الشاعر: عُوَيف القوافي عصر الشعر: الأموي إِذا ما جاءَ يَومُكَ يا اِبنَ عَوفٍ فَلا مَطَرَت عَلى الأَرضِ السَماءُ وَلا سارَ البَشيرُ بِغُنمِ جَيشٍ وَلا حَمَلَت عَلى الطُّهرِ النِساءُ تَساقى الناسُ بَعدَكَ يا اِبنَ عَوفٍ ذَريعَ المَوتِ لَيسَ لَهُ شِفاءُ فَقَدتُ حَياةً بَعدَ طَلحَةَ حُلوَةً إِذا شَعَبتَهُ أَن يُجيبَ شَعوبُ يُصَمُّ رِجالٌ حينَ يُدعَونَ لِلنَّدى وَيُدعى اِبنُ عوفٍ لِلنَّدى فَيُجيبُ وَذاكَ اِمرؤٌ مِن أَيِّ عَطفَيهِ يَلتَفِت إِلى المَجدِ يَحوِ المَجدَ وَهوَ قَريبُ وَما زُرتِنا في اليَومِ إِلّا تَعِلَّةً كَما القابِسُ العَجلانُ ثُمَّ يَغيبُ وَلا أَنتِ يَقظى تُسعَفينَ بِنائِلٍ وَلا نائِلٌ في النَومِ مِنكِ يُصيبُ أَصَبُّ عَلى بَجيلَةَ مِن شَقاها هِجائي حينَ اِدرَكني المَشيبُ فَسَوفَ أُجزيكَ بِشُربٍ شُربا لا سَيِّغاً وَلا هَنيّا عَذبا يا طَلحُ أَنتَ أَخو النَدى وَحَليفُهُ إِنَّ النَدى مِن بَعدِ طَلحَةَ ماتا إِنَّ الفِعالَ إِلَيكَ أَطلَقَ رَحلَهُ فَبِحَيثُ بِتَّ مِنَ المَنازِلَ باتا مَنَعَ الرُقادَ فَما يُحَسُّ رُقادُ خَبَرٌ أَتاكَ وَنامَتِ العُوّادُ خَبَرٌ أَتاني عَن عُيينَةَ مُوجَعٌ وَلِمِثلِهِ تَتَصَدَّعُ الأَكبادُ بَلَغَ النُفوسَ بَلاؤُها فَكَأَنَّنا مَوتى وَفينا الروحُ وَالأَجسادُ ساءَ الأَقارِبَ يَومَ ذاكَ فَأَصبَحوا بِهَجينَ قَد سَرّوا بِهِ الحُسّادُ يَرجونَ عَثرَةَ حَدِّنا وَلَوَ اَنَّهُم لا يَدفَعونَ بِنا المَكارِهَ بادوا لَمّا أَتاني عَن عُيينَةَ أَنَّهُ عانٍ تَظاهَرَ فَوقَهُ الأَقيادُ نَخَلَت لَهُ نَفسي النَصيحَةَ أَنَّهُ عِندَ الشَدائِدِ تَذهَبُ الأَحقادُ وَعَلِمتُ أَنّي إِن فَقَدتُ مَكانَهُ ذَهَبَ البِعادُ فَكانَ فيهِ بِعادُ وَرَأَيتُ في وَجهِ العَدُوِّ شَكاسَةً وَتَغَيَّرَت لي أَوجُهٌ وَبِلادُ وَذَكَرتُ أَيَّ فَتىً يَسُدُّ مَكانَهُ بِالرِّفدِ حينَ تَقاصَرُ الأَرفادُ أَم مَن يُهينُ لَنا كَرائِمَ مالِهِ وَلَنا إِذا عُدنا إِلَيهِ مَعادُ لَو كانَ مَن حَضَنٍ تَضاءَلَ رُكنُهُ أَو مِن نَضادَ بَكَت عَلَيهِ نَضادُ كُنّا لَكُم يا مُرَّ أَمّاً حَفِيَّةً وَكُنتُم لَنا يا مُرَّ بَوّاً مُجَلَّدا وَكُنتُم لَنا سَيفاً وَكُنّا وِعاءَهُ إِذا نَحنُ خِفنا أَن يَكِلَّ فَيُغمَدا ما لامَ نَفسي مِثلَها لِيَ لائِمٌ وَلا سَدَّ فَقري مِثلُ ما مَلَكَت يَدي غُلامٌ رَماهُ اللَهُ بِالخَيرِ يافِعاً لَهُ سِيمياءٌ لا تَشُقُّ عَلى البَصَرْ كَأَنَّ الثُرَيّا عُلِّقَت في جَبينِهِ وَفي حَدِّهِ الشِّعرى وَفي جيدِهِ القَمَرْ وَلَما رَأى المَجدَ اِستُعيرَت ثِيابُهُ تَرَدّى رِداءً واسِعَ الذَيلِ وَاِتزَرْ إِذا قِيلَتِ العَوراءُ أَغضى كَأَنَّهُ دَليلٌ بِلا ذُلٍّ وَلَو شاءَ لَاِنتَصَرْ رَآني فَآساني وَلو صَدَّ أَلُم عَلى حينِ لا بادٍ يُرَجّى وَلا حَضَرْ وَما اُمُّكُم تَحتَ الخَوافِقِ وَالقَنا بِثَكلى وَلا زَهراءَ مِن نِسوَةٍ زُهرِ أَلَستُم أَقَلَّ الناسِ عِندَ لِوائِهِم وَأَكثَرَهُم عِندَ الذَبيحَةِ وَالقِدرِ وَإِنَّكَ إِذ تَغتالُ عِرضَكَ ظالِماً لَكالحامِلِ الأَوزارِ وَزراً على وزرِ عَلى حينِ لا أَمشِي الضَراءَ لِكاشِحٍ عَدُوٍّ وَلا يَجتَنُّ مِن ظالِمٍ وَتَري هُوَ اِبنُ مُنضجاتٍ كُنَّ قِدماً يَزِدنَ عَلى العَديدِ قِرابَ شَهرِ وَلَم يَكُ يَاِبنَ كاشِفَةِ الضَواحي كَأَنَّ غُرورَها اِعشارُ قِدرِ عَمداً تَسَدَّيناكَ وَاِنشَجَرَت بِنا طِوالُ الهَوادي مُطبَعاتٍ مِنَ الوَقرِ مَتى أَدعُ في حَيَّيْ فَزارَةَ يَأتِني صَناديدُ صِيدٌ مِن قُروماتِها الزُهرِ أَبيتُ بِأَبوابِ القَوافي كَأَنَّما أَصادي بِها سِرباً مِنَ الوَحشِ نُزَّعا عَواصِيَ إِلّا ما جَعَلتَ وَراءَها عَصا مِربَدٍ تَغشى وُجوهاً وَاِذرُعا إِذا خِفَت أَن تُروَى عَلَيَّ رَدَدتُها وَراءَ التَراقي خِشيَةً أَن تَطَلَّعا لاحَ سَحابٌ فَرَأَينا بَرقَهُ ثُمَّ تَدانَى فَسَمِعنا صَعقَهُ وَراحَتِ الريحُ تُزَجّي بُلقَهُ وَدُهمَهُ ثُمَّ تُزَجّي وُرقَهُ ذاكَ سَقى قَبراً فَرَوّى وَدقَهُ قَبرُ اِمريءٍ عَظَّمَ رَبّي حَقَّهُ قَبرُ سُلَيمانَ الَّذي مَن عَقَّهُ وَجَحَدَ الخَيرَ الَّذي قَد بَقَّهُ في المُسلِمينَ جِلّهُ وَدِقّهُ فارَقَ في الجُحودِ مِنهُ صِدقَهُ قَد اِبتَلى اللَهُ بِخَيرٍ خَلقَهُ أَلقى إِليَّ خَيرِ قُرَيشٍ وَسقَهُ يا عُمَر الخَيرِ المُلَقّى وَفقَهُ سُمّيتَ بِالفاروقِ فَاِفرُق فَرقَهُ وَاِرزُق عِيالَ المُسلِمينَ رِزقَهُ وَاِقصِد إِلى الجودِ وَلا تَوَقَّهُ بَحرُكَ عَذبُ الماءِ ما أَعَقَّهُ رَبُّكَ فَالمَحرومُ مَن لَم يُسقَهُ وَبَسَطَ الخَيرَ لَنا وَبِقَه فَالخَلقُ طُرّاً يَأكُلونَ رِزقَة أَجِبني أَبا حَفصٍ لَقيتَ مُحَمَّداً عَلى حَوضِهِ مُستَبشِراً وَرآكا فَأَنتَ اِمرُؤٌ كِلتا يَدَيكَ مُفيدَةٌ شِمالُكَ خَيرٌ مِن يَمينِ سِواكا عَلامَ حِجابي زادَكَ اللَهُ رِفعَةً وَفَضلاً وَماذا لِلحِجابِ دَعاكا بَلَغتَ مَدى المُجرِمينَ قَبلَكَ إِذ جَروا وَلَم يَبلُغِ المُجرونَ بَعدُ مَداكا فَجَدّاكَ لا جَدَّينِ أَكرَمُ مِنهُما هُناكَ تَناهى المَجدُ ثُمَّ هُناكا عَهدي بِقَومي في السِنينِ إِذا قُحِطَ الزَمانُ قُدورَهُم تَغلي نيرانُهُم عَلَمٌ لِجارِهُمُ يَأَتَمُّ بِالنيرانِ في المَحلِ فَغَبَرتُ في قَومٍ يَرونَ لَهُم فَضلاً عَلى الأَقوامِ بِالبُخلَ مَن جاءَ لاموهُ وَمَن بَخِلَت كَفّاهُ بِالمَعروفِ وَالفَضلِ حَمِدوا نَثاهُ وَقالَ قائِلُهُم حَسنُ المُروءَةِ جَيِّدِ العَقلِ لَولا جَريرٌ هَلَكَت بِجيلِهِ نِعمَ الفَتى وَبَئِسَتِ القَبيلَة أَلا أَيُّها الناهي فَزارَةَ بَعدَما أَجَدَّت لِغَزوٍ إِنَّما أَنتَ حالِمُ أَرى كُلَّ ذي تَبلٍ كَريمٌ يَهُمُّهُ وَيَمنَعُ مِنهُ النَومَ إِذ أَنتَ نائِمُ وَقُلتُ لِفِتيانٍ مَصاليتٍ إِنَّكُم قُدامى وَإِنَّ العَيشَ لا هُوَ دائِمُ قُعُوا وَقعَةً َِن يَحيَ لا يُخزَ بَعدَها وَمَن يَجتَزِم لا تَتِّبِعهُ المَلاوِمُ وَهَل أَنتَ إِن باعَدتَ نَفسَكَ مِنهُمُ لِتَسلَمَ فيما بَعدَ ذلِكَ سالِمُ أَلَمَّت خُناسُ وَإِلمامُها أَحاديثُ نَفسٍ وَأِحلامَها يَمانِيَّةٌ مِن بَني مالِكٍ تَطاوَلَ في المَجدِ أَعمامُها وَإِنَّ لَنا أَصلَ جُرثومَةٍ تَرُدُّ الحَوادِثَ أَيّامُها تَرُدُّ الكَتيبَةَ مَغلولَةً بِها أَفنُها وَبِها آمُها مَنا اللَهُ أَن أَلقى حُمَيدَ بنَ بَحدَلٍ بِمَنزِلَةٍ فيها إِلى النِصفِ مُعلَما لَكيما نُعاطيهِ وَنَبلُوَ بَينَنا سُريجِيَّةً يُعجِمنَ في الهامِ مُعجَما أَلا لَيتَ أَنّي صادَفَتني مَنِيَّتي وَلَم أَرَ قَتلى العامِ يا أُمَّ أَسلَما وَلَم أَرَ قَتلى لَم تَدَع لي بَعدَها يَدَينِ فَما أَرجو مِنَ العَيشِ أَجذَما وَأُقسِمُ ما لَيثٌ بِخُفّانَ خادِرٌ بِاِشجَعَ مِن جَعدٍ جَناناً وَمُقدَما فَسائِلُ جَحجَبي وَبَني عَدِيٍّ وَتيمَ اللاتِ مَن عَقَدَ الخِزاما فَأَنَّا قَد جَمَعنا جَمعَ صِدقٍ يُفَرِّجُ عَن مَناكِبِهِ الزِحاما فَلَمّا رَأَينا أَنَّهُ شَرُّ مَنزِلٍ رَمينا بِهِنَّ اللَيلَ حَتّى تُخُرِّما صَحِبناهُم غَداةَ بَناتِ قينٍ مَلمَلَةً لَها لَجبٌ طَحونا كَأَنَّ الخَيلَ يَومَ بِناتِ قينٍ يُرينَ وَلاءَهُم ما يَبتَغينا حاجَيتُكُم يا بَني اللَخناءِ أَينَ أَنا في حَيصَ بيصَ عَلى الصَلعاءِ فَاِبغَوني أَفٍ لَكُم وَلَعَقلٍ بَينَ أَضلُعِكُم ماذا وَثِقتُم بِهِ مِنّي وَمِن دِيني مَن أَفلَسِ الناسِ مِن دينٍ وَمِن حَسَبِ وَأَظلَمِ الناسِ طُرّاً لِلمَساكينِ سَأُكذِبُ مَن قَد كانَ يَزعُمُ أَنَّني إِذا قُلتُ قَولاً لا أُجيدُ القَوافِيا دَعاهُنَّ رَدفي فَاِرعَوَينَ لِصَوتِهِ كَما رَعَت الجوت الظِماءَ الصَوادِيا