diff --git "a/poems/poem_2920.txt" "b/poems/poem_2920.txt" new file mode 100644--- /dev/null +++ "b/poems/poem_2920.txt" @@ -0,0 +1,4346 @@ +الشاعر: كاظم الأزري +عصر الشعر: العثماني + +عبثت بلبك وجنة حمراء أم لاعبتك ذؤابة سوداء +أم مرت النفحات وهي بليلة فتحركت بحراكها الأهواء +أم اسهرت عينيك أخبار الألى منعوا الرضا فتمنع الاغفاء +أم جاد المام الخيال بزورة ثم أرعوى فألمت البرحاء +أم جددت ذكرى الشباب لك الأسى أين الشباب وأين منه وفاء +كم مر في الماضين مثلك مدنف عز الدواء له وأعيا الداء +ولو أن دائرة النجوم تعشقت ما دار في قطب لها أرحاء +ومن التعلل ان تطارحك المنى ما في مطارحة المنى استغناء +يا صاحبي ما عز قط لطالب إلا الصديق واخته العنقاء +هل فيك من صلة فتطرق بي الحمى جادتك يا نادي الحمى انداء +حي يروقك منه كيف لحظته رشأ أغن وروضة غناء +وإذا سألت عن الفؤاد فإنما هتفت به يوم الحمى ورقاء +تشدو فيسعدها البكاء على الأسى ولربما نقع الغليل بكاء +ولقد ذكرت بذي الأراكة منزلا نشرت جناحيها به السراء +حيث الكؤوس كأنهن حمائم وكأن لجلجلة الكؤوس غناء +ومذائب الفدران يطفح ماؤها والدوح ترقص تحته الأفياء +واللثم يمتص الخدود كأنها ديم الندى ظفرت به رمضاء +حلت به حلل الشقيق كأنما صبغت حواشي جانبيه دماء +الراح تسكب في الزجاج كأنها نار أحاط بجانبيها الماء +والجو وعث بالغيوم قد التقت فيه الصفوف وضاق منه فضاء +فكان مرتكم السحاب عساكر وكأن خافقة البروق لواء +للَه من لو هم يسكب كأسها غابت على آثاره الندماء +حتى إذا دبت بهم نشوانها خروا لها موتى وهم أحياء +من عاذري في وجنة موشية زرت عليها اللامة الخضراء +لا تعجبن من اصفراري في رشا حجبته عني الكلة الصفراء +علقت بأذيله النوى فكأنما طارت بلب حشاشتي الكوماء +لم يشجني إلا ترقرق مرشف تحميه عني الطعنة النجلاء +ويروقني للثم خد مقرطق تنشق عنه شقيقة حمراء +ويشوقني الشنب الشتيت كأنما نفضت عليه صباغها الصهباء +كل المحاسن للقلوب جواذب وأخصهن المقلة الكحلاء +يا قلب جعجع عن هواك فقد ذوت تلك الرياض وجف ذاك الماء +لا تطمعن من الهوى بمخائل هي ضلة للدهر واستهزاء +إن ضاع شعرك في الغرام فإنما بمديح أسعد تسعد الشعراء +ملك كأن الجود أقسم باسمه أن لا ترى بوجوده فقراء +آلاؤه مثل النجوم سوافرا في كل ناحية لها لألاء +علم يمد العلم من أنواره فأنما هو للضياء ضياء +فلك أحاط بكل شيء وسعه فالبحر فيه والخليج سواء +ولكل ليث من سطاه تحذر ولكل غيث في نداه رجاء +يرعى المعالي الغر خير رعاية فكأنهن الأهل والأبناء +يرنو بنور اللَه حيث تراكمت حجب الغيوب وطبق الأخفاء +متهلل بالمكرمات كأنما غذيت نمير لبانه الوطفاء +صلت الجبين كأن غر هباته درر النجوم وداره الجوزاء +في كل يوم للنضار كتائب وله عليها الغارة الشعواء +لم يبق باق للضلال برشده إن الظلام تميته الأضواء +قد صافحت منه المكارم سيدا بفعاله تتوج العلياء +ويهزه بذل النوال فينثني فكأن راح الأريحي عطاء +ظفرت يد الرواد منه بمخصب ثبتت براحة كفه الآلاء +إن المناقب كلهن بقية من بعض ما تركت له الآباء +لم يقترن بدنية ومن الهدى والفضل والتقوى له قرناء +يقضي على المتمردين بأنمل للناس منها نعمة وشقاء +وتدور شهب المكرمات بداره فكأنما أرض الكريم سماء +طلق اليدين تكاد أنواء الحيا تحكيه لو لم تسقط الأنواء +تلقي إلى يده الأمور عنانها فيصرف الأشياء كيف يشاء +كحلت به عين السعود وركبت في ساعديه شجاعة وسخاء +وبل تسيل بل البطحاء وبارق في كل مقتدح له إيراء +ملك متى طلعت طلائع رأيه نكصت على أعقابها الآراء +من آل أحمد والمقدسة التي للمجد منها الطلعة الزهراء +ومطلق الدنيا ثلاثا لم يكن لتغره البيضاء والصفراء +شهدت له سود الوقائع إنه في كلهن له اليد البيضاء +يا أيها الهادي إلى طرق التقى وكذا هداة العالم العلماء +أشكو إليك حوادثا دهرية ضلت بها من قبلنا القدماء +تغضي عن السفل الرعاع ومالها عن وجه ذي الشيم العلى أغضاء +فإليك معتصم الطريد ثوت به لحضيضها البأساء والضراء +إن الهدى علم وأنت مناره إن العلى قمر وأنت سماء +ولانت أكرم جوهر من معشر بيض إذا اعتكر الزمان أضاؤا +يحمى نزيلهم ويأمن جارهم ولو استجارت فيهم الأعداء +أنتم بنو المختار ليس بمنكر لكم الندى والعفو والإعفاء +ما شأنكم نقض العهود وشأنكم إبرام عهد المجد والإيفاء +فاجدر ذيول الفخر إن أصوله وفروعه أسلافك النجباء +بكم تشرف جبرئيل وأوجبت لكم عليه مودة وولاء +أني اهنئكم بعيد أكبر ووجوهكم شرف له وهناء +بل أنتم للعيد عيد أكبر بأساؤه بوجودكم سراء +لازلتم عون الضعيف وركنه ما ضوعت بولاكم النعماء +لمعت بروقهم على الدهناء فانحل عقد الدمعة الحمراء +عرب متى انتشق العليل عرارهم كانت رياحهم رياح شفاء +من كل مكحول اللحاظ باثمد يجلو غشاء الطخية العمياء +يستل من جفنيه أرهف صارم فخرت به الموتى على الأحياء +وإذا ذكرت حديث ربرب ضارج لا تنس ذكر أهلة الزوراء +بلد يفور الحسن من جنباته فوران غيث من عيون سماء +هي بلدة أم جنة أم وجنة شرقت بماء الدمية الادماء +لم أنس ذكر الغيد إذ صارمنني وعلمن أن بقاءهن بقائي +أيام كانت للملاح موردا تنشق عنه مصادر الاهواء +أيام ما كانت تفيق من الهوى حتى استدارت دورة الاسواء +أترى الزمان درى بما أوعى لنا إن الزمان وعاء كل بلاء +ونفائس الدنيا لأهل زمانها كالماء خانته فروج إناء +للَه قوم كلما غلت النوى رخصت نفوسهم على الأهواء +وجدوا بمفنية الغرام بقاءهم فمشوا إليها مشية الغرماء +فهموا إشارات الهوى قبل الهوى ما أقنع الأكياس بالإيماء +اشقيتموني بعد إسعادي بكم والمرء بين سعادة وشقاء +نبهتموني للغليل وإن أكن عن لذة الإغفاء في إغفاء +لي فيكم قلب يقلبه الجوى في بردتين مودة ووفاء +ومحاجر نجل الجراح كأنها شرقت بوخز الطعنة النجلاء +يا أهل ودي هل يضيء زماننا فيعود فيء الدوحة الخضراء +حي اللويلات التي سلفت لنا ما بين سالفتي سنى وسناء +حيث الصبا حالي الأديم كأنما تلوى عليه ضفيرة الجوزاء +لا تنكروا دمع المحب فإنه كرة تدفق من كرات الماء +ودعوا حجاب البين فيما بيننا يا شمس لا تتبرقعي بسماء +يا صاحبي ترفقا بي إنني كالريح قد علقت بذيل هباء +لا تطلبا مني الهدواء فإنني أعددته هديا ليوم لقائي +ومتى دعا داعي الصلاح فإن لي أذنا إليه شديدة الاصفاء +ضمئت لبارقة الفراق مفارقي فليهنهن اليوم ري بكائي +تسقى بأدمعي الديار كأنها غلل تبل بديمة وطفاء +يا بينهم كن كيف شئت فإنما برحائي الأولى بهم برحائي +هيهات توقفني على سلوانهم سارت مطايا الحب في الأعضاء +يا بعد أن غطى حجابك عنهم فالشوق يهتك ستر كل غطاء +أنا من علمت رضعت ثدي وصالهم وعلى الولاء طبعت والإيفاء +إن عيل صبري من أذاك فإنما ذاك الزناد كبا عن الإيراء +كنا نشاوى اللهو قبل وداعهم واليوم طارت نشوة الصهباء +أتروم مني اللهو صوح عوده هيهات أدلي في المحال دلائي +يا محدرا بالبيض دون مزاره سيل البطاح بأنفس الأمراء +لم أطو كشحا عن هواك وإنما علق الفراق بأذيل الرفقاء +كم بت أرعى السائرات كأنني منها أراقب أعين الرقباء +خانت بذمتي الخطوب وهل لها إلا الكريم بقية الكرماء +المدرك الأمد البعيد بسابق من دون خطوته بلوغ ذكاء +الخارق النوب الشداد برأيه خرق الصباح غلالة الظلماء +شغف الصبا منه بأبلج واضح سالت عليه غدائر العلياء +يحيي براحته السخاء وربما تؤذي شحيح الطبع ريح سخاء +القاتل الآلاف يوم كريهة والواهب الآلاف يوم عطاء +والطاعن البهم الكماة بنافذ يمضي مضاء النار في الحلفاء +قناص حرب يعتري آسادها فيصيدها بالصعدة السمراء +وأخو السجايا المفدقات كأنها أخلاق كل ملثة وطفاء +ريحانة الأدباء بل ياقوتة الأمراء بل اقليدس الحكماء +ذو راحتين يد على العادي ردى ويد جدى وندى على الفقراء +وأغر في مرآة جوهر علمه لاحت وجوه غوامض الأشياء +ينبوع روحانية الحكم التي تنهل بالأنوار والأنواء +قيسي رأي لا ترى آراءه إلا ملوك رعية الآراء +عبل الجلاد رقيق حاشية الندى للمجد فيه مجامع الأهواء +لم تنكر الأيام حدة عزمه فأتته ماشية على استحياء +يا ابن الذين إذا تعطلت الوغى كانوا حلي عواطل الهيجاء +والمرتقين إلى ثنيات المنى بسراة كل طمرة جرداء +والسائقين إلى الملوك سحائبا لا تستهل بغير ماء دماء +إن شف وصفك عن ملاحظة النهى فالماء لا يبدو لعين الرائي +وإذا اتخذت لك النوال تميمة فالمكرمات تمائم الكرماء +خفيت معانيك الحسان عن الورى والكيمياء أحق بالإخفاء +فاسلم ودم في عيشة شرفية تنحط عنها همة الشرفاء +للسعد في كلتا يديك أزمة ولحادثات الدهر طوع أماء +فأنا ابن ودكم الطبيعي الذي كانت مودته من القدماء +حدث عن السعد لا نكر ولا عجب فالسعد بحر من الأقدار منسكب +ولا تظن القنا تجدي بمفردها السعد رأس وأطراف القناذنب +لولا ملاحظة الأفلاك من صعد ما كان قلب الحديد الصلد ينجذب +كم فتية لحظ التأييد قلتهم وغالبوا العدد الأوفى فما غلبوا +والحظ يمنح لأجود ابن منجبة فربما لم تجد بالقطرة السحب +لولا الحظوظ لما ألفيت ذا بله يجني النضار وشهم القوم يحتطب +تا للَه كم قاعد يؤتى خزائنها وربما لا ينال القوت مكتسب +أما ترى كيف قاد الحظ موكبه إلى سليمان حتى انقادت الرتب +يا أيها العدل والجود ارقصا طربا فما يعاب على مثليكما الطرب +وأفاكما العادل البر الذي انشعبت به المظالم والتأمت به الأرب +وافى المؤدب فالدنيا وإن جهلت فاليوم يقطر من أطرافها الأدب +أبدت قوارعها الغضبى بشاشتها من بعد ما كان يفري درعها الغضب +وافى أخو نهز باتت تسالمه خيل الليالي التي من شأنها الحرب +شديد عزم كأن الحزم قال له لا يصدق النيل حتى يصدق الطلب +فضائل حملتهن الثرى عجبا وفعل هذي الليالي كلها عجب +كأنه وملوك الأرض في همم خزر العواسل يوم الطعن والقضب +لا يقبل الفتح إلا حكم صارمه تلك الرحى ما لها من غيره قطب +فتح يدور على حدي مخذمه كما يدور على مشمولة حبب +له يد ليس يصلى نارها رجل وكأن من طرفيها الماء ينسكب +وحسب جحفله المرعي جانبه جياد نصر متى هموا بها ركبوا +من كل ذي شطب في متنه اسد تنقد من لحظه الماذية اليلب +تلاعبوا بالمنايا عابثين بها كأن جد المنايا عندهم لعب +يؤمهم علم الإسلام معلمه لولاه لم تصب الأوثان والصلب +موكل بحجاب الغيب يخرقه فما عليه بحمد اللَه يحتجب +إذا رمى عن قسي الرأي اسهمه مضت تميط له ما وارت الحجب +يا فارس الخيل مقريها اسود وغى أدنى فرائسها الأيام والنوب +أتعبت حزمك فارتاحت عواقبها من الأماني وعقبى الراحة التعب +إن المناصب لم تدرك بلا تعب كأنما أبواها الجد والنصب +ورب عادية أخمدت جذوتها ببارق المتن لم يخمد له لهب +حطمتها حطمة تهني الوغى وكفى لنار سيفك من آجالها حطب +تركتهم إذ شطرت الخيل شطرهم كاليم تضربه ريح فيضطرب +حسرى على الأمن قد شالت نعامته منها وعرس في أبياتها الرعب +نهضت بالجد لم تعمد على حسب والجد ينهض بالإنسان لا الحسب +أنت المقدم في أولى طلائعها وهي السحائب خلف الريح تنسحب +تا للَه لو مطرت بالموت ديمتها لا صبحوا مرتعا ترعى به القضب +رأت خزاعة من عطفيك ذا لبد له الفتوة أم والآباء أب +وفي أناملك الآمال لامعة كأنهن بروج حشوها الشهب +وفي جبينك من رقمي ظبى وقنا حروف مجد خلت من مثلها الكتب +فأيقنوا أنك الأوفى إذا وزنوا وأنك الكاتب الماحي لما كتبوا +قادوا نفوسا إلى ناديك سامية لم ترضها من سماوياتها رتب +وأرغموا لك إجلالا أنوفهم لما رأوا بك أنف الدهر يقتضب +ولو أتوك على رأر بلا قدم لما قضوا لك إلا بعض ما يجب +لم تنجهم خرزات الطعن من تلف لكن نجوا هربا فليحمد الهرب +ظنوا الظنون وراحوا يخبطون بها عشواء يركض فيها الغي والريب +أظماهم العجز فاستسقوا خداعهم ولم أخل لبن الشولاء يحتلب +تابوا ولكنهم من بعد ما عطبوا ما استنبط الراح حتى عذب العنب +لم يسلموا رغبة بل عاينوا همما بجلبها بيضة البيضاء تجتلب +وجحفلا يتهادى في أكفهم من المنى والمنايا جحفل لجب +شروا بذاك الفدا أمنا لأنفسهم والأمن طورا ببذل المال يكتسب +ونازلونا بأرماح مثقفة من السؤال فنالوا كل ما طلبوا +فإن طلبت الفدا صونا لعرضهم فإن صون العذارى بعض ما تهب +تاللَه ما حكموا إلا أخا كرم يرضى يتحكيمه العرفان والأدب +أشف من جوهر الأكسير نائله هذا ومطلبه للناس مقترب +له من اللَه أسباب تؤديه مهما بدا سبب منها بدأ سبب +ألقى عصا أمره في الماء مندفقا فقام بين يديه وهو منتصب +يبين عن معجم العلياء معربها لا العجم تدرك معناه ولا العرب +سد سددت ثغور المفسدين به فصار للمجد شعبا ليس ينشعب +هي الهجائن والقب السراحيب فاطلب بها المجد إن المجد مطلوب +وأقدم بها غير هياب ولا وكل فكل أمر جرى في اللوح مكتوب +وخلها في سبيل المجد مرقلة فكل سعد بغير السعي مكذوب +ولا ترم مطلبا إلا بقائمه فما وعود المنى إلا أكاذيب +واصحب صروف الليالي في تقلبها ففيالي تصاريف وتقليب +واشرف الملك ما أرست قواعده بيض المباتير والسمر اليماسيب +وخض بها غمرات الموت مقتحما فالدر تحت عباب اليم محجوب +وانزل على طاعة الأقدار محتسبا فإن من غالب الأقدار مغلوب +وما لأم العلى كفؤ سوى رجل بنانه بدم الأقران مخضوب +وأعلم الناس بالعلياء مطلبة من حنكته بها منه التجاريب +وإن تكن جاهلا في نهج مطلبها فذاك نهج يعبد اللَه ملحوب +القائد الفيلق الشهباء يقدمها منه طويل نجاد السيف يعسوب +كتائب مثل موج اليم ذي لجج تسري به ولخيل النصر تسريب +ورب دهياء غشى الدهر غيهبها به انجلت عن دياجيها الجلابيب +مجد سما الذرى العيوق ممتطيا فللمنى فيه تصعيد وتصويب +فقل لمن بالعلى أمسى يطاوله لا تستوي الأكم والشم الأخاشيب +تلك العلى بسواه قلما اجتمعت مراتب زانها جمع وترتيب +وإن تجد عجبا منه فلا عجب وما ببد�� من البحر الأعاجيب +فليهنه من سماء المجد منزلة لها على النسر تأييد وتطنيب +من أصيد خفقت راياته وسمت فاهتز منها الصاصي والأهاضيب +فساق من ماردين الماردين وقد ولى رجوما عليها ساقها الحوب +وحلها بعدما عاد الخلاف بها واليوم يسرح فيها الشاء والذيب +وطبق الغرب بعد الشرق نائله وللسحائب تشريق وتغريب +فجرد القرم منه حد ذي شطب ظام لفيض دم الأعداء شريب +والسعد مقترن والرفد مقترب والجيش والعدل منصور ومنصوب +وكل قافية في المجد قد بهرت له الموازين منها والتراكيب +مكارم نظمت في الشعر فابتهجت تلك القواليب منه والأساليب +ولي الألى عقولها في معاقلها ضحى تظلهم الغيم الأنابيب +فمن لقلبي بجمع الشمل شملهم فيرتوي بزلال الماء ملهوب +وهل تبلغني عنهم مغلغلة وأطيب الريح ما يهدى به الطيب +بمن وممن وفيمن بعدهم ولمن نبت بأهل العلى المهرية النيب +ورب سيف برى أوداج صيقله وحافر لقليب فيه مقلوب +فلا يهمك غيظ الحاسدين إذا ما أبرموا أمرهم فالأمر ترتيب +هل المجد إلا مرهف الحد أحدب وأتلع موار العنان مكوكب +ومن يدعي العلياء فيما سواهما تجنبه العلى جدعا لانفك تكذب +وليس يسوس الملك إلا سميذع طويل الشوى شئن البرائن أغلب +ومن يعشق العلياء لم يمقت الردى ومر الأسى في المالكية يعذب +ورب هوان يسهل الموت عنده وينسيك صعب الموت ما هو أصعب +وفي كل شيء لو تقسمت آية وأعجب ما في الدهر من ليس يعجب +ولم يرصفو العيش من فاته الصبا فإن القذى في آخر الكأس يرسب +وكم معرب أهواءه وهو معجم وكم معجم خشناءه وهو معرب +ورب ثناء عند آخر سبة وأبعد من شانيك من هو أقرب +ولا يصطلي الهيجاء إلا ابن أمها فما مربض الآساد للعين ملعب +وصمم إذا ما أمكنتك مضارب الأرب خير كان بالشر يجلب +ولا تحسمن حبل الوداد على النوى فرب بعيد بالمودة يقرب +ولازم ذوي الاحساب في كل حاجة إلا كل ما يبدو من الطيب طيب +وما الفضل إلا فضل أحمد عصره وإن رغمت آناف قوم وكذبوا +وراعت فؤاد الدهر منه بأروع تناشد غسان فتسمع تغلب +حليم تجلي أوجه الغيب دونما يراه وهل يبقى مع الشمس غيهب +ويفخر بالطولى من الكوم عرعر وانجبها لوعد في البدن انخب +ويهتز للعرف اهتزازا كأنه من البيض سيال الفرند مشطب +فتى طبق الآفاق فضلا ونائلا فأضحى على الحالين يرجى ويرهب +من القوم جلى فعلهم عن نجارهم وفعل الفتى عن مضمر الأصل يعرب +ومن عجب في الحال تجني رضاءه ويوشك تجني السم إن بات يغضب +وخافقة الإعلام تلهب نارها بدا كوكب منها إذا شال كوكب +رميت بصدر ابن الوجيه فؤادها فآبت على أعقابها تتكبكب +وجئت بقود يلمع النصر فوقه ومن خلفه غلب الرقاب تنقب +وكم غارة أردفتها إثر غارة مواقف فيها رابط الجاش مرعب +إليك أبا الهيجا حثثت أيانقا بذكرك تحدوها الحداة فتطرب +نجوز بها أجواز كل تنوفة تظل بها الحرباء للشمس ترهب +وما برح الشوق الملح يزجها إلى أن ربى للمجد بيت مطنب +ونار قرى للافق تعلو كأنها بثار من الشوس العميصاء تطلب +فثمت القيت العصا في فنائها وهل بعد عذب الماء للهيم مطلب +ورحت على رغم ليوم أجرها مطرزة فوق السماكين تسحب +وغير عجيب إن بلغت بها السها فبالقرب حكم الشيء للشيء ينسب +وبي نفر قد ادلجوها عشية فأضحت ببحر الال تطفو وترسب +أجل قوضت بالرغم مني قبابهم فشرقت والأحداث شيء تغرب +تعلمت أسباب الرضا خوف سخطها وعلمها حبي لها كيف تغضب +أرى القرب منها وهي تنآى بجانب وما كنت لولا الحب تنآي واقرب +ويا عز قد عز التواصل بيننا وطارت بذاك العيش عنقاء مغرب +وإني على ما بي من العزم والنوى أغالب فيك الشوق والشوق أغلب +فمن لي لو يجدي التمني بزورة فيأمن مرتاع ويرتاح متعب +سلام على تلك المغاني التي بها نعمنا وحياها من المزن صيب +إذ الكرخ داري والأحبة جيرتي وقومي ترضى إن رضيت وتغضب +ليالي أعطتني مقاليدها المنى وساقية الأقداح تملا وأشرب +فلا تيأسن من نجدة بعد شدة فلم تر ليلا ليس بالفجر يعقب +قم للدنان فقدم بهجة الطرب وشنف الكأس في مرعى من اللعب +للَه لطف نديم بات ينعشني بنهلة من لعاب الكأس والشنب +أيام مطربنا كأس وراحتنا حان سلافته من جوهر الطرب +راح إذا المزج حياها بصوب ندى رأيت في بحرها فلكا من الحبب +كأس تطوف بها في كل آونة بكر تروح آمالي من النصب +رود سلا اليوم عن أهوائها جلدي في مدح بدر حدى من أشرف النسب +علي مجد تأمله تجد علما لا زال يصقل خد العلم والحسب +ما لاح للدهر رأس من سياسته إلا وعاد جميع الناس كالذنب +جلت به حلية الأيام عن ملك زهت بورد نداه دوحة الأدب +قرم الأكارم فرد الدهر واحده في مكرمات يديه منزل الأرب +ندب تبسمت الدنيا لنايله كالخصب لاح بوجه المربع الجدب +ليث يسيل الردى من سيفه وله كفا منيل لطبع الجود منجذب +ما عيب بالباس بدر من تكرمه أنى يعاب قوام البيض بالحدب +أكرم به من سخي كله منح لو حرم البر يوما عنه لم يتب +من مخبر لليالي أن نائله شبه اللجين بدا في وجهها الترب +كم رد بالمجد عنا راحتي زمن ان تدعه لسوى اللاواء لم تنجب +ودك طود خطوب لم تزل أبدا حال الأنام بها كالمنزل الخرب +نمت بإجلالها علياؤه فطوت مفازة بسوى الإجلال لم تجنب +له عوايد من بر قد اندرجت بطيها مكرمات العجم والعرب +وكم تلا ملأ عنه كتاب ندى باتت فوائده من أعجب العجب +ولو سحاب عطاياه التي وكفت دارت على دول الدنيا رحى القطب +لو رامت الشمس أدنى حسنه أفلت وأصبحت أعين الحرباء في حرب +وإن جنى من نداه الخلق كل منى ما زال بالسحب يستجنى جنى العشب +للَه قرم من الأنواء منشؤه والمجد ساق إليه أنور الرتب +تهدي لنا كل مأمول سماحته كأنها النخل أهدى يانع الرطب +للَه أسعد موجود وأفضله سحت ثدي سماه أطيب الحلب +أشم لم تدرك الألباب سؤدده هيهات يدرك وادي الشمس بالطلب +بل كيف يعصي العلى من بات يسعفه جليل جد يذل النار للحطب +ندب محاسنه كالشمس طالعة وهل بمطلع نور الشمس من ريب +وكم ثنى طبعه العلوي ركب منى يجثو لنجم معاليه على الركب +ما حل فيض اياديه على ملأ إلا وجاء بمرعى للندى خصب +خطيب بر عزيز الدهر واحده يمسي لسان نداه مفصح الخطب +لو كان للشمس ما تولي أنامله لم يحتجب قط عين الشمس بالحجب +باد على المجد كم باحت سماحته بسر جود من الأفكار محتجب +ساق تدار لأهل الدهر من يده كأس من الباس أو كأس من الذهب +إن تحو همة كفيه عطا وسطا فالماء مجتمع بالنار في السحب +الجود من كفه تهمي سحائبه والموت من كفها يمسي على رعب +طاب الزمان بمسك البذل من أسد لولا نسيم نداه العذب لم يطب +ومذ بدا في قباب المجد منه هدى عادت بوادي السها ممدودة الطنب +وإن تقيس بضوء الشمس جوهره سعدا وكيف يقاس النجم بالترب +قاس الورى بعطاياك الحيا خطأ هيهات أين الحصى من لامع الشهب +يا واحدا كل عضو من عزائمه ملك له دانت الدنيا بلا تعب +في قدس معناك أعلام مقدسة شمس الكمال بها لم تبد عن جنب +كأن علمك إذ يهدي ج��اهره أنامل السحب تجري بالحيا السرب +لله حيك حي الفضل أجمعه من شم عطر ندى واديه لم يشب +لما أدرت على الوفاد راح ندى أمسى فؤاد العلى في منتهى الطرب +يكفيك يا فارس الدنيا بنان فتى جياد جدواه فاتت سبق السحب +تاللَه إن بني اللأواء قد حييت ببر ندب لروح العدم مستلب +إن هم يحكي أجل المجد مفخره فأين شكل الدجى من جوهر الشهب +حوى من المجد أنماه وأفخره والتام بالبأس منه كل منشعب +وافى بأوفى ثمار السعد سؤدده يحكي مباسم تجنى من جنى الشنب +ليهن برد معال قد تقمصه تقمص النجم جلباب الدجى الشحب +أفدي أبا البر مذ أبدى عجائبه كم شاهدوا من نداه كاشف الكرب +أحسن بليث ردى ما زال بحر جدى لولاه وابل نوء الخير لم يصب +ملك إليه جواد العلم مفتقر والفقر بالفئة الإنجاب لم يعب +للَه هم امرىء وافت صوارمه بجازر عنق الأوثان والصلب +أمام فضل بدا للجود من يده هادي البرايا إلى الأسنى من الرتب +شهم لجود يديه في خزاينه شعب من العدل أمسى أي منشعب +محيي المكارم لولا وبل رأفته لم يبق للمجد من أثر ولا سبب +دهر أبي العدو في أعدائه وسرت جياد علياه سير العدو لا الخبب +أعدت وجه المنى واليسر في صعد بسهم جود يرد البخل في صبب +صاحبت كل ندى لولا أصابته بصوبه حجر الأيام لم يذب +لولا جداك لاضحى الناس كلهم شبيه قفر بلا ماء ولا عشب +يا برق وجرة هل فطنت لما بي فأتيت تخبرني عن الأحباب +يا برق لولا المنجدون عشية ما بل وكاف الدموع ثيابي +إن الألى حجبتهم كلل النوى ضربوا على اللذات كل حجاب +أي المعالم لم اسلها بعدهم وبأي واد ما حبست ركابي +وبحي رامة معرك نصرت به عفر الكناس على أسود الغاب +من آخذ بدم القتيل أراقه في الترب بيض كواعب أتراب +لا تطلبوا مني الهدوء فإنه سلب الهدوء غداة يوم رباب +وبمهجتي الغادون يوم محجر والركب بين تعانق وعتاب +حتى طويت بغيرهم عن ذكرهم كالقشر يطوي فيه كل لباب +يا للعجيبة كيف يخفر عندهم عهدي وهم حي من الأعراب +ساروا الغداة فسار أثرهم الصبا فالعيش مثل وساوس المرتاب +بأبي الشباب بليت فيه بغائب قد ضمه سفر بغير إياب +وتولت البيض الحسان لشأنها يزهدن في صلتي وفي استصحابي +أنكرن لون البازحين رأينه في لمتي وبكين فقد غراب +قل يا شباب متى تمن بأوبة أم لا يحل عليك حال مآب +كن يا فؤاد كما عهدتك آنفا من ذا يلام على هوى وتصاب +دم في ملازمة الغرام فإنما سبب الدخول دوام قرع الباب +أنسيت أياما خلون كأنها حور الجنان تطوف بالأكواب +وبذي الثوية نسمة نجدية تهدي من النشوات كل عجاب +جاءت ممسكة كأن ذيولها مغمورة بلطائم الأطراب +جاءتك تحمل نشر كل غديرة سوداء تسبح في غدير شباب +ومن البلية إن علقت بناعم قيد النواظر شعة الألباب +يا مسكري بشراب كأس لحاظه ما خلت في الألحاظ كأس شراب +هيهات إن يصحو فؤاد معربد ذهبت به عيناك أي ذهاب +عاهدتني وأخال عهدك صادقا ما في خلال الروض لمع سراب +لم أنس ليلة حط عنه لثامه كالصبح جرد عنه كل نقاب +وسكرت من فيه بجام أحمر مرت الثنايا فيه در رضاب +لم يشجني إلا نواه وإنما فقد الأحبة فوق كل مصاب +وأرى الحياة لذيذة لكنها ربما تمل لفرقة الأحباب +ذهبوا بواعية القلوب كأنما طارت ركاب القوم بالألباب +اشكو كما تشكو الكواكب من دجى ليل أطال عذابها وعذابي +دأبي مسامرة النجوم وإنها نعم المسامر لو وعت لخطابي +يا سعد ذرني من إعادة ما خلا وتناس ذكر شبيبة وتصاب +قم ننهب الساعات في ط��ب العلى وتناس ذكر سوالف الأحقاب +ذرني وبادرة المسير فقد شكا طول الإقامة في الجفير ذبابي +ذرني أنل سبب السعود فإنما دارت رحى الأشياء بالأسباب +وأكلف الوجناء زورة باسل خضل البنان مقدس الأحساب +هذا سليمان الذي فتحت به زرق الأسنة مقفل الأبواب +يرد الوغى فترى الرجال هزيمة والخيل ناكصة على الأعقاب +مستودع في سيفه ويراعه تنميق كل كتيبة وكتاب +ملئت كنانته سهام عزائم باتت تراش بحكمة وصواب +فالعز منعقد بيمن يمينه كالكأس منتظم بكأس حباب +وتحن أعطاف الزمان لحكمه كحنين هاجرة لوصل رباب +وترى وجوه الصيد نحو قبابه شعثا لطول ترشف الأعتاب +وكأنما رسل المنايا نبله تمضي فلم تقنع بغير جواب +علم العلوم يكاد سر يراعه يستل تبرأ من حقير تراب +نشوان لم يعبث بكأس مدامة إلا مدامة حانة الآداب +مغض على ضرب الطلى لكنه متململ كتململ الأواب +فلك يموج الدهر من حركاته ما بين طعن مارق وضراب +بطل يفض ختام كل كريهة فيعود من دمها بغير خضاب +وترى صروف الدهر تصرف باسمه كالجن تدحر بانقضاض شهاب +وسمت له الأيام في جبهاتها موشية الأحساب والأنساب +لم يبق فضل قط إلا ناله سبحان من يعطي بغير حساب +لم يتخذ إلا الجياد سرادقا وكفى بتلك القب سجف قباب +أسد تملك وجه كل جميلة أعيت مذاهبها على الخطاب +متلاطم العزمات غير مدافع كاليم ماج بزخرة وعباب +يلقى أنابيب القنا فيعيدها من بعد حدتها لديه بناب +فلك على الدنيا تدير يمينه فلكين من ذهب ومن أذهاب +وأتى الزمان حذار سيفك تائبا مما جنته سوالف الأحقاب +إن رمت توطئة المرام الأصعب فاركب من الأقدام أخشن مركب +أربا بنفسك أن تذودك شهوة دون انتصابك فوق اشرف منصب +لا تكثرن من الشباب وذكره أنت ابن يومك لا ابن ماضي الأحقب +وتلاف من قبل الفوات فربما أعياك غمز العود بعد تصلب +مالي وللنفر الطلاح تنافروا عني كما نفر الغنى عن مترب +لا تنكري حالا تغير منهم فالكل تحت مكوكب متقلب +أيروم غيرهم بقلبي مسكنا يا سرب ما هذا كناسك فاسرب +كم من أخ لك غير أمك أمه تنسيك سيرته أخاء المنسب +دارت بشملهم الليالي دورها فتنقبوا كهلالها المتنقب +أقمرت يا ليل الحجون بأوجه كانت إذا حجب الضحى لم تحجب +لم أنس ظعنهم المجد كأنه يسعى به السلوان سعى القطرب +قف باجهام على ديارهم ونب عن دمع صبهم بأوطف صيب +واحفظ مغيب القوم حفظ حضورهم أنعم بهم من حاضرين وغيب +سحروا الشجي وهم رقاه فمن لنا بالسحر يقرأ من عيون الربرب +بعثوا الخيال ندية نفحاته كالريح لم تعثر بدو مجدب +لم أنس يوم خلت بها روادها تجني أسارير السرور وتجتبي +وأدت بشاشته بنات همومها فالتام شعب القوم بعد تشعب +أيام زاد نتاجها عقم النوى ومن الغنيمة عقم من لم تنجب +إن اخلقت ديباجتي بسراهم فمن التثبت بعدهم لم أسلب +لم يسلني بعد الديار ولم أصخ اذنا لهينمة الغراب الأنعب +يا ساقيي بم التعلل بعدهم هل في الإناء بقية لم تشرب +غادين لم يدعوا سهولة مغنم بل اعقبوا نزوان يوم أصعب +تلك الوجوه خلت بكل ملاحة أعزز بهاتيك الوجوه واحبب +كانوا إذا الآفاق قطب نوؤها نوءا يهلل وجه كل مقطب +يا غلوة البيت التي نزحت بهم لو طاش سهمك لم يفتني مأربي +أفكلما فطن الزمان لجيرة طارت نعامته بذاك الموكب +أهذيم لا تنكر بمثل شرابهم طربي ومن يشرب يلذ ويطرب +فاقدح لمحو الصحو أقداح الطلا فالزند لولا قدحه لم يثقب +سفها لرأيك أي ترتيب على من كان بغيته الغلام الشيرب كذا +ممنوع أطراف المراشف عذبها لولاه مضمضة اللها لم تعذب +أتلومني والنفس مولعة به أبعد خطاك بلومه أو قرب +واسلك من الأشياء واضح سبلها ودع الأخير إلى الطريق المتعب +أيها فإن لكل ضيق فرجة والغيث تلو البارق المتلهب +لم يثنني لاح ألح بذكركم ومن الغباوة أن تميل إلى الغبى +أقلقتم كبدي فسامرني النوى وصممت عن سمر النديم المطرب +من لم تؤدبه خلائق طبعه الفيته بالسيف غير مؤدب +ورأيت الحي من لحاني صاحبي يا نفس آن أوان أن لا تصحبي +وذري العتاب فما هنالك سامع شرع عليك عتبت أم لم تعتبي +وبدا التساوي في المساوي للورى شبه الأراقم ما خلت من معطب +معه يا خلي عن الشجي ولا تسل عن موقع الأشياء غير مجرب +ضاق الخناق بهم ولكن الهوى يرضي المحب بمثل جحر الأرنب +يا لاحيي ألم يقل لكما الهوى إن اكتساب اللوم الأم مكسب +هل فيكما ان تنشدا لي ساعة عقلا أضلته عقائل تغلب +أو تبردا لي مهجة حرانة ألهبتها بشموس آل مهلب +يا سلم ما سلمت سهامك من دمي فالسهم إن يك ذا نفوذ ينشب +هذي الديار بمقلتيك مطاحة إن رمت تخضيب البنان فخضبي +لا تحسبي ليلى وليلك واحدا شتان بين منعم ومعذب +بات الكرى أهدى إليك من القطا وظلتت منه ولا كخابط غيهب +أنسيت يوم شجتك وعوعة الوغى فأجبت داعيها بقلب قلب +والسمر ترسب في الكبود كعوبها والخيل تطفح في الغدير الأصهب +والنفس مهما عوفيت من نكبة نسيت مرارتها كأن لم تنكب +والدهر أتاء بكل عجيبة من يعرف الأيام لم يتعجب +لم يبق للأكياس ضرس في فم إلا وأورده مرير المشرب +لا تعجبا لفساد كل صحيحة فالناس في زمن كجلد الأجرب +ليس الهوى مني ولست من الهوى لولا اعتراض السرب يوم محصب +هي لحظة بين الحدوج أدرتها يا نظرة كانت خلاف الأصوب +عثر الجواد وكان مأمون الخطى ونبا الحسام وكان صلت المضرب +أزف الرحيل فهل صديق صادق يلقى الخليل بخلة لم تكذب +والراقصات بذي الأراك كأنها حبب المدام تراقصت في الأكوب +لا روّعن الصحصحان بسهلب في كل عضو منه همة سلهب +أي المرام يفوتني وقعيدتي ريح يقال لها بقية شزب +لا تحسبن الأمر مزحة عابث لاحت طلايعها فيا خيل اركبي +ما ضاقت الأرض الوساع على امرىء هيهات ما في فجها من مذهب +ما للمعالي حاجة في عاجز يأبى المعرس في هجير السبسب +والحزم حيزوم الأبى فخذ به لا ترع شاءك في المكان المذئب +واحد عداوات الرجال ودارها إن لم تكن جدة لديك فرحب +وافطن لادوية الأمور فإنما سم الأفاعي غير سم العقرب +وإذا تنكه من مكان ريحه فتخط منه إلى المكان الأطيب +نعم المعين على نيوب نوائب بحديد ناب للشفار ومخلب +إني وإن أمسيت صفر أنامل فمعظم الأفلاك غير مكوكب +يا ناق ان حمى سليمان الندى مرعى الخصيب فيمميه لتخصبي +هذي منازله فراديس المنى ومنابع الكرم التي لم تنضب +هبي له تصلي إلى حرم الغنى لا بد من سبب لكل مسبب +أقليدس الحكماء إلا أنه ترمى العدى منه بداء الثعلب +متسنم من كل مجد صهوة إن تركب الشهب السواري يركب +طلعت بأبهة العجائب شمسه باللَه يا شمس انظري وتعجبي +حلال عقد الدهر عاقد حله بالماضيين مثقف ومشطب +صرام ما وصل الملوك من العرى وصال ما صرم الزمان المستبي +متلبب بالحزم مدرع به هناك سجف الدارع المتلبب +مختالة بدم الفوارس خيله كالخود ترفل بالطراز المذهب +إن المعالي في سواه معارة فكأنهن خضاب فود الأشيب +وعلى الملوك له ديون جمة بضمان معتدل الشطاط وأحدب +لبس الخلاعة في الندى لا يرعوي لطنين واش أو هرير مؤنب +يسخو بما لم يسخ ذو كرم به ابداً ويعتذر اعتذار المذنب +وإذا تمردت الفوارس راعها بطروق أروع كانقضاض الكوكب +يفني الألوف بواحد متنمر لم يخش بائقة ولم يتهيب +ذيال سابغة يجر ذيولها بين الأشاوس كالمدل المعجب +بأبي كسوب بالقنا لا ينثني عن جيش أبرهة إذا لم يكسب +شرس المراس يقوم دون محله كسرى مقام الخائف المتهيب +ملك ترعرع في المحامد ناشئا وعلى رضاع العز والتقوى ربي +ومهذب لا طعن فيه لطاعن وكذاك فليك طبع كل مهذب +قاد المعالي آخذا بخطامها أخذا يدين خشونة المستصعب +مه يا مقل فقد ظفرت بواهب من منفسات المال ما لم يوهب +وخذ الأمان من الزمان بخادر ذي مخلب في كل جلد منشب +متورك فوق الحوادث راكب من مصعبات الدهر ما لم يركب +أخذ الرئاسة عن أنابيب القنا عما تدبره أنامل قعضب +وقف على أقدامه ونواله شكر الوشيج ومشكلات المأرب +صفر من الشيم الدنايا مفعم من كل صالحة وعز مؤشب +ثاني الأعنة من حوادث دهره سيان ما صعبت وما لم تصعب +قرم تفرست القروم برأيه كابن تورث ما تورث عن أب +والعز طورا بالحسام وتارة بمهند من رأي كل مهذب +لا يمتطي إلا العويص قيادها إن الأبية مركب الطبع الأبي +بأبي الذي يلقى الكتائب باسما والحرب تكثر عن نواجذ مغضب +والخيل راقصة على نغم القنا والبيض معجمة لصورة معرب +وله على أهل البسيطة كلها فضل النجوم على سواد الغيهب +وإذا نشرت ذؤابة من علمه عطرت نواحي شرقها والمغرب +فهو النهاية بالمعارف كلها شرف به دون العوالم قد حبي +أمطوح الآراء بالحكم التي كتبت على الإلهام ما لم يكتب +عجبا لخيلك كيف تحمل فارسا قد زاحم الفلك المحيط بمنكب +كم صارم جردت منه صوارما تفنى الشعوب بضربها المتشعب +وكتيبة شهباء رعت بها العدى كالصبح غار على الظلام بأشهب +يأبيك كم تلهو سيوفك بالطلى ملهى أصيبية بدارة ملهب +نهنه ظباك عن العدى مترفعا فالرفق شنشنة السري المنجب +وإذا الأمور هفت وضل دليلها كنت الهدوء لقلبها المتقلب +أنت الغياث إذا النفوس تحشرجت بمصعد من كربها ومصوب +ومتى تعذر لابن انثى مطلب ألفاك مغناطيس ذاك المطلب +يا سرحة المعروف إن قلائصي هربت إليك من الزمان المجدب +حطت على رغم المحول رحالها بأبل ناد للمكارم مخصب +أسانح برق من روابي الربائب بدالك وهنا أم مصابيح راهب +وما هو إلا السيف سل ذبابه فعادت به الآفاق حمر الذوائب +تصدى لأجفان المحبين سحرة فشمر عن زندين كاس وسالب +عرضت له امتار ري جوانحي واي سراب بل غلة شارب +لعمر الهوى لو لم تجانب مودتي عزيزة ذاك الحي ما ذل جانبي +ولائمة لم تدر فيم تقلبي وأي نجيب تنتجه نجائبي +تقول انخها واسترح من ركوبها فجز النواصي دون جز السباسب +هي النفس لا تحمل عليها فإنها أدق نحولا من خصور الكواعب +ولست لا يماض الأماني بشائم كما لمعت في الليل نار الحباحب +وما المال إلا قسمة لا تفوتها ولو أنها نيطت بناب النوائب +ولا تتقاذفك الأماني فإنها مصاعب لا تعطي العنان لراكب +فقلت أقلي العتب يا أم مالك فليس المعنى للخلي بصاحب +ذريني أقدها تمضغ اللجم شزبا محدقة أحداقها للمآرب +ألم تعلمي أني امرؤ غير صابر لضيم ولا راض بادني المراتب +أكافح خيل الدهر لا متقهقرا لخطب ولا مستسلما لمحارب +إذا قلدتني سيف حمير أينقي نحرت به سرح الأماني الكواذب +وسوف لعمري تعلمين بأنني خفضت من الأيام أعلى المناصب +ف��ى الخيل يقربها الملوك بصارم به كتب التأييد محو الكتائب +قضى اللَه أن يأتي بكل عجيبة لما راق فيه من فرند العجائب +متى أمه العافون حطت رحالهم بملتطم أمواجه ذي غوارب +إذا اختلفت للماردين طوارق رمى اللَه منه بالنجوم الثواقب +مجربة في كل حال فعاله وما الناس إلا تحت طي التجارب +ومن كان من عاداته بذل نفسه لدى الروع لم يبخل ببذل الرغائب +فتى ترد الفتيان من فتكاته ورود السواري من حياض المغارب +فتى تلقح الآمال باسم رجائه لقاح بنات الأكم بابن السحائب +أبو الهندونيات استاذها الذي يعلمها كيف انفلال المواكب +إذا رنح العود الملوك فإنما يرنح عطفيه صرير القواضب +من القوم لم تجمح عليهم رئاسة أولئك أكفاء لتلك المطالب +إذا أزور بأس أو تنمر حادث فإنك رام كل جزع بثاقب +تظن ملوك الأرض إنك كفؤها ومن قال إن الشمس كفؤ الكواكب +قرعتهم حتى تركت سيوفهم مضاربها مفلولة كالضرائب +طلبت العلى حتى اطمأنت نواشز قضى في هواها طالب بعد طالب +إذا العرب العرباء طالت مناسبا فإنك منها في صميم المناسب +لعمرك كم أوردتها سورة القنا وللطعن كاس لا تلذ لشارب +فأطربها ذاك الورود وما درت أكانت وطيسا أم ندي ملاعب +لقد صلت في سعد السعود بذابح هو السيف لا ينفل في كف ضارب +إذا انجذبت شوقا إلى قربك العلى فإنك مغناطيس طبع المناقب +وما طيبات الفعل إلا لأهلها وأنت بحمد اللَه طيب الأطايب +إذا نحن أوردنا حياضك عيسنا فلا بد أن يصدرن بجر الحقائب +أرى الدهر خفاق الجوانح كلما اشرت بذي حدين ماضي المضارب +وكم حجب للملك أو سعت خرقها بعين سداد لم تكفكف بحاجب +حنانيك بالعيد الذي أنت عيده ومورده الكاس اللذيذ لشارب +تحييه باليمن الذي يلد المنى ويقبل بالإقبال من كل جانب +تناهت بك الدنيا سرورا فأرخوا حوى منك هذا العيد أسنى المطالب +أبي الشعر إلا أن يحل بساحتي فيأكل من زادي ويشرب من شربي +إذا أنا لم أعبأ به عمر ساعة توهم هجراني فلاذ إلى جنبي +ولكنني لما رأيت مضاءه ذمضاء العوالي والمهندة القضب +غزوت به بعض الأعادي فأصبحوا من الطعن قتلى لا من الطعن والضرب +ومن عادة الأيام إضمار حرها كما سترت بالقشر جوهرة اللب +يا أبا أحمد رويدا رويدا أنا في الشعر صاحب المعجزات +إن شعر الألى غريب المعاني رنق غير رائق الكلمات +لو يريد الإنسان أمثال هذا لأتى بالألوف لا بالمئات +فلهذا صددت عنه صدودا وتعوضت عنه بالبينات +كنقاخ وطحلب وجفاخ وسنير وشبرق وطخات +لا أرى مركب الجموح صوابا ليس قول الفلاة كالموماة +طرقتك صاحبة المحيا الأبلج تختال بين تجعد وتدعج +لم أنس إذ لعب الصبا بقوامها لعب الصبي بمحجن من صولج +فأتت تهز معاطفا رجراجة كالقضب بين تكسر وترجرج +لم أنسها والخال يلثم خدها كالدر صاحفه صفيح زبردج +لمياء لولا قدرة من قادر كانت من الأرحام لم تتبرج +يا حادي اللذات دونك فاحدها بسياط صوت للغناء مهزج +اجعل معاجك للحميا لا الحمى فمعرج الأقداح خير معرج +حسنت معاشرة الحسان فإنها مفتاح باب للهموم مفرج +للَه أيام خلون كأنها حبك النجوم منمنمات المنسج +أيام سورنا الزمان ولفنا ما بين خلخال أرن ودملج +ثلجت على رغم الشبيبة نارها ومن انزوت عنه الشبيبة يثلج +لا ترج فافتة الصبا إن الصبا وأبيك يذهب مثل أمس ولا يجي +أسفي لما حجب السرى من جوهر أصداف لؤلئه أكلة هودج +لهجوا بخوض دمي وبين جوانحي قلب بغير هواهم لم يلهج +وسرى نسيمهم ف��لت لصبوتي يا نار مسك نافخ فتأججي +بأبي الأهلة في القباب كأنما سمكوا لها فلكا من الفيروزج +عرب تحملن الجمال لصونه لا قدست حسناء ذات تبرج +كذب الهوى من بات ينشد دمنة ماذا الوقوف على يباب سجسج +هي شقة الوادي فما في جوها نسم ولا في طيها من مدرج +رحلوا فلي في كل واد صرعة بسلاف ذكرهم الذي لم يمزج +وأقول للأرض التي ذكروا بها هذا النسيم نسيمهم فتأرجى +إني لأذكركم فتعثر لوعتي بالمقلة الحمراء والقلب الشجي +لا تحسبوا مقتي يزيفها النوى كم خالص بين الرفاق وبهرج +ولقد سددت على سواكم مقلتي فالنوم ليس له بها من منهج +فمتى يفيق من الهموم مدله درج الزمان وأمره لم يدرج +جمحت مذاكي الحادثات فهل ترى من ملجم يوما لها أو مسرج +ضاق الخناق وكل ضيق بعده فرج واية كربة لم تفرج +ولقد جريت مع الهوى وجرى معي خلين ما قلقا لبين مزعج +ما عز بذل النفس دون لقائكم والجود بذل حشاشة لازبرج +لله أفلاك السرور قطعتها في ليلة والصبح لم يتبلج +والشهب ترفع في السماء كأنها عانات عين في رياض بنفسج +وأغن يتضح بالحميا خده ويمج مسكا من خلال مفلج +بأبي الصبيح تقول لي وجناته أنعم صباحا بالغلام الأبلج +ولرب منتقب يميط نقابه عن ناعم بدم القلوب مضرج +لما أطل على حوانيت الطلا شفت شفيف الجو عن متبلج +وترى الكؤوس على اختلاف صياغها كالزهر بين مورس ومسبج +ويصبها ياقوتة بمفضض كالدرة البيضاء لا يمزجج +حمراء تمشي في أكف سقاتها مشي الكواكب في مجاري الأبرج +أيها لعيشك يا نديم أدر لنا صرف الحميا أو بريقك فامزج +برزت إليك من الدنان مليكة بسوى حصى الياقوت لم تتوج +جهمية الأخلاق لو زوجتها غير ابن نوء السحب لم تتزوج +وكأنها إذ يستدير حبابها صفحات نهر بالرياض مدبج +قم هاتها من عصر عاد عصرها لا خير في الثمرات ما لم تتضج +ولقد مننت بخلوة فجعلتها كجمالك الفرد الذي لم يزوج +ماذا يضرك أن تمن بأختها إن الكريم لدى رجاء المرتجى +وإذا سألتك أن تمن بقبلة فامنن علي بها ولا تتبجج +صلني بواحدة وثن بأختها كرما لجوهرك الذي لم يزوج +لا در درك يا مدام فإنني نشوان من قدح الغلام الأدعج +وطوارق أدلجتها لمجاشع كانت كطارقة القضاء المدلج +لم أنس صلصلة الحديد بمأزق زجل الرعود بخرقه لم يولج +أيام تعتصر الكماة ظباتنا والخمر لولا العصر لم تستخرج +والشوس تريد والسيوف زواخر والخيل تسبح في القنا المنموج +وكأن طائرة النبال إذا هوت قبسات ضوء الكوكب المتوهج +دخلت على علم مداخل حربنا لكنها جهلت سبيل المخرج +قرنت حماقتها بجراة أسدنا والحمق من خلق البعير الأهوج +سلبتهم الخيلاء خيل أقبلت تختال بالخلق البهي الأسمج +خيل إذا ذكر الوغى طربت لها طرب السمد بكل ذات تأجج +وأنا الذي يهوى الفنا فتروقه هبوات ليل بالقناة مرهج +جريت أيامي فلم أر صاحبا إلا يراقب فرصة أو يرتجي +والحر بالجلى يزبد تحنكا لولا احتراق العود لم يتأرج +ولرب أعزل لو دعته يد الوغى لأجاب عن شاكي السلاح مدجج +ولقد تركناها جمادا في العلا والروح في سر الدم المترجرج +ثم انثنينا رابحين تراثها إلا الجسوم لناعب أو أخرج +كم من يدي أسد إطار كليهما ضرب وهام للملوك مدحرج +ركبوا الفرار فللقنا بظهورهم وقع كصوت البارق المتأجج +فتقطعوا مثنى هناك وموحدا كقطيع وحش في القفار مهيج +ولقد أبحناها الفرار تكرما وابن الكرام يصون كل مبهرج +والجود تمقته مشائيم الورى مقت الخنافس كل ذات تأرج +بعدا لباقرة الشحيح فإنها رحم العقيمة ما لها من منتج +كم غاظنا ملك فعاد متوجا بحدود ضرب لا ضروب تتوج +نسج الطعان لنا بتسدية القنا مجدا على منواله لم ينسج +طعن يسل من الملوك حقوقنا والخمر لولا العصر لم تستخرج +تهوى مواقفنا الوغى فتقودها قب الأياطل من عقائل أعوج +لا نستحيل عن الآسنة والندى كالنجم عن أفلاكه لم يخرج +أو ما ترى المعتاد عودي الشذا لا يطمئن إلى دخان العرفج +جئنا من الحدب الظهور بحجة لم تبق وجها قط للمتحجج +رنت المطامع أن تروم لحاقنا كم غاية لا يرتجيها المرتجي +نختال في الحرب العبوس كأننا نختال في يوم القتيص المبهج +وإذا القساطل زاحمت لهواتنا كانت لنا كون اللهى للمحوج +والأرض إن طابت محارث تربها نبتت بأبهى ما يكون وأبهج +والضيم يأبانا ونأبى وخزه كيف المبيت على شياك العوسج +لا تحسبوا بالغي يصفو شربكم فمتاع أهل الغي غير مروج +كذبت عيونكم المنى بمخائل كالآل بين تدفق وتموج +نبهتم الأسياف بعد رقودها فعل الملح بقرع باب مرتج +وحسبتم الهيجاء مزحة عابث لكنما الهيجاء ذات توهج +غرتكم مدح الرعاع بهجرها من كان ممدوح الرعاع فقد هجي +أو ما درى من شام فقد شموسنا إن فارق الكون الغزالة يثلج +سفها الرايكم الغوى أما درى من قامر الحظ المؤيد يفلج +أو لم تحدثكم مثقفة القنا إن الأذلة بالأعزة تلتجي +لا تدعوا ما ندعيه وايقنوا إن الصموت أحق بالمستبلج +نحن الألى لو لم تغث حركاتهم سكنات عين الدهر لم تترجرج +أفضت سماؤهم الفتوق فما ترى للطالبين عروجها من معرج +طاف الوفود بهم وزمزمت المنى ولغير بيتهم الحجا لم يحجج +تهدي الرماح إليهم مما فرت نفحات عنبر طيبها المتارج +تترادف الطعنات من أسلافهم فيقوم مفردهاه مقام المزوج +توج وجودك بالمآثر والعلى فالمرء بالإكليل غير متوج +وإذا دعيت إلى النهوض بحاجة فأحجج لها عجلا ولا تتحجج +والنفس جوهرة الكمال إذا خلت من غش طبع بالبطالة مدمج +والعلم لج لا يصيب وفوده ظمأ فيورك رأي كل ملجج +كن كيف شئت مكوكبا أو مركزا ما الجوهر النوري كالثقل الدجي +لا تلزمني باختلال معاصري فالورد ينبت في خلال العوسج +هي حزوى ونشرها الفياح كل قلب لذكرها يرتاح +مرضت سلوتي وصح غرامي يلحاظ هي المراض الصحاح +ليت شعري وللهوى عطفات هل يباح الدنو أو لا يباح +عجبا كيف لا يباح دنوي عند قوم وقتل مثلي مباح +كل سر لهم بقلبي مصون غير إن الهوى لدي مباح +يا نسيم الصبا بروضة خد لك منها إذا اعتللت ارتياح +جز بحزوى فثم عالم لطف من بقايا أجسامه الأرواح +هجروا والهوى وصال وهجر هكذا سنت الغرام الملاح +أيها الورق ليس وجدك وجدي أين من ذي الصبابة المرتاح +بت في الروض لا محاجر قرحي من دموع ولا فؤاد متاح +لك دأب الغنا ولي النوح دأب أين من نشوة الغناء النواح +عرجى بالنقا على دار قوم عندهم يحسد المساء الصباح +وقفثي منهم بوادي سلام فيه تأوي الأرواح والأشباح +واذكريني بأفصح الذكر في تل ك المغاني إن أمكن الافصاح +لا تنوحي إلا علي لديهم ما على كل من يموت يناح +ووراء الكثيب سرحة عين ما لها في سوى القلوب سراح +كل قد للفتك فيه مجال تتلوى به القنا والصفاح +قذفتها النوى فغابت شموس أوجه العيش بعدهن قباح +ليت شعري ما للفراق وللأح باب إن الفراق وجه وقاح +وبذاك اللمى أحاديث ورد شرحها للمتيمين انشراح +إن هدى فرعه أضل بفرع أهو الليل أم هو الا صباح +قمر ماس تحته خيزران كل روح اليهما ترتاح +يا غزال الصريم يهنيك رقي ولمثلي على الأسود جماح +لا تلمني على إباحة سري كل عشق لأهله فضاح +ومن الظلم إن تلام ببخل إنما البخل في الملاح سماح +غر لين القوام منك أناسا ومن البأس إن تلين الرماح +إن للَه أسهما في العيون ال نجل لم تندمل لهن جراح +يا ظما الوجد ما أرى لك ريا بعد ثغر لماه للراح راح +يا حمام الأراك بلغ سلامي أهل ودي فما عليك جناح +كيف لا تملك الجآذر رقي وقضاء الهوى قضاء متاح +قل لهم هل رأيتم الليث ملقى صافحته من اللحاظ صفاح +تتعاطاه راحة الوجد حتى لا هدوء له ولا مستراح +صدني عنه تمنطق بالاج ناد لكن له القلوب مراح +بين جنبيه للصبابة واد كل آن حمامه نواح +لا جواه يفني ولا الصبر باق كيف يفني جد ويبقى مزاح +إن في القلب حاجة هي في الصد ر غليل وفي الضلوع جراح +ما نعتني عنها رماح قدود بعد ما صاحت الأمان الرماح +هكذا الحب ذلة والتياع وكذا الحسن غرة ومراح +جد مزح اللهوى فاضنى وافنى وكذا أول الحروب مزاح +وتسلحت بالعزاء فما أغ نى ولكن نعم المعين السلاح +أي عيش بغير قربك يفني إن فضل الكؤوس لا شك راح +يا شجا القلب أين روض المنى أم أين مني نسيمه الفياح +وعلى الإبرقين معهد صب ساكنوه لقتل عهدي أباحوا +عذبوا مهجتي بإحياء وجدي ما عليهم بقتله لو أراحوا +يا ليالي الوصال هل من بلوغ فلقد آن مني الافتضاح +اين منك الذي تمنطق بالأب صار لكن له القلوب وشاح +علليني يواضح من لماه كأن منه لك اللما الوضاح +حبذا ليلة برامة صفت ذهب العيش لي بها الأفراح +ليلة كان لي بها الف صبح يا ترى ما الذي أراد الصباح +نسفتها أيدي الحوادث نسفا مثلما تنسف الرمال الرياح +زار أفق السماء ريحان فجر غاب عن افقنا به التفاح +يا غليل الفؤاد صبرا جميلا ربما يعقب الفساد الصلاح +نسخ العهود وعهده لا ينسخ حدث حديث الحسن عنه ينسخ +يا للرجال لمن أتاح يد النوى وسما كوسم النار لا يتبوخ +قذفت إليه النظرة الأولى هوى أين الرواسخ منه بل هو أرسخ +كم بات بالعتبى يلطخ ثوبه عتبا ولا ذنب به يتلطخ +عف على العلات لم يعلق به ريب لاردية العفاف يوسخ +نفحات وجرة هلممي لشجوننا غوثى إليك كأنها تستصرخ +نتنت أفاويه الوداد بغيرهم لكنها بعبيرهم تتلخلخ +غني بهم وتحدثي إن الهوى قطب بغير هواهم لا يرسخ +يا ليت شعري من أباح لهم دمي وإلى متى وأنا البريء أوبخ +حاولت من نحوي ارتياد رياضكم وهتفت بالنخوات منكم فانتخوا +وملكتم ملك الجمال فانصفوا إن الكريم بأنفه لا يشمخ +ولسوف يدرك كل باغ بقيه المرء ينسى والزمان يؤرخ +ولنا على يبرين من شرقيه يوم كقادمة الحمامة أفتخ +يا منزلا كانت لنا في حانه أكواب عيش بالبطالة تتضح +لا تعتب الأيام كيف تقلبت ماذا على الافلاك فيما ينسخ +قالوا المدام فقلت حسبي ريقه هي أخت ماء الخلد وهو لها أخ +تلك العقار صفت لنا فبخ بخ لا عيش من دون العقار يبخبخ +بحياة حبك سيدي لا تسقني إلا التي بلهيب خدك تطبخ +خطب الغرام بركبه حتى إذا وجدوا مناخ الحسن عندك نوخوا +لا يطغينك ما يروق من الصبا إن المشيب لكل رأس يشدخ +لي فيك برح جوى كأن رسيسه لم يكف عذالي عليك فوبخوا +كان الزمان وكانت الدار التي كنا لنسخة أنسها نستنسخ +كنا وحاشية العناق تلفنا والهم يسفر والأماني نوخ +والمرء كالعنقود يضحك ثغره والعاصرات به تعج وتصرخ +عز المعين فلا معين كأنما بين الجميل ورائديه برزخ +كبنا لوجه الدهر لولا واحد هو للجميل بوجنتيه مؤرخ +ولقد عفوت عن الزمان لأجله فليشكرن يدا له لا تشرخ +هذا سليمان الذي لمقامه ريح الجبابرة الشداد تروخ +أسد إذا انفسخت عزائم غيره كانت عزائمه التي لا تفسخ +وتحط آمال الرجال بداره فكأنها بزل الجمال تنوخ +دار بمختلفات أنعم ربها يرقى اللديغ وينجد المستصرخ +لقحت به عقم الممالك وارعوى بعد المشيب لها الشباب الأشرخ +أعنى المشايخ من فلاسف دهره سن له حدث ورأي أشيخ +من كان في الرتب الشوامخ صاعدا فمكانه منها الأشم الأشمخ +لقد استخف الملك غير وقاره وأخو الكمال بزقه لا ينفخ +لم يحكه والحرب تسجر بالقنا إلا السمندل في السعير يفرخ +بأبي الذي نهضت به من حمير فئة لتاريخ المكارم أرخوا +يا باذخ الحسبين حسبك محتد من دونه نسب السماك الأبذخ +جعجعت بالطائي في حلب الندى ونسخت ابنية التي لا تنسخ +وهززت آجال الخوارج هزه كادت تدك لها العقول الرسخ +لم يقبلوا التوبيخ إلا بالظبى ما للئام سوى الحسام موبخ +إن ضيعوا الحسنى فغير عجيبة ربما أضاع القطر واد مسبخ +والقار قار لا يطيب نسيمه ولو أنه بالمندلي مضمخ +قرعوا قواه بضعفهم وتوهموا أن الحجارة بالزجاجة ترضخ +صيرت هامهم وكورا للقنا وكذا الحمام لمرهفاتك أفرخ +وأعدت هاتيك البقاع كأنها سم بطابعه الحجارة تفشخ +ولقد جريت فكل شبر أذرع لك في العلاء وكل خطو فرسخ +خاطت من الذكر الجميل لك النهى بردا كبرد الشمس لا يتوسخ +حظ الملوك وراء حظك جازر فليستمدوا منك وليستصرخوا +إن آمنوا وإن لم يؤمنوا فبشكل بأسك كل شكل يمسخ +في كل زند غير زندك كبوة ولكل ذكر غير ذكرك منسخ +هو السعد لم يصلد لقادحه الزند فمن لم يعنه الجند لم يفنه الجد +عن السعد حدثنا وكرر حديثه ومهما ادعى شيئا فقل صدق السعد +وإن ناب دهر فاقتحمها عضوضة فليس لجاني الورد من شكوه بد +سأركبها أما لحتف معجل وأما لعز عيش صاحبه رغد +واترك اخلاط الأماني لأهلها فإن التمني جهد من لا له جهد +والطم وجه الصحصحان بحافر يطير جذاذا تحته الحجر الصلد +إذا لم أشمر زند أحوس باسل فلاضا جعتني البيض والسمر الملد +ذريني أقدها تمضغ اللجم شزبا يغور بها غور وينجدها نجد +إذا لم أجردها ليوم كفاحها فقل لي لماذا تربط الضمر الجرد +ذريني أذق حر الزمان وبرده فلا خير فيمن عاقه الحر والبرد +إذا المرء لم يترك قرارة داره فما هو إلا الميت غيبه اللحد +أرى السيف لم يقطع وإن كان ماضيا إذا لم تفارقه الحمائل والغمد +ولا السهم لولا رأي راميه صائب ولا السيف يفري الهام لكنه الزند +ذريني أطرق كل حي بصاحب أبي اللَه إلا أن يدوم له عهد +من البيض لافي نصحه الغش كامن ولا بين جنبيه على صاحب حقد +أرى العقل لم يجمعه والمال جامع وللضد طبع لا يلائمه الضد +إذا لم تجد من صاحب ما هويته وفوق الذي تهوى فقد كذب الود +ومن يسأ التجريب عن كل صاحب يجبه جواب القبح عما هو الرد +ذريني أدرك بالمتاعب راحتي فلا نوم إلا بعد أن يفرط السهد +وما أنا إلا من عرفن فعاله سل القدحة الصماء عما حوى الزند +وفي العقل رشد النفس لو تقتدي به وما يفعل المولى إذا ابق العبد +وهيهات إن الهو عن المجد بالهوى وكيف بطين القار يستبدل الند +تعد أميم وجه رشدي ضلالة لعل ضلالي يا أميم هو الرشد +أمثلي من يخشى وإن شب جمرها وليس بضرار على الذهب الوقد +إلى المجد غيري كم تخلى سبيله وكم عاطل يبكي على جيده العقد +ولو كان قرما من ينازع همتي لهونت ما ألق�� ولكنه وغد +يرى نفسه ليث العرين لشدة نزا نزوانا بين أثوابه القرد +أقول لدهري حين أنكر جوهري أعد نظرا فيه فقد فاتك النقد +أتحسبن أن السيف يخترم الطلى جهلت وأيم اللَه لكنه الزند +وليل كيوم الصب راقبت هوله كأن به شهب الدجى حدق رمد +أساير فيه الغول شعثا عوابسا كأني مليك بينها وهي الجند +توهمتها يا سعد تدرك بالونى إذا كان هذا رأي سعد فلا سعد +وبين الردى والعيش والفهم والغنى مناكرة والضد ينكره الضد +أأشكو زمانا فيه للجود باذل أبي اللَه إلا أن يدوم به الوفد +إذا جزرت مدا يد اليمن والمنى فمن نوء قاضي المسلمين لها مد +أمين كنوز الفضل عيبة سرها هو العالم العلوي والجوهر الفرد +إذا لم يغث غيث العلوم بكشفه فواحيرة المشتاق عاث به صد +نزارية أحسابه مضرية يطرزها تاج النبوة والبرد +ربيع من الآلاء يمطره النهى فينبت في حافاتها الحمد والمجد +فتى طبق الآفاق جم علومه واوشك منها ذو الغواية ينقد +من القائدين الخيل خوصا إلى الوغى خماصا عليها الأسد أقواتها الأسد +ملوك المعالي والعوالي كأنهم سهام الردى لا يسطاع لها رد +أخذت بأيدي العلم والحلم والحجا وكانت عليها كل عادية تعدو +إليك أمين اللَه زمت ركابنا وحاديك من حسن الثناء بها يحدو +اثرها ولا تسأل عن الحال مفصحا وما حالة الحلفاء جدّ بها وقد +إذا الجد لم يسعدك لم ينفع الجد هو السيف لا ما أرهفت حده الهند +أذود الليالي والليالي تذودني فيقعدني جد وينهضني جد +لعلك يا ابن الأرحبية ملحقي بمرتبة في السبق ما بعدها بعد +تعللني الدنيا بيومي أو غد لقد طال يا دنيا على الطالب الوعد +ومن جرب الدنيا يجد بين شهدها ذعافا وما بين الذعاف له شهد +أعاذلتي ما الكأس لي بقعيدة ولا من مراعي الضيغم الشيح والرند +فلا الدن يصبيني إلى خندريسة ولا تتصاباني بآرامها نجد +ولا طمع الحرص الذميم يقودني إلى كل حر قاده طمع عبد +يطاول باعي من تقاصر باعه فيضحكني الضحك الذي حشوه الوجد +وما العيش إلا العز لا شيء غيره إذا الماء لم يعذب فلا حبذا الورد +سأدرك من مولى خزاعة غاية إذا رامها العبوق عوقه البعد +أرى حمدا فيض المحامد كلها يضيق به البحر الذي جزره مد +له شيم أنسية ملكية لها التاج من وشي المكارم والبرد +يروع العدى بالرقش طورا وتارة بأبيض ذي حدين مالهما حد +معيد الورى سكرى بنشوة رفده كأن الطلا من بعض أنواعها الرفد +ليمناه يمن كلما عز مطلب ويسراه يسر كلما أعسر الوفد +أنخ في مغانيه تجد في ظلالها عبير ربيع في منابته المجد +فتى تقتني جدواه من حيث تتقي سطاه وقد يجنى من الحسك الورد +حكيم له حل الأمور وعقدها ومن حكماء الحكمة الحل والعقد +فيا حبذا يوماه في الباس والندى كأنهما لحظ المليحة والخد +ضروب لأمثال الكماة كأنما عليه لقد الفارس البطل القد +تحل حنبى الأقيال من نظراته سهام ردى لا يستطاع لها رد +لقد أوردته أريحية طبعه موارد عنها يصدر الأسد الورد +فتى الخيل يقريها الطعان صواديا عرابا عليها الأسد مرنها الكد +يزين أسارير المعالي بواضح عليه الثناء السبط والشرف الجعد +إذا انبجست بالدر أخلاف دره ترى الغيث لا برق هناك ولا رعد +كريم قد استولى على كل فاقة نداه كما استولى على ابل طرد +مطل بروحانية ذات نفحة قضى ندها أن لا يكون لها ند +كسوب بحسناه المحامد كلها ومن أخطأ الإحسان أخطاه الحمد +إذا طاولت أيدي الملوك بنانه فقل لبروج الشهب طاولك الوهد +تجانب جنبيه الدنايا تنفرا كذا الضد يابى إن يلائمه الضد +به غضت الأحداث عينا كليلة فأعينها صور وأجراسها درد +فيا مرسل الآلاء للناس شرعا لهم عدد منهم وليس لهم عد +لقد سرّت الدنيا رياستك التي لسائر قصاد البلاد هي القصد +تصد بنات الدهر منك مهابة ومالك عن اصلاح فاسده صد +فواطرب الزوراء إذ زار أفقها فتى قمر الأقمار من درعه يبدو +فتى شبت الأشياخ منه بنظرة وياشد ما شاخت بزجرته المرد +لعمر المعالي أنت قرة عينها وإن كان منها في عيون العدى سهد +تحاول في ناديك مسح جفونها وما لكليل الطرف من أثمد بد +أجزها على بعد من الدار منعما فما رد ضوء الشمس عن كرم بعد +ما للدلال يهزها فتميد أهي القناة أم الفتاة الرود +جيداء حالية كأن عقودها شهب الثريا والمجرة جيد +من ربرب آنسن كل خميلة وسكن ظل العز وهو مديد +لا أبعد اللَه المنازل من رشا يدنو ونيل الوصل منه بعيد +لم أنس ليلة زارني متلثما والنجم عقد بالدجى معقود +فشممت من تفاحتيه نوافحا وقف على العاني بها التأييد +يا ماليء الحجلين أنت ملأتني وجدا يشيب الدهر وهو جديد +ما بعد جوهرك المجرد غاية فضح الجواهر غيرك التجريد +ويلاه من وجد يرقص عبرتي ويعلم الأنواء كيف تجود +وتنائف طرّقتُها بقلائصي فكأنهن مناحر وعقود +هبت إلى المرعى النفيس وسفهت من كان للمرعى الخسيس يرود +قم يا غلام نجس نبض حظوظنا فالجد يجدي أن رعته جدود +ليس الإصابة بالشهامة وحدها ربما اهتدى غاوٍ وضلّ رشيد +تنهى القناعة إن أفارق مسقطى والحزم يأمر أن تجاب البيد +إن الأمور إذا جبنت شديدة وإذا اجترأت فما عليك شديد +والجبن للإنسان أشأم طائر من أوتي الأقدام فهو سعيد +قم يا أخا خولان نعتسف الدجى من سد باب العجز فهو سديد +لا تذممن من الزمان فعاله إن الزمان بأحمد لحميد +شرف بروحانية لو نسمت نفحاتها لتحرك الجلمود +قرم تناهبت القروم بنانه ولربما فل الحديد حديد +لا زال يقطر بالغزير ذبابه حتى ارتوى يَبَس وأورق عود +رجل أساطين الرجال قنيصه ومن الرجال ثعالب وأسود +بطل إذا رمق الجيوش تنكست أعلامها وتقنطر الصنديد +جرار عادية تجوش خلالها من معلمات بالفتوح جنود +ولطول حبهم الكفاح توهموا إن المخذمة الرقاق خدود +للّه من ولدا بثوب واحد وهما لعمرك أحمد والجود +تمشي سحائبه ثقالا بالندى كمصفد ثقلت عليه قيود +دلفت إلى المتمردين رجومه فانقاد طاغوت وذل مريد +وكأن انصله الصقال دواميا بيض السوالف زانها توريد +وجه أرق من الندى وصلابة في الحرب ليس لحدها تحديد +يا خارق الماذي كم لك غارة سالت بها للدارعين كبود +اني يفوتك ما رميت من المنى ولك السهام تريشهن سعود +لا زلت تلقى كل أشوس أصيد بعزائم من صيدهن الصيد +كم جدت في صلة وعدت بعائد فارتاح ملتاع واورق عود +تهتز من ذكراك أطواد الثرى فكأنهن من الغصون قدود +حط الرحال بباب يمنك زائر فليقض حق القاصد المقصود +وأفاك ممتثلا لأمرك خادما إياك فاستخدمه كيف تريد +واهأ من العلياء بالعين التي لا ماؤها كدر ولا مورود +فالدهر إذن كلما ناديته ألقى إليك السمع وهو شهيد +هو السعد لم يصلد لقادحه زند ومن لم يعنه الجد لم يغنه الجد +ومن أصبحت ترعاه عين عناية تداني له النائي ولان له الصلد +فخذ بالعلى واترك مزخرفة الهوى ففي مرتع الآرام لم ترتع الأسد +وقد بركب الأمر المهول أخو النهى إذا لم يكن من دون ذاك له بد +ولا تنكر الأسباب في كل حالة فلولا انتشاء ا��جود لم ينشأ الحمد +وبادر إلى الحرب الزبون مشمرا إذا المرأ لم يقتل فليس له الخلد +ولا تطلبن مجدا بغير ذبابه فمن لم يحز بالسيف مجدا فلا مجد +ومن لم ير الهندي سائس ملكه فلا حله حل ولا عقده عقد +ولا ضير إن قابلت بالمكر أهله فغي يزاح الغي فيه هو الرشد +وإن شئت أن ترقى من العزقنة يطول على الشم الرعان لها وهد +فيمم سليمان الزمان ومن له مآثر ما تنهى إذا ما انتهى العد +فتى ألف العلياء إلفتها له حلفي هوى ما حال بينهما حد +وكم جاس نقعا فانجلى من جبينه بأبلج رفاف على تاجه السعد +وأقبل والرايات تخفق خلفه إذا ما انتهى للعين جند بدا جند +وذلل بالهندي كل أبية موارد عنها يصدر الأسد الورد +همام إذا ما سل في الروع سيفه فليس سوى فرق الكميّ له غمد +وكم روض الآمال موطن ريفه وحسب الحشا الحرانة المورد الصرد +وقابل بالإحسان كل إساءة وللمرء مما كان يزرعه الحصد +وإن فاق أبناء الزمان جلالة فليس لشمس الأفق في نورها ند +ورب عنيد تاه عجبا بنفسه فصبحته بالدهم يحفزها الطرد +فولى كحفان الموامي خيفة ولم يدر إن الخوف منه لك الجند +ولا يطمعن في عودة الفخر هارب فماضي الصبا لا يستطاع له رد +وعذراء فخر قد حبته بوصلها فاضحى لها من مجده الشنف والعقد +أخو همة تعلو السماك وفتكة إذا قرعت كوفان ماج لها نجد +وإن أبدت الهيجاء عنوان فضله فلا عجب إن حسن الذهب الوقد +ولا غرو أن حار النهى في صفاته فتلك جهات ليس ينهى لها حد +مناقب تحكي الشهب نورا ورفعة ولا عيب فيها غير إلا لها عد +وأين العقول العشر من وصف واحد قضى اللَه إلا بعد غايته بعد +مليك له يعنو الزمان مهابة ولا غرو أن يعنو لمالكه العبد +وقال به اليوم الأغر مؤرخا سليمان لا ينفك خادمة السعد +ألا في ذمام اللَه سيرة راحل يسايره من كل ناحية سعد +فتى الخيل يقريها الملوك بصارم سوى الصفح والإحسان ليس له غمد +إذا حل في ناد تبين أنه هو القمر الأرضي والفلك المجد +وإن سار سارت منه شمس منيرة منازلها فضل طوالعها حمد +ظفرت أبا داود منها عناية هي العزة القعساء والشرف النجد +أثرها إلى الهيجاء خوصا لحاظها فما فوقها إلا الأكاسير والأسد +وضع قدمي مسعاك في معطس السها فنقعهما للمجد يوم الوغى ند +وسر غير مأمور سعيد مؤيدا لك السيف عبد والقنا أبدا جند +لأحمد عود فاض بالعز وبله تعود الليالي من غواديه عودا +تراه بحيث النجم يبدو لناظر ويكبر قدرا أن تلامسه يد +هي الدولة الغراء ليس لافقها سوى أحمد شمس وبدر وفرقد +فما السيف أمضى منه حدا إذا سطا ولا الحظ في إقباله منه أسعد +يزر على ذي لبدتين قميصه به يسعف اللَه البلاد ويسعد +بعيد على أيدي الحوادث جاره وإدراك معناه على الوهم أبعد +خبير بأعقاب الأمور كأنما له مقلة للغيب ترعى وترصد +لئن رقدت عينا سواه عن الندى فليس له عين عن الجود ترقد +سريع لإسعاف الأماني كأنما له قسم عند الأماني وموعد +أبت نفسه إلا السماحة موردا لقد طاب مولود كريم ووالد +فخار ملوك الأرض خيل وعسجد وأدنى عطاء منه خيل وعسجد +تعود أسداء الجميل وإنما شديد على الإنسان ما لا يعود +إذا حسدت قوم علاه فقل لهم كفى حمقا إن الكواكب تحسد +وفي تعب من رام إدراك شأوه ومن ذا رأى ماء المجرة يورد +كأن تصاريف الزمان عرفنه فأعضاؤها من برق ماضيه ترعد +ولو كان للبحر المحيط قراره لما خلته بالريح يرغو ويزبد +إذا طا ليل النائبات على امرىء فأحمد ما يستطيع الناس أحمد +لك الخير يا مولي المكارم كلها كفاها فخارا إنها لك أعبد +ولو كان بالفضل الخلود لفاضل لكنت على رغم الليالي تخلد +وما تربت كف لها منك نائل ولا قديت عين لها منك أثمد +سللت على الأيام كل مشطب بحديه أعناق الملوك تقلد +إذا الكون غشته غواشي خطوبه فنجمك نجم ثاقب الليل مرشد +قدمت بإقبال وخير فأرخوا بطيب فعال الخير عودك أحمد +ما للفوادح نارها لا تخمد وزفيرها بين اللها يتردد +والدهر لا ينفك أما مبرق ببروق صاعقة وأما مرعد +والعيش مختلف المساعي تارة تجرى سفائنه وطورا تركد +واليسر مثل العسر ليس بنافع عيش أغض ولا نعيم أرغد +والمرء ممتحن بخلة دهره طورا بها يشقى وطورا يسعد +وعلى كلا الحالين لا يبقى بها سعد يقيم ولا شقاء يقعد +وأخو الوفاء قليلة إخوانه وأخو الحياء بها عديم مفرد +لا تدع للمعروف إلا أهله فالجود في الشيم السليمة يوجد +واللؤم في الطبع اللئيم مركب كالزند في طرفيه نار توقد +ما أقبح الإيسار في يد ممسك والراح بالكأس الدنية تفسد +ولرب معتذر إليك ودونه قاسي الطبيعة أفعوان أربد +وإذا رأيت العيش راقك صفوه فتوقه ما كل ماء يورد +والدهر معلوم المحل وإنما طمع ابن آدم فيه رأي مفسد +كرر لحاظك في الزمان أما ترى إن النفوس عليه زرع يحصد +وكأنما الدنيا تقول لمن بها عيشي وعيشك عن قليل ينفد +لا يغررنك ما ترى من فرصة أين الألى عمروا الديار وشيدوا +راموا البقاء فصبحت أطلالهم خيل المنون مغيرة فتبددوا +ولرب ذي حمق يروم بجهله نيل الخلود ولا يتم له غد +لو رام بالذكر الخلود لناله والمرء بالذكر الجميل يخلد +والنفس لا تنفك من خدع المنى العمر يبلى والمنى تتجدد +أو ليس في إول الزمان وما جرى عبر لمعتبر وأمر مرشد +تمسي بما تعد الليالي لاهيا إني يصح من الكواذب موعد +أو ليس في النفر الذين رأيتهم ورأوك مزدجر لمن يتفقد +عجبا لمن رقدت محاجر طرفه والموت منتبه له لا يرقد +أين الفلاسفة الذين أطاعهم جهد الأمور ولم يعقهم مقصد +أو لم يلن هذا الزمان قناتهم حتى غدت بيد الردى تتأود +أين النطاسي الذي يشفى به في كل مكرمة ذميم ملحد +يحيى الذي يحيا بسقياه الندى حتى يكاد بما سقاه يخلد +من للعلوم جرت به فمشى بها مشي السحاب عليه بحر مزبد +من للقضايا المشكلات يمدها من فيض أبحره التي لا تنفد +خمدت مصابيح العلوم ولم تزل بالدهن من زيتونه تتوقد +من للسحائب أن تغسل شلوه فلعلها من فيضه تسترفد +من للغزالة أن تكفن جسمه فيعود منه لمقلتيها اثمد +من للكواكب حين الحد في الثرى لو أن ذاك البدر فيها يلحد +ولئن بكته المكرمات فقد بكت فقد امرىء هو مقلتاها واليد +أيها تركت الكتب بعد دروسها تشكو الدروس وما لها مستنجد +ولقد رحلت وللفضائل أعين ترنو إليك كأنها تتزود +هذي فتاوى المكرمات تعطلت فاليوم لا رشد لمن يسترشد +تهوى الغوادي إن تنوبك مره والشمس كيف ينوب عنها الفرقد +فلترجع الدنيا بصفقة خاسر قد ضاع منها الجوهر المتفرد +ولتفعل الأيام بعدك ما اشتهت لم يبق للثقلين فيها مقصد +لم يبق إلا مخلف ميعاده أو منجز آثار ما يتوعد +ما كنت إلا السيف أغمد حده والسيف يغمد تارة ويجرد +إن الحياة لذي الضلال منية والموت للنفس الزكية مولد +جردت من أطمار ظلمانية ولبست نورا منه لا يتجرد +ورجعت روحا للكمال مؤبدا لا غرو للأرواح حيث تؤبد +ولقد تناهت يوم فقدك حيرتي هل ينفد البحر المحيط فيفقد +لا تنكروا ظمأ العلوم فإنما ماء الإفاضة بعده لا يورد +أعياء المدائح مسها لك جوهرا شرفا فروح المجد لا تتجسد +وظفرت من صنع الجميل بحمدها إن الجميل له عواقب تحمد +وأخذت يا يحيى الكتاب بقوة فأبيض منه بك المداد الأسود +وتلوت في البر منه فأثبتت لك في النوال نبوة لا تجحد +أين الندى ومن اتخذت خليفة بسواده خلل العباد يسدد +ولقد تشعبت الخطوب فمغور بمكاره الدنيا وآخر منجد +فأقم عليهم من صنيعك هاديا فإذا تركتهم سدى لم يهتدوا +كنت الجلاء لكل مقلة سؤدد فأحق من يبكي عليك السؤدد +بشرى لبقعتك التي قد اكرمت باغر ضوء الشمس منه أرمد +الفخر منك وأنت منه وكلما في الكون من شرف فمنك مولد +كانت بك الدنيا ضحى فأحالها من حادثات الدهر ليل انكد +يا آل فخر الدين ان مصابكم جلل يقوم به الزمان ويقعد +صبرا وتعزية على ما نابكم فالصبر سهم للكرام مسدد +بأبي وجودكم الكريم مركبا متخيرا وهو البسيط المفرد +يا غائبين أرى المنازل بعدكم تبكي عليكم والمكارم تسعد +عودوا إلى خلق الحفيظة إنما خلق الحفيظة لا يذم ويحمد +آها على تلك العهود فقد مضى زمن أرق من الزلال وأبرد +كيف التخلص من تصاريف القضا ومن النفوس حمامها يتولد +لا يخدعنك ناعم خضل الجنى ماء الحياة بسم دهري يجمد +يا أوحدا ما إن له ثان إذا عد الكرام وهل يثنى الأوحد +إن كانت التقوى حظوظا في الورى فقرانها منك القران الأسعد +بجميل جودك راقت الأعياد واستبشرت أمم به وبلاد +لا زال فضلك للفضائل عنصرا وأبا وهن الأهل والأولاد +وتهللت تلك الجهات بشاشة مذ عادهن جميلك المعتاد +وانقادت الدنيا إليك ذليلة فكأنها مملوكة تنقاد +فكأنما الأيام كانت تشتكي سهر العيون فزارهن رقاد +كنت المراد لها فلما جئتها لم يبق في قلب الزمان مراد +قد كان حظ الملك قبلك جازرا فأصاباه من فيضك الأمداد +صيرته بالحزم عقدا محكما كالتبر لا يطرأ عليه فساد +سحب البرود العبقرية بعدما كانت عليه من المسوح حداد +اليوم أقبلت السعود روادفا فكأنها الأجناد فالأجناد +اليوم أدبرت النحوس كأنما هتفت بسرح بهائم آساد +شيدت بأحمد للمعالي دولة من دون أحمد لا تكاد تشاد +يا من وقى بغداد كل كريهة ظفرت بأي وقاية بغداد +كانت كركب تاه في سريانه فأصابه بعد الضلال رشاد +تتمهد الدنيا بهمتك التي هي للأمور وسادة ومهاد +اللَه أكبر يالها من ديمة بشذا نداها تورق الأعواد +أهدت إلى الأيام روحانية فيها لكل عقيمة ميلاد +قسما برفع يديك أبيات الندى لولاك لم يرفع لهن عماد +ألقت إليك الحادثات قيادها فأطاع معتاص ولأن جماد +وتبلج الأمر البهيم كأنما خلعت عليه من السنى أبراد +حيا التقى من نور وجهك منبتا كل السعود لروضه رواد +هو عارض الشرف الأثيل وما له إلا الإفاضة بالجميل عهاد +سطر حوى من كل مجد سره كل السطور لمجده حساد +بل روضة للخير لا هوتية تحيا بها الأرواح والأجساد +زان الزمان ربيعها الأحوى كما زان أبيضاض المقلتين سواد +بل نقطة مغموسة من عنبر كتبت بها أكرومة وسداد +يا حبذا مسك السعادات الذي ليست لطيب نسيمه انداد +وكأنه خط الكمال وماله إلا من المدد العلي مداد +طابت منابته الحسان فأخروا هي لمة من نبتها الإسعاد +يدبر صعب الخطب حتى كأنه تحقق قبل الأمر ما يقتضي بعد +إذا ما خطيب من مطول فضله تلا لم يطق من شرح تبيانه بعد +لقد عطّر الافاق نشر سماته كما فاء بين الروض غب الحيا الورد +ولا بدع إن حاز المكارم كلها فمفرد لفظ الألف من تحته عد +وقد ضم من سامي المفاخر ما سما عن الرسم تعريفا فأنى له حد +أراه ولي الفخر وابن وليه وجامع اعداد العلى وهو الفرد +له الجود أن مس البسيطة كفه لما عد فوق الغور مرتفعا نجد +ويا من له قد خاض من أم قسطل عبابا على شاطيه تحر نجم الأسد +به افتخرت آباؤه وجدوده ورب حفيد فيه يغتنم الجد +هو المصقع المقوال ان خط للعدى كتابا ترى منه عليهم سطا جند +من القوم إما فخرهم فمؤبد واما علاهم فهو ما سمك المجد +إذا مدح المثنون قوما فليس لي بغيرهم في نظم سمط الثنا قصد +ألا يا حميد الطبع وابن محمد ويا من إليه ينتهي المدح والحمد +عن أبي ذر الغفاري يروي خبر قاله النبي الحميد +جدد الفلك فالعباب عميق وخذ الزاد فالمزار بعيد +واطرح حملها فإن وراها عقبات يشيب منها الوليد +واجتهد مخلصا لربك واعلم أنه ناقد بصير شديد +عجبا لإسماعيل كيف تشعبت طرق الرشاد عليه وهو رشيد +هذا المقدر لا تطيش سهامه إني يطيش السهم وهو سديد +أولاك عيد علا بفخرك أحمد والعدل يسفر مشرقا بك أحمد +والملك حك بك المجرة فرعها فخسر يطول ونائل لا ينفد +وليهنك الشرف الممجد شأنه للَه فخر بالسعود ممهد +ومقيل مجد قد رفعت عماده فلك إلى حيث السها والفرقد +ومعارف أصحبتها بمكارم خلان ما صدعا بسؤل يجهد +أو حيث من نعم الإله جلالة شرفا على حبك السعود يشيد +ولك الجلالة والتجمل والعلى والكل منها في التقدم يشهد +والسيف من وقدات جندك مبرق والدهر من نكبات بأسك يرعد +فخر بباسك حك منكبه السها وعناية بالعود منك تمجد +والملك تأنف عزة بجلالها ملك تسدده النهى فتسدد +شأو سما شرفا على أوج السها ومطامع بالريف منك تردد +ملك تجلى للعلى فهززته كم رب نصر هزه المستنجد +كم للنهى منه برؤية أروع صلت الجبين بعزمه يتوقد +ولكم تهلل قاعدا في دسته نعم تجل بسعدها وتمجد +نعم ترف بنورها وكمالها لله من نعم تدل وتحمد +يمسي بك الفخر البهيج محله عز ويعلو بك الفخار الأمجد كذا +فلك تمكن بالتحنك والهدى شأن له يعنو الحكيم المرشد +ورجال صدق في الأسنة قلدوا أم المعالي بالفخار وجندوا +حييت من منح تحلى بالعلى نعما كلمع الشهب حين توقد +مصباح نار شيم في مشكاته فلذا له يأوى النبيل ويقصد +جمل علت بهرا فنوه أمرها نعتا بها التمييز منك مؤكد +نور جلا في الكشف كنز قرائح فعلا بدر مزيده يسترفد +من كامل طرب لوافر منحة وطويل ملك في التكارم يفرد +فوحق شأن في علاك مشيد وزمان فخر في نهاك يمجد +كفاك مرتبع وسيلك مورد ولقاك لي فرح وأنت المقصد +ولانت أعزز بالكمال مكانة وأجل شأنا في الثناء وأسعد +من باسم تحت العجاج لبأسه تدمى القروم بها المقيم المقعد +سام علا أوج الفخار محله شأن بساطعة السماح مقلد +ولكم تزين بالجلالة والعلى ناهيك من فخر يجل ويحفد +والملك يجلى بالسلاح منضدا أحسن بملك بالسلاح ينضد +ياليت علمي هل أؤوب بعطفة فيفك موثوق ويردع أنكد +فعسى وعلى يضيء كوكب جده بمقالة منكم وعطف يشهد +تتنافس الأدباء دون نداكم كل التنافس بالهداية يحسد +أنا أوحد الشعراء شأنا فيكم إني وفيضك للمعالي أوحد +كيف الدنو إلى التي تحيي النهى فلقد كبا طرفي وشق المقصد +ذهب الزمان فلم يحبب صادق يدعى إلى الخطب المريب فينجد +فالبس لها سور الأبوة صابرا للصبر أحمد ما قنيت وأقصد +وأنزل على الأمر المقدر شأنه صرف المقدر قدحه ما يصرد +بدر تسامى بالسماحة والسنى فعلا بمطلع شكله يتوقد +ناد بقدرك قد تلامع وصفه للَه من عقد بجيدك ينضد +أيدلها فالسعد حيا منقذا ولك المناقب والمساعي تشهد +واصفح بلا أمر عليك بورية من زند منك نوره لا يخمد +هاي الدنا حفت على علاتها بسرير نعمك والبنود تبند +يهنيك عيد ان بفخرك حائن أني واضحى في هنائك يسعد +ومناسك للحزم فيك تأكدت فلذاك عز بها المقام الأمجد +فانحر له بدن التكرم عائدا بالمكرمات لعود ريفك أحمد +أيبيت مجتنيا وعز على الهنا ورق الجنا هيهات عني المقصد +إني عصمت ببيت حبك طائفا أسعدت من بيت يحب ويصمد +والمكرمات زواهر في يمنكم يمن بمحكمة الجلالة يحفد +عيد بكم طال السماء فارخوا أنعم بعيد فخره بك أحمد +أقول لسعد وهو خلّي بطانة وأي عظيم لم أنبه له سعدا +إذا نكبت نجدا مطاياك لم أحل بعيش وأن صادفته خضلا رغدا +يا صفقة المغبون من زمن أبي إلا قطيعة كل أبلج أمجدا +أين الكرام بنو الكرام لقد نووا سفرا مديد الظل ليس له مدا +ذهب الكرام فلا حمى لمن احتمى مما يخاف ولا جدى لمن اجتدى +لا كان يومك إنه اليوم الذي أجرى العيون دما وفت الأكبدا +فقدوا به غوث الصريخ فأرخو بمسارح الفردوس مهديء اهتدى +سر على اسم اللَه ملكا أسعدا +تورد الأعداء كاسات الردى +حسبك الحظ دليلا مرشدا +إن للسعد السماوي يدا +أيد الله به من أيدا +وإذا الأيام جفت موردا +كنت للجازر منه مددا +يا جميل الفعل لا يجلو الصدا +غير مرآك ولا يردي العدى +رب حاد منك بالذكر حدا +متهماً طورا وطورا منجدا +ناشرا عنك الحديث المسندا +من تلا آيته الكبرى أهتدى +يا سليمان الزمان الأوحدا +كرر اللحظ به مجتهدا +إن داء العسر فيه اتحدا +غذه بالروح تحيي الجسدا +لم تزل في كل طرف اثمدا +تجلب الضوء وتجلو الرمدا +مبرقا في كل فج مرعدا +ما رآك الماء إلا جمدا +جازرا سرح الأعادي بالمدى +قائم الذكر على طول المدى +منقذا في كل حال منجدا +من ملمات تفت العضدا +ما لحظت الشر إلا شردا +أو طردت الليث إلا انطردا +تفتدي نعلك هامات العدى +رب نعل برؤوس تفتدى +أتت من يسقي الندى قبل الندا +من بحار انفت أن تنفدا +وإذا الدنيا عدت فيمن عدا +وجدت منك المقيم المقعدا +لك أقدام يقد الجلمدا +وجميل ليس يحصى عددا +كلما جردت رأيا مغمدا +أصلح الله به ما أفسدا +ملأ الدنيا ربيعا وندى +كن كما تهوى شهابا رصدا +داحرا عن كيده من مردا +قبس الملك الذي لن يخمدما +ومقيما من قناها الأودا +لح بحمد الله سعدا أبدا +لا أراك اللَه يوما أنكدا +وتدفق بحر فضل مزبدا +تمنح الناس الجمان المفردا +واسحب الذيل هماما أمجدا +صائدا كل جميل أصيدا +بارزا في كل حرب أسدا +طالعا في كل أوج فرقدا +موردا بحر الفنى من وردا +لابسا خير رداء يرتدى +عش على رغم الأعادي سيدا +تجد السادات منهم أعبدا +قادحا زند نهىً لن يصلدا +أخمد اللَه به ما اتقدا +سالكا نهج المعالي الأرشدا +انظر إليه مزررا ومبندا قد ضم مخجلة الشموس بما ارتدى +نقل الأراك بأن خمرا ريقه صدق الأراك أما تراه معربدا +حدر اللثام فقل بعارض انجلى وحبا الوصال فقل بتائه اهتدى +وشدت خلاخله فقل في ساجع في أخريات الليل حن وغردا +بأبي النديم يدير من أجفانه كأسا تضمنت الشراب الأسودا +لم أنسه والصبح ينشر سقطه أقداح سقط زجاجة لن يصلدا +يسقي ونحن من الهوى بمعرس حمراء صافية أرق من الندى +ناد به التقم المجون عقولنا فالقوم صرعى والهدوء لك الفدا +جائين كالسفر الطلاح أطاحهم سفر من الهيمان قد بلغ المدى +يا صبذا خلوات أنس بيننا كانت مآزرها تزر على الهدى +أنا ذلك الكلف الوفي على النوى وجدي القديم فهل يعود كما بدا +يا غاديين راح على اللواعج واغتدى ولهان راح على اللواعج واغتدى +للحب شغل شاغل عن غيره أرأيتما صبا أطاع مفندا +لا تنكروا ولهي باخت مجاشع فلقد تراضعنا الوفاء الأوكدا +وشربت منها أكؤسا صبغت بها روحي كما صبغ المشيب مؤبدا +هل شغل أفئدة العوالم كلها وبسرها وجدوا المقيم المقعدا +في ليلة ساهرت كوكب افقها حتى استحال بها كلانا أرمدا +يا أهل هذا الضوء أن نزيلكم يبغى قرى من قربكم أو موعدا +سفرت فاطبق كل نجم جفنه والليل القى فوق كلكله بدا +وغدت تطارحني الحديث نسيمة ملئت كلاما بالفرند منضدا +يا نسمة الوادي الذي نزلوا به بحياتهم هات الحديث المسندا +إن انكرتك العين يا وادي قبا فلقد عرفتك بالفؤاد مجردا +للَه أية تلعة كانت جنىً لمن اجتنى وجدا به لمن اجتدى +ولقد وقفت بها وصحبي نوم إلا خليلي النجم بات مسهدا +وسألتها عمن نأوا فأجابني تصعيد أنفاسي وثالثنا الصدى +رح يا أخا فهر بنا في دجنة فالليل أمكن للمحاول مقصدا +وانحر كرى عينيك هديا للسرى ما حق طالب حاجة أن يرقدا +ماذا التواني لا بمغمز عودنا خور ولا النخوات نائية المدى +فمتى تنوخ إلى اللقاء مطينا وتراح من ألم سقاها المجهدا +ضاع الجميل فهل له من منشد يا للرجال غلطت أم ورد الردى +لم يبق من يرجى نداه إذا عدت إحدى النوائب فالسلام على الندى +كل الأنام عن الجميل بمعزل هيهات لم استثن إلا أحمدا +الأروع المقدام والسند الذي من يرو عارفة فعنه أسندا +حق على الأموال أغراه بها طبع يخال المال من أعدى العدى +كل الأمور لرأيه مشتاقة يلمحن منه الكوكب المتوقدا +ينظرن منه مفرجا لكروبها لا زال يمسح عن مرائيها الصدا +فهامة العصر الذي مهما بدا وجهان في أمر أصاب الأرشدا +يفني بما يغني به ومن انبرى للمزن شارف ممطرا أو مرعدا +قمر إذا احتجب الكواكب كلها أغنى سناه عن الكواكب كلها +يفتض أبكار المعالي منشئا ولربما نظر العقيم فأولدا +ورأت منازلك السعود محلها فتطايرت مثنى إليك وموحدا +يكفيك عن طعن الأعادي بالقنا حسد بسمهره يقد الأكبدا +يأبى علاك كأنما هي دورة فلكية في منتهاها المبتدا +وإذا المقل نحاه فاعلم أنه قسم الزمان له النصيب إلا سعدا +لو مس نيران المجوس بنانه إذن الزمان لحرها أن يبردا +فإذا اتصلت به اتصلت بأروع كتبت بجبهته الهداية والهدى +إن شئت أن تلقى ابن مامة في الندى ومهلهلا في الروع فانظر أحمدا +تجد السماحة والحماسة والحجا أسدا على شكل ابن آدم جسدا +وإذا الهوى غلب الفؤاد وراضه حسن البكاء على فراق سعاد +ضاقت بلاد الله وهي فسيحة فاستأنسوا بمضائق الألحاد +بأبي الوجوه النيرات كأنها تهدي المضل إلى طريق هاد +وإلى النجوم تنافسوا بنفوسهم كالسيل جد إلى قرار وهاد +بعد المدى ومن العجائب إنهم يخدون لامتزودين بزاد +إن كنت لم تذمم وفودك بالمنى فمن المذم بذاك للوفاد +وقفوا بركبهم على حافاتها شرقين في الإصدار والإيراد +متسنمي قمم الرجال تسابقت بهم سباق القب يوم طراد +صبرا على مضض الغريم فقد دنا ال دين الذي لا ينقضي بتماد +أين المفر وللمنايا غارة ثارت عجاجتها بكل بلاد +هن الرواجف لا يقيم قناتها إلا الولي أخو النبي الهادي +المنقع الأيام من غلل الأسى بروائح من غوثه وغواد +والمجتلي كرب العفاة بنائل مسح القذى عن طرف كل هواد +والكاشف الجلل الأحم بمعوز شمس الضحى منه إلى استمداد +كهف الطريدة من مجامع روعها أمن المسالم خوف كل معاد +المثقب الزندين يوم سماحة يحيى بها ويميت يوم جلاد +طلاع كل ثنية من حكمة يفتر عنها ثغر كل رشاد +حامي حمى الثقلين أنت وليها في حالي الاشقاء والاسعاد +إن كنت ترضى أن يطول وبالها فرضاك نعم الروض للمرتاد +نزلت بك الآمال وهي مطاشة فأفض عليها منك فيض سداد +تشكو إليك قطيعة الزمن الذي جعل القيود قلائد الأجياد +أمن المروءة ترك مثلك مثلهم متفرقين تفوق الأضداد +هيهات لم يلق النزيل عصيهم إلا لتورق أيبس الأعواد +وجبت رعايتهم عليك لقصدهم وعلى الكرام رعاية القصاد +باتوا ومرقد كل شخص لوعة تستل من جفنيه كل رقاد +وجدوا الذي أورت به آثامهم والنار لا تورى بغير زناد +تبعوا الهوى فاثار نقع فسادهم وكذا الهوى من هو رأس كل فساد +فاستنشقوا من ريح روحك نكهة كانت مكان الروح للأجساد +واعتادهم مرض القضاء فعوذوا آمالهم بجميلك المعتاد +نقعت موارده غليل عليلهم وجلا ممسكه قذى الأنكاد +يا محيي الأموات ها ملك الردى وافى يجر مساحب الأجناد +لو شام منك وميض لا راض بها لأتاك يحجل في قيود قياد +أو لست داحي بابها ومزلزلا من كل ارض أعظم الأطواد +أو لست معطي كل نفس أمنها يوم القيامة من أذى الميعاد +أولست ساقيها غدا من كوثر والماء ممتنع على الوراد +يا من شذاه يقي النفوس من الأذى ويخلد الأرواح في الأجساد +حسب المؤمل منك أنك منقذ ما كان بين نواجذ الآساد +ولئن وهبت لها الحياة فربما فجرت بالأمواه قلب جماد +وحي من بني جشم بن بكر يزيدون القنا ثغر الأعادي +إذا نزلوا الحمى من أرض نجد كفوه ترقب الديم الغوادي +أعاريب إذا غضبوا تروت دما سربا أنابيب الصعاد +لهم أيد تشد عرى عراهم بأطراف المهندة الحداد +وأعناق بها صعر قديم تواري الغر باللم الجعاد +فلو جاورتهم لملئت كبرا يخيم بين جيدك والنجاد +إذا ما جف ظهر الأرض محلا فهم اندى البرية بطن واد +وفيهم كل واضحة المحيا كأن وشاحها قلقا وسادي +ولولا حبها انتعلت نجيعا إلى حفر حوافر من جيادي +نأت فكأن أجفاني طوتها تباريح الهموم على قتاد +إلى كم يعادي الدهر كل مجيد ويستخدم الدنيا لكل عنيد +أبت شيم الأيام إلا سفاهة ترى أحمد الأفعال غير حميد +خليلي نجم الدين أين محله أرى طالع الأمجاد غير سعيد +ومن أين للأجواد عيش ولم يزل يشاب بلحظ للزمال حسود +خليلي من يعثر بداهية القضا يجد من زلال الماء ذات وقود +وكم تحدث الأيام من مدلهمة يطيش لديها رأي كل سديد +بني ودنا الأدنين هذا فرافقكم فراق حياة لا فراق ودود +قفوا نتزود نظرة قبل بينكم فقد طلعت أجناده ببنود +ولا تحرمونا بهجة الحسن منكم هي الروض تجلو قلب كل عميد +رحلتم فأرواح المحبين بعدكم تصد عن الأجسام أي صدود +أرى الدهر لم يترك جوادا على الثرى فياعين بالدمع المضاعف جودي +خليلي أن راعيتما المجد فاندبا من الندب عبد الله خير عهود +فتى سكنت ريح السماحة بعده فأمست جواري الخير غير ركود +ولا تعجبا أن تبصرا العلم ذوايا فقد بات مرعاه بغير ورود +لقد نزلت بالمعشر البيض طخية ترى البيض منها في براقع سود +ولله مصباح من العلم موقد أصابته أرواح الردى بخمود +ذوى يافع الدنيا فليس لطالب مواعدها إلا بلوغ وعيد +وما العيش لولا الموت إلا مخائل ولا الدار الا مستقر لحود +ولا تسألا عن حالة البأس والندى خلا فلكاها من أثير سعود +لك الخير كم أرمدت عينا صحيحة بنأيك واستيقظت ذات رقود +أعدت وأبدأت الجميل ولم تزل إلى أن خلا من مبدىء ومعيد +مضى لك يوم عطر الكون نشره وكان شذاه الرطب نفحة عود +سينبدك المجد الذي أنت أهله بشق فؤاد لا بشق برود +ويبكي عليك الفضل بالمقلة التي ملأت بها أركان كل وجود +ويرثيك شخص الفضل من حسراته بكل قصيد مردف بقصيد +ليالي يدعوك الندى فتجيبه وكنت على داعيك غير بعيد +لعمري خلت تلك الديار ولم تزل مطالع سعد أو مطارح جود +كأن من الفردوس روضة ظلّها سوى أنها ليست بدار خلود +منازل فخر فتحت زهر المنى كما فتح التقبيل ورد خدود +لقد حل ذاك السمط فانثالت العلى على مكسب الدنيا انثيال عقود +ولو كان غير الله نابك خطبه لدك من الأطواد كل مشيد +وطبق عين الشمس نقع شوازب وصك صماخ الدهر زأر أسود +وناح عليك الدهر بالقضب التي تذيب من الأبطال كل جليد +حدود ظبي ما أذنت خطباؤها على الهام إلا آذنت بسجود +وبالأسل الخطي تصدى صدوره فما ترتوي إلا برشف كبود +وبالعزمات الشم غنت على القنا غناء حمام فوق ذروة عود +إلى أن أرى دمع الصعاد كأنه ملث يروى قلب كل صعيد +وتلقى الليالي منكم كل أصيد نعال مذاكيه جماجم صيد +يزلزل أكباد الكماة وعيده ورب جبال زلزلت برعود +من القوم لا يرعون للمال ذمة كما لا يراعي السيف ذمة جيد +ملوك ولكن المنايا جنودهم ولا ملك إلا باتخاذ جنود +حنانكيك يا قلب المعنى تصبرا أرى جزع الإنسان غير مفيد +ألم تدر إن الشمس غابت فأخلفت سنا قمر للمكرمات سعيد +تلوح عليه غرة نبوية فريدة حسن في جبين فريد +آوى يحيى الشاسعين بنشره فطوى بذاك النشر كل بعاد +لا تلتقي فيه الجفون كأنما سمرت محاجرها بشوك قتاد +أيام تجري في دمي مقة الدمى مجرى نمير الماء في الأعواد +وكأنني ملك سرت بركابه غر الفوارس فوق غر جياد +من كل مقتدح زناد عزيمة تمضي أوامره كقدح زناد +أو كل معدود بألف أسامة لم يلف الا أول الاعداد +يا حلبة للعمر وشحها الصبا بصدور شقر أو ورود وراد +ولقد عدمت من الشبيبة مشفقا إشفاق والدة على أولاد +لو يفتدى ذاك السواد فديته من ناظري بلون كل سواد +للَه أندية النسيم تعلقت أذياله ببشام ذاك النادي +وافى وقد فضت لنا أزراره عن رد أرواح إلى أجساد +تاللَه ما صردت سهامك بل غدت دون السهام مراشة بسداد +أعرضت عن غرضي وساعدك الهوى فنكثت بعد الفتل حبل ودادي +انكرت معرفتي كأن لم تذكري عهد الاثيل سقاه صوب عهاد +أيام أخلصها الزمان من القذى كالبيض مصلتة من الأغماد +يهني جفونك صدق رقدتها كما يهني نجوم الليل صدق سهادي +هل تسعدين على البعاد بزورة إن كنت راغبة إلى إسعادي +صدقت يمينك إذ غدت ببني الهوى أسرى يمينك ما لها من فاد +وبعثت من أقصى جبال تهامة عرفا فضمخ جانبي بغداد +من منقع ذاك الغليل وإن ذكا من ماء كاظمة ولو بثماد +أو كنت تجهل ما حقيقة عاشق فالعشق خير ملابس العباد +يا صاحبي عهدي قفا جمليكما بدت القباب وآن نيل مرادي +لا تطلبا مني الحراك فإنها أنفاس نفس آذنت بنفاد +ما ساءني فيك الفؤاد مقسما بين التجني منك والإبعاد +إن سرك البين المشتت بيننا فلقد جهلت سطا الغرام العادي +صنت الغرام وكنت حيث عهدتني بإذاعة الأسرار غير جواد +ولقد عرضت لها عشية ودعت والوجد ملء مزادها ومزادي +ولمحت منها كالسراب مطامعا لم يغن مورده�� عن الوراد +أجرى الوداع دموعنا فكأنها بزل الجمال حدا بهن الحادي +في ليلة ما أقمرت ظلماؤها إلا بكوكب وجدي الوقاد +فعلت بنا طعنات هاتيك الدمى ما تفعل الحسرات بالحساد +أو ما تعيراني أصاخة منصت فأبث قصة ظالم متماد +من منجدي يا للرجال ومسعدي بطروق أخت الفتية الأنجاد +العاطسين بأنف كل أبية والمرعفين معاطس الأكباد +قادوا صفوف الأعوجي كأنها غيم حشاه اللَه بالارعاد +فسروا وقد ضربت لهم هبواتها خيما مسردقة بغير عماد +وطئوا صدور بني الصدور وطالما حملوا الرؤوس على رؤوس صعاد +عجبا لحزمهم الذي يوري المنى كوميض برق أو كقدح زناد +أهل الحفيظة لا تزال قبابهم دموية الأطناب والأوتاد +أعقيلة الحي الطويل رماحه من كل يعبوب طويل نجاد +إن كنت مزمعة فحسبك من دمي دمع يراق كصبغة الفرصاد +أنسيت وقفتنا بأسنمة النقا وتطوق الأجياد بالأجياد +متلائمين أحبة بأحبة إلا الوداع لنا من الأضداد +عجبا لمثلي يستريح إلى الصبا والريح تغري النار بالايقاد +يا أخت تغلب ما أرى لك حاجة في طرد أفراحي إلى الأنكاد +حتى إذا دنت الوفاة من الدجى والصبح قارن ليلة الميلاد +وغدت أماقي النجم غير قريرة فكأنها كحلت بكلس رماد +زرنا فأدركنا المرام ولم تزل همم الرجال تخف بالأطواد +مه يا هذيم فقد عقمت من النهى ورأيت أمرا كان غير سداد +أو لم تحدثك الحوادث إنما موري غليلك صاحب الأخماد +والنفس مولعة بما عودتها فدع الطبيب وعد إلى المعتاد +واترك معاتبة الصديق إذا جفا ما العتب غير إثارة الأحقاد +أصبحت أذرع بعدهم أرض الفلا وأواصل الاتهام بالانجاد +وإذا الفتى فقد العشير فما له إلا اجتناب دكادك ووهاد +ما كان أفيأ ظلهم حتى انمحى والدهر للثقلين بالمرصاد +دعني أثني الشدقمي فإنني عند التطلب واحد الاحاد +دعني أسل من كل نجم حاجتي ربما تمد يدي لنجم هاد +مالي وإيثار الإقامة والذي أبغيه بين نواجذ الآساد +أصبحت ذا قلق تقاسمني السرى كالسحب بين مهامه وبلاد +مهلا أطلت أسى المحب فأسعدي وتذكري مضض الكئيب فانجدي +أنسيت إذ عقدت بنان يد الهوى خير العهود لنا بأشرف معهد +يا أم عمرو أين أربعنا التي حشيت بمختلف النعيم الأرغد +يا أم عمرو إن داعية الصبا همت وداعية الهوى لم تنجد +نشوات لهو أبعدت خطواتنا كيف السبيل إلى لقاء المبعد +إن كنت ذاكرة بمنعرج اللوى طيب العهود الماضيات فجددي +وخذي التجلد في القضاء فإنما عرق بغير تجلد لم يفصد +نرجو الوصال ودون ذلك مركب للمشرفية والقنا المتقصد +ولقد ضربت إليك أمواج الدجى فشققت كل عباب بأس مزبد +أيام أعطيت البطالة حقها والسيف من عنق الكمي الأصيد +أيام كانت كالجمال صقيلة فكأنها خد الغلام الأمرد +أيام حلتها السوالف والطلى بحلي عقد للنعيم منضد +ولقد أطل دمي على رغم الظبي سيف من الأجفان غير مجرد +يا للرجال ألا دليل مرشد يهدي الشجي إلى الوصال فيهتدي +لم أنس في الوجنات وجنة أبيض شمس الضحى منها كخال أسود +هبت شمائله علينا سحرة بالند من ريحان سالفه الندي +فتنفست منه عبيقة عارض ترخي على العاني ستور مؤبد +والكأس في يد من يردي حسنه جسد الدجى روح الضياء فيرتدي +ويقول للكاسات وهي بكلفه أو لست ربك فاركعي لي واسجدي +ولنا بمنعطف الربيع ملاعب تنسيك منعطف الشباب الأغيد +يسبيك منه مدرهم ومدنر من كاس فيه بمشمس ومفرقد +وكأن منفتق العبير من الصبا روح بغير الراح لم يتجسد +والطل فوق الأقحوان ��أنه ماء اللجين على سبيكة عسجد +والآس مخضر العذار كأنه في خضرة الزهري قرط زبرجد +جرت الرياح عليه وهي بليلة فتوقدت بمجامر الكلأ الندي +والريح ما بين الرياض كفارس يختال بين معصفر ومورد +والودق منخرق المزاد كأنه كرم الحميد أبي المؤيد أحمد +مولي الجميل تخال جوهر جوده خالا بوجنتي الندى والسؤدد +هو مرقد الإعسار إلا أنه يرعى العفاة بمقلة لم ترقد +سل عن عزائمه الوجود تجد فتى لولاه موقدة الردى لم تخمد +كم فض عذراء الأمور بصارم غير المنايا منه لم تتولد +أسد شديد البطش إلا أنه في غير ذات اللَه لم يتأسد +فضح العلوم فكل علم واقف ما بين مصدر رأيه والمورد +للَه علم قد أناخ ببابه فأطل منه على النصيب الأسعد +علم تكاد الشمس تطلع دونه شرفا ويخجل منه فرق الفرقد +وكأنما يم السيادة ساحل من بحر سؤدده الذي لم ينفد +كم أوقدت سقر الخطوب فما خبت الا بكوثر راحتيه المبرد +حلفت به القصاد لولا فيضه ما أينعت شجرات وادي المقصد +وبريك تمثال الندى للمعتفي طورا وتمثال الردى للمعتدي +متكفل للوافدين بنائل يرعى نواعس من حظوظ الوفد +أكرم بصبح نداه من مبتلج ينشق عنه دجى الزمان الأنكد +هو روح روحانية الكرم الذي تشفي موارده غليل الورد +أين الغوادي من سماحة ماجد أمست مكارمه تروح وتفتدي +قسما بذات الجود أن يمينه كانت بمقلته مكان الأثمد +جمع الآله به مىثر خلقه جمع الآله قوى الجوارح باليد +مغرى بحب الجود وهو غلامه ناهيك من مولى أغر مؤيد +يا ابن الذين هم المكارم والعلى يهدون للآمال من لم يهتد +كم عسعست ظلم الزمان على الورى فقدحت بالزند الذي لم يصلد +راعيت عهد المجد غير مذمم وأتيت بالكرم الذي لم يعهد +اللَه أكبر لا قبيلة سؤدد إلا وقمت بها مقام السيد +مسحت قذى الدنيا يداك وإنما كانت على الأيام مسحة أرمد +نالت بنو عبد السلام بك المدى من كل سابقة وعز سرمد +ضربوا بسيفك هام كل ملمة سيف عن المعروف ليس بمغمد +ورموا بسهمك عن قسي إصابة غرض الكمال فكان أي مسدد +القائدين الخيل تعثر بالطلى عثر الرياح بكل طود أقود +وإذا تفيأت الملوك وجدتهم يتفيأون بذابل ومهند +كم عصبة أنسية ملكية وجدت بها الأيام ما لم يوجد +يا من أبي إلا التخلد ذكره والعالم العلوي غير مخلد +سقيا لهمتك التي أوردتها من لجة العلياء ما لم يورد +هي همة أوقدت عزم جيادها فتنعلت بالكوكب المتوقد +من كان فيض سواك غاية قصده فاليوم فيض نداك غاية مقصدي +فتى جدت الأيام في نيل مثله ولا بد في كل الأمور من الجد +فتى لاح في طي الزمان مجردا كما جرد السيف الصقيل من الغمد +لئن شكت الحساد منه فربما أضر شعاع الشمس بالأعين الرمد +فتى نسجت للناس آلاء يمنه موشحة الأطراف توسم بالحمد +فتى عرف المعروف أصل وجوده فلم ينصرف عنه لحر ولا عبد +وهل يلتوي عنه ووالده الذي طوى الله في برديه جامعة المجد +سليمان ذو الطبع السليم الذي غدت ملوك الورى من فيض جدواه تستجدي +وزير علا شأن الوزارة فضله ومنته فضل السوار على الزند +أعد نظرا في محكمات أموره تجدها سليمانية الحل والعقد +تراه غنيا عن سواه برأيه وما حاجة البحر المحيط إلى الورد +مبيدا بإذن الله عادية العدى مريشا بحمد اللَه أجنحة الرفد +فبشره بالبدر السماوي طالعا بأحسن ما تعطى السعود من القصد +لقد توج الرحمان مفرق عبده بتاج من التقوى يرصع بالرشد +أتى كاملا من كل وجه فأرخوا بدا القمر ابن السعد في هالة المجد +ولما تلثمنا الدجى وسرى بنا بقية جريال من الليل مسود +طرقنا بيوت الحي حتى كأننا نجوم قد انقضت على العلم الفرد +إذا الشيح ألقى في ثيابي لونه فصبغته من صبغة الشيح والرند +هوادج تبدو فوق أسنمة المطا حسانا كما يبدو السوار على الزند +سقى اللَه ليلات النقا ما الذها مجلجلة ملتفة البرق بالرعد +جرى الدمع من أجفاننا يوم رامة ولم يكفه حتى حشاهن بالسهد +فلا أبعد اللَه الديار وأهلها ورد بغيظ عنهم رامي البعد +لك أن تروح على الصدود وتغتدي وعلي أن أصبو لناديك الندي +أهدي إليك على البعاد تحية ال ولهان يعثو بالفؤاد المكمد +يا راحلا والصبر يتبع أثره إن كنت أزمعت الرحيل فزود +ضيعت عمري في هواك فلا تضع ذممي وها أثر الوداع فأنجد +ما حق مثلي أن تضاع عهوده شقيت حظوظ في هواك فأسعد +هيهات أن نلقى كودك صادقا والصدق ذو ورد قليل الورد +الوعد دين يا خليط فوفه إن الوفاء دليل طيب المولد +لم تسمع الأيام بابن تجيبه بعد الخليل ولا يفي بالموعد +مه يا هذيم ظننت أنك ناصحي ولقد نظرت إلى ذكاء بأرمد +وعلى اختلاف الرأي كل قائل ضل الورى وأنا المصيب المهتدي +وإذا الإمام تبينت آثاره في كل مفسدة فمن ذا يقتدي +والناس منقسمون في أهوائهم ما بين بالمحل حرامه +يا رب ما أنا بالمحل حرامه فلم استحلوا أخذ قلبي من يدي +كيف التخلص من حبائل شادن أنا فيه بين تحير وتردد +غنى بذكرهم السمير فعن لي طرب طمحت به طموح معربد +وتكاد أينقهم تهش جنوبها مما حملن من الحسان الخرد +أرسلتم طيف الخيال محرضا فسرى ونبه لوعة لم ترقد +للَه ذاك الطيف أوقد فيهم نارا ومر كأنه لم يوقد +لو كان في عدد الكرام وطرزهم لأبي مجاذبة الأعنة من يد +ما أنصف الظمآن من أبدى له عذب الورود وصددون المورد +ومطية الإمساك شر مطية يحدى براكبها إلى الوادي الردي +وتفرقت أيدي سبا أحلامنا لفراق متهمة وآخر منجد +يا وصل هل لك أن تحلل عقدة لولا عقيلة وائل لم تعقد +واحسرة القلب الشجي تقلبت يرجى أحبته كرات الفدفد +من أمكنته فرصة فأضاعها واستعتب الأيام فهو المعتدي +أرياح توضح أو ضحي أخبارهم وإذا انتهى ذاك الحديث فرددي +وأغن أثمد ناظري لقاؤه لادر درك باسحيق الأثمد +لبس الخلاعة في هواه موله خلع العذار بحب ذاك الأمرد +أخجلته بالعتب حتى خلته في راحتي فكان أبعد مبعد +فكأنما في مقلتيه أدلة تهدي إلى البرحاء من لا يهتدي +عانقته حتى الصباح فما خبا برقي ولا هدأت شقاشق مرعدي +ورشفته فعجبت من قلقي به عطشا ولم يك منه أعذب مورد +ووجدت في حد النوائب نبوة فشحذت عيشي بالأغن الأغيد +وأبيض ليلي بالعراق فبشرت آناؤه الواشي بوجه أسود +وافت إليك مع الصباح مغيرة خيل الصبوح فمل وغن وعربد +ويصب عين الشمس من قارورة قعر يدور بفرقد في فرقد +من ناشد عني جآذر تغلب ما بالها تدمي الكماة ولا تد +نضت الحجاب فأسفرت عن كوكب يفري الدجى بسنائه المتوقد +وجلت مباسمها لنا عن لؤلؤ رطب المحبة بالشباب منضد +فرأيت سائمة الملاحة ترتعي في يافعين مورس ومورد +ومذ انبرى شمل الفريق مفرقا فرقت شمل مدامعي وتجلدي +وشغلت عن ذم الزمان بمدحة لندى سليمان القران الأسعد +حدث على إن الصواب بجده فضلت شبائبه شيوخ السؤدد +هو جمرة الملك الذي يرمي العدى بشرارة الطعن التي لم تخمد +أفعاله سعد على علاتها سعدت نجوم الافق أو لم تسعد +لا ينتضي إلا ذبابة مرهف نزاعة لشوى الكمي الأربد +بطل وإن كانت تحاياه العسجد يا فالقا حب القلوب بفيلق +يا فالقا حب القلوب بفيلق هشم الكلى هشم الزجاج يجلمد +شرف الفوارس أن تدوس نعالها بنعال خيلك يا شريف المحتد +يحملن كل حزور من حمير لورام منكبه السها لم يبعد +يعد الكريم لعلة لكنه موف ولو ورى بذاك الموعد +أمطر سيوفك فالقشاعم والطلى من راحتيك بموعد وتوعد +ولك المكارم لا تحول حالها وعلى النجوم شبيبة لم تفقد +ما كان عذرك إذ حجبت حبيبتي عني وقد علق الهوى بفؤادي +إني بعثت على المكارم همتي حتى تركت الجود نعل جوادي +علم متى استودعت علم سريرة أمست وموعدها إلى ميعادي +أيام لا أرضى جليسي في العلى قمر السماء ولا السماء النادي +واليوم شبه الطرس طرفي أبيض حزنا وحظي أسود كمداد +كم رمت منهجها فعاقت دونها للنائبات عوائق وعواد +هيهات أن ترد القطا من وردها والنسر ممتنع على المصطاد +للَه أيامي التي سلفت بها مضمومة الأيدي على الأكباد +يا أيها الداعي إلى رشد المنى أنظر إليّ فقد فقدت رشادي +واسمع إلى الرؤيا التي عثرت بها عيني وقد غرقت بفيض رقاد +حتى إذا ما الليل حان وفاته والصبح أصبح داني الميلاد +والنجم مطروف الجفون كأنما كحلته أميال الدجى برماد +ناديت من أمن المنادي شحه ورقدت شيئاً بعد طول سهاد +فرأيت ليلي ذاك ليلي عاقدا بند الظلام على طلى الآباد +وإذا بأبلج ذي جبين معوز شمس الضحى منه إلى استمداد +قد أحدقت زمر الورى بجنابه والناس منتشرون شبه جراد +فمشى إليّ على جواد أدهم كالبدر منقله الظلام الهادي +ويقول لي أن كنت طالب وصلها فجناب شيخك فيض ذاك الوادي +اذهب إليه فإنه باب المنهى للآملين وكعبة الوفاد +واقرأه فاضلة السلام وقل له إني رسول من أمام هاد +يرجوك أن تبدو الفتاة بزيها حتى ترى شبه الشهاب البادي +ذكره بالزمن القديم قبيل ما يروى بها ظمأ الفؤاد الصادي +هل كان طعم العشق حلواً ورده أو كان مراً في فم الوراد +وليعرف الأخلاق في أخلاقه قد تعرف الأنداد بالأنداد +واجعله مدرجة إلى نيل العلى فالنار لا تورى بغير زناد +واجهد إليه فما بذلك ذلة فالشيء لا يأتي بغير جهاد +وإذا الهوى غلب الفؤاد وراضه حسن البكاء على فراق سعاد +أتراه يذكر يوم نادى داعيا والشوق منه يجد بالايقاد +نأريته كالعقد سبعة أنجم منظومة تبنى على الاسعاد +حتى تنبه واقتنى نيل المنى ومشى بسهل العلم دون وهاد +وإذا أراك دقيق صنعتها كما تهوى أراه الله كل رشاد +وإذا أبى فعلي قلب نجاحه بخسارة وصلاحه بفساد +فأجبته يخشى إذاعة سرها مني كان لم يدر حسن سدادي +ويخالني كالخائنين من الورى أفشي كريم سرائر الأمجاد +فأجابني لما حباني بعضها لم لم يخف وسقاك ذاك الغادي +أفعاد ذئبا جازعا من بعد ما كانت لديه خلائق الآساد +كم رمت من يده المنى ويعيدني لديارك العليا بحسن معاد +وأقول في أي المدائن مطلبي فيقول لي هو ذاك في بغداد +يا أبن الأكارم لا غدير فأرتوي وجنى الرياض ذوي على المرتاد +دعني أكل حزن المفاوز ناشدا عنها مرادي أين حل بوادي +دعني أسل عن كل نجم مطلبي فعسى تمد يدي لنجم هاد +دعني أكن ثاني الركاب فأنني عند التطلب واحد الآحاد +مالي وإيثار الإقامة والذي أرجوه بين نواجذ الآساد +دعني أجب سهل البلاد ووعرها أي السيوف بقد في الأغماد +أشكو إليه من زمان جائر جعل القيود قلائد الأجياد +ومني يريني الصبر عاقبة المنى فلقد صبرت وما قضيت مرادي +قد طال سقمي في المرام فهل أرى فرج الزمان له من العواد +ذهبت بصافية النعيم الأرغد كدراء تعثر بالجواد الأمجد +إني يقال عثارة عائرة الردى من بعد ما هشمت جبين السؤدد +واحسرة الأيام كيف تمكنت من هيكل الضرغام راعشة اليد +لا أبيض وجه الدهر إن صروفه تسعى إلى الاحرار سعي الأسود +في مثل عبد الله واصلت العلى لبس الحداد ونوح كل معدد +اليوم جفّت من ينابيع الندى عين الحياة فواغليل الورد +اليوم أعولت العلوم كأنها ثكلى مروعة بفقد الأوحد +ولى فواعية الهدى من بعده صمت وواعية الندى لم تنجد +ما للنوائب لا استهل قطارها ذبلت بها ريحانة النادي الندي +من مبلغ العلياء إن مليكها في قبضة الأيام أي مصفد +ذهبت بكلتى المعارف جوهر ما كان للمعروف غير مجرد +لا تطلب الأيام مثل وجوده فمن الضلال طلاب ما لم يوجد +هيهات إن تجد المعالي مثله ما كل سهم يلتقى بمسدد +أسد شديد البأس إلا أنه في غير ذات الله لم يستأسد +ما أظمأ الآمال بعد سميدع قد كان غوث اللَه للأمل الصدي +من مبلغ أقمار حمير إنما برج المكارم بعده لم يسعد +وأرحمتاه لانفس قدسية وضعت يدا ملكية للأعبد +ومن العجائب أن تمس يد الردي من عالم الأنوار كل مؤيد +هيهات من يبغي الخلود لنفسه والعالم النوري غير مخلد +للَه ماذا أغمدت أيدي الردي من صارم للمكرمات مجرد +يا أيها القطب الذي حركاته في كل قطب إذ تروح وتغتدي +إن كنت لا تختار إلا مارقا فالقطر في سبخ الثرى لم يجمد +مالي أراك تصد عن غرر الورى وتدير في الأوغاد عين تودد +ما ذاك من عبث ولكن في الهوى ميلان غصن البانة المتأود +لولا ذراعك ما استطال لهابد كالنار لولا الربح لم تتوقد +مالي وللأيام كيف ألومها والبرد في النيران ما لم يعهد +كم قهقهت قبلي على لوامها ومن البلية عذل من لا يهتدي +يا راحلا والدهر بعد رحيله يبكي بكاء الوالد المتوجد +أو ما ترى المعروف جن جنونه فمشى على الأيام مشي مقيد +يهنيك نور شمائل لو لم يكن للنار إلا بعضها لم تخمد +كم من حديث مكارم أبقيته يرويه بعدك مسند عن مسند +هي نعمة أخذت بدائرة الثرى كالبحر إلا أنها لم تنفد +عمت مناقبك البلاد كأنها سيارة الفلك التي لم تجحد +وأراك محسود البرية كلها لا خير في الرجل الذي لم يحسد +من ينشد الدنيا قصائد نائل من بعد جودك مالها من منشد +من لليتامى بعد أكرم والد غير المكارم منه لم تتولد +تغشى حماك ولا تنال وروده ما الهف الظامي دوين المورد +أين الطبيب المستغاث أما يرى مرضى المكارم ما لها من عود +ذهبت به الأيام غير كريمة إن النوائب للكرام بمرصد +أو ما ترى الدنيا غداة رحيله مخضوبة بدم العلى والسؤدد +ذهب الزمان الأريحي فلا حمى للمستجير ولا ندى للمجتدي +لم تذكر الأيام يومك في الوغى إلا بكتك بذابل ومهند +ووراء ثارك كل راكب همة حلت به بين السها والفرقد +من كل منصوص الأمامة في الورى يهدي إلى الأجل النفوس فتهتدي +من آل حمير الذين تخالهم خالا يوجنتي الندى والسؤدد +للَه سعدك قد أطال لك العلى والسعي دون السعد ليس بمسعد +خلدت بك الخيرات إذ أوردتها من كوثر الكرم الذي لم يورد +أيام كنت وكل قطب دائر بالنير الأعلى الذي بك يقتدي +أيام أعطيت المعالي حقها إذ كل عارية أهابك ترتدي +يا غائبين عن العلى ومحلهم منها محل الماء من قلب الصدي +إن كان ظعنكم تبدد شمله فاليوم شمل المجد غير مبدد +سلي عن يعملاتي كل واد فقد باتت تشكاها البوادي +وأوردني السرى هلكات خيلي فلم أبخل بشقر أو وارد +تعودت السياحة في الفيافي فلم أعبأ بلج أو ثماد +ذريني والهوى بظباء قيس فخدع الخل أثلم للفؤاد +وقد تأتي الخديعة من صديق كما تأتي النصيحة من معاد +سليني شرح ديوان التصابي فخافيه عليّ اليوم باد +قرأت صحائف الأشواق حرفا فحرفا واهتديت إلى الرشاد +علمت بأن روضك غير روضي فمالك تسألين عن ارتيادي +وللدنيا أحاديث طوال غرائب شيبت لمم المداد +فكم صاد إلى الأحباب يوما وكم يوم إلى الأحباب صاد +ليالي لم تزل بالبيض بيضا وكانت كالسهول بلا وهاد +أرقت لذكركم طرفا وقلبا ولحظ النجم يكحل بالرقاد +فزد يا سهد في قلقي إليهم وزل عن جفن عيني يا رقادي +وهل يجدي سهاد العين شيئا إذا كان الفؤاد بلا سهاد +أبعد مليح وجرة من مليح وبعد مراد وجرة من مراد +شريت هواكم بالروح نقدا وما علقت يدي بيد التمادي +أطالت فرقة الأحباب غيظي فهل يوم أغيظ به الأعادي +ستذكرني إذا افتقدوا وفاتي رجال من طباعهم التمادي +حسبت اللبث عجزا وانحطاطا وما هو غير تمهيد المهاد +ولم أبرح وأن رغمت أنوف عزيزا حيث كنت من البلاد +سلاني من أحب وواصلتني أناس كان قطعهم مرادي +بليت بخلة كانت كأرض أضاع سباخها عهد العهاد +وأصبح جامحا فرس الليالي وكنت عهدته سلس القياد +وكل تنعم عقباه بؤس وهل نار تكون بلا رماد +تلاعبني الليالي كل يوم ملاعبة الفوارس في الطراد +خرقت صحائف الأيام علما وصافحت الروائح والغوادي +وجربت الرفاق وجربتني فلم أر غير زرع في جماد +معاداة الرجال بغير داع بناء للأمور على فساد +وكانت قرة فغدت قذاة وعقبى النار كلس من رماد +ورميك بالقطيعة غير رام خلاف للمروءة والسداد +ومن زرع العداوة في البرايا فليس سوى الندامة من حصاد +إذا ما كان ود المرء طبعا فليس يفيد تطبيع الوداد +وليس بنافع طول اقتداح إذا ما كان وري في الزناد +وحساد أضعت بهم هجائي وحسب الليل أردية السواد +رأوا قمري بدا فاستكتموه وماذا للمصر على العناد +إذا فسدت طباع الدهر سادت على نجبائه أهل الفساد +وما أسفي على الأيام إلا على إبل حداها غير حاد +أرى ترف الصبا كالشيب عندي إذا كان الجميع إلى نفاد +فويل للشبيبة كيف ولت ولم أنل السعادة من سعاد +وحظ كلما تاجرت فيه رمى تلك التجارة في كساد +وخل كان معتمدي عليه فمنذ جفا عتبت على اعتمادي +تصبر أو فمت جزعا ووجدا حدا بعقيلة الحيين حاد +حبست ركابهم لوداع أحوى ضلالي في محبته رشادي +إذا لم تبل حدا في حسام فلا يغررك طول في النجاد +وقال القلب ودعني فلسنا بملتقيين إلا في المعاد +قريب ما إليه سبيل وصل وقرب ذوي القطيعة كالبعاد +ذريني فيهم وفساد حالي صلاح البابلية في الفساد +كبا في حبكم يا سلم صبري وقد يكبو النجيب من الجياد +طربت وحق لي طربي بقوم جرى ملء العنان بهم جوادي +ترى أرما ديارهم المعالي وأن هي لم تكن ذات العماد +تحوم لهم على العافي هبات كما ازدحمت على الماء الصوادي +يؤمهم سليمان المعالي ولا قش بن ساعدة الأيادي +فتى كم قاد للدنيا حرونا أبى جبروته ذل القياد +وكم ساق العظام إلى صغار كأنهم بقايا قوم عاد +يمينا باقتحامك والمنايا تصبح بكل مقتحم بداد +أراه الحزم مصدر كل حال وموقع كل داهية ناد +متى يجنى الغنى ممن سواه وأين الورد من شجر القتاد +كأن عطاء كلتا راحتيه عطاء النيرين بلا نفاد +ليمناه ويسراه يسار ويمن في الملمات الشداد +ظلوم للذخائر ليس يبقى على رمق الطريف ولا التلاد +وكف منك بالعقيان تندى وذكر عنك يملأ كل واد +وطيب من حديث لهاك تلهو به الركبان عن ماء وزاد +إذا خفقت لك الرايات يوما تركت الدهر خفاق الفؤاد +يسارك معقل من كل عسر وبأسك عوذة من كل عاد +فأنت أبو الزمان فمن يفادي وأنت ابن القضاء فمن يعادي +دهمتهم بطعن من منايا تسمى بالمثقفة الحداد +وزرتهم بأقدار مواض يقال لها ظبى البيض الحداد +وطعن لا يذم الكر منه إذا ذم الفرار من الجلاد +وزرع قنا على خلجان زغف كأن قتيرها حدق الجراد +وإن تسلل بوارقه لحرب فإن البرق من سمة الغوادي +هززت عوالي المران منه فعادت عن مكائدها العوادي +متى عبس الكرام تجده طلفا وسل يوم الطراد عن الجواد +وقدمه السماح على بنيه فكان دليله في كل واد +وبلق من جياد الله باتت تجهزها يد الملك الجواد +هواد للرجال إلى مناها تسوم بالفتوح لها هواد +يسير بسيرها مولى تمنت مواطىء خيله مقل الأعادي +وعد الدنو وضنّ بالميعاد مذق الحديث مماطل متماد +ليت الخيال وفي لنا هيهات ذا أعدام أيقاد فأين رقادي +نفروا فلم تترك نفورة عينهم للعين غير مدامع وسهاد +يا طلعة الأقمار لا تتبرجي فضحت سعودك نظرة لسعاد +والبان يعجبك انثناء غصونه لولا اهتزاز قوامها المياد +يا دار من عقرت عليه مودتي عقرت بعهدك كوم كل عهاد +وتمشت النسمات فيك عليلة مشى الأسير بأثقل الأصفاد +يا ليت شعري هل ألم بساعة تخلو من الرقباء والحساد +وأبل من نظري إليك جوارحا أبدا إليك بكلهن صوادي +واشم من ذاك العذار بنفسجا الند لبس له من الأنداد +وأضم من ريحانه وشقيقه نزه النفوس ومتعة الأجساد +وأرى بوجنته سطور ملاحة بدم القلوب تخط لا بمداد +ولقد نشطت ليوم دجن أدكن خاط الغمام له مسوح حداد +وعلى المغاني للفواني والغنا زهو يريك مواسم الأعياد +أعلمت ما أبدعت من أحدوثة هي عقر كل جواد مجد أجود +وواحشتاه لظاعنين ترحلوا بالطيبات وخلفوا اليوم الردى +إن كان يبلغهم سلامي فاقروا عني السلام أهيل ذاك المعهد +فهناك من ريح السماح لواقح تزجي سحائب مورقات الجلمد +يا آل عبد الله أن خطوبكم سلبت من الأيام كل تجلد +إن غيبت شمس السعود فإنما في البدر للثقلين أسعد مشهد +وإذا عشا نظر المكارم بعده كنتم لتلك العين الأثمد +بشراكم بنزول فادحة أبت لأبيكم إلا جوار محمد +أنّي أعزيكم بها لا والعلى من ذا يعزّى بالنصيب الأسعد +لكم معاني المكرمات جميعها والناس قائمة بمعنى مفرد +لو تهتدي الدنيا بغير هداكم لم تحظ ناشدة السماح بمرشد +وأغنّ يفقدني ربيع شبيبتي فأعيدها منه بشم ورود +وإذا أهالتك الرماح بفتكها هانت عليك من الدمى بقدود +ريم الكناس لانت أعجب آية تسبى الضراغم بالتفاتة جيد +هل حيلة تهدي إليك فاهتدي ولو أن مسكنها شفار حديد +أو ساعة تطوي البعاد ونلتقي فأفوز منك ولو بنيل وعيد +أهل العقيق من الخدود فدتكم أهل الغضا من أضلع وكبود +لا تكثروا منّا عليّ بوصلكم فلحاظكم لم تخل من تهديد +ذهبت بنا تلك العيون إلى اسى مزج الوصال لنا بكاس صدود +إن كلفتني السقم سود محاجر فلقد شفتني منه بيض خدود +إلى الحب أرشدني إذا كنت مرشدي فما أنا إلا للغرام بمهتد +ولا ترج سلواني فقد بعت لذتي على يد من أهوى بهم منكد +فأصبحت بين الشمس من خد غادة قتيلا وبين البدر من خد أغيد +وما أنس لا أنسى التي كم تعطفت علي بتقبيل ورشف مردد +وضنت بوعد لا تطيق نجازه وكم متلف في الدهر انجاز موعد +أقول لها يا ضرة الشمس هل لها أجل مرادي من سبيل فأهتدي +مننت برشف ربما بل غلة وصنت الذي أمسى نهاية مقصدي +حبيبة قلبي آه من لوعة النوى وويلاه من بين على الصب معتد +فلا تنكري مني دما سال في الهوى بحيث متى استشهدت خدك يشهد +خليلي إن أضمرتما لي مودة فهذا محل الوامق المتودد +أتتني من الدنيا غوازي حوادث ذوات يد تطوي النفوس ولاتد +كأني موقوف على الوجد والأسى تروح عليّ النائبات وتغتدي +خليلي إن ساعفتماني هنيئة بيومي هذا حزتما الأجر في غد +خذالي من ألحاظ ريم بذي النقا أماناً فقد صالت بكل مهند +خليلي ما نفع الخليل لخله إذا لم يعنه في الخطوب ويسعد +بنفسي التي في ثغرها البرق والندى وفي خدها النوار والكلأ الندي +أما ورضاب الثغر تطفي ببرده حشاشة وجد في الحشا متوقد +وطرف كطرف الريم لا والتفاتة تردي المها ثوب الحياء فترتدي +ودهر تقضى بين حان وحانة وجيداء تسبي الناظرين وأجيد +وكأس مدام لو تطعم ريقها فم الدهر يوما مال ميل المعربد +وطول قلى يرضي الخليط وأهله ويمسي به أهل الهوى في تنكد +وطيب وصال لو يباع ويشتري بذلت به روحي وما ملكت يدي +وكافور خد فوقه خال عنبر كأبيض ما في العين زين بأسود +لانت منى قلبي فلا تتباعدي صليني بقرب يا أميمة أو عدي +ومنجدة في الركب لاشد رحلها لبين ولا سارت بها ساق أوخد +وقفنا نجده الحزن من بعد هزله وللحب عهد ليس بالمتجدد +ولما التقينا والمطايا مثارة وللحب نهب في قلوب وأكبد +جرى العتب حتى ظلت العيس تلتوي بأعناقها والخيل تكدم باليد +عشية ناوحت الحمام على الهوى وأغريت بالتعديد كل معدد +عشية طال اللثم حتى رأيتها وقد عوضت عن درها بالزبرجد +عشية أطلقنا البكاء على النوى وكل بأصفاد الهوى كالمقيد +فديتك لا خل على البين مسعدي وها ضاع من قبل بين تجلدي +دعيني عما لم أعوده من قلى شديد على الإنسان ما لم يعود +أأحمد أنت أوفى الناس عهدا ومجدا بعد والدك المجيد +عهدت لنا بأن تجدي مرار وطبع الحر أنهى للعهود +فزودنا بمطلبنا وزدنا فليس على عطائك من مزيد +وكم جيش يؤمك مستفيدا سينعم منك بالكرم المفيد +وأنا كالرياض لها احتياج لماء السحب من كرم وجود +وإن تسمح فإنك ذو سماح تسهل شدة اليوم الشديد +وأين البخل عنك فررت منه فرار الحسن من صور القرود +ومن لعبت بأنملة الغوادي فليس يخاف اخلاف الوعود +كفي رويدك واقصري يا هذي هيهات ليس الفيلسوف بهاد +هلّا مررت على قباب سعاد فرأيت كيف تفتت الأكباد +للَه هاتيك الكناس تكفلت بحفاظهن مجاثم الآساد +قسما بها ما عنّ منجد برقها إلا وبل بعبرتيّ نجادي +يا أيها الغلمان أن مهاكم تركت صلاحي معلما بفساد +واستبدلت أنسي بأعظم وحشة فالبيد فرشي والتلاع وسادي +ما مر بي آن وحق هواهم إلا وزاد الوجد ملء مزادي +فضح النسيم حديث مية إذ سرى بالمندلي مضمخ الأبراد +هات الرسائل يا نسيم فإننا لم نكترث بعدي ولا بعواد +قالوا الرحيل غدا فويلي من غد ماذا يريد غد بأهل ودادي +قالوا فؤادك لا تدعه للدمى هدفا فقلت لهم وأين فؤادي +أخدوه مني يوم صاح بركبهم ذاك النفير وجد ذاك الحادي +لا كان من يبغي الورود ويرعوي حذرا من الأصدار والإيراد +يا دار لا بعدت قبابك من فتى سد البعاد عليه كل سداد +أمن الدنو وليس يدري أنه خبأت له الأيام خبء بعاد +فكأنه الساري الذي عرضت له صماء شاهقة من الأطواد +لا العذل يغويه فيسليه ولا هو عاثر من وصلكم برشاد +لم يدر كيف يكون آخر أمره إلى شقاء أم إلى اس��اد +إن كنت تكره أن تطيب حياته فالورد دون رضاك شوك قتاد +أو كان لا يرضيك إلا وجده باع السرور بأبخس الأنكاد +يا سيدي ما كان أكثر حسدي واليوم صرت شماتة الحساد +اللَه بي فلقد حمدت وئيدها حتى كبا جلدي وعيل جلادي +إن لم تكن مما يروع آخذا بيدي فحسبي أحمد الأمجاد +المنجد المرتاع من وقداتها لأفضل فوق فضيلة الأنجاد +والتارك الأموال نهبة وافد فكأنها وقف على الوفاد +والمصلح الأفساد بالقلم الذي ليس المداد له سوى الأمداد +قالت له العلياء دع عنك العدى ما للكرام سوى اللئام أعاد +أحسدوه إذ وجدوه رغم أنوفهم مت يا جموح أسى على المقتاد +عمت منافعه فقل في والد جاء الأنام بأنجب الأولاد +لا رفده وعد ولا أبعاده فعل وبئس المرفد المتمادي +والجود قد يرضى بمن ميعاده صدق وأين الصادق الميعاد +يا أيها الواري الزناد اليّة بالفضل من مصباحك الوقاد +وبمطئن من حلومك راسخ رجحت رزانته على الأطواد +وبحلبتي كرم وخوض ملاحم أدركت شوطهما على الآماد +ومن الذي أولاك من حكم الندى طبا يقوم مائل الأجساد +يا عود أحمد عد بكل جميلة كالشمس جارية على المعتاد +بأبي الذي من زار باب رجائه ألقى عصاه بباب كل مراد +أراك للدنيا عقدت الحبى ولم تنل من وصلها ما تريد +وتطلب الأخرى على تركها لأن ما أنت الحليم الرشيد +طلعت بنور السعد يا أيها البدر فلم يخل بحر من سناك ولا بر +ورب حجاب للملوك خرقتَه بزرق رماحٍ من أسنتها النصر +نشرت طوايا كلّ حتفٍ عليهم بمنشورة الرايات يطوي بها العمر +ومصقولة من مرهفاتك آذنت بإرغام قوم حشو آنافهم كبر +صوارم كانت للرقاب صوارما كما جدع الظلماء ما شحذ الفجر +مضارب تفري كل درع وجوشن إذا الصخر لاقى بعضها انطبع الصخر +بمثلك نال المجد سالف ثاره وللازمة الصماء يدخر الذخر +رأى الدهر ما استودعته من سرائر فألقى العصا طوعاً لمن أمره الأمر +وذي همة توطا بها عنق السها كذاك لعمري تفعل الهمم الغر +ابت خيله إلا الأسنة مرتعا وهل سمرات الملك إلا القنا السمر +وزير حوت منه الوزارة باسلا يحط به من كل وازرة وزر +سليمان عصر فرج العسر يسره ولو لم يكن تفرجيه عسر العصر +خليليّ ما أدرى وإن كنت داريا أأخلاقه أزهى أم النجم الزهر +إذا أنتما كررتما نظريكما بأحسن معنى منه غالكما الفكر +فلا تعجبا من بشره في جلاله فأن كريم الطبع آيته البشر +عجائبه في السلم والحرب جمة ولا عجيب إن أحدث العجب البحر +وعزم يفل الزغف من قبل قرعها ألا هكذا فلتصنع الخدم البتر +تجيش مواضيه بمكنونة الردى فتحسبها سرا يجيش به صدر +ويفتر عن نيل الأماني كلها نداه كما يفتر عن شنب ثغر +نقيّ من الأدران يابى جوارها كذا العقل يأبى أن تخامره الخمر +نضا كالحسام الهندوانيّ جوده فنادى منادي جوده قتل الفقر +ورب بغاث قد تصدى لصيدها من اللَه صقر لا يناهزه صقر +هو الباز ما للورق منه سلامة ولو كان في أوج الثريا لها وكر +أعد أيها الراوي لنا ذكر وصفه وحدث عن اليم المحيط ولا نكر +صفوح عن الجاني ولكن لسيفه تألق إيماض يجف له القطر +مقيل من الأيام زلة نعلها لمثل علاه كان ينتظر الدهر +كبا البرق حتى لم ينل شأو رفده وإن لم ينفت مسراه سهل ولا وعر +به صحت الأيام بعد اعتلالها ولولا وجود الخمر ما وجد السكر +متى خفقت في أرض قوم بنوده أماتهم من قبل موتهم الذعر +وإن كان للأطواد صبر فإنها إذا رمقت مرآه أعوزها الصبر +فكم معشر أدبتهم بمواعظ من الصمّ ما ل��صم عن سمعها وقر +جلبت لهم شر الطعان فعالهم ويا حبذا شر به يدفع الشر +ومذ بسطوا للغدر كفا أريتهم عواقب ما يجني على أهله الغدر +ونزّهت نفسا حرة عن دمائهم فجئت بهم أسرى وفي إثرك الفخر +لك الرأي مصقول الحواشي كما صفت صفاح المواضي أو كما خلص التبر +وما نوء ثجّاج من الوبل واكف يهش لرؤيا ريقه البلد القفر +ولا روضة غنّى بها الرعد مرزما فظل على ذاك الغنا يرقص الزهر +بأطيب من ريّا مكارمك التي يذر على كل النواحي لها عطر +وما أنت إلا صورة البدر طالعا وفي كل شطر من إنارته شطر +يضيء به محلولك الأفق أبهما ويحدو به في كل ناحية سفر +وما عتبة ما حاتم ما ابن مامة على أنها العنقاء طار بها ذكر +يمينا برب الراقصات الى منى وما ضمن البيت المحجب والحجر +لئن شئت صيرت الجبال بزجرة كما يتثنى في ذرى غصن نظر +بك استقصت الأيام ما في نفوسها ولولا هبوب الريح ما التطم البحر +من الركب يطفو في السراب ويغمر كنانة أم شم العرانين يشكر +أم استصحبوا من آل قحطان فتية ينص بهم خد الفخار ويصعر +أساطين قد حلوا السنام من العلى فزان بهم دست وزين منبر +يؤمهم هاد من اللَه لو دجا عويص فعن عين العناية ينظر +كريم السجايا ذو محيا منور ألا حبذا ذاك المحيا المنور +يرومون طوساً جاد طوسا مجلجل من السحب خفاق البوارق ممطر +فأكرم بها من بلدة قد تقدست بصاحبها والجار بالجار يفخر +همام تزل العين عنه مهابة ويعظم عن رجم الظنون ويكبر +فسل محكم التنزيل عنه فإنه سيعرب ما عنك النواصب تضمر +مغان أبت غلا العلى فكأنها تطالب وتراً عند كيوان يذكر +فكيف وقد جلّت بلا هوت قدرة تحير أرباب النهى فتحيروا +بحيث دلالات النوبة شرع تجلى وأنوار الإمامة تزهر +وللملأ الأعلى هبوط ومعرج وللعائذين الهيم ورد ومصدر +وكم قد علا منها مقام ومعشر فجل مقام ما هناك ومشعر +ولما دعا داعي الهدى قلت أرّخوا أجبت ابن موسى صادق الحزم جعفر +حارت عقول البرايا فيك والفكر فلم تكن بك بعد اليوم حكم +أتيتنا بنظام كله حكم وجئتنا بكتاب ما به نكر +لو كان في زمن جاءت به نذرال باري إلى الناس لاستغنت به النذر +هذي قصيدتك الغراء قد لبست ثوباً بديعاً تمنى وشبه الزهر +لم يتلها أحد إلا وكان له بكلّ لفظ ومعنى معجب سكر +جلت فليست من الأفكار ناشئة لكنها ىية جاءت بها الزبر +تاهت بها زمر تحت السماء كما تاهت على الفلك الأعلى بها زمر +ما دار في العالم العلويّ من فلك إلا ولاح به من وجهها قمر +ما أبصرت مثلها الدنيا ولا سمعت ببعض آياتها القدسية البشر +هذي هي الشمس لا تكثر لها نظراً يوماً فيلحقك الأعياء والضرر +شمس بأفق سماء القلب مشرقها تجلى بأنوارها الأحزان والكدر +وليس نعجب إلا أن يقال لنا قد أطلعت هذه السيارة الفكر +كم أرشدت حائراً أنوارها وهدت فلا تضل وهذي العين والأثر +هذا كتاب هدى فانشر طويته وانظر بما تنبىء الآيات والسور +واضرب به المثل الأعلى فإن له فينا عجائب لا تحصى وتنحصر +فنحن نكتب في الدنيا عجائبه وكان يكتبها من قبلنا القدر +هذي بشائره نادت مبلغة وافتكم آية الرحمن فاعتبروا +والمجد يخطب لا مجد ولا شرف إلا لدى سيد سادت به مضر +فما رأينا له وصفا يحيط به كالماء ليس يرى لوناً به النظر +يا صاحب الشرف الأعلى الذي افتخرت به قريش وأهل الفضل تفتخر +فقد سدت نظماً على من جاء قبلك أو يجيء بعدك والقف كلما سحروا +فإن نظمك لم تبلغ أوائله ايدي الركائب إلا وانتهى السفر +بمدحك الزاهر الزاهي المديح غدا يزهو وفي وجهه من نوره غرر +نجابه معشر طابت عناصرهم وأهلك اللَه أقواماً به كفروا +دانت له شعراء العصر قاطبة وكم أثاروا له حرباً فما انتصروا +قالوا أشرت بأدنى ما ادعيت به سيعلمون غداً من ذلك الأشر +لا تبتئس بالذي أخفوه بينهم فلن يضروك أن أخفوا وأن جهروا +يخشون منك كما يخشى الجبان من ال قرم الجسور فيقضي أمره الحذر +ويعرفونك من بعد كما عرفت قرب الضياغم من أنفاسها الحمر +فإن فخرت به الآداب فيه فقد سادوا بشعرك في الدنيا وما شعروا +خليليَّ ما هذي الضعون السوائر أعفر كِناس أم نجوم زواهر +تخيلها البيض الهجان كأنها معاصم قد عضت عليها أساور +فنبهت الأشواق مثنى وموحداً كما ذعر السرب المهوم ذاعر +ألا يا فتاة الحي قومي لتنظري فعال فتى من فعله الليث حاذر +وإني أبي الضيم كهلا ويافعا فهل لابيّ يا ابنة القوم عاذر +وربّ صريخ في ظلام أجبته كما ثار من رقش الأراقم ثائر +فأبت إلى قومي أرى الفضل فضله وآب إلى أصحابه وهو شاكر +ونافثة بالسحر من كلماتها وبعض كلام الناس للب ساحر +فلا تعجبن مني بصحبة ناقص فقد تصحب الليل النجوم الزواهر +أرى اللهو يا سلمى لغيري بضاعة وغير فؤادي بالدنية تاجر +ظفرت بما يعيى الأوائل بعضه ولكن بغيض للنفوس المعاصر +ومارث مجدي حيث رثت ملابسي فقد تودع الحق الحقير الجواهر +رقدتم وأسهرنا العيون لأجلكم وكم راقد يسعى له الليل ساهر +أتلوي ذوات الدل عني عنانها ومثلي من تلوى عليه الخناصر +عرضن لنا والبدن تدمى نحورها مها الانس إلا أنهن نوافر +تباه لهن عني إذ طرقت مسلما وسالت على تلك الوجوه النواظر +وأنكرن عرفاني غداة رأينني وقد يذكر المنسيّ يا سعد ذاكر +وكيف التصابي بعد ما انصرم الصبا لقد طويت ياميّ تلك الدفاتر +ذكرت الصبا فاغرورق الجفن دامياً وقد أفصحت بالغدر تلك الغدائر +قذفت الصبا قذف السيول غشاءها متى أتضحت للشيب مني معاذر +وأضرم نار الوجد قلبي فما له ضمير بود العامرية عامر +قفي قبل تفريق أبثك ساعة أحاديث دهر كلهن نوادر +أقلي من التعليل يا أخت تغلب فما زغب التعليل بالحر طائر +وقد نمت ليلا كنت أرعى نجومه لعل خيال الأخيلية زائر +صحا اليوم من سكر الشبيبة شارب وعاد إلى بحبوبة الفيض سائر +وأقداح راح نصطليها مجامراً ممسكة للَه تلك المجامر +وحمراء أقبسنا لها نار جذوة على جبهة المريخ منها مآثر +تدور على أيدي الندامى كأنها حظوظ على أهل الحظوظ دوائر +طردنا بها المستصعبات كأنها عفاريت شلتها النجوم الزواهر +أدرنا بطون الأمر مثل ظهوره بواطن لم تكدر لنا وظواهر +قبسنا من النار التي قبساتها قضى اللَه أن تفنى بهن الدياجر +زمان حلا بالبيض لكنه خلا على مثل ذكراه تشق المرائر +أخذت بأطراف البلاد كأنني بها مثل في الشرق والغرب سائر +فما السهم حتى يرفض القوس صائب وما السيف حتى يهجر الغمد باتر +سنخرق أطراف الستائر بالقنا متى أغلقت دون الملوك الستائر +ململة الأطراف ذات بوارق تطن طنين الرعد فيها الزماجر +تعلم منا كل ملك سداده وفي جودة الآراء للعمي ناظر +وصمت ملوك الأرض عما أقوله وماذا عسى تجدي الجياع الجواهر +متى يطلق المأسور منك بزورة ألم تدر أن الوعد للمرء آسر +ولا تيأسن من فرجة بعد شدة فقد يرخص الغالي وتغلو البوائر +لك الود مني والنصيحة كلها ومالك مني يا نديم السرائر +وفينا ولم نغدر بافشاء سرهم وكل مذيع للسرائر ��ادر +وممتلىء من كامن الغدر باطناً تشكل منه بالأمانة ظاهر +يريك خداعاً أن وجدك وجده ويطرب لو دارت عليك الدوائر +أقام مقام الكلب عاقر وده ومن عدّة الصيد الكلاب العواقر +بسطت له وجه الرضا عابثاً به وللشهم رأي بالأحيمق ساخر +أرى الخيل لا تخفى على من يسوسها وإن حسنت للغير منها مناظر +أرى الكوكب الهادي إذا أحلو لك الدجى وهل نافع لولا الضياء النواظر +والمح أعقاب الأمور بفطنة تلوح لها قبل الورود المصادر +وقد تدرك الأشياء قبل وقوعها وتعرف في أولى الأمور الأواخر +فدع منظري ليس الرجال مناظراً وخذ مخبري إن الرجال مخابر +فقد تصدق الأشياء عما سمعته وتكذب في بعض الأمور النواظر +كفى حمقاً بالمرء انفاق زيفه على صيرفيّ حنكته البصائر +وإني لادرى الناس بالمكر كله ولكن متى نال الغنيمة ماكر +وما أنا ممن يزجر الطير مشفقا وأين من الأمر الربوبيّ طائر +ويعجبني من لا يوازي صديقه على فعل عيب وهو للعيب ساتر +ذخرتكما يا صاحبي لشدة وللساعة الخشنا تصان الذخائر +أعيذكما أن تجعلا الجبن متجراً فصاحب هاتيك التجارة خاسر +وللخمر خمر لا تخامر أهلها ولكنها للأجنبي تخامر +ومن لج في استمطاء عشوا كبت به وكل ركوب للجاجة عاثر +ومن سافرت عن ساحة العجز نفسه إلى نيل ما تهوى فنعم المسافر +إذا لم تكن أيدي الرجال بواتراً فيا ليت شعري ما تفيد البواتر +ولا تجعلا إلا المشقة مركبا قضى اللَه أن ينسى المشقة ظافر +ومن ركب الليث الهصور فلا يلم سوى نفسه أن تدم منه الأظافر +وكم قانع بالجبن لا طال عمره يخاف حضور الموت والموت حاضر +وللأجل المحتوم للمرء كافل كما حفظت خوط العيون المحاجر +طرقناهم والطعن بالطعن مردف كأن القناناب عن الموت كاشر +أرى الخير في الدنيا بطيئا مسيره فما بال ساعي الشر بالشر بادر +انظر إليه كأنه غصن بدا لكنه غصن ببدر مثمر +وانظر إلى ذاك اللثام كأنه من فوق عارضه سحاب مقمر +باللَه يا قمر الهوى هل لمعة من نور وصلك للقلوب تنور +أو لفتة من جيد عطفك إنما لفتات أجياد المها لا تنكر +ظلّ المساعد في هواك وإنما كثر اللحاة على هواك فاكثروا +ما بالهم لا يعذرون متيماً كل الصبابة فيه جزء أيسر +ما للعدول على هواك يلومني عمي العذول أما يراك فيعذر +أنسيت ليلة زرت ترقب واشيا من وجنتيك يذيع ما هو مضمر +ما قمت ترفل بالدجى حتى غدا برد النسيم بعنبر يتعطر +والسحب كالركبان تقتحم السرى والبدر يخفى بينهن ويظهر +يكسو السحائب غير لون ثيابها فكأنها فيه بساط أصفر +ومدامة كالشمس في افلاكها يسعى بها قمر الجمال الأزهر +يسعى بها من وجنتيه بروضة يشفى العليل بها ويجلى المنظر +ويلاه من اين السلو طريقه ضاع الطريق وليس عنه مخبر +ويلاه جار على فؤادي ناظر بعث الغرام فليته لا ينظر +هو الملك أهل أن يقلّ له السفر ومن لم ينل بالسيف فخراً فلا فخر +فهاجر عن الأوطان في طلب العلى فليس بمصطاد على الوكن الصقر +ومن لمي ر الهندي سائس ملكه فلا نهيه نهي ولا أمره أمر +وقاس بأقداح الخديعة أهلها فليس بمكر ما يزاح به المكر +وما الأمر إلا بين راض وساخط لقد ذمت الأشلاء ما حمد النسر +وإن رمت أمراً فارتقب ما وراءه فبعد انتزاع السهم لا ينفع الحذر +وخذ بالمعالي واطرح ما وراءها فذخر الملوك الجند والسوقة الوفر +ورب كريم يفتدى بأكارم وتقطع دون الهامة الأنمل العشر +وإن رمت سبر المرء فانظر كتابه فعنوان عقل الحبر ما كتب الحبر +وقابل بحسن العفو كل إساءة فإن جزاء العود للمحرق العطر +ولا تجعلن المكر للنفس ديدناً فكم بترت أوداج صيقلها البتر +ولا تطلبن السعد إلا بأسعد فلولا ضياء الشمس لم يشرق البدر +وإن شئت أن تعلو من العز ذروة يكاد لها يعلو السماك بل النسر +فذرها تلف السهل بالوعر قاصدا سليمان رب المكرمات ولا فخر +فتىً يشتري الذكر الجميل بماله وما المال إلا ما به يشترى الذكر +وكم جاس نقعاً فانجلى عن جبينه بأبلج رفّاف على تاجه النصر +وأظهر في الآفاق كل عجيبة ولا عجب أن يقذف الدرر البحر +وكم سار والرايات تخفق خلفه مواردها بيض مصادرها حمر +وبحر سماح ليس يجزر مده وكل عباب شأنه المد والجزر +ويا ربما بالغيب وكل ظنه فاضحى له وجه الغيوب ولا ستر +وإن راح يكفي الناس أيسر جوده فلم يكفه للناس أيسر جوده +وكيف تضاهيه الغوادي بنائل ونائلها ماء ونائله تبر +فظالمه من قاس بالطود حلمه وطاعنه من قال نائله البحر +ورب رعاع ناضلوه جهالة واخطأ رام من رميته البدر +وما كل من هاج الوغى بحميها فكم وكل لليث أبرزه الخدر +وغر رماه التيه بالتيه ضلّة فأضحى ولا بحر يقيه ولا بر +ولا ورد الأمواه إلا وأصبحت تراءى له منها المحجلة الغر +فنهنهت عنه جحفلا وهو الردى ووكلت فيه جحفلا وهو الذعر +ومن عجب الدنيا أبو العجل أن يرى لقاء أبي شبل ومن شأنه الفر +ولو كان شهما لاويا جذّ راسه أجل له من أني ولى له الدبر +ومن حارب المسعود قد حارب القضا إلا إن أمر اللَه ما فوقه أمر +فيا ملك الأعناق عفواً ورأفة فغير عجيب أن عفا الملك البر +لتهنأ بعيد فيك أصبح عيده ولولا انهماء القطر لم يشرق القطر +ولا زلت محفوظاً بعين عناية تجلى بك الجلى ويحيا بك الثغر +فيا لك فتحاً طبق الكون ذكره فغنى به الشادي وسار به الذكر +وقال به اليوم الأغر مؤرخا سليمان مجلوب له الفتح والنصر +تباً إلى الشعر كم أبني جوانبه لكلّ بيت دنيّ بيتهم شعر +فربَّ مادح قوم فوق قدرهم أطال في ذمهم لو أنهم شعروا +من يقدم غير الحسام نذيراً يجد الناس آثماً أو كفورا +وإذا اشتقت غير ضرب وطعن فالبس الخنث واخلع التذكيرا +إنما الهزل للغواني ومن كا ن لأخلاقها أخاً ونظيراً +وتجنب نقائص القول والفع ل ورم بالكمال ملكا كبيرا +قسم لها ناهضاً على قدم الأق دام واركب من كل خشناء كورا +إن من كان همه في المعالي هجر الظل واستظل الهجيرا +ومن الجبن أن تؤخر مسعا ك فأقدم واخر التأخيرا +أو لم يدر من توانى ملالا أن قطر الندى يعود غديرا +ما على المبتغي أثارة عز أن تصدّى للراقصات مثيرا +ليس شرط المنى التواني ومن م شمر زنداً لم يذمم التشميرا +والمعالي أدق من عمل الأكسير م علماً ومن رأى الأكسيرا +راحة المرء في الدؤوب ولولا حدة الراح ما أفادت سرورا +من أعار الآمال سمعاً تلقى كل مالا يفيد غلا عرورا +من يجد حال صحة وشباب لم يكن في خموله معذورا +أخر البيض يوم غزوك والخي ل وقدم أمامها التدبيرا +وإذا خانت المساعي فمهلا ربما تحدث الأمور أمورا +هكذا تستدير دائرة الأيام م يوماً صحوا ويوماً مطيرا +وإذا أحلولكت خطوب فناهي ك بشمس النهى سراجا منيرا +وخذ الحذر في الأمور وإن كا ن لعمري لا يدفع التقديرا +حيث أن الذي نرى من حديث م الحزم أمراً يستحسن التحذيرا +وإذا الحلم لم يكن مستشاراً يوم طيشٍ فمن تراه مشيرا +خلق العقل للقلوب أميراً وعلى الجيش أن يطيع الأميرا +وإذا كنت عاشقاً حور الأعين م فاعشق من أعين ا��طعن حورا +إن خلع العذار من شيم الشوس م كما ملّت العذار ي الخدورا +كل من تاجر الظبي والعوالي اعقبته تجارة لن تبورا +إن تحاول سلطان تلك الأماني فاتخذ قائم اليماني وزيرا +لا تقصر في صحبة الجد يجعل لك في جنة الأماني قصورا +وإذا ما جهلتها فتبين من سليمان علمها المأثورا +الأبيّ الذي أطاعته غول ما أطاعت كسرى ولا سابورا +باسم ثغره صبيحة يوم كدرت شمسه به تكديرا +فارس الغازيات عربا وعجما واطئات بطونهم والظهورا +أبرزت للعيون جنة حسن وأعدت للظالمين سعيرا +صاحب المخذم الذي بات يشكو الموت منه ويلا ويدعو ثبورا +فاتك بالكماة يزبدها البأ س كما تزبد الرياح البحورا +مطمع بشره كأن بليلا جاء للناس بالغمام بشيرا +إن تسل عن وجوده إنما الإحسان والحسن ربياه صغيرا +أنخ العيس في مغانيه تنظر كيف تهدي الأنواء تورا وتورا +وإذا قيس بالملوك وقيسوا كان كالقطب للأثير مديرا +شيم لو تشكلت لم تكن إلا شموساً وأنجماً وبدورا +مكرمات إن أدعاها سواه جاء نكراً بها وظلماً وزورا +ما لكم تدعون وحدة مسعا ه كذبتم فادعوا ثبوراً كثيرا +أريحيّ من الغوائل مأمون وإن كان في الورى محذورا +فيلسوف ذو خبرة واطلاع سل به إن شككت يوما خبيرا +يأخذ الرأي من طبيب المنايا وبصير من استشار بصيرا +فكأن القضاء أنزل للحرب كتاباً بنصره مسطورا +وإذا أعوز الملوك عبير تخذ العشير المثار عبيرا +لست أنسى له اصطلاما عتيا كان يوما على العتاة عسيرا +يوم طار البغاث إذ دهمتها شزب الخيل حاملات صقورا +يوم طاش الحليم وارتبك المقدام حتى ظننته مسحورا +يوم عضت على شكائمها الخيل ورضت من الصدور صدورا +يوم غل الرقاب محدودب الظهر كما غلّ أسرها مأسورا +يوم قامت به قيامة طعن نقرت بالأسنة الناقورا +تحسب الحرب للمنايا كتاباً وصفوف الكماة فيها سطورا +حبذا الضمر التي صبحتهم فأحالت صباحهم ديجورا +فجأت دارهم وكانوا ملوكاً فإذا هم لم يملكوا قطميرا +ودهاهم بصبية من كماة تحسب القوم لؤلؤاً منثورا +يوردون الكماة أكواب حتفٍ قدروها من طعنهم تقديرا +صبية تحسب الأسنة والماذية الزعف جنّة وحريرا +لو ترى القوم والقنا مشرعات لتحققت من قلوب صخورا +فأعادوا الأعداء فوجين فوجا مرتعاً للظبى وفوجاً أسيرا +سقطوا رمّة وطاروا سراعاً حيث أن النسور كانت قبورا +بأبي قاصم الظهور بعزم لا تراه للمجرمين ظهيرا +إن للَه في مرامي سطاه قدراً من قضائه مقدورا +يتولاه في هدى وانتصار وكفى اللَه هاديا ونصيرا +صعقت لاسمه الحوادث صرعى وطوى اللَه رقّها المنشورا +وبما ضم أفقه من شهاب يقذف المارد الرجيم دحورا +أشهر الخافقين ذكراً ولو لم يودع السر لم يكن مشهورا +يا مجير الطريد كان لك اللَه تعالى من كل بأس مجيرا +كم بذلت الحسنى لقوم أساؤا فأبى الظالمون إلا كفورا +جمع الدهر فيك ما شت في الناس فكنت الورى وكانوا الدهورا +زارك النجح والفلاح وحجج المجد والجد بيتك المعمورا +جزرت دونك النهى واستمدت أبحر الرأي بحرك المسجورا +وسقاك النصر الإلهي من رائق أقداحه شراباً طهورا +وبلغت المنى واجلبت للأبطال يوماً عليهم قمطريرا +وتولاك طالع اليمن بالنصر ولقاك نضرة وسرورا +فأذقت العدى المنايا وفجرت عليهم أنهارها تفجيرا +وأطرت القلوب في يوم بؤس كان بالطعن شره مستطيرا +كل قوم لهم نذير ولكن خلق السيف للئام نذيرا +كان كل أصم أعمى عن الحق فصيرته سميعاً بصيرا +أنت ذ��ك القضاء لا تعرف التقديم في حالة ولا التأخيرا +كم أذقت البوار أبطال قوم لم يكونوا لولا حسامك بورا +فكأن النصال كانت كؤوسا وكأن الرجال كانت ثغورا +كلما حاولت مقامك قوم كان حجراً عليهم محجورا +كل جوّ جالت جيادك فيه كان مسكاً وتربه كافورا +أبداً لا تمل خيلك غزواً ومتى ملّت النجوم المسيرا +يا أبا المالك الذي قد تولى من أمور العوالم الندبيرا +إي وعينيك إن طول القوافي تشتكي في ثنائك التقصيرا +غير أني أرحت بالنفث صدراً ربّ نفثٍ بروّح المصدورا +والهوى يركب الفتى كلّ صعب ويريه الأمر العسير يسيرا +وأنا اليوم تائب من ضلالي مستقيل فهل ترى لي عذيرا +كم أحالت على المقادير أقوام أراهم لم يعرفوا التقديرا +ثم قالوا بالجبر قولا شنيعاً أي ذنب لمن غدا مجبورا +ذكر المعاهد في العقيق وما جرى فجرت مدامعه عقيقاً أحمرا +دمن لهوت بها وأيام الصبا كالغصن عاوده الشباب فاثمرا +كانت وكنا لا نراع بحادث ولنا من الأيام أن نتبخترا +ويلاه من فلك قضى دورانه أن لا نرى منه الذي كنا نرى +أيام تشرق بالخدود كأنها زهر أصاب من السحائب ممطرا +أيام ترشفنا النعيم زجاجة ماء الحياة بها يرى متفجرا +يسعى بها ذو وجنة قمرية يشفي الغليل بها ويجلوا المنظرا +للَه نفس متيّم جشمتها خطط الغرام ورمت أن تتبصرا +رامت من المقل النجاة فما نجت ما كل واردة أصابت مصدرا +قالوا جنيت فقلت أي جناية لهوى النفوس بما عليها قدرا +خلوا فؤادي والغرام فإنه لا ذنب للإنسان في قدر جرى +يا أيها القمر الذي حركاته في كلّ آونة تزين الأعصرا +أنظر إلي ولا تسل عن حالتي فالعين ليس يفيدها ما لا ترى +يا حاديي تلك الركاب عشية جدّ الهوى فترفقا بي تؤجرا +إن تسرقا لي نظرة أحيا بها فكأنما أحييتما كل الورى +كم ليلة عانقت بيض ظبائها وعناقها بالبيض منعقد العرى +صافحت فيها كل صفحة وجنة نلت الجنان بها وذقت الكوثرا +والنفس تأنس حيث حل حبيبها ولو أنها باتت مجاورة الثرى +ولقد ذكرت الخيل يوم طرادها والشمس تلتثم القتام الأكدرا +فوقفت ما بين الأسنة والظبي ظمآن أرتشف النجيع الأحمرا +والعيش في شرف النفوس ومن يهن كان الحمام به أحق وأجدرا +كم سرت في طلب المعالي موعياً عزماً تضيق لديه أوعية السُرى +قلقلت فيه ركائباً تعشو إلي نار الوغى وتصد عن نار القرى +وهززت أطراف الرماح لغارة هصرت لي العود الذي لن يهصرا +إن التأخر في الأمور هو الردى أو ما ترى عصر المشيب تأخرا +لو كان معنى الجبن شخصا بارزاً لم تلق خلقاً منه أسوء منظرا +فإذا حلمت حلمت لا عن ذلة لكن لي معنى بذاك مقدرا +وإذا غضبت نفخت في قصب القنا فأحلتها في الحال جمرا مسعرا +إياك من غضب الحليم فإنه كالنصّل صيّره الصقال مجوهرا +ولربّ صاعقة أتت من ممطر والنار قد تلج القضيب الأخضرا +ولقد أقول لبائس يشكو الأذى متأسفاً من دهره متحسّرا +خفض عليك فلا تكن قلق الحشا إن الظلام يعود صبحاً مسفرا +تشكو الزمان وفي الزمان ندى الذي لولا مس الحصباءَ أصبح جوهرا +فلقد أذمَّ من الخطوب سميدع ذمم المكارم عنده لن تخفرا +إيه فصبغة كلّ علم أصبحت أمة لأعلم من رأيت ومن ترى +هو صبغة اللَه الذي اكتحلت به عين السواد من العراق فأبصرا +هو صبغة اللَه التي حيّا بها زحل الزمان فصار بدرا نيّرا +الفاضح الحكاء بالحكم التي وقف الكمال ببابها متحيّرا +لم تثنه في الجود لومة لائم أرأيت بالجبل النسيم مؤثّرا +تجري المكارم من مواقع بأسه فتخال عذب الماء من حجر جرى +زانت مكارمه المكارم كلّها فكأنها كانت لعين محجرا +وأغر في مرآة جوهر علمه أمست وجوه الغيب أوضح ما يرى +نالت به الأيام أوفر حظها للَه من وجد النصيب الأوفرا +قيسَ الوجود به فكان كماله كفاً وكان العالمون الخنصرا +يا من به صور المكارم أبصرت والدهر لولا الشمس لم يك مبصرا +أأقيس جودك بالمكارم كلّها من قاس بالذهب الصعيد الأغبرا +لم تجر خيلك في ميادين النّدى إلا أثرت من المكارم عثيرا +إني رأيت لك الحوادث غلمة لو رمتَ أهداها إليك تصورا +أبدلت بالقلم الحسام فلم تزل تبري يداك به الوشيجَ الاسمرا +أعددت منه كتائباً ملكيّة تثني بأيسرها العديد الأكثرا +قلم إذا أرسلته في مشكل وافاك عن نبأ الغيوب مخبّرا +يجري فلا يمضي الزمان مضاءه ما كل منصلت يقد المغفرا +للَه عصرك فاز منك بسؤدد كنت الأنام به وكان الأعصرا +ولقد رفلت من العلى بموشح لو مسّ ترب الأرض أصبح عنبرا +طبع الزمان على هواك فأصبحت تلقي ضمائره إليك المضمرا +ولك اليد البيضا الكريمة لم تكن إلا ثريا الجود في فلك الثرى +بحر لو إنّ البحر يشبه وردها لم يهد للوراد إلا جوهرا +بأبي انفرادك في العلوم كأنما قلم العلوم بغير لوحك ما جرى +يا آل بيت اللَه عزّ مقامكم عن أن يقال وجلّ عن أن يذكرا +لكم الحديث حديث قرآن العلى يتلو من الآيات ما لا يفترى +إن كان علم الناس أصبح عارضاً فعلومكم كانت لذلك أبحرا +لمعت لكم في المكرمات بوارق لو شامها قيظ الزمان لا مطرا +تاللَه ما نشر السماحة ريحه إلا وجدت لها المكارم عشيرا +أنت الذي نبهت راقدة الهدى من بعد ما عبثت بها سنة الكرى +ولكم كففت من الحوادث راميا من بعد ما جذب القسبيّ فأوترا +يا موجباً بذل الجوائز إذ غدا لكتاب آيات السماح مفسّرا +حاشا لجودك أن تجود بأصغر والدهر نال بك الفخار الأكبرا +يا آخذاً بيد الندى من أمة تركته متلول الجبين معفّرا +إن يحيى فيك اللَه دارسة العلى فكذاك يحيي اللَه بالماء الثرى +من ذا يحاول وصف شأوك كلّه لا بل يجل ثناك عن أن يحصرا +ولقد وقفت ببابه أنا والورى كل تحير عن مداه وفصرا +لو يشتري ذاك الثناء شريته لكن من الأشياء ما لا يشتري +أو ما ترى الإنسان يحسب هاذياً في القول إن بسط الكلام فأكثرا +هذا كتاب غلا جعلت ختامه من غيبة الأسرار مسكا أفذرا +طرقت وطرف النجم يعثر بالسرى والليل قد ملأ الجفون من الكرى +خطرت كما اهتزت أنابيب القنا ورنت فقل ما شئت في أسد الشرى +قالت مراشفها لطالب وردها ما كل واردة أصابت مصدرا +وكان وجنتها ونقطة خالها شجر من الكافور يحمل عنبرا +تندى مراشفها بأعذب سلسل فعجبت للنيران تصحب كوثرا +يا حسنها بتشكلات جمالها طورا قضيب نقى وطورا جؤذرا +عنّت فكاد الدهر يرقص نشوة لغنائها والصخر يورق مثمرا +من ربرب الحي السويحلي سربها لكن كل الصيد في جوف الفرا +من كلّ ذات غدائر رفاقة ذرّت على الآفاق مسكا أذفرا +وتخال فوق أسيلها أصداغها جيش النجاشي قد تقدم قيصرا +تدمي النواظر خدها فكأنما نفض الشقيق عليه لونا أحمرا +يا حاديي تلك الظعون عشية جدّ الهوى فترفقا بي تؤجرا +إن تسرقا لي نظرة أحيا بها فكأنما أحييتما كل الورى +والنفس تأنس حيث حلّ أنيسها ولو أنه سكن اليباب المقفرا +ولكم طرقت الخيس حول كناسها والشهب تعتنق الظلام الأكدرا +أقدم فكم دون التأخر آفة أو ما ترى عصر المشيب تأخرا +لو كان معنى العجز شخصاً بارزاً لو تلق خلقاً منه أسوأ منظر +ولقد أقول لبائس يشكو الأذى متأسفاً من دهره متحسرا +خفض عليك ولا تكن قلق الحشا إن الظلام يعود صبحا مسفرا +تشكو الزمان وفي الزمان حزور لو لامس الحصباء أصبح جوهرا +هذا سليمان الذي أشفى على زحل العراق فصار بدرا نيرا +الباهر الوزراء بالحكم التي وقف الكمال ببابها متحيرا +سرت وزارته البلاد كأنما أهدت إلى الوفاد أنواع القرى +زانت مكارمه المكارم كلها فكأنها كانت لعين محجرا +نالت به الزوراء أوفر حظّها للَه من وجد النصيب الأوفرا +تجري السماحة من صلابة بأسه فتخال عذب الماء من حجر جرى +هذا الوزير وصاحب العهد الذي ذمم المكارم عنده لن تخفرا +ذو همة ليست تقاس بغيرها من قاس بالشم الرواسي العشيرا +ملك ولكن الملوك عبيده ما كل منصلت يقد المغفرا +يا من به صور المكارم أبصرت والدهر لولا الشمس لم يك مبصرا +طبع الزمان على هواك فأقبلت تلقي ضمائره إليك الهدى +أنت الذي ايقظت للناس الهدى من بعد ما عبثت به سنة الكرى +للَه عصرك فاز منك بسؤدد كنت الأنام به وكان الأعصرا +يا آخذا بيد الندى من أمية تركته متلول الجبين معفرا +إن يحيى فيك اللَه دراسة العلى فكذاك يحيي اللَه بالماء الثرى +ولكم كففت من الحوادث راميا من بعد ما جذب القسبيّ فأوترا +يا عيد هذا العيد كم لك عائد عادت به الأيام روضاً أنظرا +سهلت للناس العسير بحكمة طول الفلاسف عن مداها قصّرا +وبدت لسعدك طلعة ميمونة كالبرق أقبل بالغمام مبشرا +ومضى قصارى السوء عنك فأرخو للعيد عيد منك اشرف نيّرا +أدر الزجاجة لا عدمت مديرا واسق الندامى نضرة وسرورا +وأفض علينا من تجلي حسنها ناراً تدك من القلوب الطورا +عجباً لها يا للملا ببروزها ناراً وقد حشت العوالم نورا +من خالها زوراً فقد غنمت بها يد معشر لا يشهدون الزورا +هات اسقنا ذات الصفاء وخلنا من عين كرم كدّرت تكديرا +للَه خمر لم يخامر جرمها خبث فكانت للطهور طهورا +معصورة بالوهم لم تذكر لها أهل العصور السالفات عصيرا +مخبوءة في حانةٍ قد عطّرت كلّ العوالم ريحها تعطيرا +يا صاحبيّ إلا أعذراني بالتي لطفت فكانت للرحيم نشورا +طوت الدهور وما استحال شبابها فكأنها لم تعرف التغييرا +شمطاء فاعجب من حداثة سنها عذراء فاغنم وصلها معذورا +أم الدهور وحبذا تاثيرها من قبل أن يجد الوجود أثيرا +هي جنة المأوى فقل لاباتها ذوقوا عذاباً دونها وسعيرا +بل صورة الحسن التي مهما بدت لعيون قوم كبروا تكبيرا +اللَه أكبر يالها من صورة لا يستطيع لها امرؤ تصويرا +فاشرب وغنّ على اسمها مترنّما واقض الليالي ضاحكاً مسرورا +واشكر زماناً أنت فيه لماجد لولاه لم يك سعيه مشكورا +هذا سليمان الذي لقحت به أم الكمال مباركا مبرورا +بأبي الوزير وقيم الملك الذي أمسى له الراي السديد وزيرا +حامي ثغور المسلمين بمرهفٍ كم فضّ من أهل الشقاق ثغورا +ملك توسّم بالخصال حميدة وارتاد روضَ المكرمات نضيرا +أخذ العراق به الأمان فلم يخف هولا وكان الخائف المذعورا +سكنت نفيسات السخاء بكفّه شبه اللآليء قد سكن بحورا +وأغر لما استصفحته معاشر وجدوه بالصفح الجميل جديرا +شاموا بوارقه فكانت نضرة للرائدين وروضة وغديرا +خِدن المكارم والمكارم خِدنه كلّ إلى كلّ يطير سرورا +نظم الهبات الباهرات قلائدا لم تتخذ إلا العفاة نحورا +أولاه مولاه السياسة والهدى وكفى بربّك هادياً ونصيرا +يا من تهللت البلاد بعوده طرباً كما شرح الصدور سرورا +كم بدرة في بدرة أطلعتها للناظرين كواكباً وبدورا +أقبلت باليمن المطلّ على الورى كالغيث أقبل بالربيع مطيرا +وعفا لمقدمك الزمان مؤرخاً بالسعد عدت مكرماً محبورا +هي المعاهد أبلتها يد الغير وصارم الدهر لا ينفك ذا أثر +يا سعد دع عنك دعوى الحبّ ناحية وخلني وسؤال الارسم الدثر +أين الألى كان إشراق الزمان بهم إشراق ناصية الآكام بالزهر +جار الزمان عليهم غير مكترث وأي حرّ عليه الدهر لم يجر +فكم تلاعب بالإمجاد حادثه كما تلاعبت الغلمان بالأكر +لا حبذا فلك دارت دوائره على الكرام فلم تترك ولم تذر +وإن ينل منك مقدار فلا عجب هل ابن آدم إلا عرضة الخطر +وكيف تأمن من مكر الزمان يد خانت بآل عليّ خيرة الخير +أفدي القروم الألى سارت ركائبهم والموت خلفهم يسرى على الأثر +للَه من في مغاني كربلاء ثوى وعنده علم ما يأتي من القدر +إذا الشياطين بارته انبرت شهب ترميهم عن شهاب اللَه بالشهب +ما أومضت في الوغى منهم بروق ظبى إلا وفاض سحاب الهام بالمطر +يسطو بمثل هلال منه بدر دجىً في جنح ليل من الهيجاء معتكر +هم الأسود ولكنّ الوغى أجم ولا مخالب غير البيض والسمر +ثاروا فلولا قضاء اللَه يمسكهم لم يتركوا لأبي سفيان من أثر +أبدوا وقائع تنسي ذكر غيرهم والوهز بالسمر ينسي الوخز بالإبر +غر المفارق والاخلاق قد رفلوا من المحامد في أسنى من الحبر +سل كربلاكم حوت منهم هلال دجى كأنها فلك للأنجم الزهر +لم أنس حامية الإسلام منفرداً خالي الظعينة من حام ومنتصر +يرى قنا الدين من بعد استقامتها مغموزة وعليها صدع منكسر +فقام يجمع شملا غير مجتمع منها ويجبر كسراً غير منجبر +لم أنسه وهو خواض عجاجتها يشق بالسيف منها سورة السور +كم طعنة تتلظى من أنامله كالبرق يقدح من عود الحيا النضر +وضربة تتجلى من بوارقه كالشمس طالعة من صفحتي نهر +كأن كل دلاص منهم برد يرمى بجمر من الهنديّ مستعر +وواحد الدهر قد نابته واحدة من النوائب كانت عبرة العبر +من آل أحمد لم تترك سوابقه في كلّ آونة فخراً لمفتخر +إذا نضا بردة التشكيل عنه تجد لاهوت قدس تردّى هيكل البشر +ما مسه الخطب إلا مس مختبر فما رأى منه إلا إشراف الخبر +واقبل النصر يسعى نحوه عجلا مسعى غلام إلى مولاه مبتدر +فأصدر النصر لم يطمع بمورده فعاد حيران بين الورد والصدر +يا نيرا راق مرآه ومخبره فكان للدهر ملء السمع والبصر +لاقاك منفرداً اقصى جموعهم فكنت أقدر من ليثٍ على حمر +لم تدع آجالهم إلا وكان لها جواب مصغٍ لأمر السيف مؤتمر +صالوا وصلت ولكن أين منك هم النقش في الرمل غير النقش في الحجر +يا من تساق المنايا طوع راحته موقوفة بين أمريه خذي وذري +للَه رمحك إذ ناجى نفوسهم بصادق الطعن دون الكاذب الأشر +حتى دعتك من الأقدار داعية إلى جوار عزيز الملك مقتدر +فكنت أسرع من لبّى لدعوته حاشاك من فشل عنها ومن خور +وحق آبائك الغرّ الذين هم على جباه العلى أنقى من الغرر +لولا ذمام بنيك الزهر ما اعتصرت خمر الغمام ولا دارت على الزهر +قد كنت في مشرق الدنيا ومغربها كالحمد لم تغن عنها سائر السور +ما انصفتك الظبى يا شمس دارتها إذ قابلتك بوجه غير مستتر +ولا رعتك القنا يا ليث غابتها إذ لم تذب لحياء منك أو حذر +أين الظبى والقنا مما خصصت به لولا سهام أراشتها يد القدر +أما رأى الدهر إذ وافاك مقتنصا بأن طائره لولاك لم يطر +واصفقة الدين لم تنفق بضاعته ف�� كربلاء ولم يربح سوى الضرر +وأصبحت عرصات الكتب دارسة كأنها الشجر الخالي من الثمر +يا دهر حسبك ما أبديت من غير اين الأسود أسود اللَه من مضر +أمسى الهدى والندى يستصرخان بهم والقوم لم يصبحوا إلا على سفر +شمائل ان بكتها كل مكرمة فحق للروض أن يبكي على المطر +رزء إذ اعتبرته الشمس فانكسفت فمثله العبرة الكبرى لمعتبر +وأن بكى القمر الأعلى لمصرعه فما بكى قمر إلا على قمر +لا درّ درك يا وادي الطفوف أما راعيت أحمد أو أوقات منتظر +كم من قلائد مجد للنبيّ عدا من آل صخر عليها ناقض المِرَر +وكيف أنسى لهم فيها أصيبية بباترات الصدى مبتورة العمر +ما للمواضي الظوامي منهم رويت فليت ريّ ظماها كان من سَقر +وما على السمر لو كفّت أسنتّها عن أكرم الخلق من بيض ومن سمر +يا ابن النبيين ما للعلم من وطن إلا لديك وما للحلم من وطر +إن يقتلوك فلا عن فقد معرفة الشمس معروفة بالعين والأثر +لم يطلبوك بثأر أنت صاحبه ثار لعمرك لولا اللَه لم يثر +ولم يصيبك سوى سهم الألى غدروا كجائر البيضلولا الكفّ لم يجر +يا دهر مالك تقذي كلّ رائقة وتنزل القمر الأعلى إلى الحفر +جررت آل عليّ بالقيود فهل للقوم عندك ذنب غير مغتفر +تركت كلّ أبيّ من أسودهم فريسة بين ناب الكلب والظّفر +ما للمكارم قد خلّت قلائدها فانحط منحدر في إثر منحدر +وما لحالية الوفاد عاطلة تبكي على البحر لا تبكي على الدرر +أما ترى علم الإسلام بعدهم والكفر ما بين مطويّ ومنتشر +أي المحاجر لا تبكي عليك دماً أبكيت واللَه حتى محجر الحجر +أنظر إلى هاديات العلم حائرة والصحف محشوة الأحشاء بالفكر +وامسح بكفك عين الدين إنّ لها من المدامع ما يلهي عن النظر +لم أنس من عترة الهادي جحاجحة يسقون من كدر يكسون من عفر +قد غيّر الطعن منهم كل جارحة إلا المكارم في أمن من الغِيَر +هم الاشاوس تمضي كلّ آونة وذكرهم غرّة في جبهة السيَر +مضت نفوس وأيم اللَه ما وجدت أظفار أيدي الردى إلا من الظفر +أفدي الضراغم ملقاة على كثب ومنظر اليأس منها قاتل النظر +من ذاكر لبنات المصطفى مقلا قد وكلتها يد الضراء بالسهر +وكيف اسلو لآل اللَه أفئدة يعار منها جناح الطائر الذعر +هذي نجائب للهادي تقلصها ايدي نجائب من بدو ومن حضر +وهذه حرمات اللَه تهتكها خزر الحواجب هتك النوب والخزر +لهفي لرأسك والخطار يرفعه قسراً فيطرق رأس المجد والخطر +من المعزّي نبيّ اللَه في ملأ كانوا بمنزلة الأرواح للصور +ان يتركوا حضرة السفلى فإنهم من حضرة ا لملك الأعلى على سرر +وإن أبوا لذّة الأولى مكدرة فقد صفت لهم الأخرى من الكدر +أنى تصاب مرامي الخير بعدهم والقوس خالية من ذلك الوتر +بني أمية إن ثارت كلابكم فإنّ للثار ليثاً من بني مضر +سيف من اللَه لم تفلل مضاربه يبري الذي هو من دين الإله بري +كم حرة هتكت فيكم لفاطمة وكم دمٍ عندكم للمصطفى هدرِ +أين المفر بني سفيان من أسد لو صاح بالفلك الدوار لم يدر +مؤيد العزّ يستسقى الرشاد به أنواء عز بلطف اللَه منهمر +وينزل الملأ الأعلى لخدمته موصولة زمر الأملاك بالزمر +يا غاية الدين والدنيا وبدءهما وعصمة النفر العاصين من سقر +ليست مصيبتكم هذي التي وردت كدراء أوّل مشروب لكم كدر +لقد صبرتم على أمثالها كرما واللَه غير مضيع أجر مصطبر +فهاكم يا غياث اللَه مرثية من عبد عبدكم المعروف بالأزدي +يرجو الإغاثة منكم يوم محشره وأنتم خير مذخور لمدّخر +سمي كاظمكم أهدى لكم مدحا أصفى من الدر بل أنقى من الدرر +حيّيتم بصلاة اللَه ما حييت بذكركم صفحات الصحف والزبر +قسماً بربّ الراقصات إلى منى غرّ الوجوه مقلّدات المنحر +ومناسك الحرم الحرام وما حوى ذاك المقام من المحلّ الأنور +والعاكفين على محاريب التُقى والطائفين بركن ذاك المشعر +ومعالم الإسلام لاح منارها فأضاءت الدنيا بأبلج أنور +ما للحوائج غير همّة أحمد ذي الحزم والعزم الأجل الأكبر +ملك عليه من الهداية والنهى والمكرمات دلائل لم تنكر +هو كوكب الاسعاد والقمر الذي ليل الخطوب بغيره لم يقمر +قاموس أنواع المعارف لم يزل يهدي لوارده صحاح الجوهر +وقف الصواب من الأمور جميعها ما بين مورد رأيه والمصدر +تتفجر الآلاء منه نوابعاً كالشرق ينبوع الصباح المسفر +نشاب أكباد برشق أسنَّة عن غير أنياب الردى لم تكثر +يا بدر لا تطمع بمثل كماله أين النحاس من النضار الأنضر +آليت أن ترقى مراقي أحمد اللَه أكبر قد حنثت فكفّر +وله السجايا الواضحات كأنها درر الكواكب في الآهاب الأخضر +إن لم يكن للمجد إلا أفقه فالشرق يأتي بالصباح المسفر +بشرى لأحمد ذي المحامد أنّه في ذمّة اللَه التي لم تخفر +العاقد الحلال من يظفر به يظفر بأكسير السعود الأكبر +فكّاك معتقل مغيث طريدة يا دهره خييت بين الأدهر +مقدام كلّ كتيبة جرّارةٍ فكأن تبّع في أوائل حمير +خطاط مجدٍ غير أنّ يراعه لا يستمد سوى المداد الأحمر +من معشر بيض كأن فعالهم غزر تلوح على جباه الأعصر +أهل اليد البيضاء والمقل التي نظروا بها تمثال ما لم ينظر +من كلّ ذي دنف ترى لحسوده غيظ الجريح إلى السنان الأخزر +أن ينظروا الفيت أبهج منظر أو يسيروا الفيت أصدق مخبر +يا عيسَ آمالي إليه ترحلي وإذا انختِ بداره فاستبشري +أو ما علمت بأنها الدار التي دارت بها كرة النصيب الأوفر +ينبيك حسن رياضها وحياضها كيف الجنان وكيف طعم الكوثر +ترى يختشي من حلّ عقوة حيدرِ وإن ساورته موبقات الكبائر +وفي محكم التنزيل مس اسم مشرك حرام على غير الأكف الطواهر +يا صاحبي قم للسرور فهذه بكر المدام تزف في الأبكار +مسك ولكن في غلالة نرجس ماء ولكن في طبيعة نار +يا صاحبي قم للشرور فهذه بكر المدام تزفّ في الابكار +وانظر إلى ذاك الحباب كأنه زهر الأقاحي نابت في النار +تلك البراقع لو أذاعت ما بها لرأيت كيف تهتك الأستار +قد أوترت أيدي الخطوب قلوبنا واليوم نشكوها إلى الأوتار +قوما إلى الزقّ الجريح فطالما جبر الهوى بدم إليه جبار +عودا إلى العود الرخيم وناديا عصر الشباب بنغمة المزمار +كل المعالي من علاي تولّدت وكذا العناصر أصلها من عنصري +لكنّه متصنّع كم غشّ أقواماً وغَر +ثور على زيِّ ابن آ دم إنها احدى الكبر +لا تعذلوه على حماقته التي فيها اشتهر +فالجهل أبدى العذر عنه وما أساء من اعتذر +فالفِقه لم يفقه به وببيت شعرِ ما شعر +زيف ينفقه على أعمى البصيرة والبَصر +إلى عبد العزيز حثثت عيسى فقال لي الزمان أصبت عزّا +هو الحظّ الحميد ظفرت منه بطلسم العلى ولقيت كنزا +ومن حيث التفتَّ ترى أماناً أمامك مذ جعلت نداه حرزا +ألم تره يقد الشوس قدّاً ويملأ حقوي الضرّاء وخزا +أشد من الصبا في الحرب جرياً وألين من جنى غصن مهزا +فتىً يفري بطون الغيب حدساً ويدرك من ذوي الحاجات رمزا +ويعطي كلّ سائلة مناها ولم يسمع من الوفّاد ركزا +وينشر للندى علم الأيادي فيركزها على كيوان ركزا +يسلّ من العزائم مرهفات تسوم نواصي الحدثان جزا +غياث إن المَّ بأرض محل وإكسير إذا لمس الفلزا +قد اعتقلت بساعده الأيادي فقومها بإذن اللَه غمزا +تشيم النار همتها ارتفاعاً ويطلب الحضيض الماء عجزا +جزاه اللَه عن كرم السجايا بأكرم ما به الإنسان يجزا +تناهزني بمدحته الليالي كلانا طالب للسّبق حفزا +لمية ربع بالصريمة دارس الحت بمرّاها عليه الطوامس +خليليَّ ما بعد الكثيب معرس ولا دون ذاك الحيّ حيّ مؤانس +نشدتكما هل بالظعينة مطمع فيرتاح ملتاع ويطمع آيس +وعهدي بذاك الحيّ تعطو ظباؤه كما مرحت بين الرياض الطواوس +معاهد إيناس لبسنا بها الصبا قشيباً وأيام الشباب أوانس +مغان أعارتهن صنعاء صنعها وأهدت اليهن التصاوير فارس +كان هديل الطير في وكناتِها مزامير يتلوها عليك الشمامس +شروني على علم بأبخس قيمة وللحبّ نقد للمحبين باخِس +فيا ديمة للعمر ما بالها انجلت وما اخضرّ منها للأماني يابس +تقلّبني الأوهام يمنى ويسرة وربَّ صحيح أسقمته الهواجس +ولا وجد إلا من رقيب كأنّه قران تلاقيه النجوم النواحس +وفي الكلّة الصفراء ذات أسرّة إذا ضحِكت لم يبق في الأرض عابس +ينافسني فيها حميم وصاحب وفي مثل ليلى لا يلام المنافس +كعاب تفوت اللمس ليناً ورقّة وأن من الروح البسيط الملامِس +ذكرتكم والدمع أكثره دم وفي القلب من تلك اللواعج قابِس +فحركت من نبض الهوى كلّ ساكن كما حرّكت نبض الحروب الأحامس +على أنني لا أنثني عن ثنائكم ولو زج بي في مقلة الموت راجس +وماذا يضر البيد أن تحمد الحيا إذا سار عنها والتلاع فرادس +وكم طاف بي في لجّة الليل طيفكم ودر نجوم الافق طافٍ وراكس +تطرّز أنفاسي الطروس بذكركم كما طرَّزت وجه الصَعيد البواجِس +وما أنا ممن يودع الكتب سرّكم ولا سرَّ فيما أودعته القراطس +ولا خير في عضّ البنان ندامة إذا خلست ما في يديك الخوالس +إذا بان من تهوى فيومك مظلم وإن زار من تهوى فليلك شامس +ودون الذي أمّلت يا أم سالم صدور المذاكي والرِماح النوادس +مزحتِ بأطراف الهوى مزح عابث وفي المزح ما تندق منه المعاطس +أسير على ظهر النَوى متوركاً فتحسب شخصي راجلا وهو فارس +تقاذفني الأمصار حتى كأنني صوائب نبلٍ والبلاد رواجس +أعلّل نفسي بالأماني طامعاً وأكثر أطماع النفوس وساوس +وكم حاجة أقدمت فيها مشمّرا فأخر عنها الطالع المتقاعس +هو الغرض الأدنى لو الجد مسعد وهل ينفع الأقدام والجد ناعس +وفي عقلات الحيّ من ذلك الحمى عقائل أدنى سجفهنَّ الأشاوس +فمن بابن جنس واحد أستعينه وأبعد من تدعوه من لا يجانس +بكيت عليكم والنَوى مطمئنّة وما فرقت شعب الفريق العرامس +سلوا النظرة الأولى التي مذ قدحتها على القلب كم شبّت عليها مقابس +وكم دلجة أردفتها إثر دلجة وقد كثرت للجنِّ حولي هساهس +نطالب أخفاف القلاص بزورة فيمطلنا بالوعد دهر مماكس +نرى عكس ما نهوى كأنّ حظوظنا مرايا لأعراض الشعاع عواكس +وألقت عصاها الشد قميّة بعدما ونى جانباها واشتكتنا البسابس +تحاول من سعد السعود محمد رياضاً لها الصوب الإلهي غارس +منبّه أحداق الغنى لمعاشر عيون حظوظ الدهر عنهم نواعس +تساوى الورى في اللؤم وامتاز كنهه وبالفضل تمتاز النفوس النفائس +تموت به الحساد غيظاً وحسرة وفي الورد ما لا تشتهيه الخنافس +يناقش عن ذات المعالي وغيره يناقش عن ديناره وينافس +إذا لبست نفس سوى المجد والعلى فللنار ما ضمته تلك الملابس +ومستودع للَه في جنباته ودائع لم يفطن لها أرسطالس +فتىً كم خبايا في زوايا علومه يتلمذه غرس بها وقراطس +تدلّت إلى كفيه من كلّ حكمة غرائس لم يقطف جناهن لامس +له الرأي يقتاد الرواسي بسره وفي الرأي ما لا تدّعيه الفوارس +من القوم لا يخطي الغوامض حدسهم وكم شق عن جيب من الغيب حادس +هم القوم لا برق المروءة خلّب لديهم ولا رسم الفتوة دارس +وأبلج مغشي الرواق إذا سرت سراياه سدّت للهواء منافس +ينجّم للدنيا بحر سنانه فتجري بما شاء الجواري الكوانس +ولم يبق صعب لم يسسه بنانه لكل أبيّ جامح الطبع سائس +تهز مثاني عطفه أريحية بها كل أنف للأماني عاطس +وترقص أعطاف الندى طرباً به كما تتهادى بالخلي العرائس +يقاس به معن وعمرو سفاهة وفي أكثر الأشياء يخطي المقايس +له القلم الماحي الملوك كأنه أبو اشبل عنّت لديه فرائس +ومخترط ذو مضحك متلألىء وجوه المنايا فيه غير عوابس +أذنت لرايات الأعادي بنكسها فعادت بحمد اللَه وهي ناكس +ولولا الحداد البيض ما أبيض مطلب لقد عرفت داء الظلام النبارس +معاطس من كبّار قوم جدعتها وكانت على العيوق تلك المعاطس +كرمتم وأسأرتم لغيركم القذى إذا الأرض طابت طاب فيها المغارس +حرام على من دونكم نيل وصلها وللشمس وجه لا تراه الحنادس +لمن يعملات في السراب قوامس وسرب دمى بين الهوادج كانِس +وعهدي بذاك الحيّ يسرح سربه كما سرحت بين الرياض الطواوس +معاهد إيناس لبسنا بها الصبا قشيباً وأيام الشباب أوانس +وللبيض والسمر اهتزاز بحليها كما اهتزّ بالأوراق فينان مائس +معاهد حلتهنَّ مصر بوشيها وأهدت اليهن التصاوير فارس +كأن هديل الطير في وكناتها مزامير يتلوها عليك الشمامس +شروني على علم بأبخس قيمة وللحبّ نقد للمحبين باخِس +فياديمة للعمر كيف تقشعت وما اخضرّ منها للأماني يابس +وما كل ما يحكي التوهم صادقاً فربَّ صحيح أسقمته الهواجس +وفي الكلّة الصفراء ذات أسرّة إذا ضحكت لم يبق في الأرض عابس +ينافسني فيها حميم وصاحب وفي مثل ليلى لا يلام المنافس +ولا وجد إلا من رقيب كأنّه زمان تلاقيه النجوم النواحس +ذكرتكم والدمع أكثره دم وللوجد وري في الجوانح قابس +فنبه لي تذكاركم كلّ هاجدٍ كما اقتدحت زند الحروب الاحامس +على أنني لا أنثني عن ثنائكم ولو زج بي في مقلة الموت راجس +وكم طاف بي في لجّة الليل طيفكم ودر نجوم الافق طافٍ وراكس +تطرّز أنفاسي الطروس تشبباً كما طرّزت وجه الصعيد البواجس +وماذا يضر البيد أن تحمد الحيا إذا سار عنها والتّلاع فرادس +ولا خير في عضّ البنان ندامة إذا خلست ما في يديك الخوالس +إذا بان من تهوى فيومك مظلم وإن زار من تهوى فليلك شامس +أحبتنا هل تجمع الدار بيننا فيرتاح ملتاع ويطمع آيس +أفي كل يوم رحلة وأناخة ولم تنف عن عيني الأمور اللوابس +أعلّل نفسي بالأماني طامعاً وأكثر أطماع النفوس وساوس +تقاذفني الأمصار حتى كأنني صوائب نبلٍ والبلاد رواجس +كأن المطايا كلّما أرقلت بنا وجوه مرايا للشعاع عواكس +ولولا الحداد البيض ما أبيض مطلب لقد عرفت داء الظلام النبارس +وكم دلجة أردفتها إثر دلجة وقد كثرت للجنِّ حولي هساهس +وألقت عصاها الشد قميّة بعدما ونى جانباها واشتكتنا البسابس +تحاول من سعد السعود محمد ربيعا له النور الإلهي غارس +منبّه أحداق الغنى لمعاشر عيون حظوظ الدهر عنهم نواعس +تساوى الورى في اللؤم وامتاز كنهه وبالفضل تمتاز النفوس النفائس +وكم أنكر المعروف من قبله الورى وما الورد مما تشتهيه الخنافس +ومستودع للَه في جنباته ودائع لم يفطن لها أرسطالس +أخو حكمة ما شام بقراط ومضها وللعلم خيل ما امتطاهن فارس +فتىً كم خبايا في زوايا علومه يتلمه إرس بها وقراطس +تدلّت إلى كفيه من كلّ حكمة غرائس لم يقطف جناهن لامس +وأبلج مغشي الرواق إذا سرت سراياه سدّت للهواء منافس +له من سراة الخليل أنعم مجلس وفي صهوات الخيل نعم المجالس +ينجّم للدنيا بجرّ يراعه فتجرى بما شاء الجواري الكوانس +له قلم يمحو العوادي كأنه أبو اشبل عنّت لديه فرائس +وأبيض يفتر الدجى عن فرنده ولكن وجوه الموت فيه عوابس +وفتيان صدق لا الذمام لديهم ذميم ولا رسم الفتوّة دارس +جحاجحة لم يخرسوا لملمة وفي السن الأكياس عنهم مخارس +رعى اللَه منه كلّ دارس حكمة مهندس للفضل فيه مدارس +يقود برأيٍ واحد ألف قسور وللرأي ما لا تدّعيه الفوارس +ولم يبق صعب لم يرضه يراعه لكل أبيّ جامح الطبع سائس +تهز مثاني عطفه أريحية بها كل أنف للأماني عاطس +وترقص أعطاف الندى طرباً به كما تتهادى بالخلي العرائس +ولم تمطر الأيام إلّا بنوئه وأين من الحسنى نفوس خسائس +هو الشهم لا تخطى الخفايا سهامه وكم شقّ عن جيب من الغيب حادس +وربّ عويصات برأيك أرغمت وكانت لها فوق السماء معاطس +مددت إلى أذقانها كفّ خافض فعادت بإذن اللَه وهي نواكس +تكلّفني الدنيا رجاءَ سواكم ولي نظر عن غيركم متشاوس +فنزهت إلا من نداكم مطامعي وأكيس أهل الكيس من هو آيس +كرمتم وأسأرتم لغيركم القذى إذا الأرض طابت طاب فيها المغارس +وذي جمال رعاه اللَه من قمر من نوره لو أعار البدر ما نقصا +غرير لحظ عزيز الوصل لأن له أقسى فؤاد وأغلى مدمع رخصا +طاعته منّي حشاً لولا الهوى لعصت كما أطاعت قديماً للكليم عصا +من لي بدهر مضى ولّى بذي جشم أيام كنت بها استفرص الفرصا +أيّام لا نصب فيها ولا وصب حيث الشبيبة طابت والهوى خلصا +حيّ من العرب لم تذكر صفاتهم لمسمع الدهر إلا اهتز أو رقصا +بانوا لعمري فما كانوا ببينهم إلا كدهر على أعقابه نكصا +من مبلغ الحيّ أني غير ملتفت إلّا إلى ذلك الظلّ الذي قلصا +يا عاذلي ما احتيالي بعد بعدهم شوق أطاع ولكن السو عصى +أيا خير منعيّ إلى الناس كلّهم أصمّ بك الناعي وإن كان أسمعا +لقد برئت من ذمة المجد أنفس لفقدك لا تقضي أساً وتوجعا +خلا الناس منها أمة بعد أمة وكل تولى مؤلم القلب موجعا +إفعل كما شئت لا خوف ولا حذر إن الأذى منك محبوب وموموق +روحي وروحك كانا قبل واحدة واليوم قسمان عشاق ومعشوق +أتطلّب الانصاف من غير منصف ومن ظالم هيهات ما الكحل الكحل +يغرك آل تبتغي منه مورداً وذو اللبّ عن دعوى المحال له شغل +وتبغي بغير الجدّ أن تطلب العلى ودون اجتناء النحل ما جنت النحل +فإن كنت ذا رأيٍ فكن ذا حفيظة فما الجبن من طبع الكريم ولا البخل +إذا الحر لاقى الحادثات فإنه بمزدحم ليث وفي حذر وعل +رعى اللَه رأياً عن يد الحزم رامياً وقلباً به عن كلّ نائبة نبل +وآل عليّ فاتخذهم وسيلة فإنهم روح البسيطة والعقل +ولا تتخذ إلا حماهم وقاية بهم تكشف الأهوال إن زلت النعل +بكم آل بيت المصطفى ميّز الهدى عن الغيِّ والتوحيد والفضل والعدل +فكل أخي فضل ومجد وأن علا فمفخرهم بعض وعندكم الكل +وإن قيس جدواكم بجدوى سواكم فجودكم يمّ ومن بعضه الوبل +وما سيّد يعلو على متن منبر ليهدي الورى إلا لذكركم يتلو +وقربكم من كلّ لاسبه رقىً وقولكم فصل وحبلكم وصل +وحبكم سعد وبغضكم شقاً بذا حكم التنزيل والعقل والنقل +لقد خيّب الساعي إذا أمّ غيركم إذا لم يفز فيكم فلا أجملت جمل +سفينة نوح للنجاة ورفدكم هو الخصب للدنيا إذا أعوز المحل +وعلمكم ما لا يحاط بوصفه لقد ضاق عنه اليم والوعر والسهل +بأيِّ جناية منع الوصال أبخل بالمليحة أم دلال +تحرِّم أن تمَسَّ النوم عيني مخافة أن يمرَّ بها خيال +وفي الركب اليمانيّين خشف بحبات القلوب له اكتحال +يغصّ شتيته بنمير عذبٍ لكلّ من عذوبته اشتعال +قرأت السحر من عيني غرير يترجم عنهما السحر الحلال +ويثمر غصنه قمراً منيراً قليل أن يقال له كمال +يميناً إن في برديه نشرا كما هبت بغالية شمال +وفي ديباجيته فتات مسك يقال لها بزعم الناس خال +وفي عينيه نرجسة ذبول تعلّق بالقلوب لها ذبال +وفي الحدق المراض بدا عجيب شفاء للنواظر واعتلال +يمج لعابه عسلا وخمراً تفانت في طلابهما الرجال +وفيه كل جاذبة إليه إلا للّه ما صنع الجمال +وقالوا لو سلا لأصاب رشداً لقد كذبوا وبئس القول قالوا +أتحسب أنّ بعد الدار يسلي نعم للعاشقين به انسلال +ويوم مثل أجياد العذارى يقلده من البيض الوصال +شربت به على نغم الأغاني عقارا للقلوب بها اعتقال +هواء في الاكفّ له جمود وتبر في الزجاج له انحلال +حللنا تحت حلته نشاوى ومن خيم الغمام لنا ظلال +ربوع للقيان بهن رقص وغيث للربيع به اغتسال +وغنّى العود مرتجلا علينا وللورقاء في الورق ارتجال +وقد مالت عمائمنا لسكر تمكن في الرؤوس له مجال +ألا يا مالكي هبني لوجه بمثل هواه طاب الاعتزال +جفونك أيها الرشأ المفدى حسام اللَه ليس له انفلال +وركب في هواك سروا حيارى يميل بهم نسيمك حيث مالوا +يذكرهم حديثك يوم حزوى فتنهتك البراقع والحجال +يرحّلهم هواك بلا اختيارٍ وتخلع في طواك لهم نعال +أنلتك هذه روحي فخذها وقلّ من الحياة لك النّوال +تركت بك الجدال فلذّ عيشي ولولا الحمق لم يكن الجدال +أعينونا على كبدٍ تلظّى عسى أن ينقع الظما الزلال +وقد طال الحديث بذكركم لي فواطرباه إن صدق المقال +فسادي في محبتكم صلاحي وفي عوج القسيّ لها اعتدال +ولا تنسوا تطلعنا إليكم لكلّ مغيب شارقة مآل +وما أنسى الوداع وقد وقفنا وجدّ بجيرة الحيّ ارتحال +وقد غفلت عيون الركب عنّا فأنعم بالوصال لنا غزال +مضت تلك الظعون فلا التفات إلى تلك الديار ولا انفتال +رعى اللَه الجمال فكم لديه مواقع عثرة لا تستقال +هوى كالمزح أول ما تراه مداعبة وآخره قتال +وما أنا والهوى لولا قدود مهفهفة وارداف ثقال +فكم طير بنى في الجوّ بيتاً فأسلمته إلى الشرك اغتيال +أراه وباله طمع مبيد وغاية صاحب الطمع الوبال +نشدتك هل على الدنيا خليل أخو ثقة تسد به الخلال +كذبت إذا ادّعيت له وجوداً ولكن هكذا أبداً يقال +تأنّ على الأمور تنل مداها فإن البدر أوّله هلال +ومن جدّت مطاياه فأكدت ولكن آفة الطّلب الملال +ولا تسأل تذلّ ولو نفيساً فإن الذلّ قائده السؤال +ولا تؤيسك قارعة ألحّت وكيف اليأس والدنيا سجال +ألم تر كيف يتلو الليل صبح كذاك لكلّ مقبلةٍ زوال +فإن حاولت في الدنيا صديقا فإنك ليس تعرف ما المحال +وربّ سحابة ملئت بروقاً وما كل السحاب له انهمال +يروم المرء بالحيل المرامي وما يغني عن القدر احتيال +ذري إبلي تخد الأرض خدا فعز الشهب في الفلك انتقال +فأما أن يبادرها نعيم وأما أن يفاجئها نكال +تريدين الإقامة والتهاني بأرض ما بها إلا الصلال +وكيف أراع من خطب عقور سليمان الزمان له عقال +سرى بالخيل موقرة نضاراً ومن عدد الوغى خيل ومال +يبتّ حبائل الحدثان بتّاً كريم لا تبت له حبال +تعرّض منه للأقران بحر تموج به الأسنة والنّصال +ويسبح في غدير من دلاص تحوم على مشارعه النّبال +ولولا طبّه ما كان يرقا من الملوين جرحهما العضال +ولا يالو لعمرك عن جميل فتى بحر الجميل لديه آل +لكلّ صفات أهل المجد فضل وأفضلها السماحة والنزل +يجدّد كل آونة رسوماً من العلياء جدّ بها اختلال +تسهل حزنها منه علوم بخاتمهنّ تنطبع الجبال +مواسم أنعم ومناخ فضل وذروة حكمة لا تستطال +منازل تنزل الآمال فيها وأفنية تحط بها الرحال +تسايره الروائح والغوادي لينعشهن منه الانتحال +وتطلع من خلال قباه شمس مطالعها الأبوة والجلال +لنائله من الإكسير معنىً له بالشمس والقمر اتّصال +أقل صفاته نسب نقيّ وأخلاق مضاربها صقال +أبا داود فزت بمأثرات هي الأقمار والأيام هال +لو استهديت أعناق الأعادي لا هدوها إليك وهم عجال +طعنت الطاعنين بطول باع يقصّر دونه الاسل الطوال +حمدتك إذ ثبتّ له وفروا ولولا القبح ما عرف الجمال +يريك الرأي صورة كلّ أمر وفي المرآة يرتسم المثال +جررت فيالقاً لو طاولتهم أعالي كلِّ شاهقة لطالوا +خزنتهم فكانوا حيث تهوى وخير خزائن الدول الرجال +تجز بهم نواصي الخيل جزّاً ويصفع للملوك بهم قذال +وكم أمر تنشق منه عَرفاً فشبَّ وقد تعاوره اكتهال +وحسبك أنَّ رأيك فلسفيَّ عليه فلاسف الدنيا عِيال +ضربنا منك بالقدح المُعلّى ففازت ضربة وأجاد فال +أنالتنا يداك من المعالي أعاليها اللّواتي لا تنال +فرغت من المثالث والمثاني بقلب فيه للكرم اشتغال +يمر الدهر حالا بعد حال وليس يحول من جدواك حال +ولولا أن بخلك مستحيل لقلنا ليس في الدنيا محال +لينهك طالع لقحت سعوداً به الدنياوكان بها محال +جمالك لم يزل للعيد عيداً وأنت شبابه والاقتبال +ولاكملت سعودك في المراقي فإن البدر آفته الكمال +متى توفى عهودكم وتقضى ديونكم وقد طال المطال +أرى كرم الكريم بغير وعد وما أقواله إلا الفِعال +فدم واسلم بعافية وخير فإن بقاك للنوب اعتلال +هي نعم العروس زفت إلى دا رك بكراً وأنت نعم البعل +أنت أهل لحسنها علم الل ه كما أنها لحسنك أهل +أهلاً وسهلاً لقد أسفرت عن قمر محا كتاب الليالي ضوؤه وجلا +أهلاً بمن أمّن اللَه الزمان به وكان من رأقت الدنيا بريقه +أهلاً بمن راقت الدنيا بريقه كأنها ذات عطل البست حللا +أهلاً بمن كان مصباحاً لكل دجى أهلاً بمن كان مفتاحاً لكل علا +أهلاً بمن لو أتت معناً مكارمه لعرّفته من المعروف ما جهلا +اللَه أكبر ما أهداك من علم أوضحت للمبتغي نيل المنى السبلا +يا حبّذا منك شمس نوّرت ظلماً وحبّذا منك الطاف شفت عِللا +وماجد كلّما هيّجت نخوتَه هاجت فأفنت يداه الخيلَ والخَولا +قلبٌ سليم وعرضٌ ليس منخرماً كصفحة الأفق لم تعهد بها خلَلا +يُريك عن عرضه المصقول جوهره عضباً بغير يد الرحمن ما صقلا +وهمة لم يضق ذرع الكلام بها كالسَيف منصلتاً والرمح معتدلا +يا صاحب النظر الأعلى أعد نظراً فإن رأيك رأيٌ لا يرى الزللا +فإن غمزت قناها لاستقامتها فأنت أنت وأمّا العالمون فلا +إن لم تكن يا أبا نعمان مرويها فمن بنائله أن ينقع الغَلا +منكم وعنكم وفيكم كل مكرمة والنحل من طبعه أن ينحل العسلا +فاهنأ بشكري على مرّ الزمان فما يبيده أو يبيد السهل والجبلا +إن رمت من بكر العلاء وصالا فأزل حسامكَ واقطع الأوصالا +من يطلب الدنيا بغير مخذّم فليخذم الحسرات والإذلالا +قلقل ركابك في البلاد فربما تلقي بأودية النعيم رحالا +واستحل ممقرها وسوّغ صابَها فلربَّ مالحة غدت سلسالا +وانهض لمقفلة المعالي بالقَنا إن الأسنة تفتح الاقفالا +ودع الخدائع فهي تخدع أهلها كم غيلةٍ قد غالت المغتالا +لا تقدمنَّ على مهولات الردى إلا بعينِ لا ترى الأهوالا +والحزم للحرّ الكريم مقلّدٌ عطل امرؤ يتقلّد الآمالا +وذر المقامَ ولو أقمتَ بعرّة فالبدر يسري كي ينالَ كمالا +وإذا طلبت منىً فكن كمحمّد يجد الجبالَ من الأمور خيالا +ملك يرى علقَ النجيع لطيمةً وأعاليَ الأسَل الطول ظِلالا +غيث النّدى لدّاغ أفئدة العدى بالبارقات تخالهن صِلالا +بطل من الملكوت تبطل دونه حيل الكماة فلا ترى محتالا +يعدو على الجيش البئيس بفتكة لو لاقت الجبل العظيم لهالا +قرم إذا استنجدت منه فارساً للمكرمات وجدته معجالا +كم خاض ملحمة يذوب بها القنا خوفاً فأنّف بالحسام رجالا +يلقى الجنود فتلتقي آجالهم فتخال زرق رماحه آجالا +ويروعهم منه دوي عزائم تذري بعاصف ريحها الاقتالا +طعّان كلّ ثنيّة ومجيلها من حيث لا تجد الرياح مجالا +أخذ الفوارس للأسنة مطعما والأعوجية للعفاة نوالا +متجلبباً عزمين عزماً يقتضي طبّا وعزماً يقتضي إعلالا +وإذا العيون تحدقت للقائه كحل العيون جنادلا ورمالا +تلقاه يوم الرّوع قيد عداته لم تستطع هرباً ولا اجفالا +وتفوز يوم السّلم منه بأبلج يحيى النفوس ويقتل الاموالا +كم أمّلوا الآمال منه فلم يروا إلا ضرائب تقطع الآمالا +ترك الغواني بعد طول عنائها تستحلب العبرات والأعوالا +شكّت صدورهم صدور رماحه حتى أعاد جديدهم أسمالا +ولربّ قوم قاتلوك فلم يروا للسيف فيك ولا السّنان قتالا +فرموا سلاحهم لديك وصيّروا أمضى سلاحهم عليك سؤالا +لك في العلى رأي كضاحية الضحى يأبى لها الطبع القديم زوالا +لا مثل طبع البدر يكمل نوره ويعود من بعد الكمال هلالا +وأشم شئن اللّبدتين ترى له همماً يكيل بكيلها الابطالا +همم إذا نفخت بأنفخة الردى سبكت بنار وطيسها الآجالا +تجري على المتغطرفين رياحه فترى مرابع عيشهم أطلالا +لم أنسه من كلّ عارٍ عارياً والطعن قد لبِسَ القلوب حجالا +والدهر بالنقع المثار مدجج لكنه يتوقع الاهوالا +والحرب كالحرباء تجهد جهدها في الشمس عاشقة لها تمثالا +والضرب يبدع بالجماجم صنعة كالسحب ترسم في الثرى أشكالا +والسمر من علق النجيع نواهل كالروض يرتشف الحيا الهطالا +والمشرفية تستدير على الطلى فكأنها صيغت لها أغلالا +والخيل من خيلائها لا ترعوي حتى تكاد تلاعب الرئبالا +فيصول جذلان المعاطف باسماً حيث الصلال تخاف فيه مصالا +للَه دَرَّ المعضلات تطيعه من حيث تعرف بأسه القتالا +وكأن رامية الحمام تهابه فتكفَّ يوم الرمي عنه نبالا +واعجب لعين يستقر قرارها من بعد ما شهدت له تمثالا +ماذا تذوق الشوس منه لدى الوغى والموت يسقي من يديه نكالا +وإذا الشواهق حصنت أعداءه لاكت شواهق خيله الأجبالا +للَه حزمك والقلوب خوافق من حيث زلزلت الوغى زلزالا +والنبل من فزع يطيش رشاشه قد يورث الفزع الشديد خبالا +والرمح مضطرب الكعوب كأنه غصن أمالته الرياح فمالا +ففتكت بالأيام فتكة عالم بالنائبات يقلب الأحوالا +فرقت من آل المجمّع جمعهم وجمعت من نسب المكارم آلا +وافيتهم والقوم قد فرشوا المنى وتلحفوا الأيسار والإقبالا +غرّتهم الدنيا بوابل سعدها ومن السعادة ما يعود وبالا +حتى قدحت من الآسنة والظبى نار المنون فأشعلت إشعالا +ذابت جسومهم لديك كأنها برد أصابته السموم فسالا +ولو أنهم ألقوا لديك عصيهم لرأوا مكان الزاعبية مالا +كم أرؤس من شانئيك نثرتها بالسيف فانعقدت هناك جبالا +وتركتهم للطير رزقاً واسعاً فكأنها كانت عليك عيالا +لا يستقال عثار سيفك فيهم كم من عثارٍ لا يكون مقالا +خضت العجاجة كالدجى تجد القنا فيها نجوماً والحسام هلالا +وعبرت ذيّاك العباب بمعشر يجدون بحر القعضبية آلا +جيش إذا هزّت معاطفه الوغى سحبت على زحل له أذيالا +لقد امتطيت كتائبا ملكيّة حذيت خدود الحاداث نِعالا +جهلوا إحالتك الحياة منيّة إن الغبيَّ يرى الصواب محالا +فإذا زجرت الغيث عاد صواعقاً وإذا نظرت السمّ عاد زلالا +فمسحت هامهم بسطوة قادر مسخت جبابرة الوغى أطفالا +وبلغت سؤلك منهم وكذا الفتى لو رام أسنمة السماك لنالا +أذهلتهم بالضرب حتى أنهم وجدوا لهادية السيوف ضلالا +يا ليت علمي كيف تنكرك الطلى من بعد ما قلدتهنّ نصالا +وبأيّ أسلحة تقاتلك العِدى وإذا لحظت أبا قبيس مالا +بأبي صِفاتك لو تقدم عصرها لجززت من تلك القرون سِبالا +ولقد حملت من الزمان وقائعا كانت على عنق الزمان ثِقالا +يا فرحة العلياء فيك لأنّها كانت أشد من المتيّم حالا +لو لم تفضّ عن العلوم ختامها ما آنست في الكائنات رجالا +يا ابن الكرام السابقين إلى العلى والمحرزين الباس والافضالا +لا تظن الخليل من رقّ عطفا وحلا مبسما وراق مقولا +ليت شعري ما يرتجى من زمان يستطب الحكيم فيه العليلا +فإذا لم تجد مكاناً لجود فمن الحزم أن تكون بخيلا +وإذا لم تكن صقيل بنان لم يفد حملك الحسام الصقيلا +وإذا سيمت النفوس بخسفٍ لم يكن صبرها عليه جميلا +ربّ غِرٍّ مستنصرٍ بالأماني مثلما استنصر الثكول العويلا +فاعل فعله الجميل قؤول إن قيل الكرام أقول قيلا +هو وعدٌ لذي الجلال قديم أنه كان وعده مفعولا +وإذا لاحظتك مقلة ضيم فاحش أحداقها قنا ونصولا +ربَّ من تطلب الاعانة منه فتراه محارباً وخذولا +طيّب الفعل من أطائب قوم وكذا تتبع الفروع الأصولا +هو ذاك الطبيب لم يبق جسماً من جسوم الأيام يشكو النحولا +أيها الماجد المشرف شعري حمّلتني يداك حملا ثقيلا +قد كسوت الزوراء بردى سناءٍ وسنىً خالدين لن يستحيلا +ولعمري لقد هززت العوالي بالأيادي كما هززت الرّعيلا +كلما لاحظته عين المعالي قبّلت ذلك المحيّا الأسيلا +يا هماماً لمثل خطبي يرجى وكذا يدرا الجليل الجليلا +كيف يسري إلى نزيلك ضيم وهو للنجم لا يزال نزيلا +شاخصاً للنجوم راقب منها كلّ حين إناخةً وقفولا +كم عليل لم يمس إلا معافى ومعافىً لم يمس إلا عليلا +بل إذا أنكرت حقوفك قوم فاجعل السيف شاهداً ووكيلا +من عذيري إذا نبا ليَ حدَّ ربما أعقب الضراب فلولا +أيها الليل كم تطول كأني راكب منك أدهماً مشكولا +وله سطوة تدك الرواسى لو رأته لعاقها أن تطولا +آخذ مأخذ الصلاح نفور عن سلوك الفساد ساء سبيلا +زار والليل مؤذن بالرحيلِ ضيف طيف مبشّراً بالقبول +مرحبا بالخيال حيّا فأحيا وقضى حقَّ مغرمٍ عن ملولِ +جاء يسعى في حلّتين بهاء وتهادى مبشّراً بالوصول +يا خيالاً ألمّ دار خيالٍ هل إلى آل وائل من سبيل +إن لي بينهم فرند جمالٍ لا�� في مرهف الزمان الصقيل +شمت من وامض الجمال بروقاً جمعت لي غرائب التشكيل +أعشق السالف الطريّ وأهوى ريَّ ذاك المفلّج المعسول +ويروق القدّ الأنيق لطرفي لا على ضّمة ولا تقبيل +وإذا الحب لم يكن عن عفافٍ كان كالخمر مفسداً للعقول +لست أنسى ركابنا يوم سلع نوّخاً بين رقّة ونحول +نسأل الأرسم الدوارس عنهم ربّ علمٍ أصبته من جهولِ +فأذلنا بقيّة الدم والدم ع لما طلّ من بقايا الطلول +لا عداها حيّا يجس ثراها مثل جسِّ الطبيب نبضَ العليل +باديار الأحباب كيف تنكّر تِ ومن ذا رماكِ بالتَبديل +كنت ديباجة المنى بين خدّ سندسيِّ وسالفٍ مصقول +فسقى ملعب الغزال وميض يسحب الذيل من أجشَّ هطول +ما قضت عني السحائب ديناً كان في ذمّتي لرسم محيلِ +يا جفوني أمّا وقد بخل الغي ث فلا تبخلي بدمعٍ هطول +علّلاني يا صاحبيَّ فعندي سكرة من شمائل وشمول +عنَّ لي في القِباب من عرفات رشأ لحظه عِقال العقول +قمرٌ يقمر الفؤادُ يمر آه ويشفى بريقه المعسول +نفحتنا منه الصبا فأتتنا من عذاريه بالنَسيم البليل +بأبي أهيف عهودي لديه مثل خِصر له ضعيف نحيلِ +عقدت وجنتاه وجدي ولكن خلَّ صبري ببنده المحلول +فهنيئاً لا عينٍ كحلتها فترات لاعينٍ كحلتها +علّلاني بذكر ميٍّ ألا ربَّ عليل يصِحّ بالتَعليل +كنت في جانب العيش رغدٍ بين شرخ الصبا وصفو الخليل +ما تيقظت للنوائب إلا يوم نادى نفيرهم للرحيل +ما سمعت العذول فيهم وما كا صواباً إلا مقال العذول +إن دهراً يذل كلّ عزيز هو دهر يعزّ كلَّ ذليل +أيها الواشيان لا تهزءا بي ربَّ عود يخضر بعد ذبول +إنَّ فتنة العيون السَواجي عثرة ما لأهلها من مقيل +ما شعرنا إلا وللبين فتك إن عمر السرور غير طويل +كم تقول الوشاة عني وعنهم جهش السمع بين قال وقيل +يا كثير الملال جد بقليل فقليل الحبيب غير قليل +إن برتنا النَوى فغير عجيب ظمأ الأرض مؤذن بالذبول +كيف لا أذكر الديار بنجد وبها مرتع الأغرّ الكحيل +إن نسيت الكرى فعن نكبات لم تدع لي إلى الكرى من سبيل +كنت صعباً على المقادير لا تك بو زنادي ولا تقاد خيولي +فاستشاطت عليّ مختلفاتٍ كسرت أسهمي وأنبت نصولي +يا نديمي جفّ ضرعُ اللَيالي فانهضا للمعتّق السلسبيل +أعطياني سلافة أتناسي بحلاها مرَّ الزمان الوبيل +ذكّراني الصبا وأيام سعد بندى أسعد المليك الجليل +باذخِ العزِّ حلَّ أي محل من مقام التعظيم والتبجيل +فلك ذو مآثر دائرات بالمصابيح من أثير الجميل +قرشيٌ تأملته المعالي فرأته نهاية المأمول +عشت في ظلّه زماناً طويلا بنوال له عريض طويل +أريحيِّ أراد رعي رسوم في ربيع ارتياحه المبذول +حدّثاني عن علمه ونداه وهما نيّرا الفخار الأثيل +عاوناني إن كنتما تسعداني بمديحي له وإكرامه لي +خبّرا من يروم نيل علاه ما إلى الشمس مطمع في الوصول +نام من رفدِه الأنام بمأوى حرم آمنٍ وظلٍّ ظَليلِ +كلّما ما طلّ الزمان بوعد خلته للزمان أيَّ كفيل +ثم لا تنكر التكرم منه إنَّ ذاك الكريم فرع الرسول +كيف لا تحسن الصنيعة ذات ركبت من محمّدٍ والبتولِ +وإذا الفرع لم يطب فتأمل تجد الذّنب كلّه للأصول +حيِّ المدامَ مدام بيض الأنصل فلكم سكرت بريقهن السَلسلِ +كم ليل حرب سرت فيه على هدى والموت يخبط في ظلام القسطل +وأرى مكان الخدع لا أرضى به أي الخداع لأهله لم يقتل +مثلي أقل من الغنى في عاقل ومن الخصاصة عند من لم يَعقِل +وإذا الزمان تجاهلت أوقاته فأغ��ض جفونك دونه أو فاجهل +كم في رحى الدنيا مدار دوائر تأتي خلاف تخيّل المنخيّل +كم طاش سهم مؤمّل عن قصده وأصاب مرمى القصد غير مؤمّل +واصبر ترد ماء الأماني صافياً إن المعجل سؤر كلّ مؤجل +أقلل عثارك بالأناة أما ترى ما أكثر العثرات بالمستعجل +وإذا الفتى لم يختبر أوقاته حسب السراب بها حساب الجدول +صن ماء وجهك عن سواك فإنه ماء الحياة لطالب لم يبذل +وإذا افتقرت إلى السؤال وشبهه فاختر لنفسك ذا مكارم واسأل +فالجود يهتف بالكريم كأنّه هتف السحاب بمبرق ومجلجل +يا من يرى الآمال عنه بعيدة أقدم ومهما شاء قلبك فافعل +فالحرب مكتوب على جبهاتها من يكره الأسل العوالي يسقل +كن كيف تهوى عاذلا أو عاذراً فالحظ معتقل لمن لم يَعقلِ +نعم المطية للفتى ظهر العلى وإذا امتطته أسافلٌ فترجّل +هيهات لو ترك الزمان فضوله لرأيت حينئذٍ مقام الأفضل +لا تحسب الأيام تعثر بالفتى لكنها الافلاك ذات تنقل +والشيب عنوان الفناء ومن يدر فكراً بعاقبة الليالي يذهل +إن تنكر الأيام صحبة أهلها فالسيف ليس بصاحبٍ للصقيل +إن شئت عمر محامد لا تنقضي فالذكر من عمل المكارم فاعمل +ودع الأذى لا تدخلن ببابه فالحر في باب الأذى لا يدخل +إن شئت أن تحكي الأوائل فاحكها هذا زمانك كالزمان الأوّل +وإذا رأيت عزيز قوم ضارعاً فارفق به مهما استطعت وأجمل +كم حاسدٍ بعدت عليه مذاهبي هيهات تلك نهاية الشرف العلى +أن يعيه ذاك الطلال فإنما شر الطباع طبيعة المتعقل +والغِر يعتسف الأمور جهالة والشهم يسلك في الطريق الأسهل +أعد التأمل في الأمور فربما يدنو البعيد لناظر المتأمل +كم مدّعٍ غير الحقيقة يدعي والحق يظهر من كلام المبطل +لو كان في طول الكلام المبطل نال الهزار به منال الأجدلِ +من لي بيوم للأسنّة ثائرٍ تغلي الفوارس فيه غلي المرجل +متسردق بالخيل تحسب أنه تحت العجاجة جنح ليل اليل +فينال قلبي من مغازلة الظبى نيل المشوق من الظباء الغزل +اللَه أكبر ما طلعت بمعرك إلا وسال به لعاب الأنصل +بالمرهفات أنال إدراك المنى وعلى أبي الهيجاء كل معوّلي +القرم عبداللَه ذو الهمم التي حد الزّمان بغيرها لم يفلل +بأبي سليمان الزّمان ومن له سلطان مجد قطّ لم يتبدّل +مرّيخ بأس يعتري شهب الوغى فيصيب رامحها بقلب أعزل +يرث المراتب بالطعان وعنده أن الغنى بسوى القنا لم يسأل +وإذا السماح أبي النزول بغيره فالرب للأقمار ليس بمنزِلِ +ملك بريك مع السماح شجاعة ومن السماح شجاعة المستبسل +وإذا الشجاع سخا بجوهر نفسه فبعارض من ماله لم يبخل +يا رائد المعروف من جنباته من ذا هداك إلى حمى الكرم العلي +جئت الفضائل كلّها من بابها فانهض على اسم اللَه ربّك وادخل +وأغرّتيّمت الزمان بحبّه لحظات عينٍ بالقذى لم تكحل +طود متى عصف الزمان يلاقه بفؤاد لا قلقٍ ولا متزلزل +حاز المآثر لم ينل أطرافها والشلو للآساد ليس بمأكل +وإذا الهداية لم تغب عن رأيه فالشمس عن أهل السّما لم تأفل +يا من بغير السرّ طال أناته والسرّ يحمد فيه كل معجل +والجود ميدان السباق إلى العلى من رام حسن السّبق لم يتمهل +لولاك يا أسد الملاحم لم يكن نسب الصوارم والقنا بمؤثّل +ضرب وطعن بات بين كليهما نسب الأسود من الظباء الجفل +خضت الملاحم غير مكترث بها والجبن للآجال غير مؤجل +وجدت بك الهيجاء ما يردى الردى ويذيب قاسية الحصى والجندل +لم تدر أنك للمكارم عنصر وعناصر الأشياء لم تتجول +من سبّق ��هم الأماجد تقتدي والفضل للماضي على المستقبل +أي الحوادث لم تطأ تيجانها من خيل سؤددك القِداح بأنعل +ذللت أعراق الزمان براحة تلوي الجبال الصم لوي الأحبل +كف مقدسة المساعي في العلى طافت بها رشفات كلّ مقبل +ما طار ذكرك في مساعي جحفل إلا وقصّ به جناح الجحفل +لك حكمة قام الوجود بلطفها والروح موجبة قيام الهيكل +لا غرو أن أودى خيالك بالعدى فالوهم قد يقضي على المتوجّل +تهنيك نفس لا يمازجها القذى والشر عن شيم الكرام بمعزل +هي غرّة ميمونة بزكائها تجلى بطلعتها الهموم فتنجلي +وكرام أبناء كأن أكفهم لعواطل المِنن الحسان هي الحلى +من كلّ من شاء العلى فأطاعه والقول لا يعصي مشيئة مقول +المقفلون لباب كلّ دنيّة والفاتحون لكلّ مجدٍ مقفل +والمنزلون على من اختار الرّدى فكأنهم رسل القضاء المنزل +ولقد أراك كأن جودك جنة للمجتني أو وجنة للمجتلي +إن كان وصفك لم يصبه ذوو النهى فالحق قد يخفى لمعنىً مشكل +قلّدت لا هوتيّة الحكم التي أدنى عقود نظامها لم يحلل +ولمست أعضاء الزمان بفكرة عرفت مكان شفائها والمقتل +من أكرمين هم رؤوس زمانهم والناس قائمة مقام الأرجل +هم آل حمير الذين عهدتهم أقصى أمان الدهر للمتوجل +للَه من تلك النفوس أطبّة ضمنوا الشفاء لكلّ داء معضل +جاؤا الخلائق منذرين ببأسهم ومبشرين بكل رفد مرسل +من كلّ من ذبل الزمان وذكره ريحانة بيد العلى لم تذبل +يا بدر هالتها وقطب مدارها وشهاب مركزها الذي لم يأفل +كن كيف شئت فإنّ جودك كعبة يسعى إليها قصد كلّ مؤمّل +لا تزرعنَّ سوى نبات عوال إن العلى ثمر القنا العسّالِ +وإذا الليالي حاربتك صروفها فألبس لتلك الحرب صبر رجال +كم للقضاء جواد عزم سابق ظلعت لديه حيلة المحتال +وشواظ حرب أججتها غلمة فغدا لها ذاك المؤجج صالي +راموا النجاة فلم يروا من بأسنا عللا تداويهم من الأعلال +وأغن لو زجّ السماء بلفتة هالت كواكبها مهيل رمال +قنّاص أسد الغاب غلا أنه يرنو بأحور من جفون غزال +لم تلقه إلا كومضة بارق ينهل بالمعسول والعسّال +سالت غدائره على وجناته سيل الحيا من عارض هطّال +لم أنسه وهو المفرّد بعدما طافت يداه بقرقف سلسال +فأدرانا دور الكؤوس بحبّه ما بين يمنى للهوى وشمال +خاض الورى من شعره وجينه بحرين بحر هدى وبحر ضلال +للَه ليلتنا بضال المنحنى ونديمنا فيها غزال الضّال +والكأس راكعة لدنّ ساجد والراح خاشعة لصوت التّالي +والدهر يطرق لارتياح نشيده حتى شممنا منه ريح هبال +في روضة جوريّها من خدّه وقضيبها من قدّه الميّال +مغتالة الأغصان ينشق الربى منها بكفّ مساحب الأذيال +يا آل ميّ ما إخال عهودكم إلا كومضِ أو كلمعة آل +ولقد بكينا للطلول بواكيا وجسومنا أبلى من الأطلال +أيام كنّا والزمان كأنّه حبّ يمكن من عناق وصال +حيث الشبيبة غضّة أعطافها والعيش أترف من رياض جمال +سيزول شيب الدهر مثل شبابه وستضمحل أواخر كأوال +إن كنت طالب سؤدد ومعالٍ فاطلبه بين صوارم وعوال +كم من فتىً يبغى بغيلته العلى والسيف يبطل غيلة المغتال +من صدّق الآمال كذب حزمه إن الغرور نتيجة الآمالِ +والمجد في طرفي أصم كأنما ميلانه ميلان ذات دلال +في كعبه كعب المعيشة سافل وبصدره صدر المنية عال +من مرويات الوحش وهي ظوامىء بغدير قانٍ لا غدير زلال +سمر ذوابل غير أنّ ذبولها يخضر عن ورق من الأقيال +أوحدّ أحدب تلتوي عذباته بمعاقد الهمام التواء صلال +ينشق عنه دجى القتام كأنّه في جيد ليل النقع طوف هلال +عضب إذا عزّت مواصلة العلى وجد القريع به طريق وصال +ورياض غلمانٍ أعارتها القنا في يوم معترك بلى لاطلال +إن أججوا نار الحروب فلم يكن إلا لها قلب المؤجج صال +طلبوا الفرار فأوقفتهم حيرة والخوف قد يدعو إلى استبسال +وجدوا بروقاً في خصور أهلّة وقلوب أسد في صدور رجال +فثنوا إلى الأجفال كلّ مطهّم سدت عليه طرائق الأجفال +مهلا بني الأعمام لو نطق القنا كانت لكم أبدا من العذال +أن غركم حلم الكرام فربما غرَّ العيون تبسم الرّئبال +ولقد طمعتم أن تنالوا نيلنا طمع الجهول بمستحيل الحال +هيهات أين لكم عزائمنا التي ردّت إلى الأمكان كل محال +عزم ينوب عن السلاح بنفسه وكذا الغِنى بالنّفس لا بالمال +نحن البقية من أكارم دهرهم يومان يوم وغى ويوم نوال +من عصبة إنسية ملكية قد أرخصوا قيم الزمان الغالي +من كلِّ مستلب القشاعم حاذق في سرقة الأرواح لا الأموال +يجد الردى أقضى القضاة حكومة والمرهفات شهود تلك الحال +ترك السّوابق بالرؤوس عواثراً عثر الرياح بأرؤس الأجبال +لم يلتق الحرب العوان بكرّه إلا وانكحها ذكورَ نصال +قوم أناملهم قبائل للنّدى يحمون فيها بيضة الأفضال +وإذا تفيأت الملوك وجدتهم يتفيّؤن من القنا بظلال +حيّ من الكرماء لست تخالهم إلا فرائد في عقود كمال +لم يعد قولهم الفعال وهكذا قول الأكارم أكرم الأقوال +قد صح معتل الزمان بقربهم إن الكريم طبيب ذي الأقلال +نحن الذين كأن مسكة وجدهم في وجنة الأيام نقطة خال +إن تغننا الهيجاء أفقرنا الندى إن السماحة آفة الأموال +والمرء يعرف بالتكرم قدره إن التكرم سيد الأفعال +لا نسأل الدنيا جناح بعوضة والذل غايته أقل سؤال +إن ضمّنا النسب الأثيل فإنه ليس الغدو يقاس بالآصال +نمتم فخيلت المنى لكم الغنى إن الكرى سمح بكلّ خيال +إن غركم رهج المنى فسينجلي بصبا من الأسياف أو بشمال +لا نرتضي إلا محاكمة القنا حيث الأمور منوطة بجدال +لم نتخذ إلا السيوف وسائلا وكذا السيوف وسائل الأبطال +أنسيتم يوم اللقاء وقوفنا والخيل تسبح في دم الأقيال +ونزولنا في الأثل من قصب القنا والحرب دائرة بكاس نزال +والموت يجلى كالعروس بمعرك نشرت عليه ذوائب الآسال +والطعن يقذي عين كلّ عزيمة فيحول بين الأسد والأشبال +ولكم سلكت من الطعان مسالكا ضاقت بهنّ منافس الآجال +فوقفت ثم أذب عن حرم العلى لتصان منها كل ذات حجال +ولبست للهيجاء صهوة أدهم كالبدر منتعلا أديم ليال +حتى انثنت تلك الجبال كأنها في عاصفات الريح كثب رمال +وخطرتم في حرّ قلبي خطرة ردت عليَّ حياة بالي البالي +حتى فضضت لكم على روض المنى دنّ الكرامة بعد دنّ وبال +وعزائم اردفتها بعزائم موصولة الأهوال بالأهوال +المحييات الجود يوم سماحة والقاتلات الموت يوم قتال +قالوا نراك تخوض أبحر صابها والأسد صادرة عن الأوشال +تغزو الطوائف مفرداً لم تستعن إلا بطائفتي قنا ونصال +قلت اسكتوا كيف التوجل والقضا درع مزررة على الآجال +هيهات لم يرد الردى إلا الذي طبعت طبيعة من الأوجال +رمتم بسوء الغدر حسن وصالها والغدر أقصى همة الأنذال +هيهات قد ركض القضاء بسابق ظلعت لديه حيلة المحتال +أي النواحي تنتحون وخلفكم من يملأ الدنيا من الزلزال +لو تعقلون رضيتم بامامها والعقل للإنسان أي عقال +لولا ضلال لاح في زيّ الهدى ما غرَّت الظمآن لمعة آل +عللتم تلك الجوارح بالمنى وكذا ا��منى ضرب من الأعلال +أو ما علمتم أنّ مشكلة العلى بالسيف راجعة عن الأشكال +إن تقفلوا أبوابها فاستبشروا من راحتي بمفاتح الأقفال +وتذكروا أجياد عيشكم التي صفنا السيوف لها من الأغلال +أيام تستسقي عزائمنا لكم صاب المنون من القنا العسّال +ونردكم قرحى الجفون كأنها مقل تفيض بمدمع هطّال +وعلى العلى منا رواصد لم نزل كالصبح مرصوداً بعين بلال +نحن الذين نصول ما بين الورى بمثقفات القول والأفعال +نختال بين حماسة وسماحة والمجد أفضل حلية المختال +وكذا السيادة عزّة مقرونة بجميل فعل الخير لا بجمال +أعلمتم أني امرؤ يوم الوغى تلقى إليه مفاتح الآجال +أو لا فقوموا لاصطلامي تعلموا والعلم مفترض على الجهّال +أنا ذاك مفتاح المكارم والعلى ما بين باب ندىً وباب نزال +المسقم الآسي الذي أجسامكم من راحتيه كثيرة الأعلال +جرد حسامك في الوجوه فإنه لم يبق من يسوى شراك نعال +ترك الورى طعم الحياء زهادة فأذقهم بالسيف طعم نال +ولقد عجبت من الحريص ورزقه كالموت يأتيه بغير سؤال +وكذا إذا ترك الزمان وصنعه جعل الأواخر في الأمور أوالي +نذكر بالرقاع إذا نسينا ونطلب حين تنسانا الكرام +لأن الأم لم ترضع فتاها مع الاشفاق إن سكت الغلام +ليت الكناس تراجعت آرامها فاخضرّ واديها وشفّ وسامها +من لي برجع مرابع موشية بنيت بأقمار الوجود خيامها +وأظنها غابت كواكبها التي كانت تضيء بها فشاط ظلامها +عهدي بهم والدار غير بعيدة ومسارح الوادي يروق بشامها +إن أقفرت تلك العِراص فربما رقصت بهم وهداتها وأكامها +بعد المزار وفرقت ما بيننا خيفانة بيد الزمان زمامها +من آخذ بيد العليل تذيبه لفحات وجدٍ لا يبوخ ضرامها +علقت يداه من الحسان بناعم خشن العريكة لا يرام مرامها +ولقد سقاني في اليمامة ريمها مسكية الأنفاس ينفح جامها +كأس ترقرقها لنا يد شادن فضحت برقّة سالفيه مدامها +راح يشعشعها النديم كأنها زهر الشقائق فتحت أكمامها +نام الزمان فقم لنا يا صاحبي يهنيك من مقل الخطوب منامها +أدر الكؤوس لنا فما من أمة للّهو إلّا والمدام إمامها +قم فاسقني الاثم التي من شابها بمراشف المحبوب زال أثامها +ما العيش إلا زورة من قهوة ينسيك كل ملمة إلمامها +شمطاء أولدها المزاج فواقعاً عن مثل ذوب التبر فضّ ختامها +حمراء يكنفها اخضرار زجاجة شبه السماء توقّدت أجرامها +وتديرها ذات السوار كأنها من صورة القمر المنير تمامها +يا جيرة العلمين هل من جيرة أو ليس حقّ ذوي الهوى اكرامها +كم بت بعد نزوحكم في ليلة هي ليلة الملسوع ليس ينامها +من عاذري في وجنة موشية كالقهوة الحمراء رقّ قوامها +أيام كان من الرحيق رضاعنا والكأس مرضعة يعز فطامها +هل تعلمون بأن وجدي كلّما شابت نواصيه يشب ضرامها +منعت طروقك يا ديار محجر سود المحاجر لا تطيش سهامها +من كل لدّاغ بفرع ذؤابة كالأفعوان مضيضة آلامها +حيّ تلثّم سالفاه بصبية بيض يماط عن الحياة لثامها +لم أنس معترك العيون ودونه تنقد أفئدة الكماة ولامها +ووراء ذاك الفتك من لحظاتهم حلبات عادية يصل لجامها +هبوات نقع لا يشق أهابها وعقود طعن لا يفل نظامها +للَه ما بين الكماة محجب يلتذ للأرواح فيه حمامها +تندى بريّ الغوث منه مراشف نديّة يشفي الكليم كلامها +حيّتك يا سمراتِ وادي ضارج وطفاء لا ينفك عنك سجامها +كم زرت حيّك ضاحكاً في ساعة لسّاعة يبكي بها ضرغامها +لم أنس مطلك بالديون لعصبة عذريّة كا�� الغريم غرامها +فاظت نفوسهم عليك خلاعة للَه أدمية يباح حرامها +عصب أبت إلّا الفناء بحبكم فعليكم وعلى الحياة سلامها +قضي الزمان وما انقضى أرب لهم غرّت عيون معاشر أحلامها +ومواعد الدنيا تسير إلى الورى كالسحب إلا أنهن جهامها +تعِد المنى صبحاً وتنقضه ضحىً وبمثل ذلك تنقضي أيامها +كلّ يميل بصفحتيه إلى غلنى حطم الورى ياللرجال حطامها +أمن المروءة أن يذلّ نضارها ويعزّ رغماً للنضّار رغامها +كن كيف تهوى يا زمان فإنما بدر الدجنّة لم يشنه ظلامها +يا دهر مالك في السقام واسعد برء اللواتي لا يصح سقامها +قم راجياً منه الشفاء فإنما يقضي مهمات الأمور همامها +ضخم الدسيعة غير مهزول السطا هزلت لديه من الحروب ضخامها +ملك تعانق سيفه وسنانه ربت على عنق الزّمان مقامها +لا يفررنّك ورد غير حياضه ما كل واردة يبل أوامها +فهناك من ماء السماح مناهل لو شارفتها الهيم زال هيامها +لا تطمع الأموال منه بخلّة هيهات أن يرعى لديه ذمامها +ملك متى يممته للبانة ضربت بأودية النجاح خيامها +ومتى رمى جيشاً بلحظة مغضب غضبت على شوس الفوارس هامها +تزن البسيطة راسيات حلومه وتخف دون علومه أعلامها +علم كملتطم العباب وحكمة حطمت أنابيب القنا اقلامها +وشذاً لو انتشقته أصداء البلى طارت بأجنحة الحياة رمامها +سبقت به همم كأنّ فعالها حلفت به أن لا ينال قنامها +لم تنقض الدنيا عقود سياسة إلا وكان بسيفه إبرامها +وإذا توالت موبقات قطّبت منها الوجوه فإنّه بسّامها +ولذكره تهتز بانات النقا طرباً ويهتف بالثناء حمامها +ويمر بالوادي فترقص كثبه وتقر آنسة به آرامها +حسن الخلال متم كلّ صنيعة وزكاة كل صنيعة إتمامها +سهل خلائقه وفيه شراسة لم يرضها أن الزمان غلامها +من معشر للَه فيهم نفحة يجلو غموم العالمين غمامها +فئة كأرواح العناصر لامست رمم الثرى فتحركت أجسامها +شرف توهمت الكواكب أنها تنتاشه فكبت بها أوهامها +جردت آراء ملكت بها العلى إن السيوف نوافذ أحكامها +ولو أن دائرة الثريا حاولت أدنى علاك لسفّهت أحلامها +هذي المنابر والمحابر والقنا غرثى ومجدك قوتها وجمامها +ونفائس الدنيا لديك دنية سيّان عندك ماسها ورخامها +وكذا المروءة والفتوة والحجى لولا نهاك لأعقمت أرحامها +فاسلم ودم في عيشة ملكية يهني جميع العالمين دوامها +أي عذر لمن رآك ولاما عميت عنك عينه أم تعامى +أو لم ينظر اللواحظ تهدي سقماً والشفاه تشفى السقاما +أو يرى ذلك القوام المفدّى خيزرانا يقل بدراً تماما +لا هنيئاً ولا مريئاً لقوم شربوا من سوى لماك المداما +أتراهم توهموها عصيراً من محياك حين شبت ضراما +ما لمن يترك السلافة في في كَ حلالا ويستحل الحراما +إن للناس حول خدّيك حوماً كالفراش الذي على النار حاما +إي وعينيك ما المدام مدام يوم تجفو ولا الندامى ندامى +أيها الريم ما ذكرتك إلا واحتقرت الأقمار والآراما +لست أدري والحر بالصدق أحرى إضراما قدحت لي أم غراما +بأبي أنت من خليل ملول لم يدع عهده إذا الظل داما +لك خد ومبسم علّم الور د ابتهاجاً والاقحوان ابتساما +لا تقسني بالورق يا غصن إني أنا من علّم النواح الحماما +ليس من يشرب المدامة أحيا ناً كمن يشرب المدام دواما +إن تصلني فصل وغلا فعدني ربّما علّل السراب الاواما +لو ملكنا ملك العراق ومصر دون رؤياك ما بلغنا المراما +يا لقومي من لي بخلّ وفيّ لا يرى القتل في الغرام حراما +يا مديراً ما لم تشب بالثنايا أحميماً أدرتها أم حماما +وعدونا فأخلونا وخانوا أنّهم اخلفوا الوعيد أثاما +ظعن الركب بغتة واستهاما يقطعون الأوهاد والآكاما +فمن المبلغ الأحبّة عنّي أنني ما برحت فيهم هياما +ومذ استقبلوا متالعَ نجد وتلقّوا شمالها والخزامى +حجبوها عن الرياح لأنّي قلت يا ريح بلغيها السلاما +وبنفسي ركائب أدلجوها آل ميّ قد أرقلت تتراما +لو رضوا بالحجاب هان ولكن منعوها يوم الوداع الكلاما +فتنفست ثم قلت لطيفي ويكَ إنزرت طيفها إلماما +دعهم يمنعونها ما استطاعوا لن يسدوا الأفكار والافهاما +هي منّي برغمهم نصب عيني فليؤموا نجداً وينحو شآما +وسألناهم الرقاد فشحّوا يا جفوني بالدمع كوني كراما +كنت أدري من قبل يوم نواهم أنّ للدهر مقلةً لن تناما +لم أزل برهةً أجاذب نفسي ثم ألقيت للزمان الزّماما +كلما قلت مر عنّي سهم فوّقت لي أيدي الليالي سهاما +فتيقظ إذا رأيت عيون ال حظّ يقظى ونم إذا الحظّ ناما +وتلقّ المنى بصحّة عزم صحّة البري تصلح الأقلاما +لم يعودوا إلّا بعتبٍ علينا زار ذاك الغمام لكن جهاما +وأبوا أن يفوا لنا فوفينا إن للخلف عند قوم ذماما +ولنا العذر ان ندر حيث داروا فهوى النفس ينقل الاقداما +ليت شعري أنحن بالوجد همنا ساعة النفر أم بنا الوجد هاما +قد ينال المرام غير مجدّ بل وقد يحرم المجد المراما +ذكراني يوم العقيق فقد عبّ عقيق الدموع منّي انسجاما +يوم ملنا من شدّة السكر صرعى تحسب القوم وهي يقضى نياما +يا طبيب الآلام هل من علاج إن آمالنا بكت آلاما +إن تزر ساعة فلسنا نبالي بافتقاد الأقمار عاما فعاما +كل فجّ خلا محيّاك منه أذن اللَه أن يكون ظلاما +مثل دار السلام لولا سليما ن لما اوشكت تنال السلاما +علم يحمل العلوم بجنبي ه كما تحمل الثرى الاعلاما +وأخو النائل العجيب بأدنى مدد منه يعدم الاعداما +ناظم بالسنان عينا فعينا نائر بالحسام لاما فلاما +إن في برده لدى السر منه جوهارً ليس يقبل الانقساما +مصدر الخيل بعد ورد المنايا لابسات من أعين الصيد لاما +هو معطي السيوف إحكام فطع وهي تعطيه من علا أحكاما +وهو أنموذج المعارف والعر ف ويدعونه المليك الهماما +كلما مسّ مائلات أمور قوّم اللَه ميلها فاستقاما +لا تسل غير رأيه عن عويص ثاقب الرأي ليس يخطى مراما +مدرك كلّ ما رماه برأي رب رأي تخاله إلهاما +وتمام الآداب والعقل أسنى من بلوغ الإنسان حظا تماما +إن للسعد من كلا ساعديه اسهماً قبل رميه تترامى +راكب من عزائم الأمر خيلا لا تمل السراج والألجاما +ثابت حيث للكماة اختلاج كلما أفطروا عن الذعر صاما +وإذا ما اعتبرت قتلى يديه تلف إمّا لهىً وإما لهاما +ممطر بالنجيع كلّ رعيل طبقت سحبه فكانت ركاما +إن في لبدتيه للَه أسداً تحجم الخيل دونه إحجاما +هازمٌ كلّ هازمٍ لا يبالي قوض الموت رحله أم أقاما +كلما استمطت الرقاب ظباه رجّلت من فوارس الدهر هاما +وإذا قامت الصفوف أمام ال حرب صلّى بالدارعين إماما +لا ترم شأوه الملوك وأنّى يطمع الخفّ أن يكون سناما +ما رآه الراءون إلا وعادوا بقلوبٍ من العقول يتامى +أودع اللَه فيه للحرب أقسا ماً وللعلم والنهى أقساما +صيغ تمثاله نعيماً لقوم ولقوم إهانةً وانتقاما +بأبي العوذة التي عوّذ الل ه بها المسلمين والإسلاما +صاحب الدولة التي أزكت الوس طى الذي عزّ جارها أن يضاما +دولة كلها عقود معالٍ أحكمتها له العوالي نظاما +دولة مطمئنة ضربت في كلّ واد من الجميل خياما +مكرمات لبيت حمير تترى ما تريك الكرام إلا لئاما +هممٌ يتحدن في جوهر المج د اتحادا ويلتحمن التحاما +سل به الوفد كيف منّ عليهم بمنىً كنّ قبله أوهاما +جامع الخيل للرجال ومخلي من جموع الضراغم ألا جاما +كذب الباسل المسامي سطاه إن كيوان كوكب لا يسامى +كلما أخصبت مراعي ملوك أرسل المرهفات فيها سواما +وإذا أخر الفوارس إقدا م المنايا وجدته المقداما +واسع الصدر واسع الدار يقري الضيف وفراً وعزّة واحتشاما +قل لمن ظنّ أن في المال غنماً حلية الغمد لا تفيد الحساما +يا أبا أحمد لجودك زوّج ت ركابي دكادكا وأكاما +هادياً من لواقح عاصفاتٍ ملأت عقوة الثريّا قتاما +ولكَ الصاحالت تصلح فيها مفسدات الدنيا وتحييى الرماما +إن نظرت الحطام كان جنيّاً أو نظرت الجنيَّ كان حطاما +كم عصرنا ماء الغِنى من أياديك كما تعصر الرياح الغماما +ووردنا ما لم يخض شامخ الأع لام في لجه ولا النجم عاما +إن للعيد في مغانيك عيداً يسع الناس نشره أعواما +أقصرَ الحاسدين منك كمال أمسكت دونه العقول هياما +وجرت للورى غواديك جرباً بنعيمٍ كما تهب النعامى +كم رفعنا إليك عذراء مدح أصبحت عندها العذارى أيامي +فأتت كالفتاة طاب افتتاحاً نشر ديباجها وطاب اختتاما +محمد قد عرفت مكان ودّي وإخلاصي منا لزمن القديم +عهود فيك سالمة الهوادي سلامة صاحب القلب السليم +أنخت قلائصي بحماك غرثى فسرّحها بأودية النعيم +وسقت منا لرحال إليك ركبا فسيّره على النهج القويم +فرد لبانتي للعهد نقض ونقض العهد من شيم اللئيم +لك النسب المؤثل من أهال أضاءوا في دجى الزمان إليهم +جحاجحة بهم تحيا المعالي كما تحيا القرائح بالعلوم +تدب هباتهم في كل عدم دبيب البرء في جسد السقيم +أتتك مآربي تبغي نجاحا فلا تصن المدام عن النديم +وكيف نعود عنك بغير ريّ وأنت البحر ذو المدد العظيم +وكم لي فيك من أفلاك شعر مطرزة المطارف بالنجوم +تطوف بمدحكم شرقاً وغرباً طواف السحب بالغيث العميم +أنيخاها بمنعرج الغميم فثم ملاعب الرشأ الرخيم +منازل سالمتني في رباها أسرة ذلك الزمن القديم +وما أنسى الغوير وإن سقاني نواح حمامه كأس الحميم +وتطرب مسمعي نغمات ورق تردد نوحها بدجىً بهيم +متى تصحوا ليالينا وهلا أفاق الدهر من سكر قديم +يعنفني اللحاة بغير علم وكم كلمٍ أشد من الكلوم +يجلّي العين بعدكم بكاها وتجلى المزن بالمطر العميم +محب ما استفال ولا تصدى لزجر الطير من رخم وبوم +كأني يوم نشداني المغاني سقيم يستغيث إلى سقيم +ويرفع لي على طور التجلي سنى نار تبل صدى الكليم +وتسنح لي القلائص قد تلتها عتاق الخيل تمرح بالشكيم +أرشنا نبل أقواس التصابى فما أخطأت أفئدة الهموم +فثم أكون أطرب من مشيب أحس من الشبيبة بالقدوم +فمن ورق على ورق تغني ومن طلّ على روض جميم +ويوم فاختي الظل ينفي ببرد نسيمه حر السموم +وفي النادي الحرام لنا أحلت يد الزمن الكريم دم الكروم +أظلتنا مدامته بوشي منالعقبان مصقول الأدبم +إذا غضبت شكوناها سريعا إلى ابن المزن ذي الطبع السليم +لها في الكأس ان سكبت أريج يضيع نوافح المسك الشميم +أبت أرواحنا الا بقاء وان وقع الفناء على الجسوم +ولي قمر سماوي المعانيي تشكل للعيون بشكل ريم +على عينيه عنوان المنايا وفي خديه ترجمة النعيم +ومن لي أن أكون له شهيدا عسى يبكي على الجسد الرميم +وما أنسى على خديه مس��ا تعلل منه أنفاس النسيم +وأرقني على الآثار برق الح مكررا خبر الصريم +ألا يا برق كيف عهدت حيا نزولا بين زمزم والحطيم +وهل قبّلت عني ثغر خشف كأن الريق منه رقى السليم +وهل انبا طروق الطيف ليلا بما عندي من النبأ العظيم +أعد يا برق ذكر نجوم حيّ رماني البين عنها بالرجوم +ولم يترك من العشاق ألا بقايا من جسوم كالرسوم +هم جاروا وما عدلوا وقالوا لمن ظلموه ويحك من ظلوم +وخذ خبر الرضاب ففيه شرح لجالينوس في برء السقيم +لقد كانت لنا تلك المغاني نتاج اللهو في الزمن العقيم +تقاسمت النوى نفسي فشطر بذي سلم وشطر بالغميم +أضعت الحزم ألا بامتداحي أبا داود ذا الحزم الجسيم +أعد الوصال ولو بطيف منام فالصد دلّ عليّ طيف حمامي +من منجدي من ركب حيّ منجد وصلوا سرى الأنجاد بالأنهام +أن ينكروا دائي الخفي فرما جهل الطبيب مكامن الاسقام +أين الديار وأين زمرة أهلها ما أشبه اليقظات بالأحلام +ولرب عصر للشباب قضيته برضاب أشنب أو رضاب مدام +حيث الشبيبة غضة أعطافها والعيش أترف من عذار غلام +في ليلة نادمت بدر كمالها بالشمس تطلع من سماء الجام +وتلوح من خلل الكؤوس كأنها سيف يطل به دم الآلام +لا تحسب الورقاء وجدي وجدها شتان بين غرامها وغرامي +باتت على غصن وبت مكابدا نارين نار هوى ونار هيام +لا ينكر اللاحي بحبك نسبتي إن الهوى رحم من الأرحام +أي والعيون سقيمة أحداقها ضمنت على غيظ الشفاه سقامي +لأذب عن حرم الجمال بصارمي حتى تحل به عقود الهام +ولقد وقفت وللصوارم رنة غنى الحمام بها غناء حمام +فأنمت بالأسل المثقف والظبى قوما عن الغارات غير نيام +والبأس حلية كل شيء عاطل كالملح يصلح طعم كل طعام +وسنام ليل بالحسام ركبته فقطعت منه أعنة الأظلام +مكنت ثغر مهندي من ثغره فافتر عن مثل الفم البسام +وطرقت عادية الأسود فرعتها ما راعني إلا هوى الآرام +إياك من نظر الملاح فإنما نظر الملاح عبادة الأصنام +شمر ذراعك ان هممت بنية فالني لم ينضج بغير ضرام +لا ترض إلا بالسيوف أدلة حيث الأمور شديدة الإبهام +خذ من زمانك حذر لا متجاهل بمكان حادثة ولا متعام +فالدهر في فلك التقلب دائر كالبدر بين نقيصة وتمام +زعم ابن آدم ان ينعم دائما أين الدوام من القوام الدامي +ما الأم الأيام ليس متاعها الإكمال في أكف لئام +ضاع الغنى بيد الليم وما عسى أن ينفع الجبناء حمل حسام +وعقول أكثر من رأيت مطاشة لو يعقلون تفكهوا بحطام +سفهاً لهذا الدهر حذوة سائل ما يصنع الرامي بغير سهام +أيروعني الزمن الذي لا جوده جودي ولا أقدامه أقدامي +لم يعيني طلب ولكن ربما أتت السهام خلاف قصد الرامي +وإذا طلبت منىً ولم أظفر بها فالعضب قد ينبو نبو كهام +ومتى وصلت إلى سليمان العلى عرفته بمقامه ومقامي +ملك نزلت جواره فأجارني ورعى بروض المكرمات سوامي +فوردت بحر المجد غير مكدر يرزجي سحاب الجود غير جهام +ومكوكب من نيرات أثيره سيارة النقمات والأنعام +ملك بطالعه السعود مدارة ألقى الزمان إليه كل زمام +حامي الحقيقة ليس يخفر عهده إن الذميم يضيع كل ذمام +ومتى أطل على الوجود بجوده خرقت يداه صحيفة الأعدام +ويضم منه السابري غضنفرا في لبدتيه تصرف الأيام +وجلاله كنواله متفاقم تهتز منه رواسخ الأحلام +وترى رؤوس الصيد حول قبابه تضع الوجوه مواضع الأقدام +وتسير منه المغنيات إلى الورى كالريح حاملة جبال غمام +أيد تفجّر من جوانب قطرها ذات القطار تبل كل أوام +لو شاء وافته النجوم جحافلا والليل كان لها مكان اللام +انظر إلى أسد العزائم رابضا من راحتيه بأشرف الآجام +وإذا دعاك إلى الإغاثة غيثه فاذهب مخافة فيضه بسلام +ماذا ينال الوصف من شرف امرىء سامي المحلّ على الثناء السامي +يا صقيل العقلاء بالهمم التي مسحت عن الأيام كل قتام +ذللت بالقلم الحسام فأصبحت زبر الحديد تلين للأقلام +ما أنت إلا حتف كل معاند لا يهتدي وسلامة الإسلام +لك راحة خير العطاء عطاؤها وكذا مدام الكرم خير مدام +لولا نداك تعطلت ملل الندى إنالزمان سدى بغير إمام +كم من صنائع حكمة قلدتها من عقد علمك جوهر الأحكام +وسيوف لا هلع الفؤاد سللتها فأرتك كيف بلوغ كل مرام +هي عزمة من نفحة قدسية جعلت نعالك تاج كل همام +ونشرت في ناديك أجنحة الندى فرفعن أقواما على أعلاما +إن غاص رأيك في الغيوب فإنما بعض القلوب معادن الإلهام +يجري ذكاؤك في العلوم كأنه مدد من الأرواح للأجسام +إن نلتم عظم المحل فعنكم كانت تحدث السن الأعظام +وأوائل الغيث العميم إذا انقضت أبقت من النوار خير ختام +قوم هم مفتاح كل ملمة كالضوء يفتح باب كلّ ظلام +عثرت بمعناك العقول كأنها رجل البعوض تعثرت بأكام +وشكا إليك الدهر ثقل مكارم وقعت بأجسام عليه جسام +فاهنأ بناشئة العلى وانحر لها من شانئيك بهيمة الإنعام +واغنم ثنائي فالثناء غنيمة لأحلي أزين من عقود كلام +للَه أنملك اللواتي ألحمت بسدى منائحها العظام عظامي +وأنا النزيل فكن لعهدي راعيا إن النزيل أحق بالإكرام +لمن الحدوج تخب بالآرام موصولة الأنجاد بالاتهام +للَه ما حملته من تلك المها أنجوم سعد أم بدور تمام +ولرب عصر للشباب طويته برضاب أشنب أو رضاب مدام +أجريت حكم شبيبتي في مثله حتى رأيت الدهر من خدامي +أيام لم ترم السعود مواردي منها ولم يفم الزمان مقامي +حيث المدامة كالنسيم لطافة تنثي من الأقوام كل قوام +والمزج ينسج عن يدي ندمانها حلق الفواقع محكم الإبرام +وتلوح من خلل الكؤوس كأنها مال يشاب حلاله بحرام +لا تحسب الورقاء وجدي وجدها شتان بين غرامها وغرامي +باتت على غصن وبت مكابدا نارين نار هوى ونار هيام +إن ينكروا دائي الخفي فربما جهل الطبيب مكامن الاسقام +يكفيك يا قمر الهوى مني حشاً صيرتها بالهجر شبه ظلام +وليهن منظرك المورد ناظر وردّته بدم ودمع هام +لا ينكر اللاحي بحبك نسبتي إن الهوى رحم من الأرحام +أي والعيون سقيمة لحظاتها ضمنت على غيظ الشفاه سقامي +لأذب عن حرم الجمال بصارمي حتى تحل به عقود الهام +ولقد وقفت وللصوارم رنة غنى الحمام بها غناء حمام +فأثرت هاجعة المنون وقد كبت خيل العزائم من خيال قتامي +والجبن للإنسان أخبث صاحب لم يخل منه كواذب الأوهام +والبأس ينفع في الأمور جميعها كالملح يصلح طعم كل طعام +وسنام ليل بالحسام ركبته فقطعت منه أعنة الأظلام +لما رأيت البرق يضعف دونه أتبعته بالبرق برق حسامي +ووضعت ثغر السمهري بثغره فافتر عنه بأشنب بسام +وطرقت كل قبيلة في حيها ما راعني إلا هوى الآرام +إياك من نظر الملاح فإنما نظر الملاح عبادة الأصنام +شمر ذراعك ان هممت بنية فالنيّ لم ينضج بغير ضرام +وإذا سمعت صدى الكريم فلبّه إن الكريم أحق بالإكرام +وإذا دعاك إلى المزاح فم امرىء فلقد دعاك إلى أشد خصام +كم سبة للمزح كانت أولا ثم انثنت للرمح والصمصام +خذ من زمانك حذر لا متجاهل بمكان حادثة ولا متعام +لا تحسبنّ الدهر بع��ك خالدا إن الحمام سينتهي لحمام +ما الأم الأيام ليس نعيمها إلا كمال في أكفّ كرام +ذهب الشباب كأن ذلك لم يكن ما أشبه اليقظات بالأحلام +ذهبت مرابع للسرور أنيقة بعذار كأس أو عذار غلام +في ليلة نادمت بدر كمالها بالشمس تطلع من سماء الجام +فكأن تلك الشهب بيض كواعب تمشي الهوينا تحت زرق خيام +أيام ما غير المدامة مشربي فيها ولا غير العناق طعامي +كم بت أشرفها ودون رضابها برء السقيم وريّ قلب الظامي +حتى رأيت الشمس وهي كأنها خدّ الفتاة تلثمت بلثام +خير المودة ما أتت من ماجد وأشر كل الود ود لئام +لا يحسب الإنسان غايته الفنا فالذكر يلبسه لباس دوام +يرجو الحريص بلوغ كلّ لبانة والكل راجعة إلى أقسام +أجهل لعلك أن تنال بعجزه ما لم تنل من قوة الإفهام +وإذا صحبت الحلم لم تر صاحبا هيهات أين ترى ذوي الأحلام +وترى المروة والفتوة والندى لم يبق منها الدهر غير أسام +لو كان قسم الدهر عدلا في الورى ما كان مأوى الأسد في الآجام +فقد الورى قدر العقول لأنهم لو يعقلون تفكهوا بحطام +لم يعيني طلب ولكن ربما أتت السهام خلاف قصد الرامي +أيروعني الزمن الذي لا جوده جودي ولا أقدامه أقدامي +أو ما درى أني إذا نازلته بندى عليّ قدته بزمام +ملك نزلت جواره فأجارني ورعى بروض المكرمات سوامي +فوردت بحر المجد غير مكدر يزجي سحاب الجود غير جهام +بينٌ براني بري العضب للقلم وسلّ من جفن عيني صارم الحلم +للَه فرقة أحبابي الألى هجروا من الوجود أحالتني إلى العدم +يا أهل ودّي أعيدوا لي زمان هوى كان العناق به يدني فماً لفم +بنات نعش تفرّقنا وكان لنا شمل كشمل الثريا أي ملتئم +ويح المحبين ما يبكون غير دم كأن في أعين العشاق بحر دم +نحن الألى خانت الأيام ذمتهم وهل وفي الدهر للأحرار بالذمم +وأبيض الخدّ كالقرطاس بأن به سطر من الحسن مكتوب بلا قلم +أغنّ لو أنصفته الشمس ما طلعت والبدر بات له من جملة الخدم +نبهته وعيون الشهب نائمة وعين من ألف التذكار لم تنم +فقلت قم فحياتي كلها نكد ما لم تغثني ببنت الكرم والكرم +قم اسقنيها ونغّم لي لاشربها ما لذة الراح إن وافت بلا نغم +يسعى بها قمر في لحظة أسد قد حل من هدب الأجفان في أجم +يا ساكنين المصلى إن ريمكم في القلب يرعى ومرعى الريم في السلم +يصيد كلّ غزال كلّ ذي جبن إلا غزالكم قد صاد كلّ كمي +دع الأنام فأوفى الناس أخونهم لا تغترر لا بميثاق ولا قسم +أما ترى الناس من أدنى فعالهم نقض المواثيق والتضييع للذمم +وبطّنت في بطن البلاد كأنني خيال سرى في مقلة المتوهم +وما اليأس إلا الحزم إن كنت عاقلا وما طمع الإنسان غير التوهم +ذريني وآرائي فلم أر راحة سوى اليأس من جودي فصيح وأعجم +وقائلة صف لي الكناية واقتصر فقلت لها ملزوم عمرو اللازم +ولكن هذي سنة سفلية تريدين وطء اليوم أمرد ناعم +بسمر القنا والمرهفات الصوارم بناء المعالي واقتناء المكارم +وفي صهوات الخيل تدمى نحورها شفاء لأدواء القلوب الحوائم +وما الفخر إلا الطعن والضرب في الفتى وخوض المنايا واحتقاب الجرائم +ولفّ السرايا بالسرايا تخالها على الروس لفّت للتجار العمائم +تقحمهها قدما إلى الموت فتية ثوى عيشها في الذل حز الغلاصم +وما السمر عندي غير خطية القنا وما البيض عندي غير بيض اللهاذم +ولا تذكر الصهباء ما لم تكن دما ولا مسمعي ما لم يكن صوت صارم +وإني أحب الشرب في ظل قسطل مجالسهم فيه ظهور الصلادم +وأهوى عناق الدارع��ن وأجتوي عناق بويضات الخدور النواعم +ومن طلب العلياء جوّد سيفه وخاض به بحر الوغى غير واجم +وما عظمت قدما قريش ووائل على الناس إلا بارتكاب العظائم +ومن لم يلج بالسيف في كل مبهم يعش غرضا للذل عيش البهائم +ومن لم يقدها ضامرات إلى العلى تقد نحوه عوج البرى والشكائم +وما انقادت الأشرار إلا لغاشم له فيهم فتك الأسود الضراغم +ومن رام أن يستعبد الناس فليمل عليهم بأطراف القنا غير راحم +لسمر عواليكم وبيض الصوارم أحاديث ترويها أسود الملاحم +أسانيدها بين الكثيبة فاللوى منقحة من عهد نوح وآدم +إذا خفقت منها البنود كأنها قوادم عقبان النسور القشاعم +اسنتها الشهب الثواقب للعدى وأسيافها أيماض برق لغاشم +تحكم في أجسام خيل شوازب تزابن عن أرواح أسد ضراغم +فوارس شوس يعذب الموت عندهم ويحلو لديهم صاب مر العلاقم +ينافث منهم كل أروع والدما مجاسد يعيي صنعها صنع دارم +بجثمانه من عثير النقع والدما مجاسد يعيي صنعها صنع دارم +تمطاه موار العنان مطهما من الريح أجرى والغيوث السواجم +يسدده رأي المقيم بأمره ويزجيه زجرا في مجال التصادم +يشن على الأعداء شعواء غارة تعيد صباح القوم عصر المآتم +وكان جديرا أن يزلزل أرضها ويبكي لديها الدهر نوح الحمائم +ولكنها حلم الوزير أجارها كما حازني عن سوء دهر مخاصم +سمي سليمان النبي ومن له عنايات لطف عمها روح راهم +وأيده بالفتح والنصر فاستوى على عرشه رغما على أنف راغم +وقد شد ما أوهى المكاره عزمه وحل عقود المشكلات اللوازم +ففرج من شداتها كل أزمة وسرح من أهوالها كل هازم +فقام بإصلاح العباد وبرهم فكان أبر الخلق من ولد آدم +على أنه للأمر أثبت قائم وللحكم بالتدبير أحزم حازم +تجلت به بغداد نورا فأشرقت بطيب مزايا عدله المتقادم +فشيد ركن العدل منها بحلمه وهدّم ركني جورها والمظالم +وأحيا رسوم الدين بعد أندراسه وأزهر منه كل أبهم قاتم +ووطد أرجاء البلاد بأمنه ولم تنكتم منها سريرة كاتم +فأضحى كنور الشمس يعشي شعاعها بصائر راءٍ لا بصيرة عالم +تشابه سامي قدره بصفاته فكانا كعقد في قلادة ناظم +حوى من جليل المكرمات مكارما تقاصر عنها قيصر ذو المكارم +ذكاء وإقداما وحلما ونائلا يحقّر أدنى سيبه جود حاتم +حكى واكفات المزن جود أكفّه وساجل طامي لجة المتلاطم +ملاذا وكهفا للأنام وملجا وغيث ملمات وعصمة عاصم +نهانا النهى إذ لا نحيط لكنهه بنعت فملنا للظنون الرواجم +فيارتبة عن نيل أدنى محلها تقاصر سامى عربها والاعاجم +رأتك المعالي نفسها فتطاولت إليك بأمر اللَه أحكم حاكم +فيا كعبة تسعى الأنام لحجها ليستمسكوا منها بانعام قاسم +إليك شددت الرحل أزجي مطيتي تجوب الفلافي سيرها غير سائم +فوافتك تشكو ريب دهر تحكمت مخالبه من نحرها والحيازم +فمن لها عفوا وفضلا لكي ترى قريرة عين باكتساب المغانم +فلا برحت تيجان مجدك بالعلى مكللة والسعد أنصح خادم +ليلق إليك الدهر طوعا قياده إطاعة منقاد إلى الأمر قادم +بطاها ختام المرسلين محمّد واصحابه والآل أهل المكارم +عليهم سلام الله ما هبت الصبا وما جاد ثغر الروض دمع الغمائم +لاحت مطالع عدل شأنها الشان فاليوم يصطحب السرحان والضان +وأسفر البدر عن ديباج رونقه فزاده رونقاً حسن وإحسان +القائد الخيل والعقبان طائرة إلى الوغى وعلى العقبان عقبان +قب الأياطل تزراً في أعنّتها كما تلمض في الهيجاء ثعبان +هوائج يسلسل الملك الجموح بها كأنهن لخيل النصر أرسان +خوارق بسراها كلّ داجية كأنها لبنات الافق أخدان +يا فارس الخيل والفرسان طائشة تصك منها بقرع الطعن أذهان +أنت المزلزل منها ركن طاغية كما يزلزل قلب الشّرك إيمان +قلدت مرهف حزم لا غلاف له فارتاح حق به وارتاع بطلان +قدها على رغم من تكوى حشاشته كأنها وهي روض الحسن نيران +الفاضحات جياد الريح في طلب إن ضمها وجياد الريح ميدان +والسابحات إذا جاشت غواربها سبح الكواكب والظلماء طوفان +من المغيرات في الإغلاس يحفزها جأش تعاظم فيه الشأو والشان +طلائع كاثير الافق طالعة تشقى بطلعتها خيل وفرسان +أبوا خلاف المساوي لا أبالهم فهم لها أبداً رهط وخلان +سرت وزارتك الدنيا وسيء بها جبن وبخل واخلاف وعدوان +أعريت منها البرايا واكتسيت بها وكل من ليس يكسى المجد عريان +أصبحت في الناس كالميزان منتصباً للخلق يبدو به نقص ورجحان +مؤيداً لك فوق المشتري طنب مؤسساً لك في العيوق بنيان +وقال في حظك الأوفى مؤرخه ملك تسربل برديه سليمان +خذ بالمعالي فلحظ السعد يقظان والجو أفيح والندمان ندمان +والعيش يفتر عن بيضاء صافية قد راق فيها لنا حان وألحان +والدهر يختال في صفراء فاقعة قد زينتها أكاليل وتيجان +والملك يشرق إجلالا بغرته أني وقد حك منه الافق تبيان +وأنجم السعد تجري في مطالعها زهواً بطلعة ملك شأنه الشان +قطب الوزارة لو دارت دوائره يوم الفخار فمن أدّ وقحطان +القائد الخيل للأفواه فاغرة كما تلمظ في هيماء ثعبان +جوامح يسلس الملك الجموح بها كأنهن لخيل النصر أرسان +خوارق بسراها كلّ داجية كأنها وبنات الافق أخدان +يا فارس الخيل والفرسان طائشة تصك منها بقرع الطعن أذهان +أنت المزلزل منها ركن طاغية كما يزلزل قلب الشّرك إيمان +فتى الملوك مفدّاها ولا عجب أن يفتدى بالحصى درّ ومرجان +وساحب الفيلق الجرار تحسبه شهب البزاة أقلتهن عقبان +الفاضحات جياد الريح في طلب إن ضمها وجياد الريح ميدان +والسابحات إذا جاشت غواربها سبح الكواكب والظلماء طوفان +من المغيرات في الإغلاس يحفزها شأو تعاظم منه ذلك الشأن +مختالة تتهادى يوم معترك كأنها في مروج الرّوض غزلان +طلائع كأثير الأفق ثائرة تشقى بطلعتها خيل وفرسان +بشرى لها بأبي الفرسان فخرهم بأنهم لأمير منه غلمان +ملك ترفع قدراً في سياسته عن أن يقاس به كسرى وساسان +قد شرفت ساكني الزوراء زورته كما يشرّف قدر الأرض هتان +وقال في حظّه الأوفى مؤرخه بالفتح والنصر طل عزّا سليمان +خذ بالسرور فلحظ السعد يقظان والرّبع أفيح والندمان ندمان +والعيش يفتر عن بيضاء صافية قد أخلصتها لنا حان والحان +والبيض تختال عجبا في غلائلها كأنها وبنات الافق أخدان +والكون يرفل في صفراء فاقعة من جنة زهرها حور وولدان +والكون أضحى على كيوان مرتقيا كما ارتقى تلمات الفضل كيوان +وافى وقد أصبحت تسمو دعائمه فخرا بعزة ملك شأنه الشان +القائد الفيلق الشهباء لو نزلت نجداً لظل لها يهتز عمان +والمخصب البلد العافي بنائله والفخر اثنان أقدام وإحسان +صعب العريكة لا تلوى شكيمته سهل القياد إذا ناداه ولهان +أعظم به وظلام النقع معتكر والبيض نوم وهام الصيد أجفان +يلقى الألوف بقلب غير مكترث كأنما قصب المران ريحان +صلت المكلل مرهوب لهيبته لو ضمه وقراع الشوس ميدان +حيث البسيطة بالأطواد راجفة وأعين البهم تحت النقع آذان +وللقواضب في الأدراع صلصلة يجيبها من قس��ّ القوم مرنان +كأنه تحت نقع الخيل بدر دجى والشهب من حوله بيض وخرصان +فالعيد نال بكم نيل الأنام به وبشرت بكم الأزمان أزمان +وزين أفق العلى منكم ببدر هدى أمسى بفخر المعالي منه قرآن +وأصبحت بكم الآفاق آمنة جاران في بره السرحان والضان +ملك سما في بني الأملاك مفخره كما سمت شرفا في العرب قحطان +فمن لأمّ العلى منه بلثم ثرى عنا له الثقلان الانس والجان +وكم تجلى بصبح من أسرّته فانجاب عنّا به بؤس وأحزان +وقال في شأنه الأعلى مؤرخه بدا بعيد منىً أضحى سليمان +إن كنت في سنة من غارة الزمن فانظر لنفسك واستيقظ من الوسن +ليس الزمان بمأمون على أحد هيهات أن تسكن الدنيا إلى سكن +لا تنفق النفس إلا في بلوغ منى فبائع النفس فيها غير ذي غبن +ودع مصاحبة الدنيا فليس بها إلا مفارقة السكان للسكن +والعيش أنفس ما تقنى لذاذته لولا شراب من الاجال غير هني +وكيف يحمد للدنيا صنيع يد وغاية البشر منها غاية الحزن +هي الليالي تراها غير خائنة إلا بكل كريم الطبع لم يخن +ألا تذكرت أياماً بها ظعنت للفاطميين أظعان عن الوطن +أيام دارت بشهب المجد دائرة ما كان مركزها إلا على الشجن +أيام طل من المختار أي دم وأدميت أي عين من أبي حسن +أعزز بناصر دين الله منفردا في مجمع من بني عبادة الوثن +يوصي الأحبة أن لا تقبضوا أبدا إلا على الدين في سرّ وفي علن +وإن جرى أحد الأقدار فاصطبروا فالصبر في القدر الجاري من الفطن +ثم انثنى للأعادي لا يرى حكما إلا الذي لم يدع رأسا على بدن +سقيا لهمته ما كان أكرمها في سقي ظامي المواضي من دم هتن +حيث الأسنة للآجال مفصحة عن المنايا بذاك المقول اللكن +وللظبى نغمات في رؤوسهم كأنها الطير قد غنت على فنن +يا جيرة الغي أن أنكرتم شرفي فإن واعية الهيجاء تعرفني +لا تفخروا بجنود لا عداد لها إن الفخار بغير السيف لم يكن +ومذ رقى منبر الهيجاء اسمعها مواعظا من فروض الطعن والسنن +للَه موعظة الخطي كم وقعت من آل سفيان في قلب وفي أذن +كأن أسيافه إذ تستهل دماً صفائح البرق حلت عقدة المزن +فلم يروا غير ذاك الليث مقتنصاً تلك الأوابد لم ينكل ولم يهن +للّه حملته لو صادفت فلكاً لخر هيكله الأعلى على الذقن +يفري الجيوش بسيف غير ذي ثقةٍ على النفوس ورمح غير مؤتمن +وعزمة في عرى الأقدار نافذة لو لاقت الموت قادته بلا رسن +حتى إذا لم تصب منه العدى غرضاً رموه بالنبل عن موتورة الضغن +فانقض عن مهره كالشمس عن فلك فغاب صبح الهدى في الفاحم الدجن +قل للمقادير قد أبدعت حادثة غريبة الشكل ما كانت ولم تكن +أمثل شمرٍ أذل الله جبهته يلقى حسيناً بذاك الملتقى الخشن +واحسرة الدين والدنيا على قمر يشكو الخسوف من العسالة اللدن +يا سيداً كان بدء المكرمات به والشمس تبدأ بالأعلى من القنن +من يكنز اليوم من عِلم ومن كرم كنزاً سواك عليه غير مؤتمن +هيهات أن الندى والعلم قد دفنا ولا مزية بعد الروح للبدن +لقد هوت من نزار كل راسية كانت لابنية الأمجاد كالركن +للَه صخرة وادي الطفّ ما صدعت إلا جواهر كانت حلية الزمن +قد أنفقتها بأطراف القنا فئة على أساسهم بيت النفاق بني +خطب ترى العالم العلوي لأن له ما العذر للعالم السفلي لم يلن +ان تبكه مقل الأفلاك تبك فتى كان الوجود به في أمنع الجنن +من المعزّي حمى الإسلام في ملك من بعده حرم الإسلام لم تصن +يهنيك يا كربلا وشي ظفرت به من صنعة اليمن لا من صنعة اليمن +للَه فخركِ ما في جيده عطل ولا بمرآته الأدنى من الدرن +كم خرّ في تربك النوري بدر تقى لولاه عاطلة الإسلام لم تزن +من كل فارس أقدام ومكرمة لاقى المنايا بلاغمٍ ولا منن +حي من الشوس معتاد وليدهم على رضاع دم الأبطال لا اللبن +يجول في مشرق الدنيا ومغربها نداهم جولان القرط في الأذن +من مبلغ سوق ذاك اليوم أن به جواهر القدس قد بيعت بلا ثمن +يوم بكت فيه عين الكومات دماً على الكريم فبلّت فاضل الردن +يوم أجال القذى في طرف فاطمة حتى استحال وعاء الدمع والوسن +لم تدر أيّ رزايا الطف تندبها ضربا على الهام أم سبيا على البدن +لهفي على ناطقات العلم كيف غدت وأفصح اللسن منها ألكن اللسن +أي الشموس توارت بعد ما تركت في صدر كل كمال قلب مفتتن +ما للحوادث لا دارت دوائرها أصابت الجبل القدسي بالوهن +قل للمكارم موتي موت ذي ظمأ فقد تبدل ذا العذب بالأجن +إن زلزلت هذه السفلى فلا عجب دارت على الفلك الأعلى رحى المحن +تبكي على سيد كانت له شيم يجري بها المجد مجرى الماء في الغصن +لقد أطلت على الإسلام نائبة كقتل هابيل كانت فتنة الفتن +إن الندى كان لا يلقى صدى أمل إلا بأكرم من صوب الحيا الهتن +أين الهدى كان يجلو كل معتكر ولا يقيم الورى إلا على السنن +إن أصبح الدهر يزجي من عزائمه فإن حظ بقايا المكرمات فني +لقد هوى علم الإسلام بعد فتى هداه والدين مقرونان في قرن +أقول والنفس مرخاة أزمتها يقودها الوجد من سهل إلى حزن +مهلا فقد قربت أوقات منتظر من عهد آدم منصور على الزمن +كشاف مظلمة خوّاض ملحمة فياض مكرمة فكاك مرتهن +قرم يقلّد حتى الوحش منّته وابن النجابة مطبوع على المِنن +صباح مشرقها مصباح مغربها مزيل محنتها من كل ممتحن +أغرّ لا يتجلى نور سؤدده إلا بروض من الدين الحنيف جني +تسعى إلى المرتقى الأعلى به همم لا تحتذي منه إلا قنّة ألقنِن +يسطو بسيفين من بأسٍ ومن كرم يستأصلان عروق البخل والجبن +يا من نجاة بني الدنيا بحبهم كأنها البحر لم يركب بلا سفن +طوبى لحظ محبيكم لقد حصلوا على نصيب بقرن الشمس مقترن +يا قادة الأمر حسبي أنس حبكم في وحشة الحشر يرعاني ويؤسني +هل تزدري بي آثامي ولي وله بكم إلى درجات العرش يرفعني +وهل تميد بي الدنيا إلى دول ومن ولائي فيكم ما يقوّمني +أرجوكم وراجاء الأكرمين غنى حياً وبعد اندراج الجسم في الكفن +ومنكر ونكير لا أهابهما أنّىولحظ رجال الله يلحظني +ظفرت بالأمن إذ يممت مالكه وصعب نيل المنى سهل على الفطن +يا من بقدرهم إلا على علت مدحي والدر يحسن منظوماً على الحسن +إن طالبتني بمدح ذات أمجدكم فرب طالب أمر وهو عنه غني +فهاكم من شجيّ البال مغرمة عذراء ترفل في ثوب من الشجن +جاءت تهادى من الآزري حالية من اجتلى حسنها الفتّان يفتتن +خذوا إليكم بلا أمر مدائحه أنتم أولو الأمر من باد ومكتم +ثم الصلاة عليكم ما بدا قمر فانجاب عنه حجاب الغارب الدجِن +وقفت بذات الأثل من نعمان فشجت فؤاد متيم ولهان +وتذكرت في الابرقين مناخها فتنفست عن مدمع حران +تبكي على ما مرّ من زمن الصبا متعلقاً بذوائب الأقران +للَه وقفتها بذي سلم ضحىً ودموعها وقفت على الأجفان +والوجد ينحرها بغير مهند والشوق يطعنها بغير سنان +لم تدر قبل ركوبها خطط الهوى إن الهوىمنهاج كل هوان +تمشي وتلتفت التفاتة عاشق نفثت عليه آفة الهيمان +يا ناق من ملأ الوعاء من الهوى أعيا بذاك المجمر الملآن +ولقد أراك على اللقاء حريصة والحرص متحد مع الحرمان +إن عاد ذيّاك الوصال فربما رجعت بسالفه يد الأزمان +لا تيأسي من روح عائدة الهوى كم عاد مقصوص إلى الطيران +وأنا الفداء لظاعنين ترحلوا بالصبر قبل ترحل الأظعان +كانوا وكان الحسن بين قبابهم برتاح بالأقمار والأغصان +من كل من تبدو أسرة وجهه فتضيء ما صبغت يد الأشجان +ويريك لحظاً من محاجر طرفه كالسيف إلا أنه روحاني +من للقلوب تقلبت مفريّة بسنان ذاك الأحور الوسنان +لاحظته فلحظت خدّي أبلج قد سار في فلكيهما القمران +ولمحت من شفتيه عذبا سائغا كالراح تلمع من خلال دنان +وترى القلوب تميل من ميلانه جهلت غصون البان في الميلان +يا صاحب القدّ المثقف لدنه مهلا ملأت قلوبنا بطعان +لا أعتبنك في تناسي عهدنا ما أخلق الإنسان بالنسيان +ما أنت إلا الدهر أمسك نوءه من بعد ما أشفى على الهملان +ولقد جثثت على المعالي ناقتي فتلفعت بسباسب ورعان +ورمت بي الأرض البعيد مرامها من قبل أن يتراجع الجفنان +يا ناق إن العشق ليس بقائد للصب غير خوارق الأحزان +هل يغررنك ما تحدثه المنى وحديثها ضرب من الهذيان +أمّي ديار الأكرمين فإنها للطالبين معادن الإحسان +تطوي الثرى أخفافها فتخالها خفقان أجنحة من العقبان +ظمآى إلى الورد المبرّد دماؤه غرثى إلى المرعى العظيم الشان +قد قارنت زحل السرى فأنختها في ظل أسعد بدر كل قران +المرشد الحيران من مهوى القضا حيث الزمان يجول كالحيران +علم تمد له العلوم رقابها فيقودها ذللا بغير عنان +لم تنبت الدنيا قناة فضيلة إلا وكان لها مكان سنان +لولاه كان العيش ليس بنافع والكف لم تنفع بغير بنان +لو كان جود يديه ماء سحابة لم تأمن الدنيا من الطوفان +وبدت لدائرة النجوم هباته فتعلمت شيئا من الدوران +يعطى فليس يمينه منكفّة من فك أسر أو إغاثة عان +ويلذ قول المعتفين لسمعه كالماء ينقع غلة الظمآن +لم يبق داء في العفاة كأنما بيديه علم الطب للأبدان +يا نازلا من أفق دائرة العلى باشم من حساده القمران +لا تحسب العلياء حظك حظها فالفضل للباني على البنيان +والجود يقرأ من جبينك سطره كم أسطر قرئت من العنوان +ولقد أرى لك في القلوب محبة كمحبة الفقراء للوجدان +فليطمئن الكون منك براحة كانت أناملها رقى الأكوان +ولتفخر الدنيا بسعدك فخرها ما دار مثلك في مدار زمان +من معشر غرّ الجباه كأنها لمعان برق أو بريق يمان +تندى بواكفة الصلات أكفهم فكأنها مدد من الرحمان +وكأن أوجههم مدائن حكمة يوقى الزمان بها من الحدثان +يلقاهم يقق الصباح فيكتسي بعد المشيب ذوائب الشبان +فتذم أسد الطعن منهم عزمة تثني عليها السن المران +وترى جنود الليل ترفع ذكرهم بخفوق ألوية من النيران +عصب إذا ذكرتهم أمم الوغى خرت نواصيها إلى الأذقان +يا محرزا قصب الشجاعة والندى لك منهما نسبان قدسيان +أما السماح فقد ظفرت باسره فملأت منه وعاء كلّ مكان +ومن الشجاعة قد بلغت مكانة قام الزمان بها مقام جبان +للَه أوطان بشمسك أسعدت ما كان أسعدها من الأوطان +فاقت بجوهرك الكريم على السما شرفية والدار بالسكان +دار متى استسقى الرجاء سجالها وكفت له بمذانب العقيان +وإذا تغشاها امرؤ خوف الردى ضربت عليه سرادقات أمان +أني تهنا بالمنازل في الثرى ومحلك الأدنى على كيوان +ظفرت نصال المجد منك بصيقل لولاه ما مسحت من الأدران +يا جوهر البشر امتيازك منهم مثل امتيازهم من الحيوان +لو لم تكن من ولد آدم لم تكن كل العوالم عالم الإنسان +لا زلت أعجب ممّ عدنان سمت حتى براك اللَه من عدنان +وبمن أقيسك في أقل مزية ربما يخف لوزنك الثقلان +ولقد رعيت بروض ظلك أينقي فرعت بأسعد من جنى السعدان +وقفت بدارك تستجير بربها سجم الدموع حوالك الألوان +وجدت لديك عقود لؤلؤة الندى منحلة بالوابل الهتان +فترشفت من راحتيك أناملا تهتز للجدوى اهتزاز لدان +خفت مؤنتها لديك وطالما كانت تنوء بمثقلات أمان +وأنا الذي ترك الأنام وراءه وأتى إليك مشمر الأردان +متبينا آثار كل كريمة وعلى الصباح يقوم كل بيان +هيهات أن أنسى ثناءك ما انثنى غصن النقا وأراك لا تنساني +أحلل بنفسك في أعلى مراتب ما يحله المرء في قاص ومن دان +وكن بنادي العلى والعز ممتنعا تمنع ولا تخش من سلطان سلطان +ولا تخف أن يمس السوء جانبك الحقير من محدث للسوء شيطان +فاللَه حرّمَ مسّ المحدثين لما في الذكر والذكر فيه مثل هامان +وقف الغرام له بباب شؤونه فأذال بالزفرات صون مصونه +فتعاورته لواعج فلكية حركاتها أفضت إلى تسكينه +يا للرجال متى يصح معلل قامت قيامته لفقد قرينه +ضربته عادية النوى بجناحها فأكب مضطجعا قتاد شجونه +ميت معد الدم من تغسيله واللّمة البيضاء من تكفينه +إن الأولى رحلوا غداة محجّر حجروا على المشتاق غمض جفونه +لولا تعلله بساعة أوبة تحييه لم يمهله ريب منونه +دعني أقيد بالكواكب ناظري فالعشق صحته بداء جفونه +لا تعذ لا ذاك الكئيب فإنما للقلب جيران على جيرونه +أترى الزمان معاودا أو ينبرى زمن مضى بالرمل من يبرينه +تلك الديار هي النهاية في الهوى ساق الزمان لها نهاية هونه +نعب الغراب بها فأسمع أهلها ما يصدع الأسماع رجع لحونه +شعب تشعبت القلوب لصدعه كالسيف قد أبلى ملاء جفونه +فمن المجير من النوى لمدله لا يستطيع الطير رجع حنينه +لم أنس وقفتنا وقد دب الهوى في زيّ ملتاع الفؤاد حزينه +وتذكري تلك الهوادج بالضحى كالروض مختلف ثمار غصونه +حمر البراقع تحتها بيض الطلى فكأنها الطاووس في تلوينه +لا زال قبلتي الجمال وربما زمزمت بين حطيمه وحجونه +كم ليلة أرمدت فيها ناظري فكحلته بمدامعي ودجونه +حتى بدا خط الصباح كأنه كنز أبان الدهر عن مخزونه +فصحت مجالا مقلتاي وربما شقت جيوب السر عن مأمونه +كن كيف شئت فكل حيّ ميت والحين مجموع القضاء لحينه +أتروم بعد أمين أمنك أن ترى ذاك الأمان وأين مثل أمينه +فلقد تداعى العز وانتقض النهى والعلم زالت نيرات فنونه +من يكفل العافين من يرعاهم ويح الزمان عتا على مسكينه +متهلل بالمكرمات كأنما سطر من الأنوار فوق جبينه +هو ذاك بيت قصائد الكرم الذي جمعت معاني الرفد في مضمونه +تصدى مرائي الخافقين فتنجلي ظلمات رؤيتها بنور يقينه +واخيبة الرواد من روض سرت نسمات روح القدس من نسرينه +فمن المحدّث في الحياة وقد ذوى زهر النعيم وجف ماء معينه +أي الحصون تهدمت أركانها فليبك باكي المجد هدم حصونه +وعلى السماح فإنه من بعده كالشمس غشاها الغمام بجونه +ما كان إلا اليمّ عبّ عبابه يجري من الإبريز ماء عيونه +كان المجاهد في سبيل الهه متمكنا كالطود في تمكينه +فشرى بدنياه النعيم وكم نرى من يشتري دنيا سواه بدينه +كان المعين لكل عان قلبه واحسرة العاني لفقد معينه +كانت عزائمه على علاتها كحيا السحائب لا حياة بدونه +ولئن مضى فلقد تخلف بعده قمر الوجود ومنتهى تحسينه +هذا سليمان الزمان ومن غدا في كنز كل علا أمين أمينه +عم البدور وفي اليسار مقارنا ليساره واليمن طوع يمينه +ورِثَ الخِلافة غير مشترك بها من ذا ينازع ضيغما بعرينه +يا ابن الأئمة من فلاسفة العلى وضمين طب الدهر وابن ضمينه +لو أقسم الصمصام أنك ربه ما كان عندي حانثاً بيمينه +أنت الذي ترجى القوافل كلها منه ولا ترجى حياة طعينه +يا من طوى علم العوالم كله ما أكبر الإنسان في تكوينه +بأبي أبوك وأن تقشع مزنه قلق الزمان ودام في تطمينه +رحل الهدى منذ ارتحلت فأرخوا الدين مات أسىً لموت أمينه +ولم ألغِ حرف الراء ألا لأنني إذا فهت بالراوي تفوهت بالغاوي +وقالوا روى عنك الأحاديث كاذب فقلت كما قلتم ألا كذب الراوي +يا آل بيت اللَه كل من ابتلى لم ينج إلا فيكم أهل الولا +لكم كأبراج السماوات العلى حفر بطيبة والغرّي وكربلا +وبطوس والزّورا وسامراء +يا من غداة قضوا بنو الدنيا قضت ومجامع الخيرات منذ مضوا مضت +إلا قبوراً كالبوارق أو مضت ما جئتهم في حاجة إلا انقضت +وتبدل الضراء بالسراء +يا رب هانفسي لديك ذليلة وحمول آثامي عليّ ثقيلة +هل لي إلى نيل المفازة حيلة مالي إذا وضعَ الحساب وسيلة +أنجو بها من حرِّ نار الموعد +راعيت عفوك باعترافي فارعني وجعلت كافية الولاية فاكفني +ولقد علمت بأنه لم ينجني إلا اعترافي بالذنوب وأنني +متمسك بولاء آل محمد +يا كراماً هم غذاء المغتدي بثراهم ينجلي الطرف القذي +كيف أخشى وولاكم منقذي يا بني الزهراء والنور الذي +ظن موسى أنه نار قبس +قد اخذتم من يدي مولاكم حجة الأمن لمن والاكم +وبهذا الشأن مذ أولاكم صح عندي أن من عاداكم +أنه آخر سطر من عبس +هذا الحمى يا فتى فانزل بحومته واخضع هنالك تعظيما لحرمته +وإن وصلت إلى حيّ بأيمنه بعد البلوغ فبالغ في تحيته +واطمع بما فوق اكليل النجوم ولا ترج الوصول إلى ما في أكلته +واحذر أسود الشرى إن كنت مقتنصا فإن حمر ظباها دون ظبيته +للَه حيّ إذا أوتاده ضربت يودها الصب لو كانت بمهجته +بجزعه كم قضت من مهجة جزعا وكم هوت كبد حرّى بحرّته +قد أنشأ الغنج شيطان الغرام به فقام يدعو إلى طاغوت فتنته +والحسن فيه لسلطان الهوى أخذت يداه من كل قلب عقد بيعته +أقماره لحديد الهند حاملة تحمي الشموس العذارى في أهلتهِ +صنتم صغار اللآلي في مباسمكم عنه ونافشتموا ياقوت عبرته +فكوا أسير رقاد عنه رقكم فادى جفونكم المرضى بصحته +يا حاكمي الجور فينا من معاطفكم تعلموا العدل وانحوا نحو سنته +قلبي لدى بعضكم رهن وبعضكم هذا دمي راح مطلولا بوجنته +أفدي لكم كل مخصور ذوائبه تتلو لنا ذكر فرعون وفرقته +كأنما الخضر فيما نال شاركه ففي المراشف منه طعم جرعته +أعيذ نفسي بكم من سحر أعينكم فإن أصل بلائي من بليته +لولا المخافة من ظبى لحظاته لجنيت وردا لاح في وجناته +الورد يحسده لحمرة خدّه والغصن منعطف على حركاته +غفل الرقيب ففزت منه بنظرة يا ليته قد دام في غفلاته +قالوا تسلّا عن هواه بغيره واعشق سواه فقلت لا وحياتهِ +رشأ إذا أخذ المرأة بكفه صارت محاسنه مرأة مراته +جعل الصلاة مع الصيام فريضة يا ليته جعل الوصال زكاته كذا +ما أجر من صلى وصام كأجر من أحيا قتيل العشق بعد مماته +يا خجلة الأغصان منه إذا بدا وفضيحة الغزالان من لفتتاته +يا نديميّ روّحاها فهذي نار نعمى بدت فلاح الفلاح +تعد الوصل ثم تلوي كما لاح على البعد بارق لمّاح +لأذيلنّ دون وصلك دمعي قلّ دون الهوى دم يستباح +كيف آسى على نعيم تقضى أي سحب ما مزقتها الرياح +فانزلا منزلا قريب حماها فعلى البعد تنكر الأشباح +واسألا الحي هل لطارق ليل مسرح في ربوعهم أو مراح +همه أن يرى المنازل من بعد فيرتاح قلبه الملتاح +رب قوم هم بالأيادي كرام ولذا الطارق الملمّ شحاح +أو يرى ومضة تلوح فيهدأ ناظر من غرامه طمّاح +حل في حيّكم كسير جناح فعسى عندكم يراش الجناح +فتواضع فإنها خطرات دونها أرؤس الملوك تطاح +فأجابوا بخٍ بخٍ أن للوفد لدينا أرؤس الملوك تطاح +هل على ابن السبيل يوماً سبيل أم مباح غدوّه والرواح +كم فرحنا بهم قديماً ولكن جدّ جدّ الهوى فرحنا وراحوا +ليت شعري أيّ البلاد استقلوا أروابٍ سالت بهم أم بِطاح +يقولون ما بال وجدك مضرماً وأنت شجي الحال ولهان مكمد +أخانك حظ كنت ترجو وفاءه فأشجاك أم حيّ الأحبة أبعدوا +فقلت بنفسي حاجة ما قضيتها على مثلها أنفاس وجدي تردد +فقالوا ألم تسمع بأخبار أحمد لها مسند في المكرمات فمسند +أنخ في مغانيه ورد من حياضه ولا تعد إياه فأحمد أحمد +فتى حارت الفتيان منه بماجد له في حجور المجد منشا ومولد +إذا اعترض البدر السماديّ طالعا فأحمد أوفى منه حظاً وأسعد +له شجرات في منابتها النهى ومن زهرها عزم وحزم وسؤدد +وحسبك منه همة أحمدية به اللَه ينجي من يشاء وينجد +هي العزّة القعساء والرتبة التي بسلمها فوق السماكين يصعد +فقلت جزيتم كلّ خير بنصحكم أشرتم لعمري بالتي هي أرشد +فأرسلت آمالي غراثاً صوادياً ومثلك للآمال مرعى ومورد +أتاك العيد مبتسم المبادي كبسام الرياض من الغوادي +يداعب بعضه بعضا فيزهو كأن العيد يهزأ بالأعادي +وفيه الكون مبيض الحواشي وفيك العز مرفوع العماد +ضربت من الجميل له طريقا ومن بيت المفاخر منك نادي +فحفتك البشائر منه حتى أضاءت من أشعتها البوادي +فمهلاً أحمد الأفعال مهلاً فقد تاب الزمان من العناد +وأمسى كالعدوّ بقيد ذلّ وألقى الدهر فاضلة القياد +فإن قطع الزمان فأنت وصل وأن ضل الزمان فأنت هاد +وإن أخفت حوادثه بزعم بيوت الأكرمين فأنت باد +فدس بالأخمصين رقاب قوم تصدت للعلى من غير زاد +وبيضٍ لو ضربت بها ثبيراً تزلزل جانباه إلى الوهاد +وشوس لا تكعكعها المنايا تمج الموت من صم صعاد +تطير بها عوابس ضابحات من القبّ المطهمة الجياد +بها الأرواح تنتهب انتهابا ويغدو الشمل ان طلعت بدادِ +لأهون للعدى مما تراه من المجد المؤثّل والأيادي +ومن لم يعشق الحسنى ولكن طريق المجد صعب والجهاد +ولو كانت بنو الدنيا سواء لما عرف الصلاح من الفساد +يرى البخلاء أن المال ذخر وبذل الذخر أذخر للجواد +ورب مولع بالشح حتى رأى طرق الضلالة كالرشاد +ويهجر بالمكارم وهو أحرى بذاك الهجر ما بين العباد +يروم بجهله أخماد ذكر سرى كالبرق مخترق البلاد +فذرهم لا أبالهم يقاسوا حرارات الضغائن والسهاد +فطرف المجد ساه فيك شوقا كطرفك فيه ممتنع الرقاد +ملكت المجد والعلياء طفلا فلا بدع إذا هجر المعادي +تحرك للجميل طباع قوم غيوث الجود آساد الجلاد +قروم لا يرون الموت ذمّاً إذا نادى إلى شرف مناد +سيوفهم لها أبداً مجيج وهن إلى العدى أبداً صواد +على العلياء كم بذلوا نفيساً وأنفسهم على البيض الحداد +فلو فدت العلى قوماً لكانت لهم يوم المنية خير فاد +ولا سيما سليمان المعالي نكال العاديات على الأعادي +فتى روى القنا والسيف حتى بنى في المجد كالهرمين نادي +من الذكر الخلود له عماد تشين بحسنها ذات العماد +وكان الناس جسماً وهو روح وعيناً وهو انسان السواد +مبادي الجود أذهب ما عفاها وأنت اليوم خاتمة المبادي +ولم يمت الذي يتلوه شهم يقرب للعلى نهج البعاد +محل المكرمات محل حرّ عليه الدهر بالأزمات باد +له أيد لفرط العذل يشكو عليهن الطريف إلى التلاد +وحلم لفظه كالدر ينسى به قس الزمان وحلم عاد +فيا من أضحت الركبان فيه إذا سارت تراقصت البوادي +وأمسى الدهر من طرب يغني كأن القفر عيس وهو حاد +تورك منكب العلياء واصدع بما تهوى السراة بلا تماد +فإن العيش والأيام تمضي وحاشا ما تحب إلى النفاد +وما يأتي غد إلا كيوم عليك مضى وليس بمستعاد +ويبقى للفتى ذكر جميل إلى يوم التغابن والتناد +ومن لم يحو في الدنيا جميلا فلن يلقى الجميلة في المعاد +نقدت بني الزمان وكان ظني مصيبا فيهم قبل انتقادي +فما شاهدت إلا بعض ناس كنجم والبواقي من جماد +ودونك من قديم الودّ بكراً تترجم عنه خالصة الوداد +إذا ذكرت علاك تهيم شوقاً وشوق البكر عن حسن اعتقاد +ومحض الودّ تبرزه القوافي ولولا ذاك ما عرف انقيادي +محبك حيثما اتجهت ركابي وضيفك حيث كنت من البلاد +أحمد أوحد المحامد طراً علم العلم مورد الورّاد +مدرك للصلاح كل محل ساطح للعلاء كل مهاد +واسع الحلم والمكارم ملك حكمه حاطم حدود الحداد +كم محا أرسماً للؤم ومكرٍ وكسا أهلها سواد السواد +أحمد العود عوده وسطاه ماسح الهام حاسم الأعواد +لاح مرآه طالعاً كهلال ولهاه للدهر كالأمداد +كرم هام كسّح ركام أو كمهر معوّد للطراد +كرم معدم المحول محال عده وهو أول الأعداد +كم وكم شدّ ساعداه حساما صلدَ الحدّ صادعاً للصّلاد +أسعد مطلع السعود علاه وحماه مسارح الروّاد +أودع اللَه صدره كل سر هو للعلم مصدر الإمداد +حكم ما دعاه للسكر إلا كأس راح لها وكاس وداد +حكم ملؤها مراد علوم وسماح ممهد للمراد +كامل كله كمال وحلم أسد وارد دم الآساد +داحر مارد المكارم رام سهمه سهم سؤدد وسداد +عاكر للعدو كل مرام وهو للملك طالع الاسعاد +درعه للملوك درع دلاص ما أراها إلا عماد العماد +أروع أورع أمام همام همه طال أطول الأطواد +سر مسراه للأمور ملاك وهلاك للمال والحساد +معدم العدم مهلك كل عسر أسد الأسد واحد الآحاد +شهرَ المحرّمَ سيفه من غمده ليقطع الأكياد صارم حده +وقد استهل كمنجل من أفقه فذوت زروع الصبر خشية حصده +أنى يجيل الطرف فيه ناظراً ودم الحسين يجول في افرنده +لبس العراق سواده حتى غدا من يوم عاشوراء شامة خده +إن الحمام غداة من دمه اكتسى برداً تعثر خجلة في برده +وكسا المنايا السود ثوباً احمراً فزهت وأزرت بالشقيق وورده +نهر المجرّة قد تحير إذ يجري ذاك العبيط بجزره وبمده +ودعائم العرش المجيد تزلزلت وتمزقت غيظاً سرادق مجده +أيامه العشر استحالت عينها حاءً لدى متأنق في نقده +وتواجد الفلك الأثير لواقد وقد الوجود فوجده من وقده +وجميع أملاك السماوات العلى عزّت أبا الزهرا بفلذة كبده +ولقد عرت مهد البسيطة هزّة فاهتز طفل نباتها في مهده +والدهر شاب الفود منه لوقعة قد أشعلت بالشيب فحمة فوده +وتقلصت شفة المنون من الظما حنقاً فآثره الحسين بورده +فتجددت تلك المآتم واكتسب جدد الحداد عليه أمة جدّه +شهر به الإيمان تاقت نفسه للنزع والقرآن مات بجلده +فقضى ولكن للشهادة حقها ومضى ولكن للنعيم بخلده +في جنة الفردوس ما من سيّد إلا وقام له بخدمة عبده +والحور والولدان محدقة به أضحت فسل جيد العل�� عن عقده +ما عندنا هدي سوى أرواحنا لا والذي أرواحنا من عنده +فانساق أبطؤها لعاجل حتفه أسفاً فهل من حيلة في ردّه +والشوق يعلوه بدره برقه والتوق يحدوه بنعرة رعده +زحفت جنود المارقين على ابن من كانت ملائكة السما من جنده +قدر تمزق فيه درع تصبري ووهي الذي قدّرته من سرده +قبر بساحة كربلا فاقت على بحبوبة الفردوس ساحة لحده +ولقد غدا غاب النبوّة والفتوّة والأبوّة خالياً من أسده +وجد الوجود بقاءه بفنائه من بعد من فقد الوجود لفقده +سل عن مجرّده من القمم التي قد زعزعت من تحت أرجل جرده +ما شام برقاً في يد يوم الوغى من قبله أحد ولا من بعده +شمس الظهيرة ترسه في كفّه بزغت فأطلعت النجوم لضده +عن جده وأبيه قد أخذ العلى وسواه من عدنانه ومعدّه +لن يقبل الرحمن توبة مؤمن عن نفسه بالروح إن لم يفده +من كفّ والده أمير النحل ما في الحوض فوزاً ذاق لذّة شهده +فأبوه كان يمدّ إلا نفسَه بقفيزه وبصاعه وبمده +الجدّ أحمد وألأب الكرّار والأمّ البتول فهل تقاس بهنده +والأصل عبل والنجّار مطهّم والفرع سبط خالص من جدّه +فورى زناد حفاظه شرراً به حمي الوطيس وتلك عادة زنده +كافورة الصبح استحالت عنبرا فاستنشق الملكوت نفحة ندّه +بجهاده الكفار حمّل عاتق الفك المحدب فوق غاية جهده +منناً بها ملأ المقعر فاحتوى منها على ما جاز غاية حدّه +أسل الدموع ولا تسل عما جرى في غور حائر كربلاء ونجده +نهر النهار غداة فجرّ فجره عن عمره انكشف الفجور وزيده +من لم يوال الخمس اصحاب العبا إتيان خمس فروضه لم يجده +من لم ينم في حبهم عن مدحهم للَه قام بشكره وبحمده +حياه رضواه الجنان من الرضا بعراره وبشيحه وبرنده +يا من بدائع حسنه قد أبدعت في العاشقين فانجدوا وأغاروا +ماذا الذي أغراك أن تقلا فتى تجري بواديك الصبّا فيَغار +هي القهوة السوداء فانعم بشرخها ودع عنك شمطاء طوتها دهورها +فإن بياض العين للعين ظلمة وإن سواد العين للعين نورها +مالي أراك تطول فخراً في الورى قل لي بأيّ قد بلغت المفخرا +أبرأي رسطاليس أم برضاعه أم لطف تبريز حكى الاسكندرا +أم نسبة ملمومة بمحمد ومحمد جد التقيّ بلا مرا +أما العلوم فقد جهلت وجوهها فكأن هيكل ذاتها ما صورا +وكذا المناقب كلهن عدوتها وعدتك إذ كل لكل أنكرا +والشعر ما أحرزت منه شعرة وإلى المعاد أظن أن لا تشعرا +والنحو ما وردت ركابك نحوه فترى هنالك مورداً أو مصدرا +إن الفخور لجائر في قصده واللَه يمقت من بغى وتجبرا +فاخفض جناحك لا تكن متكبرا ما شيمة النجباء ان تتكبرا +لا تفخرن فما يحق بمن غدا من طينة مسنونة أن يفخرا +والمرء يفصح فعله عن أصله وكفى بفعل المرء عنه مخبرا +أرسل اللحظ للقتال نذيرا ليته بالوصال جاء بشيرا +فترى العاشقين في الحب أما شاكراً وصله وأما كفورا +أن أهل الهوى يخافون يوما بالجفا كان شره مستطيرا +فوقاهم منه ولقاهم من وجهه الغضّ نضرةً وسرورا +وجزاهم من وجنتيه بما قد صبروا عنه جنّة وحريرا +ليته لو شفى سقامي بريق وسقاني منه شراباً طهورا +كلما لاح لي رأيت بدوراً من سنا وجهه وملكا كبيرا +عارضاه ووجنتاه عذولي لفؤادي سلاسلاً وسعيرا كذا +وإذا ما رأيت فضل دموعي تحسب الدمع لؤلؤاً منثورا +يا حبيبي ارجع إلى اللَه فينا أنه كان بالعباد بصيرا +يا صاح لا تلق الزمان ولا تثق بالبِشر منه فإنه متصنع +وببرّه لا تستغر فإنه فخّ بحبته يكيد ويخدع +كم في بنيه ظالماً متظلماً كالذئب يقتنص الغزال ويظلع +إني عرضت على قوم سموا حسباً شعري فلم يشعروا هيهات موقعه +لا تعرضن على الفحام قافية من باع دراً على الفحام ضيعه +أين الألى سارت هوادجهم ضحى قطعوا من الدنيا علائق مطمع +رفعوا الستور عن الخدور وسارت الأقمار بين موشح وموشع +عد يا حمام على الغنا بعد العنا واطرب على الأفنان يوما واسجع +هذا سليمان الزمان وكفّه ما بين مغرب شمسه والمطلع +ملك متى أو ما بخاتمه تجد أعصى العصاة لديه أطوع طيّع +ملك لو أنّ رحى الأنام تعطلت لأدارها من راحتيه باصبع +من آل حمير لو تقدم عصره لتنعلت قدماه جبهة تبع +مهلاً فقد غرقت بنائلك الورى والمعصرات تعاف ما لم تقلع +الحرب سيف أنت صيقل حدّه لولاك كانت مدية لم تقطع +لو رمت من زمر الكواكب جحفلا هبطت إليك من المحل الأرفع +آن الأوان فوفّنا ميعادنا يا ابن الوفاء ومعدن الأنصاف +خفف علينا المثقلات وزن لنا أوزان برّ منك غير خفاف +أني لارقب منك نوءاً صادقاً متفجّرا بالوابل الوكاف +جود تكامل في جميع صفاته ما عابه شيء سوى الإسراف +لك في النوال عن السحاب نيابة وخلافة جاءت بغير خلاف +أنت الملاذ لكشف كلّ ملمّة بل سرّ سرّ حقيقة الألطاف +لا زلت للفعل الجميل مؤاخياً أبداً أخاء مودةٍ وتصاف +والحر أحرى بالوفاء لعهده صينت مواعده عن الاخلاف +من معشر كانوا الهدى كانوا الندى كانوا المنى كانوا الغِنى للعافي +بين وادي النقا وبين المصلّى زمن مر ما ألذ وأحلى +إن يوم اللقا لأعظم يوم جلبته لنا المنى فاستهلا +حيّ ذاك المحلّ من حيّ نعم طاب ما كان بالنعيم محلّا +فانثنى ذلك الزمان زمان وكذاك المحلّ جدباً ومحلا +لا تلم بالسواد صحف الليالي خط في لوحها القضاء فأملى +قم بنا نسأل الفلا والمطايا كيف نيل العلى وأين استقلا +إن أيدي النياق أذرع عزّ تذرع الحادثات حزناً وسهلا +كيف ترجى الحياة لولا المعالي وإذا الروح فارق الجسم ولّى +خلّها في السرى تمد خطاها فعساها ترى الثريا محلّا +يترامى بها إلى خير واد داء شوق يصحه من أعلّا +إن براها السرى فحل براها لبست عقد عزمة لن يحلا +شامت البارق الإلهي وهنا فترامت كأنما هي شكلا +أخذتها تلك المطالع حتى عقلتها تلك الأشعة عقلا +وبدا خير طالع من معالي خادم المصطفى فأهلاً وسهلا +نور علم لا يمتري الظن فيه أنه الشمس بل أجلّ وأعلا +وبقول النبيّ سلمان منّا شرف يحتذي من الشمس نعلا +أحدقت بالوجود منه أمور بالغات بها غدا الدهر طفلا +صيّرت ذاته الغيوب حيارى ليس تدري أصدره اللوح أم لا +حلّ منه النهى بتمثال لطفٍ كان بالجوهر الربوبيّ شكلا +كلما حاولت منى راحتيه غصن أكرومة دنا فتدلى +ذاك روح القدس الذي مذ حواه هيكل الدهر كان للدهر مثلا +جوهر لو يقاس بالجوهر الفر د علاه لكان أعلى وأغلى +هيكل طلسمته أيدي المعالي فحشت جانبي هيولاه فضلا +بأبي ناظر بمرآة عِلم أوجه الغيب دونها تتجلى +بأبي من له المعالي تخلت مخلصات وللمعالي تخلى +بأبي الماجد الذي اتخذته كل بكر من الفضائل بعلا +يا أخا المكرمات إن ذنوبي حملتني إلى معادي ثقلا +إن تكن شافعي فغير عجيب أنت بالسيد المشفع أولى +من معيني على مدائح ندب صح عنه الكمال نقلا وعقلا +وأخيه الفتى حذيفة لا ير هج قولا ولا يرنق فعلا +وأمين النبي في كل سرّ كان للمخبر الإلهي أهلا +قد رمى في الحشا لحاظاً صحاحا فاصابت هادي الورى والمضلا +كيف يطوي النفاق أهلوه عمّن حشى العلم فيه حاشا وكلا +لحظت مقلة الشجاعة منه أسدا لم يزل له الموت شبلا +سيد يلتقى صدور المعالي مثلما تلتقي الجواهر وبلا +سل قنا الخط أو ظبى الهند عنه تلف عزَّ الدنيا بكفيه ذلّا +حبذا من نسيم وادي المصلّى نفحات سرت فأهلاً وسهلا +يا زمان الحمى نعمت زمانا حلبته أنواؤنا فاستهلا +متجر للهوى مضى في عكاظ كان من جوهرية الروح أغلا +ومناخ للركب غير حرام لحرام الميمين استحلا +موقف لم يدع لذي الروح روحا يوم حزوى ولا لذي العقل عقلا +قدك يا بعد قد نزعت قلوبا كنّ ملأى قوىً فأقوين هزلا +وانتدبناك باللقاء لداء طالما عاده الطبيب فملّا +وأسياني أن الخليل المواسي لم يدع للخليل في الأرض حملا +لا تكونا زيفاً إذا اشتد سبك ولعمري كم زيّف السبك خلا +وانهضا نخطب العلى بالعوالي فالأماني لم ترض بالعجز بعلا +لم ينل بالإقامة العزّ حتى ينقل الماء بالغرابيل نقلا +إنما تقذف الهموم المطايا مثلما تقذف السنابك نعلا +والليالي ذوات أيدٍ يعود السهل حزناً بهنّ والحزن سهلا +وأمون تطوي من الشفّ والوجد رباها طيّ الأكفّ السجلّا +لم تكن تعرف الهوى غير أن الوجد منها بها عليها استدلا +شغل الرعي غيرها وطوته إن للوامقين في الحب شغلا +جهلت ما بها اللحاة فلجّت ربّ علم يظنه المرء جهلا +شفها من ربيع أحمد مرعى كان أمرا من الرحيق وأحلا +ملِك غير أنه ملَكيّ الطبع لم ترضه الثريئا محلا +عزّ بالبيض وهو للبيض عزّ كل من لم تعزُّه البيض ذلّا +جاور المجد فهو للمجد جار أي جدّ من ذلك المجد أعلى +كلما مدّ راحتيه ليجني غصن أكرومة دنا فتدلى +صاحب السؤدد الذي حدثان الدهر يبلى وذكره ليس يبلى +بأبي ذو منائح هرم الدهر على أن يرى لجدواه مثلا +لم يزل مكثرا على المال جوراً وإذا جار حادث كان عدلا +إن حال المليّ وهو شحيح مثل حال النحاس بالتبريطلي +فاضل لم يقس بفضل سواه من يساوي بصورة الطين عقلا +تجتلي العين منه أبهى مرأىً هو أشهى للنفس من أن يملا +شيم كالكواكب الزهر تمحو مسدفات الدجى وتهدي المضلّا +ما تخطّى الصلاح عنه ولكن هابه ما رد الفساد فولّى +قد سقاه ساقي الهداية نهلا وسقى سائر الخلائق علّا +شرف مثلما جلا الصقل درعا أو كما جودت يد القين نصلا +ونِجار مؤثّل كفرند أخلصته يد الصياقل صقلا +وأياد كأنهن رياح خضلات يهطلن بالمزن هطلا +حسبه الحكمة التي طاوعتها كيمياء الأحكام عقداً وحلا +منعم للعفاة لمّا تلته بكتاب من المآرب يتلى +وبه أكثر المقل ونادى هاتف الجود من يرى لي مقلا +كم نحاه عافٍ فعاد مليّا لم يزل دفتر الغنى عنه يملى +كلّا رمت وصف بعض علاه قال لي قائل البلاغة كلا +سل به المكرمات تخبرك عنه أنه أحمد الخلائق فعلا +كن كيف شئت فما المحب بسال طاشت سهامك يا أخا العذال +فاعجب لمرشفه الشهي كأنه برد يمج مجاجة الجريال +وذؤابتاه دجىً ومفرقه ضحىً والخد نار أوقدت بزلال +ما كان أطيب عيشنا بلوى النقا والخندريس تدار بالسلسال +واليوم بالغيم المطلّ تخاله متشابه الغدوات بالآصال +حيث الشباب ظليلة أفياؤه والعين سرح في مروج جمال +كلف تقاسمه الغرام فشعبة في الواديين وشعبة في الضال +ويلاه من قصر الجفون عن الكرى والليل أطول من منى الجهّال +وبمهجتي المى الشفاه كأنها منثور سقط أو صحاح لآل +متبسم عن أقحوانه مرشف تجد الغوالي فهي غير غوال +تقضي على مهج الكماة جفونه ولو أنها جبل من الأجبال +وعدتني الآمال إن ستجود لي ما كان أكذب موعد الآمال +إن الذي وعدت به من جودها كالنوم ما طل مغرماً بخيال +للعامرية أربع معمورة بين الجوانح والفؤاد البالي +دمن طللت بها الدموع كأنني قرّبتها هدياً إلى الأطلال +يا دهر لولا من هويت لشمت بي قبّات برق ما لها من صال +لكن أتاح لي الهوى حبّ التي عقلت أبيّاتي بغير عقال +كانت لنا دعة فعادت لذعة والدهر صاحب نعمة ووبال +لم أنس إذ نهضت إلى راووقها تختال بين تمايل وملال +فسقتك حاسرة الذراع كأنها كف الخضيب تسورت بهلال +هتكت حجابك يوم وجرة وارتدت في بردتين تمنع ودلال +لو أن علة ودّها في صدها ما كنت أجرع غصّة إلا علال +كاد المتيّم أن يكتّم سرّه لولا ينمّ به لسان الحال +دارت بي الأدوار لولا أنني أدركت من نعمان أنعم بال +وإذا الليالي أنكرتك فلا تلذ إلا بيض ظبىً وسمر عوال +بني التصويف أنتم شرّ جيل لقد جئتم بأمر مستحيل +أفي القرآن قال اللَه هذا كلوا أكل البهائم وارقصوا لي +أبا أحمد ما الفضل إلا لأهله وأنت بحمد اللَه أهل الفضائل +إليك حثثنا النجب خمصاً بطونها تشير بأعناق إليك موائل +وقافية ضلت وتاه دليلها فجاءتك تبغى منك أهدى الدلائل +مقيدة لا يرتجى فك قيدها بغير حسام من خطابك فاصل +أبا أحمد أشكو إليك أمانياً تستّر عنّي وجه حقّ بباطل +إذا نحن يمّمناك توّجت عسرنا بإكليل يسر للأسرة كافل +فلا تخلنا من همة ذات حلية تطوق من آمالنا كل عاطل +إذا اسعدتنا منك بعض التفاتة رجعنا بكلّيّ من السعد شامل +هات زدني من ذكر ذات دلال إن في ذكرها شفاء العضال +غادة كلما تنسم منها نسمة آذنت برخص الغوالي +يا لقومي من أخت حيّ جديس عقلت مهجتي بغير عقال +كيف أبكي الصبا وقد كان حتفي إن شرخ الشباب شيخ الضلال +أيها اللائم المفنّد قلبي ويك عني ما للملام ومالي +لا تزد قلبي الكليم كلوما إن للوجد فيه وقع النبال +يا نديميّ هل إلى أم أوفى من سبيل مساعد بالوصال +أطرباني بطيب ذكر سليمان المعالي وباسمه غنيّا لي +حكم حكمه يعيد لعمري مائلات الأحكام ذات اعتدال +كم له مربعاً يروقك منه ما ترى من مسارح الآمال +وصلاح مستردف بنجاح ونوال يسير اثر نوال +وأياد يمسحن ما تصبغ اللأواء مسح البدور صبغ الليالي +واقتبال بكلّ حظّ سعيد طالع يمنه طلوع الهلال +راكب للندى جواد غمام تلثم الأرض منه وقع النعال +عزّ في الخلق مثله وعزيز في مهافي الرياح برد الزلال +فلك قد قضى لنا نيّراه باقتبال الفتوح والاقبال +بزغت شمس سؤدد في ذراه زان في جيدها حليّ الكمال +كفه الريح في السماح وأما ضربها في الوغى فدك الجبال +ليست السبعة الكواكب إلا راميات عن قوسه بالنبال +أريحيّ كأنما خلق الجود على ما حواه من تمثال +نمنمت داره الوفود كما نمنم صحن الخدود ترصيع خال +من رجال تخيط أيدي المنايا بأنابيبهم برود النزال +وكأن الكمال صيغ على صورة تمثاله البديع المثال +يا أخا النيرين دوموا بسعد لا أصابتكم سهام الوبال +بين جنبيك همة من جلاد خلقت في الوغى صقال النصال +لك رأي كأنه الشهب تقضي بالغنى والفنا بغير قتال +اليوم ماس العزّ في سرباله والمجد أسفر عن بديع جماله +اليوم أقبلت المكارم والعلى يمشين مشي البدر في إقباله +اليوم عاد إلى معرسه الهدى فأضل غاوي القوم جند ضلاله +اليوم أسعدت الأمور ببدرها فأتم ناقصها مقام كماله +وارتاحت الأرواح منه بعارف لا عرف للمعروف غير نواله +وتهادت الأحكام حالية به وكفى عواطلها حليّ جلاله +طويت بعقوته سجايا أفصحت بالصالحات البيض من أعماله +شرع عليك عداته وصلاته لا بون بين مقاله وفعاله +هذا فتى الدنيا سليمان الذي شغل الورى بجماله وجلاله +فالعدل في واديه حط رحاله والجور هاب فجدّ في ترحاله +تاهت بنائله المنى فتبخترت تيه المليح تعجبه ودلاله +اللَه أكبر فخر ينبوع النّدى فليكرع الحرّان من سلساله +يا بدر لا تطمع بمثل كماله يا ليث دع عنك ادعاء نزاله +فعّال ممتنع الفعال وقائل لم تجن إلا الصدق من أقواله +ملك يعد السيف من فقرائه وجماجم الأبطال من أمواله +ظفر الزمان بصيقل من حلمه لولاه ما انطبعت حدود نصاله +رأي تشنّف بالعلوم كأنه طبع الجواد يجيب قبل سؤاله +اليوم سلّ السيف من أغماده وأراش راجي السعد طيش نباله +وأسى جروح الملك قيم أمره راقي مخاوفه طبيب عضاله +ولعَ الكمال به ولوع متيم لبس الهيام وجر من أذياله +تلك المعارف لو تصوّر لم يكن تمثالها إلا على تمثاله +الشمس دون لقاه يهمل طرفها والدهر يخفق دون خفق نعاله +صحت به العلياء بعد سقامها وأعيد للمعهود عصر وصاله +وتحيرت منه العقول بواضح مرآه قيد الطرف عين عقاله +للَه أكيس من تلامذة العلى وفلاسف الحلكماء بعض عياله +فهو الملاذ وسائس الدهر الذي راض الحرون الصعب من أهواله +وله السنان من اليراع مثقفا صوب المنون يسيل من عساله +قلم إذا نفثت نوافث عزمه بذ العقول العشر عشر مقاله +يتنوّع الموت الزؤام بطعنه كتنوع الحرباء في أشكاله +وليهن مضمار البلاغة أنه لولاه ما أتسعت فروج مجاله +قرم إذا لاقى الخميس عرمرماً جدّت به العثرات من أجلاله +هنئت يا قمر السماء بدورة للسعد تمسح عنه مسح وباله +دور كأنفاس النسيم تعلّة تتراقص الأرواح باستقباله +من ذروة الشرف الرفيع قبابه لا يستظل الحر غير ظلاله +شرف شعاعيّ كافرند الضحى تتلألأ الدنيا بماء صقاله +وأراك يا ابن الخير غبطة ناظر عوذت حبك بالنبي وآله +أسفرت بالحسب الأثيل كما بدا جيد السماء مطوّقاً بهلاله +وحلا القريض بحسن وصفك منظراً يزهو مكوفَرَه بمسكة خاله +فاعدته نشوان فيك تهزه ندية الأنفاس من جرياله +ومضى قصارى السوء عنك فأرّخوا البدر عاد له ارتفاع كماله +لمعاليك كلّها يا همام رقصت في حليها الأيام +ولك الرتبة التي لم يصافح صفحها قيصر ولا بهرام +طلعت للسخاء منك جوار منشئات كأنها الأعلام +ولقد زين المكارم مسعا ك كما زين العقود النظام +حمدتك الحساد كرها فقلنا ربما جادت النفوس اللئام +وحثثنا المطا إلى ذي محل باذخ الأوج جاره لا يضام +نمت عن كل ما يسوء ولكن لك في الخير مقلة لا تنام +قصر الناس عن مساعيك كلا أنها الغاية التي لا ترام +أنت للوفد مربع وربيع طرفاه الأكرام والأنعام +لك من رأيك الصقيل حسام رأي كل امرىء لديه كهام +أنت للعالم الطبيب المداوي كلما عنّ للجسوم سقام +أنت للملك خاتم الأمن واليمن وللمجد مبدأ وختام +أنت من عنصر الكرام ولكن أين من نظرة النضار الرغام +أنبتت كفّك الغنى والمعالي مثلما ينبت الربيع الغمام +قلّ في المكرمات مثلك يا بحر كما قلّ في الأنام الكرام +حيثما كنت ليس يألفك اللؤم وهل يألف الضياء الظلام +أنت يا أحمد الفعال نسيم بشذاه تروّح الأجسام +أنت للدرع لا محالة درع يوم روع وللحسام حسام +كل فضل له إليك احتياج مثلما احتاج للرعاء السوام +كن كما شئت من عطاء ومنع ليس للجود في سواك مرام +وإذا لم تكن لحاجة مرء فعليها طول الزمان السلام +لا عذر في اللوم فاعذرني ولا تلم إلمامة المرء في العتبى من اللمم +لا أبرح الحزم أن الحزم عرّفني بغيره أن يبيت الساقط الهمم +وكم تركت أسوداً لا عرين لها إلا معششة العقبان والرخم +يا دهر لا تشك من فقدانهم جزعاً وجود بعض الورى شرّ من العدم +ظنوا الفريسة للطلاب ممكنة فشاهدوا أسد الآساد في الأجسم +ما ينكر الخبّ من فضلي ومن شرفي جسم سقيم وصبر غير ذي سقم +أين الخيام بذي الأرطى وربربها كانت خيامهم نديّة الخيم +ساروا فما تركوا عيشاً بلا كدر للعاشقين ولا عضواً بلا ألم +وكدت أقرع سني بعدهم ندماً لو كان ينفع قرع السنّ من ندم +عرب ولكن أضاعوا عهد من صحبوا فما المظنة بعد العرب بالعجم +وطول تجربة الأصحاب أوجد لي أن لا أصاحب غير الصارم الخذم +افتوا بفرقتنا ظلماً وليس لنا سوى المحرم حبس الروح من حكم +نزورهم وإذا ازورت نواظرهم غيظا علينا كحلناها بفيض دم +لا تحسبن اقتحام الحرب موبقة ما صح شرط أبي يحيى لمقتحم +يقضي ابن آوى ولم يهرم له عمر والأسد تدرك أقصى غاية الهرم +لا تركب الأمر حتى تستشير به شهماً وأن كنت عين الحاذق الفهم +وليقنعنك من خلّ إشارته وفي الإشارة ما يغني عن الكلم +خلفت خلفي قوماً كلما عزموا على اصطناع يد خافوا من العدم +وكم شفعت إلى جيل بمنصلت إن الحسام شفيع غير متهم +تركت نصح سميري غير ملتفت ورحت اضرب أكباد المطا الرسم +حتى وقفت على أرض مقدسة يعطّر الافق منها منقب الكرم +أرض لاحمدنا كشّاف معضلنا فكّاك موثقنا من ربقة اللمم +مفري القبائل من أدنى نحائره حمرٌ من التبر أو حمر من النعم +أحلى من الماء إلا أن بطشته لو شابت السحب لم تمطر سوى النقم +تؤمّ كل الورى بالخير أنمله كأنها وكلاء اللَه في الأمم +وربما خبط الأعناق يوم وغى خبط العصا ورق البانات والسلم +تنال من بيضه الأيام مأمنها كأنها ضربت بيضاً على قمم +لا زال يجبر كسراً غير منجبر منها ويخرم رتقاً غير منخرم +أن قسته بملوك الأرض خلت له وزن التفاوت بين البهم والبهم +ما للعلى مسكن في غير دارته هيهات أن تسكن الأرواح في الرمم +جاءت إليه المعالي قبل دعوته سعيا على الراس لا سعيا على القدم +ترى البلاد نشاوي من مدامته شرب النديم على الأوتار والنغم +زار الأقاليم جدواه فزينها يا حسن ما صنعته الشهب في الظلم +لولا مساعيه زاد اللَه حكمتها لأصبح الملك جرحاً غير ملتئم +إذا المنايا تبدّت وهي كالحة فاعجب له من بشوش غير مبتسم +لما درت أنه المولى لها وقفت في الحرب بين يديه موقف الخدم +إذا انبرى لعطا أو مدّ كفّ سطا فاقرا السلام على الآجال والنعم +لا يمسح اللوم جوداً فيه منطبعاً وكيف ينمسح المطبوع في الشيم +سمح بخيل بردّ الثلائذين به والبخل يحسب أحياناً من الحِكم +لا يقبل النصح في اسداء عارفة وفي النصيحة ما يدعو إلى التهم +إليك يا أحمد المسعى سعت إبلي تؤمّ رعي أنيق غير منهشم +تشكو إليك زمانا قد أضر بها كما أضرت بخطٍ عشرة القلم +وأنت أهل بأن ترعى أذمتها في ذمة اللَه أهل الرعي للذمم +فتّ الأوائل ما قدمت من قدم في الصالحات وأن فاتوك في القدم +فاهنأ بعيد سعيد عاد عائده بكل متحد بالخير ملتحم +يهنيك عيد الخير والنعم بسيادة سادت ذوي الهمم +للَه شيمتك التي جعلت للمجد بيت قصيدة الكرم +أنت الطبيب المستجار به مما تلمّ طوارق الألم +داويت أمراض العراق بما أوتيت من حكم ومن حِكم +طلعت سعود علاك لامعة لمعان بارقة على علم +إن المآثر ما لها اثر إلا بأحمد أحمد الأمم +يرد البلاد صنيع نائله كورود عافية على سقم +رأت الرئاسة منه ذا لبن ملئت براثنه من الهمم +بأبي الذي ضمنت مواهبه إن لا بقاء لحادث عمم +فالناس في فرح وفي طرب والملك في عزّ وفي حشم +والأرض راقصة بساكنها فرحاً بمالئها من النعم +كل الجميل نتاج همته أن الرياض ولائد الديم +فطن لكل فضيلة يقظ لولاه جفن الغيّ لم ينم +رامي العدى في كل بائقة ملئت كنانتها من النقم +سيف واين السيف من بطل بطلت لديه شجاعة البهم +آسٍ أتى الدنيا وقد عقمت طمعاً وأنقذها من العقم +قطب المعالي وابن بجدتها ربّ القنا والسيف والقلم +ظلّ على الفقراء يسترهم بسحاب جدواه من العدم +عدل المقام أبت عدالته إلا ائتلاف الذئب والغنم +ندب جميل الخلق ذو خلق بالخير متحد وملتحم +تجد الأعادي منه مرغمها وكذاك رغم الخيل باللجم +شرس العريكة ليس يقنعها إن الخطوب لها من الخدم +إن الأنام بظل دولته أمنوا أمان الوحش في الحرم +لك كل رائحة وغادية أذنت بنشر دوارس رمم +شيم كرائم جلّ منشئها هي سيدات كرائم الشيم +إن المكارم منطق ذرب أوتيت منه جوامع الكلم +أطلقتها من أوج دارتها زهر النجوم فواضح الظلم +لما سمحت بكلّ عارفه أسدى إليك الشكر كل فم +وإذا الزمان كبا بذي ادب كنت المعدّ لزلة القدم +لهجت بك الأيام حامدة كالطير ساجعة على سلم +يا من أباح لعصره مننا كانت له كالروح للنسم +وأفاك هذا العيد ملتمساً رفداً فنال الرفد من أمم +وأتيت أطلب منك عائدة والعود من شأن وأبل الديم +شكراً لما أوتيت من كرم قلّدتني نعماً على نعم +ألا برق يشام من الشآم فينقع ومضه غلَل الأوام +برغم اللوم بايَعَ كل قلب غزال الواديين بلا احتشام +غلام في مراشفه نسيم يعيد الشيخ في سنّ الغلام +أدار لثامه خجلا وصوناً وما أدراك ما تحت اللثام +يقرب من فمي فمه فأخشى على برد يذوب من الضرام +وتنذرني محاسنه بوجد يفاجي الصبر بالموت الزؤام +تبطنت السرى فتعاورتني مقلبة القلوب على اضطرام +وما ان شبت من كبر ولكن لواردة الخطوب على ازدحام +وزهدني عن الأموال أني ارى الأموال أوثان اللئام +أصد عن المثالث والمثاني وتطربني أحاديث الكرام +ولا يخفى عليّ كلوح قوم على أفواهها اثر ابتسام +ولا أرضى بأهل الجهل صحباً ولو أني دفعت إلى الحمام +ولا أنسى جميل الصنع طبعا ولو أني أعمّر ألف عام +وانطلق بالصواب ولا أبالي ولو ألقيت في الكرب العظام +إذا كان الكلام لغير غيّ فما فضل السكوت على الكلام +ولي زمن بذي سلم تقضّى على أيام ذي سلم سلامي +بحيث الربع موشيّ الحواشي وذاك الجو نديّ الغمام +قفي يا أمّ عمرو وانظريني يبن لك كيف عاقبة الغرام +خذي لي من عريب قبا ذماما فإن العرب تعرف بالذمام +أعيراني قلوصكما لعلّى أعرّس في حمى ذاك المقام +متى تدنو الخيام بآل ميّ ونمرح بين هاتيك الخيام +وترفع لي الحدوج مكللات بحسن وسامة منهم وسام +فهل يا دهر عندك ما تمنت من الشّبم البرود ذوو الأوام +ومن طلب الشفاء من الأفاعي فبشّره بموبقة السّقام +ومن يأمل سمواً فليعرّج بأحمد صاحب الهمم السوامي +أمير في إمارته انتباه أنام الحادثات عن الأنام +همام لا يغرّك من سواه فكم تحت الحمائل من كهام +هو الجبل المطلّ على الثريا كاطلال الجبال على الأكام +أرى العلياء سائرة إليه كما يسري الهلال إلى التمام +يذود عن الرياسة كل ذود كليث عن فريست�� يحامي +له اطعام عارفة وعز وللكرماء أطعام الطعام +إذا الآمال لم تستغن عنه فإن الماء حاجة كل ظام +ترى أهل الممالك في ذراه تقاد كأنها بعض السوام +وتلقح من عطاياه الأماني لقاح الأرض من نطف الغمام +وتسخط من قواضبه الهوادي ولا سخط الجموح على اللجام +متى قيست به الاشراف هانت وأين الخف من شرف السنام +تيقظت الخطوب فمذ رأته قليل النوم عدن إلى المنام +لمثلك أيها الملك المفدّى أطاع الناس من سام وحام +ضربت على الرياسة كل سدّ يزيف همة الملك الهمام +وحساد دحمتهم حسوماً بخطب مثل بارقة الحسام +حللت من المكارم والمعالي محلّ الطوق من عنق الحمام +وكم أنفذت سهمك في عويص رماه من العناية كل رام +طلعت على العدى كصفيح برق يشق خطوط دائرة الظلام +رميت بك المنى فأصاب سهمي وما الشفعاء إلا كالسهام +جمالك لم يزل للعيد عيداً يعيد شوارد النعم الجسام +إذا الأعياد أطربت البرايا فأنت مدام هاتيك المدام +يا ليلة حتى الصباح سهرتنا قابلت فيها بدرها بأخيه +أحييتها وأمتّها عن حاسد ما شأنه إلا الحديث يشيه +ومعانقي حلو الشمائل أهيف جمعت ملاحة كل شيء فيه +يختال معتدلا ويعتنق الصبا متحركا بقوامه يثنيه +علقت يدي بعذاره وبخده هذا أقبّله وذا أجنيه +حسد الصباح الليل لما ضمّنا غصنين فرّق بيننا داعيه +وأشلاء دار بالحمى تلبس البلى ومنها بكفي كل نائبة شلو +نات دعد عنها فهي تشكو كخصرها نحولا بنفسي ذلك الناحل النضو +تسائلني أترابها هل تحبّها لها وأبيها من مودتي الصفو +أتحسبن قلبي خاليا من غرامها وأين فؤاد من مودتها خلو +عفى اللَه عنها فهي روحي وإن جنت عليها ومرجو لذي الهفوة العفو +أرى عينها نشوى ولي نشوة الهوى فما لي أو تصحو نواظرها صحو +وأعلم أن الجور مرّ مذاقه ولكنه منها وفي حبّها حلو +خيال روى ريّاه أطيب ما يروى عن البان عن خبت الأناعم عن أروى +سرى يتخطلى كل باد وحاضر إلى مضجع يقرأ السلام على السلوى +حنينا إلى أوقات نجد ويالها ليالي كانت للهوى ملسكاً رهوا +تجافتك ليلى وأدعيت وصالها إذا الفعل لم يصدق فلا حبذا الدعوى +وميدان لهو للتصابي جرت به كميت حميانا إلى الغاية القصوى +تطوف بها بيض كأن قدودها رياض حست كاس الحيافا نثنت نشوى +سكرنا فأنكرنا على عصر صحونا ومن ذاق طعم السكر لم يشته الصحوا +قطعنا من الأهواء كل علاقة إذا نحن أدركنا المرام فلا غروا +ولما حبسناها على أيمن الغضا وكل حشاً منا بجمرته تكوى +فضضنا ختاما من حديث لو أنه ينقص على رضوى لغنّى له رضوى +نشير إلى حرون طورا وتارة إلى سفح يبرينٍ ودار الهوى حزوى +أأحبابنا أين القرى لنزيلكم فقد ركبوها في سبيلكم عشوا +وهل عندكم للعائرين أقالة فأسمح خلق اللَه من ينفق العفوا +تنادوا وهم نصب العيون كأننا على طول ذاك الناي لم نفترق عضوا +وللَه قلبي حيث طاب لطيبهم إذا كرم الثاوي فقد كرم المثوى +ولما زففنا العيس والنجم في الدجى كحيل الأماقي يشبه الرشأ الأحوى +طرقنا م الدهناء ينت مجاشع فقيل التصابي بالخلاعة نهوى +ويوم سقت كأسا وثنت بأختها وهزّ نسيم السكر أعطافنا زهوا +فقبّلت منها الغصن حلواً ثماره وما كل غصن يحمل الثمر الحلوا +فكنا وقد لف العناق جسومنا كشارب ماء اليم يظما ولا يروى +كذبت الهوى إن لم أجد مر صابه على كبدي أحلى من المنّ والسلوى +جرى حبها مجرى دمي في مفاصلي فأثبتت الدوح الذي يثمر الشجوا +وكم في هوى الحسناء ماحٍ ومثبت فلا تنكروا الإثبات منها ولا المحوا +ولما أتتني بعد يأس تعودني شكوت إليها حيث لا تنفع الشكوى +وما الخل إلا من يسرك فعله فيأبى الذي تأبى ويهوى الذي تهوى +كفاك من الإنسان فحوى فعاله دليلا كما أن الكلام له فحوى +عقيلة فهر متعينا بنظرة ألم تعلمي أن الصبا كلّا يذوي +خِفي اللَه في هتك النفوس فإنها جميعا بعيني عالم السر والنجوى +وليل تورّكنا به صفحة السرى تخال بساط الأرض من تحننا يطوى +نؤم به أشياخ قوم كأنها نوافح برء رعرعت جسداً نضوا +المجد بالجدّ واللدن الرديني والخيل مختالة بالهندوانيّ +حدّث عن السعد أن السعد مركزه على مساعدة الحكم الربوبي +أن العوالم لولا الحظ ما انطبعت طباعها بين علويّ وسفليّ +كم خط خطّ امرىءٍ مجداً فحققه حكماً وأبطل دعوى كل خطيّ +وإن تكن قسمة الأقدار معطية فلا تدع جانب العضب الجزرازيّ +إن السيوف لها صحف فإن نشرت قضت على كل منشور ومطويّ +وما حديث الأماني غير وسوسة فاقرأ السلام على أهل الأمانيّ +للَه دفّاقة الرايات خافقة جرارة أذيل اللأم اليمانيّ +كأنها ودم الأبطال يخضبها روض يوشح بالزهر الشقيقيّ +ورب شهبٍ على شهب كأنهم في البيد سارية الركب السماويّ +كأن أوجههم والطعن يونقها زهر ينمنم بالطل الجمانيّ +يسوسها من ليوث اللَه ذو لبد نهّاب أفئدة هتّاك ماذيّ +شلّال عادية فرّاس عفرية سيف من الرشد مسلول على الغيّ +لدّاغ كل شروس الباس أحوسه بكل ناب سنان أفعوانيّ +حرّاق ما نسجته كل داجية بكوكب ثاقب الآراء دريّ +وفكرة حرّة في قلب صاحبها منابت الحزم والعلم الرياضيّ +يرى من البيض بيض الهند مصلته ولا شباب سوى النقع الغدافيّ +إذا الكتائب لاقتها كتائبه وجدتها بين منشور ومطويّ +لو مثلت خيله للأسد غائرة لجفلت دونها أجفال وحسي +ويستمد مداد النصر من قلم يصرف الملك بالرقم الإراديّ +إذا نظرت إليه أو سمعت به وجدت أعجب مسموع ومرئيّ +هذا سليمان لم تقنع عزائمه الا بطاعة انسيّ وجنيّ +تنبي أياديه عن خيل مسومّة وعبقريّ من الديباج موشيّ +الواحد الحسن لم تلمع أسرته إلا وعوذته بالواحد الحيّ +الصائد الجيش قد غص الفضاء به ولا حبالة إلا صدر خطيّ +والقائد الشقر تحت النقع تحسبها زهر الكواكب في ليل دجوجيّ +يمتاحه السيف عريانا فيصدره مقمصاً بقميص أرجوانيّ +إن طار جيش العدى من ذكره هرباً فقد يروع القطا ريح القطاميّ +وفارس كل يوم ثوبه عبق بنافح من دم الفرسان مسكيّ +إذا تذكر يوم الطعن أطربه أطراب مدّكر العصر الشبابيّ +ولم يقس بالسماويات جوهره ألا قياس سماويّ بأرضيّ +ليت الزمان ومن فيه فدا ملك دارت به كرة الأفق العراقيّ +إذا المآرب حجّت أوج دارته عادت بأطيب من أنفاس داريّ +إن الدروع إذا لاقت أسنته كانت كنسج البناء العنكبوتيّ +إذا الملوك رأته خفّ أوقرها فعاد أطيش من جسم رياحيّ +أراهم الغيث والهيجاء قائظة والغيث في القيظ أمر غير عادي +تلهو السيوف بهم ملهى أغيلمة في ملعب شرق باللهو أنسيّ +إذا الأمانيّ في أشواطها كدحت فليس يدركها غير اليمانيّ +كان أسيافه نار وهامهم قوم عكوف على الدين المجوسيّ +يغشاهم الموت مأموراً بزورتهم ولا يزاور عنهم غير منهيّ +يامن جلاء الغواشي من طبائعه والشمس تختص بالضوء النهاريّ +ما آنست من مواضيك الوغى قبساً إلا اهتدت بشهاب منك قدسيّ +لقد سبقت من الماضين أمجدها ولم يفتك سوى السبق الزمانيّ +وربّ حيّ من الإقيال زرتهم بز��خر من عباب الحتف لجيّ +غزوتهم والردينيات كاشرة عن نابها كثرة اللّيث العرينيّ +فالرقش كالرقش إلا أن نقشتها تعيي فلاسفة العلم الطبيعي +وللحمام أغاريد كما اختلفت ورق الحمائم بالنوح الغراميّ +أعقمت أصلابهم غزواً فلم يلدوا سوى المخاوف والوهم الدغاميّ +يهزّ رعبك في الأغماد فضبهم ولا اهتزاز القضيب الخيزرانيّ +لا يصحب البشر قلباً رعته أبداً ولو تعلل بالصرف السلافيّ +وقال في حظك الأوفى مؤرخه حييت بالسعد والفتح الإلهيّ +وذي مرقد شمس العلى كقبابه وجبهة دار الملك دون ترابه +ألم تره مع عظم وسع رحابه تزاحم تيجان الملوك ببابه +بباطنه آيات وحي تنزلت ورسل وأملاك به قد توسلت +لذاك سلاطين لديه تذللت إذا ما رأته من بعيد ترجلّت +وإن هي لم تفعل ترجّل هامها \ No newline at end of file