text
stringlengths
1
2.38k
en_topic
stringclasses
10 values
يعتبر الإحرام أول الأركان الأساسية الأربعة للحج
Religion
كما هو الحال في القواعد الخاصة بالأركان الأخرى، فإن قواعد الحج مركبة وممتلئة بالتفاصيل الدقيقة
Religion
قدم أبو حامد الغزالي (ت 505 ه/ 11م)، وهو أحد أعظم أعلام الإسلام، شرحا قويا لما أطلق عليه فوكو تقنيات الذات
Religion
ينهض كتاب الغزالي، بوصفه دليلا عمليا، على ما نسميه اليوم نظرية في الطبيعة البشرية
Religion
يتمتع كل إنسان بدرجة معينة من الصفات الأربع، ولم يسلم من الثلاثة الأولى إلا الرسل
Religion
تقع هذه الصفات في مجالين متمايزين، فالثلاثة الأول منها تقع في مجال النفس، في حين تقع الرابعة في مجال القلب
Religion
على جانب آخر، فإن النفس هي المجال الذي تجتمع فيه الصفات الأخرى
Religion
تجد العلاقة بين العقل الآمر على الجسم البشري ونفسه نظيرا في استعارة حكم الملك على مملكته
Religion
يركز خطاب الغزالي، في ما يعكسه من أخلاق شاملة، على العلاقة بين الإنسان ومحيطه المادي، خصوصا الثروة الدنيوية والوفرة المادية
Religion
الشره هو أعظم الرغبات ومصدر كل العلل الروحية، وتليه الشهوة
Religion
لا تتأثر هذه الصلة السببية بأفكار النقل الوراثي أو الجيني
Religion
هكذا يكون السلوك الأخلاقي مكتسبا بالكامل ومسألة تدرب، ولو لم يكن كذلك لما كان هناك معنى على الإطلاق للموعظة الأخلاقية والمشورة والتوجيه التربوي
Religion
تتحقق رعاية الذات عن طريق الرياضة، وهي عملية تخضع النفس لتدريبات متكررة تعطي الروح شكلا وهيئة
Religion
في تصور الغزالي، يتسع مدى التدريب ليشمل مجال السلوك الإنساني كله
Religion
في التحليل النهائي، إذا، تحدد الأركان التدريب وتضعه موضع التنفيذ
Religion
يرتبط بالنية الصادقة والانتباه الحصري [لله]، فهم عميق لمغزى اللغة المستخدمة في الصلاة
Religion
إن الرغبة، باعتبارها ملكة من ملكات الروح، هي حالة إرادة تحشد النية من خلالها
Religion
يبدو أن حب الله عند الغزالي يفوق الخوف من عقابه وزنا وقيمة، حيث يسيطر هذا الحب على خطابه في إحياء علوم الدين بكامله
Religion
إن التلفظ بكلمتي الشهادة التزام للتوحيد وشهادة بإفراد المعبود، وشرط تمام الوفاء به ألا يبقى للموحد محبوب سوى الواحد الفرد، فإن المحبة لا تقبل الشركة، والتوحيد باللسان قليل الجدوى، وإنما يمتحن به درجة المحب بمفارقة المحبوب، والأموال محبوبة عند الخلائق لأنها آلة تمتعهم بالدنيا، بسببها يأنسون بهذا العالم وينفرون من الموت مع أن فيه لقاء المحبوب، فامتحنوا بتصديق دعواهم في المحبوب واستنزلوا عن المال الذي هو مرموقهم ومعشوقهم
Religion
تصبح الأخلاق، في هذا الفهم النموذجي للشريعة الصوفية، متشابكة مع الفضيلة
Religion
الشعور بالوجوب، بل من باب الشعور ببعض الرغبة الخيرة في جوهرها، كما لو كانت نابعة من إحساس خير بطبيعته
Religion
إن مجمل الأثر الذي لمفهوم الشريعة الصوفية كما يمثلها الخطاب الغزالي هنا هو تحديدا جعل ما هو فاضل متناسبا مع ما هو أخلاقي ومتخللا إياه
Religion
كان اجتماع ثالوث القانون والأخلاق والصوفية المعتدلة، في ترابطه الذي يكاد يكون عصيا على التصور، هو ما مكن الغزالي وكثيرين من أمثاله من الكلام على تقنيات الذات
Religion
في هذا التصور، لا حاجة للسؤال عن السبب الذي من أجله يجب أن يكون المرء أخلاقيا، بل الحاجة هي للسؤال فحسب عن الكيفية التي يجعل بها نفسه أخلاقيا
Religion
يصاحب هذا التحول تحول آخر يقع على علاقات القوة: فبينما تميل تقنيات النفس إلى تحفيز تصورات تقيد ذاتها في هذه العلاقات، وبالتالي تؤدي إلى وحدة معينة مع الطبيعة والكينونة، تميل تقنيات الجسد إلى إنتاج رؤية مفادها أن مجال علاقات القوة الجسدي هو المقياس الأسمى للإنسان
Religion
لا يمثل مشروع الغزالي، إذا، تأليفا وتركيبا فكريا للأخلاق والقانون والعقيدة والتصوف والفلسفة فحسب، بل أيضا سياحة إنسانية في الذاتية الإسلامية، سياحة تضع يدها على القوى الفكرية والاجتماعية الجماعية والنفسية التي جعلت هذه الذاتية نموذجا
Religion
ينظر إلى المال في كل مكان على أنه هدف، وهو ما يؤدي إلى الحط من قدر أشياء لا تعد ولا تحصى واعتبارها مجرد وسائل مع أنها في الحقيقة غايات بحد ذاتها
Religion
﴿فأما من أعطى واتقى
Religion
﴿إن المتقين في جنات وعيون
Religion
﴿وأما السائل فلا تنهر﴾
Religion
لنفترض، بقصد النقاش، أن نظاما إسلاميا قد تحقق بالكامل
Religion
إذا افترضنا قيام هذا الشكل النموذجي من الحكم، يلزم أن نفترض، بل أن نسلم، بأن هذا الحكم يجب أن يعيش في مجتمع من الدول الحديثة القائمة على أساس المعايير التي وصفناها في الفصول الأربعة الأولى
Religion
بيد أن هذا ليس كل شيء
Religion
موضوعيا، أكدت الشبكات السياسية، وبالأخص الاقتصادية العابرة للقوميات، سيطرتها عبر حدود الدول، ما يجعل تلك الحدود نفوذة بصورة كبيرة
Religion
غير أن هذا الانسجام لا يؤدي إلى قيام تفسير موحد للعلاقة بين الدولة والعولمة
Religion
تنظر الأطروحة الثانية إلى الدولة القومية على أنها قادرة على تعزيز وضعها وقوتها في العالم المعولم الجديد
Religion
يمكن، لأغراضنا الخاصة، أن ندرج في إطار هذه الأطروحة الثانية ما يعرف بالمدرسة التحولية (transformationalist school)، حيث ترى هذه المدرسة أن بمقدور الدولة، على المدى القصير، مقاومة الآثار العامة للعولمة، وتكييف نفسها أو تحويلها، على المدى البعيد، إلى نظام تستبدل فيه الأنساق السياسية والاجتماعية التقليدية بأنساق أخرى
Religion
تبين الأطروحتان اللتان قدمناهما بما تمثلانه من أفكار، احتمال أن تستمر الدولة أو أن تستبدل بها بنية قوة معولمة جديدة
Religion
لا يتبقى لنا، إذا، إلا ثلاثة احتمالات منهجية: الانتصار الكامل للعولمة، أو الانتصار الكامل للدولة، أو علاقة جدلية مركبة ومستمرة من الاحتكاك والتعاون بينهما
Religion
باتت العولمة تعني أشياء مختلفة متعددة، مهمة كلها وذات مؤديات خطرة
Religion
لا حاجة إلى القول إن الهيمنة الثقافية على العالم غير الغربي ملازمة لأشكال من السلطة السياسية والعسكرية المهيمنة، الملازمة بدورها للاقتصاد والأسواق
Religion
بيد أنه لا شك في أن الوجه الاقتصادي للعولمة هو الأكثر وضوحا
Religion
من الأمثلة البارزة على دور الدولة، ومن الأمثلة الأساس بالنسبة إلى بحثنا، تلك الحقيقة الساطعة التي مفادها أن الشركة (corporation) التي خلقتها الدولة ونظمتها تؤدي دورا أساسيا في الاقتصاد المعولم
Religion
يمكن أن نستنتج أنه ما من خاصية سبق أن نسبناها إلى الدولة القومية في الفصول الأربعة السابقة قد تقلصت، في ظل العولمة، إلى درجة كافية لتبرير إعادة التفكير في طبيعتها
Religion
والآن، ما دام الانعزال ليس خيارا ممكنا على المدى الطويل، بالطبع لا بد للحكم الإسلامي من أن يتعامل مع الدولة القومية والعالم المعولم كليهما، حيث يعملان بناء على مجموعة معينة من المعايير كنا قد ذكرنا أغلبها في الفصول السابقة، ولم نستبعد سوى واحد منها، ألا وهو رأسمالية السوق الحرة الليبرالية
Religion
كما يتحدد الاقتصاد الحر المهيمن على العالم اليوم بمجموعة مبادئ تميزه من التوجهات الاقتصادية الأخرى كالاشتراكية كذلك هو حال النظام الاقتصادي الإسلامي (الذي يكاد يطويه النسيان هذه الأيام)
Religion
نشأ نموذج هذا الاقتصاد مع القرآن نفسه، الوثيقة المؤسسة للإسلام وثقافاته وعالمه المادي، ثم أحكمته السيرة النبوية وبعدها نظام الشريعة الشامل بوصفه ظاهرة خطابية ومؤسسية
Religion
ثمة فكرة لا بد منها في أي عرض لاقتصاد الشريعة الأخلاقي، ألا وهي أن حفظ الملكية والثروة وإنماءهما يمثل إحدى الكليات الخمس التي أسست بنية النظام الشرعي، وبالتالي المجتمع الإسلامي بمجمله، وحددت طريقة عملهما، أما الكليات الأربع الباقية فهي الحفاظ على النفس والدين والعقل والنسل (أي الأمة ومجتمعاتها الجزئية)
Religion
كانت الكليات الخمس التي يجمع في الإسلام على أنها تحدد مقاصد القانون الأخلاقي وعلى أنها شرعت من أجل مصالح العباد قد نشأت في الفقه نتيجة مشروع استقرائي دفع الفقهاء، بعدما نضجت الشريعة، إلى أن ينظروا خلفا إلى الصورة الكاملة، إذا جاز التعبير، ويتخيروا هذه الكليات من المجال الكامل للثقافة القانونية، من دون أن يقيدوا أنفسهم بنصوص الوحي أو بمناهج أصول الفقه العقلية
Religion
بيد أن أيا من هذه الكليات ليس مستقلا
Religion
بيد أن كل هذه الكليات، بما فيها كلية العقل، تمثل السياق الذي يمكن من خلاله لكلية المال أن تتحقق وتصبح بناءة
Religion
حض الإسلام وشريعته على السعي من أجل الثراء المادي وتراكم الثروة
Religion
تتشبع كل المعاملات التعاقدية في الشريعة بصبغة القيم الأخلاقية، ويلزم أن تفترض العقود الرضا حتى تكون صحيحة
Religion
ليس هذا الدافع الأخلاقي عرضيا ولا هامشيا بالنسبة إلى الثقافة القانونية
Religion
يعتبر كسب الرزق الذي يحتاجه المرء لإعالة نفسه وأسرته ودفع ديونه التزاما دينيا وفرضا واجبا
Religion
لا بد للكسب أن يحقق هذه الشروط كلها، ولكن تبقى شروط ثلاثة أخرى جديرة بالذكر في هذا السياق
Religion
هكذا، ينظم اكتساب المال، وهو الشيء المباح بل والمندوب، وفقا لمبادئ أخلاقية أعلى تخضعه وتفرض عليه قيودا نوعية
Religion
ما دمنا افترضنا قيام حكم إسلامي، لا بد أن نفترض أيضا أن ذلك الحكم سيخضع للتحديات التي يطرحها العالم المعولم
Religion
بينما كانت القوة العسكرية والحروب، بحد ذاتها ومن دون تدخل الهيمنة الثقافية والاقتصادية، جزءا لا يتجزأ من التاريخ البشري على مدى آلاف السنين، نجد أنها لم تعد تنفصل الآن عن تلك الهيمنة
Religion
تعتبر الثقافة شكلا من التحكم قليل الموسية وكثير الخبث
Religion
على الحكم الإسلامي أن يفهم، كما نفترض، مصادر هذه الظواهر الثقافية وماديتها وغرائزيتها ونرجسيتها وميلها البنيوي إلى فصل الأخلاق والقيمة، من جهة أولى، عن الحقيقة والعلم والقانون والاقتصاد، من جهة أخرى
Religion
من المؤكد أن التحدي الاقتصادي لا يقل عن ذلك أهمية
Religion
أحب جارك كما تحب نفسك، هذه هي روح النظرة الأخلاقية التي تتطلب منا أن يكون خير الآخرين خليقا بذلك القدر من الاهتمام الذي نوليه لخيرنا
Religion
تفترض الخطابات الإسلامية الحديثة أن الدولة الحديثة أداة للحكم محايدة، يمكن استخدامها في تنفيذ وظائف معينة طبقا لخيارات قادتها وقراتهم
Religion
لا تختلف الدولة الحديثة عن ذلك، فهي تأتي بترسانتها من الميتافيزيقا وأشياء أخرى كثيرة
Religion
كما أنه لا توجد فكرة أو تفكير خارج السياق البشري، وكما أنه لا يمكن تصور حدث أو عمل خارج الزمان أو المكان، كذلك الدولة كتفكير مجرد وممارسة فعلية هي منتوج تجربة تاريخية فريدة
Religion
بيد أن أيا من ذلك لا يعني أن الدولة الحديثة ظاهرة ثابتة، أو أنها لا تتغير ولا يمكن أن تتغير، أو أنها لم تتكيف أو لا يمكن أن تتعدل في عالم متغير باستمرار
Religion
لنعدد، من باب التلخيص، بعض الطرائق المهمة التي تتجلى من خلالها هذه التباينات، علما أن ما من تباين مفرد يتنافى مع التباينات الأخرى
Religion
ثانيا، بناء على الاعتبار السابق، لا يمكن للحكم الإسلامي أن يسمح بأي سيادة أو إرادة سيادية غير سيادة الله
Religion
وفي الحكم الإسلامي، حيث يتخذ حكم القانون واحدا من أسمى تعبيراته، لا يسمح لسيادة دنيوية بأن تهدد مبادئ الاستقلال الأخلاقي
Religion
ثالثا، وبناء على الاعتبارين السابقين، إذا كان الله صاحب السيادة الوحيد   أي إذا كان المصدر الأسمى للسلطة الأخلاقية فإن أي نظام يضبط السلوك الإنساني يجب أن يهتم بالمعايير العامة والقواعد والأحكام التقنية المستمدة من المبادئ الأخلاقية العليا التي تمليها، وهذا بالنسبة إلى المسلمين في الماضي والحاضر هو المعنى الحقي والأسمى لحكم القانون
Religion
يعكس التباين الرابع الآثار الإجمالية للاعتبارات الثلاثة الأولى، إذ تنتج الدولة الحديثة رعايا يختلفون اختلافا عميقا سيا واجتماعيا وأخلاقيا ومعرفيا ونفسيا عما ينتجه أي شكل من الحكم الإسلامي
Religion
غير أن الحض على الخير ليس مناشدة مبهمة أو دعوة أخلاقية فارغة من المضمون
Religion
هذا الفهم المؤسس يحدد مجموعة أفعال أدائية وأقوال لها تأثير متراكم على الجسد والروح والعقل
Religion
في المقابل، فإن ذات الدولة الحديثة لا تصوغها الضرورة الأخلاقية كل الصوغ
Religion
خامسا وأخيرا، تظل الدولة الحديثة، في تعاونها وصراعها مع مشروع العولمة، منخرطة أشد الانخراط في عالم الوقائع المادي
Religion
تثير هذه التناقضات المتأصلة والجوهرية في مجملها مشكلة مهمة
Religion
غير أن هنالك ما يستحق الدراسة أبعد من هذه السياسة الواقعية (Realpolitik) التي تقوم، بالتعريف، على نظرة ملتوية إلى الأخلاق
Religion
وكنا قد أشرنا خلال هذا الكتاب إلى بعض هذه المشكلات التي تتراوح من الفراغ الروحاني الخاص بالذات المفككة والغرائزية والنرجسية إلى تدمير المجتمع العضوي والأسرة والبيئة الطبيعية، وكل هذه أشياء لا يمكن فصلها عن مشروع الدولة الحديثة بعيد المدى
Religion
سأسلم هنا بأنه في حين تمثل هذه المشكلات تحديات مادية وعملية مهمة تستوجب التعامل معها بطرق تجريبية وعينية، فإنها تبقى، كما طرح دوركهايم في سياق مماثل، أسئلة أخلاقية في الأساس، لأنها تنبع في النهاية من تشوه في نظرتنا الأخلاقية إلى الطبيعة، ولأنه لا يمكن حل تلك المشكلات بصورة مرضية وحقية إلا من خلال تصحيح تلك النظرة
Religion
يتحتم علينا في سياق تناول هذه الموضوعات أن نعود إلى تمييز التنوير بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون، وهو التمييز الذي شكلت مضامينه بصورة جوهرية تصورات الحداثة السائدة عما هو أخلاقي
Religion
كما ذكرنا سابقا، فإن التمييز بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون تربطه علاقة سببية جدلية بفصل القيمة عن العالم الطبيعي الذي ينظر إليه على أنه متوحش وبليد
Religion
بيد أن لهذا التمييز النموذجي غير المسبوق أثر مهم آخر، هو فصل العقل (reason) عن الأسباب (reasons)، حيث العقل أداة التفكير في العالم أما الأسباب فهي العلل الموضوعية التي تولد التفكير من خلال العقل
Religion
يؤكد بريتشارد ولارمور وبصفة عامة تايلور وماكنتاير وآخرون معهما   أن من المستحيل أن نعقل طريقنا إلى الأخلاق من خلال عقلانية مستقلة تعتمد، كما رأينا، على فكرة الحرية عند كانط
Religion
هكذا، كي تكون هناك أشياء مثل أسباب الفكر والعمل، يلزم على العقل أن يقدمها للعالم من خارجه، عن طريق فرض مبادئ من إنتاجه على الوجه المحايد للطبيعة، أي بافتراض أن وجه الطبيعة محايد
Religion
القيمة المحددة للتفكير الأخلاقي أي حقيقة أن خير شخص آخر هو بحد ذاته سبب للفعل من ناحيتي
Religion
لكن ما هي الخاصية من بين خواص العالم التي يمكن أن تشكل سياق أسباب هذا الاستقلال؟ يجيب لارمور عن هذا التساؤل بطريقة أفلاطونية عامة
Religion
من المفارقات أن هذه الأسئلة والجدالات الخاصة بالقرنين العشرين والحادي والعشرين، وكانت قد نتجت عن العلم الحديث والتفكير العقلاني الطاغيين، تعكس بصورة وثيقة الجدالات نفسها التي سبق للمسلمين أن انخرطوا فيها منذ أكثر من ألف سنة
Religion
في الواقع، عرف الإسلام نفسه منذ البداية باعتباره الأمة الوسط، وهو مفهوم أقره القرآن نفسه وفصل لاحقا بطرائق قانونية وكلامية ومعرفية
Religion
لكن من أين تنشأ الأسباب؟ حاولنا الإجابة عن هذا السؤال في الفصلين الرابع والخامس بشيء من التوسع، ووصفنا مصدر الأسباب بأنه نظام أخلاقي كوني
Religion
لقد اعترف القرآن والشريعة والفقهاء الذين مثلوا الشريعة لقرون باستمرارية هذا النطاق الأخلاقي
Religion
كما رأينا، كان ميل الشريعة الأخلاقي شوكة في جنب الاستعمار في العالم الإسلامي، شوكة يتعين نزعها
Religion
غير أن الشريعة التاريخية تبقى اليوم، على الرغم من آثار الاستعمار المدمرة، محل النطاق المركزي للأخلاقي، بصورة أقوى مما كانت عليه
Religion
أولا، وبالاتساق مع النطاق المركزي للأخلاقي وشروطه، يمكن للمسلمين الآن خاصة بعد الربيع العربي أن يشرعوا في الإفصاح عن أشكال حكم جديدة وبنائها على نحو تكون فيه قابلة لتطوير أكبر وأقوى على النمط نفسه
Religion
ثانيا، يمكن للمسلمين ونخبهم الفكرية والسياسية، خلال عملية بناء المؤسسات الجديدة التي تتطلب إعادة صياغة قواعد الشريعة وتقديم تصور جديد للمجتمع السياسي، أن يتفاعلوا، ويجب أن يتفاعلوا مع نظرائهم الغربيين في ما يخص ضرورة جعل الأخلاقي النطاق المركزي
Religion
بعبارة أخرى، حتى في أثناء هذه العملية الأولية لبناء مجتمعات قائمة على الأخلاق، ثمة كثير مما يمكن للمسلمين أن يفعلوه كي يسهموا في إعادة تشكيل الأخلاقيات الحديثة
Religion
إن الأشكال السياسية التي يمكن أن تظهر في ثقافات ما بعد التنوير الحقة هي تلك التي تحمي التعددية وتعبر عنها؛ تلك التي تسمح للثقافات المختلفة وبعضها، لا كلها ولا حتى أغلبها، محكوم بأشكال حياة ليبرالية ورؤى للعالم وطرائق عيش مختلفة بأن تحيا معا في سلام وانسجام
Religion
لا يمكن تحقيق تحول في تقاليدنا الفكرية المتوارثة إلا من خلال الوصول إلى علاقة جديدة مع بيئتنا الطبيعية، مع الأرض والأحياء الأخرى التي نتقاسم معها الأرض، علاقة لا تكون فيها الذاتية الإنسانية معيار كل شيء
Religion
لا شك في أن العيش معا في سلام على الأرض هو عمل شاق، وقد يكون يوتوبيا حديثة أخرى، بيد أن إخضاع الحداثة لنقد أخلاقي يعيد هيكلتها يبقى الحاجة الأساس، لا لقيام حكم إسلامي فحسب، بل لبقائنا المادي والروحي
Religion
أصول الفقه: هو العلم الذي يبحث في الأدلة الإجمالية للفقه ونظرياته بأبعادها، اللغوية والفلسفية والمنطقية والقانونية
Religion