|
الشاعر: ابن ندا |
|
عصر الشعر: المملوكي |
|
|
|
أنا في الوغى ليث العركية والذي يوم النزال مجندَّل الأقران |
|
ويصيح طير الجو عند تمايلي هذا الذي بحسامه أقراني |
|
حتى هززن البيض أصناف القنا بسنان لحظٍ فاتك وسنان |
|
فأخذن روحي في المجال غنيمة وتركنني علقا أعض بناني |
|
فجعلت أنشدُ والهوى غلب الهوى وحياه رمحي والأغر حصاني |
|
ما كنت أحسب قبل معترك الهوى أن الأسود قوانص الغزلان |
|
قسما بحفظ مودتي يا نفس وهي أليتي |
|
ما رمت سلوا في الهوى ولقد عقدْتُ وحلت |
|
بانت سعاد عن الربا فخلت وعنك تخلت |
|
فوقفت في آثارها أبكي الدِّما من مقلتي |
|
وأصيح في حرماتها ياللذمام وذمتي |
|
ما في الديار مجاوبٌ إلا الصدا لمصوت |
|
ناديت أين أحبتي فأجاب أين أحبتي |
|
خلت المعاهد من مهاةٍ كنَّس قد كُن فيها نزهة للأنفس |
|
دنياي إن بانوا منها تقر عيون كل موسوس |
|
يا حبذا إن أقبلت فلي الهنا أو أدبرت ثوب الضنا من ملبس |
|
جاءت لنهب قلوبنا بلحاظها حوراء ترفل في قميص سندس |
|
هزت قضيبا فوقه غصن بدت ترخي ذوائب جيدها كالحندس |
|
بأنامل قمعن من ذهب وقد ملأت بهم كأس العتاب بمجلس |
|
ناشدتها هل تخطرين بحينا قالت: نعم ولعل أنظر مؤنسي |
|
ثم انثنت ودموعها منْهملةٌ فحسبته درا بدا من نرجس |
|
نبذ العذول زمامها فتقاعست لكن أجابته بقلب قد قسي |
|
يا ذا الذي يبغي محبة غيره لمحي وإنَّ وداده لي ينتسي |
|
الله أكبر ما حييت له الرضى أو مت من برْدَي محبته اكتسى |
|
غرامي بكم كل يوم يجدَّد وقلبي بأسياف البعاد يخدَّد |
|
وعيناي ما شحت لفقد أحبتي ولكنها سحت دما ليست تخمد |
|
ونار الأسى في أضلعي قد تسعرت وما تركت من مفصل في تحمد |
|
يقولون لوَّامي تعوّضْ بغيره فقلت أتعويضاً ولمّا تعود |
|
تعاظم وجدي فادّكرت ديارهم وجدت بها غير الذي جئت أقصد |
|
فما الناس بالناس الذين عرفتهم ولا الدار بالدار التي أعهد |