text
stringlengths
10
33.3k
label
stringclasses
7 values
القاهرة: «الخليج» فاز الكاتب اليمني «الغربي عمران» بجائزة كتارا القطرية، في فرع الرواية غير المنشورة، ومنذ تلك اللحظة لم ينقطع الجدل حول فوزه بالجائزة، التي يرفضها كثيرون، ويضعه غيرهم موضع اتهام، فالرواية الفائزة منشورة في سلسلة روايات الهلال، لكن «الغربي عمران» يقر بأن الرواية التي تقدم بها للجائزة، مختلفة عن قرينتها المنشورة بالهلال، كما أن تأخر إعلان الجائزة، وضعه في هذا الموقف الملتبس.بعيداً عن جدل الجائزة «الغربي عمران» معنا في هذا الحوار. * أنت كاتب للقصة القصيرة، وقد بدأ هذا الجنس الأدبي يشهد رواجاً عربياً كيف ترى تلك الحالة؟ هي موضة يستسهل كتاباتها البعض، ويهول البعض للمنجز، وأراهم يكررون أنفسهم، والبعض لا يفرق بين الخاطرة والأقصوصة، وآخر يخلط بين الدفقة الوجدانية والأقصوصة، وبين النكتة أو النص الشعري الحر، الكل استسهلها كما استسهلوا قصيدة النثر، القصة القصيرة فن يجيده القلة، ممن لا يكررون أنفسهم، ولا يدورون في دائرة مغلقة. * يرى البعض أن الكثير من أعمالك الروائية يعتمد على التاريخ فهل هذا أفادك؟ تخصصت في دراسة التاريخ، ولدي ثقافة تاريخية، لكني لا أكتب الرواية التاريخية، التي يتقيد فيها الكاتب بصحيح الأحداث، التي دونها المنتصر، بل أبحث بين السطور وخلف الأحداث، وأبتكر شخصيات تحكي مصائرها، ولا أجعل من السلطوي شخصية محورية، فالتاريخ عندي أداة للتحليق بالخيال، والإتيان بشخصيات وأحداث لم تكن إلا في الرواية. * لكن تم اتهامك بتزييف التاريخ رغم ذلك؟ قيل لي إنني أستهدف التاريخ الوطني بالتشويه، ولا يعلمون أن تاريخنا مزيف، ولا يوجد تاريخ صحيح، وما نعرفه كلنا هو تاريخ محرف يصب في تمجيد الحاكم، والرواية تحاول أن تأتي بتاريخ الهامش الاجتماعي المتخيل. * كيف يمكن للأدب أن يحمي التاريخ من التزوير، وخاصة في تلك الظروف السياسية المتغيرة؟ ليس من وظيفة الرواية التوثيق، وإن اتكأت على شتى الفنون والعلوم كالجغرافيا والتاريخ والسينما والمسرح، في سبيل تقديم عمل فني يدهش القارئ، ويقدم الثقافة في قالب شائق، والرواية لا تستهدف تقديم علوم أو معلومات، والتاريخ وغيره ضمن ذلك، عدا ما يأتي ضمن السياق، وليس من وظيفتها تقديم نصائح أو حلول، هي فقط تناقش وتطرح أسئلة، وغايتها تحريك واستدراج العقل للغوص في أعماق النص، لينطلق محلقاً، باحثاً عن أجوبة للوجود، وجدوى إنسانيتنا على هذه البسيطة.
Culture
أطلق مكتب أبوظبي للهوية الإعلامية المعرض المتجول للصور الفائزة في المسابقة الفوتوغرافية أبوظبي من خلال عيونكم 2008، ويستمر المعرض مدة 3 أشهر في ستة مراكز للتسوق في أبوظبي والعين، ومن خلال المعرض المتجول يعلن المكتب عن مسابقة التصوير الفوتوغرافية أبوظبي من خلال عيونكم 2009 برعاية كريمة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي،نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. تتيح المسابقة الفرصة للمواطنين والمقيمين للمشاركة بصور تعبر عن إمارة أبوظبي، وسيتم اختيار أفضل عشر صور حيث يحصل كل فائز على جائزة مالية وعلى فرصة لعرض العمل الفائز في المعارض والملتقيات القادمة، وتحدد 31 اكتوبر/تشرين الاول 2009 آخر يوم لتسليم المشاركات في المسابقة.وستكون مواعيد جولة معرض الصور الفائزة على النحو التالي: أبوظبي مول (9-18 إبريل/نيسان)، الوحدة مول (23 إبريل/نيسان-2 مايو/ايار)، الجيمي مول (6-15 مايو/ايار) ، العين مول (19-28 مايو/ايار)، سوق قرية البري (1-10 يونيو/حزيران)، المارينا مول (14- 23 يونيو/حزيران).ويتم المشاركة في مسابقة أبوظبي من خلال عيونكم 2009 من خلال المعرض المتنقل حيث تتوفر قسائم المشاركة في المعرض المتجول، ومن الممكن تحميلها عن طريق الموقع الإلكتروني: www.brand.abudhabi.ae ، أما صناديق المشاركة فستوجد في الأماكن التالية: مكتب أبوظبي للهوية الإعلامية، كارفور شارع المطار، سوق قرية البري، أبوظبي مول، مارينا مول، خالدية مول، فندق قصر الإمارات، العين مول - مدينة العين، الجيمي مول - مدينة العين، جامعة زايد، كليات التقنية العليا للشباب -فرع أبوظبي والعين، كليات التقنية العليا للبنات - فرع أبوظبي والعين، جامعة أبوظبي - فرع أبوظبي والعين، جامعة السوربون، وسيتم الإعلان عن الفائزين في حفل تكريم في مطلع ،2010 وستضم الصور العشر الفائزة إلى مجموعة صور هوية أبوظبي الإعلامية.
Culture
كشف الكاتب الدكتور بارك جاي يانج عن كثير من تفاصيل العلاقات العربية الكورية، وتحديداً الثقافية منها، وذلك أثناء محاضرته كوريا والعرب، علاقات تاريخية ومستقبل مشرق التي ألقاها في مؤسسة سلطان علي العويس الثقافية في دبي مساء أمس الأول، وذلك في إطار الأسبوع الثقافي الكوري الذي تنظمه مؤسسة العويس، ومهد عبدالإله عبدالقادر للمحاضرة بالحديث عن النقص المعرفي الموجود لدى العرب عن كوريا الجنوبية، وأهمية التعرف إلى التجربة الثقافية فيها .أما التفاصيل التي كشف عنها د . يانج فتعلق جزء منها بتاريخية العلاقة بين كوريا والعرب، وقال إن هذه العلاقة تعود إلى القرن التاسع الميلادي، وذلك في عصر مملكة شيلا والمثير في الأمر أن العرب كانوا سباقين في التعرف إلى كوريا، لدرجة أنهم تعرفوا إليها قبل تعرف الغرب نفسه إلى كوريا بعدة قرون .ومن المعلومات التي ذكرها د . يانج أن أول خريطة تم رسمها لكوريا كانت للإدريسي رسم العالم العربي الشهير الإدريسي خريطة لكوريا مكونة من خمس جزر، ويقال إنها أول خريطة يتم رسمها في العالم تظهر في الجزر الكورية، حتى أن تسمية كوريا تعود للتجار العرب أنفسهم الذين أطلقوا عليها هذا الاسم في القرن الثالث عشر الميلادي .ورأى المحاضر أن العرب اليوم لا يعرفون الكثير عن الثقافة الكورية، وأكثر ما يعرفونه هو أنها بلد منتج للتكنولوجيا الحديثة، لكنهم لا يعرفون كتّابها، وإصداراتها الأدبية، وفنونها المتنوعة، وتفاعل الشعب الكوري مع مختلف الأشكال الإبداعية والجمالية، واعتبر أن هذا النقص يجب أن يتم تلافيه، وقال: إن العلاقات الاقتصادية بين كوريا والعرب بلغت حجماً كبيراً في التبادل التجاري، لكن الاقتصاد وحده غير قادر على تمتين العلاقة بين الشعوب، وما يمتنها هي الثقافة والمعرفة .وفي السياق ذاته رأى د . يانج أن الأعوام الأخيرة شهدت مبادرات عديدة لمد جسور التواصل بين العرب وكوريا، ومنها تأسيس التجمع الكوري العربي في عام 2008 تحت اسم الجمعية الكورية العربية وقال: إن هذه الجمعية تأسست من الحكومة الكورية وحكومات 22 دولة عربية، وهي تدعم حركة التبادل الثقافي بين المنطقتين الكورية والعربية من خلال التعاون بين المؤسسات والمراكز الثقافية المعنية بهذا الشأن، ومن بين المشروعات التي تبنتها هذه الجمعية مهرجان الثقافة العربية الذي يقدم الثقافة العربية إلى الكوريين، كما تتضمن أنشطة الجمعية دعوة الكتّاب العرب المشهورين لزيارة كوريا .من جهة أخرى رأى د . يونج أن زيادة الاهتمام بمعرفة لغة الآخر من قبل الكوريين والعرب من شأنه أن يسهم بشكل مهم في التفاعل الثقافي بينهما . وقال: إن الكثير من الشبان العرب يقبلون اليوم على تعلم اللغة الكورية، والعكس صحيح هناك خمس جامعات كورية على الأقل تقوم بتدريس اللغة العربية ضمن مناهجها، وقد امتد هذا الاهتمام إلى المستويات الدراسية الأقل . يذكر أن د . يانج ألقى محاضرته باللغة العربية التي يتقنها بشكل جيد، فهو حائز درجة الدكتوراه في اللغة العربية في جامعة الأزهر في القاهرة .
Culture
تنظم الجمعية العمانية للفنون التشكيلية في العاشر من الشهر الجاري مسابقة بعنوان قابوس عمان، والتي تأتي بالشراكة مع بنك مسقط، لرسم لوحة فنية للسلطان قابوس بن سعيد، وذلك تزامنا مع احتفالات السلطنة بعيدها التاسع والثلاثين.وستكون المسابقة التي تستمر سبعة أيام مفتوحة لكافة الفنانين المختصين بفنون الرسم، حيث سيقفل باب التسجيل الأحد المقبل، وذلك بمقر الجمعية في مسقط وصلالة أو من خلال الموقع الالكتروني الخاص بالمسابقة، حيث تم إعداد مرسم خاص من اجل قيام الفنانين برسم اللوحات مباشرة داخله.
Culture
القاهرة - الخليج:يظل اسم الشاعر المصري حسن طلب أحد أهم الأسماء الشعرية في جيل السبعينات، وأكثرهم ارتباطاً بالتراث العربي، واستفادة منه في قصيدته، سواء على مستوى اللغة أو التشكيل، كما أنه يختلف عنهم في أنه خاض تجربة العمل في مجلة تصدرها المؤسسة الثقافية الرسمية (إبداع) ويتفق معهم في إصدار مطبوعة ثقافية مستقلة (إضاءة 77) حيث كان أحد أعضاء تحرير المجلة، التي صدرت مع إغلاق منافذ النشر الرسمية، وتوقفت مع انفتاح المؤسسة الثقافية على التجارب الطليعية لهذا الجيل .في هذا الحوار نتوقف مع "حسن طلب" أمام تجربتيه في إصدار مجلتين تعنيان بالشأن الثقافي . أصدرت مع مجموعة من أبناء جيل السبعينات مجلة "إضاءة 77" ما الذي تبقى من هذه التجربة؟ تبقى منها الدرس الذي يمكن أن تقدمه، وهو أن الجماعة لابد أن تكون لها أهداف واضحة، ففكرة أن تنشيء مجلة طليعية تقاوم المجلات الرسمية، وتكون منبراً خاصاً يستعيض به الشعراء عن المنابر التي تمنح الشهرة، فهذه تضحية كبرى، وهناك عبرة النهاية عندما تحس بأن المجلة أدت الغرض منها فتستطيع أن تتخذ قرارا بالتوقف، وعلى الشعراء أن يتحرروا من عقدة "إضاءة" وإلا سيظلون في طور المراهقة الشعرية، فعقدة "إضاءة" لها جوانب متعددة منها ما هو سلبي يتمثل في العودة إلى الماضي ونبش الحقائق والتاريخ، الذي تجاوزته الأحداث والواقع الشعري، وإطالة عمرها لا يضيف كثيرا إلى تاريخها، هي أفادت بعض الناس ومنحتهم قيمة إضافية . وكيف تفسر المحاولات التي سعت لإحياء المجلة بعد سنوات من توقفها؟ هم حاولوا إحياء الفكرة، وكنت أرفض ذلك منذ البداية، فوجهة نظري أن المجلة ستظل تبحث عن المرحلي، وتنسى أن هناك مرحلة في عمر الشاعر لا بد أن يلتفت فيها إلى ما يميزه، فالشعراء ليسوا مجرد رؤوس في قطيع، وكل الجماعات التي نشأت في الغرب استمرت لفترة محدودة، وجاءت على أفرادها مرحلة كانوا يبحثون فيها عن خصوصيتهم، وأنا أؤكد أن إعادة إصدار "إضاءة" كان يعود إلى سبب نفسي خالص، فهي تعبر عن فترة عزيزة من حياة أصحابها، وأصبح صعبا عليهم أن يتركوها . ما الذي دفعكم في الأساس لإصدار المجلة؟ بدأت حقبة السبعينات من القرن الماضي بإغلاق المجلات الثقافية الشهيرة آنذاك، وأهمها "الفكر المعاصر" و"المجلة" وبدا في الأفق أن هناك جواً معادياً للثقافة الجادة والمثقفين المستقلين، هذا المناخ جعلنا نفكر في مواجهته، وكنت قد أنهيت خدمتي العسكرية، وكانت تربطني صداقة بشعراء أصغر مني سنا، لكنهم كانوا ينتمون إلى الهموم نفسها التي أعيشها، ومن أهمهم علي قنديل وحلمي سالم، بدأنا نفكر فيما يمكن أن نفعله بعد تصفية المجلات الجادة، وكان الشاعر علي قنديل من المتحمسين لفكرة إصدار مجلة، مضى عامان ورحل قنديل في صيف 1975 فلم يشهد تحقق الفكرة، وبرحيله اقترح حلمي سالم أن نبدأ التنفيذ، كان ما يجمعنا هو الاتفاق على الشعر المغاير، الذي نثق في أن المنابر القائمة لا يمكن أن تنشره، واستمرت "إضاءة" تدار بأسلوب مرن، وتضم إليها كل من يحس بالتلاقي مع الأهداف التي تتبناها، كنا نبحث عن شيء يجمعنا ولا نفكر فيما يفرق بيننا، كانت هناك أوجه اختلاف في منهج الكتابة، فالشعر في النهاية عمل فردي . كنت نائباً لرئيس تحرير مجلة "إبداع" حتى وقت قريب هل كنت ترضي ذوقك الخاص فيما تنشر؟ لا بد أن أضع فرضية معينة مؤداها أن هناك طرائق عديدة للكتابة، والمهم أن تكون مخلصة للشعر نفسه، أنا لا أهتم بأن تكون هذه القصيدة تفعيلية أم نثراً، ولكن هل هي شعر أم لا؟، كثير من قصيدة النثر شعر تافه، وكذلك التفعيلة، أنت تختار ما تحس أنه ينتمي إلى الشعر، حتى لو كنت لا تكتب بهذه الطريقة، أحياناً كنت تجد قصائد لا أرضى عنها، لكن تتوافر فيها الحدود الدنيا المطلوبة في نص كي ينشر .
Culture
استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، مساء أمس الأول، في مقره في المسرح الوطني الكاتب ماجد بو شليبي في أمسية حول الإحصاء والأرشفة؛ والسياسات الثقافية في الإمارات . قدم الأمسية الشاعر والفنان التشكيلي محمد المزروعي، وحضرها عدد من الكتاب والأدباء . استهل ماجد بوشليبي بتحديد نطاق الموضوع ومجاله مستعرضاً الوصف التاريخي والثقافي والجغرافي لمجتمع الإمارات بوصفه الممهد الأساس لفهم الموضوع وسياقه وقال الإمارات دولة حديثة النشأة لكنها قديمة موغلة في القدم، فرض عليها موقعها التاريخي والجغرافي أوضاعاً سياسية واقتصادية وثقافية معينة، حيث كانت ملتقى لطرق التجارة، ومعبراً للعديد من القوى الأجنبية، برتغالية، فرنسية، بريطانية، حملت معها ثقافة أثرت في المجتمع الإماراتي، كما تتمتع الدولة الحديثة بمستويات عالية من التشريع، وبنى اقتصادية منفتحة ومتطورة، وتعليم متنوع شكل مصدراً للفعل الثقافي في الإمارات، وأحد أهم المتغيرات المرتبطة بالسياسة الثقافية .وأشار بو شليبي إلى أن هذه العناصر التوصيفية لدولة الإمارات حتمت وجود قضايا معينة تتعلق بالثقافة المحلية من أجل توفير حماية الموروث الثقافي والقيمة الثقافية للمدن . واستحضر بو شليبي جملة من التساؤلات المهمة التي سعى من خلالها إلى مقاربة الموضوع المطروح، ومناقشة مختلف أبعاده وما يتفرع عنها من أسئلة من بينها ما السياسات الثقافية في الإمارات؟، وما توصيفات العمل الثقافي في الإمارات؟، وكيف يعنى بالهوية الثقافية والتراث الثقافي؟ وما سياسات تكوين الثقافة وآليات صناعة الإبداع؟ ورأى بو شليبي أن من أبرز مواصفات العمل الثقافي في الإمارات أنه يملك حزمة من المخططات المعلنة والرؤى والاستراتيجيات التي تسعى إلى الرقي بالثقافة في الدولة،كما تحيل إلى تلك الأهداف التي تم تسطيرها على موقع وزارة الثقافة وهي، دعم الأنشطة الثقافية ورفع مستوى الوعي بالثقافة الإماراتية، والمحافظة على الهوية الوطنية وتعزيز مقوماتها، والارتقاء بالحركة الفنية والحفاظ على التراث الإماراتي غير المادي، وتعزيز التكامل والتنسيق مع القطاعين العام والخاص وبناء شراكات فعالة، وتنمية الموارد البشرية وتطوير الأداء المؤسسي وفقاً لأفضل الممارسات العالمية المطبقة، لكن كيفية تطبيق تلك الأهداف، وآلياتها ليست واضحة تماماً .وعاد بوشليبي إلى تعريف السياسة الثقافية معتبراً إياها مكوناً من مكونات السياسيات الاجتماعية التي تستخدم وسائل معينة في سبيل تطوير التنمية، مشيراً إلى أنه خلال السنوات الأخيرة برز تحول إلى الاهتمام بالمعرفة والصناعات المبدعة كمحفز للابداع والتنمية، واتسع نطاق التحفيز إلى مناطق لم تكن مشمولة من قبل كالتنمية الحضرية التي دخلت في نطاق السياسة الحكومية، وكذا الملكية الفكرية . وأوضح أن السياسة الثقافية أصبحت مكوناً مهماً في السياسات الحكومية، وذات تمدد وشمول وحضور في كل مناحي الحياة، وبعداً كبيراً جداً في الحراك الدبلوماسي، كما غدت القطاعات الثقافية والفنية تتقاطع مع السياسات الحكومية في التعليم، والصحة والخدمات الاجتماعية مما يشي باختلاف مفهوم الثقافة التي لم تعد ذات قيمة بحتة بقدر ما أصبحت تحيل إلى أرقام ومؤشرات، وهي مناط التحليل الاقتصادي والدخل القومي . وأعتبر أن التقنيات الحديثة أسهمت في خلق ثقافة استهلاكية، واستحضرت معاني كانت غائبة عن الساحة الثقافية، وأدخلت مفاهيم جديدة في الممارسة الثقافية كالكتاب الإلكتروني والنشر الإلكتروني . وأكد بوشليبي الحاجة إلى تحليل السياسة الثقافية التي أصبحت تؤثر وتغير، وتسمح ببروز قيم معينة في المجتمع، كما عززت ارتباط العمل الثقافي بتغيير أنماط الحياة، وأدخلت مفاهيم جديدة من بينها فرض رسوم جمركية على الفنون، وزادت عدد المؤسسات والهيئات التي تعنى بالفنون والثقافة والتراث على عكس ما كانت في السابق تعتمد على مؤسسة واحدة، وأضافت صفة المكان إلى الثقافة، وروجت للعمل الاقتصادي على أساس أنه عمل ثقافي من خلال المعارض، وأدخلت مفهوم الاستثمار الثقافي من خلال ربطه بمعالم وأماكن سياحية، ثم برنامج تحديد العواصم الثقافية . وختم بو شليبي بالقول إن ثمة إشكالاً في التمييز الآن بين ما هو ثقافي وغير ثقافي وما هو إبداعي وغير وإبداعي، والمعايير التي ينبغي على أساس منها تمييز العاملين في حقل الثقافة والفن وتصنيفهم، والضوابط التي من خلاله يمكن الحكم على حصن أو مبنى أنه ذو قيمة ثقافية، مشيراً في السياق نفسه إلى غياب الإحصاء الثقافي في الإمارات، فكل ما هنالك لا يعدو كونه تعداداً ثقافياً مجرداً من صفة الإحصاء الشامل، وهو معد من طرف مؤسسات ثقافية وبمثابة أرشيف للثقافة لا إحصاء للعمل الثقافي .
Culture
تنطلق مساء اليوم فعاليات الحفل الختامي لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية وتوزع الجوائز على الفائزين في الدورة الثالثة عشرة وهم: محمد إبراهيم أبو سنة، ونزيه أبو عفش في حقل الشعر، ومحمد عز الدين التازي في حقل القصة والرواية والمسرحية، وأحمد عتمان في حقل الدراسات الأدبية والنقد، والسيد يسين السيد في حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية، إضافة إلى مؤسسة دار الخليج للصحافة والنشر في حقل جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي . وتشتمل فعاليات يوم غد على معرض صور بورتريهات الفائزين التي ستعرض في قاعة العرض العملاقة في المؤسسة إلى جانب الفائزين بالدورات الماضية، وستلقى في الحفل كلمات الأمانة العامة للجائزة وكلمة الفائزين وبيان لجنة التحكيم، ومن ثم ستوزع الشهادات التقديرية والميداليات الذهبية على فرسان الدورة الجديدة، وعلى هامش الفعاليات ستعرض مجموعة إصدارات المؤسسة خلال ربع قرن إضافة إلى كتاب الفائزين بالدورة الحالية .ويقام حفل غنائي كبير تحييه الفنانة البحرينية نجمة عبدالله وقد وقع الاختيار على الفنانة نجمة نظراً لما تمثله من أصالة فنية عبر أدائها لأغنيات أم كلثوم .
Culture
كتاب محمود درويش التوثيقي والذي يحيط بزيارات الشاعر الراحل إلى الإمارات، ومن المتوقع أن يصدر في مارس/آذار المقبل يعتبر لفتة وفاء كريمة ونبيلة من وطن عربي إلى شاعر عربي.ولدت فكرة الكتاب في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات وعنه سيصدر بعد برنامج عمل يستغرق الفترة المقبلة التي رأتها اللجنة المكلفة بمتابعة مشروع الكتاب من جمع لمادته وتصنيفها وتحريرها إلى مرحلة الصدور بشكل يليق بقامة شاعر كانت أكثر أمسياته قد أقيمت في الإمارات.. البلد الذي يكرّمه اليوم ويكرّم ذاكرته بهذا الإصدار الذي يوثق بالصوت والكلمة والصورة لحضور درويش في الإمارات منذ العام 1974 وحتى العام 2007.في أبوظبي قرأ محمود درويش قبل أكثر من 35 عاماً أولى أمسياته في سينما دورادو وسط جمهور كان يتلقف صوت شاعر المقاومة بإعجاب ودهشة تجاه شاعر حوّل اسم فلسطين إلى اسم كوني علني أكثر مما كان يمكن للسياسة أن تبلغه وهي تتعثر في مسارات هذه القضية الملتهبة حتى اليوم.وفي أبوظبي أيضاً قرأ درويش في مناسبات أخرى في المجمع الثقافي بعد خروجه من بيروت وهو يحمل مديح الظل العالي إلى جمهوره العربي في الإمارات.في دبي أيضاً قرأ محمود درويش أكثر من مرة وسط جمهور عربي يؤشر على جماهيرية هذا الشاعر الذي عرف أكثر من مرحلة شعرية في لغته وفي أساليبه وتداعيات قصيدته، فهو من الصوت المباشر في سجّل أنا عربي إلى الصوت الغنائي في محاولة رقم 7.. إلى الصوت التأملي في فكرة الموت والحياة تحديداً في قصائده الأخيرة الجدارية. أقول قرأ درويش لجمهوره في الإمارات وفي غير الإمارات عبر هذه الأصوات، وكان يصغي إليه الرجل والمرأة، الكهل والشاب، الصبي والصبية، وكأن شعره له قدرة استقبال كل الأجيال.. شعر الطفولة كما هو شعر الحكمة، وشعر الشهادة كما هو شعر الحياة.زار درويش الشارقة، وحضوره كان بهياً أينما قرأ وحيثما استقبله شعراء الإمارات والشعراء العرب المقيمون في الإمارات، وكان دائماً موضع الحفاوة من الإعلام الإماراتي.أما دائرة الثقافة والإعلام في عجمان فقد نظّمت احتفالية ثقافية فنية كبرى بمناسبة مرور عام على رحيله في العاصمة الأردنية عمان وعرضت خلال الاحتفالية فيلم هوية الروح حول درويش نفسه باللغتين العربية والإنجليزية، وكان لافتاً ومشرفاً الحضور الجماهيري النوعي خلال هذه الاحتفالية في الأردن التي تأتي من الإمارات.لقي درويش في الإمارات عدداً من التكريمات خلال حياته، وعندما غاب عن هذه الفانية كانت طائرة إماراتية هي التي حملت جثمانه من الولايات المتحدة الأمريكية إلى العاصمة الأردنية عمّان لينقل بعد ذلك إلى رام الله.كل هذه المسيرة وكل هذا الحضور لشاعر فلسطين الأول في الإمارات سيتم تدوينها في كتاب هو تحية وفاء من الإمارات إلى محمود درويش الحاضر أبداً في الذاكرة والحي في الوجدان العربي بشعره الجمالي الإنساني.شكراً للشاعر الحاضر في الغياب.شكراً للإمارات التي ترسل بوفائها إلى شاعر الحضور.
Culture
شهد افتتاح مهرجان الخليج السينمائي في دورته الاولى امس الاول حضورا فاعلاً واهتماماً متعاظماً من كافة الفعاليات السينمائية الخليجية والعالمية، خصوصا المخرجين والسينمائين المخضرمين الذين وصفوه بانه بداية الانطلاقة للسينما الخليجية.تقول الفنانة البحرينية سعاد علي بطلة فيلم الافتتاح أربع بنات: المهرجان حلم خليجي طال انتظاره وتحقق بأرض الاحلام دبي، ووصفت المهرجان بأنه لوحة ابداعية يزهو بها الكل خصوصا الشباب الطامح لصقل مواهبه والباحث عن بوابة ودور تشاهد عبرها أعماله، وهي فرص يندر الحصول عليها في هذا الزمان فالتحية لدبي على هذا الابداع والاحتفائية السينمائية ونشكر ادارة المهرجان على الثقة الغالية والفرصة الكريمة بمنح السينما البحرينية وفيلم أربع بنات شرف الظهور في العرض الافتتاحي للمهرجان في دورته الاولى.ويشير محمد الكندي مخرج سينمائي عماني الى أهمية المهرجان لصناع السينما الخليجية وهو هدف لكل من يريد التميز ومواصلة الانتاج السينمائي برؤى وافكار متجددة وهولاء وجدوا ضالتهم في فعاليات المهرجان الناجحة، وهو يتيح الفرصة أمام السينمائيين الخليجيين للتلاقي وتبادل الخبرات والمنافع مؤكداً مشاركة السينما العمانية وبكثافة في الدورات المقبلة وسنكون مساندين وداعمين لهذه الخطوة الشجاعة والناجحة المتميزة.ويقول الدكتور عمار هادي العرادي أمين عام منظمة سينمائيون عراقيون بلا حدود المستقلة ورئيس مهرجان بغداد السينمائي الدولي ان مهرجان الخليج السينمائي فكرة طال انتظارها لكنها نفذت بحرفية واتقان وتميز من قبل دبي وهو فرصة للسينمائين الشباب في التلاقي مع خبرات مختلفة والاستفادة منها في تطوير قدراتهم وصولا لأرفع مراحل التميز والمهرجان ليس لعرض الافلام فقط بل أيضا يمكن ان يكون برلمانا سينمائياً يقود المنطقة الى العالمية عبر حوارات سينمائية جادة لأن تلاقح الخبرات والافكار من شأنه ان يولد أفكاراً متميزة وأفلاماً مبهرة ورؤي اخراجية وحرفية عالية وهي من اهم مزايا المهرجانات والمشاركة فيها.ويؤكد السينمائي الاماراتي ناصر اليعقوبي مخرج فيلم شيخ الجبل أهمية المهرجانات في صقل المواهب واكتساب الخبرات والتواصل مابين السينمائيين فضلا عن انها إطلالة جماهيرية غير تقليدية للافلام الجديدة خصوصا للشباب الذي كان يبحث عن متنفس ابداعي، مشيرا الى بعض التجارب والمشاركات الاماراتية الناجحة في مهر جان دبي السينمائي وهي مشاركات محدودة قياساً بالمشاركات في هذا المهرجان الذي أتاح الفرصة أمام جميع الافلام من وثائقية وقصيرة وروائية طويلة، وذات الامر ينطبق على شباب بقية دول مجلس التعاون الذي كان يبحث عن هذا المتنفس الابداعي. ويتوقع نجاحا كبيرا وابهارا لهذه الدورة التي كانت بدايتها أروع ما يكون وحفل الافتتاح رغم بساطته فهو قمة في الاناقة ازدان بمشاركة الاشقاء وابداعاتهم وتسابقهم نحو اعلى مرافئ التميز.ويقول السعودي محمد علي الباشا مخرج فيلم عصافير الفردوس ان المهرجان حلم لا يصدق انه تحقق لان المنطقة كانت في حاجة حقيقية لمثل هذا الوعاء الجامع لابداعات السينمائيين، ووضح تماما نجاح المهرجان وتميزه من الانطلاقة القوية وحفل الافتتاح المبهر والتجاوب الكبير الذي وجده من كافة الفعاليات المشاركة وضيوف المهرجان فالكل كان مشدوها بالحلم الذي تحقق. وأعرب عن سعادة السينمائيين السعوديين بالمشاركة في هذا المحفل المتميز مشيرا الى أن المشاركات خارج المملكة هي شعار ونهج انتهجوه لأجل الارتقاء بصناعة السينما السعودية وتطويرها وصولا للعالمية وتعددت المشاركات مابين الخليجية العربية والعالمية.وذات الأمر يؤكده ممدوح سالم مخرج فيلم مهمة طفل أن المهرجانات هي البوابة نحو العالمية والتميز السينمائي والركون للمحلية وعدم الانفتاح على تجارب الاخرين مضر بالعمل السينمائي فالافلام انتجت لتشاهد وان لم تشاهد ستموت ولا قيمة لها وهي حبيسة الادراج لذلك يعتبر مهرجان الخليج املاً احيا افلام كثير من المخرجين والمنتجين الشباب الذين انتظروا هذه الفرصة طويلاً للاطلالة على المشاهد ليكون المقيم الحقيقي لأعمالهم.ويشير موسى الثنيان مخرج فيلم بقايا طعام الى ان ادارة المهرجان حرصت على اتاحة الفرصة لأكبر قدر من المشاركات خصوصا لفئة الشباب بتخصيص فرصة للمشاركة خارج المسابقة وهو سعيد بالمشاركة رغم انه خارج المسابقة لاكتساب الخبرات والمعارف وهو الهدف من تنظيم مثل هذه المهرجانات.
Culture
أصبحت أيام الشارقة المسرحية أحد أكبر المنصات العربية التي تعنى بأبي الفنون، وحدثاً ثقافياً لا يمكن تجاوزه في خريطة الفعل الثقافي العربي، وذلك لتفرده بخصائص جعلته مركزاً لإنتاج الفكر والفعل المسرحيين.تأتي قيمة الأيام الكبرى من تواصلها على امتداد ثمانية وعشرين عاما، منذ الانطلاقة سنة 1985، وهذا الحضور المتواصل أكسبها الخبرات والإمكانيات الكبيرة لأن تؤثر في الفعل المسرحي، وخاصة في ظل رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. الاستمرارية هي النقطة الأهم التي تحسب للأيام، وخصوصا في ظل تذبذب الحركة المسرحية في كثير من البلدان العربية، جراء ضعف الدعم والاهتمام، أو بسب الأوضاع والظروف السياسية التي تشهدها دولنا العربية. كذلك فإن الأيام ليست مجرد حدث عابر، أو كرنفال لتوزيع الجوائز، خاصة أن إدارة المهرجان وضعت معايير قوية في اختيار العروض، ورؤى نقدية مهنية مختلفة في اختيار الأعمال الفائزة، إضافة إلى البرامج المصاحبة والتي تستهدف تطوير العمل المسرحي الإماراتي والعربي.ظل المهرجان مهموما بفكرة تطوير المسرح، عبر الوصول لأفكار جديدة غير مطروقة، وكذلك عبر التواصل بين المسرحيين العرب، ما ينتج نقاشات تقود لرؤى مختلفة في كل عام تسهم في تطور المسرح العربي، وهذا لم يتأت من فراغ بل من خلال مجهودات جبارة انعكست على أرض الواقع، لتنتج تطورا كبيرا على مستوى العروض.ظل المهرجان يحفل بالكثير من البرامج التي تحمل رؤية تستهدف المستقبل، ومن أهمها «ملتقى الشارقة لأوائل المسرح العربي»، الذي يستضيف الأوائل في المعاهد المسرحية العربية، حيث يلتقون في محاضرات وورش تدريبية في التمثيل والنقد والإخراج والسينوغرافيا والكتابة، مع كبار أساتذة المسرح في العالم العربي، وهذا يسهم في خلق أجيال تعي رسالة المسرح العربي، في بحثه عن خصوصيته وتفرده وطريقه المختلف، فالأفكار التي يطرحها المهرجان تستهدف بالفعل مسرحاً له طريقه الخاص، من خلال البحث داخل مكوناته وتراثه العربي.يتفرد المهرجان هذا العام من خلال العرض المسرحي «كتاب الله: الصراع بين النور والظلام»، من تأليف صاحب السمو حاكم الشارقة، وإخراج الفنان السوري جهاد سعد، وهو عرض يؤكد الدعم الكبير الذي يقدمه سموه للمسرح العربي ليس فقط على الصعيد المادي، وإنما أيضا من خلال المشاركة بكتابة وتأليف نصوص مسرحية متميزة حاملة لرؤية عميقة للواقع والمستقبل، ومقدمة رسالة للأمة، تحض على الحرص والانتباه، خاصة في ظل كل هذه الظروف التي تحيط وتتربص بالعالم العربي والإسلامي.تأتي نسخة هذا العام من المهرجان لتعكس مدى تطوره من جانب، والرغبة الكبيرة في تقديم الجديد والمختلف من جانب آخر، والعناية الكبيرة في اختيار الأعمال المشاركة، إضافة إلى استضافة عروض عربية ومحلية متميزة تركت أثرا طيبا خلال عرضها في المهرجانات المختلفة، مثل العرض المغربي «صولو»، الفائز بجائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي، في الدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي، كذلك مشاركة عرضين من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة في دورته الأخيرة وهما «الذاكرة والخوف» عن نص «الملك لير» و«العميان».للجانب الفكري نصيب كبير من الأيام التي شهدت بحوثا ودراسات نقدية تناولت كل جوانب المسرح العربي، بدءا بالهموم والإشكالات وانتهاء ببحث سبل التطوير والوصول إلى قاعدة جماهيرية عريضة تؤثر وتتأثر بهذا الفن العريق. وقد رصد الباحثون في الملتقى الفكري على امتداد الدورات السابقة السمات الرئيسية التي تخص المسرح العربي، وكل ما يدور في فلك الخشبة وروادها.وبين أبرز ما ناقشته الأيام مسبقا، ظاهرة المهرجانات المسرحية في الوطن العربي، وحضورها وتأثيرها، وواقعها اليوم بعد مرور ما يقارب خمسة عقود على انطلاقتها، حيث يمكن تصنيفها بشكل عام، إلى مهرجانات تحمل صفة الاستقرار لسنوات طويلة، بحيث لم تتأثر بمجموع العوامل الاقتصادية والسياسية في الوطن العربي، ومهرجانات متعثرة وغير منتظمة بحيث تتوقف حيناً وتعود، تبعاً للظروف المحيطة، وبعد أن تتعامل مع المعوقات التي تسببت في توقفها، وأخيراً مهرجانات تظهر لدورة واحدة أو دورتين ثم تختفي تماماً، لأن استمرارها غالباً ما يكون مرهوناً بالدعم الحكومي أو الخاص.وما يهم في ذلك كله هو ضرورة المكاشفة الصريحة وطرح مجموعة الحلول التي تسهم في إنعاش المهرجانات وتقدمها، بدءاً بإيجاد الفنانين والنقاد المسرحيين الذين يمتلكون الرؤى البصرية الحقيقية، والعقل والأدوات النقدية التي تستطيع أن تؤشر إلى الأخطاء وترسم مستقبل المسرح، وتقبل ظاهرة التجريب والحداثة، وعدم النفور منها لأن التجريب هو محرك الخيال والدافع نحو عوالم لم تكتشف بعد، إضافة إلى دعوة الأساتذة المختصين للكتابة عن العروض وعدم الاكتفاء بالمقالات والتغطيات الصحفية العابرة والسريعة التي تناقش سطح الظاهرة ولا تحللها بعمق.من هنا، يسعنا القول دون تردد أن الأيام قدمت للمسرح العربي الكثير، وأضافت إليه من موردها ونبعها ورؤيتها الخاصة، وهي بلا ريب سوف تستمر بهذه العطاءات الكبيرة إلى جانب نظيراتها العربية حتى تترسخ قيمة أبو الفنون وتأثيره في المجتمع والثقافة والفن والحياة.المحرر الثقافي
Culture
تتابع إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة تنظيم عدد من الدورات التي استؤنفت في منتصف شهر يناير/كانون الأول الجاري، وتستمر حتى السابع من فبراير المقبل في قصر الثقافة والمراكز التابعة للإدارة في المنطقة الشرقية .وعقدت دورة نظرية تحت عنوان السينوغرافيا يومي الأحد والاثنين بقصر الثقافة، أشرفت عليها د . وهيبة اليهمة . وانطلقت أمس ورشة عمل في السينوغرافيا، أشرف عليها محمد الغص والتي تختتم اليوم .وفي المنطقة الشرقية، اختتمت أمس دورة في الكتابة في المركز الثقافي في كلباء، أشرف عليها الرشيد بوشعيرة، على أن تتبعها محاضرة إرشادات النص المسرحي ويشرف عليها ظافر جلّود، وتنعقد اليوم محاضرة تحت عنوان الفرق بين الفكرة التربوية والفكرة الإبداعية في مركز دبا الحصن الثقافي، يشرف عليها عماد المدرك .وفي إطار الاستعداد للدورة الثالثة للمهرجان، يتابع المنشطون المسرحيون زيارة المدارس لبدء تدريب الطلبة على الأعمال المسرحية ومناقشة الأزياء والديكور والموسيقا .
Culture
يواصل المرسم الحر في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث سلسلة نشاطاته المتعددة في الرسم والتصوير الفوتوغرافي والنحت والأشغال التي تستقطب المواهب الشابة وذلك في مقره بالمسرح الوطني .وينظم المرسم دورات متخصصة في الخط العربي والتصوير الفوتوغرافي للمبتدئين المحترفين، إضافة إلى دورات الرسم في الأكليرك والرسم المائي والنحت والرسم على السيراميك، وكذلك الرسم على الحرير والرسم على الزجاج .وعقد الأسبوع الماضي وبإشراف رابطة أبوظبي الدولية للتصوير الفوتوغرافي الجلسة الثانية لمجلس المصورين بحضور عدد كبير من المصورين والمهتمين .ويعتبر المرسم الحر في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أول مرسم حر في إمارة أبوظبي يعمل على تطبيق استراتيجية طويلة المدى ليقدم الخبرات والمهارات اللازمة للمواهب الشابة في الفنون التشكيلية من خلال تنظيم برامج تعليمية متخصصة وورش عمل فنية، يشرف عليها ويقدمها مدرسون متخصصون، وفنانون محترفون مقابل رسوم رمزية، ويقدم شهادات معتمدة من وزارة التربية والتعليم . (وام)
Culture
حوار: نجاة الفارس وليد المرزوقي كاتب وإعلامي إماراتي يعشق الكتب منذ صغره، مولع بكتب التاريخ والثقافة وتجارب الأمم والشعوب، يعمل معداً ومذيعاً في قناة «سما دبي» التابعة ل»مؤسسة دبي للإعلام»، أجرى لقاءات وحوارات مع عدد كبير من رجال الأعمال، وكبار المسؤولين في الدولة، يطمح إلى إكمال دراسة الماجستير في الإعلام ليتجه إلى التدريس الجامعي، نال كتابه «نعم نستطيع» شهرة واسعة، وحقق مبيعات عالية في معارض الكتب، «الخليج» التقته وكان الحوار التالي: * كيف كانت بدايتك مع رحلة الكتابة؟- أنا عاشق للكتب منذ صغري، وأثناء فترة الدراسة ، كان أبي يوصلني إلى مكتبة الشارقة بعد عودتي من المدرسة، وكنت أقبل على كتب التاريخ بشكل كبير ونهم جداً، والحمد لله قرأت ما يقارب 500 كتاب في مختلف التخصصات، في عام 2015 مع عام القراءة راودتني فكرة تأليف كتاب، كنت متردداً في البداية؛ لكن قررت بعدها أن أدخل هذا العالم بكل ثقة، وبدأت تأليف عدة كتب؛ لكني لم أنشرها حتى عام 2017؛ حيث قررت بشكل نهائي أن أنشر كتابي الأول في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وكان بعنوان «نعم نستطيع». * ما فكرة هذا الكتاب؟ - الأعمال الكبيرة التي نراها اليوم، كانت في يوم من الأيام مجرد حلم يراود شخص ما ! منهم من حلم ببناء دولة قوية مزدهرة فكان له ما أراد، ومنهم من كان أسيراً في عمل لا يحبه فتركه وما إن التحق بعمل آخر يحبه حقق ما يعتبره الغير مستحيلاً، الكثير منهم عاني في حياته وعاش ظروفاً قاسيةً، لكنهم لم يجعلوا ماضيهم يؤثر في حاضرهم، بل ركزوا على ما يريدون من الحياة وعملوا عليه فصنعوا نجاحاً فريداً، الكتاب يجعل القارئ يركز على ما يريد ليحقق ما يحلم به.جمعت في كتابي «نعم نستطيع» 21 شخصية من الشخصيات المختلفة وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث استطاع تأسيس دولة الإمارات في زمن كان صعباً جداً لكنه استطاع في النهاية، كذلك ذكرت قصة منار الحمادي التي خلد اسمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في كتابه «تأملات في السعادة والإيجابية»، منار فقدت البصر عندما كانت صغيرة لكنها لم تستسلم للواقع فتعلمت وعملت محامية وهي الآن قاضية في المحكمة، كذلك ذكرت قصة مهاتير محمد صانع نهضة سنغافورة.* كيف تنتقي كتبك وما المجال المفضل لديك؟_ أحب قراءة التاريخ وتجارب الشعوب والتجارب الشخصية وقصص النجاح، وكذلك أنا مولع بقراءة مذكرات القادة السياسيين، وقد قرأت كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وجميع كتب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومذكرات مهاتير محمد ولي كوان يو، فقراءة المذكرات مفيدة جدا.* ماذا عن مشروعك المقبل؟ - أحب قراءة تجارب الشعوب والدول الناجحة فقد قرأت تجارب الشعب الياباني والماليزي والسنغافوري وكذلك تجربة البرازيل، ثم قلت في نفسي لم لا أكتب عن قصة الإمارات وتجربة نجاحها، فقمت بتأليف مادة سترى النور قريبا مع دار نشر معروفة.* هل لديك طقوس خاصة بك للقراءة والكتابة وما هي؟- أحب أن أقرأ في الصباح الباكر وأقوم بإعداد قهوتي الخاصة، ولدي مكتبة كبيرة في المنزل أسميها (كوفي السعادة والإيجابية) أجلس في مكتبتي دائماً وأحاول أن أعود أبنائي على أجواء المكتبة.* من مثلك الأعلى في الحياة؟ - صاحب السمو حاكم الشارقة مثلي الأعلى حيث أنه وفر لنا العشرات من المشاريع الثقافية خاصة المكتبة العامة وأنا اعتبر نفسي ابن مكتبة الشارقة فشكرا له من كل قلبي. وكذلك والدي له أثر كبير في حياتي حيث كان يشجعني على القراءة دائما. * كيف تنظر إلى المشهد الثقافي في الإمارات؟ - عندما نجد قادة الدولة يؤلفون الكتب، فلابد أن يكون شعب هذه الدولة مثقفاً، أعتز بأننا في الإمارات نعيش فترة ذهبية، فالمكتبات والكتب في كل مكان، في الهيئات الحكومية والوزارات والمستشفيات والمقاهي، وجميع أماكن خدمة العملاء، وكذلك المشاريع الثقافية الفريدة مثل مشروع ثقافة بلا حدود ومشروع مكتبة محمد بن راشد وتحدي القراءة العربي، كل ذلك يسهم بشكل كبير في إثراء الساحة الثقافية في الدولة.* ما علاقتك بالفنون الأخرى كالرسم والموسيقى والمسرح؟- أعشق الموسيقى الهادئة التي تبعث الأمل في النفوس.* ما أهم التحديات التي تواجهك ككاتب وما طموحاتك المستقبلية؟- أبرز التحدديات التي تواجهني ككاتب بشكل عام هو مواكبة العصر في الطرح، فكلما كنت على مقربة الجمهور استطعت التأثير وإيصال رسالتي بشكل فعال أكثر، كذلك أسعى بشكل عام لتسويق كتبي.
Culture
افتتح هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة في سلطنة عمان أمس فعاليات الأسبوع الثقافي العماني في برلين، الذي تنظمه وزارة التراث والثقافة بالتعاون مع سفارة السلطنة في جمهورية ألمانيا الاتحادية، ويقام بمركز برلين للفنون، ويستمر حتى الأول من شهر يوليو/ تموز، حيث حضر الافتتاح كونتر كلوس وزير الدولة للشؤون الخارجية الألماني.يهدف الأسبوع إلى تعريف الجمهور الألماني والزائر لألمانيا بما وصلت إليه السلطنة من تطور في مختلف المجالات، وما تتمتع به من مقومات سياحية واقتصادية وإرث تاريخي وحضاري، ويشتمل على العديد من الفعاليات والمناشط الثقافية.ويشمل الاسبوع الثقافي العماني ندوة ثقافية حول العلاقات الثقافية والعلمية بين السلطنة وألمانيا التي يشرف عليها ويديرها البروفيسور الفريد شولتس مدير الجامعة العمانية الألمانية، وتقام في جامعة برلين الحرة وتضم جلستي عمل يحاضر فيها عدد من المتخصصين العمانيين والألمان، الأولى حول العلاقات الثقافية، ويتم خلالها تقديم ورقتي عمل، إحداهما للدكتور محمد بن علي البلوشي من جامعة السلطان قابوس بعنوان تاريخ إدارة التراث الأثري في عمان والأخرى بعنوان مساهمة العلوم الألمانية لكشف الثروة الثقافية للسلطنة للبروفيسور ميشائيل يانزن من جامعة اخن والمشرف على الجامعة التقنية العمانية الألمانية في مسقط، أما الثانية فتركز حول العلاقات العلمية يمثل الجانب العماني فيها الدكتور هلال بن سعيد الحجري من جامعة السلطان قابوس حيث يقدم ورقة بعنوان الرحالة الألمان في عمان، فيما يقدم البروفيسور هاينتس جاوبه من جامعة توبنجن ورقة بعنوان البحث العلمي الألماني في عمان مثال على التعاون العلمي.انتخبت سلطنة عمان لعضوية اللجنة الحكومية الدولية لحماية وصون التراث الثقافي غير المادي لمدة أربع سنوات، إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك خلال مشاركتها في اجتماعات الدورة الثانية للجمعية العامة للدول الأعضاء لاتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو، والتي عقدت خلال الفترة من السادس عشر وحتى التاسع عشر من الشهر الجاري. وتمثل عضوية السلطنة في اللجنة مكسبا مهما وتعبيرا صادقا عن قناعة المجتمع الدولي بالدور الذي تضطلع به السلطنة في المحافظة على الموروث الثقافي غير المادي والأهمية التي توليها لتوثيق هذا التراث لضمان نقله للأجيال القادمة، حيث يعد التراث الثقافي غير المادي من الممارسات وأشكال التعبير والمعرفة والمهارات وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية تعتبرها الجماعات والمجموعات والأفراد جزءا من تراثها الثقافي بما يتفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها، مما ينمي لديها الإحساس بهويتها والشعور باستمرارها ويعزز من احترام التنوع الثقافي والقدرة الإبداعية البشرية.وتعتبر السلطنة من أوائل الدول في العالم التي سنت التشريعات والقوانين لحماية التراث المادي منه وغير المادي، وتأتي في مقدمة الدول المنضمة إلى الاتفاقية العالمية لحماية وصون التراث الثقافي العالمي غير المادي، والتي صادقت عليها في عام ،2005 وفي العام الماضي تم إيداع الاتفاقية بمنظمة اليونسكو.من جانب آخر تقدم دائرة التراث والثقافة في المنطقة الشرقية من سلطنة عمان مطلع الشهر المقبل مسرحية أريد ان أقتل للكاتب المسرحي توفيق الحكيم، وقال محمد بن سعيد الحتروشي مخرج العرض ان المسرحية تدور حول اربع شخصيات تعالج قضايا اجتماعية تلامس الواقع الحالي في ظل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والعولمة وهي ايضا عبارة عن مسرحية واقعية من خلال رصد العلاقات الزوجية القائمة على المجاملات في الحب والتي يجب ان تكون في الأساس والأصل علاقة متينة. ولكن الكاتب جسدها من خلال الحوار علاقة ضعيفة، مضيفاً ان المشاركين في المسرحية ركزوا على التعامل بروح الفريق، والاهتمام بديكور المسرحية والصوتيات والاضاءة، حيث يتوافق مع الحقيقة والزمن بإضافة الى الاهتمام بالاكسسوارات المتناثرة على أرضية المسرح والتي تعبر عن الجو العام للمسرحية، مؤكداً سعي الوزارة لتأسيس صورة متكاملة للصورة الثقافية الحاضرة في السلطنة.
Culture
قررت هذا الصيف، وباختلاف كبير عن كل صيف سواه، تفريغ نفسي لحضور بعض المسرحيات التي تعرضها جمعية المسرحيين خلال الموسم الصيفي، واضعة في عين الاعتبار، اصطحاب أبنائي وأكبرهم في العاشرة، في محاولة غير مضمونة لتعويدهم على حضور المسرح، خصوصا وأن حضور السينما بالنسبة إليهم يعني أكثر من حضور أي عمل فني آخر، ولا مجال هنا للمنافسة، كما هو الاعتقاد السائد. وكان همي الأساسي جذب انتباه الصغار لما يعنيه المسرح بالنسبة لي بين الفنون، وبأن الطريقة التي تؤدى بها العروض، تختلف عن طريقة العروض السينمائية الصاخبة واللقطات العجيبة التي تثير دهشة الطفل وتشده للمتابعة بدون كلل، كما أن تواجد الممثل أمام الجمهور، له ميزة خاصة ومتعة الخروج عن النص، هي الميزة الأكبر التي تربط المتفرج بالعمل المسرحي بصورة غير مباشرة.وعلى الرغم من رغبتي في متابعة العروض بهدوء كامل، إلا أنني لم أمانع مقاطعاتهم وأسئلتهم المطروحة خلال العروض، وكأنما أعجبتني فكرة درس عملي مباشر، بدون الحاجة للاتكال على المدرسة والمعلمين خلال العام الدراسي. لم أتوقع بعد نجاحي المبهر، وعلى خلاف توقعاتي، أن أتمكن من اصطحابهم لحضور كافة العروض المسرحية، بعد ترددي وخشيتي من إضجارهم دفعة واحدة، ولم أتخيل أن يأتيني أصغرهم بعد انتهاء الموسم مطالبا إياي بالذهاب لحضور مسرحية. كانت الليلة التي تلي آخر مسرحية، بمثابة بداية شعورهم بالتعلق بالمسرح، وشعوري بسعادة لا توصف، لم يكن الرأي رأيه وحده بل أتاني مشفوعا بتأييد البقية وإصرارهم على الذهاب للمسرح.كانت لحظة خيبة أملهم حينما أعلمتهم بانتهاء الموسم أجمل غبطة انتصار يستشعرها قائد معركة. فلاشك بان خوض معركة تكييف أبنائي لحضور مسرحيات وهم من عشاق السينما التي لا يتنازل احدهم عن حضورها أسبوعيا، هي معركة لا يستهان بها ولم أتوقع الفوز فيها إلا بنسبة أقل من القليل وبحضور مسرحية واحدة على الأكثر. لم تسعدني كتابة نص مسرحي كما أسعدني أن ينجح المسرح أبو الفنون بتعزيز تواجده الحقيقي بين أطفالي.وأكثر ما زادني فرحا أن يأتي صغاري يطلبون مني حضور مسرحية قاموا هم بتأليفها والتدرب عليها. لم يكتفوا بإعداد الخشبة التي كانت عبارة عن فراش النوم، بل كان لكل منهم عمل مكلف به، بدءاً من إطفاء أضواء الحجرة قبل استهلال المسرحية وانتهاء بتأديتهم لتحية الجمهور بعد آخر كلمة فيها. كان دخولهم المنظم إلى الخشبة المفترضة وانسحابهم السريع المشابه لخروج أبطال المسرحيات دليلاً واقعياً على ما يمتلكه الطفل من قدرة تستوعب أكثر من حركة وأكثر من ملاحظة، يمكن أن تغيب عن الأكبر سنا أو أن تمر أمامه مرور الكرام. ولن أنسى أن المسرحية التي قدموها كانت باللغة العربية الفصحى، وكأنهم بذلك يطمئنوني على أن كونهم يتعلمون أساسيات المناهج التعليمية باللغة الانجليزية، يمكن مواجهة تحدياته بالأنشطة الأخرى التي تتقن الأسرة اختيارها وتفعيلها بين أبنائها.باسمة يونس
Culture
الشارقة: غيث خوري فازت مسرحية «مغامرات كتاب» لفرقة مسرح رأس الخيمة الوطني، بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل، وذلك في ختام فعاليات الدورة الثانية عشرة من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، حيث شهد قصر الثقافة في الشارقة، مساء أمس الأول، حفل تكريم الفائزين وتوزيع الجوائز، وقد ذهبت جائزة أفضل إخراج لعمر الملا عن مسرحية «طرزان» لفرقة المسرح الحديث في الشارقة، كما ذهبت جائزة أفضل نص مسرحي للكاتب أحمد الماجد عن نص «سارة والغراب الجاهل» لفرقة مسرح دبي الشعبي. نال الممثل خليفة ناصر جائزة أفضل ممثل دور أول، عن دوره في «سلوم والبوكيمون»، فيما ذهبت جائزة أفضل ممثلة دور أول مناصفة بين ميثاء جاسم عن دورها في مسرحية «بابا بارني»، ودلال الياسر عن دورها في مسرحية «سارة والغراب الجاهل».وفاز جوهر سعيد بجائزة أفضل ممثل دور ثانٍ عن دوره في «سلوم والبوكيمون»، وذهبت جائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ لعائشة بخيت عن دورها في مسرحية «بابا بارني»، وذهبت جائزة أفضل موسيقى ل «سارة والغراب الجاهل»، فيما نال الفنان سلطان بن دافون جائزة أفضل أزياء، ونال جائزة أفضل ماكياج جعفر سيف. أما جائزة أفضل إضاءة فذهبت للفنان محمد جمال، كما فاز بجائزة أفضل مناظر مسرحية الفنان فارس جداوي.منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة ل «ملكة الثلج» لفرقة جمعية دبا الحصن للثقافة والتراث، ومنحت لجنة تحكيم الأطفال جائزتها لأفضل عرض للمسرحية ذاتها.وتسلم الفائزون جوائزهم وسط حضور كبير، تقدمه إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح رئيس المهرجان، والدكتور حبيب غلوم مدير المهرجان، ولفيف من المسرحيين، وتم تكريم الفرق المشاركة، والهيئات الداعمة للمهرجان، وقدمت لجنة التحكيم المؤلفة من إبراهيم سالم رئيساً، وحميد سمبيج وخالد البناي وياسر سيف وفيصل الدرمكي أعضاء، تقريرها النهائي الذي أعلنت فيه عن الجوائز، وقدمت عدة ملاحظات وتوصيات.وجاء في توصيات لجنة التحكيم التي قرأها الفنان إبراهيم سالم: شاهدت اللجنة على مدى 6 أيام مسرحيات المهرجان الستّ وهي: «ملكة الثلج» لجمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح، من إعداد جمال الصقر وإخراج مبارك ماشي، ومسرحية «بابا بارني» لمسرح دبي الأهلي من تأليف عبدالله صالح وإخراج عبدالله بن لندن، ومسرحية «مغامرات كتاب» لمسرح رأس الخيمة الوطني، من تأليف حميد فارس وإخراج محمد حاجي، ومسرحية «طرزان» للمسرح الحديث بالشارقة، تأليف سلطان بن دافون وإخراج عمر الملا، ومسرحية «سارة والغراب الجاهل» لمسرح دبي الشعبي تأليف أحمد الماجد، وإخراج محمد سعيد السلطي، ومسرحية «سلوم والبوكيمون» لمسرح الفجيرة، تأليف مها حميد وإخراج صابر رجب.وأوصت اللجنة بضرورة الحفاظ على اللغة العربية وسلامة النطق، والاهتمام بتقديم أعمال مسرحية بلغة عربية صحيحة، وضرورة الوعي بتجارب مسرح الطفل، وذلك التأثير التي ستتركه في ذهنية الطفل سلباً أو إيجاباً، كما أن النقل المنسوخ والمباشر من أعمال سينمائية أو تلفزيونية يجعل العمل المسرحي في حالة إرباك، لذلك توصي اللجنة بالتعامل مع الأفكار السينمائية أو التلفزيونية بإخضاعها لآليات ومفاهيم الطرح المسرحي، وضرورة انتقاء الألفاظ السليمة من قبل العاملين في مسرح الطفل، وذلك لتوصيل الفكر السليم للطفل المتلقي، ولاحظت اللجنة أن بعض العروض قامت باستخدام التقنيات بشكل فائض عن حاجة العمل، مما أثر سلباً في بعض العروض المقدمة.أشادت اللجنة بجهود الفنانين: عبدالله صالح، محمد سعيد السلطي، عبدالله مسعود، هيفاء حسين، بدور محمد، وأشجان؛ وذلك لمشاركتهم ودعمهم العاملين في مسرح الطفل.
Culture
اختتمت مساء أمس الأول فعاليات ملتقى الأيام الثقافية الإماراتية التي نظمتها دائرة الثقافة والاعلام في امارة عجمان بالتعاون مع اتحاد كتاب المغرب في الرباط لمدة يومين وسط أجواء احتفالية بتكريم المفكر المغربي عبدالكريم غلاب، وبأمسية شعرية أحياها الشاعران الإماراتيان صالحة غابش وابراهيم محمد ابراهيم.حضر الحفل الختامي سالم علي الكعبي السكرتير الثاني في سفارة دولة الإمارات في الرباط وناصر هويدن الكتبي ممثل سفارة الدولة في الرباط، وعدد من أعضاء السفارة والسفارات العربية والاسلامية في المغرب، وابراهيم سعيد الظاهري مدير عام دائرة الاعلام والثقافة في عجمان والوفد الثقافي الاماراتي المشارك وحشد كبير من الأدباء والمفكرين والشعراء والسينمائيين والاعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي والأدبي بالمغرب.وتحدث وزير الإعلام المغربي السابق محمد العربي المساري عن المسار الشخصي الذي جمعه بغلاب عندما كان مديراً لجريدة العلم. وقال المساري في شهادة بالغة الإشارة إلى أن تطور الحقل الإعلامي في المغرب، يرجع في جزء منه إلى التضحيات التي بذلها الجيل المؤسس لمهنة صاحبة الجلالة.ولاقت شهادة العربي المساري انتباهاً كبيراً من طرف الحضور، بسبب أن أغلب الحاضرين في القاعة كانوا من الأجيال الجديدة التي تغيب عنها الكثير من تفاصيل ذاكرتنا الجماعية القريبة. وركز الباحث عبد العالي بوطيب على وعي الكتابة عند غلاب مبرزا أنه لم يكن يكتب من أجل الكتابة، بل كانت الكتابة لديه عمل مفكر فيه بعناية وموجه ووظيفي.بعد ذلك تم تسليم محمد العربي المساري درعاً تكريمية، بالنيابة عن عبدالكريم غلاب الذي تعذر عليه الحضور بسبب عارض صحي، وقد سلم الدرع ابراهيم سعيد الظاهري مدير عام دائرة الثقافة والإعلام في عجمان.من جهة ثانية تحدث الناقد السينمائي مصطفى المسناوي عن التجربة السينمائية في الإمارات، واعتبرها من التجارب الخليجية الرائدة، كما توقف عند الفليموغرافيا التي أنتجتها خلال تاريخها القصير.وتوقف الناقد بشير القمري في تحليله للفيلم الإماراتي الرمرام الذي عرض في بداية الحفل لمخرجه مسعود أمر الله عند مستويات هذا العمل، ورصد التقاطعات التي تسم هذا العمل مع أعمال سينمائية مغربية وعربية وعالمية، كما أبرز المشترك التخييلي لهذا العمل في إطار عمل الذاكرة الجماعية العربية من محيطها الهادر إلى خليجها الثائر.إلى ذلك تألقت الشاعرة الإماراتية صالحة غابش وأنشدت من مجموعاتها الشعرية في: في انتظار الشمس والمرايا ليست هي قصائد كشفت موهبة هذه الشاعرة المجدة التي لم تتوقف عن رفد الساحة الشعرية المحلية والعربية بالصوت الكاشف للجوهر الإنساني.من جهة أخرى أنشد الشاعر ابراهيم محمد ابراهيم من مدونته الشعرية التي تصل إلى ثماني مجموعات شعرية، قصائده الأثيرة إلى نفسه، والتي توجته أحد أهم الأصوات الشعرية في الإمارات وفي الخليج العربي وفاء للمكان وللذاكرة الشعرية العربية، وأحد الذين يحفرون من دون هوادة في المكون الثقافي والجمالي للقصيدة العربية.وقدم رئيس اتحاد كتاب المغرب درعاً تكريمية للشيخ عبدالعزيز بن حميد النعيمي رئيس دائرة الثقافة والإعلام في عجمان ودرعاً أخرى لإبراهيم سعيد الظاهري، واختتم الملتقى الثقافي باقسام معرض التصوير الاماراتي الكلمة والصورة، والذي شارك فيه 14 مصوراً فوتوغرافياً تنوعت فيه الصور بين الطابع الرمزي والتراثي والفني والحديث.
Culture
شكل اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فريق عمل مكوناً من الشعراء والقاصين والكتّاب الإماراتيين: حبيب يوسف الصايغ، وإبراهيم محمد إبراهيم، وإبراهيم مبارك المحيربي، وناصر جبران، وناصر الظاهري، وذلك لتزويد وزارة التربية بنصوص أدبية لمناهج اللغة العربية للمرحلة الثانوية .يأتي ذلك استجابة لكتاب وزارة التربية الذي يطلب فيه من الاتحاد تزويدها بقائمة مختارة من الأعمال الأدبية المحلية لطلبة المرحلة الثانوية، على أن تكون متنوعة الأجناس، وتتحقق فيها الجودة الفنية بناء ولغة، وتتناسب ومستوى طلبة المرحلة الثانوية وميولهم واهتماماتهم .وجاء في الكتاب أن ذلك يأتي تنفيذاً لمذكرة التفاهم التي أبرمت بينها وبين اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في وقت سابق، وتفعيلاً لخطة الوزارة لرفد مناهج اللغة العربية كقراءات فنية معززة لنواتج التعلم، كما حددتها وثيقة اللغة العربية التي وضعتها الوزارة .وكانت الوزارة قد عرضت على الاتحاد في كتاب سابق مقترحات أخرى لتنظيم مسابقات أدبية سنوية لطلبة المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية في مجالات البحث الأدبي والقصة القصيرة والشعر والدراسات الأدبية، وطلبت من اتحاد الكتّاب أن يكون له دور في التحكيم، ثم في إدراج الأعمال الفائزة ضمن خطة النشر التي يعتمدها الاتحاد . كما اقترحت أن تخصص الوزارة والاتحاد ركناً خاصاً في جناح كل منهما لعرض منشورات الطرف الآخر في معارض الكتب التي يشاركان بها .وفي تعليق له على ما ورد في كتابي وزارة التربية قال حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات: هذه المقترحات تأتي ترجمة لمذكرة التفاهم التي وقعها الجانبان في شهر فبراير/ شباط الماضي، ونحن نرحب بها، وننظر إليها على أنها تجسيد عملي لمبدأ الشراكة الذي يحاول الاتحاد ترسيخه على الدوام، إيماناً منه بأن الشأن الثقافي يحتاج إلى تواصل مع جميع المؤسسات المجتمعية .وأضاف: لكي لا يأخذ الأمر وقتاً أطول مما ينبغي فقد شكل الاتحاد فوراً فريق عمل للنظر في مقترحات الوزارة وتلبيتها . وسيعقد الفريق أول اجتماعاته خلال وقت قريب جداً، وقد أعطيناه صلاحية التواصل المباشر مع وزارة التربية للتعرف إلى طبيعة المعايير الفنية والتربوية التي تعتمدها الوزارة في مناهجها، لضمان دقة أكبر في الاختيارات، على أن ينهي عمله خلال شهر واحد كما طلبت الوزارة . أما في ما يتصل بالمسابقات فاللاتحاد خبرة واسعة في هذا المجال، ولدينا كفاءات كبيرة، وهي جميعها جاهزة للتعاون مع الوزارة . وكذلك الحال في ما يتصل بالطباعة والنشر وتنظيم معارض الكتب .
Culture
أبوظبي: مجدي زهرالدين شهدت الندوة الخاصة بمشروع تبادل الترجمة والنشر بين الدول العربية والصين، توقيع اتفاق حقوق ترجمة ونشر باللغة الصينية لرواية «غرفة واحدة لا تكفي» للكاتب الإماراتي سلطان العميمي، والمجموعة القصصية «نهار الظباء» للكاتبة الإماراتية الدكتورة فاطمة حمد المزروعي، وذلك لصالح دار إنتركونتيننتال الصينية للطباعة والنشر.أكد المشاركون في الندوة التي قدمها الدكتور أحمد السعيد الشريك المؤسس والمدير العام لمؤسسة بيت الحكمة للثقافة والإعلام، أن الوطن العربي والصين يشكلان جناحي الحضارة الشرقية التي تحلق بهما، نظراً لما يمتلكانه من إرث وتاريخ عريق في مختلف مجالات العلوم والآداب الإنسانية، مشيراً إلى أن أي ثقافة قومية لا يمكن أن تتطور ويتعاظم نموها إلا في إطار الاندماج والتآلف مع الثقافات القومية الأخرى.وفي مستهل الندوة، تحدثت جينغ شياو مين نائبة رئيس إنتركونتيننتال الصينية للنشر والإعلام، عن الحضارتين الصينية والعربية والتي شبهتهما بمغارة علي بابا المليئة بالكنوز الثمينة والتي تستحق الكشف عنها للعالم أجمع، مشيرة إلى أن مشروع الترجمة المشترك ما بين الصين والدول العربية أخذ على عاتقه تأدية هذه المهمة من خلال خلق جسر للتبادل الثقافي والفني ما بين الحضارتين عبر بوابة الأدب.6بدوره، أكد الدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية للكتاب أهمية فكرة الترجمة المتبادلة للأعمال الأدبية ودورها في تأسيس علاقة قوية بين الشعوب، مشيداً بهذا الصدد بالجهود التي قادتها وزارة الثقافة المصرية في ترجمة العديد من الأعمال الأدبية الصينية للغة العربية، حيث كان لها قصب السبق في هذا المجال. وقال إن المشروع يشكل نقطة انطلاقة قوية للحضارة الشرقية عموماً، وهو بوابة عبور ثقافية من شرق آسيا إلى غربها والعكس صحيح، داعياً إلى التنويع في اختيار الأعمال التي ستتم ترجمتها من العربية إلى الصينية، ضمن هذا المشروع بحيث تغطي كافة دول الوطن العربي، وتلقي الضوء على التجربة الأدبية فيها بكل خصوصيتها. من جانبه قال الكاتب الصيني ليوجين يون، إن هناك تاريخاً عريقاً للصداقة بين الأمتين العربية والصينية، وإن هذا التواصل العريق يأخذ أشكالاً مختلفة، سياسية واقتصادية وثقافية، مشدداً على أهمية البناء على هذا التاريخ العريق من العلاقات الثنائية، من أجل المضي قدماً في تعزيز التواصل الثقافي والأدبي ما بين الجانبين. وأضاف ليوجين إن الأدب يعتبر من أهم تجليات المعرفة بالآخر، باعتباره نبض المجتمع، وأن الترجمة تخلق جسراً متيناً ينتقل منه الأدب من لغة إلى أخرى، مشيراً إلى أن أعماله الأدبية ترجمت ونشرت في أربع دول عربية مختلفة، هي مصر ولبنان والمغرب والجزائر، داعياً إلى بذل المزيد من الجهد في هذا الاتجاه، لدعم حركة الترجمة من الصينية إلى العربية. وعبرت الدكتورة فاطمة حمد المزروعي، عن سعادتها بترجمة أحد أعمالها للغة الصينية، مؤكدة أن الترجمة تلعب دوراً مهماً في مد جسور التعاون والتعارف بين الشعوب، من أجل عالم أكثر تسامحاً وعدلاً. ورأى الكاتب الصيني الشهير ماجيا، صاحب رواية «الشيفرة» أن جواز سفر أي كاتب هو أعماله الأدبية التي تسبقه في الحضور إلى أي مكان والتي يعرفه من خلالها الجمهور، ومن هنا تأتي أهمية الترجمة في الأدب، بحيث تجعل من «جوازات السفر» هذه إن صح التعبير جوازات دولية تسمح لصاحبها بالتنقل إلى أي مكان، بحيث يكون محل ترحيب وحفاوة من قبل مستضيفيه.
Culture
يستضيف مهرجان فني كبير في إحدى الدول العربية مطرباً غربياً معروفاً بدعواته اللا أخلاقية، وتظهر إحدى الممثلات العربيات في أحد المشاهد بصورة غير لائقة وتقول إن ذلك مجرد فن، فضلاً عن كم هائل من الروايات التي تتخذ من وصف العلاقة الحميمة بين الجنسين مركز اهتمامها وتقف عند كل صغيرة وكبيرة بشكل مقرف ويدعو للسخط .كل تلك الظواهر تبرز اليوم تحت مسمى الحرية الثقافية، والحق في إبداء الرأي، فمن حق الكاتب والفنان أن يعبر عن رأيه وأن يطرح كل ما يريده من أفكار أياً كان تطرف تلك الأفكار، ومن واجب الآخرين أن يراعوا حقه ذلك ويعترفوا له به، وألا يقفوا في وجهه إن هو عبر عنه، ويجد هذا الموقف نصيراً من قطاع معتبر من المنظرين ودعاة حقوق الإنسان في الوطن العربي، ظاهراً وباطناً .إن مثل هذه المواقف تبعث على التساؤل عن مفهوم الثقافة العربية التي يتبناها هؤلاء، ومفهوم الهوية العربية الذي ينطلقون منه، وما هي خصوصية تلك الهوية بالمقارنة مع الهويات الأخرى؟ فهل لا تزال الأخلاق مكوناً رئيسياً من مكونات تلك الهوية؟ اهتدى العرب الجاهليون برغم أميّتهم إلى أخلاق عظيمة، وعرفوا قيمتها في توازن الفرد وانسجامه الذاتي وفي استقرار المجتمع واستتباب علاقات التعاون والوحدة بين أبنائه، فكان احترام الصغير للكبير ورأفة الكبير بالصغير، وكان الكرم والعفة والحِلْم وإباء الضيم ونجدة المظلوم وصون العرض وحفظ السمعة من أن تشاب بشائبة مشينة، وغير ذلك مما تحفل به دواوين الشعر الجاهلي .وقد تكرست تلك الثقافة الأخلاقية وتعمقت في العصور العربية اللاحقة عندما زكاها الإسلام وأتمها .وفي العصر الحديث نصادف ذلك الكم الهائل من الكتب والمعالجات التي تنطلق من تلك المكونات الثقافية، باعتبارها جوهر كيان الإنسان العربي وهي أخص ما يميزه عن غيره من الأجناس البشرية، نجد صدى ذلك في ما كتبه محمد عبده وشكيب أرسلان وسلامة موسى، وفي ثلاثية نجيب محفوظ، كما نجد الجابري في تنظيراته حول العقل العربي يخصص جانباً منها ل العقل الأخلاقي باعتباره أحد مكونات العقل العربي، ولا يزال بيت أمير الشعراء أحمد شوقي يرنّ في أذان الناس إلى اليوم:وإنما الأمم الأخلاق ما بقيتفإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوافهل تلك الدعوات دلالة على امحاء الأخلاق كمكون ذاتي وثقافي للهوية العربية؟ وما شكل تلك الهوية في المستقبل إذا قُبِلتْ تلك الدعوات المنحرفة التي ترتفع من حين لآخر وكثر المدافعون عنها؟، لعله من الأجدر للعرب إذ ذاك أن يحرقوا أشعارهم وتاريخهم، وربما أن يخرجوا من أرضهم إلى أرض جديدة وثقافة جديدة وهوية جديدة .dah_tah@yahoo .fr
Culture
انطلقت صباح أمس الأول فعاليات الدورة العاشرة لبينالي الشارقة في متحف الشارقة للفنون، وتأتي هذه الدورة تحت عنوان حبكة لبينالي حيث تم التركيز في الأعمال المشاركة على إمكاناتها في صياغة حبكة شبيهة بالحبكة الدرامية، تكون قادرة على أن تعطي انطباعا للمتلقي حول ما يمكن أن ينتج من حوار الفنون في ما بينها، خاصة وأن هذه الدورة غير مؤطرة بشكل حصري ضمن نطاق الفنون التشكيلية، وإنما تضم إلى جانب التشكيل الفنون الأدائية، والصورة الفيلمية، والسرد، والموسيقا .يضم البينالي أكثر من 100 عمل موزعة على أماكن عدة، منها متحف الشارقة للفنون، وبيت الشامسي، وبيوت الخطاطين، ومتحف الخط، وبيت النابودة، ودار الندوة، وغيرها من الأماكن في منطقتي الفنون والتراث، وتأتي الكثير من الأعمال على صيغة معرض أو مشاريع، وهي تخرج عن الإطار التقليدي لمفهوم الفن، ويقوم الكثير منها على قوة الأفكار، وتتبع أثر حادثة ما فنيا، وطرح رؤى جديدة ومبتكرة حول عناصر مألوفة من الحياة، واللافت للانتباه أن هذه المسائل تشكل هموما مشتركة، وتوجهات لفنانين من مختلف البلدان العربية والأجنبية، ولا يبدو الفارق تعبيريا بالدرجة الأولى، وإنما نابع من خصوصية الثقافة، وهو ما يجعل الحوار بين تلك الثقافات المختلفة هو الأرضية الحقيقية للبينالي .تتعدد القضايا المطروحة في الأعمال فنجد اهتماماً خاصاً بالمرأة على سبيل المثال لا الحصر عند الفنانة الإماراتية ابتسام عبد العزيز التي تشارك من خلال 20 عملاً تحمل عنوان دوائر المرأة الذي يعتمد مبدأ تحويل المعلومات وترجمتها من حيز إلى آخر وذلك من خلال ثيمة المرأة الراقصة، وتحولات تلك الحركة في فضائها الاجتماعي والإنساني .من جهة أخرى يتناول مشروع آنا بوغيجان مسألة الهجرة من خلال رسوم تفضح الفساد الحكومي، والفقر، ومشكلات الثقافة الجماهيرية، وتؤكد في رسومها على عولمة الاقتصاد، وتأثيراته على البلدان الفقيرة، ورغبة الشباب في الهجرة إلى بلدان أخرى .وفي مشروع يتناول حقوق الإنسان نجد عملا للفنان توم مولي وقد كتب فيه النص العالمي لحقوق الإنسان في ست لوحات، وكل لوحة عبارة عن قصاصة ورقية كبيرة، ويعكس المشروع تأكيداً على دور الفن في تعميق ثقافة حقوق الإنسان من جهة، كما يشير إلى تجذر تلك الحقوق في الفنون التي تعتبر أحد أشكال التعبير الأساسية المدافعة عن حق الإنسان في امتلاك شروط أفضل لحياته .وفي سياق غير بعيد يأتي مشروع بروس غامبل الذي يفضح عبر رسم تخطيطي بالقلم الرصاص حيثيات ووقائع التزوير المالي في المؤسسات الأمريكية، وطرق التهرب الضريبي من قبل الشركات الرأسمالية، ويمثل العمل تأكيدا على وجود خطط منظمة للفساد في الدول الرأسمالية تتنافى مع القيم الليبرالية والقانونية التي يطرحها ذلك العالم .
Culture
افتتح أمس الأول معرض بيروت للكتاب العربي والدولي في دورته ال 52 في مركز المعارض البيال برعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة. وحضر الافتتاح مجموعة من الوزراء والدبلوماسيين والمثقفين. وبدأت الفعاليات بكلمة لعضو مجلس النادي الثقافي العربي نيرمين الخنسا قالت فيها: قوي هو معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، ففي رحابه يحضن الوطن، كل الوطن، وعلى صفحاته يتربع مجد الثقافة العربية وبهاؤها. وفي مساحته تزرع الحروب جمالها وثورتها وكبرياءها وحكمتها.وألقى عمر فاضل كلمة رئيس النادي الثقافي العربي قال فيها: في هذه اللحظة من افتتاح هذا المهرجان الثقافي، نتوجه جميعا بتحية الوفاء والاجلال إلى الشاعر العربي الكبير الراحل، الغائب الحاضر محمود درويش. كنا ننتظره هذه المرة، كما عودنا، ولكنه غاب عنا على غير ما ننتظر.من جهتها، قالت رئيسة اتحاد الناشرين في لبنان سميرة عاصي: يحمل هذا العام ميزتين: الأولى أنه يقام على اسم من عشق بيروت وأهداها أجمل قصائده فاحتضنته وأحبته، وها هي تفي نذورها بأن تكون على مستوى حلم عاشقها محمود درويش، وأن ترصع دواوين كلماتها المفتوحة أبدا لمثل قصائده. الميزة الثانية لمعرض الكتاب هذا العام انه تحضير للعام المقبل، حيث ستكون بيروت عاصمة عالمية للكتاب.بعد ذلك، قدم الرئيس السنيورة ووزير الثقافة تمام سلام الدروع التقديرية تكريما للدور والكتب التي فازت بالجوائز، وفقا لاختيار لجنة التحكيم، حيث الجائزة الأولى إلى كتاب المنجد العربي إعداد جان نقولا جبور، وحجبت الجائزة الثانية، وحصل كتاب معجم النفائس الوسيط إشراف أحمد أبو حاقة على الجائزة الثالثة.
Culture
أبوظبي - منّي بونعامه:افتتح السفير المغربي في أبوظبي محمد آيت أوعلي، مساء أمس الأول، في فندق ميلينيوم كورنيش أبوظبي معرض الفنانة التشكيلية المغربية لبنى عبدالكريم بعنوان "نفحات مغربية" بحضور عبدالله سعيد القمزي، عضو مجلس الإدارة المنتدب لشركة "خدمة ذ .م .م"، ولفيف من المهتمين .قال السفير المغربي "إن الفن التشكيلي المغربي يشهد خلال الفترة الراهنة مرحلة من التقدّم والتطوّر وهذا ما يعكسه بوضوح تعدّد التجارب الفنية وتنوعها وثرائها وانتشارها، مشيداً بدور الفنانين المغربيين في التعريف بالثقافة والتراث المغربيين في الخارج خاصة الموجودين منهم في الإمارات" .وأضاف "لدينا تظاهرة كبرى في 25 من الشهر الجاري في قصر الإمارات في أبوظبي تنتظم في السياق نفسه، وتضم معرضاً فنياً وأنشطة أخرى تعرّف بالثقافة المغربية مثل عروض الأزياء والمطبخ المغربي .يضم المعرض 18 لوحة تشكّل في مجملها مدخلاً مهماً للتراث المغربي الأصيل بما يختزنه من رموز الأصالة والعراقة والغنى، ونفحات لامست من خلالها الطبيعة والمعمار والزي التقليدي المغربي، وقدمت مزيجاً من التجريد والانطباع بلمسة تعكس رؤية الفنانة لمحيطها الثقافي والطبيعي والبيئي والاجتماعي الذي ترعرعت فيه . وتقول عبدالكريم: "أنا فنانة عصامية لم تمر بدراسة أكاديمية، استوحيت تجربتي وحسي الفني عن طريق الفطرة إلى جانب تأثري بالمحيط والثقافة المغربية والتراث المحلي، لذا فإن أعمالي مشبعة بالواقعية في كثير من الأحيان أعيد من خلالها تشكيل هذا المحيط الذي ترعرعت فيه بين طبيعة وبحر وشمس وعادات وتراث ولباس وكل ما تزخر به من ألوان دافئة . لذا تجدني أميل إلى استخدام الألوان الساخنة والجريئة لإبراز جمال التراث المغربي الأصيل" .استخدمت عبدالكريم في لوحاتها المعروضة خامات أكريليك كأنفاس مستلهمة رموزاً من البيئة التراثية المغربية التي تعبّر عن المشترك الثقافي والتراثي العربي، وما تمتاز به البيئة التراثية المغاربية من عناصر تراثية عريقة تشكّل مكوّناً رئيسياً للهوية الثقافية والتراثية المغاربية، وهذا ما تعكسه لوحات عبدالكريم: الرجل الأزرق، الطبول، سرج الحصان، الشاي المغربي، وجه الجمل، ولم تغفل الفنانة دمج بعض ما تتفرد به البيئة المغربية من رموز تاريخية وتراثية ضمن أعمالها مثل لوحات بوابة المدينة القديمة، والباب الخشبي القديم، باب مراكش، الحلي المغربية الأمازيغية، الاحتفاء بالشاي، "الأتاي" المغربي الأصيل، كما تتخلل أعمال عبدالكريم بعض اللوحات من الفن التعبيري التي تحاكي ما يخالج نفسها من أفكار وتناقضات وأحاسيس مما لم تستطع البوح به أو التعبير عنه في لوحاتها الواقعية، والتي تعبّر عن مشاعر وخواطر المرأة بصفة عامة . كما تكشف عبد الكريم في أعمالها عن بعض الهواجس التي تنتاب الإنسان العربي ومخاوفه من العين والحسد في لوحتها "خمسية"، التي تعكس جانباً مترسخاً في الثقافة العربية والمغربية بشكل عام .وترتكز لوحات عبدالكريم على الألوان الساخنة والجريئة كالأحمر والأصفر والأخضر للتعبير عن الفكرة أو الموضوع المراد إيصاله للمشاهد، وهي تحمل، في مجملها، طاقة بصرية تأخذ المشاهد أو المتفرّج إلى عوالم تكتظ بالمشاهد الجميلة بجمالية التراث وأصالته والطبيعة وتناغهما مع العمل الفني الأصيل . يستمر المعرض حتى 28 من الشهر الجاري ويخصص ريعه لدعم الأعمال الإنسانية المحلية وخاصة الأطفال مرضى التوحد من مدرسة "وداد" في دبي والتي تعمل تحت مظلة مؤسسة "كوينز" الخيرية، من أجل مد يد العون والمساعدة لهم وتيسير سبل دمجهم في المجتمع .
Culture
أكد وزير الاعلام الكويتي الشيخ صباح الخالد ان اختيار القدس لتصبح شخصية مهرجان القرين رسالة من جميع المثقفين العرب برفض محاولات تهويدها والاعلان عن دعمها، وقال ان هذا الاحتفاء يتزامن مع قرب الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية. وقال الخالد في حفل افتتاح مهرجان القرين الثقافي الخامس عشر الذي أقيم مساء أمس الأول في مسرح الدسمة برعاية رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وبحضور كوكبة من المثقفين والاعلاميين: غالبا ما كان التاريخ منصة انطلاق نحو المستقبل، لكن يحدث الآن في مكان غير بعيد تواجد التاريخ والحاضر والمستقبل في آن واحد، وفي موقع واحد. وأضاف الخالد هذا ما يحدث تماما في القدس الشريف، أولى القبلتين، ومسرى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأكد الخالد أن القدس رمز لعروبة فلسطين، ورمز لقهر بشع تعرض له شعبها ومازال منذ أكثر من ستين عاماً، ورمز لصراع وجود بين أبشع وأطول احتلال في العصر الحديث وبين أمة مازالت تقاوم لاسترداد حقها والدفاع عن أبنائها.وأوضح الخالد أننا نشهد الآن تصعيداً خطيراً جديداً في عملية تهويد القدس على حساب هويتها الاسلامية العربية، داعياً المثقفين الى عدم تمرير هذه الاحتفالية ولو من باب المشاركة في احيائها من بعيد من دون تسليط الضوء على هذه القضية بأبعادها المختلفة. وقال الخالد: توجهنا أن يكون للقدس ولفلسطين نصيب من فعاليات هذا المهرجان من خلال أنشطة الأيام الثقافية الفلسطينية الشعرية والفنية والتراثية ومن خلال محاضرة رئيسية عن القدس في المحافل الدولية يلقيها د. صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية.وتابع الخالد: نطمح الى أن يكون الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية مناسبة لمناقشة جميع المثقفين والمفكرين والفنانين في العالم أجمع، لنصرة المقدسيين والفلسطينيين وللدفاع عن هوية المدينة ورمزيتها الحضارية، وفرصة نعول فيها على المبدعين في مختلف الميادين لابتكار سبل وأساليب جديدة من شأنها جعل هذه القضية فعلا قضية ثقافية وحضارية إنسانية مثلما هي قضية حق عربي وإسلامي في مواجهة الاحتلال والاغتصاب والتهويد.وشدد الخالد في الحفل الذي شهد توزيع جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية على حرص الكويت على كل ما من شأنه تشجيع البيئة الحاضنة للابداع، مضيفاً أن الدولة تعي تماماً أهمية هذه البيئة، ولذا فإن تكريم المبدعين يحتل أولوية قصوى لديها. وقال ان القرين تحول الى تظاهرة ثقافية كبرى وموسم عربي للتلاقي الفكري والادبي والفني، وذلك بفعل رهان الكويت على الثقافة كرافعة أساسية للتنمية الشاملة، وبفضل حرص المثقفين والمبدعين من مختلف أنحاء الوطن العربي على المشاركة الفاعلة في هذه التظاهرة.وأكد الخالد أن الكويت ضاعفت عنايتها بالتنمية الثقافية من خلال أكثر من محور ومشروع وإنجاز، مبيناً أن المهرجان سيشهد حدثين مهمين الاول افتتاح متحف التراث البحري بصالاته المتعددة التي تبين وتوثق علاقة شعبنا التاريخية مع البحر وصناعاته وفنونه وحرفه، والثاني وضع حجر الاساس لمسرح جديد هو مسرح السالمية وفق أحدث المواصفات المعمارية والتقنية وذلك إيذاناً بانطلاقة محطة جديدة من اهتمام الدولة بتنشيط الحركة المسرحية.
Culture
صدر حديثاً عن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية كتاب (بلاغة الخطاب وعلم النص) للدكتور صلاح فضل الفائز بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية (الدورة 14) في حقل الدراسات الأدبية والنقد وذلك ضمن سلسلة (الفائزون) والتي دأبت المؤسسة على إصدارها، حيث يتم اختيار كتاب بارز للفائز بالجائزة، وتعيد طباعته وتوزيعه مجاناً. ينحو الكتاب الذي حمل الرقم (38) ضمن السلسلة إلى تقديم بلاغة الخطاب في إطارها المعرفي الجديد مشيراً إلى طريقة الضبط المنهجي، والتراكم العلمي، والتوالد عبر التخصص، ويتميز هذا الكتاب بتوثيقه العلمي الدقيق الذي يعكس خبرة المؤلف الممتدة، والتي اكتسبها من الاشتراك في أبرز المنتديات والمؤتمرات.يذكر أن الدكتور صلاح فضل حصل على ليسانس كلية دار العلوم - جامعة القاهرة عام 1962 وعمل معيداً بالكلية ذاتها منذ تخرجه حتى عام 1965، ثم أوفد في بعثة للدراسات العليا بإسبانيا وحصل على دكتوراه الدولة في الآداب من جامعة مدريد المركزية عام 1972.عمل أثناء بعثته مدرساً للأدب العربي والترجمة بكلية الفلسفة والآداب بجامعة مدريد منذ عام 1968 حتى عام 1972. تعاقد خلال نفس الفترة مع المجلس الأعلى للبحث العلمي في إسبانيا للمساهمة في إحياء تراث ابن رشد الفلسفي ونشره، ثم عمل بعد عودته أستاذاً للأدب والنقد بكليتي اللغة العربية والبنات بجامعة الأزهر. جاء الكتاب ب 400 صفحة من القطع المتوسط وقد اشتمل على مقدمة للمؤلف وعلى خمسة أبواب هي: تحول الأنساق المعرفية، بلاغة الخطاب، الأشكال البلاغية، نحو علم النص، تحليل النص السردي. واختتم الكتاب بذكر المصادر والموضوعات.
Culture
الشارقة: زكية كردي خمسة معارض فنية تضيء على المشهد الثقافي في الفن المعاصر، تفتتحها اليوم مؤسسة الشارقة للفنون، وتستمر حتى 16 يونيو القادم، إضافة إلى «لقاء مارس 2018»، ما بين 17و19 مارس تحت عنوان: تدابير مجدية.وكانت مؤسسة الشارقة أعلنت عن برنامج الربيع خلال مؤتمر صحفي أقامته صباح أمس، أعقبته جولة صحفية على المعارض الفنية المقامة.ويمثل المعرض الاستعادي للفنانة «آنا بوغيغيان» المقام في «بيت السركال»، مسيرة أربعة عقود من تجربة الفنانة التي تضمنت رسومات ورقية، وأعمالاً تركيبية ذات وسائط متعددة، تندرج تحت عناوين: «تجار الملح»، و«مسرحية للّعب»، و«السيمفونية غير المكتملة»، إضافة إلى إعادة إنشاء استديو الفنانة في القاهرة، ومن بين الأعمال المثيرة للاهتمام رسوماتها عن حركة القطارات في الهند.ومن غياب الغروب عن منطقة خورفكان، بدأت علاقة الفنان محمد أحمد إبراهيم في التوحد مع الجبل ومع بيئته أكثر فأكثر، مستكشفاً رموز الإنسان البدائي، فراح يشتغل في المادة المحلية مثل الطين والأغصان والأعشاب وآثار الحيوانات، وأشار الفنان إلى أن ما يقدمه يعتمد على ملاحظة الرموز التي تحيط بنا، والتي تقوم عليها أعماله التي يترك فيها حرية الخيال و الفهم للمتلقي، موضحاً أنه لا يحب أن يعين نفسه وصياً على مخيلة أحد.أما الفنان والمصور العراقي لطيف العاني، فاستعرض قصته مع التصوير التي بدأت عام 1953، حيث التحق كمصور في شركة «نفط العراق»، بعد أن تدرب على يد مصورين بريطانيين، وذكر أن أول صورة له كمصور محترف كانت للملك فيصل الثاني، عند افتتاحه معرضاً زراعياً صناعياً في بغداد. واستعرض الفنان مسيرته الحافلة مع الصور التي توثق مرحلة مهمة في تلك الفترة، التي ترصد حياته في العراق ومسيرة أسفاره منذ الخمسينات وصولاً إلى السبعينات من القرن الماضي.وضمن بحثها الدائم عن المشاريع الإبداعية الجديدة، وعن الأفكار ذات الصلة لمباشرة بالحياة والتقاليد والشتات، ورصد المتغيرات الثقافية والفنية، تقدم الفنانة زينب سديرة، نظرتها العميقة من خلال معرضها «شؤون جوية.. هراء بحري»، إضافة إلى عدد من أعمالها المعروفة ومن بينها: «حارسات الصور»، و«اللغة الأم». إسماعيل الرفاعي، المسؤول الإعلامي في مؤسسة الشارقة للفنون، أوضح أن معارض البرنامج تستدعي الوقوف والتأمل، حيث عملت المؤسسة على تقديم التجارب الإبداعية البارزة في المشهد الثقافي المعاصر.بدورها أوضحت الشيخة نوّار القاسمي، مسؤولة التطوير في المؤسسة، أن اختيار المعارض يستغرق فترة طويلة تتراوح بين عامين إلى أربعة أعوام قبل عرض الأعمال، مشيرة إلى سعي المؤسسة إلى استقطاب الأفكار والأعمال الجديدة التي تسهم في تثقيف الجمهور، وتقول: «ركزنا في فترة سابقة على الأعمال التشكيلية، وبعدها اتجهنا نحو الفنون العربية المعاصرة، محاولين التنويع في المعارض، وفي هذا الموسم لدينا معارض تشكيلية، إضافة إلى التصوير الفوتوغرافي، ومعرض مقتنيات المؤسسة، الذي يقدم أعمالاً منوعة لفنانين من مختلف أنحاء العالم». وأوضحت أن المميز في هذا الموسم، أنه يقدم المعرض الأكبر على الإطلاق للفنانة «آنا بوغيغيان»، والذي يغطي ممارساتها الفنية على مدى أربعة عقود، كما يعرض للمرة الأولى أعمال الفنانة زينب سديرة في مؤسسة ثقافية. أما الفنان أحمد إبراهيم فكان له معرض فردي في التسعينات، لكن يعتبر هذا المعرض الأول بهذا الحجم للفنان، ويقدم أعمال الفنان التي أنتجها على مدى ثلاثة عقود، وهناك أعمال كلّف بها الفنانين من قبل المؤسسة خصيصاً لهذا البرنامج. وأردفت أن المعارض موزعة ما بين صالات العرض والبيوت التراثية في المريجة، وأن كل معرض يصحبه برنامج تعليمي، إضافة إلى الفعاليات والأنشطة الثقافية، أما عن لقاء مارس فيعتبر مساحة للنقاش والتبادل الثقافي بالنسبة للفنانين والعاملين في المؤسسات الفنية.
Culture
يطرح التعليم في بلداننا العربية العديد من الإشكالات التي تدور حول السياسات والاستراتيجيات التي تتبناها الدول العربية من أجل النهوض بالتعليم، وفي ما إذا كانت تلك السياسات كفيلة بتحقيق الهدف المنشود . وتتعدد الطروحات التي تحاول وضع اليد على مكمن الداء في التعليم العربي الذي يعاني أزمة خانقة تكاد تعصف بجوهره، لكنها لا تجدي نفعاً، في نهاية المطاف، إزاء الواقع المهيمن، وتبقى مجرد مقاربات وتوصيات سيقت لمناسبات آنية، في ندوات ومؤتمرات، ثم ما تلبث أن تذهب في مهب الريح وكأنّ شيئاً لم يكن . ما يعني أن الداء يبقى ملازماً لواقع التعليم وإن تم تشخيصه على نحو مقبول . ومما لاشك فيه أن نظرة عجلى على ذلك الواقع تبعث على الإحباط والتشاؤم، لأنه واقع يرثى له في حقيقة الأمر، وبخاصة إذا حاولنا مقارنة تعليمنا بالعالم، وإن كانت هناك استثناءات في بعض البلدان العربية، فهي قليلة جداً، ومحصورة في نطاقات معينة، ويعتورها بعض القصور، وقلة الحضور على المستوى العالمي .إشكالية التعليم في بلداننا لا تعود، في أغلبها، إلى قصور في الوسائل والآليات، والتجهيزات اللوجستية، بقدر ما تتأسس على غياب الرؤية الشاملة للتعليم ودوره في التنمية، وتضمين هذه الرؤية بشكل عملي للبرامج التعليمية حتى تؤتي أكلها وتعمل على النهوض بهذا القطاع الأساسي والحيوي لتحقيق البناء والتنمية المستدامة، وبناء جيل ناضج ومثقف .وإذا قصرنا زاوية النظر على التعليم العالي فثمة مفارقة غريبة، بل لغز محيّر، ربما، يحيلنا إلى قضايا جوهرية في تعليمنا العالي، ترتبط بالوسائل المادية الممنوحة له، والبرامج التعليمية التي يعتمدها، والخطط التي يتّبعها في تحقيق أهدافه المرسومة .صحيح أن لدينا جامعات عريقة خرّجت عمالقة في الأدب والفكر، وأسهمت في انعاش الساحة الثقافية العربية ورفدها بكتاب ومثقفين ومبدعين من طراز متميز، وحملت على كاهلها مشروع التنمية والبناء وقتاً طويلاً، لكن سرعان ما خفّ وهجها، وتراجع دورها العلمي وعصفت بها يدالأيام، كما عصفت بالمشروع الثقافي العربي الذي كاد يتداعى إلى الهاوية .المفارقة أن الجامعات العربية، في جلّها، تتوافر على إمكانات مادية هائلة، وتحظى بدعم سخي من الحكومات، وتضم نخباً علميةً وأُطُراً مهمة لا نجانب الصواب إذا قلنا إنهم صفوة الصفوة#171;، ومع ذلك مازلنا إلى الآن لم نسمع عن تصدّرها في قوائم التصنيف العالمي للجامعات، بل ماتزال تلك القوائم خلواً من ذكر أية جامعة عربية، وإن ذكرت فلا تكون إلا في آخر سطر، بعد مئات، بل آلاف الجامعات العالمية .ومن المعلوم أن التصنيف العالمي للجامعات الذي تعدّه بعض المراكز والمعاهد والهيئات المختصة يخضع لمعايير علمية دقيقة وصارمة تراعي جودة التعليم الذي تقدّمه الجامعات في العالم بعيداً من أي تحيّز أو تمييز، وهذا ما يؤكده الخبراء الأكاديميون حول العالم بمن فيهم خبراء من جنسيات عربية . ويبقى التساؤل المطروح لماذا لم تحقق جامعاتنا الجودة المطلوبة للّحاق بالركب؟mini.abdelkader@yahoo.com
Culture
أرسل اتحاد كتاب وأدباء الإمارات نسخة من كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الفخري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، التي ألقاها في حفل افتتاح المؤتمر العام الأول لكتاب وأدباء الإمارات بخط يد سموه، إلى الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، والأمانة العامة لاتحاد كتاب آسيا وإفريقيا، وذلك نحو تعميمها على الاتحادات والجمعيات والروابط والأسر العربية، وكذلك اتحادات الكتاب في قارتي آسيا وإفريقيا، وقد تم إرسال الأصل في اللغة العربية مقروناً بترجمة إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية .إلى ذلك، قرر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات إقامة نشاط موازٍ يتناول كلمة صاحب السمو عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يتمثل في حلقات نقاشية في المقر الرئيس للاتحاد في الشارقة، وفي كل من فرعي أبوظبي ورأس الخيمة، وذلك بواقع حلقة نقاشية أسبوعية على مدى الأسابيع الثلاثة المقبلة، تبدأ بحلقة في دار الخليج في الشارقة بالتعاون مع مركز الخليج للدراسات مساء الثلاثاء المقبل، وذلك بمشاركة مثقفين وأكاديميين وعدد من الأعضاء العاملين والمنتسبين في اتحاد الكتاب .وأكد حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، رئيس مجلس أمناء المؤتمر العام الأول لكتاب وأدباء الإمارات حرص كل من الاتحاد والأمانة العامة للمؤتمر على توزيع كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتورسلطان بن محمد القاسمي على أوسع نطاق، وإيصالها إلى أكبر عدد من المتابعين والمهتمين والمعنيين، نظراً لأهميتها وشمولها، وفي الوقت نفسه، لاعتنائها بتفاصيل تتصل بعملية الكتابة والتزام الكاتب، مشيراً إلى أنه يتوقع أن تحظى بصدى إيجابي من قبل الكتاب والأدباء العرب والآسيويين والأفارقة مماثل لما لقيته في الإمارات . وقال إن الكلمة أضيفت إلى الأدبيات الأساسية لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، آملاً أن يضعها الكتاب والأدباء خصوصاً من فئة الشباب نصب أعينهم وهم يتحملون مسؤولية الكتابة والثقافة والإبداع .
Culture
الشارقة - عثمان حسن:لا يزال المسرح العربي يفتقد جمهوره الذي كان في ستينيات وسبعينيات القرن الفائت نابضاً وحيوياً، وهو الذي أصبح من الأسئلة المطروحة في المهرجانات المسرحية العربية في الآونة الأخيرة، كما أصبح حاضراً بقوة في المنتديات والندوات المتخصصة في المسرح العربي، هذا المسرح الذي رغم القفزات المهمة التي أحرزها في السنوات القليلة الماضية سواء من حيث التقنيات المستخدمة أو النصوص المقدمة، وكذلك التجارب المقدمة في مستويي التمثيل والإخراج، فإنه بقي مسرحاً بلا جمهور، وهنا تفتقد الدراما الفنية المسرحية عنصراً أساسياً من عناصر نجاحها ما يطرح أسئلة مشروعة حول أسباب هذا الغياب وظروفه وتداعياته، كما يطرح نافذة للنقاش حول الدور المطلوب من الأكاديميين والمعنيين في شؤون المسرح العربي في القطاعين الخاص أو الرسمي، ودورهم المطلوب لبلورة ثقافة مسرحية متكاملة يلعب الجمهور دوراً مهماً في تطويرها، والتفاعل معها كما هو حال المسارح العالمية .لقد دلت الدراسات الكثيرة في المسرح العربي على أن الجمهور هو عنصر أساسي في اللعبة الفنية في أي مجتمع، كما أن القول بنجاح العرض المسرحي من عدمه يرتبط بالجمهور، إذ لا مسرح من دون جمهور يتلقاه ويستوعبه، وهو بالضرورة جمهور يحرك الجدل والبحث في ترسيخ وتجذر الوعي بهذا الفن المسرحي، فالتجارب المسرحية التي امتدت لما يقرب من 150 عاماً، تتداعى أمام الهوة التي تزداد اتساعاً بين المسرح والجمهور .هرب الفنانون إلى السينما والدراما التلفزيونية فهرب الجمهور معهم، هذه واحدة من المقولات السائدة في عالم المسرح العربي اليوم، وقد شهدت مسارح الخليج من بينها أيام الشارقة المسرحية، وكذلك مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي في دورته الأولى التي انتهت في الشارقة قبل أيام نوعاً من النقاشات التي شخصت حال المسرح الخليجي في قطر، والبحرين وسلطنة عمان والسعودية، وكان من ضمن ما طرحته النقاشات ما يشبه أن المسرح العربي والخليجي في هذه الأيام هو مسرح موسمي ومناسباتي، وهو ما ينطبق على الجمهور أيضاً، وأن مسارحنا العربية برغم كل دعاوى التفاؤل والتمنيات، ما تزال حبراً على ورق، ولاسيما أن مسرحنا العربي، كما يؤكد الناقد عباس الحايك مازال يعاني التباس العلاقة بينه وبين الجمهور لعدد من المسببات، منها حداثة التجربة المسرحية وحداثة تجربة التلقي .المسرح لم ولن يكون ضرورة اجتماعية كما هو الحال في أوروبا، التي لا تخلو عروضها من واحد أو اثنين في الأسبوع، ناهيك عن أن المسرح العربي لم يكن وليد حاجة تربوية، أو دينية، أو حتى جمالية، وهو ما يمكن أن يندرج تحت مفهوم "التكوين المعرفي" للفرد العربي، وهو التكوين الذي بقي ساذجاً وليس متآلفاً مع الفن بعمومه، وخاصة الفنون المستوردة من مجتمعات أخرى، حيث أصبح يوصف هذا الفن في الساحات العربية، بأنه فن مستورد وأن من يتعاطاه هو أحد دعاة التغريب تماماً، كما هو حال تلقي الموسيقى والتشكيل والشعر الجدي، وغيرها من الفنون المستحدثة .إن فقدان ميزة التكوين المعرفي، في الساحات العربية هو الذي عمق الهوة بين المسرح والجمهور، ومن واجب المسرحي أن يعي تماماً أساس المشكلة، وأن يحاول ردم هذه الهوة، وهو الذي يؤكد عليه عباس الحايك وذلك لتعديل مسار الذائقة العامة والإسهام بفاعلية في حركة التغيير، وألا يستسلم للإقصاء والتغييب، وألا يسلم مفاتيح التحكم في قيم العمل المسرحي للجمهور، وألا يخضعه لخبرته - أي خبرة الجمهور - الخارجة عن حدود الخطاب المسرحي، فالتكوين المعرفي هو من يشكل هذه الخبرة ويعيد تقويمها، كما أن استغلال أشكال التسلية والترفيه المختلفة وتوجيهها لقيم المسرح الواعي، سيعطيه شرعيته في الرسوخ في وجدان الجمهور العربي، والبقاء فعلاً نابضاً .إن ترسيخ ثقافة الجمهور يتطلب من ضمن ما يتطلب الوعي بمشكلة أخرى لها علاقة بأصل هذا الغياب - أي الجمهور المسرحي - وترتبط بالتلفزيون الذي يعتبر الوسيلة الأولى التي تعرف من خلالها المواطن العربي إلى المسرح، حيث يؤكد ذلك كثير من المختصين الذين يرون أن التلفزيونات العربية خاضعة لقوانين المؤسسة الرسمية .إن الوعي بأهمية الجمهور في المسرح هو شرط كبير لتفعيل الحراك المسرحي العربي، كما أنه أحد ضوابط الدراما الفنية، النص المسرحي حيث تهتم القصص الدرامية غالباً بالتفاعل الإنساني، هذا التفاعل الذي يحتاج من المختصين والدارسين عملاً دؤوباً يتحرك في الميادين والفضاءات المقترحة لبلورة جمهور عاشق للمسرح، وهو لا يتأتى إلا إذا انتقلنا لرصد حركة المسرح العربي في علاقته مع المتلقي على مستوى التواصل، وهو الذي افتقدناه منذ مسرح أبي خليل القباني الذي كان جمهوره من عامة الناس حيث اتخذ المقهى فضاء للفرجة الدرامية والتلقي المسرحي، ولا ننسى طيب الذكر سعد الله ونوس وتأثيره في جمهور كبير في تبنيه لرؤية إخراجية مفتاحها "القضايا العربية"، وترتكز على مجموعة من الوسائط الفنية والجمالية كالمادية الجدلية والمسرح البريختي والتغريب، وكانت كل هذه الوسائل من أجل تنوير الجمهور .
Culture
تنطلق غدا الخميس عروض الموسم المسرحي الرابع الذي تنظمه جمعية المسرحيين في الإمارات، في دبي وأم القيوين، حيث تعرض مسرحية حرم معالي الوزير على خشبة مسرح ندوة الثقافة والعلوم في دبي، بينما تعرض مسرحية وهبص على خشبة المركز الثقافي في أم القيوين. وقد حظيت هاتان المسرحيتان بثناء واستحسان من قبل الجمهور حينما عرضتا في أيام الشارقة المسرحية الماضية 2008. ويعد الموسم المسرحي إحدى المبادرات الرئيسية لجمعية المسرحيين، ويتم تنظيمه بالتعاون مع المؤسسات والدوائر الحكومية بالدولة.
Culture
الشارقة: عثمان حسن لن نجد نقاشاً فلسفياً أكثر جدلاً من محاولات تعريف الشعر وتحديد ماهيته، لكنك لن تعرف أمة لم يحفر الشعر في وجدانها تاريخاً من سحره، لا يمحى، كما لا تكاد تجد من إبداع البشر إنتاجاً أعمق أثراً، ولا أعذب تلقياً من هذا الشيء المسمى «الشعر».هو روح الأمة، لأنها بغيره أرض موات من دفق العاطفة وتحليق الخيال، وهو عقل الحكمة حين تتجلى بزينة الكلام وترنيمة الحرف، هكذا يبرز الشعر «يوما عالمياً» تختاره «اليونيسكو» عام 1999، بهدف تعزيز القراءة والكتابة ونشر الشعر في جميع أنحاء العالم، وهكذا يحتفل به العالم، ليجدد اعترافه به سيدا متوجا على الحرف وسجادة الكلام، وهذا احتفال يضيء فراغ العالم، وبلادة العالم، ورتابة العالم، ليشعل الذاكرة والروح والوجدان.. الشعر هاجس يعبر عن روح الجماعة، وينطق بأسباب وجودها، ويخلد مآثرها، ويكتب في أول السطر ملحمة كونية تمجد الإنسان، وتؤكد رسالته وحاجاته.يا لهذا الشعر، سيد الكلام، ابن اللحظة والأمس، «ديوان عربي» يسطع حكمة وشموخا وكبرياء، و يا لهذا الشعر في جبهة العالم، رؤية عناصر وأصوات وطبيعة وخيال محلق وباذخ في تأمل العالم.ألم يكن أبو الطيب المتنبي (915م - 965م) أعظم شعراء العرب، صاحب مكانة رفيعة في الوجدان العربي، ألم ينل حظوة ومنزلة، سجلته كأعجوبة عصر، وحكيم زمانه، وصاحب كبرياء وطموح يعتز بعروبته، فكان مفخرة أدبية، بما ابتكره من معان وأحاسيس، وبما امتلكه من لغة وجمال وعذوبة.الفترة التي عاشها المتنبي، كرسته شاعرا كبيرا، لما عكسته قصائده من صور ومضامين صادقة، وما امتاز به من رصانة، وقوة، وجزالة، وأسلوب فريد، أبهر من سمعه وتمعن في دلالات ما يكتب.هو المتنبي صاحب الأبيات المجلجلة، لنتأمله يقول:وكاتمُ الحب يوم البَينِ مُنهَتِكٌوصاحب الدّمعِ لا تخفى سرائرهُ***عش عزيزاً أو مت وأنت كريمبين طعن القنا وخفق البنودفرؤوس الرماح أذهب للغيظوأشفى لغل صدر الحقود***وإذا أتتك مذمتي من ناقصفهي الشهادة لي بأني كامل***ومن نكد الدنيا على الحر أن يرىعدواً له ما من صداقته بد***ما كل ما يتمنى المرء يدركهتجري الرياح بما لا تشتهي السفن***فمن كان فوق محل الشمس موضعهفليس يرفعه شيء ولا يضع.ربما تكمن قوة الشعر، في صعوبة الاتفاق على تعريفه، منذ أفلاطون وأرسطو، وإذا، توقفنا عند محطة مهمة، في تاريخ الأدب الإنجليزي، يبرز الشعر ابن الطبيعة والخيال، وأثرهما في ولادة الشعر، كما يصفه الشاعر الإنجليزي «وليام وردزورث» حين يقول: «الشعر تدفق طبيعي للمشاعر القوية»، هو إذاً تعبير عن لهفة وحنين ومواقف انفعالية ترافق مشاعر هادئة وصاخبة في الوجدان البشري، وهو ملكة لتخيل الأشياء والتماهي مع سطوعها في ذهن المبدع، فتحفز روحه الطامحة إلى التوق، وملامسة الرحيق في كل ما يراه ويحسه الشاعر. انتشرت الثقافة الإنجليزية من خلال شاعرها الكبير الملهم «شكسبير» وبما كتبه من مسرح أيضا، فأقواله وأشعاره التي ترن في ذاكرة العالم، لم تمح حتى اللحظة. قال رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ونستون تشرشل: «لو خيرونا بين التخلي عن كل مستعمراتنا وقصائد شكسبير، لاحتفظنا بما تركه شكسبير».الشعر قوة خلاقة، توقفت عند أسماء لامعة في التجربة الفرنسية، فأبهرت الرؤساء، جاك شيراك قال: «نحن رؤساء الجمهوريات عابرون زائلون، على عكس الكتّاب والشعراء والمفكرين الكبار. بعد عشرين سنة لن يبقى لنا اسم؛ ما عدا ديغول.. اقرؤوا مذكراته. أسألكم: من يعرف اسم ملك فرنسا في عهد شارل بودلير؟».وما زالت ذاكرة الشعر في فرنسا حاضرة في مناسباتها الوطنية والقومية، تذكر بعظمة مبدعيها الشعر وانحيازهم لقوة الكلمة.يقول رسول حمزاتوف شاعر داغستان الكبير واصفا قريته تسادا «هذه القرية الداغستانية الصغيرة أروع من البندقية أو القاهرة أو كالكوتا؟ وهل الفتاة الآفارية التي تسير في الطريق الجبلي الضيق، وهي تحمل حزمة حطب أروع من السكندنافية المشيقة؟، أي تسادا! ها أنا أهيم في حقولك، وندى الصباح البارد يغسل قدمي المتعبتين، ثم لا أغسل وجهي بمياه السواقي الجبلية، بل بماء الينابيع. يقال: إذا أردت أن تشرب، فاشرب من العين، ويقال أيضاً: ووالدي كان يردد هذا: يمكن للرجل أن يرجع في حالتين: ليشرب من العين، وليقطف زهرة، وأنت عيني، يا تسادا، ها أنا ذا أركع أمامك وأنهل من ينابيعك، فلا أرتوي»يا لهذا الشعر الذي يساقط كقطرات ندى، فتوقظ الروح الجمعية، وتبشر برونق الشعر، وصفاء الكلمة التي تحفز في متلقيها، رقة الشعور والبوح والحب والانتماء.الكسندر بوشكين، شاعر روسيا العظيم، قال يوما: «وطويلا سيظل قومي يحبونني / فقد هززت بقيثارتي المشاعر الخيرَة / وتغنيتُ ممجداً الحرية في عصري العاتي / وناديتُ بالرحمة على المقهورين.وبوشكين كمن سبقوه في تاريخ الشعر العالمي ممن أثروا في شعوبهم، فخلدوا، بما كتبوه حتى الكاتب الروسي غوغول وصفه يوما «عندما يذكر اسم بوشكين، تتألق في الذهن الفكرة عن شاعر روسي على نطاق الأمة كلها، إن بوشكين ظاهرة فذة، ولربما، الظاهرة الوحيدة للنفسية الروسية، وفيه تجلت الطبيعة الروسية، والروح الروسية، واللغة الروسية، والخلق الروسي في تلك الدرجة من النقاء، والجمال المصفى على عدسة بصرية بارزة».‏في يومه العالمي، هذه راية الشعر، تنتظم من خلفها صفوف الكلام، وتمضي بيتا بيتا، حتى أقصى مدارج البيان.
Culture
قدم المفكر الدكتور الطاهر لبيب مدير عام المنظمة العربية للترجمة، مساء أمس الأول، في ندوة الثقافة والعلوم، قراءة ثقافية في الربيع العربي، حضرها عدد كبير من المهتمين، إلى جانب أعضاء مجلس إدارة الندوة، وقدمه فيها علي عبيد الهاملي، حيث أضاء الهاملي على أهمية هذه القراءة في خضم القراءات السياسية المتعددة، واعتبر أن الربيع العربي يحتاج إلى أكثر من مقاربة، وسرد الهاملي أهم المحطات الفكرية التي مر بها د . لبيب، وإسهاماته المتعددة في الثقافة والفكر العربيين .بداية، رأى د . لبيب أنه من الضروري التمييز بين القراءات الكثيرة التي يمكن أن تقدم حول الثورات العربية وبين القراءة المعرفية التي تتطلب أساساً فكرياً، وليست مجرد آراء، أو مواقف عاطفية، وطرح أسئلة من صلب المعرفة ذاتها، مثل من الفاعل فيها؟ وما هي الممكنات والمستحيلات فيها؟ وأشكال التمايز الاجتماعي للمشاركين بها وغيرها من الأسئلة .ورأى المفكر التونسي أن أهم بداية يجب أن تبدأ بها القراءة الثقافية هي بسؤال المعرفة عن ذاتها، معتبراً أن ظاهرة الثورات العربية هي ظاهرة جديدة، لا يملك العرب عنها مفاهيم ومقاربات سابقة، كما اعتبر أن هذه الثورات قد أظهرت أن معرفتنا محدودة .وعاد د . لبيب إلى مشهد الستينات من القرن الماضي، وإلى دور اليسار العربي آنذاك، حيث كان المثقف العربي يحلم بالثورة، وأكسبها صوراً ومقولات قومية وليبرالية ووطنية، ولكن الثورة الحرون لم تأت، والمفارقة اللافتة أن الثورات العربية ظهرت في مرحلة التراجع الفكري، وتحديداً الفكر الثوري، وتراجع الحركات الاجتماعية التي حملت مشروع التغيير العربي، وفي ظل تقلص المرجعيات الفكرية وغياب دورها المؤثر .ورأى د . لبيب أن تراجع الحركات الثورية العربية أدخل المثقفين العرب في حالة جلد الذات في العقود الثلاثة الأخيرة، حيث شعر الإنسان العربي بأنه خرج من التاريخ، وتفككت العلاقة بين الثقافة والواقع، وأصبحت الثقافة مرة فوق الواقع، ومرة تحته، كما أننا شهدنا تغيراً مهماً، فبعد أن كانت الأفكار لها أصحاب غدت من دون مرجعية، ومشاعة بين الجميع، ولم يعد الناس يسألون عن أصحاب تلك الأفكار .من جهة أخرى قال المفكر التونسي: لقد اكتشف العرب أن الثورة أمر ممكن، وبأن العربي يمكن أن يوّلد ثورة، كما أن هذه الثورات يمكن أن تنتقل بين بلد وآخر، ومن داخل الوطن العربي إلى بلدان العالم، أي من الأطراف إلى المركز .وميز د . لبيب في قراءته أربع ظواهر رئيسة في الثورات العربية، وهي المفاجأة المعرفية، وحيث فاجأت الثورات الجميع بمن فيهم المفكرون العرب أنفسهم كنا نتوقع ثورة، لكننا لم نكن ننتظرها وأكثر ما كنا نتوقعه هو الإصلاح، وهو ما يجعل هذه الثورات فرصة نادرة لإعادة بناء المعرفة العربية والمفاهيم والمقاربات المتعلقة بها .الظاهرة الثانية بحسب د . لبيب هي ارتباك المثقف العربي أمام الثورات، ورأى أن السبب يعود إلى سيولة الوضع المعرفي العربي قبل الثورات، حيث كان المثقف ينتقل من قناعة إلى أخرى، ومن نسق إلى آخر، من دون أن يراجع ذلك .الظاهرة الثالثة التي رصدها د . لبيب هي استعجال شرعية المعرفة وسلطتها، ورأى أن المثقف يجب أن يبقى مثقفاً نقدياً، وألا يسعى إلى تكريس نفسه كسلطة .والظاهرة الأخيرة كانت بحسب د . لبيب هي الفرق بين الميدانيين والخطابيين، ورأى أن تلقائية الثورة يجب ألا تنسينا نضالات أجيال من المثقفين، واعتبر أن الحاجة تبدو ماسة لوجود نخبة تنتجها الثورة، وهو ما يتطلب برأيه نقد النخب القديمة، وعلى النخبة الجديدة أن تبني خطاباً معرفياً يصوغ طموحات الناس، وأن تبقى النخبة الجديدة أمينة للفكر النقدي، وختم بسؤال: هل يمكن للمثقف أن يبقى نقدياً بعد أن يصبح في السلطة بعد الثورة؟
Culture
ضمن الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف الذي يتواصل اليوم، افتتح عبدالله بن محمد العويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة أمس الأول فعاليات اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف في مكتبة الشارقة العامة، حيث ألقى كلمة الافتتاح التي دارت حول أهمية الاحتفال بهذا اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، كما قام بتسليم جوائز الإبداع الأدبي للقصة والمسرحية والشعر والنقد الأدبي العربي للفائزين بها عن هذا العام من الدول العربية المختلفة، وألقى خالد عبدالحق منصور قصيدة بعنوان منارة علم نعمت رباك بهذه المناسبة ضمن فعاليات الاحتفال.كما أقيمت ورشة عمل عن تطور صناعة المعلومات وتأثيراتها على المنطقة العربية قدمها كل من الدكتور شوقي سالم من مركز الاسكندرية للوسائط الثقافية والالكترونية ومعه طارق أحمد الحداد من شركة انتبرايز للمعلومات وصاحبهما أسامة فودة من مدينة دبي الإعلامية ممثلاً لشركة بروكويست العالمية، حيث دارت محاور هذه الورشة عن صناعة المعلومات عالمياً وتطوراتها المستقبلية بالإضافة الى إدارة هذه النظم واستغلالها في إدارة النظم المكتبية الكترونياً وبناء وتطوير المحتوى الإلكتروني للمكتبات.وأشير في هذه الورشة الى بعض قواعد المعلومات الأدبية والاجتماعية والهندسية ذات المحتوى الإلكتروني العربي وأساليب تناول المعلومات من خلالها وكيفية التعامل الكترونياً مع مراكز تجميع أوعية المعلومات المطبوعة والإلكترونية للإنتاج العربي بالإضافة الى قواعد التدريب والصيانة والدعم الفني والتقني للنظم والأجهزة المكتبية، كما قدم شرحاً وافياً عن كل موقع من مواقع البيانات المكتبية وكيفية الوصول الى المعلومات من خلاله بالإضافة الى المحتوى المعلوماتي واللغة المستخدمة في البحث ومخرجاته وكيفية استخداماتها بالتأكيد على موقع المكتبي للمعلومات والأنماط التي يدعمها، وتم التعريف بالمؤسسات التي تدعم المعلومات وتحدثها ويتم التعرف من خلالها الى قواعد البحث والمجالات البحثية بها ونوعية أوعية المعلومات من دوريات وأوعية الكترونية وتقارير وإحصائيات. كما أكد الدكتور شوقي سالم على المحتوي الفكري الإلكتروني وإنتاجه العالمي والعربي ومجالاته الفكرية في دراسة حالة كما بين نشأة أشكال المحتوى الإلكتروني الذي أدى الى نشأة المكتبة الإلكترونية ومكوناتها الفكرية والبشرية والقواعد الإلكترونية التي يتم من خلالها تنمية المجموعات وتحديثها.كذلك أشار الى النظم والبرامج المعربة وقواعد البيانات المستخدمة في تغطية كافة المجالات المعلوماتية والبحثية وكافة المعلومات الفنية، الإدارية، المالية، والإدارة الإلكترونية ومراكز الأرشفة الصحافية ومراكز المواد السمعية والبصرية بكافة أشكالها المختلفة والمتطورة بما يهدف الى تطوير المكتبة العربية ومراعاة لكافة المواصفات العالمية المطبقة مع النظم الإلكترونية، بالإضافة الى تطبيق أحدث برامج الإعداد ولغات الحاسب وتقنيات الإنترنت.وتم إعلان بيان بأهم الناشرين العالميين للمحتوى الإلكتروني بالإضافة الى الأدوات المساعدة في عملية التطوير الإلكتروني والأدوات المساعدة له من خلال بيان مراكز تجميع الوثائق العالمية والمعتمدة على أحدث محركات البحث.كما قام مدير عام دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة بافتتاح مهرجان الطفل في مكتبة الشارقة حيث قدمت مدارس الشيماء، الخان، النخيلات، النوف والبطحاء، العديد من العروض الشائقة والرسم لطلاب المدارس التي لاقت تفاعلاً كبيراً واستحساناً من الحضور والمشاركين.وعلى هامش احتفالات الأطفال قدم فرج بن جمعة بوزيان من الرابطة الإماراتية للسكرابل فعالية مهارات استخدامات اللغة العربية للطفل. وفي ختام هذا الاحتفال تم توزيع الجوائز والشهادات على طلاب المدارس والمشاركين في الأنشطة المختلفة.
Culture
تواصلت صباح أمس في دار الندوة في منطقة الفنون في الشارقة فعاليات الدورة الخامسة من (لقاء مارس 2012) الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون بعقد عدة ندوات ناقشت مواضيع متنوعة مثل أهمية الموقع بوصفه مختبراً وهاجساً يؤثر في العملية الإبداعية للفنان والفنانون والجمهور وإقامات الفنانين الفنانون الجوالون .شارك في الندوة الأولى كل من خليل عبد الواحد مسؤول الفنون البصرية في هيئة دبي للثقافة والفنون وياسوكو ايمامورا (اليابان)، لو جي (الصين) وآدم سوثيرلاند من انجلترا .كما بحثت الندوة في العلاقة بين المنظمات والفنانين وأهمية التبادل الثقافي المحلي والدولي .وحلل خليل عبد الواحد برنامج إقامة الفنان الذي ترعاه هيئة دبي للثقافة والفنون ويقام في البستكية التراثية بالتعاون مع آرت دبي ودولفينا فاونديشن حيث يعمل ثلاثة فنانين عالميين من الجزائر ومصر وتركيا على ثلاثة مشاريع كبرى خلال استضافتهم في برنامج الإقامة في دبي لمدة ثلاثة أشهر، ومن المتوقع لمشاركات هؤلاء التي تجمع بين فنون الفيديو آرت و التراكيب والصور أن تقدم ملمحاً معاصراً لحركة المكان في ضوء استفادة الفنانين من الحرية الممنوحة لهم في تلك البيئة .وناقش ياسوكو ايمامورا برنامج طوكيو وندر وهو فضاء ابداعي غير ربحي تأسس عام ،2001 أما آدم سويثرلاند فتحدث عن مجموعة من البرامج المماثلة في المملكة المتحدة .وشارك في ندوة الفنانون والجمهور ميشيل ديزمير من المتحف العربي للفن الحديث في قطر ولويس هوي من متحف الفن الحديث في تايوان وعبد الجعبة مركز خليل السكاكيني، فلسطين وأمل خلف من مشروع شارع إدجوار في المملكة المتحدة .وناقش المنتدون مجموعة من النتائج في ضوء تنامي وسائل الإعلام الجديدة من خلال مؤسساتهم الخاصة، وقدمت في الندوة بعض المقاربات التي نشرت لجعل الفنانين يقيمون تواصلاً أكثر حميمية مع الجمهور .ومن المسائل والقضايا التي تم طرحها في الندوة كيف يمكن لمؤسسة فنية أن تبني جمهورها وتوسعه؟ وما الدور الذي يمكن أن تلعبه الأقسام التعليمية في المتاحف في هذه العملية؟ وكيف يتم تحويل هذا الدور من خلال تبني استراتيجيات تربوية من قبل الفنانين وممارساتهم لإشراك الجماعات التي لا تدخل عادة إلى فضاءاتهم؟أما ندوة أنماط إقامات الفنانين فأدارتها القيمة والفنانة نور السويدي، بحثت في مهمة الممارسة الفنية وكيف يمكن ايجاد فرص لإقامات الفنانين، كما ناقشت إحدى الجلسات تحت عنوان (الفنانون الجوالون) التي شارك فيها كل من: سما الشعيبي من جامعة اريزونا الأمريكية والفنانة بسمة الشريف وشيلا كاميرتش وزياد عنتر ونيكولاي سكيوم، وناقشت مسألة التطورات والتوسعات السريعة للبنية الثقافية والفنية لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا ومجتمعاتها .
Culture
أعرب عبدالرحمن العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع عن بالغ سعادته بجمهور المسرح كماً ونوعاً الذي يواكب مهرجان أيام الشارقة المسرحية، هذا القلب النابض للمسرح .وأضاف العويس عقب حضور حفل افتتاح أيام الشارقة المسرحية لولا الدعم المادي والمعنوي والابداعي من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لما أصبح المسرح رائداً في المجال الثقافي، وخير دليل على ذلك هذه المسرحية الحجر الأسود التي نرى فيها اضافة نوعية للمسرح الإماراتي والعربي، ومن دواعي الفخر أنها من تأليف صاحب السمو حاكم الشارقة كونها أيضاً سابعة أعمال سموه المسرحية .وقال: ان عطاءات صاحب السمو حاكم الشارقة للثقافة عامة والمسرح خاصة، وضاءة كالشمس، ويتجلى ذلك في الهيئة العربية للمسرح ونشاطها، اضافة إلى مهرجان أيام الشارقة المسرحية والحراك المسرحي في أقطار عربية عدة، الذي ما كان له أن يتم لولا الدعم المادي والخبرات الفنية التي يوفرها سموه له .وأضاف: ان تعاون كل الجهات الرسمية والأهلية المعنية بالمسرح يشكل عاملاً أساسياً اضافياً في هذا النجاح، وأعرب عبدالرحمن العويس عن أمله في أن يشهد الواقع الثقافي والفني العربي الازدهار لأن الثقافة والفن يشكلان انعكاساً للواقع الذي نحياه .
Culture
القاهرة - "الخليج":تقام الدورة 46 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في الفترة من 28 يناير إلى 12 فبراير ،2015 بمشاركة عدد كبير من المبدعين العرب والأجانب، حيث تتبنى هيئة الكتاب مشروعاً جديداً بعنوان "الكتاب هديتك" بهدف أن يكون الكتاب ضمن ذهنية المواطن عند شراء هدية، في حملة تنطلق مع بدء المعرض، في دورته التي تتخذ من "الثقافة والتجديد" محوراً رئيسياً، بجانب الاحتفاء بالشيخ "محمد عبده" شخصية المعرض لهذه الدورة، والمملكة العربية السعودية ضيف شرف المعرض .
Culture
الشارقة - "الخليج":يدرس النقاد العلاقة بين المسرح والتشكيل انطلاقا من فكرة تصميم الصورة بين هذين المجالين الفنيين، فهناك دراسات تحت عناوين مختلفة مثل: "التصور التشكيلي للمسرح"، و"المعادل التشكيلى المرئي في العرض المسرحي" وغيرهما .والمهم في هذا الموضوع التأكيد أن العلاقة ما بين التشكيل والمسرح تعود إلى زمن بعيد، يمكن تلمسه منذ نشأة المسرح الإغريقي والروماني في النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد، وفي عصر النهضة برز الاهتمام جلياً بالمعمار المسرحي، أما في القرنين السابع عشر والثامن عشر، فصار للمنظر المسرحي استقلاله مع بروز فن الأوبرا، ومع ظهور التعبيرية كمدرسة فنية، ومن الملاحظ في هذا السياق الإشارة إلى أن بداية مرحلة الستينات شهدت نقطة التقاء بين المسرح والتشكيل، فتداخلت العلاقة مع الفنون الحديثة، مروراً بظهور المفاهيمية وفن التشكيل بالجسد، والفنون الأدائية عموما، فلم تعد العلاقة قاصرة على الديكور والملابس والملصقات الدعائية، بل تجاوزت هذا إلى علاقة وطيدة دخل فيها التشكيل عمق الفن المسرحي .الناقد المغربي محمد ربيعة يدرس هذه العلاقة بين هذين المجالين انطلاقا مما يسمى (فن الديكور المسرحي) الذي شهد المسرح ولادته منذ النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد، خاصة تلك المناظر التي قام بتنفيذها فيتريفيوس، كما يعرفها تلامذة قسم الديكور في معاهد المسرح المنتشرة عبر العالم .وانتشرت المناظر المسرحية في أوروبا من خلال أعمال أفراد "عائلة ببينا" الذين يعدون واضعي أسس فن المناظر، وامتازت أعمالهم بالطرز المعمارية الدقيقة والقرب من الواقع وتأثيرات المنظورات التي استخدمت كوسيلة للإيهام بالواقع، حيث يؤكد محمد ربيعة أن رسومات المناظر الطبيعية في حينه قد ارتبطت بكل الحركات والمدارس التي شهدها حقل الفنون التشكيلية من حيث إن هذا التأثر كان يعكس طبيعة الإبداع المسرحي ويحدد المدرسة التي تنتمي لها المسرحية ويجعل منها عملاً مندمجاً في عصرها الثقافي والفكري .في المسرح جرى تأثيث الفضاء السينوغرافي، وفق تصور تشكيلي مصمم بحرفية عالية، وعربياً نجح كثير من المخرجين المسرحيين الذين جاؤوا من خلفية تشكيلية بتقديم فضاءات تجسد العلاقة وجدل العلاقة بين المسرح والتشكيل بوصفها علاقة ترتبط بمفهوم الصورة أو المشهد البصري، حتى إن بعضهم يرى أن السينوغرافيا ما هي إلا تشكيل للصورة المسرحية . كما أن مفردة التشكيل هي فرع من فروع الفنون المرئية التي تتناغم مع رؤية بصرية ملموسة تحتاج لحيز أو مكان، غير أن الناظم لهذه العلاقة هو الدراسة العميقة التي لا تلغي في نهاية المطاف تقديم مشهدية تخدم النص المكتوب أو تتقاطع معه .بعض الطروحات تعتبر التشكيل والمسرح مركباً إبداعياً واحداً، وهي علاقة متنوعة ومتباينة وقائمة في عدة مستويات، كما أن هناك من يعتبر أن العالم البصري في المسرح هو عالم أوسع مما هو في اللوحة، وفي الإطار ذاته ثمة قراءات تعتقد بترابط وتداخل الفنون جميعاً كما هي أعضاء الجسم، وأن دلالة أي عمل فني لا يمكن فهمها من دون توفر ثقافة معرفية بمعنى الفن وملمحه البصري، وتلك العلاقات التي تشكل في مجملها رؤية جمالية، تعيد صياغة العالم وفق غنائية يمكن تلمسها من خلال التناغم البصري والتشكيلي، وتداخلات اللون والرمز والإيحاء وهكذا .
Culture
على هامش العرض الافتتاحي الأول لمهرجان أيام الشارقة المسرحية في دورته الثامنة عشرة التقت الخليج رئيس لجنة التحكيم هشام رستم الذي أبدى إعجابه بمسرحية النمرود على مستوى النص والإخراج فقال: لقد مكن النص الذي ينطلق من قراءة تاريخية لتسليط الضوء على ما يحدث في الواقع الراهن، من خلال الشكل الميثولوجي، المخرج من تشكيل لوحة بصرية جميلة عبر استخدامه لتقنيات مسرحية عدة لإظهار دلالات ومعاني النص، من خلال رؤيته التي هي اختيار فني خاص، وقد تمكن فريق العمل من ممثلين وفنيين من انجاز مقترحات المخرج الجمالية للخروج بعمل مسرحي فيه كل عناصر الفرجة المسرحية بشكل جذاب وجميل.وأبدى رستم إعجابه الشديد بالدور الذي تلعبه الشارقة على مستوى المسرح العربي من خلال المهرجان أو من خلال رعايتها للفعاليات المسرحية الكثيرة كتأسيس الهيئة العربية للمسرح وإطلاق اليوم العربي للمسرح فقال: لقد أصبح ملموساً ذلك التحول الذي حصل على خارطة الحراك المسرحي العربي، فلم يعد المسرح حكراً على المراكز المسرحية العربية التقليدية كالقاهرة أو دمشق بل نحن نشهد اليوم اهتماماً ملحوظاً بالفن والمسرح في الإمارات عموماً، وفي الشارقة على وجه الخصوص من حيث اهتمامها بتنشيط دور المسرح على المستوى المحلي والعربي، وهذا ما تؤشر عليه الصروح المسرحية الموجودة والاقبال الكبير على عرض الافتتاح وحماسة الجمهور وحبه للمسرح.ونوه رستم بالفضاء التعددي الفريد الذي تشكله الإمارات كنموذج فريد في الوطن العربي فقال: تشكل الإمارات فضاءً تعددياً فريداً في الوطن العربي حيث تمتزج الثقافات والحضارات مما يسهل التواصل مع الآخر، وهذا يشكل خزاناً كبيراً للأفكار والفنون كي تنطلق نحو العالمية، وهذا ما نؤكد عليه بقوة تحول الامارات الى مركز استقطاب عالمي لفعاليات ثقافية وفنية عربية وعالمية من خلال الأنشطة والفعاليات والمعارض المقامة في الإمارات.
Culture
الشارقة: محمدو لحبيب أقيمت في قصر الثقافة، أمس الأول، الأمسية الشعرية الثانية من فعاليات مهرجان الشعر العربي في دورته السادسة عشرة، بحضور عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة، ومحمد البريكي مدير المهرجان، مدير بيت الشعر، وضيوف المهرجان من الشعراء وجمهور غفير، وقدّمتها الإعلامية الإماراتية صفية الشحي.افتتح الأمسية الشاعر السعودي أحمد عبدالله التيهاني، الذي قدّم عدة قصائد من بينها: «بي عنك» تميزت بلغتها الشفيفة وصورها الرومانسية التي تستجلي معاني الحب وتأويلاته فقال فيها:بي عنك تستدني الشمال وليس لكْ وتظن أن الحب نجم في فلكْفتذيب نور الروح في أفلاكه مستشرفاً تأويل نجم أمهلكْوتريق من عينيك ماء كالندى لتمد شرياناً إليها.. أملكْثم واصل التيهاني ليقرأ قصيدته «طعم كفيها»، و«ملاك» التي قال فيها:كلما فاح صباهن عبيرا/ وابتدرن الحقل يبذرن الحياة/ كنت فوق العطر/ فوق الحقل/ فوق الحلم في أسرار همسات الصبايا العاشقات/ فوق ما توحي به الأيام من أسرار آتيها/ وفوق الأمنيات/ فوق ما أسررتُ للزهرات حين الجهر/ ما أعلنتُ للغيمات وقت السر/ فوق السَاهمات اللائي أعياهن لغز الحب إذ يلجأن للعراف/ ما العراف إلا هن عند البوح بالأسرار/ ما الأسرار إلا هن حين العشق. الشاعرة الإماراتية بشرى عبد الله، افتتحت قراءاتها الشعرية في الأمسية بالأبيات التالية:وحيداً على شرفة الغيم كنتُ أوزّع حلمي على العابرينفلا الحلم يشبهني في منامي ولست أشابهه في اليقينفما الحلم كيف تمدد فيّ وفيّ يضيق اتساع الحنينوقرأت بعد ذلك قصيدتها «على نصل الخناجر»، التي صورت من خلالها تيه الشعر في ظل انكسارات الوجدان وقالت فيها:لا شيء يختصر المسافة بين قافيتي/ وبين الغيم في شفة الحروف/ إذا تناسلت الرعودُ ببعض بوحي/ جادت الغيمات بالآهات والرعشات/ ضجت بالوعود/ لا شيء يختزل انكساري/ حين تاه الشعر في تبّانتي/ والشمس تجري خلف أحزاني. وللشعر والشعراء أنشد الشاعر الأردني محمد حجازي قصيدته «في ظلال الأمير» التي قال فيها: عَلى رَبوَةٍ للحُسْنِ حَطَّتْ مَنازِلُ يُطَوِّقُها مِن كَوْثَرِ الخُلْدِ ساحِلُوَيعْبَقُ مِن أَنفاسِها بَوْحُ نَشْوَةٍ وَحُمّى شِفاهٍ أَضْرَمَتْها الأَنامِلُمَنازِلُ مِن عُرْي القُرى وَهيَ طِفْلةٌ تَنامُ بِحُضْنِ الفَجْرِ وَالّليْلُ غافِلُتُعِدّ أوانيها مِن الصُبْحِ وَالنَّدى وَتُعْتِقُ حُلْماً أرْهَقَتْهُ السَلاسِلُويضيف حجازي في قصيدته تلك مُحدِّثا عن مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكيف يرقى بالشعر إلى سموات لا تنالها الكلمات العادية، وكيف يكون ذاك المدح لأعظم ممدوح شهداً مقطراً تتعافى به الروح من علقم الجهل فيقول:مَدَحْتَ رَسولَ اللهِ شَهداً مقطراً تَعافى بِهِ مِن علقم الجهل جاهِلُوَفي كُلِّ وادٍ هِمْتَ تُزْجي ظِباءَهُ وَفي كُلِّ قلب مِنْ سَحابِكَ هاطِلُ رابع الشعراء في الأمسية كان السوداني أسامة تاج السر، الذي اختط بلغته معاني جديدة، تصور حالات من الدهشة العبقة بعطر اللغة الشفيفة، يقول في قصيدته «كجذور الغمامة في النبع»:تقول العصافير للنهر: وهي تُنَمْنِمُ جُلبابَها من عبير الحقولِ/ مُداعِبةً موجَهُ/ نلتقي بعدَ وَجْدْ/ يُصبِحُ النَّهرُ مرآةَ عاشقةٍ/ لا يُغبِّرُها البعدُ، يُسرجُه الشوقُ جزراً ومَدْ.وفي قصيدته «عطر حبيبتي والنهر» يصور حالة عشق فريدة بينه وبين حبيبته التي تتخذ «فوضاها» تشبيهات تناسب النهر فيقول: لحبيبتي فوضى تناسِبُ ما يقولُ النَّهرُ/ علَّمها/ إذا فرحتْ ترُشُّ الشوقَ تحتّ الحاجبينْ/ والزَّهرُ علَّمها/ إذا غضبتْ ترشُّ العطر في عيني/ لِتَجريَ من جفوني دمعتينْ/ وأنا مُعلِّمها نشيدَ الحُبِّ/ لا كالنَّهرِ/ لا كالزَّهرِ/ لكنْ بين بينْ.ختام الأمسية كان مع الشاعر المصري حسن عامر، الذي أنشد من قصيدته «أريد لهذه الأشياء أن تبقى» قائلاً: أيها القمرُ البعيدُ أضئْ/ ويا ريحُ افتحي شُبَّاكَ محبوبي/ ويا ليلُ اتَّسِعْ للعاشقينَ/ ويا غمامةُ بَلِّلِي كلَّ القلوبِ.ويمضي مسترسلاً في بوحه الشعري قائلاً في قصيدة أخرى بعنوان «عزلة»:أصاحبُ مقعداً خشبياً انكَسَرَتْ له قدمٌ/ فَقَرَّرَ أن يقاومَ جاذبيتَهُ/ وظلَّ مُعَلَّقَ الأطرافِ مُنْتَظِرًا/ يُحدَّقُ في أسىً وثباتْ.عقب الأمسية وقع الشاعر التونسي المكرم في هذه الدورة، نور الدين صمود، ديوانه الجديد (من المغارب إلى المشارق)، وهو ديوان يعكس بلغة جذابة كثيراً من المعاني التي لامست وجدان الشاعر من خلال تجربته الشعرية الطويلة، ويعكس صوراً إنسانية واجتماعية مرتبطة بالأمة وصيرورتها.
Culture
الخرطوم: محمد ولد محمد سالم افتتح يوم السبت الماضي في العاصمة السودانية «بيت الشعر في الخرطوم» بحضور رسمي وجماهيري واسع، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وهو السادس ضمن سلسلة بيوت الشعر التي ترعاها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وتقدم الحاضرين الطيب حسن بدوي وزير الثقافة في السودان، وعبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، ورشيد هارون وزير الدولة بوزارة الثقافة، وأسامة فيصل علي وزير الدولة بوزارة الاستثمار والبروفيسور محمد أحمد سلمان مدير جامعة الخرطوم، ومحمد القصير مدير الشؤون الثقافية في الدائرة، ومحمد البريكي مدير بيت الشعر، والدكتور الصديق عمر الصديق مدير بيت الشعر في السودان، وعدد من الرسميين وجمهور كبير من الشعراء والكتاب والمثقفين والإعلاميين.انطلق الحفل بمسيرة من قاعة الشارقة في مبنى مركز الدراسات العربية والإفريقية في جامعة الخرطوم إلى بيت الشعر الذي يقع وسط مبانٍ لكليات ومعاهد عريقة، وبجوار معهد البروفيسور عبدالله الطيب الذي هو منصة ثقافية كبيرة، على إيقاع الموسيقى والرقص السوداني الأصيل، وعند باب بيت الشعر استقبل الوفد الرسمي بإنشاد أشعار حماسية لأبي الطيب المتنبي، واستعرضوا لافتة المدخل التي كتب عليها «بيت الشعر نبض النيلين» وتحتها أبيات للشاعر محمود محمد حسن.وكان لهذه المسيرة بعد رمزي فالقاعة أمر ببنائها صاحب السمو حاكم الشارقة سنة 1983، لتكون حاضنة لأهم الأنشطة الثقافية والشعرية في الخرطوم، وظلت منصة ثقافية مهمة إلى اليوم، ويأتي بيت الشعر في الخرطوم ليربط الماضي المستمر بحاضر مستجد في مجال دعم الثقافة في السودان.ويضم بيت الشعر في الخرطوم عدة غرف وقاعات للأنشطة، ومكتبة زاخرة بكل أطياف الشعر العربي وقسمت إلى أجنحة، وكل جناح باسم شاعر من شعراء السودان الكبار، وتزين جنباتها لوحات خطية وفنية تتخذ من الشعر والشعراء موضوعا لها، وتتصدر المكتبة مجموعة كبيرة من إصدارات "ثقافية الشارقة».بعد الافتتاح انتقل الوفد إلى خيمة بساحة جامعة الخرطوم، وقدّم الصديق محمد الصديق كلمة رحب من خلالها بوفد الشارقة قائلا: «أهلا ببيت الشعر في بيت الشعر، لأن السودان بيت شعر كبير، وقد كان الشعراء فيه لفترة طويلة يبحثون عن بيت للشعر تنطلق منه مواهبهم ويراعى فيه إبداعهم، وها هي «ثقافية الشارقة» بناء على توجيهات سموه تطلق هذا البيت.وقال عبدالله العويس الذي عبر عن سعادته بهذه الزيارة، وثمن علاقة الأخوة والترابط بين الإمارات والسودان وقال: «لمّا كانت حلقات التواصل متعددة بين شعبي هذين البلدين، ومن منطلق التواصل الثقافي العربي المشترك، كان لمبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة في تأسيس بيوت للشعر في أقطار الوطن العربي، الصدى الأخوي الإيجابي الذي سمعناه في الخرطوم لهذه المبادرة».وأضاف: «لقد حرص صاحب السمو حاكم الشارقة على أن يكون السودان إحدى محطات المرحلة الأولى لتنفيذ المبادرة لما له من ثقل ثقافي وأدبي، وحضور لافت في المشهد الثقافي العربي».وشكر العويس وزارة الثقافة وجامعة الخرطوم على تعاونهما الكبير في سبيل تنفيذ هذه المبادرة التي ستسهم في رعاية المواهب الشعرية الشابة، وستعمل على تقدير روّاد الشعر في السودان.بدوره رحب وزير الثقافة السوداني بوفد الشارقة، وقال: «أوجه التحية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لهذا العطاء في هذا الوقت المهم من تاريخ أمتنا، لأنه بهذه المبادرات التي يقوم بها يوجِد مساحات للثقافة وفرصا للإضاءة والتنوير، وفرصة لتقديم أنفسنا إلى العالم بشكل يليق بأمتنا».بدوره قال مدير جامعة الخرطوم: «إن بيت الشعر سيكون رافدا من روافد اللغة العربية والأدب في السودان، وتعهد بأن الجامعة لن تألو جهداً في دعمه من أجل بلوغ أهدافه النبيلة».شهد حفل الافتتاح إلقاء قصائد لاثنين من أعمدة الشعر في السودان هما: عالم عباس الذي قرأ «صلوات في ليل المعراج» وروضة الحاج التي قرأت قصيدة كانت أهدتها سابقاً إلى الشارقة، واستذكرت بهذه المناسبة علاقتها بالشارقة قائلة «يسعدني أن أكون جزءا من هذا العرس الكبير، وأن يصبح للشعر في هذا البلد بيت يأوي إليه الشعراء والشاعرات، وأقدر كثيرا المجهودات العظيمة والأفكار الباذخة التي ظل صاحب السمو حاكم الشارقة، يرفد بها خريطة الشعر والأدب فأزهرت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج على امتداد الخارطة العربية».
Culture
يفتتح اتحاد كتاب وأدباء الإمارات - فرع أبوظبي موسمه للعام 2015 - 2016 باحتفالية ثقافية فنية، وذلك عند الساعة السابعة والنصف من مساء بعد غد في مقره بالمسرح الوطني.يتضمن برنامج احتفالية الافتتاح معرضاً تشكيلياً تحت عنوان «الوطن-الإمارات» يشارك فيه 25 فناناً من الإمارات والوطن العربي بأعمال متنوعة، يعقب ذلك أمسية موسيقية تضم عزفاً منفرداً للإماراتيين محمد مرشد عازف السكسفون، والشاعر الشاب خالد الشعيبي على آلة العود، بالإضافة إلى الشاعر الإماراتي المعروف كريم معتوق الذي يقدم مجموعة من قصائده. ويقدم الاتحاد ركناً تعريفياً خاصاً بالكاتب والمفكر المصري «لويس عوض» الذي يحتفل به الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب شخصية ثقافية لهذا العام بناء على اقتراح اتحاد الكتاب وأدباء الإمارات.
Culture
الشارقة: «الخليج» عقدت دائرة الثقافة في الشارقة اجتماعا أقرت فيه برنامجها السنوي الخاص بالمهرجانات والملتقيات الدائمة، والذي يمثل انطلاقة فكرية نوعية و ثقافية متميزة، حيث يبدأ الموسم في شهر سبتمبر/ أيلول 2018 ويستمر حتى حتى يونيو/ حزيران 2019، وذلك استمراراً لدور الشارقة الريادي والتفاعلي في رفد المشهد الثقافي المحلي والعربي والعالمي.قال عبدالله العويس رئيس الدائرة: «يضم البرنامج العديد من الأنشطة والفعاليات للإدارات والأقسام في الدائرة وهي: الشؤون الثقافية، المسرح، بيت الشعر، مركز الشارقة للشعر الشعبي، الدراسات و النشر، المنطقة الشرقية». وأضاف: «تعمل الدائرة وفق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتنفيذاً لتوجيهاته في رفد الساحة الثقافية وبناء الفكر الإنساني بالمعارف، والارتقاء بنتاج الأدب والثقافة والفكر بما يثري الفرد، ويعزز مكانته الفكرية والثقافية في المجتمع، فهي تصبو من خلال البرامج والأنشطة إلى مواكبة المشهد الثقافي في المنطقة العربية، ومتابعة الأدب الإنساني في العالم من خلال الإنتاج الفكري والأدبي، ومن خلال الإصدارات والأنشطة الفاعلة التي تشرك فيها جميع شرائح المجتمع بمختلف اهتماماته الثقافية».وأشار العويس إلى أن الدائرة تنظم عدداً من البرامج الثقافية الشهرية والسنوية التي تتضمن ورش العمل والدورات الفنية، والمعارض، والأمسيات، والمحاضرات، والندوات، والملتقيات الشعرية والقصصية والروائية، والندوات الثقافية والعروض المسرحية، إضافة للعديد من الجوائز في كافة حقول الإبداع عبر برامج جديدة تأتي نتيجة لتقييم ماتم طرحه في دورات سابقة بالإضافة لدراسة اقتراحات الشرائح المجتمعية واحتياجاتها المعرفية، وتنفيذاً لتوصيات وقرارات الملتقيات التخصصية وإقامتها في بلدان عربية مختلفة، للوصول إلى المثقف والمبدع العربي.وختم قائلاً: «إن الشارقة من خلال المهرجانات التي تقام بمعدل مهرجان كل شهر في بيوت الشعر العربية، مثلت منظومة مستدامة للفعل الثقافي ومحركاً لأدوات التفاعل الإنساني من خلال الشعر وانفتاحاً على مدارسه ومناهجه، بالتناغم مع الفرد وتشكله في المجتمع»، لافتاً إلى أن المهرجانات الشعرية في الشارقة هي استكمالٌ للمشاريع الثقافية، وتتويجٌ للجهد خلال العام، وتكريمٌ لقامات أسهمت بدورها في الساحة الشعرية.يبدأ برنامج الموسم الجديد في سبتمبر/ أيلول 2018 بفعالية ملتقى الشارقة للشعر الشعبي (شعراء من البحرين)، وملتقى الشارقة للسرد بدورته الخامسة عشرة الذي يعقد للمرة الثانية خارج إمارة الشارقة في مدينة الرباط في المملكة المغربية، ومهرجان مراكش للشعر العربي الدورة الأولى في المغرب، ومهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة.وفي شهر أكتوبر/ تشرين الأول يقام مهرجان المفرق للشعر العربي الدورة الرابعة في الأردن، يليه القوافل الثقافية في مدينة الذيد، وبمناسبة احتفالية مدينة وجدة عاصمة للثقافة العربية لعام 2018 ينظم بيت الشعر في تطوان فعالية ليالي الشعر في وجدة، بعدها ملتقى الشارقة للشعر العربي (شعراء من الأردن)، ثم مهرجان دبا الحصن الثقافي الدورة الثانية.تبدأ فعاليات شهر نوفمبر/ تشرين الثاني بمهرجان كلباء الثقافي، ومهرجان الأُقصر للشعر العربي في دورته الثالثة، ثم مهرجان الخرطوم للشعر العربي الدورة الثانية، يليهما احتفالات اليوم الوطني وأمسية يوم الشهيد الشعرية.أما شهر ديسمبر/ كانون الأول 2018 فيبدأ بمهرجان القيروان للشعر العربي بتونس الدورة الثالثة، ومهرجان الفنون الإسلامية من 19 ديسمبر/ كانون الأول 2018 حتى 24 يناير/ كانون الثاني 2019 الدورة (21)، ثم احتفالية بيت الشعر باليوم العالمي للغة العربية، يليها ملتقى الشارقة للشعر الشعبي (شعراء من سلطنة عمان)، ومهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي الدورة الرابعة، وجائزة الشارقة للنقد التشكيلي الدورة الحادية عشرة، ومهرجان الشارقة للمسرح الكشفي الدورة الثامنة.يستهل عام 2019 فعالياته في شهر يناير/ كانون الثاني بملتقى مليحة الثقافي الدورة الثانية، ومهرجان الشارقة للشعر العربي الدورة (17)، ومهرجان خورفكان المسرحي الدورة السادسة، والقوافل الثقافية في المنطقة الشرقية بشعار (سفر في الذاكرة.. تكريس للقيم).أما أنشطة فبراير/ شباط فتبدأ بمهرجان الشارقة للشعر الشعبي الدورة (15)، ثم القوافل الثقافية، يليها مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي الدورة (3)، ومهرجان نواكشوط للشعر العربي في موريتانيا الدورة الرابعة، ومهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي إضافة لملتقى الشارقة «16» للمسرح العربي.وفي مارس/ آذار تنطلق فعاليات مهرجان خورفكان الثقافي الدورة الرابعة، وورشة «فن الشعر والعروض» الدورة (11)، وحفل تكريم مؤلفي إصدارات الدائرة الدورة (9)، ثم ملتقى الشارقة للشعر العربي (شعراء من الكويت)، تليه احتفالية اليوم العالمي للشعر، ثم أيام الشارقة المسرحية الدورة (29)، وملتقى الشارقة للشعر الشعبي (شعراء من لبنان)، وأيام وادي الحلو للشلة الشعبية الدورة الرابعة.فيما يبدأ شهر إبريل/ نيسان بملتقى الشارقة للشعر الشعبي (شعراء من اليمن)، وملتقى الشارقة للشعر العربي (شعراء من البحرين)، وفعاليات الدورة (22) لجائزة الشارقة للإبداع العربي الإصدار الأول.ويشهد شهر مايو/ أيار انطلاق مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي الدورة (9)، وفي شهر يونيو/ حزيران ينظم مهرجان تطوان للشعر العربي الدورة (3).
Culture
اختتمت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي مشاركتها في معرض تونس الدولي للكتاب، وقد عقد مشروع «كلمة» للترجمة ثالثة ندواته التي نظمها على هامش المعرض. وقد تناولت الندوة الثالثة والأخيرة «دور مشروع كلمة في التّشجيع على القراءة»، لتؤكد النجاح الذي سجله «كلمة» في إحياء حركة الترجمة في العالم العربي، وإصدار ترجمات لقرابة الألف كتاب في مجالات المعرفة كافة عن أكثر من 13 لغة. ناقشت الندوة التي شارك فيها كل من الأكاديمي محمد علي اليوسفي، الدكتور حاتم الفطناسي، والدكتور المعز الوهايبي موضوع القراءة، ملقية الضوء على واقع القراءة في العالم العربي، وكيف أنها لم تستقرّ بعدُ في ثقافتنا العربيّة كمِراس يوميّ وثابت من ثوابت الحياة، واستقطبت الندوة اهتمام الأكاديميين والمثقفين والإعلاميين التونسيين والعرب الذين واكبوها بأعداد كبيرة، مشيدين بدور الإمارات في التشجيع على القراءة، ودعم صناعة الكتاب في العالم العربي، من خلال جملة من المشاريع الثقافية التي جعلتها منارة مشعة إقليمياً وعالمياً، بفضل الاهتمام الرائد بالعلوم الإنسانية والمعرفة بمختلف جوانبها، ويأتي مشروع «كلمة» في مقدمة هذه المشاريع، كمشروع رائد له الفضل في ترجمة مئات الكتب والمؤلفات سنوياً، وتقديمها للقارئ العربي في طبعات لائقة بلغته الأم؛ بهدف تشجيعه على المطالعة والقراءة وتنمية ثقافته، إلى جانب تحقيق الرؤية الاستراتيجية للإمارات الرامية لتطوير المشهد الثقافي، وتعزيز أواصر العلاقة مع دور النشر الأجنبية، وإيصال المنتوج الثقافي في العالم العربي إلى المحافل العالمية.أدار الندوة الإعلامي شكري الباصومي، طارحاً على المتحدثين بعض التساؤلات تشمل: ما جدوى القراءة؟، ماذا نقرأ؟، كيف نقرأ؟. وتحدث الأكاديمي محمد علي اليوسفي عن «تجربته في الترجمة» مبرزاً حالة الترجمة وواقعها قبل إطلاق مشروع «كلمة»، وأشار إلى الصعوبات التي يعانيها المترجم، وأشاد بقيمة وأهمية المشروع ودوره المهم في دعم المترجمين العرب. وتحدث الدكتور حاتم الفطناسي عن «القراءة ومقاصد النّشر»، وبدأ مداخلته بالحديث عن النشر الإلكتروني وأهميته في الوقت الحالي، وأوضح بأنّ الاهتمام بالنشر الإلكتروني لا يعني إهمال النشر الورقي، وإنما يأتي مكملاً له.أما الدكتور المعزّ الوهايبي، فقد تحدث عن موضوع «القراءة اللّعبيّة كاستئناف للكتابة»، مبرزاً دور الترجمة في سبر أغوار الكاتب الأصلي، والتوغل في أسراره، لتبدو في بداياتها كنوع من اللعب يصاحب لذة القراءة قبل الانطلاق في الترجمة، وأنهى الوهايبي مداخلته بتقديم عدة تفسيرات لهذه الحالة، وقارنها بألعاب عدة تبدأ على هذا النحو، ومن ثم تنتقل لحالة من الجدية والالتزام.
Culture
أصدرت الكاتبة سامية عيسى رواية جديدة بعنوان "خلسة في كوبنهاجن" عن دار الآداب البيروتية وتوقعها اليوم في المعرض بين الخامسة والثامنة مساء . وتحكي في روايتها الجديدة عن حالة الشتات الفلسطينية التي دفعتهم للذهاب إلى أبعد نقطة من كوكب الأرض للبحث عن ملاذ إنساني آمن في اسكندنافيا . في ذلك الشتات الأبعد تتكون هوية شتاتية ثرية بتنوعها، لكنها تحمل سؤال العودة إلى أرض الأسلاف ويبدأ العمل على إنشاء رابط للفلسطينيين عبر الإنترنت يطلق عليه اسم "الشمال" كدلالة رمزية لبوصلة البحث عن الاتجاهات تبدأ من الشمال سعياً للخروج من المتاهة .يكون الحب في هذا "الرابط" أو أرض فلسطين الافتراضية الأساس الذي تبدأ منه البدايات الجديدة حين تبدأ الذاكرة تشح والرؤية يصيبها الغمام والقلوب يغشاها الانكسار في عالم تحول فيه الشتات إلى حالة وجودية كبرى .عمر العم المفقود لحسام يفقد ذاكرته إثر حادث سير في الولايات المتحدة الأمريكية ولا يتمكن من استعادتها إلا حين يعود إليه وجه أمه، ومن ثم وجه حبيبته إنعام على شكل وميض يعطيه القدرة على معرفة ذاته ومن يكون عوض تسول هويات زائفة، كذا حسام حين يحتار بين منى الدانمركية النشأة والفلسطينية القلب والهوى، وبين يارا اليهودية الأمريكية الباحثة البريئة في أوضاع الشتات الفلسطيني .شخصيات عديدة داخل المتاهة التي امتدت لتكبر وتبتلع الجميع، فالعالم لن يعرف السلام طالما صرخة الألم الفلسطيني معلقة لا تجد من يبلسم لها هذا الجرح العميق الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، حالة اللجوء ستتحول إلى حالة عربية وعالمية لا تقتصر على الفلسطينيين وحدهم، وستطال كل من سبب أو صمت أو تجاهل ما حدث للفلسطينيين، لتكبر المتاهة يوماً بعد يوم .
Culture
بلغ عدد الأيام الثقافية في مدينة الشارقة خلال عام 2009 وفق ما جاء في إحصائية أنجزتها إدارة التخطيط في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة 1621 يوماً، وقال عبدالله العويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام سنة تلو الأخرى تزداد عدد الأيام الثقافية مع ثبات أيام السنة إذ يتم افتتاح معارض فنية في فترة متقاربة زمنياً وعدد أيام كل معرض تتواصل تبعاً لطبيعة المعرض فنياً وهكذا دواليك بالنسبة للأنشطة الثقافية التنوعة، وأضاف العويس: هذا التراكم الثقافي بتنوعه يلقى صدى إيجابياً لدى الشرائح المجتمعية كافة لأنه يلبي الرغبات الثقافية المتنوعة ويراعي أوقات الجميع وسنعمل بشكل دائم وفق توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لتتحوّل الشارقة إلى مدينة حراك ثقافي متواصل ودائم لتبقى الشارقة عاصمة ثقافية عربية وإسلامية.وجاء في دراسة إدارة التخطيط أن الأيام الثقافية بلغت كالآتي خلال العام: معارض فنية فردية ،31 معارض فنية جماعية ،465 معارض تراثية ،21 معارض كتاب ،104 محاضرات ،83 ندوات ،52 ملتقيات علمية ،39 أمسيات شعرية ،27 أمسيات موسيقية ،6 ورش عمل ،125 دورات تدريب ،269 عروض مسرحية ،28 عروض سينمائية ،71 برامج أطفال ،56 برامج ثقافية ترويحية ،170 تنقيبات أثرية ،18 واحتفالات ،56 أما أكثر الأشهر التي شهدت أنشطة خلال العام فهي نوفمبر/ تشرين الثاني 320 نشاطاً، سبتمبر/ أيلول 782 نشاطاً، وأغسطس/ آب 260 نشاطاً.
Culture
بحضور محمد المر نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون وبلال البدور المدير التنفيذي لشؤون الثقافة في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، قدمت فرقة مسرح دبي الأهلي مساء أمس الأول على خشبة مسرح ندوة الثقافة والعلوم في دبي، وفي إطار فعاليات الدورة الثانية لمهرجان دبي لمسرح الشباب عرض عنمبر من تأليف طلال محمود وإخراج مروان عبدالله وتمثيل حسن يوسف وإبراهيم محمد واستمر العرض لما يقرب من 45 دقيقة.استطاع عرض عنمبر أن يجذب المتلقي قبل الدخول لمشاهدته، حيث جاءت المطوية التعريفية بالعرض لتثير خيالات واسئلة المشاهد، تقول المطوية عنبر.. عمبر.. عنمبر، كلمة ينطقها الناس بعدة أشكال، تسمع وتفهم بعدة معانٍ، وهنا في هذه المسرحية سوف نستخدمها ونشكلها من جديد، تقع أحداث المسرحية في عنبر غير محدد الهوية مع أشخاص غابت هويتهم وسط الحطام.هذا التقديم التعريفي للعرض يدفع إلى التساؤل حول مغزى الحدث عنبر غير محدد الهوية نتأهب للدخول في أجواء تذكرنا بمسرح يوجين يونسكو أو صمويل بيكيت أما مقولة أشخاص غابت هويتهم وسط الحطام، فتشعرنا بدورها أننا ازاء مأساة درامية.تنفتح الستارة وتصاحبها مؤثرات صوتية معبرة حيث نبدأ في مشاهدة العرض لنجد أنفسنا أمام ديكور بسيط. في الخلفية تقع حوائط بيضاء متحركة، وعلى خشبة المسرح كومة من الملابس القديمة بعضها مبعثر بصورة عشوائية على أرضية المسرح، وفي الأعلى ستارة سوداء يتخللها تشكيل لشبكة عنكبوت. وفجأة يخرج شخصان من وراء كومة الملابس ليصرخ أحدهما ألا يوجد سبيل للخلاص، ويبدأ الحوار بين هذين الشخصين واللذين يرتديان ملابس قديمة ومهلهلة توحي للمشاهد أنه أمام اثنين من المجانين.ويأتي الحوار في المقدمة بين البطلين حول الرغبة في الانعتاق من المكان الذي لا نعرف على وجه الدقة هل هو عنبر في مستشفى المجانين؟ أم حفرة عميقة وقعا فيها أم غرفة سجن أم معسكر اعتقال.. إلخ، المكان نكتشفه رويداً رويداً من خلال الحوار، المكان هنا ليس له أهمية.. ربما يشير في العمق إلى الذات الحبيسة وراء ماضيها وبين جمل معبرة عن العلاقة بين الشرق والغرب، وهنا ندخل في أجواء فكرية تتناول أسباب النهوض الحضاري وأسباب التراجع المعرفي ونسير بين جنبات التاريخ العربي من حديث عن عنترة العبسي إلى حوار عن أسباب خروج المسلمين من الأندلس إلى قيام أحد البطلين بإجراء حوار تخيل مع جورج بوش. وفي مشهد مؤثر يقوم البطلان بإعادة تمثيل اغتيال محمد الدرة منذ سنوات عدة.يتكامل الهدف من وراء النص عبر حوارات أخرى تتناول الواقع العربي الداخلي، فمن خلال أصوات للرصاص ومؤثرات صوتية توحي بالحرب والقتال يمسك أحد البطلين سيفاً ويرفعه في الهواء وكأنه يحارب طواحين الهواء، ونستمع إلى أغان وطنية وقومية، ويقول أحدهما لا نملك سوى الغناء، ويقوم بترديد مقاطع من أغنية الحلم العربي، وفي جملة أخرى لافتة يقول أحدهما اتفقنا ألا نتفق.وينتهي العرض بحوار بين البطلين حول الماضي والحاضر والمستقبل، أحدهما يرفض البقاء في وضع السكون داخل العنبر وتنفتح الحوائط الخلفية على طريق طويل يمتد إلى الأمام يذهب أحدهما إلى داخله بينما يظل الآخر يبكي ويصرخ ويتقلب عبر أداء جسدي معبر على كومة الملابس الموجودة على خشبة المسرح، ويأتي الختام ليستمع المشاهد إلى صوت فيروز وهي تغني للقدس.ولا يمكن لمتابع العرض إلا أن يطرح العديد من الاسئلة، وتدور في ذهنه علامات استفهام عدة، فالعرض يتقاطع فيه الحضاري بالسياسي بالاجتماعي، والرمز واضح بدءاً من عنوان العرض عنبر عنمبر عمبر الذي يشير إلى التشرذم العربي حتى على مستوى المسميات إلى اسم البطلين كُل منهما اسمه عنبر إلى جمل دالة ولافتة في الحوار إلى الاستخدام الجيد للموسيقا والديكور والاكسسوار إلى أداء خلاب لبطلي العرض.ان الاسئلة وعلامات الاستفهام تتدرج في هذا العرض من الإنساني العام إلى الهم القومي، مروراً بالواقع المعاش، فالتخلص من حالة السكون لن يكون إلا بالسير قدماً باتجاه المستقبل، والواقع لن يتغير بالعويل والبكاء، والأرض لن تتحرر بمجرد الغناء.لقد استطاع مخرج عرض عنمبر وكل العاملين فيه أن يشكلوا فريقاً متميزاً قدم لنا طروحات فكرية مميزة وفنيات مسرحية مبهرة، ونجحوا في تقديم عرض متكامل الأركان وظف كل مفردة مسرحية لخدمة رؤية المخرج وطرح المؤلف، ومرة أخرى نقول إن هذا العرض يبدو مغايراً لعروض أخرى قدمت في المهرجان، ويبشر بمواهب واعدة في التأليف والاخراج والتمثيل استطاعت عبر العمل الجاد أن تتجاوز الرؤية النقدية التقليدية التي كانت تتعاطف مع عروض عدة قدمت في المهرجان بوصفها عروضاً لشباب في مقتبل العمر.
Culture
يقول المخرج حسن رجب في تعليقه على فوز مسرحية سلوقي التي أخرجها بأفضل عمل متكامل في مهرجان المسرح الخليجي في دورته الحادية عشرة، إن وراء كل عمل مسرحي ناجح نصاً مسرحياً بديعاً، وينطبق هذا القول على نص سلوقي للكاتب إسماعيل عبد الله الفائز بجائزة أفضل نص في المهرجان، ولم تكن مسرحية سلوقي وحدها الفائزة لعبدالله في دورة هذه السنة، بل فازت أيضاً مسرحيته مجاريح التي مثلتها الفرقة القطرية المشاركة في المهرجان بجائزة الشارقة الكبرى للمسرح، في رصيد اسماعيل عبدالله الكثير من الجوائز حصل عليها خلال دورات متعددة من مهرجان أيام الشارقة المسرحية، وذلك عن نصوصه: البقشة، ميادير، بقايا جروح، ليلة مقتل العنكبوت، وكذلك خلال مهرجان المسرح الخليجي مثل: غصيت بك يا ماي، اللوال .تعود تجربة عبدالله في الكتابة المسرحية إلى مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، فهو من جيل الرواد الذي حمل على عاتقه مهمة تأسيس حركة مسرحية في الإمارات، وعن الرؤية التي سعى إلى إبرازها من خلال المسرحيتين، ووجهة نظره في تعامل الإخراج معهما، وتعليقه على رأي حسن رجب في سلوقي يقول إسماعيل عبد الله:حسن رجب رفيق درب تعاملت معه كثيراً، يعرف كيف يقرأ نصوصي قراءة إخراجية جيدة، ونحن نشترك في كثير من الأفكار وعلاقتنا تعود إلى الطفولة، وهذا التقارب يسهل التعامل بيننا، هو بتجربته الغنية استطاع أن يستنبط رؤى النص، ويضيف إليها من خلال اللعبة الإخراجية، وكان ذلك عاملاً حاسماً في نجاح المسرحية .وعن موضوع مسرحية سلوقي يقول عبد الله: لدي مشروع أشتغل عليه منذ فترة طويلة، قضيته المركزية هي الإنسان إماراتياً وعربياً، اسعى للتأكيد على قيمته وعلى الكرامة التي منحها الله له، والدفاع عن حقه في الحياة والعيش الكريم والسعادة، وكل مسرحياتي هي تفريعات لهذا الموضوع وغوص في معانيه وتفاصيله، وفي هذا الإطار تصب مسرحية سلوقي، كما تصب أيضا مجاريح، وهذه المرة الأولى في مهرجان الخليج للفرق الأهلية يقدم فيها عرضان مسرحيان لكاتب واحد، وقد أسعدني أن أحظى بهذه الفرصة، وهذا يعني هذا أننا منفتحون على بعضنا بعضاً ويأخذ كل منا من الآخر، وقد ترك عرض مجاريح انطباعاً جيداً لدى المشاهدين والمهتمين بالمسرح .وعن مستوى النصوص التي قدمت في هذا المهرجان يقول عبدالله: لقد أظهرت العروض المقدمة في المهرجان أن النص المسرحي الخليجي تطور كثيرا، وأن هناك انفتاحا على رؤى وأفكار جدية ومهمة تتعلق بالقضايا الإنسانية الكبرى، لقد عانى هذا النص في الماضي الانغلاق على نفسه لسنوات طويلة، واليوم تقدم فيه تجارب جيدة، مثلما فعل بدر المحارب في نص تاتانيا وهو العرض الذي قدمته الفرق الكويتية، وقدمت الفرقة العمانية عرضا لمسرحية مواء قطة لبدر الحمداني، شكل تجربة جديدة في التناول وكسر المألوف بتعرضه للمسكوت عنه . وبالنسبة للكتابة المسرحية الإماراتية يقول عبدالله: النص المسرحي الإماراتي حاضر بقوة في الساحة الوطنية والخليجية، وذلك بفضل كتاب مميزين من أمثال ناجي الحاي مؤسس النص المسرحي الإماراتي، وجمال سالم وجمال مطر والكتاب الجدد مثل حميد فارس وغيره، وأنا أرى أن من مقتضيات النجاح في العمل والإبداع فيه أن يسعى الكاتب إلى بناء نصه الخاص به، المنسجم مع ذاته ورؤاه وبيئته، ومن هنا فإن الكتاب الجدد عليهم أن يعكسوا هموم جيلهم وتجارب حياتهم بكل أبعادها المادية والنفسيةً .إننا في كتابتنا نقتدي جميعا بأستاذنا الأول صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أسس وقاد تجربة كتابة النص المسرحي في الإمارات، وطالما ظللنا نعتمد على هذه التجربة الخصبة، فلا خوف على النص المسرحي الإماراتي .
Culture
الهابيتوس أو السمت أو العلامة أو التطبع أو السجية أو العقلية التي توجه السلوك توجيهاً عفوياً وتلقائياً، وهو مجموع الاستعدادات الفطرية والمكتسبة والمتوارثة التي تعبر عن فاعلية الإنسان، في ظل شرط اجتماعي محدد، إنه مجموعة المواصفات التي نتوارثها بصفة مباشرة عن طريق التربية، أو بطريقة غير مباشرة، عن طريق الاستلهام.يُعد مفهوم الهابيتوس من أهم المفاهيم التي نحتها عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو، وأكثرها إثارة للجدل، منذ أن طرحه لأول مرة في كتابه نظرية الممارسة، ويعبر هذا المفهوم عن مجموعة الميول والتصورات التي يمتلكها الفاعل الاجتماعي، مضافاً إليها الاستعدادات والمكتسبات الأولية التي تنتج، ويعاد إنتاجها عن طريق التنشئة الاجتماعية والموروثات الثقافية والتبادلات المستمرة للخبرات الرمزية والمادية.إنه نسق من الاستعدادات المُكتسبة التي تحدد سلوك الفرد ونظرته إلى نفسه وإلى الكون، وهو أشبه ما يكون بطبع الفرد أو بالعقلية التي تسود في الجماعة، لتشكل منطق رؤيتها للكون والعالم. ووفقاً لهذا التصور، يعد «الهابيتوس» جوهر الشخصية والبنية الذهنية المولدة للسلوك والنظر والعمل، وهو في جوهره نتاج لعملية استبطان مستمرة ودائمة لشروط الحياة ومعطياتها عبر مختلف مراحل لوجود، بالنسبة للفرد والمجتمع.يرى بورديو أن الإنسان الاجتماعي يسلك ويتصرف وفق حتميات لاشعورية، أي دون أن يعرف لماذا يسلك على هذا النحو، ويتصرف على تلك الطريقة. ويمكن تفسير السلوك في منحاه هذا، على أنه ترجمة طبيعية، وعفوية لنظام من المعطيات، والعمليات السيكولوجية المتأصلة في عقل الإنسان، وفي نظامه الذهني الداخلي. وبالتالي فإن هذه المعطيات، تفرض على الإنسان أن يفكر، ويسلك ويتصرف ويتخذ ردود أفعاله بطريقة ما، تحت تأثير هذه المعطيات الذهنية التي تشرّبها منذ مرحلة الطفولة، فتشبّع بدلالاتها وقدرتها على توجيه السلوك بصورة عفوية لا تجد تفسيراً لها إلا في ذاتها وفي كينونتها الداخلية.
Culture
الشارقة - عثمان حسن: لا ثقافة من دون ذاكرة، ومن دون تاريخ وملمح يجسّد رصيدها الحالي، وديمومة ووقع تجلياتها وأثرها في الثقافة المعاصرة، والثقافة بهذا المعنى، تتجاوز كونها تجربة فردية أو خاصة، لتشمل الذاكرة الجمعية للحيوات والأمكنة، غير أنها أيضاً ترتبط بالحاضر أيضاً، في تشكلها على النحو المبهر، أو بوصفها إنجازاً وموضوعاً، وأثراً يخدم فكرة المستقبل والتطور والتغيير.في الشارقة، كما في مدن عربية وعالمية، نستذكر في هذا السياق «قاعة إفريقيا» التي حين تذكر، يذكر فن المسرح، فهي بحسب ما يرد عنها، أول وأقدم مسرح بشكله المعاصر في الإمارات، أنشئت في عام 1976، بافتتاح رسمي، جنباً إلى جنب مع افتتاح بلدية الشارقة، واستمرت حتى عام 1995، بوصفها المسرح الأول والرئيس في المدينة. وظلّت لزمن طويل، مقراً لدائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة، وكانت تتسع في حينه لنحو 600 شخص.عاصر هذه القاعة رموز كثيرة من رواد المسرح والأدب والشعر في الإمارات، وهي طوال خمسة وعشرين عاماً، احتضنت كل أشكال الفعل الثقافي والعلمي والأدبي، لا بل إنها كانت رمزاً من رموز تطور الشارقة، وبدء مشوارها الثقافي، الذي ارتبط بقائمة من الأسماء والرموز المعروفة إلى اليوم، والذين يتصدرون المشهد الثقافي، في الرواية والشعر والقصة والمسرح والتشكيل.تعود تسمية القاعة، إلى مناسبة احتضانها أول نشاط، وكان ندوة تحت عنوان «العلاقات العربية - الإفريقية»، لتتوالى بعد ذلك سلسلة من النشاطات: «مؤتمر العلاقات العربية الإفريقية» ( 1976)، ونظمته دائرة الثقافة والإعلام، «رسالة للمسلمين المستثمرين في جنوب إفريقيا» (1992) للمفكر أحمد ديدات، كما عرضت على مسرحها مسرحيات عدة «البوم»، و«شحيفان القطو» لسلطان الشاعر (1993)، كما استضافت قائمة من رموز الأدب والسياسة والفكر العربي: نزار قباني، محمود درويش، الجواهري، أدونيس، عبد العزيز كامل، صلاح خلف، محمود درويش، ماجد أبو شرار، لميعة عباس عمارة، عاتكة الخزرجي، علي بن رحمة الشامسي، حبيب الصايغ، حامد نجيب، رعد عبد الجليل، حمدة خميس، حمد بوشهاب، حسن الترابي، أحمد ديدات، الطيب صالح، أحمد راشد ثاني، وغيرهم. قبل تأسيس المناشط والفعاليات الجديدة من مسارح ومراكز ومعاهد فنية وغاليريات تشكيلية، وقاعات لتداول النشاط الأدبي، احتضنت قاعة إفريقيا عدداً من الأنشطة مثل: الدورة الأولى لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، والدورات الثلاث الأولى المتتالية لأيام الشارقة المسرحية، والعرض المسرحي «شمس النهار»، وهو عمل يشكل انعطافة في المسرح الإماراتي. كما شهدت انعقاد أول دورة تدريبية احترافية في المسرح، وأشرف عليها المسرحي التونسي المنصف السويسي، فضلاً عن احتضانها للمعارض التشكيلية، والأمسيات الشعرية والقصصية.في عام 2002 ضُمّت القاعة إلى بلدية الشارقة، وهي إلى ذلك، تحتضن جانباً من الفعاليات الخاصة وحفلات الجاليات العربية والإسلامية، كما تعقد فيها بين الحين والآخر تمارين وعروض مسرحية للأطفال.هي بالنسبة لمعظم المبدعين الإماراتيين، تتجاوز فكرة المكان الأول، والأثر الأول، لتحتلّ مرتبة أكبر، فهي الرمز، والرمز يحيل على التاريخ والذاكرة.تشهد «قاعة إفريقيا» على بدايات مشروع الشارقة الثقافي، الذي رعاه صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كما يرد أيضاً أنها الصرح الحيّ في الوجدان، الذي ينعش الذاكرة ويفاجئها دائماً بالسؤال؛ السؤال الذي يبحث عن أجوبة لما كان وما سيكون، وهذا وحده كفيل بجعل المسمّى وهو هنا، «قاعة إفريقيا» يتبوّأ رأس الفكرة، وعنوان الحادثة التي هي في التوصيف الأخير محمول ثقافي فني أدبي مسرحي فكري، وهي عناصر في مدماك التطور والتغيير، والانتقال خطوة واسعة إلى الأمام.
Culture
ينظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي في التاسعة من مساء اليوم جلسة تذكرية استعادية للشاعر والقاص الراحل جمعة الفيروز والكاتب المسرحي الراحل سالم الحتاوي، والكاتب الفنان الراحل محمد الجناحي، ويتحدث عن الراحل الفيروز صديقه الشاعر أحمد العسم، بينما يتحدث عن الحتاوي والجناحي المسرحي حبيب غلوم.جمعة الفيروز من مواليد رأس الخيمة، كان قد درس الموسيقا في معهد الموسيقا العربية في القاهرة في عام ،1975 وصدرت له مجموعة شعرية بعنوان ذاهل عبر الفكرة عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومجموعة قصصية بعنوان علياء وهموم سالم البحار عن دائرة الثقافة والاعلام في الشارقة.أما سالم الحتاوي، فيعتبره كثيرون واحداً من أهم كتاب المسرح في الإمارات، انطلقت شهرته بعد مسرحية أحلام مسعود التي عرضت في مهرجان أيام الشارقة المسرحية عام ،1996 وبعد ذلك نال جائزة أفضل مؤلف مسرحي عن عدة أعمال مسرحية، ومن أشهر مؤلفاته المسرحية الياثوم، زمزمية، الملة، جنون البشر، انها زجاجة فارغة.أما محمد الجناحي فهو واحد من أهم مؤسسي الحركة المسرحية والدرامية في الإمارات وهب 40 عاماً من عمره للفن، فكان من بين الرواد الذين تركوا بصمة واضحة على الدراما الإماراتية، ومن أعماله المسرحية بن سحتوت وتموت أحلام السنين، وله حضور مميز في أعمال مثل شحفان وجواهر كما قدم أعمالاً مبكرة في التلفزيون والمسرح والاذاعة، وأثرى تلفزيون أبوظبي بالنصوص الدرامية، والجناحي كان عضو مسرح العين الشعبي، وكرمه مهرجان التلفزيون الخليجي في العام ،1997 ويذكر أرشيف الراحل انه بدأ في عام 1964 في تقديم اسكتشات مسرحية في اذاعة أبوظبي.
Culture
تحت شعار الحفاظ على الهوية الوطنية ودور وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في هذا الهدف النبيل والجليل، انعقدت الندوة الثقافية للمجلس الوطني الاتحادي وضيوفه في أبو ظبي.ولهذا الهدف الجليل وسائل تحقيق و رؤى إستراتيجية وخطط محكمة، لا يمكن أن يحيط بها ويسبر غورها الإنسان كفرد مهما بلغت قدراته التنظيرية أو التفكيرية في الموضوعات الأكثر عمقاً وتعمقاً في الفلسفة والدين والفكر والاجتماع والتاريخ والآداب، لأن الهوية الوطنية بذاتها تشكل مبحثاً جامعاً لكل هذه العلوم مجتمعةً، فكيف إذا ربطنا بينها وبين الثقافة ككم معرفي معقد وتراكمي، وكدور تطوعي مهما حاولنا تأطيره في سياق مؤسسي رسمي أو وظيفي.ومن هذا السؤال ننطلق لنبحث في التجربة الإماراتية الثقافية الرسمية، متمثلةً بدور وزارة ثقافتها كجهة رسمية مسؤولة عن توجيه العمل الثقافي في عموم الوطن، وكعامل فاعل في محاور لا بد من استعراضها، وأولها وأنبلها يتمثل في الدعم الكامل لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، رغم إمكاناتها المتواضعة، ودليلنا على ذلك الإصدارات المشتركة بين الوزارة والاتحاد، واحتضانها عددا كبيراً من مبدعي الإمارات الفاعلين في الاتحاد كموظفين في دوائرها وإداراتها، واستضافتها مقر عمل وأنشطة الاتحاد كما هو حاصل في مقر فرع الاتحاد في العاصمة أبو ظبي، إلى جانب احتضانها الفرق المسرحية ودعمها مادياً بمستلزمات إنتاجها المسرحي ومقومات استمراريتها وغير ذلك.وثاني هذه الأدوار رعايتها المنجز الثقافي الإماراتي عبر إطلاقها الموسوعة الوطنية الثقافية، إلى جانب السلاسل الإبداعية والإصدارات التي منها إصدارات سلسلة إبداعات شابة والتي زاد عددها على العشرين منذ إطلاق البرنامج، ومنها ما هو قيد الطبع من أعمال كبار المبدعين الإماراتيين، والجوائز التقديرية التي ترعاها الوزارة كجائزة الإمارات التقديرية، وجائزة البردة، وجائزة القصة القصيرة، وجوائز الفن التشكيلي، وغيرها من المحفزات التي منها الشراء التشجيعي لكتب ومؤلفات عدد كبير من الكتاب الإماراتيين.وثالث هذه الأدوار، المشاركة الفاعلة في المشهد الثقافي المحلي والعربي عبر الأنشطة الثقافية والفعاليات التي تتناول جوانب الإبداع والفنون والتراث، والتي تستضيفها مراكز ثقافية تابعة للوزارة، منتشرة على خريطة الإمارات السبع، إلى جانب المشاركات في المعارض والملتقيات الثقافية العربية والعالمية.ورابع هذه الأدوار، الحفاظ على اللغة الوطنية كمساهمة رئيسة في الحفاظ على الهوية، من خلال كل ما تقدم، مضافاً إليه العمل على تأسيس ودعم أنشطة الحفاظ على اللغة العربية وترسيخ هذا التوجه عبر إستراتيجية الوزارة نفسها.وخامس هذه الأدوار، الجهود التي تبذلها الوزارة في سبيل الحفاظ على التراث الشعبي والموروث كقيمة مهمة من قيم ومقومات الهوية الوطنية.وهناك الكثير مما يقال في هذه الأدوار، وإن كان لا بد من التركيز على أن البحث في الحفاظ على الهوية الوطنية في شقها الثقافي، هو مبحث إبداعي يقع الجزء الأكبر منه على عاتق المثقفين والمبدعين الإماراتيين، لا على وزارتهم دونهم.سامح كعوشsamkaawach@hotmail.com
Culture
تُقام مساء اليوم الحلقة الثانية من البرنامج الأضخم في عالم الشعر الفصيح بعد حلقة أولى مباشرة كانت مملوءة بأصوات شعرية متميزة، 4 أصوات أطربت جمهور مسرح شاطئ الراحة وجمهور الشعر العربي في مختلف بقاع الأرض بالشعر الحديث، ونالت قصائد الفرسان الأربعة إعجاب اللجنة على الرغم من إبداء بعض الملاحظات .الشاعر لؤي أحمد من الأردن تفوق على من معه في الحلقة، واستطاع كسب نقاط لجنة التحكيم التي منحته 84%، في حين حصل الشاعر العراقي نذير الصميدعي على 44%، والشاعر السعودي حيدر العبدالله على 34%، ثم الشاعر المصري ضياء الكيلاني 04%، ولينتظر الشعراء الثلاثة نتيجة تصويت الجمهور ليتأهل اثنان منهم للمرحلة الثانية .مع بداية الحلقة الثانية من المرحلة الأولى من مسابقة "أمير الشعراء" في موسمها السادس، ستعلن نتيجة تصويت جمهور الشعر العربي التي استمرت على مدى أسبوع كامل، والتي سوف تضاف لدرجات لجنة التحكيم التي منحتها لهم في الحلقة الأولى الأسبوع الماضي، ليتأهل بالتالي شاعران بمجموع درجات التحكيم وتصويت الجمهور، لينضما للأردني لؤي أحمد الذي كان أول المتأهلين للمرحلة الثانية .وستشهد الحلقة الثانية مقابلة أعضاء لجنة التحكيم والتي تضم في عضويتها كلاً من الدكتور علي بن تميم (الإمارات)، الدكتور صلاح فضل (مصر)، والدكتور عبد الملك مرتاض (الجزائر)، بالشعراء الأربعة الذين تم الإعلان عنهم في نهاية الحلقة الأولى وهم ''ياسين حزكر/ المغرب،ناصر الكلباني/ سلطنة عمان، نفين عزيز طينه/ فلسطين، وعصام علي خليفة/ مصر''، وذلك ضمن المرحلة الأولى من المسابقة، وسيقع اختيار لجنة التحكيم في الحلقة على شاعرٍ واحدٍ من بين الشعراء ال 4 المشاركين، بينما يتأهل شاعران آخران من خلال تصويت الجمهور للمرحلة التالية .
Culture
الشارقة- محمد ولد محمد سالم:يتناول الملتقى الفكري المصاحب للدورة الخامسة والعشرين من مهرجان أيام الشارقة المسرحية موضوع "المسرح العربي وتحديات الراهن" ساعياً بذلك إلى استكشاف العوائق التي تقف في وجه المسرح وتعيق مسيرته، وطرق مجابهتها، ويأتي هذا الموضوع مواصلة لعدد من الموضوعات التقييمية لمسيرة المسرح العربي، بدأت من الدورة الحادية والعشرين عام ،2011 التي كان عنوان ملتقاها "المسرح العربي بين عقدين"، وعملت على تقييم مسيرته خلال عقد التسعينات من القرن الماضي، والعقد الأول من هذا القرن، واستجلاء أهم الظواهر المسرحية فيهما، مثل المسرح المستقل، الذي تقوم عليه فرق خاصة مستقلة عن قيود الاشتراطات البيروقراطية في القطاعات الحكومية المختلفة، وسجلت هذه الفرق بعد انسلاخها عن القطاع الحكومي نجاحاً كبيراً .من تلك الظواهر أيضاً مسرح التجريب الذي يدين للمسرح الفرنسي ببلورة اتجاهه، وكان بدأه الممثل والمخرج الفرنسي "أندريه أنطوان"، الذي اشتغل على نصوص لكتّاب عصره المجددين كأبسن و"إميل زولا" وآخرين، وانطلقت فكرة التجريب من إرادة التحرر من هيمنة النص، وهيمنة الشكل الدرامي التقليدي، والبحث عن التكوين المسرحي عن طريق العمل المباشر على الخشبة، وبدأ التجريب عربياً بمسرحية "الفرافير" للمخرج كرم مطاوع في ستينات القرن الماضي، لكّن الموجة التجريبية انفجرت في أواخر الثمانينيات وعقد التسعينات في بلدان عربية متعددة، كما كان الملتقى أيضا مناسبة لتلمس مكامن وأسباب تراجع المسرح العربي في هذين العقدين، وما أحدثته الفضائيات والإنترنت من تأثير في الإقبال الجماهيري على قاعات المسرح .وفي الدورة الثانية والعشرين عكف الملتقى على دراسة "تاريخ الممثل في المسرح العربي"، وبين أثر البيئات في تجارب بعض الممثلين، وكيف كان غياب الحرية والدعم عائقاً في وجه ترقي أداء الممثل، واستعرض بعض الحالات التي ارتقى فيها أداء الممثل بسبب تكوينه الأكاديمي الراسخ، ليخلص الملتقى إلى أن الممثل لا يمكن أن يبدع في غياب الحرية والتكوين الأكاديمي والدعم المادي .في الدورة الثالثة والعشرين كان البحث حول "أي دور للمسرح العربي في اللحظة الراهنة؟" ومن بين الأطروحات التي قررها الملتقى أن المسرح يتحمل مسؤولية كبرى في مواجهة الظلم والدكتاتورية والتطرف، وأن عليه أن يكون رأس الحربة في الصراع ضد المفاسد، وأن يسعى لتحرر المجتمعات منها، وإقامة وعي يرتكز على الحرية وقيم التواصل والسلم الإنساني، وفي دورة العام الماضي كان الموضوع هو "المسرح العربي . . والعالم؟" حيث استعرض الملتقى علاقة المسرح العربي بالعالم من ناحيتين أساسيتين، أولاهما التأثر بالتجارب المسرحية العالمية، وهي ظاهرة ظلت مطردة في مسرحنا العربي، فكل التجارب التي ظهرت فيه كانت متأثرة بالمسرح العالمي، وعرضت فيه على مر تاريخه مسرحيات لكتاب غربيين، وثانيتهما انعكاس أفكار الانفتاح والتسامح وتقبل الآخر في العروض المسرحية العربية، وهي ظاهرة أيضا كان لها وجود منذ البداية، لكنها انتشرت في العقدين الأخيرين مع ظهور العولمة ومشكلاتها، واحتياج المجتمعات البشرية إلى التعايش والسلم .إذاً بعد تلك السلسلة من المواضيع التقييمية لمسيرة المسرح العربي كان لا بد للملتقى الفكري أن يصل إلى المرحلة الراهنة مع دورة هذا العام "المسرح العربي وتحديات الراهن" لينظر في التحديات التي تواجهه راهناً، والتي استجدت فيها عوامل تتعلق بالمشكلات التي أفرزها الربيع العربي، والحروب الدائرة في مناطق عدة من الوطن العربي، والأزمات التي تزداد تعقيداً، وهو ما سيتصدى له الملتقى .
Culture
أكد الاعلامي تركي الدخيل أن المعرفة التي تتولد عن القراءة قد تكون بطاقة حجز للنجاج، وقال إن الكتب هي خزائن تجارب لمفكرين وحكماء أبلوا في الحياة ونقلوا تجاربهم لنا لنفيد منها في حياتنا وسلوكنا .جاء ذلك خلال محاضرته تجربتي في القراءة والتأليف التي أقيمت صباح أمس في جمارك دبي .استعرض الدخيل بعضاً من عوامل القراءة الناجحة ومن بينها، بحسب رأيه، عدم ضرورية الترتيب في قراءة موضوعات الكتاب، والاطلاع على فهرس المحتويات قبل الشروع في القراءة، وعدم الاستمرار في قراءة الكتاب إذا لم يستمتع القارئ بصفحاته الأولى، وأشار إلى أن التعلّم لا يتم إلا بكسر الحواجز النفسية، والكتابة تساعد الإنسان على التخلّص من ضغوط الحياة وهمومها .وقال إن الصحافة حالياً تواجه خطر انتشار المارد الإلكتروني بإمكاناته الضخمة ومميزاته المتعددة ومرونته الفائقة للتكيف مع مزاجية الإنسان وأوضاعه الذاتية، مشيراً إلى أهمية الاستثمار في الإنسان ثقافة وتعليماً .وقال رغم تفجر المعلومات عبر قنوات المعرفة الحديثة، فقد ظل الكتاب وسيظل مطلوباً، وستبقى الكلمة المطبوعة معشوقة ولا تقاطع إطلاقاً بين الكتاب الورقي والصحيفة المقروءة وبين وسائط المعرفة الأخرى من فضائيات ومواقع إلكترونية وكتب وصحف رقمية، بل إن ما بينها هو تكامل .ومن ناحية أخرى، افتتحت جمارك دبي ركناً للأطفال في مركز التأهيل الذاتي في الدائرة (المكتبة)، هو الأول من نوعه في الدوائر الحكومية المحلية في إمارة دبي، بحضور نادية كمالي، المديرة التنفيذية لقطاع الموارد البشرية والمالية والإدارية (مكلّف) في جمارك دبي، وتركي الدخيل، وعدد من مديري ومسؤولي وموظفي جمارك دبي، وممثلي وسائل الإعلام .ويتضمن ركن الطفل مكتبة متخصصة تضم مجموعة من الكتب التعليمية الموجهة إلى الأطفال على اختلاف مراحلهم العمرية، إضافة إلى القصص، وكتب الرسم والتلوين، والأقراص المدمجة، والألعاب التعليمية والتركيبية والترفيهية، إذ يحتل مساحة مهمة من مركز التأهيل الذاتي (المكتبة) الذي افتتحته جمارك دبي في أكتوبر من العام الجاري، ويضم أكثر من خمسة آلاف كتاب في شتى التخصصات، إضافة إلى الدوريات المتخصصة، والأقراص المدمجة، والتي يستفيد منها موظفو الدائرة وزوارها على حد سواء .وأكدت نادية كمالي أن الاهتمام بالجانب الثقافي للأبناء منذ طفولتهم يعد القاعدة الأساسية التي تنطلق منها التنمية الحقيقية للمجتمع في جوانبه كافة، ولن يتحقق ذلك إلا بإنشاء المرافق الثقافية التي تغذي جيل المستقبل بالمعلومات، وتعمل على إثراء عقولهم، وزيادة مداركهم، وتنمية وعيهم .وقام تركي الدخيل بإهداء مجموعة موقعة من مؤلفاته إلى بعض مديري جمارك دبي، تضمنت كتب سلمان العودة . . من السجن إلى التنوير، وجوهرة في يد فحّام - رحلات ومقابلات صحفية في اليمن السعيد، وإنما نحن . . . جوقة العميان، والدنيا امرأة، كما أهدى موظفي الدائرة الموجودين في حفل الافتتاح عدداً من هذه الإصدارات .
Culture
أصدر الروائي المصري ناصر عراق روايته الثالثة العاطل، سارداً أحداثها بين حدود القاهرة، ثم انتقل بها إلى دبي والشارقة، حيث تتعمق تفاصيلها في أجواء الشباب الكابوسية، في البحث عن عمل شريف، حيث سافر بطل الرواية محمد عبد القوي الزبال، إلى دولة الإمارات لتحقيق طموحاته، حيث يتنقل هو وأشخاص الرواية بين الحيل السردية التي صاغها المؤلف بحرفية شديدة تنم عن ولعه بمتطلبات الحرية، وعشقه لمناطق وأماكن عدة في دبي والشارقة . صدرت الرواية عن الدار المصرية اللبنانية، وتقع في 330 صفحة من القطع المتوسط، بغلاف للفنان حسين جبيل، وهي الثالثة في مسيرة ناصر عراق الروائية، بعد روايتيه أزمنة من غبار عام ،2006 ومن فرط الغرام عام 2008 .تتضمن أحداث الرواية ما يسمى الثنائية الضدية ففي مقابل محمد الزبال المقهور والمهمش والمسيطر عليه من قبل والده، الذي يتمنى موته بفرح طاغٍ هناك شخصية منصور عبدالمنعم ابن الخالة الذي تربى في بيئة تحترم حرية الفرد، وتعرف طريقها إلى القراءة والحرية داخل الأسرة، وهي شخصية نقيض لمحمد الزبال في كل شيء، وذلك ليعمق الراوي مأساة بطله، بوضعه دائماً أمام مرآة منصور الكاشفة، ففي مقابل الوسامة والوضوح والقوة والجاذبية والنجاح التي يمثلها منصور، تأتي صفات الفشل والمهانة والمذلة والخنوع التي يمثلها البطل .تدور حياة كل من البطلين، منصور ومحمد في محاور مختلفة متعاكسة طوال الوقت، ففي حين ينجح منصور في رسم حياته واختيار طريقه للشهرة والنبوغ، يستكين الزبال لقدره الذي فرضه عليه والده .وتراوح الرواية عبر فصولها كلها بين تيمتي النجاح والفشل، الحرية والقهر، التحقق والانسحاق، حيث نجد الشخص الذي تربى في بيئة تتسم بالحرية ناجحاً في كل شيء، في العمل، وفي العلاقات العاطفية وفي اجتذاب النساء، والذي تربى في بيئة قاهرة متردد خائب، خزيان أمام الأنثى، يتمنى في خياله فقط، تمتد هذه التيمة لتشكل أحد المحاور الرئيسية والمهمة في بنية الرواية، إذ عندما تتاح الفرصة لمحمد الزبال لتحقيق أحلامه مع النساء يفشل ثلاث مرات، فقهره ملازم أصيل لمشاعره . يتضح من أحداث الرواية أن الروائي ناصر عراق يعد الطبيب الذي يشخص المرض أمام المريض ويتركه ليداوي نفسه، وهو ما أعطى تيمة الإحباط الشخصي في رواية العاطل بعداً لماحاً أكثر اتساعاً يشمل جيلاً وشريحة كاملة أصابها الإحباط بفعل القهر .
Culture
أصدرت دار صفصافة للنشر والتوزيع في القاهرة رواية «للحياة رأي آخر»، للكاتب الأنجولي «جوناس نازاريت» ترجمة د. جمال خليفة، وقراءة هذه الرواية لا تعني فقط التجول داخل عقل وقلب الروائي «جوناس نازاريت»، لكنها تعني أيضاً الانتقال إلى قلب أنجولا، والسير في طرقاتها والتبصر بما يحدث في شوارعها وخلف جدرانها المصمتة، إنها رواية تحملنا للتسلل داخل الحياة اليومية للأسر في مدينة لواندا، ومشاركتها أفراحها ومشكلاتها.تبرز النساء في الرواية، حيث تحملن كثيراً من أعمدة الحياة، ومن بين تناقضاتهن وتعقيدات الحياة يرتفع البناء الروائي شيئاً فشيئاً، ليواجهنا كاملاً مع مواجهة كل الأبطال لتناقضاتهم في النهاية، إنها رواية الحياة المملوءة بالمتناقضات.جوناس نازاريت روائي من أنجولا يكتب بالبرتغالية والفرنسية ويتحدث - إضافة إلى هاتين اللغتين - بالعربية والإنجليزية، تنقل بين بلاده والبرتغال - حيث ينشر أعماله الروائية - حتى انتقل للعيش في مصر عام 2007 ولا يزال يقيم فيها حتى الآن.
Culture
أشاد الدكتور رياض نعسان أغا وزير الثقافة والتراث في الجمهورية العربية السورية، بالمكرمة الكريمة والنبيلة التي قامت بها دولة الإمارات حين بدأت بحثاً جاداً لاستعادة اللغة العربية مكانتها في إطار فعاليات العام الوطني للهوية، وثمن غالياً السعي المحمود لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والجهود المقدرة لأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتدشين مجتمع المعرفة في دبي، وأشار إلى الصعود السريع الذي تشهده اللغة العربية الآن والذي وصل إلى درجة وضعها على جدول أعمال القمة العربية الأخيرة التي شهدتها العاصمة السورية دمشق، تلاقت مع الدعوات المتزايدة والمتكررة للحفاظ على اللغة الأم للعرب، من واقع الإحساس بالمسؤولية تجاه ما يحدث حالياً لهذه اللغة وما تلقاه من تهاون وتفريط من أبنائها.جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها وزير الثقافة السوري في مركز زايد للتراث والتاريخ التابع لنادي تراث الإمارات مساء أمس في مقر المركز في المرخانية في مدينة العين، وحضرها محمد سيف النيادي رئيس مجلس الإدارة مدير عام نادي تراث الإمارات والدكتور حسن محمد النابودة المستشار الثقافي لمركز زايد للتراث والتاريخ وجمع غفير من أساتذة جامعة الإمارات والمثقفين والمهتمين، وأشاد في بداية محاضرته بالعلاقات الطيبة والودية القائمة بين دولة الإمارات والجمهورية العربية السورية على المستويين الرسمي والشعبي.وقال الوزير السوري، إن الملوك والقادة والرؤساء العرب قالوا كلمتهم في هذا الصدد، وبقي أن يقول العلماء والمفكرون والمختصون وفقهاء اللغة العربية وأهلها كلمتهم، وإن عليهم مسؤولية البحث عن أفكار وتقديم وسائل وآليات للحفاظ على اللغة التي شرفها الله تعالى بأن تكون وعاءً لكتابه الخاتم وهو القرآن الكريم، لأن عليهم مسؤولية تاريخية أمام البشرية كلها ولن يتأتى لهم القيام بها إلا بالحفاظ على هذه اللغة ونشرها، وعلى كتاب الله الكريم وحفظه، وإذا لم نقم بهذه المهمة خير قيام فسيتعين علينا انتظار ولادة أمة أخرى لتفعل ذلك. وذكّر الحاضرين أنه بعد العلقمي وسقوط بغداد سقطت من ثم اللغة العربية، وبدأ ما يسميه المؤرخون عصر الانحطاط، ولم يعد في ذلك العصر مكان إلا لمن يمسك بالقرآن الكريم، على الرغم من عدم موافقته لتسمية المؤرخين وتفضيله تسميته عصر التدوين، لأن مؤلفين عظاماً ظهروا فيه ومنهم ابن خلدون والقزويني وابن حمزة وابن النفيس وغيرهم.وفي ختام المحاضرة قدم محمد سعيد النيادي نموذجاً لقلعة المقطع في أبوظبي كهدية تذكارية من النادي والمركز للدكتور رياض نعسان أغا وتكريماً لجهوده في خدمة الثقافة والتراث في بلده وبقية الدول العربية، وتثميناً لتواصله مع نادي تراث الإمارات ومركز زايد للتراث والتاريخ والإسهام في مجلة تراث التي تصدر عن النادي.
Culture
محمدو لحبيب هل للروائي عمر محدد يستطيع من خلاله أن يصل لدرجة إقناع الجمهور بما يكتب، فتتلقفه الأيدي بشغف، وينتظر الناس طوابير لاقتناء روايته الأحدث؟يمكن أن نقول لا، فبعض الأمثلة تكسر قاعدة ارتباط التقدم في العمر مثلاً بجودة ما يكتبه الروائي، لكن القاعدة العامة هي الأهم وتفيدنا بأن أهم الأعمال الروائية للكتاب تلك التي يكتبونها بعد أن عركتهم تجارب الحياة.(1234) هي رواية غير عادية كما يعتقد كاتبها بول أوستر الذي نشرها بالتزامن مع عيد مولده السبعين، وتصدرت مبيعات الكتب في عديد البلدان بعد صدورها صيف هذا العام، وحين يحاول أن يفسر ذلك يقول أوستر: «على حد علمي، لا يوجد أحد كتب رواية بهذا الشكل من قبل، في البداية كنت أعرف فقط أنها كانت فكرة حيرتني طوال حياتي، فكرة «ماذا لو» التي تلاحقنا، كيف ستنتهي الأمور لو كنت ذهبت إلى مدرسة مختلفة؟ أو لم أكن قد التقيت بالمرأة التي تزوجتها؟ هذه هي ظلال حياتنا الممكنة الأخرى (الموت)، إنها فكرة طاغية جداً، إنها هي التي دفعتني إلى كتابة الرواية». ويضيف أوستر شارحاً محورية روايته تلك: «أنا أشعر أنني انتظرت طوال حياتي لأكتب هذا العمل، لقد كنت أعمل على بنائه طوال هذه السنين».الذاتية التي يثيرها وصف أوستر لروايته هي مكمن صلته كرجل سبعيني بتلك الرواية، وكونه كما قال يعتقد بارتباطها بكل تجربته في الحياة، تلك الذاتية هي التي ينتظرها غالباً أي روائي كي يقدم لقرائه عملاً غير عادي ويبقى في الذاكرة زمناً طويلاً أطول من عمر كاتبه المحدود.على كل حال ما يُقصد من ارتباط جودة عمل الروائي أو نضجه أو تمكنه (سمه ما شئت) بعمر محدد غالباً يبدأ بعد الأربعين وابتداء منها، هو أمر لا يعني أن الروائي لن يكتب أو قد لا يكتب روايات تنال جماهيرية وإقبالاً كبيراً عليها وهو ما زال شاباً في مقتبل العمر، بل قد يعني فقط أن رواياته التي ستبقى مرتبطة باسمه وربما مرتبطة بلائحة الروايات الأعظم في تاريخ الإنسانية، هي تلك التي تنبت من قلب خبرات الزمن المتراكمة عنده، وهي التي تأتي وكأنها مشروع تخرج من الحياة وإعلان اكتمال لمسيرته الإبداعية، وطرح لتصوراته عن الحكمة من الحياة وعن مواجهة الموت، وعن أشياء عديدة بين كل ذلك.ربما سيطرح هنا سؤال قد تقود قراءة مقولة لميشيل فوكو إلى تصور إجابة له وهو: متى يمكن أن يكون الكتاب أداة يستفيد منها الآخرون؟ يرى فوكو ببساطة ودون «فلسفة» أن السر يكمن في إتقان الحرفية في صنعه. pechike@gmail.com
Culture
أعلن الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال عن اللائحة النهائية للكتب المتنافسة على جائزة اتصالات لكتاب الطفل، والتي شملت 3 كتب من ثلاث دول عربية ستتنافس على الجائزة النهائية التي تصل قيمتها إلى مليون درهم إماراتي، مقدمة من مؤسسة اتصالات الإماراتية، والتي سيعلن عنها خلال فاعليات معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي ينطلق الاربعاء المقبل ويستمر حتى 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، في مركز أكسبو الشارقة.يتنافس على الجائزة البالغة قيمتها مليون درهم إماراتي مقسمة بالتساوي بين الناشر وبين الأطراف الأخرى المشاركة في صناعة الكتاب، العناوين التالية: أنا أحب، الصادر عن دار الحدائق في لبنان، ودوم تاتا دوم الصادر عن دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، وأول زهرة في الأرض الصادر عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في فلسطين.وفي هذا الإطار، قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، العضو الفخري للملتقى العربي لناشري كتب الأطفال ورئيسة مجلس إدارة جمعية الناشرين الإماراتيين: نحن نعرف أن التغيير في أي شيء لا يمكن أن يكون تغييرا فوريا، وأنه بحاجة إلى وقت كاف لاتخاذ الشكل والأسلوب الجديدين. لذلك، فقد أردنا من خلال هذه الجائزة القيّمة تسريع عملية التطوير في مجال أدب الأطفال في الوطن العربي، لأن هذا القطاع هو من أهم الأمور التي يجب أن نوليها اهتماما ورعاية من أجل تحسينها، إذ إنه يلعب دورا مهما في بلورة شخصيات أطفالنا وصقلها بأسلوب يؤثر على مستقبلهم، وبالتالي مستقبل المجتمعات والأوطان.من جانبه، قال عبد العزيز تريم، مدير عام مؤسسة اتصالات في الإمارات الشمالية: إن رعاية اتصالات لهذه المبادرة تنبع من التزامها باحتضان ودعم كافة المبادرات ذات المنفعة الاجتماعية وذات التأثير الإيجابي على المجتمع العربي عموما.يذكر، أنه لم يتم حتى اليوم الإعلان عن أسماء لجنة التحكيم المكونة من 5 أعضاء من ذوي الخبرة والكفاءة، حيث سيتم الإعلان عنهم بعد اختيار الفائز، حفاظا على السرية والحيادية. وقد شملت قائمة الترشح للجائزة مجموعة من الشروط المختلفة كأن يكون الكتاب مؤلفًا باللغة العربية، ولا يكون قد مضى على نشره أكثر من 3 سنوات، ولم يفز بجائزة محلية أو عربية أو عالمية، من قبل. كما يجب أن يكون الكتاب عملاً أصيلاً حيث تستبعد الأعمال المترجمة أو المقتبسة، وألا تكون النسخة المرشحة إعادة لطبعة قديمة، وألاّ يتعارض مع القيم والأعراف والعادات الأصيلة والنظام العام في المجتمعات العربية. وتشمل فئة الجائزة كتب الأطفال التي تستهدف الأطفال منذ الولادة وحتى سن 14 سنة.
Culture
انتقد مسرحيون غياب ما وصفوه بالديمقراطية عن المسرح المصري طوال السنوات الماضية . معتبرين أنه لا توجد أزمة مسرحية على المستوى الفني، ولكن الأزمة الحقيقية في غياب الممارسة الديمقراطية داخل المسرح".قال الناقد المسرحي جرجس شكري في ندوة المسرح والديمقراطية ونظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة، إن الديمقراطية هي نتاج حضاري يشمل كل مفردات الحياة، وأنها ليست فقط الذهاب إلى صناديق الاقتراع واختيار نواب البرلمان والحكام، ولكنها تكمن في وعي الشعب بمصيره وقدرته على الاختيار، فالديمقراطية صورة حية معبرة عن حياة الإنسان، ومن بين ذلك ما يعكسه المسرح .وأضاف أن هناك علاقة طردية بين الحياة الكبرى والأخرى الصغرى على خشبة المسرح، وهو ما يحدث الآن في الواقع، والتجربة اليونانية في المسرح مازالت شاهدة على ذلك .وأوضح أن مناخ الديمقراطية الذي كان أيام الحاكم بيركليس أسهم في النهضة المسرحية التاريخية لليونان، حين تهيأت الظروف لخلق اللحظة المسرحية المناسبة، بعد أن تعاظمت سلطة الشعب في تلك الحقبة التي خصصت فيها الدولة مبلغاً من المال لكل مواطن من الشعب لتتاح له الفرصة لمشاهدة ما يعرض من مسرحيات .ولفت إلى أن ذلك كان له مبرره في أن هذه المسرحيات يجب ألا تكون ترفاً تختص به الطبقات العليا والوسطى، بل يجب أن تهدف إلى رفع مستوى الناخبين العقلي، حيث كان كل شيء يتم في أثينا في تلك الحقبة بالانتخاب، فكانت حقبة انتصار للديمقراطية، التي انتصر فيها المسرح اليوناني .وقال إنه حين يكون الإنسان عاجزاً عن ممارسة حقه الديمقراطي فسوف يعجز عن طرح السؤال الخاص باللحظة الراهنة، ومن لا يذهب إلى صندوق الانتخابات بكامل إرادته ورغبته، فلن يذهب إلى المسرح أيضا، فاعتلال الديمقراطية في مجتمع ما هو إلا اعتلال الوعي بالمصير .وأضاف أن الإنسان يذهب إلى المسرح حين يكتمل وعيه، وأن زمن المسرح بكل أشكاله جزء مستقطع من الحياة اليومية للمشاهد ودائماً ما يقارن بين الحياة الصغيرة على خشبة المسرح وحياته بشكل عام .وقال إن الانحلال التدريجي لمفهوم الذات للفرد وبالتالي للجماعة، يستحق المدح والذم، فالذات بوصفها تطوراً عبر الزمن لها ماض ومستقبل وأيضا بوصفها كياناً أخلاقياً يميز نفسه بكونه قادراً على القيام بفعل، لما للمسرح منذ اكتشفه الإنسان هو يحتفل بقدر هذا الكائن على مواجهة السريرة العميقة والمظلمة لطبيعته ومصيره .
Culture
توفي أمس الأول في مكة المكرمة الشاعر السعودي محمد الثبيتي، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض، إثر تعرضة لأزمة قلبية حادة قبل أكثر من سنة، والثبيتي أحد رموز الحركة الشعرية في المملكة العربية السعودية ولد عام 1952م في منطقة الطائف، حصل على بكالوريوس في علم الاجتماع وعمل في وزارة التربية والتعليم، له أعمال شعرية كثيرة منها: عاشقة الزمن الوردي ، وتهجيت حلماً . . تهجيت وهماً، بوابة الريح، التضاريس، موقف الرمال، وقد أصدر النادي الأدبي في حائل الأعمال الشعرية الكاملة في مجلد واحد طبعته عن مؤسسة الانتشار العربي، بيروت 2009م .جمع الثبيتي بين عفوية الكتابة الشعرية وتدفق الكلمات وقرب مأخذها وبين عمق الصورة وبعد دلالتها على الواقع وقدرتها على تلمس مكامن الجمال في اللغة والصورة ومكامن الألم في الحياة والمجتمع، ويقول عنه الشاعر والناقد عبدالعزيز المقالح: إنه واحد من هؤلاء الذين يأتي إليهم الشعر كأصفى وأعذب ما يكون، شاعر يكتب الشعر بقدر من العفوية المدهشة وينسجه خيطاً خيطاً، وصورة صورة، وأنه لا يسبح على سطح بحر اللغة كما يفعل شعراء كثيرون وإنما ينغمس في الواقع بكل أحواله وأهواله، ويسعى إلى تقديمه في تكوينات تعبيرية طازجة تجمع بين التلقائية والتعمق في إنتاج المدهش والمغاير من المعاني الحية النابضة، تلك التي لم تكن أبداً ملقاة على الطريق، بل مما تتوق إليه نفس الشاعر وتبذل المستحيل لكي تصل إليه مهما كلفها ذلك من جهد وعناء .استطاع الثبيتي الذي يعتبر من جيل الثمانينات أن يروض اللغة الشعرية الأصيلة لتجارب الحياة المعاصرة ويعجن من ذلك قصائد شعرية فيها حرارة الحياة وتدفقها وفيها تفرد شخصية الشاعر وامتداداته الحضارية، ولغته الشعرية فريدة لأنها تتكئ على قاموس من عصور الجاهلية والإسلام، لكنها من جهة أخرى لا تحبس نفسها في أنساق الجملة التقليدية، بل تتجاوزها إلى تجاورات لغوية مستحدثة وصناعة للصورة مغايرة لما كانت عليه عند الأقدمين ما جعله في الصميم من حركة الحداثة الشعرية، وضمن له في الوقت نفسه وشائج متماسكة مع الماضي، ويعتبر الثبيتي واحداً من الذين استغلوا البيئة الصحراوية والرمل كثيراً في أشعارهم وأسكنه دلالته الشعرية ورمزيته في حياة المجتمع العربي حتى إنه أصدر ديوانا بعنوان تضاريس وكانت قصيدته (موقف الرمال . . موقف الجناس) مبعثاً لكثير من الكتابات النقدية حول هذا الموضوع، وفيها يقول:ضَمنِي،ثُم أَوقَفَنِي فِي الرمَالْودَعَانِي:بِمِيمٍ وحَاءٍ ومِيمٍ ودَالْواسْتَوى سَاطِعَاً فِي يَقِينِي،وقَالْ: أَنْتَ والنخْلُ فَرْعَانِأَنْتَ افْتَرَعْتَ بَنَاتَ النوىورَفَعْتَ النواقِيسَهُن اعْتَرَفْنَ بِسِر النوىوعَرَفْنَ النوامِيسَفَاكِهَةَ الفُقَرَاءِوفَاكِهَةَ الشعَرَاءِخلال مسيرته الشعرية حصل الثبيتي على عدد من الجوائز أهمها: جائزة ولقب (شاعر عكاظ) عام ،2007 وجائزة أفضل قصيدة في الدورة السابعة لمؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري عام 2000 عن قصيدة (موقف الرمال . . موقف الجناس) .
Culture
بعض الروايات ينتاب قارئها شعوراً مغايراً لكل ما كُتب عنها من تحليلات، وتنتمي رواية "سقوط الصمت" لعمّار علي حسن إلى هذه النوعية، فالرواية التي صدرت في بدايات عام 2013 خلال حكم الإخوان لمصر تتناثر فيها مجموعة من الجمل والعبارات والآراء الواردة على لسان عدة شخصيات تبشر بزوال هذا الحكم، والكلمات الدالة على ذلك لا تحتاج إلى أي نوع من التأويل، الأمر الذي دفع المتابعين، فضلاً عن المؤلف نفسه، إلى وصفها بالرواية التي تنبأت بنهاية نظام الإخوان .تقع الرواية في 660 صفحة من القطع المتوسط، ويقسمها المؤلف إلى فصول مرقمة تصل إلى 75 فصلا تتسم بالتكثيف الشديد، وبدايتها شديدة الجاذبية "قُتل الليلة حسن عبد الرافع"، ويورطنا السارد في محاولة اكتشاف أسباب اغتيال أحد أبرز شباب ثورة يناير خلال حكم الإخوان، ويقترب بنا على مدار أجزاء عدة من الحكي من شخصية حسن، لنكتشف على مهل أنه شديد النقاء والمثالية والبراءة، حالم بمستقبل أفضل لمصر، يتحول عبد الرافع من خلال نقاشاته، التي يستعيدها السارد عبر "الفلاش باك"، ومواقفه الواضحة التي لا لبس فيها إلى رمز لثورة 25 يناير "كما كان ينبغي لها أن تكون"، وتتأكد هذه الرمزية عبر تواجد حسن في أحداث ومفاصل الثورة، نشاهده في حي الأربعين في السويس وفي الاسكندرية وفي المحلة . .الخ، يرفض المساومة والمهادنة وأنصاف الحلول والسكوت عن الجماعة التي سرقت الثورة، وهنا نصل إلى ذروة الرمزية، فدلالة إقصاء حسن عبد الرافع جسدياً إشارة لافتة إلى مصير ثورة يناير وأيضاً إلى مستقبل نظام انقض على هذه الثورة .والرواية التي نتصور أنها ستدخلنا إلى أجواء بوليسية تبتعد بهدوء عن هذا النوع من السرد المنتشر حالياً إلى محاولة المؤلف حشد مصر بأكملها في ميدان التحرير، فهناك العشرات من الشخصيات التي يفرد لكل منها فصلاً خاصاً يلتقي بعضهم بحسن عبد الرافع وللبعض الآخر حياتهم الخاصة البعيدة عن الهم المجتمعي، وفي صفحات قليلة يتتبع آمالهم وأحلامهم واحباطاتهم وموقفهم من الثورة والعوامل التي تدفعهم إلى التأييد أو الرفض من دون التورط في خطاب إيديولوجي فاقع، وبهدوء المتمكن من أدواته يرسم عمّار جغرافية لميدان التحرير تحيل إلى امتدادات أفقية تتقاطع مع مصر بأكملها، وتنتهي الرواية من دون أن نعرف من قتل عبد الرافع بحوار يؤكد أن مصر قادرة على إنجاب المئات من نوعية عبد الرافع .أعتقد أن ميزة الرواية الأساسية بكل ما فيها من شخصيات حية وقيم يحاول المؤلف نقلها عن وعي، بفنية تبتعد عن الوعظ، ولغة بسيطة ورائقة في الوقت نفسه حسها التربوي الذي يجعل أي قارىء من هذا الجيل يرشحها في المستقبل لأجيال جديدة ستريد معرفة ما حدث في ثورة يناير من دون ضجيج أو تشنج . محمد إسماعيل زاهر
Culture
الدادائية حركة أدبيّة وفنيّة عالميّة نشأت عام 1915 أثناء الحرب العالمية الأولى، وقوامها السّخط والاحتجاج على العصر، ورفض وهدم كل ما هو شائع ومتعارف عليه من القواعد والقوانين والمذاهب والفلسفات. تميزت هذه الحركة عن غيرها من المدارس الفنية والأدبية التي سبقتها بمحاولة التخلص من قيود المنطق المعتادة، والعلاقات السببية في التفكير والتعبير، وكان من مهامها الكبرى التخلص من كل ما يعوق الحرية ويكبح جموح التلقائية في التعبير والإبداع الفنيين. كانت للدادائية جذور وبوادر منذ أواسط القرن التاسع عشر، لا سيما مع الشاعر رامبو، لكنها لم تتكون وتتضح إلا في مناخ الحرب العالمية التي دمّرت أوربا وكثيراً من أنحاء العالم، وذهب ضحيتها الملايين من البشر وجرّت البؤس والآلام إلى الآخرين، واستعملت فيها دون شفقة صنوف الأسلحة الفتاكة، وأفلست جميع النظم والمبادئ والعقائد، وأخفقت حضارة القرن العشرين في جلب السعادة والسلام لبني البشر.‏أول من دعا لهذه الحركة كان الشاعر الروماني تريستان تزارا (1896 - 1963)، وقد التف حوله عدد من الأدباء من شتى الجنسيات، وانضم إليهم بعض الفنانين مثل بيكابيا ودوشامب. وقد اختاروا لحركتهم اسم «دادا» الذي اقترحه تزارا واشتقوا منه «الدادائيّة» لأنه يذّكر بالطفولة البريئة التي ليس لديها موروث، بل كل ما في عالمها جديد ووديع.‏وأصدرت هذه المجموعة عام 1917 مجلة تحمل اسم «دادا» لتكون لسان حالها ومجال أقلامها. وأصدر تزارا 7 بيانات تعبر عن منهج الدادائية. لاوتسه «أحجم عن تمجيد الرجال القادرين، وسترى أن الناس سيحجمون عن التنافس. أحجم عن تقدير البضائع النادرة ومن ثم سترى الناس لا يسرقون. أحجم عن عرض أي شيء يثير الرغبة، ومن ثم سترى قلوب الناس لن تضطرب». نيكوس كازانتزاكيس «عندما أتألم، يا معلم، ينشطر قلبي إلى شطرين. إنه قلب جريح ومثخن بالجراح، لكنه يلّم نفسه على ذاته كي لا يرى جراحه. إني مملوء بالجروح الملتئمة، لذلك لا أستطيع أن أتحمل المزيد». سعد الله ونوس «لا.. لست يائساً. قال ابن خلدون ولعله محق، إننا نعيش زمن اضمحلال. ولكن إذا لم يعمل المرء شيئاً في مثل هذا الزمن، ففي أي زمن سيعمل؟ سألتِ كم سنصمد. وأقول لك: إننا سنصمد حتى يتغير شيء في هذه الأمة، لا بد أن يتغير شيء وإلا فقدنا حقنا في الوجود».
Culture
احتفت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة أمس، بإطلاق اسم الدكتور عمر عبدالعزيز على مكتبة معهد جميل غانم للفنون الجميلة في عدن في اليمن، وذلك بحضور عبدالله بن محمد العويس رئيس الدائرة ومديري ورؤساء الأقسام وموظفيها، وذلك تقديراً لجهده المبذول وعطائه الثقافي والإبداعي .واستهل عبدالله العويس حفل التكريم بكلمة أشاد فيها بجهود الدكتور عمر عبدالعزيز رئيس قسم الدراسات والنشر في الدائرة، وعطائه المتفاني في مجال النشر والإبداع والتنوير والدعم باعتباره العقل الشريك في الدائرة من أجل مشهد ثقافي فاعل ومؤثر .وأكد العويس أن هذا التكريم من قبل المؤسسات الثقافية في اليمن للدكتور عمر عبدالعزيز له اعتبارات كثيرة ويعبر بالتأكيد عن تكريم مماثل للشارقة والدائرة التي تحتضن إبداعات الدكتور عبدالعزيز، فتعبر عنه ويعبر عنها في متوالية العطاء المستمر من أجل الثقافة العربية . كما أشار العويس مباركاً ومهنئاً لبرنامج المجلة الثقافية الذي يعده ويقدمة رعد أمان، حيث حاز رعد أمان على جائزة العويس للإبداع ونال برنامج المجلة الثقافية الذي يعده ويقدمه المركز الأول كأفضل برنامج تلفزيوني ثقافي على مستوى الإمارات، مؤكداً دور المبدع والمفكر العربي في ترسيخ الهوية والفعل الثقافي المراد في المنطقة . من جانبه قال الدكتور عمر عبدالعزيز: أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لعبدالله العويس على هذه اللفتة الكريمة، وأشكر كل الزملاء الذين حضروا التكريم، ناظراً إلى تكريمي الأدبي بوصفه امتداداً للتكريم ذاته الذي نلته من قبل وزارة الثقافة اليمنية .وقالت عائشة العاجل رئيسة قسم الإعلام في الدائرة: نلتقي اليوم في تكريم د . عمر عبدالعزيز رئيس قسم الدراسات والنشر في الدائرة، وقد تُوجت مكتبة معهد جميل غانم للفنون في اليمن باسمه وذلك لعطائه في مجال الرفد الفكري والتنوير المعرفي وإسهاماته المتواصلة من أجل الفعل الثقافي، ومنذ أن باشر الدكتور عبدالعزيز عمله في الدائرة وعرفه الوسط الثقافي والفكري في الدولة، ونحن نستفيد من عطاءاته الفكرية المستندة إلى الإرث المتراكم من خبراته ومعارفه ودراسته الأكاديمية كونه أديباً وشاعراً وفناناً تشكيلياً وناقداً، وكونه مثقفاً عضوياً يشار إليه بالبنان، ومحلل سياسي وكاتب موضوعي في مختلف حقول المعرفة الإبداعية . كل التقدير والاحتفاء بالدكتور عمر عبدالعزيز فنحن سعداء بهذا التكريم الذي يعتبر تكريماً للدائرة لأنه ينتمي إليها قلباً وقالباً وفكراً ويتحمل مسؤولية شؤون الفعل الثقافي .
Culture
يجمع غاليري Art Couture في معرضه الذي يتواصل في دبي حتى 30 من الشهر الجاري، تجربتين فنيتين في معرض مشترك، حيث يقدم أعمال الفنانة الكندية المقيمة ريتا والفرنسية كورين باغنيوتطرح كل من الفنانتين تجربتها في التعامل مع اللوحة، واشتغالاتها على موضوعات مختلفة، إذ تقدم ريتا أعمالا تتلمس جماليات الزهور البرية، وتختار زهرة الدحنون الأحمر موضوعة للعديد من لوحاتها، فيما تشتغل باغني على موضوعة الخيل وارتباطها بمدلولات عديدة في الثقافة العربية والغربية على حد سواء . تظهر الفنانة ريتا في أعمالها منحازة إلى البساطة، ومبتعدة عن التكلف، والصخب، والتكنيكات الفنية المعقدة، إذ تبدو أعمالها وكأنها مشغولة ببقعة لون وخطين وحيدين، فتكوين الزهرة في عملها، يتمثل ببقعة لون أحمر شفيفة، وخط رفيع يكمل شكلها . وتكشف ريتا بذلك عن حالة من التكامل بين موضوع العمل في لوحتها، وتكنيك اشتغاله، والمجموعة اللونية التي يظهر فيها، فالأزهار البرية تتجلى فيها حالة البساطة والجماليات غير المتكلفة، وذلك ما توصله ريتا للمتلقي لدى مشاهدته العمل عبر تقنية اشتغالها للوحة واختيارها للخامات وغيرها . وتكتمل الدلالة في عمل ريتا في اختيارها للخامات والألوان، إذ تلجأ إلى الألوان الأكثر حساسية وشفافية، فتشتغل لوحاتها بالألوان المائية على الورق، وتترك للماء حرية التكوين على سطح اللوحة، حيث تظهر بعض المساحات متروكة لحركة اللون على الورق . أما الفنانة باغني فتستند إلى تجربتها في التعامل مع الخيل، وتواصلها مع مربي الخيول الفرنسية، فتقدم موضوع الخيل من زاوية إنسانية، تحاول عبرها الكشف عن الشعور الأليف الذي يتركه شكل الخيل لدى مشاهده، فترسم الجزء العلوي من الخيل وتترك تكوينه الكامل الذي لطالما اشتغله الفنانون في تقصيهم لجمالياته .وتلجأ إلى السكتش السريع في رصد حالات مختلفة للخيل، فتظهر أعمالها مشغولة بتلقائية عالية بعيدة عن عمليات الحذف والإضافة، تاركة بذلك شعورها تجاه الخيول وحركته يوجّه حالتها في إنتاج اللوحة . وتستعين باغني بأقلام الفحم وألوان الأكريليك في اشتغال لوحاتها السريعة، راجعة بذلك إلى زمن الانطباعيين الذين نقلوا الواقع أو الحدث من الطبيعة مباشرة وكما تراه العين المجردة بعيداً عن التخيّل والتزويق، ليخرجوا من المرسم منفذين أعمالهم في الهواء الطلق ما دعاهم إلى الإسراع في تنفيذ العمل الفني . تنكشف فلسفة باغني في رسمها للخيل، حيث تجد نوعاً من العلاقة الغامضة التي تنشأ بين الخيل ومن يتابع حركتها وجريها، وفي الوقت نفسه تعيد الذهن إلى تاريخ الخيل الطويل مع الحروب والغزوات، وحكايات الحب وفرسانها، وغيرها من الدلالات، وذلك في معرض مشترك تتجلى فيه أنوثة الفن .
Culture
القاهرة - "الخليج":رسخ الروائي المصري حمدي الجزار اسمه في الحياة الأدبية المصرية، منذ أن أصدر روايته الأولى "سحر أسود"، التي لفتت الأنظار إليه بقوة، ففازت بجائزة ساويرس، وترجمت إلى اللغات الإنجليزية والتركية والفرنسية، ثم شارك في برنامج الكتابة الدولية في جامعة آيوا الأمريكية، وفاز بالمشاركة في مشروع بيروت 39 .لم يتوقف "الجزار" أمام ما تحقق بروايته الأولى من نجاح، فكانت روايته الثانية "لذات سرية" كتابة مختلفة عن السائد، وتوالت أعماله النوعية "كتاب السطور الأربعة" و"الحالمون في ثورة" وأخيراً روايته الصادرة حديثاً بعنوان "الحريم" .* في أية خانة يمكن أن نصنف ما صدر لك مؤخراً تحت عنوان "كتاب السطور الأربعة" رغم أنك كتبت على الغلاف "الرواية الكاملة"؟ - "كتاب السطور الأربعة" تجربة فريدة بالنسبة لي، له شكله الفني الخاص به الذي لا يعبأ بمحاكاة شكل أدبي معين، هو كتاب أدبي وفلسفي يتكون من جزأين: الجزء الأول يحمل عنوان "الرواية الأولى" والجزء الثاني معنون ب"الرواية الأخرى"، وهناك خاتمة للكتاب ككل، والكتاب يتشكل من رباعيات مرقمة متصاعدة تدفع السرد الروائي للأمام، أراه يجمع بين الشعر والسرد الروائي، وأنا متوقف عن لصق بطاقة تصنيفية عليه كأن أقول إنه "رواية"، "شعر"، "رباعيات"، أترك ذلك للقراء والنقاد ولا أرفض أي تصنيف مما سلف، و"الرواية الكاملة" على الغلاف تشير إلى الكتاب المكتمل لأنه سبق أن صدر الجزء الأول منه عام 2012 .* لماذا لجأت إلى هذا الشكل العصي على التصنيف؟- لأن التجربة ذاتها تشكلت على هذا النحو من حيث الشكل والمضمون، كنت في حالة ذهنية وانفعالية لم تواتني من قبل عند الكتابة، هو شكل أدبي جمالي ملتحم بموضوعه، بما ورد فيه، وهكذا كتبته، لقد فرحت به أكثر من أعمالي الروائية السابقة عليه، هو كتابي الفلسفي أيضاً الذي اقتربت فيه من الشعر .* هل كنت تكتب وفي ذهنك كتابات نجيب محفوظ الأخيرة في "أصداء السيرة الذاتية" و"أحلام فترة النقاهة"؟ - لا، على الإطلاق، عادة أكون وحيداً تماماً أثناء الكتابة في وحدة كاملة .* ظل هذا الشكل ملازماً لك في أحدث رواياتك "الحريم" . . ما الدواعي الفنية وراء ذلك؟ - "الحريم" عمل لاحق على "كتاب السطور الأربعة" وسابق عليه في الوقت ذاته، كنت قد بدأت في كتابتها عقب انتهائي من "لذات سرية" في عام ،2008 وكنت أخطط للانتهاء منها في فبراير/ شباط ،2011 فقامت الثورة فتوقفت، وكتبت "الحالمون في ثورة" و"كتاب السطور الأربعة" في جزأيه، ثم عدت إليها وعملت بها قرابة العام "الحريم" روح أخرى وتجربة مختلفة جذرياً، أراها متممة بشكل ما ل"سحر أسود"، و"لذات سرية"، هي ثالثتهما بشكل ما، وما ورد بها من بعض مقاطع "كتاب السطور الأربعة" على لسان الحاجة "حُسن" والشيخ "النقشبندي" كان ضرورة فنية صرفة .* إذا كان العنوان هو عتبة النص كما يقولون ألا يعكس عنوان روايتك "الحريم" مرجعية ضد المنجز النسائي طوال سنوات الدعوة إلى تحرير المرأة؟ - على العكس من ذلك تماماً، في "الحريم" أتحدث عن نساء شعبيات يعشن في "طولون"، لهن أسماء: روحية، وزبيدة، ولوزة، وأرزاق، أعتقد أنهن فخورات بأنهن حريم وأنهن لن يفهمن كثيراً الدعوة لتحرير المرأة لأنهن نساء متحررات بالفعل! نساء يشكّلن العالم من حولهن ويغيرنه بإرادتهن الحرة دون كثير ثرثرة، هن يعملن في مهن، ويربين الرجال والنساء، وأقرب إلى صناعة الحياة وإنتاجها والفرح بها من اللاتي يتضررن من وصفهن بالحريم .والكلمة ذاتها معجمياً تشير إلى النساء، وإلى الحرم، وإلى المكان الذي يجب حمايته والدفاع عنه، وهنا يظهر المعنى الآخر للعنوان، الحريم هو المكان الذي يجب أن نحميه، وهو في الرواية"طولون" بكل أبعادها الرمزية، والعنوان أيضاً مفتوح على التأويل كما فعل الدكتور شاكر عبد الحميد فرآه يشير إلى الراوي، بطل الرواية "سيد فرج"!* لماذا كان مصير معظم علاقات الراوي بالمرأة دائماً مآله الفشل؟ - لا أعتقد ذلك، إنها رحلة البحث عن الحب، عن العشق المستحيل، وعن الزمان والمكان الذي يمكن لسيد فرج فيه أن يحب بكل كيانه، هذا هو الأمر وليس الفشل في العلاقة، إنه النقص، والتوق إلى الاكتمال، وهو أيضاً إدانة المجتمع الذي لا يترك للحب أن يزدهر، المجتمع الذي يتعامى عن حقيقة أن البشر بحاجة للعشق والغرام السوي .
Culture
استقبل الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في قصره الشاعر مراد السوداني رئيس اتحاد كتاب وأدباء فلسطين النائب الثاني لرئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب والوفد المرافق له. وتبادل الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان مع السوداني والوفد المرافق الحديث حول المؤتمر السادس والعشرين للاتحاد الذي استضافته أبوظبي مؤخراً والنتائج الطيبة التي توصل إليها إضافة إلى المشاركة الفاعلة للوفد الفلسطيني في اجتماعات المؤتمر التي تكللت بانتخاب الإمارات للأمانة العامة للاتحاد.وهنأ المسؤول الفلسطيني الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بفوز الإمارات بمنصب الأمانة العامة للاتحاد متمنياً للإدارة الجديدة كل التوفيق والنجاح.واطلع السوداني الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان على مسيرة اتحاد كتاب وأدباء فلسطين والأنشطة التي ينفذها رغم ظروف الاحتلال التي يعيشها منذ مدة طويلة.(وام)
Culture
تصدر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة خلال أعمال الدورة الثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب التي تنطلق يوم الأربعاء المقبل وتستمر حتى 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري مسرحية جديدة بعنوان طورغوت وهي مسرحية تاريخية في أربعة فصول تستقي مادتها من وقائع وأحداث صراعات القوى في حوض البحر الأبيض المتوسط ما بين القوى الأوروبية والعثمانيين الذين يناهضون احتلال البلاد المغاربية في القرن السادس عشر .تقع أحداث المسرحية الرئيسة في تونس بحيث تكشف صراع العثمانيين والحلف المقدس لدول أوروبا في المنطقة وكيف استطاع القائد البحري التركي طورغوت وهو يصارع قوى ذلك الحلف تخليص موانئ ومناطق عربية في الشمال الإفريقي من قبضة المستعمر ليتحول إلى بطل أسطوري تناقلت سيرته الروايات الشعبية والحكايات في بلاد المغرب العربي وفي تونس خاصة .المسرحية وهي الثامنة في سلسة أعمال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لا تفسر التاريخ بل تأخذ التاريخ إلى الحاضر الراهن وتضعه في مواجهته لمعرفة أهمية أن نتعلم من الماضي وأن نختبر قوتنا في ضوء ما عشناه، وأنه لو كان الحاضر أشبه بالماضي فإن المستقبل يأخذ العبرة من ذلك ليبني بناء جديداً وبالتالي فإن قراءة مسرحية طورغوت في ضوء الوضع الراهن العربي تصبح تناصاً جديراً بالتأمل وتكون قراءتها متعة فكرية حقيقية لما سوف تثيره من أفكار .جدير بالذكر أن المسرحية سيقوم بإخراجها المخرج التونسي المنصف السويسي ليتم عرضها ضمن أيام قرطاج المسرحية في شهر يناير/كانون الثاني المقبل، وضمن مهرجان المسرح العربي في العاصمة الأردنية عمّان في الشهر نفسه، وكذلك في أيام الشارقة المسرحية في مارس/آذار المقبل . (وام)
Culture
عقدت جامعة باريس السوربون أبوظبي أمس الأول محاضرة في المجمع الثقافي، مترجمة إلى العربية، تحدث فيها المؤرخ الفرنسي الأصل جيل فانشتيان عن نشأة الدولة العثمانية وعصرها الذهبي بمنظور يتماشى مع الدراسات التاريخية الحديثة والأبحاث التي قام بها والتي تهتم بتقسيم التاريخ الى مراحل وفترات طبقا لمجريات الأحداث وتطور الأوضاع الداخلية والخارجية. جيل فانشتيان، مدير مجموعة الدراسات المتعلقة بالتاريخ التركي والعثماني في مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية في باريس، سرد وقائع تاريخية مهمة في مواجهة المماليك الذين بسطوا ملكهم في مصر وسوريا خاصة في منتصف نصف القرن الخامس عشر ففي سنة 1453 الميلادية، احتل السلطان العثماني محمد الثاني مدينة القسطنطينية التي كانت لأكثر من ألف عام عاصمة الإمبراطورية البيزنطية وغيّر اسم المدينة من القسطنطينية الى استانبول وجعلها عاصمة لملكه. تحدث بعدها عن أن فتح التجارة البحرية من قبل البرتغال نحو الهند عن طريق إفريقيا سبب خللاً كبيراً في اقتصاد الدول التابعة لحكم المماليك الذين طلبوا مساعدة البندقية على وقف زحف الأسطول البرتغالي. وأضاف فانشتيان أن المماليك طلبوا مساعدة الإمبراطورية العثمانية في عهد بيازيد الثاني وبعدها مع ابنه سليم الأول 1512 الذي انقلب عليهم بعد عهد من التحالف مع المماليك، متهما اياهم بالتعامل مع أعدائه الفرس والإطاحة بسلطان المماليك (1516-1517) والاستلاء على عرش مصر وسوريا وخلفه ابنه سليمان الذي استولى على العراق وامتد امتداد السلطة العثمانية من البحر الأبيض المتوسط الى البحر الأحمر والخليج العربي والمحيط الهندي.
Culture
محمدو لحبيب يطرح العديد من علماء الاجتماع، إشكالية ما يمكن أن يسمّى «مجتمعات الفردنة القصوى»، ورغم أنهم يشيرون في تحليلهم إلى عوامل عدّة، تصنع تلك الفردنة أو الفردية، وتهدد تنامي «الاجتماعي» بشكل عام، إلا أنهم يتفقون على نقطة مهمة، أبرزها هربرت ماركيوز في كتابه الشهير «الإنسان ذو البعد الواحد»، وهي أن عصر التكنولوجيا الذي نعيشه، وتطورات الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي هي المعضلة الكبرى التي تطرح نفسها على العلاقات المجتمعية، وتطرح التساؤل الإشكالي: إلى أية درجة باتت ثقافة اهتمام الأسرة ببعضها بعضاً تتلاشى باطراد في عصر وسائل التواصل الاجتماعي؟، لعلّه واحد من أكثر الأسئلة تداولاً في العالم بأسره، وفي مجتمعاتنا العربية تحديداً، فما يعرف عندنا «بلمّة» الأسرة بات مهدداً، بفعل الانعزالية والفضاءات الخاصة التي أصبح كل فرد منا «معتقلاً» داخل أجنداتها، وعلاقاتها الافتراضية، ومناسباتها.ويكاد يتحوّل كل بيت عربي إلى مجموعة من الجزر المنفصلة، يعيش في كل منها أحد أفراد الأسرة، وربما حتى لا يلتقون أحياناً على كلمات من قبيل تحية الصباح أو المساء!.ثمة من يقول إن في الأمر مبالغة كبرى، ربما، لكن السياق العام الذي توجد فيه العلاقات الأسرية، والعلاقات المجتمعية، بشكل عام سيقود - إن قبلنا بمنطق المبالغة ذاك - إلى تلك اللوحة المأساوية التي يتحوّل من خلالها التقدير الأسري ومشاعر المحبة والمودة، إلى ورود صناعية ذابلة وفاقدة لمفهوم القيمة، والتلقائية التي كانت تميز علاقاتنا بأمهاتنا، بآبائنا، بإخوتنا، بأقاربنا، ومن ثم بجيراننا الأقرب فالأقرب.لكن البعض يرى أنه على العكس، فإن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في إعادة لحمة الأسر، وبعث الحياة في معان سامية ونبيلة عدّة، ومقدرة للعطاء والتضحية التي يبذلها الآباء مثلاً في المجتمع، ويستدلون على ذلك بأمثلة مختلفة، من بينها الاحتفاء بيوم الأب العالمي، والذي يوافق تاريخه 21 يونيو.على كل حال بين الرأيين ثمة مساحة للنقاش ومشكلة موجودة ينبغي أن تطرح على بساط البحث الجاد، ذلك أنها مشكلة ثقافية أساساً تتعلق بطريقة تعامل الأفراد، وتعامل المجموعات مع معطيات تكنولوجيا العصر بشكل عام، ومع الإعلام الاجتماعي بشكل خاص، فمن الواضح أنه يولّد قطعاً نوعاً من الانعزالية الفردية،، لكنه كذلك يمتلك إيجابياته العديدة فيما يتعلّق بقدرته على تفعيل وإحياء الروابط الأسرية والمجتمعية بجعلها في قمّة الحدث التواصلي الاجتماعي، كما يحدث في تخليد مناسبة يوم الأب العالمي، وكما يحدث في مناسبات عدة، والأكيد أن الأسرة العربية هي الأكثر حاجة لمحاولات التوفيق تلك، لأن علاقاتها مع بعضها هي أساس قيمي أصيل لديها. pechike@gmail.com
Culture
دبي: «الخليج» عقد مجلس الشعراء الرمضاني الذي ينظمه مركز الشارقة للشعر الشعبي، في دائرة الثقافة بالشارقة، أمس الأول، ثاني جلساته في بيت الشاعر أحمد الزرعوني في دبي، ودار الحوار حول «شخصية الشيخ زايد وأثرها في الشعر والشعراء»، بمشاركة الشعراء: علي السبعان، أحمد الزرعوني، أحمد الشريف، سليمان الصيعري، وأدار الجلسة ناصر الشفيري الذي قال: «إن ما يميز شهر رمضان في الإمارات هو انتشار العديد من المجالس في مناطق عدة في الدولة، فمنذ اليوم الأول للشهر الفضيل والمجالس الرمضانية تسعى لتعزيز قيم التواصل، والتسامح، والتعايش بين أفراد المجتمع الإماراتي للتأكيد على قوة النسيج الاجتماعي، وهي مجالس علم ونور ومعرفة». قال الشاعر على السبعان: «للمغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مآثر خالدة، والحديث عنه حديث عن قائد ملهم في كل مناحي الحياة، وقدوة في الشعر، وفي التعامل مع الناس، وقد كانت قصيدته موجهة للجميع وليست نخبوية، تأتي بعفوية، قريبة من القلب لا تشعر بأنها غريبة عنك، وتتميز بأنها بسيطة»، وألقى السبعان مجموعة من القصائد منها على «باب المدينة»، «ثماني شهور»، «حنا خليج العز»؛ وفيها يقول: حنا خليج العز.. بحر وصحاري نتقاسم التمره ودُر المحارهمن بحر مسقط للكويت وعذاري أحرار في ظل الخليج وحراره وقال أحمد الزرعوني: «كان زايد بحراً زاخراً بالدرر، ولم يكن قائداً عادياً، ولا شاعراً عادياً، بل كان قائداً وشاعراً فذاً، شعره يحمل في ثناياه الوصف البديع، والحكمة الخالدة، والنصيحة المؤثرة، والمثل الناصع، تعددت أغراضه ومراميه، يشارك مواطنيه آلامهم مستشعراً آمالهم، مبتهجاً بما أنجزه من نهضة لوطننا، هكذا جاءت قصائد والدنا الشيخ زايد، رحمه الله، لنرى من خلالها مواقفه العظيمة، وحكمته السّديدة، ودروس التفاني في العمل والإنجاز والبناء والحكمة والإيثار».وألقى الزرعوني قصائد: «الأوادم»، «العيد غصن»، «خلي العتب»، «حديث العيون»؛ يقول فيها: اعتبرني مقصر في حديث العيون دام تحكي المآثر عن سوالف يديمن جفافي تورّد قلب صلف وحنون مثل ما الصخر ينبت منه وردٍ نديما عرفت اتودد بس معرف اخون للخيانة ميانة في ضمير الردي وقال الشاعر أحمد الشريف: يتضح تأثير الشيخ زايد في الشعر أولاً في أنه أثرى المكتبة الشعرية الإماراتية والعربية بالعديد من الدواوين، والقصائد الشعرية، فكانت هناك مكتبة نوعية متخصصة في الشعر الشعبي، تعرفنا من خلالها إلى رواد الثقافة ومسيرة الأدب في منطقتنا الخليجية. أما تأثيره في الشعراء، فإن الشعراء وجدوا في مدرسة زايد الشعرية خير ملهم، وخير قدوة في الاستئناس والتعلم من معجمه، ولغته، ورسائله الحياتية، والأخلاقية، والتربوية. وقرأ الشريف قصائد: «عين بكت»، «عشان الغروب»، «يا جوهرة»، «المجموعة الشمسية»، حيث يقول: سلام الله سلام الله عليكم يا هل النيشان هل الفزعات والنخوه بفعايل عز ناريهليوث الحرب يوم الكرب وقت الموت والطغيان شجاعتكم على روس الشواهد نارها حيهونا من واحد وسبعين اجيكم بجزل القيفان قوافي العز لي بالمجد مصيوغه ومبنيهلذكرى غاليه فينا سببها زايد كحيلان توحدنا ورقينا الشامخات بصافي النيه وأوضح الشاعر سليمان الصيعري أن الشيخ زايد، رحمه الله، كان شاعراً استثنائياً بكل ما تعنيه الكلمة، لذا فقد عبر الشعر العربيّ عن صورة الشيخ زايد وباهى بها، فكنّا أمام قصائد منسابة، لا تعرف التكلّف، أو اصطناع العاطفة؛ إذ يكفي أن يتداول المهتمّ قصيدة، أو اثنتين مما قاله الشعراء الإماراتيون والعرب في هذه الشخصيّة العظيمة، لنقف على مقدار الصّدق العاطفي كموضوع، والإبداع الفنّي الذي يتبارى به الشعراء للوصول إلى قمّة زايد، نحن كشعراء وشاعرات الإمارات، والخليج بشكل عام، أخذنا من قصائد المغفور له، بإذن الله، منهجاً ندرسه، ونتعلم من حرفته طرح المواضيع، وسرد الفكرة، مع صياغة المشاعر بطريقة تشد المستمع، وتجذب الجمهور. وقرأ الصيعري قصائد: «يا هجوسي»، «ربيع العمر»، «سرى الليل»، «الحزن»، حيث يقول: قولي له انه ربيع العمر وازهاره إلا ربيع أي بلد توط اقدمه خدهكل المداين تسوق لشوفه بشاره وتنوح له كل ديره لارحل مدهالي مسافر من بلادي إلى داره زعل بلادي وزعل عينن تودهمن ساع ماهو يجهز شنطة اسفاره لاهلت ادبي دمعه تبتسم جده
Culture
يُعد الدكتور صلاح قنصوة بفكره وأسلوبه نسقاً خاصاً في التفكير، يخرج على الأطر والأنماط المتعارف عليها والصور الجاهزة والمحفوظة والمكررة، يعتمد أسلوبه على إعمال العقل بجعل الفلسفة تنحاز إلى رجل الشارع ومع أفكاره التي تهفو دائماً إلى التغيير، وهي أفكار تسير في ركاب الثورة العلمية والتكنولوجية في الوقت نفسه . وهو أستاذ الفلسفة في جامعة القاهرة وأكاديمية الفنون، من أبرز مؤلفاته نظريتي في فلسفة الفن، في فلسفة العلوم الاجتماعية، تمارين في النقد الثقافي، هنا حوار معه . ما سر اهتمامك بالثقافة الجماهيرية؟ السمة الأساسية للثورة العلمية والتكنولوجية الحادثة الآن هي سمة الجماهيرية، بحكم أن المصطلحات التي تولدت عن هذه الثورة تحمل هذا اللفظ، فنقول إنتاج جماهيري، ووسائل اتصال جماهيرية، ومجتمع جماهيري والذي من المفترض أن يكون رجل الشارع والثقافة الجماهيرية تمثل عمق هذه الثقافة ومن هنا لا تنمية من دون اكساب هذه الثقافة الاستنارة . كيف ترى دور المثقف في هذه المرحلة؟ إذا كان لدينا ثلاث سلطات: السلطة التنفيذية، السلطة التشريعية، السلطة القضائية، وقد أضيفت لهذه السلطات سلطة رابعة وهي سلطة الصحافة، إلا أن هناك سلطة خامسة، وهي السلطة الثقافية التي تعد لأهميتها أولى هذه السلطات، وإذا تأملنا ما يحدث من تغيير في المجتمعات، سواء كان جذرياً أو تدريجياً فهو لم يحدث في غياب المثقفين والسلطة الثقافية . وماذا عن ثورة 25 يناير ودور المثقف المصري؟ كان هناك أزمة شعر بها الشباب، فجأة قاموا بالتغيير وحدهم من دون المثقفين، ومن هنا ضاعت الرؤية المستقبلية من الشباب وأنا أوجه الانتقاد الشديد إلى المثقفين، لأن هذه مهمتهم والترنح الذي يحدث حالياً بسبب تخلي المثقف عن تقديم رؤية مستقبلية . ويبدو إما متقاعساً أو عاجزاً . إذا كانت الشوارع في الغرب تمثل متحفاً للثورة وليس للقبح كما هي الحال عندنا، فهل لذلك علاقة بالفلسفة؟ بالطبع فمن بين أسباب التراجع، انهيار الحس البصري والسمعي، وهذا يتطلب إعادة تأهيل، فالذوق البصري والسمعي في الأساس ذوق عقلي، لأن الإنسان حيوان عاقل، وبدلاً من أن تتذوق الجماهير حالياً التفسيرات العقلية والتفلسف تتذوق أيضا الجهل . . وتتذوق التعتيم، وأظن أن هذا الجهل ترعرع وازدهر بفضل القنوات الفضائية وهي موجهة إلى الجماهير ورجل الشارع أكثر مما هي موجهة إلى المثقف، فإذا أنت انحرفت بالذوق العقلي، فأنت تنحرف بالذوق البصري والذوق السمعي . كيف ترى صيغة العلاقة التي ينبغي أن تكون بين الشرق والغرب من حوار، خاصة بعد تداعيات عدة تعكس صدام الحضارات؟ لا أجد أفضل حل لهذه الإشكالية من مقولة ابن رشد في كتابه فصل المقال في ما بين الحكمة والشريعة من الاتصال، حيث يقول: إنه يجب علينا أن نستعين بما قاله لنا القدماء، سواء كانوا مشاركين لنا في الملة أو غير مشاركين، وهو يقصد بغير المشاركين فلاسفة اليونان .فإذا أرد العالم الإسلامي أن يستأنف مسيرة التقدم فعليه أن يتخذ من ابن رشد جسرا للعبور إلى أوروبا المستنيرة . كيف ترى مستقبل الثقافة بعد ثورة يناير؟ الثورة نفسها فعل ثقافي هائل يصلح القيم والمفاهيم التي تحرك المجتمع، ومن جملة ما أسقطته الثورة الوهم الكاذب بأن الشعب المصري هامد لا يثور، وهو وهم سجله ابن خلدون في مقدمته الشهيرة حينما قال: إن حكم مصر في غاية الدعة والرسوخ لأنها دائما سلطان ورعية لا غير، وبرر ابن خلدون زعمه الذي نقله عنه كثير من المؤرخين والكتاب بأن المصريين لا يتمردون بسبب قلة أهل العصائب أي القوى القبلية المنظمة التي تقود التغيير، لكن ثورة يناير أثبتت أن قلة العصائب كانت ميزة لاعيبا، فقد جعلت الشعب يتجمع في ساحات الثورة على قلب رجل واحد من دون قائد أو زعيم، وأنا أعتقد أن وحدة الشعب هذه هي حقيقة مصر الجوهرية التي تتجلى دائماً في أوقات المحن والأزمات، وهي التي صنعت ثورات مصر الكثيرة المتعاقبة عبر القرون وإن غفلت عنها أعين المؤرخين وأقلامهم .لذلك فأنا لا تفزعني ولا تحبطني حالات المد والجزر التي تمر بها الثورة، مثلما تمر بها كل ثورة في التاريخ، وسوف تبلغ ثورة يناير العظيمة أهدافها طال الزمن أو قصر، وهي من تجاربها الأخيرة تثبت أنها تشبه العنقاء في الأسطورة الشهيرة التي كلما احترقت بعثت من جديد من قلب الرماد، ستنتصر إذن وستخلق ثقافتها الجديدة، وستعيد للدولة المدنية الحديثة بهاءها الذي ظن البعض أنه قد انطفأ، وإن يكن وهجه مرئياً لمن يريد أن يرى .
Culture
نظم مركز كلباء للفنون التابع لإدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، ورشة فنية في مجال الخط العربي، صباح أمس، بمشاركة 20 طالبة من مركز التنمية الاجتماعية في كلباء .اشرف على الورشة عبدالرزاق المحمود الذي أعطى محاضرة نظرية حول تاريخ ومكانة الخط العربي، مع التعريف بأبرز القواعد والأسس التي يرتكز عليها، كما اشتملت الورشة على عرض لفيلم يدور حول قيمة وأهمية فنون الخط العربي .
Culture
استقبل أحمد العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب وفداً من الملحقية الثقافية لسفارة السعودية في الإمارات وذلك في مكتبه في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة صباح أمس . حضر اللقاء د . صالح بن حمد السحيباني الملحق الثقافي، وخالد بن عبدالرحمن اليميني نائب مدير الشؤون الثقافية، وعلي بن محمد الصباحي نائب رئيس تحرير مجلة الراصد الثقافي، وعبدالله التوري منسق شؤون المشاركة بالمعرض .رحب العامري بالوفد السعودي معرباً عن اعتزازه بمشاركة السعودية في دورات المعرض منذ انطلاقته الأولى بشكل فاعل وثري .وأشاد بدور العاملين بالملحقية الثقافية في سفارة السعودية الذين لا يألون جهداً في تسخير كل الجهود والطاقات لإثراء ونجاح كل دورة من دورات المعرض، وحرصهم على مشاركة السعودية فيها بشكل مميز وفاعل .واطلع العامري على مقترح الفعاليات والأنشطة التي تعتزم الملحقية الثقافية بالتنسيق مع الجهات الثقافية في السعودية والمؤسسات الأكاديمية تنظيمها إبان المعرض، مؤكداً أن معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثلاثين سيشهد فعاليات نوعية منها مشاركة كوكبة من الضيوف والشخصيات الرائدة والمؤثرة في الشأن الثقافي وفي مجال صناعة الكتاب بشكل عام .حضر الاجتماع من الدائرة محمد القصير رئيس القسم الثقافي وعائشة العاجل رئيسة قسم الإعلام بالدائرة .
Culture
في الوقت الذي تشهد فيه الإمارات حراكاً تشكيلياً لافتاً من خلال المؤسسات والهيئات الثقافية الموجودة، والغاليرهات الخاصة التي أصبحت فاعلة بقوة في المشهد التشكيلي خاصة أنها تقدم فرصة للمتلقي للاطلاع على تجارب محلية وعربية وعالمية متنوعة.. في هذا الوقت يصبح السؤال حول ماهية اللوحة ذاتها كحالة مطلقة مشروعا، في ظل حوار خصب تتداخل فيه مفردات تراثية وحداثية تنتمي بمكوناتها إلى أكثر من بيئة أو فهم.في هذا السياق، يبدو التنظير النقدي أمراً مطلوباً لفرز التجارب خاصة أن اتجاه ما بعد الحداثة جعل الفنان يميل إلى عدم تحديد أسلوبية معينة، والتوجه نحو اللوحة المفتوحة بكل المعارف التي تراكمت في الفن التشكيلي، حيث نجد التجريد والرمزية وربما التشخيصية والتكعيبية في لوحة واحدة، ولذلك أصبحنا نرى مجموعة من التشابهات في أعمال الكثير من الفنانين، وغياب البصمة الخاصة للفنان، على خلاف ما كان سائدا حتى تسعينات القرن الماضي في ساحة التشكيل العالمية وليست الساحة العربية في هذا الأمر استثناء.كانت اللوحة في لحظات الذروة التاريخية للإبداع الفني العالمي مسرحا لحوار الأفكار وليس الألوان والتكوينات والتقنيات فحسب، وكان الفنانون التشكيليون يقومون إلى جانب الشعراء والكتاب بقفزات نوعية في الفكر الإنساني خاصة في حركة الحداثة التي انطلقت في الربع الأول من القرن الماضي، حيث كان الفن والأدب حاضرين بقوة في الفعل العام، حيث ألهما الفلاسفة والمفكرين في بناء نظريات حول الحرية والمجتمع والسياسة والاقتصاد كما حصل مع بزوغ الوجودية كنظرية في الحرية قامت على إرث يمتد وراءها على مدار نصف قرن، فقد استلهم جان بول سارتر والحركة الوجودية بشكل عام كل المكونات التي طرحها فنانون وكتاب عظام مثل بيكاسو وخوان ميرو وبول إيلوار وهنري ميشو وغيرهم. وتم اعتبار المنجز الفني المسرح الحقيقي لنشوء التيار الوجودي ذاته، انطلاقا من الإيمان بالدور الطليعي للفن ودوره التغييري في حياة الأفراد والشعوب، بوصفهما شكلين من أرقى أشكال المعرفة.لذلك نتساءل اليوم حول المكانة والدور اللذين يفترضهما الفنان لنفسه في سياق المسرح العالمي العام حيث أصبحنا نجد أن الوضع الكارثي للكثير من الشعوب الفقيرة يضاهي في صورته العامة ما يمكن أن يصل إليه خيال السورياليين من تصورات فيها الكثير من الغرائبية، وذلك في الوقت الذي تنعم فيه الكثير من بلدان العالم المتقدم بحالات من الرفاه لم تعهدها البشرية سابقا، كما أصبحت الكثير من الظواهر الاستهلاكية تشكل ثقافة عامة لشعوب برمتها مع أن تلك الشعوب ذاتها تفتقد إلى الكثير من مقومات المعرفة، وهو ما يشير إلى مسرح فيه الكثير من الألوان والتكوينات والعناصر التي تقارب مفهوم اللوحة التشكيلية، كما يمكن أن تشكل مسرحا يشبه اللوحة كي يقوم الفنان بوضع بصمته الخاصة ورؤيته إلى كل تلك المتناقضات، الأمر الذي من شأنه أن يضع اللوحة في سياق أعم وأشمل من كونها مجرد خطاب بصري جميل.Husam_mero@yahoo.com
Culture
حاول الكثير من الفلاسفة والكتاب والنقاد منذ نشأة الأدب إلى اليوم وضع تعريفات للأدب، وقد شهد القرن الماضي على وجه الخصوص محاولات عدة بهذا الشأن ابتداء من رواد المدرسة السوريالية في فرنسا مروراً بالشكلانيين الروس وصولاً إلى البنيويين كرولاند بارت وتيودور تزفيتان وكذلك أدلى منظرو الواقعية كلوكاتش بدلائهم في هذا الموضوع، وتصدى جان بول سارتر في كتابه المعنون بسؤال ما الأدب؟ لمحاولة إيجاد تعريف للأدب من منظور الوجودية كفلسفة حياة وبالتالي استنباط تعريف ثقافي لما هو الأدب.كل تلك التعريفات على اختلافها وتباينها فيما بينها تؤكد على جملة من الركائز الأساسية والثوابت المشتركة ومنها أن الأدب هو تعبير خاص عن الحياة، وأن هذا التعبير عليه أن يشكل إضافة جديدة للمتلقي حول الحياة، وبالتالي فإن للأدب دوراً ما في تغيير الحياة نحو الأفضل، وهذا ما يشكل دور الأديب شاعراً أو روائياً أو مسرحياً في المجتمع.من هنا فإن هؤلاء المبدعين مهما اختلفت المدارس التي ينتمون إليها فإنهم في نهاية المطاف يشكلون في مجمل أعمالهم صوتاً ينتصر للحياة. ينتصر لكل ما هو جميل فيها في معركته مع القبح، وإذا كان جمال الحياة هو من صنع الإنسان نفسه كما القبح هو من صنيعته، فإن الأدب يصطف بشكل تلقائي مع أي إرادة تسعى لجعل الحياة أفضل وأحسن بوصفها مشتركاً اجتماعياً وإنسانياً عاماً.إن المفاهيم بوصفها لغة الإنسان العاقل المبدع والصانع، أي لغة الفكر، فهي تعبر في كل رحلة عن مستوى التعقيد البالغ الذي وصل اليه الإنسان في حياته وفي فكره ونظرته وبالتالي مستوى تعبيره عن الأشياء، إلا أن هذا التعقيد وكما حاصل اليوم في مجال التوصيف الثقافي والأدبي يحتاج إلى الكثير من الروية لإعادة النظر إلى الكثير من المسائل المهمة إلى موقعها الصحيح في إطار رؤية الإنسان إلى محيطه، وبالتالي فإن الكثير من المفاهيم البسيطة والمتقابلة تبدو أحياناً بالغة التعبير والدقة، فالقول بالحسن مقابل الرديء والجميل مقابل القبيح، أمر يعطينا إمكانية كبيرة لكي نحكم على طبيعة الأدب الذي نتلقاه. وذلك لأن التشظي المفاهيمي الحاصل في القراءات النقدية، والتي تحاول أن تروج لأدب ما على حساب غيره، قد تكون في كثير من الأحيان مضللة، بمعنى أنها قد تقودنا إلى تشكيل ذائقة تستحسن الرديء على حساب الجيد، أو أعمال خالية من أي معنى على حساب أخرى لها دلالات ومعانٍ تصب في خدمة نظرة أكثر إنسانية وجمالية للحياة نفسها، لكن المشكلة اليوم تكمن وعلى الأخص في عالمنا العربي غياب المرجعيات النقدية التي يمكن أن تقوم بهذا الدور الأساسي في تقييم الإنتاج الإبداعي وفرزه انطلاقاً من مقاربة الأدب لدوره في صياغة الحياة من عدمه. حسام ميروhusam_mero@yahoo.com
Culture
أبوظبي: «الخليج» زار زكي أنور نسيبة، وزير دولة، مساء أمس الأول معرض الفنانة التشكيلية خلود الجابري «زايد وتراثنا الخالد»، الذي يحتضنه مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات في منطقة البطين بأبوظبي، حيث تجول بين أرجائه، كما تجول في أروقة معرض الشيخ زايد التابع للنادي، والذي يبرز المسيرة والسيرة الحياتية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيَّب الله ثراه، عبر حياته الحافلة بالإنجازات والإشراقات الكبيرة. ورافق نسيبة، فاطمة مسعود المنصوري مديرة المركز، والفنانة خلود الجابري، وأحمد صالح الحميري رئيس قسم العلاقات العامة، وبدر الأميري مسؤول مكتبة زايد والمعارض، حيث شرحت الفنانة الجابري عدداً من قصص لوحاتها. و اصطحبت المنصوري نسيبة في جولة بين أقسام معرض الشيخ زايد وأجنحته، التي تجسد رؤية المغفور له للإنسان والطبيعة، وتعمل على توثيق كل ما يتصل ويتعلق به من أعمال ومبادئ وقيم وأقوال، منذ بداية مسيرته التي أعلت شأن دولة الإمارات في زمن قياسي، واطلع نسيبة خلال جولته في المعرض على عدد من الصور النادرة للمغفور له، وعلى العديد من الأوسمة والشهادات والجوائز التقديرية التي منحت له من رؤساء وملوك الدول، ومن المنظمات والهيئات العربية والدولية، إلى جانب العديد من المقتنيات الشخصية التي استخدمها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد في حياته، ومجموعة كبيرة من الصور التراثية التي توثق مسيرة العطاء التي قادها على مدى عقود طويلة من الزمن.
Culture
إذا اعتبرنا أن الكاتب ابن بيئته، فإننا سنقف حائرين أمام الروائي المصري الراحل صبري موسى، الذي عاش في بيئات مختلفة منها ما هو ساحلي، وما هو صحراوي، وتنقل بين الأخضر واليابس والوادي والصحراء، لكن البيئة الساحلية أثّرت كثيراً في أسلوبه عبر اللغة الأدبية العالية التي تميز بها في سرده القصصي ومقالاته الصحفية. ومن المعروف أن روايته الشهيرة «فساد الأمكنة» بدأت فكرتها لديه عام 1963 عندما قام برحلته الأولى إلى جبل الدرهيب قرب حدود السودان، وكانت فكرة الرواية قد تشكلت داخله أثناء هذه الرحلة، ثم عاد إلى الدرهيب مرة أخرى عام 1965، وخلال زيارته لضريح الصوفي أبي الحسن الشاذلي، تبلورت الفكرة، فكتب الرواية.تقول أنس الوجود رضوان، في كتابها الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بعنوان: «الكتابة على الحافة الحرجة.. صبري موسى كما يراه النقاد»، إن الفترة التي عايشها الكاتب من قبل عام 1952 مروراً بالثورة ثم مرحلة النكسة حتى الانتهاء منها عام 1969، قد شكلت جزءاً كبيراً من موروثه الاجتماعي، وما عايشه المجتمع المصري من أحداث فساد وسيطرة على كنوزه، من قبل الاحتلال وحتى من الملكية، وانتهاء بوصوله إلى أقاصي القطر، وما سجله في روايته ما هو إلا مزج بين كل هذا، فنجد سيطرة المستعمر في حرية التنقل في أجزاء الوطن شماله وجنوبه، بحثاً عن الكنوز المدفونة فيه، وهذا ما اتضح من قبل البطل ومهندس التعدين الذي أغواه بالمجيء إلى تلك البلاد.وقال أحد النقاد عن صبري موسى، إن من لم يقرأه فاته الكثير، وعليه أن يعوض ما غاب عنه بأن يطالع ما خطه قلم هذا الكاتب والمثقف صاحب الرؤية العميقة دون صخب، والذي قدم للمكتبة العربية عدداً من الأعمال الأدبية ذات النفس المتفرد، تأتي في ذروتها واحدة من أجمل الروايات العربية «فساد الأمكنة»، التي اقتحمت مبكراً مسارين جديدين على مستوى الشكل والمضمون. فعلى مستوى الشكل ارتادت «فساد الأمكنة» عالم الواقعية السحرية قبل أن تبلغنا إبداعات أدباء أمريكا اللاتينية، ووضعت تحت أعين القارئ عالماً غريباً ومدهشاً، لم يتم البناء عليه واستثماره بأقلام أخرى إلا في النادر.وعلى مستوى المضمون فقد أنقذت الرواية نفسها إذا جاز التعبير من الوقوع في أسر المعتاد والسائد، سواء بالكتابة عن المدينة أو القرية، ورحلت إلى الصحراء، وبالذات المنطقة المجهولة جنوبي الصحراء الشرقية، لتقدم لنا عملاً فاتناً بكل معنى الكلمة، ولا يزال هذا العمل قادراً على إمتاع القراء. وقال ناقد آخر: «إن كتابات صبري موسى مثله هادئة في السطح، موّارة في الأعماق، وتحمل الكثير من الخصوبة والتجديد دون ضجة، إذ ليس من بين سماته الشخصية محاولة لفت الأنظار على أي نحو، ويمكن القول إنه من الفريق الذي يقول كلمته ويمضي».كان صبري موسى يقول: «استطعت خلال رحلتي للصحراء الشرقية وجبالها، أن أتعرف إلى القبائل وأعرافها وقوانينها، وهذا خلق لدينا نوعاً من الحميمية مع المكان، حتى إنني عندما كتبتها على حلقات كتبتها بقوة الأدب، وبروح الأديب ومغامرة وحرفية الصحفي، ما جعل هذه المادة عذبة وجاذبة للقراءة». كما أنه كشف عن أن روايته «تريد أن تنتصر للفطرة السليمة على حساب الغرائز والشهوات؛ تلك الفطرة المتمثلة في بدو الصحراء الذين اتخذوا من الفضائل سلاحاً يواجهون به مخاطر حياتهم اليومية».
Culture
أصدرت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رواية بالأحمر فقط للروائية الشابة مريم الزعابي ضمن إصدارات سلسلة إبداعات شابة التي أنشأتها الوزارة لتكون نافذة للمبدعين الشباب من الجنسين في كافة الأجناس الأدبية الشعر والقصة القصيرة والرواية والنقد الأدبي على المشهد الثقافي داخل الإمارات وفي الوطن العربي، وقد صدر عن إبداعات شابة حتى الآن عشرون عملا أدبيا منها ستة عشر في عام 2008 وأربعة في عام 2009.بالأحمر فقط عمل روائي لا تنقصه الجرأة والغوص في أعماق الواقع العربي الراهن من خلال قصة شاب عراقي يدفعه الغزو الأمريكي لبلاده إلى الهجرة عبر البلاد العربية المختلفة، ولا تتوقف الرواية عند رصد آلام هذا الشاب، والمواقف الصعبة التي واجهها، وإنما تتجاوز ذلك إلى رسم خريطة عربية تكتنفها الأنواء وتواجه تحديات ضخمة تهدد مصيرها المشترك. والرواية تمثّل صرخة للانتباه في أجواء تجمع بين التاريخي والاجتماعي والواقعي في فضاء روائي، استطاعت مريم الزعابي على حداثة تجربتها أن توظفه ليحمل فكرتها العامة إلى القارئ. وقد أقرت لجنة سلسلة إبداعات شابة في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع هذا العمل قبل ستة أشهر وأثنت عليه، وتقدمه إبداعات شابة إلى الجمهور في كتاب من الحجم الصغير بصفحات تزيد على الثلاثمائة وخمسين صفحة.
Culture
صدر مؤخرا كتاب الإمارات وبعدها العربي عن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بمناسبة العيد الوطني السادس والثلاثين لتأسيس دولة الإمارات والكتاب عبارة عن مجموعة من الأبحاث والدراسات التي تتناول مواضيع مختلفة تدخل في سياق قراءة التجربة الإماراتية منذ مرحلة التأسيس وما تلاها من تطورات على كل الصعد البنيوية، جعلت منها نموذجاً ذا دلالات مهمة ترتبط بمكونات الهوية وعلاقتها بالمعاصرة والحداثة التي طالت بناها الرئيسية في خضم عالم يتسم بالاضطرابات يشير د. عبدالمعطي سويد في دراسته الرموز والتجليات إلى هذه المسألة فيقول: لا شك أن المشكلات العالمية تلقي بظلالها على وطننا العربي، وتؤثر في حراكه السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، وربما تلقي بتأثيرها في منطقة الخليج، أكثر من بقية الأقاليم العربية ويتقصى سويد أثر العولمة في المجتمع الإماراتي مع الأخذ بعين الاعتبار تجذر البعد العربي في النسيج الاجتماعي والفكري والأدبي فيقول: كان البعد القومي متجلياً على الصعيد الشعبي، المحلي، من حيث نصرة الشعب الفلسطيني منذ النكبة عام ،1948 وإظهار شعب الإمارات حسه القومي أثناء العدوان الثلاثي عام 1956 على مصر.وأما الجانب الأدبي في تعبيره عن المشاعر القومية فيعكس بداهة البعد العربي في ظهور كثرة هائلة من شعراء الإمارات الذين عبروا عن وجدانهم وانفعالاتهم حول مجريات الأحداث التي عصفت بالمنطقة العربية، بينما يتناول د.عبدالرزاق المضرب في ورقته التنوع التلاقح الوحدة الثقافة الإماراتية بوصفها نموذجاً للثلاثية التي طرحها في عنوان ورقته فيرصد مجموعة من العناصر التي كان لها أثر في بناء ثقافة منفتحة على الوطن العربي والعالم في آن واحد ومن بين تلك العناصر المجال الأكاديمي والتعليمي الذي تطور بوتائر متسارعة وكذلك الحركة الفنية وخاصة المسرحية فيقول: وفي مجال النشاط المسرحي نجد أن الفرق المسرحية الإماراتية لها نشاط مسرحي مميز على مستوى الوطن العربي، وتشارك بشكل فعال في إغناء الساحة المسرحية العربية. أما د.فاطمة الصايغ فإنها ترصد التجربة الإماراتية في عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان في ورقتها البعد العربي والقومي في سياسة دولة الإمارات عبر الرؤية الإماراتية لمسائل التكامل العربي وتأسيسها لمناخ استثماري واقتصادي يضع المصالح العربية في المقام الأول ومن خلال المواقف السياسية التي كانت منذ بداية الاتحاد ذات مضمون قومي خالص لم تكن سياسة زايد العربية سياسة من يكتفي بعضوية الجامعة العربية، بل أكدتها مواقفه القومية وحرصه الأكيد على مصالح العرب مهما كانت الظروف والتحديات، وكان أول موقف عربي قومي أكد على توجهات الإمارات وبعدها العربي هو موقف الإمارات في حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973 حينما أمر الشيخ زايد بقطع البترول عن الدول التي تساند إسرائيل، وأصبح لكلمات الشيخ زايد بأن النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي صدى واسع جاب أرجاء الوطن العربي، كما ضم الكتاب دراسة حول السياسة الخارجية للدكتورة مريم سلطان لوتاه تحت عنوان دراسة المحددات والموجهات وعناصر القوة في السياسة الخارجية الإماراتية. وتبرز د.لوتاه في دراستها عناصر القوة التي مكنت الإمارات من تسيد موقع مهم على مستوى العلاقات الخارجية ومن تلك العناصر المقدرات القومية، ويندرج تحتها حجم الموارد، ومستوى التحديث، والتكوين الاجتماعي والعلاقة بين الحاكم والمحكوم وتأثيرها في عملية صنع القرار، والنظام السياسي لدولة الإمارات، ويندرج تحته الطبيعة الفيدرالية، والقيادة السياسية، كما ضم الكتاب بحثا للدكتور ابراهيم السعافين تحت عنوان القضايا العربية والعروبة في الشعر الإماراتي الحديث ويرصد فيه الأثر القومي من هموم وتطلعات الأمة وقضاياها المصيرية في نتاج مجموعة من الشعراء الإماراتيين مثل سالم بن علي العويس والشاعر الشيخ صقر القاسمي وسلطان العويس ومانع سعيد العتيبة وشهاب غانم وعارف الخاجة وغيرهم مع ذكر لنماذج من أشعارهم التي تعكس الوعي بمكونات الأمة التاريخية من لغة وتاريخ وجغرافيا ودين، واستمرار هذه المكونات كحاضن رئيسي لمصير الأمة في ظل ما تعاقب عليها من تحديات.. وعلى هذا النحو رأينا أن الشاعر الإماراتي بدا مهموما منذ بدء الحركة الشعرية في العصر الحديث بالقضايا القومية والاسلامية، وقد بدا تناوله لهذه القضايا مختلفا باختلاف رؤيته الموضوعية والفنية، والمكونات الثقافية والفنية للشعراء، كما ضم الكتاب مجموعة من الدراسات والأبحاث الأخرى التي تناولت الموضوع من زوايا بحثية مختلفة ومنها دراسة محمد الخولي صراع الصورة بين العرب والغرب ودراسة للدكتور صالح سليمان حول البعد العربي في العملية التعليمية في الإمارات متخذ مقررات التاريخ في المرحلة الثانوية منطلقا لدراسته، ودراسة للدكتورة اعتدال عثمان تحت عنوان مجتمع المعرفة وسؤال المستقبل.
Culture
ضمن البرنامج الموازي لمعرض (بلاد الشام) المشتمل على مجموعة نادرة ومنتخبة من مقتنيات حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والذي يفتتحه صاحب السمو حاكم الشارقة في السابعة من مساء يوم الأحد 23-9-،2012 تنظم إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ورشة في تقنيات الطباعة الفنية في باكورة الفعاليات الموازية للمعرض .تقام الورشة صباح اليوم في معهد الشارقة للفنون، ويشرف عليها الفنان والأكاديمي الفلسطيني د . ياسر الدويك الذي أقام أول معرض لفن الجرافيك في دولة الإمارات، وهو أستاذ الجرافيك في كلية الفنون والتصميم الجامعة الأردنية، وعضو مؤسس لرابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، نال جائزة الاقتناء من بينالي الإسكندرية عام ،1976 كما نال جائزة الدولة التقديرية من الأردن عام ،1978 وأقام العديد من المعارض الشخصية في عمّان، الشارقة، أبو ظبي، القاهرة إضافة إلى المشاركة في معارض دولية بالإمارات، مصر، فرنسا، بريطانيا، الصين، تايوان، إيطاليا .فعاليات المعرض تتضمن كذلك ورشتين في فن الحفر يشرف عليهما الفنان الأردني غازي أنعيم، والفنان السوري عبدالله أبو راشد والفنان التونسي د . سامي بن عامر، وتقام الورشتان في معهد الشارقة للفنون مساء اليوم الخميس ويوم الإثنين المقبل، إضافة إلى الندوة الفكرية حول (الاستشراق الفني في بلاد الشام) التي تعقد في مقر الدائرة صباح يومي الأحد والإثنين المقبلين، إلى جانب البرنامج التعليمي والزيارات التخصصية لأجنحة المعرض .وقام النقاد والباحثون المشاركون في الندوة الدولية بزيارة دائرة الثقافة والإعلام صباح أمس واجتمعوا مع هشام المظلوم مدير إدارة الفنون ومسؤولي التنظيم والإعداد للندوة الفكرية، وأشادوا بالدور الكبير الذي تلعبه إمارة الشارقة في رفد الحراك الفني والثقافي في المنطقة، وهو ما يقدم نموذجاً مبهراً للحضارة العربية الإسلامية الراهنة .
Culture
قرر مجلس إدارة مسرح رأس الخيمة الوطني تأجيل عروض المسرحية الاجتماعية الجماهيرية لا حيلة خلال هذه الفترة حيث يتزامن عرضها مع عروض الموسم المسرحي الرابع والذي تنظمة جمعية المسرحيين بالتعاون مع دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وقال عبدالله سالم بن يعقوب الزعابي رئيس مجلس ادارة مسرح راس الخيمة الوطني بأن المسرح يسعى دائما لبناء قاعدة جماهيرية مسرحية من خلال التواصل المستمر بين المسرح والجمهور في مختلف مدن الدولة إيماناً بالرسالة السامية التي يقدمها المسرح عبر العصور، نتطلع لإثراء الساحة المسرحية الإماراتية بالأعمال الاجتماعية الهادفة التى تلامس شؤون وشجون المجتمع الإماراتي، ونسعى جاهدين للارتقاء بمسرحنا في ظل الدعم الدائم والمستمر لصاحب السمو الشيخ الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة وإننا نمثل بيتاً واحداً وسعداء بالتعاون مع كوكبة من مؤلفين ومخرجين وممثلين وفنيين من المسرح.ويأتي عرض مسرحية لا حيلة بناء على توجيهات سمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي ولي عهد ونائب حاكم رأس الخيمة بضرورة تكثيف العروض في مختلف مدن الدولة للإسهام في الارتقاء بالحركة المسرحية الاماراتية ولتحقيق أقصى درجات التميز، ليبقى مسرح رأس الخيمة الوطني صرحاً مسرحياً كبيراً ومتميزاً محلياً وخليجياً وعربياً.وأكد الزعابي الدور الكبير الذي تبذلة جمعية المسرحيين برئاسة إسماعيل عبدالله والذي يبذل كافة الجهود سواء على الصعيد الشخصي أو الجماعي بالارتقاء بالمسرح الإمارتي ونحن سعداء بالتعامل مع شخصية ثقافية تتفهم المشهد الثقافي والمسرحي بحنكة وذكاء ونقدر لشخصه الكريم جهوده الراقية والمتميزة لتوصيل إبداعات أبناء المسرح الإماراتي الى مختلف مدن الدولة ونثمن دعمه الدائم والمستمر للارتقاء بالحركة المسرحية الإماراتية نحو آفاق التألق والتميز.وثمن إسماعيل عبدالله رئيس جمعية المسرحيين بالدولة مبادرة مسرح رأس الخيمة الوطني بتأجيل العروض الخاصة لمسرحية لا حيلة لتزامنها مع عروض الموسم المسرحي الرابع.
Culture
افتتح صباح امس في غاليري آرت كورتوري في دبي معرضا بلادي للايرانية شهرزاد أصولي وفن النسيج للكندية سينثيا ريتا ريتشاردز.عرضت شهرزاد مجموعة من اللوحات التجريدية الطبيعية تمثل ذكريات من وطنها متمازجة غاية في الدهشة، معتمدة تقنية المزج بين الالوان الزيتية والاكريليك، ما يوحي بالاحساس بالامتلاء والسلام.تنطلق شهرزاد في لوحاتها من البيئة الثقافية في ايران التي حرصت من خلالها على ابراز اجواء روحانية وثيمات شرقية كالدعوة الى التسامح والاخاء، وهي مستوحاة من قصائد لعظام الشعراء مثل حافظ والخيام والعطار.ولا تكتفي شهرزاد بطرح مثل هذه الثيمات الشرقية، دون استفادتها من التقنيات المعاصرة سواء في اللون في التركيب النهائي للوحة، كما تستفيد من فن التقاط الصورة، ولا تتردد في استخدام كل وسائط الميديا المعاصرة من اجل انجاز لوحات خارجة عن نطاق التعبير نحو الايحائية او التجريدية المبسطة وفتح المجال امام المتلقي ليخرج بقراءات عديدة.والفنانة شهرزاد معروفة برسم المناظر التي تشمل قمم الجبال والصحارى مع حرصها على وجود شجرة واحدة في كل منظر طبيعي في دلالة ترمز الى الأنا والمطلق.ويلاحظ في رسوماتها ايضا اعتمادها على عدة افكار اكثر واقعية في رصد علاقة الانسان مع ما يحيط من حوله، مع إبراز ثيمات معاصرة تستفيد من مدرسة ما بعد الحداثة في التشكيل.أما سينثيا ريتشاردز فتعكس في لوحاتها مزاجا خاصا يتكئ على خلفية ثقافية في التعامل مع التكوينات العامة للوحة التي تبرز مشهدية بصرية خاصة، حيث ترصد حياة البدو الذين يرتحلون من واحة الى أخرى من خلال ابراز فن النسيج على الكانفاس، كما يتألف موضوعها العام من فكرة رئيسية تطوع من خلالها كل ثيمات المعاصرة للتعبير عن الحياة الماضية، لذا فهي تحرص على استخدام الوان حارة تتناسب مع موضوع الصحراء ومفردات عيشه المتنوعة.كما تبرز أعمالها اهتماماً خاصاً بالمنظومة الاجتماعية لحياة البدوي ورصد لمشاغله وهمومه، وكل ما يتعلق بسعادته أو حزنه، لذا فهي تهتم على سبيل المثال بابراز عناصر الطبيعة مثل دائرة الهلال التي ترشد ساكن الصحراء في الليل الى مستقره، كما تحرص على ابراز شعائره وطقوسه الخاصة، ومدى تعامله مع البيئة من حوله.من هنا، تبرع الفنانة في رسم لوحات بدرجات متفاوتة من الاسود والابيض والاحمر والبني الموشاة بخيوط ذهبية.
Culture
يصنع الكاتب الأوروغوائي ماريو بينيديتي في روايته الهدنة من حياة موظف تقليدي تتسم بالرتابة الشديدة سرداً لا يمتع المتلقي فحسب، بل يدفعه إلى التفكير، ويعرفه إلى مجتمع الطبقة الوسطى في الأوروغواي في منتصف خمسينات القرن الماضي، والأهم من ذلك أن شخصية بطل الرواية مارتين سانتومي تظل لفترة طويلة عالقة بذاكرة القارئ .الرواية بأحداثها وتقنياتها لا تنتمي إلى الواقعية السحرية، حيث تلك الأجواء التي نتوقعها، ولا يوجد بها نفس حكائي، أو واقعة لافتة، أو ثيمة جاذبة، تخلو من كل الشروط التي وضعها الكثيرون من محللي الرواية اللاتينية، بل إن موضوعها يبدو مملاً للوهلة الأولى، حيث تدور عن مذكرات مارتين سانتومي المقبل على التقاعد بعد سبعة أشهر .يكتشف سانتومي بعد هذا العمر أنه أخفق في كل شيء حتى العزف على الغيتار، ليس أمامه ما يفعله، إلا انتظار التقاعد فالبطالة فالموت، وملاحظات في زملاء العمل وذكريات عن زوجته الراحلة منذ عشرين عاماً، وثلاثة أبناء لكل منهم عالمه الخاص، وأصدقاء يلتقيهم صدفة، حياة عادية جداً، يقول لقد كان هذا اليوم سعيداً، اقتصر على الروتين فحسب، وقبل أن يأتي التقاعد بفترة بسيطة يقع سانتومي في حب موظفة شابة في عمر ابنته، وتبادله الشعور نفسه، وفي أقل من شهر يتفقان على الزواج ثم تموت فجأة .الحدث الأساسي في الرواية وهو قصة حب سانتومي ثم رحيل حبيبته أبييانيدا لا يوظفه بينيديتي لإكساب سرده الطابع الكلاسيكي أو المأساوي، أو يستخدمه في مفارقة تمنح روايته مذاقاً ما، وهو ما يؤكده بينيديتي في المقدمة، فالرواية مستوحاة من قصة حقيقية وقعت لرئيسه في العمل، فالحب في الرواية وسيلة يكتشف من خلالها سانتومي العالم من حوله .يعرفنا بينيديتي عبر مذكرات سانتومي إلى طبقة وسطى تدير ظهرها للسياسي والاجتماعي، لا يعنيها أي شيء سوى تفصيلات الحياة اليومية الآلية، والهموم العابرة . في أعقاب الحب يستبطن سانتومي ذاته، يبصر مفردات واقعه بعيون جديدة، يصبح أكثر فعالية، يشعر تدريجياً أنه يتخلص من أنانية التوحد الفردية والجماعية، هناك في أعماقنا أحاسيس يمكن أن تنبعث في أي وقت، يفلسف بلغة شاعرية السعادة والثقة والشفقة والحنان، هي تحولات الحب حيث السلام مع النفس والقدرة على مصالحتها، تنتهي الهدنة بوفاة أبييانيدا وبعد برهة قصيرة من تأمل الألم يأتي التقاعد ليقول سانتومي في الخاتمة ها هي البطالة بعد طول انتظار، فما الذي سأفعله بها؟ .يمزج بينيديتي في الرواية بين الفردي والمجتمعي ليس على مستوى المطالعة العابرة فحسب، بل قراءة الرموز وماهو كامن بين السطور أيضاً، فالرواية بمعنىً ما تدين سلبية طبقة بأكملها، وانعكاسها على مسار حياة البطل، وتفتح أيضاً أفقاً لإمكانية التخلص من هذه السلبية من خلال تجربة الحب التي يقع فيها آلاف البشر يومياً، والتي يمكننا تأملها مهما اتسمت بالقصر من تغيير حياتنا إلى الأفضل.
Culture
يشارك قطاع دار الكتب في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب بألمانيا، الذي يقام خلال الفترة من 11 إلى 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حيث سيتم استعراض إمكانيات صناعة النشر المحلية في المعرض. وتتزامن المشاركة مع احتفالات الذكرى العاشرة بإطلاق مشروع «كلمة»، إذ تنظم جلسة حوارية لمناقشة تجربة المشروع في الترجمة عن اللغة الألمانية، والتي أثمرت عن ترجمة ونشر نحو 1000 عنوان، ويلقي الضوء على أشهر الكتّاب والأدباء الألمان الذين ترجم المشروع أعمالهم، كما ينظم «كلمة» جلسة حوارية أخرى لمناقشة مشكلة قرصنة الكتب وحقوق الملكية الفكرية. وتنظم إدارة المكتبات في قطاع دار الكتب جلسة حوارية تتناول واقع ومستقبل صناعة النشر في العالم العربي، وتلقي الضوء على جهود الدولة لتعزيز هذه الصناعة والنهوض بها، ويتحدث فيها عبدالله ماجد آل علي المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة، وشيخة المهيري مدير إدارة المكتبات بالإنابة.وقال سيف سعيد غباش، مدير عام الدائرة: «إن العمل على تنمية المعرفة والتبادل الثقافي والحوار الفكري، يعتبر أساساً لتطور الأمم وإثراء مبادئ التسامح والتفاهم بين الثقافات المختلفة. وتعتبر الترجمة ومشاركة المعارف عناصر أساسية لمستقبل الحضارة البشرية، ولذا جاء إطلاق مشروع «كلمة» قبل عشر سنوات بمثابة وضع حجر الأساس لجهود مستدامة في مجال الترجمة، ليس فقط في دولة الإمارات، وإنما على مستوى العالم العربي، فالمشروع يعد اليوم جسراً للتواصل مع الحضارات الأخرى». ومن جهته قال عبدالله ماجد آل علي: «يشارك وفد الدائرة وممثلو قطاع دار الكتب في برنامج الجلسات الحوارية والندوات التي ترافق المعرض، حيث يتحدث كوكبة من المعلمين والمترجمين وأمناء مكتبات في هذه الجلسات، بما سيتيح لنا فرصة استعراض إنجازاتنا أمام المجتمع الدولي فيما يتعلق بصناعة النشر منذ تأسيس الدولة». ويستضيف جناح الدائرة حفل استقبال «جائزة الشيخ زايد للكتاب»، والذي سيبحث فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى بحضور عدد كبير من الكتاب والإعلاميين.
Culture
عقدت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث صباح أمس مؤتمراً صحفياً للإعلان عن فعاليات الدورة 21 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والذي ينطلق غداً ويستمر حتى الأحد المقبل تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتنظيم من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وشركة كتاب في مركز أبوظبي الوطني للمعارض .أعلنت الهيئة خلال المؤتمر عن الفعاليات المصاحبة للمعرض الذي يضم 875 دار نشر، وما يزيد على نصف مليون عنوان، كما تشارك في المعرض 58 دولة منها 545 دار نشر من 17 دولة عربية، و330 دار نشر من 41 دولة أجنبية . ويستضيف المعرض ما يزيد على 1250 ضيفاً . ويضم عدداً من البرامج، منها البرنامج الثقافي ويتضمن 70 فعالية و125 مشاركاً . والبرنامج المهني للناشرين 30 فعالية و60 مشاركاً . والفصل التعليمي 12 فعالية و18 مشاركاً . وركن الإبداع للناشئة 25 فعالية و41 مشاركاً . وركن النشر الرقمي 7 فعاليات و5 مشاركين . وركن توقيع الكتب من خلال 40 حفل توقيع و50 مؤلفاً .وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي قال محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إن المعرض نجح في مواكبة الحضور الإقليمي والدولي اللافت والمتنامي في جميع الصعد لحكومة أبوظبي ودولة الإمارات، وانضم خلال السنوات الخمس الماضية إلى ربيع أبوظبي الثقافي، وتصدّر المشهد الثقافي في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، كجزء أساسي من استراتيجية شاملة تبنتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تسعى لجعل هذه المدينة النابضة بالحياة ملتقى لثقافات الشعوب وأفكارها . وأكد أن ما تم إنجازه في هذه الدورة يتحدث ببلاغة عن دور أبوظبي وما وصل إليه هذا الحدث من مكانة عالمية، ويُقدّم دلالة واضحة على صعود أهمية الكتاب والنشر في عالمنا العربي اليوم .وقال جمعة القبيسي مدير المعرض نائب مدير عام المكتبة الوطنية في الهيئة إن المعرض يؤكد في كل دورة على مكانته المتقدمة بين أبرز معارض الكتب في العالم، ويرسخ تجربة مختلفة في التعاطي مع الكتاب وسوق الكتاب وآليات صناعته ونشره وتوزيعه، كما يبرهن عن دور مختلف لمعرض الكتاب نفسه، ناقلاً إياه بجدارة من أن يكون مجرد مساحة لبيع الكتب، إلى منصة للتفكير ومناقشة وتطوير وتفعيل مختلف الجوانب المتعلقة بصناعة الكتاب، مستفيداً في هذا المجال من أحدث التجارب العالمية، التي لا تتناقض فيها فكرة السوق أي صناعة الكتاب بصورة إجمالية مع الجدوى الثقافية لمعرض الكتاب، والدور الذي يمكن أن يضطلع به في التنمية الثقافية والفكرية للأفراد والمجتمعات .وقالت مونيكا كراوس مديرة عام شركة كتاب استنادا إلى تنامي الدور الثقافي الإقليمي والدولي الذي تلعبه مدينة أبوظبي كمركز رائد لصناعة النشر والفعاليات الثقافية الدولية، يستضيف المعرض نخبة متميزة من أهم المواهب الأدبية والثقافية على مستوى العالم، وتتضمن فعاليات هذا العام احتفالية بالثقافة الفرنسية والكورية إلى جانب تكريم الفائزين بكلٍ من الجائزة الدولية للرواية العربية وجائزة الشيخ زايد للكتاب .من جانب آخر، يشارك مركز جامعة الشيخ زايد الكبير في أبوظبي في المعرض .وقال الدكتور علي بن تميم رئيس مجلس إدارة المركز ان مشاركة المركز في المعرض تعكس جانباً مهماً من النشاطات التي يقوم بها المركز في سياق رسالته الثقافية، كما تكشف في الوقت نفسه عن جانب من اصدارات المركز التي ستعرض من خلال جناحه في المعرض .ويعرض المركز في الجناح الخاص به اصداراته الجديدة التي بلغت عشرة اصدارات أغلبها كتب مترجمة بالتعاون مع مشروع كلمة للترجمة في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تم اختيارها لتنشر ضمن سلسلة مكتبة مركز جامع الشيخ زايد الكبير وتدور حول العمارة الإسلامية وفنونها وعلومها، ومن هذه الاصدارات كتاب مدخل عام لعمارة المساجد في الأندلس .ويشارك نادي تراث الإمارات في المعرض بأكثر من مائة عنوان من الاصدارات الثقافية التراثية والكتب المحققة والمؤلفة في جوانب التراث الأدبي والشعري والحياة الشعبية، إضافة إلى العديد من الدواوين لشعراء من الإمارات وأعداد مجلة تراث الشهرية التي تصدر عن النادي .ويتضمن جناح نادي تراث الإمارات في المعرض نموذجاً لقرية تراثية تحتوي على بيت الشعر والحضيرة ودكان للطواش، في ما يقدم المشغل النسائي عروضاً للحرف الشعبية كالتلي والحياكة .وسيعقد النادي على هامش مشاركته في المعرض العديد من اللقاءات والاجتماعات مع عدد من أصحاب دور النشر العربية المختلفة بهدف تبادل وجهات النظر حول امكانية فتح آفاق جديدة للتعاون بين النادي والأدباء والكتّاب من جانب ودور النشر من جانب آخر .مشروع جديد لأدب الطفل على هامش المعرضأطلق معهد جوته الألماني بالتعاون مع المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ودار كلمات للنشر أمس مشروع كتّاب إماراتيون يكتبون لأطفال الإمارات ويستمر المشروع حتى بعد غد تزامناً مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب .ويتضمن المشروع الذي يطرح كتب أطفال جديدة تعكس الهوية الثقافية للإمارات ورشة عمل مفتوحة تناقش الترجمات من اللغات الأخرى في سوق الكتاب العربي ومدى تلبيتها لحاجات الطفل الإماراتي .وأكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين على أهمية قيمة العمل الأدبي الموجه للطفل العربي عموماً والإماراتي على وجه الخصوص، وقالت: ان هذه المبادرة جاءت كمشاركة من المجلس الإماراتي ودار كلمات بغية تشجيع الكاتب الإماراتي على الكتابة لأطفال المنطقة وتوفير الكتب الخاصة بهم بروح محلية منسجمة مع فكر وثقافة وتقاليد مجتمعنا العربي . وأضافت نحن نسعى من خلال هذه المشاركات الى وضع أدب الطفل العربي بقوة على خريطة الأدب العالمي، مؤكدة ان الأمة العربية لا تقل شأناً عن الأمم الأخرى فهي تمتلك ثقافة عريضة، تؤهلها لصناعة حقيقية لأدب الأطفال ليكون لها دور كبير في تثقيف الأطفال وتربيتهم، نحن لا نريد فقط الاعتماد على الترجمات، بل نسعى الى ابداعات إماراتية وعربية تنافس على المستوى العالمي، وفي حال اللجوء الى الترجمة لابد من الانتقائية بما يتناسب مع مجتمعنا العربي ولضمان جودة المضمون الذي نضعه بين أيدي أطفالنا .وتناقش ورشة العمل المصاحبة للمشروع الأساليب الابداعية المرتبطة بانتاج كتب الاطفال بمشاركة عشرة كتّاب إماراتيين وباشراف الكاتبة والرسامة الألمانية اوتي كراوزي .وفي نهاية الورشة سيتم تنظيم ندوة أسئلة حوارية في جناح دار كلمات في معرض أبوظبي للكتاب لعدد من طلاب المدارس تضم المشاركين من مؤلفين وناشرين للإجابة على الأسئلة التي تدور في أذهان الأطفال .
Culture
يمكن القول إن القرن العشرين كان قرن الإحساس العالي بأهمية الزمن، وهو أمر يبدو بديهياً إذا ما استذكر المرء كل التحولات الكبرى التي تمت خلال القرن الماضي، على كافة المستويات التاريخية والحضارية والعلمية، فما أنجز في المجال العلمي وحده يوازي عشرات أضعاف ما أنجز خلال تاريخ البشرية كاملا، وأتت ثورة التقانة والاتصالات لتعطي الزمن أهمية أو قيمة مضافة، حيث تم اختصار المسافات وتخطي الحدود في سياق حالة من التواصل الانساني عبر الشبكة العنكبوتية، حتى بات الكثير من مستخدميها يشعرون بنوع من التأفف إذا ما أصابها عطل ولو لمدة دقيقة واحدة.أما في إطار الأدب، فكذلك كان الأمر أيضاً، حيث أصبح استخدام الروائي لتقنيات معينة في السرد تمنح الزمن قيمة أساسية في قراءة أبعاد الرواية، وفهم سايكولوجيا الشخوص أو حتى الأمم في فترة معينة، وخير دليل على ذلك الأعمال الروائية للكولمبي الحائز جائزة نوبل غابرييل غارثيا ماركيز الذي اتصفت أعماله بالغرائبية، ومن يتأمل جيداً كيف تتولد الغرائبية لدى المتلقي يدرك أن بطء إيقاع الزمن داخل الأحداث هو أحد العوامل الرئيسية في منح العمل تلك الصفة، خاصة أننا اليوم أبناء عالم يتسم بالافراط في السرعة، لذا تبدو لدينا الحياة في رواياته ومنها ليس للكولونيل من يراسله وآخرها غانياتي الحزينات حياة ذات إيقاع بطيء من أجل توضيح مفاصل أساسية في حياة الشخصيات الرئيسية ومنها شخصية الصحافي التسعيني بطل الرواية الأخيرة، أما الإيقاع السريع لدى ماركيز نفسه الذي لم يتواجد -على حد علمي- إلا في رائعته قصة موت معلن، فهو أيضاً يمنح المتلقي الإحساس نفسه بالغرائبية، وبالتالي فإنه اشتغل في هذه الرواية القصيرة على الزمن بطريقة تقنية تناسب الغاية التي يريدها الروائي، وفي كلا الحالتين، فإن الزمن هو البطل المجهول الذي من دونه تغدو أعمال ماركيز مجرد سرد لا معنى له.إن الانتباه لعامل الزمن من قبل روائيي القرن العشرين بوعي منهم بأهميته أو من دون وعي لعب دوراً حاسماً في بناء الدلالات العميقة لأعمالهم، فمن يعود إلى أهم أعمال الروائيين العرب سيجد كيف لعب مفهوم الزمن عند بعض الشخصيات دوراً حاسماً في رسم ملامحها النفسية والاجتماعية وحتى الطبقية والسياسية، وهذا ما نجده في كل أعمال عبدالرحمن منيف أو جبرا إبراهيم جبرا، والأخير تظهر أعماله أن امتلاك الوقت الكافي للتفكير هو صفة ملازمة لطبقة ما بترسيماتها المادية والفكرية.في مجال القصة القصيرة أيضاً، ثمة أمثلة واضحة جداً توضح مقولة الزمن، ومنها قصة غسان كنفاني رجال في الشمس، حيث يصبح الخزان الذي ينقل اللاجئين هو زمنهم نفسه، كذلك تغدو استغاثاتهم تعبيراً عن شراسة الزمن الخارجي في صممه ولا مبالاته في وجه مآسيهم، وتغدو قبضاتهم التي تطرق جدران الخزان تعبيراً عن زمن ضياع الأمل، وبمناسبة ما يجري الآن في غزة ستخزن الذاكرة سجلاً لأزمنة متداخلة يستعيدها المبدعون ذات يوم ليقولوا لنا في أي زمن كنا نعيش. حسام ميروHusam_mero@yahoo.com
Culture
شهد مساء أمس الأول إقامة عرضين مسرحيين هما الأخيران من عروض الدورة الخامسة من مهرجان المسرح العربي في الدوحة، وهما مسرحية ياما كان التي ألفتها اللبنانية يارا أبو حيدر، وأخرجها التونسي وحيد العجمي لفرقة مسرح البيت اللبنانية، ومسرحية امرأة من ورق التي أعدها مراد السنوسي عن رواية أنثى السراب لواسيني الأعرج، وأخرجتها صونيا لفرقة المسرح الوطني الجزائري .تلتقط ياما كان التي قدمت على مسرح كتارا الساعات الأخيرة من حياة أسرة في منزلها الذي ستتركه لساكن جديد بعد أن قضت فيه ستين عاماً، وتسيطر الهموم على أفراد الأسرة الذين يعيشون حالات من الترقب والهم تنكفئ بكل منهم إلى ذاته ليعيش همه الخاص وسط دوامة الخوف العامة، فالعجوز تقلب تعيش ذكرياتها من خلال الصور التي تقلبها بين يديها، والابن الأكبر يخاف الوحوش، لذلك يغلق الباب ويظل يحرسه ببندقيته، وأما أخوه المحامي فهو مشغول بالطريقة الي سيقدم بها مرافعته عن بيت العائلة، بينما تنهمك البنت في تنظيف المنزل، وينصرف الابن الثالث إلى إصلاح الراديو لسماع أسمهان، أما زوجة المحامي فتتولى رعاية الجدة .بانوراما من المشكلات الصغيرة التي نتعرف إليها من خلال تفاعل الشخصيات وحواراتها المتوترة في لحظات الترقب الأخيرة قبل إخلاء المنزل، ورغم صعوبة التحكم في عرض يقوم على بوح الشخصيات بكوامنها واستجلاء معاناتها الذاتية، في غياب حدث خارجي متصاعد، ومخاطر الوقوع في السردية، إلا أن المخرج نجح في تقديم عرض رشيق .أما مسرحية امرأة من ورق التي قدمت في مسرح قطر الوطني فهي تقدم حكاية لزوجة كاتب مبدع يسيطر عليها وهم أن الشخصية القصصية التي اختلقها زوجها، وجعلها بصمة لكتاباته على مدى ربع قرن، ليست حقيقية رغم أنها الزوجة نفسها هي التي اختارت اسم مريم لتلك الشخصية، وعن طريق استحضار تلك المرأة القصصية على خشبة المسرح ينشأ صراع من نوع التحقيق تتبع فيه الزوجة تاريخ امرأة الحروف الخيالية تلك، وكيف صار حضورها طاغياً في عقل وتفكير زوجها، وتتخلل حوارهما مقاطع سردية من الرواية تحكي عن سنوات الدم في التسعينات ومأساة المثقفين والمبدعين الذين تذكرهم الرواية بأسمائهم الحقيقية، وكيف عاشت الجزائر بين نيران إرهاب متعدد الأوجه .يحسب لمسرحية امرأة من ورق أنها قدمت بعامية قريبة من الفصحى مفهومة للجميع، وجاءت عناصر السينوغرافيا معبرة خاصة الإضاءة البيضاء والرزقاء، واستخدام جدار شفاف عندما تحضر امرأة الخيال، وجدار سميك عندما تعود الزوجة إلى نفسها وواقعها، ما جعل الانتقال البصري يسهم في الانتقال الذهني بين الحالتين .
Culture
الشارقة: «الخليج» اختتمت ورشة «حلم الكتابة» أعمالها التي عقدت في مركز سجايا للفتيات في الشارقة، والتي قدمتها الشاعرة صالحة غابش المستشار الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، واستمرت لمدة أربعة أيام واستهدفت بها أصحاب الموهبة في الكتابة الأدبية من منتسبات المركز.تطرقت المدربة إلى سؤال: لماذا نكتب؟.. ومن ثم لماذا نسعى للتعرف إلى أسرار الكتابة الأدبية المؤثرة في ثقافة الكاتب والمجتمع أو القارئ؟ واستعرضت عددا من إجابات كاتبات عالميات من خلال كتاب يحمل عنوان «لماذا نكتب» وخلصت إلى أن لكل إنسان سببه في إقباله على ممارسة الإبداع الخاص به، فهناك من تفتح الكتابة له عوالم ثقافية لا محدودة.. وهناك من يريد أن يقرأ أحداث العالم من وجهة نظره الخاصة.. وهناك من يعشق سرد الحكايات، مؤكدة أن الثقافة من أهم شروط النجاح في الكتابة الأدبية، لافتة إلى أهم مصادرها وهي القراءة.واستعرضت غابش من خلال قصة قصيرة رغبة فتاة في أن تكون كاتبة معتقدة أن الكتابة رفاهية تضيفها إلى حياتها، لتنتهي القصة بغفوتها على دفتر فارغ إشارة إلى فراغها الفكري والثقافي، فالفعل الكتابي يحتاج إلى جدية الكاتب في عرضِ قضيتهِ عبر ما يكتب والشعور بأنه يزاولُ مهنةً تثقيفية لها علاقة ببناءِ مجتمعه وتوعيتهِ. ودارت الحوارات مع المتدربات حول أهمية الكتابة للمبدع حيث تمنحه فرصة لقراءة ذاته خاصة إذا اعترته تحديات ومشاكل كالإحباط وفقدان الثقة بنفسه، فهي تعيد التوازن النفسي له إثر مشاكل الإحباط والتحديات، فصعاب الحياة يمكنها أن تكون موضوعاً أدبيا للكتابة، إذا امتلك الكاتب اللغة الشفافة التي تستجيب لمشاعره وأفكاره بشكل معبر، وتطرقت الورشة إلى فنيات الكتابة الأدبية والأدوات التي يجب أن يمتلكها الكاتب. وأكدت غابش خلال الورشة على ضرورة الأخذ بالحقائق إلى عالم الخيال في النص الأدبي، الذي تثريه ثقافة الكاتب وقدرته على توظيف اللغة المناسبة المعبرة عنه ما يعني أن على الكاتب أن يكون عارفا بلغته ومواطن السلامة فيها مستوعبا لأسرارها وأسرار الجمال فيها. وفي ختام الورشة تم استعراض مجموعة من النصوص الأدبية التي سيتم اختيار بعضها لنشره في الجزء الثاني من كتاب «صغيرات على الكتابة» الصادر عن دار صديقات للنشر والتوزيع.
Culture
قبل عقود مضت، لم يكن بإمكان أي كاتب أن ينشر نصوصه في الصحف أو المجلات التي كانت وسيلة النشر الوحيدة المنفردة بنشر الأعمال الأدبية لفترة طويلة من الزمن، وشكّلت بالنسبة إلى كثير من الكتاب نافذة على المجتمع الثقافي، أتاحت للآخرين النظر إلى كتاباتهم وإبداعاتهم، وكرستهم كأسماء أدبية بارزة في الساحة الثقافية في الوطن العربي . أما في العصر الحديث الذي تعد الشبكة العنكبوتية عموده الفقري، فقد أصبح بمقدور الكاتب أكان معروفاً أم مغموراً أن ينشئ له صحيفة أو مجلة خاصة به ليعرض من خلالها على آلاف القراء نصوصه وكتاباته التي لم تعد تنتظر إذناً للوصول إلى أحد .وبالرغم من أن هذه الوسائل تخدم الكاتب، فإنها لا تخدم المجتمع الأدبي بالضرورة، فهي تطرح الأدب من دون رقابة أدبية ونقدية، ولا أقصد بأي حال من الأحوال أي رقابة أخرى، فقد أصبح آلاف الناس كتّاباً، وفاقت أعداد الكتّاب والشعراء أعداد النصوص والكتابات الشعرية، في الوقت الذي كان النشر فيه يخضع لمعايير وقواعد من شأنها التمييز بين ما هو جيد وصالح للوصول إلى ذائقة القارئ، وما هو رديء وضعيف أدبياً .من يتصفح الإنترنت لا بد أن يقف عند حدود هذه الظاهرة التي تتعاظم يوماً بعد يوم، وتنبئ عن اختلال وشرخ في الذائقة العامة للأدب، لأن كثيراً من المواقع الاجتماعية كفيس بوك وتويتر، وكذلك مئات المدونات، لا تميز بين الكاتب المبدع، والكاتب الطارئ، لا سيما في ظل هذا الاكتظاظ والازدحام الذي تتسع له الشبكة العنكبوتية، ولا تكتفي بولادة كتّاب الإنترنت، بل نقاد الإنترنت أيضاً، وهم عبارة عن مجموعة من الأصدقاء الذين يسجلون تعليقاتهم في صفحات أولئك الكتاب، ويخطون عبارات الثناء والإعجاب التي تفتقر إلى رؤية نقدية ثاقبة تستطيع أن تكشف النقاب عن فنيات الكتابة ودلالاتها .إن هذه الفوضى لا تفرز نصوصاً رديئة فحسب، بل تسهم في خلط المفاهيم الأدبية والمعرفية، وتساعد على انتشار ما بات يعرف بالسرقات الأدبية، لأن التعامل مع هذا الفضاء الإلكتروني لا يخضع لقانون من شأنه حماية حقوق الملكية الفكرية للكتّاب والأدباء، وهو أشبه بأرض مشاع يمكن للجميع أن يزرع فيها ما يشاء، وأن يرمي فيها ما يحلو له من أفكار وآراء وأعمال، ليس للمتلقي أو القارئ إلا أن يتلقفها .لا يمكن إنكار أن ثورة الاتصالات الحديثة شكّلت مساحة فسيحة لكثير من التجارب التي عرضت على الآخرين أعمالها من خلالها، ولكن الحقيقة هنا لا تسير باتجاه واحد، فكما أثمرت هذه الثورة عن تلك المساحات، فقد ضّيقت أيضاً على كثير من الأعمال الإبداعية التي أضاعت طريقاً في ظل زحمة النشر والكتابة الإلكترونية .وربما يأتي يوم يسأل فيه المبدع نفسه: من أنا؟Abd.abubaker@hotmail.com
Culture
أشادت عفراء الصابري، وكيلة وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بالجهود الكبيرة التي بذلها كبار كتّاب وأدباء الإمارات، والناشرون والمبدعون الشباب الذين شاركوا في فعاليات ملتقى المعرفة الثاني الذي نظمته وزارة الثقافة وتنمية المعرفة أمس الأول، برعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، مؤكدة أن كافة المشاركين في جلسة المؤلفين وجلسة الناشرين وجلسة المبدعين الشباب قدّموا مبادرات وتوصيات مهمة يمكن التأسيس عليها في المرحلة المقبلة، لتعزيز تنمية المعرفة، وإثراء برنامج دعم المؤلفين الشباب الذي أطلقته الوزارة لاجتذاب أكبر عدد ممكن من المواهب الأدبية من أجل تفعيل قدراتهم وتحويل أفكارهم إلى منتج أدبي راق، وتقديمهم إلى جمهور الثقافة محلياً وعربياً.وأضافت الصابري أن كافة توصيات ومبادرات الملتقى سيتم رفعها إلى الشيخ نهيان بن مبارك من أجل الاستفادة منها لتطوير برنامج «دعم المؤلفين الشباب»، معبرة عن سعادتها بالروح التي أبداها كافة القائمين على تنمية المعرفة في الإمارات من مؤسسات ثقافية ودور نشر وكتّاب، لتعزيز قدرات برنامج «دعم المؤلفين الشباب» حتى يحقق أهدافه.وأوصت جلسة المؤلفين التي شارك فيها كل من: الدكتورة فاطمة المزروعي، نجيبة الرفاعي، لميس يوسف، إيمان اليوسف، الدكتور منصور الشامسي، محمد شعيب الحمادي، ناصر البكر الزعابي، عبد الله السبب، ريم الكمالي، شيخة الجابري، ومريم ناصر، وترأستها باسمة يونس وأدارها سامح كعوش، بعدة أمور من أهمها، إطلاق برامج تحفيز الإبداع بمشاركة المؤلفين والكتّاب الإماراتيين في المراكز المجتمعية والثقافية والمعرفية في الدولة، بهدف تحفيز الميول الإبداعية والتقاطها واكتشافها، بتبني الوزارة عقد مؤتمرات تخصصية تسهم في تنظيم وتحفيز النقد والبحث النقدي بما يرفع من مستوى الإبداع الشاب ويسهم في تجويده، بالإضافة إلى التوصية بعقد مؤتمر سنوي نقدي للأدب الإماراتي.وشارك في جلسة دور النشر الدكتورة مريم الشناصي والهنوف محمد وجمال الشحي وعلي الشعالي ومحمد عبد الله نور الدين، وترأسها ياسر القرقاوي وأدارتها كلثم الدهماني. وخلصت إلى عدد كبير من التوصيات والمقترحات التي يمكن الاستفادة منها، ومن أهمها تفعيل تعاون مشترك مع اتحاد الكتّاب وأدباء الإمارات ودور النشر ووزارة الثقافة، والإسهام في اكتشاف المواهب المبدعة منذ بداية ظهور الموهبة «العمر الدراسي», وأوصى المشاركون في جلسة المبدعين الشباب التي ترأستها فاطمة المعمري بابتكار منصة تفاعل وتواصل اجتماعي معنية بالتأليف، ومسح ثقافي وطني للوصول للمبدعين، وتنظيم رحلات أدبية للأماكن التي تلهم الكاتب، كما أوصت الجلسة بأهمية وجود منسق ثقافي في جميع المؤسسات والهيئات في الدولة، ونشر الوعي من خلال مختبرات الإبداع عن طريق التجارب.
Culture
الشارقة - عثمان حسن:وقف شعراء وحضور الأمسية الشعرية الثالثة لمهرجان الشارقة للشعر الشعبي مساء أمس الأول، في قصر الثقافة في الشارقة دقيقة صمت قرأوا خلالها الفاتحة على روح الشهيد الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وكانت الأمسية التي حضرها خالد المدفع الأمين العام المساعد في الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة في الشارقة، وعبدالله خلف الدوسري الأمين العام لمجلس النواب في البحرين، وراشد شرار مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي، قد استضافت 4 شعراء في جزئها الأول، هم الإماراتي علي المهيري، والسعودي راشد القناص، والعماني عبدالعزيز العميري، والبحريني فلاح العبسي، وقدمها الشاعر محمد المبارك .تميزت الأمسية بمحاكاتها لكافة أغراض الشعر المعروفة بين الوطنيات والغزل والحكمة والهموم الذاتية وقد طغى عليها شعر الغزل،وشكّل بعض الشعراء المشاركين في الأمسية مناخاً شعرياً جديداً يتميز بابتكار الصورة وملامسة الحداثة الشعرية في تجلياتها المختلفة . بدأ الأمسية علي المهيري بقصيدة كتبها قبل نحو 13 عاماً مهداة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأتبعها بمجموعة قصائد هي: ذكريات المكان، حنين الأمس، في غيبته، وقد تجلت مشاركته بالتجديد في المعاني والأوصاف بلغة سهلة قريبة من وجدان المستمع، وقرأ المهيري من "ذكريات المكان":(يا ذا المكان اللي نسيته من سنين أشوف وقتي في دروبك رمانيلا تسأل الأيام دارت بي لوين رجعت لك واللي جبرني زمانيأناظر الذكرى والاقي العناوين والاقي الفرحة ونفس الأمانيهناك كان الورد . . كانت رياحين هناك كان الحب يرسي بموانيحتى الهدايا نفسها دون تزيين حتى العطر بأجمل شذاه احتواني)بدوره قرأ راشد القناص مجموعة من قصائده، بدأها بواحدة عرج فيها على الأمجاد في إشارة إلى باني دولة الاتحاد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، كما ضمنها تغنيه بالشارقة منارة الثقافة التي يعود الفضل في ريادتها الثقافية لصاحب السمو حاكم الشارقة وقرأ القناص قصيدة "مات الزعيم" رثى فيها فقيد الأمة العربية والإسلامية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، كما قرأ "وصية اجتماعية"، و"طال انتظاري"، وتميزت مشاركة القناص بالتوجيه الاجتماعي والحث على مكارم الأخلاق . كما قرأ قصيدة غزلية بعنوان (اتذكرك) جاء فيها:(اتذكرك بالثانية والدقيقة وكل ما ذكرتك قلت باكر ابنساكأكذب على نفسي واخفي الحقيقة والواقع انك وسط الأضلاع مرساككونت لك حب ومشاعر رقيقة في قلبي اللي ما يبي غير شرواكحبك بقلبي والعهود الوثيقة أصونها واعزها لأجل عيناكاغصان حبك وسط قلبي وريقة وفي غيبتك غصنك غدا كلها أشواك) .جمال التصوير واللغة المستحدثة والمكثفة بدت واضحة في قصائد عبدالعزيز العميري الذي قرأ قصائد عدة منها: خامس جهة، قلت بنزفني عليك، الحانة، وظل واللوحة وغيرها من "خامس جهة" نقتطف:(ما بقى في صفحة الذكرى سوى بنت نست في ليل ماطرشالها وراحت إلى . .مدري لوين؟صرت (ألف) . .وصارت يديني تشير لخامس جهاتي (ق ص ي د ه)قلت لك:حبيبتي الليل سجن من أرقوأنا ورى سور الظلامكوني لحزني حناجرولو تعبتي من شتاتيرجعيني لشارع ما يسأل اقدامي انا رايح (لوين)لجل أمر الذاكرة واغفى على الصمت الرحيمثم أطالعوالمدى جدران والكوة عيونكوابتسم . . . إني أشوفك) .بدوره قرأ فلاح العبسي قصائد تميزت هي الأخرى بصورها الجميلة،حرص فيها على انتقاء موضوعات متفرقة تدور بين أطياف الحكمة والنقد الاجتماعي والفخار والعاطفة:(كم أبرقت مير السحاب امسك علينا بمطرهوكم ارعدت كنها تسولف (للحضور الغايبين)وبالصدر من هم الليال وقسوة الوقت زفرهكنيتها واخفي عن الناس بعيوني دمعتينعيب على مثلي يحدّر دمعه بطاري مرهبس القهر لى جاك جرحك من خوي . . العيب وينيا كثرهم وقت الرخا حولي حشود وجمهرةكنهم نمل من حول سكر والحبل ظني متينووقت الشدايد: وين ما يحذف عقاله و غترهّتحت الغطى ياما تغشّوا . . ليت بالعذر السمين . .) .في الجزء الثاني من الأمسية قرأ الشاعر السعودي عبدالله العوني مجموعة من قصائده المعروفة التي تنهل بدورها من أصالة الكلمة وعمق المعنى ورشاقة السبك الشعري، من بينها قصيدة استذكارية للشاعر الأسير محمد بن الذيب متمنياً خروجه من الأسر . من ضيوف المهرجان الشاعر الكويتي خالد المحسن أسهم في تأسيس العديد من القنوات الفضائية المهتمة في الأدب الشعبي ومنها قناة المختلف والبوادي والأصايل . المشرف العام على أمسيات هلا فبراير 2014م، ومعد مهرجان الدفاع عن الرسول برعاية الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، وحفل مهرجان سبائك للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم . قام بعمل وكتابة كلمات الأوبريت الشهير "درس إمارات العز" وكذلك أوبريت عيدي يا عمان . شارك في العديد من الأمسيات الشعرية ومنها على سبيل المثال هلا فبراير ،2009 مهرجان النعيرية، مهرجان الشرقية، ملتقى عمان الشعري الأول، مهرجان صلالة، مهرجان الأردن، مهرجان أوزان في السلطنة، أمسية ملتقى الإعلام الكويتي الإماراتي في دبي، أمسية العيد الوطني البحريني . من شعره(اشراقة الشمس)إشراقة الشمس عكس إشراقة عيونك لاسلهمت في الغرام وهزت أشواقييا متعب إحساس ناس ما يشوفونك إلا إذا فتشو في داخل أعماقيالناس ما يعرفونك بس يقرونك لأنك خلاصة غلاي بداخل أعماقييدور في رأسك إني يوم باخونك ارتاح لا تنشغل في طاري افراقيجنوني المنطقي يستوعب جنونك وغلاك رغم الضروف المتعبه باقيهذا غلاك انت ذا طعمك وذا لونك تملا عيوني وتملا كل خفاقيالناس لا حاولو فيني يغيضونك اسرح ولا تنتبه يا سيد عشاقيلاتلفت للكلام ولا يهمونك سعادتك فرحتي وازعاجك ارهاقي
Culture
يفتتح عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع مساء اليوم ملتقى رمضان لخط القرآن الكريم الذي تنظمه وزارة الثقافة للعام الثالث على التوالي، بحضور عدد كبير من قيادات العمل الثقافي في الإمارات، وذلك في فندق البستان روتانا بدبي .يضم الملتقى 30 من أبرع خطاطي العالم من 13 دولة عربية وإسلامية وأجنبية في مجال خط النسخ، إضافة إلى لجنة تحكيم تضم ثلاثة من كبار الخطاطين في العالم، وقال حكم الهاشمي وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنمية المجتمعية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، رئيس اللجنة المنظمة للملتقى، إن هناك مشاركة بارزة لخطاطين من الإمارات وسوريا والعراق وتركيا والأردن والجزائر والسعودية وفلسطين وإيران وبنجلاديش وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا، مشيراً إلى مشاركة ثلاث سيدات في الملتقى للمرة الأولى، فضلاً عما يحظى به الملتقى من اهتمام وحضور الخطاطين والفنانين التشكيلين الإماراتيين لملتقى هذا العام . وأبدى حاكم غنام المنسق العام لملتقى رمضان لخط القرآن الكريم سعادته بإنجاز الملتقى للنسخة المكتوبة الثالثة بخط اليد للقرآن الكريم، التي تعد انجازاً متميزاً لدولة الإمارات، مؤكداً أن الملتقى نجح في أن يسلط الضوء على الخط العربي ليس في الإمارات فقط، وإنما في العديد من البلدان العربية والإسلامية .
Culture
الشارقة - "الخليج":نظّم مركز الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة التابع لدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، ورشة ومحاضرة بعنوان "أبيض وأسود" أشرف عليها الفنان السوداني تاج السر حسن، تناولت فكرة التجديد في الخطوط العربية والأصول والجذور المشتركة، وتضمنت تقديم نماذج عن أنواع الخطوط وطريقة الكتابة، بحضور عدد من المهتمين بفن الخط الذين تمرّنوا على رسم الحروف بمختلف الأشكال، وتأتي الورشة ضمن فعاليات رمضان الشارقة .شرح الفنان تاج السر حسن أنواع الخطوط العربية وكيفية الكتابة والتشكيل موضّحاً أنها تجتمع في هيكلية واحدة ولكل منها قوام محدد، تتعدد في الألوان دون تناقض لأنها تعود لجذر وأساس واحد، وأشار إلى أن هذا الأساس لم يعد موجوداً بعد أن اختفى أمام الخطوط المعاصرة، وأضاف أن للخطاط الحق في بث روحه فيما يكتب متجاوزاً بعض القواعد والأسس، لإضفاء لمسته الجمالية وإحساسه في الكتابة، وتابع: "العلاقة بالحرف تختلف عن العلاقة بالخط، لأن الثاني ثقافة مجتمعية، كما أن الحروفيات متجذرة في التاريخ الإسلامي وليست حديثة العهد كما يروّج بعضهم، والدليل هو انشغال المجتمع العربي منذ القدم، في حركته واتساقه، بالجانب البصري في الكتابة، فكان له خطوطه العربية الخاصة التي رسمها ونقشها على المعمار والموجودات المختلفة، وتسمى "خطوط قياسية مجتمعية؛ لأنها لا تخضع للقواعد" .وعرّف تاج السر حسن المشاركين في الورشة بالطريقة التي ابتكرها في تعليم الأجانب كتابة الحروف العربية باستخدام الورق واللاصق، وعلّمهم على تكنيكات وتقنيات التعامل مع الأحرف المستقلة والمتصلة مع بعضها، وختمت الورشة بجولة لمعرض الفنان تاج السر والتعرف إلى لوحاته في الخط العربي .وفي نشاط آخر أقام مركز الذيد للفنون، ورشة فنية حول رسم المعالم الإسلامية "القباب والأقواس"، أشرف عليها الفنان التشكيلي وداد ثامر مدرس للفن التشكيلي في مركز الذيد للفنون، وأقام العديد من المعارض الخارجية في الولايات المتحدة وأوربا، وتناولت الورشة الأشكال المختلفة لرسومات وتكوينات الأقواس والقباب في فنّ العمارة الإسلامية، وتم إنجاز مجموعة متنوّعة من النماذج على الورق بمشاركة عدد من المهتمّين والزوار .استعرض الفنان ثامر تاريخ فن عمارة "القباب والأقواس"، مشيراً إلى أنها بدأت لدى الحضارات القديمة مثل البيزنطية واليونانية والفارسية، ثم تطورت مع الحضارة العربية الإسلامية وأصبحت معلماً رئيسياً لها، مثل قباب وأقواس المساجد والقلاع والأسواق ومداخل المدن، وأوضح أن أشكالها وأنواعها تختلف حسب البيئة والثقافة والمواد الأولية .وقال في دمشق مثلاً يكون القوس نصف دائري وفي تونس يأخذ شكل المثلث، وفي الحضارة الأندلسية تأخذ شكل الأقواس المتداخلة، وعلى أساس اللون أوضح ثامر أن القباب في روسيا تأخذ اللون الأحمر وفي المغرب الأبيض وتركيا الأصفر وفي إيران والعراق تأخذ اللون الذهبي، كما تدخل في بنائها مواد مثل الصخر أوالطين أوالمعادن . وقدم ثامر للمشاركين في الورشة نماذج لأشكال مختلفة وطلب إليهم محاولة رسم الأقواس والقباب بناءً على الرسم الموجود، وقال أن هذه المعالم من فن العمارة الإسلامية تمنح قيمة جمالية للوحة، وتوحي بالقدسية، سيّما أن القباب مثلاً تكون عادة من دون أعمدة، وبالتالي تضفي فضاءات روحانية على المكان .
Culture
يتزايد الاهتمام بالشعر الشعبي في الإمارات يوماً بعد يوم، خصوصاً في ظل وجود مهرجانات كبيرة تحتفي بهذا النمط من الشعر كمهرجان الشارقة للشعر الشعبي، وملتقى دبي للشعر الشعبي، وفي ظل وجود مراكز تختص به كمركز الشارقة للشعر الشعبي الذي يهتم بالدراسات وتنظيم المهرجانات والندوات وإصدار الدواوين وتكريم الشعراء، وأكاديمية الشعر في أبوظبي التي تولي أكثر اهتمامها لهذا المجال، وقد دشنت في السنوات الأخيرة تنظيم دورات تعليمية للشعر تجد إقبالاً من طرف الجمهور المهتم بهذا الميدان، كما كان لمسابقة شاعر المليون التي ترعاها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أثر كبير في استقطاب اهتمام طوائف كثيرة من الجمهور والشعراء انخرطوا في متابعة جديد هذا اللون من الإبداع، ليس في الإمارات وحدها، بل في الخليج وبلدان عربية أخرى لها علاقة بشعر النبط كسوريا والأردن وفلسطين وليبيا .هذا الاهتمام الرسمي والشعبي لا يبدو أنه تواكبه حركة نقدية متخصصة في مجال الشعر الشعبي، إذ لا تزال البحوث المنشورة حوله قليلة بل نادرة، والباحثون فيه يعدون على أصابع اليد، وهو ما يثير علامة تساؤل بالنظر إلى هذا الاهتمام وبالنظر إلى كون الشعر الشعبي مرتبطاً ارتباطاً شديداً بوجدان الشعب، ويعبر أكثر من غيره عن هذا الوجدان، فالشاعر الشعبي يحمل في ذاكرته روح الإنسان وقيمه وعاداته، لأنه يعايشها ويعبر عنها باللغة نفسها، وبالإحساس الذي يعبر به الإنسان العادي الذي ليس شاعراً، ومن هنا كان الاشتراك بين ناظم الشعر الشعبي وبين متلقّيه أعمق من أي اشتراك وجداني آخر في أي فن من الفنون الإنسانية، حتى في الشعر الفصيح لأن هذا الأخير ابتعد منذ قرون عن كلام الناس اليومي، وإن كان ما زال وسيظل قادراً على التعبير عن نبضهم والتقاط حرارة ما يجيش في نفوسهم، لكن الاختلاف يبقى في القدرة على التلقي لدى من يوجه إليهم الخطاب، وهي ولا شك أكبر في حال الشعر الشعبي .ويظن بعض الدارسين أن الاهتمام بالشعر الشعبي هو نوع من النكوص عن الشعر الفصيح والتخلي عنه وعن دوره كرابط قومي بين أبناء الأمة الواحدة، وتقوقع في مجال جغرافي ضيق يزيد الهوة بين الشعوب العربية ويعزز الاختلاف بينها، ولهذا يصدون عنه صداً، ولا يعيرونه أي اهتمام، بل إن متطرفي الرأي من هؤلاء لا يعتبرونه إبداعاً جديراً بالاهتمام، مع أن فيه من الإبداع ما في أرقى الفنون الأدبية إن لم يكن يتفوق عليها، وربما يكون هذا الموقف الرافض أحد الأسباب التي تجعل الشعر العامي غائباً إلى حد الآن في الدراسات الجامعية، وفي مقررات مادة الأدب العربي، وهو ينبغي أن يكون جزءاً من تلك المقررات وأن يحظى بالدراسات والبحوث العلمية والمتابعة النقدية التي تثريه وتقربه من الشعر العربي الفصيح، وتعقد المقارنة بينهما بشكل يردم الهوة بينهما .مثل هذه المبادرة لو وجدت فإنها ستثري كلا النمطين الشعريين، خاصة الفصيح لأنه يعيش أزمة ويحتاج إلى روافد أصيلة تضخ في صوره وإيقاعاته دماء جديدة، وتعينه على الوقوف في وجه موجات العبث والعشوائية والنثرية الباردة التي اجتاحته وأفسدته، وأزهدت أهله فيه، ويحمل الشعر العامي كثيراً من التصوير الجميل والإيقاع البديع تهيئه للقيام بهذا الدور، كما أن هذه المبادرة أيضاً ستعين الشعر العامي على التطور، وعلى وضع معاييره النقدية بشكل علمي وتدوينها ونقلها من الشفهي والانطباعية إلى حقول الدراسة العلمية المؤسسة على مناهج علمية .
Culture
تحتاج الإمارات بعد 38 عاماً من الاتحاد والخوض في المشهد الثقافي للتركيز على تعزيز الجانب الثقافي في المجال التعليمي، وتطعيم المؤسسات التعليمية بمعلومات ومعارف كافية حول الثقافة الإماراتية إضافة إلى استكشاف المواهب الجديدة والمطلوبة لرفد المشهد الثقافي . ولا يتوقف أمر وضع الثقافة الإماراتية من آداب ومواضيع تتعلق بها ضمن مناهج الكتب الدراسية في كافة المراحل التعليمية فحسب، بل يجب أن يكون التواصل مباشرا بين المؤسسات التعليمية والجهات الثقافية، وبحيث تنجح كافة هذه المؤسسات في ترسيخ مفهوم الثقافة الإماراتية وتعريف كافة المتعلمين من طلبة مدارس وجامعات بمنجزات الإمارات في هذا المجال .ولست أنسى، ما قدمه بعض الأكاديميين في الجامعات ممن حملوا على كاهلهم مهمة تعريف طلبتهم بالثقافة الإماراتية عبر تقديم المنتجات الأدبية واستضافة الشخصيات الإماراتية من مبدعين في كافة المجالات الأدبية والثقافية لحضور المحاضرات والتحاور مع الطلبة بشكل مباشر، وهذه المحاولات نجحت بالتأكيد في إبراز شيء من الوجه الحضاري للثقافة الإماراتية أمام الطلبة من مختلف الجنسيات، فكيف سيكون الحال إذاً حينما تقدم هذه المحاضرات واللقاءات في جامعات إماراتية أخرى، يصعب في كثير منها على الطلبة التعرف إلى مفردات وعناصر ثقافتهم الإماراتية، في غياب شخص مسؤول عن الإرشاد والتوجيه الثقافي لديهم .إن أهم ما يمكنه الإسهام في إبراز هذا الوجه الثقافي الإماراتي المتميز، وفي الترويج له بين المؤسسات التعليمية والطلبة والمعلمين، هو تدريب مجموعة من المرشدين الأكاديميين، ليعملوا في مجال توجيه وتدريب الطلبة والمعلمين على أنسب الخيارات في كافة المجالات الثقافية من مؤسسات وشخصيات، إضافة إلى توجيههم التوجيه المناسب والناجع لزيارة هذه المؤسسات أو إقامة الفعاليات المشتركة بينهم وبينها .ويمكن لمرشد ثقافي، أن يعمل عمل المدرب الأكاديمي، في إبراز الوجه الثقافي أمام الطلبة، وفي الاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم وتبيّن مواهبهم بغرض دعمها وصقلها، ودعوتهم للاحتكاك بمن سبقوهم في كافة المجالات الأدبية والفنية والإعلامية .وهذا المرشد الثقافي، يتركز عمله في المدارس والجامعات، عقب إخضاعه لتدريبات مكثفة في مجال الكشف عن الموهوبين والتعرف إليهم، وفي مجال حصوله على جرعات معلوماتية مكثفة تضمن إلمامه بما يهم ويفيد المؤسسات التعليمية إضافة إلى صقل قدراته الفكرية واللغوية التي تدعم عمله ومهنته .ويمكن للمؤسسات التعليمية الاستفادة من مجموعات من المثقفين، ممن أحيلوا إلى التقاعد من أعمالهم المهنية الأخرى أو الذين لم ينخرطوا في مجال العمل، بحيث تصبح أعمالهم تشبه عمل الموجه في المدارس والمرشد في الجامعات . إضافة إلى إمكانية أن يتحول المرشدون إلى مدربين لمن يتلمسون لديهم المواهب، أو للطلاب والطالبات الراغبين في المشاركة في المسابقات الثقافية أو في تقديم أعمال إبداعية أو في التواصل مع فعالية ثقافية تقيمها أية مؤسسة أو جامعات أخرى .إن عمل المرشد الثقافي بهذا الشكل، يشبه الربط التكنولوجي الذي يمكن أن يسهم بدوره في تعزيز التواصل، وفي جمع وحصر المواهب وتلاقيها وتلاقحها فكرياً وثقافياً بكل ما يمكن توفيره لهذه المهمة .
Culture
لم تقتصر سجون الاحتلال على أسر شباب الوطن الفلسطيني، أو شيوخه ونسائه أو حتى أطفاله، بل تجاوزت ذلك، لتطال يدها شعراء الأرض ومبدعيها، الذين استطاعوا أن يزينوا جدرانها بقصائدهم وأعمالهم التي كُتبت ورسمت بالدم والدمع، وأضاؤوا من خلالها عتمتهم التي لا تطل عليها الشمس ولا نور النهار .في تلك السجون كان شاعر يحن لخبز أمه وقهوتها، وآخر يحمل القصيدة بندقيةً ليصنع أسطورته الجديدة، ليس بالرصاص فقط، بل بنار الشعر التي كلما اشتعلت أكثر، تراءت لصاحبها برداً وسلاماً، وراحت تشد المسافات إليها، لتتجاوز الزمن وتبدأ بطي أيام الأسر وسنينه التي تقلّ كلما زادت على جدار السجن قصيدة، ولذلك، لم يستطع الاحتلال أسر روح الفلسطيني يوماً، لأنه كلما زج بجسده إلى السجن، كان على موعد مع قصيدة أو لوحة تدفع بألف فلسطيني إلى التحرر والمواجهة، والسير مع الوطن حتى آخر شارع ممكن في الحياة، وإن كان هذا الشارع لا يفضي إلا إلى نهاية واحدة هي الموت . بهذا المعنى يقول الكاتب الأمريكي ارنست همينغوي الإنسان لم يخلق للهزيمة، الإنسان قد يدمَّر ولكنه لا يُهزم . وهي عبارة تلخص سيكولوجية الإنسان المبدع في الحالة الفلسطينية الذي لا تهزمه قضبان الحديد، ولا يكسره جدار الإسمنت، ولا تطفئه عتمة الأقبية، وهو الذي لا يقبل أن يكون شيطاناً أخرس، يصمت حين تكبل يداه، لأنه في هذه الحالة يواجه كل العالم من حوله بأصغريه، القلب واللسان .إن السجن لم يستطع يوماً تكبيل أنامل الرسام، أو تلوين قصيدة الشاعر بالسواد، ولم يدرك المحتل أن أسر الشاعر مثلاً، لا يعني بالمطلق أسر القصيدة في داخله، لأن عقلية الحرب لا تفكر، ولا ترى الأشياء بعين الحقيقة، لذلك قالت قصيدة السجن كلمتها، لتحملها حناجر الأجيال التي ما زالت تصدح حتى اللحظة:ياظلام السجن خيّم إننا نهوى الظلاماليسَ بعد الليل إلا فجر مجد يتسامىاليوم، وبعد الإفراج عن ألف فلسطيني كان معظمهم سيقضي بقية العمر في سجنه، لا بد أن يكون البحث عن حرية هؤلاء داخل السجون، وليس خارجها فقط، تلك الحرية التي رافقتهم في المعتقل، فكانت خير جليس، وخير قلم . واليوم أيضاً، يرسم الفلسطيني خريطة حريته بالحبر والرصاص معاً، ليقول للمحتل إن النصر لا يتحقق بالتدمير والقتل واغتصاب الأرض وتزوير التاريخ والجغرافيا، بل يتحقق عندما يعلن الآخر هزيمته، وهذه لحظة لا يمكن أن يعيشها الفلسطيني الذي قد يُقتل ويُهجّر ويُعتقل ويدمّر، ولكنه حتماً، لا يُهزم . Abd.abubaker@hotmail.com
Culture
الشارقة - يوسف أبولوز: تشارك هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام في هذه الدورة من معرض الشارقة الدولي للكتاب بجناح يضم عناوين في التاريخ والتراث والإعلام والمسرح، ومن أبرز الكتب المعروضة في جناح الهيئة كتاب «الفجيرة في عهد الشيخ محمد بن حمد الشرقي 1937 1974» من تأليف مراد عبدالله البلوشي كتب المؤلف في تقديمه للكتاب: «ستبقى حياة العظماء ومسيرتهم وعطاؤهم سجلاً خالداً عبر الدهر، تتعلم منه الأجيال، وباني نهضة الفجيرة الحديثة الشيخ محمد بن حمد الشرقي، طيب الله ثراه، أحد هؤلاء الرجال الذين بذلوا الكثير لأجل رفاهية شعبهم وتقدم إماراتهم.. اتضح ذلك جلياً من خلال الجهود المخلصة التي بذلها، رحمه الله، مع إخوانه حكام الإمارات في سبيل إقامة دولة الاتحاد، وله مواقف لا تنسى من أجل ازدهار هذه الإمارة الفتية وتقدمها، والتاريخ خير شاهد على ذلك». المؤلف في هذا الكتاب ركز على يوميات الشيخ محمد بن حمد الشرقي، هذه اليوميات التي استقى منها الكاتب الكثير من المعلومات، كما تناول مظاهر الحياة في الفجيرة، ونقل، كما يقول: «قصصاً وأخباراً تتحدث عن أوائل الأمور في الفجيرة، مثل أول وزير، أول مدرسة، أول مستشفى..»، ويقول المؤلف: «جمعت بعضاً من الأخبار ومحاضر الاجتماعات والقوانين التي صدرت بعد قيام دولة الاتحاد». وضمنها الكتاب.الكتاب معزّز بالصور التوثيقية التاريخية، وبعضها يعود إلى بداية الخمسينات وأواخر الستينات، إضافة إلى ملحق بعض رسائل الشيخ محمد بن حمد الشرقي، وطوابع وعملات الفجيرة في عهده.الكتاب تاريخي توثيقي غزير بالمعلومات والصور، وكلها تشير إلى شخصية ريادية مؤسسة لا ينساها التاريخ.ونطالع في جناح هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام كتاباً تاريخياً آثارياً في منتهى الأهمية المعرفية في تاريخ المنطقة بعنوان «قبور ما قبل التاريخ في البثنة إمارة الفجيرة» والكتاب من تأليف «بيير كوربود وآخرين»، وترجمة بدرالدين محمود، الكتاب معزز بصور وخرائط ولوحات، وبعض الصور واسعة بانورامية فقد التقطت من الجو، وتظهر بعض المناظر العامة صوراً لمدافن «البثنة» أثناء الحفريات، وفي الكتاب خرائط لقبور وهياكل محفورة، ويظهر من بعض الصور أن الحفريات التي جرت في منطقة القبور تعود إلى ثمانينات القرن الماضي.يقارن المؤلفون بين قبور المنطقة، وفي هذا السياق يأتي في الكتاب «.. نجد أن بعض قبور وادي القور، وبصفة خاصة الفشقة 1 (رأس الخيمة) تشبه قبور البثنة في ما يتعلق بطريقة بناء جدار الغرفة ونظام التغطية..». تظهر صور الكتاب الحجارة التي تتكون منها المدافن، وتظهر صور الممرات والقباب، من ذلك نفهم أن مؤلفي الكتاب هم آثاريون حرفيون عاينوا المنطقة بدقة وصبر، وبالتالي دونوا ملاحظات آثارية تاريخية في منتهى الأهمية، وعلى سبيل المثال يأتي في الكتاب «.. لاحظنا منذ الأيام الأولى للتنقيب أن القبر (وهو يقصد هنا أحد القبور بشكل خاص)، قد تعرض لاعتداءات عديدة إذ يحوي المستوى العلوي القليل من الموجودات الأثرية المبعثرة، وقد تم العثور على أغلبية الموجودات والبقايا البشرية عند النصف الأسفل من الطبقات». يعطي الآثاريون أو بكلمة ثانية «الحفريون» تعريفات علمية وافية لطبقات القبور، وفق أجنحة ومجموعات مرقمة بتنظيم علمي. كتاب «قبور ما قبل التاريخ في البثنة» يفيد الباحث في التراث الشعبي والروائي وحتى الشاعر لما له من أهمية بالغة تنبع من كونه يستند في معلوماته وخرائطه ورسوماته التوضيحية على تفاصيل المكان في «البثنة» في إمارة الفجيرة.اهتمت الفجيرة بمسرح «المينودراما» أو الممثل الواحد، واهتمت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بثقافة هذا المسرح، إلى جانب اهتمامها بالثقافة المسرحية بشكل عام، وبالتالي، صدر عن الهيئة مجموعة من العناوين المسرحية المتخصصة من بينها: «عشر مسرحيات مونودراما» وهي النصوص الفائزة بالمسابقة الدولية للمونودراما من عام 2008 إلى عام 2010، والمسرحيات هي: ذاكرة الوجع والمسرة لفيصل جواد، وجلجامش بحذاء رياضي لخلف علي خلف، وجوف الحوت لناهض الرمضاني، والدكتورة أوراق شخصية لمحمد الشربيني، وصراع اللوحة المهزومة لإسماعيل خلف خلف، وتوأم لسعيد الناجي، والبرواز، لأحمد قرني شحاتة، والقرار لأحمد سليمان خنسة، وكمان لغنام غنام، والميزان لمحمد سالم سليمة.من الإصدارات اللافتة عن الهيئة مسرحيتان هما: «يا ليل ما أطولك، والحفار» لمحمد سعيد الضنحاني، وهو من رموز المسرح الإماراتي النشطين، وعرضت له العديد من الأعمال المسرحية، وإلى جانب ذلك أصدر في العام 2011 مجموعة شعرية بعنوان: «صدفة».د. يحيى البشتاوي وهو أكاديمي ومخرج وناقد مسرحي أردني كما تقول سيرته عاين الفضاء المسرحي الإماراتي في كتاب جاء تحت عنوان «البنية الفكرية في النص المسرحي الإماراتي» والكتاب صدر عن هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وفي خلاصات هذه الدراسة يقول د. البشتاوي: «.. أسس المؤلف المسرحي الإماراتي البنية الفكرية في نصوصه انطلاقاً من معطيات التراث، وتبرز لديه ثنائية الأصالة والمعاصرة بوصفهما تحققان وحدة باطنية عضوية تعبر عن الرؤية المعاصرة للتراث التي تفرض عليه التعامل معه كمواقف وحركة مستمرة من شأنها أن تسهم في تطوير التاريخ وتغييره نحو القيم الإنسانية المثلى».
Culture
تختتم في مسرح المديرية العامة للتراث والثقافة في سلطنة عمان مساء الاثنين القادم فعاليات ملتقى ظفار الثقافي السادس، تحت رعاية الشيخ عبدالله بن سيف المحروقي نائب محافظ ظفار، وحضور أعضاء مجلسي الشورى والدولة والشيوخ والمواطنين.ومن ضمن الفعاليات، ستقام في جمعية المرأة العمانية في ولاية طاقة بعد غد أمسية شعرية تحت رعاية الشيخ سعود بن مستهيل بن أحمد المعشني، وسيحييها نخبة من الشعراء، كما أقيم بولاية شليم وجزر الحلانيات يوم أمس يوم ثقافي تحت رعاية الشيخ والي الولاية، اشتمل على فقرات غنائية للفنانين أحمد بن مبارك غدير، وأحمد طارش قطن، وثابت المهري، وقدمت إحدى الفرق الشعبية عددا من الرقصات التي تحمل الطابع التراثي الذي تتميز به الولاية.وعلى صعيد التعاون بين جامعة ظفار والمديرية العامة للتراث والثقافة أقيمت في جامعة ظفار محاضرتان ثقافيتان ضمن فعاليات الملتقى برعاية رئيس الجامعة الدكتور محمد علي الفاعور.وتضمنت فعاليات الملتقى محاضرة ثقافية بعنوان رؤية إبداعية لتجربة شخصية للثقافة بالكويت، أقيمت أمس الأول برعاية المهندس أحمد بن علي بن عبدالله العمري مستشار الشؤون الفنية في مكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار بحضور الشيخ سعيد بن أحمد قطن مدير عام التراث والثقافة في محافظة ظفار المشرف العام للملتقى وعدد من مديري العموم والمسؤولين والمواطنين، ألقتها الكاتبة الكويتية فاطمة بنت يوسف العلي، والتي بدأتها بمقدمة عن أهل الإبداع لمنطقة الخليج العربي، وتطرقت خلالها لدور الثقافة في منطقة الخليج، والتواصل الثقافي الممتد بين الكويت والسلطنة من خلال الجسور التاريخية والإنسانية والتجارية وصلة الجوار ثم الحركة الثقافية منذ عام ،1972 وتحدثت أيضا عن دور الكاتب الكويتي في المنتج الثقافي ودور الكاتبة الكويتية الذي تأخر لطبيعة وخصوصية المجتمع الخليجي، وعطاءاتها في الفنون المختلفة، متناولة تجربتها الشخصية من خلال أول رواية أصدرتها عام ،1971 وهي أول رواية تكتبها امرأة في الكويت، موضحة أنها ساعدت على دخول المرأة الكويتية إلى عالم القلم والفرص المتزايدة التي أتيحت أمام مجال النشر لتعدد الموجات الروائية.يذكر أن الكاتبة الكويتية فاطمة بنت يوسف العلي حازت العديد من الجوائز المختلفة، وخلال شهر مارس/آذار الماضي حازت جائزة المرأة المتميزة في كتابة قضايا المرأة، وذلك من جامعة الدول العربية وصندوق الأمم المتحدة للتنمية وجهة نهوض المرأة في القاهرة، وهذه الجائزة تعلن للمرة الأولى في الوطن العربي.
Culture
أبوظبي - "الخليج": يستقطب معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ومشروع كتاب خلال الفترة من 30 إبريل/ نيسان وحتى 5 مايو/ أيار المقبل، أكثر من 1025ناشراً من 50 دولة .ومن البرامج المميزة التي يشتمل عليها المعرض مبادرة "أضواء على حقوق النشر" التي تقدم معونات مالية للترجمة من وإلى العربية، و"معرض حقوق الأدب العربي" الذي يبرز المطبوعات العربية الجديدة التي يمكن شراء حقوق نشرها من جهات أجنبية، و"ركن الرسامين" الذي يعرض مهارات وأعمالاً لفنانين من مختلف أنحاء العالم، و"ركن النشر الرقمي" الذي يركز على مطوري المحتوى العربي على الإنترنت، و"الفصل التعليمي" لتسهيل المناقشات بين المعلمين والناشرين المتخصصين في نشر الكتب التعليمية، و"ركن الإبداع" . من جانب آخر أصدر مشروع "كلمة" للترجمة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة مجموعة جديدة من الكتب، بالتزامن مع المعرض .وتتنوع الإصدارات الجديدة ما بين الروايات والقصص الاجتماعية والتاريخية والكتب التعليمية المتخصصة في الفنون والأدب إلى جانب القصص المصورة للأطفال، وسلسلة الحيوانات، والعناوين هي:"الشامانية، فلسفة حياة" لميشال بيران، "وجه في الغيوم" لكلاوس رايشرت، "المرأة في حياة نابليون" لكرستوفر هيبرت، "البقرة، التاريخ الطبيعي والثقافي" لحنَة فيلتين، "الرحالة المتأخرون، الاستشراق في عصر التفكك الاستعماري" لعلي بهداد، "الحمامة، التاريخ الطبيعي والثقافي" لباربارة ألين، "الكاري، التاريخ الكوني" لكولين تيالور سين، "لعبة الأوراق والنور - الجزء الأول" لألبير كامو، "ذهب أزرق - الجزء الثاني" لألبير كامو، "عشب الأيام - الجزء الثالث" لألبير كامو، "متاهة الجن" لحسن مَتِه، "خيّال بولندي عند البدو" لألكونت فاتسواف سيفيرين جفوسكي، "الفضة" لفيليبا ميريمان، "الغنائيات" لوليم شكسبير،وغيرها من الإصدارات .
Culture