف في الآراء الفقهية والاستنباطات، حين يعلم المتقدم منه والمتأخر؛ إذ من الطبيعي لرجل يتبع الأثر أن يترك قوله إذا صح له حديث وثبت عنده فيترك رأيه السابق، لكن هذا الاختلاف والتضارب واضح جدا في تراث أحمد بن حنبل، أشد منه في تراث سائر الأئمة المتبعين؛ أبي حنيفة، ومالك، والشافعي	Religion
لم يسلم أحمد بن حنبل في حياته من كثرة التقول عليه؛ أي إن انطلاقة بناء أحمد بن حنبل المتخيل، كانت معاصرة له، وكان ربما ينقل إليه القول منسوبا إليه، فينكره مغضبا	Religion
فمن ذلك مثلا؛ أن عبدالله ابنه سأله عن هارون الحمال، أيكتب عنه؟ قال: اكتب عنه، قلت: إنهم حكوا عنك أنك سكت حين سألوك، قال: ما أعرف هذا	Religion
وهذا صالح ابنه كذلك يقول: تناهى إلي أن أبا طالب يحكي عن أبي أنه يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق فأخبرت أبي بذلك فقال من أخبرك؟ فقلت فلان	Religion
ولعل هذه القصة التي يذكرها صالح عن تقويل أحمد ما لم يقله، هي ذاتها التي خلدت إلى القرن الرابع الهجري في كتاب تهذيب الأجوبة لابن حامد الحنبلي، قال عن الحنابلة: وعلموا على ما نقل أبو طالب عن أبي عبدالله في الأعيان إن من قال: مخلوق فهو جهمي	Religion
وكلا الخبرين يفيد نفي نسبة أن اللفظ غير مخلوق إليه، والخبر الثاني يفيد أن الحنابلة علموا على ما نقل أبو طالب أن أحمد يستنكر أن يسمى كلام الله مخلوقا ويرى هذا تجهما، ويستنكر كذلك أن يقال: غير مخلوق؛ لأن هذا من التكلف الذي لم يرد عن الصحابة والتابعين، قال ابن حامد: فإذا ثبت هذا عنه بأن ذلك إنه إنما نهى عن الإجابة بأنه غير مخلوق إذا لم يسبق به في الجواب فيدخل في جملة المتكلفين	Religion
وورد مثل هذه القصة عن واحد من أصحاب أحمد اسمه ابن شداد، ذكرها الخلال في السنة	Religion
ومن هذا أيضا ما قاله أبو بكر المروذي، قال: سمعت أبا الحسن عبدالوهاب الوراق يقول: أبو عبدالله إمامنا وهو من الراسخين يقول: ما سمعت عالما يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق	Religion
لكن ابن قتيبة الدينوري (ت	Religion
ينبئنا نصابن قتيبة السابق عن شدة الخلاف بين أصحاب أحمد بن حنبل فيما يروونه عنه، وهي وثيقة مهمة، في رأيي، يبدو فيها الانتصار حليفا للتيار الذي يؤيده الخلال في مسألة اللفظ بالقرآن، والذي خلد، في ما بعد، في المذهب الحنبلي، دون الروايات المقابلة	Religion
ولد عبدالله بن أحمد بن حنبل سنة 213ه، أي قبل المحنة بخمس سنين فقط، أي إنه أدرك مرحلة التأهل للعلم بعد المحنة	Religion
لكن عبدالله بن أحمد هو أشد أبنائه تأثيرا في الحنابلة، فهو الذي روى المسند بعد وفاة أبيه، وقد ترك أحمد بن حنبل المسند أشبه بالمسودة، ولم يتم العمل فيه، ولهذا نجد أن فيه مرويات عن بعض من رد روايتهم وجرحهم بسبب المحنة، لأنه صار يأمر بالضرب على أحاديث من أجابوا، أو غيرهم ممن تغير حكمه عليهم، وقد ذكرنا سابقا بعض الأمثلة على هذا، بل نجد فيه أحاديث هو نفسه حكم بضعفها كأحاديث المهدي، والرايات السود، وكون الأئمة من قريش، وغير ذلك	Religion
ولعل من الأسباب أيضا لتأثير أحمد في الحنابلة ما ورد في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى من أن صالحا كان يتغيب عن القراءة لانشغاله بالعيال، لكن عبدالله كان أكثر مواظبة من أخيه	Religion
يعلق الذهبي على كتاب التفسير الوارد في نصابن المنادي هذا فيرى أنه متخيل، فيقول: مازلنا نسمع بهذا التفسير الكبير لأحمد على ألسنة الطلبة وعمدتهم حكاية ابن المنادي هذه، وهو كبير قد سمع من جده وعباس الدوري، ومن عبدالله بن أحمد، لكن ما رأينا أحدا أخبرنا عن وجود هذا التفسير، ولا بعضه ولا كراسة منه، ولو كان له وجود، أو لشيء منه لنسخوه، ولاعتنى بذلك طلبة العلم، ولحصلوا ذلك، ولنقل إلينا، ولاشتهر، ولتنافس أعيان البغداديين في تحصيله، ولنقل منه ابن جرير فمن بعده في تفاسيرهم، ولا والله يقتضي أن يكون عند الإمام أحمد في التفسير مائة ألف وعشرون ألف حديث، فإن هذا يكون في قدر مسنده، بل أكثر بالضعف، ثم الإمام أحمد لو جمع شيئا في ذلك، لكان يكون منقحا مهذبا عن المشاهير، فيصغر لذلك حجمه، ولكان يكون نحوا من عشرة آلاف حديث بالجهد، بل أقل	Religion
ثم الإمام أحمد كان لا يرى التصنيف، وهذا كتاب المسند له، لم يصنفه هو، ولا رتبه، ولا اعتنى بتهذيبه، بل كان يرويه لولده نسخا وأجزاء، ويأمره: أن ضع هذا في مسند فلان، وهذا في مسند فلان، وهذا التفسير لا وجود له، وأنا أعتقد أنه لم يكن، فبغداد لم تزل دار الخلفاء، وقبة الإسلام، ودار الحديث، ومحلة السنن، ولم يزل أحمد فيها معظما في سائر الأعصار، وله تلامذة كبار، وأصحاب أصحاب، وهلم جرا إلى بالأمس، حين استباحها جيش المغول، وجرت بها من الدماء سيول، وقد اشتهر ببغداد تفسير ابن جرير، وتزاحم على تحصيله العلماء، وسارت به الركبان، ولم نعرف مثله في معناه، ولا ألف قبله أكبر منه، وهو في عشرين مجلدة، وما يحتمل أن يكون عشرين ألف حديث، بل لعله خمسة عشر ألف إسناد، فخذه، فعده إن شئت	Religion