الشاعر: باقر حيدر عصر الشعر: الحديث يا رسولي إلى الرسول مغذاً فوق كوماء مثل قصر مشيد ضمراً كالقسي تحني وكالأس هم تبري في شدة التسديد قف بها في البقيع لوث أرار مستفزاً بني نزار الرقود يا أسود العرين شم العرانين وعز الذليل غيظ الحسود إن حرباً شنت عليكم حروبا شاب منها أو كاد رأس الوليد أتهزوا بني البيوت قناةً فلطعن حمل القنا الأملود ألم تر ركن الدين كيف تضعضعا وعارض غيث الجود كيف تقشعا ومن حسن أمست خلاءاً ربوعها وأوحش مغنى بالندى كان ممرعا أصات به الناعي فلم ندر أنه له النعي أم للجود أم للدين مسمعا سرى جبل الدنيا وثقل محمد وعيبة أسرار النبيين أجمعا لقد كنت من نهلان أرسى قواعداً فكيف بك الأقدام قد سرن سرعا وقبلك لم نعهد لثهلان حفرةً لعمري ولا خطو إلى البدر مضجعا فليت سهام الحادثات تريحني فقد أثخنتني بالجراح لأجزعا أفي كل يومٍ في بيوت محمدٍ نواع به تنعى وناعٍ له سعى ولم تندمل منا الكلوم ولا عفت مصيبتهم إلا أصبنا بأوجعا تفنن ريب الدهر في آل أحمدٍ فنوناً من الأرزاء لن تتجمعا فما بين من يلقى المنون بصارم وما بين من يسقي من السم منقعا سقوه مدام الذل صرفاً لم يزل يود بأن يسقي الحمام مشعشعا فليس الذي قد مات بالسيف ميتاً إذا كان يأبى أن يذل ويخضعا وما الموت إلا أن يعيش بذلةٍ ومن دونها تهوي الأسنة شرعا تعود طعم الموت حتى حلاله فإن لم يكن طبعاً عليه تطبعا ودافوا له السم الذعاف فليتني أكون الذي من دونه المتجرعا تواصل فيه السم حتى انتهى به فذاب وألقى قلبه متقطعا أبوا قربه من جده بضريحه وقد كان منه قد تبوأ أضلعا أيطرد مروان ابن بنت محمد ويقرب داراً للنبي وأربعا أكان جزاءً للنبي محمدٌ بأن يحفظوا من كان قبل مضيعا رموا نعشه نبلاً فشلت أكفهم وبانت يد الرامي بناناً وإصبعا ألا إن قوساً شك نعشك نبلها شكا حربها قلب الهدى فتصدعا وشق فؤاداً من شقيقك لوعةً فلولا وصاة منك للحرب أسرعا ويقع في دست الخلافة وهي لا تكون لمن كانت أبوته أدعا بني فاطم إن الخلافة بردكم أبى اللَه إلا أن تحط وتنزعا وللَه صبر ابن البتول وقلبه فلو كان من صم الصفا لتصدعا أجامع شمل الدين فرقت شمله وهيهات ما فرقت أن يتجمعا ويا راحلاً قد زود الدين عبرةً وأقرح أكباداً أسىً وتوجعا لقد كنت صلب العود تأبى قناته إذا غمزت أن تستلين وتصدعا أرتنا بك الأقدار كيف اقتدارها وكيف ابتكار الخطب يطرق مفزعا وكيف الصخور الصم يوهي صفاتها وكيف النجود الفعم تصبح بلقعا فقدناك للراجي غماً كنهوراً وللخائف الاجي ملاذاً ومفزعا وأزكى بني عدنان نبعاً ومحتداً وأطيب فرع من قريشٍ تقرعا لتقضي على الأقذاء أجفان هاشم وتدمي متون النجب بعدك أجمعا نعيت لهم غيثاً مريعاً وملجأ منيعاً إذا ريعوا وفي الروع أروعا فكالغيث أو كالليث تحتشي وترتجي أبى اللَه إلا أن تضر وتنفعا أيعلم بطن الأرض ما فيه من ندىً وجود ومن في رمسه بات مودعا فيا جدثاً في طيه فاح طيبه فليس الثريا من ثراه بأرفعا ففاخر بقاع الأرض شرقاً ومغرباً فقد صرت للدنيا وللدين مضجعا لعمرك قد أثريت من ثمر الندى فلو ينبت المعروف أصبحت منبعا سرى البرق يحدو المثقلات من الوطف فألقت عز إليها وخفت على الطف ولو أن ماء العين يشفي ربوعها بكيت دماً لكن دمعي لا يشتفي فللَه ما ضمته أكناف كربلا من الجود والمجد المؤثل والعرف لقد حسد المسك الفتيق ترابها فما مثله الدراري من المسك في العرف فلهفي لقومٍ صرعوا في عراصها عطاشى على الشاطي وقل لهم لهفي بنفسي هم من ظاعنين وعطلوا منازل وحي من أنيس ومن إلف سروا يلبسون اللثل لكن وجوههم تمزق أبراد الدجى وهو في سدف يؤم بهم من بطن طيبة سيد له لا يطيب العيش في دارة الخسف على ضمر مثل القسي تعطفاً سواهم وأمثال السهام من الوجف وملن على رمل العقيق وأقبلت إلى الطف تهوى وهي دامية الخف أناخوا بها حيث المنايا مناخةً وشوك الوشيج اللدن يلتف كالحتف بها أرخصوا الأرواح وهي عزيزة فداً لهم روحي وما ملكت كنفي أماجد أما مالهم فهو في الندى مباح وأما عرضهم فهو في كهف لهم أنفس أوفت على النجم مرتقىً إذا عطفت للند تأبى على العطف مساعير حربٍ داوسوها فلم تزل تؤجج ناراً في الكريهة أو تطف صفائحهم خط الردى في متونها فراقت به من علم الخط في الصحف فما تضرب الهامات إلا تنصفت وخير الضبا ما يقسم الهام بالنصف إذا وصفوا في الصف رعباً تفرقت صفوف العدى والأسد تفتك في الوصف بأيمانهم يستأنس السيف في اللقا كما في التلاقي يأنس الإلف بالإلف وبادين والأبطال حشو دروعها لتخفي فتبديها البوارق بالخطف إذا قابلتهم في النزال قبيلةً تعود وفي آذانها العار كالشنف كأن بريق المرهفات لديهم مباسم غيدٍ عذبة الريق في الرشف إذا ما انثنت تيهاً معاطف معشرٍ فما لسوى العلياء يشنف بالعطف كأن حدود البيض ضرجن بالدما خدوداً بها قد نبع الورد للقطف حييون في أبياتهم أغير أنهم عليهم إذا شبت وغى سمة الصلف يكرون في الهيجا سراعاً إلى اللقا وأن ينثنوا عادوا بطاء بلا خف ولما رأوا لا شك في الموت أقدموا وما كل رائي الحتف يقدم للحتف على حين لاح النجم في رونق الضحى من النقع والشمس المنيرة في كسف مشوا مشي مشبوح الذراعين حسراً وما أدرعوا إلا القلوب على الصف وسل سمرهم إذ أوردوا الطعن صدرها أهل عدن حمزاً وهي راعفة الأنف أما والذي أعطاهم البأس والندى ومنهم تعاطى الناس صنف إلى صنف وقال لهم في الحرب كونوا رواسيا فكانوا جبالاً لا تميد مع العصف لموقفهم في الطف أنبى مواقفاً بصفين جازت في الوغى منتهى الوصف قضوا كالحسام المشرفي نقيةً ثيابهم لم تحو غير فتى عف وماتوا وهم حلف المكارم والعلى كراماً فما ذموا بعهد ولا حلف ومن عجب تروي الظلماء أكفهم وأكبادهم حرا نضجن من اللهف تراهم كأمثال الكواكب في الثرى فتحسبهم نشوى سقواً من طلى صرف فقل لصروف الحادثات تصبري خذي بيد الأرزاء ما شئت أوكف فلسنا على ملك من الناس نتقي ولا سوقة بعد ابن فاطم من صرف كأن قريشاً إذ أصيب كواكب رمى بدرها الوضاح سهم من الحتف فلا رأي فيهم للشعور مسدد ولا راية للفتح ترفع في كف ردي يا قريش اليوم ورداً مرنقا تكدر واديهم فمن دا له يصفي بني غالب الغلب المطاعين في اللقا ومطعمة الأضياف في الحجج العجف لئن كان نوم الناس فوق وسادها فنومكم تحت العجاج في الوصف إلى م إليكم يرقب الطرف ليله كما باتت الحرقاء دامعة الطرف أتكحل عين من أمية في الكرى ولم تكتحل بالطعن في السمر والقصف رموا بالقذا أجفانكم فهدأتموا فكيف العيون الرمد في ليلها تغف لقد أوهنت منك الكواهل والذرى وما كنت قبل اليوم واهنة الكتف أجيلوا عليهم كل غوج لبانه أقب طويل اخطوه سابح وطرف مصل إذا ما البيض صلت على الضبا مجل إذا ما النقع أسدن في وحف ولا نصف حتى يحكم السيف فيهم فما حكمت فيكم أمية بالنصف فكم هتكوا خدراً وكم نهبوا خبا وكم ذبحوا منكم رضيعاً على لهف وأعظم شي حملهم فتياتكم إلى الشام تطوي البيد قذفاً على قذف تحلي السياط الأصبحية جيدها وتسلب من حلي الأساور والوقف وليس لها إلا المعاصم عاصم فتدفع في كف وتستر في كف فابرزن من سجف النبوة حشراً فللَه ماذا أبرزوه من السجف وسيقت على الإعجاز نحفاً جسومهم فللَه من نحف تساق على نحف وكافلها زين العباد مغلل وأنى لمغلول الأكف من الكف لقد عنف الحادي بهن فلم تطق من الضعف أن تشكو إليه من الضعف ولما رأت أبصارهن حماتها مضرجةً مثل الأضاحي على الجرف خمشن بأيدٍ كالدراهم أوجهاً بلين كما تبلى الدنانير في الصرف وأبدين ما تخفي الضمائر من جوى وإن الذي أبدته دون الذي تخفي ونادت وحادي العيش طوح بالسرى وأعينها تومي إلى الركب بالوقف فقدناك غيثاً يخلق الغيث جوده إذا السنة الشهباء تنحل بالوكف وما ذات خشف أتلفتها يد الردى فغادرها ولها تلفت بالخشف بأوجع منها حين سارت ورهطها على الأرض صرعى قد أضرت من العنف إن لم أكن باكياً يوم الحسين دماً لا والهوى لم أكن أرعى له ذمما لا أشكر العين إلا أن بكت بدمٍ أولا فيا ليتها تشكو قذاً وعما وأنت يا قلب إن لم تنتثر قطعاً في أدمعي لم تكن في الحب منتظما إن كنت مرتضعاً من حب فاطمة لا تترك الدمع من أحشاك منفطما فقد جرت لحسين دمعها بدم فجارها في البكا وابك الحسين دما كيف العزاء لرزء لم يدع حجراً إلا رآه وما قد فاض وانسجما يا وقعة أبدلت منها النهار دجىً ولم يضيء كوكب في ليله سئما ونكبة زلزلت في الأرض ساكنها وأوقفت في السما أفلاكها عظما تنسى الحوادث في الدنيا إذا قدمت وحادث الطف لا ينسى وإن قدما يا ابن النبي الذي في نور طلعته زان الهدى وأزال الظلم والظلما أصات ناعيك في الدنيا فأوقرها مسامعاً واشتكت أسماعها صمما قد جل رزؤك حتى ليس يعظم لي في الدهر من بعده رزء وإن عظما قد كنت أعذر من يبكي فصرت به أبكي وأعذر من يبكي ومن لطما لم أنس حامية الإسلام حين غدا دون الفواطم عدوى الليث دون حمى باد المقاتل في يوم لغبرته تخال وجه ذكاء الليل ملتثما يوم به القرن لا ترجي سلامته ولا يلام الذي ألقي به السلما مشى به ابن علي مشي ذي لبدٍ مدله تابه لما رأى غنما فما رأى فرقة إلا غدت فرقاً فلم تعد فرقاً منه فتلتئما يسل أبيض مثل النار ملتهباً كأنه قلبه النار الذي اضطرما كالبرق حين سرى والزندحين ورا والنجم حين هوى والغيث حين هما قد رق طبعاً وفيه الموت مكتمن كالرقش رقت وفيها السم قد كتما ما زال يفلق فيه هام فيلقهم حتى أزال به الهامات والقمما كالأسد بأساً وكانت دونه كرماً إذ كان لم يتبع في الحرب منهزما لا عيب في بأسه إلا تبسمه في موقف لم يكن من فيه مبتسما ضنك تزل به الأقدام من ذهب راع الأسود فلم تثبت به قدما كأن سمر القنا تحني بأضلعه قد ود سمر الضبا تثني له ودمي فما انثنى عزمه رعباً وصارمه لم ينب حتى على هام العدى ثلما ومذ رأى الدين مرفوعاً على علم لرأسه شاء نصباً في القنا علما فخر للترب صنو المجد تحسبه بدراً تكور أو رضوى قد انهدما بكا لك السيف إذ كنت النديم له وما ينادمك يوم الروع من ندما ما زلت تورده مثل الأقاح فإن تصدره عاد شقيقاً في دم سجما لقد وقفت به والشمس فيه ضبا والأفق فيه فنا والنقع فيه سما حتى مضيت بثوب الفخر مرتدياً عار على العار لم تذمم ولم تلما لم أبك يومك إذ أرداك سيف رداً إني أعد الردى بالسيف مغتنما وإنما هجت من وجد غداة على بيت النبوة جند البغي قد هجما كم حرة أبرزوها منه حايرةً ما طاف فكر بها في النوم أو وهما كادت ترى العين منا مغمضاً ويداً لولا العفاف ونور اللَه ما اعتصما اللَه قتلك كم ثلما سددت به وإن يكن منه ركن الدين قد هدما قد كان في الدين داء قد أمض به لولا حسامك داء الدين ما انحسما ولم تكن معلما في السيف في رهج من الغواية نهج الرشد ما علما أو ضحت نهج الهدى لولاك لاندرست آثاره وغدت أيامه وهما إن يسلبوا يا حمى الإسلام منك ردا فإن فيه ردا الإسلام قد سلما اللَه يا مضر الحمراء إن لكم سمر القنا اللدن والمصقولة الخذما لمن تعد المهارى القب تحسبها ظباء رامة أو آرامها الأدما طلق الأعنة كادت يوم غارتها من زهوها تنقض الأمراس واللجما عهدي لكم شيم مضروبة مثلاً معدودة شهبا إن عدت الشيما كم تحلمون وقد نابتكم ثوب منها يشيب الذي لم يبلغ الحلما فارموا العمائم إذ قد حل حيكم خطب يحل الحبى أو ينقص العمما واستأصلوا حرب في حرب حروبهم دور الرحى لم تذر طفلاً ولا هرما فإنهم لكم لم يتركوا أحداً الشيخ ذاق رداً والطفل ضاق ظما ما نبهتكم بيوم الطف واعيةً يذوب من ندبها حتى الصفا ألما تنعى لكم فتية قتلى قد انتدبوا على الفرات عطاشى بالعرا جثما للَه من حكم كيف القنا دفعت رؤوسها وهي تتلو فوقها الحكما وكيف تبقى بلا دفن جسومهم ثلاثة لا تواري تطعم الرخما يقاد قائدكم عانٍ وليس له عون ولم يلق من أرحامه رحما