text
stringlengths
0
3.15k
"فتاة بمليون دولار" لا يشكل أى استثناء عن هذا التوجه ، فنحن أمام مزيج يضم كل عناصر الأفلام الرياضية و أفلام الملاكمة على وجه التحديد ، المدرب العجوز الخبير صاحب تجارب الماضي الأليمة ، الشاعر بالوحدة ، تصاحبه عقدة الذنب الكاثوليكية التقليدية ـ هل تذكر "Ragging Bull"؟! ـ في المقابل تلك الفتاة اليائسة ، القادمة من قاع المجتمع ، التي لا تملك حلماً سوى الصعود إلى قمة عالم ملاكمة السيدات ـ هل تذكر "روكى"؟! ـ ، نفس حالة الجفاء التي تجمع بين بطلينا في البداية ، ثم الحميمية الكاملة أثناء رحلة الصعود إلى القمة ، إلا أن ايستوود لا يرغب في حقيقة الأمر تصوير قصة نجاح ثم سقوط فتاة يائسة ، لقد كان شاغله الأول قصة الحب الأبوية التي تجمع رجل لم يرى ابنته منذ عشرين عاماً كاملاً ، و فتاة في بداية عقدها الرابع لم تجد أباً بجانبها ، إنها قصة الحب التي ضحى ايستوود من اجلها بالكثير من لحظات التشويق المضمونة ، واستعراض العضلات السينمائية ، ولكن هنا لا يبدو بطل "Million Dollar Baby" مختلفاً عن بطله الشهير في "TheUnforgiven" ، حيث يبدو السيد فرانك وكأنه أحد أبطال الويسترن ، شخص بلا ماض ، هائم على وجهه ، يحاول أن يقامر من جديد في هذه الحياة لعله يربح ، وربما ينجح في ذلك ، ولكنه في الطريق إلى تحقيق ذلك قد يخسر أفضل ما يملك.
"Million Dollar Baby" فرصة أيضاً للتعرف على عالم ايستوود و نظرته القاتمة الخاصة للعال م، والتى تتركز هنا في الثلث الأخير من الفيلم ، وذلك التصوير المفزع لأفراد عائلة ماجى فيرتزجيرالد ، الأقرب هنا للوحوش ، بل يمكنك ملاحظتها مع الفتى النحيل نصف الأبله "Danger " الذي يأتي إلى صالة المدرب العجوز واهماً و حالماً بالحزام الذهبي ، أو لقطات النهاية الرائعة التي حتماً قد تترك طعماً مراً في حلقك قبل مغادرتك للقاعة ، والتي تبدو نسخة أخرى من تلك النهاية القاتمة السوداوية الغامضة التي قدمها ايستوود قبل عام واحد فقط في "Mystic River" ، فالحياة قد تستمر بعد الفواجع، و لكن ربما إلى الأسوأ.
تقول شخصية سكراب ذراع فرانك الأيمن في إدارة الصالة و التي تقوم بدور الراوي "إن كل شئ في الملاكمة يسير عكس الاتجاه ، فقبل مهاجمة خصمك ستضطر أولاً للتراجع مدافعاً فى البداية"، و ايستوود في "Million Dollar Baby" يؤمن بأن السينما من الممكن أن تصبح مثل الملاكمة أيضاً ، فإذا أردت أن تصنع عملاً ثرياً ، حافل بالعديد من الأسئلة الكبرى حول الحياة والموت ، و المخاطر
التقيم العام:4
الأولة فالغرام
على الرغم من العدد الكبير لأفلام عيد الفطر المبارك واختلاف أنواعها وأشكالها واتجهاتها ، إلا أنه من الصعب أن تتردد أمام فيلم من تأليف الكاتب الكبير وحيد حامد.
فحامد تناول في الأولة فالغرام قضية سهولة هروب رجال الأعمال إلى خارج مصر ، ولكنه فاجئنا هذه المرة بخروجه عن المألوف في كتاباته وقدم لنا عملا خفيفا في إطار ساخر ابتعد فيه عن الجانب التقليدي الذي اعتدنا رؤيته في مناقشة تلك القضايا سواء على شاشة السينما أو حتى الشاشة الصغيرة.
ولعل المتابع لكتابات وحيد حامد سيجد أن معظمها من الأفلام الجادة حتى وإن كانت كوميدية فهي عادة ما تناقش قضايا جريئة لا يتعرض لها سوى حامد مثل عمارة يعقوبيان ومعالي الوزير و النوم في العسل والارهاب والكباب وغيرها من الأفلام التي لم تخل من الجدل بعد عرضها ، ولكن يبدو أن حامد أراد أن يكون خفيفا على مشاهدي "الكعك والبسكويت" هذا العام.
وجذب الفيلم انتباهي من الوهلة الأولى من خلال مقدمته الرائعة ، التي تم عملها من الرسوم المتحركة لتتماشى مع الاطار العام للفيلم ، لتضفي جوا من خفة الظل ، فيشعر المشاهد بعد انتهاء العرض أنه تناول وجبة صحية خفيفة متضمنة كل العناصر الغذائية الهامة.
وبتلك المقدمة كان المشاهد قد تم اعداده نفسيا لمشاهدة عملا خفيفا ، وزاد من هذا الموسيقى التصويرية من الموهوب تامر كروان الذي تأكدت لي موهبته بعد سماعي للموسيقى التصويرية لفيلم "أحلام حقيقية" ، فمن المهم جدا أن تكون كل أدوات العمل الفني تسير في اتجاه واحد ، ولهذا فالملصق الدعائي للفيلم كان يبين أنه فيلم خفيف الظل.
وقد حافظ المخرج محمد علي على عدم الخروج عن الإطار الخفيف للفيلم ، فكان لتصميم التتر مع الموسيقى التصويرية ثم ألوان الملصق الدعائي الزاهية ثم وقفة منة شلبي ، التي توحي بالخفة ، أكبر الأثر في عدم بحثي عن تفاصيل درامية معقدة.
ولم تقتصر جودة الموسيقى التصويرية على مقدمة الفيلم فقط بل امتدت لباقي مشاهده فكانت مناسبة ومتماشية معها بشكل لا يشعر المشاهد بالشذوذ أو بابتعاد الموسيقى عن جو الفيلم.
أما عن اختيار الأبطال فكان مناسبا للشخصيات ، فهاني سلامة أقنع الحاضرين بأداء دور الشاب الثري المستهتر الذي يعتمد على اسم عائلته طوال الوقت حتى في أشد أزماته ، ولا أعتقد أن سلامة وجد صعوبة في أداء شخصية عمرو السيوفي لسهولة كتابتها على الورق وخلوه من التفاصيل الدرامية الصعبة التي قد تحتاج لمجهود مضاعف.
ودعوني أتحدث عن منة شلبي ودور الآنسة سندس ، فهو جديد تماما على منه ويختلف عما قدمته من قبل ، و كان من الواضح أنها درست الشخصية بكل أبعادها جيدا ، بالإضافة إلى أنها أضفت عليها بعضا من الكوميديا بطريقة كلامها السريعة وملابسها ، فكانت البنت "اللبخة" المؤدبة الرومانسية ، والتي عندما أرادت أن تتخفى حتى لا تعرفها الشرطة اهتمت بمظهرها وأصبحت فتاة مفعمة بالأنوثة.
وأعتقد أن منة قادرة الآن على الدخول ضمن الكبار ، فقد وصلت لدرجة من النضج و الوعي الفني تؤهلها لتجسيد أي شخصية تعرض عليها.
وقد أدت الوجه الجديد درة دور "ونيسة" الفتاة الشعبية المفعمة بالأنوثة بشكل جيد ولكن الدور لم يتح لها الفرصة لإبراز موهبتها الفنية بشكل كبير ، فمثل ما ذكرت من قبل أن الفيلم يخلو من التفاصيل الدرامية الصعبة.
وقد عاب بعض الحاضرين على بعض تلميحات الفيلم التي قد تخدش الحياء وبالتحديد في طريقة عقاب "مولانا" وهو الدور الذي قام به الفنان القدير أحمد راتب والذي اعتمد فيه على أن الجزاء من جنس العمل ، ولكني لا أرى أنه تمت المبالغة فيه فقد كان المقصود به تأديب السيوفي أكثر منه التلميح لمجرد خدش الحياء.
التقييم العام:4
The Aviator
كان أول فيلم شاهدته ليوناردو دي كابريو هو "تيتانك" الذي حقق وقت عرضه أرقاماً قياسية في أرباحه على الأقل في مصر حيث كان من النادر أن تلتقي وقتها بشخص لم يشاهد في الفيلم على الأقل مرتين!
كانت أحداث تيتانيك تدور كلها على متن السفينة الشهيرة التي تحمل نفس الاسم و التي سجلت واحدة من أضخم حوادث الغرق على الإطلاق ، حول قصة حب مشتعلة بين "جاك" الفنان الصعلوك الذي يلعب دي كابريو دوره و "كيت" الفتاة الأرستقراطية الرقيقة المطالبة بالزواج من أحد أبناء طبقتها تسديداً لديون أسرتها ، و التي تلعب دورها "كيت وينسلت". ورغم استمتاعي الشديد بالفيلم ، إلا أنني ظللت أتساءل طوال الوقت "ما الذي يعجبها في هذا الغلام الأشقر الضئيل؟!" و لماذا تم اختياره هو بالذات لتجسيد هذا الدور؟ و أقتنعت أيامها أن وسامته التي يراها البعض لا تقاوم كانت سبباً رئيسياً في ذلك..
أما الآن و بعد أن شاهدت The aviator ،فإني أنحني و أرفع قبعتي احتراماً "للغلام الأشقر الضئيل" كما سميته من قبل ، فتجسيده لشخصية "هاورد هيوز" ذكرني كثيراً بالقدير أحمد زكي !! و لعل هذا تشبيه شاذ التطرف فيما يخص الشكل الخارجي و محيط المنافسة بين الاثنين حيث ينتمي لعالم سينمائي مختلف ، و لكن يعني الكثير بالنسبة لي ..فزكي كان دوماً يشكل لي أسطورة "المشخصاتي" بكل ما فى التعبير من معنى ، لأنه قادر على "ارتداء أي بني آدم" بتفاصيلية يصعب تكرارها.. ولذلك فمقارنة دي كابريو به تدهشني كثيراً و لم تكن تخطر لي على بال قط ليس بسبب الاختلافات السابقة التي أشرت إليها و لكن لأنه أقنعني فجأة أنه يرقى لمستوى زكي بطلي السينمائي المفضل.
المخرج مارتين سكورسيزي كان بارعاً في تحريك الممثلين ، و في إخراج فيلم يتجول بنعومة في أرجاء الزمن ، فتشعر و أنت تشاهده أنك عدت فجأة إلى سينما العشرينيات والثلاثينات ، ولكن بتقنيات حديثة متقنة ، و لكن في الوقت نفسه كان شبح الإطالة عيباً أساسياً في الفيلم الذي كان من الممكن ان ينهي في عدة مواقع أهمها سقوط الطيارة التي تحمل "هيوز" و تحطمها و تحطمه هو الآخر!! و أيضاً حينما وصل هو إلى مرحلة الانهيار النفسي التام بعد ذلك و فرض على نفسه الحجر الصحي.. و لكن العزاء الوحيد هنا هو أن المعنى الكامن في قصة الفيلم كان سيختلف كثيراً لو حدث لك..
"The aviator" فيلم يستحق المشاهدة.. ربما أكثر من مرة ..
التقيم العام:4
بدون رقابة
بعد الخروج من العرض الخاص للفيلم وجدت نفسي مشغولا بعدة أسئلة، لماذا لجأ أحمد فهمي لدخول منطقة لم نعتاد أن نراه بداخلها حتى في أغنياته المصورة؟، وماجدوى وجود ماريا في مثل هذا الدور، وما الذي دفع علا غانم لتجسيد دور فتاه شاذه، ولكن سؤال واحد استفزني كثيرا ولم أجد له إجابه، كيف جلس 4 أشخاص لكتابة سيناريو لمثل هذا الفيلم؟!
سأحكي لك الخطوط العريضة لقصة الفيلم كي تشاركني دهشتي، الفيلم يحكي عن شاب من كبار العائلات يحب فتاه مازالت بالمدرسة، ويريد أن يدخل معها في علاقة "لأنه نفسه في واحدة تقله لأ"، وفتاه أخرى "شاذة" تفخر بشذوذها، وأخرى لم يُعثر لها على "أهل" طيلة أحداث الفيلم، وشابين آخرين من أسر متوسطة وفقيره غارقان دائما في الإدمان، وجميعهم يشتركون في شيء واحد، قضاء كل ليل في شقة "177".
الشخصيات الرئيسية للفيلم قد تختلف في طبيعتها بعض الشيء، ولكنها تشترك في شيء واحد، الإدمان والجنس، وهو ماجعلهم جميعا يتشابهون في تصرفاتهم، حتى وأن لم تجمعهم مشاهد واحدة، وهو ما أعطى للمشاهد إحساس كبير بالملل لتشابه أغلب لقطات الفيلم!
الشخصية التي جسدها أحمد فهمي تمتلك بعض التأرجح، ولكنه لم يخرج عن كونه "ظاهري" فقط، حيث أن الشاب الذي يجلس مع أصدقائه الفاسدين يتناولون انواع المخدرات، ولا يجد حرجا في أن يعترف لدوللي شاهين أنه لن يتزوجها أبدا، هو نفسه الشخص الذي يكون "رومانسيا" للغايه مع ماريا، ولكنه في النهاية لا يفكر إلا في هدف واحد.
لأ أعلم لماذا وافق فهمي على قبول مثل هذا الدور الذي يعتبر "صدمة" بالنسبة له، فهو مطرب مشهور منذ خمس سنوات لم نشاهد له فيديو كليب مبتذل، ويمتلك تجربة سينمائية وحيدة استطاع فيها أن يجسد شخصية الشاب "الجان" ممزوجا ببعض الكوميديا، ويحضر حاليا لتجربة أمام منى زكي وشريف منير مع طارق العريان، فما الذي يدفعه للوقوع في هذا "المستنقع" الذي لم يضيف له أي شيء، بل على العكس قد يخسره بعضا من جمهوره.
شخصية علا غانم لا تحتاج لأي شرح أو تفسير، فتاه شاذه تمارس "السحاق" مع فتيات تستقطبها لها مروة عبد المنعم، وتقنع هؤلاء الفتيات بأن "ده مش حرام لأنهم بنات زي بعض"، وتفخر طوال أحداث الفيلم باعترافها بأنها فتاه شاذة، وعلا غانم برغم وجودها لعدة سنوات في الساحة الفنية إلا أنها لم تستطع أن تكون بطلة لفيلم جيد مثل أغلب أقرانها، لذلك لن أقول أن الدور أثر سلبا عليها، ربما تكون قد حققت ماتريده في هذا الفيلم، أن تنضم لقائمة الفنانات اللائي قدمن دور "الفتاه المثلية" في السينما المصرية!
ومازالت دوللي شاهين "تترنح" في السينما التي دخلتها بكامل إرادتها ولم يجبرها أحد على دخولها! ومن الواضح أن دوللي تحتاج للكثير من تدريبات التمثيل التي لم تتقنه بعد، كما أن لهجتها لابد ألا تظهر بهذا الشكل، طالما اختارت أن تلعب دور فتاه مصرية.
قالت دوللي شاهين في إحدى لقطات الفيلم أن والدها "راجل على أد حاله" وأنه "مينفعش يكون أبوها"، وأنها لا تحب المكوث طويلا في بيتهم وتفضل الوجود في شقة "177"، هل نسي المخرج هاني جرجس فوزي أن يظهر تلك البيت ولو للقطة واحده؟
لا أعلم هل الإبتسامة العريضة التي اعتلت وجه ماريا بعد الخروج من العرض الخاص للفيلم هي من واقه رضاها عن الفيلم أم ماذا؟، وهل يلائم مثل هذا الدور ممثلة تم تصنيفها على أنها بطلة الفيلم؟
يعتبر نبيل عيسى وراندا البحيري الجانب المضيء الوحيد بالفيلم، حيث نجح الأول في أن يصل للمشاهد بحضوره القوي وأدائه التمثيلي الجيد، وبرغم وجوده ضمن شلة "شقة 177"، إلا أنه استطاع أن يثبت نفسه أممام المشاهد، كم أن راندا البحيري جسدت دور هادي للغاية، وظهر أدائها وانطباعاتها ملائمة لشخصية الفتاه المحجبة التي جسدتها.
قد يتهم صناع الفيلم منتقديه بأنهم لا يميلون للتغير، وأن الأفكار الجريئة لا تستهويهم، ولكن بغض النظر عن رأيي الشخصي في مثل هذه الأفكار، فأن الأفلام التي قُدمت فيها مثل هذه الشخصيات والأدوار حملت الكثير من الإبداع التمثيلي والإخراجي والقصصي، وهي الصفات التي لم نشاهد أياً منها في "بدون رقابة".
مع عدم وجود سيناريو جيد، لم يستطع أبطال الفيلم إظهار إمكانيات ربما يمتلكها بعضهم، ومع عدم وجود أبطال من الصف الأول في الفيلم لجأت عناصر التمثيل لقدراتها الخاصة، فترك أحمد فهمي نفسه لجاذبيته ومرحه، ولجأت بطلات الفيلم لعنصر "الأنوثة" الذي لا يكفي وحده لصنع ممثلة جيدة.
"بدون رقابة" قد يكون نجح في تجسيد المعنى الحقيقي للبطولة الجماعية، ولكنه أثبت أن هذه النوعية من الأفلام لم نستطع حتى الآن تنفيذها بشكل جيد بإستثناء القليل، وأن فكرة "الإدمان والجنس" لابد وأن تسيطر على مثل هذه التجارب.
التقييم العام:1
12-اسم الفلم : Murder On the Orient Expressالتقييم : 9/10للحقيقة وجه واحد وللشكوك اكثر من وجه اغاتا كريستي في روايتها التي حولها العملاق سيدني لوميت في الـ 74 لوحد من افضل افلام السبعينات حملت في طياتها أكثر من وجه للحقيقة ووجه واحد للشكاللعب على أكثر من مستوى واستنساخ عدة طبقات للحقيقة أمر اختصت به اغاتا كريستي الكاتبة البوليسية المشهورة كما اختص سيدني لوميت في ارسال الممثلين الى مسرح كوداك مع كل رائعة من روائعه قد يكون سيدني لوميت أكثر المخرجين الاميركان ارسالا للممثلين لمسرح كوداك وما يميزه عن سواه ممن يتقنون ادارة ممثليهم أنه يرسل اسماء مختلفة كل مرةفمن هنري فوندا في 12 رجل غاضب الى البرت فيني وانغريد بيرغمان في جريمة القطار السريع ألى فاي دانوي وويليام هولدن وبيتريسي ستريت وبيتر فينش في الشبكة بول نيومان عن الحكم البتشينو مرتين عن ظهر يوم حار وسيربيكو .. ربما في فن ادارة الممثلين وارسالهم لمسرح كوداك لا ينافسه الكثيرين طبعا هذا لا يقلل من موهبة أولائك الممثلين واداءهم الرائع لوميت يُعتبر أحد أعمدة السينما الاميركية المزركشة كوودي ألن وسكورسيزي وكوبولا خطوطه العريضة واضحة وأسلوبه السينمائي ينتقي بأتقان لوحاته السينمائية في فلمه هذا المُقتبس عن رواية الكاتبة الانكليزية الشهيرة اغاتا كريستي يقدم معالجة سينمائية لجريمة غامضة حدثت في ظروف مساعدة جدا على الغوص في تفاصيل الرواية وفي شخوصها ما يميز هذه النوعية السينمائية , تعدد شخصياته وتعدد خيوط ومنابع الاحداث وترابطها , والذي قد تتطلب مقدرة اخراجية عالية في ان تُقدم مساحة كافية لكي شخصية كي تصبح كيان خاص باعتبار ان شخصيات هذه النوعية من الافلام تكون كثيرة وتفاصيل بناءها الدرامي غالبا يكون متشابك لذلك فأن اعطاء شخصيات الفلم مساحة كافية قد يعطي تجسيدا أكبر للرواية ولاحداثها واعتقد ان لوميت استطاع ان يخلق شخصيات وكيانات مستقلة في فلمه هذا الامر الذي يذكرني كثيرا برائعة روبير التمان غوسفورد بارك حيث تفنن التمان في رسم شخصياته الكثيرة وتوضيح العلاقة فيما بينها ,من سبق له أن قرأ إحدى روايات كريستي سيتنبئ بفلم مليء بالمفاجأت ومن سبق له أن شاهد إحد أفلام لوميت سيتنبأ بفلم مليء بالاداءات القوية والحبكة المتينة.
13-اسم الفلم : The Barber Of Siberiaالتقييم : 8/10ينتابني فرح كبير عندما اشاهد فلما لا اتوقع منه الكثير ويعجبني يبدو ان هذا الاسبوع كان لي موعد مع عدد من هذه الافلام التي لم ابني عليها الكثير من الآمال ولكنها اثبتت العكس وحلاق سيبيريا أهمها هو الفلم الاول الذي أشاهده للمخرج الروسي المعروف نيكيتا ماكلوف والذي يُعتبر من المخرجين الروس الذي يضخ في افلامه ميزانيات هائلة وصل اخرها للـ 50 مليون دولار بدعم من رئيس الوزراء الروسي هذا الفلم لم يكن شاذا عن سواه فلم فخم بأمكانيات اخراجية عملاقة وانتاجية مبهرة رافقته طاقات فنية لا يستهان بها والاهم حرفية اخراجية وقوة اداءة من نيكيتا ماكلوف وممثلته الاميريكية الرائعة جوليا أورموند ولكن مع ذلك الفلم مخيب للأمال لاني شعرت وكأنما مر على هذا الفلم مخرجان وكاتبان مخرج وكاتب صنعا الجزء الاول منه طيلة ساعة ونصف ومخرج وكاتب اخر صنعا الساعة والنصف الاخرى منه , فقد بدا الفلم بتمهيد ضعيف وطريقة ساخرة وغير مقنعة في تسلسل الاحداث وتوابعها , اضافة للاسلوب الكوميدي الذي بدا لي دخيلا مع مشاهدتي للساعة والنصف الاخرى التي تحمل بعدا تراجيديا وسياسيا ورمزيا واضحا افتقدته الساعة والنصف الاولى ,الجزئين كانا مترابطين بشكل كبير ولكن طريقة معالجتهما مختلفةالاسلوب الذي استخدمه نيكيتا في انتقاد السياسة العسكرية الروسية في نهاية القرن الثامن عشر , القرن الذي وعدت به روسيا العالم بأسره بفنانين روس روائيين وكتـّاب من اعلى مستوى نشهد لليوم احتفاء العالم بهم وتأثر كل مهتم بالفن والفنانين بما خطوه في فترة من اقسى فترات التاريخ الروسي وأكثرها ظلما اسم البطل تولستوي وهو ليس ذو صلة قرابة بالكاتب والروائي الشهير تولستوي كاتب الاسطورة الروائية آنا كارنينا ولكن تسمية البطل بهذه التسمية لم تكن من باب الصدفة فقد اراد المخرج ان يفك الارتباط ولو بشكل رمزي ما بين مبدعي تلك الفترة الزمني من تاريخ روسيا والسلطة السياسية والعسكرية الحاكمة والتي شوهت سمعة عظماء روسيا الفنيين بشكل أو بأخر والذي صورها نيكيتا بشكل ساذج طفولي وغبي لدرجة وصل به الامر لأن يصور قيصر روسيا طفلا لا يتجاوز بضعة سنين الفلم يتحدث عن امرأة اميريكية جاءت لروسيا لهذا البلد الغامض فبدت حائرة ما بين عاداتها الاميريكية التلقائية وما بين عادات الروس وهذا البلد الضخم المحير كيف يفكر الروس وكيف يخططون لاداء واجباتهم كيف يحبون كيف يحاربون وكيف يستسلمون بدت لها روسيا خريطة من الصعب قراءتها تلك الاميركية التي اتت لروسيا لتدشن مشروع حلاق سيبيريا قاطع الاشجار لتشهد رواية حلاق سيبيريا تولستوي الشاب الروسي الذي غير مفاهيمها واعادها للحياة والحب وعلمها كيف يمكن للأم ان تقسو على صغارها وتذبحهم دون شفقة في روسيا البلد الذي علّم العالم ما معنى الولاء السياسي والتبعية العسكرية واضح من هذا الفلم أن نيكيتا رجل من الصعب فهمه بشكل سلس رجل صعب المنال قادر على ان يرسلك لمتاهته الفكرية التاريخية وقادر على ان يمتعك بسينماه وقادر على ان يصحح اخطاء افلامه وقادر على ان يقول ما يريد ان يقول بجرأة في وجه معارضية ربما حتى من دون ان يفهموا عليهشاهدت الفلم , وفي ذهني الكثير مما استطيع ان اترجم فيه مفاصل احداث الفلم واسقاطاته ولكنني في نفس الوقت اشعر ان ما فاتني من افكار الفلم يساوي ما اخذته رغم بساطته المطلقة وسلاسته لولا الساعة والنصف الاولى التي برأيي لم تخدم جزأ الفلم الثاني ألا بجزء يسير رغم انها كجزء اول كانت الكوميديا التي احتواها رغم كونها فائضة عن حاجة الفلم ألا انها لذيذة , ولم تشعر معها بوقت الفلم لولاها لأخذ الفلم علامة كاملة ولكن يكفي ان هذا الفلم تركني بشوق لمشاهدة افلام اخرى لنيكيتا ماكلوف.
14-اسم الفلم : I am Loveالتقييم : 9/10يبدو أن 2010 لم تبح بكل اسرارها بعد كما أنها ربما السنة التي تنذر بعقد قادم , سيشهد الكثير من الروائع .. أنا الحب اضافة قوية جدا لعام 2010 لانه ببساطة واحد من الافلام التي تهزك بشدة من الداخل على مستوى معالجة مخرجها للفكرة وعلى مستوى الاداء التقني العالي المستوى , منذ فترة طويلة لم يُخرج فلم بهذه الطريقة فقد ذكرني مخرج هذا الفلم بالسينما الايطالية فترة السبعينات حينما تسابق مخرجو تلك الفترة على ابتداع اساليب جديدة وبديعة في تحريك الكاميرا وفي توظيف الموسيقا وفي الانتقال ما بين الاجسام الثابتة والمتحركة وفي تصوير المحيط وأهميته في البناء الدرامي للقصة ذكرني بسينما روبير ألتمان والعمل البديع الذي يقوم به على صعيد حركة الكاميرا السلس والفني وخصوصا في افتتاحيته التي بدت شبيه من حيث فخامة الديكور وطريقة التصوير بـ Gosford Park الفلم يتحدث عن الغربة وعن الحنين عن المشاعر التي قد تدفع صاحبها لامور مبهمة ايما فتاة روسية تزوجت من ارستقراطي ايطالي وانتقلت للعيش معه في ميلانو كلما زاد قربها من اسرتها كلما زادت غربتها المخرج وضح هذا الامر بشكل جدا رائع من خلال افتتاحيته وبناءها المتين فصور نمط حياة هذه العائلة والثراءها الفاحش والعلاقات الاجتماعية التي تعيشهاكل ذلك ضمن اسرة ايطالية تعيش هذا النمط وتأقلمت معه ولكن هناك امرأة اتت من بعيد وحاولت ان تتأقلم وظنت أنها تأقلمت مع هذا المحيط المصطنع والذي عبّر المخرج عن تصنّعه مستخدما كل ما يملك من قدرات فنية في تطويع لضوء الشموع اصوات الامطار فبدت افتتاحيته لوحة فنية من لوحات عصر النهضة الايطالية ظنّت هذه المرأة أنها تأقلمت مع هذا المحيط مع توتر العلاقة ما بين زوجها وابنها " لا يمكن نسيان نظرة الاب لابنه لحظة تقاسم ثروة الجد " هذه التأقلم الخادع انكشف فجأة مع موقف ايما الحيادي تماما من علاقة ابنتها العاطفية الجديدة مع احدى فتيات لندن ارادت ان تمنح ابنتها ما حُرمت منه اثر وجودها في قصر زوجها الايطالي اعتادت ايما ان تطبخ عندما تشعر بالحنين لروسيا موطنها فوقعت في غرام الطاهي الذي ضاعف لديها شعور الحنين ذكرها بجذورها ونشأت بينهما علاقة عاطفية قوية أبدع المخرج في تصويرها بقلب الطبيعة وبدت وكأنها جواز سفر لبلدها روسيا بدت وكأنها تخلي عن كل تلك الارستقراطية وعن كل تلك التصنع وعن اضواء الشموع وعن الموائد المفتوحة وعن كل ذلك البذخ وجدت ايما في انطونيو ما كسر جليد غربتها واشبع لها حنينها . مشهد الكنيسة ربما من اجمل مشاهد 2010 مشهد تاريخي بحق منذ زمن طويل لم تصور المشاهد بهذه الطريقة الفنية بالمناسبة الفلم لا ينتهي مع وضع اسماء طاقم التمثيل هناك مشهد رائع جدا بعد ذلك فلم ممتاز تستطيع ان تستمتع به حتى في الاعادة.
15-اسم الفلم : Breathlessالتقييم : 9/10للصراحة منذ أن وضعت هذا الفلم في جدولي السينمائي القادم كنت أشعر أنه لن ينال إعجابي بسبب كل ما قرأت عنه هنا وهناك وعن اهميته التاريخية وعن أهميته التقنية التي فجرت ثورة الموجة السينمائية الجديدة في فرنسا على يدي عدد من النقاد السينمائيين الرافضين لنهج السينما ما قبل الستينات شعرت أنه سيكون فلم بدائي وشعرت أن كل ما شاهدته من سينما الموجة الجديدة سواءا افلام فرانسوا تروفو أو أريك رومير سيفوقونه متعة وأهمية ولكنني للصراحة تفاجأت بمستوى الفلم وبقدرته على شد المشاهد وشدي أنا شخصيا لاحداثه واندمجت به بنفس الطريقة التي اندمجت فيها بأفلام تروفو ورومير بحواراته وتطور احداثه جان لوك غودار الناقد السينمائي في جريدة كابيه دو سينما والذي أمتلك سيناريو مؤلف من صفحتين ومجموعة من القصاصات عرضه برفقة تروفو على الممثلة الاميريكية جين سبيرغ اداء دور البطولة فيه برفقة ممثل لم يسمع به أحد قبل هذا الفلم جان بول بلموند وأجرى بواسطته محاكاة فرنسية لافلام النوار الاميركية بشكل أو بآخر وخصوصا افلام بوغارت وايقونته الكلاسيكية وخصوصا ان الفلم يتحدث عن رجل هارب من قبضة العدالة ويلتقي بفتاة ويريد الهرب معها كان هذا الشخص ككاريكتر محاكاة لاسلوب بوغارت التمثيلي السيغارة المشتعلة دوما ,النظرات المراقبة باستمرار وشراء الجرائد بغية التمويه ولكنه هذه المرة يشتريها ليمسح بها حذاءه أو ليعيدها للبائعة بحجة أنها لا تحتوي على اخبار الطالع أو الأبراج هذا هو اطار الفلم العام ولكن غودار في هذا الفلم , لم يرد ان يجعل فلمه هذا يتمحور حول قصة من هذا النوع فالرجل الذي يسرق كل شيء ولأي شيء بقي مجهولا لنهاية الفلم ولم يمنحنا غودار معلومات كثيرة عن دوافعه ولكنه في نفس الوقت اغرق فلمه بحوارات عامة وعديدة كما كل افلام الموجة الجديدة تتحدث عن الحب عن الرجل والمرأة عن الحياة الاجتماعية وفلسفتها ومفارقاتها , ستجعلك تعقد المقارنات تلقائيا ما بين عدة امور وبطرق مختلفة وهذا هو سحر الموجة الجديدة ومبتكرها غودار الذي ظهر ككومبارس في أحد اللقطات كما يفعل هيتشكوك أحيانا فلم لن تشعر معه بالوقت أو بالجهد وستنال قسطا وافرا من المتعة السينمائية
16-اسم الفلم : Viderdromالتقييم : 9/10يقول جيمس وودز البطل الرئيسي في فلم المخرج الكندي ديفيد كورنبرغ : حين اختارني ديفيد كرننبرغ لبطولة فيلمه Videodrome، قدم لي سيناريو من 65 صفحة، والذي كان مختلفاً تماماً عن الفيلم الذي صورناه. لم يكن هناك مفتاح لفهم مغزى الفيلم. قال لي ديفيد: هل تقدر أن تثق بي، لكي نحقق هذا الفيلم؟ فأنا لا أعرف كيف سينتهي هذا الفيلم.. هذا ما قاله، وقد راق لي ذلك على مستوي غير اعتيادي. إني أحب فكرة تحقيق فيلم دون أن نعرف كيف سيبدو وكيف سينتهي. ونقلا عن كتاب " الوجه والظل في التمثيل السينمائي " : رغم حاجة الممثل الى سيناريو متكامل، أو واضح المعالم على الأقل، إلا أننا نلاحظ توق المثل لخوض تجربة إبداعية جديدة وهذا بالضبط ما قدمه كورنبرغ في فلمه هذا " تجربة ابداعية " رغم اني شاهدت بضعة افلام لهذا المخرج مثل " تاريخ من العنف " أو " وعود شرقية " ألا ان هذا الفلم هو اول فلم شاهدته يدخل في صلب اسلوب كورنبرغ الفكري والسينمائي والذي يتكلم عن افكار مستحدثة معاصرة واثرها السلبي ولكن باسلوب كورنبرغ الخاص والقاسي اثرها السلبي على جسد وعقل وفكر الانسان الذي يعيش هذا العصر الجديد بمختلف ظواهره المعاصرة والمستحدثة عنوان الفلم " فيديو دروم " وهو تصوير للقتل والتشويه والتعذيب بدوافع عديدة أهمها المتعة والنشوة أو تحرير لهذه الطاقة السلبية السادية داخل كل انسان أو على الاقل لمسها وتحريضها ماكس Show man رجل اعلامي يمتلك قناة خاصة تبث كل انواع التسجيلات الجنسية القاسية والطبيعية يكتشف ما يسمى بالفيديو دروم ويرغب في عرضه على قناته الخاصة الفلم يعرض بواقع فلسفي الاثر الكبير الذي تركه التلفاز في الحياة المعاصرة وكم هي واقعية الامور التي يعرضها لدرجة أن الواقعية فعلا اصبحت أقل مما يعرضه التلفاز اصبح للتلفاز القدرة على اعطاء صفة الواقعية لأي حدث يعرضه مهما بدى غير واقعيا لديه القدرة والوسيلة لتبرير ما لا يُمكن تبريره فالتلفاز اصبح كما قال الفيلسوف " التلفاز هو شبكية العقل " شيء اشبه ما يكون بغسيل الدماغ أو بالتنويم المغناطيسي ديفيد كورنبرغ ذهب الى ابعد ما يكون في تصويره لهذه الفكرة وقدمها عبر رجل تلفزيون محترف يعرض على محطته برامج جنسية جعله كفأر تجاب لما يسمى بالفيديو دروم وهو اختلاط النشوة مع العنف الرغبة مع تحرير الطاقات السادية وتركه في متاهة الواقعية التي يبثها التلفاز حوّل معها الخيال لواقع والاحلام لواقع جعل ماكس يتخبط ما بين عدة عوالم لها اثر واقعي جدا عليه بل ذهب كورنبرغ لدرجة انه جعل شريط الفيديو اشبه بكائن حي يتنفس طبعا مشاهدي هذه القناة يشاهدوها طلبا للمتعة الجنسية والتي قد تتحول في حال سيطرت على دماغ مشاهدها لنزعة عصبية وجسدية تطلب ما هو أكثر من الجنس للحصول على المتعة وتختلط الرغبات الجنسية مع الرغبة في تحرير طاقة سادية تأتي بالعنف والقتل اصبح القتل والعنف يعطي شعور نشوة هذا ما قدمه كورنبرغ بمنتهى الاحتراف ومنتهى القسوة والوحشية أعتقد ان الفلم انتقاد قوي للحرية الاعلامية التي تعيشها العديد من الدول , ولحياة الانسان المعاصر الذي اصبح التلفاز جزءا لا يتجزأ منها كورنبرغ في هذا الفلم لعب على وتر حساس لدى المشاهد وهو فضوله , وشعوره بغرابة احداث الفلم مما يعطي شعور بتقارب الوقت لدى المشاهد فلن تشعر بوقت الفلم أو مدته لدى مشاهدته بنفس الطريقة التي اعتمد فيها على فضول ماكس ورغبته في معرفة سر الفيديو دروم وهي الاحداث الغريبة التي تمر معه منذ ان تعرف على ما يسمى بالفيديودروم.
17-اسم الفلم : Waltz with Bashirالتقييم : 9/10صبرا وشاتيلا قريتين تحولتا لجرحين في جبين التاريخ ما قدمه الفلم لم يكن مادة سينمائية بقدر ما أنه مادة تاريخية ووثائقية اخراج فلم بطريقة الهولوكوست يتحدث عن مجازر في تاريخ العرب أمر كافي لوحده لمعرفة عمق هذا الجرح وكيف أثر ليس فقط في التاريخ الصامت بل ايضا في الذاكرة البشرية اياً كان موقفها تم تصوير واخراج الفلم بطريقة الاينيميشن برأيي لاسباب محددة أولا لاعتبار ما صوره الفلم مادة تاريخية مؤرشفة ثانيا للتحكم الدقيق في ملامح وتعابير شخصياته فالطريقة التي قدمها الفلم والطريقة التي عالج فكرته تتطلب اداء من نوع خاص اجد ان من الصعب جدا تقديم اداء يصف حالة الفلم الانسانية والاثر الذي تركته وثالثا هو قدرة هذا النمط من الاخراج على بث الافكار في كل شيء الالوان خصوصا لتعبر عن حالة شعورية ما , فلم مؤثر جدا استطاع ان يوصل أفكاره بأبسط الطرق وهذا ما تفتقده السينما العربية التي من المفروض ان تكون سباقة لتقديم لمحات عن التاريخ الاسود للعرب والجدية في التعامل مع هذه اللمحات والشفافية المفقودة تماما أبرز ما شاهدته في الفلم هو طريقة معالجة الفكرة والطريقة التي طرحها والأسلوب الجريء في طرحه بداية الفلم تشرح نفسها صنعت فلما اشبه بنستالوجيا لمجموعة من الجنود الاسرائيليين في جنوب لبنان فترة الاجتياح الاسرائيلي لبيروت وعقب اغتيال بشير جميل رئيس حزب الكتائب الاسبق وفند التواطئ التي شهدته تلك الفترة ما بين ميليشيات حزب الكتائب والتغطية العسكرية للقوات الاسرائيلية لقتل المئات من قاطني مخيمات الفلسطينيين في بيروتقد تبدو فكرة التغطية العسكرية لتلك المجزرة بحد ذاتها جريمة كما صورها الفلم ولكن ارى أن في ذلك الكثير من التهرب من الحقيقة ومن التاريخ ووقوف الجنود الاسرائيليين الى جنب دباباتهم المصفحة يشهدون احداث هذه المجزرة فيه نوع من انواع اللف والدوران اذكر جيدا تلك الدعوى التي رفعتها أحدى الناجيات من مجازر صبرا وشاتيلا ضد ايريل شارون في المحاكم الدولية منذ سنوات وتحديدا في الفترة التي سبقت سباته وموته اثر اشتراكه ليس فقط في تغطية بل في ارتكاب المجازر حزب الكتائب لا شك انه علامة سوداء في تاريخ الشعب العربي لم يحاسبها التاريخ بعد ولكنها لقيت الجزاء الكثير من قادة اسرائيل وعلى رأسهم ايريل شارون والذي لم يكتفي فقط بمشاهدة امين جميل رئيس حزب الكتائب الحالي يعتلي منصة رئاسة لبنان في فترة من فترات الحرب الاهلية فحسب بل بادره بهدية تليق بكل ما قام به وحزبه بندقية اوزي جديدة برسم الصداقة.
18-اسم الفلم : Preciousالتقييم : 9/10نجح لي دانيالز في ان يوصل لك شعور بريشس بالضيق ونحج في أن يبرر ثورة الغضب المختبئة في صدر والدتها .. ونجح في أن يرغمك في دخول عالم لا ترغب في دخوله أو حتى تخيله ليس من السهل مشاهدة هذا الفلم لانك ستشاهد واقعا يختلف عن أي واقع سبق ان شاهدته في أي رواية سينمائية الامر الذي سيدفعك للتساؤل ما السبب وراء تصوير كل تلك السوداوية وذلك التعقيد الكبير الذي احاط بشخصية بسيطة ككليريس بريشس لا ذنب لها في كل ما يدور حولها لا يوجد اجابة واضحة ومن لديه الاجابة أو التبرير وضعه دانيالز خلف الكواليس تماما وهو والد بريشس برأيي أن تكون هكذا شخصية تُبنى عليها الاحداث غائبة امر من الصعب تقبله , والامر الاصعب هو ان يجعل من شخصية الاب شخصية متطرفة لهذه الدرجة دون ان يبرر أو يعطي اسباب واضحة (( شخصية الاب شخصية شيطانية بمعنى الكلمة )) وخصوصا انه مسؤول عن جزء كبير من تطور الاحداث التي صورها الفلم , برأيي أن هذه النقطة هي نقطة ضعف اساسية لا يمكن المرور عليها اقتصر دانيالز على توفير كافة روابط العلاقة ما بين شخصية الام وابنتها وجعل مساحة الفلم الزمنية فراغا كبيرا لاستعراض تطوراتها الغير سوية وحاول ان يقدم عبر هذه العلاقة صورة عكسية للمشاهد التي وضعها من فلم دي سيكا " امرأتان " لكنه في نفس الوقت لم يدع مجالا للمشاهد أن يستفسر حول منطقية ما يشاهد بقدر ما قدم له هذه القصة وكأنها واقعة حقيقية الفلم يسرد احداثها كما تمت عن طريق أولا استخدام كاميرا متنقلة وسريعة ثانيا عن طريق استخدام مكياج شوه الشخصيات وعكس ثورة الحقد والقلق والكره التي تعيشه ثالثا وهو الاهم انه أحسن اختيار الممثلتين الرئيسيتين لانهما ومن دون أي مبالغة قدما اداءات ممتازة تعكس واقع حال الشخصية ليس فقط بحالتها النفسية بل الجسدية برشس فتاة عكست تماما بناء الشخصية التي اتبعها المخرج فتاة لا تنتمي لهذا المحيط بعينيها بجسدها بتفاصيل حركتها بصمتها وثقل حركتها في نفس الوقت كانت مونيك عكس بريشس بدت عنوان هذا المحيط ونموذج من نماذجه العمل الاكبر كان في عملية المونتاج فقد استطاعت ان تصّفي المشاعر وتفرقها وتوضحها وتعطي خلفيات المواقف والاحداث صور بريشس الحالمة وعدسات الكاميرا تلتقط صورها كانت اثر نوبة جنون والدتها وصياحها الهيستيري ليس افضل ما جادت به 2009 ولكنه فلم لم نعتد تقديمه في هوليود بهذه الطريقة.
19-اسم الفلم : Eden Is Westالتقييم : 7/10الفلم الاخير للمخرج اليوناني كوستا غافراس صاحب التاريخ الحافل بالمشاركات الناجحة في برلين وكان الحاصل على دب برلين الذهبي عن فلمه صندوق الموسيقا بطولة جيسيكا لانغ والذي نال سعفة كان عن فلمه المهمة بطولة جاك ليمون انجازاته طالت حفل الاوسكار الذي حصل عليه باسم فرنسا عن فلمه الشهير والمبهر Z المُلاحظ ان الطابع الطاغي على هذا المخرج هو الطابع السياسي حتى وان لم تكن السياسة حاضرة ولكنك ستشعر بهدف الفلم السياسي البحت الجنة في الغرب يسبر رحلة شاب مهاجر غير شرعي ظل الفلم متكتما عن جنسيته طيلة احداث الفلم كل ما نعرفه عن هذا الشاب انه مهاجر غير شرعي يسعى لحياة افضل لا يتقن الفرنسية كما يجب ويريد ان يصل لباريس كي ينال عملا لدى أحد سحرة المسارح الذي يُبهر الجميع بخفة يديه وبالتضليل البصري هذه مهنته وهذا هو الأمر الوحيد الذي لم يأخذه هذا الشاب بعين الاعتبار في رحلة بحثه عن هذا الساحر الذي يعمل في مسرحه الباريسي الاستعراضي من شاهد الفلم سيجد غرابة نوعا ما في تسلسل الأحداث وسيشعر بثغرات السيناريو والحبكة الغير متماسكة ولكن هذا ستجده في البداية فقط لان الفكرة ستصلك متأخرا فالمخرج يريد أن يصور ردة فعل وطريقة تصرف جميع فئات الشعب الغربي مع المهاجر الغير شرعي أو تجاه الشخص الذي يعتقدونه غريبا من ناحية اخرى يريد ان يضعك أمام مقارنة ما بين الشعب بصفة عامة واجهزة الامن بصفة خاصة في طريقة تعاملها مع أي غريب أو تجاه أي احد يرسم بعض الشكوك ستخرج بنتيجة أن ذلك الغريب الذي صادف كل النماذج الاوروبية الغربية أو التي من الممكن ان تتخيلها ابتداءا بالسائحة الالمانية وسائق الشاحنة الالماني وصولا للسائح الايطالي والمواطن الفرنسي وحتى المهاجرين الغير شرعيين لن يجد اسلوب تعامل واحد الجميع يتعامل معه وفق طريقته الخاصة وفق مبادئه وأفكاره لا وفق مبدأ الترهيب المتبع ضد أي غريب او أي مهاجر غير شرعي في النهاية سنجد أن كل ما يسعى له هذا الشاب المجهول الهوية ليس سوى سرابا ليس سوى اضواء واضواء ليس ألا سحرا وتضليل للبصر فالجنة ليست دوما في الغرب .