text
stringlengths
2
74
OpenITI URI: 1331JurjiZaydan.AbuMuslimKhurasani.Hindawi41728357 ابو
مسلم الخرساني ابو مسلم الخرساني تاليف جرجي زيدان ابو مسلم الخرساني جرجي
زيدان رقم ايداع تدمك مءسسة هنداوي للتعليم والثقافة جميع الحقوق محفوظة
للناشر مءسسة هنداوي للتعليم والثقافة المشهرة برقم بتاريخ ان مءسسة هنداوي
للتعليم والثقافة غير مسءولة عن اراء المءلف وافكاره وانما يعبر الكتاب عن
اراء مءلفه عمارات الفتح حي السفارات مدينة نصر القاهرة جمهورية مصر
العربية تليفون فاكس البريد الالكتروني الموقع الالكتروني تصميم الغلاف
ايهاب سالم جميع الحقوق الخاصة بصورة وتصميم الغلاف محفوظة لمءسسة هنداوي
للتعليم والثقافة جميع الحقوق الاخري ذات الصلة بهذا العمل خاضعة للملكية
العامة ابطال الرواية ابراهيم الامام صاحب الدعوة العباسية ابو مسلم
الخراساني عبد الرحمن بن مسلم ابو العباس عبد الله بن محمد اول الخلفاء
العباسيين ابو جعفر المنصور ثاني الخلفاء العباسيين نصر بن سيار امير
خراسان دهقان مرو احد الامراء الفرس جلنار ابنة دهقان مرو مروان بن محمد
اخر الخلفاء الامويين خالد بن برمك قاءد عباسي ابو سلمة الخلال ممول الدعوة
العباسية مراجع هذه الرواية هذه هي المراجع التي اعتمد عليها المءلف في
تاليف الرواية ووقاءعها التاريخية تاريخ الطبري تاريخ ابن خلكان تاريخ
التمدن الاسلامي معجم الادباء لياقوت تاريخ ابن الاثير تاريخ الاصطخري مروج
الذهب للمسعودي الاحكام السلطانية الفصل الاول الامويون والعباسيون تمتاز
دولة بني امية عن دولة الخلفاء الراشدين بان السلطة تحولت فيها من الخلافة
الدينية الي الملك السياسي وتمتاز عن الدولة العباسية بانها عربية بحتة
شديدة التعصب للعرب كثيرة الاحتقار لسواهم ولذلك فان اهل الذمة وغيرهم من
سكان البلاد الاصليين قاسوا من خلفاء بني امية ومن عمالهم الامور الصعاب
حتي الذين اسلموا منهم فان العرب كانوا يعاملونهم معاملة العبيد وكانوا
يسمونهم الموالي ويعدون انفسهم ذوي احسان عليهم لانهم انقذوهم من الكفر
واذا صلوا خلفهم في المسجد حسبوا ذلك تواضعا لله وكان بعض العرب اذا مرت به
جنازة مسلم قال من هذا فاذا قالوا قرشي قال وا قوماه واذا قالوا عربي قال
وا بلدتاه واذا قالوا مولي قال هو مال الله ياخذ ما شاء ويدع ما شاء وكانوا
يحرمون الموالي من الكني ولا يدعونهم الا بالاسماء والالقاب ولا يمشون في
الصف معهم وكانوا يسمونهم العلوج وفي كتاب الموالي للجاحظ ان الحجاج لما
قبض علي الموالي الذين حاربوا مع ابن الاشعث اراد ان يفرقهم حتي لا يجتمعوا
فنقش علي يد كل واحد اسم البلدة التي وجهه اليها وقد تولي ذلك النقش رجل من
بني عجل فقال الشاعر وانت من نقش العجلي راحته وفر شيخك حتي عاد بالحكم
فكان سكان المملكة الاسلامية غير العرب يقاسون مر العذاب من عمال بني امية
ويودون التخلص من دولتهم وكانوا اول المجيبين لمن يدعو الي غيرها او يطلب
اسقاطها ولولا دهاء بعض خلفاءها وامراءها لما طالت مدة حكمها ولكنها قامت
بدهاء معاوية وانصاره كزياد ابن ابيه وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة
والناس بايعوا معاوية رهبة من سيفه او رغبة في عطاءه وهم يعتقدون ان اهل
بيت النبي اولي بذلك الامر وقد تهيات لهذه الدولة ظروف كثيرة ساعدت علي
بقاء الخلافة في بني امية نيفا وتسعين سنة وكان اهل بيت النبي في اثناء ذلك
يطلبون الخلافة لانفسهم ولا يفلحون وهم فءتان كبيرتان فءة ترجع بانسابها
الي الامام علي ابن عم النبي وهم العلويون وفءة ترجع الي العباس بن عبد
المطلب عم النبي وهم العباسيون والعلويون فءتان فءة تطالب بالخلافة لابناء
علي من زوجته فاطمة بنت النبي وهم الحسن والحسين ومن تسلسل منهما وفءة
تطلبها لابنه محمد بن الحنفية وكان دعاة محمد هذا يقال لهم الكيسانية واما
العباسيون فتسمي شيعتهم الراوندية والعباسيون لم يطالبوا بالخلافة الا في
اواخر دولة بني امية واما العلويون فما انفكوا من زمن معاوية وهم يطالبون
بها فيرسلون الدعاة الي انحاء المملكة الاسلامية يدعون الناس اليهم وكثيرا
ما اجتمع حول بعضهم الوف من الانصار والاشياع ولكنهم لم يفلحوا حتي اذا
انقضي القرن الاول واخذ شان بني امية في الضعف واخذت دولتهم في الانحلال
كانت دعوة الكيسانية قد وجدت صدي وهم يدعون لابي هاشم بن محمد بن الحنفية
المذكور وقد كثر دعاتهم في العراق وخراسان وكان ابو هاشم قد اوصاهم انه
سيحول الدعوة الي ال العباس فلما علمت شيعة ابي هاشم بموته قدموا الي محمد
بن علي بن عبد الله بن عباس المذكور وبايعوه فبعث الدعاة الي الافاق في
السنة الماءة للهجرة سرا وكان اكثر الذين اجابوا الدعوة من الموالي غير
العرب وخاصة في خراسان لبعدها عن مركز الخلافة الاموية بدمشق وفي سنة ﻫ
توفي محمد بن علي صاحب الدعوة فبايع الناس ابنه ابراهيم وكانوا يسمونه
الامام وما زال امر العباسيين يقوي وامر الامويين يضعف حتي انقضت الدولة
الاموية وقامت الدولة العباسية سنة ﻫ وكان قاءد شيعة العباسيين شابا فارسيا
اسمه ابو مسلم الخراساني هو بطل هذه الرواية التمدن الاسلامي الجزء الثاني
الفصل الثاني دهقان مرو كانت بلاد فارس وخراسان وما وراء النهر قبل الفتح
الاسلامي مءلفة من المدن والقري وكان رجال الحكومة يقيمون في المدن ويجعلون
فيها كل قوتهم واما القري فقد كانت في حوزة جماعة من اشراف الفرس يعرفون
بالدهاقين علي نحو ما كانت عليه حال قري اوروبا في عصر الاقطاع اذ كانت
البلاد في ايدي الامراء الاشراف من الكونتية واللوردية وكل امير منهم يحكم
مقاطعة تعرف باسمه يحرسها جنده ويزرعها رجاله وهو فيهم مكان الحاكم المطلق
وكان الدهقان ورجاله يحكمون اهل القري سكان البلاد الاصليين ويستخدمونهم
استخدام الرق وكان السكان خليطا من الشعوب الارية يمتازون بضخامة البدن
وبروز الصدر كذلك كان الدهاقين في خراسان وغيرها حينما فتح العرب تلك
البلاد فهم انما فتحوا المدن واقاموا فيها الحامية اما القري فاقروا فيها
الدهاقين علي نحو ما كانوا عليه في دولة الفرس واستعانوا بهم في كثير من
الاحوال وبخاصة في جمع الخراج بما كان لاولءك الدهاقين من النفوذ العظيم
علي اهل البلاد الاصليين وكثيرا ما كانوا يتجسسون بهم علي احوال الحكام
وغيرهم وكان الدهاقين من الجهة الاخري ينتفعون بتقربهم من الفءة الحاكمة
ويجتزءون مما كانوا يجمعونه من الخراج فتضاعفت ثروتهم وزاد نفوذهم علي انهم
كانوا يتفاوتون ثروة ونفوذا فمن صاحب القرية الصغيرة او المزرعة الي صاحب
الرساتيق العديدة والبلاد الواسعة وكثيرا ما كانوا يتولون الحكومة كالامراء
لكن بني امية كانوا يسيءون الي اولءك الدهاقين احيانا في جملة اساءتهم الي
غير العرب وكانت ديانة الدهاقين المجوسية ديانة الفرس القدماء وانقضت ايام
بني امية ولم يسلم منهم الا القليلون وكان اعظم دهاقين خراسان في اواءل
القرن الثاني للهجرة دهقانا كانت ضياعه اكثرها بجوار مدينة مرو عاصمة
خراسان في ذلك العهد ولذلك غلب عليه الانتساب الي تلك المدينة فكان يسمي
دهقان مرو وكان لهذا الدهقان ابنة اسمها جلنار غلبت شهرتها علي شهرته
بالجمال والعقل وقد ذاع ذكرها بين الناس حتي اصبحت مضرب امثالهم بالانفة
والامساك عن الزواج مع كثرة الخطاب من كبار الدهاقين والامراء وكان اذا
طلبها طالب عرض ابوها عليها امره ورغبها فيه فاذا ابت جاراها في الرفض وكان
الدهقان المذكور يقيم في مزرعة له علي بضعة اميال جنوبي مرو في قصر فخم
تانق في بناءه وانشا حوله الحداءق غرس فيها الاشجار المثمرة واصناف
الرياحين والازهار وسرح فيها الطيور الداجنة وفي جملتها الطاووس والديك
الهندي واصناف الدجاج وقد ابتني لها اقفاصا في بعض جوانب الحديقة واقام حول
القصر والحديقة سورا عاليا منيعا كاسوار القلاع وخارج السور منازل رجال
الحاشية والاعوان وبينها اعشاش يقيم فيها الحراثون والخدم ولم يكن يقيم في
القصر الا الدهقان ونساءه وخدمه وبنته ولم يكن له ابناء سواها والقصر
المذكور مبني علي نمط خاص يحسبه المقبل عليه هيكلا من هياكل النار التي كان
الفرس يصلون فيها قبل الاسلام والظاهر ان هذا القصر كان هيكلا لعبادة النار
فلما اسلم اصحابه حولوه الي قصر للسكن وانشءوا حوله الحديقة والسور ولذلك
كان المقبل علي القصر يري في صدره اساطين من الرخام ضخمة عليها نقوش فهلوية
هي عبارة عن صور بعض الابطال وبعض نصوص الادعية او الصلوات علي اصطلاحهم
وتحيط هذه الاساطين برحبة ارضها من الرخام مرتفعة عن ارضية الحديقة وتشرف
عليها وفي سقفها نقوش ملونة تمثل بعض الخرافات القديمة عند المجوس وفيها
مواقع حربية او حوادث دينية وكانوا يسمون تلك الرحبة قاعة الاساطين او