الشاعر: القاسم بن يوسف آل صَبيح عصر الشعر: العباسي عَينُ بَكّي لِعَنزِنا السَوداءُ كَالعَروسِ الأَدماءِ يَومَ الجَلاءِ ذاتِ لَونٍ كَالعَنزِ الوَردِ قَ د عُلَّ بِما فاقَ لَونَ الطُلاءِ ذاتِ رَوقَينِ أَملَسَينِ رَقيقَي نِ وَضَرعَينِ كَالدِلاءِ المِلاءِ ذاتَ جيدٍ وَمُقلَتَينِ كَوَحشِيَّ ةِ قَفرٍ مِن جارِياتِ الظِباءِ أَذُنٌ سَبطَةٌ وَخَدٌ أَسيلٌ وَاِبتِسامٌ عَن واضِحاتٍ نِقاءِ وَلَبانٌ رَحبٌ وَذو فِقَرٍ رَكِبٌ في جُرمٍ بَكرَةٍ كَوماءِ وَثَوانٍ مَوثِقاتٌ شِدادٌ في اِعتِدالٍ مِن خَلقِها وَاِستِواءِ فَخمَةٌ عَبلَةٌ مَعَ العُنفِ وَال رِقَّةِ زينَت بِبَهجَةٍ وَبَهاءِ فَإِذا شِئتَ قُلتَ رَبَّةَ بَيتٍ ذاتَ طِفلَينِ مِن خَيارِ النِساءِ وَإِذا شِئتَ قُلتَ رَبَّةَ خِدرٍ في حُجورِ الحُضّانِ وَالرُقَباءِ أَينَ لا أَينَ مِثلُها مُصطَفاةً مِن صَفايا المُلوكِ وَالوُزَراءِ أَينَ لا أَينَ مِثلُها مُقتَناةً عِندَ حالَينِ شِدَّةٍ أَو رَخاءِ أَينَ لا أَينَ مِثلُها لِجميعٍ أَغنِياءٍ في الناسِ أَو فُقَراءِ غُذّيَت بِالنَوى وِبِالكَسبِ وَال قَت وَخُبزِ النَقا وَالحَلواءِ تَرِفَت بِالماءِ المُبَرَّدِ في الصَي فِ وَفي البَردِ أُدفِنَت بِالصِلاءِ وَضَرَبنا لَها الحِجالَ وَوَ كَّلنا بِها مِن حَرائِرٍ وَإِماءِ كُلُّهُم مُشفِقٌ يُفَدّي مِنَ ال رُقَّةِ بِالأُمَّهاتِ وَالآباءِ رُبَّ بَعلٍ زُفَّت إِلَيهِ مِنَ اللَي لِ تَهادى فَوداً مَعَ الوَصفاءِ وَهيَ لَولا القِيادُ عَنهُ نِفارٌ لِعَفافٍ أَو عِزِّةٍ أَو حَياءِ لَو يُخَلّى عَنها لَصَدَّت عَنِ ال بَعلِ صُدودَ الفَتِيَّةِ العَذراءِ قُلِّدَت بِالعُهونِ وَالوَدعِ خَوفاً وَحِذاراً مِن أَعيُنِ الأَعداءِ ثُمَّ لَم يُنجِنا الحِذارُ عَلَيها إِذا دَهانا فيها حُلولُ القَضاءِ أَصبَحَت في الثَرى رَهينَةَ رَمسٍ وَثَناها حَيٌّ لَدى الأَحياءِ لَستُ أَنسى مَحاسِنَ السَوداءِ م ا سَقى الأَرضَ صَوبُ ماءِ السَماءِ بورِكَت حُفرَةٌ تَضَمَّنَت السَ وداءَ بَل ضُمِّنَت مِنَ السَوداءِ كَيفَ لي بِالعَزاءِ لا كَيفَ عِنها سَلَبَتني السَوداءُ حُسنَ العَزاءِ مِن بَناتِ العِرابِ في الحَسَبِ المَ حضِ وَإِحدى عَقائِلِ الخُلَفاءِ نِعمَ أُمُّ العِيالِ في الحَرِّ وَال قَرِّ إِذا أَعصَفَت رِياحُ الشِتاءِ لا تَشَكّى جوعاً وَإِن مَسَّها ال جوعُ وَتَدعو ذاتَ المِراءِ بِماءِ تَحلِبُ الدَرَّةَ الغَزيرَةَ بِال جَرَّةِ مَريَ الأَكُفِّ غَيرَ عَناءِ تَملَأُ الحَلبَينِ طَورَينِ في ال يَومِ صَباحاً وَطَوراً وَجُنحَ العِشاءِ وَتَخالَ الشُخوبَ وَقعَ الشَآبي بِ إِذا ما قَرَعنَ قَعرَ الإِناءِ وَلَها صَرَّةٌ دَرورٌ كَما دَرَّ سَحابٌ بِديمَةٍ هَطلاءِ كَم صَبوحٍ وَكَم غَبوقٍ وَقيلٍ قَد سَقَتنا السَوداءُ مِلءَ الإِناءِ كَم شَرِبنا مَحضاً لَها وَضِياحاً وَحَقيناً مُخَمِّراً في السِقاءِ رُبَّ جُبنٍ مِنها وَزُبدٍ طَرِيٍّ قَد جَمَعنا طَرِيَّهُ لِسِلاءِ فَأَكَلنا بالشِفاءِ مِنَ ال نَحلِ وَبِالنِرسيانِ بَعدَ الغَداءِ رُبَّ جَدي قَد أَطَعمتَنا السُوَي داءُ قَديراً وَأَعقَبَت لِشِواءِ وَعَناقٍ سَمينَةٍ أَطعَمَتنا في رَضاعٍ ريٍ وَحُسنِ غِذاءِ وَأَصَبنا مِنَ السُوَيداءِ ما يَق صُرُ عَنهُ تَعدادُ ذي الإِحصاءِ كَم وَكَم أَطعَمَت وَأَروَت سِغاباً وَظِماءً في طاعِمينَ رَواءِ كُنتِ غَيثاً حَيّاً وَكُنتِ رَبيعاً لَكَ طيبُ النَثا وَحُسنُ الثَناءِ لَو فَدى الحَيُّ مَيَّتاً لَفَدَينا كِ رَخيصاً إِن كانَ أَو بِغَلاءِ حَبَّذا أَنتِ يا سُوَيداءُ لَ و تَمَّت لَنا فيكِ مُطمِعاتُ الرَجاءِ أَيُّ حَيٍّ يَبقى فَتَبقى لَنا السَ وداءُ هَياهاتَ ما لَنا مِن بَقاءِ كَيفَ يَرجو البَقاءَ سُكّانُ دارٍ خَلَقَ اللَهُ أَهلَها لِلفَناءِ وَلَهُم بَعدَها مَعادٌ إِلى دا رِ خُلودٍ إَقامَةٍ وَجَزاءِ قَد مُنينا بِهَناتٍ هُنَّ مِن شَرِّ الهَنات نافِراتٍ آمِراتٍ قَلقاتٍ مُقلِقات سافِكاتٍ لِدِماءِ الن اسِ مِنها شارِبات مَعَنا في الفُرشِ وَالقُم صِ عَلَينا واثِبات بَينَ مُحتَكٍّ وَفالٍ ثَوبَهُ في الفالِيات وَجَوارٍ مُحرِكاتٍ لِمَتاعٍ نافِضات باسِطاتٍ باحِثاتٍ صائِداتٍ قاتِلات تُخَضِّبُ الإِصبَعَ وَالثَ وبَ دَماً مِن دامِيات ثُمَّ لا يُخرِجُهُ الغَس لُ بِماءِ الراحِضات وَمُنينا بِهَلَساتِ واقِعاتِ طائِرَت جارِحاتٍ داخِلاتٍ مُسهِراتٍ ساهِرات زامِراتٍ لَكَ بِالتَس هيدِ في وَقتِ السُبات مِن لُحومٍ في دِماءٍ وارِداتٍ شارِعات بِخَراطيمَ مُ دلّاتٍ طِوالٍ جارِحات طَعنُها أَنفَذُ في ال أَبدانِ مِن طَعنِ الكُماة كَم لَها في الجِسمِ مِن آثارِ سوءٍ فاحِشاة وَكَلومٍ مُؤلِماتٍ وَنُدوبٍ قَرِحات وَلَديغٍ لاطِمٍ وَجهاً طَلوبٍ لِلتِرات فَنُصيبُ الفَذَّ مِنها بَعدَ أَلفٍ فائِتات نازِلاتٍ صاعِداتِ بادِياتٍ عارِيات وَمُنيناً بِصِغارٍ لا بِساتٍ آثِرات بِجُلودٍ لا صِقاتٍ عَن قُلوبِ ثاقِبات بالِغاتٍ حَيثُ لا تَبلُغُ أَيدي اللامِسات لا وَلا يُدرِكها لَح ظُ عُيونِ الناظِرات أَلا قُل لِمُخَّةَ أَو مارَدَه تَعَزَّوا عَنِ الهِرَّةِ الصائِدَه عَسى أَن تَدورَ صُروفُ ال زَمانِ بِحُسنِ الخِلافَةِ وَالفائِدَه وَإِن رَحَلَت عَنكُمُ نِعمَةٌ فَفي غَدِكُم نِعمَةٌ وافِدَه يَقولونَ كانَت لَنا هِرَّةٌ مُرَبِّبَةٌ عِندَنا تالِدَه لَها قَفَصٌ لِاِقتِناصِ الفُه ودِ واثِبَةٌ فيهِ أَو لابِدَه تَرى الفَأرَ مِن خَوفِها خُشَّعاً جَواحِرَ وَهيَ لَهُم راصِدَه فَإِن أَطلَعَت رَأسَها فَأَرةٌ فَلَيسَت إَلى جُحرِها عائِدَه كَأَنَّ المِنِيَّةَ في كَفِّها إِذا أَقبَلَت نَحوَها قاصِدَه وَرَقطاءُ تَمشي عَلى بَطنِها وَسَوداءُ شامِذَةٌ عاقِدَه وَدَبّابَةٌ مِن ذَواتِ القُ رونِ حَسراءُ مُفسِدَةٌ فاسِدَه تَقَبَّضُهُنَّ يَدٌ ثَقفَةٌ وَلَستَ تَرى عِندَها جاسِدَه وَحارِسَةُ الدارِ كَرّارَةٌ عَنِ الفِرنِ مَطرودَةٌ طارِدَه وَصَيّاحَةٌ مِن ظُهورِ السُط وحِ أَرتانُ مُعوِلَةٌ فاقِدَه وَلَم تَكُ إِذ رَقَدَ الراقِدا تُ في طُلُمِ اللَيلِ بِالراقِدَه إِذا ما دَجا لَيلُها خِلتَها عَلى الرُصفِ نازِلَةً صاعِدَه وَإِن أَصبَحَت فَهيَ جَوّالَةٌ كَغائِبَةٍ يَومَها شاهِدَه كَخَدّامِ صِدقٍ لِأَربابِها فَقائِمَةٌ تارَةً قاعِدَه وَتَحضُرُ عِندَ حُضورِ الطَع امِ فَتُلقى لَها كِسَرُ المائِدَه وَتَشهَدُنا عِندَ وَقتِ الصَ لاةِ في اللَيلَةِ القَرَّةِ البارِدَه وَكُنّا بِصُحبَتِها حامِ دينَ وَكانَت بِصُحبَتِنا حامَده فَعَنَّ لَها عارِضٌ لِلرَدى فَأَمسَت بِتُربَتِها هامِدَه وَأَصبَحَتِ الفَأرُ في دورِنا أَوامِنَ صادِرَةٍ وارَدَه تُخَرِّبُ حيطانَنا بِالنُق وبِ وَتَقرِضُ أَثوابَنا جاهِدَه وَتَأكُلُ مِن خَزَنِ الخازِ ناتِ إِذا هَجَدَت أَعيُنٌ هاجِدَه وَحَرفَ الرَغيفِ وَفَضلَ الصُوَي قِ وَما قِطَعُ الجُبنِ بِالكاسِدَه وَتَشرَبُ دُهنَ قَواريرِنا بِأَذنابِها حيلُ الكائِدَه وَتَسرِقُ زَيتَ مَصابيحِنا كَما تَسرِقُ اللِصَّةُ المارِدَه لَها في السُقوفِ كَعَدوِ ال جِيادِ جاءَت لِغايَتِها عامِدَه تَوالَدنَ حَتّى مَلَأنَ البُي وتَ وَكُنَّ أَقَلَّ مِنَ الواحِدَه فَلا زَرَعَ اللَهُ مَولودَها وَلا بارَكَ اللَهُ في الوالِدَه خَرابُ الدورِ عامِرُها فَواقِعُها وَطائِرُها لَنا جارتُ سَوءٍ مُ ؤذِياتٌ مَن يُجاوِرُها حَوارِثُ غَيرُ زارِعَةٍ إِذا اِنتَشَرَت عَساكِرُها كَتَعبِيَةِ الكَتائِبِ حي نَ تَلقى مَن يُغاوِرُها فَمَقتولٌ وَمَأسورٌ إِذا خَرِبَت مَشاعِرُها وَإِن قَطَرَت فَآبالٌ يُقَوِّمُها تَقاطُرُها كَقَدحِ النَبعِ أَوَّلُها وَسَلكِ النَظمِ آخِرُها كَما سَرَقَ المَهارِقَ مِن ذَوي الأَقلامِ حابِرُها فَحُبشانٌ أَصاغِرُها وَحُمرانٌ أَكابِرُها دَقيقاتٌ قَوائِمُها لَطيفاتٌ خَواصِرُها رَفيعاتٌ مَقادِمُها نَبيلاتٌ مَواخِرُها كَخَيلِ السَبقِ في المِضم ارِ تَهدِيَها جَواحِرُها بِها في زُرقِ مَض روبٍ مِنَ الأَمثالِ سائِرُها وَجاراتٌ لَنا أُخَرٌ عَفايِفُها عَواهِرُها فَقيراتٌ وَقيراتٌ فَلا سُدَّت مَفاقِرُها فَما حَسَنٌ يُعَدُّ لَها إِذا عُدَّت مَآثِرُها فُوَيسِقَةٌ وَسارِقَةٌ وَناقِبَةٌ تُؤازِرُها وَيَسري في طَعامِ الأَه لِ مُجِدُها وَغائِرُها فَلا بِاليُمنِ وارِدُها وَلا بِالحِفظِ صادِرُها وَفي الجاراتِ حَيّاتٌ تُساوِرُ مَن يُساوِرُها كَبَسطِ الحَبلِ بَسطَتُها وَدَورُ التِرسِ دائِرُها يَعُدَّ الخَمسَ ذارِعُها وَضِعفَ الخَمسِ شابِرُها وَفيها مِن خِشاشِ الأَرضِ مُ ؤذيها وَضائِرُها فَأَمّا الطَيرُ إِن وُصِفَت فَأَخبَثُها عَصافِرُها كَأَنَّ مَعاوِلَ الحَ دّادِ توعيها مَناقِرُها إِذا قَرَعَت بِها سَقفاً تَبَوَّأَ فيهِ واكِرُها تُجاوِرُها خَطاطيفُ تُخالِطُها زَرازِرُها وَوِرشانٌ تُعارِفُها وَأَحياناً تُناكِرُها يَبيتُ الشَوكُ نائِرُها وَيَلقى البَيضَ كاسِرُها وَتَملَأُ دورَنا ريشاً أَلا شُلَّت عَواشِرُها وَكَنّاسٍ بِمِكنَسَةٍ مُديماً ما يُغادِرُها فَقَد خَرِبَت عَوامِرُها وَقَد فُتِحَت مَناظِرُها أَعاليها وَأَسفَلُها وَباطِنُها وَظَاهِرُها أَوحَشَت مِنكَ أَبا سَعدٍ عَراصٌ وَدِيارُ فَجَعَتنا بِكَ أَقدارٌ لَها فينا الخِيارُ لَم يَكُن يَدفَعُها الإِشفاقُ مِنّا وَالحِذارُ عَثَرَ الدَهرُ بِنا فيكَ وَلِلدَّهرِ عِثارُ ضامَنا الدَهرُ فَما كانَ لَنا مِنهُ اِنتِصارُ قَرِحَت بَعدَكَ أَكبادٌ مِنَ الوَجدِ حِرارُ وَتَوَلَّت بِكَ أَيّامٌ مِنَ العَيشِ قِصارُ وَبَكى يَومَكَ أَهلونَ وَجاراتٌ وَجارُ حازَ أَركانَهُمُ بَعدَكَ وَهنٌ وَاِنكِسارُ وَخَلا الأَعداءُ بِالدورِ فَعاثوا وَأَغاروا خُنفُساواتٌ وَحَيّاتٌ وَجُرذانٌ وَفَأرُ وَلَقَد كانَ لَهُم مِنكَ هَوانٌ وَصَغارُ يا أَبا سَعدٍ فَلا تَبعُدُ وَإِن شَطَّ المَزارُ وَسَقى حُفرَتَكَ الغَيثُ وَجادَتها القِطارُ كُنتَ كَهلاً لَكَ إِخباتٌ وَسَمتٌ وَوَقارُ فَإِذا أَخطَبَكَ الصَيدُ فَسَبقٌ وَبَدارُ وَإِذا لَم يُمكِنِ الشَدُّ فَخَتلٌ وَاِغتِرارُ لَيسَ يُنجي هارِباً مِنكَ كَمونٌ وَاِنحِجارُ كُلَّ يَومٍ لَكَ غَزوٌ في عَدُوٍّ وَمَغارُ كانَ لَمّا شَمَّرَت عَن ساقِها الحَربُ الجُبار لَيثَ غابٍ فيهِ لِلأَقرانِ حَكَمٌ وَاِقتِسارُ يَمتَطي اللَيلَ إِذا أَظلَمَ وَالنَومُ غِرارُ قَلِقاً يَحفِزُهُ حَزمٌ وَجِدٌّ وَاِشتِمارُ غَيرَ ما وانٍ إِذا ما قَرَّ بِالساري قَرارُ فَإِذا حَلَّ بِقَومٍ فَبِهِم حَلَّ البَوارُ وَبِهِ تُوقَدُ نارٌ وِبِهِ تُخمَدُ نارُ وَبِهِ يُدرَكُ ثَأرٌ وَبِهِ يُحى الذِمارُ مَلِكُ الطَيرِ لَهُ فيها سَناءٌ وَاِفتِخارُ خَلَصَت مِنها لَهُ أَعراقُ صِدقٍ وَنِجارُ كانَ في صورَتِهِ لَونُ بَياضٍ وَاِصفِرارُ كانَ في المِنقارِ وَالساقِ اِصفِرارٌ وَاِحمِرارُ كانَ في الهامَةِ تَلميمٌ وَفي الرِجلِ اِنتِشارُ مُكتَسٍ ما فَوقَ ساقٍ شُمِّرَت عَنها الإِزارُ أَيُّها القائِلُ خَيرَ القَولِ قَصدٌ وَاِختِصارُ إِنَّما الدُنيا مَتاعٌ وَإِلى اللَهِ المَجارُ وَسَيَبلى كُلُّ شَيء مَرَّ لَيلٌ وَنَهارُ وَطَروقٌ لِلمَنايا وَرَواحٌ وَاِبتِكارُ كَم رَأَينا عِبَراً فيها لِذي اللُبِّ اِعتِبارُ هَل لِاِمرِئٍ مِن أَمانِ مِن رَيبِ هَذا الزَمانِ أَم هَل تَرى ناجِياً مِن طَوارِقِ الحَدَثانِ ما اِثَنانِ يَجتَمِعانِ إِلّا سَيَفتَرِقانِ قَرينُ كُلِّ قَرينٍ يَبينُ بَعدَ اِقتِرانِ وَالمِرزَمانِ وَنِسرُ ال سَماءِ وَالفَرقَدانِ يُبلي الجَديدَ الجَدي دانِ ثُمَّ ما يَبلَيانِ كانَ المُطَوَّقُ خِدناً مِن أَكرَمِ الأَخدانِ وَصاحِباً وَخَليلاً مِن خالِصِ الخِلّانِ سِنينَ سَبعاً وَعَشراً مَخفورَةً بِثَمانِ فَغالَهُ حادِثٌ مِ ن حَوادِثِ الأَزمانِ أَمسى المُطَوَّقُ رَمساً دَريجَةَ الأَكفانِ مُستَوطِناً دارَ قَفرٍ مِن عامِرِ الأَوطانِ داني الجِوارِ وَإِن ك انَ نازِحاً غَيرَ دانِ فَالقَلبُ فيهِ كُلومٌ مِن لاعِجِ الأَحزانِ وَفي الحَشا لاذِعاتٌ كَمِشعَلِ النيرانِ وَالمُقلَتانِ سُجومٌ دَمعاهُما تَكِفانِ كانَ المُطَوَّقُ أُنساً لِلأَهلِ وَالجيرانِ وَكانَ طَلقاً ضَحوكاً يُجيبُ كُلَّ أَوانِ إِذا أَشَرتَ إِلَيهِ بِالحَظِّ أَو بِالبَنانِ مُغَرِّداً في دُجى اللَي لِ مُؤذِناً بِالأَذانِ مُنادِياً ساقَ حُرَّ أَو حُرَّةٍ بِبَيانِ وَكانَ أَعجَمَ في نُطقِهِ فَصيحَ اللِسانِ وَطالَما غَنّاني مِن مُطرِبِ الأَلحانِ لِمَعبَدٍ وَالسُرَيجِ يَّ وَالغَريضِ اليَماني بِشافِعٍ مُؤنِقٍ لِلقُلوبِ وَالآذانِ كانَ المُطَوَّقُ جارَ ال رَسولَ وَالفُرقانِ تُنميهِ آباءُ صِدقٍ لِمُحصِناتٍ هِجانِ في مَغرِسٍ طابَ أَصلاً مِن طيِّبِ الأَغصانِ كَأَنَّ عَينَيهِ يا قو تَتانِ حَمراوانِ كَأَنَّ رِجلَيهِ مَصبو غَتانِ مِن أُرجُوانِ كَأَنَّ هامَتَهُ رُكِّ بَت عَلى غُصنِ بانِ وَأَخضَرَ اللَونِ يَحكي لِباسَ أَهلِ الجِنانِ وَذي سِفاهٍ لَحاني لَم يَعنِهِ ما عَناني رَدَدتُهُ بِصَغارٍ وَذَلَّةٍ وَهَوانِ يَلومُني وَهوَ خَلوٌ لَم يَشجُهُ ما شَجاني وَلَم أَرَ خَلَفاً مِن نُ بَعدَهُ عزّاني هَيهاتَ ما لَكَ ثانِ مُقارِبٌ أَو مُداني وَما بَنى مِثلَ ما قَد بَنَيتَ في اللَهوِ باني فَاِذهَب حَميداً فَقيداً فَما خَلا اللَهُ فاني قَنوعُ النَّفسِ يُغنيها وَقوتُ النَّفسِ يَكفيها وَإِن لَم يُرضِها القُوتُ فَما شَيءٌ بِمُرضيها أَرى نَفسَكَ يُرديها ال لَذي عِندَكَ يُنجيها وَتَدعوها إِلى الباطلِ وَاللَهوُ دَعاويها فَتَنقادُ إِلى الغَيِّ وَلا يُرشِدُ غاويها تُريدُ الحَظَّ في الدُنيا وَما الدُنيا وَما فيها أَما تَعلَمُ أَنَّ الدَه رَ يُفنيكَ وَيُفنيها وَيَطويكَ وَيَطويها شُهورٌ وَلَياليها أَراها كُلَّما أَبلَت جَديداً فَهوَ يُبليها فَلا غابِرُها يبقى وَلا يَرجِعُ ماضيها وَلا تَبرَحُ تَغتالُ أُناساً بِدواهيها إِذا رائِحُها س رَّكَ ساءَتكَ غَواديها أَرى دارَكَ داراً قَد تَداعَت مِن نَواحيها فَما يَعمُرُ عافيها وَلا يُرقَعُ واهيها وَهَه تعمُرُ دارٌ أَخ رَبَتها كَفُّ بانيها أَلا أَيَّتُها النَفسُ الَّت ي المَوتُ مُلاقيها دَعي الدُنيا لِمَن نا فَسَ في الدُنيا يُقاسيها أَلَم يَأنِ لِذي الشَيبَ ةِ أَن يَنهاهُ ناهيها فَقَد أَسمَعَ داعيها وَقَد أَفصَحَ ناعيها أَقاسِمُ ما لَكَ لا تَنزَعُ وَتَترُكُ صُنحَ الَّذي تَصنَعُ وَتَقصُرُ قَبلَ مَجيءِ الزَم انِ بشما لا يُرَدُّ وَلا يُدفَعُ وَما بالُ نَفسِكَ تَوّاقَةٌ إِلى ما يَضُرُّ وَلا يَنفَعُ وَحَتّى مَى أَنتَ بِالغنِي اتِ ذو صَبوَةٍ كَلِفٌ مولَعُ وَيُخشِعُكَ الدَهرُ بِالحادِث اتِ فَلا تَستَكينُ وَلا تَخشَعُ أَقاسِمُ أَنّى يَلَذُّ الهُج وعُ وَما يَطمَئِنُّ بِكَ المَهجَعُ أَمَنَّتكَ نَفسُكَ نَيلَ الخُل ودِ أَم غَرَّكَ العاجِلُ المُقلِعُ كَأَن قَد سُقيتَ بِكَأسِ الحِم امِ وَقَيسَ لِحُفرَتِكَ الأَذرُعُ وَكُلُّ اِمرِئٍ عَرَضٌ زائِلٌ لَهُ مِن حَوادِثِهِ مَصرَعُ عَلى الأَرضِ مَضجَعُهُ ظاهِرٌ وَتَحتَ التُرابِ لَهُ مَضجَعُ مَساكِنُُ اليَومَ مَعمورَةٌ بِهِ وَهيَ غَداً بَلقَعُ وَكُلَّ الوَرى حاصِدٌ زَرعَهُ وَذو الزَرعِ يَحصِدُ ما يَزرُعُ