text
stringlengths
2
74
البغداديين في كتاب نيل السعود في ترجمة الوزير داود وهو مجموع خطي لم
يذكر فيه اسم جامعه كتب سنة ويحتوي بعض قصاءد في مدح هذا الوزير ثم
منتخبات اخري لشعراء مختلفين ومنها بيت شعر منسوب لبديع الزمان الهمذاني
وهو من نوع المشجر بعينه الا انه يتفرع من جهة واحدة لا من جهتين كما
اصطلح عليه المتاخرون المقطع والموصل ومعني الاول ان تكون كلمات المنظومة
كلها منفصلة الاحرف رسما وهو بخلاف الثاني فان جميع احرفه ينبغي ان تكون
متصلة بعضها ببعض في كل كلمة ولم نر من ذلك شيءا لغير الصفي الحلي فربما
كان اول من خصصه بالنظم وربما كان متابعا وعلي ايهما فذلك من عبث الصناعة
ومثل الموصل قول الصفي اذا زار داري زور ودود اود واورده ورد ودي وهي
ثلاثة ابيات تدور في جملتها علي هذه الاحرف لان الحروف التي ترسم منفصلة
معدودة ومثال الثاني قوله سل متلفي عطفا عسي يتعطف فلقد قسا قلبا فما
يتلطف وجميعها سبعة ابيات وكل ذلك في ديوانه المصحفات هذا نوع يلحق
بالصناعات لان المدار فيه علي القصد والتعمل فتجء بالالفاظ توهم المدح
فاذا صحفت خرجت ذما وقدحا كما تقول هو كاتب امين فاذا صحفته قلت هو كاذب
افين مثلا فذلك كالهجو في معرض المدح الذي يعرفه البديعيون وهو من
مستخرجات ابن ابي الاصبع ولكن ذلك في الالفاظ بما يدل ظاهرها وباطنها
باعتبار مواقعها في الكلام لا غير وقد ذكر صاحب الشقاءق في ترجمة المولي
شمس الدين المتوفي في حدود التسعماءة وهو من افراد علماء الموسيقي انه
كان ينظم القصاءد العربية والفارسية والتركية ويمدح بها الاكابر ويرسلها
اليهم وكل قصيدة اذا صحفت من اولها الي اخرها يحصل منها هجو وقد ينظمون
الابيات اذا قرءت صدورها واعجازها كانت مدحا فاذا افردت الصدور خرجت منها
ابيات في الذم وابياتا اخري اذا قرءت معكوسة الالفاظ كانت هجاء وهي في
طردها مديح ولم نعثر من نوع المصحفات علي شء من النظم بل لم نهتد الي انه
من الصناعات الا بكلمة صاحب الشقاءق التي اوردناها وهو رجل كان لا يحفل
بحياة التاريخ فاماته في كتابه لانه قلما ترجم الا الاسماء والصفات
الجامدة فكان كتابه بعد عصره انما يترجم الموتي للموتي فانه لم يذكر في
ترجمة شمس الدين علي انه من افراد الموسيقي ومن عجاءب المصنعين الا اسطرا
وكذلك شانه في غيره واين من ذلك حقيقة التاريخ هوامش المجلد الثاني من
المقتبس الشقاءق النعمانية ص