MahmoudBarbary commited on
Commit
1494b57
·
verified ·
1 Parent(s): b183fba

Upload poems/poem_3107.txt with huggingface_hub

Browse files
Files changed (1) hide show
  1. poems/poem_3107.txt +220 -0
poems/poem_3107.txt ADDED
@@ -0,0 +1,220 @@
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
1
+ الشاعر: محمد بن حسين الخليلي
2
+ عصر الشعر: الحديث
3
+
4
+ لا تلمني على الأسى والبكاء فلقد فت في الحشاشة دائي
5
+ لم يرعني فقد الخليط ولا تذ كار دمع الفته في التنائي
6
+ لا ولا ذكر زينب ورباب وسليمى الغريرة الهيفاء
7
+ بل لتذكار ما عرا صنوطه من بلاء ومحنة وعناء
8
+ كان للمصطفى بكل ملم سيفه المنتضى على الأعداء
9
+ وهو غوث الورى إذا عم كرب جلل جل وقعه في العزاء
10
+ ولدين النبي غوثاً إذا ما طرق الدين طارق الأسواء
11
+ وعذاباً على العدى صبه اللَه بيوم الكفاح والهيجاء
12
+ وبماضي حسامه شاد دين ال مصطفى واغتدى مشيد البناء
13
+ وله بين صحبه حين آخاه واصطفاه لنفسه للاخاء
14
+ ومن اللَه جل أخبر أن ال مرتضى خيرتي من الأولياء
15
+ فاتخذه على الأنام ولياً فولاه ولاك وهو ولائي
16
+ حبه جنة لكل محب بغضه بغض خاتم الأنبياء
17
+ أضمرت حقده صدور رجال حاولت فرصة لبث العداء
18
+ ومذ اللَه للنبي دعاه من مقام البلى لدار البقاء
19
+ وجدت فرصة لاظهار ما قد كتمت من كوا من الشحناء
20
+ جلبوه من دسته وهو دست خصه اللَه فيه في الانشاء
21
+ أخروه عن الخلافة لكن هو في اللوح أول الخلفاء
22
+ هل على الدهر ان اساء عتاب خلق الدهر محنة وعذاب
23
+ كل من في الوجود عال ودان هو في أسهم الزمان مصباب
24
+ ليس يجدي من بطشه عز قوم لعزيز وصاحب وحجاب
25
+ لو يقي بأسه مكن وبأس لوقي الليث بأسه والغاب
26
+ أنا جلد لدى الحوادث لكن خائف منه غدره هياب
27
+ كم له مسلك أدق من الشع رة منه إلى الأذى دباب
28
+ وبصير بما يفت قوى الجلد وما فيه تذهل الألباب
29
+ كم دهاني مما به لو دهاه هضبة الكون ما بقين هضاب
30
+ فتلقيته بصبر جميل ومن الصبر نجدة وصواب
31
+ حكم الزمان علي من بعد المهاجرة التغرب
32
+ عن قرب من في قربه يرجو الشفاعة كل مذنب
33
+ قرب الوصي وكل ذي دين بذاك القرب يرغب
34
+ يا دهر قد أسرفت في ظلمي بلا ذنب مسبب
35
+ أبعدتني عن قرب قبر المرتضى عنقاء مغرب
36
+ أتراك قد أنصفت إذ كلفتني عنه التغرب
37
+ بجواره أفني صباي وعنه حال الشيب أغرب
38
+ قسماً بمرقده الذي مالي سوى رؤياه مأرب
39
+ ما طاب لي عيش ولا لي ساغ بعد البعد مشرب
40
+ فعسى الزمان يعود لي بعد التباعد بالتقرب
41
+ هل بعدما طرد المشيب شبابي أصبو لذكر كواعب أتراب
42
+ وأروح مرتاحاً بأندية الهوى ثملا كأبناء الهوى متصابي
43
+ وتئن نفسي للربوع وقد غدا بيت النبي مقطع الأطناب
44
+ بيت لآل محمد في كربلا ضربوه بين أباطح وروابي
45
+ هو مهبط الروح الامين ومعدن الدين المبين وموطن الأطياب
46
+ أما نزلت بربعهم مستنجداً فيهم ومجتدياً من الأجداب
47
+ بلوغ الأماني في حداد المضارب ونيل المعالي في اقتحام المعاطب
48
+ وما العز إلا أن ترى الموت في الظبا مني واكتساب العز أسنى المكاسب
49
+ وكيف يهاب الموت من كان عالماً بأن ليس منجى منه قط لهارب
50
+ وما المرء في الدنيا سوى ظل شاخص تفيأ ولم تبصر به غير ذاهب
51
+ كفى عبراً ماضي القرون أهل ترى لطالبها الدنيا صفت في المشارب
52
+ فأين ملوك الأرض كسرى وقيصر وجند أعدوه لرد النوائب
53
+ أصخ هل تعي منهم إذا ما دعاهم لمعضلة داع لهم من مجاوب
54
+ وأين مبان شيدوها وأوصدوا جوانبها عن كل جاء وذاهب
55
+ تطرقها صرف البلى فأبادها فلست ترى من ذاك غير الخرائب
56
+ فلو كان للدنيا وفاء لما جنت على آل بيت الوحي خير الاطايب
57
+ رمت بيتهم بالمرجفات وهدمت قواعد ذاك البيت من كل جانب
58
+ فللمصطفى كم جرعت غصص الأسى وللمرتضى كم قد دهت بالمصائب
59
+ ترى الدين منهد البناء وطالما أشاد مبانيه بحد المضارب
60
+ فلله من يوم دهى الدين و��لهدى يقاد به الكرار قود الجنائب
61
+ ومن خلفه تعدو سلالة أحمد تدير بطرف جامد الدمع ناضب
62
+ تنادي أباها صحبك اليوم أصبحت تطالب أوتار السنين الذواهب
63
+ وآلت بأن تستأصل الدين ضلة وأهليه من كهل وشيخ وشائب
64
+ ولم يبق من حام لشرعة أحمد ولا لحدود سنها من مراقب
65
+ أرادت كما كان الورى جاهلية تعيدهم رغماً على كل غاضب
66
+ ولكن قضى الباري لشرعة أحمد علواً وإعزازاً ونسخ المذاهب
67
+ فأيده في عصبة هاشمية أطايب من قوم كرام أطايب
68
+ فقاموا بأمر الدين واستسلموا لما قضى اللَه فيهم من جليل المصائب
69
+ ولكن بنو مروان كفراً وخسة أحاطت بذاك الدين من كل جانب
70
+ أرادت ضلالاً محو دين محمد بسيف عناد في المواطن خائب
71
+ وان يعبد العزى جهاراً ولا يرى لسنة طه من مدين وراغب
72
+ فكم البت للحرب جيشاً وكتبت لحرب علي المرتضى من كتائب
73
+ وكم جرعته غصة بعد غصة وكم اوقفته في خطير المعاطب
74
+ إلى أن قضى بالسيف نفسي فداؤه بقلب بما لاقى من الصحب ذائب
75
+ بمحرابه ملقى يجود بنفسه فبي وأبي افدي صريع المحارب
76
+ فديتك كم قاسيت من صحبك الأذى ومضطهداً قد كنت من كل صاحب
77
+ كذاك بنوك الغر بعدك كابدت مصائب من أعدائها والأقارب
78
+ عليها غدت تترى المصائب جمة إلى أن قضوا صبراً بتلك النوائب
79
+ فيا أيها المولود حتى م في الخفا ولم تستثر للدين من كل غاصب
80
+ يا رب عوضت الحسين بكربلا عما أصابه
81
+ إن الذي من تحت قب ته دعاك له استجابه
82
+ يممت مرقده لما أيقنت باب اللَه بابه
83
+ صبت على قلبي الهموم وناظري أبدى انسكابه
84
+ وتمثلت لي كربلا وحسين ما بين الصحابه
85
+ مثل الأضاحي في الثرى سلبوا العدى حتى ثيابه
86
+ مالي دعوت بها فلم أر منك يا رب الاجابه
87
+ والقلب مني لاهب هلا تسكن لي التهابه
88
+ ما أحيلى صبوحنا بالفرات في رياض أنيقة مزهرات
89
+ قد كسته الرباب برداً قشيباً طرزته ورودها عطرات
90
+ من شقيق ونرجس وأقاح بالشذا عطرت جميع الجهات
91
+ وعلى بانها الهزار تغنى طرباً في محاسن النغمات
92
+ فكأن ما بها من الشوق ما بي من مهاة فديتها من مهاة
93
+ سحرتني بالأعين النجل لما رمقتني بأعين ساحرات
94
+ أطلقت ناظري وأوثقت ال قلب بقيد الغدائر المرسلات
95
+ أمرضتني ومذ رأت سوء حالي كيف امسى معالج السكرات
96
+ سألت تربها ألم يك هذا عن قريب لحينا هو آتي
97
+ كان عهدي به على قرب عهد ما به خلة جميل السمات
98
+ كيف أضناه وجده وغرام كاد يفني جمال تلك الصفات
99
+ لي بالغري أحبه ما أنصفوني بالمحبه
100
+ أخذوا الفؤاد وخلفوا جثمانه في دار غربه
101
+ يا دهر ما انصفتني كلفتني الأهوال صعبه
102
+ حملتني بعد الديار وبعد من اشتاق قربه
103
+ قسماً بأيام مضت في وصل من أهواه عذبه
104
+ لم يحل لي غير الغري وغير أندية الأحبه
105
+ أواه هل لي بالحمى من بعد بعد الدار أوبه
106
+ لأقبل الأعتاب من مولى الورى واشم تربه
107
+ حرم ملائكة السما لطوافها اتخذته كعبه
108
+ وبه نشاوى العارفون مذ احتسوا كأس المحبه
109
+ من حيث سر اللَه وال توحيد فيه لمن تنبه
110
+ كم جد فيه السالكون فصرها خوف ورهبه
111
+ واليه أم الواصفون ولم تعد غلا بخيبه
112
+ كيف الوصول إلى مفا وز دونها أهوال صعبه
113
+ أبا الفضل هل للفضل غيرك يرتجى وهل لذوي الحاجات غيرك ملتجى
114
+ قصدتك من أهلي وأهلي لك الفدا وهل يقصد المحتاج إلا ذوي الحجى
115
+ لأمر له قد عيل صبري اشقني ولست أرى إلاك منه مفرجا
116
+ خلياها ترتعي شيحاً ورندا فالسرى صيرها عظماً وجلدا
117
+ طالما قد ذكرت مرعى الحمى فسرت عائفة مرعى ووردا
118
+ أترى طول المدى صيرها كهلال ناقص العد تبدى
119
+ وغدت من سغب أضلاعها عدها الرائي إذا ما شاء عدا
120
+ ما احيلاها وقد جد السرى فترى في جيدها قبضا ومدا
121
+ جذلا ترقص في راكبها كلما طال المدى تزداد وجدا
122
+ وترى من قد علا غاربها قد علا مرتقياً مهداً معدا
123
+ لا يجاريها الصبا في حلبة إن جرت في البيد إرقالا ووخدا
124
+ لا ولا يدركها البرق وإن هو في إدراكها ظل مجداً
125
+ وحديد الطرف أما رامها فائت الطرف إذا ما الطرف ردا
126
+ غبرت وجه الثرى أخفافها مذله قد لطمت بالسير خدا
127
+ ما عليها لو غدت في سيرها معتب لو بذلت جداً وجهدا
128
+ عودي ليالي وصلنا عودي عودي فعودك مورق عودي
129
+ عيدي وصال احبتي زمناً فزمان وصل أحبتي عيدي
130
+ جودي بجمع شتاتهم وبه مني علي وطوقي جيدي
131
+ رودي ملاعب رامة فبها سرت المهاة الخرد الرود
132
+ نصبت لأرباب الهوى شركا من مرسلات جعودها السود
133
+ تصطاد في لفتاتها مهجا لذوي الحجى وليوثها الصيد
134
+ كم قد تعثر في حبائلها خالي الحشاشة من هوى الغيد
135
+ فانصاع ملء فؤاده شغفا بقدودها الخطارة الميد
136
+ سبل الهوى كم تاه سالكها بهوى المهاة الكاعب الخود
137
+ سهم المنون لقد أصبت فؤادي وسلبت من عيني لذيذ رقادي
138
+ وتركتني مرمى لكل رزية ان ترم هدت شامخ الأطواد
139
+ ها قد أصبت من الزمان بفادح أوهى الفؤاد وفت في الأعضاد
140
+ فتكت يداه بمهجتي واستأصلت غصناً غرست وقد نما بفؤادي
141
+ قد كنت أرجو أن أعيش بظله رغداً فخيبت المنون مرادي
142
+ أبني هل من عودة من بعدما شيعت محمولا على الأعواد
143
+ أبني لم أعهدك بالقالي ولا الجافي أباه كسائر الأولاد
144
+ عدني إذا ما اسطعت لكن لا أرى لمغيب في اللحد من ميعاد
145
+ بني يعرب أنتم أقمتم بعزكم قواعد دين المصطفى أول الأمر
146
+ وشيدتموا منه مبانيه بالظبا وسجفتموه بالمثقفة السمر
147
+ يهون عليكم ما أشدتم بناءه تهدده بالهدم رغماً يد الكفر
148
+ وان رجالاً قد ملكتم نفوسها عليكم تكون اليوم صاحبة الأمر
149
+ فلا ذاك مما يرتضيه حفاظكم ولا كان معهوداً لكم سالف الدهر
150
+ فهبوا سراعاً واطردوا كل خائن فقد نشرت للشعب ألوية النصر
151
+ فمن مخبري عن نبعة قد غرستها بقلبي حتى اينعت جذها القضا
152
+ ومن مخبري عن فلذة من حشاشتي برغمي قد حزت ومالي سوى الرضى
153
+ أريحانة الروح التي ان شممتها وبي نزل الهم المبرح قوضا
154
+ ومصباح انسي إن علي تراكمت خطوب بعيني سودت سعة الفضا
155
+ رحلت وقد خلفت بين جوانحي لهيب جوى من دونه لهب الغضا
156
+ ورحت ولي قلب يقطعه الأسى وطرف على أقذى من الشوك غمضا
157
+ تمتلك الذكرى كأنك حاضر فانظر بدراً في الدياجير قد أضا
158
+ نزحت ركاب أحبتي وبقيت فيمن قد تخلف
159
+ ركبوا نجائبهم ولي جمل حرون الطبع اعجف
160
+ بلغوا المنى وبقيت ما لي بعدهم غير التأسف
161
+ يا غيرة الدين من طول الكرى افق واستبق ما أبقت الأيام من رمق
162
+ حدت بنو الشرك في محو الهدى كلفاً وليس وإق له من ظالميه بقي
163
+ أين الألى بذلوا أغلى النفوس على إبقائه ولتقم تجري دم الحدق
164
+ ان الذين تملكتم نفوسهم قد أظهرت كامن الأضغان والحنق
165
+ أمست تطالب أوتاراً لها وغدت تجرع الدين في كأس لها رنق
166
+ هذي ديار الهدى قد أصبحت هملا حتى بها علقت اطماع كل شقي
167
+ أين الشامة بل أين الحفاظ أما للدين من ناصر في المسلمين تقي
168
+ واحر قلباه هل واع لنخوته يا غيرة الدين من طول الكرى افق
169
+ قف بالديار وسل من رسمها البالي ما بال مأهول ديوان الهوى خالي
170
+ عهدي به بالبدور التم مربعه زاه وبالغيد نادي أنسه حالي
171
+ كم لي بها وقفة عين العذول بها لو شاهدتني رثت لي أوشكت حالي
172
+ ونظرة في خلال الربع قد تركت بجمرة الشوق مفتون الحشا صالي
173
+ أجبنا عن العرب ما بالها وقد كون الحرب أمثالها
174
+ أليست حماة بني غالب وآل الحفيظة هم آلها
175
+ وأما ادلهم ضحى الحرب هم حتوف الكماة وآجالها
176
+ فما بالها والأبا شرعها توسدت الذل ما بالها
177
+ أتغضي وفي الطف ساداتها يجرعها الصاب انذالها
178
+ اتغضي وفي كربلا قد غدت ضحايا على الترب أبطالها
179
+ أتغضي وعين عقيلاتها مذاب الحشاشة ارسالها
180
+ اتغضي ةمن سجفت خدرها ال سيوف المواضي وعسالها
181
+ ومن نشأت واسود الوغى بنو هاشم الغلب كفالها
182
+ ومن قد تربت بحجر الدلال بذل تبدل ادلالها
183
+ على خدرها هجمت من بني امية بالطف أرذالها
184
+ وراحت كأيدي سباً مغنما برغم المكارم أثقالها
185
+ فمن حرة بز منها الخمار ومن طفلة بز خلخالها
186
+ وكم فتية في عراص الطفوف لهم ملأ الكون أعوالها
187
+ تغربت عن أهلي وولدي وأوطاني وجبت الفيافي من سهول وأحزان
188
+ وقاسيت ما قاسيت كي الف لاثماً لأعتاب أبواب الرضا في خراسان
189
+ من العدل مصدوداً أكون ببلدة أراقب فيها الخسف في كل ازمان
190
+ فان أك عن ذنب وسوء سريرة ولم أك أهلاً أن انا باحسان
191
+ وحبك اني لا يخالط فكرتي بأنك لا تستطيع تصلح من شاني
192
+ أزل يا فدتك النفس ما كان مانعاً ومنك فقربني بأسرع من آن
193
+ يا صاحب الأمر يا بن العسكري لقد دارت علينا الرزايا من نواحينا
194
+ وكلفتنا الليالي فوق طاقتنا ذلاً وقتلاً وتشريداً لأهلينا
195
+ واستنزعت من سهام الدهر انفذها سهم الوباء وظلت فيه ترمينا
196
+ يا صاحب الأمر لذنا في ولاك فكن من جور هذي الليالي انت تنجينا
197
+ فإن ذكرنا حسيناً والطفوف غدا تذكاره لرزايا الدهر ينسينا
198
+ يوم له في السما الأملاك قد صرخت واعولت قبل ما يأني النبيونا
199
+ يوم له المصطفى والبضع فاطمة وحيدر قلبهم لازال محزونا
200
+ يوم به الدين أمسى بعد كافله وجور من يدعي الاسلام موهونا
201
+ يوم به السبط والاصحاب قد صرعوا في كربلا حول شاطي النهر ضامينا
202
+ هم معشر تاجروا الباري بأنفسهم واستربحوا منه مرضاة المطيعينا
203
+ جادوا وجدوا وأدوا حق دينهم واستسلموا اللقضا واستبقوا الدينا
204
+ في موقف شكر الباري وقوفهم فيه وقطع أحشاء المحبينا
205
+ دارت عليهم جموع لاعداد لها في نينوى وهمنيف وسبعونا
206
+ شاقها الراح فجدت في سراها أملا تبلغ بالسير مناها
207
+ قربت كل بعيد شاسع مذ غدت تذرع في البيد خطاها
208
+ قطعت قلب الفلا مذ واصلت بالسرى سهل الفيافي برباها
209
+ يعملات ما جرت في حلبة والصبا إلا الصبا ظل وراها
210
+ يا رعاها اللَه من سارية كم رعت في سيرها من قد علاها
211
+ سادة كانت مصابيح الدجى يهتدي فيها الذي بالغي تاهى
212
+ وولاة الأمر في الخلق ومن فرض اللَه على الخلق ولاها
213
+ غدرت فيهم بنو حرب وهم أقرب الناس إلى المختار طه
214
+ اخرجتهم عن مباني عزهم وبيوت طهر لِلّه فناها
215
+ بالفيافي شتت شملهم وعليهم ضيقت رحب فضاها
216
+ انزلوهم كربلا حتى إذا نزلوها منعوهم عذب ماها
217
+ بينهم والماء حالت ظلمة من جموع عدها لا يتناهى
218
+ موقف أحيت به للمصطفى شرعة من بعدما البغي محاها
219
+ تاجرت رب السما في أنفس برضى اللَه مذ اللَه اشتراها
220
+ رضيت فيما رضى اللَه لها حيث قد كان رضى اللَه رضاها