1 00:00:20,910 --> 00:00:24,870 طيب بسم الله الرحمن الرحيم اليوم إن شاء الله 2 00:00:24,870 --> 00:00:27,890 محاضرتنا هي العلاقات العامة في 3 00:00:27,890 --> 00:00:33,470 الإسلام، ربما قلنا دائماً أن العلاقات العامة 4 00:00:33,470 --> 00:00:40,830 العلاقات العامة وليدة المجتمعات، هي وليدة 5 00:00:40,830 --> 00:00:46,920 المجتمعات، فكيفما تكون المجتمعات من حيث الأخلاق، من 6 00:00:46,920 --> 00:00:52,460 حيث مجموعة القيم التي تدين بها هذه المجتمعات، تتولد 7 00:00:52,460 --> 00:00:57,260 العلاقات العامة حاملة لهذه القيم، و لهذه الأخلاق، و 8 00:00:57,260 --> 00:01:07,100 لهذه المبادئ، والمجتمع الإسلامي حافل بالكثير من هذه 9 00:01:07,100 --> 00:01:13,420 القيم والمبادئ والأخلاقيات، فالله سبحانه وتعالى قد 10 00:01:13,420 --> 00:01:21,320 كرم الإنسان في قوله سبحانه وتعالى: "ولقد كرمنا بني 11 00:01:21,320 --> 00:01:26,860 آدم، وحملناهم في البر والبحر"، وقول النبي عليه الصلاة 12 00:01:26,860 --> 00:01:30,760 والسلام أيضاً: "يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم 13 00:01:30,760 --> 00:01:37,890 واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب". إذاً قيم المساواة، قيم 14 00:01:37,890 --> 00:01:44,490 العدل، قيم: "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى"، قيم 15 00:01:44,490 --> 00:01:51,630 "وإنك لعلى خلق عظيم"، قيم: "إنما بعثت لأتمم مكارم 16 00:01:51,630 --> 00:01:58,030 الأخلاق"، قيم: "إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي 17 00:01:58,030 --> 00:02:05,250 إلى الجنة"، قيم الصدق... فضائل كثيرة، فضائل كثيرة. إذاً 18 00:02:05,250 --> 00:02:11,470 العلاقات العامة في الإسلام لابد أن تكون متصفة 19 00:02:11,470 --> 00:02:17,810 بمجموعة هذه الفضائل، بمجموعة هذه القيم، بمجموعة هذه 20 00:02:17,810 --> 00:02:24,090 الخصائص الموجودة، والتي يزخر بها المجتمع المسلم 21 00:02:24,090 --> 00:02:26,310 والدين الإسلامي. 22 00:02:29,650 --> 00:02:33,610 كانت العلاقات العامة وليدة هذا المجتمع، فدعونا 23 00:02:33,610 --> 00:02:39,610 نرى ما هي أهداف العلاقات العامة في الإسلام، وما هي 24 00:02:39,610 --> 00:02:45,870 خصائصها، وما هي أهم الوسائل والأساليب التي استخدمها 25 00:02:45,870 --> 00:02:50,290 النبي صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام في 26 00:02:50,290 --> 00:02:55,790 ممارستهم، أو أثناء ممارستهم للعلاقات العامة 27 00:02:55,790 --> 00:02:58,230 و للاتصال بصورة عامة. 28 00:03:03,240 --> 00:03:06,560 من أهداف العلاقات العامة، سنجد في الإسلام ثلاثة 29 00:03:06,560 --> 00:03:14,840 أهداف: الإعلام، والإقناع، والمشاركة. الإعلام، والإقناع، 30 00:03:14,840 --> 00:03:21,200 والمشاركة. الهدف الأول للعلاقات العامة: الإعلام، 31 00:03:21,200 --> 00:03:31,180 والسؤال المباشر البسيط: هل يمكن للعلاقات العامة أن 32 00:03:31,180 --> 00:03:40,920 تنجز أهدافها ووظائفها دون إعلام؟ إي، العلاقات 33 00:03:40,920 --> 00:03:44,540 العامة، نحن متفقون أنها لا تعمل في الخفاء، ليس 34 00:03:44,540 --> 00:03:49,770 كذلك، وإنما هي تعمل تحت الشمس، في العلن، ومن 35 00:03:49,770 --> 00:03:52,930 مبادئها: الصراحة، والوضوح، والابتعاد عن السرية 36 00:03:52,930 --> 00:03:58,050 والتكتم. إذاً لابد أن تستخدم الإعلام، تستخدم الإعلام 37 00:03:58,050 --> 00:04:03,890 لنشر سياساتها، وللإعلان عن أهداف المؤسسات التي تعمل 38 00:04:03,890 --> 00:04:08,790 فيها، واستخدمه محمد صلى الله عليه وسلم للتعريف 39 00:04:08,790 --> 00:04:15,100 بالمؤسسة الوليدة، مؤسسة الإسلام، عندما بدأ يخبر الناس 40 00:04:15,100 --> 00:04:20,500 بتعاليم هذا الدين، وبأن لهذا الكون خالقاً، فاستخدم 41 00:04:20,500 --> 00:04:24,800 الإعلام في مرحلة سرية، استخدم الإعلام وفي مرحلة 42 00:04:24,800 --> 00:04:29,320 علنية، استخدم الإعلام، استخدم الإعلام كأسلوب شخصي 43 00:04:29,320 --> 00:04:34,680 فردي، واستخدم الإعلام كأسلوب اتصالي جمعي، وما إلى 44 00:04:34,680 --> 00:04:41,850 ذلك. إذن الإعلام هو هدف من أهداف العلاقات العامة، من 45 00:04:41,850 --> 00:04:47,110 خلالها تستطيع المؤسسات، وأنا أتحدث هنا عن مؤسسة 46 00:04:47,110 --> 00:04:52,810 الإسلام، الممثلة في دولة الإسلام، نشر سياساتها، نشر 47 00:04:52,810 --> 00:04:57,710 أهدافها، نشر تعاليمها، نشر توجيهاتها، نشر قيمها، 48 00:04:57,710 --> 00:05:03,070 نشر مبادئها من خلال الإعلام. إذاً الإعلام بحد ذاته 49 00:05:03,070 --> 00:05:08,030 هو هدف من أهداف العلاقات العامة في الإسلام. 50 00:05:10,790 --> 00:05:18,170 أما الهدف الثاني فهو الإقناع، فهو الإقناع. ما الفرق 51 00:05:18,170 --> 00:05:25,610 بين الإعلام والإقناع؟ ما الفرق بين الإعلام والإقناع؟ 52 00:05:25,610 --> 00:05:31,450 ببساطة. 53 00:05:31,450 --> 00:05:34,630 الإعلام يعني موضوع الإخبار، يعني سؤال الشخص الذي 54 00:05:34,630 --> 00:05:36,010 كان أمره جميلاً. 55 00:05:41,260 --> 00:05:45,920 تبقى المرحلة الأولى في عمل العلاقات العامة، سواء 56 00:05:45,920 --> 00:05:49,760 كانت علاقات عامة إسلامية أو غير إسلامية، هو أن 57 00:05:49,760 --> 00:05:55,680 تعلمي أن تنشري، أن تذيعي، لكن المرحلة الثانية أن 58 00:05:55,680 --> 00:06:02,340 تجني الثمار، أن تؤثري، أن تؤثري. ولا يمكن أن تؤثري 59 00:06:02,340 --> 00:06:06,900 إلا إذا أقنعتِ. فبالتالي المرحلة الثانية من مراحل 60 00:06:06,900 --> 00:06:12,810 العمل، الخطوة الثانية هي الإقناع. بعد أن علمتكِ 61 00:06:12,810 --> 00:06:19,510 وملكتكِ المعلومات والمعرفة، أبدأ بمعاودة الإعلام مرة 62 00:06:19,510 --> 00:06:25,530 أخرى، بأسلوب آخر، ربما بأسلوب الحجة، بأسلوب البرهان، 63 00:06:25,530 --> 00:06:31,110 باستخدام الدليل والبرهان، بأسلوب عرض الصور لأؤكد على 64 00:06:31,110 --> 00:06:37,450 أقوالي، أعرض صور، أدلة، براهين. وفي هذا أيضاً، يعني يوجه 65 00:06:37,450 --> 00:06:41,130 الله سبحانه وتعالى، يوجه نبيه صلى الله عليه وسلم 66 00:06:41,130 --> 00:06:47,250 فيقول له: "ما على الرسول إلا البلاغ"... هذه الآية 67 00:06:47,250 --> 00:06:51,410 نستخدمها في الهدف الأول، الذي هو الإعلام. هنا يقول 68 00:06:51,410 --> 00:06:58,750 له: "وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، ويقول له: "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ"، أي: وطب إيش هي الحكمة؟ 69 00:07:05,600 --> 00:07:12,400 الحكمة هي أساليب متعددة وواسعة لإقناع المستقبل 70 00:07:12,400 --> 00:07:19,170 بالرسالة. واضح؟ يبقى حكمة واسعة، أشياء كثيرة ممكن 71 00:07:19,170 --> 00:07:24,410 استخدامها، أساليب، استخدام صور، استخدام اتصال فعلي، مش 72 00:07:24,410 --> 00:07:28,770 بس اتصال لفظي، اتصال فعلي بالفعل، إلى آخره... هذه كلها 73 00:07:28,770 --> 00:07:32,590 تأتي في إطار الحكمة: "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ 74 00:07:32,590 --> 00:07:36,830 وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ". هل يعني معنى الكلام أنه ممكن تكون 75 00:07:36,830 --> 00:07:45,020 هناك موعظة غير حسنة؟ صحيح. إي، ممكن تكون في موعظة جافة، 76 00:07:45,020 --> 00:07:54,900 خشنة. لما أنا أقول لكِ: "يا بنت، صلي!" أنا وعدتكِ، إي، 77 00:07:54,900 --> 00:08:01,260 لكنها موعظة خشنة، جافة. لكن لما أقول لكِ: إن الله قد 78 00:08:01,260 --> 00:08:09,810 أحبكِ، ويريد أن يقربكِ إليه، لتكوني مفضلة عنده، وأدوات 79 00:08:09,810 --> 00:08:14,570 هذا التقريب، وهذا التفضيل، هو ما فرضه عليكِ من صلاة، 80 00:08:14,570 --> 00:08:19,290 تتقربين بها إليه؟ طب هذه موعظة، وهذه موعظة؟ عشان 81 00:08:19,290 --> 00:08:22,250 هيك ربنا قال "الموعظة الحسنة". يعني ما هي الكلام 82 00:08:22,250 --> 00:08:27,270 بالمفهوم المخالف، أن في موعظة غير حسنة، ينقصها 83 00:08:27,270 --> 00:08:34,870 الأسلوب، ينقصها الحكمة. واضح؟ وهكذا... الهدف الثاني من 84 00:08:34,870 --> 00:08:40,030 أهداف العلاقات العامة في الإسلام، وهو هدف لكل 85 00:08:40,030 --> 00:08:45,590 المؤسسات، وليس فقط في الإسلام، لأنك تريد أن تجني 86 00:08:45,590 --> 00:08:50,230 الثمار، يجب أن تقنعي، يجب أن تؤثري على الناس، وهكذا. 87 00:08:50,230 --> 00:08:56,090 والرسول صلى الله عليه وسلم استخدم هذا الإعلام ليصل 88 00:08:56,090 --> 00:09:02,860 إلى الإقناع بصورة موسعة، كثيرة جداً. فاستخدم يعني 89 00:09:02,860 --> 00:09:07,020 فصاحة الكلمة، وبلاغة الأسلوب، وقوة التأثير القرآني، 90 00:09:07,020 --> 00:09:12,000 حيثما كان، يستشهد بالقرآن، وما إلى ذلك. إذاً استطاع 91 00:09:12,000 --> 00:09:15,600 رسول الله صلى الله عليه وسلم استخدام كل هذه الأمور 92 00:09:15,600 --> 00:09:20,720 حتى يعني يصل إلى النتيجة، وهي الإقناع، كما استخدم 93 00:09:20,720 --> 00:09:24,640 يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم دائماً الحجج 94 00:09:24,640 --> 00:09:29,340 والبراهين لتحقيق هدف الإقناع. كما قلت يعني، وهذا 95 00:09:29,340 --> 00:09:33,040 مصداقاً لقوله تعالى: "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ". طيب، دلائل النجاح أن محمد صلى 96 00:09:33,040 --> 00:09:38,140 الله عليه وسلم نجح في إعلامه عن مؤسسته، ونجح في أن 97 00:09:38,140 --> 00:09:43,440 يقنع الناس. إي، أول حاجة: الانتشار في زمن قليل. 98 00:09:51,530 --> 00:09:54,870 استطاع محمد صلى الله عليه وسلم أن يغير في ثلاثة 99 00:09:54,870 --> 00:10:01,870 وعشرين سنة ما لم تستطع جهود مئات السنين من جهود 100 00:10:01,870 --> 00:10:09,050 المصلحين، مصلحين بالمئات، وعلى مر مئات السنين، لم 101 00:10:09,050 --> 00:10:13,970 يستطيعوا أن يغيروا التغييرات التي أحدثها محمد صلى 102 00:10:13,970 --> 00:10:18,550 الله عليه وسلم في مجتمع الجزيرة العربية. هذه من 103 00:10:18,550 --> 00:10:26,040 ناحية، من ناحية أخرى: دائماً أنا بأجي أقول لكِ: كفى عن 104 00:10:26,040 --> 00:10:30,200 هذه العادة، أو هذا السلوك، ممكن تغيري، إذا وجدتِ سلوكاً 105 00:10:30,200 --> 00:10:35,980 أفضل. أقول لكِ مثلاً: بدل ما تأكلي الشيبسي، هذا عادة 106 00:10:35,980 --> 00:10:40,780 استهلاكية، كلي حاجة ثانية، مش هتخسري كتير. بدل ما 107 00:10:40,780 --> 00:10:45,620 حاجة ثانية أفضل، هتغيّري. لكن إني أنا أجي أخاطبكِ عشان 108 00:10:45,620 --> 00:10:51,120 أخليكِ تغيري حاجة ثابتة في عقلكِ، اللي هي حتة العقائد، 109 00:10:51,120 --> 00:10:56,360 جزئية العقائد، فهذه من أصعب الأمور. يعني الحين واحد 110 00:10:56,360 --> 00:11:00,640 الذي سمح الله، يجي يقنعك بالديانة البوذية بدل 111 00:11:00,640 --> 00:11:07,030 الإسلامية، كده بده واحد من خواتِق، جالك، مستحيل، مستحيل 112 00:11:07,030 --> 00:11:12,550 تقول: خلاص، هي مقتنعة. هذا شيء عقيدي. طيب محمد صلى الله 113 00:11:12,550 --> 00:11:17,750 عليه وسلم، أجل ناس كانوا بيعبدوا، كانوا يعبدوا إلهاً 114 00:11:17,750 --> 00:11:23,250 واحداً، كانوا يعبدون آلهة: هبل، واللات، والعزى، وكلام ما 115 00:11:23,250 --> 00:11:27,590 أَنزل الله به من سلطان. فاستطاع أن يغيّر العقائد 116 00:11:27,590 --> 00:11:33,030 والقناعات، وهذه قمة النجاح. إذاً إنسان في زمن قصير 117 00:11:33,030 --> 00:11:38,190 يستطيع أن يغيّر قناعات الناس وعقائدهم، إذاً هذه قمة 118 00:11:38,190 --> 00:11:44,290 النجاح. الهدف الثالث في العلاقات العامة في الإسلام: 119 00:11:44,290 --> 00:11:48,690 المشاركة. إيش المشاركة؟ يعني عندنا بمفهومها الإسلامي 120 00:11:48,690 --> 00:11:54,930 يعني الشورى. الشورى: أقول لك: "شارِكيني الرأي". أي أنني 121 00:11:54,930 --> 00:11:58,290 أستشيركِ، آخذ رأيكِ، أطلب منكِ الاستشارة، شارِكيني 122 00:11:58,290 --> 00:12:03,250 الرأي، شارِكيني العمل، وهكذا. واضح؟ إذن هي الشورى، 123 00:12:03,250 --> 00:12:08,830 ومبدأ الشورى هو فريضة افترضها الله سبحانه وتعالى 124 00:12:08,830 --> 00:12:12,850 على المسلمين. يعني ما تعتقدوا أنها الفرائض بس 125 00:12:12,850 --> 00:12:18,530 الخمسة وما إلى ذلك، لا. ما دام قد أمر الله سبحانه 126 00:12:18,530 --> 00:12:25,270 وتعالى نبيه بأمر، ما هو الأمر؟ ما احنا قلنا مثلاً: أمر رسوله 127 00:12:25,270 --> 00:12:31,030 بالإعلام عن الدين، فأمر الرسول هو أمر لمن؟ لأمته. 128 00:12:31,030 --> 00:12:37,770 وكذلك هنا، عندما يأمره، ويقول له سبحانه وتعالى لمحمد 129 00:12:37,770 --> 00:12:43,750 عليه الصلاة والسلام: "واشاورهم في الأمر". إذاً هذا أمر 130 00:12:44,330 --> 00:12:47,770 هذا واجب. إذن الشورى في الإسلام، الشورى في 131 00:12:47,770 --> 00:12:50,970 العلاقات العامة، المشاركة في العلاقات العامة، أمر 132 00:12:50,970 --> 00:12:57,510 ضروري، أمر واجب اتباعه، وليس أمر ترفيهي. إن وجدت أنا 133 00:12:57,510 --> 00:13:03,050 ما بدي آخذ وما بدي أسيب، إنما هو شيء ضروري، بل ويقول 134 00:13:03,050 --> 00:13:07,110 الله سبحانه وتعالى: "وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ إِنْ أَرَادُوا 135 00:13:07,110 --> 00:13:11,830 الْفَلاحَ". إن أرادوا النجاح يجب عليهم تعزيز هذا المبدأ 136 00:13:11,830 --> 00:13:18,070 التشاوري أو التشاركي، وهي الشورى. وكان رسول الله صلى 137 00:13:18,070 --> 00:13:23,830 الله عليه وسلم لا يقطع أمراً جوهرياً في حياته إلا بعد 138 00:13:23,830 --> 00:13:30,450 أن يشاور، إلا بعد أن يشاور. بل حتى أين ينزل الجيش في 139 00:13:30,450 --> 00:13:36,550 معركة بدر، كان نزولاً عند رأي أحد الصحابة، عندما سأله: 140 00:13:36,550 --> 00:13:42,870 "يا رسول الله، أهو وحي أم رأي؟" والحرب والمكيدة 141 00:13:43,550 --> 00:13:47,310 فالرأي والحرب والمكيدة، قال: "ليس هذا بالرأي يا رسول 142 00:13:47,310 --> 00:13:54,330 الله"، إنه عدْي بن حباب، ابن المندّر، يَعدّلُ على رسول 143 00:13:54,330 --> 00:13:59,070 الله صلى الله عليه وسلم، بدامها المشهورة. يبقى يَعدّلُ 144 00:13:59,070 --> 00:14:03,950 حتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم. إي، شافه 145 00:14:03,950 --> 00:14:09,870 فقال: "بل نحن نتقدم أمام الماء فنشرب، ولا يشربون". وكان 146 00:14:09,870 --> 00:14:15,210 نصره بحمد الله، وبإذن الله، حليف المسلمين بناءً على 147 00:14:15,210 --> 00:14:20,270 هذا الرأي الذي نزل عليه رسول الله صلى الله عليه 148 00:14:20,270 --> 00:14:28,310 وسلم. بل غزوة أحد، كان رأي النبي، ورأي كبار الصحابة 149 00:14:28,310 --> 00:14:32,110 ألا يخرجوا خارج المدينة، بل يقاتلوا من داخل المدينة. 150 00:14:32,110 --> 00:14:36,450 ولكن رأي الغالبية، الذي هو الرأي العام من الشباب 151 00:14:37,110 --> 00:14:41,650 قالوا: "لا نريد أن نخرج". فنزل صلى الله عليه وسلم على 152 00:14:41,650 --> 00:14:45,830 رأي الشباب، ورأي الغالبية، وخرج. أي: إن كانت النتيجة 153 00:14:45,830 --> 00:14:49,370 حتى وإن كان هذا الرأي مخالفاً لرأيه صلى الله عليه 154 00:14:49,370 --> 00:14:53,190 وسلم. رأي 155 00:14:53,190 --> 00:14:57,910 سلمان في غزوة الخندق، وحفر الخندق جهد كبير، وعمل 156 00:14:57,910 --> 00:15:06,160 كبير، شغل المجتمع كله، وهو رأي لفرد، رأيتم؟ إذاً يعني ما 157 00:15:06,160 --> 00:15:09,120 رسّخ رسول الله صلى الله عليه وسلم الشورى في كل 158 00:15:09,120 --> 00:15:15,510 أحواله، بل إنه وضع لها القوانين، قواعد. فجعل هناك مجلساً 159 00:15:15,510 --> 00:15:20,430 استشارياً، أي مجلس شورى، يمارس فيه صلى الله عليه وسلم 160 00:15:20,430 --> 00:15:26,110 الشورى مع أصحابه. فجعل مجلساً من أعيان الصحابة، من 161 00:15:26,110 --> 00:15:30,830 كبار الصحابة، من الأنصار ومن المهاجرين، وكان طبعاً 162 00:15:30,830 --> 00:15:37,330 يعني زي ما بيقول أهل السيرة، أنه كان مناصفة بين 163 00:15:37,330 --> 00:15:45,270 الأنصار والمهاجرين. طيب، يعني هذا الكلام الذي هو أنها 164 00:15:45,270 --> 00:15:49,530 خاصية من خصائص العلاقات العامة. فماذا تعني لنا 165 00:15:49,530 --> 00:15:54,090 الشورى والمشاركة من الناحية الإعلامية؟ إيش يعني؟ 166 0 223 00:20:37,760 --> 00:20:47,540 استخلطت care 224 00:20:47,540 --> 00:20:54,570 من عموم المستطلعين آرائهم رأي موحد تبنته .. تبنته 225 00:20:54,570 --> 00:21:00,450 المؤسسة تبنت رأي الجماهير وقالت لهم أن هذا الرأي 226 00:21:00,450 --> 00:21:05,590 الذي هو رأيكم سأعمله به وهو يتوافق مع مصلحة 227 00:21:05,590 --> 00:21:10,790 المؤسسة. إذا بسطت المؤسسة رأيها على الجماهير هذا من 228 00:21:10,790 --> 00:21:15,570 طريقة .. طريقة أخرى. أنا مثلاً عندي رأي معين آتي 229 00:21:15,570 --> 00:21:20,730 أقول لكم افعلوا كذا وكذا وكذا، فتقولون والله إنا 230 00:21:20,730 --> 00:21:24,150 شيء منا موافق وشيء مش موافق. هل استطعت أن أُبسط؟ 231 00:21:24,150 --> 00:21:29,110 لا. لكن لما آتي أقول لكم: ما بالكم؟ ما رأيكم لو فعلنا 232 00:21:29,110 --> 00:21:34,770 كده وكده، وأحاول أن استدل، أقنع، آتي بأدلة، آتي 233 00:21:34,770 --> 00:21:39,990 ببراهين، أجد ناساً مؤيدين هنا، ناساً معارضين هنا، إلى آخره. 234 00:21:39,990 --> 00:21:44,600 عندما يتم التوافق عليه، ها هو التوافق عليه، أي أنكم أيدتموه. 235 00:21:44,600 --> 00:21:50,880 فيصبح الرأي الذي أنا ذكرته كمؤسسة هو متبنّى من 236 00:21:50,880 --> 00:21:57,080 قبلكم، أي تمّ بسط الرأي على الجمهور. 237 00:22:01,650 --> 00:22:06,430 واضحة هذه النقطة. ما علاقتها بالعلاقات العامة؟ 238 00:22:06,430 --> 00:22:11,610 الشورى أو المشاركة. إذاً، المشاركة هي يعني من صميم 239 00:22:11,610 --> 00:22:14,930 عمل العلاقات العامة، من صميم عمل العلاقات العامة. 240 00:22:14,930 --> 00:22:20,090 نصل إلى نقطة خصائص، يعني، العلاقات العامة في الإسلام. 241 00:22:20,090 --> 00:22:25,090 خصائص العلاقات العامة في الإسلام، يعني من أين ستأتي 242 00:22:25,090 --> 00:22:30,460 العلاقات العامة في الإسلام بخصائصها؟ من أين؟ كما 243 00:22:30,460 --> 00:22:37,440 قلت قبل قليل، من المجتمع، من قيم المجتمع، من عقيدة 244 00:22:37,440 --> 00:22:42,680 المجتمع، من أخلاقيات المجتمع، من مبادئ المجتمع. فمثلاً، 245 00:22:42,680 --> 00:22:50,180 أول خاصية: الصدق. خاصية الصدق. طب، يعني الصدق من وين 246 00:22:50,180 --> 00:22:56,560 جاءت به العلاقات العامة؟ طب، إحنا اتفقنا أن النبي عليه 247 00:22:56,560 --> 00:23:02,360 الصلاة والسلام، يعني، قال: حتى إن المؤمن حين يكذب لا 248 00:23:02,360 --> 00:23:09,560 يكون مؤمناً. أن المسلم عندما يكذب يكون قد تملّص من 249 00:23:09,560 --> 00:23:14,140 إيمانه، يعني صار الإيمان في ناحية وهو في ناحية. لكن 250 00:23:14,140 --> 00:23:21,060 ربما يفعل جرائم كبيرة، سرقة، زنى، يفعل هذه الأمور 251 00:23:21,060 --> 00:23:25,900 حين يفعلها وهو مؤمن. قال: نعم. آه، ما تركش الفعل مع 252 00:23:25,900 --> 00:23:30,320 الإيمان، لسة موجودين في قلبه. لكن الكذب مع الإيمان 253 00:23:30,320 --> 00:23:35,760 لا يجتمعان في قلب الإنسان المسلم. حين يكذب الإنسان 254 00:23:35,760 --> 00:23:43,120 المسلم، لأنه يكون قد اعتمد وتوكل على كذبه وترك 255 00:23:43,120 --> 00:23:47,080 الله. عشان هيك قال: ما يجتمعش الكذب والإيمان. 256 00:23:50,530 --> 00:23:53,890 للعلاقات العامة في الإسلام من المجتمع المسلم، خاصية 257 00:23:53,890 --> 00:23:58,930 الصدق. الصدق، يا بنات، في العلاقات العامة، بل الصدق في 258 00:23:58,930 --> 00:24:03,890 المعاملة، الصدق في السلوك، الصدق في الأخلاق بصورة 259 00:24:03,890 --> 00:24:09,450 عامة جداً، بصورة عامة في كل المجالات. لابد على من 260 00:24:09,450 --> 00:24:15,250 يمارس العلاقات العامة بصورة عامة، فكيف إذا كان 261 00:24:15,250 --> 00:24:20,740 العلاقات العامة إسلامية؟ لابد أن تكون صادقة. الصدق 262 00:24:20,740 --> 00:24:27,220 يولد الثقة، الصدق يولد الاطمئنان في نفوس 263 00:24:27,220 --> 00:24:33,640 المستقبلين، الصدق يولد القبول في نفوس الجماهير. إذاً، 264 00:24:33,640 --> 00:24:36,940 ستنجحين. 265 00:24:36,940 --> 00:24:42,570 تريدين أن تكوني ناجحة؟ عليكِ بالصدق. لابد أن تمارسي 266 00:24:42,570 --> 00:24:45,750 العلاقات العامة بصورة صادقة. يبقى الخاصية الأولى 267 00:24:45,750 --> 00:24:50,970 خاصية الصدق. فضلاً 268 00:24:50,970 --> 00:25:04,430 هذا 269 00:25:04,430 --> 00:25:09,150 نفس 270 00:25:09,150 --> 00:25:14,800 الحديث ليس من العلم. قيل يا رسول الله، يسرق المسلم 271 00:25:14,800 --> 00:25:20,120 حين يسرق وهو مؤمن؟ قال: نعم. يزن المسلم حين يزن وهو 272 00:25:20,120 --> 00:25:25,440 مؤمن؟ قال: نعم. يكذب المسلم حين يكذب وهو مؤمن؟ قال: لا. 273 00:25:25,440 --> 00:25:37,400 هذا نصّ، وليدة اللحظة. ولكن، يعني، لأنه شوف، الكذب خصلة 274 00:25:37,400 --> 00:25:44,460 سيئة. الكذب هو الذي يمكن أن يدفعك إلى السرقة. الكذب 275 00:25:44,460 --> 00:25:47,140 هو الذي يمكن أن يدفع الإنسان الذي سمح الله إلى 276 00:25:47,140 --> 00:25:51,320 الذنب. هو الذي يمكن أن يدفع الإنسان إلى كل الشرور. 277 00:25:51,320 --> 00:25:58,900 لأنه قال: وإن الكذب يهدي إلى الفجور. إيش الفجور؟ كل 278 00:25:58,900 --> 00:26:05,000 أبواب الشر، كل أبواب الشر. لكن السرقة ممكن تلاقي 279 00:26:05,000 --> 00:26:11,800 واحد حرامي لكن عنده وفاء وبرّ بوالديه وما إلى ذلك. 280 00:26:11,800 --> 00:26:21,080 الكذاب، هتلاقيه عاصياً، هتلاقيه كذا، لأنه .. يعني أساساً 281 00:26:21,080 --> 00:26:25,460 خصلة الكذب لا تليق بالإنسان، لا تليق بالإنسان. فما 282 00:26:25,460 --> 00:26:30,660 بالك بِـ، أنا إنسان مسلم، لا تليق به. طيب، الخاصية 283 00:26:30,660 --> 00:26:37,840 الثانية: خاصية الصراحة والوضوح. الصراحة والوضوح. هو 284 00:26:37,840 --> 00:26:45,020 فيه حاجة أكثر صراحة وأكثر وضوحاً من الصدق؟ يبقى 285 00:26:45,020 --> 00:26:49,940 الصراحة والوضوح أساساً مأخوذة من الصدق، نابعة من 286 00:26:49,940 --> 00:26:54,440 الصدق، مستمدة من الصدق. أن تكون صريحة مع جماهيرك، أي 287 00:26:54,440 --> 00:26:58,580 أن تكون صادقة مع جماهيرك. وهذا مبدأ من المبادئ التي 288 00:26:58,580 --> 00:27:02,140 نادت به العلاقات العامة الحديثة، اللي هو مبدأ 289 00:27:02,140 --> 00:27:08,900 الصراحة والوضوح. أن تكون أفعالك واضحة للناس أيضاً، هو 290 00:27:08,900 --> 00:27:17,420 من باب الصدق، من باب الشفافية، وهكذا. إذا كان الرسول 291 00:27:17,420 --> 00:27:23,760 صلّى الله عليه وسلّم يتصدّى لكثير من الأمور، هو 292 00:27:23,760 --> 00:27:27,980 وصحابته الكرام، 293 00:27:27,980 --> 00:27:36,650 أمور، مشاكل، يتصدّون لها بكل صراحة، بكل وضوح، دون 294 00:27:36,650 --> 00:27:43,470 مداراة، دون التفاف على الحقائق، أو بجاملة لأحد. والله، 295 00:27:43,470 --> 00:27:49,710 لو أن فاطمة بنت محمد سرقت، لقطع يدها. في أكثر من 296 00:27:49,710 --> 00:27:54,530 هيك صراحة ووضوح، على دلالة على أن المؤسسة يجب أن 297 00:27:54,530 --> 00:28:01,930 تكون مستقيمة، واضحة، صريحة، وما إلى ذلك. إذن، لابد، يعني، 298 00:28:01,930 --> 00:28:06,410 من الصراحة والوضوح. القول للشيء الصحيح أنه صحيح، 299 00:28:06,410 --> 00:28:12,070 وللحِق أنه حق، والقول للباطل أنه باطل، وللفساد أنه 300 00:28:12,070 --> 00:28:16,690 فساد. وهذا من أوجب الواجبات للعلاقات العامة في 301 00:28:16,690 --> 00:28:24,210 الإسلام. لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن 302 00:28:24,210 --> 00:28:30,400 لم نسمعها. واضح؟ هذه من قالها؟ قالها خليفة عظيم من 303 00:28:30,400 --> 00:28:35,120 خلفاء المسلمين. لا خير فيكم، أي جماهير، الذين لم 304 00:28:35,120 --> 00:28:42,420 تقولوها، أيّ نصيحة، توجيه، صراحة ووضوح. قالت له: هذا 305 00:28:42,420 --> 00:28:46,520 ليس لك يا ابن الخطاب. لما وقف رضي الله عنه بده يحدد 306 00:28:46,520 --> 00:28:51,260 المهور، وقفت له امرأة، قالت: هذا ليس لك يا ابن الخطاب، 307 00:28:51,260 --> 00:28:57,030 ربنا قال: وإن آتيتم إحداهن قنطاراً، مش ألف دينار ولا 308 00:28:57,030 --> 00:29:00,610 ألفين دينار إن شاء الله، قنطار من الذهب، فلا تأكلوا 309 00:29:00,610 --> 00:29:08,230 منه شيئاً. واضح؟ قال: أصابت وأخطأ عمر. عمر الذي وافق 310 00:29:08,230 --> 00:29:12,830 القرآن في أكثر من اثني عشر موضعاً، القرآن وافقه في أكثر 311 00:29:12,830 --> 00:29:18,430 من اثني عشر موضعاً. لم يستحِ أن يقول: أصابت امرأة وأخطأ عمر، 312 00:29:18,430 --> 00:29:22,570 عمر على المنبر. إذاً، صراحة ووضوح في معالجة القضايا. 313 00:29:22,570 --> 00:29:27,190 علماء كانوا يعالجون هذا الأمر، قضية مجتمعية يريدون 314 00:29:27,190 --> 00:29:32,570 أن يحددوا المهور، عشان يسهل الزواج على المسلمين. فوقفت 315 00:29:32,570 --> 00:29:38,210 له فرد من أفراد الجمهور، فنزل عند رأيه. صراحة ووضوح 316 00:29:38,210 --> 00:29:42,090 في معالجة الأمور، وليس إسفافاً أو تعسّفاً. 317 00:29:45,560 --> 00:29:50,400 الخاصية الثالثة من خصائص العلاقات العامة في 318 00:29:50,400 --> 00:29:55,300 الإسلام: سرعة الاستجابة للرأي العام. سرعة الاستجابة 319 00:29:55,300 --> 00:29:59,220 للرأي العام. هتقولي: اللي هو كان فيه رأي عام في 320 00:29:59,220 --> 00:30:03,460 الإسلام زمان، يعني؟ لأن رأي العام هذا مفهوم حديث، لا 321 00:30:03,460 --> 00:30:07,140 يعني موجود؟ هو ربنا قبل شوية أنا بقول لكم ربنا قال: 322 00:30:07,140 --> 00:30:14,290 وأمره، وشاورهم في الأمر. إيش يعني؟ آه، يعني خذ رأي 323 00:30:14,290 --> 00:30:19,590 الجماعة. الرأي العام هو الرأي الناتج عن الجماعة، عن 324 00:30:19,590 --> 00:30:23,230 مجموعة من الناس. اسمه رأي عام. طب، لما قال صلّى الله 325 00:30:23,230 --> 00:30:26,950 عليه وسلّم: لا تجتمع أمتي على ضلالة. تجتمع على إيش؟ 326 00:30:26,950 --> 00:30:31,150 على أمر من أمور حياتها. يعني رأي عام. لا تجتمع على 327 00:30:31,150 --> 00:30:35,950 ضلالة. يعني في احترام، في تقدير للرأي العام. يضل الله 328 00:30:35,950 --> 00:30:41,630 مع الجماعة. يعني في رأي عام واضح، يبقى الرأي العام له 329 00:30:41,630 --> 00:30:46,690 تأصيل عندنا في الإسلام. الرأي العام شيء أساسي عندنا 330 00:30:46,690 --> 00:30:50,070 في ممارستنا اليومية والحياتية والسياسية 331 00:30:50,070 --> 00:30:57,030 والاجتماعية وما إلى ذلك. طيب، لنرى .. لنرى كيف 332 00:30:57,030 --> 00:31:02,490 استجابة، يعني، صلّى الله عليه وسلّم هو وصحابته، تطبيق 333 00:31:02,490 --> 00:31:05,990 عملي. كيف كانوا يستجيبون للرأي العام؟ كيف كانوا 334 00:31:05,990 --> 00:31:10,770 يستجيبون؟ أنا هأذكر لكم، يعني، مثالين. المثال الأول: 335 00:31:10,770 --> 00:31:18,130 توزيع غنائم غزوة حنين. والثاني: من صحابته، من الخليفة 336 00:31:18,130 --> 00:31:23,590 عمر، عندما عزل خالد بن الوليد، رضي الله عنهم جميعاً. 337 00:31:23,590 --> 00:31:30,150 المثال الأول: محمد صلّى الله عليه وسلّم بعد غزوة أو 338 00:31:30,150 --> 00:31:32,550 في غزوة حنين، انتصر. 339 00:31:35,920 --> 00:31:41,760 وغنائم حنين كانت كثيرة جداً. هذه الغزوة كانت بعد فتح 340 00:31:41,760 --> 00:31:49,620 مكة مباشرة، وخرج فيها آلاف من الناس، من الذين أسلموا 341 00:31:49,620 --> 00:31:54,400 حديثاً، من أهل مكة، كلهم خرجوا مع النبي يريدون أن 342 00:31:54,400 --> 00:31:58,960 يثبتوا الولاء للنبي، ولهذه الدولة التي انتصرت، وما 343 00:31:58,960 --> 00:32:04,620 إلى ذلك. فكان منهم المؤلفة قلوبهم. فلما انتهت معركة 344 00:32:04,620 --> 00:32:11,140 حنين، بدأ صلّى الله عليه وسلّم بتوزيع الغنائم. فوزّع 345 00:32:11,140 --> 00:32:19,900 الغنائم على من؟ على الذين أسلموا حديثاً، تأليفاً وتألفاً 346 00:32:19,900 --> 00:32:23,360 لقلوبهم. مش في حاجة اسمها المؤلفة قلوبهم، يعني 347 00:32:23,360 --> 00:32:29,860 تحبيبهم. فواحد منهم كان واقفاً جنبه على رأس الجبل، 348 00:32:29,860 --> 00:32:37,120 وبيطلع تحت، في الوادي، الوادي مليان من الأنعام، أغنام، 349 00:32:37,120 --> 00:32:42,320 وأبقار، وجمال. قال له، وهو من رؤوس الكفر، كان لسة قبل 350 00:32:42,320 --> 00:32:48,080 أيام من رؤوس الكفر، قال له: أعجبك؟ قال له: وما لا 351 00:32:48,080 --> 00:32:51,320 يعجبه يا رسول الله؟ يعني شوف السؤال، يعني معقول هذا 352 00:32:51,320 --> 00:32:56,780 الوادي مليان من الأنعام، هذه ما تعجبش أحد. وهم طبعاً 353 00:32:56,780 --> 00:33:01,120 يعني أهل الأنعام، وأهل هذا مرتبطة بحياتهم بها. قال: 354 00:33:01,120 --> 00:33:10,320 هو لك، تصوّر؟ قال له: هو لك، أعطاه إياه كله. طب، هذا 355 00:33:10,320 --> 00:33:17,340 الذي لسة إيمانه شوية، ويقوم يعطيه كل هذا الشيء، راح 356 00:33:17,340 --> 00:33:22,480 يجري ويقول لهم: والله إن محمداً ينفق نفقة ما لا يخشى 357 00:33:22,480 --> 00:33:26,860 الفقر. يعني هذا مش بني آدم عادي، هذا فعلاً الرسول، 358 00:33:26,860 --> 00:33:31,580 الرسول هو الذي ينفق بالشكل هذا. لأنه من من يستمد؟ 359 00:33:31,870 --> 00:33:37,850 من خزائن الله. هذا ينفق من لا يخشى فقراً، فتثبت الإيمان 360 00:33:37,850 --> 00:33:41,830 في قلبه من خلال هالأغنام، ومن خلال هالأفقار. واضح؟ 361 00:33:41,830 --> 00:33:47,370 أيوه. يبقى هو كان يتعامل مع رأي عام هنا، جانب من، 362 00:33:47,370 --> 00:33:52,810 جانب أو شق من الرأي العام، حاول أن يتألفه. لكن يا عم، 363 00:33:52,810 --> 00:33:59,550 فيه شق آخر، الرأي العام القديم، الذي ساند النبي عليه 364 00:33:59,550 --> 00:34:04,790 الصلاة والسلام في أول رحلته، الأنصار الذين وقفوا 365 00:34:04,790 --> 00:34:10,330 معه، وحموه، وخاضوا معه الحروب. ماذا قالوا؟ قالوا: 366 00:34:10,330 --> 00:34:17,230 لقد وجد محمد أهله، وجه أهله. وصار يوزّع عليهم، ويوزّع 367 00:34:17,230 --> 00:34:23,010 لأهل مكة. بل قال قائلهم: هاي ده جنبه تشوفه محمد مش 368 00:34:23,010 --> 00:34:27,660 هيرجع المدينة، هيروح على مكة. بدل ما يرجع معانا على 369 00:34:27,660 --> 00:34:32,760 المدينة، هيروح يصير يمارس الحكم من وين؟ من مكة. لقد 370 00:34:32,760 --> 00:34:39,780 وجد محمد أهله. هذه المقولة وصلت إلى رسول الله صلّى الله 371 00:34:39,780 --> 00:34:47,900 عليه وسلّم، فبعث إلى سعد بن عبادة، سعد كبير من 372 00:34:47,900 --> 00:34:54,520 كبار الأنصار، بعث له، قال له: يا سعد، يعني ما المقولة 373 00:34:54,520 --> 00:34:59,080 سمعتها عن قومك؟ قال: والله يا رسول الله، يقولون كده وكده، 374 00:34:59,080 --> 00:35:05,300 القصة التي قلتها. قال: فأين أنت من ذلك؟ فأين أنت 375 00:35:05,300 --> 00:35:12,960 من ذلك يا سعد؟ إيه سعد؟ بده يهمل الرأي العام؟ قل 376 00:35:12,960 --> 00:35:17,800 يا رسول الله، سيبك منهم شوية جهلة؟ شوية ناس مضللين؟ 377 00:35:17,800 --> 00:35:24,060 مش فاهمين؟ ما قال الشيخ سعد. وسعد قائد، يا بنات. سعد من 378 00:35:24,060 --> 00:35:27,940 أحد قادة المؤسسة الإسلامية. لما نحكي عن سعد بن 379 00:35:27,940 --> 00:35:33,260 عبادة، زعيم الأنصار، يعني قائد في الدولة الإسلامية. 380 00:35:33,260 --> 00:35:41,580 قال له: يا رسول الله، إنما أنا واحد من قومي. ما سفه قومه، 381 00:35:41,580 --> 00:35:45,960 وما سفه الرأي العام. قال له: إنما أنا واحد من 382 00:35:45,960 --> 00:35:51,940 قومي. أي إنه استجاب للرأي العام، تبنى موقف من؟ موقف 383 00:35:51,940 --> 00:35:57,210 الرأي العام. هو قبل قومه. قال: إنما أنا واحد من قومي. 384 00:35:57,210 --> 00:36:01,650 قال له صلّى الله عليه وسلّم: فاجمع لي قومك يا سعد. جمع 385 00:36:01,650 --> 00:36:08,510 قومه. قال لهم باختصار: يا معشر الأنصار، ألا ترضون أن 386 00:36:08,510 --> 00:36:1 445 00:41:19,340 --> 00:41:25,740 للجماهير لتحتدي بهم الجماهير ولا أستضيف الرويبضة 446 00:41:25,740 --> 00:41:30,220 أو توافه الناس إن أنا أقدمهم للجماهير لأنه ممكن 447 00:41:30,220 --> 00:41:35,640 هكذا أضلّ الجماهير بهؤلاء الناس الذين لا يصلحون أن 448 00:41:35,640 --> 00:41:41,660 يكونوا قدوات لهم حتى أن الإعلام المعاصر في كل 449 00:41:41,660 --> 00:41:45,900 مجالاته الإعلام المعاصر في كل مجالاته يستخدم أسلوب 450 00:41:45,900 --> 00:41:49,660 القدوة الحسنة، الشخصية التي يجيبوها في 451 00:41:49,660 --> 00:41:54,440 إعلان من الإعلانات، رجل أو امرأة أو غير ذلك، يجيئون 452 00:41:54,440 --> 00:41:59,920 أي واحد ويسوقون من خلاله السلعة، لأنه يجيئون 453 00:41:59,920 --> 00:42:03,820 شخصية مشهورة حتى يروجوا من خلالها الخدمة أو 454 00:42:03,820 --> 00:42:10,000 السلعة، لاعب كرة، ممثل، مغني، عالم من العلماء إلى 455 00:42:10,000 --> 00:42:16,520 ما هناك، واضح؟ حتى تتخذه الجماهير قدوة، إذاً يعني 456 00:42:17,580 --> 00:42:24,800 الإنسان بطبعه ميال للتقليد والمحاكاة، فَ 457 00:42:24,800 --> 00:42:28,500 دورك في العلاقات العامة أن تجعل منه، أي من هذا 458 00:42:28,500 --> 00:42:35,480 الإنسان، أو من هذه الجماهير أن تحاكي وتقلد الخيرين 459 00:42:36,920 --> 00:42:43,100 الخيرين وليس الأشرار، هذا دورك، واضح؟ إذن الخاصية 460 00:42:43,100 --> 00:42:48,520 الرابعة كانت خاصية العلاقات العامة من خلال القدوة 461 00:42:48,520 --> 00:42:56,040 الحسنة، هذه الأمور التي أشرتُ إليها تحت بند، هي 462 00:42:56,040 --> 00:43:01,100 الخصائص المتمثلة في الصدق والصراحة والوضوح 463 00:43:01,100 --> 00:43:05,220 والاستجابة للرأي العام والقدوة الحسنة، مارسها صلى 464 00:43:05,220 --> 00:43:12,040 الله عليه وسلم وصحابته الكرام في مؤسستهم الدولة 465 00:43:12,040 --> 00:43:16,640 الإسلامية، مارسوها من خلال مجموعة من الأساليب 466 00:43:16,640 --> 00:43:20,880 الاتصالية، الأسلوب الأول كان أسلوب الاتصال الشخصي 467 00:43:20,880 --> 00:43:25,320 المباشر، والأسلوب الثاني كان الاتصال الجماهيري المباشر 468 00:43:25,320 --> 00:43:31,660 طيب، أما صورها، صورها يعني كيف مارسوها، كيف مارسوا 469 00:43:31,660 --> 00:43:36,740 هذه الأساليب؟ فيذكرون أنّه صلى الله عليه وسلم مارس 470 00:43:36,740 --> 00:43:41,220 أسلوب الاتصال الشفوي، أي الشخصي، الشخصي face to 471 00:43:41,220 --> 00:43:46,260 face، واضح، المشافهة، الاتصال المباشر مع الناس، مع 472 00:43:46,260 --> 00:43:53,080 الأفراد، فهذا يسمى الاتصال الشفوي، وأيضاً استخدم صلى 473 00:43:53,080 --> 00:43:58,900 الله عليه وسلم، وهو وصحابته، الاتصال الكتابي من خلال 474 00:43:58,900 --> 00:44:02,780 الرسائل التي أرسلها إلى الملوك والأمراء، إذاً استخدم 475 00:44:02,780 --> 00:44:06,340 الكتابة صلى الله عليه وسلم، وأيضاً استخدم الاتصال 476 00:44:06,340 --> 00:44:12,900 الجماهيري في الخطب، في المواعظ، في الأسواق، في يوم الحج، 477 00:44:12,900 --> 00:44:17,500 مثل حجة الوداع، الخطبة المشهورة التي أوضح فيها 478 00:44:17,500 --> 00:44:22,610 تعاليم الدين في حجة الوداع، الاتصال الجماهيري أيضاً 479 00:44:22,610 --> 00:44:27,830 عندما كان يرسل القراء إلى القبائل ليعلموهم القرآن 480 00:44:27,830 --> 00:44:32,410 والقراءة وما إلى ذلك، هذا اتصال جماهيري وما إلى ذلك، 481 00:44:32,410 --> 00:44:39,950 هذا الاتصال المباشر سواء كان شفوياً أم جماهيرياً، 482 00:44:42,110 --> 00:44:48,910 شفوياً أو جماهيرياً، له مزايا، له مزايا، وهو يعتبر من أبرز 483 00:44:48,910 --> 00:44:53,810 من أبرز أنواع الاتصال التي يستخدمها الإنسان، 484 00:44:53,810 --> 00:44:58,990 لماذا؟ لأنه له عدة مزايا، لأنه له مجموعة من المزايا، 485 00:44:58,990 --> 00:45:06,670 أولاً، لأنه عنصر أساسي بل ووسيلة أساسية في عملية 486 00:45:06,670 --> 00:45:10,710 الإقناع، يعني من أكثر الناس قدرة على إقناعك، الذي 487 00:45:10,710 --> 00:45:15,050 يواجهك مباشرة، ولا واحد غائب عنك ويتحدث معك 488 00:45:15,050 --> 00:45:21,550 بالتلفون، مع أنه اتصال شخصي بالتلفون، لكن وسيط 489 00:45:21,550 --> 00:45:27,030 من خلال وسيط، من خلال أداة، وهي التلفون، لكن 490 00:45:27,030 --> 00:45:31,190 تغيب ملامح الوجه، تعبيرات وانفعالات الإنسان تغيب، 491 00:45:31,190 --> 00:45:36,770 كلها على التلفون تغيب، لكن face to face ممكن بعينيه 492 00:45:36,770 --> 00:45:41,630 يقنعك، بعينيه أختك تقنعك، دون أن تتكلم، واضح؟ 493 00:45:41,630 --> 00:45:46,190 تشعرين بالصدق في عينيها، فتصدقينها، تقتنعين بكلامها، 494 00:45:46,190 --> 00:45:49,590 واضح؟ لكن الذي على التليفون، لن تشاهدي عينيه ولا 495 00:45:49,590 --> 00:45:57,190 تشاهدي ملامحه، ماشي؟ إذاً هو من أبرز صور الإقناع، أو 496 00:45:57,190 --> 00:46:02,870 وسائل الإقناع، وأيضاً لأنه يتلافى السلبيات، يا بنات، 497 00:46:03,790 --> 00:46:10,770 السلبيات، ما هي السلبيات؟ أحياناً الإنسان يتكلم، يتحدث، 498 00:46:10,770 --> 00:46:15,510 كلمات ربما لا تكون واضحة، هذا ما يسمى يا أم جد، عدم 499 00:46:15,510 --> 00:46:21,030 الوضوح في الكلمات، سلبية، أنتِ لن تفهمي، هذه سلبية في 500 00:46:21,030 --> 00:46:27,790 الاتصال، ستقولين لي ماذا قلتِ؟ أعِدّيها لي، هنا 501 00:46:27,790 --> 00:46:31,530 أنتِ عندما تقولين لي ماذا قلتُ أو أعِد يا أستاذ، هذا يعني 502 00:46:32,320 --> 00:46:36,060 أنني أُتلافِ السلبيات في الاتصال، يمكن أن 503 00:46:36,060 --> 00:46:39,560 أكون استخدمت مفردة غريبة عليكِ، أنتِ لم تفهميها، 504 00:46:39,560 --> 00:46:43,500 فتقولين لي ماذا قلتِ يا أستاذ، ما هو قصدك؟ يتلافى 505 00:46:43,500 --> 00:46:49,340 يتلافى السلبيات والقصور، يعني الذي هو في الاتصال، فما بالك 506 00:46:49,340 --> 00:46:53,320 بوسائل الاتصال الجماهيري أو الجماهيري، فهو أيضاً 507 00:46:53,320 --> 00:46:57,300 يتلافها، هذه نقطة، النقطة الثانية أنه سريع الحصول 508 00:46:57,300 --> 00:47:02,370 على التغذية الراجعة، ونحن نقول أن الاتصال 509 00:47:02,370 --> 00:47:08,030 الفعال هو الذي يكون فيه أخذٌ وعطاء، اتصال مزدوج، يعني 510 00:47:08,030 --> 00:47:13,170 فيه تغذية راجعة، يتحول المرسل إلى مستقبل، والمستقبل 511 00:47:13,170 --> 00:47:17,970 إلى مرسل، هذا هو الاتصال الفعال، من مزاياه أيضاً 512 00:47:17,970 --> 00:47:21,770 أنه يُمكّن من قياس ردود الفعل من 513 00:47:21,770 --> 00:47:28,510 الجماهير أولاً بأول، وبالتالي نُعدّل، شرحتُ لكم من خلال 514 00:47:28,510 --> 00:47:36,030 آلية عمل العلاقات العامة، أننا نقيس الاتصال الراجع 515 00:47:36,030 --> 00:47:40,610 إلينا من الرأي العام، نُعدّل في سياساتنا، في أهدافنا، 516 00:47:40,610 --> 00:47:46,150 في تحسين خدماتنا، في تحسين سلعنا وما إلى ذلك، ثالثاً، 517 00:47:46,150 --> 00:47:52,890 مستحيل في يوم من الأيام أن ينشأ بينك علاقة وبين 518 00:47:52,890 --> 00:47:57,770 شخص مثلاً في التلفزيون، هو غاضب، جالس في بلد آخر، لكن 519 00:47:57,770 --> 00:48:01,990 ممكن صديقتك تحاورك، ممكن أن ينشأ بينك وبينها 520 00:48:01,990 --> 00:48:06,730 علاقة، جالسة بجانبك، واضح؟ نعم، في إمكانية للود، في 521 00:48:06,730 --> 00:48:10,270 إمكانية للزمالة، في إمكانية للصداقة، لكن شخص يقول لك 522 00:48:10,270 --> 00:48:15,470 يتحدث إليك من بي بي سي لندن، أين هو؟ صوت في راديو، صوت 523 00:48:15,470 --> 00:48:20,910 في جهاز، من هو؟ أي شكله؟ واضح؟ إذاً ما هي الألفة؟ 524 00:48:20,910 --> 00:48:26,180 الألفة ضعيفة جداً، والمشاعر تصبح ضعيفة جداً في 525 00:48:26,180 --> 00:48:32,570 مثل هذا الاتصال غير المباشر، لذلك كان استخدام 526 00:48:32,570 --> 00:48:35,770 النبي عليه الصلاة والسلام لهذا الأسلوب هو ما 527 00:48:35,770 --> 00:48:39,470 ساعده على النجاح، كما قلت، خلال 23 سنة 528 00:48:39,470 --> 00:48:45,230 يحقق نجاحاً ويحقق تغييراً في العقائد بصورة كبيرة، من 529 00:48:45,230 --> 00:48:49,930 أبرز صور هذا الاتصال المباشر، أبرز الصور التي 530 00:48:49,930 --> 00:48:52,970 استخدمها أو مارسها رسول الله صلى الله عليه 531 00:48:52,970 --> 00:48:58,280 وسلم، مثل إرسال الدعاه والقراء، الذين كان يُعدّهم، 532 00:48:58,280 --> 00:49:02,240 مثل مصعب بن عمير، أول سفير وأول مرسل في 533 00:49:02,240 --> 00:49:06,380 الإسلام، أرسله من مكة إلى المدينة ليعلم، فعندما جاء 534 00:49:06,380 --> 00:49:10,640 الرسول، انظروا إلى الأسلوب الناجح، عندما جاء رسوله 535 00:49:10,640 --> 00:49:14,720 إلى المدينة، عندما هاجر إلى المدينة، كان الإسلام قد 536 00:49:14,720 --> 00:49:20,060 دخل كل بيت من بيوت المدينة، من الذي أدخله؟ مصعب 537 00:49:20,060 --> 00:49:26,530 رضي الله عنه، مصعب، وهو كان شاباً يافعاً، سفيراً لرسول 538 00:49:26,530 --> 00:49:32,250 الله، جعل الإسلام يدخل كل بيوت المسلمين، أو بيوت أهل 539 00:49:32,250 --> 00:49:39,650 المدينة، الذين لم يكونوا مسلمين، جعلهم مسلمين، أيضاً من الصور 540 00:49:39,650 --> 00:49:43,010 التي استخدمها، استقبال الوفود وإحسان الاستقبال، وهذا 541 00:49:43,010 --> 00:49:47,920 عملٌ في العلاقات العامة يا بنات، وإرسال أيضاً الوفود، إرسالهم، 542 00:49:47,920 --> 00:49:52,460 الذي قلنا عنه من الدعاة والقراء، لكي نقوم بزيارات 543 00:49:52,460 --> 00:49:57,460 للآخرين، ونرسل الوفود لزيارة الجامعة، وهكذا، هذه هي 544 00:49:57,460 --> 00:50:00,500 صور من صور العلاقات العامة الحديثة، مارسها صلى الله 545 00:50:00,500 --> 00:50:05,980 عليه وسلم، فعندما كان يستقبل الوفود، يقول: قوموا 546 00:50:05,980 --> 00:50:10,900 يا حسان، مدحهم بقصيدتك، وإن كان فيهم خطيب، يقول: قم يا 547 00:50:10,900 --> 00:50:14,920 أبا بكر، تحدث فيهم كلاماً جميلاً في خطبة من الخطب وما 548 00:50:14,920 --> 00:50:19,600 إلى ذلك، إذاً يعني حتى كان يستخدم المراسم، الـ 549 00:50:19,600 --> 00:50:22,260 etiquette، الـ protocol، في استقبال الوفود، يعني 550 00:50:22,260 --> 00:50:26,980 ستقولون: كانوا يعيشون في صحراء، وعرباً وبدو، لا، حتى 551 00:50:26,980 --> 00:50:31,020 مع أولئك، استخدم صلى الله عليه وسلم ما يُعرف 552 00:50:31,020 --> 00:50:35,310 بالمصطلحات العصرية protocol و etiquette وما إلى ذلك، 553 00:50:35,310 --> 00:50:39,890 واضح، في مخاطبة الوفود واستقبال الوفود، وهي تعتبر 554 00:50:39,890 --> 00:50:44,710 استقبال الوفود من أبرز نشاطات العلاقات العامة أيضاً، 555 00:50:44,710 --> 00:50:50,310 إقامة العلاقات، نعم، 556 00:50:50,310 --> 00:50:55,620 ونحن نقول: المؤسسات المشابهة، المؤسسات المشابهة، 557 00:50:55,620 --> 00:50:59,580 لابد أن يكون هناك تنسيق بيننا وبينهم، هنا الرسول 558 00:50:59,580 --> 00:51:03,920 صلى الله عليه وسلم، يُقيم العلاقات الودية مع من 559 00:51:03,920 --> 00:51:10,360 يُجاورونه في المدينة أو مع مؤسسة مشابهة لمؤسسته، ليس 560 00:51:10,360 --> 00:51:15,140 هم أهل كتاب ونحن أهل دين، هم مؤسسة 561 00:51:15,140 --> 00:51:19,380 مشابهة، فأقام العلاقات الودية معهم من أجل أن 562 00:51:19,380 --> 00:51:25,200 يكون هناك راحة، أريحية في العمل، أريحية في 563 00:51:25,200 --> 00:51:30,660 التحرك وما إلى ذلك، وجو من الود والألفة بين السكان، 564 00:51:30,660 --> 00:51:36,740 يعني المدينة الواحدة، ومن الاتصال الفعلي ما قام به 565 00:51:36,740 --> 00:51:40,640 صلى الله عليه وسلم من مُساهرات مع العديد من القبائل، 566 00:51:40,640 --> 00:51:45,920 مع العديد من القبائل التي ساهرها، بل إنّه أكرم 567 00:51:45,920 --> 00:51:52,720 بل إنّه أكرم امرأة على قومها، من هي يا بنات؟ أكرم امرأة 568 00:51:52,720 --> 00:51:57,540 على قومها، من هي؟ جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، 569 00:51:57,540 --> 00:52:06,600 أم المؤمنين، كانت من سبايا غزوة بني المصطلق، هي 570 00:52:06,600 --> 00:52:12,360 وأهلها، هي وقومها، كلهم أصبحوا سبايا، والسبايا طبعاً 571 00:52:12,360 --> 00:52:16,800 بحكم ذلك العصر، كلهم توزّعوا، أخذهم المسلمون 572 00:52:16,800 --> 00:52:20,540 لانتصارهم، هذه ذهبت عند هذا، وهذا ذهب عبدٌ لهذا، 573 00:52:20,540 --> 00:52:26,480 اتفرجوا، بني المصطلق أصبحوا عبيداً في ساعة، ورأى رسول 574 00:52:26,480 --> 00:52:32,520 الله صلى الله عليه وسلم جويرية، فسأل عنها، فعرف 575 00:52:32,520 --> 00:52:36,820 أنها ابنة سيد القوم، ابنة سيد قوم بني المصطلق، 576 00:52:36,820 --> 00:52:41,740 بحكمته صلى الله عليه وسلم وبفطنته، لذلك نقول: 577 00:52:41,740 --> 00:52:49,110 المسلم كيسٌ فطن، قال: مثل هذه لا تُسترق، فتزوجها صلى 578 00:52:49,110 --> 00:52:53,230 الله عليه وسلم، لم يأخذها سبيةً، تزوجها، الآن 579 00:52:53,230 --> 00:52:59,970 المسلمون قالوا: كيف نسترق نساء رسول الله؟ يعني 580 00:52:59,970 --> 00:53:03,950 قريبات رسول الله، كيف نجعلهم عندنا عبيداً؟ فقاموا كلهم 581 00:53:03,950 --> 00:53:09,870 أطلقوهم، فكانت أكرم امرأة على قومها بسبب 582 00:53:09,870 --> 00:53:13,090 زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كل قومها 583 00:53:13,090 --> 00:53:18,760 تحرروا من العبودية، وعادوا إلى قبيلتهم، وأسلمت قبيلة بني المصطلق، إذاً ممارسات النبي عليه 584 00:53:18,760 --> 00:53:22,920 الصلاة والسلام، الفعلية، مثل الزواج وغير ذلك، حتى 585 00:53:25,440 --> 00:53:33,460 عندما تزوج صفية، من أجل التقريب بين اليهود وبين أهل 586 00:53:33,460 --> 00:53:37,920 الإسلام، وهذا يعني كانت أفعاله الاتصالية كلها 587 00:53:37,920 --> 00:53:44,760 بهدف التقريب بين مؤسسته الإسلامية وبين الآخرين، 588 00:53:44,760 --> 00:53:51,000 أو تحبيب الآخرين بهذه المؤسسة، من الأساليب أيضاً 589 00:53:51,000 --> 00:53:56,640 المباشرة التي ركز عليها الخلفاء، وهي أسلوب زيارة 590 00:53:56,640 --> 00:54:01,920 البلدان أو الأمصار، لإطلاع على أحوال الرعية وما إلى 591 00:54:01,920 --> 00:54:05,720 ذلك، هذا الأسلوب يحقق عدة أمور يا بنات، أولاً، 592 00:54:05,720 --> 00:54:12,670 استطلاع للرأي العام، استطلاع واستعلام للرأي 593 00:54:12,670 --> 00:54:17,210 العام، لمعرفة ما هي حاجات الناس، ما هي شكاوى الناس، 594 00:54:17,210 --> 00:54:21,350 ما هي رغبات الناس، ممن يشكون، ما الذي يضايقهم، 595 00:54:21,350 --> 00:54:25,550 واضح؟ إذاً هذه الأمور، نبدأ 596 00:54:25,550 --> 00:54:30,770 بالمتابعة، لماذا يا والي؟ الوالي عليه، لماذا 597 00:54:30,770 --> 00:54:35,310 تفعل كذا؟ لماذا كذا؟ يا إما نعزل، يا إما نقوم، 598 00:54:35,310 --> 00:54:40,980 يا إما نُصحّح، إلى آخره، إذاً هذا الأسلوب، أسلوب زيارة 599 00:54:40,980 --> 00:54:46,240 الأمصار، الذي مارسه عمر رضي الله عنه، يحقق 600 00:54:46,240 --> 00:54:50,420 الاستطلاع والاستعلام، ثم المتابعة، ومن خلال المتابعة 601 00:54:50,420 --> 00:54:55,000 إما أن نقيم، نعمل عملية التقييم وما يتبع التقييم، 602 00:54:55,000 --> 00:54:59,060 يكون هناك تقويم، يا إما عزل يا إما تصحيح يا إما ما 603 00:54:59,060 --> 00:55:03,380 شابه ذلك، الأسلوب الثاني الذي مارسه رضي الله عنه، 604 00:55:03,380 --> 00:55:08,680 وأرضاه أيضاً، أسلوب العسس، أسلوب العسس، العسس، يتحسس 605 00:55:08,680 --> 00:55:16,360 حاجات الناس في الخفاء، العسس يتحسس حاجات الناس في 606 00:55:16,360 --> 00:55:20,540 الخفاء، دون أن يعلموا، دون أن يعلموا، لأنه لو 607 00:55:20,540 --> 00:55:26,740 علموا، يمكن أن يخافوا، والشيطان نفسه كان يخاف من عمر، 608 00:55:26,740 --> 00:55:32,020 تعرفين هذا الكلام؟ عمر رضي الله عنه، يمشي في 609 00:55:32,020 --> 00:55:36,950 طريق، مستحيل أن يقف الشيطان في طريقه، فما بالك بالناس 610 00:55:36,950 -->