1 00:00:20,740 --> 00:00:24,000 أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم 2 00:00:24,000 --> 00:00:27,980 الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأصلي 3 00:00:27,980 --> 00:00:32,040 وأسلم على رسول الله الأمين محمد بن عبد الله الصادق 4 00:00:32,040 --> 00:00:36,420 الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين 5 00:00:36,420 --> 00:00:41,580 اليوم بمشيئة الله تبارك وتعالى نبدأ في تفصيل أحداث 6 00:00:41,580 --> 00:00:46,980 اليوم الآخر فقد انتهينا من الحديث عن علامات الساعة 7 00:00:46,980 --> 00:00:52,020 الصغرى ثم الكبرى فإذا انتهت علامات الساعة الكبرى 8 00:00:52,020 --> 00:00:57,400 وجاء ميقات اللحظة المحدودة المعلومة عند رب 9 00:00:57,400 --> 00:01:02,920 العالمين وبالتأكيد الخفية عن عباده أجمعين فلا أحد 10 00:01:02,920 --> 00:01:09,170 يعلم وقت الساعة وقت الساعة هو خصوصية لله تبارك 11 00:01:09,170 --> 00:01:13,790 وتعالى إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث فهي 12 00:01:13,790 --> 00:01:18,690 واحدة من خمسة غيوب لا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى 13 00:01:18,690 --> 00:01:23,370 إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في 14 00:01:23,370 --> 00:01:28,180 الأرحام وما تدري نفسك ماذا تكسب غدا وما تدري نفسك 15 00:01:28,180 --> 00:01:32,940 بأي أرض تموت، إذا جاء هذا الوقت المحدد عند الله 16 00:01:32,940 --> 00:01:38,260 تبارك وتعالى، ينتهي أجل الدنيا، ينتهي أجل هذا 17 00:01:38,260 --> 00:01:44,110 الكون، فتنتهي هذه الأرض، ينتهي هذا الوجود وذلك 18 00:01:44,110 --> 00:01:48,730 بتغير كل النظام الكوني بأجمعه، هذا النظام الدقيق، 19 00:01:48,730 --> 00:01:54,030 الرتيب، الذي حكم وأحكم الله عز وجل به هذا الكون 20 00:01:54,030 --> 00:01:58,730 بسننه وقوانينه سبحانه وتعالى، يتغير هذا النظام، 21 00:01:58,730 --> 00:02:03,110 وبالتالي يتلاشى هذا الوجود، فنجد أن الأرض كما 22 00:02:03,110 --> 00:02:06,490 أخبرنا ربنا تبارك وتعالى في القول الكريم، الأرض 23 00:02:06,810 --> 00:02:13,170 تتزلزل وتدك والجبال تسير وتنصف والبحار تفجر وتسجر 24 00:02:13,170 --> 00:02:24,630 والسماء تتشقق وتمور والشمس تكور ويذهب ضوءها والقمر 25 00:02:24,630 --> 00:02:31,270 يخسف والنجوم تنكدر ويذهب ضوءها وهكذا، ينفرط عقدها، 26 00:02:31,270 --> 00:02:35,830 ينفرط عقد هذا الكون وبالتالي لم يعد، لا يعود شيئا 27 00:02:35,830 --> 00:02:40,870 على حاله الذي كان عليه المفاجئة أن هذه الأحوال 28 00:02:40,870 --> 00:02:47,800 وهذه الأحداث الجسام الكبيرة تحصل والناس أحياء تحصل 29 00:02:47,800 --> 00:02:53,760 والناس أحياء يمارسون حياتهم الطبيعية اليومية فقد 30 00:02:53,760 --> 00:02:58,440 جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أن 31 00:02:58,440 --> 00:03:04,080 الرجلان أن الرجلين ينشران الثوب بينهما يبتعاني 32 00:03:04,080 --> 00:03:12,790 أحدهم مشتري والآخر بائع فتقوم الساعة ولم يسعى في 33 00:03:12,790 --> 00:03:20,150 الوقت أحدهم أن يعني ينجز هذه الصفقة فهكذا الساعة 34 00:03:20,150 --> 00:03:27,010 تأتي بغتة تأتي بغتة تبغت الناس بينما الرجل يلوط 35 00:03:27,010 --> 00:03:35,260 حوضة بمعنى يعني يصلح جداره مثلا أو حوض قبله فلا 36 00:03:35,260 --> 00:03:39,780 يسعف الوقت فتقوم الساعة قبل أن ينجز هذا العمل 37 00:03:39,780 --> 00:03:46,380 البسيط وهكذا هكذا تقوم الساعة ويوم أن تقوم ويوم أن 38 00:03:46,380 --> 00:03:55,040 تحصل هذه الأحداث يعني هذا أمر مهول بينته صدر صورة 39 00:03:55,040 --> 00:04:00,800 الحج قال تعالى يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت 40 00:04:00,800 --> 00:04:06,080 وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارة وما هم 41 00:04:06,080 --> 00:04:11,810 بسكارة ولكن عذاب الله شديد سنتحدث إن شاء الله في 42 00:04:11,810 --> 00:04:15,570 تفاصيل هذا اليوم سنبدأ بمشيئة الله تبارك وتعالى 43 00:04:15,570 --> 00:04:23,030 بأول الأحداث وهو النفخ في الصور النفخ في الصور وهي 44 00:04:23,030 --> 00:04:28,450 مهمة ملك كريم واحد من أكابر الملائكة فأكابر 45 00:04:28,450 --> 00:04:37,230 الملائكة أربعة جبريل وإسرافيل وميكائيل ومَلَك الموت 46 00:04:37,230 --> 00:04:42,730 هذه المهمة يقوم بها إسرافيل عليه السلام هذا الملك 47 00:04:42,730 --> 00:04:48,170 الكريم يقوم بالنفخ في الصور قال تعالى ونفخ في 48 00:04:48,170 --> 00:04:53,910 الصور فسعق من في السماوات ومن في الأرض والصور هو 49 00:04:53,910 --> 00:05:02,460 البوق أو القرن ثلاثة مسميات لشيء واحد الصور أو 50 00:05:02,460 --> 00:05:08,210 البوق أو القرن ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام ينفخ 51 00:05:08,210 --> 00:05:13,310 فيه إسرافيل عليه السلام فهو الموكل بهذا الأمر وهو 52 00:05:13,310 --> 00:05:18,230 منذ أن خلقه الله عز وجل وأوكله بهذه المهمة وهو 53 00:05:18,230 --> 00:05:23,530 مستعد أخذ يعني وقفة الاستعداد أو حالة الاستعداد 54 00:05:23,530 --> 00:05:28,990 كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم إن طرف صاحب الصور 55 00:05:28,990 --> 00:05:36,360 وهو إسرافيل مذوقل به مستعد ينظر نحو العرش، مخافة أن 56 00:05:36,360 --> 00:05:41,300 يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه، كأن عينيه كوكبان 57 00:05:41,300 --> 00:05:45,980 يُريان، فهذا الملك الكريم العظيم قد أخذ موقف 58 00:05:45,980 --> 00:05:50,080 الاستعداد حالة الاستعداد وهو ينتظر الأمر من الله 59 00:05:50,080 --> 00:05:56,060 تبارك وتعالى أيضا ذكر هذا الملك الكريم في حديث آخر 60 00:05:56,060 --> 00:06:01,640 يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم كيف أنعم كيف 61 00:06:01,640 --> 00:06:07,800 ألهو كيف أتنعم في هذه الدنيا وقد التقى مصاحب القرن 62 00:06:07,800 --> 00:06:16,090 القرن تَم صاحب القرن القرن وحنا جبهته وأصغى سمعه 63 00:06:16,090 --> 00:06:23,430 ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ قال المسلمون كيف نقول 64 00:06:23,430 --> 00:06:27,150 يا رسول الله قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل 65 00:06:27,150 --> 00:06:33,550 توكلنا على الله ربنا أول أحداث يوم القيامة النفخ في 66 00:06:33,550 --> 00:06:37,090 الصور والذي يقوم بهذه المهمة هو إسرافيل عليه 67 00:06:37,090 --> 00:06:42,050 السلام اختلف العلماء في عدد هذه النفخات اختلفوا 68 00:06:42,050 --> 00:06:48,230 على قولين عدد النفخات على قولين القول الأول لابن 69 00:06:48,230 --> 00:06:53,750 العربي وغيره من العلماء أبو بكر بن العربي صاحب 70 00:06:53,750 --> 00:06:59,790 كتاب العواصم من القواصم يقول أن النفخات ثلاث نفخات 71 00:07:00,660 --> 00:07:05,200 النفخة الأولى هي نفخة الفزع، سماها نفخة الفزع، 72 00:07:05,200 --> 00:07:10,800 آخذا من قوله تعالى ويوم ينفخ في الصور ففزع من في 73 00:07:10,800 --> 00:07:16,910 السماوات ومن في الأرض، ففزع، فهذه نفخة الفزع يتغير 74 00:07:16,910 --> 00:07:21,850 بها هذا العالم، يفسد نظامه، ويفزع أهل السماوات 75 00:07:21,850 --> 00:07:26,870 والأرض لشدة هولها، والفزع هو الخوف الشديد، فتذهل 76 00:07:26,870 --> 00:07:32,210 كل مرضعة عما أرضعت، وتشيب الولدان وتشيب الولدان 77 00:07:32,210 --> 00:07:37,370 فهذا نتيجة الفزع الشديد والخوف الرهيب الذي يقع 78 00:07:37,370 --> 00:07:44,210 للناس لأن هذا العالم بنظامه يتغير لا يبقى في هذا 79 00:07:44,210 --> 00:07:50,880 الكون شيء على حاله كما كان فالأرض تتشقق السماء تمور 80 00:07:50,880 --> 00:07:57,360 الجبال تنهد وتصبح كالعهن الملفوش كما جاء في قوله 81 00:07:57,360 --> 00:08:04,040 تعالى إلى آخره السماء النفخة الثانية وهي نفخة 82 00:08:04,040 --> 00:08:09,200 الصعق هذا عند ابن العربي الذي يقول بأن نفخات ثلاث 83 00:08:09,200 --> 00:08:15,850 النفخة الثانية هي نفخة الصعق وهي هلاك كل شيء قال 84 00:08:15,850 --> 00:08:20,450 تعالى ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في 85 00:08:20,450 --> 00:08:26,410 الأرض إلا ما شاء الله فهذه سميت نفخة الصعق من قوله 86 00:08:26,410 --> 00:08:30,750 تعالى فصعق من في السماوات من في السماوات ومن في 87 00:08:30,750 --> 00:08:35,950 الأرض وفسر الصعق بالموت بمعنى أن كل حي بهذه الموتة 88 00:08:35,950 --> 00:08:41,810 يموت كل حي يموت أما النفخة الثالثة عند ابن العربي 89 00:08:41,810 --> 00:08:46,590 وغيره من العلماء هي نفخة البعث والنشور البعث 90 00:08:46,590 --> 00:08:53,350 والنشور والقيام لرب العالمين من قوله تعالى ونفخ في 91 00:08:53,350 --> 00:08:59,070 الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون بمعنى 92 00:08:59,070 --> 00:09:05,770 يخرجون يبعثون بمعنى أنهم يبعثون يخرجون من قبورهم 93 00:09:05,770 --> 00:09:10,870 فهذه ثلاث نفخات عند هذا العالم الجليل هي ثلاث 94 00:09:10,870 --> 00:09:19,570 نفخات نفخة الفزع نفخة الصعق نفخة البعث والنشور هناك 95 00:09:19,570 --> 00:09:26,350 رأي آخر يقول أن النفخات اثنتان نفختان فقط وهم نفخة 96 00:09:26,350 --> 00:09:33,110 الفزع ونفخة البعث نفخة الفزع ونفخة البعث نفخة 97 00:09:33,110 --> 00:09:38,950 الفزع هي نفخة السعق قال لأن الناس من شدة فزعهم 98 00:09:38,950 --> 00:09:49,360 خوفهم يسعقون يموتون فهو دمج نفختين في واحدة لأن 99 00:09:49,360 --> 00:09:53,920 الأمرين لازمان لهذا الأمر، لهذا الفزع الشديد. أي 100 00:09:53,920 --> 00:09:59,620 أنهم فزعوا فزعا شديدا فماتوا منه. وهذا القول مال 101 00:09:59,620 --> 00:10:03,860 إليه وصححه الإمام القرطبي عليه رحمة الله في 102 00:10:03,860 --> 00:10:08,880 كتابه التذكرة بأحوال الموت والآخرة. والدليل عنده 103 00:10:08,880 --> 00:10:14,720 على ذلك حديث أبي هريرة رضوان الله عليه قال قال صلى 104 00:10:14,720 --> 00:10:19,760 الله عليه وسلم ما بين النفختين أربعون فهنا تصريح 105 00:10:19,760 --> 00:10:28,300 بأن النفخات عددها نفختان ما بين النفختين أربعون 106 00:10:28,300 --> 00:10:35,160 قالوا يا أبا هريرة أربعون يوما يسألونه قال أبيت 107 00:10:35,160 --> 00:10:41,440 لا أوجد عندي إجابة لأدري ما معنى .. لأدري ما هي 108 00:10:41,440 --> 00:10:47,270 هذه الأربعون هي أربعون فلما قالوا له أربعون يوم 109 00:10:47,270 --> 00:10:51,810 قال أبيت بمعنى لم أسمع إجابة لم أسمع تحليلا أو 110 00:10:51,810 --> 00:10:56,210 تفسيرا أو معنى لهذه الأربعين من الصادق المصدوق صلى 111 00:10:56,210 --> 00:11:00,230 الله عليه وسلم قالوا أربعون شهرا قال أبيت قال 112 00:11:00,230 --> 00:11:08,570 أربعون سنة قال أبيت إذا هذا دليل للقرطبي عليه 113 00:11:08,570 --> 00:11:13,720 رحمة الله على أن عدد النفخات نفختان أي نعم أيضا 114 00:11:13,720 --> 00:11:18,500 عنده دليل آخر رواية المبارك ابن فضال عن الحسن قال 115 00:11:18,500 --> 00:11:25,340 صلى الله عليه وسلم بين النفختين أربعون سنة بين 116 00:11:25,340 --> 00:11:34,240 النفختين وهنا حدد ما هي الأربعين قال سنة أربعون 117 00:11:34,240 --> 00:11:39,680 سنة الأولى يعني بعد الأولى بعد النفخة الأولى يميت 118 00:11:39,680 --> 00:11:46,910 الله بها كل حي والأخرى بعد الأخرى يحيى الله بها كل 119 00:11:46,910 --> 00:11:51,090 ميت والله 120 00:11:51,090 --> 00:11:57,210 عز وجل أعلى وأعلى لكن من خلال الأدلة يترجح أن رأي 121 00:11:57,210 --> 00:12:01,650 القرطبي أرجح والله عز وجل أعلى وأعلى اليوم الذي 122 00:12:01,650 --> 00:12:06,830 يكون فيه النفخ هو يوم الجمعة كما أخبر 123 00:12:06,830 --> 00:12:10,720 النبي صلى الله عليه وسلم وهذه قضايا غيبية لا علم 124 00:12:10,720 --> 00:12:16,020 لنا بها تحديدا متى يكون يوم البعث هو يوم الجمعة 125 00:12:16,020 --> 00:12:20,180 ليس بإن لمعرفة ذلك إلا عن طريق النص فلو لأن النص 126 00:12:20,180 --> 00:12:25,480 أخبرنا لم يتحدثنا لسكتنا عن ذلك قال صلى الله عليه 127 00:12:25,480 --> 00:12:30,840 وسلم إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خُلق آدم 128 00:12:30,840 --> 00:12:38,400 وفيه قُبض وفيه النفخة وهنا الشاهد وفيه الصعقة 129 00:12:38,400 --> 00:12:42,780 فاكثروا علي من الصلاة فيه عليه الصلاة والسلام فإن 130 00:12:42,780 --> 00:12:48,040 صلاتكم معروضة عليه جاء في الآيات التي تتحدث عن 131 00:12:48,040 --> 00:12:52,900 النفخ استثناء في قوله تعالى مثلا ويوم ينفخ في 132 00:12:52,900 --> 00:12:57,280 الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء 133 00:12:57,280 --> 00:13:01,820 الله إلا من شاء الله وفي قوله تعالى في سورة الزمر 134 00:13:01,820 --> 00:13:06,740 ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض 135 00:13:06,740 --> 00:13:11,160 إلا من شاء الله من الذين استثنائهم الله تبارك 136 00:13:11,160 --> 00:13:17,240 وتعالى في هذه الآيات اختلف العلماء حقيقة في تعيين 137 00:13:17,240 --> 00:13:23,220 وتحديد من هم هؤلاء الذين استثنائهم الله عز وجل في 138 00:13:23,220 --> 00:13:32,240 هذه الآيات الكريمة على أقوال ابن حزم رحمه الله قال 139 00:13:32,240 --> 00:13:37,640 أنهم جميع الملائكة لأن الملائكة عنده أرواح لا 140 00:13:37,640 --> 00:13:43,080 أرواح فيها بمعنى أنها مخلوقات روحانية أرواح لا 141 00:13:43,080 --> 00:13:47,800 أرواح فيها فهم لا يموتون أصلا فهذا كلام مرجوح 142 00:13:47,800 --> 00:13:53,040 الملائكة في نهاية الأمر تموت حتى أن ملك الموت يموت 143 00:13:53,040 --> 00:14:01,300 حتى أن ملك الموت يموت أما مقاتل وهو من التابعين 144 00:14:02,420 --> 00:14:06,740 وغيره أيضًا من العلماء ذهبوا إلى أنهم جبريل الذين 145 00:14:06,740 --> 00:14:10,420 استثنائهم الله قال جبريل وميكايل واسرافيل وملك 146 00:14:10,420 --> 00:14:14,940 الموت وأضاف إليهم بعضهم بعض أهل العلم حملة العرش 147 00:14:14,940 --> 00:14:20,920 أيضًا، إذا كبار الملائكة الأربعة أكابر الملائكة 148 00:14:20,920 --> 00:14:26,300 وحملة العرش هؤلاء هم الذين استثناهم الله عز وجل 149 00:14:26,300 --> 00:14:32,460 رأي ثالث للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله قال المراد 150 00:14:32,460 --> 00:14:38,200 بهم الذين في الجنة من الحور العين والولدان وغيرهم 151 00:14:38,200 --> 00:14:42,240 من خزنة الجنة والنار يعني ملائكة وحور عين وولدان 152 00:14:42,240 --> 00:14:46,180 مخلدون وما إلى ذلك هؤلاء هم الذين استثناهم الله عز 153 00:14:46,180 --> 00:14:55,560 وجل أما أبو العباس القرطبي وهو أبو العباس وليس أبو 154 00:14:55,560 --> 00:14:59,680 عبد الله ليس صاحب الجامع بأحكام القرآن الكريم إنما 155 00:14:59,680 --> 00:15:05,340 صاحب كتاب المفهم إلى شرح مسلم قال إن المراد بهم 156 00:15:05,340 --> 00:15:10,780 الأموات الذين ربنا استثناهم هم الأموات كلهم لكونهم 157 00:15:10,780 --> 00:15:15,200 لا إحساس لهم فلا يصعبون ما هم أصلا مصعقين هم أصلا 158 00:15:15,200 --> 00:15:21,980 أي أموات هذه أقوال لاحظي يعني اختلاف العلماء في 159 00:15:21,980 --> 00:15:27,200 ذلك قال ابن تيمية متحدثا في هذا الموضوع وأما 160 00:15:27,200 --> 00:15:32,860 الاستثناء إلا من شاء الله فهو متناول لمن دخل في 161 00:15:32,860 --> 00:15:36,240 الجنة من الحور العين فإن الجنة ليس فيها موت 162 00:15:36,240 --> 00:15:44,220 ومتناول لغيرهم فابن تيمية يقول ولا يمكن الجزم بكل من 163 00:15:44,220 --> 00:15:51,840 استثناه الله، لا يمكن لأحد أن يحدد بالضبط من الذين 164 00:15:51,840 --> 00:15:56,520 عناهم الله عز وجل بالاستثناء، طب ليه يا ابن تيمية؟ 165 00:15:56,520 --> 00:16:03,980 قال فإن الله أطلق في كتابه، الله أطلق، قال إلا من 166 00:16:03,980 --> 00:16:11,090 شاء الله لم يحدد والنبي صلى الله عليه وسلم قد توقف 167 00:16:11,090 --> 00:16:16,090 في موسى فلو رجعتي إلى كتابنا صفحة واحد وستين 168 00:16:16,090 --> 00:16:24,890 أوردنا حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في موضوع 169 00:16:24,890 --> 00:16:33,330 المفاضلة قال لا تفضلوني على موسى فإن الناس يسعون 170 00:16:33,330 --> 00:16:40,710 يوم القيامة فأقول أول من يفيق، فأجد موسى باطشا بصاق 171 00:16:40,710 --> 00:16:47,730 العرش، فلا أدري أكان ممن صعق أم ممن استثنى الله 172 00:16:47,730 --> 00:16:53,860 تبارك وتعالى فالله عز و جل أطلق و النبي توقف في 173 00:16:53,860 --> 00:16:59,000 موسى هل هو داخل في الاستثناء في من استثناه أم لا 174 00:16:59,000 --> 00:17:04,840 فإذا كان النبي لم يخبر بكل من استثنى الله لم 175 00:17:04,840 --> 00:17:12,820 يمكننا نحن أن نجزم بذلك لم يكن لنا نحن لن نستطيع 176 00:17:12,820 --> 00:17:18,280 أن نجزم بذلك وصار هذا مثل العلم بوقت الساعة هل 177 00:17:18,280 --> 00:17:22,970 يدريه أحد بالتأكيد لا، وأعيان الأنبياء، عدد 178 00:17:22,970 --> 00:17:28,150 الأنبياء مر معنا 124 ألف نبي، هل نعرف اسم واحد 179 00:17:28,150 --> 00:17:31,590 منهم غير المذكورين في القرآن الكريم وفي السنة 180 00:17:31,590 --> 00:17:37,230 النبوية؟ أبدًا. وأمثال مما لم يخبر الله عز وجل به. 181 00:17:37,610 --> 00:17:41,550 هذا لا يُنال إلا بالخبر. هذا لا يُنال إلا عن طريق 182 00:17:41,550 --> 00:17:47,750 النص. والنص هنا مفقود. الله أطلق ونبيه توقف. لذلك 183 00:17:47,750 --> 00:17:53,740 اسمعي ماذا قال القرطبي في كتابه التذكرة القرطبي هنا 184 00:17:53,740 --> 00:17:58,040 المرة هذه أبو عبد الله صاحب الجامع لأحكام القرآن 185 00:17:58,040 --> 00:18:03,240 الكريم ينقل عن شيخه القرطبي أيضًا عن أبي العباس قال 186 00:18:03,240 --> 00:18:13,320 والصحيح أنه لم يرد في تعيينهم خبر صحيح الكل محتمل 187 00:18:13,320 --> 00:18:19,840 وبناء على ما سبق فالأولى بالمسلم ماذا؟ التوقف في 188 00:18:19,840 --> 00:18:24,820 تعيين الذين استثناهم الله لأنه لم يصح في ذلك نص 189 00:18:24,820 --> 00:18:30,860 يدل على المراد فالأفضل والأولى أن نتوقف لا أن 190 00:18:30,860 --> 00:18:40,660 نذهب إلى ترجيح قول على قول أمر آخر يحصل يوم 191 00:18:40,660 --> 00:18:45,840 القيامة في تفاصيل اليوم الآخر البعث والنشور معنى 192 00:18:45,840 --> 00:18:46,660 البعث لغة 193 00:18:49,680 --> 00:18:57,100 نقول البعث هو المعاد الجسماني وإحياء العباد بعد 194 00:18:57,100 --> 00:19:05,300 الموت والنشور مرادف للبعث في المعنى يقال نشر الميت 195 00:19:05,300 --> 00:19:10,200 نشورا إذا عاش بعد الموت ونحن من هدي نبينا صلى الله 196 00:19:10,200 --> 00:19:15,780 عليه وسلم نردد عندما نستيقظ من النوم نقول الحمد لله 197 00:19:15,780 --> 00:19:22,540 الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور وإليه النشور 198 00:19:22,540 --> 00:19:29,280 ماذا يعني؟ يعني الإحياء بعد الموت فنحن سنحيا سنبعث 199 00:19:29,280 --> 00:19:35,460 يوم القيامة فمعنى البعث هو النشور هو إعادة الإنسان 200 00:19:35,460 --> 00:19:40,740 روحا وجسدا كما كان في الدنيا كما كان في الدنيا 201 00:19:40,740 --> 00:19:47,260 وذلك يكون بعد النفخة الثانية كما قال تعالى ثم نفخ 202 00:19:47,260 --> 00:19:54,920 فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون كيف يبعث الله عز وجل 203 00:19:54,920 --> 00:20:03,490 الموتى كيفية البعث كيف يكون ذلك إذا شاء الله عز وجل 204 00:20:03,490 --> 00:20:10,210 أن يحاسب الناس يبعثهم سبحانه وتعالى يعيد لهم 205 00:20:10,210 --> 00:20:17,250 الحياة يعيد لهم الأرواح التي خرجت من أجسادهم فيأمر 206 00:20:17,250 --> 00:20:23,070 إسرافيل عليه السلام بالنفخ في الصور فينفخ إسرافيل 207 00:20:23,070 --> 00:20:28,770 في الصور المرة الثانية فإذا نفخ إسرافيل عليه السلام 208 00:20:28,770 --> 00:20:33,870 في الصور المرة الثانية عادت الأرواح إلى الأجساد 209 00:20:33,870 --> 00:20:40,010 التي خرجت منها قال تعالى ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم 210 00:20:40,010 --> 00:20:46,150 قيام ينظرون فإذا هم قيام ينظرون إذا النفخة الثانية 211 00:20:46,150 --> 00:20:50,870 هي نفخة البعث والنشور هي التي يكون بعدها البعث 212 00:20:50,870 --> 00:20:56,920 والنشور وقد أخبر صلى الله عليه وسلم وقد أخبر صلى 213 00:20:56,920 --> 00:21:02,320 الله عليه وسلم بأن هذه النفخة الثانية يسبقها نزول 214 00:21:02,320 --> 00:21:08,600 ماء من السماء نزول ماء في هذه الأربعين سنة التي 215 00:21:08,600 --> 00:21:15,140 تحدث عنها النبي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في 216 00:21:15,140 --> 00:21:19,700 الحديث الذي مر معنا قبل قليل في الحديث الذي مر 217 00:21:19,700 --> 00:21:27,200 معنا قبل قليل حدد النبي صلى الله عليه وسلم أن بين 218 00:21:27,200 --> 00:21:32,640 النفختين أربعين سنة الأولى يميت الله بها كل حي 219 00:21:32,640 --> 00:21:36,880 والأخرى يميت الله بها يحيي الله بها كل ميت في هذه 220 00:21:36,880 --> 00:21:41,920 الأربعين سنة بين النفختين يأمر الله عز وجل السماء 221 00:21:41,920 --> 00:21:48,800 أن تهطل بأمطار بالمطر بالماء فإذا نزل الماء تنبت 222 00:21:48,800 --> 00:21:54,570 منه أجساد العباد ففي صحيح مسلم هذه القضايا الغيبية 223 00:21:54,570 --> 00:21:59,250 والأسلم والأفضل والأولى أن نتمسك بالنص لأنه لا 224 00:21:59,250 --> 00:22:05,230 سبيل لنا لمعرفة هذه الأمور إلا عن طريق النص أول من 225 00:22:05,230 --> 00:22:15,170 يسمعه رجل يلوط حوضه يلوط حوض إبله فيصعق ويصعق 226 00:22:15,170 --> 00:22:21,310 الناس هذه النفخة الثانية ثم يرسل الله قال أو ينزل 227 00:22:21,310 --> 00:22:29,300 الله مطرا الله ينزل مطرا كأنه الطل أو الظل فتنبت 228 00:22:29,300 --> 00:22:35,640 منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قياموا 229 00:22:35,640 --> 00:22:43,160 ينظرون وجاء في السنة النبوية أن الإنسان يتكون في 230 00:22:43,160 --> 00:22:51,340 اليوم الآخر من عظم صغير عظم موجودة في جسم الإنسان 231 00:22:51,340 --> 00:22:57,450 تسمى عجب الذنب عندما يصيبه الماء ينمو كما ينمو 232 00:22:57,450 --> 00:23:03,490 البقل النبات بجانب النهر بجانب السيل فهذا العظم هو 233 00:23:03,490 --> 00:23:09,030 عجب الذنب وهو عظم الصلب المستدير الذي في أصل العجز 234 00:23:09,030 --> 00:23:15,290 يعني آخر فقرة من فقرات العمود الفقري ففي صحيح 235 00:23:15,290 --> 00:23:20,550 البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضوان الله عليه قال قال 236 00:23:20,550 --> 00:23:26,710 صلى الله عليه وسلم ما بين النفختين أربعون ثم ينزل 237 00:23:26,710 --> 00:23:32,710 الله من السماء ماءً فينبتون كما ينبت البقل قال 238 00:23:32,710 --> 00:23:40,890 وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب 239 00:23:40,890 --> 00:23:46,670 الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة من هذا العظم 240 00:23:46,670 --> 00:23:56,410 فهذا العظم هو كانواه للإنسان كما أن العجم من التمر 241 00:23:56,410 --> 00:24:04,070 أو النخيل هو أصل ونواة النخلة بكاملها بجذعها 242 00:24:04,070 --> 00:24:12,170 وعسفها وجريدها وقنوها وحبها وما إلى ذلك أيضًا هذه 243 00:24:12,170 --> 00:24:18,400 العظمة هي تحمل كل الصفات الوراثية التي تكون للإنسان 244 00:24:18,400 --> 00:24:23,760 من حيث الجنس، ذكر أو أنثى، من حيث الطول، لون 245 00:24:23,760 --> 00:24:30,720 البشرة، نوع الشعر، هل هو مرسل أو مجعد، 246 00:24:30,720 --> 00:24:37,660 رديق، تحمل لون العينين، إلى غير ذلك من الصفات، 247 00:24:37,660 --> 00:24:41,680 تحمل كل صفات الإنسان، هي كان هو بالنسبة للإنسان 248 00:24:42,300 --> 00:24:48,240 ثالثا الحشر من أحداث يوم القيامة الحشر ومعنى الحشر 249 00:24:48,240 --> 00:24:54,680 لغة الجمع يقال حشرت الناس إذا جمعتهم والمقصود من 250 00:24:54,680 --> 00:24:58,720 الحشر في الآخرة هو سوق الملائكة الناس جميعا إلى 251 00:24:58,720 --> 00:25:03,180 الموقف العظيم، والذي يقوم بهذا الأمر هم الملائكة 252 00:25:03,180 --> 00:25:08,060 الكرام يسوقون الناس إلى الموقف العظيم ليقفوا أمام 253 00:25:08,060 --> 00:25:12,940 الله تبارك وتعالى في المحاكمة العادلة، قال تعالى 254 00:25:12,940 --> 00:25:18,620 يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدًا ونسوق المجرمين 255 00:25:18,620 --> 00:25:27,220 إلى جهنم وردًا، أي نعم، صفة الحشر أيضًا حدثنا ديننا 256 00:25:27,220 --> 00:25:35,000 الحنيف، كيف يحشر الناس؟ يحشر العباد حفاة عراة 257 00:25:35,000 --> 00:25:42,080 غُرلًا، أي غير مختونين، في الحديث المتفق عليه عند 258 00:25:42,080 --> 00:25:46,940 البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي 259 00:25:46,940 --> 00:25:53,620 صلى الله عليه وسلم، النبي يؤكد أنكم محشرون بمعنى 260 00:25:53,620 --> 00:26:01,850 مجموعون يوم القيامة حفاة عراة غُرلًا، غُرلًا بمعنى غير 261 00:26:01,850 --> 00:26:09,110 مختونين، غير مختونين، والختان هو قطع قطعة صغيرة من 262 00:26:09,110 --> 00:26:15,540 الجلد من ذكر الطفل الصغير، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم 263 00:26:15,540 --> 00:26:20,280 قوله تعالى: يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب، كما 264 00:26:20,280 --> 00:26:26,020 بدأنا أول خلق نعيده، وعدًا علينا أننا كنا فاعلين، كما 265 00:26:26,020 --> 00:26:33,560 بدأنا أول خلق نعيده، نعيده، فهذا كله بمشيئة الله 266 00:26:33,560 --> 00:26:39,810 تبارك وتعالى، يعود الإنسان كما كان، والسيدة عائشة لها 267 00:26:39,810 --> 00:26:42,870 موقف طريف في هذا الأمر، سمعت النبي صلى الله عليه 268 00:26:42,870 --> 00:26:49,250 وسلم يقول: يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غُرلًا 269 00:26:49,250 --> 00:26:54,630 فقالت عائشة: يا رسول الله، يا رسول الله، النساء 270 00:26:54,630 --> 00:26:59,670 والرجال جميعًا ينظر بعضهم إلى بعض، وكأن عائشة هذه 271 00:26:59,670 --> 00:27:07,130 الكلمة التي لم نفهمها نحن غُرلًا هي فهمتها، فهي فهمتها 272 00:27:07,130 --> 00:27:12,450 بمعنى أنهم غير مختونين، لكن الذي استرعى انتباهها 273 00:27:12,450 --> 00:27:18,130 واستغربت منه قول النبي أن الناس يحشرون حفاة 274 00:27:18,130 --> 00:27:23,190 عراة، فقالت له: يا رسول الله، ينظر بعضهم إلى بعض 275 00:27:23,190 --> 00:27:28,330 كحال 276 00:27:28,330 --> 00:27:35,140 ضعاف النفوس الذين يتبعون شهواتهم في الدنيا، ينظر 277 00:27:35,140 --> 00:27:39,220 بعضهم إلى بعض كحالهم في الدنيا، قال صلى الله عليه 278 00:27:39,220 --> 00:27:44,800 وسلم: يا عائشة، الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض 279 00:27:44,800 --> 00:27:52,920 يومها ذابت السكرة وجاءت الفكرة، هم حينها في الحقيقة 280 00:27:54,220 --> 00:28:02,380 كلهم ينتظر مصيره ومقاله، كلهم يقول: نفسي نفسي، أهو 281 00:28:02,380 --> 00:28:08,860 إلى جنة عرضها السماوات والأرض أم إلى نار تتلظى 282 00:28:08,860 --> 00:28:15,960 نسأل الله تبارك وتعالى السلامة، وفي حال الحشر أيضًا 283 00:28:15,960 --> 00:28:22,240 وصفته جاءت بعض الأحاديث تبين أن كل إنسان يُبعث على 284 00:28:22,240 --> 00:28:28,620 الحال التي مات عليها، فالذي يموت وهو محرم يلبسوا 285 00:28:28,620 --> 00:28:33,520 إزارًا و رداء، لباس الحجاج، يبعث يوم القيامة ملبّيًا 286 00:28:33,520 --> 00:28:39,700 يقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، لأنه مات 287 00:28:39,700 --> 00:28:44,540 على هذه الحالة، فيبعثوا على هذه الحالة، والشهيد يبعث 288 00:28:44,540 --> 00:28:49,280 يوم القيامة وجرحه يثغب، اللون لون الدم، والريح ريح 289 00:28:49,280 --> 00:28:56,710 المسك، ومن هنا استحب أن نلقّن الميت أن يقول: لا إله 290 00:28:56,710 --> 00:29:02,450 إلا الله محمد رسول الله، لعله يبعث، لعله يموت على 291 00:29:02,450 --> 00:29:06,350 التوحيد وهو موحدًا لله ذاكرًا لله، ثم يبعث يوم 292 00:29:06,350 --> 00:29:11,010 القيامة موحدًا، فالانسان يبعث على الحال التي مات 293 00:29:11,010 --> 00:29:15,690 عليها، فمن مات وهو يطعن نفسه بسكين 294 00:29:18,360 --> 00:29:24,640 يُبعث يوم القيامة وفي يده سكين يبعج نفسه بها، من 295 00:29:24,640 --> 00:29:29,320 مات وهو يتردى عن جبل يُبعث يوم القيامة على هذه 296 00:29:29,320 --> 00:29:35,200 الحالة، وهكذا، حال الناس في الحشر، كيف يكون حال 297 00:29:35,200 --> 00:29:40,420 الناس في الحشر؟ أما حالهم فالحقيقة هم في كرب شديد. 298 00:29:41,080 --> 00:29:46,160 وهذا الكرب وهذه الشدة تزيد وتنقص بقدر أعمالهم، كل 299 00:29:46,160 --> 00:29:51,540 إنسان بحسب عمله، فالذين صلحت عقائدهم وأعمالهم وزكت 300 00:29:51,540 --> 00:29:57,580 نفوسهم يكونون في أحسن حال، يكونون أفضل ممن خبثت 301 00:29:57,580 --> 00:30:05,120 أعمالهم وفسدت معتقداتهم، فقد وصف النبي صلى الله 302 00:30:05,120 --> 00:30:10,700 عليه وسلم حال الناس في الحشر وما يكون لهم، قال صلى 303 00:30:10,700 --> 00:30:17,770 الله عليه وسلم: تدن الشمس يوم 304 00:30:17,770 --> 00:30:25,790 القيامة من الخلق حتى تكون منهم مقدار ميل، مقدار ميل 305 00:30:25,790 --> 00:30:29,990 اختلف العلماء في مقدار الميل، هل هي المسافة الطولية 306 00:30:29,990 --> 00:30:39,890 الف وستمائة متر أم هي مقدار مرود المكحلة يسمى ميل 307 00:30:39,890 --> 00:30:45,610 الذي تكتحل به المرأة، فيكون الناس على قدر أعمالهم 308 00:30:45,610 --> 00:30:53,090 في العرق، يصيب الناس العرق عرقًا شديدًا، فمنهم من يكون 309 00:30:53,090 --> 00:30:58,720 العرق إلى كعبيه، الكعبين هما العظمتان الناتئتان من 310 00:30:58,720 --> 00:31:05,800 أسفل القدم، ومنهم من يكون إلى ركبتين، ومنهم من يكون 311 00:31:05,800 --> 00:31:11,940 إلى حقويه، الحقويان هما عظمتا الحوض، ومنهم من يلجمه 312 00:31:11,940 --> 00:31:18,200 العرق الجامع، وأشار بيده، وأشار بيده إلى فيه الشريف 313 00:31:18,200 --> 00:31:23,400 صلى الله عليه وسلم، إذًا هذا هو حال الناس، إلا أن 314 00:31:23,400 --> 00:31:28,610 هناك سبعة أصناف الله عز وجل ينجيهم من هذا الكرب 315 00:31:28,610 --> 00:31:34,390 الشديد، فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول 316 00:31:34,390 --> 00:31:40,210 الله صلى الله عليه وسلم قال: سبعة يظلهم الله في ظله 317 00:31:40,210 --> 00:31:46,990 هنا هذه ليست سبعة، ليسوا سبعة أشخاص، إنما هم سبعة 318 00:31:46,990 --> 00:31:54,810 أصناف، سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، الصنف 319 00:31:54,810 --> 00:32:00,750 الأول الإمام العادل، مع 320 00:32:00,750 --> 00:32:05,690 أنه إمام وله صلاحيات وبإمكانه أن يفعل ما يشاء 321 00:32:05,690 --> 00:32:12,110 فعنده صلاحيات واسعة، الكل مأمور بأمره، الشرطة والجيش 322 00:32:12,110 --> 00:32:18,790 والحراس وغيرهم، إلا أنه كان عادلًا بين قومه، عادلًا بين 323 00:32:18,790 --> 00:32:24,950 من يحكمهم، إمام عادل، لذلك استحق أن يكون في صدر 324 00:32:24,950 --> 00:32:31,270 هؤلاء الأصناف السبعة، إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة 325 00:32:31,270 --> 00:32:37,500 الله، أيضًا لنا أن نقول وشابة أو صبية نشأت في طاعة 326 00:32:37,500 --> 00:32:41,740 الله، فقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا، يشمل الذكور 327 00:32:41,740 --> 00:32:47,160 والإناث، وشاب نشأ في طاعة الله وصبية نشأت في طاعة 328 00:32:47,160 --> 00:32:52,840 الله، وهنا ذكر النبي الشاب تحديدًا لأن الشاب عنده 329 00:32:52,840 --> 00:32:57,780 قدرات وعنده فتوة ويستطيع أن يفعل المنكرات والمعاصي 330 00:32:57,780 --> 00:33:04,090 كأقرانه من الناس، لكنه حبس نفسه، حبس نفسه، بل هو منذ 331 00:33:04,090 --> 00:33:10,230 نشأته، لاحظ كلمة نشأته، نشأته في طاعة الله، لم يلهو 332 00:33:10,230 --> 00:33:14,430 كأقرانه، لم يعبث في هذه الحياة الدنيا، لم يخترف 333 00:33:14,430 --> 00:33:19,590 الذنوب والمعاصي، هو يعني تربى في بيت من بيوت الله، 334 00:33:19,590 --> 00:33:24,860 على يد والدين فاضلين، متقين الله تبارك وتعالى في 335 00:33:24,860 --> 00:33:30,440 تربيته، فهو أطاعهم وهكذا تنشأ شيئًا فشيئًا يحفظ كتاب 336 00:33:30,440 --> 00:33:34,260 الله تبارك وتعالى ويعمل بسنة النبي ويتأثى به عليه 337 00:33:34,260 --> 00:33:38,700 الصلاة والسلام، شاب نشأ في طاعة الله لم يعرف 338 00:33:38,700 --> 00:33:43,860 للمعصية طريقًا، استحق أن يكون ممن يظلهم الله في ظله 339 00:33:43,860 --> 00:33:49,730 يوم لا ظل إلا ظله، وأيضًا صبية لها نفس الأجر، نفس 340 00:33:49,730 --> 00:33:55,870 الحال، وصبية نشأت في طاعة الله، ورجل قلبه معلق في 341 00:33:55,870 --> 00:33:59,810 المساجد، ليس المقصود أنه انتزع قلبه معلق ونجف في 342 00:33:59,810 --> 00:34:06,150 المسجد، إنما المقصود به أنه صلى في المسجد، صلى في 343 00:34:06,150 --> 00:34:11,290 المسجد أدى الفرض ثم خرج ليعمر الأرض بما يرضى الله 344 00:34:11,290 --> 00:34:16,930 تبارك وتعالى، ثم هو على شوق متى يؤذن المؤذن للصلاة 345 00:34:16,930 --> 00:34:21,890 الثانية حتى يعود إلى بيت الله تبارك وتعالى، ورجل 346 00:34:21,890 --> 00:34:27,230 قلبه معلق بالمساجد، فنحن الأصل أن نكون أمة عملية لا 347 00:34:27,230 --> 00:34:32,590 أن نجلس في المساجد للكلام والغيبة والنميمة والكلام 348 00:34:32,590 --> 00:34:36,950 الفارغ، المفترض أن نصلّي صلواتنا وأن نحرص على 349 00:34:36,950 --> 00:34:40,230 صلواتنا في بيوت الله تبارك وتعالى، لكن بعد ذلك أن 350 00:34:40,230 --> 00:34:45,370 نخرج لنعمر هذه الأرض، لنحدث ونبني ونطور ونكتشف 351 00:34:45,370 --> 00:34:52,950 ونبني ونحدث، ويعني نشارك في هذه الحضارة المادية 352 00:34:52,950 --> 00:34:58,490 وغيرها، لكن دون أن نركن إلى أن نكون عاليين على الأمم 353 00:34:58,490 --> 00:35:03,350 الأخرى، إذًا وشاب نشأ في طاعة الله ورجل قلبه معلق في 354 00:35:03,350 --> 00:35:11,050 المساجد، ورجلان أيضًا لنا أن نقول وامرأتان وصبيتان 355 00:35:11,050 --> 00:35:17,330 تحابتا في الله، فقط في الله، المحبة ليس لأمر دنيوي 356 00:35:17,330 --> 00:35:25,010 إنما هو لله تبارك وتعالى، اجتمع عليه وتفرق عليه، دعته 357 00:35:25,010 --> 00:35:31,210 امرأة ذات منصب وجمال، لنا أن نقول وإمرأة دعاها رجل 358 00:35:31,210 --> 00:35:39,310 ذو منصب وجمال، فقالت: إني أخاف الله، فقالت: إني أخاف 359 00:35:39,310 --> 00:35:44,450 الله، هذا يذكرنا بمن بسيدنا يوسف عليه السلام عندما 360 00:35:44,450 --> 00:35:50,350 توافرت له كل أسباب الفتنة، وكل أسباب 361 00:35:52,160 --> 00:35:59,540 ذُلّت له كل يعني ظروف الزنا، لكنه أبى أن يغضب الله 362 00:35:59,540 --> 00:36:05,860 تباركه وتعالى، وقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة 363 00:36:06,660 --> 00:36:11,380 فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شمال، وهذا إشارة 364 00:36:11,380 --> 00:36:16,400 إلى وجوب الإخلاص في العمل، فالله عز وجل لا يقبل من 365 00:36:16,400 --> 00:36:20,500 العمل إلا ما كان خالصًا لله تبارك وتعالى، كما في 366 00:36:20,500 --> 00:36:26,900 آخر سورة الكهف: إنما أنا بشر مثلكم، يوحى إليّ إنما 367 00:36:26,900 --> 00:36:33,430 إلهكم إله واحد، فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا 368 00:36:33,430 --> 00:36:39,750 صالحًا، قال تعالى: ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا، فإن 369 00:36:39,750 --> 00:36:43,890 تصدقنا يجب أن نتصدق خالصين لله تبارك وتعالى، وكذلك 370 00:36:43,890 --> 00:36:50,250 في كل العبادات، ورجل الصنف السابع، ذاكر الله خاليًا 371 00:36:50,250 --> 00:36:56,150 ففاضت عيناه، رجل جالس لوحده هكذا فتذكر ما بدر منه 372 00:36:56,150 --> 00:37:02,890 من معاصي من ذنوب فاستكثرها وتذكر عظيم عذاب الله 373 00:37:02,890 --> 00:37:08,230 تبارك وتعالى وأنه سيحاسبه على كل صغيرة وكبيرة فخشي 374 00:37:08,230 --> 00:37:13,670 خاف من مقام ربه سبحانه وتعالى، ففاضت عيناه من خشية 375 00:37:13,670 --> 00:37:18,070 الله تبارك وتعالى، الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا 376 00:37:18,740 --> 00:37:22,900 لحظة، ويتفكرون في خلق السماوات، وعلى جنوبهم، 377 00:37:22,900 --> 00:37:26,200 ويتفكرون في خلق السماوات ولطف، فإن يتفكر في 378 00:37:26,200 --> 00:37:30,200 ذنوبه، يتفكر في المعاصي، ففاضت عينهم، له هذا 379 00:37:30,200 --> 00:37:35,620 الأجر، ولا يمنع الحديث أن يكون الواحد من الأصناف 380 00:37:35,620 --> 00:37:40,920 السبعة، لا يمنع أن يكون الواحد من الأصناف السبعة 381 00:37:40,920 --> 00:37:44,300 فالإمام العادل ليس المقصود به رئيس الدولة أو 382 00:37:44,300 --> 00:37:48,780 الحاكم أو الخليفة أو الأمير، فكل رئيس قسم مثلا هو 383 00:37:48,780 --> 00:37:52,360 يجب أن يكون إماما عادلا، رئيس جامع يجب أن يكون 384 00:37:52,360 --> 00:37:59,000 إماما عادلا، رئيس دائرة يجب أن يكون عادلا بين من 385 00:37:59,000 --> 00:38:01,240 يرأسهم أو من يقودهم 386 00:38:05,530 --> 00:38:13,150 إذا هذا هو حال الناس في الحشر، ثم يشتد الأمر على 387 00:38:13,150 --> 00:38:17,430 الخلائق ويعظم الكرب في ذلك الموقف العظيم، فيستشفعوا 388 00:38:17,430 --> 00:38:23,830 بالأنبياء، وكل نبي يحيلهم على نبي آخر حتى يصلوا إلى 389 00:38:23,830 --> 00:38:27,610 عيسى عليه السلام، فيحيلهم على نبينا صلى الله عليه 390 00:38:27,610 --> 00:38:33,650 وسلم، فيقول النبي حينها: أنا لها أنا لها، فيأتي النبي 391 00:38:33,650 --> 00:38:38,630 صلى الله عليه وسلم فيشفع للخلائق جميعا، وهذه تسمى 392 00:38:38,630 --> 00:38:43,230 الشفاعة العظمى، الشفاعة العظمى هي خاصة بنبينا صلى 393 00:38:43,230 --> 00:38:48,110 الله عليه وسلم يوم يشفع للأولين والآخرين، وبعد ذلك 394 00:38:48,110 --> 00:38:55,050 يبدأ العرض والحساب وفصل القضاء ونشر الصحف والوقوف 395 00:38:55,050 --> 00:39:00,490 بين يدي الله تبارك وتعالى في محاكمة عادلة، أقول 396 00:39:00,490 --> 00:39:04,230 قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة 397 00:39:04,230 --> 00:39:04,970 الله وبركاته