1
00:00:21,040 --> 00:00:23,940
أعوذ بالله السميع العلي من الشيطان الرجيم باسم

2
00:00:23,940 --> 00:00:28,280
الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأصلي

3
00:00:28,280 --> 00:00:32,540
وأسلم على رسول الله الأمين محمد بن عبد الله الصادق

4
00:00:32,540 --> 00:00:36,360
الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين

5
00:00:36,360 --> 00:00:40,960
وبعد، اليوم مع اللقاء الثاني في صفات الأنبياء

6
00:00:40,960 --> 00:00:46,640
والمرسلين الخلقية، ففي اللقاء السابق تحدثنا عن صفة

7
00:00:46,640 --> 00:00:52,800
العصمة وبينا معناها لغة واصطلاحًا وتكلمنا في 

8
00:00:52,800 --> 00:00:57,230
موضوعاتها المتعلقة بالأنبياء والمرسلين من حيث

9
00:00:57,230 --> 00:01:02,250
التبليغ ومن حيث الوقوع في الكبائر ومن حيث إمكان

10
00:01:02,250 --> 00:01:05,930
الوقوع في الصغار، قلنا أن الأنبياء والمرسلين

11
00:01:05,930 --> 00:01:12,270
معصومون من الوقوع في الكبائر مطلقًا، ويمكن أن تقع

12
00:01:12,270 --> 00:01:16,930
منهم بعض الصغار، قد تقع من بعضهم، قد تقع من بعضهم،

13
00:01:16,930 --> 00:01:21,550
لكن لا يسكت عنهم، لا يسكت عنهم، إنما ينزل الوحي

14
00:01:21,550 --> 00:01:26,610
فينبههم، فينتبهون ويستغفرون الله تبارك وتعالى،

15
00:01:26,610 --> 00:01:32,350
ويعودون إليه. تحدثنا أيضًا في إمكان الخطأ في الأمور

16
00:01:32,350 --> 00:01:38,130
الدنيوية، بغير قصد، هذا مع رجاحة عقلهم وكمال

17
00:01:38,130 --> 00:01:43,370
تفكيرهم. هذه قضايا تحدثنا فيها في اللقاء السابق

18
00:01:43,370 --> 00:01:48,070
اليوم إن شاء الله تعالى نستكمل هذه الصفات الخلقية

19
00:01:48,070 --> 00:01:52,690
للأنبياء والمرسلين، ونبدأ بصفات الصدق والأمانة، هاتان

20
00:01:52,690 --> 00:01:59,010
صفتان مرتبطتان ببعضهما البعض، فالأنبياء والمرسلون

21
00:01:59,810 --> 00:02:06,310
يعني يجب لهم، تجب لهم هاتان الصفتان، وهما الصدق و

22
00:02:06,310 --> 00:02:11,610
الأمانة، الصدق في القول، الصدق في العمل، فالأنبياء و

23
00:02:11,610 --> 00:02:19,490
المرسلون هم هكذا صادقون في أقوالهم وأفعالهم في

24
00:02:19,490 --> 00:02:24,490
تبليغهم للوحي الذي أنزله الله تبارك وتعالى عليهم

25
00:02:25,260 --> 00:02:32,040
فلا يمكن لمن اختاره الله تبارك وتعالى أن يقع في ضد

26
00:02:32,040 --> 00:02:39,400
الصدق، عفوًا، لا يمكن للأنبياء والمرسلين أن يقعوا

27
00:02:39,400 --> 00:02:45,580
في الكذب، فالأنبياء والمرسلون صادقون تمامًا، فهم لا

28
00:02:45,580 --> 00:02:49,480
يمكن أن يقعوا في مخالفة

29
00:02:50,130 --> 00:02:55,630
أمروا بها أقوامهم، هم دائموا الصدق، وهذا أمر حتمي

30
00:02:55,630 --> 00:03:05,660
ومنطقي، فإذا كنا نحن المكلفين مأمورين بالصدق، والصدق

31
00:03:05,660 --> 00:03:10,880
حسن حتى العقل يحكم عليه بأنه حسن، أمر حسن، أمر

32
00:03:10,880 --> 00:03:15,460
مستحسن، فكيف بالأنبياء والمرسلين الذين كلفهم الله 

33
00:03:15,460 --> 00:03:20,820
تبارك وتعالى بتبليغ وحيه للناس؟ إذًا الصدق والأمانة

34
00:03:20,820 --> 00:03:28,180
تشمل تبليغ الوحي الإلهي وعدم كتمان شيء منه، لأن

35
00:03:28,180 --> 00:03:31,980
مهمة الرسول هو إبلاغ الناس ما أوحاه الله عز وجل

36
00:03:31,980 --> 00:03:37,660
إليهم من تشريعات ومن أحكام ومن تكاليف، وبالتالي هم

37
00:03:37,660 --> 00:03:42,040
صادقون في ذلك استجابة لقول الله تعالى: يا أيها

38
00:03:42,040 --> 00:03:49,740
الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، بلغ ما أنزل إليك من

39
00:03:49,740 --> 00:03:55,360
ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالتَه. ونحن نعتقد جازمين

40
00:03:55,360 --> 00:03:59,980
بأن الأنبياء والمرسلين كلهم على حد سواء بلغوا

41
00:03:59,980 --> 00:04:03,480
الرسالة وأدوا الأمانة ونصحوا الأمة ولم يتدخروا

42
00:04:03,480 --> 00:04:07,700
وسعًا في ذلك، هذا ليس بالأمر الغريب على الأنبياء

43
00:04:07,700 --> 00:04:11,020
عليهم السلام، وعلى نبينا عليه الصلاة والسلام، فمثلاً

44
00:04:11,020 --> 00:04:16,420
نبينا عليه الصلاة والسلام كان يوصف قبل البعثة

45
00:04:16,420 --> 00:04:21,880
بالصادق الأمين، لحظي الصادق الأمين بهتين صفتين اللتان

46
00:04:21,880 --> 00:04:29,000
يعني نتحدث عنهما، الصدق والأمانة، وقد دل على اتصاف

47
00:04:29,000 --> 00:04:32,860
الأنبياء بالصدق والأمانة النقل والعقل، فنجد أن

48
00:04:32,860 --> 00:04:37,380
القرآن الكريم وصف الأنبياء والمرسلين بالصدق

49
00:04:37,380 --> 00:04:42,300
والأمانة، فهم صادقون في نبينا مثلاً، وما ينطق عن

50
00:04:42,300 --> 00:04:48,620
الهوى إن هو إلا وحي يوحى، في المرسلين بشكل عام، وصدق

51
00:04:48,620 --> 00:04:54,210
المرسلون، في النبي صلى الله عليه وسلم، ولو تقول

52
00:04:54,210 --> 00:04:57,750
علينا بعض الأقاويل، لو تقول يعني لو أثارة، لو 

53
00:04:57,750 --> 00:05:03,810
كذبة، لو وقع فيما يخالف الصدق، لأخذنا منه باليمين،

54
00:05:03,810 --> 00:05:10,050
ثم لقطعنا منه الوتين، فما منكم من أحد عنه حاجزين،

55
00:05:10,050 --> 00:05:15,510
وفي الحديث، النبي صلى الله عليه وسلم يقول للصحابي

56
00:05:15,510 --> 00:05:21,210
الكريم: إني لا أقول إلا حقًّا، فالصحابي يقول للنبي صلى

57
00:05:21,210 --> 00:05:24,890
الله عليه وسلم: يا رسول الله، أنا أكتب كل شيء عنك؟

58
00:05:25,600 --> 00:05:31,660
أكتب كل شيء؟ فقال: نعم، إني لا أقوله إلا حقّه، فهذا

59
00:05:31,660 --> 00:05:36,020
يدل على أن النبي كما قال الله عز وجل فيه، وما ينطق

60
00:05:36,020 --> 00:05:41,300
عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فالأنبياء يتصرفون

61
00:05:41,300 --> 00:05:45,220
بالصدق، هذه أدلة نقلية، أدلة من القرآن الكريم ومن 

62
00:05:45,220 --> 00:05:49,580
السنة النبوية على أنهم يتصرفون بالصدق، أما من العقل

63
00:05:49,580 --> 00:05:54,900
حتى العقل الصريح الصحيح يدل على صدق الأنبياء

64
00:05:54,900 --> 00:05:59,360
والمرسلين، من الأدلة العقلية أنه لو جاز عليهم الكذب

65
00:05:59,360 --> 00:06:05,200
والافتراض لازم الكذب في خبره تبارك وتعالى، لأن هم

66
00:06:05,200 --> 00:06:09,300
أصلًا يبلغون عن الله عز وجل، والكذب في خبر الله عز

67
00:06:09,300 --> 00:06:14,570
وجل في ما يوحي الله عز وجل هذا أمر محال، لأنه تعالى

68
00:06:14,570 --> 00:06:19,350
صدقهم بالمعجزات، فكيف يكذبون على الله؟ إذًا أنهم

69
00:06:19,350 --> 00:06:23,930
صفوة الله من خلقه، اختارهم الله تبارك وتعالى لحمل

70
00:06:23,930 --> 00:06:28,870
رسالته ووحيه، ولا يمكن للنبي أن يكذب، لا يمكن أن

71
00:06:28,870 --> 00:06:32,230
يكذب أو يفتري على الله عز وجل، لأن الله أيده

72
00:06:32,230 --> 00:06:36,130
بالمعجزة، فكيف يؤيد الله عز وجل من كان كاذبًا؟ لو

73
00:06:36,130 --> 00:06:41,190
كان كاذب، اللي لم يأيده لأخذاه وأهانه وبيّن كذبه

74
00:06:41,190 --> 00:06:46,330
وافتراؤه عليه سبحانه وتعالى، فكونه يؤيده بالمعجزات

75
00:06:46,330 --> 00:06:51,790
هذا يعني أن هذا الإنسان صادق في دعواه النبوة وفي

76
00:06:51,790 --> 00:06:56,910
ما يبلغ عن الله تبارك وتعالى، فيما بعد، الأمر الثاني

77
00:06:56,910 --> 00:07:03,550
أن الكذب معصية وعيب خلقي، الكذب معصية وعيب خلقي حتى

78
00:07:03,550 --> 00:07:10,780
لنا نحن، للعوام الناس معصية وعيب خلقي، فما بالك

79
00:07:10,780 --> 00:07:15,120
بالأنبياء الذين هم أصلًا معصومون من المعاصي والعيوب

80
00:07:15,120 --> 00:07:19,360
الخلقية والتي تحدثنا عنها في اللقاء السابق، تحدثنا

81
00:07:19,360 --> 00:07:25,580
عن المعصية بصورة عامة وشاملة ومفصلة، مفصلة بينا

82
00:07:25,580 --> 00:07:31,290
أنهم لا يقعون في الكبار مطلقًا، وقد تقع منهم بعض

83
00:07:31,290 --> 00:07:35,550
المعاصي، وقد تقع منهم بعض الصغائر، وغالبا ما تكون

84
00:07:35,550 --> 00:07:41,970
قبل النبوة، قبل النبوة، وليس عمدًا، ثم هم يوفقون إلى

85
00:07:41,970 --> 00:07:45,430
التوبة والاستغفار والإنابة إلى الله تبارك وتعالى

86
00:07:45,430 --> 00:07:50,750
والرجوع إليه سبحانه وتعالى، والإنسان بطبيعته يكون

87
00:07:50,750 --> 00:07:56,710
بعد التوبة أفضل مما هو عليه قبل التوبة، ثم أنهم

88
00:07:56,710 --> 00:08:02,310
لو كذبوا، لو عرفوا بالكذب، لو اتصفوا بالكذب، وعرف

89
00:08:02,310 --> 00:08:06,910
الناس بهم، لن تفيد فايدة الرسالة، لستنكف كثير من

90
00:08:06,910 --> 00:08:12,310
الناس عن اتباعهم، لو أن الأنبياء يكذبون، لو أنهم

91
00:08:12,310 --> 00:08:16,950
يتصفون بالكذب، والكذب ضد الصدق، لو أنهم يتصفون

92
00:08:16,950 --> 00:08:20,730
بالكذب، لن تفيد فايدة الرسالة، لو قال كثير من

93
00:08:20,730 --> 00:08:27,790
الناس، هذا ما تبقى أن نتبع إنسان كذب، فسيستنكف

94
00:08:27,790 --> 00:08:31,950
الناس عن اتباع هذا الإنسان، فالأنبياء لابد أن

95
00:08:31,950 --> 00:08:37,050
يكونوا صادقين كما قلنا، حتى في نبينا صلى الله عليه

96
00:08:37,050 --> 00:08:42,210
وسلم كان يوصف بالصادق، اللي كان اسمه الصادق الأمين

97
00:08:42,210 --> 00:08:48,430
والأمانة، الأمانة الحسية والأمانة المعنوية، هو كان

98
00:08:48,430 --> 00:08:53,550
الأمين، الأمين محمد الأمين عليه الصلاة والسلام، محمد

99
00:08:53,550 --> 00:08:58,970
الصادق الأمين، هكذا اسمه عند أهل الجاهلية، هذا ما

100
00:08:58,970 --> 00:09:02,750
يجب أن يعتقد في الأنبياء والمرسلين جميعًا الصدق

101
00:09:02,750 --> 00:09:06,570
والأمانة، فالصدق والأمانة من الصفات الواجبة في حقهم

102
00:09:06,570 --> 00:09:11,570
الذي يجب أن نثبته لهم، عليهم جميعًا، أفضل الصلاة

103
00:09:11,570 --> 00:09:15,890
والسلام، هذا ما يجب أن نثبته لهم جميعًا، وهذا أصلًا ما

104
00:09:15,890 --> 00:09:19,830
اجتمعت عليه أهل الملل والشرائع بلا استثناء، حتى

105
00:09:19,830 --> 00:09:26,730
اليهود والنصارى في أصل دينهم في كتبهم الأصلية

106
00:09:26,730 --> 00:09:31,750
الأنبياء والمرسلون الصادقين، إلا أن الكتب، هذه الكتب

107
00:09:31,750 --> 00:09:36,890
بعد ما حرفت، التوراة المحرفة تنسب إلى أنبياء الله

108
00:09:36,890 --> 00:09:44,790
تبارك وتعالى كثير من المعاصي والسقطات والذنوب

109
00:09:45,480 --> 00:09:50,420
والمخالفات الشرعية، وذلك من بني إسرائيل من اليهود

110
00:09:50,420 --> 00:09:55,760
تحديدًا، ليبرروا لأنفسهم المعاصي التي هم يقعوا فيها

111
00:09:55,760 --> 00:10:01,970
هم اتهموا الأنبياء بالكذب والاحتيال والوقوع في

112
00:10:01,970 --> 00:10:06,730
الزنا والوقوع في الرذيلة اللواط وغير ذلك، كما في حق

113
00:10:06,730 --> 00:10:12,210
سيدنا لوط عليه السلام، كل ذلك ليبرروا لأنفسهم ما

114
00:10:12,210 --> 00:10:17,950
يقع فيهم أنفسهم من المعاصي والذنوب والمخالفات

115
00:10:17,950 --> 00:10:25,910
الشرعية، صفة أخرى من الصفات التي يجب أن يتصف بها

116
00:10:25,910 --> 00:10:32,180
الأنبياء والمرسلين، الفطنة والذكاء، الفطنة والفطنة هي

117
00:10:32,180 --> 00:10:38,620
حدة العقل وذكاءه بحيث يتمكن المتصف بها من إلزام

118
00:10:38,620 --> 00:10:44,000
المخالفين ورد دعاويهم وإفحام المعاندين، وما على

119
00:10:44,000 --> 00:10:48,900
الرسول إلا البلاغ المبين، فالرسول أو النبي يعيش بين

120
00:10:48,900 --> 00:10:56,580
قومه يدعوهم يناقشهم يقربهم إلى الله تبارك وتعالى

121
00:10:56,580 --> 00:11:05,030
يبين لهم، يبين لهم أمور الدين وتشريعاته، فلابد من أن

122
00:11:05,030 --> 00:11:10,710
يتصف بهذه الصفة الفطنة والذكاء، فلو أن النبي كان

123
00:11:10,710 --> 00:11:15,530
مغفلًا أو بليدًا أو أبلى، لم يستطع أن يقوم بالمهمة

124
00:11:15,530 --> 00:11:21,210
التي كلف بها، لذلك لابد من أن يكون النبي فطنًا ذكيًا

125
00:11:21,210 --> 00:11:27,370
لابد من أن يكون فطنًا ذكيًا، فمجرد حتى الذكاء لا

126
00:11:27,370 --> 00:11:33,400
يكفي لوحده بل لابد من رقة الشعور وصفاء الذهن ورهافة

127
00:11:33,400 --> 00:11:37,360
الحس وصناعة البديهة، هذه أمور يجب أن يتصف بها

128
00:11:37,360 --> 00:11:41,740
الأنبياء والمرسلون، فالفطنة والذكاء من المؤهلات

129
00:11:41,740 --> 00:11:50,100
الضرورية لتلقي الوحي والأمانة تعالى لنرى فيما

130
00:11:50,100 --> 00:11:56,460
يحتاج النبي الفطنة والذكاء، فيما يحتاجها النبي بحاجة 

131
00:11:56,460 --> 00:12:02,400
إلى هذه الصفة، واحد فبها يعرف ما يلقى إليه من الوحي

132
00:12:02,400 --> 00:12:09,820
هذا الأمر الأول، بها يعرف ما يلقى إليه من الوحي

133
00:12:09,820 --> 00:12:18,180
اتنين، وبها يستطيع أن يحفظه ولا ينساه، حاشاهم جميعا

134
00:12:18,180 --> 00:12:25,750
عليهم الصلاة والسلام، لو كان غبيا أو كان بليدا لا

135
00:12:25,750 --> 00:12:31,650
يستطيع أن يحفظ بل سينسى ما أوحاه الله عز وجل إليه

136
00:12:31,650 --> 00:12:37,330
وبها رقم تلاتة، يستطيع أن يبلغه كما أوحي به إليه

137
00:12:37,330 --> 00:12:46,150
كما هو كما هو دون تغيير دون زيادة دون نقصان، يخدمه

138
00:12:46,150 --> 00:12:52,570
في ذلك فطنته وذكاءه، أربع، وبها يستطيع أن يعالج أمته

139
00:12:52,570 --> 00:12:59,370
بالتربية الحكيمة والقيادة السليمة وفق طباعهم

140
00:12:59,370 --> 00:13:05,450
وأخلاقهم، إذا كما ترين أن النبي بحاجة إلى الفطن

141
00:13:05,450 --> 00:13:13,370
والذكاء وقد اتصف الأنبياء جميعا بهذه الصفة، رأينا

142
00:13:13,370 --> 00:13:18,450
في اللقاء السابق مثالا على ذلك، مثالا على ذلك داود

143
00:13:18,450 --> 00:13:27,250
عليه السلام، داود حكم بين امرأتين فحكم بالولد للكبرى

144
00:13:27,250 --> 00:13:35,670
هتان امرأتان، أكل الذئب ابن لأحدهما، ابن لأحدهما

145
00:13:35,670 --> 00:13:42,190
وبقى ابن الأخرى واختلفت الإثنتان على هذا الابن، كل

146
00:13:42,190 --> 00:13:48,570
واحدة منهن تدعي أن هذا الولد لها فاختصمت عند داود

147
00:13:48,570 --> 00:13:55,700
عليه السلام، داود عليه السلام حكم به للكبرى، ثم وهم

148
00:13:55,700 --> 00:14:01,340
خارجتان، مرت على ابنه سليمان عليه السلام، وسليمان

149
00:14:01,340 --> 00:14:08,960
أيضا نبيه الرسول، فامر بإحضار سكين ليشق الولد نصفين

150
00:14:09,690 --> 00:14:15,590
ليشق الولد نصفين، فقالت الصغرة لا تفعل يا نبي الله

151
00:14:15,590 --> 00:14:23,010
لا تفعل، هو لها، فحكم بالولد للصغرة، لها، لهذه التي

152
00:14:23,010 --> 00:14:31,270
رفضت أن يشق الولد نصفين، فهذا هو شعور الأم الحقيقية

153
00:14:31,270 --> 00:14:36,350
ثم تعالى نرى نموذج آخر على فطنة الأنبياء والمرسلين

154
00:14:36,350 --> 00:14:41,950
سيدنا إبراهيم عليه السلام، سيدنا إبراهيم عاش بين قوم

155
00:14:41,950 --> 00:14:48,390
منهم من كان يعبد الأصنام الأوثان، ومنهم من كان يعبد

156
00:14:48,390 --> 00:14:55,110
الكواكب، منهم من كان يعبد الأصنام، ومنهم من كان يعبد

157
00:14:55,110 --> 00:15:02,670
الكواكب، هو عليه الصلاة والسلام داعيا إلى الله عز

158
00:15:02,670 --> 00:15:08,570
وجل كما كلفه الله تبارك وتعالى، فدعى والده ودعى

159
00:15:08,570 --> 00:15:16,300
قومه، ودعى ملك زمانه، وهذا المثال الذي سنتحدث عنه مع

160
00:15:16,300 --> 00:15:24,180
ملك زمانه النمرود، النمرود ابن كانعام، هكذا اسمه، جاء

161
00:15:24,180 --> 00:15:29,000
في كتب التاريخ، ذهب إليه إبراهيم عليه السلام

162
00:15:29,000 --> 00:15:37,320
والآيات، ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه، أن آتاه

163
00:15:37,320 --> 00:15:43,810
الله الملك، اذ قال ابراهيم ربي الذي يحي ويميت، قول

164
00:15:43,810 --> 00:15:49,850
ابراهيم ربي الذي يحي ويميت، ربي الذي يحي ويميت، هذا

165
00:15:49,850 --> 00:15:57,970
إجابة على سؤال مضمر، سؤال مضمر، كأنه لما دخل إبراهيم

166
00:15:57,970 --> 00:16:02,830
عليه السلام على النمرود، قال له النمرود ما ربك؟

167
00:16:02,830 --> 00:16:07,870
فقال عليه الصلاة والسلام ربي الذي يحي ويميت، فقال

168
00:16:07,870 --> 00:16:15,190
للنمرود أنا أحيي وأميت، كيف تحيي وتميت؟ جاء برجلين

169
00:16:15,190 --> 00:16:20,530
أحدهم حكم عليه بالإعدام، والثاني حكم له بالبراءة

170
00:16:20,530 --> 00:16:26,990
فقَتَل الذي حكم له بالبراءة وأطلق صراح الذي حكم عليه

171
00:16:26,990 --> 00:16:34,360
بالإعدام، وقال لإبراهيم هأنا أحييت وأميت، الآن خلط

172
00:16:34,360 --> 00:16:39,520
الأوراق، هذا، هذا التغابي الذي يحصل من النمرود،

173
00:16:39,520 --> 00:16:43,260
ماذا يفعل معه إبراهيم عليه السلام؟ ماذا يفعل؟ لو

174
00:16:43,260 --> 00:16:48,740
دخل معه في نقاش وجدال وليحاح، ليس هكذا الإماتة،

175
00:16:48,740 --> 00:16:54,620
ليس هكذا الإحياء، لن ينتهي النقاش، ففطنة إبراهيم

176
00:16:54,620 --> 00:16:59,000
عليه السلام، هذه الصفة التي زوده الله تبارك

177
00:16:59,000 --> 00:17:05,560
وتعالى بها، هدته إلى أن يقول لإبراهيم، أن يقول

178
00:17:05,560 --> 00:17:10,740
للنمرود إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من

179
00:17:10,740 --> 00:17:15,180
المغرب، وأنا أريد هنا أن ألفت الانتباه إلى أمر آخر

180
00:17:15,180 --> 00:17:20,280
في هذا الموضوع أيضا يزيدنا يقينا في فطنة إبراهيم

181
00:17:20,280 --> 00:17:26,260
عليه السلام، أن إبراهيم في الأمر الذي طلبه من

182
00:17:26,260 --> 00:17:32,470
النمرود هو في نفس الموضوع الذي اختلفوا فيه، فالإحياء

183
00:17:32,470 --> 00:17:36,830
والإماتة اللي اختلفوا فيه، هو في موضوع الربوبية

184
00:17:36,830 --> 00:17:44,270
والاتيان بالشمس من المغرب، وأن 

185
00:17:44,270 --> 00:17:49,030
تغيب في المشرق، هو أيضا في موضوع الربوبية، هذا يدل

186
00:17:49,030 --> 00:17:52,850
على ذكاء إبراهيم، أنه لم يخرج من الموضوع، إنما بقى

187
00:17:52,850 --> 00:17:59,850
في جائرة الموضوع نفسه، إن الله يأتي بالشمس، إذا كنت

188
00:17:59,850 --> 00:18:05,950
أنت الذي يعني تحيي وتميت، إذا أنت الذي تتصرف في هذا

189
00:18:05,950 --> 00:18:12,110
الكون، فمن ألوان التصرف، الله ربي يأتي بالشمس من

190
00:18:12,110 --> 00:18:15,690
المشرق ويجعلها تغيب في المغرب، إذا كنت أنت الذي

191
00:18:15,690 --> 00:18:19,590
تتصرف، آتي بها من المغرب واجعلها تغيب في المشرق

192
00:18:19,590 --> 00:18:28,320
انتهت المناظرة، فبهت الذي كفر، لا يستطيع هو بين أمرين

193
00:18:28,320 --> 00:18:34,600
أحلى ما مر، هو بين أمرين، لو قال أنا الذي أسيرهم

194
00:18:34,600 --> 00:18:43,040
سيقتله قومه، لأن كان قومه يعبدون الشمس، قومه كانوا

195
00:18:43,040 --> 00:18:48,460
يعبدون الكواكب، ولو قال أنا الذي أسيرهم مرة أخرى

196
00:18:48,460 --> 00:18:54,930
فهو لا يستطيع ذلك، هو يستطيع، هو لا يستطيع .. لا

197
00:18:54,930 --> 00:19:00,470
يستطيع أن يجعلها تطلع من المغرب وتغيب في المشرق،

198
00:19:00,470 --> 00:19:06,730
لا يستطيع، فذلك، فإذا هو حوصر، قال تعالى فبهت الذي

199
00:19:06,730 --> 00:19:14,960
كفر، عجز وانتكس وانهزم، وأفحم، وبالتالي والله لا يهدي

200
00:19:14,960 --> 00:19:19,520
القوم الظالمين، هذا يدل على ذكاء إبراهيم عليه

201
00:19:19,520 --> 00:19:24,920
السلام، هذا يدل على ذكاء إبراهيم عليه أفضل الصلاة

202
00:19:24,920 --> 00:19:30,640
والتسليم، فطنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان

203
00:19:30,640 --> 00:19:36,060
عليه الصلاة والسلام، والقرآن يتنزل عليه، يحاول أن

204
00:19:36,060 --> 00:19:37,460
يحرك لسانه

205
00:19:40,070 --> 00:19:45,290
ليحفظ القرآن، ليتمكن منه، فقال الله عز وجل له، لا 

206
00:19:45,290 --> 00:19:52,430
تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا

207
00:19:52,430 --> 00:19:58,840
قرأناه فاتبع قرآنه، بمعنى أن الله عز وجل طمأنه، لا

208
00:19:58,840 --> 00:20:03,900
تقلق على حفظ القرآن الكريم، فهو لن يتفلت من صدرك

209
00:20:03,900 --> 00:20:10,320
نحن سنثبته في صدرك، لكن تحريك النبي لسانه ومحاولته

210
00:20:10,320 --> 00:20:16,160
لحفظ القرآن، هذا يدل على فطنته وذكائه، عليه أفضل

211
00:20:16,160 --> 00:20:22,520
الصلاة والتسليم، ثم هو صلى الله عليه وسلم أمر

212
00:20:22,520 --> 00:20:30,090
بالدعوة إلى الله، فالله عز وجل علمه، أمره، طلب منه

213
00:20:30,090 --> 00:20:35,250
وجهه إلى أن يدعو الناس، والناس على أصناف، أصناف من

214
00:20:35,250 --> 00:20:41,670
الناس، منهم المؤمنين، منهم من يحتاج إلى فقط يعني أن

215
00:20:41,670 --> 00:20:48,250
تذكره فيتذكر، ومنهم من يحتاج إلى جدال و لحاح، ادعوه

216
00:20:48,250 --> 00:20:53,550
إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، فالذي يحتاج

217
00:20:53,550 --> 00:20:58,030
إلى الحكمة والموعظة الحسنة، هم الذين يعرفون الحق

218
00:20:58,030 --> 00:21:03,530
لكنهم نسوه أو غفلوا عنه، فهؤلاء بالحكمة والموعظة

219
00:21:03,530 --> 00:21:09,190
الحسنة والكلمة الطيبة والنصيحة، نجدهم يرجعون

220
00:21:09,190 --> 00:21:13,930
ويتوبون وينوبون إلى الله عز وجل، لكن هناك من الناس

221
00:21:13,930 --> 00:21:20,890
من يعرفون الحق وينكرونه بل ويجحدونه، فجاء في الآية

222
00:21:20,890 --> 00:21:26,270
فعل أمر آخر في أول الآية، في فعل أمر أدعو، وفي نص

223
00:21:26,270 --> 00:21:32,490
الآية فعل أمر آخر، وجادلهم، هؤلاء يحتاجون إلى جدال

224
00:21:32,490 --> 00:21:41,010
وهنا الجدال ليس بأن نطعن في أنسابهم مثلا، ليس بأن

225
00:21:41,010 --> 00:21:48,190
نسبهم، الجدال هنا لاحظي في قوله تعالى وجادلهم بالتي

226
00:21:48,190 --> 00:21:53,610
هي أحسن، وفي آية أخرى ولا تجادل أهل الكتاب إلا

227
00:21:53,610 --> 00:21:58,110
بالتي هي أحسن، فإذا كان هناك طريقتان، طريقة حسنة

228
00:21:58,110 --> 00:22:03,330
وطريقة أحسن، أسلكوا الطريق الأحسن، أسلكوا الطريق

229
00:22:03,330 --> 00:22:09,390
الأفضل، انتقوا الكلمات، كيف يكون، كيف يكون للنبي أن

230
00:22:09,390 --> 00:22:13,410
يجادل أهل الكتاب بالتي هي أحسن، إن لم يكن فاطنا

231
00:22:13,410 --> 00:22:20,940
ذكيا، كيف يكون ذلك؟ فصفة الفطنة والذكاء، النبي في أمثل

232
00:22:20,940 --> 00:22:26,580
حاجة بها، ولذلك هم يتصفون بها، عليهم

233
00:22:26,580 --> 00:22:31,360
أفضل الصلاة والتسليم، فالنبي يقرع الحجة بالحجة

234
00:22:31,360 --> 00:22:36,700
والبرهان بالبرهان، ثم هو أحيانا حتى الحجة حتى

235
00:22:36,700 --> 00:22:41,720
الذكاء والفطنة يحتاجه الإنسان في دعوة المقربين حتى

236
00:22:41,720 --> 00:22:47,380
في المؤمنين، يعني يحضرني قصة الشاب الذي جاء يترخص

237
00:22:47,380 --> 00:22:47,760
بالزنا

238
00:22:52,100 --> 00:22:58,720
أيضا، فنهره الصحاب الكرام، فقال

239
00:22:58,720 --> 00:23:02,520
النبي صلى الله عليه وسلم لهم، دعوه، اقترب مني أيها

240
00:23:02,520 --> 00:23:06,180
الشاب، فاقترب منه، سأله النبي صلى الله عليه وسلم وجه

241
00:23:06,180 --> 00:23:10,970
إليه مجموعة من الأسئلة، أترضاه لأمك؟ لا والله يا

242
00:23:10,970 --> 00:23:14,830
رسول الله، لا أرضاه لأمي، أترضاه لأختك، أترضاه

243
00:23:14,830 --> 00:23:20,310
لعمتك، أترضاه لخالتك؟ والشاب يقول في كل مرة لا

244
00:23:20,310 --> 00:23:24,570
والله بأبي أنت و أمي يا رسول الله، لا أرضاه لأمي،

245
00:23:24,570 --> 00:23:28,210
لا أرضاه لخالتي، لا أرضاه لعمتي، فيقول النبي صلى

246
00:23:28,210 --> 00:23:32,030
الله عليه وسلم، والناس لا يرضونه لأمهاته ولا

247
00:23:32,030 --> 00:23:37,630
لأخواتهم ولا لعماتهم، وهكذا، هذا الإسلوب لا يقوم به

248
00:23:37,630 --> 00:23:42,530
إلا إنسان فطن ذكي، إلا إنسان فطن ذكي، ودعيكي من

249
00:23:42,530 --> 00:23:46,890
هذا الموقف واذهبي إلى موقف آخر، موقف الرجل الذي

250
00:23:46,890 --> 00:23:52,150
جاء فبالة في المسجد، فاستلت صحابة الصيوف واتوجهوا

251
00:23:52,150 --> 00:23:56,550
اليه يريدون أن يقطعوه إربا إربا، كان أسبقهم إليه

252
00:23:56,550 --> 00:24:01,910
النبي صلى الله عليه وسلم، قال حاشاهم عنهم، عنه،

253
00:24:01,910 --> 00:24:07,660
وقال دعوه، لا تقطعوا عليه بولتهلا تقطعوا عليه

254
00:24:07,660 --> 00:24:12,180
بولة، لاحظي الموقف، هذا صحيح يدل على الرحمة، يدل

255
00:24:12,180 --> 00:24:15,140
على النطفة من النبي صلى الله عليه و سلم، لكن أيضا

256
00:24:15,140 --> 00:24:18,780
يدل على فطنة و ذكاء في التعامل مع الناس، لو تركهم 

257
00:24:18,780 --> 00:24:23,580
لقتلوه، لو تركهم لقتلوه لكن النبي صلى الله عليه

258
00:24:23,580 --> 00:24:27,840
وسلم بفطنته وذكائه يعرف كيف يدخل إلى القلوب وكيف

259
00:24:27,840 --> 00:24:34,040
يعني يصل إليها ليصل بهذه القلوب إلى الهداية

260
00:24:34,040 --> 00:24:38,420
والإيمان وطاعة الله تبارك وتعالى والالتزام بهذا

261
00:24:38,420 --> 00:24:43,620
الدين، صفة أخرى، صفة

262
00:24:43,620 --> 00:24:48,360
أخرى يجب أن يتصف بها الأنبياء والمرسلين، العدالة

263
00:24:48,360 --> 00:24:53,500
والضبط، بالإضافة إلى الفطن والذكاء أيضًا من

264
00:24:53,500 --> 00:25:01,240
مستلزمات النبوة أن يكون النبي عادلًا، والعدالة هي

265
00:25:01,240 --> 00:25:07,280
صفة راسخة في النفس، هذا التعريف لها، تحمل صاحبها على

266
00:25:07,280 --> 00:25:12,840
ملازمة التقوى والمروءة، وعندما يُعرف الإنسان

267
00:25:12,840 --> 00:25:20,600
بالعدل، إنسان عادل، إنسان عادل، أثر هذه المعرفة، أثر

268
00:25:20,600 --> 00:25:25,820
معرفتنا لفلان على أنه عادل، تحصل ثقة النفس بصدقه

269
00:25:25,820 --> 00:25:33,040
النفوس تقبل عليه وتثق به وتثق بما عنده وبما يتكلم

270
00:25:33,040 --> 00:25:41,660
به، والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، الأنبياء

271
00:25:41,660 --> 00:25:47,960
عليهم الصلاة والسلام، ثم صفة الضبط، والضبط أيضا تعريفه التيقظ التام

272
00:25:49,410 --> 00:25:54,990
وتبليغ الرسالة وفهمها وحفظها، التيقظ التام وتبليغ

273
00:25:54,990 --> 00:26:02,150
الرسالة كما هي دون تغيير دون زيادة دون نقصان، فهو

274
00:26:02,150 --> 00:26:07,370
النبي الذي أنزلت عليه هذه الرسالة، فهمها فهما دقيقا

275
00:26:07,370 --> 00:26:14,770
وحافظها حفظا دقيقا، ثم هو بلغها وأوصلها تماما

276
00:26:14,770 --> 00:26:21,460
بالتمام والكمال دون زيادة ولا نقصان، هذه صفة ملازمة

277
00:26:21,460 --> 00:26:26,960
أيضا للأنبياء، فهم يبلغون رسالات ربهم استجابة لقول

278
00:26:26,960 --> 00:26:31,740
الله عز وجل، يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك

279
00:26:31,740 --> 00:26:37,280
وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، حتى أقرب الصورة

280
00:26:37,280 --> 00:26:44,260
العدالة والضبط، العدالة والضبط هما صفتان نتحدث

281
00:26:44,260 --> 00:26:50,020
بهما عن الأنبياء ونقول أنهم لازمتان للأنبياء، لو

282
00:26:50,020 --> 00:26:55,780
راجعنا معلوماتنا سنجد أن هاتين الصفتان هما من صفات

283
00:26:55,780 --> 00:27:00,160
الرواة، الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالحديث

284
00:27:00,160 --> 00:27:07,040
الصحيح هو ما رواه رواة عدول ضابطين، العدل الضابط، العدل

285
00:27:07,040 --> 00:27:12,300
الضابط هي العدالة والضبط، هو ما روى عليه العلماء

286
00:27:12,300 --> 00:27:17,280
الضابط، عالمثله إلى منتهى من غير شذوذ ولا علم، فإذا

287
00:27:17,280 --> 00:27:27,640
كانت هاتان الصفتان مشروطة في رواة الأحاديث، حتى نقبل

288
00:27:27,640 --> 00:27:32,880
عنهم روايتهم، فما بالك بالأنبياء والمرسلين الذين

289
00:27:32,880 --> 00:27:39,400
يبلغون الدين نفسه، أصل الدين جاء عن طريقهم، فهذا مما

290
00:27:39,400 --> 00:27:44,200
يدل على أن هاتين الصفتان، الله تبارك وتعالى تكفل بأن

291
00:27:44,200 --> 00:27:50,540
يكون الأنبياء والمرسلين متصفين بهما، ولبد أن يكونوا

292
00:27:50,540 --> 00:27:59,020
متصفين بهما، صفة أخرى وهي الرحمة، الرحمة بالناس، فشرط

293
00:27:59,020 --> 00:28:06,200
النبوة السلامة من القسوة، لأن قسوة القلوب موجبة

294
00:28:06,200 --> 00:28:14,660
للبعد عن جناب الرب، إذ هي منبع المعاصي، لأن القلب هو

295
00:28:14,660 --> 00:28:21,120
المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد

296
00:28:21,120 --> 00:28:28,330
الجسد كله، رسالة نبينا صلى الله عليه وسلم كلها وصفت

297
00:28:28,330 --> 00:28:36,390
بالرحمة، وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، فهو رحمة

298
00:28:36,390 --> 00:28:42,550
سبحانه وتعالى للعالمين، بغير الصورة التي رسمها

299
00:28:42,550 --> 00:28:48,480
الإعلام المغرض، العالم .. الإعلام الفاسد، الإعلام

300
00:28:48,480 --> 00:28:52,580
الغربي والمطبلين والمهللين له من العلم .. من

301
00:28:52,580 --> 00:28:58,080
العلمانيين الذين يتساوقون مع الإعلام المعادي

302
00:28:58,080 --> 00:29:03,240
للإسلام، ديننا دين الرحمة وليس دين الإرهاب، فنبينا

303
00:29:03,240 --> 00:29:09,340
صلى الله عليه وسلم بُعِث للعالمين، وقد بُعِث رحمة

304
00:29:09,340 --> 00:29:14,420
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، وقد مارس النبي صلى

305
00:29:14,420 --> 00:29:19,560
الله عليه وسلم هذه الرحمة بنفسه، صلى الله عليه وسلم

306
00:29:19,560 --> 00:29:25,160
الراحمون يرحمهم الله، الراحمون، هذا من كلام النبي

307
00:29:25,160 --> 00:29:30,260
صلى الله عليه وسلم، الراحمون يرحمهم الله، يسمع نبينا

308
00:29:30,260 --> 00:29:37,480
صلى الله عليه وسلم أثناء الصلاة صوت طفل يبكي، صوت

309
00:29:37,480 --> 00:29:45,050
طفل يبكي، صوت طفل يبكي فيعجل بالصلاة، يعجل بالصلاة، ثم

310
00:29:45,050 --> 00:29:51,990
يوجه الخطاب للمسلمين، للصحاب الكرام، من أما فليخفف

311
00:29:51,990 --> 00:29:59,550
من أما فليخفف له، أن يطول في صلاته، إذا كانت صلاته

312
00:29:59,550 --> 00:30:04,990
منفردة، إذا صلى قيام ليل أو إذا صلى لوحده، أو إذا صلى

313
00:30:04,990 --> 00:30:10,970
نافلة، له أن يطول كما يشاء، لكن حين الصلاة يجب أن

314
00:30:10,970 --> 00:30:16,570
تكون الصلاة بقدر ما يستطيع المصلون، فيهم كبير السن،

315
00:30:16,570 --> 00:30:22,380
فيهم المريض، فيهم الصحيح، فيهم الطفل، فيهم المرأة، و

316
00:30:22,380 --> 00:30:26,520
هكذا، حالاتهم متعددة مختلفة، فوجه النبي صلى الله

317
00:30:26,520 --> 00:30:31,920
عليه وسلم كل ذلك رحمة بالأمة، رحمة بالأمة، يسمع النبي

318
00:30:31,920 --> 00:30:35,740
أو يجد النبي صلى الله عليه وسلم حبلا قد علق في

319
00:30:35,740 --> 00:30:43,360
أحد نواحي المسجد، فيقول لمن هذا الحبل؟ فيقول هو

320
00:30:43,360 --> 00:30:49,120
لفلان، تتماسك بيه حال صلاتها، فيقول خلوها فليصلي

321
00:30:49,120 --> 00:30:52,520
أحدكم نشاطة، هذا كله من رحمته صلى الله عليه وسلم

322
00:30:52,520 --> 00:30:59,320
بالأمة، خلوها فليصلي أحدكم صلاة فإذا تعب فليرقد

323
00:31:00,370 --> 00:31:05,610
فليرقد، فليرقد، يقعد، يجلس، ليرتاح، ديننا دين

324
00:31:05,610 --> 00:31:10,130
الرحمة، حتى من رحمة هذا الدين ونبي هذا الدين أن

325
00:31:10,130 --> 00:31:13,570
العبادات التي يكلفنا بها لم تأت على وتيرة واحدة

326
00:31:14,090 --> 00:31:18,650
إذ ما جاءت عبادات قولية وعبادات قلبية وعبادات

327
00:31:18,650 --> 00:31:23,350
فعلية وعبادات بدنية، فللإنسان أن ينتقل من عبادة إلى

328
00:31:23,350 --> 00:31:28,190
عبادة، كل هذا من رحمة الله تبارك وتعالى بنا، من رحمة

329
00:31:28,190 --> 00:31:32,570
الله أن وجه نبي صلى الله عليه وسلم قال فبما رحمة

330
00:31:32,570 --> 00:31:37,990
من الله لنت لهم، ولو كنت فظًا غليظ القلب لنفض من

331
00:31:37,990 --> 00:31:42,920
حوله، والله هذا الخلق نحن في أَمْثل حاجة إليه، قلنا

332
00:31:42,920 --> 00:31:48,360
تراحم فيما بيننا، فبما رحمة من الله لنت لهم، فبما

333
00:31:48,360 --> 00:31:54,500
رحمة من الله لنت لهم، في كل الوسائط، في كل العلاقات

334
00:31:54,500 --> 00:32:00,280
بيننا، في الرئيس ومرؤوسيه، في رئيس القسم يعني، في

335
00:32:00,280 --> 00:32:06,690
عميد الكلية، في الأب، بين الأب وابنائه، بين الإنسان

336
00:32:06,690 --> 00:32:12,110
والعمال عنده، فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت

337
00:32:12,110 --> 00:32:17,970
فظًا غليظ القلب لنفضوا من حولك، هي رسالة لنا

338
00:32:17,970 --> 00:32:24,360
توجيه للنبي، ونحن من بعده أن نلين، أن نتلطف بعضنا

339
00:32:24,360 --> 00:32:29,720
البعض، فبما رحمة من الله لنت لهم، لنت لهم، إن الله في

340
00:32:29,720 --> 00:32:34,160
الحديث الصحيح، إن الله يعطي بالليل ما لا يعطي على

341
00:32:34,160 --> 00:32:39,180
النهار، يعطي بالليل، يعطي بالليل حتى يعني في المثل

342
00:32:39,180 --> 00:32:44,080
الساهر عندنا، الكلمة الحلوة بتطلع الحياة من واكرها،

343
00:32:44,080 --> 00:32:48,780
هكذا يقال، الكلمة الحلوة بتطلع الحياة إيه؟ من

344
00:32:48,780 --> 00:32:54,880
واكرها، هكذا يقال، فهذه دعوة حقيقة لأن نتخذ هذا

345
00:32:54,880 --> 00:33:00,000
التوجيه الرباني للنبي صلى الله عليه وسلم، ثم لنا من

346
00:33:00,000 --> 00:33:05,500
بعده، أن نتخذ هذا منهجا في حياتنا، فبما رحمتك من

347
00:33:05,500 --> 00:33:10,400
الله لنت لهم، ولو كنت فظًا غليظ القلب لنفض من

348
00:33:10,400 --> 00:33:14,920
حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر، فإذا

349
00:33:14,920 --> 00:33:21,090
أعزمت فتوكل على الله، إن الله يحب المتوكلين، هذه صفة

350
00:33:21,090 --> 00:33:26,590
إذن يتصف بها الأنبياء جميعًا، كلهم رحماء، كلهم

351
00:33:26,590 --> 00:33:31,950
رحماء بأممهم، حتى أنهم كانوا يتوددون لأقوامهم

352
00:33:31,950 --> 00:33:36,010
عليهم الصلاة والسلام، كلهم، كانوا يخاطبونهم يا

353
00:33:36,010 --> 00:33:40,990
قومي، يا قوم اعبدوا الله، ما لكم من إله غيره، لاحظ

354
00:33:40,990 --> 00:33:47,930
يا قومي، يا قومي، يا أهلي، يا ربعي، يا جماعتي، يعني

355
00:33:47,930 --> 00:33:52,130
يتودد إليهم، ينسبهم إلى نفسه، يا قومي، أنا واحد

356
00:33:52,130 --> 00:33:56,430
منكم، أنا عشت بينكم، يا قومي، عبدوا الله، ما لكم

357
00:33:56,430 --> 00:34:01,250
من إله غيره، إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم، هكذا،

358
00:34:01,250 --> 00:34:05,250
يتودد إليهم، فهذا يدل على رحمة الأنبياء عليهم

359
00:34:05,250 --> 00:34:11,580
السلام بأقوامهم، الصفة الأخيرة من الصفات الخلقية

360
00:34:11,580 --> 00:34:16,560
والتي يتصف بها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، شرف

361
00:34:16,560 --> 00:34:27,280
النسب، فشرف النسب هو شرط من شروط النبوة، السلامة من

362
00:34:27,280 --> 00:34:33,980
دنائة الآباء ومن غمز الأمهات، أي الطعن بذكرهن بما

363
00:34:33,980 --> 00:34:41,720
لا يليق من أمر الفجور، دنائة الآباء، فلم يكن والد أحد

364
00:34:41,720 --> 00:34:51,100
من الأنبياء والمرسلين سكرانًا عربيدًا زانيًا، لم يكن

365
00:34:51,100 --> 00:34:57,140
واحد منهم، فالنبي إن كان كذلك والده سيعير هذا ابن

366
00:34:57,140 --> 00:35:04,330
السكير، فسيستنكف الناس عن اتباعه، أليس كذلك؟ فلذلك

367
00:35:04,330 --> 00:35:11,050
كلهم كانوا آباءهم آبائهم من صفوة أقوامهم، ومن غمز

368
00:35:11,050 --> 00:35:17,070
الأمهات، لم تكن أم واحدة من الأنبياء والمرسلين

369
00:35:17,070 --> 00:35:23,320
زانية على سبيل المثال أو شاربة خمر أو غانية أو

370
00:35:23,320 --> 00:35:28,160
راقصة، لم تكن أم واحدة من الأنبياء والمرسلين، هكذا

371
00:35:28,160 --> 00:35:33,860
إنما كلهم اختارهم الله عز وجل من أشرف أنساب

372
00:35:33,860 --> 00:35:44,520
أقوامهم، كلهم هكذا، حتى يكون ذلك دافعا لاتباعهم

373
00:35:44,520 --> 00:35:45,700
وتصديقهم

374
00:35:48,240 --> 00:35:55,600
وطاعتهم فيما أوحى الله تعالى إليهم، هذا حال نبينا

375
00:35:55,600 --> 00:35:59,840
صلى الله عليه وسلم، إن الله اصطفى كنانة من ولد

376
00:35:59,840 --> 00:36:06,280
اسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني

377
00:36:06,280 --> 00:36:13,820
هاشم واصطفاني من بني هاشم فلو لاحظنا سنجد أن النبي 

378
00:36:13,820 --> 00:36:20,540
صلى الله عليه وسلم صفوة من صفوة من صفوة من صفوة

379
00:36:20,540 --> 00:36:27,120
هكذا اختاره الله تبارك وتعالى من أشرف أنسابهم من

380
00:36:27,120 --> 00:36:34,600
بني هاشم من قريش والتي أعرق القبائل في مكة المكرمة

381
00:36:34,600 --> 00:36:40,160
بل في الجزيرة العربية هكذا حال نبينا وهكذا حال

382
00:36:40,160 --> 00:36:46,450
الأنبياء السابقين فنجد أن الأنبياء السابقين نجد أن

383
00:36:46,450 --> 00:36:54,670
يوسف مثلا عليه السلام نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي 

384
00:36:54,670 --> 00:37:00,190
ابن نبي هكذا نجد أن الأنبياء كذلك الأصباط

385
00:37:00,190 --> 00:37:05,230
ابناء يعقوب ويعقوب ابن إسحاق واسحاق ابن إبراهيم

386
00:37:05,230 --> 00:37:11,270
وهكذا نجد أنهم صفوة من صفوة من صفوة فهم خيرة خلق

387
00:37:11,270 --> 00:37:16,070
الله تبارك وتعالى وكما قال سبحانه وتعالى في هؤلاء

388
00:37:16,070 --> 00:37:22,040
الأنبياء والمرسلين الله أعلم حيث يجعل رسالته هذه

389
00:37:22,040 --> 00:37:28,260
صفات الأنبياء والمرسلين الخلقية والخلقية تحدثنا

390
00:37:28,260 --> 00:37:32,880
فيها أعتقد بما فيه الكفاية أقول قولي هذا وأستغفر

391
00:37:32,880 --> 00:37:36,080
الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته