|
إنتاج ونشر النباتات والمحاصيل المعدلة وراثيًّا
|
|
مدخل:
|
|
اهتم الإنسان منذ آلاف السنين بتحسين النباتات التي يزرعها للحصول على الغذاء والعلف والكساء. فقام المزارعون بتدجين الأنواع البرية (التي تنمو بصورة تلقائية) وانتقاء الأجود منها للحصول على نموٍّ أسرع وبذورٍ أكبر حجمًا أو مذاقٍ أكثر حلاوة، فأدَّى ذلك إلى اختلاف بين الأنواع المزروعة وقريباتها البرية. هذا وإن العديد من المحاصيل التي نزرعها حاليًّا كانت نتيجة لهذا التدجين الذي قام به مزارعون منذ ألاف السنين دون دراية بالقواعد العلمية لتحسين المحاصيل.
|
|
وتُظهر الصور المنقوشة على الصخور في عصور بعيدة (الشكل1) قيام المزارعين في عهد الآشوريين بالتأبير (التلقيح) الاصطناعي للنخيل سنة 870 قبل الميلاد.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
كانت بداية التجارب العلمية للتهجين النباتي على يد العالم غريغور مندل في القرن التاسع عشر. وكانت نتائج التجارب التي أجراها مندل في حديقة الكنيسة التي كان يعمل راهبًا فيها، مؤشرًا على وجود قواعد في توارث الصفات. وكادت تُنسى هذه النتائج لولا اهتمام علماء آخرين بها في بداية القرن العشرين واكتشاف أن من وراء هذه النتائج قوانين عُرفت فيما بعد بقوانين مندل في توارث الصفات عبر الأجيال.
|
|
شهد القرن العشرين ثورةً في علم التحسين الوراثي للنباتات بعد اكتشاف قوانين مندل، واتجه العلم تدريجيًّا من التحسين الوراثي المعتمِد على التأبير إلى محاولة فهم الأسس الجزيئية والتأثير مباشرة على الصبغيات والمورثات عن طريق استعمال تقنيات مختلفة لإحداث التغييرات المطلوبة.
|
|
كان اكتشاف بنية الحمض النووي DNA على أيدي العالِمَيْن Watson و Crick سنة 1953 وما تلاه من اكتشافِ آلية تركيب البروتين والتعبير المورثي وتقنيات تغيير تركيب الحمض النووي في سبعينيات القرن الماضي بدايةً لثورةٍ عملية جديدة سُميت فيما بعد بالهندسة الوراثية.
|
|
|
|
فما هي الهندسة الوراثية؟
|
|
تعتمد الهندسة الوراثية على تحديد المورِّثة (قطعة DNA) المسؤولة عن الصفة المرغوبة في كائن حي وفصلها عنه، ثم إدخالها ضمن الحمض النووي لكائنٍ آخر يصبح ممتلكًا لصفة جديدة كانت موجودة في الكائن الأول.
|
|
أزالت الهندسة الوراثية الحواجز الطبيعية لانتقال الصفات بين الأنواع بطرق الوراثة التقليدية، حيث كان التحسين الوراثي محصورًا بين الأصناف داخل النوع الواحد أو بين الأنواع القريبة. لكن التشابه في بنية الحمض النووي DNA بين جميع الكائنات الحية جعل التحسين الوراثي ممكنًا حتى بين الأنواع البعيدة جدًّا في سُلَّم التصنيف، مثل نقل المورثات من البكتريا إلى الحيوان أو إلى النبات وبالعكس، وهو أمر لم يكن ليخطر على بال علماء التحسين الوراثي سابقًا.
|
|
بعد نجاح أول تجربة للهندسة الوراثية في إنتاج خلايا بكتيرية محوَّرة وراثيًّا تُنتج هرمون الإنسولين البشري في نهاية السبعينيات من القرن العشرين زاد طموح العلماء في إنتاج نباتاتٍ معدَّلة وراثيًّا عن طريق الهندسة الوراثية تسمح بإدخال الصفات المرغوبة مباشرة إلى الخلايا النباتية.
|
|
|
|
الهندسة الوراثية النباتية
|
|
يتميز تكاثر النبات بميزات إيجابية؛ منها إمكانية إنتاج نباتات كاملة من خلية واحدة عن طريق الزراعات الخلوية والنسيجية cell and tissue culture. لكن الخلية النباتية تتميز كذلك عن الخلية الحيوانية باحتوائها على جدار خلوي إضافة إلى الغشاء السيتوبلازمي، وهو ما يمثل عقبة تَحول دون إدخال المورثات أو قطع DNA إلى الخلايا النباتية ، وقد كان ذلك سببًا في تأخر إنتاج نباتات محوَّرة وراثيًّا لعدة سنوات.
|
|
مراحل إنتاج النباتات المعدَّلة وراثيًّا
|
|
يعتمد إنتاج النباتات المعدلة وراثيًّا أولاً على إنتاج خلايا معدلة وراثيًّا عن طريق إدخال مورثات جديدة إليها، ويتم ذلك بطريقتين أساسيتين: باستعمال بكتريا أو باستعمال قاذف المورثات.
|
|
أولاً: إنتاج نباتات معدلة وراثيًّا باستعمال البكتريا
|
|
تم تطوير هذه الطريقة بعد دراسة أسباب المرض الذي يصيب العديد من النباتات الزراعية مثل الطماطم والعديد من أنواع الأشجار يدعى الورم التاجي Crown-gall(الشكل2).
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
اكتشف العلماء أن سبب ظهور الورم يعود إلى بكتيريا توجد طبيعيًّا في التربة تدعى Agrobacterium tumefaciens تصيب الخلايا النباتية في أماكن الجروح القريبة من سطح الأرض وتعمل البكتريا على إرسال جزء من مادتها الوراثية على شكل قطعة من الحمض النووي تدعى T-DNA يمكنها اختراق الجدار الخلوي والغشاء السيتوبلازمي للخلية النباتية المصابة ودمج هذه القطعة في الحمض النووي للخلية العائل (الشكل3) ، إنها هندسة وراثية طبيعية تقوم بها بكتريا.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
الشكل3: مراحل إنتاج نبات معدل وراثيًّا باستعمال البكتريا Agrobacterium tumefaciens
|
|
|
|
تصبح الخلايا النباتية المصابة معدلة وراثيًّا محتوية على جينات تسمح للخلية بإنتاج مواد جديدة لتغذية البكتريا إضافة إلى إنتاج هرمونات النمو التي تؤدي إلى النمو السريع والعشوائي للخلايا المعدَّلة وراثيًّا، وهذا يؤدي في النهاية إلى تشكل الورم. أي إن البكتريا قامت بتعديل الخلايا المصابة وراثيًّا لتتطفل عليها وتتمكن من الحصول على الغذاء لتنمو وتتكاثر.
|
|
كان هذا الاكتشافُ الحلَّ الذي مكَّن العلماء من تجاوز الحاجز في إدخال المورثات إلى الخلايا النباتية. حيث استغل الباحثون البكتريا للقيام بإدخال جينات أخرى يرغب فيها الإنسان إلى الخلايا النباتية.
|
|
|
|
تحتاج العملية إلى مرحلتين: يتم في الأولى إنتاج بكتريا معدلة وراثيًّا لاستعمالها وسيلةً لنقل المورثات إلى الخلايا النباتية، ويتم في الثانية إنتاج نباتٍ معدل وراثيًّا.
|
|
|
|
الخطوات العملية لإنتاج بكتريا معدلة وراثيًّا:
|
|
1- يجري أولاً البحث عن قطعة الـ DNA التي تمثل الصفة التي نرغب في إدخالها إلى الخلية النباتية. يمكن أن تؤخذ هذه القطعة من أي كائن حي يمتلك هذه الصفة. لهذا الغرض يقوم الباحث باستخلاص الحامض النووي DNA وتقطيعه إلى قطعٍ صغيرة بواسطة إنزيمات خاصة، وفصل القطع الناتجة بطريقة تدعى الهجرة الكهربائية.
|
|
2- تَعَرُّف القطعة المرغوب فيها عن طريق المسبار المشع (وهو قطعة مشعة من الحمض النووي مكملة للقطعة المراد البحث عنها).
|
|
3- نَسْخ القطعة المرغوب فيها (بسبب كميتها القليلة) للإكثار منها بعدة طرق؛ أهمها سلسلة تفاعل البوليمراز المعروفة اختصارًا بـ PCR أو باستعمال البلازميد والبكتريا.
|
|
4- تعديل البكتريا: أولاً عن طريق تعديل البلازميد المسبِّب للمرض (Ti-plasmid) خارج الخلية، وذلك بربطه بقطعة DNA لإنتاج بلازميد Ti معدل وراثيًّا يحتوي على القطعة (أو القطع) التي نرغب في إدخالها، إضافة إلى مورثات تُكسب الخلايا المعدلة المقاومة لمضاد حيوي محدَّد. تفيد هذه المورثات في انتقاء الخلايا التي نجح فيها التعديل الوراثي.
|
|
5- إدخال البلازميد المعدل وراثيًّا إلى البكتريا Agrobacterium tumefaciens فتصبح البكتريا معدلة وراثيًّا.
|
|
|
|
الخطوات العملية لإنتاج نبات معدل وراثيًّا:
|
|
1. إصابة الخلايا النباتية عن طريق البكتريا المعدلة وراثيًّا، حيث تقوم البكتريا بإدخال البلازميد Ti المعدل وراثيًّا إلى الخلية النباتية ودمجه في الحمض النووي للخلية النباتية. تصبح الخلية النباتية عندئذ خليةً معدلة وراثيًّا إذا استطاعت التعبيرَ عن الجينات التي أُدخلت إليها. وفي الوقت نفسه تصبح الخليةُ المعدَّلةُ مقاوِمةً للمضاد الحيوي المحدد، فيستطيع الباحث انتقاء هذه الخلايا من بين العدد الكبير من الخلايا التي لم ينجح فيها التعديل الوراثي.
|
|
2. زراعة الخلية النباتية المعدلة وراثيًّا في أوساط مناسبة تتوفر في العناصر الغذائية والهرمونات النباتية المناسبة للنمو والانقسام لكي تنمو وتعطي نباتًا كاملاً معدلاً وراثيًّا (الشكل 4). يُنتج النبات المعدل وراثيًّا في آخر دورة حياته بذورًا معدلة وراثيًّا يمكن زراعتها في تربةٍ عادية لإنتاج عدد من النباتات المعدلة وراثيًّا. وبزيادة عدد البذور يمكن الإكثار من النباتات المعدلة وراثيًّا حتى تصل إلى المستوى الذي يسمح بزراعتها على مستوى الحقول لإنتاج محاصيل معدلة وراثيًّا.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
ثانيًا : إنتاج نباتات معدلة وراثيًّا باستعمال مسدس (قاذف) الجينات Gene gun أو القاذف الحيوي Biolistic
|
|
هو إحدى طرق إدخال المورثات إلى الخلايا النباتية على شكل جسيمات من معدن ثقيل مغلفة بالحمض النووي DNA تم تطويرها في ثمانينيات القرن الماضي على شكل جهاز (الشكل 5). تكون الخلايا النباتية المستهدفة عادة على شكل كتلة خلوية غير متمايزة (كالوس) تنمو في أوساط زراعية مناسبة داخل أطباق بتري. تقوم نسبة قليلة من الخلايا المعرضة للقذف بدمج قطع الحامض النووي في صبغياتها. وللتحقُّق من نجاح عملية الدمج يجري الكشف عن ناتج التعبير الجيني بالطرق البيوكيميائية المعروفة، وتكون الخلية معدلة وراثيًّا. يمكن زراعة الخلايا المعدلة بنفس الطريقة الموصوفة سابقًا في حالة البكتريا لإنتاج نباتات معدلة وراثيًّا.
|
|
تُستعمل طريقة القذف حاليًّا لإدخال أشياء مختلفة إلى الخلايا الحيوانية وخلايا الإنسان بديلاً من الحقن المجهري.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
يلخص الشكل 6 أهم خطوات التعديل الوراثي للخلايا النباتية باستعمال هاتين الطريقتين
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
طرق الكشف عن وجود الكائنات أو المنتجات المعدلة وراثيًّا
|
|
أدى ظهور النباتات المعدلة وراثيًّا وانتشارها في الأسواق العالمية إلى تطوير العديد من الطرق والتقنيات التي تسمح بالكشف عن الكائن أو المنتَج المعدل وراثيًّا. وقامت العديد من الدول بتطوير مخابرها لكي تتمكن من الكشف عن وجود المادة المعدلة وراثيًّا. يتم في هذه الطرق الكشف عن قطعة الحمض النووي DNA التي أدخلت إلى الكائن المعدل وراثيًّا أو الكشف عن البروتينات الناتجة من التعديل الجيني.
|
|
أ- الكشف عن الحمض النووي DNA :
|
|
تُستعمل لهذا الغرض تقنية تسمى سلسلة تفاعل البوليمراز أو PCR، وهي تعتمد على الإكثار من كمية DNA المستهدف ثم الكشف عنه (كمية الحمض النووي في العينة قليل جدًّا لا يمكن الكشف عنه). يوجد نوعان من طرق PCR: طرق نوعية (للكشف عن وجود أو غياب الحمض النووي المستهدف) وأخرى كمية (لقياس كمية الحمض النووي الأصلي في العينة قبل الإكثار).
|
|
تحتاج تقنيات الكشف إلى:
|
|
1- استخلاص الحمض النووي DNA من العينات المراد الكشف عنها.
|
|
2- توفر قطع من الحمض النووي تدعى البادئة (primer)، تُختار حسب نوع الحمض النووي المراد الكشف عنه. هذه القطع ضرورية لانطلاق عملية مضاعفة الحمض النووي المستهدف لأن الإنزيم المسؤول عن عملية المضاعفة (DNA polymerase) لا يعمل إلا في وجود البادئة.
|
|
3- عينات شاهدة معدلة وأخرى غير معدلة وراثيًّا للمقارنة والمساعدة على تفسير النتائج المتحصل عليها، وهي متوفرة ويمكن شراؤها من شركات خاصة.
|
|
الكشف النوعي: يمكن في هذه الحالة الكشف عن وجود التعديل الوراثي فقط، أو تحديد نوع المورثات التي تم نقلها فقط، أو الكشف عن المورثات وتحديد نوع الكائن المعدل وراثيًّا في آن واحد وذلك باستعمال طريقة PCR والبادئات المناسبة في كل حالة.
|
|
منعت الكثير من دول العالم دخول النباتات أو المنتجات المعدلة وراثيًّا، في حين أصدرت دول أخرى قوائم بالمحاصيل المرخص لها وغير المرخص لها تختلف من دولة لأخرى. وللتحقُّق من وجود نوع من الكائنات غير المرخص لها حسب قوانين البلد أو الدولة المعنية يجب توفر معلومات حول نوع التعديل الوراثي، والبادئات primers الخاصة بهذه الكائنات المعدلة إضافة إلى عينات شاهدة. هذه المعلومات قد لا تكون متوفرة، لأن إنتاج النباتات المعدلة وراثيًّا يقتصر على بعض البلدان في العالم فقط، وهذا يتطلب إنشاء هيئة وبنك معلومات دولي لتوفير العينات اللازمة لإجراء التحاليل الدقيقة واتخاذ القرارات المناسبة.
|
|
من الضروري أن يكون لدى المخابر الخاصة بإجراء التحليل كلّ البادئات الخاصة بأنواع الكائنات المعدلة وراثيًّا المرخص لها في البلد أو الدولة المعنية. لا يمكن هنا الاكتفاء بمعلومات الشركة أو البلد المنتج أو المصدر للكائنات المعدلة وراثيًّا.
|
|
في بعض الحالات يكون المنتَجُ الزراعي المعدل وراثيًّا خليطًا من أنواعٍ مرخَّص لها وأخرى غير مرخص لها، وهذا يجعل عملية الكشف أصعب. ويجب في هذه الحالة توفر أدوات التحليل النوعية للحصول على النتائج الدقيقة والقاطعة.
|
|
الكشف الكمي: تسمح الطرق الكمية بتقدير كمية المادة المعدلة وراثيًّا. تم تطوير تقنية PCR حيث أصبحت كمية بعد أن كانت نوعية فقط، وتسمح هذه التقنية التي تدعى RTQ-PCR بالإكثار من قطع الحمض النووي المستهدف وقياس كميته في نفس الوقت.
|
|
كل الاختبارات التي تم وصفها ضرورية للحصول على المعلومات الصحيحة واتخاذ القرار المناسب في استيراد أو عدم استيراد المنتَج النباتي، ثم في وضع العلامة على المنتَج الموجَّه للاستهلاك لكي يستطيع المستهلك اتخاذ القرار في استعمال أو عدم استعمال الغذاء المعدل وراثيًّا.
|
|
ب – الكشف عن البروتينات (ناتج عملية التحويل الوراثي): من المعروف أن الغرض من أي تعديل وراثي هو إدخال صفة جديدة تتمثل عادة في إنتاج بروتين أو بروتينات جديدة، لذلك يمكن الكشف عن البروتينات في المواد الأولية المعدلة وراثيًّا أو التي لم يتم تحويلها أثناء التصنيع الغذائي مثل بذور الذرة أو فول الصويا، لأن العمليات الصناعية (التسخين والمعاملات الكيميائية) تغيِّر من تركيب البروتينات وتجعلها غير قابلة للكشف. يتم الكشف عن البروتينات بالطرق المناعية التي تعتمد على استعمال الأجسام المضادة النوعية الخاصة بهذه البروتينات الجديدة، حيث ترتبط الأجسام المضادة نوعيًّا بالبروتين الخاص بها وتكوِّن معه معقدًا مناعيًّا يمكن الكشف عنه بسهولة. وتتطلب هذه الطريقة توفر الأجسام المضادة Antibodies النوعية الخاصة بالبروتينات المراد الكشف عنها. تتميز طرق الكشف عن البروتينات بالسرعة وقلة التكلفة مقارنة بطرق الكشف عن الحمض النووي DNA.
|
|
من عيوب هذه الطريقة أنها لا تُستعمل إلا مع المواد الأولية (الأصلية) مثل البذور أو القليلة التحول مثل الطحين، لكن المعاملة الحرارية والكيميائية للعينات لأغراض الصناعة الغذائية أو التعقيم يؤدي إلى تغير البنية الفراغية للبروتينات، وهذا يَحول دون ارتباطها النوعي بالأجسام المضادة النوعية، ويجعل الكشف عنها غير ممكن.
|
|
وهذه الطرق لا يمكنها التمييز بين أنواع مختلفة من الكائنات المعدلة وراثيًّا، لأن البروتين نفسه أو الصفة نفسها قد تُنتَج من كائناتٍ معدلة مختلفة. تباع حاليًّا أطقم (Kits) كاملة تسهِّل عملية الكشف تحتوي على كل المواد الكيميائية والكواشف اللازمة لإجراء الاختبارات المتعلقة بأنواع الكائنات المعدلة وراثيًّا والمتوفرة حاليًّا في الأسواق العالمية مثل الذرة Bt.
|
|
في بعض حالات التعديل الوراثي يتم تثبيط إنتاج البروتين كما في حالة الطماطم التي تحافظ على صلابتها مدة أطول؛ أي يتم تثبيط إنتاج أحد الإنزيمات الضرورية لعملية النضج. في هذه الحالة لا يمكن استعمال تقنية الكشف عن البروتين.
|
|
بسبب هذه العيوب، تعتبر طرق الكشف المعتمدة على الحمض النووي أفضل وأكثر انتشارًا في الاستعمال رغم الصعوبات المرتبطة باستعمالها.
|
|
تم تطوير طرق جديدة مثل رقائق الحمض النووي DNA Ship - وهي تقنية تجمع بين علم الحاسوب والبيولوجيا - تسمح بإجراء التحاليل بسرعة أكبر ودقة أعلى، لا يتسع المجال لذكر تفاصيلها هنا.
|
|
|
|
|
|
لماذا التعديل الوراثي للنباتات الزراعية؟
|
|
يعاني الإنتاج الزراعي في العديد من مناطق العالم من تأثيرات سلبية لعوامل حيوية مثل الأمراض، وأخرى بيئية مثل الجفاف والملوحة تقلِّل من الإنتاج، وتؤدي أحيانًا إلى خسائر كبيرة في المحصول تصل إلى تلفه بالكامل، فينجم عنه خسائر اقتصادية كبيرة ومجاعة في العديد من مناطق العالم، وخاصة الفقيرة منها. لذلك اهتم المختصون في تربية المحاصيل الزراعية بتطوير طرق التهجين للحصول على أصناف ذات صفات جديدة.
|
|
غير أن الهندسة الوراثية وفَّرت طرقًا أكثر فاعلية لتحسين صفات النباتات لجعلها مقاومة للعديد من الآفات والأمراض التي تصيب المحاصيل، أو لجعلها مقاومة للظروف البيئية الصعبة مثل الجفاف والملوحة والبرودة وغيرها، أو لتحسين نوعية المنتَج النباتي من حيث قيمته الغذائية. كانت أُولى التجارب الناجحة في إنتاج المحاصيل المعدلة وراثيًّا في منتصف التسعينيات من القرن الماضي. فما هي النباتات التي تم تعديلها، وما هي الصفات الجديدة التي تم إدخالها؟
|
|
ملاحظة: لا يمكن تمييز نبات معدل وراثيًّا عن النبات الطبيعي لأن الاختلاف يكون في الحمض النووي، ولا يَظهر عادة بالعين المجردة إلا إذا أدى التعديل إلى صفةٍ مظهرية مثل لون بذور الرز الذهبي التي تظهر بلون برتقالي مقارنة باللون الأبيض للرز الطبيعي.
|
|
المحاصيل Bt : هي محاصيل معدلة وراثيًّا مقاومة لحشرة ضارة معروفة بالدودة الحفارة.
|
|
يحتوي النباتBt المعدل وراثيًّا على مورثة أخذت من بكتريا Bacillus thuringiensis، تسمح للنبات المعدل وراثيًّا بإنتاج سُمٍّ داخل خلاياه يؤدي إلى قتل الحشرة الضارة دون الحاجة إلى رش النبات بالمبيد الكيميائي. من أشهر المحاصيل التي تم إنتاجها: الذرة Bt، والقطن Bt (الشكل 7).
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
المحاصيل Roundup ready : وهي محاصيل معدلة وراثيًّا مقاومة لمبيد الأعشاب الضارة المعروف باسم roundup، والمحتوي على الغلايفوسات الذي تُنتجه شركة مونسانتو Monsanto. كان أول محصول تم إنتاجه هو فول الصويا في سنة 1996، لكن القائمة تضم حاليًّا محاصيل أخرى مثل الذرة (الشكل8)، والذرة البيضاء، والكانولا (السلجم)، والفصة، والقطن، والبنجر السكري المنتَج حديثًا،
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
والبطاطس المقاومة للحشرات الضارة ولبعض الأمراض الفيروسية والفطرية، والبطاطس المحسنة التي تحتوي على نشا يتميز بخصائص جديدة ذات استعمالات غذائية وصناعية، والرز الذهبي (الشكل9) المعدل وراثيًّا ليكون غنيًّا بفيتامين A، الذي قد يساعد على التغلب على الأمراض الناتجة من نقص فيتامين A، وخاصة في البلدان الفقيرة التي تعتمد اعتمادًا شبه كليٍّ في غذائها على الرز.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
المساحات المخصصة للمحاصيل المعدلة وراثيًّا سنة 2010
|
|
المحصول
المساحة (مليون هكتار)
البلد
المحصول
المساحة (مليون هكتار)
البلد
القطن
0.3
بوركينافاسو
الذرة، فول الصويا، القطن، الكانولا، البنجر السكري، الفصة، البابايا
66.8
الولايات المتحدة الأمريكية
الذرة
0.1
إسبانيا
فول الصويا، الذرة، القطن
25.4
البرازيل
القطن، فول الصويا
0.1
المكسيك
فول الصويا، الذرة، القطن
22.9
الأرجنتين
القطن
<0.1
كولومبيا
القطن
9.4
الهند
الذرة، فول الصويا، الكانولا
<0.1
الشيلي
الكانولا، الذرة، فول الصويا، القطن
8.8
كندا
الذرة
<0.1
هندوراس
الكانولا، البابايا، بوبلر، الطماطم، الفلفل الحلو
3.5
الصين
الذرة
<0.1
البرتغال
فول الصويا
2.6
البراغواي
الذرة، البطاطس
<0.1
جمهورية التشيك
القطن
2.4
باكستان
الذرة
<0.1
بولونيا
الذرة، فول الصويا، القطن
2.2
جنوب إفريقيا
الذرة، القطن
<0.1
مصر
فول الصويا، الذرة
1.1
الأوروغواي
الذرة
<0.1
سلوفاكيا
فول الصويا
0.9
بوليفيا
القطن، فول الصويا
<0.1
كوستاريكا
القطن، الكانولا
0.7
أستراليا
الذرة
<0.1
رومانيا
الذرة
0.5
الفليبين
البطاطس
<0.1
السويد
القطن
0.3
ماينمار
البطاطس
<0.1
ألمانيا
المجموع: 148 مليون هكتار
|
|
من هذه الإحصائيات المعروضة في هذا الجدول يتبين أن أكثر من ثلاثة أرباع المساحة المخصصة لزراعة المحاصيل المعدلة وراثيًّا توجد في 3 دول فقط في أمريكا وأمريكا اللاتينية، وأن نصف المساحة تقريبًا موجودة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. لكن الإحصائيات لا تشير إلى أن من وراء معظم هذه الزراعة مؤسسة واحدة كبرى هي شركة مونسانتو Monsanto. كما أن الدولة العربية الوحيدة التي يتم فيها زراعة محدودة جدًّا لمحاصيل معدلة وراثيًّا هي مصر ابتداء من سنة 2008 .
|
|
|
|
هل هناك أخطار حقيقية أو محتملة من زراعة واستعمال النباتات المعدلة وراثيًّا؟
|
|
هناك جدل كبير بدأ منذ بداية انتشار النباتات المعدلة وراثيًّا في منتصف التسعينيات، ولا يزال الجدل قائمًا إلى الآن حول الفوائد والأضرار الناجمة عن زراعة واستعمال النباتات والمحاصيل المعدلة وراثيًّا ومشتقاتها على صحة الإنسان وعلى البيئة. فما هي أسباب هذا الجدل، وهل هناك حقيقة واحدة متفق عليها؟
|
|
يعود الجدل إلى أن المعلومات التي يتم نشرها في المقالات العلمية والكتب والمجلات وفي المواقع العلمية متضاربة في نتائجها حول وجود أو عدم وجود الضرر على صحة الإنسان وعلى البيئة. يعود سبب الجدل إلى وجود فريقين يحملان نظرتين متعاكستين. يضم الفريق الأول باحثين وعلماء يرون في النباتات المعدلة وراثيًّا تجاوزًا للقوانين الطبيعية في انتقال الصفات الذي يتم بين الأنواع المتقاربة بصورة طبيعية وبطيئة إلى نقل مورثات إلى النبات من بكتريا وفيروسات ليست جزءًا من السلسلة الغذائية للإنسان. على حين يضم الفريق الثاني باحثين ينشطون في المخابر التي أنتجت النباتات المعدلة وراثيًّا، وتعمل على تطويرها باعتبارها جزءًا من عملها وهي تتلقى تمويلاً من الهيئات والمؤسسات الرسمية للدول التي تتبنى سياسة تشجيع زراعة وانتشار المحاصيل المعدلة وراثيًّا، وكذلك من الشركات الكبرى التي تنتج وتسوق هذه المنتجات.
|
|
يمكن لنا في هذا المقام عرض بعض الحجج التي يعتمد عليها كل فريق والنتائج والحقائق التي ينشرها لمحاولة الخروج بخلاصة قد تفيد القارئ وتجعله يشارك في النقاش بصورة إيجابية.
|
|
النظرة الأولى تفيد أن النباتاتِ المعدلةَ وراثيًّا خطرٌ على صحة الإنسان وعلى البيئة ولا فائدة مرجوة من زراعتها ونشرها، ومن ثَم تحذِّر الدول والهيئات والأفراد من زراعتها واستعمالها. وهي نظرة وقائية لأن الضرر إذا وقع لا يمكن تصحيحه، ولا يمكن العودة إلى الوراء، ومن بين أهم النقاط الواردة في هذه النظرة ما يلي:
|
|
1- أمراض (أعراض) الحساسية: هناك مخاوف كثيرة من ظهور حالات الحساسية، قد تعود لاستعمال كائنات معدلة وراثيًّا أو مشتقاتها وذلك نتيجة وجود بروتينات غير طبيعية ناتجة من المورثات التي تم نقلها إلى الكائن المعدل وراثيًّا. وهناك اختباراتٌ تُجرى - كإجراء ضروري - على كل النباتات المعدلة وراثيًّا المستعملة في الغذاء لضمان عدم وجود حساسية معيَّنة. وعلى الرغم من انتشار مخاوف الحساسية إلا أن الاختبارات لم تثبت ذلك بصفةٍ قطعية حتى الآن. مع العلم أن الاختبارات القصيرة المدى قد لا تكون كافية لإثبات التأثيرات البعيدة المدى.
|
|
2- انتقال الجينات gene transfer: ويقصد به إمكانية انتقال المورثات الجديدة في النباتات المعدلة وراثيًّا إلى الكائنات الدقيقة التي تعيش طبيعيًّا في الجهاز الهضمي للإنسان، قد يَنتج عنه عواقب صحية على صحة الإنسان. ويزداد الخطر إذا انتقلت المورثات المسؤولة عن المقاومة للمضادات الحيوية التي يتم إدخالها عادة إلى الكائنات المعدلة وراثيًّا. ومع أن احتمال الانتقال ضعيف جدًّا إلا أن التوصية بعدم استعمال هذه المورثات أصبح مفضلاً لتقليل هذا الاحتمال.
|
|
3- الانتقال الأفقي للجينات بين النباتات المعدلة والمحاصيل العادية (غير المعدلة) خاصة عند زراعة النوعين من المحاصيل في نفس الحقل أو في حقول مجاورة. هذا الخطر أكثر احتمالاً من الأخطار السابقة. وقد وجدت فعليًّا آثار لذرةٍ معدلة وراثيًّا موجهة للاستهلاك الحيواني في غذاء الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد تم اتخاذ إجراءات في البلدان المنتِجة للمحاصيل المعدلة وراثيًّا لفصل الحقول المخصصة لزراعة المحاصيل المعدلة عن تلك الطبيعية غير المعدلة وراثيًّا.
|
|
4- انتقال الجينات إلى الأنواع البرية وإلى كائنات غير مقصودة وجودها ضروري للتوازن البيئي.
|
|
5- تحتوي المحاصيل المعدلة وراثيًّا مثل فول الصويا، والذرة، والكانولا، والقطن، والبنجر السكري على مورثات أُخذت من بكتريا تسمح للنبات بالبقاء حيًّا عند استعمال مبيد الأعشاب الضارة الذي لا يؤثر على النبات المعدل وراثيًّا. يمكن للمزارعين استعمال كمية أكبر من مبيد الأعشاب الضارة دون الخوف من موت النبات المعدل وراثيًّا الذي أصبح مقاومًا، وهو ما يؤدي إلى أضرار بيئية أكثر نتيجة الاستعمال المفرط لمبيدات الأعشاب الضارة.
|
|
6- من الأخطار البيئية تناقص التنوع الحيوي عن طريق زراعة أنواع محددة تتميز بصفات مقاومة أكثر وزيادة استعمال المبيدات الكيميائية.
|
|
7- ومن أهم الأخطار التي يعرضها الفريق الأول هو تأثير سُمِّ Bt على حشرات أخرى غير مقصودة وغير ضارة. فإن ثبت هذا فعليًّا، فإنه يُعَدُّ تأثيرًا خطرًا على التنوع الحيوي والتوازن البيئي.
|
|
|
|
إضافة إلى المشاكل الصحية والبيئية، هناك مشاكل اقتصادية مرتبطة بالكائنات المعدلة وراثيًّا تتمثل في حق الملكية الذي تتمتع به الشركة المنتِجة للكائن. ومن بين الأمثلة التي تؤكد الخطر الاقتصادي من انتشار النباتات المعدلة وراثيًّا على الدول النامية والفقيرة هو النباتات المعدلة وراثيًّا التي تحمل مورثة العقم عند البذور أو Terminator gene، وهي مورثة إن وُجدت في بذور النباتات المعدلة وراثيًّا تصبح عقيمة عند معاملة البذور بمادة كيميائية تنشط هذه المورثة. وهي تكنولوجيا تمتلكها إحدى الشركات الكبرى في هذا المجال ببراءة اختراع. وهي تكنولوجيا لا تفيد المزارع وإنما تجعله معتمدًا في كل سنة على شراء بذور جديدة للزراعة من المالك الذي يضمن بيع بذوره في كل سنة.
|
|
وإضافة إلى خطر الاحتكار من طرف الشركات العالمية الكبرى، فإن لهذه البذور خطرًا آخر في انتقال المورثة إلى أنواع نباتية أخرى.
|
|
|
|
أما الفريق الثاني من الباحثين والمختصين فيعرض نظرة مختلفة ترسم صورة متفائلة وآمنة، ومن ثَم تشجع على زراعة واستعمال المنتجات المعدلة وراثيًّا. ويَستعمل هذا الفريقُ مصطلحَ المحاصيل المنتَجة بالتكنولوجيا الحيوية بدل استعمال المحاصيل المعدلة وراثيًّا. ومن جملة ما تعرضه هذه الفئة ما يلي:
|
|
1. اﻟﻤﺴﺎهمة في الأﻣﻦ الغذائي وإنتاج الأعلاف وذلك بتوفير الغذاء بأسعار أقل.
|
|
2. اﻟﻤﺴﺎهمة في خفض مستوى اﻟﻔﻘﺮ واﻟجوع عن طريق إنتاج نباتات مقاومة للآفات الزراعية وللجفاف والملوحة وذات قيمة غذائية أعلى.
|
|
3. تقليل اﻟﻤﺸﺎكل اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ الناجمة ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ.
|
|
4. اﻟﻤﺴﺎهمة في وقود حيوي بتكلفة مناسبة.
|
|
|
|
الخلاصة :
|
|
أصبحت المحاصيل والمنتجات المعدلة وراثيًّا واقعًا نعيشه وحقيقةً لا يمكن تجاهلها ومن الصعب توقيفها. فعدد المحاصيل المعدلة وراثيًّا وكمية الإنتاج والمساحات المخصصة لزراعتها والدول المنتجة لها يزداد في كل سنة بالرغم من حملات التوعية المستمرة التي تقوم بها مجموعات علمية وبيئية في مختلف أنحاء العالم، وهذا يؤكد قوة الطرف المنتِج لهذه المحاصيل.
|
|
فالدول التي لا تنتج ما يكفيها من الغذاء مجبرة على شراء كميات معتبرة من المنتجات الزراعية من السوق العالمية التي قد تحتوي على محاصيل معدلة وراثيًّا تزداد نسبتها باستمرار، وقد تكون مضطرة إلى الترخيص باستعمال المنتَج المعدل وراثيًّا تفاديًا لمشاكل الجوع ونقص الغذاء المرشح للزيادة مع زيادة التعداد السكاني وقلة الموارد المائية ونقص الأراضي الصالحة للزراعة.
|
|
وإذا كانت الدولة مكتفية ذاتيًّا في الغذاء، فقد لا تحتاج في القريب العاجل إلى استعمال منتجات معدلة وراثيًّا، لكنها مع ذلك معرضة لاستعمال غذاء محوَّل يحتوي على مواد معدلة وراثيًّا، لأن العديد من المواد المستخرجة من الذرة ومن فول الصويا مثلاً تدخل في العديد من الصناعات الغذائية التي يصعب الكشف عنها وتفادي استعمالها.
|
|
ثم إن قوانين التجارة العالمية الحرة تمنع على الدول المنضوية تحتها منع دخول المنتجات إليها إذا لم تكن لديها أدلة قاطعة تثبت ضررها. ولا توجد حتى الآن أدلة قاطعة تثبت وجود خطر حقيقي يمنع استيراد أو استعمال المنتجات المعدلة وراثيًّا.
|
|
تبقى حرية المستهلك في أي دولة الذي يجب أن تعطى له فرصة الاختيار في استعمال أو عدم استعمال المنتجات الزراعية المعدلة وراثيًّا، وذلك بوضع علامة واضحة تميز المنتَج الطبيعي عن ذلك المعدل وراثيًّا.
|
|
وقد أصدرت العديدُ من الدول - وخاصة الأوروبية منها - قوانين تحدد كيفية وضع العلامات والاحتمالات المختلفة التي يمكن أن توجد فيها المنتجات المعدلة وراثيًّا وتتبع مسارها في السلسلة الغذائية للإنسان وللحيوان في الصناعات المختلفة.
|
|
يجب على الدول رسم سياسات تعتمد على إيجاد توازنٍ بين درجة الخطر والفوائد التي يمكن جنيها حسب ظروف كل بلد. فالبلدان التي تعتمد في غذائها على إعانات من دول أخرى لا يمكنها رفض إعاناتٍ بحجة أنها معدلة وراثيًّا ويمكن أن تسبب لمن يستعملها أعراضًا للحساسية، مع العلم أنها قد تعاني من خطر الموت الحتمي في حالة عدم توفير الغذاء لأفرادها. لذلك يجب تفادي إصدار أحكام عامة حول وجود أمان كلي أو خطر كلي على كل الأنواع جملة واحدة، وإنما يجب تقييم المنتجات حالةً حالة. فاستعمال منتَجٍ لا يحتوي على البروتين ولا على الحمض النووي مثل الزيت المعدل وراثيًّا أقل خطرا بكثير على صحة الإنسان من تناول بذور نباتية. كما أن استعمال منتَجٍ من ألياف القطن للصناعة النسيجية لا يكون له تأثير مباشر على صحة الإنسان، لكن قد يكون له تأثير على البيئة التي قد يعود تأثيرها على الإنسان لاحقًا.
|
|
كذلك يجب على دول العالم والثالث والدول العربية خصوصًا امتلاك التكنولوجيا اللازمة لإنتاج النباتات المعدلة وراثيًّا حتى لو كان ذلك على مستوى المخابر العلمية، لأن ذلك يتطلب جيلاً من الباحثين وسنوات من العمل. فقد تصبح النباتات المعدلة وراثيًّا المخرج الوحيد في مستقبلٍ لا نعلم ما يخفيه لنا. وقد تصبح هذه التكنولوجيا وسيلة للسيطرة على الموارد الحيوية الضرورية لغذاء الإنسان.
|
|
|
|
|
|
|
|
??
|
|
|
|
??
|
|
|
|
??
|
|
|
|
??
|
|
|
|
18
|
|
|
|
|
|
|