diff --git "a/poems/poem_2077.txt" "b/poems/poem_2077.txt" new file mode 100644--- /dev/null +++ "b/poems/poem_2077.txt" @@ -0,0 +1,3688 @@ +الشاعر: رشيد مصوبع +عصر الشعر: الحديث + +اليوم اُهدي قريضي صاحب الأدبِ وكنت أُهديهي قبلاً صاحب النشبِ +أغنانيَ الله عن مثر وإن لبثت تشكو يميني من الاملاق والتربِ +ومن يروم بان يهدي لذي ذهبٍ فليهدِ من يبتغيهِ من ذوي الذهب +ومن يروم بان يهدي لذي أدب فليهدِ حفنيَّ رب السبق في الادب +الشاعر المنشىءُ المرهوب جانبه في دولة الشعر والإنشاءِ والخطب +قد تهتُ عجباً باهدائي القريض له لانني اخترت فيه مهدي العجب +هذا يذكرنا باليازجيّ ومن يذكر اليازجيَّ المنسي العرب +يا فرط وجدي ببيت اليازجي ويا نفاد صبري على الإعلام والشهب +دع المحاكم يا حفني وخذ قلماً وعزّتي عن يراع السادة النجب +اراك فرعاً لناصيف ومن عجب أن لا تضمك منه دوحة النسب +إن كنت انخب ما لي قبل من نخب فقد زففتُ اليكم نخبة النخب +وذاك منيَ إيثارٌ لكم ولدى ال إيثار معرفة الأقدار والرتب +أهديك شعري لفضل قد اشدتُ به وللوداد الذي من سالف الحقب +تبقى لنا صاحباً في الحادثات وكم في الحادثات فقدناه من الصحب +هي الخصاصة بين الناس ما برحت تهين كل أخي كبر اشمَّ أبي +وهي المكارم ما زالت تسوق إِلى فقر فياليت ما أجنيه لم أهب +والله لو كان بعض اليسر يصحبني ما شاقني بعد إلا الكتب من أرب +ولو يعيش بنو الدنيا بلا نشبٍ رغبت عن نشب في الناس مرتغب +نشري السرور شراءً في معاقرة الص هباءِ لا أننا نهوى ابنة العنب +والهمُّ قد جعل الالحاظَ فاتكةً بنا ولولاه لم نعشق ولم نذب +نهوى الجمال لتفريج الكروب ولا غير الجمال لدفع الهم والكرب +دامت لياليك يا حفنيُّ رائقةً تحكي كلامك في الأحكام والكتب +حيِّ في مصر أربع الغاداتِ ومغاني الحسان والحسناتِ +أرُبع قد حوين كل جميلٍ من صنيع وأوجهِ سافرات +تتجارى الفتيان فيها إِلى البذ لِ باغراءٍ أعين الفتيات +آنساتٌ صيرنَ من كان في القو م بخيلاً يجود بالمكرمات +يستبيه لحظ الحسانِ فلا يل بث أن يبذل اللهى والهبات +كلٌّ خودٍ للسحر في مقلتيها عقدٌ قد خلبن بالنفثات +أخذَت للفقير منا زكاةً قابلتها من حسنها بزكاة +وغدا الزهر غاليَ السحر إذ قد كان يعطى من تلكم الراحات +ينثر الوردُ حولنا من يديها فنخال الخدود منتثرات +وتعير النسيم من صدرها أن فاس طيبٍ نردُّها زفرات +فاتناتٌ تسيرُ بالعز والإجلال حتى تخالها ملكات +علمت أنها شوادن عسفا ن فسارت تتيه مفتخرات +لابساتٌ من الجمال بروداً وبروداً بالحسن متشحات +من حريرٍ على المعاطف يغشا ه حرير الغدائر المسبلات +ملكات الجمال من ذهب الشعر عقدنَ التيجان للهامات +ونفيس الألماس رُصعَ في الها كقطر الإنداءِ في الغدوات +وتلوح القامات والزهر في أي دي العذارى كاغصن مزهرات +إن يفتها طير الأراك فقد كا نت عليها قلوبنا طائرات +يا لها ليلةً أنيرَ دجاها بشموسٍ في أفقها طالعات +والمصابيح حولهنَّ تبدت كبدورٍ قد انجلت في الكرات +وتخال المقام منبتٍ بانا تٍ لما فوقه من القامات +تتبارى الأعطاف ميلاً مع الأع طاف حتى تخالها سابحات +وفؤَاد المفتون يخفق من وج دٍ خفوق الأعلام والرايات +سوقٍ حسن للعاشقين وسوقٌ من جميلٍ للبائسين العفاة +أنشأتها أيدي الكواعب منهنَّ ويا حسنهنَّ من منشئات +ما كفتنا محاسن العين حتى ملكتنا الحسان بالهمات +هكذا يجعل الجمال لفعل ال خير لا للخلاب والمنكرات +هكذا تشفق الحسان وتغدو للذي رام قربها قاسيات +هكذا يكرم المتيمُ بالو�� دِ ولكن يحمي عن الوجنات +هكذا تلتقي العواتق في مو عدِ خير يفرّج الأزَمات +هكذا تغتدي الكواعبُ اعوا ناً على البر لا دُمى حانات +هكذا يعرَض الجمال محلى بجميل الأفعال والغايات +أجمل الله حال من عضه الفق ر كاجمال سعي ذي الآنسات +وجمال النساءِ مثل ذكاءِ ال مرءِ يأتي بالنفع والبركات +صاح هذا الزمان عصر الغواني كل سوق تروج بالغانيات +كان ذاك الجمال يشفع في حا ل أخي البؤس لا قلوب السراة +حبذا العصر عصر نور به الاح سان يجنى من العيون اللواتي +فارتنا الآدابَ في عصرنا الزا هر مثل العلوم مخترَعات +أجزل الله اجرَ من قمنَ بالبر حناناً من تلكم المحسناتِ +قد هامَ حافظُ في القطرينِ وانتسبا للمنزِلينِ جميعاً حينما خطبَا +أما أنا فإذا أحببتُم نسبي والله أهوى ربوع النيل لي نسبا +لا من عقوقٍ لسوريا ومكرهةٍ لكنَّ أزهى الصبى في مصر قد ذهبا +لكنني اعتدت مصراً مدةً قدمت والمرءُ ليس سوى ما اعتاد وصحبا +لا سيما مدةٌ مرت برمتها بصحبة الشيخِ إبراهيم واحربا +عهدٌ إذا ما جرتف ي خاطري ذكرٌ له جرت فوق خدي أدمعي صببا +سكنتُ مصرَ إِلى أني عرفت بها والمرءُ إن عرفوه بردَه سحبا +كما حذقتُ بها فن البيانِ ولل بيان رَوق مقامٍ ينطح السحبا +واعشق الإنس يجلولي دجى كربي وفي الكنانة إنسٌ يكشف الكربا +واعشق الزهوَ في هذي الحياة وما ألفيتَ في مصرَ الا الزهوَ والطربا +واعشق اللغة الفصحى وقد ضربت في مصر اللغة الفصحى لها طنبا +ذي بعض أسباب إغرامي بها وأنا أهوى الجمال وأهوى المجد والحسبا +وفي الكنانة هذا كله وأنا أهوى النوالَ وأهوى أهله العربا +وفي الكنانة هذا كله وأنا أحبها ولو أني لا أرى سببا +وأيُّ شيءٍ بمصرٍ لا يتيمنا مصرٌ حوت كل ما شاق الورى وسبى +لا ترتحل أيها الثاوي باربعها عنها فتشعلَ من شوقٍ لها لهبا +جربتُ بعديَ عنها مرتين فلم ِأجد سلوًّا وصبري بعدها غلبا +دارٌ إذا قال فيها نازحٌ وطنتي أحبُّ منها إٍلى قلبي فقد كذبا +يا طيبَ وقتٍ جرى فيه اسمها بفمي أهوى الزمان الذي يجري به حقبا +وخير ما لاحَ من وجهٍ على نظري وجه ابن مصرَ فلان عن ناظري غربا +نعم ترحلتُ عن مصر بلا ذهبِ لكن تزودت منها ما ادرى الذهبا +هو البيان الذي تشتاق نفحته مني كما اشتاق قلبي نحوها وصبا +ننسى الذي ساءَنا منها ونذكر ما قد سرنا واذى المحبوب ما حُسبا +نهوى تذكر اكدارٍ فتزهدنا بها فنكفى لظىً للشوق ملتهبا +امشي بسبلي وتمشي مصر خاطرةً أمامَ عيني أرى الأحبابَ والصحبا +كأَن مصرَ بباريسٍ وما احتجبت عني وما بنتُ عنها قط محتجبا +لكن ويا طول شوقي نحو أربعها أرى أسي لتنائيَّ الأسى جلبا +لم يبقَ بعد اغترابي عنك تعزبةٌ يا مصر لي غير ذكر قط ما اغتربا +هي العلى دفعتني للنوى وأنا أرىَ الردى دون ادراك العلى حجبا +كأنما وأنا أبغي العلى إرباً كانت خطوب العلى لي لا العلى إربا +والمرءُ ماعاشَ طلاَّبٌ وما ختمت سوى المنايا من الدنيا له طلبا +يشقى الفتى وهو يدري قصر مدته كمن يعيش طويل العمر واعجبا +وقد تسوق العلى بؤساً لراغبها وقد تسوق له عزًّا كما رَغبا +وليس يرتاح في الدنيا العظيم ولا يسر فهو يقضي عمره تعبا +لكنَّ راحته أو طيب عيشته بأن تنال يداه الفوز والغلبا +نهوى المعالي وأيُّ المجد ذاك وهل في الأرض مجدٌ لمن لا يحرز النشبا +وكيف يأمل في عينٍ وفي ورقٍ من ليس يعشق إلا الطرس والكتبا +وهل نؤَمل في مجد البيان فهل يجدي إذا ما بنانٌ لابنه تربا +جربتُ ذاك فلم يشفع بنا أدبٌ بل بانَ لي إنه يجني على الأُدبا +يغض من قدرِ مولاه بأزمته بقدرٍ ما أعظموه حينما كتبا +نهوى فراقَ ديارٍ تستحب لكي نلذَّ بالشوق لما شبَّ وانتشبا +وقد أرى أن أهل الشعر قد خلقوا في الأرض حتى يقاسوا الشوق والتربا +أريدُ اهداءَ مصرٍ من بيانيَ كي يبقى ليَ اسمٌ في قدرها ونبا +وقد أرى اسمي عزاءً لي فتذكرني مصرٌ وعزى الفتى التذكارُ لو غربا +هذه بداءَة أشعاري وأُتحفها مع الزمان بباريسٍ بما خلبا +أهدي السلامَ لشوقيها وحافظها وللخليل ومن يبقى من الأُدبا +ما أحسنت ليَ في يوم يدُ القدَرِ أحسانُها يوم ما أحظت بكم نظرِي +وما أصبتُ بمدح رحتُ قائلهُ كما أصبت بريا مدحك العطر +وما المدائح للأقدار واحدةً إن المدائح تأتيها على قدَر +وكم تولى مديح في الورى طلفاً وأنت حاشاك أن تمشي على الأثر +الله يرزقهم عقلاً ليمكنهم إن يقدروا حسنات العقل والفكر +تطري عظيماً بهم غرتك عظمته كأنما أنت تطري جامد الحجر +إن الزمان له في كل مسألة يدٌ فلم يقضَ دون الدهر من وطر +لكنما ما كفت دوماً معونته إن لم يعنه بنو الدنيا على الظفر +وأنت أسعفته جدَّا ومعرفة حتى بلغت مكان الأنجم الزهر +تلك المعارف قد كنت مؤَبنة قبلاً وقد هنئت في عهدك النضر +وما المناصب تولي ربها خطراً بقدر ما هو يوليها من الخطر +يا أرض باريس كم اطلعت من قمر من أرض مصر بوجه منك كالقمر +اقمار مجد وآداب ومعرفة اتمهم دون شك سعد في النظر +مولايَ حدثتكم فيها فما نطقت مني الشفاهُ بتعظيم جرى لسري +ولو جلستُ إِلى هذا السريّ لما أبقيتُ من لفظ تعظيم ولم أذر +فليس نقضي منى دون السجود له وبذلنا لصلاة الليل والسحر +الرق قد خلعته كل مملكةٍ ولم تزل سادةٌ في ثوبه القذر +عرفت أني لدى من قد أقرَّ له بدولة العقل أهل البدو والحضر +وينكر ابن الحجى تحديثه بسوى تحديثنا ابنَ الحجى والرأي +وطيبُ لقيلم في ذاك الحمى قدَر كنادر الشعر يأتي غير منتظر +وطالما والفتى ساهٍ بشقوته تأتي تسوق له النعمى يد القدر +خيرُ المنازل منزل الإحسانِ والناسُ خيرهُم الكريمُ الحاني +وافيتُم هذا المكان فمرحباً منكم بكل ابرَّ سبط بنان +ليست وجوه ذوي المحاسن والبها تحلو كوجه المحسن المنان +أهلاً بمن سالت مكارم كفهم كالسيل في حمص على السكان +إن كان هذا السيل أغرقهم فقد غرقوا بسيل ندًى لكم هتان +أو كان غير دورهم فقد انثنت منكم كماضيها حسان مغان +لا يستطيع الدهر اتلاف الورى ما دام بينهم أولو إحسان +جدتم على بعد الديار ولم تروا أن الكريم لقلبه عينان +إن الدليل على ارتقاءِ عواطف ال إنسان إحسانٌ إلى الإنسان +ولاتم ادليتمُ في يوم ما نكبت مرابع حمص بالبرهان +ليس البلية أن نصابَ وإنما هي أن نصاب وليس من معوان +الدهر طامٍ بالخطوب وكلنا متعرض الطوارىء الحدثان +إن ساءنا يا حمص خطبك سرنا إن بان أهلك فيه أهل حنان +ولك العزاءُ بدار مسينا التي لم يبق غير طلولها للراني +لم يبق حياًّ فوقها إلا الردى متخطف الأرواح والأبدان +ولكِ العزاء بساكنيك فإنهم أبدوا لديك خلائق الشجعان +هجموا علىعادي الزمان بهمة ومرؤة ذكرت بكل زمان +يا دارَ مسينا تحية شيق لمروره في طودك الفتان +إن فاتني يا دار نوحك سابقاً فخذي النواح عليك في ذا الآن +فخذي النواح وإن أكن أجلته حتى أوفيه لغير مكان +هيهات يذهب مثل خطبك دون أن توشى عليه قصائد الأحزان +الله يرحم منك شعباً هالكاً ويعم هلكى حمص بالرضوان +لا تشتروا الموت بالأرواح والمهجِ وأجملوا الصبرَ إن الدهرَ ذو فرجِ +دعني أقل ما مرَّ في أفكاري وسخا به ذهني من الأشعار +يَهوَونَ إحسان القريض تعمداً فيجيءُ ضد هوام المختار +وإذا أجدت فما عساني آتياً مما أتيتَ جرائد الأخبار +من كل رائعة سمحت بها غدا شغفاً يكررها علينا القاري +وأنعم بذياك اللسان فإنه منخير ما وهبت يمين الباري +أسمعتَ نفسك كلما أطلقته تغريد قمري ونوح هزار +يا من حلفتُ بفضله من قبلما حاضرته في منتدى ومزار +ولبثت مشتاقاً لمعرفتي به زمناً إلى ان فزت بالاوطار +وعددت لقياه بدون توقع قدرا جميلا من يد الأقدار +وحمدت باريس التي ظفرت يدي فيها بطيب سلامه المعطار +كانت تتيه به على ما فوقها من كل فارس حلبةٍ مغوار +إن لم أفز بسواه فيها يكفني وكفى يديك تناول الأقمار +شرف الصداقة مع كبار أن يكو نوا في عقول كالمقام كبار +ما كل من عظمت مكانتهم درَوا في العالمين حقيقة الأقدار +هذا محامٍ لا يشق غباره في أرض مصر وشق كل غبار +راقٍ على عرش الفصاحة والنهى فيها وقائد نجدة الأحرار +لم يخش في إظهار ما ينوي الردى ويرى الحياة الموت في الإظهار +وكذا الشجاعة إن أتت بمحلها فهي الحياة وإن أتت ببوار +إن كان مجتاراً يقول جليسنا هذا ابن ساعدة لدينا سار +فتن الخصوم إذا أتاهم طاعناً فلهوا عن الآلام والأكدار +يا من أسير بذكره ماذا عسى زاد الفتى في ذكرك السيار +انظر إلى شعري الذي أهديكه هل جاءَ فيك كشعري المختار +إني لاخشى أن أكون مقصراً فالوذَ من خجلي بظل ستار +تخشى العقول فليس كل مقرّظ يهدى القوافيَ بالقوافي دار +البعض يمتدح الأمائل راغباً من راحة الممدوح في الدينار +لكن مادحكم جوائز شعره إعجابه ببيانك السحار +رأيناك غصناً مثلما كنت أهيفاَ وشمناك سيفاً مثلما كنت مرهفا +فما غيرت ذاك اللحاظ طوارىءُ الز مانِ ولا ذاك القوام المهفهفا +ربوتَ على مرّ الزمان محاسناً ولا درست مغنى بهاك يد العفا +وإن كان هذا الحسن مازاد زادني ضنى ونحولاَ واكتواً وتلهفا +ولله ذاك القدن يا ناس أنني أود به لو كنت برداً مفوفا +وما ضر ذاك الثغر لو رحت راشفا له أفلم يخلق لكي يترشفا +وما ضر ذاك العنق لو رحت عاطفاً له أفلم يخلق ليلوى ويعطفا +وما ضر ذاك الظبي لو جاد لي بما أروم وهل ضرٌ إذا ما تعطفا +فهل خلق الله الجمال فقط لكي يعذّبنا لا كي يحنَّ ويرأفا +لو كنت تعلم ما في القلب من شجنِ لكتَ تحزن من غمي ومن حزني +أحق من ودعته بالدم المقلُ هذا الذي هو عنا اليوم مرتحل +اليازجيُّ الذي في كل ما ولد الن ساء في النثر لم يولد له مثل +لا موت في ما خلا من أزمن سلفت كلا ولا قوم عن أحيائنا رحلوا +هذا هو الموت موت اليازجي ولا درى صروف المنايا قبله رجل +الموت إن مات مرءٌ لم يدع بدلا للناس عنه وهذا ما له بدل +سطا على جسمه الأجيال من علل وجسمه في عفاء دونه الطلل +يا حسرتي كيف لا تخشى منيته وهل على عود بان يحمل الجبل +أما حرام بان يسطو على رشا ال ألطاف وحش منايا ليس يحتمل +إن أظلم الشرق في ذا اليوم لا عجب فكل أقماره ذا اليوم قد أفلوا +وإن تصوح روض العلم فيه فقد عرا أيادي ساقي روضه الشلل +يا من أنوح عليك الدهر مكتئباً إن كان بعدك في طول البقا أمل +ومن حننت إليه قبل فرقته في الداء حسبان إن يغتاله الأجل +وقلت يا طرف حدق فيه ملتفتاً فلستَ من بعدها بالشيخ تكتحل +اليوم لا خجل في وجه ذي قلم وكان يستره من وشيك الخجل +واليوم يكتب ما شاءَت غباوته فلا رقيب ولا عذال قد عذلوا +فامدد إلينا يدا حتى نقبلها فكل مرءٍ عليه حقت القبل +يد لدى كل شرقي قد اتخذت يدا ولو أن بعض الناس قد جهلوا +لو كان لي مك في هذا الرثا قلمٌ لكاد يحييك من تفويفه الجمل +أحبابنا ذا جزاء الود فرقتنا يا ليتنا ما وصلناكم ولم تصلوا +في العمر لم نستطع يوماً فراقكم فكيف عنكم بعادي الموت ننفصل +لا نرتجي طيب عيش بعدكم فلقد مضت به معكم أيامنا الأول +قد انتقلتم عن الدنيا فراح أسىً لرحمة الله منا الصبر ينتقل +يا من يهون علينا أن نفارقهم لو كان يغني حبيب عنهم بدل +يا حسرة القلب حين القلب يفقدهم ولا يراهم إزاءَ العين قد مثلوا +قد كنت أبكي دموعاً حين علتهم واليوم كلي دمع راح ينهمل +أما أقلُّ جزاء أدمعٌ هطلت على الذي كان من أنعامهم يصل +أبكي وأبكي وأبكي ما خبا قمرٌ وما تعاقبتب الأسحار والأصل +خاننا الدهر من جميع الجهاتِ في اجتماعٍ وفي زمان شتاتِ +قد لجأنا إلى الفراق فراراً من غموم الأوطان والأزمات +حاسبين الفراقَ عنها دواءَ فرأيناه افتك العلات +وكانَّا قد كان ينقصنا كر بٌ فوافى متمم الكربات +نحن مرضى في بلدةٍ لا نعزَّى بوجوهٍ بها ولا طلعات +لا ولا حرمةٍ لنا في نفوس ال اهلِ فيها ولا هوى المهجات +فكانَّا نكافىءُ الخير بالكف ران أو لا نقدر الحسنات +لم نقدر قدر ابتسام الثنايا بلقانا والأوجهِ الفرحات +قد خجلنا من ذا الصنيع لو أن لم نلقَ عذراً يخلي من التبعات +إنَّ هذا جرم الطبيعة لا نح ن أتينا الجرائم المزريات +لا يعزّي الفؤَادَ غير وجوهِ أُلفت منذ أزمن خاليات +لله في السودان ما أنشأته لم تبق المراوينَ من متردَّم +واعرت كالح أرضها حسناً لما حاكت يداك من الطراز المعلم +لم يكفنا التأريخ منك ممحصاً حتى توافينا بسحر المرقم +صدقت به منك الرواية مثلما عودتنا صدق الرواية في الفم +غير هذي الخدود ليست تروق لا ولا غير ذي القدود تشوقُ +تشغل الاذن بالسماع ويلهو الط رف بالحسن والفؤَادِ يتوق +فإذا ما جلستَ يوماً بنادٍ حفك الصوت والقوَام الرشيق +لست أنسى نعيم عيش بمصرٍ وشجاني زمانه الموموق +آه يا مصر قد خفرتِ عهوداً للذي عهده به موثوق +أيبيت العقوق فيكِ عزيزاً ويجازى جزا المحب العقوق +صفح الله عنك يا أربعاً في كل حالٍ أنت الحمى المعشوق +توحشينا والله يا مصر لا أو حشك العزُّ والزمان الأنيق +إن يفتنا فيك اختيال قوام لم يفتنا بنات فكر تروق +نتعزَّى بِها إذا ما تلاها سيدٌ عارفٌ لنا وصديق +تنظر الغيد مقلتاي ولكن دون عشق الفؤاد همٌّ وضيق +ليس نجني منها سوى جسرةٍ فو ق الذي بالفؤَاد بات يحيق +كدتُ أنسى نفسي بأني رشيدٌ ذلك الندب والفتى المرموق +كثر اللَه خير صبري فهل دو ماً فؤادي من حسنه مطروق +نفد الصبر يا فؤاد فلم يب ق سوى ان ينالك التمزيق +من جميع الورى ثناؤُك ذاعا ليس مني وحدي شذاه ضاعا +غير اني أجل نفسي ان ات بع الناس في الثناء اتباعا +ما تحدى سواه غير سخيف وكبير الحجى اتى الاختراعا +قد رأينا فيك النزاهة لا تب غي لشيء اغرى النفوس انتجاعا +ونلاقي تلك النزاهة فيمن لا نلاقي في نفسه اطماعا +علم الخلق والعلى وابتدئ في معظم الحاملين ذاك اليراعا +ازهدوني فيه وقد كنت قبلا في هواه متيماً ملتاعا +ما استحقوا وحقكم ان يسموا ادباءً بل ان يسموا رعاعا +ان تجد بعضهم بروق قليلاً ن��ثات ما راق قط طباعا +وترى البعض لا يراعاً ولا اخ لاق مما يمزق الاضلاعا +اجمع الناس انكم ادباءٌ وصواب ما صادف الاجماعا +يا حبيب الجميع فينا على ما نلتقيه بين الجميع نزاعا +بينما نلتقي يراعكم يخ تال عجباً مما اتى ابداعا +نلتقيكم انكرتم ذا عليه واتيتم معلميه اتضاعا +لو حوى القطر مثل بكرٍ كثيراً اتلعت اهله الطلى اتلاعا +ليس يدري كذباً وذلك داءٌ قد فشا في بلادنا مااستطاعا +آه يا شرق لو رجعت عن الكذ ب لرجت لك النفوس ارتفاعا +عمم العلم لكن ابق كذوباً تمتنع دونك المعالي امتناعا +عيرتنا أهل المغارب فاسدل خجلا فوق وجنتيك القناعا +لم أجد آفة أضرت بني الشر ق كهذا الكذب الذي فيه شاعا +كم أضاعوا بالكذب وقتاً وأغلى ما أضاعت يداك وقت ضاعا +غير أنا لنا الرجاءُ بما خط ت يداه إن نلفي الإقلاعا +يتبع الفكر لفظه فهو لا ين طق من دون ذا النظام المراعى +وكبار النفوس ما نطقت أن لم تجد من سدادها الإقتناعا +قسمت قلبي ما بين الجمال وما بين اليراع فاهوى الحسن والأدبا +في الحسن أهوى من الغادات أبرعها حسناً وفي العلم أهوى أبرع الأدبا +اليازجي الذي تكفيك نسبته دلالة أنه أستاذ من كتبا +يخط حبراً على القرطاس يحسب من نفيس ما كتبته كفه ذهبا +لم تذهب العرب الأولى الكرام فمن يستخلف الشيخ إبراهيم ما ذهبا +لو لم يكن شبل ناصيف لا دهشنا بكل معجزة قد بذَّت العربا +إذ من يكن شبل ناصيف فلا عجب به وإن كان ما يأتي به عجبا +يا مصر لا أختار غيرك منزلاً بعد اللقا بمشيئة الخلاقِ +أنفقت فيك شبيبتي وهوى الفتى حيث الشباب يصاب بالإنفاق +يتذكر الإنسان طيب نعيمه فيه وأنس أحبة ورفاق +سأعود يا مصرٌ إليك وإن يطل زمن الفراق ولا يطول فراقي +وأذوق طيب العيش فيك وطيبه حيث العلى ومكارم الأخلاق +وأعود أُفرغ يا ديار عليكِ ما كسبت يدايَ من البيان الراقي +لم أنأَ عن أرض مصرٍ كي أرى بلداً قد فاقها في نعيم العيش أو فضلا +لكن ترحلت عن أرض الكنانة كي أرى المهيمن لم يخلق لها مثلا +كتبتُ إلى الأصحاب غيرك عاجلاً مخافة أن أنساهم أن أؤَجل +ولم أخشَ أن أنساك ياساكن الحشا لذلك لم أُسرع ولم أتعجل +الحقي الشيخ واقر إيه السلاما والثمي عنيَ الأيادي الكراما +وإذا ما سئلتِ عني فقولي لا يزال الرشيد يرعى الذماما +قبلي راحتيه عني احتراماً وتحاشي خدوده إعظاما +وإذا ما عرفت فيه هيامي عانفيهِ في الوجنتين هياما +وافرحي في لقاه نائبة عن ي وأبدي هشاشةً وابتساما +وإذا ما أطلَّ قولي له أه لاً وأهلاَ وكرري ذا الكلاما +واعجلي في بلوغه حينما يش رف وابكي من السرور غماما +وإذا ما بلغته اكتنفي اللبَّ ة واشفي من الخدود الأواما +عانقيه وأنت قائلة أو حشتَ يا مؤنس الأنام الأناما +قد قطعنا يا بدر من دون أن تب زغ حولاً وفوقه أياما +ورأيناك قد أطلتَ غياباً فأتيناك نرغب استفهاما +اليوم دولتنا رياض جنانِ والروض محتاجٌ إلى بستاني +ولانت ذاك فقم تعهدها بماض تحويه من راي ومن عرفان +تلك المكانة لم تزدك مكانة فهي البرود أتت على الأبدان +ولقد حنيت بها المفارق منكراً عظما وأنت هو العظيم الشان +لا تحنِ رأسك أيها الرجل الذي رفع الرؤُوس به بنو عثمان +لله مجدك في الزمان فإنه مجدان مجد سياسة وبيان +لو أنني بمكان مختاريك لم أخترك مثل بقية الأقران +بل كنت أهديك النيابة قائلا هذه مكافأةٌ على الإحسان +ملأَت بنانكم المشارق أنعماً مما تركتم من نسيج ��نان +ولربما حرم الزمان مهذباً حظاًّ ولم يبرح على الحرمان +ولربما حاد الزمان ولم يكن جودُ الزمان عليه بالحسبان +فإذا وفاه الدهر نال وإن يخن ما كان من ضرر ولا خسران +ولانت قد أعددت نفسك للعلى دون التفات نحو جود زمان +حتى سخت كفُّ الزمان فلم يكن يوم النزال سواك في الميدان +فاهنأ وخذ مني قصيدة مخلص ممزوجة بمدائح وتهان +وإذا بخلتُ عليك أين مرؤَةً حفظت حقوق الجار والأوطان +نطري الذي لا يستحق فكيف لا نطري فريد زمانه البستاني +وإذا بنو بيروت طاروا فرحة يختال إعجاباً بنو لبنان +إلى وزيريَ أُهدِي حكمةً نفست وخيرُ ما خطتِ الأقلامُ في الحكمِ +قد كنتُ أكبرهُ عماَّ أقدِمهُ إليهِ لو أنه ممَّا وشى قلمي +لكنه من زيرٍ مثله لبني مصرٍ عزَوهُ طوتهُ مصر من قدم +فإن يحز عنده حسن القبول فما طمعت في نعمةٍ أخرى من النعم +للشام في كل قطرٍ كوكبٌ طلعا وأنت ذاك الذي في مصر قد سطعا +في كل يوم لكم فرحان مبتسمٌ وواجدٌ عابسٌ يحكي الذي فجعا +لاقى موكلكم في نجحه فرحاً وخصمه من جرى إخفاقه جزعا +وقد هويناكَ من قبل البلاءِ لكم يغني محياك أن نبلو ونطلعا +خطت يد الفضل سطراً فوق جبهتكم معناه اسكندرُ في الفضل قد برعا +ومن يكون إلى عمون منتسباً أيقنت فيه النهى والجود والورعا +نهوى غناك على ما أنت حائزه فأحسن المال في كف الذي نفعا +واحسن المال إن نلقاه مرتحلاً عن الشحيح برب الجود مجتمعا +يا سيد القوم في رأيٍ فما اجتمعوا إلا وكانوا له في رأيه تبعا +خلعتَ قبلاً على ذاك القضا شرفاً على المحاماة هذا اليوم قد خلعا +شرفت أرضك في مصر وبعضهم يشين أرضاً له في غيرها رتعا +يا طلعةً لابن عمون إذا سفرت ترى شهاب الرجا من فوقها طلعا +هذا المرجى الذي صحَّ الرجاءُ به وكم عقدتَ رجاءً خاب وانقطعا +ترجى الرجال الأُلى فضل الرجالِ لهم لا يرتجى من على أشكالهم طبعا +كم غرَّنا رجلٌ منهم فما ذكرت نفسي بأنهم الآل الذي لمعا +لا يستحقُّ امروءٌ فيه الرجاءَ ولا ترجِ غيرك في خطبٍ إذا وقعا +خلا الزمان ولم يقفر كما زعموا من الملاح فكم من كوكب سطعا +لولا مطالب نفسٍ للعلى عظمت لما شكوت أسىً في النفس أو وجعا +كنا اكتفينا بما الرحمن يرزقنا ونحن أهلٌ لرزقٍ جاءَ متسعا +إن العظيمَ وإن لاقى المنية في سبيل ما تبتغيه النفس ما رجعا +يا دهر أحسن أسىء لا أرتضيك وما أنزلتني منزلاً مثلي به وضعا +فليس يخدعني حسن الحياة وما أدركت مجداً بهذا الحسن قد خدعا +يا من سمعت بعمونٍ وعزّته عمون من فوق ما عنه امرءٌ سمعا +أهدي إليه مديحاً قد صدقت به كعادتي وهو برهاني الذي صدعا +وما نطقت بمدح قط في زمني إلا وكان ثنائي والدليل معا +ما دام فيكم كل بدر يشرقُ فإنا أنا رب القوافي المفلق +شدّوا أيا أهل المحاسن واليها أزري فاضمن إنني لا الحق +لو أن شعري كان يملك وجنةً من حسنكم فيه لكانت تنشق +ضل الفؤاد بمن يهيم فكلكم رشأ بهيم به الفؤاد ويعشق +لا تزعموا ان لا أراكم في النوى فجمالكم في طرس شعري يرمق +دوّنته حتى أدوم بقربكم وعليَّ يصعب إننا نتفرق +عجباً لقلبي لم يجدَّ به الهوى إلا غداة أتت تزم الأينق +أترى يروم الدهر دوما لوعتي فإذا خلصت من الرزايا أعلق +لي كل فتان الترائب ضامر ال شحين يذكره الفؤاد فيخفق +أهوى الجمال ولا أبالي عاذلا إن المحاسن للصبابة تخلق +غادرتهم في أرض مصر ولم يكن قلبي بمصر بغيرهم يتعلق +من ليس يبكي في الكنانة قاسماً أو لا يقيم مناوحا ومآتمَا +تعس الذي هانت عليه منونه أو لم يعد النوح فرضا لازما +هذا فقيد ديار عباس وسل عنه يراعا باقيا ومحاكما +تركت يداه خير ما تركت يد في كل من حملوا بمصر مراقما +تحف تموت اليوم لكن في غدٍ تحيا وتنشح الحريرَ الناعما +مولاي لا تنقم على من لم تجد منهم على حسناك إلا ناقما +ظهراءُ أهل الجهل أوفى عادة ممن يظاهر عاقلا أو عالما +أربأ بنفسك أن تكون مكرَّماً من غامطين أفاضلا وأكارما +وأعظم بنفسك أن تكون معظماً ممن يجل أماثلاً وأعاظما +من كل دمعة فاضل سجمت أسى تسوى دماً من جفن وغد ساجما +من كل زفرة المعيٍّ صعدت تسوى ردىً في موت آخر قاحما +عقل الفتى في الشرق شرّ جناية لاقى ولم أرَ كالعقول منا لما +مولاي هذي الدار ليست منزلا لأخي حجى حر يحاكي قاسما +فارحل ولا تأسف على هجرانها فالمرءُ لا يهوى مكاناً ظالما +دار يعيش بها شقيَّا مصلح ويعيش من أهدى الضلالة ناعما +لا تجهدن النفس في إصلاح منٍ قد قابل الإصلاح منك مآثما +أو ما يفيد وأنت ترفع ذرةً ويد الجهول تدك طوداً قائما +لم ألق هذا الموت تعجل كفه إلا على من كان حراً حازما +حتى غدونا نعرف الأحرار من موت يهاجمهم ويعجل هاجما +أكأن قلب الموت حنَّ عليهم من ظلم دنياهم فاسرع داهما +أم هذه الدنيا عدوته فلا يرضى جهابذةً بها وخضارما +يا ذائقاً في العالمين تجارباً حالت زهوراً في الطروس بواسما +يا ناشراً في المسلمين حضارة عزّوا بصارمها وهزّوا صارما +يا خادمَ العقلِ الذي في أهله كنت الرئيس وكان غيرك خادما +لم أدر قبلك إن مصر تضم من هذي الرجال بصائراً وعزائما +حتى عرفت فقلت يا مصر ابشري سترين سعداً من رجالك قادما +وفرحت إذا أهوى لمصرَ مهنداً يبني العلى فيها وجيشاً هازما +مصرٌ بلادي ما أقمت بأرضها أو ما رأيت بها الخليفة حاكما +أو ما رأيت بها لسان أعارب يزهو ويصدح أنجماً وحمائما +يزهو ويصدح أنجماً وحمائماً غابت وناحت يوم فرقة قاسما +مولاي لم اعرفكَ من قبل الردى لكن كاني قد عرفتكَ واهما +أتخيل الشخص الكريمَ محبةً فتلوح لي متحدثاً ومكالما +واحسب باني ما عرفتك سابقاً أفما عرفت لك البنان الراقما +أيفارق الدنيا نظيرك فاضلاً وأبيت محبوس اليراعة واجما +عارٌ عليَّ إذا سكت ولم أقل فيك المراثيَ ناثراً أو ناظما +وجحدت آدابي وهنّ جحدنني إن لم أنج يومي وأمسي الصارما +اتصحّ لي الدعوى بأني خادمٌ علماً ولا أرثي الأديب العالما +إني لصبٌّ بالرجال فإن نأَوا ألقى بياض اليوم ليلاً فاحما +إن لم تشوّق غير جامعة كفى بك مستحباً وهي تكفي هائما +اصبر إلى أن تستتمّ وفارقن داراً تودُّك لو تواصل دائما +ما كنت في هذي الديار محازباً لكنّ حزبك إن تردّ الغاشما +لكن حزبك أن تقيم مؤَوّداً فينا وتكشفَ ليل جهلٍ قاتما +أخشى ملامكَ في المديح لأنني أُلفيك في أرج المدائح لائما +واعدُّ نفسي الآن مغتنماً لها لا عود من در المناقب غانما +تهوى الإفادة للبلاد ولا ترى فيها محب المدح أو متعاظما +وأراكَ تذهب إن طيب مديحةٍ يزري بما أسدى الكريم مكارما +إن لم تشق الغيد قبل حجابها شقته في يوم الفراق لواطما +قد رمتَ في عتق الكرائم عتقنا نحن الرجال وما أبحتَ كرائما +جوزيتَ من لدن المهيمن إن راوا حسنات ما كتبت يداك جرائما +يا من تولوا عن الدنيا وما برحت تبكيهم أعين الدنيا على الحقبِ +كانت بكم لغة الأعراب زاهيةً وإن تكن أوشكت تذوي من النوب +كانت لها التاج فوق الهام خالعةً على القوام ثيابَ الخزّ والقصب +لو لم تكن لربوع الشام نسبتكم لم تفضل الشام وادي النيل في الأدب +قرأت للعرب ما وشاَّه مرقمهم ولم أجد مثلكم في المرقم العربي +إن كنت قد صرت أستاذاً فعلمني من كان منكم أستاذي ومثل أبي +يا رحمة الله صوني الشيخ من تلف ويا غيوث على أجداثه انسكبي +ويا بلى لا تغير حسن طلعته وإن مضت سنوات وهو في الترب +قد كنت أقصده حتى ينفس لي كربي فمن كاشف من بعده كَربي +وجئت أعطف يوماً نحو منزله سهواً فقد خلت أن الشيخ لم يغب +إن المنيم يبقى مدةً قدمت يلقى حبيبَ حشاه غير مغترب +وما حسبتُ الردى من قبل مصرعه تودي يداه بذاك الحسن والأدب +وهكذا كل من تهواه تحسبهُ معفىً من الموت مأموناً من العطب +يا وجهه الخلوَ لم تبرح تناوحني يا ثغره لم تزل تفترُّ عن حبب +يا جفنه لم تزل ترنو إليَّ على ذاك التكسر مملوءاً حنان أب +إن لم يكن لهيامي فيه من سبب كفى الحنان بذاك الجفن من سبب +يا سيدي الشيخ قم وانظر فتاك فقد طال الزمان ووجه الشيخ في حجب +قم وانظر اليوم شعري وافرحنَّ به على هواك يسيل اليوم كالضرَب +قد قلت لي يوم ما أحسنت مدحتكم الحبُّ يعمل لا داعٍ إٍلى العجب +أنت الحبيب وإن قلت الحبيب لمن سواك أبطنت ثوب القول بالكذب +رجوت في قلمي إن يغتدي عقباً للمرقم اليازجيّ العادم العقب +فاليوم خذه كما رجيت فيه ومن ناط الرجاءَ بعالي النفس لم يخب +لم يبق بعدك من الجا إليه إذا أردت تهذيب ما وشيت من أدب +فليس يقنعني رايٌ وما أحدٌ سكنت منه إلى رأيٍ ولم أجب +لم أُلف بعدك أُقلاماً من الأدب تدعى وألفيت أقلاماً من القصب +إن كنت ازري ذوي الأقلام عندكم من لا يقرُّ لكم بالحق في الغلب +والله لو التقي من لا يقرُّ لكم طعنته بالقنا الخطار والقضب +لا أفرحن بقدر ما عيني ترى رشأً جميلاً ناطقاً بلساني +فيسرني إن الجمال معانقٌ لغتي وإن يسبي ذويه بياني +اليومَ نهجرُ باريساً ونسكب من دمعِ الأسى بعدها ما يخجل المزُنَا +دعوا لحاظي يراها غيرَ منقطعٍ وحرموه لهذي الغاية الوسنا +فليسَ باريسُ من بعد اللقاءِ ولا نرجو اللقاءَ لباريس ويا حزنا +أشدُّ يومٍ على قلبي أكابده يومٌ أفارقُ فيه وجهها الحسنا +من شبهوا غيرها بين البلاد بها يستوجبونَ على أجيادهم رسنا +والله مالي قلبٌ إن أفارقها تفارق الروح مني قبلها البدنا +إنا نضن على الدنيا نقيم بها إن لم تكن دار باريسٍ لنا سكنا +نهوى من الأرض أعلى منزل ملكت وأي دارٍ كباريس على وسنى +لَك في القريض أريكة العباسِ في الملك فأعل أريكة القرطاسِ +وكأنما طلبَ الجناسَ أميرنا لمقامه فاجبته لجناس +يا شاعرَ العربِ الذين بشعرهِ نهضت فحولهم من الأرماس +لك كل قافيةٍ تعد سفينة في اليمي راسيةً لدكِّ رواس +شعرٌ يخط على الطروس فتشتري هذي الطروس بقيمة الألماس +في يوم ما حاكت يداك قصيدةً يومٌ بمصرَ يعدُّ كالأعراس +يتهللون بها وتنعش أنفسٌ منهم وتنشق عاطر الأنفاس +ظلمٌ إذا وضعوا بصفك شاعراً وإهانةٌ لحقت عزيزَ الناس +ما زال شعريَ مشتاقاً لسلطانِ حتى التقى بالأمير الباذخِ الشانِ +يهوى القريضُ مِنَ الآنام من منحوا لجيدهِ عِقدَ ياقوتٍ ومرجانِ +وكفُّ سلطانَ لو جادت لما اختلفت في فرط نائلها عن كف سلطان +أهوى الجمالَ إذا ما المجد فارقني وأعشق المجدَ حين المجد داناني +ولست أبغي إذا ما همت في رشا سوى عزاءٍ عن الدنيا وسلوانِ +والآن قد ظفرت كفي بمجدِ فتىً بمثله لم تفز كفي إلى الآن +هذا الذي زان ديواناً بمدحتهِ ودارَ ذكر اسمه في كل ديوانِ +بذلت متقنَ شعري فيكَ يا عمرٌ وأنت أهل لإحسانٍ وإتقان +وصنتُ جيده عمن يضيع به فلا أبيع النهى في سوقِ خسران +أنت الموفق في هذي الحياة كما وفقتَ باسم شريف اللفظ رنان +قد عمك الله إحساناً وأنت لما أوليته مستحقٌ كل إحسان +لست أنسى كواكباً كنت أرعا ها بمصر وكوكباً يرعاني +لست أنسى محاسناً في وجوهٍ دونها في المحاسن النيران +يتمنى الفتى كثيراً ولكن أجل المرءِ دون فرط الأماني +ما يريد الإنسان من هذه الد نيا وكلُّ الذي عليها فان +نحن أهل القريضِ شيمتنا الشو ق ونهوى الحنين في كل آن +أشرح الشوق والأسى لجفا مص ر وإن أشف حاسدي في البيان +هل يعود الزمان بعد ويسخو ويعود المشتاق للأوطان +قد أبى الدهر أن تفوز دمى مص رَ بشعري من دون باقي الغواني +فكأَنَّ الحسانَ تشتاقه طرًّ اكشوقي أنا لكلّ الحسان +إنَّا لفي زمن والله يحسن أن نبكي على الحي فيه لا الذي ذهبا +أين ماضي الإحسان واللفتاتِ لمحبِّ من تلكم الحدقاتِ +هل خجلتم من الرقيب فاعرض تم وبنتم عن أعيني التائقات +بي حياءٌ نظيركم غير أني بي غرامٌ علا حيا الوجنات +فإذا ما اشتد الهوى فقد النا س وجوهاً من بعضهم خجلات +مَن من الخلق يستحق احتراماً لأُضحي لأجله شهواتي +قوتل الخلق لست تلقى بهم إلا لئيماً مدنس النيات +لست تلقى والله إلا قليلاً من قليل في الناس من حسنات +وإذا ما همنا بغيدٍ فحتى نتعزى عن تلكم الطغمات +يخجل المرءُ من كريم وقد ولّ ى كرام الأخلاق والرَّاحات +آهِ والله لو أكون غنياًّ لاتيت الأقصى من المنكرات +لست القي الأنامَ إلا حميراً أو صحَّ الحيا من العجماوات +وشنارٌ أن يخجل المرءُ ممن عدَّ بين الحمير في الطبقات +غير أني إذا غدوت غنيَّا لست آتي الفحشاءَ والمنديات +ارهب الله في الخنى فاصدُّ الن فس عما يدعونه موبقات +وجناتٌ ولبةٌ آه من لبَّ ةِ هذا الغزال والوجنات +بارك الله في التراقي ولا أن سى الثنايا الزواهر الباسمات +وجفونٌ رمقنني فاتى الظب يُ يحيي بالثغر والراحات +علم الظبيُ أن قلبيَ مغرىً بهواه فاستعمل الجفوات +ظن هذا الفؤَاد لا تستبيه أغصن البان أو ظباءُ الفلاة +أنا يا بدر من يلوّعني الحبُّ وغيري أقلُّ في اللوعات +بت لا التقيه إلا قليلاً بعد ذاك السخاءِ باللفتات +آه ما افتن الذي لاح لا أف تنُ إلا المحاسن الخافيات +يا جميلاً إلى جمالك يلجا مستهام الجمال في الأزمات +فعليكَ السلام يا كوكباً حيَّ ا فاهلاً بالأنجم الطالعات +خلِّ عنك الدلال وانظر إلينا وتغمد مولاكن بالرحمات +نحن أولى من أن تلفت في الأر ض وباقي العوالم الجامدات +نحن أولى بصفح خدّك من ري حٍ عليه تهب معتنقات +فحشانا يحسُّ لذَّة تقبي لٍ فيدعو للظبي باللذات +يختشي الظبي إن يعانقه اللح ظ فيخفى عن أعيني اللاحظات +الهذي الحدود يا أيها الاغ يد تبدي تمنع الغادات +أيموت العشاق حزناً ولا تس خو ولو بالظهور للحدقات +ارحم العاشقين يا أيها الظب ي فصاروا مستوجبي الرَّحمات +قد يخيب الفتى فلا يدرك الغا يات لكن يلتذُّ بالغايات +آه يا قامة حكت اغصن البا ن وأقوى هوايَ في القامات +صحبتني رأد الضحى فعساها في نهاري مطالع الخيرات +ارأفوا يا حسان بالمعمودِ واتقوا اللهَ في الطلى والخدودِ +اشفقوا يا حسان أنَّا من اللح مِ مصوغونَ لا من الجلمود +أُريد الكرى وهل رقدت من قبل عيني محاجرٌ لعميد +الموتُ في الأرضِ لا يبقي على أحدِ فاسلم وقضّ حياةَ الموتِ في رغدِ +وخير ما ينفع الإنسان في حدثٍ هو التدرع بالسلوان والجلد +واضحك على هذه الدنيا إذا ضحكت منا لما نحن فيها هائمو الكبد +لا تستحق تباريحاً نكابدها كلاَّ ولا ما نعانيه من النكدِ +وكل من عبثت أيدي الحمام به من قبلما حان توليه بياض يد +تعفيه مما يلاقي بعد من نكد في عيشه ويقاسي بعد من كمد +تواردُ الناس للدنيا فتتلفهم وهكذا تنظر الدنيا إلى الأبد +كأنما هي قدٌّ والورى برَد له إذا بليت يختال في الجدد +والمرءُ يحزنه أن لا يقضي من قبل المنية ما ينويه في الخلد +وأنني بعد ما تعدو المنية لا أحسُّ حزناً على ما لم تنله يدي +والبعض يجتاز في الدنيا كذي كرم والبعض يجتاز في الدنيا كمقتصد +مثل السليم الذي ضمته حفرته في زهرة العمر مثل الغصن في الملد +إن تفتقده أخاه من هواكَ له فكم فقير له في البؤس مفتقد +تبكي عليه عيون الجود هاميةً وهكذا مقل الألطاف والرشد +وحسبه حسناتٍ إن يتيه بما أدركتهُ من رفيع القدر في البلد +وإن تقصر عوادي الموت مدته عش أنت ما فاته من قادم المدد +اشتاق شعري لامتداح المصطفى شوقي لطلعته الكريمة إن جفا +يا حسنه يوماً تبدى لي به يوم خؤُون الدهر فيه قد وفى +يومٌ ذكرت به زماناً ماضياً معه وما أحلى زمان المصطفى +كانت مكارمهُ تهل سخائباً فيه ومن فوق المكارم الأحتفا +لله أوقاتٌ قضيناها معاً ضربت بها أمثال أوقات الصفا +كانت قصائده تشنفني بها وقصائد الشعراء عود شنفا +كانت علاه تحيط بي فأسير ما بين الورى عالي المكان مشرَّفا +إن كان سرَّ زمانه الخالي فما فقد الفؤَادُ زمانه المتخلفا +رجلٌ إذا مات النوال من الورى تحيا بنائله المروءة والوفا +والله لولا مكرمات بنانه لبكت عيوني المكرمات تأَسفا +عاشَ الزمانَ لكي يديم نواله إنساً على وجه الزمان وزخرفا +يلتذ واصفه بوصف خلاله إذ لا يرى تعباً ويشرب قرقفا +هذا الذي يجري اليراع بمدحه سيلاً ولا تجد اليراعَ توقفا +وتسيلُ في مدحٍ يراعةُ شاعرٍ إن كان ممدوحُ اليراعةِ مسعفا +وأراكَ اسخى الناس يا وهبي يداً والجودُ أحسن ما أعان مصنفا +وإذا مدحتك جاء شعري خلقةً وإذا مدحتُ سواكَ جاءَ تكلفا +لم ألقَ مثلكُم مليحاً يعشق يا من ملاحة وجهه لا تلحقُ +ولذاك قد زهد الفؤَاد بكل من كان الفؤَاد به يهيم ويعلق +نمشي وننظرهم كانَّا لا نرى حسنا يحب ولا جميلاً يعشق +مع أننا كنا إذا عرضوا لنا هب الفؤَأد لوصلهم يتحرق +والشيءُ ببقى شائقاً لعيوننا حتى ترى العينان ما هو أشوق +ولانت أحسن كل من رمقتهُ أن ظاري وأجمل كل من هي ترمق +ضاق المكان بنا وليس بضيق لكن وسيع الربع دونك ضيق +زرت المكان فلم أجدك ولم أجد شملاً به قد كان حولك يحدق +لا بدع إن هجروا فشمل ذوي الهوى من بعد هجر حبيبهم يتفرق +إن كنتَ لا تدري بإلى شيقٌ فاعلم باني المستهام الشيق +قد أوحشتني منك قامة بانةٍ كانت تميس به وجفنٌ ينطق +اشفق على قلبٍ تعود أنه لو شام مسكيناً عليه يشفق +متى الليالي التي مرّت على نعم يعود يزهو كماضيه محياها +مهما الحوادث أذوت من محاسننا يدوم منها لنا ما يكسب الجاها +كأننا قد خلقنا دون منقصةٍ فجاءَنا الدهر بالنقصان شوَّاها +وشوَّهت راحتاهُ من محاسننا حتى نصيرَ لباقي الناس أشباها +وإن أساءَت اليَّ الحادثات فما أنكرت من شعريَ الممتاز حسناها +عشق الجمال من ��لورى مألوفُ لا تنكروا إني بكم مشغوفُ +من ذا يلوم على الغرام ويعذلُ قل للعذول على الهوى لا تعقلُ +من ذا يرى هذا القوام وقلبه لا يصطلي بلظى الغرام ويشعل +أو من يراه وهو ممن دبجوا برد القريض لنا ولا يتغزل +أو من يرى ذا الجيد ملتفتاً على تلع ولا شغفاً به يستبسل +ضل العذول ولا أعدُّ مفنداً إلا حسوداً والحسود معذِّل +الحّر تخجله النقيصة إنما لو تشتهي غلب الغرامُ فيقبل +فكأن شهوته ستار حيائه يمشي وليس بهمه ما يخجل +كلَّ وقت يهوى الفؤَاد الجمالاَ لا أراه وقتاً عن العشق مالا +فدعوا القلب لا يحبّ فلا أع شقَ غصناً ولا أحب غزالا +أو دعوا الحسنب قاضياً نحبه حت ى نضيع الهوى ونجفو الوصالا +لا تجيئوا بكل ظب رشيقٍي وتكونوا على الهوى عذَّالا +آه يا كلَّ كوكبٍ عذَّب القل بَ وأجرى حشاشتي واسالا +آه آهِ الجمالُ كم عذَّب القل بَ وما صدَّ أن يحب الجمالا +لا اعد الجمالَ غير فقيرٍ قد بذلنا له النفوسَ نوالا +أين المليح الذي قد كنتُ أرمقه ظهراً واشتاق منه الخد والعنقا +واستبى بثنايا ليس يشبهها درّاً سوى لفظه الزاهي إذا نطقا +لولا رشاً حاضرٌ في الربع يشبهه لكان قلبي على هجرانه احترقا +اشتهينا الجمال في ذا البعادِ لم نجد شكله بهذي البلادِ +فارجعي يا نوى بنا لديارٍ تحتوي كل أهيف مياد +ما عهدنا القلوب من قبل أن نع دَم فيها الجمال مثل الجماد +غير أنا نحسّ بالعشقِ من تذ كارِ أمثالِ زينبٍ وسعاد +لأجل حسنكَ هذا القلب ينفطر ومن جمالك هذا الفكر يستعرُ +يعزّ فرقة باريس عليّ ولا يزال يخطر فيها قدك النضر +أين احتجبت فاني لو جلست هنا حتى أرى منك ذاك الوجه يزدهر +باريس لو ماس فيها البان ما افتخرت لكن أراها بهذا القد تفتخر +يا حبذا لو يضم البين رحلتنا معاً ويجمعنا في المركب السفر +كم مرة وافت الأقدار تسعفنا وليس يسعف منا ذلك القدر +أوحشت مصر فكم قلب يذوب بها شوقاً إليك وكم ولهان ينتظر +لسنا نرى غير ذي الأيام تنزلنا في كل أرض عليها شادنٌ فتنا +فتستبينا ومن بعد الفتون لنا تقول ولّوا وذوقوا بعده المحنا +ودعيني من قبل هذا الفراق واضمني لي قبل الوداع التلاقي +لست أقوى على بعادِك إن لم أك من عودةٍ على ميثاق +وأودُّ تطويلاً ولكن ارتجي أن لا يطوّل ذلك الهجرانا +لولا رجائي في قريب لقائه لنظمتُ يوم فراقه ديوانا +ولربما كانت محاسن فاضل عيباً وكان كماله نقصانا +نروح معاً إلى ذاك المكان ونقضي ما نشاءُ من الحسان +أحييتَ فيَّ الشعر بعد مماته فالشعر يشكركم لرد حياتهِ +صان ربُّ العلى جمالكَ لليو مِ الذي فيه انثني وأراكا +احزن على مصطفى والطم يداً بيدِ وقل تغيب والهفي فتى البلدِ +واعلم بأنك لو تجري العيون دماً لم تقضِ ما ليديه من بياض يد +قد مات من يرتجيه القطر في نوبٍ ومن إذا جدَّ جدُّ القطر يفتقد +قد مات محتكر العليا وقال لمن يرودها إنني فارقتها فرُد +وليخطب اليومَ من يهوى فقد عبثت أيدي الردى بالخطيب المصقع الغرد +واليوم تحسن من أربابها خطب وكان يخجلهم في خطبةٍ بندي +سميتَ يا بين خواناً بلا ذمم وأنت يا بينُ حقاًّ خائنٌ وردي +ألم تجد غير هذا الغصن تهصره فاهصر سواهُ ومن يهصر بلا عدد +قد انتقدتَ أعزَّ الدرِّ في رجل قد عاش كالدرّ فينا غير منتقد +لم يشرب الخمرَ لكن كان يشرِبنا من الفصاحة خمر الفضل والرَّشد +اليوم قد عرفوا أنَّ المنون إذا سطت تعرّف إنى صولة الأسد +وهكذا ما أحسوا هول صولتها إلا إذا فتكت بالسيد السند +غصبتَ حق الليالي يا مفجعنا فعاقبتك الليالي ناضر الجسد +فهل تنال معالي أحقبٍ قدمت ولا تزال من الأحقابِ في الجدد +مدَّ الزمان يدي موت لمغتصب وقال يا عجلاً في همك اتئد +من حاز مجد شيوخٍ حاز مدتهم وما له حقُّ ما عاشوه من مدد +عيدٌ لدى الموت أن يحظى بجوهرة أفرحته وأصبتَ القطر بالنكد +فضحتَ أهل العلى في مشهد رمقوا فيه معاليكَ لم تشهد ولم ترد +وأصبحوا حقراءً في نفوسهم بعد التثني من العلياءِ والميد +وإن حضضنا به روّام أبهةٍ إن يبلغوك ليلقوا مثلهُ بغد +أراكَ من جهة أخرى قعدت بهم من ذا تنال يداه جبهة الأسد +عددتَ باكيك من صحب وما خطرت دموع قوم سواهم منك في خلد +فاعلم بأن جميع الناس باكيةٌ أسىً وفاقدة السلوان والجلد +من ليس يسبي بأقدام وعارضة إن كنت في الرأي معه غير متجدِ +قد زرتُ دارك في خالي الزمان وقد كفيتُ من مرّة سحراً ولم أزد +وكنت تخطر قدامي وما عرفت عيني بأنك ذاك الليث ذو اللبد +سألتهم عنك قالوا من تشاهده يمشي أمامك ريّانَ الشباب ندي +عجبتُ منك فتى في الأذن ليث شرى وفي العيون بعمر الأغصن الملد +لو لم ترد شق أكباد العباد لما بنيت مغنى العلى في قبة الجلد +يزيد ربُّ العلى الحسنى ويكثرها حتى إذا مات لا يبقي على كبد +إن كان نالك في يوم النوى حزنٌ فاهنأن بما نلت من حزن ومن كمد +حزنٌ عليك فشا في مصر ما عهدت نظيره الناس في مصر ولم تجد +تشتاق وجهك باريسٌ وكلُّ حمىً طلعت فيه بوجهٍ منك متقدِ +تشتان مصرٌ وما احتجنا البيان ولا تشتاق بعدكَ في مصرٍ إلى أحد +من زمانٍ لم أحمل الاقلامَا وأبين صبابتي والغرامَا +من زمان اشتاق لقيا قوامٍ بين هذا الحمى حكى ذا القواما +يا رشيقاً لاقيتُ فيكَ الذي لا قيت فارحم من بعد ذا المستهاما +آه بالله خبرنيّ من إي نَ جلبتَ الشفاه والابتساما +والخدودَ الفيحَ التي طلع الور د عليها والياسمينُ والابتساما +والبنان التي اشتهيت لها اللم سَ وشهت لي بالبنان السلاما +إن يفتكَ الخط الجميل أعر خط كَ حسناً كما اعرتَ النظاما +بل تراه العشاق مستحسناً حت ة تراهم يعانقون الكلاما +خلني معكَ في القريض ودعني من بني الأرض لا أريد الأناما +التقي الناسَ فوق قلبي سهاماً والاقيكَ لي عليهم سهاما +يحسد العاشقون مضجعك الرَّط بَ فقد ضم منك بدراً تماما +ضمَّ بدراً لو ضمه ساعد الص بَّ لما كان قطُّ يدري الحماما +أنا أهوى من يشبه البان في القدِّ ويحكي في جيده الآراما +ورأيناك أيها الظبيُ تحكي ال بان والرئم بل تفوق مقاما +ذهبَ النوم عن عيوني ولولا كَ لوليتَ استمد المناما +آه لو فزت بالخدود لما كن ت أُبقي لوردها أكماما +ودليل الجمال عند ذويه إن تلاقي في عشق حسنك ذاما +ولمُ الله في جمالك إن كن تَ تلاقي في عشق حسنك ذاما +يعبس الظبي من تكلم نشوا ن فيخشى من وجنتيه مراما +اعذر العاشقين يا أيها الظب ي فما هم يستوجبون الملاما +أتوافيهمِ بقامة بانٍ وتلاقي هواهم آثاما +قد بلغنا إلى الختام ولم نب لغ من الوصل مطلعاً لا ختاما +أين احتجبت فإنني لمشوقُ لجمال وجهك أيها الممشوقُ +لا بد من عودٍ لها فأنا بها ملك البيان ومن يفارق ملكهُ +عرف المليح مقاصدي فتصرَّما عني وخلاني كقبل متيمَا +اختار كلَّ مكانةٍ يثوي بها حتى ولو كان المكان جهنما +عرف المليح بأن قصدي في الحمى مرآه لا استحسان عيني للحمى +إن كان جرمي يا جميل صبابتي فجمال وجهكَ قد ثناني مجرما +نحن الأُلى نهوى الجمال فإن يغب نرعى لأجل غيابه قمر السما +يا من تذكرني القصائد حسنهُ إن كنت لست أعود بعد مسلما +وتعد ميتاً عن حبيب إن غدا عدم التلاقي في الحياة محتما +يا رب لا تولع حشايَ باهيف بعد النوى يغدو لقاه محرما +عدا اليَّ فبشرت الفؤَاد به ظبيٌ يحاكي ظبا عسفانَ في الجيدِ +كالخيزرانة قد لانت معاطفه ومن ثانياه سالت بنت عنقود +عدا إليَّ يناديني حبيبيَ قف نسري معاً في نواحي هذه البيد +فقلت أهلاً وضمَّب القلب قامته قبل الوصول إلى أعطافه الميد +أتيتَ مصرَ أخيراً أيها العلمُ لكن أتاها قديماً ذلك القلمُ +جدّد شبابك فيها فهي مرتبعٌ يعود فيه إلى زهوِ الصبى الهرم +واختل عليها وذكرها بمن فقدت فشبل ناصيف تهوى ذكره الأمم +يا حبذا زمنٌ للشيخ من زمنٍ وحبذا الشيخ ابراهيم والذمم +والله نشتاق عهداً للحبيب مضى فيا زمان حبيبي جادكَ الديم +احجب محياك عني إن لي كبدَا إذا رأيتُشبيه الشيخ تضطرم +يأتي مضارعه فضلاً يذكرني به فتدركني الأحزان والألم +وأنت تعرفه مثلي وتعرفه ما كان أحلاه إذ يرنو ويبتسم +ما كان أحلاه إذ يمشي وهل نقلت في حسن مشيته بين الورى قدم +والله أنسى بأن الشيخ كان له ملك اليراع وتاج الملك والعلم +ولست أذكر إلا أنني رجلٌ يسيل من أجفني حزناً عليه دم +ليس المقام لاتراح أكابدها إن المقام لافراح بمن قدموا +إن المقام اترحيب نقول به أهلاً بسيد من وشوا ومن علموا +هذا القوام وهذا البان فانتخبِ ليفرق الناس بين القد والقضبِ +لا بد أنك تختار القوام لنا وتترك البان مكسوراً من الغضب +ته بالجمال علينا ما تشاءُ وخذ علماً بأنك فيه صاحب القصب +واعرف بأن عيون الناظرين له في جنة والحشا المشتاق في لهب +وانظر لكل جميل الوجه مزدرياً وقل أنا في جمالي صاحب الغلب +ضمنتَ كل قلوب العاشقين فلا تخف إذا لاح ظبي آخر تذب +إذا حضرت فكل الفاتنين لنا غابوا وثق بافتقاد القلب إن تغب +أشتاق حسنك في بعدي ويحزنني إن لا يزورك مني شوق مغترب +دعني أودع عشق الغيد فيك فقد أصبحت من صرف دهري مخلس القصب +اليوم باقٍ لنا في العشق متسع وفي غد منكرَ عشقي على أدبي +إني أبلغ أهل العجم في سفري من أجل حسنك إن الحسن في العرب +والله ما شاهدتك العين آونة الأجرى الشعر في القرطاس كالصبب +يملي الجمال وما يمليه أكتبه كأنني ناسخ شعري عن الكتب +نودع فيك أقمار الجمالِ ونبكي بالدموع على الزيالِ +أودع فيك أقماراً لعيني هم الأقمار في سود الليالي +أتونس أنت فاتكة بقلبي ولا عجب فقد حزت العوالي +يميس عليك كل رشاً رطيب تدين له مثقفة الطوال +أحن إلى ربوعك كل وقت واذكر طيب أوقاتي الخوالي +واطنب في الثناءِ عليك حتى رأوا من طيبه خجل الغوالي +أشوقهم إليك بطيب مدح واحملهم على شد الرحال +أتونس لا يزال بسوس ظبي يمر على مدى يومي ببالي +لقد ألفيته يثوي بروض فكانا روضتي حسن حيالي +وأسبي الحسن حسنٌ ما محته محاسن بعده جاءَت توال +فكم لقَي الفؤَاد رشاً غيريراً ولم يبرح يهيم بذا الغزال +ولا أنسى قضيب نقاً وكنا معاً للقيروان على ارتحال +شربتُ دماءَ وجنته التي قد جرت فيها كلون البرتقال +ولم يحظر على الصب المعنى دم الوجنات فهو دم الجمال +شربت دماء وجنته ولكن سقيت خدوده بدمي المسال +رأيتكم يا غصن فوق ثرى مصر تميسون غصناً أو تلوحون كالبدرِ +ووالله لولا أنني التقيكم هنا ابتغي شد الرحال إلى الثغر +قد اشتقتُ يا ��صن النقا لجمالكم وأنت بهذا الشوق لا بد أن تدري +هذا جمالك فاحذر أيها القمرُ إذا رنا لك خلق الله أو نظرُوا +إن الكريم وإن لم توله منناً في أزمن سلفت ينفحك بالمننن +أهلا بسارة برنار التي اشتهرَا في الخافقين اسمها المعشوق وانتشرَا +مسرة في قلوب الحاضرين لها وجسرة في فؤَاد ما بها ظفرا +اكسبت اسمك حسنا في الشفاه فقد هامت به الناس حباً حينما ذكرا +وأنت يذكرك التأريخ مفتخراً في ضمن من ذكر التأريخ مفتخرا +تأهب الناس لما قيل حاضرة سارا وما هي كادت تزمع السفرا +أفنوا تذاكرها خوف النفاد فلا يلقى امروءٌ موضعاً من دون ماعمرا +كذاك كل عزيز كاد ينفد اس رعنا له قبل حرمان لندخرا +تأهب الناس لما قيل حاضرة سارا وتاه افتخاراً كل من حضرا +وأنت افتن للدنيا وأنت به ذا لعمر منك بعمر ذاهب غبرا +كنا نرجيك في عهد الشباب فإن لم نلقك اليوم نقضي بعده الوطرا +والآن قد شختِ فالأرواح أرغب في هذا العزيز المفدى قبلما هجرا +وكل شيءٍ عزيز كاد يهجرنا يكون أعظم من قبل النوى خطرا +أخاف منك القلى أذقلت شخت فقد قلا النساءُ الذي يعزو لها الكبرا +لكنَّ هذا دعاب قد أتاك به شعري لأني عددت الفكر مبتكرا +ما زلت مرجوة للدهر قاتلةٍ بطول ما بعد قد عمرته القدرا +ونحن نعطيك من أعمارنا عمراً به نعيد شباباً منك قد عبرا +لأجل سود عيون المجد احتملُ من النوائب ما لا يحمل الجبلُ +تلك الخطوب التي أغدو أكابدها هي النعيم الذي يأتي ويقتبل +هل يا ترى بعدما أملتُ من وطر وذقت فيه المنايا ينجح الأمل +ولست أكره صرف الدهر يدهمني لا بل يروق بعيني الحادث الجلل +إذ ليس دون بلايا الدهر من رجل كلا ففي نكبات الأزمن الرجل +لكن أود من الأحداث منقذة لا أن يوافيني في بلوتي الأجل +ليس العلى في الخطير الشان صادقة إلا إذا أيدتها البيض والأسل +هذي الحياة هي الحرب التي نشبت فمن يجزها على حال هو البطل +لا تخجلن من الأنام لزلةٍ فالناس لا تستوجب الإكراما +فإذا خجلتَ أخجل من الله الذي حظر الأنام نقيصةً وحراما +خُلق الجمال لقتل نفس العاشقِ فتحذروا من كل وجهِ شائقِ +فلقد ولعتُ بغصن بان أهيفٍ كاد الولوع به يشيب مفارقي +أبداً يغادرني أواصل ليلتي ولذيذ نوم المقلتين مفارقي +أبداً أفكر كيف الثم خده واضمُّ معطفه لقلبي الخافق +حتى يتمَّ لي الوصال بليلة القى بها الفتان فوق نمارقي +بلدٌ به قلب المتيم دائماً شعلان من فرط الجمال الفائق +يا رب إن تخلق جمالاً في رشاً فاخلق له معه الرثاءَ لوامق +ليست قلوب العاشقين جلا مداً كي لا تذوب من المحيا الرائق +حيِّ الجمالَ بذي الديار فإنه ذو دولة بطشت بقلب الطارق +ولعلها تركته قبلَ فراقه يلقى صروفَ الموت غير مفارق +يا رب سلمني قبلَ فراقه أن لا اعودَ إلى مكاني السابق +حيِّ الجمالَ بوجهه الفتانِ وقل السلام على قوام البانِ +كادت تفوز يد الزمان بحسنه وأنا تفوز يداي بالحرمان +لله ما ضمَّ المفوف تحته قد ضمَّ ما يعنو له القمران +رشأ له الغزلان تخضع كلها فاعجب لصولة سيد الغزلان +كم مرة حنت يدي لتحيةٍ منه وبنت وما استطاع بناني +حتى رجعت من الفراق ونلتها قبل الفراق المستجد الثاني +جالسته وأنا أراعي حسنه صبًّا ويرعى مسمعاه بياني +دعونا من الماضي فهذا تصرَّما وهاتوا لنا العهد الجديد المسلما +فما سآءَ لا نبكي عليه تأَسفاً وما سرَّ لا نبكي عليه تالما +يسرُّ الفتى فيما مضى من حياته وإن كان ذاك الع��د صاباً وعلقما +فقد كان أدنى للحياة بسالف الزَّ مانِ وأدنى اليومَ إن يتخرَّما +لقد أالفت أسماع معشرنا الذي روَوه لهم عنا فلم نلقَ لوَّما +ومن الفت شيئاَ به الناس لم تعد تبالي جميلا إن أتى أو مذمما +كمثل كريميٍ لا يبين نواله وجود شحيج بان حين تكرَّما +وما محن الأيام غير مدارس تكون على مقدارهنَّ معلما +فلا تتاسف إن دهتكَ وإنما صن العمران يمضي وما نلت مغنما +وتذكر الماضي وعزّ حياتهِ عزُّ الأذلة أو سرور المبتلَى +ما دمتَ في هذا الزمان ترى به شكلاً جديداً ليس في زمن خلا +إِلى قوامِكَ هذا الصبُّ يشتاقُ وتنهمي منه يومَ البينِ آماقُ +أنعم بقدِكَ نلقاهُ فنعشقهُ فإننا لرماحِ الخطِ عشاق +إن كنت أنوي رجوعاً للديار فذا لأنني للقوامِ اللدنِ اشتاقُ +أهوى الجمالَ وأهوى كل من فتكت منهم خدودٌ وقاماتٌ واحداق +يا بروكلن ليَ غصنٌ فيكَ لا ذبلت لحسنهِ الفاتن الفتاك أوراق +يعزُّ علينا إن نفارق أربعاً بها قد وجدنا الصفو والإنس والحسنَا +ربوعٌ حوت من كل ما يشتهي الورى لذاك اشتهي فيها جميع الورى السكنى +ومظلومة باريس أيَّ ظلامةٍ إذا هي لم تختل ولم تزدر المدنا +وأنا إذا ما أحسن الدهر حالنا يكون لنا ما بين أربعها مغنى +وما الآن ندري قدر باريس إنما عرفنا مكان الشيءِ من بعد ما بينا +قضى الدهر إن ننأى ولكن غرامنا قضى أننا نبقى بباريس ما عشنا +ولو كنت أرجو عودةً لربوعها لما كنت أبدي في الترحل ذا الحزنا +ولكن سخت كفُّ الزمان بمرةٍ والقى بنان الدهر من بعدها ضنا +إذا ذكروا باريسَ يفتن سامعٌ كأن اسمَ باريس قد استودع الحسنا +ويعشقها الإنسان قبل اجتلائها فيسعد قبل العين طيبُ الهوى الأذنا +أتيناكِ يا باريس بعدَ نفادنا من الحب لكن فيك نحو الهوى عدنا +تجددُ فيك الغيد دارس صبوةٍ وترجع ما منه الحوادث انفدنا +سأسأل عن باريسَ من بعد عودتي أقول لهم باريس لا تجد القرنا +وما عاش في الدنيا الذي لم يفز بها وكانت له الدنيا كلاماً بلا معنى +إذا ما مشى فيها الفتى بات يزدري سواها ولم يملأ سواها له جفنا +ويختال من يسري عليها تكبراً كأن السرى فيها من الشيم الحسنى +رأيت بها الأوقات تحلو جميعها ولكن أحلاها إذا ما الدجى جنا +على الطائر الميمون يا سيد الحمى تغيبت عنا أو رجعت مسلِمَا +وحييتَ في هذا النهار فمرحباً با كرم من حيا وودع منتمى +وما طلع العباس حتى رنت له نواظرنا من كل صوب توسما +لتنظر هل ما بدلته مفاوز به بدلت أفقاً حوى قمر السما +فما هي إلا الشمس لاحت بوجهه قد اختلست ذاك الجمال المقدما +وعوض منها شمس أحمد فانثنى بشمس الهدى والمكرمات ملثما +لئن كنتَ للعافي بمكة موسما فقد كنتَ يوم العود للشعر موسما +تسابق أهل الشعر فيك تهانئاً وشاق أخيراً منهم من تقدما +وفتح منك الشعر زهراً فلم أجد بما دبجوه غير زهر تبسما +وحسبك شوقي إن يقول قصيدة ترى الروض فيها والهزار مرنما +إذا قال فيكم شاعر مدحة غدا عليهب مديح الآخرين محرما +فلم ير حسناً سارياً في مديحهم كتمداحكم حتى يشاق وينظما +لئن بذلت مصر عليك حفاوة وإن أكبرت يوم اللقا لك مقدما +فقد كوفئت مصر بفرحتها ببلكم ويكفيكب إن تولي المسرة أنعما +ذهبت على نعمى الحياة ولينها تجشمُ نما أمثالكم ما تجشما +وذلك أقدام عهدناه سالفاً وإن لم تكن إلا على البر مقدما +وكان لكم حجان حجّ لمكة وحج لأن تولي الجميل وتنعما +ستذكر أيام الأمير عفاتها وتبكي مآقيهم ��أيامه دما +يقولون يا ليت الأمير أتى لنا بذا العام لا العلم الذي قد تصرما +فصلهم على بعد الديار وخل ما يضمكما من منزل نائلاً همي +إذا ما شكوا من وجهكم وحشة فما شكوا وحشة من بحر عرف لكم طمى +فيا منة الدهر التي أفرحتهم أسلتِ مآقيهم على الدهر عندما +فهل مثل عباس يزور ربوعهم يفيض عليهم من عوارفه سما +ولم تبق داراً جزتها دون نعمة دعت لك منها أن تدوم منعما +فقد طمعت من حسن سعيك جدة بماءٍ شربناه لطاب له الظما +لقد رمتَ أن تسقي البرية كلها زلالاً يحاكي طيبة ماءَ زمزما +زلالاً يحاكي ماءَ جودك صافياً فماشابه منٌّ وما من من سما +ولا من عند المالكين تعالياً وإن أذنب المولى الجميل وأجرما +أمولايَ قد علمت أمتك الندى وإن تكُ أسخى العالمين وأكرما +فقد أخذت بتني المدارس نارة وطوراً أتت تولي يتيماً ومعدما +إذا ما سخا كف المليك فشعبه سخاو إذا ما أحجم الملك أحجما +مررتَ على أرض الشآم فعظمت مكانتها فخرا بمن ما تعظماء +طلعت عليها شامة في خدودها وكم شاملة فيها تشوّق مغرما +سلامٌ على مصر وأي قصيدة مضت دون ذكري مصر من قبل أختما +أحن إلى الدار التي فوقها مشى فتى النيل أو أبقى بها بمنه أرسما +وأنت لقد جزت الشآم فإنني أحن إليها مستهاما متيما +نحب أمير النيل حباً مجرداً وحباباً لسلطان إليه قد انتمى +رشاد الذي بثنا بطيب عبده نلاقي نعيماً كان قبل جهنما +إذا أكرموكم في الحجاز فمن نرى على قلبه منكم أعزَّ وأكرما +فما لفت إلا شبله في عرينه سواءٌ بمصر أم بمكة أينما +وكنت أميراً في الجزيرة مثلما نراك بواديك الأمير المحكما +يود بنو عثمان إجلال قدركم وكم سعدوا لما رأوك معظما +فكم صادفوا في ظل غباس عزةٍ وكم آنسوا في أرض مصر تنعما +نزف لمولانا الخليفة شكرنا لتكريمه ذاك الجناب المكرما +وندعو بأن يبقى الزمان وهكذا لعباس ندعو أن يعيش ويسلما +لا تلوموا إذا صحبنا جميلا أو جلسنا إليه وقتاً طويلا +ليس غير الجميل يطرد عني ال هم أو يجلب العزاءَ الجميلا +ثم لا التقي بكم غير من كا ن لئيماً أو كان وغداً ثقيلا +وارى فوق ما الجميل عليه من جمال في الخلق يحكي الشمولا +كنت قبلا أقول ما زال في العم ر رجاءٌ فما أخاف خذولا +ذبلت زهرة الشباب فلا بد ع إذا خفت في المفلاح ذبولا +ذهب العمر بالرجاءِ فلا ال تقى إلى ما قد كنت أرجو سبيلا +آه يا دهر قد أسأت لمن ير جون منه إذا أسأت الجميلا +كل من خالف الأنام طباعا وليس يلقى عند الأنام قبولا +حسن عقل الفتى يجر له حيي ناً أموراً ساءَت وحالاً وبيلا +تتمهنى أهل العقول بذاك الوقت أن لا تكون تحوي عقولا +وأشد الارزاء عند ابن عقل إن يرى عقله مهيناً ذليلا +جالسته وأنا أرعى محاسنه أرعى جمالك يا من يخجل الشهبا +دعني وإياك لا أبغي سواك فقد شكوت من كل ما ارتاده تعبا +دعني أراعي خدوداً منك ناضرةً ولا أحاول اني اجتني ذهبا +أهلا بطولك يا غصن النقا فأنا متيمٌ أعشق الأغصان والقضبا +اشتقت وجهك في هذا الفراق وهل أحقُّ منه بأشواقي إذا احتجبا +لو تعرف الناس أشواقي لطلعته لكان بي مثلُ الأشواق قد ضربا +أشقى المحبين من لم يقض شهوته من الجمال ويقضي الوقت ملتهبا +كم مرة قلت لا غير الجمال دواً لمهجة لأنني نستقبل الكربا +وخلني من رثاء الدارجين ومن مدح الذين ارجى عندهم نشبا +لا يستحق عناءَ الفكر ممتدح ومثلما جاءَ للدنيا الفتى ذهبا +في كل يوم ربيعٌ فوق وجنته وكل يوم خريف عند من رغبا +كأن ما خس من وجه الولوع به من رونق في محياه النضير ربا +يا غارس الورد لا تتعب بمغرسه ففي الخدود ورود فاقت الطلبا +بعضهم سلموا حياءً وبعضٌ قد تغاضى كأنه لا يراكَا +أنا لا أهوى العلى من أجلها بل لتري الناس إني اقدرُ +يا غصن أين قوامُ بانك يخطرُ زرت المكان وما وجدتك تسفرُ +كم شقت أرواحاً اليك وأنفساً كانت اليك تشوقاً تتفطر +كم كان يطمع في جمالك عاشق وعفاف نفسك لا يجود فيظفر +فلقد لمحتك في ديار غيرها كانت تلوح بك الديار وتزهر +فعرفتني وعرفت فيك مهفهفاً قد كان في بلد بقلبي يخطر +يا طيب أيام مضت فيه ويا فرط الأسى إن لم تعد تتكرر +ما فاقها في الحسن إلا مثلها لو جادَ بعد زماننا المتأَخر +لكنما هيهات أن يسخو وما بيني وبينك في القطيعة أبحر +وهب الرجوع فمن لعيني أن ترى ذاك القوام بموضع يتبختر +لم أدر أين مقر دولة حسنك الس بي وأين لواءِ حكمك ينشر +أقول لمصر الحقيني فإنني رحلتُ ولا يدري امرؤٌ بمكاني +ولا بد يوما أن أعود مظفرا واقطع أعناق العدى بيماني +ويا صحبنا في أرض مصر خسئتم وصحبتكم تزري بباذخ شاني +ولا تنظروا كتبي فيخسر فيكم مدادي وأوراقي ووشي بناني +تركتكم لا أبتغي صاحباً بكم فلم أر فيكم غير كل جبان +أريد صديقي أن تكون يمينه يميني إذا خان الزمان وفاتي +فلم أر فيكم عندما الدهر قد عدا عليَّ سوى من قد أعان زماني +جاءت إليه وشايةٌ وأعانها بخلٌ براحته فصد عن الندى +إن الذي يأتي النوال تكلفاً يشتاق معذرةً يردُّ بها اليدَا +يفيدون من يرجون أو يختشونهُ وما نحن في ذا اليوم هذا ولا ذاكَا +نحن كنا والدهر متسعٌ في حالة الضيق كيف والدهر ضاقا +من الواشي من الناس اللئامِ وأهل عدواتي بين الأنامِ +أطمعته حينما عاودتَ مرتجياً منه كذاك الترجي يورث الطمعا +نحبكَ يا ربَّ القوامِ المهفهفِ ونهواكَ يا ربَّ الكلامِ المشنفِ +ونصبو إلى شم الخدود وإنما يشاق الفتى من ياسمين ومضعف +على ضمةٍ من ذلك الخصر بعدها أقول لهذا الدهر خني ولا تف +وانظر ذاك الثغر يبسم حينما اضمُّ والوي فوقه بتلهف +كأن ابتسامَ الفنانين غداة ما نضمهم استغرابهم حال مدنف +تبسم فإن الهائمين تجمعوا عليكَ اشتياقاً للقوام المهفهف +ولا اكتفي إلا إذا متُّ صبوةً بهم ورثاني كل اغيدَ اهيف +ليست مسراتٌ نلاقيها سوى حجب على الأحزان والأكدار +مثل الزهور حسرتها عن أسودٍ فليوح صلٌّ تحتها متوازِ +يا دهر إنك ظالمٌ لم تنصفِ أحرمتني رب القوام الأهيف +قد كدتُ أحرز ضمة من خصره وأروح بين نهوده والمعطف +واشمُّ ورد خدوده متنقلاً ما بين وجنته وبين المرشف +وامزّق البردَ الذي من فوقه وأقول يا قلبي من الرشا اشتف +رشاءٌ يمازحني وأكره فعله في ظاهري واودُّ في السرّ الخفي +وجهٌ ظفرت به وكنت بغفلةٍ عنه بأيام الفراف المدنف +لما ظفرتُ به ذكرت بأنه ال وجه الذي قد كان قبلاً متلفي +وحسبت من سعدي التفاني مرَّة أخرى به قبل الفراق المشرف +ذهب المهفهف من يديَّ ولم تفز منه يداي بغير كل تأسف +ذهب الجميل وإن رجعنا نلنقي ذهب الزمان بحسنه المستطرف +حرم الزمان نظيره فإذا غدا يبكي عليه دما فليس مفندا +هذا يسمى في الحقيقة مفرداً وسواه ندعوه مجازاً مفردا +اليوم لا عجبٌ إذا فطر الأسى منا القلوب وشقَ منا الأكبدا +ذهب الذي قد كان في أكنافه شجر الفصاحة والبيان مورِّدا +ذهب الذي قد كان أكبر عالم في الخافقين برغم آناف العدى +ذهب الذي قد كان في أدبائنا أوفاهم أدباً واخلص مقصدا +واعفهم جيباً وانداهم يداً واشمهم أنفاً وأشرف مولدا +ذهب الذي لم يدرِ زهواً إنما ضربت خلائقه على قطر الندى +ذهب الذي ذهبت بيةم ذهابه لغة لها معه نقيم المشهدا +رغب الزمان بأن يبدد شملها فأعاد عنها شمله متبددا +ذهب المليك ولم نجد خلفاً له ولي الأريكةَ في البلاغة والهدى +ذهب الذي قطع الزمان بنفعنا لكن منافعه بنا ذهبت سدى +البعض يلزم أن يلاقي حتفه والبعض يلزم أن يعيش مخلدا +والشيخ إبرهيم ممن أسجلت سنن البرية أن يعيش مؤَبدا +يا سيدي وأقول ذا ألفاً ولي شرف باني قد تخذتك سيدا +نهوى افتداءَك غير أن نفوسنا لا تستحق بان تكون لك الفدى +نهوى افتداءَك غير أن نفوسنا فنيت عليك أسى فلم نملك يدا +اليوم يفتقد الضياء خلائقٌ فقدوا ضياءَ عقولهم إذ ما بدا +واليوم يلتمسونه وجوابهم منه بكاهُ على فراقك سرمدا +ويجيء منه موعد لصدوره فيكون عندهم لحزن موعدا +قد كنت تؤنسهم بكل طريفة واليوم توحشهم بأخبار الردى +يبكيك قاموس يزيد بكاءَه إن ليس يلفي من يتم الابتدا +تبكيك تلك النجعة الحسنى وما نقحته ولئت منه مأوّدا +كم شاد للتعليم علمك معهداً واليوم كم عفّى رحيلك معهدا +يا من حرمناه فحرمنا الهنا أسفاً رغادر كل يوم اسودا +خليتني وحدي أقاسي وحشةً ما كنت أعهد قبل نفسي موحدا +أستغرب الدنيا وحقك بعد ما فارقتها وارى فراقي أجودا +قد كان يصعب أن أقول وأنت في قرب المنون الشيخ يدركه الردى +لم استحلَّ مسرَّةً ونواظري رمقتك في مهد الوداع موسدا +حجبوك عن مقل الورى في آخر ال برحا فلم تنل المحيَّا العوَّدا +وأنا ذهبت لكي أعودك موقناً بالرغم عني أن ستهجرنا غدا +فاشتقت منك أقلَّ شيءٍ بائن حتى سمعتك زافراً متنهدا +ففرحتُ في هذا الزفير لأنه لم يبقَ منك سواه حتى أنشدا +وتركتُ دارك مرجعاً لك زفرة أسفاً وما دمت الزفير تردَّدا +تجد الدمع جارياً فوق ما خط ت يميني من الأسى أنواءَ +من يجافيك يا عيوني ولا تب كي دماءً عيونه لا ماءَ +قد أتينا إليكم غرباءً فانثنينا بعطفكم أقرباءَ +غرباء الديار في داركم أه ل لديكم وما هم غرباءَ +ذي سجايا خصت بها كرماء ال أصل أبقي المهيمن الكرماءَ +أنت علمتني البكاء لدى البي ن ومن قبل ما عرفت البكاءَ +انظر الفرق بين حاليَ ذا اليو م وحالي بالأمس واسكب دماءَ +فأنا اليوم لا أراعيك لكن ي أراعي الكواكب الزهراءَ +وأنا اليوم لا الاقي عزاءً في كروبي وكنت أنت العزاءَ +حرس الله يا حبيبيَ يا سو داءَ قلبي عيونك السوداءَ +فراقٌ وما أقسى الفراق على القلب ولا سيما إن كان من جانب الصبِ +واصعب من هذا على قلب هائم بعاد ولم يبرح سبيل إلى القرب +تداويت من كربي زماناً بقربكم وفارقت مغناكم فعدت إلى كربي +يسيءُ إلينا من أتى محسناً لنا فنشعر بالحسنى فنألم بالقلب +وأنتم لقد أحسنتُم فاسأتُم ولي شاهدٌ من ذلك المدمع الصب +وأين ليالينا التي عبرت بنا ليالٍ وحق الله تحسب كالكذب +فلا فرَّقت أيدي الزمان وجوهكم وإن فرقتني عن وجوه لكم تسبي +فانيَ أهوى عذب عيشكم وإن حرمت أنا من طيب عيشكم العذب +أيا صحبنا لا تقطعوا كتبكم فما عزاءٌ لمشتاق سوى كتب الصحب +سنلثمُ كتباً من يديكم وطالما لثمنا لأحبابٍ لنا أحرف الكتب +ونقرأها حباً مراراً عديدة كانا ضعاف العلم في لغة العرب +أحباءنا أنتم نيام ليهنكم كراكم فإني لا أذوق كرى الهدب +نعمنا بكم حينا نعاقب بعده كأن نعيم العاشقين من الذنب +يا قوم للدينار وجه يعشقُ لا تعجبوا ممن به متعلقٌ +عشق المحاسن للكرام وعشقه لذوي الخساسة والهوى متفرق +هلا تعلمت الضنانة بعد ما ألفيت إن الجود باب مغلق +ترنو إلى المسكين أرباب الغنى وتقول مسكين ولا تتصدق +وأشد أن لا تستهل بنانهم ويهل منهم بالتهكم منطق +جربتُ أخلاق الورى حتى إذا حكذب الخبير بها فإني أصدق +لا تعجبن من أن تلاقيَ مثرياً ويمينه بالعرف لا تتدفق +من أين جاء ثراؤه أفليس من يخل وصرّ يدٍ على ما يرزق +أم خلت إن طباعة قد بدلت بعد الغنى فغدا كريماً يغدق +لا لا فتبقى مثل سالف عهدها أخلاقه الأولى بعهد يلحق +والمال معشوق البخيل وهل ترى وهبت يمين متيّم من يعشق +وترى الكريم إلى اللئيم بحاجة دوماً فيذخر ذا وهذا ينفق +لو عمَّ إحسان الأنام لبعضهم وغدت بهم روح لاساءَة تزهق +لرأيتَ ذي الدنياء زاهية على طول الدوام وكوكباً يتألقُ +ماذا يضر بني الزمان معيشة وجه الزمان بها جميل مشرق +افليس أحسن من حياة كلها ظلم تخيم في الحياة وتطبق +يا رب الهم من خلقت فضائلاً حتى إذا نسبوا لصنعك يخلقوا +رأيتُ اليومَ مصرَ تقل حسناً وما لربوعها ماضي البهاءِ +فمثلك يا أمين جفا دياراً يُقلُّ جمالها بعد الثنائي +بكاك ذوو النهى واسَدُّ نوحِ نوماحُ ذوي النهى والأذكياء +وقبرك ليس بعدك من عزاءٍ ولا صبر على هذا الجفاء +فكم رجلاً بمصرَ حكاك فضلاً ليجمل عندنا وجه العزاء +نؤَبن منك معرفة وعقلاً نؤبن منك ميزان القضاء +ننوح على المكارم والمعالي ننوح على المرؤة والوفاء +ولو شاء الإله لمصر خيراً لما عجلت عليك يد القضاء +أنت تهوى لي الشجاعة لكن كيف يلقى شجاعة من جفاكَا +سألتك لا جهلاً ولكن متيمُ يودك يا غصن النقا تتكلم +لا تحزننَّ على فراق حمىً لما يختال فيه من غصون البان +في كل دار أنت تنزل أبصرت عيناك كل مهفهفٍ فتان +أسرتم فتى قد ودَّ لو دام بينكم أسيراً على طول الزمان مقيدَا +ففي قربكم أهوى الحياة دقيقة وأكره عيشي في الفراق مخلدا +يا غيد باريس الحسان المبسمِ يهواكمُ لحمي ويهواكم دمِي +عشقنا الحسن في خالي الزمانِ وما زلنا على عشق الحسانِ +لا تحسبنّ بأننا لا نلتقِي وندوم طول زماننا بتفرقِ +إن كنت لا تأتي إليّ فإنني آتي إليك بزفرتي وتحرّقي +وإذا الديار على الحيب نأت فلا تنأى الديار على المحب الشيق +يا ديار القدود والأعناقِ وديار الخدود والأحداق +نحن نصبو إليك يا أيها الدا ر ونبكي عليك يوم الفراق +أنت قد شقتنا إليك وما كا نت خطاءً لواعج الأشواق +فرأينَا فيك الجمال على ما تشتهيه خواطر العشاق +سهل مع التوفيق إدراك العلى صعب إذا ما وفق المقدام +درتِ البلاد مقام كامل فانثنى وله على متن السماك مقام +أديار مصر بك الأديب مكرَّم وأديب غيرك يا ديار يضام +لا يستطيع المرء نفع بلاده في كل ما تقضي به الأيام +نفعُ البلاد على الرجال مقسمٌ من ذا لها سهمٌ وذاك سهام +وبنان كامل أتحفتك باسهم فعلى بقية شعبك الأتمام +نودّع باريساً ونترك في الحشا لواعج أشواق لها وحنين +ونتركها حينا ونرجع بعده إليها ولم تترك ديار فتون +أتنظر باريساً وتشتاق بعدها مكانا وأي الدار من بعدها تحلُو +لي صديق عندكم سلّم عليه وإذا شئتَ فقبل وجنتيه +هو فيليب أبو الشعر الذي نعشق الشعر الموشَّى بيديه +صاحب الفكر الذي سال كما سال هتان الندى من راحتيه +ولماذا لم نؤَانس معكم ويبرد غلّ مشتاق إليه +ل��س ننسى صاحباً من شكله عوَّل الصاحب في الجلى عليه +أفما تجدر باريس بتج ريره فيها كمصر برد تَيه +قل له باريس أشهى منزل حسدوا الخاطر فيها قدميه +وهي لا تختال لو سار بها ملك وهو ثنى من معطفيه +دار نابوليون ذي المجد الذي دفنوا المجد جميعا جانبيه +دار من نهو ومن نهوى همُ شعب وادي السين من نهوىب لديه +شعب وادي السين من صلى وسّا م إكباراً بنو الدنيا عليه +أتنوح الرجال يوم الفراق أنا سالت مني دموع المآقي +لا رجان يوم الفراق إذا كا نت رجال النوى من العشاق +إني أحبك من قلبي ومن كبدِي الله يحرس ذاك القد للأبدِ +الله يبقي لذاك الوجه بهجته على الدوام ولا تذوي على الأمد +يا من لطلعة وجهه اشتاقُ بعد الفراق وتدمع الأماق +تفتخر الشام بهذا القوام أكرم بما أهدى بنان الشآم +الحسن يعشق لا يلام متيمُ ويهيم فيه عاذلون ولوّم +أهذا أنت يا قمر الجمال ويارب التجنى والدلال +أتسمح أن أراعي منك وجهاً يدين لحسنه حسن الهلال +ألا ودّع فؤاداً عن قريب يودع منكم عشق الجمال +عرفتك إنما لم أدر أنَّى تلاقينا بازمنة خوال +فهاتيك الثنايا هي الثنايا ال تي أبصرت في ماضي الليالي +ولرب ذي ود بدون تعمد يجني عليك جناية الأعداء +لا تنتهي محن الزمان فلا تقل جرَّبت كل حوادث الدنياء +لا يدعي محن الزمان سوى الذي قاسى القليل به من الأشياء +أريد رثاء قاسم غير أني أراني منه أولى بالرثاءِ +دعوني باكياً نكبات دهري ونوحوا أنتُم قمر الذكاء +لو خيل أنك محسن تعريبَ ما تركت يدا هيجو من الأثارِ +لدعوت من دهشوا لها بلها وما سميت فيكتوراً سوى مهذار +السجن دل على عندالة حاكمِ حينا ودل على الظلامة حينَا +إن كنتَ قد أطلقت منه فلم تزل بقلوب عشاق الكمال سجينا +أين اللسان الذي فيه تفاهمنا واللسن للود ما بين الورى سبب +وكم لغات تريد الناس تحفظها حتى يكون لهم باب ليكتسبوا +وهل سوى لغة الأعراب تؤنسنا وهل لآذاننا من غيرها طرب +والله حين جرت في مسمعي نعشت روحي واشجت كعودٍ فوقه ضربوا +يا طول شوقي لوادي النيل اسمعها فيه ويا حرّ شوقي حين يلتهب +وطول شوقي لسوريا متى صدحت فيها ومالت سروراً تحتها القضب +ومن يحن على الإنسان في حدثٍ إلا ربوع لها الإنسان ينتسب +وما لغير ربوع الشام نسبتنا كلاّ ولا غيرها أُمٌّ وأب +وهل يرحب بالسوري غير بني سورية حينما السوري يغترب +لا ننكرنَّ على الأغيار رقتهم لكنما الجنس في هذا له الغلب +أما هُم ملأوا الغبراء من أدبٍ ومازها في سوى أيديهم الأدب +حسن اليرع الذي تلقاه منتشراً في مصر معظمه للشام ينتسب +ونحن من ضربوا بوافي الأرض أجمعها ومن بهم مثل الأقدام قد ضربوا +لكنما يا بني الأوطان ينقصنا فضل لديه جميع الفضل يحتجب +هو الوفاق وتطهير الجنان وتَق ييد اللسان فلا غلٌّ ولا غيب +هو الحنان على اهل البلاد ومك سور الفؤاد فلا نجفو ونجتنب +هو التباعد عن زهو يداخلنا إذا قليلاً زها في كفنا الذهب +إذا بدا واجباً فوق الربوع ترى من الحنان عليه قلبنا يجب +ألم تزالي أيا مسين أطلالا ولم عودي لحسن منك قد زالا +هل بعد فيك قوام نستبى شغفاً به ونفتن شوقاً حينما مالا +خلت ديارك لم يبقى بها رشا قد جرّ من حسنه الفتان أذيالا +عجنا عليك فاعولن اولا عجبٌ فالصب يبدي لهجر الحسن أعوالا +أهل القريض أحق العالمين أسىً ولى الجمال فلا يلقَون أغزالا +نبكي على جنة الغرب التي ذبلت ومن بكاكِ بدمع العين ما غالى +أنا يع�� علينا أن نمرّ على تلك الربوع ونلقاهن أطلالا +كم يشتهي لثم الخدود متيمٌ وإذا قضى وطرَ العناق تزهدَا +كل دار يبين عنها الفتى تص بح أغلى في عينه وأحبَّا +ولا يخجل الإنسان من شرح حاله غنياً ويعروه الحيا وهو معدمُ +وتحلو أحاديث الشقاء عقيبَ ما يولّي الشقا عنا ويأتي التنعم +أحباي إني كالح الوجه عابس غموماً وباقي الناس حوليَ تبسم +أحباءَنا أن الحياةَ نعيمها وعندي نعيمُ العيشِ صاب وعلقم +لطف الإله بنا فلم نتفرّقِ يا صاحب الوجه الجميل المشرق +أهوى عِناقكَ في الخدودِ ومثلها وردَ الرياضِ لبانةُ المتعشقِ +زهدتُ عنِ المعيشة والحياةِ وشاقتني الحياة إلى المماتِ +وتجمل في نواظرنا المنايا إذا ما استسمجت وجه الحياة +نهوى الجمالَ فنسفكُ الآماقَا بعد النوى ونكابد الأشواقَا +أنا نبين إلى ديارٍ ما بها حسن تصبّى أو جمالٌ شاقَا +أتعرض عني أيها الرّشا الأحوَى وتنظر لي شزراً وتورثني البلوَى +شديدٌ على قلبي التفاتكَ مغضباً وصعبٌ على الولهانِ صدُّ الرّشا الأحوى +تخذتك لي سلوى فإن ترنُ معرضا اليّ فَمن أرجوه في كربتي سلوى +يكونٌ لنا في يوم نجفوكَ مأتمُ يسيل لنا دمعٌ يمازجهُ دَمُ +لم يرحم الموت لا حسناً ولا أدبَا ولا ذكاءً ولا جوداً ولا حسبا +بل ما رثى لقلوب فطرت أسفاً من بعد ما الفضل كله احتجبا +حبيبَ قلبي باسيلي أتنركنا والعيش بعدك لم يحسن ولا عذبا +قد انتقتك المنايا بيننا شغفاً حتى المنايا نراها تعشق الشهبا +يا غصن بان دفناه بمهجتنا لعلمنا أن دفن التربة اقتربا +قد كنت أرنو إليه آسفا حزناً لما تقدم من قرب الردى سببا +أستعطف الموت أن يعفو ويتركه أقول يا موت بالله أرحم القضبا +لكَم نصحت بلبنان تشم به طيب النسيم ولم تأت الذي وجبا +وقد نصحتكَ إشفاقاً عليّ فما أطيق أن تسكن الأجداثَ والتربا +فهل تخيرت أن تنأى وتحرمنا ذاك الجمال وذاك الظرف والأدبا +الله يغفر ذنباً أنت فاعله وليس ذنبك إلا هجرك الصحبا +أقل نوحي فإني صرت عنه كثب من الرزايا أرى البدر الذي غربا +إن كنتُ لا اشتاق من يشتاقُ لك يا رشيد ومن هم العشاقُ +ما اعتدت مثل سواي مر فراقكم حتى يهون عليّ منك فراق +غادرت نخلة في الديار وحبذا وجه لنخلة كله إشراق +عطفى على طرف له متلفت فيه يجول العطف والإشفاق +عطفي على ثغر له متبسم أنسا ليانس موحش مشتاق +وأنا كما تدري البرية شاعر فتكت به القامات والأعناق +أهوى التغزل بالجمال وليس لي جدل على غير الجمال يساق +لكن إذا الفيت مثلك كان لي قلم بميدان الثنا سباق +وإذا كست شعري الجمال مليحةٌ خلعت عليه جلالها الأخلاق +اليوم تعقد بيننا الأفراحُ وتدور بين سرورنا الأقداح +مَن مِن لياس أحق في أفراحه أن تفرح المهجات والأرواح +هذا الأبي إذا أريد إباءةٌ هذا الكريم إذا أريد سماح +ما زال يختار الملاح ولم تزل تختاره بين الرجال ملاح +حتى انتقى منهن خير مليحة يعنو لطلعة وجهها المصباح +من آل بيت مشاقة من منهم العلماء والكتاب والشراح +هذا المسلح بالفطانة والنهى إن عز في يوم الصروف سلاح +من آل عجان الذين ديارهم ملك لمن زار الديار مباح +لا زال في الأفراح يقضي عمره وتعم أهل مكانه الأفراح +ليس يدري الإنسان قدر ديارٍ كان فيها إلا عقيب الجفاءِ +لفراق مصر قط لا أتأسفُ لكن لأجلك يا رشا أتلهفُ +حسنت بعينيَّ الديار لما بها من كل فتان نظيرك يشغف +فإذا رغبت لها القفول فكي أرى هذا القوام يميد منك ويعطف +أي حسن هذا الذي لعيوني قد تبدى ونابني بالفتونِ +ولَّى جمالك فاندب أزمناً سلفت وقل سلام على حسني إلى سلفا +قد كنت أشغف فيه كل من نظروا إلى واليوم لا عشقاً ولا شغفا +أحسنكم في كل دار مخيمُ كما لكم في كل نفس متيمُ +فمحتومة في كل دار محاسن لكم وسواكم ما البها فيه يحتم +فهل تركت للروض ورداً أخدودكم وأبقى أقاحاً منكم فيه مبسم +تركتم له ورداً فتيقا بقدر ما تركتم مِن روح المتيم فاسلموا +لم تلق في العشاق عيني غالباً إلا قبيحاً عاشقاً لمليح +انظر لوجهك يا قبيحاُ وجهه ثم افتتن برشا أغر صبوح +لا تنصحنَّ فتى حديثاً عمرهُ عن هجر شخص فوق قدرك قدرهُ +اسواك ليس له الحقوق ليغرمَا أم مالنا قلب كقلبك تيمَا +ما لي أراكِ إذا جلستَ إلى الرشا ترنو إليّ ولا تشير مسلما +أخشيتَ أنك لو قرأت تحية أدنو إليك لقرب معسول اللمى +فهل ابتغيت الإنفراد بعشقه لتلذ وحدك في هواه وتنعما +أم غرت حين رنت إليه عيوننا تشتاق منه وجنتين ومبسما +إن كنت ترغب من عشيقك رحمة فارحم قلوب العاشقين لترحما +قد كان خدك مثل ورد قابىء واليوم كالنسرين منك خدودُ +أكأن هذا الحسن ثوب يكتسى يبلى فيلبس إذ يرث جديد +غيرِّ كما تهوى ثياب ملاحة فهواي فيك على الزمان وحيد +والله لو ودعتكم لبقيت في مصر ورحت مودعاً لرحيلي +ولقد تمنيت الأخلة لي عدًى كي لا يفطرني فراق خليل +ووريت عن نبل الكنانة إنما القى من العبرات ماء النيل +تتمنى الورود لو كن خدَه وبود الرمان لو كان نهدَه +أهلَ الجمال عليكم بعد فرقتنا سلام صب كأنفاس لكم عطرُ +سلام صب جميل لا يشارككم فيه سواكم فما لي غيركم وطر +من ذا يشاهد ذا لجمال ويرحلُ أأنا الذي فيه أموت وأقتلُ +وهلال عيدي حين ينزغ وجهه وسرور قلبي حينما يتهلل +ادعو إلى الرحمن أن يأتي إلى الم غنى إذا ماكان فيه يرفل +أأبين بعد حضوره ومُقامه ذا لا يكون وليس مما يعقل +ولو أن بقي الليل البهيم بطوله أبقى ولوبقي المدى لا أرحل +تستحق العناق في الوجنتينِ لسخاءٍ من تينك الراحتينِ +أهدي إليك من الشكران ما وجبَا يا من لا فضاله بين الانام نبَا +ولو قصدت نيويوركاً ليس لي أرب فيها سواك كفاني قصدها أربا +قد جئت مغترباً حتى ظفرت بكم ومن يلاقي كرام الناس ما اغتربا +نزلتَ في موضع الأحباب من كبدي وكنت في موضع الأحباب مرتغبا +لا يترك الله داراً ليس يتحفها من الورى بكريم يكشف الكربا +قد اشتهرت بفعل المكرمات ولا أرى لها فيكم إلا العلى سببا +شقتم إليكم أديباً وهو شاق إلى لقياكم بعد مالاقاكم الأدبا +ما كنت أحسب يوماً أن أحوك لكم برد الثناءِ فما هذا اللقا حسبا +كأنما الله يأبى أن تكون على هذا الكمال ولاتُقضى الذي وجبا +انعم بوجهك سلواناً لمكتئب لا يبرح الدهر محزوناً ومكتئبا +يا من يعز علينا أن نفارقه ومنعتبت على نفسي كما عتبا +وخجلتي منه أني أدعي كلفاً به وأرحل عنه مثواه منقلبا +لكنما الدهر لم يبرح يشتتنا عمن من الناس فيه قلبنا رغبا +إن كنت يا نعمة في الوجه مبتعداً عنا فما زلت في التذكار مقتربا +نحن الكرام ذوي اليراعة والحجي لابدع في أتلافنا ونوالنَا +إنا نجود كتابة بنفوسنا أفلا نعود نجودَ بعد بمالنا +نحن النصارى سواكم يا عثمانَا بين السلاطين لا نخنار سلطانا +سوى ابن عثمان لا نختار من ملك ولو مَلا صفحات الصدر صلبانا +مادام دستوركم يسري بأربعنا ثق بالوفاء ولا عاش الذي خانا +إنا الفاك ازماناً وأي فتى يقوى على تركه ما اعتاد أزمانا +أكرم بشعبك شعباً لا مثيل له شعب به وجهُ هذا العالم أزدانا +ترى الفصاحة في الأفواه جارية منه وتنظر في إعطافه البانا +نرى اليراعة مثل البيض مرهفة ترى الخطابة تحيي عصر سحبانا +بنوك أبرع خلق الله أجمعهم حسناً وأوسع خلق الله إحسانا +بنوك أشجعهم قلباً وأمتنهم صلباً وأضربهم غرباً ومرانا +أريد أنهم أهل لما منحوا وأنت أهل لبر منك وأفانا +تاج الملوك الذي يكسو مفارقها غداً له الشعب ياقوتاً ومرجانا +فإن أتت ترخص الأملاك أمتها تكون أرخصت الأملاك تيجانا +وأنت أغليت في ذا اليوم قيمتنا فزدت تاجك أقداراً وأثمانا +اليوم هلت عيون الشعب من فرح حتى استجار بقلب منه فرحانا +اليوم قد عطل الخمار حانته إذ اغتدى الشعب دون الخمر جذلانا +اليوم أوشك ينسى من مسرته ما ليس يقبل نسياناً وسلوانا +اليوم تنظر فرقا بين مملكة مضت ومملكة قد جاءت الانا +فاليوم تنظر ورق الأمن صادحةٍ فيها تشنف للقصاد آذانا +واليوم تنظر بدر المجد مزدهراً فيها وتنظر غصن العز ريانا +واليوم تنظرها من بعد ما محلت تهدي لجينا لاهليها وعقيانا +واليوم تنظر فيها السيف ممتشقاً فليس يرهب سيفاً مثلما كانا +واليوم يأخذ ذاك الغرب في خجل منا وقد كان منه الشرق خجلانا +واليوم أصبحت تلقى الشعب أجمعه في مدحكم شاعراً قد صاغ ديوانا +واليوم تنظره في ما اشتهيت وما رغبتَ كل عزيز عندهُ هانا +يا آل عِثمان هذا اليوم موعدنا بأن نكون مع الأديان إخوانا +إن كانَ تمنعنا الأديان جامعة لا انزل الله بين أديانا +قلدت أعناق البلاد صنائعا لما بنيتَ بها مكان صنائعا +قد كان قبلك في المكارم أحمد أو جئتَ أنتَ له بهن مضارعا +من رام أن يبني مرابع هكذا يبني لترقية البلاد مرابعا +أو رام أن يولى ثناء هكذا يأتي فنوليه الثناء الرائعا +أو رام مثوبة المهيمن هكذا يولي ذوي البؤسى نوالاً واسعا +أو رام أن يقى بذكر هكذا يبقي عوائد بعده ومنافعا +يا من سمعتُ به فشوق ناظري من فرط ما شنفتُ منه مسامعا +أهدي إليك خريدة من دونكم قدراً وإن حوت الجمال البارعا +وأراك من عليا المدارس مثقلاً بندى يديك كواهلا ومتالعا +كم منة لك في البلاد وكم نرى لك في السخاء على البلاد مطامعا +لا نعجبنّ فأنتَ نسل أريكة سنت عليها المكرمات شرائعا +وأراك لم تصنع جميلا إذ أرى صنع الجميل من الأمير طبائعا +قد شاع برك في البلاد وإن تكن تأباه من إخلاص برك شائعا +من فوق دولنك الرفيعة دولة في الفضل قد جعلت جلالك ساطعا +نلقى بك العظم المنوعَ محدقاً ونراك مع ذا كله متواضعا +طوباك قد أدركت مع قرب الصبى ذكراً ملا الدنيا وصيتا شاسعا +من يدعي بكرم الأرومة فليقم حجباً كما قدمت أنت نواصعا +لا يعرفون البيت طيب محتد إلا إذا ملا البلاد صنائعا +أقسمت لو حلت يمينك من فمي إني حزنت على جفاك المؤلمِ +وإذا غدا قسم الشفاه محرماً فاسمح وخل الحزن غير محرم +لم تصبر الأجفان بعدك عن دم يهمي وقلبي عن لفظى متضرم +ولمن تسيل عيوننا إن لم تسل أسفاً على ذاك الجناب الأكرم +ألبست صيداءَ الحداد من الأسى وتركت ذاك الثغر دون تبسم +قد كان يشرق وجهها بك بهجة واليوم تشرق مقلتاها بالدم +حتم على الاجفان ان تجري اسفاً لكنها تجري بدون تحتم +قد كنت تحتم أن تجود وإنما قد كان طبعا فيك بذل الدرهم +لو كان فردوس الجنان بحاجة للغيث روته يداك بأنعم +أخشى انحباس لهى البنان وأنعم أسفاً على ذاك البنان المنعم +تبكيك أيتام غدوت لهم أبا قد كان أرأف من أبٍ بالموتم +أعددتَ نفسك للمهات وحولك ال أنجال مكتنفوك مثل الأنجم +يستأنسون وأنت توحشهم ولا يدرون قربهم عليك لمأتم +حتى نميتَ اليهم خبر الردى وطلبت رقدتهم بدون تألم +فاطاعت الأنجال أمرك في الكرى وعصوا عيوناً دمعها كالعندم +علمتهم فتعلموا طوعاً إلى أن ما يكون بموتك المتخرم +أإِدي تحرمنا المنام وتبتغي لعيوننا وسن العيون النوم +وتروم أن نبقى بطيب حياتنا وتحيل طيب حياتنا كالعلقم +يا من أنوح كمثل تلميذ له وكمثل مكرم كل قدر مكرم +ما كان يخطر لي بعهد دراستي أني أخط له الرثاء بمرقمي +تبكي كنائسه عليه تأسفاً وتنوح نوح الورق بعد ترنم +وكذا مدارسه يحفر ومعلم تبكي وجفن هل من متعلم +والكل يرجو الأربع الأخرى له دار النعيم لبره المتقدم +أهديك يا حسن الوفيُّ ودادهُ ديوان شعر دبجته يمينِي +فاقرأه ليس لأنه مستأهل لكن لذكرى عهدنا الميمون +بكيتُ بكاءَ الغيث في الرَّبوات وما نضبت من مقلتي عبراتِي +كأنَّ عيوني ما بكت برمانها وباتت لك الأسبال مذَّخِراتِ +وأيُّ جفون في الديار أحق من جفوني بأن يغدون منهمرات +إذا كنت لا أُبكي عليك جلامداً فما أنا ذا حزنٍ وذا لهفاتِ +حبيبيَ أنت اليومَ أوَّل راحل وآخر من أمني بهِ بشتاتِ +فليس حبيبٌ عدَّ بعدك راحلاً بما مرَّ أو يأتي من السنواتِ +أيا شيخ إبراهيمُ أنتَ تشوقني وتترك لي من بعدك الوحشاتِ +أحنُّ لذكر الشيخ في شفتي كما تحنُّ لذكر اليازجيّ لهاتي +لقد كنتُ حين الداءِ أسأل رحمة لنا قبل أن أبغي لك الرَّحماتَ +فأنت فراديسَ الجنان مؤمم ونحن أسى نبقى على جمراتِ +ونحن بنا فقر إليك وحاجة وليست لنا أيديك مفتقراتِ +نظرت جميع الشعر مني ولم تجد رثاك وذا أولاه بالنظراتِ +فإنَّ الذي أرثيه أفصح كاتبٍ على الأرض منذ البدءِ للختمات +وقد كنت أهوى عادي الموت قبلما يضمك عادي الموت بين رفاتِ +فأحرز تأبيناً من القلم الذي رغبنا لترثينا به بممات +أمن بعدما كنتَ ابن أفصح شاعر وأفصحَ كل العرب في النفثات +تفصّرُ عن ذاك البيان وسحره ولا تملك الأعراب حين شكاة +أيا ناس قد ولى الإمامُ فأهرقوا عليه دموع العين والمهجات +تولى ولو عاشَ الزمان بطوله لما حسَّ منه الطول في الحقبات +فإنَّ يدَ الأيام تحتاجهُ ولا يطولُ لمن تحتاج حبلُ حياةِ +على فخر سوريَّا السلامُ فإنها غدا فخرُها في جملة الوفيات +على ناطقٍ بالضاد فرض محتم لباسَ حدادٍ يشبه الظلمات +وأرغب أن أبقى لديه مودّعاً أزوّد عيني منه بالنظرات +فما كلَّ يومٍ تنظر الشيخ مقلتي فقد بان وجه الشيخ عن حدقاتي +لقد غاب وجه الشيخ عني فلهفتي عليه ويا شوقي إلى الطلعات +توفي سروري بعده غير أنني أرى فرحي من بعده بوفاتي +سلام على دار لهُ كنت دائماً أؤَممها في الليل والغدوات +أمرُّ بها من بعده غير مرتق له إنما ترقى له زفراتي +وحكنت أراه في الزيَارة عاكفاً على قلم يسخو بمبتكرات +فيتحفني حين اللقا بتبسم سروراً وللإكرام بالوقفات +ويستنشق الأخبار عني لعلَّني من الدهر في خير وفي بركات +سلام على تلك الجفون التي غدت بأيدي اتضاع القلب منكسرات +سلام على تلك اللحاظ التي ترى دقاق المعاني الغرِّ في اللحظات +سلام على ثغر تبدى مودّعاً لنا بابتسام جالب العبرات +فلم ينسنا ذاك التبسمَ في اللقا ولكن سرورَ القلب بالبسمات +يسد علينا الطرق قلة مالنا كأن يلتقينا في المذاهب حاجب +قد حرقنا من الدخان قلوباً وحرقنا من القلوب دخانَا +اليومَ أينَ هلالُ وجهكَ يطلعُ قل لي فأين يهل وجهك أرتعُ +يا حبذا ذاك اللسان يجودُ لي بسلام معرفةٍ غدا يتضوَّع +هذا السلام له لديَّ كرامةٌ وأعده منه جميلاً يصنع +أزهى لدى الأقران فيه لأنني عند الحسان لي المحل الأرفع +شوقي إلى تلك الخدود مشابهٌ ناراً تهب على الخدود وتسطع +أهلاً بوجنتكَ التي تترقرقُ حسناً ووردتها التي تتفتقُ +لم أدر أني في الربيع لو أنني لم ألف ورد الحسن عندك يعبَقُ +عزّني يا جَمَالُ عنه هجر مصرَا فأنا ذائبٌ على الهجر قطرَا +عزّني واكتسَب ثواباً فإنّ الرّ زء يقضي أن تولي القلب صبرَا +أنسنيها فانَّني حين ذكرا ها تهب الأشواق في القلب جمرَا +كنت أدري بأنني سألاقي كُلّ بدرٍ بتونسٍ فاقَ بدرَا +أيُّ وجه لم يشبه البدرَ فيهم أيُّ جِيد لم يحك جيد الغزالَه +بينما يستبيك عُنق رشا تُس بى بوجه من آخر كالغزَالَه +عَجبي من محاسنٍ رخَصت والرُّ وح باتت لكل حسن ماله +كثرَ الحسن فيهم فغدا بخ ساً رخيصاً للمبتغين وصاله +والذ الأشياءِ إنك تلقي كلَّ رئمٍ يُهدي إليك جماله +لستَ تحتاجً لاختيار فكلٌّ فاتِنٌ مخجلُ القنا العساله +مهما رأيتُ من الواشينَ والرُّقبَا لا انثني عن مليح يفضحً الشُّهُبَا +أبيت أعشقُ فيه غير مكترِثٍ لِمَن وشى بيَ عند الناسَ أو عتَبَا +لا تخالوا العُلى بقرب أميرِ أو وزيرٍ من الورى أو خطيرِ +قد رجعنا من الوزير بيأسٍ ورجعنا بخيبَةٍ من كبير +لا تخالوا انا رجعنا من المن ظوم فيه بدرهم منثور +وهجرنا من الكلام الذي يُه جر حتى نُبينَ في التعبير +أتُرى خالنَا كلاماً هجرنا هً فكنَّا بمنزلِ المهجور +كم هجرنا طيبَ الكرى في القوافي ولقينا الضنى بهجر السرير +وتركنا فيها مجالس أنسٍ وأنسنا بوحشة التحبير +ولمَا لم يظنَّنَا المنتقى المخ تارَ من ذلك الكلام النضيرِ +يا عتاباً عليك من بعد ودّ وثناءٍ يزري بكلّ عبير +اشتاقت الدار فابزغ أيها القمرُ وارحم قلوباً من الأشواق تستعرُ +أهلاً بوجهك بعد البعد ننظره ويشتفي بعد طول الغيبة النظر +إن كان يعذُل قوم في المديح أرى مديحكم أوجبته البدو والحضر +من مثلكم في ربوع النيل قد تركت يداه آثار فضل ليس تنحصرُ +لم تبق داراً بارجاء حكمتَ بها ماقام للعلم فيها منكم اثر +لي حظ تمداحكم قبل الفراق وإن ما فاتني في التنآئي مدحك العطر +تهدى القصائد من تلك الديار لكم بالشوق حالية بالمدح تأنزر +اليوم أنت مدير ارتجيك غداً عما قريبٍ بمصرٍ بين من وزرُوا +هذي العزائم والأخلاق كافلة بأن تخر لديك الأنجم الزهر +إني لأنفق درهمي ولرُبَّما قد كان صدُّ يديَ من أطواقي +لا تنكروا هذا عليّ وتعجبوا إنّ الكريمَ يهيمُ في الانفاق +جرح الكريم إذا عرته خصاصةٌ أدمى وأوسع من جراح قتيلِ +صعبٌ عليه أن يمدَّ بنانه جوداً ويخذله بنان بخيل +كم توبةٍ لي عن سخاءٍ يدي الذي منهُ خصاصة راحتي مجلوبُ +إني أتوب عن المكارم والندى إن كنت عن عشقِ الجمال أتوب +هذا نجيب القيم المتفردُ لطفاً ومن يدري نجيباً يشهدُ +فرحت بفرحته الأنام وهكذا فرحت بفرحة ذي خلائق تحمد +يشفي العليل لمرةٍ أولى فلا يلفى سواه للأعلة عود +طرد الشكاةَ عن المريض بطبه وله محياًّ كلَّ داءٍ يطرد +اليوم موعد عرسه ليدم له في كل يوم بالمسرة موعد +قد كان يحسده الزَّميل وإنما مليك الزَّميل فلا زميل يحسد +وإذا الفتى ملك الأنامَ فكلهم يهوى له الفتح المبين ويقصد +إنعموا بالجمال يا أغنياءُ واتركونا كما يريد الشقاءُ +ودعونا نذوب شوقاً إلى الغي د وضموا ما تشتهي الأحشاءُ +حسرات في قلبنا كلها في مهجات الموفقين هناءُ +تكون مصر قد اشتقات إلى أدبي فلتشف مصر من الأشواق واللهب +سمنا يا عذول بالعشاق نحن نهوى بيض الطلى والتراقي +قد حرصنا على الحياة لما نط مع فيه من الحسان الرقاق +فمتى يا زمان تسخو بها تي كَ الليالي للصابر المشتاق +لا تدعني أودع الدهر من دو ن اشتفاءٍ من ضمةٍ وعناق +ودعونا نهوى الجمال ونحيي ال قلب بالعشق والغرام الباقي +من ذا الذي يحنو عليك ويشفقُ من ذا له قلب يلين ويرفقُ +أو من له علم بدائك في الورى حتى إذا اطلعوا عليه يشفقوا +داءٌ سرى فينا الحياءُ بشرحه ولذاك نكتمه ولسنا ننطق +داءٌ إذا مادام مستتراً دنا يوم الفراق وحبذا لو يطرق +أهوى بيان مصيبتي لكنما أهوى الذي ببيان رزئي يخلق +رزءٌ أراني منه ميتاً دارجاً ولو أنني ما زلت حياً أرزق +ألا أيها الفتان دعنا من الشكَوى ودعنا نقول الشعر في طرفك الأحوَى +فأنا سئمنا من شكية دهرنا وتكرارنا الشكو يزيد لنا البلوى +هجرناك لا نبغي الكرى غير أننا رأيناك تبغي أن تفارق للمأوى +برغميَ هذا الظبي أهجر داره ولا سيما هجر تضيق به السلوى +فراق إلى باريس لست بعارف أنبقى بها أم بعد نرجع للمثوى +سقاك الحيا يا أرض مصر فكم مشى عليك من الأغصان من جلب الشجوا +فلم أدر ما هذا الزمان يكنُّ لي فيا ربّ سلمنا إذا جلت البلوى +نرى الحسن في ظبي فنزداد حسرة وحزناً لأنا لا نرجّي الرشا الحلوا +لقد صرت أخشى من زماني لأنني أراهُ على غير ابتلائيَ لا يطوى +صحبتُ أحسن ما في مصر من وطرِ فلا أنوح على الهجران والسفرِ +وكنت أوشك قبلاً حين أتركها أبكي عليها بدمع الحزن والكدر +إن كان لا فضل لي مستوجب مدحاً يستوجب المدح مني حسن مصطبري +أهوى الرحيل لباريس ومنظرها وبعد يا دهر جُر إن شئت أو أجِر +لولا الوفاءُ لأجاب بمصر ثووا لقلت بيتي الذي يأتي على الأثر +ننسى بباريسَ مصراً والذين بها وهكذا الشمسُ تُنسى طلعةَ القمر +فلا أكابد شوقاً بعد فرقتها فكم يرى من بني مصر بها نظري +يا حبذا خبرٌ منها إليَّ سرى وحبذا لو سرى ما بينها خبري +نقول باريس نبغي أن نؤممها وليس نعرف هل نبقى إلى السحر +سطت علينا بلايا الدهر أجمعها فلا يمر بنا وقتٌ بلا خطر +إصبر على الدهرِ علَّ الدهرَ خبَّأ أف راحاً كما هو أخفى عادي الغير +أقيم حيث العلى تجنى وتقتطف وحيث ظل الأماني فوقنا يرفُ +هكذا هكذا تكون الكرام هكذا تُنبت الرجال الشامُ +ليس نرضى من الشآم سوى من سال من عُرف راحتيه الغمام +يا كريماً سخا فعلم كيف ال غيث يسخوا او كيف يسخو الحسام +كيف أحرزتَ ذا النضار وما قل بكِ بالمال والهٌ مستهام +علمَ الله أن أيديك ينعم نَ فوافى منه لك الأنعام +اقفرَ الدهر من كريم فعوَّض ت كراماً تبكيهم الأيام +أبهذا الزمان وهو ما يي أس منه هذي العطايا الجسام +أنت آنست ذا الزمان وقد غا دره موحشاً بنوه اللثام +أشجع الناس من يجود بذا اليو م فيخشى فقرَ النوال الأنام +أشجع الناس من يجود بذا اليو م فما للمولى الجميلِ ذمام +انظر اليوم كيف تحييى نفوساً قد محتها من بؤسها الأسقام +أفضل الناس من يجود فبالجو د تكون الأقمار والأعلام +أفضل الناس من يجود فبالجو د تقوم العقول والأفهام +أفضل الناس من يجود ��للجو د غَناءٌ يضيق عنه الكلام +أنظر اليوم كيف تثني عن المر ضى حماماً له ينوح الحَمام +قد علمنا بجودكم فرأينا ال مدح حقا قضت به الأحكام +ليسَ نبغي من الكريم جزاءً تستحق الثناءَ منا الكرام +نحن نبغي من البخيل فإن ال مال في راحة البخيل حرام +يا جزاك الإله خيرَ جزاءٍ وعلى نوفل العظيم السلام +حاكت لك اليوم كفُّ الفضل والأدبِ ثوبا من الفخر لا يَبلى على الحقبِ +أنا الذي جرَّب الدنيا وقاساها واكسبتنيَ حسنَ الحكم بلواها +من رام رأياً ليلجأ لي فاحسنهم حكماً فتى جرب الدنيا وعاناها +وذي التجارب في الأشعار ضامنة فوزي على كل من في الناس وشاها +إن القريض تجاريب يفوز به على سواه الذي قد ذاق أوفاها +لسنا بلا خجل ياناس يغلبنا بل حاجة المرء باتت تقتل الخجلا +قد بت من خجلي إن مرَّ بي أحد اغض كي لا تراه أعيني المقلا +إن كان يعذلني في بلوتي أحد فليفضح الله من قد لام أو عذلا +نرى الذوابل في القامات خاطرة وما لنا جرأة أن نعشق الذبلا +يقول قومي لا تكفي خصاصته حتى تراه يحبُّ الببِيض والأسلا +إن كان قد ضربوا بي في النهى مثلا فاليوم قد ضربوا في فاقتي المثلا +ذكروني بكل ظبيٍ غريرِ في حمى سوسَ ذا المكانِ النضيرِ +ذكرّوني بكلِ غصنٍ من البا نِ عليه غلائلٌ من حريرِ +ذكرَوني بكل غصنٍ عليه وشي حسن من نسج أيدي الحور +كلُّ بدرٍ يقولُ للبدر لا تس فر فإني أنيرُ فوقَ البدور +عشق المحاسن ساعة السرآءِ فرحٌ وتعزيةٌ لدى الضراءِ +وأنا بذي الأيام ربُّ بلابلٍ فالحسن سلواني وحسنُ عزائي +وزارتك الغرَّاءُ أحلى من الوردِ علىالخد أو أشهى من الطول في القدِ +ويا طالما حنت إليها حشاشتي وتاقت لأن تغدو بها ساحب البرد +أرح خاطراً مني فما زال ناسجاً لمجدك في أمس ردا المدح والحمد +شكوت العنا من نسج بُردٍ مفوَّف له أفلم تشكُ العناءَ من المجد +على أنني أهوى علاكَ إلى السُّهى وإن كان يفنى الجفن في النظم من سهدي +سُررت بذي العلياءِ قبل وفودها فقد كلفت قبل الزيارة والوفدِ +وما كان مكفول المنال من المنى تكون به الأفراح سالفة العهد +إذا كنت أبغي من زماني مقاصداً وخبت ولم أرجع من الدهر بالقصد +كفاني منى أحرزتَها فمناك لي منى وجميع القصد بقياك في سعد +المجد يفخر حينما تُعطاهُ ولأنت أولى لابس لرداه +ولأنت تعطي المجد مجداً حينما تعطاه وهو ممجّد معطاه +لا أحسبنك قد علوت بمنزلٍ عما خلا لك من رفيعِ ذراه +ما زال شغل يديك شغل ميممٍ لحماك تقضي سؤله ومناه +يا من جهلت مكانَ راغب في الورى إعلم بأنك جاهل لسواه +اذهب لمحفله وساحة داره تلقى جيوش حوائج تلقاه +واذهب إليه في الأصيل وفي الضحى تلقى جميل أصيله وضحاه +لم يشك حالاً في المرابع واحدٌ الأ وكان جنابه ملجاه +فكأنَّ لا كنفاً بمصر غيره وكأنَّ لا غوثاً بها إلاه +يأتون من شرق البلاد وغربها ويؤممون معجلين ذرَاه +لا يسمعون بغير إدريس ولا يتعطرون بغير طيب شذاه +ندب ترى فيه الحيآء وإن يكن لم يأت أمراً داعياً لحياه +هذا لواءُ الفضل في مصر الذي ينضم أهل الفضل تحت لواه +يقضي لديه القصد قبل قضائه إذ كان مضموناً لديه قضاه +يأتيه ربُّ غنىً تبدّد ما لهُ فيعود من يده إليه غناه +ويجيئه دُوقٌ هوى عن عرشهِ فتعود عزته له وعلاه +هذه أمور شاهدتها أعيني ما جئت مفترياً بطيب بثناه +أحنُّ إلى إدريس بعد التفرق واذكره ما طاب ذكرٌ لشيّقِ +واسكب دمعاً كالحياءِ لهجرهِ يدلُّ على عر�� له متدفق +ووالله ما جاد الزمان بنعمة عليّ كما لو أننا بعد نلتقي +كواكبُ تونس وغصون مصر وتفتنا الكواكب والغصون +هو العمر لولا أن منه بقية ترجى لقلنا ضاع بالحسرة العمر +ونخشى المنايا والشباب بشرخه ولكن ذي حال الذي فنه الشعر +ولستُ أرى حقاً تؤيده الورى إذا لم تؤيده الظبيى والقنا السمر +يقولون إن الفقر ليس بسبة وإني أرى كلّ العيوب هي الفقر +نهوى الجمال ولا نجرا علىالكلفِ فليس يعشق ربُّ البؤس واللهفِ +لا بأس يا موت أن تعدو عليَّ فما لي يرتجى إن هذا الدهر بعدُ يفي +ماذا تريد المنايا بعد في تلفي وناب عنهن كفُّ الدهر في تلفي +حاروا بتعريف الجما ل ولم يصحَّ لهم مقال +وأنا أرى تعريقه إن الجمال هو الجمال +الناس في بلوة الإنسان تبتسمُ +إذا نظرت لأعدائي وكثرتهم وشمتُ إنّ عقاب الكل يمتنع +عفوت عنهم كأن جاءت غزارتهم إليّ شافعة فيهم بما صنعوا +ممن ترجي اليوم بذل صنيعة والناس تشكو أزمة وتعسرَا +أسخى كريمٍ لا يجود بدرهم إلا إذا ملك النضار مقنطرا +وربما كان من راقت ملابسه أشد بؤساً من الكاسي باسمالِ +ونحن نسحب أذيالاً مفوفة ودونه لي بيان جرّ أذيالي +وذا وذاك عن الأيام قد نفيا تصديق ما ادعي من شِقوة الحال +كفُّ الجميل على الدوام سخيةٌ أو أنَّ أهل الحسن تسخو غالبا +هذا أراه فما عسى غيري يرى ممن رأوا في ذا المقام تجاربا +إن الفقير محقرٌ مكروه وبكل عين أبصرته كريهُ +إذا ما رأوني باسِماً متهللاً بلقياهُم قالوا كلام ملفق +فذا يدعي همًّا وكربة ومن فيه هذا لا يسرّ ويشرق +كان الذي فيه الكآبة لم يحز لطلعته أُنس علاها ورونق +يريدون تصديقاً لبلواه أنه ينوح من الدنيا دواماً ويشهق +إني لأعجب كيف المرء تخجله إذا أتى المنكرات الناس لا آلله +ولا يخاف من الجبار عاقبة لكن من الناس يخشى سوء عقباه +يا طيب عيش الذي بالعيب مشتهر فلا يرى أحداً في الناس يلحاه +وسوء عيشِ أديب ناله وضر قد أحرقوا دينه ثلباً ودنياه +يستر المال كل نقص لأهل ال مال لكن نقص الفقير يبينُ +كل يومٍ أقول سوف يفي خا ئن دهري وكل يوم يخون +نزدري كل أغبد فتانِ لو تكون الأيام غير جوان +نتعزى بالحسن من فرط ما قد نابنا الدهر من بلايا الزمان +يشغل العزُ قلبنا عن حسان وهو فيه ملذة في الحسان +أيها العاذل المتيمَ دعه وتعجب من زاهدِ في التصابي +قمر طالع علينا إلا نه فو إليه ونغتدي في التهاب +لا تلوموا أهل الغرام ولوموا لائم الصب بالحسان السوابي +من لا يبيعُ بهذي الوجنة الشرفَا وليسُ يذبل هذا الثغر لو رشفَا +لا أشتهي غصن بان مال في بلد كغصن بان بمصر ماس وانعطفا +أعادني الله يوماً نحو أربعها وجادَ صوب الحيا عهداً صُرفا +ابن ليَ ذاك القد من خلل الستر فإني مشتاق إلى الأسل السمر +أهلاً بوجهك يا جميل فإنني أهوى الشموس واعشق الأقمارَا +إن كان قد حط الزمان مكانتي سأعود مع حسن الزمان واعتلي +كالزهر توضع في المياه إذا ذوت فتعود زاهيةً كمثل الأول +إنَّ الشعور هو الحياة ودونه لا يعرف الإنسان كيف حياته +إن المحاسن جمةٌ وأجلها صفة النوال على الفقير البائس +كيف السلو وكل بدرٍ زاهِ حولي وكلُّ مهفهف تياهِ +كيف السلوُّ مع الشبيبة والصبى يدعو إلى عشق المحيّا الباهي +إليكم كنت يومُ البين اشتاق يا من لهم علَم في الحسن خفاقُ +ما بالكم قد توليتم وما لحقت بأن تراكم من المشتاق أحداق +إنّا لعشاقٌ وأي منازلِ فضلت ربوع النيل للعشا��ِ +اليوم يهوى الفتى جودَ السوى وغداً إذا اغتنى ما عليه نائل هانَا +دعنا رشيد من البؤسى وسيرتها وقل لنا كيف أنت اليومَ والبانا +يا سائلي لم يُبقِّ الدهر لي كبداً خلواً لأعشق أغصاناً وغزلانا +لتنهض اليومَ فوق المنبر الخطَبا ولتقض نحو خطيب الشرق ما وجبَا +مهما حبستَ من الدموع فإنها لا بد حين أوانها أن تقطرا +يمضي الزمان ولا أسرُّ كأنما أضحى على قلبي السرور محرمَا +كيف التفتُّ رأيت كل جوانبي قبراً يصوّر لي الضريح المظلما +وإذا أتيت لدى المسرة باسماً قال الزمان آحزن فلست لتبسما +قلبٌ لقد ألِفَ الأسى حتى إذا ما زارهُ فرح جفا مُتبرما +لو رأوني ما درَوني عهدُهم أني مسافِر +آهِ يا دهرُ تُري آلبا قِيَ في الدَّار مهاجِر +ألستَ أنتَ الذي استحسنتَ أشعاري وقلتَ لي سلّم اللهُ الفمَ القاري +إن كنتُ استوجب استحسانَ مستمع فأنتَ تستوجب استحسانَ نظَّارِ +ليسَ الحياة قصيرةً لكنمَّا كدر الحياةِ مقرّب أجل الجفَا +يقضي العظيم الحرُّ معظم عمرهِ كدراً وليسَ العمر ألا بالصفا +يا بارعَ الحسنِ لا تشفق على كبدِي فافتك بها وأذقها فتكة الأسدِ +أرى حنانك أن تقضي عليَّ كما أرى اعتسافك أن تُبقي على كبدي +هذا دمي أجرَه لا تختشي قوداً دم المتيم مطلولٌ بلا قودِ +وإن يكن قودٌ لا آذننَ لهم به فقد طبت نفساً عن سماحِ يدي +إن كان يرضى امرؤٌ يوماً بمصرعه ماذا عني بعدُ منه حاكم البلدِ +يزهون بالحسن والعشاقُ يدركهم مما يقاسونه فيهم ضنى الجسدِ +ويبسمونَ أمامَ الصبِّ عن بردِ يذوب منه فؤادُ الصبِّ كالبرد +ما ذي الغصون التي في آخر الزمن أبصرتها في مكان زاهرٍ حسنِ +يا حسنه بدرا علينا هلاَّ يا مرحباً بحسنه وأهلا +ولربما مشتِ الحسان كغيرها وتخالها من حسنها تختالُ +إن اللئيم وإن غطيتهُ كرماً يبقى لئيماً وما أكرمته يخنِ +يقضي ذوو البؤسى سريعاً والالى في نعمة طالت لهم أعمارُ +فكأن ربّ المال يأخذ من ليا لي بائس فيطول منه قرار +لم يكف مال البائسين فبز من أعمارهم ذا الغاشم الجبار +حكم الأنام على الدنيا كحالتهم يسوءُ حكمهم إن ساءت الحالُ +لكن إذا حسنت أحوالهم حسنت أحكامهم وظروف الناس أشكال +نقول للناس متنا والناس ليست تصدق +فلا يصدق قومي إلا وموتي محقق +إلى بشارة شرقي أهدي القوافيَ ذكرَا +حتى إذا ما افترقنا أرى محياه شعرَا +هذا الحبيب المفدّى لا سامه الدهر هجراً +لم ينتخبك بنو الشآم رئيسهم إلا لأنك في السخاءِ رئيسُ +فاسلم ولا زالت إليك نفوسنا تصبو وتحيا من نداكَ نفوس +فلا تعجبوا من تيهه من شبابه فإنّ شباب المرءِ ضربٌ من الحسنِ +في كل يوم قد قضيناه لنا حِكم من النوب الجداد جدادُ +أحرزتَ في الدنيا مكانة مصطفى وكفى بمنزل مصطفى شرفاً كفَى +وأرى تخيرهُ لكم خلفاً لهُ من خيرِ ما تركت يداه وخلفا +إستخلف الرجلَ الذي فضله ترك المقدَّم بيننا متخلفا +استخلف الرجلَ الذي لم يستطع إلاَّهُ أن يليَ المقامَ الأشرفا +حزب له التفتَ الزمان فحقَّ أن يلفى الرئيس له نبوغُ المصطفى +يكفيك أن بني الكنانة أنكروا إلاه حزباً في البلاد معرفا +يكفيك هاتيك الشبيبة أنها تعطيه بأساً للشباب وزخرفا +تولي فتى النيل الجميلَ ولا تشا منهُ مكافأة كما يقضي الوفا +لا تبتغي منه جزاءً غير أن تلقاه يَثني من علاه معطفا +كم موقف لك في الدفاع عن الحمى اعظمتَ فيه في البيان الموقفا +ولفتَّ فيه الغرب نحوك سامعاً ما عاد مثلَ الشرق منه مشنفاَّ +أشبهت كامل في الفعال ولم يكن لولاك يشبَه في الرجال ويقتفيى +الله يرحمه ودمت مكانه علماً على أرجاء مصرَ مرفرفا +يهون علينا في الحياة مماتنا ولكنه حين المنية يصعب +فمن قال أهوى أن أفارق هذه ال حياة أجبه أنت في القول تكذب +ولكن متى وافتهُ حادثة الرَّدى تراهُ على الدنيا ينوح ويندب +ويرغبُ لو أن الهمومَ جميعها عرتهُ وعنه حادث الموت يذهب +فليسَ يروم البين عن هذه الدنى ولكنما بين الحوادث يطلب +مهما تأزَّر ذو المحاسن يلبق فالحسن يسترُ منه ثوباً يخلق +وتبين اسمال عليه جديدة إذ من محاسنه عليها رونق +قل للبدور الألى في دارهم سفروا غيبوا فيخجلكم في دارنا قمر +لاغنم زماناً كاد ان يتصرّما وأعشق بكم ذاك المحيأ المتيّما +فَإنيَ عن قربٍ أفارقُ داركم ولا انثني بعد الفراق مؤمما +دعوني انلكم قبل يوم فراقكم فأعرف أني ذقت في الدار ارتما +وَعلّي إذا ما ذقت طيبَ وصالكم أعود لكم بعد الفراق مسلما +ذي قطرة شفعت بمقلة ارمدٍ وشفت محاجرَ قد أصيبت بالصدَا +فإذا أردت علاج عينك لذ بها وقل السلامُ على من اتبع الهدى +هذا دلالك لم دلال الغيدِ فارحم فؤاد متيم معمودِ +أهدي السلامَ لغيره في قربه حتى ينبه سمعه لوفودي +فأرى محاسنهُ التي سفكت دمي حينَ التطلع والتفات الجيد +حسن كباقي الحسن ليسَ بزائد لكن يزيد مقامه بصدود +إلى أين يابانَ اللوى رحتَ تخطرُ وفي أي أفق ذلك البدر يسفرُ +أهذه مكافأة القلوب التي غدت تهب بنار الحب إنك نهجر +وهذه مكافأة العيون التي أبت لغيرك ما بين الشَّوادن تنظر +وهذا فؤَاد المستهام الذي غدا لأجلك ينتاب المكان ويحضر +فبالله يا غصن الأَراك اهدني إلى ال مكان الذي فيه تميسُ وتخطر +فاقصدَ ذيَّاك المكانَ الذي به تميسُ وأطفي مهجةً تتسعر +ألستَ أنت بمصرَ المفرد العلمُ ومن يباهي به القرطاس والقلمُ +ألست أنت الذي يرعى الذمامَ إذا لم يُرعَ عندَ سواكَ العهد والذمم +يجرِّب المرءُ في هذي بالحياة ولا يزال تجريبه بالنقص يتسم +إني غررت بقوم قد عرفت بهم كيف الدموع سدى بالرسم تنسجم +أقنع ولكن بخذل المقنعين لهم تكفلت فلسفات اللؤم والحكم +ما استحسنتهم عيوني إنما غرضي كذا اللبانات رُمد راقها الظلم +ونحن أولى باطراءٍ وتكرمةٍ إن يمدح الجود والأقدام والقلم +عبد العزيز أعر آنافهم شمماً وليخجلنهمُ من خلقك الكرم +علم عداتك كيف المرءُ ما رجعت برأيه أسلٍ الخطيّ والخذم +لستَ الملوَّنَ فيما ترتإيه وإن جاءت ملوَّنةً من حسنها الكلم +شبيبة للسان العرب عدتَ بها ولا يزال على أقلامهم هرم +سليم قلب وقلبٌ من سلامتهِ أهدى جمالا تبدَّى حين تبتسم +اعذر مريضاً أتى يثني عليك إذا ما صدّه عن وفاء المدحة السقم +رأيت غصناً بوادي النيل زينهُ في خده ورد جنات وخالانِ +أنسى فؤَاديَ من قبلاً كلفت بهم فقد لهوتُ به عن شادن ثان +ليسَ الهواءُ الذي يحتاجه حزني بل الجمال الذي يحتاجه بدنِي +دعني من الأرج الساري وحيّ بنا على المقنى الخدود الناعم البدَن +لست المريض الذي تشفيه رائحة بل الحزين الذي يشفى من الحسَن +كم قد تداويت قبلاً من أريج صباً وما شفى قلبيَ المحزون من حزن +نهوى الجمالَ برغم العاذلين لنا نهوى المحاسن في سرٍّ وفي علن +يا من أقيّدُ حسنه بقصيدةٍ ألقاه فيها بعد يوم فراقه +حسنٌ يغارُ عليهِ مثلي شاعراً في أن يدوّنه على أوراقهِ +فأعانق الخدَّين في ورقي إذا حالت أيادي البين دون عناقهِ +أرأيت كيف تنهد العشاقِ يوم الفراق وكيف يوم فراقي +ودّع محبك يا حبيب فإنه حتى يعودَ إليك ليس بباقِ +سلم على الوجنات بعد غيابنا وعلى القوام اللدن والأحداق +وإذا علمتَ بحر أشواقي فقل مات المتيم بي من الأشواق +وابسم إذا بلغتك أشواقي وقل قد كان يرغب ذا المشوق عناقي +الله يرحم فيك كل متيم ذابت بحسنك أمة العشاق +إخطر فهذا قوام الرند والبانِ ويجمل الميل في قامات أغضانِ +أعذر فتاك ولا تنكر صبابته ولم جمالك فهو المجرم الجاني +لولا الجمال يعزّيني وينقذني من الهموم للفتني بأكفان +وأنتَ تعشق من يحكيك في جيدٍ ورقةٍ من مها عسفان والبان +وأنتَ تعلم أن الحسن يعشقه منذ القديم بنو الدنيا إلى الآن +هذي الخدود جناها العاشقون فما دامت إلى الآن في حمل بلا جان +فجنة مثلها للقلب شائقة قد حرَّضت قلب مشتاق وولهان +قد كان غيرك فتاناً وإذ بزغت لي شمس حسنك أضحى غير فتان +أهل الجمال عليك اليوم غاضبة صرفت عنهم فؤاد العاشق العاني +لهفي عليَّ فما لي في منازلكم سكنى فاغدو غداً في منزل ثان +كأنني جبتها حتى أفارقها بفتنةٍ وجوى قلب ونيران +أنعم عليَّ بوصل قبل فرقتنا والله يجزيك عن نعمى وإحسان +مرآك يا ربّ المحاسن في غدِ أهلاً بيوم غدٍ لمرأى سيّدِي +وافى الدُّجى فوعدت قلبي إنني عند الصباح أكون منك بموعد +هيىء قوامكَ للطعان فمهجتي تشنِاق طعنة رمحه المتأوّد +تهدي السلام لنا يداك وليته يهدى لنا من خدّكَ المتورّد +وإذا وقفتَ لدى قدومي واثباً تسطو عليَّ بذا القنا المتميدِ +فأخاف من هذا الهجوم فالتجي لحنان دولة حسنك المتفرّد +دَع عنك همك كيف توقع بالعدَى واشتق قدوداً بنت عنها ميدَا +صعب عليَّ إذا تلفتَ ناظري أن لا يرى ظبياً وغصناً املدا +إن كان هذا الغصن وهو مسربل يروي فكيف إذا ما جردا +الله أكبر لو تجردَ واصلا ضمن المتيم إن يعيش مخلدا +يا حزن مالك قد أسلت دموعِي أسفاً وهجت النار بين ضلوعِي +فلقد غدا جفني يُسيل دموعه جفن لمالك سائل بدموع +ولقد غدا قلبي يقطعه أسى قلبٌ ينتاب بالتقطيع +قلب تكسرهُ بألف تكسرٍ وولوعه حزناً بألف ولوع +بينٌ توقعه المحب وشد ما هال المحبَ توقع التوديع +ولذاك كان عليه حزن محبهِ حزنان حزن توقع ووقوع +جرت الدموع عليه في تشييعه وجرى علينا الغيث في التشييع +فكأنما رق السحاب لحالنا فبكى لحال مشيع مفجوع +لا تحسبن أخاه أنك موَجِع فيه وغيرك ليس بالموجوع +إن كان من ولى شقيقَك نسبةً فأنا شقيقك في أسى وجزوع +إنَّ الكذوب كثيرةٌ أيمانه لا يقنعنكم يمين كذوبِ +في كل دار ترى غصناً من البان لا تحرنن على غصن بهجران +لولا الجمال لما تأسف راحلٌ عن هذه الدنياء حين ترحلا +اعذر أخاك فإنه مفتونُ ولدى فتون القلب ليس خدينُ +خير ما تشتهي النفوس الجمالُ وختام الذي ترومُ الرجالُ +يحرمُ الناس بعضهم لذة العي ش وما بينهم عليها قتال +هل يا ترى يبغى الجميل وصالا فأراه يبدي نحويَ الإقبالا +حملتَ لنا ورد الرياض على الخدّ ومست بخطار القناة من القد +وجزت أمام العاشقين ولم تخف إلهك في هذا الفتون الذي يردي +الغيد حين بدا لي حسنها انفطرَا قلبي وقلبي على ذوبي بها فطرَا +وإن هصرتُ قدود الغيد لا عجب فإن هصر قاها عادة الشعرا +هنَّ الكواعب نور الشعر من قدم فالشعر برج وهن النجم فيه سرى +لا سيما عصرنا عصر الحسان فإن حدثت فامزج بذكر الغادة الخبرا +وكل شعر خلا من ذكر غانية لم يقض صاحبه من نظمه وطرا +والشعر خود فإن نحو الجمال سبت وإن خوت منه لا تستلفت النظرا +مثل الجزيرة أهل أن ان نؤممها هناك حسن يعيد الشعر مبتكرا +ومثل خياطَ من أفضاله استهرت كما غدوت به في الشعر مشتهرا +هو الأمير بالطف مكرمة بل دونه في سماح الراحة الامرا +وهو النصير لذي علم ومعرفة وذو المعارف محروم من النصرا +وهو البشوش الذي أن هلَّ طالعه أغناك طالعه أن تنظر القمرا +سل عنه إن رمتَ علماً في شمائله عرف النسيم إذا ما في الصباح سرى +هذا الذي جبر المكسور خاطره ورَّد عنه فؤاد الضيم منكسرا +هذا الذي أسر الألباب أجمعها وأفضل الناس من البابهم أسرا +وليس فينا كثير في مكارمه ولطفِ طبع كالحاظ الدُّمى سحرا +عاش الخليل مدى الأيام في رغد ونعمة ووقاه ربه الغيرا +قلبي بنيران الهوى يتوقد وجمال فاتنتي بذلك يشهد +غيداء قد كملت محاسن وجهها فالغيد تحسدها وليست تحسد +أبداً أحن إلى القريض لأنه هو وحده ينفي الهموم ويطرد +ابداً احن إلى القريض لانني أبداً تصبابي الحسان الخرد +وأريد سلوته ولست بقادر فالمرء عبد والطبيعة سيد +وتلوح لي غيدآء طاوية الحشاً فتعيد عافيَ رسمه وتجدد +وندى الأمين ابن المكارم والندى يدعو كما يدعو الغزال الأغيد +طابت خلائقه فانصف طيبا إذ طاب من هذا لكريم المحتد +وإذا سبرت خلاله الحسنى ففي شيم السواءِ المستحبة تزهد +وإذا أعاد له الزيارة طارق فسروره في عوده يتجدّد +لا مرءٍ يجحد أنه ذو منة إلا أياديه الكريمة تجحد +إن حل في بلد جديب روضت جردآءه بنوالها منه يد +لازال يزهو في معارج عزه وبكل رتبةِ رفعة يتقلد +هذا القوم لمن يعد ويذخرُ هذي الترائب من بها يستأثرُ +وبنور وجهكِ من ينير ظلامه وبدر مبسمك المفلج يظفر +هذا الفؤاد لمن يحن فخبري قلباً يحن اليك فهومخبر +لم يكفي أسر الجمال لمهجتي حتى غدت قلبي المكارم تاسر +اثنان يمتلكان افئدة الورى حسنب وإحسان عليهم يهمر +وبنانُ إسماعيل شيمي ينهمي منها ندىً مثلَ السحائب يقطرُ +رجلٌ يرد الدهر عنا إن سطا فكأنه منه أشدُّ واقدر +وإذا عدا ليل القنوط أمدنا من فضله فلق الرجاء المسفر +رجل إذا سفرت أهلة وجهه سفر العلى والنائل المتفجر +سفرَ التواضع واللطافة والنهى والعلم والفكر الذكيُّ النيرُ +هذه محاسنه وباقٍ فوقها ما ليس تحويه الطروس فيذكر +قطعنا الرجا من أرض مصرفيا اسى على البين عن هذي الديار الأنيقةِ +تركنا بها الحساد ترفل بهجة وتشمت فينا بعد هذا التشتت +ديارٌ وسمنا بالوجود بأرضها وأنَّا بها أهل الندى والمروءة +وأنا لنا فيها لواءُ قصائد إليه انضوى نساج كل قصيدة +وأنا لنا فيها يراعةٌ منشىء نخر لها في الوشي كل يراعة +ديارٌ تعودنا بها كتب صحبنا تزفُّ الينا من ديارٍ شتيتة +الفنا مغاني المجد فيها نزورها ونخطر فيها كل صبح وعشية +تحف بنا الأحباب من كل جانبٍ إذا ما جلسنا ساهرين بليلة +ووالله لو لم يُزر دمع اصبه لسالَ اسى دمعي على صحن وجنتي +يا مليك الجمال قف نصبَ عيني وافتننّي بنضرة الوجنتينِ +هذا إمام الشرق ليس نظيره في الشرق والدنيا تقرُّ بفضلهِ +هذا الجر يجيري ويكفيك اسمه حتى يدُل على عجائب فعلهِ +هذا به صدقت مقالة شاعرٍ هيهات إن يأتي الزمان بمثله +دوماً أقول أبين عنها في غدِ يأتي غدٌ وأنا أدوم بمعهدي +والناس لا تدري بسرِّ تأخري فأنا أسير الحسن منذ المولد +يا من ودِدتُ مدى الليالي قربهم حتى غضبت على الزمان المبعدِ +وإذا شعرتُ بقرب بعدي عنهم زار الضنى جسمي وعزَّ تجلدي +يأتي المنام وليس نعرف هل لنا من مطمع في ملتقي متجدّد +نهوى ولا نهوى الجميع فكم لنا من مبغضين بذي الديار وحسد +لطفٌ أضرَّ بنا فأغرى عبدنا فغدا يقاسمنا مقام السيد +حسنات عقل قد بذلناها على فقرا العقول خلاف إحسان اليد +فأذا رأوا رأيا سديدا ينسبوا لهم بنات الخاطر المتوقد +لا يحسبوا إن الذي أسدى لهُم هذا الضياءَ ضياءُ هذا الفرقد +نمضي ونبقي ما رويناه على ال أسماع أشنافاً بإذن مقلد +ولربما راق امرؤ في مقلة فتوهموه أنه مجد ندي +هو في الحقيقة لا يروق وإنما يبقى العمى في الحسن دون الائمد +البعض يقدر أن يعيش بلا يدٍ والبعض لا يسطيع إلا باليد +ما كان قصدي الوجد قبل ولم يكن إلا اقتفاء اليازجيّ المفرد +لكن عليّ سطت مصائب لم تطق طلبت تدفق بحر مال مزبدِ +مستوحش فمي الحزين لبسمة طالت لياليها ولم تتعهد +وأكاد أنحب شقوة فيردني شمم يسوق اليَّ حسن تجلد +يا من مروءَتنا به ذهبت سدى وبنات خاطرنا السخي المرشد +أذكرت صفرته فراقك حسنه ونسيت كفَّ فتى به متزهد +البست خدي من حيا ذكر الندى حجباً كفت غادات آل محمد +لم تدر وجنتُنا التورد قبل إذ لم نأت مخزاة دعت لتورُّد +ولطالما عبث الحياء بخدنا إذ لم يسعنا نصرة المستنجد +لا تحسنن إلى حديث لم يذق طعم الحوادث والزمان الأسود +يقضي اللئيم مناه منك وبعده ينسى عهود ولا وحسن تعهد +لا خير في لسن وسحر براعة إن كان من ترجوه مثل الجامد +فقدت يدي في أمس عهداً زاهرا أرثيه لو لم أرج أحسن في غد +لا بد من عودي لمصر وإن يطب لي العيش في بلدٍ إليه مقصدي +ما راق في عين العظيم حمى سوى حيث العدى سكنوا وشمل الحسد +أما أنت أبهى منزل ولربما تقصر أن تحكيك في حسنك السما +أيا سين لم تخجلك طلعة وجهها ولم تخش في القبر المليك المعظما +وعهدي بنابوليون يُرهب بأسه وعهدي بأن الحسن يخجل مُقدما +أترجع دار الحسن من بعد حسنها طلولاً عليها الحسن يبكي وأرسما +ويُبكىَ عليها عندماً من ذوي الأسى وقد كان يبكيها ذوو الشوق عندما +ونُهدَى عزاءً بعد ما كان وجهها عزآءً لمكلوم الشجون وبلسما +جرحت أيا دار النهى قلبَ ذي النهى وأبكيتِ يا دار الجمال المتيما +يعز على هذا المشوق سلامهُ عليك ولم يرجع سناك مسلما +وحرّم طيبَ العيش بعدك مثلما رآه عليه في الفراق محرما +ومن هو أولى بالكآبة والأسى إذا هو لم يعقد لباريس مأتما +قضينا زماناً في حكاكِ ولم نذق بغيرك عيشاً في الزمان منعما +ويا ناس شعبُ السين هذا فأدركوا أرّق بني الدنيا وأفصحهم فما +ويا ناس شعب السين هذا فادركوا أحدَّ بني الدنيا ذكاءً وأعلما +ويا ناس شعب السين هذا فادركوا أعز بني الدنيا عليها واكرما +ويا ناس شعب السين هذا فادركوا اعزَّ بني الدنيا عليها وأكرما +إذا ما بذلتم أنعماً في مصابهم فكم اسلفوكم في الشدائد أنعما +ويا مصر أولى الأرض أنت بنائل فكم نائل منهم إلى مصر قدما +ولست أحض الشام فالشام حبها يجد وإن أضحى في الشام أقدما +وهل يسهر الأحباب حزنا وكربةً ويقدر أن يبقى المحبون نوَّما +تبارَوا بني الدنيا وفاءً بأسركم وأدوا لهم فرضَ الوفآء المحتما +وما استحسنت عين البرية منعماً كمثل الذي في خطبهم جاد منعما +ومن غنيت عيناه عن وجه دارهم ليبقيَه في العين أشوَه اقنمَا +أتأسرهم تلك المياه بدورهم وقد أسرونا رقةً وتكرمَا +ويدركهم جوعٌ وعُرف ��نانهم على جائع أسخى من الغيث لو همى +وتسخو يد الدنيا على حادث الردى بمن عصموا منه مضيماً ومعدما +حناني عليهم حين صاحوا توجعاً وكانوا هزاراً في الصياح مرنما +حناني عليهم كلما مرَّ ذكرهم ببالي على الحال الذي قد تقدما +أسيئى أيا دنيا لمن تبتغينهُ ولكنما لا تقربي أهل ذا الحمى +هم حُسنُ هذي الأرض والأرض أقفرت بدونهم من كل حسن توسما +فيا لغةً حين الكلام تبسمت ويا مبسماً زاد الكلام تبسُّما +فدعنا من التشبيه حين تكلموا فما الوُرق تحكين ذلك المتكلما +يكاد يسيل الدمع من أعيني أسىً كأن لنا من ذلك لاشعب منتمَى +يحبهمُ قلب العدوِّ فكيفَ من يحبهم من قبل أن يعشقَ الدمى +أليس هم من علموا الشرق كله ولولاهم ما كان شرقٌ تعلما +أما اقتبسوا في الغرب من حسناتهم وأشرق منها فيه ما كان مظلما +فديتهم بالروح وهي عزيزة عليَّ وهانت فيهم أن تسلما +نحبك يا دارَ الجمال ومن رأت جمالكن عيناهُ وما عاد مغرما +وتنكر دارٌ بعد باريس عندنا ويرجع فيها عيشنا الحلو علقما +مرابع فيها استعظم المرء نفسه ولم يتمالك دون أن يتعظما +سأقفل يا باريس نحوك عائداً وما صدّ شيءٌ أن أعود ميمما +وانظر ذاك الوجه منك نظيرَ ما عهدناه في ذاك الجمال مقدما +أتم بنوك الحسن فيكِ فحاولوا أن دياداً ومازادوا جمالاً متمَّما +فشوهكِ الماءُ الذي جاء جارفاً لكي يستعيدوا حسنك المتصرما +فتظهرَ باريس لديهم جديدةً فتظهرَ أبهى من قديم وأفخما +أيا شنزليزا لا مشى فيك غير من أرونا بدوراً في الوجوه وأنجما +وغير الألى طاف الدلال بعيشهم وجرُّوا من الأحساب برداً مسهَّما +فلا مشت الأمواه فيك وإن مشت مياه جفوني في أديمك كالسما +مكان به كنا نمر ولم نزل نمر عليه من هيام توهما +ويا منزلاً في الأوبرا شاق طرفنا إليه سقاكَ الغيث لا عرم طمى +أيا مقدمَ الأحباب أنت وياهناً تقدمنا لما نويناكَ مقدما +فتنتم بني السين الأنام فاسرعوا يردون عنكم من يدِ الدهر أسهما +تخبئكم عطفاً عليكم قلوبهم لكي لا نراكم عينه حينما رمى +كأن نفوس الناس منكم نفوسهم يودُّون أن توقى المنون وتسلما +وكم حادث للغير عظم شأنه ولم يُرَ عند العالمين معظما +فتنتم بني الدنيا فاسرع بجودهم ولم يبق فيهم من عن الجودا حجما +ولم أرى كالفتان أغرى بأنعم ولم يبق ديناراً ولم يبق درهما +على أن قلب الناس لو رق راحماً تعلم منكم أن يرقَّ ويرحما +ولم أرَ مسروراً بنعمى يمينه كمن جاءكم يوم الرزيئة منعما +يعز على هذي البرية ان ترى فتى السين إلا زاهياً باسم اللمى +يعز عليها أن يكون سريرهُ سوى ناعم الورد النضير وأنعما +أريد لباريس العزاءَ وانثِنى أنوح عليها شاكياً متألمَا +ربوع عرفناها ودارٌ عرفتها يكون عليها حزن قلبك أعظما +ومعرفةٌ مقرونة بفتونها لنا وفتونُ الدارُ يبكي المتما +إذا ما رثيناها رثنتنا لأننا نقاسي أسىً في هجرها متخرّما +سلامي لباريسٍ وإن مرَّ في النوى وطيبُ سلامي إن أعود مسلما +صف فصل من أنا أهواه ولا جزعاً فإنما فضله كالغيث قد همعا +العاشق العرف عشق الحسن من دنفٍ وليس كل لفعل الخير قد نزعا +والواعد الوعد لم يخلف لواعدهِ به ولا فمه عن قوله رجعا +لم يدر أن بخذل الراجي مرؤَته ولا برد فقيراً بابه قرعا +إذا نميمة واش سمَعه طرقت فليس يحسب أصلا أنه سمعا +صفاته عن ثناء الناس مغنيةٌ له وأبلغ من في وصفه برعا +يحبو الجميل كغيث وهو في خجل كأنه لم يهب عرفا ولا صنعا +و��يس يبغي جزاءً عن فواضله ثناءَ مثنٍ ندى راحاته انتجعا +يحبه كل إنسان ويعشقه وليس كل بمرء قلبه ولعا +تزهو به هذه الدنيا كما ازدهرت دار السماء ببدر الأفق إذ طلعا +إن أمَّ أمراً فعنه لم يعد أبداً وإن يعد دون فوز عنه ما رجعا +صافي السريرة لم يرغب أذى بشر ماضي العزيمة مثل السيف قد قطعا +البعض محتده المرفوع يرفعه وهو الذي اصله المرفوع قد رفعا +والبعض يحتقر المحتاج راحته وإنما عنده المحتاج ما وضِعا +ليحيَ صالح ما غنت مطوقة وعنه طرف عوادي الدهر قد هجعا +أي نور من حسن باريس لاحَا أي عرف من الكواعب فاحا +إنَّ في أرضها رجالاً كِراماً إن في أرضها نساءً ملاحا +الحسن يطرد أتراحاً وأشجانَا وانظر البان تلقَ الهم قد بانا +كم ليلةِ جليت عني مصائبها إذا رايت بها باناً وغزلانا +وكم غدوت إذا أبصرت غصن نقاً أنسى الهمومَ كأن الهم ما كانا +لكن إذا ظفرت عيني بطلعته حرَّمت مني طيبَ النوم أجفانا +ورحت أقطع ليلي فيه مفتكراً أشتاق قدًّا له كالبان فتانا +إني أكرّر ذكرَ البان في كلمي لأن قد حيبي يشبه البانا +يا من شفيتَ الصب من أشواقه لما رجعت إليهِ بعدَ فراقهِ +قسماً بذيَّاكَ القوام وتلكم ال أهداب مسبلة على أحداقه +ولربما قد كان يرأف لو درى ماذا جرى في البين من عشاقه +يأتي ويبسم ليسَ يعلم أنني لي حسرةً لشميمه وعناقه +يا ظبي لو باعوا الوصال بأنفسٍ لوجدت أوّل من حواه السوقُ +يبدي الحياءَ وما به من مأثمٍ يدعو إلى هذا الحيا ويسوق +لكن إذا ما ماس يعرف أننا ذبنا فيخجل خده الموموق +وتراه مبتسمب الثنايا دائماً مما يعاين في هواه مشوق +والله لولا خجلة ومخافة كاد المتيم بالقوام يحيق +ما بان عني بدر حسن فائق حتى أرى بدراً عليه يفوق +أفنيتم قلبي الشفيق وما بكم أحد على قلبي الشفيق شفيق +دوماً يحف بيَ الجمال البارعُ فأنا إذن دوماً ولوه والعُ +تهوي على ذاك القوام حشاشتي وأود لو أني عليه واقع +عيلَ التصبر والعيون نواظر لجمالك السابي وقلبي نازع +يا من جننت به وذا عقلي الذي يبدو على وجه الجنون براقع +أينَ لم تأت أيها الفتانُ أنا أشقى وليسَ فيك حنانُ +أكذا تحكم المروءَة يا غص ن ويقضي في حكمك الإحسان +أنا إن كنتُ قد أتيت إلى الدا ر فحتى تراكم الأجفان +في غد أترك الديار ويبكي منك بأن القوام مني البيان +كنتَ ملجاً له فإن لم يجد قو لا أمدَّته من بهاك البنان +أنظر العشق كيف يهوي الرجالا ويلاقي المنصورُ فيه انخذالا +فتبصر يا قلب من قبل أن تع شق حسنا وأن تحب جمالا +ليسَ كل الجمال يدعى جمالاَ أنظروا ذا المهفهف الميالا +يا جميلاً مسربلاً بجمال لا محا الهل ذلك السربالا +علم الناسَ أين تعشق بل أي ن تسيل الأرواح منها حلالا +عرّف العاشقين أن صبرهم لا يلتقي عند ذا الجمال مجالا +لك يا بدر أينَ سرتَ دعاءٌ أن تلاقي الهناءَ والإقبالا +ارحم العاشقين من نار حب أفنت العاشقين فيها اشتعالا +وترأف بحال من أصبحوا من ها على ذلك الجمال عيالا +عن قريب أفارق الدار يا من تغتدي الدَّار بعده أطلالا +فتنعم على شقاوة مفتو نينَ فيها وجرّر الأذيالا +ولت عن الدنيا وما أبقت لها كف الزمان محاسناً وبهاءَ +فكأنما أبتِ الليالي أن ترى في عين مبصرها سوى حسناء +هذا هو البان أن تسأل عن البانِ رشاً كبان اللوى أو ظبي عسفان +ديوان شعريَ لا يدري الجمال إذَا ما مست يا غصن في ساحات ديواني +أحبُّ سكنى ديار أنت نازلها وحبذا لو ��دا هذا بامكاني +في كل يوم أرى ظبي الفلاة بها يرنو وانظر غصن الرند والبان +إذا سهرت إلى الصبح المنير فما وفيت حقَّ جمالٍ منك فتان +يا طول نوحي إذا مادرتَ في خلدي حين الفراق ولم تبصرك أجفاني +هذا جزائيَ من كل الألى فتنوا قلبي قضاءُ النوى منهم بحرمان +نعرّض النفس للبؤسى بقصدهم كأننا نشتري البؤسى بأثمان +كأنَّ لفظي وقد وجهتَ لي نظراً قد كان من درّ ذاك المبسم القاني +وأين طرفك يرنو لي ومبسمك ال جدميل يفتر إعجاباً بتبياني +وأين وجهك قدَامي فيمنحني سحرَ البيان فانسي حبر نجران +بالغتُ في حسن القاءِ الكلام لكي أعودَ مستحسناً من طرفك الرّاني +القوام الطويل آه حين يصولُ +كم من جمالٍ نسيناه بفرقتنا فلم نصب بالتياع القلب والحرقِ +هذا محياك يحكي دارة القمر وذا قوامك يحكي ذابل السمرِ +اليومَ قد هب في خديك ورد لظى أشد مما تبدى أمس للنظر +ماذا جرى هل زفير العاشقين له في ورد خديك فعل الريح في الزهر +أم لم يغب عنك أغرامي بمبتكر فرمت أنك تأتيتني بمبتكر +أنعم ولذ صبابة يا عاشقُ فأمامَ عينيك الجمال الفائق +وأمامَ وجهك كل بدر شارق منه قلوب العاشقين شوارق +قد كنت أجلس كاتباً أغزالهم والناس تجهل ما تضم مهارق +حتى درى الجلاس أني شاعرٌ وأخو القوافي مستهام وامقق +كم في النوى يشتاق قلبي حسنكم ويشوق حسنكم قريضي الشائق +كيف فارقتنا الفراق الأليمَا دون رفق وكنت قبلاً رحيمَا +أرأيتَ الجفون تقدر أن تر قدَ أن بت في الرموس مقيما +ورأيتَ القلوب تقدر أن تل قى بصبر بعادك المشؤُوما +يا كريماً عنا تولى فخلى كل جفن من العفاة كريما +وفقيداً بني مغانيَ جاهٍ من أساها عليه أمست رسوما +ليس بدعاً أنَّا نلاقي عموم النَّ س ذابوا حزناً عليك عموما +إن من خالق الأنام جميعاً كان رزء الأنام فيه عميما +قد نسينا الهموم بعدك طرَّا ورأينا في ما دهاك الهموما +لا تلم عادي المنون على هص رك غضاًّ مثل الطلال أديما +أيَّ يوم كان الحمام رحيماً لكريم حتى نراه رحيما +إنما الموت كالأنام عدوٌّ للذي يأخذ الكمال حميما +ورأيت الأنام هم صرف بين ما حسبت الردى الردى المعلوما +حيّ ذاك التراب يا أيها الوس مي صباًّ ويا وليُّ السجيما +تحت ذاك التراب ورد صبى وال غيث حياَّ ورد الرياض قديما +يشعر الغيث بالفخار ويرتا ح إذا ما أهدى له التسليما +جاء قرب الردى على أنهُ كا ن ينال العلى دليلا قويما +عجِلت راحة المنايا على من آذن الدهر أن يكون عظيما +ما كفانا شاهين بينك حتى يمسيَ البين بالردى مختوما +قد رأينا الحمامَ فيك حمامي ن حمام النوى وموتاً أليما +فخزنا عليك حزنين والوا حد يكفي أن لا يبقى جسوما +قد دهتك المنون في أربع الغر ب ووارت منك المحيا الوسيما +فكأن الربوع في الشرق لم تج در بأن تحجب المحيا الكريما +أنتَ دُرٌّ كرمت فاخترت داراً تلتقي في ربوعها التكريما +فهناك الكرام تكرم والشر ق كريماً يزري ويعلي لئيما +نتمنى لك النعيم وإن أف قدتَنا بعدك الهنا والنعيما +ما لي رأيت الدهر في الشهر الذي عنا مضى قد ما كان مفتر الفم +أتُراه كان بوقت دائك آسفاً فلذاك لم يسمح لنا بتبسم +هذي الحقيقة إذ تبسم بعدما نلت الشفاء كعهده المتقدم +يا من مرضتِ وما علاك بمشتك مرضا ولا كرمُ البنان المنعم +آهٍ يا بدر مانظرت مثالَك لا ولا في البدور شمت دلالَك +أي ظبي في مصر يشبه جيداً لك أو كوكب يحاكي جمالك +علم الغصن كيف يختال إذ لا تعرف الأغصن اللدان اختيالك +ودع البدر لائحاً ليسَ للبد ر الجمال السابي البديع الذي لك +بشروني بذا القدوم الأغر فأنا تائق له منذ شهر +وسلوا عني البدور التي را عيتها كي أرى مطالع بدري +أنت نازلي البدرُ الذي لنا أعني هِ فاهلاً بخير أقمار مصر +مرحباً بالجلال والفضل والعر فإن واسم قد شاع في كل قطرِ +مرحبا بالتي تداوي بها علّ ة حرَّ إن عزَّ أبلالُ حرِّ +مرحبا بالتي يرجى وفاها إن رُزئنا من الليالي بغدرِ +لا تجودي بناكما جاد ذا الده رُ وإن كنت في الندى مثل بحرِ +أو تخلّي يدَ القطيعةِ تذوي ورد فضل لنا ونوَّارَ فكرِ +وحرامٌ بأن تفتقَ ذي الور دة ذاك الأريج في غير مصرِ +ليس يغني عطرٌ تأرَّجَ في دا ر وما في ذي الدار ناشق عطر +لا تزالي في الفضل ورداً فتيقاً وعليه آمالنا طلٌّ قطرِ +من أين حسنك يا رشا مجلوبُ هذا جمالٌ في الجمال عجيبُ +قم وانجلي قدَّامنا لنرى قنا قدٍ ويظهرَ وجهك المشبوب +أمهل يراعي لا تعجل بالجفا حتى يتم بحسنكَ التشبيب +تطوي محاسن شادن متبين حسن الذي هومختفٍ محجوب +وكأن حسناً قد تحجب ما رمق ناه ولا اشتاقت إليه قلوب +أبهى الحسان لدى عيون متيم حسنّ أمام عيونهِ منصوب +تلهيهِ فتنةُ ذا عن العمر الذي قد بات في كلل البعاد يغيب +يا من ضممت قوامه بيميني وفديت ضم قوامه بعيوني +ورأيت وجنته وقد مسحت يدي صفحاتها كغلائل النسرين +أأقل من شم يكافئني على زفرات أنفاسي وطول حنيني +أو ليس لي حقٌّ بشم خدوده وقضيت مصطبراً ثلاث سنين +يا فاتن القلب الولوه ترأفاً بفؤِاد صبِّ واله مفتونِ +أنتم رجآءُ النهى والعلم والأدب فلا تضنوا على الآداب بالذهبِ +عهدتكم يا بني مصر كرام يدٍ وخير ما تسمح الأيدي على الأدب +دعونا من الدنيا فإن جمالَها وإن شاق لا يشفي فؤَاد جريح +ولا نحسدن أهل الملاحة بعدنا فتطوي أيادي الموت كل مليح +نراهم على الدنيا يتيهون بهجة يفدون من أهل الغرام بروح +فإني رأيت القبر آنس طلعةً وأجمل من ظبي أغرَّ صبوح +إذا لم يسعني أن أعيش معززاً فأهلا بعادي البين يخطف روحي +ووالله ما فيها من الغيد لا يفي بكل لئيم في الطباع قبيح +نسيتُ أوراق ديواني لدى رجلٍ لم يدر ما هو مكتوب على الورق +أخشى عليها من النيران تحرقها أو أن تغادرها كفاه في الحرق +هذه محاسن فكار كحلت ليا لياً طوالاً بها من اثمد الحدق +لم تبق لي نوب الدنيا سوى رمق وآلله فارقت لو فارقتها رمقي +والله لو مزقت مزقت من حزن قلبي وقلت أسىً يا قلبيَ احترق +فلا يقر قرار لي لفرقتها كريشة في مهب الريح من قلقي +لا قدَّر الله لي هذه البلاء فذا أنكى البلايا التي حلت على عنقي +هذا جمالي وذا عزي وذا شرفي هذا دلالي وذا عيني وذا ورقي +ما لي سواكم عن الأحزان سلوان يا من محاسنكم للقلب إحسان +تأتي الهموم ولا من رد ثائرها إلا جمال لكم في لوجه فتان +والله لولاكم كانت بنا لعبت يد الحمام وضمَّ الجسم أكنان +جازاكم الله عما تبذلون لنا من الجمال وعم الحسن شكران +ألا اشكروا الله يا أهل الجمال فكم متيمٌ بجمال الوجه ولهان +لم يسبني كوكبٌ يبدو بوجه رشا حتى سباني بقدّ الآخر البان +الشيخ إبراهيم مات فلم يعد لسواي حق في انتقاد نفائسي +فأنا الذي يستن طرف يراعه في أثر طرف يراع ذاك الفارس +مازال لي قلب يهيم ويكلفُ فإذا رأيت مهفهفاً أتلهف +أرنو إلى وجناته وقوامه وأود أني لو أشم واعطف +لا تكتب الأشعار إلا حالما يسبي جوانحك الرخيم المره�� +فإذا كتبت الشعر بعد أوانه يأتي عليه تصنعٌ وتكلفُ +أهلا بفتّاني الذي اشتقته يبدو له في ذي المعارف معرف +أهوى سواك من الحسان وإنما لولحت ما بسواك قلبي يشغف +أتجيءُ يا شبه الكواكب والقنا وتعود عجلاناً ولا تتوقف +فكان لا أرباً لديك سوى دمي تجريه ثم تبين لا تتراف +الله سامحكم أيا غصن النقا وغدا فؤادك لي كقدك يعطف +ولى السليم فكل قلب يقطر أسفاً عليه وكل جفن يهمرُ +رزءٌ به ذهب العزا مستوجب حسن العزا من اهله فليصبروا +أسليم فارقت المرابع قبلما حلَّ الفراق لها وآن المهجر +هذا الذي أذكى القلوب ودونهُ حسنات كفٍ في البريةُ تذكر +قطرت دموع البائسين كأنها عرفٌ عليهم من بنانك يقطر +إن كان قد ربحت يمينك عسجداً غنم المنيةن في اخترامك جوهر +اليوم مخزنك العظيم محولٌ ما فيه من وشيٍ حدادً ينكر +فإذا أتى الشاري إليه لم يجد وشياً يشوق به ولوناً يبهر +لم يلقَ من الوانه الحسنى سوى دم مقلتي مستخدَم يتفجر +عمالهُ عطفاً وتحناناً أبوا الأعلى الأعناق نعشك يقطر +حملوا عليه كأنما ما بينهم والموت نار كريهةٍ تتسعّر +ولقد حننتَ على الفقير فلم نجد بدعاً إذا حنَّ الفقير المعسر +إن كان يحتاج الفقير لعطفةٍ من موسر يحتاج منه الموسرُ +وحنو ذلك في الممات نظير ما يحنو عليه في الحياة المكثر +وجزاك ربك عن ندك التي تبلى وينعشها الثناءُ الأعطر +حبيبي في نيويورك ما زال مثواكا فيا طول شوقي لنيويورك لمرآكا +حبيبي برغم الدهر إنا سنلتقي ولا كان عيش إن يضنَّ بلقياكا +حبيبيَ أستغني عن الأرض كلها ولست بمستغن بها عن محياكا +حبيبيَ يا ميشال هل أنت ذاكرٌ سرورك فينا وابتسام ثنايا كا +حبيبيَ ما أبقيتَ غير تذكري وأطيبُ ذكرى للأحبة ذكراكا +حبيبي ألم يبرح يمر ببالكم زيارة ايلندٍ وزاهر مغناكا +حبيبيَ أني ذاكر ذاك كله ومرُّ حياتي حين اغفل عن ذاكا +حبيبيَ إني ذاكر ذا وذاكر سخاءً به كانت تَدفق كفاكا +شباب تحليه المكارم والندى وخير الصِبى ما زانهُ جود يمناكا +حبيبي لا أنساك ما دامت النوى وثق يا حبيبي أنني لست أنساكا +إلى أخي وحبيبي ال كريم يوسف أسعد +أهدي قريض وداد بخلقه العذب يشهد +لا أزال يشقى عدوّ له ولا زالَ يسعد +اليوم يخطر غصن الرند والبانِ في دار من داره تزهو كبستانِ +تزهو كبستان أزهار لما عقبت من خلقه بينها أزهار نيسان +أهلٌ لك الحسن فضلَ الله فاهن به يروقنا ملتقى حسن بإحسان +أليس ما عرفت تيه الحسان وإن وافتك تزري حسانا شبه غزلان +إن فاتها برقع في صحن وجنتها ترى الكمال يغثي خدها القاني +أحسنتَ فيها اختياراً واحتُسبت لدى أهل المعارف من أرباب عرفان +بقيتَ جفناً لها قد صان مقلته كما اقرت دواماً جفنك الراني +مادام في كل دار يوجد الفلجُ فكل دار يحل المرء يبتهجُ +ولا يحن غريبٌ نحو موطنه ما دام أين يحل اللين والدعج +وأنني في مكان تستجير به من الفتون بأهل الفتنة المهج +في كل منزلة أكبادنا انفطرت يا رب أين ديار ما بها فلج +ماذا أخط على الأوراق من غزل ولا بسيط شفى قلبي ولا هزج +لا يشتفي القلب إلا حين هضر يدي ظبياً ولا أزمات القلب تنفرج +لا يرهبنك فرقة الدنيا على عجل ومرآها بعين اليائس +ما دام ليس من المنية مهرب فالقبر أطيب منزل للبائس +أيحمل هذا القلب من فوق مايقوى فكم حملته العين فتك رشاً احوَى +سنشتاق هذاالحسن بعد فراقنا ومن أجله نشتاق عوداً إلى المثوى +ته دلالاً فذا الجمال يليق أن يسوق الدلالَ يا ممشوقُ +نَبه القلب أن يتوق فقد وا ى زمانٌ والقلب ليس يتوق +وتدلل فالقلب أوحشه الدَّلُّ ويلتذ بالدلال المشوق +فيزيد الجمال فتكاً ونلتذ نِ كالاً ما زادنا المعشوق +نحن قوم ما راقنا العيش إن لَم يتولَّ الفؤاد منا خفوق +وخفوق الفؤاد منا إذا ظب يٌ تبدى وعطفه ممشوق +قد ألفنا الغرام منذ صبانا فإذا غاب عيشنا لا يروق +أيها المالك الجمالِ خفَ ال لَه بقلب فؤاده محروق +يا من ينوب عن لاأقمار إن غربت ولم ينب قمر عنه إذا بانَا +وكم أرى من غصون في الحمى رفلت ولا يروق بعيني غير جبرانا +إني سلوتك لا أبغي السلو ول كن لو ذكرتك هاج الذكر أشجانا +يكفي احتجابك عن عينيَّ يا كبدي فلا أزيد على الأحزان أحزانا +لا أعشق البان إذ من كان رب أخ يفوق بأن اللوىلا يعشق البانا +زوّدونا من وجه ذاك الحبيب قبلما تدفعونه للمغيب +زودونا من حسنه مثلما زوَّ دتمونا من لوعة ووجيب +أي دنب جناه ذا الرشأ الأحو وى ليدهى شابه بالخطوب +نحن أولى يا موت من جدث غي ب بوجهه المشبوب +يا أديباً يستوحش الطرس والاق لام منه إلى البنان الرطيب +كنتَ فينا ملقباً بسرورٍ ومسمى فينا سرور القلوب +نب منابي والثم يديه فقد اص بحتَ منه على مكان قريب +واكتب النثر والقريض واطلع ه علىما نسجت من مكتوب +شوقي لحسنك يطوي قادم الزمن يا فاتن الحسن يا أحلى من الغصن +بسمتَ لي في ملاقاتي فبشرني ذاك التبسم بالمستقبل الحسن +وزادني ثقة إني أفوز بكم ذاك الحديث الذي اسمعتَه أذني +وما أشد احتراق المستهام إذا جاد الحبيب ولم تسمح يد الزمن +خلني اعشقن جمال مثالك يا جميلاً شوقتني لجمالك +اشف قلبي من البلية ياظب ي فإني بدون حسنك هَلك +آه ياظبي ليس يدفع فتكَ ال هم إلا هذا الجمال الفاتك +وأرأفن أيها الجميل بمن ضا قت عليه من الخلاص المالك +هل الاقي في أرض باريس مَن يح كيك حسناً أو مشبهاً لاختيالك +إن أؤانس يكفي ومن فوق مايك في وأي الجمال لست بمالك +أيها الظبي لا تحجب عن العي ن مكانَ الفتون من أوصالك +لم نكن نبتغي جدالك لكنَّ غرامي قد ساقني لجدالك +حبس الجهر لي لساناً فلا يق وى على النطق وهو كالسيف فاتك +قصد الناس إن أموت فلا تل قى شفيقاً يصدُّ عني المهالك +بلوة ليس تشتكي وأشد الر زءِ إن لا تبث شكوى حالك +قَد تدللتَ ما استطعت وفوزي بالبراهين ذاهب بدلا لك +قل للذي لام المحبَّ وعذَّلاَ أنت الكذوب فأنت قلبك مبتلى +أو أنت من صخر إذا لم تفتتن بمهفهف يحكي الرماح الذبلا +إن كنت ترغب في التزهد والعلى دع عنك أوهام التزهد والعلى +لا تستحق حياتنا مجداً كما لا تستحق تزهداً وتبتلا +لذ بالغرام وإن فتنت باغيدٍ فاعشق ولذ ولا تهب لوم الملا +فاعشق ولذ فأنت اكسب صفقة في صبوة من أن تراعي عذلاَ +واعلم بأن حياتنا ليست سوى حسن وعشق ثم يدركنا البلى +ما يستفيد المرءُ من أيامه إن كان لا يخلو بغزلان الفلا +ينأى بلا وصل الحسان كما أتى وكأنه ما جاء للدنيا ولا +إن تفن روحك في الأشواق للفلج فانعم بهذا الردى المفنيك وابتهج +فأي شيءٍ لي الإنسان أطيب من صبابة بغزال ساحر الدعج +إن كان لا بد من صرف المنون فلا أحق من موته بالشادن البهج +يلذ صرف المنايا إن قتلت به والموت في غيره موتٌ أخو حرج +أهدي إليكم سلاماً حين يبلغكم يعود منكم زكياً طيب الأدج +اليوم لاح لنا أن الذي قد لاحَا قد لاح بدرٌ يفضح المصباحا +اليوم لاح لنا يردُّ سلامنا مَن رد طيبُ سلامه الأ��واحا +هذا الذي قد كنتُ قبل اعده متدللاً لا يرحم الملتاحا +قد لاح لي فرأيت خدَّ حاملاً ورداً وثغرَا قد أقلَّ أقاحا +ورأيت قلباً طار يعلو فوقه قلبي وآه عليه شوقاً صاحا +الآن ياظبي الفلاة رمقتنا من بعد ما غادرتنا أشباحا +إن كنت قبلا ما سمحت بعطفة لا بأس أن نهدي إليك سماحا +واليوم حتى جاء قلبك راحماً من بعد ما ذهب العزاء وراحا +يا من زهدت بكل وجه بعد ما نظرت عيوني وجه الوضاحا +نغنى عن التفاح من وجناته ونشم من وجناته التفاحا +أنسيتني كل الملاح كأنني في ما خلا لي ما عشقت ملاحا +إذا نفد الصبر الجميل من الفتى تحول هذا الصبر فيه إلى داءِ +ولو كان قدامى المليح لما فنى أص طباري وراح الداءُ بري باحشائي +إلى أين يا ظبي الفلاة هجرتني أتهجرني في وقت همي وارزآئي +أنا اليوم محتاج إليك فلا تغب ونل أجر من يحبو فقيراً بنعماءِ +ماذا الجمال الذي يدعو إلى العجب فليس يوجد في ترك ولا عرب +أمشي غريباً بمصر اليوم واعجبي وكنت أُحسَب قبلا من أهاليها +ماذا جرى لي حتى الدهر غيرني وكان لي جرُّ ذيل في مغانيها +تعال بنا نرى بطل الجمالِ وننظر عنده فتك العوالي +تعال بنا نقاس الموت فيه لقد طاب الهلاك بذا الغزال +لقد بطش الجمال بنا فبتنا لفرط البطش نبطش بالجمال +تراه وحده ثاو ولكن تكفل بالجيوش من الرجال +ولا عجبنَّ من القوول بأنني لو مت لم أمدد لمسألة يدَا +ويقول هذا والزمان مقوّم اسمعه كيف يصبح حين تأودا +هيهات أن يبقى له شممٌ إذا ما حادث البؤسى عليه قد عدا +لا يفضل الغنسان حيًّا بعدما تعدو على الإنسان نازلة الردى +إلا يا شادناً بالقيروانِ لك الذكرى الجميلة في جناني +ذكرتك عاديا نحوي تناديَ حبيبي قف قليلاً في المكان +حبيبي كم جيب لي بتلك الد يار فكم حوت من غصن بان +ولكن لا يزال لك أذكاري وما وشى لغيركم بناني +تشتري الناس بالنضار الجمالاَ لا المدامَ الذي المليح اسالا +ما استحقت كأس السلافة ذا السع ر فباتت فيها الخمور قلالا +فدعوني يا فاتنين من الص د وبيعوا فقط لقلبي الجمالا +ليس هذي الصهباءُ غير سبيل لتصيدوا منا به الأموالا +فاضحكوا من مرنح أيها الغي د وقولوا له بقاؤك طالا +نحن ما دمتَ في جنون بخير نصرف العمر خاطرين دلالا +قد عرفتم جمالكم فازدريتم رانياً نحوكم يروم الوصالا +وبسمتم له ومعناكم انظر نا ولكن في الوصل تبغي المحالا +لست أنسى عهد الدلال الذي وا فيتكم فيه اسحب الأذيالا +وإذا الان قد رجعت فكي إذ أذكر عهداً يستوجب الأعوالا +وأذكار العهد الجميل الذي مرَّ وإن ساءَنا السرورَ أنالا +نحن قومٌ نهوى الدلال ولا نس تحسن العيش أن فقدنا الدلالا +قد خلقنا للعز بخدمنا العز وتحنى لنا الطلى إجلالا +وخلقنا حتى نكون على العر ش وتاهت بنا العروش اختيالا +قد زار طيفك فانثنى مسترجعا فرأَى عيوني لن لن تنام وتهجعا +وبدا اذَ كارك في الفواد فنبه آل أَجفان من سنة الكرى تهمعا +يا ليت قلبي في يديك كخاتم حتى يعانق من بنانك اصبعا +رفقاً بصبٍ قد نزعت فوآده منه فيتمت الحشى والاضلعا +لم اذكر الحدق الحسان ونجلها الا وجرحي كان منها أَوسعا +لو لم يكن عبدو الحمولي شافعاً بي لاغتدى مغنى حياتي بلقعا +شادٍ سمعتُ بصوتهِ وسمعتهُ يشدو فاطربني وشنف مسمعا +حتى حسبت العيش برهة ليلةٍ وحسبُ كل الارض ذاك الموضعا +وجعلت انظم من صبابة صوته شعراً يجل به الذي قد ابدعا +وبدأت بالابداع عند سماعه وودت لونادٍ يجمّعنا معا +لأنال منه وداده لخلائقٍ ورد الربيع يزدن حين تضوعا +بالاسم عبدٌ انما في لطفه ملك تقابله الجوارح خضعا +يجني الضلوع لدى الغناء فتنحني منا الضلوع صبابة وتولعا +هاج الشجون وانما حركاننا سكنت لدى الصوت الشجي تخشعا +ونواه انساني مرارات النوى والرصدُ قد ترك الرقيب مودعا +ولقد تمنيت الضحى لو لم يكن وكذاك ما انجاب الظلام واقشعا +والعود دلهّ في انامل ضاربٍ ولذاك ابدى انةً وتوجعا +نثر الشمائل لؤلؤاً متناثراً فعقدت منها سلكي المترصعا +فردٌ يعز فريضه وقرينه فالفطر ضنَّ بمثلهِ وتمنعا +خليت في ذات النهود تولعي وغدوت بالصوت الرخيم مولعا +أنيخوا مطاياكم غداة نودّع لتملأ عيني فرقةٌ وتودعُ +وانظم عقداً من دموعي لنحركم ولو ان عقد الوصل عقدٌ مقطعُ +فانتم ختام في حديثي ومطلع وانتمُ حرف في كلامي ومقطعُ +عرتني في مستودع الحسن حيرة أَفي الخدام في القد روحي اودعُ +ابيتِ سوى قتلي لديك لتنظري بعينيك أَنى ذو الصبابة يصرعُ +لقد شاق رأسي النومُ فوق نمارقٍ ليأنس عيني من خيالك مضجعُ +عذولي لي ناهٍ عن الحب زاجرٌ وقلبي له عاصٍ وللحسن طيعُ +فليس مردٌ للغرام ودارئٌ وحسنك فتان وقلبيَ مولعُ +يقولون لي عن نظم شعرك اقلعن فعقباه فقرٌ ياكل النفس مدقعُ +فقلت لهم ان حال حال جمالها وحاشا لحسن مثل حسنك ينزعُ +ويا حبذا التزويد منك بنظرةٍ أَداوي بها روحي الى حين ارجعُ +اشاهدُ في مصر بدوراً طوالعاً فاشتاق بدراً من محياك يطلعُ +واذ جادت الافلاك فيها ببارقٍ احنُّ لبرقٍ من ثناياكِ يلمعُ +واذ هاجني ذكراكِ غابت وعنهم لانجم غربي من عيوني مطلعُ +تفتش عيني عنكِ بين عواتقٍ لمرأَي جمالٍ لم تجده فتجزعُ +كلانا غدا في الناس غصن صبابةٍ فغصن غدا يذوي وآخر يمرعُ +فدمنة جسمي قد ربت حسن ارسمٍ وجسمك في حسن المعالم يبرعُ +لشمل نكالٍ في الحشى ملتقى كما لشمل جمالٍ بين لحظيكِ مجمعُ +ولي محجر يرنو اليك بجرأَة ولا ينثني بل لا يردُ ويمنعُ +على ان عيني في الطباع كريمةٌ فتوشك من فرط الحيا تتقنعُ +ولكن غدت معذورة اذ تجاسرت فيأخذها حسن الوجوه فتتبعُ +وافني عيوني بالبكاء صبابةً فيحنو عليَّ الحسن منكِ فيهمعُ +ترق ادمع العين حسناً كحسنها اذا منك سحت لا من العين ادمعُ +اذا اتعلت جيداً غريراً لهادرت مهاة صريم جيدها كيف تتلعُ +ويا حبذا لو كنت ثوباً بجسمها وكنت بذباك البها اتمتعُ +ويا حبذا لمس البنان لشعرها ولو ان شوك الورد يؤُدي ويوجعُ +ويا حبذا تلك الشعور وان تكن على ظهرها مثل الاراقم تلسعُ +وقفت الى جنب الطريق ومدمعي زكاة جمالٍ سائلٌ يتضرعُ +تعلقت في ذيل النسيم لدُن سرى لعلَّ سلاماً فيه لي يتضوعُ +تمر وتبقى في الثرى حسن رسمها ورسم جمالٍ فوقه العين تدمعُ +يحن اديم الارض من وطاآتها كان اديم الارض قلب واضلع +ويا ليتني القمري على بان قدها اغني وما بين الغلائل اسجعُ +فرشتُ لها خدي لترتع مثلما على ورد خديها المحاسن ترتعُ +اذا خلعوا برداً عليها فانها عليه غدت حسن الهياكل تخلعُ +لها معصمٌ يزهو ببلوره كما غدا بين صدري اذ يشع ويسطعُ +ويدرس جسمي السقم حباً بحسنها فانعم به من دارسٍ يتضلعُ +وخدٌّ من الورد المضرج ماؤُه كان من الآماق يسقبه مشرعُ +ولي حرمٌ اعددتع لعبادتي فصلوا ورا محراب حسني واركعوا +ارمم من قبل التداعي ربوعه اذا ما عفا للحسن في الوجه مربع +والقله للطرس حتى اذا الصبى تولى فلي الذكرى بما منه يطبعُ +سفينة حسنٍ قد رست لعيوننا ويا ويل قلبي اذ عن العين تقلعُ +يعلمنا نظم القريض وحسبنا جميلاً غدا يولي الجمال ويصنعُ +له حسنات ما بهنَّ مساوئٌ وعيب ولكن زهوها والتمنعُ +تطوّقه الابصار منا كانه رياض رُبى من نرجس العين تزرعُ +خليليَّ اني لم اجد طائعاً لها اذا كان الا الحسن فهو لا طوعُ +وكنت اعير العاشقين بكاً كما تعير جمالاً للدمى وتوزعُ +قنعت بلحظ الطرف منها وان يكن باتلاف روحي حسنها ليس يقنعُ +ولي جسد ماء الجوى قاطرٌ كما لها جسد ماء المحاسن ينبعُ +ولي اذن لكن ابت سمع آلة وعين ولكن لا تنام وتهجعُ +جمالٌ غدا ملهي الحشى عن هيامها تهيم به عنها العيون وتنزعُ +جمالٌ غزيرٌ كالهتون انسكابه ولا ترتوي منه العيون وتنقعُ +كان عيون العاشقين رثى لها به وقعت وانهل منهنَّ مدمعُ +ولا تسأَموا وصفي فلا زلت جائعاً ومن يا ترى يهوى الجمال ويشبع +إذا شهرت سيف اللقا الا عين النجل فعشاقها من ذُعرهم للورا فلوا +خريدة حسن لا يزال خيالها اما عيوني فهو للاجفن الكحلُ +رغبت التسلي عن هواها لانني قطعت الرجا منها ولم يبق لي سبل +ولو بعد ان ادري الهوى مسنى الهوى سلوت فعرفاني الهوى كان من قبل +وناجيتُ بدر الحسن في فلك الدجى فقال غدت مثلي دنواً ولا وصل +فليس لها في الغيد مثلٌ بحسنها كما نخلةٌ في لطفه مالهُ مثلُ +أخٌ قد سباني ودهُ واخاؤُه كما بمحياها الجميل سبت جملُ +فتى مثل غصنِ البان لكن زهره هو الحسن والآداب والعلم والنبل +عزيزٌ على قلبي ولم ارَ مثلهُ عزيزاً عليه او على خاطري يحلو +حوى صدرهُ الطامي المروءة والندى ففي صدره نارٌ وفي صدره وبلُ +ورأَي كنصل السيف ماضٍ اذا بدا فمن لبسه لم ندر ايهما النصلُ +على انه زاد الحسام بان ذا عراه فلول وهو لم يعرهُ فلُّ +ازور له ربعاً يضيءُ بنوره كروضٍ غدا يفترُّ اذ رشهُ الطلُ +اذا قيل ان المستحيل ثلاثةٌ فقلت لهم اثنان اذ ذا الوفي الخل +جنيت به ودا شهيا ولم اخل بما وده يجنيه قد جنت النحلُ +صديقٌ له في كل مأثره يدٌ وليس لهُ في وعده ابداً مطلُ +جليسٌ انيسٌ يعشقُ الناس انسهُ ومن قوله جلاسه قطُّ ما ملوا +ايا نخلةً في القلب منبتها غدا وان كان ما بين الربى ينبت النخل +عقدنا على الاخلاص اقسام مخلصٍ وحاشا لنا ان يعتري عقدنا حلُّ +ولا غرو ان اراك فرعاً لقد حوى محاسن نفسٍ بعد ما حسن الاصل +خرجتُ من المنيا وقد زارني الضنى وهيهات من ذا السقم ان يكسر الغل +واذ جانس الاخلاق منك حملته ولو انه منه بنؤُ بي الحمل +فما انا وافيك المديح بصحتي فكيف افيك المدح والجسم معتلُّ +ومثلك اغنى عن بياني لأنه يعزُّ له ما بين أَرانه شكلُ +اجود بدرَ انما الجود في الشعر ولكنه قد جاد بالدر في النثرِ +سليم فؤَادٍ ليس يدخل قلبه سوى الحب للمسكين والخير والبرِ +له لطف اخلاق يضن بها الصبا تزيد على الريحان في طيبة العطرِ +رغبت انتشاق الريح اذ انها حوت له نفساً يربو النسائم بالنشرِ +له نجم سعدٍ لاح فوق جبينه اذا مسَّ ترباً منه صار الى تبر +يلوح عن البدر المنير اذا دجا ظلامٌ ومس النقص في طلعة البدرِ +صفا لي فيه الوصف والمدح والثنا كما للندامي قد صفت اكؤُوس الخمرِ +واينع زهر الفضل بعد ذبوله اذا ما سقتها كفه غادي الفجرِ +كريم خصال لا يشق عباره فما مسه الا التقي ونقا الازرِ +تبسم عن ثغر المرؤة والوفا فجلى غمام البؤُس والعسر والفقرِ +وضيع وان اضحى جليلا مقامه ويأبي طباع المرءِ ان ملن للكبر +هويت له نظم القريض لانني حسبت باني قد غنمت به فخري +علمت باني في ثناه مقصر وغرَّة ذاك الوجه اوضح من عذري +فليس عليَّ الذنب يرجع بل على صفاتٍ حسان فيك جلت عن الحصر +فلا جرت الايام نحوك كارثاً ولا زلت طول الدهر مبتسم الثغرِ +ازف اليك اليوم بكر قصائدي وهل غادة اسنى من الغادة البكر +رقت حواشيه كبرد زلال من دون رقتها ندى الاطلال +وتضمخت منه جيوب عطائه بأَريج مسك عاطرٍ وغوالي +يزداد بشراً حين كرر رفدهُ كالسيف زاد مضاً برجع صقال +وأخيُّ ميثاقٍ فمن ناط الرجا فيه تعلق في متين حبال +باس الليوث بعزمه وبخلقه سكنت لطافة ساكنات حجال +قد اشرقت غرر الجبين برأيه فانجاب للعقبات ليلُ قذالِ +حسدنه افئدة الرجال لذاك قد سيقت اليه ملامة العذال +ولقد تحلى في عقود فضائل فغنى عن الساعات والسلسال +هانت لديه النفس في طلب العلى لكن سمت في الههون والاذلال +وعنت لخاطره عزاز مطالب ودنت اليه شواسع الآمال +واذا تألق في المواطن وجهه أَغنى المرابع عن شعاع ذبال +يصطاد في شرك اللطافة مثلما يصطاد صبٌ من جفون غزال +قد اشبهت نجم السماء خلاله فغدوت انظمها كسمط لآلي +من راح يشبهه بطيبة قلبه قد عز عن نمطٍ وعن امثال +ثبت الجنان لدى الكريهة عالمٌ أن الزمان مغير الاحوال +يقضي الحياة بغيرة مشهورة للعلم لم يبخل ببذل المال +فاق النمير بخلق نفس رائق فمديحه مثل الرضابِ حلالي +واذا علينا قد رمى كلماته قد اثرت كقناً وبيض نصال +ادعو بطول بقاه ما حيا الحيا بعد الاحبة دارس الاطلالِ +لمثلك يحلو المجد يا بطل العصرِ فانت بذا الانعام اولى من البدرِ +اخذت يراعي كي امحضك الهنا بما نلته من مالك البحر والبرِ +اذا قبضت كفي عليه كانني قبضت على كأسٍ دهاقٍ من الخمرِ +تعرف بعض الناس في رتب العلى ولو انصفوا قد كن منهم على نكرِ +وانت نقولا حزته عن جدارةٍ وانحزت اسمى منه ما كان ذا كبرِ +ولا خير في عقدٍ يقلد طُليةً اذا زاد ذاك العقد حسناً على النحرِ +فزين منك الصدر نيشان مفخرٍ وانت وسام الفخر في صدر ذا العصرِ +ويحلو وسامٌ من جدارة اهله كما النهد من حسنٍ يروق على الصدرِ +تعجبت من در الوسام وقد طمى على ان ذاك الصدر اوصع من بحرِ +ايا منعش الآمال بعد مواتها ويا منقذ العافين من لجج الفقرِ +ويا خاطباً منه تلين قلوبنا ولو كان منها القلب اقسى من الصخرِ +ويا خالباً البابنا بكلامه ومن سحره خلناه قول اخي مكرِ +ويا كاتباً يبدو يراعك نافثاً خماراً ولو قد كان لوّث بالحبرِ +ويا شاعراً عن حسن منظومه روت اساور درٍ في يدي غادة الخدرِ +ويا خير من حامي عن الحق في الورى بحد لسانٍ قاطعٍ عنق الغدرِ +ويا بيت شعري ان اردت قصيدةً وزبدة قولي ان عدلت الى النثرِ +فانت الذي ارجوه في كل حادثٍ وفي كل مكروهٍ اشد به ازري +اكتم حباً في فؤَادي وانما لقد ذاع بين الناس ما كان من سري +وانت لادرى كم انا بك هائمٌ وسل قلبك الصافي فاعلم بالامرِ +واوضح برهانٍ لاخلاص نيتي وحب الحشا والقلب مني سل شعري +لقد حسدتني الناس فيك لانني عزبت الى ندب اخي ثقةٍ حرٍ +كما مسني فيك الهيام وحقه وحقي بان اهواك كالختن البكرِ +كرهت وجودي اذ نظرت الى السوى ورمت حياتي اذ اراك مدى الدهرِ +لانهم داءٌ عضال بلومهم وانت الدوا تشفي من الداء اذ يسري +فذكرك ياتوما هو المسك كلما اكرره يزداد بالطيب والنشرِ +فلا مثل توما في الانام بفضله فهاتوا كتوما والطومني بالعشرِ +ويا ليتنا كنا نرى شبهاً له لكان يفيد الناس بالرفد والبرِ +ويا غادةً حسناءَ في خدرها استوت وما مسها كالزهر الاَّ ندى القطرِ +أُهنيكِ في نيشان عز ورفعةٍ تميزت فيه بالسنا عن دمى القصرِ +نراه جلياً بعد انعام ملكنا ووهماً نراه من شمائلك الغر +وندري به اذ اقشع الليل وامحّى وقد كشفت عن حسنه طلعة الفجرِ +ويجمل ان تزدان نفسكِ بالعلي كما هيف الاغصان يجمل في الخصرِ +وحسبكِ توما أن يكون قلادةً لجيدك أو تاجاً لراسكِ من درِ +جمعتِ لنا حسن الغواني الى ندى قرين لقد سحّ المكارم كالغمر +نبات يراعي من نداك سقيته فراح نظير السيل في ورقي يجري +فدوما ايا بدران ما حن نازح الى الدار او في الغصن ماغرَّد القمري +اني عليل الجسم مسقوم الحشى وكذا العليل دواؤُه نسم الصبا +قلبي لطعلتك المنيرة قد صبا وعبير انفاسٍ كارواح الربى +قد ذاع ذكرك ف يالدنا وكذلك ال رجل الكريم غدا لصولته نبا +فغدوت برقاً ممطراً مطر الندى وسواه غادرناه برقاً خلبا +ياما امليح لفظه ولسانه ملكَ الكلام وكل جارحة سبى +ببسيط قولٍ كالزواهر زاهرٍ وعلى ابن ساعدة الفصاحة قد ربا +ولقد تزين في طباعٍ كالصبا رقت فراق لنا بها ان ننسبا +من رام أن يحصي مآثر فضله فعديدها يربو على عدد الدبا +كم قد افاد المعسرين بجوده حتى البدور لها المطالع قد حبا +ووفي ذوو الحاجات نحو جنابه فبه لقد بلغ الجميع المأربا +واذا سأَلنا عن صفاءِ فؤاده لله ما اصفى الفؤاد واطيبا +سبر الامور بفكرةٍ وقادة لم يتركن امراً عليه محجبا +تخبو البدور الزاهرات بافقها وضياؤُه في الفضل بوماً ما خبا +ورأيت نقصي في ثناه عندما كملت وصائفه وباهت كوكبا +ندعو بطول بقاه ما حن امرءٌ لبلاده والىَ معاشره صبا +لقد خسر المال الكثير على الندى ولكن غدا عنه الثنا يتكسب +اذا ما عدا الخطب الجليل على الفتى فيدنو اليه كي يجير ويقرب +اذا لم يؤد المرءُ حقاً لامره حقوق البكا اضحى يقضى ويندب +ولو كانت الاقوال للذوق ذقتها فاقواله كالشهد تحلو وتعذب +فما قال ماضٍ ليس فعلاً مضارعاً ولا فعل امر عندما الشيءَ يطلب +كريم غدا في حسن اصل مكللا وذو حسبٍ منه تكلل منسب +فما صادني جيداءُ رائعة اللمى كما صادني لطفٌ به اللب يخلب +تربع في دست الكرامة فاضلاً فمنه تجلى للفضيلة غيهب +له زهر اخلاق ارق من الصبا تجانسني في الشعر لما اشبب +فليس به عيب سوى النبل والحجى اذا انتقدوا فيه الصفات وعيبوا +كاني به لما توقد خاطري عليَّ غدا يملي واصبحت اكتب +به رقة الاحوى وبأس ضياغمٍ لذاك غدا فينا يلين ويصعب +كبير مقامس من نعومة ظفره وقد فاق منه في الفعائل منصب +لا حسن ما افتتحت به مقالي مديح فتىً حوى حسن الخصالِ +وضيعٌ ليس يخطر في ازدهاءً ولا خفر يميس ولا دلال +فخلناه وضيع الاصل لكن له نسبٌ يفوق على الهلالِ +وقدر المرءِ يعرف باتضاعِ وليس بعزة او باختيالِ +ولم تدر اليمين بما حبته الى الفقراء منه يد الشمالِ +يجدد حسن محتده بصنع له تعنو المثقفة العوالي +يزيد على الجميل القلب صبراً بحسن تجامل عند المقالِ +فهذي خلة حسنت بندبٍ ونعم الخيم توحد في الرجالِ +وفي حاجات سائله محسٌّ كفى ووقى الفتى ذل السؤالِ +نعم نعوم ليس بنا يبارى يعز له المثيل بلا جدالِ +تلذ له المرؤة مثل صبٍ يلذ له هوى ذات الحجالش +رصين ليس يملكه غرورٌ ولم يخطر له وهم ببالِ +نسيب قد سلا عن ذكر مجدِ وما عن ذكر افضال بسالِ +يمر على الجليس ثقيل قدر وفي الالباب الطف من خيالِ +أي خطب قد حل في أرض مصرا أي سهم قد شق قلباً وصدرا +هو خطب لا يجمل الصبر فيه ضاق قلب منه كما عيل صبرا +ان مللنا من ذا المصاب لعمري ايُّ خطبٍ منه احق وأحرى +ان فقدنا كريم قوم كأنا قد فقدنا من عالم الكون شطرا +كم ذكرنا افضاله بيراع قد محتها الدموع اذ خط سطرا +ان تشيع له النواظر وجهاً لم تشيع له الخواطر ذكرا +ونثرتُ الدموع حتى اعانت ني لأرثيه حيث انظم شعرا +هو دمع المحب يسقي ثراه غير ان الدموع تسفح حمرا +بت ابكي من ارض لبنان طوداً ومن النيل بت اذرف بحرا +قد بكينا من لطف قدك غصناً وريثنا من نور وجهك بدرا +اين تلك الاخلاق تسقي شمولاً اين تلك الصفات تعبق زهرا +رفعتك الايام فينا ولكن عامل الموت غير الرفع جرا +اسرتك القلوب منا فلا تب غي المنايا بنور وجهك فرا +طالما كنت يا كريم السجايا قد لقينا من لطف طبعك اسرا +قد سكنت القلوب منا فلم تس كن ضريحاً قانت ارفع قدرا +ليس نبكي الشباب حسب ولكن قد بكينا حجى الجنان وطهرا +رحم الله من شبابك غصناً غير قطر الانداء يعدم وزرا +إلى طلل بال قد انقلب المغنى غداة اشقا الروح قد رحلوا عنا +أشقاء روحي قد نأَت دار انسكم ولكن دار الوجد قد قربت منا +أحبة قلبي اين مضجعكم غدا فحاشكم غير القلوب لكم سكنى +أرى الجسم قد اقوت مغانيه بعدكم ولكنه يزداد في ارسم حسنا +بلى اضوت الاسقام جسمي وانحلت وآلت بان تبقى الى انني افنى +فماذا عرا القمريُّ حتى تغيرت غرائزه قد ناح من بعدما غنى +اناح على بدرين ضمهما الثرى ولا بدع انا في الثرى نغرس الغصنا +بيوم ولا يومين قد حاز غنمه وما قد كفى وحدٌ سوى توأَم مثنى +اجابت دموعي حيث نادت طلولكم اخي اذا ساكم عرقل الفم واللسنا +فما ضرّ هذا الموت لو كنت بينكم وكنا سواءً في الممات كما كنا +على انه لم يبق بيني وبينه من البعد الا قاب قوسين او أدنى +وبيني وبين الموت صارت كلالة واقرب مرءٍ حين يعزى امرؤٌ منا +جلاءَ نهاري بتما نصب اعيني وطيف الكرى لما بهيم الدجى جنا +مروط نهاري لست بيضاً نواصعا فأيدي الليالي السود مثلك ما حكنا +احن الى سجع الحمائم كلما صداه بآذاني لدى بكرة رنا +على انني علمتها النوح والبكا لذاك انسنا في مناحتها فنا +واكره تغريد الهزار لانه يسق على طبعي ويوقر لي الاذنا +ومثلي حزين ليس يألف لذة ولذته يلقى اذا عقد الحزنا +سلوا صفحات الخد اذ خط فوقها فلفظي البكا والحزن كان له معنى +ومن قبركم عني حجارته سلوا فتخبركم من اضلعي انها تبني +ولا ازعمن ان الاسى خص قومنا فلانت بواقي الناس حزنا كما لنا +فاوجع قلباً ليس يوجعه اسى وحن له من بعد مالم يكن حنا +عيوني لم تطرف لشيءٍ لبعدكم كان لحاظ العين قد عدم الجفنا +فشلت ايادي البين كم فتكت بنا وكم مزقت شلواوكم زعزعت ركنا +سلبت يدي عون على الخطب اذ عدا ولم تبقِ يسرى كي تعين ولا يمنى +فلم أر غير الموت في الكونِ آمنا ويسلب من البابنا السلم والأمنا +هو الموت محتوم وليس نصده ولو قد اقمنا دونه حائلاً حصناً +شقيقي ناما واأمنا غدر ذي الدنا فما آمن منها سوى واجدٍ ظعنا +ويسقي الحيا قبراً تواريتما به وان ضن دمع العين مني ماضنا +إذا ما بكى الصب المتيم دهرهُ وخلاه من فيه هواه وأمرهُ +فماذا له تغني الصبابة والبكا فخير له أن يتقي الحب شرهُ +ويعدل عن حب الغواني لحب من أذاع لنا نشر الرياحين سرهُ +يراعي به جذلان فرحان باسمٌ وان كان فوق الطرس يذرف حبرهُ +وصاحي جنانٍ انما ذو خلائق رقاقٍ رأَينا باللطافة سكرهُ +وصادق قول انما نفثاته الس وابي ارتنا اذا بها فاه سحرهُ +على نحر ذاك الظلم يجري حسامهُ فيلقى جزا تلك الخيانة نجرهُ +يبرد ذاك الطبع من ماءِ حلمه ولكن ذاك الفكر بوقد جمرهُ +ويكتب في حبر ولكن لحسن ما غدا منشئاً يلقى على الطرس تبرهُ +بمنصبه كبر وتيه ومنعة ولكنه يأبى على الكبر كبرهُ +به حصر الفضل الجزيل وانما يقصر من يهوى لذا الفضل حصرهُ +مليك قلوب ما استطاعت قلوبنا على انسه في ان توفيه شكرهُ +جرى فضله نهراً لقد طاف سيله وليس له سد يوقف نهرهُ +اسرت له النجوى القلوب لانه يضارع في الافق المكوكب بدرهُ +يشنف اسماع الملا حسن ذكره فيلبس عقداً من رشا الحسن نحرهُ +وحاسده يرأى لبيض فعاله فيسفح من دمع المحاجر حمرهُ +وما غره حسن الغلائل بامرئٍ ولكنما حسن الفعائل غرهُ +نراه نزيهاً نازحاً عن نقائص نراه على الإصلاح يصرف عمرهُ +فلا زال فينا المصطفى بسيادةٍ يقضي بأسباب للسعادة دهرهُ +هذب كلامك يا فتى تهذيبا واهجر مقام الغيد والتشبيبا +ولئن من الغادات كانت فاحتوت بالفعل من جنس الرجال نصيبا +ولقد غدت بيروت معجبةً بها وسرورها فيها يعدُّ عجيبا +كم لجنة قد أنشأَت من بعد أخ رى كي تجير البائس المغلوبا +ونرى لها وشياً جديداً ما مضى يوم كشؤُبوب تلا شؤبوبا +في خدها ورداً غدت وكذاك في فمها غدت قطراً الذ شنيبا +وصلت الى همم الرجال بهمة قطعت على همم الرجال سهوبا +يبدو جمال النفس منها للبرا ان ظل حسن قوامها محجوبا +ولعت باسعاف الفقير ودلهت حتى حسبناه لها محبوبا +حسنات نفس تستحق لاجلها انا نقول لك الهنا والطوبى +والفضل عد لها نسيباً لازماً يوماً اذا وصل النسيب نسيبا +والبخل لم يمسس احساناً لذا حسناتها كادت تعد ذنوبا +ورأيت فيها ان جنس نسائنا اضحى لاجناس الرجال قريبا +يا طالما حسناتها قد انعشت روحاً وقد كفت العفاة عيوبا +من آل سرسق من بني الشرفاء من اضحى رواق نوالهم مضروبا +فاليك حسن قصيدة غازلتها وسوى جمالك ما وجدت رقيبا +هيهات مثلك ان نرى انسانةً هيهات لا شبهاً نرى وضريبا +لازال عمرك زاهراً غضاً كذا يبلى الزمان ولا يزال قشيبا +أي اثم رأوا بهم كي يدانا كلهم عن جريرة جل شانا +حسد شغلهم وبغض ولا يح سد الا من كان نكساً جبانا +فهم الورد في الرياض وورد ال روض ينكي ويقهر الجعلانا +نشأوا كلهم على الحق والآ داب كانت قوتا لهم ولبانا +طاهر والذيل قد عصوا لهوى النف س وفي ذا قد خالفوا الاقرانا +كل فدم نراه يسطو عليهم وهو لم يدر اين جاء وكانا +هل تطال البدور في القبة الزر قاءِ حتى نسومها الاهوانا +هم بدرو ولم يصابوا بحكم ال خسف والبدر واجد نقصانا +فعلى من قد ادعوا اعلى الصد ق فدعواهم غدت بهتانا +قد اعادوا كرة الحك م فلاقوا كالاول الخذلانا +ولهم خيل ان دعواهم تن جح لكن لم تدخل الآذانا +هل نسوا كم افاد مقتطف عل ماً واذكى مقطم اذهانا +ليس ينسى الجميل غير الذي يل حد بالله او خلا ايمانا +قد تجلت غياهب العلم منهم وبنكر نقابل الاحسانا +ينثرون الالفاظ حبراً ولكن ا نراها من المعاني جمانا +ما لعيني تراهم نافسوا نم راً ومنهم اعلى واسمى مكانا +كاتب خاطب من الغيب مدرا راً يراعا اجرى واجرى لسانا +وارى مشفقاً على الطرس ان يع قوب حين الانشاء اذكى جنانا +فيلسوف ينسيك سقراط في حك مته او فصيحه سحبانا +لستُ انسى شاهين في سبره غو رَ امور حتى اطاعت بنانا +بذكاءٍ وفطنة واقتدارٍ فاياساً في نبله انسانا +فعسى ان يودعوا ويقولوا ليت هذا الحبيب ما حيانا +غيداء فتَّج ورد خديها الصبى فغدت تميس من الغرام بلا صبا +قد كللتها هيبة فكأنها ملك على عرش الجمال قد استوى +وشدت حمام البان فوق قوامها فدعت إلى شكوى الفؤاد أخا الهوى +صب يذوب امام غزلان النقا مثل الشموع تذوب في وجه اللظى +آلى بان يفي الحسان بماله وبروحه وبكل شئ قد حوى +حتى اذا طلب الغرام حقوقه لبي له المطلوب منه بالوفا +هي قد سبته بالجمال ودونه هو قد سباها بالنفيس وقد بدا +فاتاحها قبل الجمع فؤاده وبعيده العقل الثمين لقد حبا +لا تعجبن عقيب ما ملكتهما من انها نهبته اموال الصبي +سلب تشق له المرائر حسرة ولهوله قد دك طود قد رسا +ولئن جفاه المال ليس بواجد اذ رام يجعله لمعطفها قدى +اذ انها خود غدور من هنا سلبت وقد تركته حالاً من هنا +فتحت بما اخذته نزلا عامراً قصدته آساد كما قصدت ظبا +واذا بذاك الصب اقبل طارقاً والشوق يطرق دونه باب الخبا +واذا بها وافت وسود جفونها قد اصلتت من دونها بيض الظبى +قالت له ماذا تريد فما هنا لك منزل فاذهب الى حيث الردى +فاحمرت العينان منه نكاية والوجه ابدى منه لوناً كالدجى +وغدا يذكرها بعقد يمينها وغدت تقول له كذبت فما جرى +تالله مالي فيك ادنى خاطر لا تغلطن ولا غرامك لي حلا +خل الغرام واهله ما انت من اهل الغرام فلست تجمل للدمى +فأجابها ولسانه متعثر دمع احق بان تجود به النسا +لقد استوى والناس جالسة لها مثل الغريب وكلهم خدن دنا +وغدا يحدق والعيون حواسد منه ولا امل له يشفي الظما +ويغص من لهف بماء شؤونه وتغص من ماء القسامة والروا +والدار ان قربت ما وصل بها لا فرق بين القرب فيها والنوى +من بعد طول جهاده وعنائه لم يجن خيراً والخذول لقد جنى +سأَل الفتى استرداد مال شبابه منها فانكرت الرقاق وما حكى +قد بز منها ختمها عن جهلها واتى يعربد مثل نشوان الطلا +وبدا يهددها وينذرها اذا لم ترجع المسلوب يدركها الاذى +لكنها كانت ادق سياسةً منه واحيل منه في امر الدها +فله اعدت كما بدا متشجعاً بالختم يزبد كالغطم وقد طمى +جلست اليه بمعزلٍ فتألبوا توَّ عليه كالذي خبل عرا +فالخوف دب بقلبه والجبن حل ل بلبه والعزم منه قد انثنى +وكسا محياهُ اصفرارُ منافق لولا قليل ظل محلول العرى +فقد انثنى ما بين خجلة عاجز وقتيل حسن كان اصلاً للبلا +فقضى بحسرة مغرم في ماله وجمالها ويحق ان يقضى اسى +قد علمته العشق كيف يكون بل تركته عبرة عاشق بين الملا +ولربما نفع المصاب بدائه والضرُّ عند البعض نفع للسوى +هذا الغرام وسره فتنبهوا يا غافلين ووق نفسك يا فتى +فعل تمورُ الأرض من جنباتها منه كما اصلى الورى مهجاتها +فحكت بلوعتها الأثيم المفتري بلظى غدت تقلى على جمراتها +نفس الطروب من الكآبة والأسى قد راح يكفي العيس زجر حداتها +فعلٌ به ختمت فعال كواسر عنه تصدُّ الوحش في فلواتها +ويراعتي العسلان خالج لبها هلعاً وجف عليه ماءُ نباتها +عارٌ على الدنيا بان تثوي بها فلظي مقامك فاقصدن جهاتها +إن المنية لم تحاول خطفها منه فانت اصبته بشتاتها +ولقد اعانته عليك ولم نجد ان المنون اللين من عاداتها +فكلا الدمين لقد ارقت بمدية فقتلته وقتلتها بشباتها +فيسال منك العدل فدية روحه وكذا المنون تسال منك دياتها +وباي عين قد لحظت دماءه تجري وقلبك حاملٌ لحظاتها +مع ان اجسام الأُلى سمعوا بها صارت عليه ارق من قطراتها +كست السما ثوب الحداد وان تكن نست الثرى النعمان من صبغاتها +ولذاك اشبهت الثرى خالاً من ال ارضين منبته على وجناتها +عيب ذميم ان تركت ولم تنل قتلاً جزاءك يا اشر طغاتها +بل يا امرَّ نباتها بل يا اضر ربغاتها بل يا اغر دهاتها +والقتل يعجز عن جزاك مجرداً اذ ليس يحوي بعض محتوياتها +ذي قتلة تمتاز بالتشنيع بل تمتاز بالتعذيب عن اخواتها +او لست من بشر تردك رقة ال اخوين للاخوين عن غلظاتها +قد رد قايين علينا قبلما تثب القيامة والدنا بحياتها +إذا ولَّى الحبيب فلا غرامُ ولا قلب تسليه المدامُ +إذا لم تغتذِ الاحشاء حباً فلا يجي الشراب ولا الطعام +جفت ملك الكلام ولم تباعد اصما راح يملكه الكلام +فان المال تجلبه لئام وان العلم تجلبه الكرام +اصلي كل ليل قبل نومي لقبلة حسنها وهي الامام +اذا بانت لنا صدراً ابانت وان ولت لنا يبد السنام +فما للراسمين يصوروني وما قد صورت الا السهام +حويت بمهجتي خوداً سبتهم فطاب لهم بان يبدو القوام +بقي لمقبل في فيَّ اثر ولم يبرح له فيه ابتسام +لقد بلغت قبيل بلوغ حلم وكان لها عن الحلم الفطام +وتلك سجية في خود حسن واعجلها الاحبة حين هاموا +من الاعراب لكن لم تقنع فورد الوجنتين لها لثام +لها نهدان كالهرمين قاما على صدر صحيفته رخام +وكم لظلال بانتها لجئنا اذا مامسنا منها الضرام +لقد قطع المنى لما تولت فمالي بعد ما ولت مرام +لقد لعبت بها ايدي التصابي فلذ لقلب عاشقها الهيام +كأَن جمالها لما تناهي غدا يهوى الجمال بها الغرام +لقد فتنت وغشاها غمام الب برود فكيف لو ميط الغمام +وهل هذي الحياة بلا وصال بقطع وريدها يمضي الدوام +هل احتكم الفؤاد من البرايا الى حكم وما قالوا حرام +قتام الحسن من اهداب ثوب تنشقه فاحياه القتام +فلم اسل الهوى مادمت حياً ولو منها قد انتكث الزمام +الا يا دارها لهفي عليها لها أهفو اذا جنَّ الظلام +سكنا الضال ازمنة طوالاً وكانت دوحة وأنا الحمام +هناك تقيم فاتنة رداح لها في كل جارحة مقام +حشت من جفنها قلبي سهاماً ولكن قد حشا الجفن السقام +سربٌ عليه محاسن ورواء وافي الى الحيرون حيث الماء +عين تعودت الحسان تعودها للورد زادت حسنها عذراء +وهناك قد نصبت خيام للهوى قد كان ناصبها لهن رواء +رسم الامير باننا نحمى عن ال حيرون لكن في القلوب اباءُ +لم يغن اخفاءُ الجمال بثوبه ما حال دون العين منه رداءُ +جسدٌ جرى ماء الربيع بقلبه فعليه منه حلة خضراء +هيفاء علقت القلوب بحسنها لم تحو مثل جمالها هيفاءُ +وجرى غزيراً ماء وجنتها عناً فكانها وردٌ عليه حياءُ نداء +وكأنهن بحسنهن عيالها وكانها في حسنها حواء +راشيت وقد كنت الوي نحوها نظري فقلت عيني غضي الطرف واستتري +بطاقتي دفع سهم من رماة شرى ولا اذا ريش بالآرام والعفر +فتانة عن تراقيها الحسان ضحى ذكاء يروي باسماط من الدرر +بوجنتيها ذبال الحسن مضرمة وزيتها بارد الانداءِ والقطر +تزكو جمالاً وودي لو تطفئها صبابة اخمدت قلبي من السعر +هذا الغوير ترأءاي في موشحها وذا العذيب بذاك المبسم العطر +وما حسبت ابتسام الشمس فوق ربى الا ابتسامتها بالمنظر الخضر +قد حدثتني حديث الحسن اجفنها من دون لفظ فاضحى من فم القمر +ولى الشباب وافنيت العيون بكا بحمرة الخد في هام من المطر +ان جاءِ يحنو حنان من معاطفها يصد ما فيه من تيه ومن كبر +ولم انل صلة منها تباح وهل اقل منها جزا التبريح والسهر +هذا جزاؤُك قلبي دع محبتها وانت يا قلمي اوصافها اختصر +واقصد لعبد السلام الشهم من لعبت ايديه بالتيه بعد العين بالاثر +فتى ينيلك وداَّ غير مؤتشب الا صريحاً عديم الوزر والكدر +هذا الذي وده قد نالني كرماً ووده تشتريه الناس بالبدر +هذا الصديق اذا حل الجليل غدا يرجى وعند نفادي خير مدخر +عرفته فعرفت الفضل اين غدا مقره في البرايا من بنى البشر +فتى تميز عن اقران صبوته بفعل شيب اتاه وهو في الصغر +ذكي قلب كضؤ النار فكرته وانما سيلها كالمغدق المطر +له صفات كزهر الورد قد جملت من دونها نسمات الورد في السحر +رقيق قول لو ان الصخر يسمعه للان في قوله القاسي من الحجر +اذا المسامع في اوصافه سمعت تشتاقه النفس ان ترآه بالنظر +مدمث الخلق يحلو ان نجالسه سمح يتيحك بحر الهند والخزر +به المرؤة للعافي وذو مدد يحنو عليه بقلب غير معتذر +لازال في حلل الاقبال متشحاً يزهو ويرفل بالآصال والبكر +رششت دمعاً من الاجفان كالغنم لما تذكرت من اهوى بذي سلم +واذ شجاني وميض من مباسهم جعلت ارقب ليلاً بارق الظلمِ +احبتي بعد مرآهم قضيت جوىً يا ليتني كنت اقضي قبل بينهم +خلقت للحب لم اخلق لغير هوى يا عاذلي كف عني اللوم لا تلم +حتى على اسمها الفتان يشمت بي اذا ذكرت اسمها الفتان في كلمي +كم استجرت بها عند اللقاءِ وكم مناكبي حنيت للذيل والقدم +وكم قتيل لها بالدمع مختضبٍ وكم قتيل حسبناه مع الرمم +ما ذقت حلواً انيقاً لذَّ مطعمه الا ذكرت لها شهد اللمى بفمي +فما تعصفر لون الوجنتين لها الا تضرجتا حالاً بلون دمي +تحرك الصخر كي يهوى الجمال وكم بالحب احيت فوآداً ميت النسم +اكسوك جسمي وروحي ثوب عافية وصحةٍ راضياً لي بزة السقم +رشفت دمعي لما قد همى صبباً على خدودي يحكي ظلم مبتسم +ولذّ لي الوجد لما ناره اشتعلت كناظمٍ كاد يصلي من لظى الهمم +شمل العدالة فيه ظلم ملتئما وشمل ظلم ذميمٍ غير ملتئم +والشام تحسدها باقي المدائن في سورية اذ غدت بالامن والنعم +وجوهها اشرقت لما استقر بها كالزهر فتح غب الوابل الشبم +لو لم يكن عادلاً لم احدُ عيس ثناً اليه كلا ولم اسعى على قدمي +بعدله شهدت كل الانام سواً من صاحب وعدوٍ معه مختصم +ما مثل ناظم في عدل القضاء لنا اذا احتكمنا من الدنيا الى حكم +يا طالما اتهموا بالجور وهو بغي ر العدل والحق اضحى غير متهم +طوعاً لسلطاننا عبد الحميد لقد اضحى يعاملنا بالانس والحكم +هذا الوزير الذي يملا العيون سنا في قوم عثمان رب الطول من قدم +منزهٌ عن هوى نفس فلم يلم الا خلائقه ليمت على الكرم +منابت الفضل من اندائه سقيت فجادها بوليٍّ منه منسجم +فلم اجد غير احسان لراحته لما تحدّر يوماً اوطف الديم +نعم توارى عن الابصار لم اره وانما النار لا تخفى على علم +والنرجس الغض في البستان مغرسه ناءٍ ونكهته منا على أسم +فالورد يجمل في اغصان رابية احلى بناظم من طبع ومن شيم +يا ناظم العدل من بعد انتثارته يا ناصر الحق يا غوثاً المهتضم +اهديك درَّ قريض ليس يبلغه مني سوى باهر الاوصاف في الامم +وما من البحر مجلوباً فمن فكر صاغته في مثل لون الورد والعنم +لا تعذلوني بمن فيه اهيم هوىً فانني بسوى الانصاف لم اهم +ليبقَ ناظم ما حنت ضحى ابلٌ والعدل في الشام منه خافق العلم +تميل ومن خر الدلال غدت نشوى غريرة جيد تفضح الرشأ الأحوى +لها قام كالبان أو أغ��ن النقا ولكن لها قلب من اللبن قد أقوى +روى البعض عني أن ظفرت بوصلها ويا حبذا لو صح عني ما يروي +سلوا طيفها يخبركم عن صدودها فلا زالت الأجفان مني له مأوي +فصبري خلا مني عليها ولم يكن فوادي من صبري على ما أرى خلوا +سنيٌّ به تزهو المناصب عزةً ولكن بها لم يزدهر أويته زهوا +شكا الناس من غدر الزمان ودونهم أناس كإسماعيل تمنعنا الشكوى +وإن رق منه القلب فهو لشاعرٌ ولا عجب من بعد ذاك ولا غروا +وكل امرئٍ لم يغنِ لست اخاله بدنياه إلا واقعاً في الدنا حشوا +ولا خير في مرءِ يعيش لنفسه ولا خير في مرءٍ يعيش بلا جدوى +على ان اسماعيل رب مآثر حسان بها بها قد احرز الغاية القصوى +لو ان هلال السعد يقبس نوره لما قد اصاب النقص او انس المحوا +جرى سابقاً في حلبة المجد والعلى فقصر عنه كل قرن عدا عدوا +وينشر منه الذكر كل فضيلة ولو انها في صدره اصبحت تطوى +وذو همة لا تنثني عن مرامها وان صدها رضوى يدك بها رضوى +ويلقي لئام الناس طعم مرؤَة رديئاً واسماعيل ينظرهُ حلوا +سلالة بيت العز والجود والندى واعرف مرءٍ بالغٍ في العلى شأوا +ينافس حسن البدر في حسن فعله وذكرني في حسنه حسن من اهوى +ويخلب الباباً لنا بكلامه وليس عليه في خلابئنا نقوى +فلا زال اسماعيلنا ضارباً لنا سرادق فضل تحت افيائه يؤوى +أرى الطير من شجوي النواح تعلما وما خلته مثلي ظروبا متيما +ولو كان مثلي ليس يعلو أراكة ويلبس من دوني اللباس المسهما +لبست انا ثوب الحداد ودونه تصبغ من دمع يمازجه دما +على من بها نبت الاقاحي بمقلتي وان كان منها نابتاً داخل اللمى +وما كنت حمالاً لجور تفرقي لو ان لم يكن فهمي على البين اظلما +هو الماجد المرفوع فينا محله كما قد زكا فرعاً وقد طاب منتمى +ويهتز سرا اذ يجود بنائل كوردة غصن هزها الطل اذهمي +به عظمت تلك الزعامة انما بمنصبه السامي الذرى ما تعظما +رقيق حواش تعشق الناس لطفه وتعشقه الاسماع حين تكلما +نرى الحق لا يبدو سوى عرض وما نراه به الا كشخص تقنما +مغيث للهفان وعاف مجيره فسن عليه المكرمات وحتما +يزيد على مر الليالي ارتفاعه فيزداد فينا عزة وتكرما +يزين منه النفس حسن شمائل جدير بان تسمى بدوراً وانجما +فيغرم في منح العطاء لمضنك ويحسبه ربحاً جزيلاً ومغنما +ويوسم طلاع الثنايا عمامة ولكنه من دونها بات معلما +تفرغ عن لهو اشغل لبهُ بما هو في الدنيا ينيل التقدما +يتابع جدواهُ لطالبها كما نتابع في السلك الفريد المنظما +فلا زال من دنياه اسكندر على نجاحٍ واقبال يقابل انعما +حبي لشخصك ما عراه تملق وسليم قلبك اذ يدل يحقق +لم أنس نوراً من حياك قد انجلى لي عندما سحب الكوارث تطبق +لم أنس حسن شمائل أَحرزتها بالنبل تزهر والمكارم تورق +لم أنس لطف صباح وهو مع الصبا لما سرى معه يضوع ويعبق +عن سائر الاهواء نزه طرفه بالمكرمات غدا يهيم ويعشق +ورشقتني بسهام لطف دونها سهم اللواحظ اذ عليَّ يفوق +قد امطرت فينا سماءُ وعوده من قبلما تدوي الرعود وتبرق +لو كان ينتقد الانام رجالنا فينا مخائيل المكرم لانتقوا +ودّي حديث للاديب وانما يعنو له ودٌّ قديم معرق +والمرءُ ان اضحى كريم خلائق ما همه سبر بمرءٍ يُخلق +لا تسلُ يا قلبي غرام فتاته ولئن يكن قد حال عن حالاته +ذاك الغزال غرامه لا يمحي قد خط من قلبي على صفحاته +قطر الجمال بجسمه قطراً لنا اهوى لو اني كنت من قطراته +نصب الهوى شركاً واشراك الهوى كانت واسلاك الهو�� لحظاته +لكن سعد الدين مد يداً لنا فالقلب فاز مظفراً بنجاته +شهم سريٌّ لا يشق غباره وُيعد في ذا العصر خير سراته +فطن يدير اموره برزانة يحكي الشوامخ في مزيد ثباته +متشبث بالحق ليس يفوته فالجور يشكو منه عدلا ولاته +ويذود عن حوض المرؤة كلما حجز اللئيم الورد على صفاته +يقضي حوائجنا بدون تكلف فكانهن غدون من حاجاته +تزهو به تلك المكانة وهو لم يفخر بها لكن بطيب صفاته +هذا الذي افني الضنين وانما احيا رفات الجود بعد مماته +واذا اعتري وجه الامور عبوسةٌ لجلائها يبدو سنى مشكاته +خلق يزيد على الغصين ليونة وارق من طل على زهراته +اضحت ذكاءُ فقيرة لجماله حتى لقد سالته رفد زكاته +ان كان يكرمنا فلم نبهت به فالمكرمات غدون من عاداته +من كفه يندي اليراع وذا غدا يندي الثناء له بماء نباته +ليعش بعز ما بمنعرج اللوى صاح الهزار مردداً نغماته +وقفت على الاطلال بعد التفرق ودمعي همي كالعارض المتدفق +وقبلت هاتيك الطلول لانها غدت موعداً كنا به قبل نلتقي +وردت حياتي في الرسوم بقية من العطر في اثوابها المتفتق +حياتي يا من كنت احيا بقربها وانعم في روض الجمال المؤنق +سقتني بلحظيها الهوى وبخدها ولا من مدام او رحيق معتق +كفاني هونٌ في الغرام وذلة لاقضِ بعز من حياتي ما بقي +بحشمة من يحوي به حسن خيمة وشيمة نفس مثل زهر منمق +تفرق منه المكرمات وقد حلت كما قد حلا در الشنيب المفرق +به تثق الآداب مد ذراعه لتبدو بعزم ثابت متوثق +سرى ذكره بين الملا فكأنه اريج زهور فاح من ارض جلق +اذا ما سهام الخطب تترى تواردت فيدرأها في حسن صبر ويتقي +له حسب من نفسه فوق أنه على نسب بالمجد والفضل معرق +اذا ما انتضى سيف الكرامة كفه يبدد شمل اللؤم في كل مأزق +اذا اما دجا الليل البهيم ينيرنا بوجه على مثل الكواكب مشرق +نرى النجح منه بادياً عند وعده فلم يلج للارجاء او للتعوق +يزين اريض الروض من حسن قوله ويلبسهن الحلي من حسن منطق +به خلق حب الانام ولم يكن تودده نحو الورى بالتخلق +فلا زلت ياذا البدرُ في فلك العلى تميس بغصن مثمر الفضل مورق +أراني خجولاً بالحيا أتقنع لانك من شعري أجل وأرفع +وشتان ما بيني وبينك إذ غدا محياك بالطبع الكريم يبرقع +شفيت لدن حثت إليك ركائبي وقد كان لي قبلا فؤادٌ موجع +كأنك محبوب ظفرت بوصله وقد كان عني قبل للوصل يمنع +تولعت في حسن الفضائل بيننا كما انني في حسن لبنى مولع +وأصبحت اسماً للغدى وضميره إليك إذا أغفلت اسمك يرجع +ندبت إلى حل المشاكل مذ طمت فبت لجيشِ المكرمات تروع +قضيت حقوق الفضل مرؤة هناك غدت طماعة ليس تقنع +تعزي ذوي البأساء في نكباتهم كذا واهن العزم الضعيف تشجع +تزحزح عنه كل غيم غباوة فأصبح مثل الطود لا يتزعزع +برأسك مكنوناً غدا جوهر الحجى عقول الورى منه تنار وتسطع +اذا ما ادعى بعض عليه نقيصة فهم حسداً كانوا وما كان ما دعوا +ليحيى طويل العمر ماحن عاشق الى بلد فيها لمن حن مرتع +يا أيها المفضال لا أقوى العلا منكم فغيرك للعلا لا يصلح +فسقيت روض الفضل من كف الندى لولاك روض الفضل كاد يصوح +ان نددوا حسداً لحسن صفاته فالضؤ في رمد المحاجر يقبح +يدنو الى حكم العدالة انما يجفو اهتضام أمر وعنه يجنح +يخفي مآثره الحسان وانما مسك الثنا مما ينم ويفضح +مالي أَجود بوصف حسن ناقب والبدر لما قد تبلج افصح +برق الحجى منه تمثل صارماً ليل الخطوب اذا تفاقم يذبح +ويغار منه المسك حين ختامه والبدر لما قوله يستفتح +وذكا اياس من مجامر ذهنه وكذا ابن ساعدة لساناً افصح +شيم ينديها بماء محاسن فغدت كازهار الغصون تفتح +يزداد دوماً من جمال مناقب وعليه اسرار النجابة تلمح +ادعو بطول بقاه ما ابكى النوى يمسي باثواب السرور ويصبح +سلام حكى في نشره أرج الند لشهم حكت أوصافه نفحة الرند +تسربل جلباب الفضيلة والنهى فجرد عن شبه وبات بلا ند +صفي فؤاد لا يخالج قلبه سوى حب خير للمساكين والود +يتيه به الرشد العميم تكبراً ولكنه ما تاه في ذلك الرشد +له رقة في الخلق لم تحو مثلها رياضُ الربى ما بين اغصانها الملد +مليك قلوب الناس من فرط لطفه ولكنه للجود اصبح كالعبد +وحسن الحيا والنفس منه سواً غدا كنهدين في صدرٍ لعاتقةٍ رود +جلا وجهه بشر كما قد جلا الضحى ورود الربى بالطل حين غدا يندي +يهيم بحب المكرمات من الصبي نعم عشق الاحسان وهو على المهد +يعاني باصلاح الامور وقد بدا يجفنيه اثر السقم من مضض السهد +فقولوا لمن قد رام احصاءَ فضله كأنك رمل البحر حاولت بالعد +او يقاته قضى بسعي الى أنه حظي بمناه اذ ترقى الى المجد +ولم يستطع ذاك الحسود لحاقه عدا طلقاً في السعي اضحى بلا حد +توقد ذاك الصدر بالنبل والذكا فخفت عليه ان يذوب من الوقد +فيا ربنا اجعل كمسك ختامه ويخدمه في عمره مطلع السعد +بدران لا يمتاز بدرٌ منهما ببهائه وكماله فتكافيا +قد اشبها من عاتق نهدين قد قاما على صدر لها وتساوبا +أضحت مغاني الجود ذات مشيد ومرابع التقتير ذات همودِ +ذو فكرة قبس البليد شرارها فغدا ذكي العقل غير بليد +قد أودع درَّ شمائلٍ فغدوت أنظمها له بعقود +وبكى الحسود دماً يخدد وجنةً منه وخدد وجنة الجلمود +وكأنه أنكاه لما قد غدا في خد هذا العصر كالتوريد +نهفو لهاتيك اللطافة مثلما يهفو لمن يهواه كل عميد +شهمٌ كريم طاب لي بوجوده شغلي ارتياحي صحوتي وهجودي +نقاد آزاءٍ لدى حل الحبي وسديد راي ليس بالمنقود +في رأسه روح المرؤة مثلما روح المتيم في حقاق نهود +للشعر بحرٌ عند حد واقفٌ وثناه بحرٌ ليس بالمحدود +احكامه قطعت وتين ظلامة فكأَنها مزجت لها بحقود +يسبي عقول الناس في لطف بدا من كل مبتكر اغر جديد +واقام غصن الفضل بعد تأَود فقد انثنى جذلاً الى التاويد +أدعو بان يحيا بسابغ نعمة ويدوم مبتكراً لبيت قصيدي +هذا الخطيب وهذا المنشئُ العرب تزهو به والمحامي الملسن الذربُ +زواجر الوعظ في الالباب قد فعلت ما ليس تفعله الهندية القضبُ +لو راح يلقى على صم الصفا خطباً لراح من جفنها الينبوع ينسكب +جناح منبره قد رفَّ من جذلٍ كالغصن خالجه من صائح طربُ +من آل عاصم قد طابت ارومتهُ ومن مآثره الغرا له نسب +تشبهوا يا سراة القوم فيه غدا يليق ان تقتفيه العجم والعرب +ولست انسى جميلا قد ذكرت به ال آداب يحوي الجميل القلب والكتب +يعطي وليس له اذن لتسمع أو غاداً لئاماً اذا لاموه او عتبوا +ويعذر المرء ف يخطب الم به وليس يشمت لكن ظل ينتحب +لا زال عاصم بدراً في منابره يتيحنا الفضل اذ تتلى لنا الخطب +انظر لبيت الجو أين يقام وحشاشة التقتير كيف تضام +قد ساق للنحر الخساسة مثلما سيقت إلى أن تذبح الأغنام +أنحى عليه بالملامة كاشح إذ كان فيه للسماح غرام +قد كاد يخطفني الحمِام لو انه لم يغد منه على الحِمام حِمام +أو أين ذاك الطالع القمر المني ر وأين ذاك الأبلج البسام +لو لم تداركها لمنها اصبحت كسحيق كحل رمة وعظام +ان كان في شغل ��عنه زارني طيف ولكن لا اقول لمام +لم أَنس انعمك السوابغ كلها ابداً ونسيان الجميل حرام +أَيام سوءٍ قد جلوت ظلامها بسميذع حسنت به الايام +ما زال يشكو السقم قلبي في الحشى حتى اتاه فزال منه سقام +متقلد في رأسه تاج التقي وبصدره منه عليه وسام +من آل معلوف الكرام سلالة ألا حساب كل فتى بهم ضرغام +وخفيف روح كالنسيم وانما في العقل خفت دونه الآكام +ويلوم قومي قصر اقلامي بوص ف خلالك الحسناء وهي تلام +فهم السوام وانت راعيهم فما ذئب تخطف والسوام نيام +تخذوا الربى متنسكين صوامعاً وعلى الروابي تُنصب الاعلام +لبسوا السواد مطارفاً وحنادسٌ تكسو الكواكب في السما وغمام +دير المخلص انت معقل معدم يلجا العفاة اليك والايتام +جبريل حجار لقد اوحشتني مني عليك تحية وسلام +من بعد بعدك اجتني من مقلتي ورداً واجفاني له اكمام +جبريل نبعة ليس ينسى ذكره تفنى ويبقى ذكره الاعوام +وملكت حب حشاشتي حتى غدا للقلب ان يعشق سواك لجام +لم انس بِشر الوجه منك وغيرةً نحوي لها في جانبيك ضرام +اصبحت من وطني فليس تعجبٌ ان كان فيك حمية وهيام +وتمير لم أغفل محاسن خيمه والبدر ذكرنيه وهو تمام +اني ذكرتك في الاصيل وفي الضحى ولقد تضوع مندل وبشام +وذكرت وجهك والكواكب طلّع وذكرت كفك والسحاب سجام +لا زلت في عيني كبيراً مثلما كبرت بعيني سادة وكرام +ما المرءُ يكبر بالمقام وانما بالمرءِ يكبر منصب ومقام +قف بالمحصَّب واجلُ حسن ظبائه والحظ جمال الروض في أرجائهِ +وأشمم عبير ثرى به فلعلهُ يشفي فوآدك من جوى برحائه +واسلم بنفسك من سليمى انها فتنت بحسن قوامها وروائه +حسناءُ ان عرضت لمقلة وامق سلبته حسن اناته وعزائه +رفعت على كل الحسان لوائها والعاشقون لجوا الى افيائه +كمليكنا عبد الحميد على ملو ك الارض طراً رافعاً للوائه +اعلى العيون بملكه وغضاضةٌ عرت العيون بلحظ نور سنائه +عدت له كل الملوك مهابة والكل يسأل منه حسن رضائه +رب اليراع كذا الحسام فذاك يد عو ذا وهذا مستجيب دعائه +هزم العدو امامه وانالهُ منه مهنده جزاء عدائه +لم يرجع الصمصام من مهجاته الا يعود مخضباً بدمائه +صان البلاد فما تفرط عقدها بل بات ينظم مع عقود ثنائه +رتع الجميع على اختلاف منازع ببلاده في الارض في نعمائه +فظباؤُه بالباس مثل اسوده واسوده باللين مثل ظبائه +قل للذي يشكو ظلامة دهره اقصر فدهرك منهم بوفائه +فاق الذين تاخروا عنه كما فاق الذي قد مرَّ من سلفائه +وجلا مغيم مشكل من بعد ما طالت دُجنته بدون جلائه +وفضائلٌ من دونها صوب الحيا تزهو كورد رش من اندائه +وسنان جفن من جرى سهر على شعب يضج له بطول بقائهِ +يبقى امير المؤمنين بنعمة بالنصر محتفلاً على اعدائه +تذكرت ليلى والشهور الغوابرا فعاجلت من عيني الدموع البوادرا +استر حباً في فؤادي وانما ضنى جسدي قد غادر الحب ظاهرا +واصبو الى حسن الليالي التي مضت وقد كنت مع ليلى الى الصبح ساهرا +تردد ماءُ الحسن في وجناتها فجانستهُ اذبت في الحسن حائرا +وتجنب بالوجد المبرح مهجتي فيغسلها الحسن الذي ظل طاهرا +حشاشة نفس اشعلتها جفونها ومن عجب تزكي الجفون فواترا +لقد لبست ليلى جمال لباسها وان نزعته راح يسلب خاطرا +وما يبتغي صب من الغيد بعدما صباه ذوي والشيب اصبح ناضرا +لاعتزلن مغنى صبابة جؤذر وانشد مغنىً بالضياغم ظافرا +لعلي ارى ليث العرين ابا الهدى لدى بابه يحمى المكارم خادرا +يثقلنا بالايحية والندى فنثقله منا ثناً فاح عاطرا +كريم سجايا لا افي مدحه ولو تخذت لاسعاف المديح الازاهرا +اذا ما جمعنا في المهارق فضله يضيق في كتب الجميل القماطرا +سني مقام رد طرف من اجتلى سنا مجده المرفوع وسنان حاسرا +ويبتذل الجدوى وليس يصونها عن الناس لكن عرضه ظل وافرا +يعدعطاء الناس منه مغانماً ويحسبه القوم اللئام خسائرا +تجور عليه بالسوال فيغتدي جواب السخا منه غدوراً وجائرا +وكم من عقال الظلم أَنشط امة واضحى رواق الحق والعدل ناشرا +يحق له في ان يسمى ابا الهدى فكم قد جلا عن ذي الظلام الدياجرا +حمى بيضة الاسلام في بأس عزمه واخزى عن الخطف الذئاب الكواسرا +بجبهة هذا العصر اصبح غرةً وفي الخد توريداً وفي العين ساحرا +جميل محيا تعشق العين حسنه وذو هيبة عنه تغضُّ النواظرا +يشار اليه بالبنان وقد غدا لدولته لما دها الخطب ناصرا +اليك ازف اليوم بكر قصيدة غدوت بها عن غير شخصك نافرا +ولكنها تندي حياءً جبينها امامك اذ قد بات في الحسن قاصرا +شغب الملا بالانتخاب واجلبوا وقضوا لغيرك لا يكون المنصبُ +كم ليلة قضيتها تحت السما وانا اعد بها النجوم وارقب +حتى الجريجري ساموا بطركاً فطفى جوانحنا التي تتلهب +حملت به دمع السرور خدودنا فكأَنها ورد عليه صيب +يوم به ذو الثكل يختم حزنه ويميس في حلل الهناءِ ويطرب +بل اي يوم للنفوس اسرَّ من يوم به للشرق يبزغ كوكب +من بعد طول حداده يفتر عن خلل الثنايا منه ثغر اشنب +فالكف بالحنا نخضب فرحة والوجه من ماء البشاشة مشرب +والطرس من فرحي أَراه راقصاً رقصاً فأَطربَ مرقمي اذ يكتب +واليتم صوح روضهُ والفقر قلَ ص ظله وثرى الطوى لا يعشب +لا يشتكي الغدر الضعيفُ فانه عضدٌ لمقصوص الجناح ومنكب +لا نرهبن لوم العواذل عندما نزهو ببطرسنا الرسول ونعجب +لا بدع ان رئيسنا من سائر ال ملات معزوز الجناب محبب +وارى الحواسد اعديت تيهنا معنا قد اختالوا به وتعجبوا +متعصبٌ متحزبٌ لكنه للحق فيه تعصب وتحزبُ +باني الكنائس بالمنابر معرب طوراً غدا يبني وطوراً يعرب +لأَشدُّ في معناه من صم الصفا وارق في الالفاظ مما يُنسب +هذا الخطيب اذا انبرى لأَسرة شرق تهافت للسماع ومغرب +هذا الذي الشعراء يصدق قولهم فيه وما غالوا به ان اطنبوا +عاش الجر يجيري لنصرخ كلنا وقلوبنا معنا تضج وتصخب +أو كيف أنساها ولم أتذكر وخيالها مني مكان تصوري +لم اذكر النجلاءَ من احداقها الاَّ احس القلب طعنة خنجر +لم اذكر البيض الثنايا في اللمى الا سخوت بمثلها من محجري +هيهات ان تبدو وجوه احبتي وانال منهم حسن ذاك المنظر +لولا الخليل خليل خياط غدا يقضي الفؤاد بلوعة وتحسر +قد خاط اثواب المكارم للملا فالكل بين موشَّح ومؤزر +لارق من ارج النسيم شمائلا وخلائقاً من لطف بيت البحتري +لا يزدري بالبائس المسكين بل بمن ازدراه يستخف ويزدري +تهوى العيون ترى جمال خياله فتردها عنه مهابة قيصر +بدر الفضائل كم كواكب حسنها قد اطنبت فيها بدور المنبر +ما امهُ راجي النوال ورده صفراً وذاك بسيبه لم يظفر +فقد انكفا وعلى حياهُ نضارة وقسامة من غصن فضل مثمر +يهب الجميل بكثرةٍ فجميلة يكفي ويغني عن جميل آخر +لا زال ذكرك يا خليل بفكرتي نداً يفوح دخانه من مجمري +فبه شجاعة كل ليث ضيغم وبه وداعة كل طفل جؤذر +مالي اخوض عباب بحر ثنائه واكاد اغرقُ في عباب الابحر +واذا امتطى سرح السوابح سابحاً في بحر ميدان بدا كغضنفر +فقد انثنى عزم الذي رام اللحا ق به ولم يظفر بغير تقهقر +واصفر من حسد وعاد بهاره خجلاً الى لون الشقيق الاحمر +وزهت ورود الحسن فوق خدوده وتصوحت وذوت ورود العصفر +أُهدي إليك صبا المدائح والثنا مقرونة لك بالكرامة والهنا +لك حسن وصف في بديع شمائل قد حار فيها العقل حين تمعنا +ولقد غدوت بمثل ذاتك هائماً اذ ليس قدرك عند مثلي هينا +لا زلت ترفل في ذيول مسرة والدهر عنك سها وغض الاعينا +متزين في كل خلق باهر اضحى ارق من النسيم والينا +أَنفاسه عبقت وطاب عبيرها وبها تعطرت النوادي والدنا +متبسم في وجه خطب قد عدا فيزول والمكروه صار الى هنا +متوسعٌ في حلمه لا يعرف أل احقاد يصفح ان اليه امروٌ جنى +واشتد عزم الفضل في هماته وكذاك عزم البخل فيه قد انثنى +يا طالما عن جوده وسخائه بنواله الهتان قام مبرهنا +يا من ينير قلوبنا بذكائه وبوجهه اضحى يضيءُ ربوعنا +عش بالكرامة والعزازة سالماً من كل ما يدعو الى جلب العنا +إذا جزت ما بين العقيق وآله توقَّ فؤاداً من لحاظ غزالهِ +ربيب لقد أوهي الوشاح قوامهُ فأوهي الحشى في صبره واحتماله +ولم أدرِ أن السقم يجمل قبل أن يتيه بجفنيه بعز دلاله +كما لم اجد مثل التعبُّد عن رضىً لعباسنا الباهي بحسن خلاله +تولى علينا وهو لم ينِ يافعاً فادرك عقل الكهل قبل اكتهاله +واشرق في مصر هلالاً وانما يزيد على بدر الدجى بكماله +وتجمل ازهار الروابي كأنها قد أتسمت في خصلةٍ من خصاله +هو الثاقب الرأي السديد على ذكاً يكاد لنا يبهى قبيل اشتعاله +تحلى بوجه للنواظر رائع غصون الروابي حليها من جماله +اذا اهتز ان يندي المكارم والندى هو الودق يبدو من خلال نواله +جلا فكره الوقاد حسن رياضة كيف يجلي القين حسن صقاله +وكم قد عفا عن ذي ذنوبٍ ومأثم وانشطه رفقاً به من عقاله +هو الملك السامي المطاعُ اذا قضى تقضت له الاوطار قبل مقاله +يصح بهِ عزم الرجال وان يكن شكا خلقٌ منه طويل اعتلاله +يصون لاصلاح البلاد نوالهُ وما ضن عند المقتضى بابتذاله +هو الواهب الاموال في كف حاتم ولم تدرِ يمناه بمنح شماله +فلا زال عباسُ العلى باهي السنا ونرتع في اكنافه وظلاله +أنشا لنا ديوان شعر إحمد قد فاق بالإبداع معجز أحمدِ +الشاعر الفذ الوحيد بقطرنا وكفاه أن يعزى إلى ابن محمد +انشا لنا الغرور التي قالت بنا للزهر في كبد السماء لي اسجدي +من كل بيت كل مهجة شاعر حسداً تذوب له بدون تردد +بلغ المشيب بعقله ولئن يكن لا زال في غصن الشباب الاملد +فالشام قد ضجت به كبراً له تهدي الى مصر الهناء كحسد +لا زال شوقي في سماء ذكائه بدراً يبثُّ لنا الضياء فنهتدي +لِمن القصائد للثناء أصون ولمن إذا بخلت عليه تكون +ولو انني لم أدرِ شخص كماله أذن تهيم كما تهيم عيون +والزهر ينشر وهو في روض الربى نفحات طيب وهو ثم مصون +هذا الخطيب اذا انبرى لخطابة منه الجلامد والصخور تلين +هذا المحامي منه ظل محسداً قرن وسحَّت من قلاهُ شؤُون +قد شاقنا لسماعه ليشنف ال آذان منا والزمان ضنين +ولمثله نظمي جدير انما لسواه كان قد اقتضاه شؤون +فالمال يبتذل القريض وان اكن اقلعت عنه افانني مغبون +يا حبذا عصر تروج بضاعة ال آداب عنه البذل كنت اصون +حكم الزمان على الاديب بشرقنا في فعل ما بالنفس منه يشين +يا من اذا قبس البدور انارة من عقله دامت وليس تبين +ولربما الشعراء مانوا بالثنا لكنني بثناك لست امين +اهوى الرجال فانني بكريمهم صب طروب والهٌ مفتون +ولأنت من خير الرجال وعينهم اذ تنتقى بين الرجال عيون +ولقد بقيت على هواك كأنما مني لقد عقدت عليه يمين +يا فاتناً البابنا بكلامه والوجه في ذاك الفتون فتون +وأَود أن تبدو الكرام واعيني لأَرى سواهم مالهن جفون +خذها عروساً اذ اليك قد انتمت اضحى لها في الخافقين رنين +لا زلت يا اخنوخ بدر منابر والدر نلقط منك وهو ثمين +من خمر لطفك لو تغار كروم لازداد في كلف بهن نديمُ +وبمثل واديك التي فيها جرى سيل المكارم للقريض نهيم +لمحبه من حلمه مطر كما من سخطه للمبغضين جحيم +قد اشرقت غرر الجنبين بانجم أل أفضال فهي كواكب ونجوم +خلق ارق من المدامة ان صفت واريجه عرف الصبا ونسيم +وقع الكلام لدى الرضى مثل الصبا ولدى الضغينة كالسهام أليم +وكأنه مغنىً لعقل عامر وكأن هاتيك الصفات تخوم +لله صحة رأيه ولئن سرى نفس به مثل النسيم سقيم +لبني الطوى كم صانع الحسنى وكم فوق القلوب صنيعه مرقوم +يبدي الفضيلة في الانام كانها فرض عليه مقرر محتوم +عذر الذي في الناس ممتهناً غدا وكذا طباع الحر ليس تلوم +ادعو بطول بقاهُ ما غنى الحما م وما غدت وجداً تحن رؤُوم +أضحت مغاني الفضل ساقطة البنا وعفت رسوم الجسم من مضض الضنى +لم نلتمس عذراً لباكية غدت من بعد بعدك لن تسحَّ وتهتنأ +طير الحمام بكى عليك بعندمٍ او لم نجده بوشيه متلونا +لا تجملوا يا قوم صبراً بعده فالشجو يحسن والعزا لن يحسنا +تبكى الربى زهر الخلائق عنده والبانُ يبكي من صباهُ اغصنا +تبكي المرؤَة منه خلاًّ صافياً وكذلك الشرف المؤَثل معدنا +تبكي كنيستنا الرسول سميه حنا على نشر الرسالة بيننا +تبكي المرابع نور بدرٍ طالع اذ غاب عنها صرنَ ليلاً ادكنا +لم أرأَ مرءًا باكياً وسألته عمن بكى الا عليه قد عنى +كم ضيغم يبكي على هماته وغزالة للطف ندمي الاجفنا +يا ناقداً فيه الشمائل لم تجد عيباً به الا حجىً وتدينا +لم يتخذ زهر الروابي حليةٍ بحلي التقى والمكرمات تزينا +ما جره لهوى الحسان شبابه فهوى الطهارة كان يلقى احسنا +اتوسدون البدر في لحد وفي مهجاتنا قد كان يرقد بيننا +اليوم قد قامت عليه مناحةٌ واليوم ايدي الحزن قد عبثت بنا +اني محبٌّ مخلص ومصابنا من قد بكى ممن تباكى بيننا +ذهب الحبيب وما سواه لي فما جفني القريح الى سواه قدرنا +ونلفتت فيه العيون فلم تجد اثراً له فغدت ترجع شجونا +لهفي عليه اذا انبرى لخطابنا اضحى يذوب لطافةً وتمدنا +لهفي على خدن اعظم اقدره ولئن يكن رطب الشبيبة لينا +ريان ولي قبل نضج شبابه لم يقض حاجات الشبيبة والمنى +ويلاه لم يصبر عليه ليستوي شلت اياديه على هذا الجنى +وبكت على نوح المحب جلامدٌ فكأَن للصم الجلامد اعينا +يا ليلة خسر الفواد بها المنى من بعدما ملك السعادة والهنا +اين الغزالة من ورود خدودها تجني عليَّ وان تكن لا تجتني +بل اين ذاك الغصن يرقص بهجة بل اين ذاك الوجه يطفح بالسنا +في اي مغنى قد اناخ مطيُّها لذهبتُ لوادري اليها من هنا +ما غاب ضامر كشحها عن ناظري الا وعوَّضني التضاؤُل والضنى +ما ان ذكرت لها الخدود خضيبة الا اسلت دماً عليها الاجفنا +اثراً ضئيلاً بات جسمي انما بجمالها الفتان اصبح بينا +لم انس صنع جمالها لولاه ما ابيات شعري جئنَ عامرة البنا +وذوي شبابي ليس ترغبني الدمى من طول ما فكري الم به العنا +يا دمع لا تعص العيون اذا همت فيحق سفكك بالدماء ملونا +وتنكرت عني ولم اعرف بها علما سوى الحس�� البديع تبينا +وهززت في كفي اليراع لانهُ قد شاقني منها القوام اذا انثنى +لم انس غصناً بالجمال ملفعاً احنو اليه صبابةً لما حنا +اذ غبت غني يا فتاة بمعزلٍ قد جف ماءُ قريحتي لن يهتنا +قسماً بعيشك وهو حلفه وامق ما لذلي من بعده عيش الدنا +من الجهل ان تستعمل الحلم دونهُ اذا اتسعت في الحلم طرق المظالم +ما لي أضل دجى ببيت الدين اخبا بها البدر الذي يهديني +ولي الامام فارخوا لما مضى من بعد بطرس دك بيت الديني +قد انكر التاريخ حزناً لفقده ويجبرُ ان شاء الاله متى متُا +قد كان يجني الورد من وجناتها واليوم يجني الورد من أجفانهِ +لله حسن مباسمٍ محمرَّة فكانما صبغن من مرجانه +رفت كما خفقت ذيول ثيابها فكأنها طيرٌ يرف ببانه +وهناك منها جوهر لوشامه صبٌّ لذاب بجفنه وجنانه +وانظر الى وضح الجبين وقد كفى وكذا الكتاب علمت من عنوانه +ريانة تسقي الجمال اذا ذوى وتذوب تحت الثوب من ذوبانه +وشدت فذكرني بها عند الضحى في غصن من اهواه سجعُ قيانه +وحكت فأذرت لؤلؤاً من ادمعي ولئن يكن قد قرَّطت بجمانه +يا شادناً لما رنوتَ بطرفك ال فتان نلت ردايَ من وسنانه +خطت على قلبي الصبابة اسطراً لم تمحها الا سلافة حانه +يا غادة لم يكفه شجن التي يهوى فزدت عليه في اشجانه +تركت فؤادي مثل رسم دارسٍ يسقيهِ وبل الحسن من هتانه +يا ليته يحنو عليه ولو غدا عوداً يمر عليه لطف بنانه +خذ ينقط درَّطل لم يجد وردُ الصبا انداه في بستانه +لوشامه كسرى لرصع تاجه فيه وقلَّده نحور حسانه +يا صاحبي تشتاق قبله خدها لكن خشيت عليك من نيرانه +نحمى عن الاحشاء نيران الهوى والخد يحمي قطف ودر جنانهِ +ولمست معصمها فقابلني بها روح يعيد الروح من اردانه +غريرة حسن قد تثنى بها الكبرُ فليس لنا حظ بها للقا نزرُ +ولكنها جفناً به الذل والكسرُ برمتها اضحت لمن بهم الفكر +فيا ربِ اضحى العيش من فعلها مرَّا +لقد عاد قلبي ذابل الجفنِ فاعتلا كما انه من جور اعينها ملاَّ +ومن معطفيها لم يشاهد بها عدلا ومن حسنها يشكو التجافيَ والبخلا +فسلم للخلاَّق في حبها الامرا +تحيرتُ فيها حين بتُّ متيما بها لست ادري من لها القلب تيَّما +فخبرني عن امرها من لها انتمى وعاتبتها يوماً فأَبدت تبسما +فقلت أتركوا العذراء علَّ لها عذرا +لقد لبست حسن اللباس ودونهُ لقد لقي الولهان فيه فتونهُ +وان شامها خالٍ اثارت شجونه وافني عليها بالبكاءِ عيونه +ولا عجب من بعد ما ابكت الصخرا +كريمة وصل لا تضن بزورة عليه سواءُ في سبيل وكرمةٍ +واضحى كعصفور يبل بديمةً لدى الوصل تعروهُ عوارض هزة +كأَن قد شكا من قربها البرد والقرَّا +أَحست به داءَ الصبابة والهوى وما ناجعٌ الاَّ الوصال به دوا +فلم يكُ منها غير ان تخلع الحيا لتبريد قلب في صبابتها اكتوى +وجاب بها بين البطائح والتل بجنبٍ الى جنبٍ ورجلٍ الى رجلِ +وقد سمح الخدان بالورد والطل كذلك برد الأُقحوانِ من الغلِ +يطفئُ قلباً كان لما غلى قدرا +وكان لها جاراً فلم يلقَ كلفة اذا رام منها ان يمتع مقلةً +فحيته في وقت الاصائل خلسة ومن طرب حيا من الخد وردةً +وطرفاه سحَّا مثلها وردة حمرا +ولم يثنها عنه عذول وكاشحُ وما راقها غادٍ اليها ورائحُ +وحق هواهُ سوتها العذب صائح سواه حليلاً لست ارضى يصافحُ +ولست ارى للعين في غيرهِ بدرا +سألت الفتى عن امره فأَجابني وخبرني عن ذلهِ وافادني +بحب التي يهوى وخبراً ازادني اذا لم أُشاهدها ويومي فاتني +كأن عليَّ ذلك اليوم مامرَّا +وكم ضرج الخدين في جنح افتما بدمعٍ من الاجفان قد سح عندما +وكم ندب الحظ الذي كان مظلما على قبل الخدين قد ذاب واللمى +كما شاب فوداً حينما ابصر النحرا +فودعها والعين جادت بعبرة على مثل خديها بورد وحمرةٍ +واودع في احشائها حر جمرة غداة اصيل لوعتها وبكرةٍ +فباتت على طول النوى تشتكي الجمرا +وفاء والفاها تدر محاسناً ولم تبرح الالحاظ منها فواتناً +كما لم يزل في قلبها الحب كامناً فأَضحى بظل الحب يمرح آمناً +يغارُ عليها وهي قد فتحت صدرا +نمى باءٌ منه الى بعض صحبه وجاء رسول الخير في وجه كتبهِ +فخالجها فرط السرور لقربه كما اصبحت نشوى بخمرة حبهِ +فزاد على بشر المحيا بها بشراً +وكنت تراها كلها حسن مبسم وفاض حياها بالسرور المقدَّم +وماست دلالاً في نسيج مسهمَّ تربص اقبالَ الشجي المتيم +ليقضي منها ما لقد رامهُ دهرا +وقد سمعت وقع الحوافر فانثنت وعن ساعد جداً اليهن شمَّرت +ومن جذل بالدمع آماقها همت وما فتئت تسعى الى انها رأت +حشاشة نفس اي حبيباً علا مهرا +فبشت له والطرف باكٍ وسافحُ كطل همي والصبح بالشمس لائحُ +وقالت سلامٌ بالمحبة فائح سلام لمن اهوى وقد عاد نازحُ +الى الدار من بعد احتمالي له الهجرا +عليها هوى من فوق صهوة نهدهِ كما انقض دمع العين في سفح خدهِ +وطوق جيد الحسن منها بزنده ومن خدها قد هام في ماء وردهش +ليخمد من نار الجوى كبداً حرَّى +فعاد إلى اوطانه مثل ضيغم ملا العين في نجح واحراز مغنمِ +وقابله اصحابه بالتكرم وطابَ فؤاداً من محب مسلم +وقد شاهد العذراء ما برحت عذرا +لعمرك ليس الحب الا بذلة ووصلُ الغواني اصلهُ لثم وجنةس +ولولاه لم يظفر بأدنى تعلة فتىً واقع في قلبه حبُّ دمية +ولو قد قضى في حبها العيش والعمرَا +لُبنى عليك تحية المشتاق وسلام باكٍ بالدم المُهرَاقِ +لبنى عليك تحية مني كخاتم جوهر شط المزار وبعد يوم فراق +لم أنسَ لفظ فم كخاتم جوهر باللطف يسكرني كسحر الراقي +لم انس عبرة وامق كفكفتها بيجادها الموموق يوم تلاق +شفعت لدى اللحظ المريع فما انتضى نحوي بوقفتنا ظبي الاحداق +لم انس قامتها ويجلي غصنها بحلي الجمال الغضِّ والاوراق +فالان ليس مقام تشبيب بها وتذكر الاطلال والميثاقِ +فألآن ذكر أخي المرؤَة والندى نعمان سوقي الطيب الاعراقِ +هذا الذي يمتاز عن ارج الصبا بلطافة الانفاس والاخلاق +أَضحى الرشا الاحوى بعقد كلامه بدل العقود مقلد الاعناق +هذا المجلي نصر جدواه على جدوى الكرام سواه يوم سباق +سرق المكارم من ابيه وجده لله در الندب من سرَّاق +غلَّت اياديه المكارم فهي لم تطمع بلا اندائها بعناق +إنَّ الجبال تزول من اركانها لكنه راسي العزيمة باق +هذا الجدير بكل سامي منصب والى ثناه ان أَحث نياقي +هذا الذي اكتنفته زهر شمائل جلى كعقدٍ محدق بتراقِ +ليعش ويسعده الزمان بصفوه والسعد كان له مكان رفاقِ +إن زرت طنطا زر ندي نعمانِ قد شاد فيه للسماح مغانِ +يبدي الجميل بمعزل عن مبصرٍ ويقول اني عادم الاحسانِ +الواهب البدرات دون تأسفٍ يعطي العطايا من صميم جنَان +الجود زهر الاقحوان مفتحً والبخل ولى داميَ الاجفان +إنسان عين الحلم مع نفس نمت خير المثال لقدوة الانسان +تحكي الغصون طباعهُ في لينها ونعومة الاوراق في الاغصان +يفري الخطوب اذا دجون بفكرةٍ وقادة لا في شباة سنان +الطيرُ غرَّد في غصون بيانهِ راقنه اكثر من غصون البان +يسبي بسحر كلامه مهجاً كما يسبي الغزال بطرفه الفتان +وعليه من غرّ المحاسن لمحةٌ في نفسهِ وجبينه سيان +خذناً تخذتك يا خدين ويا حبذا خدن تكون نظيرهُ اخداني +أعاتب دهري وهو ليس يلين وتشكوه مني زفرة وأنينُ +إلى كم أقاسي نكبة بعد نكبة وأنت كصخر لم يشبك حنين +توالت عليَّ النائبات سهامها فلم أدرِ أيا اتقي وأصون +ترى الحر في الدنيا بأَحول مقلة فيرخص في عينيك وهو ثمين +شعرت بذلي حيث بت أخا عُليً وبالذل لم يشعر كذلك دون +ولو لم تخامرني الظنون بأنني مفيداً وعضواً نافعاً سأَكون +لما كنت صباراً على النوب التي دهتني ومنها مس قدري هونُ +يشق افتتاح ترنسفال ولم ترق على جانبيها أنفس وشوؤُن +سيعلم قومي أنني سأفوقهم وكلٌّ سيعنو للعلى ويدينُ +لقد أبغضوني لاتقاد قريحتي وطيب فعالي والجنون فنون +ولو كنت اهوى اخذ ثأري لقوضت ربوعٌ ولو حالت لذاك حصون +ولكنَّ لي طبعاً كريماً مخالفاً لاخلاقكم حلمٌ به وسكون +فعيب عليكم ان تدسوا مفاسداً عليّ ولم ينجح بذاك خوؤن +ولي يومُ نجح في البلاد له نباً وهذا له في الخافقين رنين +فلا تشمتوا بي يالئام تنبهوا فلا بد يوماً ان يقوم دفين +وتشرقُ من بعد الافول كواكبٌ وتورق من بعد الذبول غصونُ +أرى خلقةً لما الفؤاد يميل إليك شكيبٌ حيث أنت مميلُ +لكالبدر لكن ما الخسوف يمسهُ وكالسيف لكن ما عراه فلول +مشيد ربع العلم بعد دروسه ولولاه هاتيك الربوعُ طلول +وفرع لا دواح المعارف والحجى كذاك لبيت المكرمات سليل +منابتها احيا ولم بذوِ حسنها يفتح منها الروض منه قبول +كأَن الذي قد خطهُ بيراعهِ غدا منزلاً ما حال عنه بديل +تملك اعناق المعاني فنحوه قد انقاد عاصيهنَّ وهو ذليل +كأن المعاني في جمال ذكائه سباها فقد اضحت اليه تميل +جنان بنيران المرؤة شاعل وجفن بأَميال الذكاءِ كحيل +كلفت به من قبلما قد عرفته لاني احب الفضل وهو فضيلُ +فان كنت لا اهوى المآثر والعلى فمن يا ترى قلبي اليه يميل +يسيل ثناء القلب دون تكلف ومن شغف اضحى الفؤاد يسيل +ولم انسَ هاتيك الشمائل انما تذكرتها لما تدار شمولَ +عشقت بك العلم المنير ومسني بجسمي منهُ رقة ونحول +وكم لك فينا من ايادٍ بياضها لو أن خامر الليل البهيم يحول +وانت لادري في قصوري ولم يكن بغيرك أَن أعدو القصور سبيل +وشهرة من مثل الأمير غنيةٌ وأبواب أوصاف له وفصول +بروحي شكيب افتديه ومهجتي وغيري يفديهِ وذاك قليل +لئن وقفت لنمرٍ كلَّ ديواني لما استطعت أفيهِ بعض إحسانِ +قد عاد شعري لما زار كعبته من البديعِ باشكالٍ والوانِ +ولست اسأم من اوصافهِ ابداً اخال نفسي في تشبيب غزلان +قد لذلي فيه نظم الشعر ممتدحاً كما الغرام غدا يحول لولهان +تصبو النفوس لمرآه ومنظرهِ لما تُلمُّ به علماً بآذان +ندعوهُ انسان فضل وهو زاد على ال إنسان فضلاً فيدعي فوق انسان +والبخل ينجم عن لؤمٍ وعن جبن والفضل ينشأُ عن همات شجعان +والمرءُ ينكر في عسر كما نكرت بيض النواصي ذوات الخدر والحان +الا لديه فلم ينكر لفاقته عاف ومثر لدى عينيه سيان +وجهٌ يشعُ جمالاً من شهامته يحكي ورود الربى في شهر نيسان +هذا هو البدر يجلي السحب مطلعهُ وانما لم يصبهُ حكم نقصان +يا من شمائل لطفٍ منه قد فعلت بي ما يقصر عنه خمر نشوان +وذكر شخصك قد فاحت لطائمهُ من دون نكهتها ارواح اغصان +وما اغالي اذا ما قلت مثلك لم أعهد صديقاً بايامي الى الآ�� +اليك اقوال شعر فيك لقنَ ومن احق منك بذكرٍ ضمنَ ديواني +قد قام برهان اخلاص الفؤَاد لكم ودونه ثمَّ قلب منك برهاني +أُقر فيه بعجز لست تعهدهُ الا لضعف بجسمي لا باذهاني +فدم أيا بدر ما لاحت ذُكاء ضحى وما الهزار شدا في أغصن البان +غصن الفضائل من ندائك ازهرا لا زلت للقصاد تسفح أبحرا +قد بت في وجناتهم خالاً كما بنحورهم عقداً ترصع جوهرا +جبت البلاد ولم انل وطراً بها لم أدرِ كل الصيد في جوف الفرا +يا ابن المكارم لست حسب عارضاً ينهل الا من يديك تحدرا +لبيك اني شاعرٌ متفنن لكن اراني في مديحك اشعرا +ترتاح اذ تُندي النوال ولم تكن ممن اذا اندى النوال تحسرا +بردت قلبي من لظى لهفاتهِ وملأَت لي من نور انسك محجرا +وكسوتني ثوب الدلال مسهماً وبسطت لي العون الوفير الا غزرا +إِني كتبت لك الجميل على الحشى فوق الطروس وانت اعلم من درى +يا ايها الخل الوفيُّ لك الثنا مني على طول الزمان مكرَّرا +قد جدِّ قلبك بالحمية هائماً حتى خشيت عليك ان تتسعرا +وجعلت نائلك المعمم فديةً عن صالحي يا مصليا ناري القرى +وجه بشوش قد جلتهُ مكارمٌ كالروض يجلوه الغمام اذا انبرى +في حلم معن مع سماحة حاتم واياس ايضاً في حصافتهِ ترى +يدعو الجنان بطول عمرك هكذا يدعو اللسان اذا رقيت المنبرا +رمسٌ لابراهيم نمرٍ قد ثوى فيهِ ولم يبرح كغصن البانِ +تبكي المكارم والتقى من بعده ولطافة الاخلاق في الغزلان +ترك البوارح فاستراح وانما نقلت الى الاخوان والخلان +ارخت لما سار عنا آلمٌ في مصر قبرك يا فتى لبنان +تعزَّ فان الموت لم يُبقِ باقيا ولا درَقٌ مما رمى السهم واقيا +ونفقد اولاداً لنا واحبةً وفي كل يوم يستزيد العواديا +وذي سنة الله الكريم فلا اسىً اذا ما غدا الرحمن في ذاك قاضيا +اذا ما بكينا ليس نبكي رواحلاً ولكننا نبكي الدموع الهواميا +ايا وردة طل الندى منه قد جفا وكان له درا به كان حاليا +ولكن لنا من وصفه خير حلية تقيم دواماً حسنها ليس ذاويا +بمفرقهِ لاح المشيب ودونه بياض فعال بات في النفس باديا +فذكرني عزا كما ذكر الصبي وليلاهُ قيسٌ والسنين الخواليا +على ان ذاك العز لازال اثرهُ ولو انهُ فات الصبي والتصابيا +كطيب بثوب لم تزل نكهاتهُ وان صار ذاك الثوب رثاً وباليا +اذا ما فؤادي قد شكا غدر دهرهِ تحمَّل عني بعض ما في فؤَاديا +اشبب في شعري بحسن خلالهِ اذا منعت عني سعاد القوافيا +وساجي فؤادٍ ليس يقلق راحةً يذكرني تلك الجفون السواجيا +وربى بنيه بالفضيلة والتقى فشبوا غصوناً بالكمال نواميا +خفيف دم ما اثقل الناس قولهُ ولا فعله بل نسترق الحواشيا +ازور لهُ داراً وربع ديارهِ بدوراً بدت فيها تنير المغانيا +تبش وجوهٌ منهم عند زورتي وفي وجد قيس يسمعون ندائيا +اود لهذا البيت كل لذاذةٍ وعمراً طويلاً بالمدى متواليا +فخذ هذه الابيات يوسف وردة كعربون اخلاصي وذكر صبائيا +ولو كان بي وجدٌ هناك كما هنا لأكرهتهن الوصل ان كن يمنعنا +ضنينة وصل لا تلم بزورة على ان من انحائها الطيف ماضنا +قد ابتكر العنق الغرير جماله فزاد على حسن الطُلى في الظبا حسنا +وبنَّا عن المحبوب في سحر الضحى وما بانت الاشجان منا كما بنا +قالت وانَّاتي لقد سمعت ما انت يا صب غير مسلوب +كأَنَّ انفاسي لدُن صعدت كانت تناجي نفس محبوبي +قالت وهل حسناءُ في خلقها قلت لها لا تسألي توبي +فتىً قد دعته للهوى الأعين النجل فلبي وأضحى من خلائقهِ الذلُ +هوى غادة حسناء ناعمة الصبي تلاعب فيها من معاطفها الدَّل +قضى زمناً معها طويلاً وقد غدت كريمة وصل لم يشب طبعها البخل +فلذ لها حسن الفتى وجمالهُ لذلك لم يدخل مسامعها العذل +فقد جف ماءُ الخد من طول لثمهِ ومن لعب بالردف خف به الثقل +تمادى الفتى في غيه وضلالهِ بعاتقهِ إذ كل أيامهِ وصل +حلا خدها ماء التصابي بعيد ذا كما قد جلا عند الضحى وردةً طل +تملك فيها حبهُ وغرامهُ ولولا قليل كان قد مسها الخبل +ولما رأى لم تسلم البنت بالحشا فمن جفنه ما بين أحشائها نصل +تطلب مهراً من أبيها وإنما تأَبى أبوها إذ غدها مهرها يغلو +توهم أن الحسن في وجه بنتهِ كفاه بلا مهر ليأخذها بعلُ +وانكاه ان الشبل قد خلع الحيا على ابنتهِ ما عنهُ اقلاعهُ سهل +نهاها ابوها عن مغازلة الفتى وان غازلته دونها الموت والقتل +وقد مزجت سما بماء زجاجةٍ ولكن بكأس الموت كان لها نهل +ونشكو من الغيد الحسان تمنعاص ومطلاً ولكن ينبغي الدل والمطل +وغاية ما نوصي المخاطر في الهوى هو الحب فاسلم بالحشا ما الهوى سهل +لم أنسَ حين لقيتها في معلم تُكسى وتمشي مشي ظبي أرتمِ +وفركت منها الراحتين فراقني حسن البنان بها وحسن المعصم +وكسوتها ثوب العناق مزرَّراً قُبلاً عذاباً من لماها والفمَ +وضممتها لاضالعي وضلوُعها ال تحمت فكنا قطعةً لم تقسم +وعففت حين قدرت مكتفياً بما يقضى العفاف فعرضنا لم يكُلم +وخططت في ورق الجمال ومدمعي حبري وكانت نار شوقي مرقمي +ازدادُ مع طيب الوصال تلهفاً ويزيد خداها بلون العندم +لم افترق بين الجمال وثوبها فعرفت حسن الجسم بعد توهم +من يجتني الورد المنعم قد غدا في غبطة وبدا بعيش انعم +قد حامت العشَّاق حول جمالها كقطاً على ماءِ الموارد حوَّم +يزداد بالانضاج حسن إِهابها فكأَنني قد زدت فيهِ من دمي +حكت الظباءَ سوالفاً وشعورها سودٌ كخافية الغراب الأَسحم +تمشي وترفل في الثياب وثوبها تكسوهُ حسن اديمها المتوسم +كتبت يدق للحسن فوق جبينها قد نلت من دنياكِ اربح مغنم +وحكمتش في ظل المحاسن فاغتدى للحسن يذعن كل ليث ضيغم +فبمن ارى تلك الصباحة في الضحى مثل الصباح الابلج المتبسم +ولمن اقول اذا مررت بدارها عند الصباح عمي صباحاً واسلمي +مرت ليالٍ قطعت في لذةٍ بمثالها في ليلة لم احلم +قد أذتني نفسي فما حال واشٍ أو نفورٌ للوصل إلا حياها +ذكرتني أرواح لبنان منها طيب أنفاسها وبرد لماها +خطراتِ النسيم لا تجرحي تل ك الخدودَ الرقاق روحي فداها +كل قلب لها محبٌّ سوى الشم س من الغيظ ناصبتها عداها +لم تبقِ ظبياً من الريم إلا فضحت حسنهُ ببيض طلاُها +قد تقضي الشباب يا وردة الحس نِ وروحي لم تقضِ منكِ مناها +يا فتاة لم تملك العين من رؤ يتها غير سحها وبكاها +بعدت دارها فجفني على البع د بدمع الاشواق قد حياها +لي نفس تهوى السلام مع النا س وتأبى ايلامهم قد حياها +قد جنت فكرتي جناها فكان ال حق ان تأخذنَّ نصف جناها +ومعانٍ وشيتها في قريضي هي كانت لحمتها وسداها +وجناتٌ تفاخر الورد قطر ال غاديات الرقاق من أَنداها +هو ردٌ يد الصبا لم تحكهُ انما حاكهُ بنانُ صباها +اين ذاك الهزار يصدح فوق ال غصن منها سبحان من سواها +اين تلك البنان تلمسها كفّ يَ اين البنانُ اين رُواها +اين تلك الاكف تندي لنا الجو دَ كوكف الجمال من أَعضاها +اين تلك الرياض انعمُ فيها حرمتني الصروف من نعماها +بكرٌ اليك ازفها مكسيةً من وضي فضلك كل ثوب معلمِ +يا عالماً بالعدل لكن جاهلاً ظلماً لانك قط لم تتظلم +ان فاته ما زاد فيه رفعةً يزهو بحسن شمائل وتكرم +المكرم المحبوب منا اذ غدا فينا بمنزلة المحب المكرم +فطن يقول اذا رمى لحقيقةٍ سهماً مصيباً ويكِ طرفك فاسلمي +قد زانه ادب ومنه زانه عقل يضيءُ وزيتهُ لم يضرم +اني ذكرت له اذا جن الدجى بدر السداد بجنح ليل اقتم +كررت اسمك في علانية وفي ال نجوى اذا كررتهُ لم أسام +ان كان بون الدار يحرمني لكم وجهاً فوجدي حاصلٌ لم احرمَ +يا من جمعت لنا بنفس حرة لطف الغزال الى مروة ضيغمِ +يا زماناً فديتهُ بزمانٍ قبلهُ مرَّ أو تقدم بعدا +كلما غادة تولت ظفرناً بسواها تجاوز الحسن حدا +وثنايا كأنها أُقحوانٌ وخدودٌ يفضحن بالحسن وردا +وليالٍ كأَنها الصبح في الحس ن وايدي الحبيب بالوصل تُندى +ولظى الحسن قد زكت وحشى العشَّ اق يوقدن بالصبابة وقدا +هائجاتُ الشجون غادرت الص ب اليها يهيج قلباً ووجدا +فاقداتق حيا الخدود فلا تن دى حياءً الا من الحسنِ وردا +ناشرات تحت الذيول بدوراً ومن الذيل اذ تراوح رندا +ناهباتٌ قلوبنا سالباتٌ آخذاتٌ منهن للحظ غمدا +آنسات يبغين منا وصالاً وعيون الرقيب يوجبن صدا +مازحات في رقصهن على الأَر ض وذا الرقص بات في الارض جدا +يترشفن من فم الكأس خمراً فيُعدن الخمار في الكأس شهدا +وشتيت الدر النظيم به شم ل الجمال المريع الف عقدا +قد تثنت في مخلق البردِ قدماً فكساها من صنع صنعاء بردا +ان بحري الخفيف اثقل من عب ل شواها يا ليتهُ خف قدا +كان فكري أجرى وكان فقيد الزَّ جر اضحى محالفاً منهُ مدا +ودواء الوصال اصبح نقدا حيث داء الفراق اصبح وعدا +ممنوعُ صرف حسنها السامي ولا عرضٌ به يفضي إلى أن يُصرفا +عرفت بتشبيبي القديم وحان ان تدري وآن لها به ان تعرفا +أضحى يداعبها بمد بنانهِ فيحب منها ان يذوق المرشفا +نفرت لأول وهلةٍ وبُعيدها أنست فقبلها وما منها اكتفى +وغدا يكحلها باثمد مالهِ حتى تميل الى هواه وتطرفا +قد اتلف المال الكثير وليتهُ راضٍ ووفر قلبه ما اتلفا +لبست مفوف بزة من دونها لبست من الحسن البديع مقوفا +ضربوا على الوتر الشجي وحبذا ضربٌ على وترٍ يسمى معطفا +بالوقع اذوى زهر لحظ يانعاً بالحسن بل بل احنى قواماً اهيفا +عرض المحاسن في مطاوي ثوبها قد بان لا يزعم عذولي قد خفى +ماست بخصر ناحل متضائل ياما ارق الخصر ياما انحفا +يا رب قد قامت تميسُ ترفقن بخفيف معطفها اللطيف تلطفا +والردف ارباهُ الرداءُ ضخامةً لما تلبد فوقهُ وتكثَّفا +لله من ريان خد ناضر ما انعم الخد الاسيل وارهفا +حفت بوجنتها المناصل خوف ان يجني المتيم وردة او يقطفا +كشفت عن النهد الثقيل ولازمٌ فالنهد ليس يخف حتى يُكشفَا +زادت على الحسن البديع محاسناً حتى غدت بمحاسن لن توصفا +فلو اجتلاها البحتريُّ لشعرهُ من لطفه اضحى ارقَّ والطفا +وجه حكى بدر السماء طلاقةً وصباحةً لكنهُ لن يخسفا +البدر تعطيه البهاءَ فيشرقُ والغصن تمنحهُ الفتاء فيُورقُ +خدٌّ قد انتقب الجمال بمائه ويزاد منا عبرةً تترقرقُ +وتظن قد لعب الحياءُ به وذا وردٌ غدا بيد الصبى يتفتقُ +وكانها إذ لاح ناصعُ عنقها طلبت مجانسةً فشاب المفرق +وجهٌ يضيءُ وزيته ماءُ الحيا يربي تصابينا حياهُ فيشرق +جلست ونصب عيونها مرآتها والقلب مرآةٌ لها يتعلق +وجعلتُ املأُ ناظري من حسنها وبقدها اضحى يحفُّ ويحدق +حتى اذا كادت تحسُّ جلوسنا ينظر الى المرآة ط��في الشيق +ما للجفون نظنها وسنى لقد جرت علينا من مصائب توبق +صانتك من وقع السهام لو انها نامت وقد سهرت فراحت ترشق +دررٌ تلفعها بحسن شفاهها كالزهر برقعها الغمام المطبق +بالحلي يزهو والغلائل قدها ولذا عليه القلب طار يحلق +زار الضنى جسمي فزال وخلدت ملك الجفون عليه لا تتفرق +ولقد نسينا ثمَّ مفتاحاً كما كل نسي قلباً يهيم ويعشق +يا حبذا قلب حوته لو انهُ كاديمها اضحى يلين ويرفق +أنفقت في مرأى جمالك ساعةً يا ليت في مرآهُ عمري ينُفق +لبيك اني شاعرٌ متوقدٌ من غير عشق كيف لو اتعشق +إلى أرض لبنان يجاذبني وجدي كما اشتاق قبلي قيس للعلم السعدي +هناك غدت خود الجمال مقيمةً فقد زادني وجداً اليه على وجدي +جرى منه في الحصاء ماءٌ عُذيبهُ اذ نهلت منه تحول للشهد +وما بدرُ الاموال ان غاب وجهها ولا ملكُ كسرى بعد فرقتها يجدي +يعيرني بالعجز وارد حسنها وكنت صغيراً حين حام على الورد +له خلفت منها وصال جمالها وقد خلفت لي دونه الم الصد +فتاة بايدي ظبي حسن تقوَّمت وما جمحت الا الى الطعن في الاسد +رشفت لها برد اللمى فأَذابني ومن عجبٍ اني اذوب من البرد +ولم انسَ وقفات بجانب دارها هناك بها قد كنت اشكو من الصد +وتسترنا خوف الرقيب يشي بنا بغاسق شعر حالك اللون مسود +نشقت اريج الثوب من ذيل ثوبها ولم أدر ان الاعتلال به يعدي +كساني الهوى ثوباً من السقم معلماً وعن كثب اكسى بثوب من اللحد +فواخجلتاه الظبي يهزم شملنا ونبكي باجفان الى ضيغمٍ ورد +ذكرت لها يوم النوى وقد استوت على ذروة ترمي النبال من الغمد +ولي كبد يزداد حباً لهيبها اذا حدها الورديُّ ما زاد بالوقد +غدوت قتيلاً بالدموع مضرَّجاً كما ضرجت تلك الخدود من الورد +ألفت الضنى حتى غدا السقم صحةً فمن صحتي شكواي لا من ضنى السهد +مقيم شجون لا يقر قراره يشابهُ في لباتها قلق العقد +اذا عليها نقاد حسن بمغمز سوى حسد الحساد لم يلفِ ذا نقد +وما ذقت منها غير حسن بنانها ومعصمها عند التحية باليد +وما ان ذكرت الآس الا ذكرتها بحسن دلال في معاطفها الُملد +تشنف آذاني اذا ما تكلمت وان كلمت مغمىً بعود الى الرشد +حنوت عليها الرؤوم بعبرةٍ يبل لها في الصدر ريحانة النهد +كأن سهم الجفن كانت رسولةً تقول اذكرن مني قروحك في الكبد +قفي ودعيني هل ارى الغصن ينثني وورد الصبي المفروش في صحة الخد +قفي وانطري عيناً بكت عندم النوم نقشت به في ملطمي حجر العهد +قفي ودعيني قبل تشتيت شملنا فما انا من يرجو اللقا بعد ذا البعد +فان طويل البين يخلق عهدنا فيصيبك ان تهوي اخامقةٍ بعدي +الا انني لما نسيت قصيدتي غدوت على منوالها ناسجاً بردي +ففصلتها ثوباً وغصناً قطعتها لتشبيهها في الحسن مع هيف القد +فتنت باحساسي الرقيق جزالة ال كلام فاضحى حينما قدسي عبدي +واصبح للتشبيب بالعين صالحاً غداة به نشكو يؤثر في الصلد +يدل على عقل الفتى كبر نفسهِ ودل على صغر النفوس قلى المجد +وبعضٌ من الفتيان قد نال بالعنا وبعض من الفتيان قد نال بالجد +تساءل قوم عن غوانيَ لم غدت تريد مني الليمون أَكل الحوامضِ +فقلت لهم دافته مع سكر اللمى لتبريد هم في الجوانح عارض +وليث عرين خادر دون بابها هناك حمى من دوننا غادة الخدرِ +لقد لعبت ريح الصبا بمشوفها فقد كشفت عن جسمها حجب الستر +ضليعةُ جسم الف صبٍ تبيدهُ فملت حياة المستهام من القصر +فيا رب لو قد زدتني في أديمها فاني سقيم لم يزد بيَ من كبر +محاسنها آثار شعري عرَّفت وقد تركت آثار جسمي في نكر +لها وجناتٌ ناعماتٌ ترقرقت مياهُ جمال في صفائحها الغرِ +أبانت لنا نهديت تحت لثامها اقاما همومي حين قاما على الصدر +تمنيتُ لو تجري من العين ادمعاً لا شربَ ماءَ الحسن منهن اذ تجري +ذكرت لها حسن القوام وقد بدت فواحسرتا من ذلك الحسن والذكر +فؤاد بماء الحسن ارويه علني أُطفي لظاه فهو يزداد بالحر +وعانقتها إذ شط عني مزارها وصافحتها وهماً بانملي العشر +ولم انسَ اوقاتاً قطعت وتينها بلذة عيش حيث كنا معاً نسري +أداعبها بالقول حتى تلين لي فاجمع إذ ذاك الذراع على الخصر +وقالت لنا أراك في الشهر مرة فقد قطعت عمري قبيل مضي الشهر +ويا رب لي نفس تعف عن الخنا فما حيلتي قرب لنا ملتقى الحشر +لئن قد نمى في ربوة الحسن غصنها فغصن بياني قد نمى في رُبى الفكر +فخير لنا ان ننظم الشعر للدمى اذا ما غدا عند الرجال بلا قدر +فيكسبهُ سلكاً وحسناً ومنهجاً وما رابحٌ منهم سوى قلة القدر +سوى بعض أعيان كرام ذكرتهم فإنهم فيهِ أحق من البدر +لقد أوصت المفتون فيها المتيما عليها بطيب العرف أن يتكرما +وغانيةٌ عن كلما قد ذكرتهُ تفرق من انفاسها الطيب للدمى +وما الرند والكالونيا والكبا غدا برشفة ثغرٍ من لماها تبسَّما +غدا ناطقاً فيها الجمالُ لانهُ من البدو ذاك الحسن لم يكُ اعجما +فليس على عجم النساء رشاقةٌ ولا حدَّةٌ حتى العباد تتيمَّا +ويجرح خداها اذا خطر الصبا وكيف بقلبي حين منها تأَلما +نعم ورد خديها وقد لعب الصبي به قد غدا من ورد نيسان انعما +وكم خلَّفت للصب غمزة حسرة وشاقتهُ ان يدنو اليها ويلثما +توهج نبت الخد ورداً مضرجاً لدى الحر مثل القلب منها تضرما +واي فتاة لم تروَّع بحسنها ومن حسدٍ لم تبك اجفانها دما +لقد كشفت شيئاً عن الصدر فاتناً ولو كشفت اشياهُ مت حالما +فقلت لها روحي فدى حسن ناهد وتفديكَ يا جيد الحبيبة واللمى +لقد صفاحت منها يد حسن عنقها باحسن عنق فاضحٍ جيد ارتما +عففت عن التقبيل لم ادرِ أَنني ساقرعُ سني عن قليل تندما +وما احسن الالحاظ مرهفةً لنا وان كنت اشكو جورها متظلما +نظرت اليها وهي لابسة رداً عتيقاً فكان الثوبُ مثلي متيما +وصورت ذاك الرسم نصب محاجري ولما شجاني ذكرها مدمعي همي +ولولا دليل الحسن يدرج مهجتي لارشادهم لم أُدر الا توهما +اغار عليها وهي غارت على السوى ولكي عليَّ الختل والمرك او هما +حمتهُ علينا وهي ناجت حبيبها حبيبي ما حسني عليك محرما +تناجيه سراً حيث قالت مشيرةً ببارد ماءٍ ضع بناناً ومعصما +هي العين ان لانت لصب بغبطة يعيش وان صدت تذيق جهنما +هو الرشأُ الاحوى بنا العرضَ هاتكٌ لمعشوقةِ لكن عن الغير قد حمى +يفندها فيه ابوها وامها وعاصتهما فيه ولم ترضَ لؤَما +واشبعها طعناً ولكن بلا قناً ولو أنهُ اضحى من الرمح آلما +نعم انا لا اسلوه ما حنَّ عاشقٌ وما اصبحت مزرقةً قبة السما +ولولا جمال الغيد قد ميزت بهِ لما خلتها الا كمياً وضيغما +كذاك قضت ايامنا ان اهلها يعدون ذاك البغل نهداص مطهما +سيعقد أَفراحاً وعرساً وغبطة واعقد إعوالاً ونوحاص ومأتما +وماذا تريد النفس بعدُ من الدنا اذا كان عني وصلها قد تصرما +فيا صاحبي دعها فانت مخاطرٌ تريك لدى وقت الظهيرة انجما +وما عابني الا لحسن شمائلي ذويَّ واني قد هويت التكرما +لقد خيمت فوق الجمال مهابةٌ لذلك قلبي قد غدا فيهِ مغرما +احب من المعتاص قرع صفاتهِ وكل قناةٍ ان اكون مقوما +وحاشا من الايطاء اشكو وحسنها معينٌ وحاشا ان أمل وأساة +تهللت لما قد رأيت قصيدتي تميس كما ذاك القوام تعظما +ولما حوت ابياتها حسن وجهها تعشقتها حتى لثمت لها فما +تردّدها مني الشفاهُ لانني لهجتُ بدُرٍ من ثناياك نظما +افتش عن معنىً انمق زهرهُ فيخطرُ في وهمي الذي ما توهما +لساني لم تملكهُ في الشعر حبسةٌ ولولاك لم يمكنهُ ان يتكلما +خفي سقمي عن مصبري لانهُ بحسنك لما قد حواهُ تلثما +اضأت محلاً كان بالليل حالكاً ولو لم تحليهِ لكان تهدما +لقد حسد البدرُ الظلام لانهُ رأَى وجهَ حاويها من الليل اظلما +اذا افترضوا حبي لها مثل حبها له كان ذاك الاقتران محتَّما +قد جاء دور اليازجي فنكسوا هاماتكم ويحق أنت نتخشعا +نحني لهُ تلك الرؤوس لانه تاجٌ على تلك الرؤُوس تربعا +من كان فينا كاتباً او شاعراً ليكن كشبل اليازجي وما ادعى +وسلامة الذوق البديع به لقد وجدت وسبحان الذي قد ابدعا +بلغت عقول الناس فيه اشدها لما نطاق العلم فيهم وسعا +تلك البنان لدن تهز يراعةً كان اليراع من الانامل أَطوعا +ملك المعاني والبيان وانما جنداً له ذاك الكلام تطوعا +وكذا الوداعة والرزانة قلبهُ فكأَنهُ طفل ومكتهل معا +لو كان يدري الشرق قدر اميرنا لأَقام يوبيلاً لهُ مترفعا +يا شرق ما اشقاك تنعش جاهلاً فدماً وتترك عالماً متفجعا +اهفو الى بشر الجبين بشيخنا ولئن يكن بمهابة متلفعا +اهفو الى ابن اليازجي ومهجتي نزعت اليه وحقها ان تنزعا +اهفو اذا مامر ذكرك خاطراً في خاطري وأود ان نتجمعا +اهفو الى الوجه الجميل لانهُ بدرٌ لنا نورَ الفضائل اطلعا +أحيا بذكر اليازجي اذا انبرى ولو أنَّ لي بين الرواحل مضجعا +نفس تعفُّ عن التذلل عندما تأُبي نفوس الغير ان تتمنعا +لو كان يجمع مالهُ بوقيعةٍ بُدراً من الاموال كان مجمعا +حاشا له إِلاَّ السماك محلةً ولئن يكن منهُ اعز وارفعا +فتشبهوا باليازجي واهلهِ وليتبع آثارهمُ من قد سعى +افنوا العيون من السهاد على الورى والناس قد احيوا المحاجر هجعا +من كل فن انشأوا كتباً لنا بطلي السوى كانت عداً مترصعا +نحن المياه جرت وهم باتوا بنا مجرى لهاتيك المياهِ ومنبعا +المرجعون البدر بعد خسوفهِ والواهبوهُ من الذكاء المطلعا +والرافعون على العلوم واهلها راياتهم وحقوقها ان ترفعا +آلٌ بهم مد الكمال رواقهُ وكذاك غصن الفضل منهم اينعا +افديك با ابن اليازجي بمهجتي وبكل ما ملك الرشيدُ وما وعي +طرف المرؤة لم يزل متنبها فعن الفضائل والمكارم ما سها +فالنفس يبذلُ للمرؤة والوفا ولئن يكن عن كل عيب صانها +ماغرهُ حسن المعاصم ما مسها كالزهر غير الطل ما قد رشها +ولقد تناهي حلمهُ ويزيده حلماً كان الحلم فيهِ ما انتهى +والبعض يلهو في احاديث الهوى لكنه بسوى الفضيلة مالها +ان فاتهُ صنع الفقير ولم يجُد عضَّ البنان تحسراً وتأوها +فطن خبير في الامور مجرب قد ذاق خمر العاديات وخلَّها +كم رافع للمكرمات منائراً وبيوت فضل في الشواهقِ شادها +يروي الحقيقة في الامور إذا روى متنكب تلك الخلابة والنهى +ولكم لفعل الخير حث ركابهُ ولكم عن الفعل المذمم قد نهى +كلفت نجود حيث لم أكُ والعا قبيلاً ولم أشهد لحب مواقعا +دخلت بها باب المحاسن هائماً ولم أك شيئاً بالمحاسن صانعا +وناجيتها حتى تقيم بمعزلٍ وكان ببالي أن أخوض المعامعا +وقد شاقني من حسنها حسن معطف وجيد غريرٌ باتَ كالنصل ناصعا +فبرقعتُ وجهي بالحيا وصرفتها بقولي لها لا تقطعي وردنا معا +وقد سألتها حين ولَّت خدينةٌ عن الامر قالت هل غدابكِ والعا +تنشقتُ من انفاسها طيب مندل ولكن غليلي الطيب لم يك ناقعا +فازمعت اني التقي الخود راكعاً لديها وأُذري من عيوني المدامعا +فلا بد ان تحنو علي بصدرها فاحنو عليها بالمحاسن واقعا +وكم قد حنا مني الفؤَاد كأَنني اضم لها عطفاً ولم اكُ جامعا +وكم امطرت للصبّ من رطب جسمها سحاب جمال بزدري الغيث مائعا +وكم داعبوا منها غزالاً مغنجاً وكم قطعوا منها الغصون القواطعا +فأودعتُ روحي والجوارح عندها وهيهات يوما ان ارد الودائعا +زرعت بترب الحسن روض صبابتي وما قد جنت كفاي ما كنت زارعا +بليغة حسن تفضح البدر بهجةً كما تمنح البدر المنير المطالعا +ذكرت لها داراً فذكرت محجري بكاً كان عنه طرف عيني هاجعا +شكت سقم الاجفان منها فعادها محب فمنهُ عاد يشكو الاضالعا +وأُكرم هاتيك العيونَ لانني اخاف على نفسي السيوف القواطعا +ويا ورق غصنَ البان والرند غادري على جيف العشاق نوحي سواجعا +جمعتُ شتات الود من كل عاشق ولم يكُ قلبي بالمحبة قانعا +تقول انا اهواه لم ارضَ غيرهُ حليلاً ولو عنقي ابي بات قاطعا +تفندها فيه الانام لانهُ دني مولد لكن اصمت مسامعا +لقد زجرته ان يكلم غيرها فكان لذاك النهي عبداً وطائعا +تربعتِ في دار وحسنكِ ساتر على درَن فيها فأضحى براقعا +قفي ودعيني هل انا بعد راجع وانظر زهر الورد في الخد يانعا +قفي واذكري لي اي ذنب جنيتهُ اسل راكعاً عفواً الى الحسن ضارعا +قفي انني اقسمت أني لم احل عن الربع الا استرقُّ المرابعا +قفي يا بتولا واملأ في العين عفةً فلست ارى بكراً اذا عدت راجعا +قفي وانظري شكري العيون وجفنها بماء ورود من خدودك هامعا +قفي فليكن اذ فرقتنا يدُ النوى عناقُ فراق بيننا الآن جامعا +لعب الغرام بقدها فتميلا ودرى الجمال مكانهُ فتدلَّلا +قد زيَّنت بالورد منها نهدها والنهدُ من دون التزين قد حلا +والبشرُ يعهد في حياها خلقةً ويزيد فيهِ حين مرؤٌ أَقبلا +ارسلت طرفي نحوها ونظمت ما وقعت عليه العين منها اولا +ولأينما تسعى لجمع زكاتها طرفي وقلبي حيث تسعى أُرسلا +قد ابدعت ورد الصبى وجناتها أَوموا الى ورد الربى ان يخجلا +ما الاقحوان اذا تبسم ثغرها او عند ريق فيهِ ما عذبُ الطلا +لا تعذلوا ذاك القوام اذا انثنى فاذا تفتل حقهُ ان يفتلا +بمدامعي اسقيك يا ريحان نه ديها ولم اتركك ان تتذبلا +ما قد ذكرت سواد حظي في الورى الا وانستنيهِ في بيض الطُلى +هل عندها علم بان جمالها اصبحت فيه اخا فتون مبتلى +رقصت فقومت القوام كأَنها بطل يقوّم منه رمحاً اطوالا +وترنحت بسلافة الندمان فاز داد القوام رواً وطاب تميلا +وقد انتضت سيف القتال ونازلت اسداً فكان منه افتك مقتلا +رفست اديم الارض في اقدامها فغدا فؤَاد ربوعنا متميلا +وتنقلت فصبوت من خطواتها والبدر يصبي النفس حين تنقلا +وتنفست نفسَ الجمال فراقني وغدوت اهواهُ وعفت المندلا +رقت محاسنها فرق غرامنا فيها وراق لنا بان نتغزلا +يا دميةً نصب العيون وضعتها والقلب صورها فما منها خلا +حولتِ فكري عن غرام احبتي فسلاهمُ قلبي وشعريَ قد سلا +وخطرتِ الطف خاطر في فكرتي وارق مالي في القريض تخيلا +غيداءُ فاتنتي احسنكِ محصنٌ او لم يلج منكِ المتيم معقلا +يا رب لا يبقى الجمال بخصبهِ ان لم يروَّ من الصبابة يذبلا +غيداء لا ينفك ورد شبابها رطب الخدود الناعمات مقبلا +نهضت لجمع زكاتها فتمايلت غصناً عليه من المحاسن كوكب +يا عاشقين لنا يروق جمالها يا عاشقين على الجمال تصببَّوا +فضحت لنا الحسن البديع ولم يكن فينا رقيب غيرُ لحظ يرقب +قد لونت بالحسن ثوباً حائلا ان كان لون الثوب منها يشحب +يا ليلة فيها استقرت ادمعٌ بعقيق من اهواه كانت تسكب +وشربت كاسات الطلا وظننتني ماء الجمال من النواظر اشرب +ورسمت في لوح القوام نواظري معه تقلَّب كيفما يتقلب +ورأيت قد مال المكان ولم يكن الا انا فيها اميلُ واطرب +لانت ملامسها فواخجل النقا من غصنهِ جسد ارق وارطب +وجه الجمال وصوتهُ وبنانهُ ما بعد يا قلبي تريد وترغب +خطرت تظن على الملاعب تنثني لم تدرِ ان لها فؤَادي ملعب +وحنت عليها منكباً ورغبتُ لو منها يكون على يحنى المنكب +وظننت ان الحرب ثار عجاجها وهناك لا حرب لدينا تنشب +يا ليل طل فالوجد نحو جمالها من وصل من اهواه عندي اطيب +ليل عليَّ ولم املك سوى وجد يذكرني ووجدٍ يعذب +قضيَّت ليلى واليراعُ بانملي والحسن يملي والصبابة تكتب +هلا درت تلك الغزالة يا ترى اني بذياك الجمال اشبب +من بعد ما فرغ القريض وطابهُ اضحيت اقسم ما صرفتُ واضرب +وأي فؤَاد لم تحرك شجونهُ وقد شامها هيفاء مائسة القد +وقد سترت زنداً كقضبان فضةٍ فقلت لها والزند لا تستري أَبدي +هي الغيد يقتلن الرجال ودونهم يعشنَ طويلاً بالسعادة والرغد +وكل فؤَاد ليس يدخله الهوى حطيماً غدا للنار يصلح والوقد +اذا اقبلت خلناه ملكاً لقد بدا وحفت بها عشاقها منه كالجند +تحيطُ بها مثل النطاق بخصرها وفي نحرها الفتان تصبح كالعقد +ولولا الهوى ما ذقت ظلم نضيدها وما لاعج الاحشاء طفيت بالبرد +ولولا الهوى والذل في الحب للهوى لما لان طبع منه كالحجر الصلد +ولولا الهوى لم ندرِ مالذة الهوى ولم ندرِ كيف الموت في جنة السعد +لقد ناح قبلي مغرم من حبيبهِ وما نوحنا يغني ولا شجونا يجدي +رحلت فما قطرت خدود عندما منها ولكن جفن عيني قد همي +رحلت فقد شكت القلوب تقرحاً مما عليها اللحظ راش الاسهما +قد كان قتلي في هواها شافياً من داء من اهوى فكانت مرهما +وكأَنها علمت بان قضاتنا قد حاولوا دِية القتيل ومغرما +قد سكنت عني لواعج لوعتي ممن بها تلف الفؤَاد مقدما +وحسبتها لي مغنماً لكن غدا ادراج ريح ما الفؤَاد توهما +وكأَنما لعب الحياءُ بثغرها لما بورد الوجنتين تلثما +ما راقني ثغر الاقاحي ان بدا الا اذا ابدتهُ منها مبسما +لله من ثغر يبان لمقلتي ثغراً وفي احشاي يبرق مخذما +قد كنت اقبس كي اسيل قريحتي من مجمر الخدين حين تضرما +ورثت جمال الوجه عن فتانة فغدت تزيد بهِ على حسن الدمى +ويلذ ماء الحسن في وجناتها اصدو اليه كلما اشكو الظما +وتخبَّ لالئَ ثغرها فنثرتها دمعاً بسمطِ الشعر بات منظما +صباً غدوت ولم اكن متنسكاً لكن غدوت بحسنها متعما +وقع الغرام بقلبهِ من قبلما خلع التمائم فيكِ بات متيما +يا غصن بان قد ذوى لي انما بغلائل وحلُى لآخر قد نمى +حاشا لطيبة النجار بان تكو ن مقيمة بين الجواري والاما +والورد ينبت في المزابل والكوا كب اشرقت في جنح ليل اقتما +والفارس المغوار يعرف قدره ولو ان علا في الصافنات مطهما +هذا الوزيرُ الخطير الباذخ الشان هذا الذي فاق في حسنٍ وإحسانِ +لم أدرِ في ايّ تشبيه اشبههُ والبدر ليس لهُ شبه بإنسانِ +أفادنا فوق ما نرجوه من وطر ولم يفت نفعهُ القاصي ولا الداني +يا للذكاء اذا ازكى قريحتهُ وكيف يحيا رياض بين نيران +صداه لازال يدوي غير منقطع وكل يوم له وقعٌ بآذاني +وذكرهُ مثل مسك بك واجمل من ورد تفتح في جنات اغصان +عن الوزارة لا زالت تفوهُ بهِ كذا تنادي رياض انت انساني +لثوب اقوالهِ لونٌ وان برزت لنا محاسنه في غير الوان +يا صادقاً قد كسا جيد العدالة من حُلي غوالٍ كياقوتٍ ومرجان +وان يخالف له مروءٌ مشيئتهُ بكى زماناً طويلاً بالدم القاني +آثارك الغرُّ لا زالت معالمها تزداد حسناً على تقطيع ازمان +وفي حدائقنا انت الرياض لنا كما الرياض نمت في وسط بستان +وانت في خد هذا العصر شامتهُ وانت في نحرهِ اسماط عقيان +وانت اشهر من نار على علم وانت لست بمحتاج لتبياني +فالبدرَ ليس بمحتاج لمعرفةٍ كذا الصباح غني عن كل برهان +لمثلك أوشي برد شعري وأنسج لأنك فينا قدوة ونموذجُ +وكم أذود الآداب قوَّمت مثلما صراط الندى والفضل أصبحت تنهج +بك العين قرت اذ تراك امامها وقلبي لم يبهجهُ غيرك مبهج +وساجي فوآد لا يثور لحلمهِ فيقلق لما فكرهُ يتوهج +كريم اذا ضن الغمام بغيثه علينا غدا من كفه الغيث يمزج +اليه عفاة الناس تلجا وكلهم لقد احرزوا منهُ مناهم وما رجوا +يهيم به ذو العلم والنبل والحجى ويقبح في عين اللئيم ويسمج +وذو العقل وَردٌ عند ذي العقل والذكا وفي اعين الجهال شوك وعوسج +تزين في حلي الكمالات والتقى وما غره ذاك الطلا والتبرج +اذا مادجا ليل الخطوب بوجههِ يلوح لنا صبح ليمحوهُ ابلج +ولا زال طول العمر بالسعد رافلاً ونذكرهُ بين الكرام وندرج +وقفةُ الفضل والحجى والكمالِ مع جميع محجبٍ بالجلالِ +وقفةٌ في الطريق نلنا بها ودّ دهور قديمةٍ وخوال +كامل الوصف جامعٌ همة الضر غام فيه للطف ذات الحجال +فوق صحن الجبين آنست حسناً كتبته عليهُ ايدي الهلال +وبتلك الاخلاق آنست لطفاً سطرتهُ بنان ريح الشمال +وبتلك النفس الكبيرة آنس تُ اقتداراً خطته ايدي الرجال +وكذاك الصدرَ الرحيب لقد آ نست فيه شهامة الابطال +يا حسيناً احسنت في وقفة فا قت بحسنٍ على ليالي الوصال +حبذا لو تعاد حتى زمان الس عد فينا يغدو فسيح المجال +قد حلالي ولاك ليس حرامٌ منك قربٌ لكنَّ ذاك حلالي +انني قد ظفرت منك بوافٍ بعد هذا ما للخؤُون ومالي +يا من عهود الفضل عُدت مجددا فأنا أجدد للصداقة معهدا +إني عرفت بك اللطافة مثلما ورد الربيع دري به قطر الندى +وكذا عرفت بك المرؤة انها ات قدت بصدرك عندما عادٍ عدا +كالسيف لم يلحقك فلٌّ انما لك مثلهُ في كل مأثره صدى +لك لطف خلق كالنسيم وخلقةٌ كالبدر بل لأرق منه ان بدا +انت الوفي لدن تخون أحبةٌ بل من يمد الى مساعدةٍ يدا +اغناك حسن فعائل عن ان تقو ل لنا انا قد طبتُ فيكم محتدا +تُندي المكارم كالهتون غزيرةً حتى حسبناها لقد خلقت ندى +فاودُّ ان تحيا الى طول المدى بل كنت اهوى ان تعيش مخلدا +لك يا صديق من المهيمن منةٌ هبطت عليك فخذ هناءَ حميمِ +ولمثل عبد الله توهب انفسٌ وبنون وهو بهم احق كريم +قال المؤَرخ بشروا أُمابهِ اهلاً وسهلاً بالغلام حليم +يوم تناهي حسنهُ وجمالهُ وسوى النقاوة جوُّه لم يعرف +يومٌ به قد لاح رونقُ يوسفٍ من سبط عبدالله صاحبيَ الوفي +والناس تعشق كل يوم مفرح كالطير تعشق كل غصن اهيف +ذو طلعة كلفت نواظرنا بها والبدرُ من خجل لديها يختفي +ارخ اباً لما تجلى بائنا سبحان من خلق الجمال بيوسف +يا حسنَ يوم قد تجلى كوكبٌ فيه فبدَّد كل جيش كر��بِ +يوم اخط على الطروس سطورهُ اذ انها من اجمل المكتوب +او كيف لا وبه لشكري مرعبٍ نجل دنا فنأى وجيبُ قلوب +واذا سألت عن الهنا ارخ تجد قد طاب قلبي اذ ملكتُ حبيبي +خلقٌ أرق من النسيم إذا سرى وكذاك ألطف من رسالات الصبى +شيمٌ حسان زينته مثلما الأزهار والأغصان زينت الربى +شهم توقد فكره لو كان لل بدر المنير ضياؤُه ما قد خبا +حسداً تقطعت النفوس ولامت العذال لكن لن يلوم ويعتبا +وصبا شديداً للمرؤَة فاغتدي ثملاً كأن لعبت به غُلوا الصبا +هذا هو المشهور في هماته اضحى له في الخافقين صدى النبا +فطن تزين بالفوائد والحجى وبلا جميع الحادثات وجربا +ولمن هواه كان شهداً طيباً ولمن قلاهُ كان صلاًّ عقربا +هذا الذي ان مر بين جموعنا نحني له هاماتنا والمنكبا +هذا الذي لحسان افعالٍ لهُ كل القلوب بهِ تهيم تحببا +والعدل منه تفتحت ازهارهُ اثنى عليه الطير فيها مطربا +كشفت الخبايا عن زوايا ظلمة ما حادث ابداً عليه تحجبا +ادعو بطول بقاه مالاح الضحى والطير سج والمتيم قد صبا +يليق بنا أن نهدي الحمد والثنا لمرئٍ به نلقي الأمانيَّ والمنى +يخفف احزان الحزاني اذا رنا اليهم وينفي عن حشا القلب محزنا +اذا ما جنينا منه زهراً لقدوة نكون غنمنا منه اطيب مجتني +له حلية زهر الفضائل قد ابى بغير النهي والمكرمات التزينا +اذا كنت ابني فوق اسي لمدحهِ بيوت قصيدي لست اخشى على النبا +وفيٌّ اذا ما راح يدعي لنكبة فما قد درى في دهره الضر والخنا +تجرد من اهوائه نقد اغتدى رفيع محل باذخ الشان والسنا +نعم معضلات الامر يصعب حلها ولكنه في حلها ليس هينا +ولم يفتخر الا بصالح فعله وما غره جاه الغني بذي الدنا +اذا رادهُ الطلاب نحو مرؤَة يلبيهِ والمكروهُ صار الى هنا +وذو فكرة وقادة ان تصفحت فما تركتهُ أَن يُعاني التمعنا +عليه طباع كالصبا لطفت فما ابدنى اذى يدنو الينا يمسنا +فلا زال في برد السلامة رافلا ومقرون عمرٍ بالسعادة والهنا +حاز الكرامة بالفعال ودونها ورث الكرامة اكرماً عن اكرما +يرمي القلوب بكل قوس لطافة وكانه عن قوسِ نبل قد رمى +يسقي المكارم من هتون بنانه فلذاك غصن الفضل فينا قد نمى +ويسر للفرحان في وطر قضا اهُ وللذي قد خان منه دم همى +ان كنت لم ارفع بشعري قدره من لي بان اهدي القريض وانظما +ويروع رهط النائبات فما عدا قد راح يهزم حين أبدى مبسما +عشق الكمال كأنه معشوقة فيها فؤاد اخي الغرام تتيما +وسليل بيت المكرمات وشبل من فرض النوال على النفوس وحتما +لانت جوانبه تضاعاً فالورى تدري لدى وضع النفوس الاعظما +يلجا الورى منهُ لاكناف الحمى ولقد تشرف من اليهِ قد انتمى +يا من برقته يخفف خطبنا وغدا لمجروح الجوارح مرهما +حسناته لم يحصها عدد كما قد اعجزت عن وصفهن المرقما +فازف نحو نداك بكر قصيدة لسواك لن تهدي ولن تتقدما +وفد الردى لأمر حباً بوفودهِ بسلاحهِ وسيوفهِ وجنودهِ +ان الحمام هو المليك على الورى والناس من خدامهِ وعبيده +ما القدر يدفع صولهُ ويردهُ ان السقيم الشأن مثل مجيده +تهوى الملوك عن الكراسي خضعا وتزيد اذ تنقض في تاييده +والندبُ من عصفت به نكباؤُهُ فرمتهُ من اعلى مقام سعوده +خير الدليل على مساواة الردى فينا ووحدتهِ وخيرُ شهوده +هذا الخطير مضى فاجفان الورى قد ضرجت من ذكرهِ بوروده +قد جف غصن الفضل بعد مماته اذ كان قبل الموت مورق عوده +لو كان يفدى ذو الفقار لكلنا في نفسه وطريفهِ وتليده +يا بئس جود للحمام وحبذا بخل يعوضنا الردى عن جوده +جود لقد بخلت بهِ ارواحنا ويد الحمام تعيث في تبديده +والمرءُ بين سهادهِ وهجودهش والموت بين هبوبهِ وركوده +ولى المفدى ذو الفقار فكرري يا ورق فوق الايك نوح مريده +ياعين سحي وابذلي نقد الدم ال قاني وفوق الخد ضرب نقوده +هذا الذي آماقنا بنفوسنا تجري عليه اسىً غداة صدوده +ندبٌ تصدعت الجبال لفقده او كيف لا ينشق قلب عميده +ظل المعالي قد تقلص عندما اضحى العليُّ موسداً بلحوده +قد حاز ما بين البرايا منصبا منه تغار ذكاءُ مثل حسوده +يسقي الركام من الغمام ضريحه والله يسكنه ديار خلوده +قد زفَّ مولانا رحال بعادهِ فحكمت عنهُ نائباً لبلادهِ +لقد انتقاك من الرجال لشعبهِ كالدرّ حاولنا انتقاد جياده +انت الهمامُ الباذخ الشان الذي ال أقمار في الزرقاء من حساه +اجري اليراعُ لك القصائد زاخراً فقد اغتدى الشعراءُ من ورَّاده +يا ناظر النظار بل يا مالئَ ال ابصار أُنساً من رقيق فواده +انت الامام المصطفى وكفى بذا علماً لوصفٍ جاء في ميعادهِ +وحويت كل اللطف في غزلانه وحويت كل البأس في آساده +والجأ الى رأي سديد انه يكفيك بدر التم عن ارشاده +واستغنِ عن مطر السحاب فكفه يغنيك منه الجود صوب عهاده +وتنشق الند الزكي فانه انفاسهُ تسري الى اعواده +هذا الذي يحوي الالوف بشخصه فالناس في الاعداد من آحاده +عقل احد من المضاء انارة بالأَمر لا يحتاج قدح زناده +ذو محتد سام زكي فرعه وتراث فخر حاز من اجداده +واستحكمت فيه صبابة عزةٍ وكأَنها وافته في ميلاده +قد غادر الظلم الذميم مجندلا اذ راش سهم العدل في اكبادهِ +ما صدَّق الأحباب إني متلف حتى لاعينهم بدوت خيالا +ولو انني لم اشتمل بخيالهم لغدا ظهوري في الخيال محالا +تُريد زكاة المال مني ودونها زكاة جمال اشتهي وأحاولُ +ولو كان ذاك الخد يمنح قبلة لاعطيت ذاك الكف ما هو سائل +الحب لا يحلو بغير جمال والحسن لا يحلو بغير وصالِ +والخود ان فات الفتون جمالها فكأنها لم تتَّسم بجمال +أيا دارَ ليلى أين ليلى مقيمةٌ فهل دارُ ليلى قد تغير مغناها +مضت قُبل من خدها الأحمر الوردي فلجت بي الشكوى اليها من الوجد +عدت محجري بعد الجفاءِ بحمرة فياخدد الله الخدود التي تعدي +ويا طالما من حسن لفظي تمايلت ومن حسن لحظيها سكرت ومن قد +منعمة الاطراف رائعة اللمى مثقلة الارداف ناعمة الخد +امنت بها حفظ العهود كأَنني جهول بان الغيد ناكثة العهد +لقد نسيت مالاً بذلت لحسنها وقابلت الاحسان بالعكس والضد +كما نسيت عيشاً ولو كنت مثلها لأغفلت من لعس الشفاه جنى الشهد +كأني رقيب لا حبيبٌ تحبني لدن نفرت تنضي المهاري بالوخد +واطلب اسعافاً لبعدي فلم اجد سوى مقلة شكري تعين على البعد +عليَّ حنت مثل الرؤُوم وانما خلا قلبها لولا انتهابي من ودي +خليلي ما للخود تبغض صحبتي ومالي انا في حبها شبه العبد +اذا لم يكن عشق الحسان من الحشى فلا خير في عشق التصنع والعمد +فتلك احتواها الخدر خالعة الحيا مدنسة الاعراض عارية البرد +عجوز نأت عني بها لحجالها فياليتها تنأَى العجوز الى اللحد +بعثت رسولاً طالباً ومعاتباً اليها فردتهُ كما راح من عندي +فصبغ وجهي الزعفران ولم يكن معيد مقناه سوى عبرة الورد +فيا بدر ضيعت المعاهد والوفا فما كان ظني ان توالي فتى بعدي +الفتُ عذاب الحسن فابدي لناظري وشكي فؤَادي بالحسام وبالغمد +وكان كعين الديك في الوصل منه��ي صفياً فهذا العيشُ رنق لي وردي +وغادة خدر لستُ احسد واحداً من الناس الا في المنام ضجيعها +ركعتُ لها قبل الصلاة وركبتي تحاول من بعض الصلاة ركوعها +دعاها الهوى نحوي فلم ترض طاعة وكل عصي ليس الا مطيعها +لقد افرغت ثوباً عليَّ من الجوى ولو كان يكسوها لأفنى ضلوعها +ورجعت طرفي كي يراها لانني تيقنت اني لست ارجو رجوعها +فتَّح الورد والغدير تدفق وتغني الحمامُ والدوحُ صفق +بكَ جورج انا أهيمُ ومن مث لك جورج غدا يحب ويُعشق +فاليه ابياتَ شعري أُهدي وهو من غيرهِ احق واخلق +يخلقُ البعضُ مثل بعض ولكن مثل جورجٍ باللطف هيهات يخلق +ذو خلالٍ غراءَ ازهارها ما فتحتها الرياض في ارض جُلَّق +يا ربوع الحبيب لا اقفرت من كِ المغاني ولا جمالكِ اخلق +فعليكِ السلام يا دارهُ من ي ما حنَّ للبلاد مفرَّق +كلما مرَّت النسائم حيت منكِ غصناً بالظرف والحسن اورق +غنى الهزار على غصون البان يثني على رجل رفيع الشان +رجل تحل شمائل ذهبية في روحه فاقت على المرجان +فطن ذكي من مجامر نبلهِ فاحت رياح الفضل والعرفان +بالسر يفعل كل شيء صالح مثل انه يجريه في الاعلان +شهم اذا نسبوا الكرامة كان من كبرائها وسما على الاقران +قد اثر المطر الصبيب بكفه فكأَنها غصن من الاغصان +او لم تجدها قد همت بمكارم تهمي كوبل العارض الهتان +جماع اشتات الفضائل لم تفرُّ فضيلة فغدت له كرهان +يقظان طرفٍ في الخطوب وانما وسنان طرف عن اثيم جان +يرمي الخطوبَ بقوسِ فكر ثاقبٍ لم يرمها بحنيةٍ مرنان +يشفي القلوبَ من الكلوم كما شفى الشنآن من حقد ومن أضغان +قد شاد للافضالِ مغنىً باذخاً لولاهُ أقوى للنوالِ مغانِ +ندعو بطولِ بقائهِ ما نتحت أطباق وردٍ من ندى نيسان +قام الهزار على الاراكة يصدح وبشكر ذي الشيم الحسان يصرحُ +يا من به كل القلوب تعلقت والى سواهُ عيوننا لا تطمح +وعلى نداهُ لامهُ عذاله لكنهُ عن سمع لوم يجمح +لو كان يغسل في مياه صفائه درن السرائر كان حالاً ينضج +ولقد توضح في غلائل رقة قد در منها الغصن وهو موشح +مثل الصواعق بأسه وسخاؤه مثل الحيا لما يسح ويسفح +قد ازهرت منه المرؤة والوفا كالورد ما بين الرياض يفتح +ويغار بدر الافق من شعل الذكا اذ كان زند الفكر منه يقدح +يامن يخف على الطباع بطبعه وعلى الجبال حجاهُ ثقلا يرجح +يستحسن الانسان شهماً حاذقاً وبعينه القدم المغفل يقبح +لم يقلهُ الا الجهول لأنه لم يدر قيمته فمه يجرح +ان كنت لم امدح مثالك في الورى من يا ترى عندي احق فامدح +تبكي الأَنام على خطوبك مثلما اضحت على الافراح عندك تفرح +لارت في حلل الرفاهة زاهياً وسقت معاعدك العهاد الروَّح +برهان حبي نحوه وتوددي هذي القصيدة في ثناه ترتدي +من محتدٍ قد طاب غرساً زانه ادب يزين منه طيب المحتد +ما غيرت غير الزَّمان خلائقاً منه تروح مع النسيم وتغتدي +ولقد تقلد بالمرؤَة مثلما اضحى بقلب بالذكا متوقد +ويميس في غصن عليه موشح حلل الكمال وبالجمال مقلد +حياك عني ان يشط مزارنا عهد ابل به رسوم المعهد +يا فاضلاً هذي القصيد حشاشتي جادت بها وسوى الولا لم أَق +ورسمت ودي في الطروس ودونها قلب تضمن للكريم تود +أمن ثناياكِ عقدُ الدرّ ينتظمُ أَم من عيونكِ دمعُ الحسن ينس +أم من قوامكِ غصنُ البان منعطفٌ أم من خدودك من جفني يسيل +أم جيدك الناصع الفتان لي صبحٌ منهُ ومن شعركِ الليليّ لي +أم ثغر فيكِ الذي بالراح ممتزجٌ منهُ اقاحي الربى لي حين يبت +هذا وخصركِ منهُ قد كسيتُ هوى شعارهُ اذ عراني بعدكِ الس +وان ردفكِ لو اثقلتني صلةً نظيرهُ حسدتني دونها +يا من يعزُ علينا ان نجافيهم كما يعزُّ علينا ان نقول +يا حبذا لفتاتٌ من جفونهم وحبذا هجرهم لو كان ينص +همُ التمام اذا ما اطلعوا قمراً من الوجوه فما للخسف مسه +فهل ترى انا من يحيا لقربهم وان ازُل قد هويتهم بعدي الر +هوىً اتانيَ من قبلِ الفطامِ ولم أَزل عليهِ وعنهُ لستُ انفص +هوى رقيقة حسنٍ لو يلامسها بردُ النسائم أَدمى جسمها النس +انفقت دمع عيوني بالبكاءِ وما مالٌ لانفقهُ والمال عند +قد ارخصوا لي فؤاداً في محبتهم ولم يزالوا عليهِ ما اعز +وحبذا ليلات في ديارهم وحبذا لليالي داره +دارٌ مغاني الهوى من ربعها رُفعت وحبذا \ No newline at end of file