الشاعر: زينب فواز عصر الشعر: الحديث وكم عشت أشكو وحشتي قبل أنستي فجددت لي قلباً به أتشبب جمال وآدراب وطبع منزه وعفة أخلاق وذوق مهذب من العرب الأتراب يعجم لحظها رموز المنى عني واشكو فأعرب من الخفرات الملهيات عن النهى وإن هي تلهو بالحياة وتلعب حديث الى سمعي ألذ من الهنا وإقبال بشرٍ حوله الأنس موكب امالكتي في كل أمرٍ مليكتي لك الروح مالي في سوى الود مطلب قلوبنا مودوعة عندكم امانة يعجز عن حملها ان لم تصونوها بانفسكم ردوا الامانات الى أهلها من لنفسٍ زاد في الحب عناها لم يدع منها الهوى إلا ذماها ان تكن هانت على متلفها فلقد عز دواها وعزاها أيها الركب قفوا لي توجروا بتلافي مهجةٍ قبل فناها رحلوا فجراً وفي إظعانهم شمس حسنٍ ليس يغشاها سواها جد الضنا ويد الأشواق تلعب بي وذبت من شدة الأحزان والكرب وغبت عني من الأوصاب والألم وعن تذكر من أهواه لم أغب أاحبابنا بالرغم مني فراقكم ويا طول شوقي نحوكم وولوعي أطعت الهوى بالكره مني لا الرضا ولو خيروني كنت غير مطيع حفظت لكم ما تعهدون من الهوى ولست لسر بيننا بمضيع وان كتب اللَه السلامة انني اليكم وإن طال الزمان رجوعي دعا مقلتي تبكي دماً ودعاني فأمري وشأني غير ما ترياني دعا الجسم مني يستقل بسقمه وقلبي بالنيران والخفقان دعاني وقلبي بالغرام أذيبه وأقرع مني ناجزي بسناني فما كل من يبكي من الشوق مدنف ولا كل من يشكي الصبابة عاني فؤادي والبلبال ملتقيان وجفني والاغفاء مفترقان قضى اللَه لي ما عشت بالحب والهوى فأضحى الهوى والروح مؤتلفان فهل لكما يا صاحبي بدفع ما قضاه فأمضاه الاله يدان إذا أحرقت في القلب موضع سكناها فمن ذا الذي من بعد يكرم مثواها وما الدمع يوم البين آلا لآليء على الرسم في رسم الديار نثرناها وما اطلع الزهر الربيع وانما رأى الدمع أجياد الغصون فحلاها ولما ابان البين سر صدورنا ومكن فيها الأعين النجل مرماها عددنا دموع العين لما تحدرت دروعاً من الصبر الجميل ترعاها ولما وقفنا للموداع وترجمت لعيني عما في الضمائر عيناها بدت صورة في هيكل فلو آننا ندين بأديان المجوس عبدناها وما طرباً صغنا القريض وانما جلا النور مرآة القرائح مرآها أبداً بذكرك تنقضي أوقاتي ما بين سماري وفي خلواتي يا واحد الحسن البديع لذاته أنا واحد الأحزان فيك لذاتي وبحبك اشتغلت حواسي مثلما بجمالك امتلأت جميع جهاتي حسبي من اللذات فيك صبابة عندي اشتغلت بها عن اللذات ورضاي أني فاعلٌ برضاك ما تختار من محوي ومن إثباتي حاسبت أنفاسي فلم أر واحداً منها خلا وقتاً من الأوقات تجافى النومُ بعدك عن عيوني ولكن ليس تجفوها الدموعُ يطيرُ إليك من شوقي فؤادي ولكن ليس تتركه الضلوعُ فما لي عن تذكركِ امتناع وغون لقائك الحصنُ المنيعُ لو شاهدت عيناكَ فارعةً غدت يا ابن المودةِ والولاءِ الصادقِ لعلمت من شوقٍ اليكَ بأنها سيان حالةُ ميتٍ ومفارقِ آنس اللَه وحشتي بكتاب منك وافى وقد أطال فواتي فتلافى نفساً تسيل من الوج د وقلباً يذوبُ بالحسراتِ وجرى كالحياة في كل جسمي بعدما قرَّبَ الفراقُ وفاتي نظرتُ إلى كتابك حين وافى كنظرةِ عاشقٍ وجه الحبيبِ ورحتُ بأدمعٍ أشكو اليه كما يشكو العليلُ الى الطبيبِ بروحي التي أسعى اليها بمهجتي وبحرمِ جسمي عن مساع أعدها فؤادي لها شوقي إليها أنا بها وتذكارها عندي وشكواي عندها وإني لأولى بالمساعي لو أنها صروفٌ أعانيها والقى أشدها ولكنها الأيامُ تأبى اجتماعنا فبالطيف مولاتي تشرف عبدها كذا أختها الكبرى لعباد ضوئها تجيءُ ولو راموا المساعي عندها يا صاحبي أنصت لأخبار الهوى حاشا لمثلك أن أقول ولا يعي إني أحدث في الهوى بعجائبٍ وغرائبٍ حتى كأني الأصمعي يا نفسُ قد فارقتِ يوم فراقهم طيبَ الحياةِ ففي البقا لا تطمعي ما كان أحسننا وهم في قربنا والشملُ ملتئمٌ بتلك الأربع بحياتكم جودوا عليَّ تكرماً فعسى خيالكم يلم بمضجعي عليكَ من ذاك الحمى يا رسولُ تُرى علاماتُ الرضى والقبولُ جئتَ وفي عطفيكَ منه شذى يسكرُ من خمرِ هواهُ العذولُ يكفينا تشريفاً رسولَ الرضى انك للعشاقِ فيهم رسولُ وجهتُ وجهي نحوهم فبحقهم لا أبتغي غيراً ولا أرجو سوى وبمهجتي معبودُ حسنٍ منهم فهو على عرشِ القلوب قد استوى أوحى الى قلبي الذي أوحى له فعجبت كيف نطقت فيه عن الهوى يريد ضميري من لساني صفاتها وهيهات ان يرضى ضميري لسانيا أحاذرُ من ذكري عليها هوانها وإن كنت أرضي في هواها هوانيا أأذكرها جهراً وسري يصونها وأكتمها وجداً وأشكو أمانيا أبيت الهوى إن بحتُ بالسر في الهوى سواءٌ أطاع القلبُ أم قد عصانيا فحسبي حديث النفس عمن أحبه وشرحي لأفكاري هواها هوانيا هنيئاً لعينيكِ المنامُ فانني أساهر من شوقي إليكِ اللياليا ألفت البكا في القرب منكم وفي النوى فلو مر بي ذكر السرور لأبكاني حتامَ تُطرف طرفَ عيني بالبُكا وإلامَ طرفي مُولعٍ بطلاحِه نظري الذي في الحب قد أفسدتُه وفساده في الحب عينُ صلاحه يا ويحَ مودع سرِّهِ في جفنه فلقد أراد السترَ من فضَّاحِه شرحتُ لوجدي في محبتكم صدرا وقد صبرت نفسي فلم أستطع صَبرا ومن ظَن سلواني من البر والتقى فاني إلى الرحمن من ظنه أبرا فيا يوسفَ الحسنِ الذي مذ لقيتُه بسيارةٍ من فكرتي قلتُ يا بُشرى لئن خوفتني من تجنيك عذلي فان مع العسر الذي زعموا يُسرا وقلتُ لعذالي ألم تعلموا الهوى لقد جئتم شيئاً بذلكمُ نكرا شفيت عليلَ الشوقِ منك برقعةٍ فطوبى لمن يحظى بها مرةً أخرى وأي عذولٍ كان في الحبِ عاذري فذاكَ الذي قد يسرَ اللَه لليسرى إذا شمت من تلقاء أرضكم برقا فلا أضلعي تهدا ولا عبرتي ترقا وان ناح فوق البان ورقُ حمائمٍ سحيرا فنوحي في الدجى علم الوُرقا فرفقاً بقلبٍ في ضرامِ غرامه حريق وأجفان بأدمعها غرقى سميري من سعد خُذا نحو أرضهم يميناً ولا تستبعدا نحوها الطُرقا وعوجا على أفق توشح تربه بطيب الشذا المسكي أكرم به أفقا فان به المغنى الذي قطنوا به ومن ذكره يشفي الفؤادُ ويسترقى لا يسلم الشرفُ الرفيع من الأذى إلا بسفك دمٍ على الأرجاء هذا مقالُ الأقدمين ولم نجد بُداً لنا من شرعة القُدماء ان لم نشد ما أقام جدودنا فالويلُ ثم الويلُ للأبناء أو لم نزين سيرة محمودةً فلنخف شينَ الوجهة الحسناء أو لم نسد في العالمين فهل الى تركِ التعندِ من كبيرِ عناءِ يا حسرةَ الآباءِ في أجداثهم اذ أخجلتهم خُسةُ الأبناءِ يا ويلة الأمواتِ ان رجعوا ولم يجدوا الذي ظنوه بالأحياء يا خجلة الأحباب ان ساموا بنا شرفاً يُداسُ بأرجلِ الأعداءِ هبوا ففي الأصلاب قومٌ بعدنا يحصون عنا سيءَ الأنباءِ وهناك في الأرحام أجيالٌ ترى أعمالنا ببصائرِ وضاءِ ويا خجلي اذا قالوا محب ولم انقذك من خطب دهاك لم ينسنيك سرورٌ لا ولا حزنُ وكيف لا كيف يُنسى وجهك الحسنُ ولا خلا منكَ لا قلبي ولا جسدي كلي بكلك مشغولٌ ومرتهنُ وحيدةُ الوجدِ مالي عنكَ مذ كلفت نفسي بحبك إلا الهم والحزنُ نورٌ تولدَ من شمسٍ ومن قمرٍ حتى تكاملَ فيه الروحُ والبدنُ بعثتِ لنا من سحر مقلتك الوسنى سُهاداً يذُود الجفن أن يألف الجفنا وأبرزت وجهاً يُخجلُ البدرَ طالعاً ومست بقدٍّ علم الهيف الغصنا وابصر جسمي حسن خصرك ناحلاً فحاكاهُ لكن زادَ في رقةِ المعنى أسمراء ان أطلقت بالهجر عبرتي فانَّ لقلبي من تباريحه سجنا وأن تحتمي بالبيضِ والسُمرِ فالهوى يهونُ عندَ العاشقِ الضربَ والطعنا يا مرحباً بقدومِ جيرانِ النقا كملَ السرورُ بهم وطابَ الملتقى أنِست بقربهم المنازلُ واغتدى وجهُ الزمانِ بهم منيراً مشرِقا ولطيب نشرهمِ تعطرتِ الصبا وأرى على الدنيا بذلك رونقا فبهن يا قلبي تهنَّ فطالما قد بت نحوهم كئيباً شيِّقا فلمثلِ هذا اليوم كنتَ مؤملاً وإليه كنت على المدى متشوقا يا جيرةً صفتِ الحياةُ بقربهم وغدا بهم روضُ المسرة مونقا لا تحسبوا أني سررتُ بغيركم مذ كان شملُ وصالنا متفرقا وحياتكم ما لي سواكم مرتجى أبداً ولستُ بغيركم متعلقا بقلبي حديثٌ منك إني خبأته اذا ما خلونا ساعةَ الوصل قلتهُ فتقرأ من شوقي كتاباً مترجماً بدمعي على خدي اليك كتبتهُ وبي منك داءٌ أصلهُ كان نظرةً عدمتُ اصطباري عنك لما وجدته شوإني اذ أبصرت شخصك مقبلاً تغيرَ مني الحالُ عما عهدته وقال جليسي ما لوجهك اصفرا فقلت له بالرغم عني صبغته سألت طبيب الحي ماذا دواؤهُ فرقَّ لما أشكوهُ لما سألته فمدَّ الى قلبي يداً وهو خافقٌ فغالطته عنه وقلتُ فقدته وقال لمن تهوى فقلت أهابه ويسبقني دمعي اذا ما ذكرتهُ والله يا ناس قد ضاقت بي السبل ورق عظمي وعزت عندي الحيل ولم أجد من خليل استعين به يوم البلاء اذا ما لم يكن بلل هل للحب المستهام رفيق أم هل الى الصبر الجميل طريقُ أم هل كما قالوا إذا بان الذي تهوى فان اليأس منه رفيقُ هيهات ما خلتُ السلو لعاشقٍ كلفٍ به سحرُ العيونِ محيقُ فإن يكُ قدرٌ قد عاقَ عن وطرٍ فلا مرد لما يأتي به القدرُ وان تكُ نهضةٌ في الدهر واحدةٌ فقد غزوتُ ومن اتباعك الظفر يا فارساً تحذرُ الأبطالُ صولته الدهرُ عبدك وهو الصارمُ الذكرُ قد أنحلتني صروفٌ أنت تعلمها وصارَ موردُ آمالي بها كدرُ فالنفسُ جازعةٌ والعينُ دامعةٌ والصوتُ منخفضٌ والقلب منكسرُ لقد رحلتم فراحَ القلبُ مرتحلاً معكم وجسمُ المعنى ذابَ منتحلا ولو رحلتم وخيبتم لنا أملاً والله ما طلبت أهواؤنا بدلا منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا لما سرى ركبكم عنا بموكبه ولم يفز صبكم منكم بمطلبه قد صحت والقلب أمسى في تلهبه يا ساري البرق جز بالقصر واسق به من كان صرف الهوى والود يسقينا ويا ميم بالأظعان جيرتنا مبادراً بالسرى تنئو أحبتنا لهم فصف حر شوقٍ شف مهجتنا ويا نسيم الصبا بلغ تحيتنا من لو على البعد حيا كان يحيينا قد قلت لما نأت بالظعن راحلةً وليس للصب يوم البين راحلةً يا من غدت لقتيل الحب هاجرةً دومي على الوج ما دمنا محافظةً فالحر من دانَ إنصافا كما دينا وقلت إذ ظغنت والبين ما خشيت والأرض من عبرات الصب قد سقيت يا من بها النفسُ أهوالُ الهوى لقيت عليك مني سلام الله ما بقيت صبابةٌ منك تخفيها فتخفينا يا ساعة جاد الزمان بصفوها وشؤونه التكدير بعد صفائه اكرم بها من ساعة ما شانها خوف العذول ولا تمنع تائه مضت لي شهورٌ منذ غبتم ثلاثةٌ وما خلتني أبقى اذا غبتم شهرا ومالي حياةٌ بعدكم أستلذها ولو كان هذا لم أكن في الهوى حرا ولم يسلني طولُ التنائي عليكمُ بل زادني وجداً وجدد لي ذكرا يمثلكم لي طولُ شوقي إليكم ويدنيكمُ حتى أناجيكمُ سرا إذا ما دعا داعيكم قمتُ مسرعاً مجيباً لمولى جل ليس له مثلُ أجيبُ اذا نادى بسمعٍ وطاعةٍ ولي نشوةٌ لبيك يا من له الفضل ويصفرُّ لوني خيفةً ومهابةً ويشغلني عن كل شغلٍ بكم شغلُ وحقكم ما لذَّ لي غيرُ ذكرِكُم وذكرُ سواكم في فمي قطُ لا يحلو متى تجمع الايام بيني وبينكم ويفرح مشتاق اذا اجتمع الشمل قد صفا ماءُ النعيمِ في محياهُ الوسيمِ قربُهُ جنةُ عدنٍ وتنائيهِ جَحيمي كشف الليلَ سناهُ وانجلت عني همومي يا حياتي وحمامي وحميمي وغريمي لم لا ترثي لصبٍ مغرم عان سقيم رق حتى قد حكى رقة أنفاس النسيم من مجيري من نصيري من عذيري من مليمي على من لا أسميه السلام حبيبٌ فيه قد حارَ الأنام مليحٌ كل ما فيه مليح مليحٌ دونَه البدرُ التمام ولي زمنٌ أكاتمُه هواه وقلبي فيه صبٌّ مستهام يا راحي وارتياحي وبهجتي وسروري يا مؤنسي ونديمي في غيبتي وحضوري ذكراك مؤنس قلبي في وحدتي وسميري لو لامست نارُ شوقي إليك نارَ السعيرِ لأحرقتها بجمرٍ في مهجتي وضميري لي شوق اليك لا يتناهى وشجون قد جاوزت منتهاها يا ابن عمي تفديك من كل سوء نفس مضنى ما في يديه سواها ولما ابى الواشون إلا افتراقنا وما لهم عندي وعندك من ثار وشنوا على أسماعنا كل غارةٍ وقل حماتي عند ذاك وأنصاري غزوتهم من مقلتيك وأدمعي ومن نفسي والسيفِ والسيلِ والنارِ إلى اللَه أشكو جور دهرٍ معاندٍ وقعتُ أسيراً في يديه فجافاني وبعدي عن الأحزان أو هي تجلدي وإن كنت من ذكرى عهودهم داني متى كلم القلب المشوق أدكارهم تساوى لدى الجلاس سري وإعلاني فيا قلب صبراً لليالي وإن تشأ فذب كمداً ما بين خفقٍ ونيرانِ عسى الدهرُ يرثي لي فيجمَع شملنا وينجزُ وعدي بعد مطل وأحزانِ يا من تناءت دارُهُ عني وشط مزارهُ يفديك صبٌ هائمٌ بك لا يقرُ قرارُه كثرت جيوشُ همومه وتخاذلت أنصاره أعندَ الحر للأيام ثارُ يطالبه به الفلكُ المدارُ رويداً يا زمانُ ارفق قليلاً أما للسُكر صحوٌ أو خمارُ أما في ذلة الأمجاد عيبٌ عليك ولا يهون الحر عارُ بنفسي من نأيتُ به وصبري يصاحبه وقلبي مستطار واذكره بأنفاس حرار ترددهن أحشاءٌ حرارُ مقامي بعد نأيك بل حياتي أرى عاراً بها والعارُ نارُ سئمت حياتي من كرورِ المصائبِ وهمتُ الى حتفي لمرِّ النوائبِ غدوتُ بقلبٍ كالأسى فيَّ موقدٍ ورحتُ بجسم ناحلِ العطفِ شاذِبِ تفاجئُه نكباءُ البلايا بعاصفٍ وتلقاهُ أرواحُ الرزايا بحاصبِ تنكبت عن ذا الدهرِ خوفَ نكوبهِ فنكباه قد أنضت وأضنت مناكبي وأخنى عليَّ الدهرُ من ثقل وقره وأخنى بلاهُ كاهلي ثم غاربي لقد علني علَّ المحالِ لأنني أعلّلُ قلبي بالأماني الكواذب هل للمحب المستهامِ رفيقُ أم هل الى الصبر الجميلِ طريقُ أم هل كما قالوا اذا بان الذي تهوى فان اليأس منه رفيقُ هيهاتَ ما خلقَ السلو لعاشقٍ كلفٍ به سحرُ العيونِ محيق قفوا بالناجيات على زرود نناجِ دوارسَ الدمن الهمود وقد كانت تهش لزائريها منازلُها وتضحك للوفود سقى أيامنا بزرودَ غيثٌ يجودُ مدى الزمان على زرود ليالٍ باللقا بيضٌ أعيضت بأيامٍ من التفريق سود فذب يا قلبُ أشواقاً وهماً ويا طرفي تسل عن الهجود لقد ضيع التفنن كله وقد كنت قبلا لا احير في أمري كفى المحبين في الدنيا عذابهم تاللَه لا عذبتهم بعدها سقر تؤملنا النفس النجية فرجة وبعدهما نسخ المنايا الأمانيا بغم وبؤس ذا لذلك ناسخ وتأبى الخطوب السود إلا تماديا رعى اللَه ساعات تجلى بها الرضى فما هذه الساعات إلا ولائمُ رعى اللَه يوماً قد تجلى سروره وقد أومضت فيه الثغورُ البواسمُ نهارٌ غدا في جبهة الدهر غرةً ألا إن ذياك الزمان مواسم أيا قرة العينين إني لعاشقٌ جمالك يا نورَ البرايا وخادمُ منارةُ قدس القلب يزهو ضياؤها لها سرجٌ تنجابُ منها المظالم فمنذ حلت عندي مكارم لطفها أبى اللَه أن تحلو لدي المكارمُ ولا راق طرفي غيرُ حسن بهائها ولا حسنت عندي الحسان الكرائم أيا بهجة الأرواح إني لقائلٌ بكِ الحقَ مصداقاً وما أنا زاعمُ عليكِ سلام اللَه ما اخضر نابتٌ وغنت على أيك الرياض الحمائم عليك سلام اللَه ما حن مبعدٌ وما أن مشتاقٌ وما رق راحِمُ فيا لها بلوةٌ جلى ومازلةٌ كأنما الدهرُ قد دارت دوائرُهُ فلو تجسم ما بي من أسى لغدا بحراً وقد زخر الأعماق زاخره فإن للحزن أجفاناً مقرحة كأنما أغمدت فيها بواتره ألا انظروا يا أهل الود ذا شجن زمانه بصحيح الود كاسره إن الضمائر تأبى أن يكون لها نعت فقلبي لم تنعت ضمائره حذرت خطباً ولم ينجع به حذري إذ نلت ما كنت في دهري أحاذره أين الذي كان في ليلي يسامرني بخلوتي وأنا وحدي أسامره كأنما الدهر مغرى في اذاي به لذاك لم ترتفع عني حواذره ما كنت أحسب إلفي أن يغادرني رغماً علي ولا أني أغادره كنا كزندين كل عضده عضد موازن لأخيه بل مؤازره لكن غدونا كما الطرفين ليس يرى طرفٌ أخاه ولا يلقاه باصره أو كالسهى وسهيلٌ حيل بينهما بالبعد في فلك ما دار دائره ذي شيمةُ الدهر ما لذت موارده إلا وقد أكدرت منه مصادره من فتاة احشاؤها في التهاب ودمعها في انسكاب ضاع منها العقل بين حرب وكرب وبكاه ولوعة وانتحاب أيا من لا يضاف إليه ثان ومن ورث العلى بابا فبابا ايجمل ان تكون سواد عيني وابصر دون ما ابغي حجابا خليلي سيرا واربعا بالمناهل وردا تحيات الحبيب المزايل فإن سأل الأحبابُ عني تشوقاً فقولا تركناه رهين البلابل وإن يتناسوني لعذرٍ فذكروا بأمري ولا تدري بذاك عواذلي لعل الصبا تأتي فتحيي بنفحةٍ فوادي من تلقاء من هو قاتلي فيا ليت أعناق الرياح تقلني وتنزلني ما بين تلك المنازل يا دهر مهلاً كم تجور وتعتدي ولكم بأحبابي تروح وتغتدي ما آن أن ترثي لطول تشتتي وترق يا من قلبه كالجلمد فقد اشتفى قلب العدو بما رأى من غربتي وصبابتي وتوجدي شوق أكابده وحزن متلف فوقعت في وجدٍ مقيمٍ مقعد هل من صديقٍ ذي ودادٍ صادقٍ يرثي لأسقامي وطول تسهدي أشكو إليه ما أكابده أسى والطرف مني ساهرٌ لم يرقد ومدامتي دمعي وحزني مطربٌ والفكر تقلي والهموم تُمهدي أعاتبُ دهراً لا يلين لعاتبٍ وأطلب أمناً من صروفِ النوائبِ وتوعدني الأيامُ وعداً تغرني وأعلم حقاً أنه وعدُ كاذبِ فيا ليت أن الدهر يُدني أحبتي إلي كما يدني إلي مصائبي وليت خيالاً منك يا غاية المنى يرى فيض جفني بالدموع السواكب سأصبر حتى تطرحني عواذلي وحتى يضج الصبر بين جوانبي مقامك في جو السماء مكانه وباعي قصير عن نوالِ الكواكبِ ألا من مبلغ لعل الجحود مقال فتى وفي بالعهود سأخرج للبراز خليَّ بالٍ بقلبٍ قد من زبر الحديد واطعن بالقنا حتى يراني عدوي كالشرارة من بعيد ذكرت صبابتي من بعد حينٍ فعاد لي القديم من الجنون وحن الى الحبيب القلب مني فهاج غرامه قبل السكون اتطلب سلوةً مني رجالٌ أقلُ الناسِ علماً باليقين أيوحشني الزمان وأنت أنسي ويظلم لي النهار وأنت شمسي وأغرسُ في محبتك الأماني فأجني الموت من ثمراتِ غرسي ولو أن الزمان أطاع حكمي فديتك من مكارهه بنفسي شحطنا وما بالدار نأيٌ ولا شحط وشط بمن نهوى المزارُ ولا شطوا أاحبابنا ألوت بحادث عهدنا حوادثُ لا عهدٌ عليها ولا شرط لعمركم ان الزمان الذي مضى بتشتيت جمع الشمل منا لمشتط وأما الكرى مذ لم أزركم فهاجرٌ زيارته غب وإلمامه فرط كأن فؤادي حيث أهوى مودعاً هوى خافقاً منه بحيث هوى القرط دع الدمع يفني الجفن ليلة ودعوا اذا انقلبوا بالقلبِ لا كان مَدمعُ سروا كافتداء الطير لا الصبر بعدهم جميلٌ ولا طولُ الندامة ينفعُ أضيقُ بحمل الحادثات من النوى وصدري من الأرض البسيطة أوسع وان كنت خلاع العذار فانني لبست من العلياء ما ليس يخلع إذا سلت الألحاظُ سيفاً خشيته وفي الحرب لا أخشى ولا أتوقعُ إذا ريح الصبا هبت أصيلاً شفت بهبوبها قلباً عليلا وجاءتني تخبر أن قومي بمن أهواه قد جدوا الرحيلا وما شفقوا على من خلفوه بواد البان مطروحاً جديلا يحن صبابة ويهيم وجداً اليهم كلما ساقوا الحمولا حملت الضيم والهجران وحدي على رغمي وخالفت العذولا ولا أبقى لي الهجران صبراً لكي ألقى المنازل والطلولا ألفت السقم حتى صار جسمي إذا فقد الضنى أمسى عليلا ولو أني كشفت الدرع عني رأيت وراءه رسماً نحيلا بيني وبين النوى دخل فان صدعت شملي فعندي تفويض وتسليم وان تكن نثرت سلكي فما عدلت فان سلك رجائي فيك منظوم سقياً لعهد خليل لست أذكره إلا حننت كما قد حنت الريم مهما تنسمت من تلقائه نفساً شوقاً تحدر من عيني تنسيم فالنفس من بعده جمرٌ له صفةٌ ميم وواوٌ وجيم بعدها جيم عسى الليالي والأيام تجمعنا إن أنصف الدهر والانصاف معدوم سلامٌ كما فاح العبيرُ لناسم عليك شكيبٌ من خلال النواسم أحيي به ذاك الجلال وانما أحيي به شخص العلا والمكارم خليلي عوجا بي على مسقط اللوا لعل رسوم الدارِ لم تتغيرا فاسال عن ليلٍ تولى بانسنا وأندب أياماً تقضت واعصرا ليالي إذ كان الزمان مسالماً وإذ كان غصن العيش ريان اخضرا وقد ضربت أيدي الزمان قبابها علينا وكف الدهرُ عنا واقصرا ولكنها الدنيا تخادع أهلها تغر بصفوٍ وهي تطوي تكدرا لقد أوردتني بعد ذلك كله موارد ما ألفيت عنهن مصدرا خليلي ما بالي على صدق عزمتي أرى من زماني ونية وتعذرا ووالله ما أدري لأي جريمةٍ تجنى ولا عن أي ذنبٍ تغيرا أيا رب كم ذا البين قلبي يجرح وليل همومي ليس يجلي فيصبح أعاشر أقواماً على أن بعدهم ألذ من التقريب منهم وأصلح أقابلهم والقلب يعرض عنهم وأطلبهم والنفس تأبى وتجمح إذا ما بكيت البين يضحك بعضهم وآخر يروي الدمع والدمع يسفح لقد طال جورُ الدهر وهو مخادعٌ فيمناه تبكيني ويسراه تمسح فيا أنس روحي أن يكن مد بيننا حجاب النوى وامتد للهم أجنح فقد تعظم الأهوال ثم تهينها طوال الليالي والزمان المبرح عليك سلام اللَه ما هبت الصبا وما حن مشتاقٌ وناح المنوح تُرى تسمح الدنيا ويسعدني القدر فانظر من أهوى ويطربُ من حضر وأنهل من تلك المواردَ صافياً وألثم تُربا فوقها الحب قد خطر وتثمر أعصان الأماني بصالحٍ ويبسم لي ثغرٌ من الدهر قد فعر إلى كم فؤادي بالتفرق ذا جرح وعيني وجفني ذا سهاد وذا قرح وكم ذا يحملني الهوى فوق طاقتي ويسعد لاحٍ بالملامة والقدح فيا نظرةٌ كانت أساس منيتي ويا منية أهدت الى فرحي ترحي ويا جنةً رضوانها خان عهده فقاسيت نار الصد إذ منعت منحي ويا بدر قد طال السهادُ وساءني ويا غصن قد أبكى زهور الربى صدحي فلله من قلبٍ علمتُ غرامه وللَه من عينٍ تواصلُ بالسفح وللَه من حالٍ يدلُ على الضنى ويعجزُ فيه النطقُ أن ياتي بالشرح كفى من بعادي ما شفى قلب حاسدي فحسبُك ما ألقى من الحزن والترح ألا أهلاً نسيم صبا الصباح سرى بشميم طرآت الصباحِ ترى نبهت أجفانا سُكارى صحون وذا فؤادي غير صاحِ وهل قبلت ثم فما وخداً فجئت بطيب وردٍ أو أقاح وإلا قد مررت بربعِ حيٍ فهذا النفح من تلك النواحي أيا ربُ قد أحسنت عوداً وبدأةً إليَّ فلم ينهض باحسانك الشكرُ فمن كان ذا عذرٍ لديكَ وحجةٍ فعذري إقراري بأن ليس لي عذرُ إذا كان شكري نعمة اللَه نعمةً عليَّ له في مثلها يجب الشكرُ فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وان طالت الأيامُ واتصل العمرُ سأشكر لا أني أجازيه منعماً بشكري ولكن كي يراد له الشكرُ وأشكرُ أياماً لدي قضيتها وآخرُ ما يبقى على الشاكرِ الذكرُ